أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأربعاء، 03 أذار 2013

النظام «يُقسّم» محافظات سورية

لندن، بيروت- «الحياة»، ا ف ب، ا ب

أعلنت الحكومة السورية انها بدأت تنفيذ اجراءات لإضافة ثلاث محافظات جديدة الى المحافظات الاربع عشرة القائمة حالياً بما يعيد تقسيم المحافظات. وذكرت صحيفة «الوطن» المقربة من النظام ان هذه المحافظات ستُقام في القامشلي التي سيتم فصلها عن محافظة الحسكة، كما سيتم فصل ريف حلب عن مركز المدينة، وستُقام محافظة البادية في تدمر التابعة حالياً لمحافظة حمص.

وذكرت مصادر معارضة ان المحافظات الثلاث الجديدة تهدف الى تعزيز سيطرة النظام على المناطق التي لا تزال تحت سيطرته في كل من حلب وحمص والحسكة التي تم فصل القامشلي ذات الاكثرية الكردية عنها. اما ريف حلب فيخضع باكثره للمعارضة فيما تقع اشتباكات شبه يومية في قلب المدينة وتتقاسم المعارضة والنظام السيطرة عليها. كما تشهد محافظة حمص تصعيداً عسكرياً مستمراً. وتخوفت ان يهدف الاجراء الجديد الى تخلي النظام مستقبلاً عن مناطق يعجز عن الدفاع عنها.

الى ذلك استمر التصعيد العسكري في اطراف دمشق التي تشهد معارك يومية. واعلن «الجيش السوري الحر» أمس عن نسف مبنى هيئة الامداد والتموين التابع لوزارة الدفاع في منطقة نجها جنوب شرقي دمشق باربع عبوات ناسفة وضعت في داخله، ما ادى الى تدميره بالكامل وقتل رئيس المركز العقيد عبدالله الطويل ومعاونه وعدد كبير من عناص المركز.

ودارت «اشتباكات عنيفة» في احياء على اطراف دمشق وتعرضت احياء جوبر وبرزة والقابون لقصف جوي، كما صعد مقاتلو «الجيش الحر» عملياتهم العسكرية للسيطرة على موقع وادي الضيف الذي يشكل نقطة عسكرية رئيسية وخط امداد لقوات النظام في ادلب وريف حلب، وبثت المعارضة مساء امس شريط فيديو تضمن اسقاط طائرة حربية، وقال صوت مصاحب للفيديو «الله اكبر، سقطت الطائرة في ريف ادلب الجنوبي». وكان نشطاء بثوا صوراً لضحايا قصف قوات النظام في مناطق عدة في ريف ادلب.

وفي شمال شرقي وادي الضيف، اعلن مقاتلو المعارضة في حلب بدء معركة «فك الاسرى» وقالوا انها «تتضمن تحرير مستشفى الكندي والرحبة العسكرية ومخيم الحندرات وتحرير دوار الجندل لإحكام السيطرة على السجن المركزي في محاولة لفك أسر المعتقلين». واشار بيان صادر عن المعارضة، ان مقاتلي «الجيش الحر» تمكنوا من «السيطرة على بعض النقاط التي كان يتمركز بها جيش النظام في رحبة التسليح بمنطقة الشقيف. واستمرت الاشتباكات في حي الشيخ مقصود ذي الاغلبية الكردية في حلب.

وظهرت مؤشرات اضافية لاقتراب «معركة ضخمة» في ريف دمشق، كان بينها تعزيز الاجراءات الامنية واقامة سواتر حجرية امام مقرات امنية في العاصمة، اضافة الى حفر خنادق في محيط مطار المزة العسكري جنوب دمشق، وتعزيز الحواجز العسكرية في الغوطة الغربية بين العاصمة وهضبة الجولان.

ونقل موقع «داماس بوست» عن «مصادر موثوق فيها» ان القيادة السورية أجرت «تغييرات جوهرية على مستوى القيادة العسكرية في درعا، حيث أقيل ضابط كبير بعد عدد من الضربات التي وجهتها المعارضة المسلحة إلى قوات الجيش في المدينة»، مشيرة الى ان السلطات «اتخذت قرارا جوهريا بعدم السماح بأي تقدم للمسلحين في درعا وباستعادة المبادرة الميدانية هناك».

وافادت المعارضة امس عن قصف قوات النظام بـ «المدفعية الثقيلة والهاون بلدات علما وداعل وتسيل وخربة غزالة، وقصف بقذائف الهاون على حي طريق السد بدرعا المحطة واشتباكات في حي الكرك» في ريف درعا.

واصدر الرئيس بشار الاسد امس مرسوما قضى بانزال عقوبة الاشغال الشاقة المؤبدة بـ»كل من خطف شخصا حارما اياه من حريته بقصد تحقيق مأرب سياسي او مادي أو بقصد الثأر او الانتقام او لاسباب طائفية او بقصد طلب الفدية». وتشدد العقوبة الى الاعدام «اذا نجم عن جريمة الخطف وفاة احد الاشخاص او حدثت عاهة دائمة بالمجني عليه او قام الفاعل بالاعتداء جنسيا على المجني عليه». واعفت الحكومة السورية امس بعض المستوردات النفطية القادمة «حصرا» من ايران من الرسوم الجمركية لغاية منتصف العام الجاري.

في غضون ذلك، كشف ممثل «الائتلاف الوطني» في مجلس التعاون الخليجي أديب الشيشكلي، لـ«الحياة»، عن تلقي المعارضة «وعوداً» للدفع باتجاه حصول «الائتلاف» على مقعد سورية في منظمة التعاون الاسلامي بعدما حصلت على المقعد في الجامعة العربية.

مسؤول عسكري سوري يتوعد: من سيقترب من دمشق مصيره الموت

دمشق – ا ف ب

نقلت صحيفة “الوطن” السورية عن مصدر عسكري اليوم تأكيده ان “دمشق ستبقى آمنة وكافة تشكيلات القوات السورية ستكون على اهبة الاستعداد للدفاع عنها”، مشدداً على ان “مصير كل من يقترب منها لتدنيسها” هو الموت المحتم”.

يأتي ذلك في ظل معارك عنيفة وتصعيد عسكري مستمر منذ ايام بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة في بعض الاحياء الواقعة عند اطراف دمشق وفي المناطق المحيطة بالعاصمة.

ونقلت صحيفة “الوطن” المقربة من السلطة عن مصدر عسكري مسؤول لم تكشف عن هويته قوله ان الجيش “لن يسمح لأي من الارهابيين بتدنيس أرض دمشق التي ستبقى آمنة”.

واضاف “حذرنا مراراً وتكراراً المجموعات الإرهابية بكل الوسائل المتاحة ان اي اقتراب من دمشق يعني الموت المحتم لها ولقادتها”، مشيراً الى “محاولات تسلل تحصل من عدة محاور وغالبا ما يقتل جميع المتسللين أو أغلبيتهم ويفر الآخرون”.

وتابع المصدر ان “الجيش بتشكيلاته كافة على اهبة الاستعداد للدفاع عن دمشق التي لم ولن يدنس أرضها أي من الإرهابيين”.

وتصف السلطات مقاتلي المعارضة السورية “بالارهابيين”. وتشن القوات السورية منذ اشهر حملة واسعة في محيط دمشق للسيطرة على معاقل لهؤلاء المقاتلين يتخذونها قواعد خلفية لهجماتهم تجاه العاصمة.

وطمأن المصدر سكان العاصمة الى ان “دمشق آمنة وستبقى كذلك ولا يوجد أي سبب للهلع. فحماة الديار في مواقعهم ولديهم ما يكفي من إمكانيات وخبرات وشجاعة وبسالة لدحر الإرهاب والإرهابيين”.

الغارديان”: مئات الجهاديين من أوروبا يقاتلون في سورية

بريطانيا – يو بي اي

كشف تقرير اصدرته جامعة كلية الملك في لندن، أن “ما يصل إلى 600 شخص ينتمون إلى 14 دولة أوروبية شاركوا بالقتال في سورية ضد القوات الحكومية منذ بداية الحرب عام 2011”.

وقالت صحيفة “الغارديان” اليوم الاربعاء، إن “التقرير، الذي حصلت عليه بصورة حصرية استغرق اعداده عاماً كاملاً وشمل أكثر من 200 موقع مرتبط بالجماعات الجهادية ومئات التقارير من الصحافة العربية والغربية، وجد أن الأشخاص الذي ذهبوا للقتال إلى سورية ينتمون إلى دول من بينها بريطانيا والنمسا واسبانيا والسويد وألمانيا، وجاء أغلبهم من بريطانيا وتراوح عددهم بين 28 و134 شخصاً”.

واشار التقرير إلى أن “بلجيكا وهولندا وايرلندا استأثرت بأكثر من 200 مقاتل من الأوروبيين الذين ذهبوا إلى سورية للمشاركة في القتال وشكلوا نسبة تراوحت بين 7 و11% من المقاتلين الأجانب في سورية، والذين تراوح عددهم بين 2000 و5500 مقاتل”.

ووجد أيضاً أن ما بين 30 و92 مقاتلاً جاؤوا من فرنسا، وما بين 14 و85 مقاتلاً من بلجيكا، وما بين 5 و107 من هولندا، إلى جانب مقاتلين آخرين من دول شملت ألبانيا وفنلندا وكوسوفو.

ونسبت الصحيفة إلى البروفسور، بيتر نيومان، من المركز الدولي لدراسات التطرف بجامعة كلية الملك في لندن الذي اشرف على اعداد التقرير، قوله “هذا الرقم وإن كان صغيراً نسبياً، اظهر كيف صار الجهاديون الدوليون يردون بسرعة على الصراعات، واصبحت التعبئة للصراع في سوريا أكثر أهمية من أي من النزاعات الأخيرة المعروفة”.

واضاف نيومان “من الخطأ أن تحصر الحكومة البريطانية تركيزها في مالي ومنطقة الساحل على ضوء هذه النتائج.. لأن القصة الحقيقية هي سوريا.. والجهاديون لا يريدون الذهاب للقتال في الصحراء، بل للقتال في قلب العالم العربي”.

وكانت تقارير صحافية كشفت أن أكثر من 100 مسلم بريطاني يشاركون بالقتال في سورية، بعد أن أنشأ ما وصفته بـ”الصراع الدموي” الدائر هناك موجة جديدة من الجهاديين في بريطانيا وجعل سورية الوجهة الرئيسية للمسلمين المتشددين الراغبين بالقتال في الخارج.

طائرة سورية تطلق صاروخاً على منطقة حدودية مع لبنان

بيروت – “الحياة”، عرسال – الوكالة الوطنية، رويترز

افاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام البنانية ان “الطيران السوري اطلق صاروخاً على منزل شخص من آل عوض في اطراف بلدة عرسال الجردية على الحدود اللبنانية – السورية”.

وقد اقتصرت الاضرار على الماديات.

وأكد شهود ان “طائرة سورية توغلت 20 كيلومتراً، داخل لبنان وأطلقت صاروخاً على مشارف بلدة عرسال الحدودية، إلا أنه لم يسقط ضحايا.

وكانت قوات موالية للرئيس السوري بشار الأسد أطلقت من قبل قذائف مورتر وكانت أحياناً تدخل أراضي لبنانية أثناء تعقب مجموعات لمقاتلي المعارضة. وهددت بشن غارات جوية في لبنان الشهر الماضي.

وعندما قصفت طائرة سورية أراضي لبنانية بمنتصف مارس آذار وصف الرئيس اللبناني ميشال سليمان الأمر بأنه “انتهاك غير مقبول للسيادة اللبنانية”.

أميركا والأردن تدربان مسلحي المعارضة السورية لإقامة منطقة عازلة

اميركا – يو بي اي

ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية أن “الولايات المتحدة والأردن سرّعا من وتيرة تدريباتهما لقوات المعارضة السورية، التي قد تستخدم لإقامة منطقة عازلة على خط الحدود الجنوبية السورية”.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين وأردنيين، أن “تدريب قوات المعارضة السورية تم توسيعه وتسريعه، مع تقدم هذه القوات في الجنوب وسيطرتهم على جزء من الحدود الأردنية – السورية بالقرب من مرتفعات الجولان”.

وقال مسؤولون أمنيون أردنيون إنه كان من المقرر استكمال تدريب نحو 3 آلاف من أفراد ما يعرف بـ”الجيش السوري الحر” بحلول نهاية حزيران/يونيو المقبل، ولكنه تم تقديم الموعد إلى نهاية نيسان/أبريل الجاري على ضوء الانتصارات التي حققها هذا الجيش على الحدود.

يشار إلى أن إقامة منطقة عازلة تهدف إلى تحويل المناطق التي يسيطر عليها “الجيش السوري الحر” إلى ملجأ دائم لآلاف الجنود المنشقين والنازحين المدنيين يمكن إيصال المساعدات “الإنسانية” إليها.

ويذكر أن أكثر من 470 ألف لاجئ سوري دخلوا إلى الأردن، ويتوقع مسؤولو الأمم المتحدة أن يتجاوز عددهم المليون هذا العام.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين وأردنيين تحذريهم من أن إقامة هذه المناطق لم تدخل حيز التنفيذ بعد، معددين لائحة من العوائق، من بينها رفض الولايات المتحدة وبعض شركائها الدوليين من تأمين تغطية جوية بهدف منع القوات الجوية السورية، من مهاجمة مواقع “للجيش الحر”.

وذكرت أنه من بين الخيارات المتاحة، أن يحاول أفراد “الجيش الحر” إقامة منطقة عازلة في أيار/مايو في الصحراء الجنوبية الشرقية على الحدود مع العراق والأردن، وهي منطقة لم تشهد معارك كثيرة خلال النزاع.

وأضافت أنه بعد شهرين من أيار/مايو القادم، قد يتقدم أفراد “الجيش الحر” باتجاه الغرب إلى جانب مدينة درعا.

ونقلت الصحيفة عن المسؤول في “الجيش الحر”، محمد الدمشقي، قوله إن “الجيش الحر سيكون جاهزاً لإدارة مناطق محررة في سورية والسيطرة عليها”.

وكانت إدارة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، أرسلت نحو 150 عسكرياً أميركياً إلى الأردن في العام الماضي، ولكنها طالما رفضت التعليق على تقارير تحدثت عن قيام هذه العناصر بتدريب مسلحين سوريين.

تصعيد أميركي «تدرجي» في دعم المعارضة العسكرية

واشنطن – جويس كرم

على رغم عدم اتخاذ البيت الأبيض أو الكونغرس قراراً بتسليح المعارضة السورية، شهدت الفترة الأخيرة تصعيداً أميركياً تدريجياً باتجاه الانفتاح على هذه الفكرة من خلال اقامة اتصالات مباشرة مع قيادة «الجيش الحر» والدخول كوسيط مباشر في توزيع المساعدات العسكرية وزيادة الدعم الاستخباراتي للثوار السوريين. وقال المسؤول السابق عن الملف السوري في وزارة الخارجية الأميركية فريديريك هوف لـ «الحياة» إن إعلان واشنطن وتحديداً وزير الخارجية جون كيري فتح «قناة اتصال مباشرة بالمعارضة المسلحة، هو محوري للغاية». وجاء الاعلان بشكل غير مباشر وبعد تأكيد الخارجية إعداد رزمة مساعدات غير مسلحة لـ «الجيش الحر»، وتأكيد السفير الأميركي السابق إلى دمشق والمسؤول عن الملف السوري روبرت فورد أمام الكونغرس أنه اجتمع أكثر من مرة برئيس أركان «الجيش الحر» اللواء سليم ادريس، وأن هناك اتصالاً مباشراً بقيادة هذا الجيش.

واعتبر هوف الذي يشغل منصب «باحث رفيع في مركز رفيق الحريري للشرق الأوسط» التابع لـ «أتلانتيك كاونسل» الأميركي، أن خطوة إرسال مساعدات مباشرة إلى «الجيش الحر، يجب ألا تُفهم بالمعنى التقني وبالتركيز على نوع هذه المساعدات، بل من ناحية فتح قنوات الاتصال بين الجهات الأميركية الرسمية والمعارضة المسلحة السورية».

وتابع هوف – الذي أدار ملف سورية لأربع سنوات في الخارجية الأميركية – أن واشنطن تتجه إلى القيام بدور «أكثر انخراطاً» مما كان عليه في السابق في الأزمة السورية. ويتخطى هذا الدور الإطار التقليدي للدعم الذي اعتمدته واشنطن في تجارب سابقة في بلدان «الربيع العربي». ويقع رفض واشنطن حتى هذه المرحلة ارسال مساعدات مسلحة للمعارضة في هذا السياق، وبسبب ما يصفه هوف بـ «المخاوف من انتشار هذه الأسلحة و (مسألة صعوبة) تعقبها». غير أنه لفت إلى دور واشنطن كـ «حكم» في «آلية توزيع السلاح اليوم والذي هناك وفرة فيه في سورية وضمان وصوله الى المجموعات الصحيحة».

ويتحدث المسؤول السابق عن رفع واشنطن مستوى «الدعم الاستخباراتي للثوار» وهو ما تشرف عليه وكالة الاستخبارات المركزية (سي.آي.أيه). كما نقلت محطة «سي.ان.ان» معلومات عن تدريب واشنطن لمقاتلين من «الجيش الحر» في معسكرات دول مجاورة. ولفتت مصادر موثوقة لـ «الحياة» إلى مراجعة الإدارة الأميركية أداء «جبهة النصرة» التي أدرجتها كمجموعة ارهابية في كانون الأول (ديسمبر) الماضي. وفيما لا يتوقع أن ينتج عن هذه المراجعة رفع «النصرة» عن لائحة الإرهاب، أشارت المصادر إلى أن هناك امكانية لاستيعاب المجموعة أو النظر في رفع أسماء بعض قياداتها عن اللائحة. وكان مسؤول أميركي رفيع المستوى أكد لـ «الحياة» أخيراً أن «النصرة هي نتاج عنف النظام، وهناك فرصة لاحتواء التطرف إذا وصلنا سريعاً إلى حل سياسي».

غير أن مثل هذا الحل لا يبدو قريباً، بحسب هوف. ومع امتداد المعارك إلى أحياء دمشق، وعدم بروز حل سياسي في الأفق يتوقع هوف «حرباً طويلة»، وهو لا يراهن على تغيير في الموقف الروسي الذي تعاطى معه عن كثب خلال عمله في الخارجية الأميركية. ويضيف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «لا يريد دعم تحرك غربي في سورية، وموسكو تتراجع حتى عن التزامات سابقة في اتفاق جنيف» الذي توصلت إليه الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن في حزيران (يونيو) الماضي وحدد ضرورة الاتفاق على «المرحلة الانتقالية» في سورية. ويرجح هوف «امتداد» الأزمة السورية، وتقوية المعارضة في المرحلة المقبلة، في مقابل لجوء النظام إلى وسائل «التدمير والعقاب الجماعي» الذي سيفاقم التداعيات الاقليمية، بحسب رأيه.

                      اشتباكات عنيفة على أطراف دمشق

سقوط قذيفة في الجولان ويعالون يحذر من ردّ

استمرت العمليات العسكرية على وتيرتها التصعيدية في سوريا أمس، ودارت اشتباكات عنيفة على الاطراف الشرقية والشمالية لدمشق، تزامنا مع قصف القوات النظامية بالطائرات والمدفعية هذه المناطق التي تضم جيوبا لمقاتلي المعارضة، فيما أطلق الثوار عملية واسعة في حلب قال ناشطون إنها ترمي الى اطلاق سجناء سياسيين من السجن الرئيسي للمدينة. (راجع العرب والعالم)

 ومساء، أفاد الجيش الاسرائيلي أن قذيفة هاون اطلقت من الاراضي السورية سقطت داخل المنطقة التي تحتلها اسرائيل من هضبة الجولان، الا انها لم توقع اصابات.

وجاءت هذه التطورات على جبهة القنيطرة بعد زيارة وزير الدفاع الاسرائيلي موشي يعالون للمنطقة وتحذيره من أن بلاده سترد على أي هجوم من سوريا. وقال: “سواء أكان (اطلاق النار) يستهدف اراضينا ام لم يكن، سنرد لاسكات مصدر النيران كما حدث الاسبوع الماضي”.

والاسبوع الماضي، اطلق جنود اسرائيليون في مرتفعات الجولان صاروخ “تاموز” الاسرائيلي المضاد للدبابات على موقع للجيش السوري بعد تعرضهم لاطلاق نار مرتين خلال 12 ساعة.

 عقوبات

 وفي ظل تدهور الوضع الامني في مناطق واسعة من البلاد وغياب القانون والمؤسسات، اصدر الرئيس السوري بشار الاسد مرسوماً فرض بموجبه عقوبات تصل الى الاعدام او السجن المؤبد لمن يقوم بعملية خطف، وهي ظاهرة تزداد انتشارا وتهدف الى الحصول على فديات أو تستند الى خلفية مذهبية.

 وبعيد صدور المرسوم، تحدث “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخد لندن مقرا له، عن اقدام “مسلحين من اللجان الشعبية التابعة للقوات النظامية من بلدتي الفوعة وكفريا في ريف ادلب على خطف ركاب حافلة من اهالي بلدة معرة مصرين” في المنطقة عينها، من غير ان يحدد عددهم.

وشهدت هذه المنطقة في شباط خطف مئات المدنيين العلويين والسنة، بينهم نساء واطفال.

ويتبادل النظام والثوار الاتهامات بالمسؤولية عن عمليات الخطف.

اعفاءات

 وفي الشأن الاقتصادي، قررت الحكومة السورية “اعفاء مواد المازوت والفيول والغاز المستوردة حصرا من ايران من الرسوم الجمركية والضرائب والرسوم الاخرى حتى 30 حزيران 2013”.

وتعاني سوريا نقصاً حادا في المشتقات النفطية بسبب النزاع الذي تسبب بأزمة اقتصادية غير مسبوقة وانخفاض انتاج النفط في شكل حاد، وقت تشمل العقوبات الاوروبية والاميركية على النظام السوري حظرا للمشتقات النفطية.

عربين: الحياة تستمر

سعاد يوسف

ما أن تدخل عربين في الغوطة الشرقية قاطعاً نهر تورا (أكبر أفرع بردى وهو يروي حقول اللوز والجوز والزيتون)، حتى ترى أملاً لا تعرفه نشرات الأخبار وحكايات الصحف، هذا التفاؤل المفاجئ، بات سمةً واضحةً للمناطق السورية “المحررة”، رغم الدمار الذي أصاب المدينة منذ شهر تشرين الأول الفائت مع بداية محاولات النظام لاقتحام الغوطة الشرقية والحملة العسكرية العنيفة التي شنها على كافة مدنها وبلداتها.

 كثيرون من سكان عربين تمسكوا بالحياة، فبدأوا بالعودة إليها للعمل بشكل حثيث لخدمة مدينتهم وإعادتها أفضل حالاً مما كانت عليه، يشرف على ذلك مجلس محلي وهيئة شرعية وكتيبة حفظ نظام أصبحت جميعها مسؤولة عن كافة شؤون المدينة قانونياً وخدمياً، ذلك في ظل انقطاع التيار الكهربائي منذ ما يزيد عن الخمسة أشهر، وعدم توفر الوقود وصعوبة تشغيل مضخات المياه.

 يتحدث عدي وهو أحد السكان الذين رفضوا الخروج، ل”المدن” عن تلك الجهات وطبيعة عملها: ” تم تشكيل المجلس المحلي خفيةً منذ شهر تشرين الثاني 2011، حتى صار اليوم يعمل بشكلٍ معلن، وهو أكثر تنظيماً وفاعلية، هذا المجلس مشكل من عدة مكاتب، أهمها المكتب الإعلامي والإغاثي والمكتب الطبي والخدمات”، ويكمل “يقوم المكتب الإغاثي بتوزيع وجبات غذائية شهرية على عائلات الشهداء والمعتقلين والمصابين والفقراء، والمكتب الطبي بدوره قام بإنشاء عيادات شاملة أشبه بالمستوصف لإجراء معاينات بتكلفة رمزية 100 ليرة ( دولار واحد تقريباً)، إضافة إلى مشفى ميداني يقوم بعلاج الجرحى. أما مكتب الخدمات فهو يقوم بدور المحافظة، حيث يشرف، ويسير خدمات المدينة كالإطفاء والنظافة، ويتلقى الشكاوى والطلبات من المواطنين الراغبين بتحسين وضع أحيائهم”.

  عن كتيبة حفظ النظام يقول عدي: “تم تشكيلها من شبان المدينة الذين لم يغادروها، وتتلخص مهامها في المحافظة على الممتلكات العامة والخاصة بالإضافة إلى الإشراف على عمليات تحميل ونقل بضائع التجار من المستودعات بعد التأكد من ملكيتها، ومن ثم مرافقة التاجر أثناء عملية النقل للتأكد من سلامة وصولها”، ويضيف “كما أنها تحافظ على الممتلكات التي تركها أصحابها، في الوقت الذي قبل فيه بعض السكان منح منازلهم المتروكة للأسر المنكوبة، لم يقبل قسم آخر بذلك وطلب من الكتيبة حماية منزله، والتي تقوم بوضع منشور كتب عليه : بأمر من كتيبة حفظ النظام يمنع دخول هذا المنزل”.

 يخبرنا عدي أنه ولكل عنصر من الكتيبة رقم خاص يضعه حول ساعده بشكل واضح وبارز مما يتيح لأي مواطن التشكي بسهولة للهيئة الشرعية عن طريق رقم العنصر.

وعن تلك الشكاوى ودور الهيئة يحدثنا أكثر: “الهيئة الشرعية تشكلت من وجهاء المدينة ورجال الدين ذوي المكانة والكلمة المسموعة. تتلقى الهيئة شكاوى المواطنين سواء بحق عناصر الجيش الحر أو كتيبة حفظ النظام أو حتى الشكاوى المتعلقة بأعمال السرقة والتخريب. فكل مسيء يجب أن يُحاسب والهيئة تنظر في أمر الشكاوى وتصدر الحكم المناسب”.

 ويضيف عدي “هنا علي أن أذكر أن كتيبة حفظ النظام والهيئة الشرعية قامتا بتوقيع اتفاق مع جميع كتائب الجيش الحر العاملة في المدينة ينص على أن للهيئة الحق في إصدار الحكم بالسجن على أي مذنب مهما كانت مكانته أو رتبته. ذلك أثبت للجميع ألا أحد فوق القانون وأن لغة القانون هي الحاكمة وليست لغة السلاح”.

 إلا أن عدي يحدثنا هنا عن ظاهرة بدأت بالانتشار مؤخراً في مدن الغوطة الشرقية وتشكل مصدر قلق للسكان والناشطين: “بدأنا نرى لافتات برتقالية اللون موقعة باسم “حزب التوحيد” كتب عليها: تسقط الديموقراطية، تسقط العلمانية، نريد خلافة إسلامية. لا نعرف من هو “حزب التوحيد” والمجلس المحلي أصدر بياناً استنكر فيه كل “المتسلقين على الثورة”. نحن نرفض مجيء أناس غرباء عن ثورتنا ليفرضوا آراءهم بقوة السلاح. وللأسف بدأنا اليوم نعاني من ظهور بعض المتطرفين مستغلين انشغال الثوار الحقيقيين بساحة المعركة، وغياب الصوت الديني المعتدل ورجال الدين الوسطيين الذين غادروا سوريا وتركوا “الساحة فاضية”. كم أتمنى قدوم الشيخ سارية الرفاعي أو الشيخ راتب النابلسي هنا. فليأتوا وليجلسوا معنا ويشاركونا ما نعيشه ويعلموا الثوار آداب وأخلاقيات الجهاد. أما وهم بعيدون فلا غرابة في أن يبدأ “المتطرفون” بالقدوم.”

 أما عن جبهة النصرة وتواجدها ودورها في الغوطة الشرقية، يقول سكان عربين إن هناك أعداداً قليلة نسبياً من عناصر الجبهة هناك، معظمهم سوريون وهم على درجة عالية من العلم والثقافة إضافة إلى تحليهم بشجاعة نادرة. يضيف عدي بأن ما يميز الجبهة هو توحدها وعدم ظهور أي خلاف بين عناصرها فهم يتبعون لقيادة موحدة وينفذون ما تطلبه منهم حرفياً، بينما لا يزال الجيش السوري الحر وحتى هذه اللحظة يعاني انقسامات كبيرة بين فصائله قد تكون أحد أهم أسباب تأخر انتصار الثورة، على حد تعبيره.

أكثر ما يحز في نفوس سكان عربين محاولات النظام تحويل الثورة في سوريا إلى صراع طائفي. يقول عدي إن العديد من سكان عربين مسيحيون، هم اليوم جميعاً خارج المدينة، إلا أنه يتحدث بحب بالغ عن كنيسة عربين. “الكنيسة لم تصب حتى الآن بسوء، اللهم إلا بعض القذائف التي أحدثت فيها دماراً جزئياً. لا زالت مغلقة على حالها تنتظر المصلين كي يعيدوا إليها الحياة. كم كنا نتمنى وجود شخص مسيحي في مجلسنا المحلي، كي يعكس تنوع سوريا في مدينتنا الصغيرة. لكننا ننتظر عودة جميع السكان بفارغ الصبر كي نبدأ ببناء عربين معاً من جديد.”

 قصة كمين “غجر”

معتصم الديري

 شهر من الانتصارات يمشيها ثوار درعا، ليصبح دخول كتائب النظام وتحريرها مثل رحلة صيد، هكذا أصبح يرى الثوار معاركهم حتى تاريخ 22 اذار الساخن، حيث ربح الثوار اللواء 38، وحواجز المنطقة الغربية، لكنهم خسروا قادة كبار في كمين واحد.

غربي مركز “جابر” الحدودي تجلس نقطة حدودية تابعة للمركز “النقطة 27” والمسؤول عنها أحد ضباط الأسد، “النقيب محمد غجر” من محافظة حماه، والمعروف بسمعة طيبة في المنطقة، حيث كان يدير سجن الأحداث في مدينة طفس، ثم أنتقل للخدمة في نقطة حدودية في تل شهاب. الرجل المعروف بين قيادات الجيش الحر كرمز محايد، لا يضر ولا يفيد، لكنه بعد تاريخ 22 اذار صار رمز كسر ظهر المدينة في ذاك اليوم.

 بعد ستة أشهر من الود بين الثوار والنقيب “غجر”، ينسق “غجر” مع لواء “فجر الإسلام” في المحافظة، ليسلمهم النقطة “27” التي تحوي أكثر من نقاط حدودية انسحبت اليها، والتي تبعد عن معبر جابر الحدودي حوالي 700 متر والتي يرأسها “غجر” بأكثر من خمسين عنصر، وثلاثة مدرعات.

 الثوار يدخلون النقطة ب تكبيرات عناصر “غجر” وهم باللباس المدني، يدخلهم ثلاثة عناصر لداخل النقطة، يكبر الثوار مع عناصر “غجر”، ويدلهم “غجر” وعناصره على مستودعات الذخيرة، وبدون أي فاصل يُرمى الثوار من عربات كانت تبدو منطفئة. والمشهد الأسوأ كان أن أغلب الثوار ماتوا نحراً، وطعناً بحربات البنادق.

 حوالي 27 من الثوار فقدوا في العملية، من بينهم قادة مجموعات، ونائب قائد لواء “فجر الاسلام” النقيب محمد حسين الموسى “أبو عمر”.

 نجا من العملية 3 أشخاص بينهم جرحى. استطاع الثوار سحب ثمانية جثث لهم أغلبهم من مدينة طفس، وبقيت الجثث الأخرى داخل نقطة “غجر”.

 يتصل الثوار بالصديق السابق “غجر” ليستسهل الأمر: “لم أستطع أن أمنع عناصري عن ذلك، آسف”.

وادي خالد: مساع للإفراج عن المخطوفين السوريين

نجلة حمود

لم تحمل المفاوضات التي يقوم بها رؤساء عشائر وفاعليات وادي خالد منذ مساء أمس الأول مع عائلة الأحمد التي أقدمت على خطف ثمانية سوريين أثناء عبورهم إلى لبنان عند «معبر البقيعة» أو ما يعرف بمعبر جسر القمار في وادي خالد، أي تطور بارز من شأنه إنهاء ذيول المسألة قبل أن تطول وتنعكس تداعياتها على كامل محافظة عكار، خصوصاً أن بوادر حوادث أمنية متفرقة بدأت تلوح في الأفق، حيث أقدم مجهولون ليل أمس الأول على إقامة حواجز طيارة عند مفترق طريق حمص على الطريق الدولية التي تربط لبنان بسوريا والتي يسلكها يومياً العديد من السيارات السياحية، واعترضوا حافلة تقل ركاباً من مدينة إدلب وجرى سلبهم كل ما يملكون.

ويتخوف أبناء القرى الحدودية من توترات أمنية على خلفية عملية الخطف، خصوصاً أن الحدود الشمالية تشهد خروقا أمنية متلاحقة منذ بدء الحركات الاحتجاجية داخل سوريا، وهو ما دفع بالعديد من المواطنين في بلدتي الهيشة والبقيعة إلى ملازمة منازلهم أو أقله الحد من تحركاتهم في المنطقة. وما زاد الأمور تعقيدا هو تبادل الاتهامات والشتائم عبر مواقع التواصل الاجتماعي بين عدد من أبناء وادي خالد ومواطنين سوريين، وذلك عبر الخطوط السورية التي يملكها غالبية أهالي وادي خالد، كما تلقى أهالي الهيشة عبر وسطاء رسالة واضحة من الأجهزة الأمنية في سوريا، تؤكد أنهم لن يخضعوا لعمليات الخطف ولن يتم الافراج عن ابنهم بهذه الطريقة.

في مقابل ذلك اتخذ الجيش اللبناني إجراءات أمنية مشددة عند مدخل بلدة الهيشة وعند مركز الأمن العام القديم، فأقام حواجز ثابتة ومتنقلة وسير دوريات في شوارع المنطقة، كما عمد الى تفتيش الفانات التي تحمل ركاباً والتي تتجه نحو المعبر، واتخذ تدابير صارمة لتحركات الاعلاميين ومنعهم من الاقتراب من المعبر، وتمام الساعة الرابعة عصراً استكمل الجيش عمليات الدهم والتفتيش فداهم منزل حسين الأحمد، وبعض الأماكن في بلدة جرمنايا القريبة من الهيشة.

وتركت الحادثة انقساما حاداً بين وجهاء عشيرة الغنام، الذين أعرب العديد منهم عن رفضهم لعملية الخطف، مؤكدين «أنها ليست الحل المناسب لاسترجاع محمد الأحمد الذي فقد منذ عام تقريبا في سوريا»، وأكد هؤلاء «أننا نسعى بشكل جدي للإفراج عن المخطوفين الثمانية كبادرة حسن نية بهدف نقل الملف وتسليمه الى الجهات الأمنية، وتحديداً إلى المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم».

إلى ذلك عقد اجتماع، عند الرابعة عصراً، في منزل مختار جرمنايا غازي دعيبس، انتهى إلى اتفاق على إبلاغ اللواء إبراهيم أنه «سيتم الإفراج عن اثنين من السوريين المخطوفين، مقابل إفراج السلطات السورية عن محمد الأحمد، ومن ثم يتم إطلاق سراح جميع المخطوفين».

ولفت دعيبس إلى «أننا أبلغنا اللواء إبراهيم بهذا الأمر ونحن ننتظر الرد»، أما بالنسبة إلى موعد إطلاق سراح المخطوفين، فأشار الى «أنه من الممكن الافراج عنهما اليوم أو غداً».

واستنكر علي الأحمد، عمّ المفقود محمد الأحمد في سوريا، في بيان تلاه باسم العائلة، عملية خطف السوريين الثمانية، مؤكداً «أن ما حدث هو نتيجة نفاد كل الإمكانيات والاتصالات مع السلطات اللبنانية والسورية»، مشدداً على «أن ما جرى ليس عملية خطف لأن السوريين هم ضيوف لدينا». وطالب الأحمد «رئيس الجمهورية ميشال سليمان وكل المسؤولين والأجهزة الأمنية، وتحديداً اللواء عباس إبراهيم التدخل مباشرة والاتصال بالسلطات السورية كما جرى مع الكثير من الأخوة اللبنانيين الذين كانوا مخطوفين في سوريا والعمل على الإفراج عن ابننا»، لافتاً إلى «أننا جاهزون لأي حل».

وأكدت رابعة الأحمد والدة محمد «أن ابنها البالغ من العمر 20 عاماً كان يتابع تحصيله العلمي في سوريا، وهو خرج من المنزل بثياب النوم واختفى، منذ ما يزيد عن السنة، ونحن بحثنا مطولا حتى علمنا أنه في سوريا واستطعنا منذ مدة أن نتأكد من أنه حي وبصحة جيدة». وطالبت الأحمد «الرؤساء الثلاثة الاهتمام بقضية إبنها لأنه مواطن لبناني وله حقوق على دولته».

وأكد رئيس بلدية الهيشة دحام النايف «أن عائلة الأحمد أقدمت على عملية الخطف مكرهة وذلك بعد نفاد كل الحلول الممكنة وعدم تجاوب السلطات القضائية والسياسية في لبنان مع ملف الأحمد».

هاون على دمشق .. وانتكاسة للمعارضة في نيويورك قلق فرنسي ـ مصري على لبنان والأردن .. ومن التقسيم

تعرّضت مدينة دمشق لسلسلة هجمات بقذائف الهاون أوقعت عشرات الضحايا، فيما أعربت القاهرة وباريس عن قلقهما من تداعيات الأزمة السورية على لبنان والأردن، وأعلنتا تأييدهما للحل السياسي، لكن باريس جددت الإشارة الى أن الطريق الى هذا الحل يمر من خلال التسليح من أجل تغيير الوقائع على الأرض.

وفي هذه الأثناء، تعرّضت محاولات «الائتلاف الوطني السوري» المعارض، المدعوم من الجامعة العربية، للحصول على مقعد سوريا لدى الأمم المتحدة إلى انتكاسة سياسية قوية أمس، حيث أعلن مندوب رواندا ريتشارد يوجين جاسانا، الذي تترأس بلاده مجلس الأمن لشهر نيسان الحالي، أن المندوب السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري هو الممثل الشرعي لبلاده في الأمم المتحدة. وقال إن «اعتراف الجامعة العربية بائتلاف المعارضة السورية كممثل للشعب السوري يعود إلى الجامعة العربية، أما هنا فإن مجلس الأمن الدولي يقر بأن المندوب السوري الحالي هو الممثل الدائم لدمشق لدى الأمم المتحدة».

وأعلنت مصادر في الجيش الإسرائيلي أن قذيفة هاون سقطت على الجزء المحتل من الجولان، وذلك بعد ساعات من جولة قام بها وزير الدفاع موشي يعلون في المنطقة. كما تعرّضت دورية للاحتلال إلى إطلاق نار من أسلحة خفيفة مصدره الأراضي السورية، حيث كانت تندلع اشتباكات بين القوات السورية ومسلحين. وذكرت صحيفة «جيروزاليم بوست» أن «المدفعية الإسرائيلية استهدفت مصادر النيران»، مضيفة أنها «أصابت أهدافها مباشرة». ونقلت عن مصادر في الجيش الإسرائيلي قولها ان «الأسابيع الماضية شهدت عدداً من حوادث إطلاق النار من الأهداف نفسها من داخل الأراضي السورية».

وقال يعلون، خلال جولة في الجولان المحتل، إن إسرائيل لن تتدخل في النزاع السوري إلا إذا تعرّض أمنها للتهديد، مؤكداً أن الدولة العبرية «سترد على أي إطلاق نار من الأراضي السورية وستقضي على مصادر النيران». وكرر أن اسرائيل قلقة من حصول «حزب الله» أو تنظيم «القاعدة» على أسلحة كيميائية سورية. وقال «لقد تحركنا سابقاً وسنقوم بهذا الأمر في المستقبل من أجل منع وقوع مثل هذه الأسلحة في أيدي جماعات غير مسؤولة».

والتقى الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي مع وفد من «الائتلاف الوطني السوري» المعارض برئاسة أحمد معاذ الخطيب، في القاهرة. وقال مصدر مسؤول في الجامعة العربية إن «اللقاء جاء في إطار المشاورات التي يجريها الأمين العام مع رئيس الائتلاف الوطني في ما يتعلق بكل تطورات الشأن السوري والآفاق المستقبلية للتعامل مع هذه التطورات، خاصة بعد قرار قمة الدوحة بشغل الائتلاف مقعد سوريا في الجامعة العربية».

ونقلت وكالة «الأناضول» التركية عن مصدر ديبلوماسي عربي واسع الاطلاع قوله إن «اللقاء تركز على كيفية تفعيل قرارات القمة العربية التي عقدت في الدوحة والتنسيق بين الائتلاف والجامعة بشأن الحصول على مقعد سوريا في منظمة التعاون الإسلامي والأمم المتحدة، بالإضافة إلى إطلاع الجامعة على الخطوات التي يجريها الائتلاف بشأن استكمال الحكومة وتسمية من يمثل سوريا في الجامعة العربية».

باريس والقاهرة

وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المصري محمد كامل عمرو في باريس، «هناك تقارب كبير بين مصر وفرنسا بشأن سوريا، ولا سيما دعم الائتلاف المعارض برئاسة الخطيب وأهمية الوصول إلى حل سياسي للأزمة». وأشار إلى أن «فرنسا ومصر تشعران بالقلق إزاء ما يدور في سوريا وتداعياته على لبنان والأردن».

وحول عزم فرنسا إمداد المعارضة السورية بالأسلحة، كرر فابيوس أن باريس «ترى أنه لبلوغ الحل السياسي يجب أن يكون هناك تغيرات على الأرض، وإلا فسنصل إلى انفجار الأوضاع في سوريا». وأضاف أن «باريس تفكر في تقديم أسلحة دفاعية (إلى المعارضة)، لا سيما أن إيران وروسيا تواصلان دعم نظام (الرئيس السوري) بشار الأسد بالأسلحة».

وحول إعلان القمة العربية في الدوحة الأسبوع الماضي فتح باب تسليح المعارضة، شدد عمرو على أن «مصر لا تقدم الأسلحة، ولكن تقدم الدعم السياسي»، مشيرا إلى أن «مصر أكدت مراراً أن الدعم والحل السياسي أمر مهم لتجنب تقسيم سوريا إلى دويلات، وهو ما سيؤثر ليس فقط على سوريا بل على المنطقة بأسرها».

وأضاف ان «الرئيس محمد مرسي قام منذ أشهر بطرح مبادرة بشأن الحل السياسي في سوريا، وتضم كلاً من السعودية وإيران وتركيا إلى جانب الجامعة العربية والأخضر الإبراهيمي»، موضحاً أن «المبادرة تقوم على أساس أن يتم تشكيل وفد من الائتلاف الوطني السوري للتفاوض مع ممثلين عن النظام ممن لم تتلطخ أيديهم بالدماء، من أجل بلوغ هدف الحل سياسياً»، موضحا أن «مصر تعتقد أن هذا الطرح سيؤدي إلى الانتقال في سوريا وتحقيق تطلعات الشعب السوري وفي الوقت ذاته يحافظ على التعددية المجتمعية في سوريا».

وقال عمرو، بعد لقائه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، «هناك تقارب في الموقفين المصري والفرنسي إزاء الوضع في سوريا وضرورة التوصل إلى حل سياسي للأزمة»، مشيرا إلى أن «هناك اتفاقاً بين القاهرة وباريس على العمل خلال الفترة المقبلة في هذا الاتجاه من أجل الحفاظ على وحدة البلاد والمجتمع السوري وضمان عدم تقسيم سوريا». وشدد على أن «هناك اتفاقاً بين الجانبين على أن (الرئيس السوري) بشار الأسد من الصعب أن يكون له مكان في سوريا المستقبل».

ميدانياً

تستمر العمليات العسكرية على وتيرتها التصعيدية في سوريا، حيث تحصد الاشتباكات الدامية بين القوات السورية والمسلحين مزيداً من الضحايا كل يوم.

وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيانات، «وقعت اشتباكات عنيفة على الأطراف الشرقية والشمالية لدمشق تزامناً مع قصف من القوات السورية استهدف هذه المناطق التي تضم جيوباً للمسلحين». وأوضح أن «القصف على حي برزة في شمال العاصمة أدى إلى سقوط ستة قتلى كلهم رجال، وقتل رجل سابع برصاص قناص. كما وقعت اشتباكات عند أطراف حي جوبر من جهة (ساحة) العباسيين».

وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) «استشهد أربعة مواطنين في سقوط قذيفة هاون أطلقها إرهابيون على منزلهم في بلدة المقيليبة» جنوب العاصمة. وأشارت إلى «مقتل 4 أشخاص، وإصابة 25، في سقوط 3 قذائف هاون على مشتل في منطقة الفيحاء» وسط دمشق. وتابعت «قتل 4 أشخاص، وأصيب 11، بينهم أطفال ونساء» في سقوط قذيفتي هاون على حي القريات السكني في جرمانا». وتابعت ان «وحدات من جيشنا ألحقت خسائر فادحة بالإرهابيين في سلسلة عمليات نفذتها ضد تجمعاتهم في عدرا ومزارع عالية وحرستا وعربين بريف دمشق».

وأشار «المرصد» إلى «قصف بالطوافات في محيط معسكر وادي الضيف حيث تدور اشتباكات في ريف ادلب». وأشارت «سانا» إلى أن القوات السورية «شنت عمليات في قرية مدايا سجدة في ريف حماه ودير الزور وريف ادلب». وتحدثت عن إحباط عدد من محاولات تسلل «إرهابيين من لبنان إلى سوريا». وأشار «المرصد» إلى «مقتل 78 شخصاً في أعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا».

وظهر الرئيس السوري بشار الأسد في مقتطفات من مقابلة مع قناة «اولوسال» التركية ستبث الجمعة، يشير فيها إلى أن رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان لم يقل كلمة صدق واحدة منذ بداية الأزمة في سوريا، مضيفاً «لا شك في أن موقف رجال الدين، ومنهم الدكتور (العلامة محمد سعيد رمضان) البوطي، كان أساسياً في إفشال المخطط الذي يهدف لخلق فتنة طائفية، ولذلك اغتالوا الدكتور البوطي، ومنذ يومين اغتالوا رجل دين في حلب، واغتالوا عدداً من رجال الدين سابقاً».

(«السفير»، «سانا»،

ا ش ا، ا ف ب، رويترز)

رئيس وزراء الأردن يكشف عن توجه لإعلان الشمال منطقة منكوبة على خلفية تدفق اللاجئين السوريين

عمان- (د ب أ): كشف رئيس الوزراء الأردني عبد الله السنور عن “نية الحكومة إعلان الشمال منطقة منكوبة”، مشيرا إلى “إمكانية اللجوء إلى مجلس الأمن لمطالبة المجتمع الدولي القيام بدوره حيال العبء الكبير الذي يتحمله الأردن جراء استقبال اللاجئين السوريين”.

ونقلت صحيفة (الغد) الأردنية الأربعاء عن النسور القول في حديث لرؤساء الصحف وعدد من الكتاب الصحفيين إن “خطوة التوجه لمجلس الأمن لم تحسم بعد”.

وتوقع النسور “حدوث انفجار كبير في الداخل السوري”، ما “سينعكس على حركة تدفق اللاجئين”، موضحا أن “تقديرات الأمم المتحدة لعدد اللاجئين ستصل إلى مليوني لاجئ في حال تفجر الوضع هناك”، لتنخفض التقديرات إلى مليون في حال استمرار وتيرة العمليات على ما هي عليه اليوم.

ولفت إلى أن “عدد السوريين في المملكة اليوم يتجاوز المليون”، منهم 450 ألف لاجئ، وأكثر من 600 ألف جاءوا مع عائلاتهم للأردن قبل اندلاع الأحداث في بلدهم، مبينا أن الحكومة ، ومن خلال مسح تجريه، تمكنت من تسجيل 300 ألف سوري حتى يوم أمس كانوا متواجدين في الأردن بدون وثائق رسمية ، وتم منحهم بطاقات.

وفيما يتعلق بالموقف من الأزمة السورية، أكد النسور أن “الموقف لم يتبلور بعد، لكن الوضع كارثي وخطير وتبعاته كبيرة وخطيرة”.

صحيفة سورية تتهم حماس بنقل البندقية من الكتف المقاوم إلى التبعية لقطر

دمشق- (ا ف ب): شنت صحيفة سورية الأربعاء هجوما على حركة حماس الفلسيطينة وعلى رئيسها خالد مشعل الذي وصفته بـ(القزم)، معتبرة ان الحركة نقلت بندقيتها “من الكتف المقاوم إلى الكتف المساوم”.

وكانت حماس حليفا تقليديا للنظام السوري. الا أن مسؤوليها اعلنوا بعد اندلاع الازمة في سوريا وقوفهم الى جانب معارضي النظام وانتقل قياديو الحركة من دمشق حيث استقروا لسنوات طويلة، إلى الدوحة والقاهرة.

وذكرت صحيفة الثورة الحكومية “اليوم إذ تنتخب حماس خالد مشعل لدورة خامسة (…) لا تجد الضفة وغزة وكامل فلسطين المحتلة فرصة للاحتفال، حيث الأسرى والتهويد والموت في كل مكان”.

واضافت “لكن حماس تحتفل بنقل البندقية من الكتف المقاوم إلى الكتف القطري الاخونجي المساوم”.

وتابعت “من قطر جاءنا خالد مشعل، يومها لم تكن أصبحت قطر العظمى ولم يكن هو خالد القزم بلا قضية اللهم الا قضية الاخوان، فلم يجد في الميدان الا سورية بعد ان باعه الاردن وتفت في وجهه قطر اذ كان يعلن عن نفسه كبندقية تحرير وفقط، وبالتالي لم يكن له من جهة الا سورية”.

واشارت إلى أن مشعل “لم يصدق على نفسه بعد تاريخ نضالي مشهود له متى يعود الى الحضن القطري الآمن، او يخاله آمنا وهو على الأقل غنيا ودسما في زمان عواصف الربيع واحتمالات تغيرات الطقس المفاجئة”.

وعقد اجتماع قيادي على مستوى عال ضم اعضاء المكاتب السياسية في الضفة الغربية وقطاع غزة والخارج وقيادة مجلس الشورى العام لحماس في القاهرة مساء الاثنين خصص لحسم مسألة هوية رئيس المكتب السياسي للحركة بعد عملية انتخابية معقدة وطويلة استمرت عاما كاملا وانتهت بانتخاب مشعل رئيسا للحركة لاربع سنوات جديدة.

تقرير جامعة بريطانية: مئات الأوروبيين يشاركون بالقتال في سوريا

لندن- (يو بي اي): كشف تقرير اصدرته جامعة كلية الملك في لندن، أن ما يصل إلى 600 شخص ينتمون إلى 14 دولة أوروبية شاركوا بالقتال في سوريا ضد القوات الحكومية منذ بداية الحرب عام 2011.

وقالت صحيفة (الغارديان) الاربعاء، إن التقرير، الذي حصلت عليه بصورة حصرية استغرق اعداده عاماً كاملاً وشمل أكثر من 200 موقع مرتبط بالجماعات الجهادية ومئات التقارير من الصحافة العربية والغربية، وجد أن الأشخاص الذي ذهبوا للقتال إلى سوريا ينتمون إلى دول من بينها بريطانيا والنمسا واسبانيا والسويد وألمانيا، وجاء أغلبهم من بريطانيا وتراوح عددهم بين 28 و134 شخصاً.

واشار التقرير إلى أن بلجيكا وهولندا وايرلندا استأثرت بأكثر من 200 مقاتل من الأوروبيين الذين ذهبوا إلى سوريا للمشاركة في القتال وشكلوا نسبة تراوحت بين 7 و11% من المقاتلين الأجانب في سوريا، والذين تراوح عددهم بين 2000 و5500 مقاتل.

ووجد أيضاً أن ما بين 30 و92 مقاتلاً جاؤوا من فرنسا، وما بين 14 و85 مقاتلاً من بلجيكا، وما بين 5 و107 من هولندا، إلى جانب مقاتلين آخرين من دول شملت ألبانيا وفنلندا وكوسوفو.

ونسبت الصحيفة إلى البروفسور، بيتر نيومان، من المركز الدولي لدراسات التطرف بجامعة كلية الملك في لندن الذي اشرف على اعداد التقرير، قوله “هذا الرقم وإن كان صغيراً نسبياً، اظهر كيف صار الجهاديون الدوليون يردون بسرعة على الصراعات، واصبحت التعبئة للصراع في سوريا أكثر أهمية من أي من النزاعات الأخيرة المعروفة”.

واضاف نيومان “من الخطأ أن تحصر الحكومة البريطانية تركيزها في مالي ومنطقة الساحل على ضوء هذه النتائج.. لأن القصة الحقيقية هي سوريا.. والجهاديون لا يريدون الذهاب للقتال في الصحراء، بل للقتال في قلب العالم العربي”.

وكانت تقارير صحافية كشفت أن أكثر من 100 مسلم بريطاني يشاركون بالقتال في سوريا، بعد أن أنشأ ما وصفته بـ(الصراع الدموي) الدائر هناك موجة جديدة من الجهاديين في بريطانيا وجعل سوريا الوجهة الرئيسية للمسلمين المتشددين الراغبين بالقتال في الخارج.

الأسد: أردوغان لم يقل كلمة صدق واحدة منذ بداية الأزمة في سوريا

دمشق- (يو بي اي): اتهم الرئيس السوري بشار الأسد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بأنه لم يقل كلمة صدق واحدة منذ بداية الأزمة في سوريا، وذلك في مقابلة مع قناة وصحيفة تركيتين سجّل الثلاثاء ويبث الجمعة.

ونشر المكتب الإعلامي للرئاسة السورية على صفحته الرسمية على موقع يوتيوب فيديو يتضمن مقتطفات قصيرة من المقابلة مع قناة (أولوصال) وصحيفة (أيدنليك) التركيتين، حيث يقول الأسد إن “أردوغان لم يقل كلمة صدق واحدة منذ بدأت الأزمة في سوريا”.

وجدد الرئيس السوري اتهام حكومة أردوغان بأنها “متورطة بالدماء السورية”.

وحذر الأسد في مقتطف آخر من المقابلة من مخطط لخلق الفتنة في بلاده قائلاً “لا شك أن موقف رجال الدين ومنهم (الشيخ محمد) البوطي كان أساسياً في إفشال هذا المخطط الذي يهدف إلى خلق فتنة طائفية لذلك اغتالوا الدكتور البوطي ومنذ يومين اغتالوا رجل دين آخر في حلب واغتالوا عدداً من رجال الدين سابقاً”.

وقال المكتب الإعلامي للرئاسة السورية إن المقابلة سجّلت الثلاثاء وستبث الجمعة المقبل.

فرنسا لم تحسم موقفها بعد من رفع الحظر على إرسال الأسلحة إلى سوريا

باريس- (ا ف ب): صرح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الاربعاء أن فرنسا لم تحسم بعد موقفها بشأن رفع الحظر على إرسال أسلحة إلى سوريا، مؤكدا انه يجب تحديد “ما اذا كان من الممكن أن نثق” في المعارضة السورية.

وقال فابيوس لمحطتي بي اف ام-تي في واذاعة مونتي كارلو ردا على سؤال عن الموقف الذي يمكن ان تتخذه فرنسا خلال مراجعة الحظر الاوروبي المفروض على الاسلحة “علينا ان نعطي ردا في نهاية ايار/مايو. حتى ذلك الوقت لا استطيع ان اقول اليوم نعم او لا”.

واضاف “لن نسلم اسلحة اذا كانت هذه الالسحة ستذهب الى متطرفي المعارضة” السورية.

وسعت باريس في الاسابيع الأخيرة من أجل رفع هذا الحظر.

وقال فابيوس “يجب القيام بعمل دقيق جدا لنعرف من نواجه”.

واضاف “عقدنا الاسبوع الماضي اجتماعا في لندن وطلبنا حضور معاذ الخطيب (رئيس الائتلاف الوطني السوري) وغسان هيتو (رئيس الحكومة الموقتة التي شكلتها المعارضة السورية) وسليم ادريس (رئيس هيئة الاركان للجيش السوري الحر)”.

ويفترض ان يستقبل وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ في لندن في 10 و11 نيسان/ ابريل نظراءه في مجموعة الثماني.

وقال فابيوس “سيكون هؤلاء المحاورون امامنا حتى نشكل فكرة عما اذا كان بوسعنا الوثوق وما اذا كان يمكننا ايجاد حل سياسي”، مؤكدا بذلك شكوك العواصم الغربية في المعارضة السورية المنقسمة وغير المنظمة بشكل جيد.

واضاف “اذا استمرت الامور كما هي اليوم، سوريا ستنفجر ما بين قوس ايراني سوري من جهة، والمتطرفين السنة من القاعة من جهة اخرى. وان اردنا تفادي ذلك، يجب التوصل الى حل يقوم على عملية انتقال سياسية بين اشخاص عقلاء في المعارضة وبعض عناصر النظام لكن ليس بشار” الأسد الرئيس السوري.

مقاتل من ‘النصرة’: عناصر من ‘الحر’ والنظام يبيعون النفط الخام إلى تركيا

لندن ـ يو بي آي: قال مقاتل في ‘جبهة النصرة’، المدرجة على لائحة المنظمات ‘الإرهابية’ من قبل الولايات المتحدة، يسمي نفسه ‘أبو البراء’، إن عناصر من ‘الجيش السوري الحر’ والقوات الحكومية تبيعان النفط الخام من حقول دير الزور إلى تركيا.

وقال ‘أبو البراء’ في مقابلة مع صحيفة ‘الغارديان’ الثلاثاء، عبر سكايب ‘إن آبار النفط حول مدينة ديرالزور تعاني الآن حالة من الفوضى، وتقوم عناصر من الجيش السوري الحر والقوات النظامية ببيع النفط الخام إلى تركيا بالشاحنات’.

واضاف ‘نبحث عن مهندسين متخصصين للتعامل مع آبار النفط لجعلها تعمل، ونقوم في هذه اللحظة بحراسة هذه الآبار ولا نستخدمها على الاطلاق، لكننا نستخدم الغاز فقط لتلبية احتياجات الناس اليومية’.

وزعم ‘أبو البراء’ أن وجود الجيش السوري في مدينة ديرالزور الواقعة شرق سورية ‘يتناقص وهو يسيطر على مطار المدينة وعلى الجبال المحيطة بها فقط، وسنقوم بالتركيز الآن على تحرير المطار، خاصة بعد أن صادرنا كمية كبيرة من الأسلحة من القوات الحكومية’.

وقال ‘لدينا الآن دبابات روسية وأوكرانية الصنع وعربات مدرعة ومدفعية وصواريخ مضادة للطائرات من طراز كوبرا، ولا نحتاج لشراء أسلحة من العراق بعد الآن’.

واضاف أن ‘جبهة النصرة بدأت توزيع المساعدات الغذائية المقدمة من قبل منظمة الصليب الأحمر على المدنيين خوفاً من قيام مقاتلين يدّعون بأنهم أعضاء في الجيش السوري الحر ببيع هذه المساعدات للحصول على المال بدلاً من توزيعها على الناس’.

وهاجم ‘أبو البراء’ رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أحمد معاذ الخطيب، لاعتباره أن المقاتلين الأجانب غرباء على سورية، وقال إن هذا الوصف ‘ينطبق في الواقع على الخطيب واتباعه المقيمين في تركيا معظم الوقت ويتحدثون فقط ويعقدون المؤتمرات الصحافية’، على حد تعبيره.

العد التنازلي لبشار

صحف عبرية

يسود الثأر المجتمع العربي. ففي حال عرّض قاتل قبيلته لسلسلة اعمال ثأر لا داعي اليها، يعلن زعماء القبيلة براءتهم منه ويتركونه لمصيره. ومن هنا وبحسب القانون القبلي ينبغي الانتقام فقط من القاتل ولا يجوز المس بأقربائه. وتتم البراءة من القاتل وتنقطع دائرة الانتقام.

يعلو في الآونة الاخيرة صوت متحدثي الطائفة العلوية الذين يعلنون ان سلطة الاسد لا تمثل الطائفة. وأبرزهم علي ديوب الذي أعلن في مؤتمر المعارضة في القاهرة ان العلويين يرون أنفسهم جزءا من الدولة السورية، ويرفضون اطارا انفصاليا على صورة دولة علوية، ويُعرفون بشار بأنه زعيم مجرم يجب تنحيته. وهذه علامات شاهدة على ان العلويين الذين كانوا متمتعين بالسلطة الى الآن ليسوا مستعدين لدفع الثمن المرتقب لانتقام الجماهير ويعدون مثل الاسد نفسه الدقائق لسقوطه.

يمنح الروس الاسد ايام رحمة، وهم الذين يُثبطون تركيا وحلف شمال الاطلسي والعرب والولايات المتحدة عن مشاركة مباشرة في مواجهته. ويعززه ايضا الصينيون الذين يعارضون تدخلا خارجيا. وتُطيل حياة الطاغية السفن الحربية والطائرات الضخمة الروسية التي تُنزل أطنانا من معدات القتال المتطورة لجيش النظام، ومشاركة ناس حزب الله المدمرة في سوريا ومساعدة شركائه الايرانيين والعراقيين من الشرق.

في هذه الاثناء يُعوق الامريكيون والاوروبيون ويترددون في تسليح قوات المعارضة خشية ان ينشأ في سوريا نظام اسلامي متطرف. والاختلاف في المعارضة ايضا يمنح الاسد وقتا. ومع ذلك تلاشى وهم اعادة الاسد بناء قوته. ان قواعد المتمردين في الحدود وفي القواعد العسكرية وفي المدن وفي المعابر الضرورية وفي مواقع الحكم تجعل النظام في سوريا جيوبا محاصرة.

يزيد النظام المهدِّد في حدة طرق قتاله للمواطنين بهجوم من الجو وبصواريخ سكاد وبقنابل عنقودية وبالغاز. وتشير هذه الخطوات اليائسة الى ازمة الاسد وتؤكد الحاجة المُلحة الى تدخل الغرب. وفي الاثناء، فان مؤتمر دول الجامعة العربية في الاسبوع الماضي في الدوحة بمشاركة ممثلي المعارضة السورية قد ولد فأرا. إن الفرنسيين والبريطانيين فقط يبحثون بجدية في نقل سلاح الى المعارضة.

يضيق الخناق حول عنق الاسد. وقد استقال ميقاتي رئيس حكومة لبنان الموالي لسوريا. وتهدد المعارك الجارية الآن بين السنيين والشيعة في طرابلس قواعد التأييد اللبناني للاسد. ويهدد اوباما ايران وينذر وزير الخارجية الامريكي جون كيري حكومة العراق لتكف عن مساعدة الاسد. وترد اسرائيل على اطلاق النار على الحدود السورية وترتبط من جهة استراتيجية بتركيا باشراف من اوباما. وكل ذلك ينذر محور طهران ودمشق والضاحية في بيروت بالشر.

يشبه وضع الاسد مصير هتلر. في العشرين من تموز 1944 حاول ضباط من الجيش النازي اغتيال هتلر واسقاط النظام النازي. ودفعت علامات الهزيمة والفظاعات وقرارات الفهرر المجنونة، ضباطا كبارا من الدائرة المقربة الى إدخال حقيبة متفجرة الى غرفة اجتماعاته. وبرغم التفجير نجا هتلر وأُعدم قائد المؤامرة العقيد فون شتاوفنبرغ. وفي السنة الماضية في 18 تموز قبل يومين من ذكرى تلك المؤامرة التاريخية تمت محاولة تفجير موجهة على مؤيدي الاسد لكنها تمت بنجاح هذه المرة. فقد قام أحد حراس الرئيس بتفجير ضخم في مركز الامن الوطني في دمشق حيث اجتمعت ‘خلية علاج الازمات’ برئاسة وزير الدفاع السوري. وقُتل في العملية الانتحارية وزير الدفاع داود راجحة ونائبه آصف شوكت (صهر الرئيس الاسد)، والجنرال تركماني الذي أدار غرفة العمليات ومحمد الشاعر وزير الداخلية. وضربت هذه المحاولة المركز العصبي الحاكم الأشد ولاء للرئيس ضربة قوية. ومنذ كانت عملية التفجير قيد بشار نفسه بخطوات امنية تضيق تحركاته.

هل سيصر بشار على القتال الى النهاية كما فعل حاكم ليبيا معمر القذافي؟ هل يتنحى بتسوية متفق عليها مع الروس؟ هل يحاول استعمال الغاز أو اختلاق مواجهة عسكرية مع اسرائيل؟ هل تهاجم تركيا سوريا بدعم من حلف شمال الاطلسي واسرائيل والولايات المتحدة، أو ربما، في ضوء موقف الطائفة العلوية، يُغتال بشار بعملية سورية ينفذها أحد حراسه؟.

د. رؤوبين باركو

اسرائيل اليوم 2/4/2013

“نسائم سورية” .. محطة إذاعة سرية تأبى السقوط

غازي عنتاب (تركيا) ـ د ب أ: “نسائم سورية” ذلك هو اسم محطة الإذاعة السرية التي يتم استقبالها في حلب، ويجتهد الفريق العامل عليها في التزام الحد الأدنى من الحياد رغم الحرب الأهلية الدائرة. وغالبا ما ينجحون في ذلك ولكن ليس دائما.

ليس ثمة لافتة على الباب تنم عن أن برنامجا إذاعيا سوريا مناهضا لنظام الحكم يتم إعداده في قاعات المنزل الكائن بأحد الأحياء الجديدة في مدينة غازي عنتاب التركية.

ويخطط فريق الإذاعة السرية “نسائم سورية” للانتقال إلى مقر إقامة جديد بعد شهر واحد لقناعتهم بأن سكان المنطقة سيتنبهون في وقت ما لدخول وخروج سبعة من الشباب السوري إلى ذلك المبنى بصورة يومية.

وتقدم الإذاعة التي يمكن استقبالها في نصف عدد البيوت الكائنة بمحافظة حلب المجاورة معلومات وموسيقى ونصائح عملية للتغلب على مشكلات الحياة وسط الحرب الأهلية الدائرة.

وتبلغ ريم التي أسست هذه المحطة مطلع العام الجاري اثنين وعشرين عاما، بينما يعد مازن وهو فني الصوت بسنوات عمره الاثنتين والثلاثين أكبر أفراد الفريق سنا.

ويتواصل كل فرد من أفراد الفريق الإذاعي الصغير مع زملائه الستة الآخرين عبر شبكة الإنترنت، لأن هذا أرخص سعرا، ولأن الهواتف المحمولة لم تعد تعمل في كثير من أحياء حلب.

ولأن جزءا من عائلاتهم يعيش في أحياء يسيطر عليها نظام الرئيس بشار الأسد فإنهم يستخدمون أسماء مستعارة (غير حقيقية) أثناء العمل.

أما أحمد المسؤول عن التنويه عن البرامج التي سيتم تقديمها في الإذاعة، فكان لا يستطيع الاستماع إلى هذه الإذاعة إلا سرا عندما كان يقيم في حلب.

يقول أحمد عن هذه التجربة: “لأن سكان منطقتنا كانوا من أتباع النظام في المقام الأول، كنت أستمع إلى “نسائم سورية” دائما من خلال سماعات الأذن”.

وعلى الرغم من تأكيد الفريق على استقلالية عمله وعدم تلقيه تبرعات من أية منظمات تؤثر على مضمون برامجه، إلا أن ميول أصحابها تظهر بداية من الردهة حيث وضعت سجادة – هي في الأصل سجادة حائط – بصورة مهينة كممسحة للأقدام وقد طبع عليها صورة لحافظ الأسد الرئيس السوري الذي توفي عام 2000، بعد أن أعد ابنه لدور الخليفة، في صورة رمزية تشبه ما فعله الرئيس العراقي الراحل صدام حسين عندما أمر بوضع بلاط من الفسيفساء على مدخل أحد فنادق الدولة وقد رسم عليه وجه غريمه الأمريكي جورج بوش، حتى يطئ كل من يزور الفندق وجه الرئيس الأمريكي السابق.

وتمثل ريم قلب النشاط، وهي طالبة جامعية من حلب تقوم على جمع التبرعات وتخطط لبرامج جديدة وتتحدث بإيقاع يصيب بالدوار. وترتدي ريم ملابس عملية عبارة عن حذاء رياضي وبنطال من الجينز ومعطف وغطاء رأس.

وتقول بينما تهز كتفيها: “توجه إلى الشتائم لأننا نمارس عملنا بحيادية شديدة، ولأننا لسنا ثوريين بالمعنى الحقيقي، وهذا الأمر سيان عندي”. وتضيف ريم قائلة: “أعتقد أننا نحتاج الآن بالتحديد برنامجا يكون زاخرا بالمعلومات في المقام الأول”.

وأجرى برنامج “من الممنوع ” مؤخرا مقابلة مع أحد المعارضين الذين ينتمون للأقلية العلوية التي ينتمي إليها الرئيس الأسد، كما بالإضافة إلى أحد الإسلاميين السنة.

في برنامج الصباح يشرح أحد المختصين كيف يمكن للناس أن يحموا أنفسهم من مرض الليشمانيا وهو مرض جلدي معد منتشر حاليا في حلب.

ولا يتلقى صناع هذه الإذاعة تعليقات أو ردود أفعال إلا من أولئك الذين يستمعون إليهم عبر الإنترنت، أما المستمعون الذين ينقطع التيار الكهربي عن منازلهم طوال اليوم أحيانا ولا يعمل جهازهم الإذاعي إلا بالبطاريات فلا يتواصلون معهم إلا نادرا.

بدأت ريم شأنها شأن كثير من الشباب السوري عام 2011 عملها كصحفية تقدم التقارير والصور الاجتماعية التي تنشرها على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”.

ومنذ ذلك الحين اشتركت ريم في بعض الدورات المخصصة لشباب الصحفيين كما شاركت في عدد من المؤتمرات الدولية للناشطين السياسيين التي أقيمت في كل من السويد ومصر، إلا أنها لا تتحدث لغات أجنبية.

وحين أصيبت ريم في نيسان (أبريل) 2012 بطلق ناري حينما كانت تغطي جنازة أحد الناشطين الثوريين نصحها معظم أصدقائها بأن تهتم فقط بحياتها الخاصة، “قالوا لي : لقد قدمت نصيبك من التضحية في سبيل ثورتنا، إلا أنني أرى الأمر على خلاف ذلك، فأنا أكثر تصميما اليوم من أي وقت مضى على الكفاح من أجل سورية جديدة”.

القصة الكاملة للطلاق بين «حماس» والأسد

الرأي الكويتية

ظلت حركة «حماس» سنوات طوالا تتحرك في سورية بحرية مطلقة من دون ان تتدخل السلطات السورية في عملها أو تطلب منها شيئا. صمدت العلاقة رغم كل الضغوط التي مورست اقليميا ودوليا على الطرفين لفكها لكنها انهارت بفعل معطى داخلي سوري…

وهنا المفارقة الكبيرة.

مصادر فلسطينية رفيعة المستوى نفت ان يكون انهيار العلاقة قد بني على مفارقة «لان الازمة السورية وان بدأت داخلية الا انها تحولت سريعا اقليمية ودولية»، وروت المصادر لـ «الراي» ما اعتبرته القصة الحقيقية لتحول العلاقة بين الطرفين من التأزيم الى القطيعة.

تبدأ المصادر باحداث درعا قبل اكثر من عامين «بل قبل احداث درعا ومع بدايات الربيع العربي تحدث مسؤولو حركة حماس مع عدد كبير من المسؤولين السياسيين والامنيين السوريين وعلى رأسهم الرئيس بشار الاسد عن صعوبة بقاء سورية بمعزل عما يجري وعن ضرورة استباق الامور بالقيام باصلاحات جدية او على الاقل البدء بهذه الاصلاحات» وجزمت المصادر بان الاسد «كان مقتنعا تماما بكل كلمة قالها مسؤولو الحركة خصوصا لجهة الاصلاح لكن شيئا لم يحصل».

حصلت حادثة اطفال مدارس درعا والتطورات التي تلت ذلك من سحب اظافر واعتقال اولياء امور وشبان. تقول المصادر ان مسؤولين في الحركة بينهم رئيس المكتب السياسي خالد مشعل التقوا الرئيس الاسد «وطلبوا منه استبعاد الحل الامني على قاعدة الحوار السابق الذي بدأ حول الربيع العربي وكان الاسد موافقا عليه، بل ذهب هؤلاء الى القول انه حتى لو كانت اطراف اقليمية ودولية تريد تضخيم الموضوع فنحن مصلحتنا في التخفيف منه واحتواء الازمة سياسيا»، وضربوا له مثلا عندما حصلت احداث معان وكيف تعاطى معها الملك الاردني الراحل حسين، حين ارسل اخاه الامير حسن فلم تهدأ الامور فذهب شخصيا الى هناك وتكلم مع الناس وارضاهم.

تتابع المصادر: «لكن ما حصل كان عكس ذلك، تم اقتحام المسجد العمري الكبير في درعا ما ادى الى سقوط عدد من القتلى وساهم في استثارة كل المناطق والاهالي.

حينها لم يعد من بد، وفق رؤية الحركة من إقالة مسؤول الامن في المحافظة عاطف نجيب والمحافظ فيصل كلثوم، وتم ابلاغ هذا الرأي الى السلطات السورية والاسد شخصيا مع ابداء مسؤولي الحركة ومنهم مشعل استعدادهم للعب دور اجتماعي وسياسي رئيسي في تهدئة الاهالي والذهاب الى درعا وريف دمشق والتكلم مع الناس هناك».

وكشفت المصادر ان الرئيس الاسد وفي آخر اجتماع له مع وفد «حماس» طلب من الحركة ان تصدر بيانا ترد فيه على الشيخ يوسف القرضاوي الذي هاجم السلطات السورية، وان الوفد رد: «يا سيادة الرئيس المشكلة اكبر من كلام داعية والرد عليه، وان العلماء لا يرد عليهم بل يرسل اليهم المبعوثون وعالم بحجم القرضاوي لا يناكف بالسياسة والتهجم العلني بل يتم التحاور معه حول الآراء التي طرحها».

هنا، تضيف المصادر ان الاسد قاطع نهائيا استقبال اي وفد من «حماس» وان الحركة التي حاولت جاهدة طوال عشرة اشهر فعل شيء لحل الازمة السورية، لم تيأس بعد مقاطعة الأسد لها، بل ذهب مشعل الى الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله في بيروت واجتمع معه لمدة خمس ساعات ونصف الساعة على انفراد مؤكدا له ضرورة فعل شيء لوقف ما يجري في سورية متمنيا عليه لقاء الاسد ودعوته الى التخلي عن المعالجة الامنية واعتماد الحل السياسي، «باعتبار ان الحريق اذا كان صغيرا في غرفة من منزل فيمكن اطفاؤه بكوب ماء، ولكنه اذا امتد ليشمل سورية كلها، فقد لا تكفي بحار الدنيا لاطفائه».

وأوضحت المصادر ان وجهة نظر نصر الله تطابقت مع مشعل وذهب بالفعل الى الاسد وعاد ليقول لمشعل ان الرئيس السوري موافق على الجهود التي تقوم بها الحركة، فعاد مشعل الى دمشق، ليستأنف المحاولات ولكنه لم يلتق الاسد، بل اصبح يلتقي أربعة مسؤولين هم فاروق الشرع ووليد المعلم وعلي مملوك وعبد الفتاح قدسية ويكرر أمامهم ان المطلوب اقناع صانع القرار بالتخلي عن الحل الامني والعسكري للازمة.

«وجميع المسؤولين الاربعة كانوا موافقين معه وكانوا يشجعونه ويريدون بأي طريقة ان يتم الحل السياسي».

وحسب المصادر، فإن ذلك يفسر بقاء العلاقة طيبة بين «حماس» و«حزب الله» وبين مشعل ونصر الله والتي وصفتها بانها «علاقة اخوة» رغم الظلال التي ألقت بها التطورات اللاحقة واختلاف طريقة التعامل مع الازمة السورية على هذه العلاقة.

أما انعدام اللقاءات المباشرة فسببه ان مشعل لا يدخل لبنان عبر مطار بيروت ولم يعد موجودا في سورية ليذهب برا الى لبنان، علما ان قادة «حماس» يلتقون باستمرار قادة «حزب الله» ونصر الله شخصيا.

كذلك كشفت المصادر انه حتى «الاخوان المسلمين»، كانوا مستعدين في البداية للقبول بإصلاحات، وقد طلب علي البيانوني ورياض الشقفة في مؤتمر بالخرطوم من قادة «حماس» حض الاسد على القيام باصلاحات، وهو ما تم نقله الى الاسد، لكن شيئا لم يحدث. الا ان المصادر اكدت ان مشعل وبعد سبعة اشهر على الازمة رفض طلباً ايرانياً بالذهاب الى «الاخوان» السوريين والتفاوض معهم من دون ان يكون لديه تفويض من الاسد، خوفا من الا يوافق الاخير على نتيجة قد يتوصل اليها مع «الاخوان».

هل كان من الممكن تفادي الازمة السورية لو اعتمد الاسد الحل السياسي بدل الامني؟ الجواب هو «نعم» قاطعة لدى قادة «حماس»، وفق ما ذكرت المصادر، التي رفضت تحميل مسؤولية ما حصل ويحصل الى المحيطين بالاسد، مشيرة الى ان الرئيس السوري «معتد بنفسه كثيرا وقليل الخبرة، وهذه هي النتيجة التي يؤدي اليها الاعتداد بالنفس وقلة الخبرة». وجزمت المصادر عينها بانه لو كان حافظ الاسد موجودا لتعامل بطريقة مختلفة ولادرك ان الوضع مختلف عن الثمانينات، كون الازمة الان تحصل أمام شاشات التلفزة في حين ان الاخبار في الثمانينات كانت تصل بعد ايام، كما ان ما حصل في تلك الفترة كان ضد فصيل واحد هو «الاخوان المسلمون»، ولا يستطيع فصيل واحد ان يهزم الدولة مهما كان حجمه في حين ان الازمة الآن تشمل كل فئات الشعب السوري.

وشبهت المصادر ما حدث في سورية بالأب الذي لم يعتد من اولاده ان يقولوا له «لا»

ثم عندما ابدى احدهم اعتراضا على امر قام بصفعه على وجهه، «فالامور في سورية كانت على هذا النحو منذ 40 عاما وفجأة خرج الناس للمطالبة بحقوقهم».

ومع ذلك، تؤكد المصادر ان قادة «حماس» يظلون اوفياء للقيادة السورية لان الذي اعطتهم اياه لم يعطهم اياه احد. غير ان المسالة بالنسبة لـ «حماس» انها لم تعد مستعدة بشكل من الاشكال لتغطية ما يحصل. ويتلخص موقف الحركة حاليا بانها لا تتدخل في الشأن السوري.

http://www.elaph.com/Web/NewsPapers/2013/4/803183.html

«الحر» يضيق الخناق على النظام في دمشق ويتوسع في حلب

يتهيأ لمعركة «معامل الدفاع» في جبهة الشمال

بيروت – لندن: «الشرق الأوسط»

شهدت عدة مناطق في دمشق وريفها أمس اشتباكات عنيفة وقصفا متواصلا أدى إلى مقتل أسرة مؤلفة من ثلاثة أطفال وأم في بلدة المقيليبة جنوبي دمشق. وفي حين أشار قادة ميدانيون إلى أن الجيش الحر بات على مشارف معامل الدفاع في حلب، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن شهر مارس (آذار) الماضي كان الأكثر دموية في النزاع المستمر منذ أكثر من عامين، مشيرا إلى مقتل ستة آلاف شخص بينهم 3480 مدنيا.

وأضاف المرصد أن من بين الضحايا 298 طفلا دون الـ16 من العمر، و291 سيدة، و1400 مقاتل من الجيش الحر، إضافة إلى 86 جنديا منشقا، و1464 عنصرا من القوات النظامية «بينهم أفراد في قوات الدفاع الوطني التي شكلها النظام».

وحول ما يتعلق بالعدد الإجمالي منذ اندلاع الثورة، أشار مدير المرصد رامي عبد الرحمن إلى أن «عدد القتلى أعلى بكثير من الرقم المتداول، الذي تقدره الشبكة السورية لحقوق الإنسان والأمم المتحدة بـ80 ألفا»، وأن تقديراته «تشير إلى أن نحو 120 ألف شخص قتلوا».

في موازاة ذلك، استمرت المعارك في العاصمة السورية دمشق؛ إذ أفاد ناشطون معارضون أن تعزيزات عسكرية نظامية تم نقلها من مطار المزة العسكري إلى محيط داريا في محاولة جديدة لاقتحامها.

وفي الأحياء الجنوبية، أعلنت لجان التنسيق المحلية أن القوات النظامية قصفت أمس من مدفعية مثبتة في نهاية حي الميدان أحياء العسالي والقدم ومخيم اليرموك والحجر الأسود، حيث يحاول «الجيش الحر» التقدم منها باتجاه قلب دمشق، بينما تواصل القوات النظامية تمركزها في «الميدان» في محاولة لمنع تقدم «الحر» نحو العمق.

أما في شرق العاصمة، فقد أفاد المرصد بوقوع اشتباكات عنيفة عند أطراف حي جوبر من جهة ساحة العباسيين، ثانية أهم الساحات في العاصمة دمشق، بين مقاتلي «الجيش الحر» والقوات النظامية، كما وثق المرصد حصول «اشتباكات عند أطراف بلدة زملكا المتاخمة لجوبر أيضا.

وفي شمال العاصمة، استهدف الجيش الحر فرع المداهمة السرية في منطقة الفيحاء قرب أوتوستراد العدوي بعدة قذائف هاون، فيما قال ناشطون إن نحو 8 قذائف هاون سقطت على حي العدوي، 3 منها أصابت فرع الأمن السياسي في الفيحاء وسقطت باقي القذائف على منطقة بساتين أبو جرش. وفي حي برزة واصلت قوات نظام الأسد قصف الحي بمدافع الهاون أمس، بالتزامن مع تفجير ألغام أرضية زرعت على طول الطريق الرئيس لحي القابون.

وتعد أحياء جوبر والقابون والحجر الأسود وداريا محاور لأعنف المعارك الجارية الآن بين الجيشين الحر والنظامي. وتؤكد مصادر المعارضة أن «النظام يستخدم المدفعية الثقيلة وصواريخ (غراد) والطائرات لقصف الأحياء السكنية المذكورة بعد أن فقد المبادرة على الأرض وبات «الثوار» على استعداد لفتح اشتباكات في أي مكان من العاصمة».

ويأتي اشتداد وتيرة المعارك في دمشق بعد يومين من إعلان «الجيش الحر» سيطرته على بلدة السفيرة شرق حلب، حيث بات الثوار على مشارف أحد أهم معامل الدفاع في سوريا، الذي يعتقد أنه المعمل السوري الأهم لصناعة الأسلحة الكيماوية.

وفي هذا السياق، أكد ياسر النجار، عضو المجلس الأعلى لقيادة الثورة في حلب لـ«الشرق الأوسط» أن «الجيش الحر يحاصر معامل الدفاع من كل الجهات تمهيدا لخوض معركة تحريرها»، وأضاف: «في الفترة الماضية قبل شهر تقريبا كانت كتائب (الجيش الحر) تضرب طوقا عسكريا على المعامل، لكن شح الذخيرة وضعف الإمداد من المجالس العسكرية ترك المجال للنظام للتقدم عبر رتل عسكري من جهة حماه لكسر الحصار».

ويشير عضو المجلس الأعلى إلى «أن تقوية الجبهة بالذخيرة عبر خط طومان أعطى الثوار زمام المبادرة العسكرية ومنحهم القوة لإحكام سيطرتهم على بلدة السفيرة، وفرض حصار جديد على المعامل التي باتت قاب قوسين من السقوط».

وتعتبر معامل الدفاع في السفيرة، إلى جانب مطار النيرب العسكري، وكلية الشرطة، آخر معاقل نظام الأسد العسكرية في مدينة حلب، وفي حال سقوطها، فستشهد موازين المعركة في شمال سوريا تحولا نوعيا لصالح المعارضة.

وتتسع المعامل لنحو 4000 شخص، كما يوجد بجوارها مدينة سكنية خاصة بالعاملين فيها، وتقوم بحمايتها كتائب من الدفاع الجوي تنتشر على التلال المحيطة بها. ويؤكد ناشطون أن «العمل داخل هذه المعامل يتم بسرية مطلقة، حيث تفتح الأبواب إلكترونيا ويمنع على السكان العاديين الاقتراب من المكان».

قتلى بسوريا وتقدم للحر بدرعا

                                            أفادت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن أربعين قتيلا سقطوا اليوم في سوريا معظمهم في دمشق وريفها وحلب. وبينما سيطر الجيش الحر على كتيبة الدفاع الجوي التاسعة والأربعين في درعا، قال شهود إن طائرة سورية توغلت داخل لبنان وأطلقت صاروخين على مشارف بلدة عرسال الحدودية.

وقال اتحاد تنسيقيات الثورة إن دبابات النظام شنت قصفا عنيفا على مدينة الزبداني في ريف دمشق صباح اليوم. وبحسب الناشطين فإن القصف أسفر عن أضرار مادية، فيما يواصل الجيش النظامي حصاره للمدينة الواقعة شمال العاصمة دمشق ويمنع دخول الدواء والغذاء إليها.

وقالت لجان التنسيق المحلية إن جنودا متمركزين على الحواجز المحيطة بالزبداني أعدموا ميدانياً عدداً من أهالي المدينة في الأيام القليلة الماضية.

تقدم للحر

وفي المقابل قال ناشطون إن الجيش الحر أعلن سيطرته على كتيبة الدفاع الجوي التاسعة والأربعين في درعا بعد حصار دام بضعة أيام. وتتبع الكتيبة للواء 38 الذي سيطر عليه مقاتلو المعارضة قبل شهر تقريبا. وتأتي أهميتها من كونها تتوسط محافظة درعا وتحوي كميات كبيرة من مختلف أنواع الأسلحة كما يفيد الناشطون. وبحسب لجان التنسيق المحلية فإن الكتيبة كانت مركزا للقصف على معظم أنحاء محافظة درعا.

وأضاف ناشطون أن الجيش الحر سيطر على حاجز مصنع الوليد العسكري ومشفى ابن سينا في منطقة عدرا بريف دمشق.

كما تجددت الاشتباكات بين مقاتلي الجيش الحر وقوات النظام في بلدة المليحة في محاولة من عناصر المعارضة للسيطرة على حاجز “تاميكو” العسكري. وامتدت الاشتباكات لتشمل أحياء جوبر وبرزة والقابون والتضامن وسط العاصمة.

واستهدف الجيش الحر بقذائف حارقة إدارة المركبات العسكرية التابعة لقوات النظام مما أدى إلى نشوب حرائق بداخلها. واستهدفوا أيضا حاجز “الكون سروة” العسكري التابع لقوات النظام غرب المدينة.

وأفاد ناشطون أن مقاتلي المعارضة استخدموا صاروخا من نوع “كونكورس” في قصف الحاجز؛ مما أسفر عن سقوط قتلى وتدمير دبابة. كما تجددت الاشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي في محيط منطقة وادي الضيف في ريف إدلب بالتزامن مع قصف عنيف من قبل قوات النظام للمنطقة.

توغل جوي

من ناحية أخرى قال شهود إن طائرة سورية توغلت نحو عشرين كيلومترا في أجواء لبنان، وأطلقت صاروخين على مشارف بلدة عرسال الحدودية اليوم الأربعاء، إلا أنه لم يسقط ضحايا.

وكانت قوات موالية للرئيس السوري بشار الأسد أطلقت من قبلُ قذائف هاون، وكانت أحيانا تدخل أراضي لبنانية أثناء تعقب مجموعات من مقاتلي المعارضة، وهددت بشن غارات جوية في لبنان الشهر الماضي.

ووصف الرئيس اللبناني ميشال سليمان قصفت طائرة سورية أراضي لبنانية في منتصف مارس/آذار بأنه انتهاك غير مقبول للسيادة اللبنانية.

فابيوس: الحل بسوريا يمرّ عبر التوازن

                                            قال إن أوروبا تناقش “ضمانات” لتسليح المعارضة

أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن بلوغ حل سياسي في سوريا يستدعي إحداث توازن بين النظام والمعارضة السورييْن، مؤكدا أنه “لا بد من توفر ضمانات” لإمداد المعارضين بالسلاح.

وقال فابيوس -في مقابلة مع الجزيرة- إنه لا بد أن يكون هناك حوار جاد بين المعارضة وعناصر من النظام ليس بينها الرئيس بشار الأسد لتشكيل حكومة انتقالية. وأضاف أن الأسد يقول إنه سينتصر في المعركة الجارية منذ نحو عامين، لكنه لن يقدر على ذلك، حسب تعبيره.

وأشار إلى أن رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض المستقيل أحمد معاذ الخطيب سبق أن تقدم بهذا المقترح تحديدا.

وكان الخطيب عرض قبل شهرين مبادرة للتحاور مع مسؤولين في النظام لم تتلطخ أيديهم بدماء السوريين -خاصة مع نائب الرئيس فاروق الشرع- من أجل وضع حد للعنف وتحقيق انتقال سياسي، ووضع لذلك شروطا من بينها إطلاق عشرات الآلاف من المعتقلين، لكن المبادرة لم تلق استجابة من الحكومة السورية.

وفي المقابلة ذاتها، قال وزير الخارجية الفرنسي إن هناك فسحة حتى مايو/أيار القادم لاتخاذ قرار برفع الحظر المفروض على تزويد المعارضة السورية بالسلاح.

وأضاف أن الدول الأوروبية تبحث ضمانات لكي لا تقع الأسلحة التي قد تعطى لقوات المعارضة السورية في أيدي النظام أو أيدي جماعات قد تسيء استخدامها. وكان يلمح إلى ما يسمى “الجماعات الجهادية” التي تقاتل في سوريا إلى جانب الجيش الحر مثل جبهة النصرة.

وخلال اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الذي عقد في 24 من الشهر الماضي بالعاصمة الإيرلندية دبلن، فشلت فرنسا وبريطانيا في إقناع الدول الأوروبية الأخرى برفع الحظر المفروض على تزويد المعارضة السورية بالسلاح.

وتحدثت تقارير إعلامية عن جولة سيقوم بها قريبا وفد يمثل قيادة أركان الجيش الحر في دول عربية لطلب تزويد مقاتلي المعارضة بأسلحة تشمل مضادات طيران ودروعا وكمامات واقية من الغاز.

يشار إلى أن القمة العربية الـ24 التي عقدت الأسبوع الماضي في الدوحة منحت كل دولة عضو في الجامعة العربية حق تزويد المعارضة السورية بالسلاح. وخلال تلك القمة منحت الجامعة العربية للائتلاف الوطني السوري مقعد سوريا فيها.

نظام الأسد يقسّم المحافظات السورية على أساس نقاط نفوذه

أعاد رسم خارطة المحافظات السورية الـ14 وفق المناطق التي لايزال يحتفظ بها

دبي – سهام بن زاموش –

أجبر التقدم النوعي المتسارع للجيش الحر على أكثر من جبهة، النظام السوري على إعادة ترتيب حساباته، فبعد فشل محاولاته الجاهدة لاستعادة مناطق ومطارات وقواعد عسكرية مهمة سيطر عليها الجيش الحر في مناطق متفرقة من سوريا، تحوّل النظام إلى التركيز على تعزيز قبضته على المناطق التي لاتزال خاضعة لسيطرته ومن بينها دمشق.

وبحسب وسائل إعلام رسمية سورية تقضي خطة النظام الجديدة بإعادة رسم خارطة المحافظات السورية الـ14 وإعادة تقسيمها على أساس المناطق التي مازال يحتفظ بها النظام لاسيما في حلب وحمص والحسكة.

وبدأ النظام فعلياً بحسب المصادر نفسها بتنفيذ إجراءات لإضافة ثلاث محافظات جديدة، هذه المحافظات ستُقام في القامشلي التي سيتم فصلها عن محافظة الحسكة، كما سيتم فصل ريف حلب عن مركز المدينة، وستُقام محافظة البادية في تدمر.

وقالت مواقع مقرّبة للنظام إن الأخير أجرى تغييرات جوهرية على مستوى القيادة العسكرية في درعا بعد الضربات القوية التي تلقاها على يد الثوار أخيراً، وسعياً منه كذلك لوقف الزحف المتواصل للجيش الحر في درعا باتجاه خلق قاعدة جنوبية تكون منطلقاً لهجماته في معركة دمشق.

ويسعى الجيش الحرّ من خلال معركته للسيطرة على معاقل النظام في العاصمة، ويستميت النظام لمنع حصول ذلك بمختلف الوسائل.

ولذلك فثمة تحركاتٌ غير مسبوقة للنظام تنذر بحسب الجيش الحر بعملية كبيرة في العاصمة.

سانا الثورة: اعتقال عناصر من حزب الله اللبناني بريف دمشق

الجيش الحر يتحدث عن انتشار علني لعناصر من حزب الله والحرس الثوري بالعاصمة السورية

دبي – قناة العربية –

قالت شبكة سانا الثورة في ريف دمشق إن الجيش الحر في السيدة زينب اعتقل عناصر من حزب الله اللبناني، بينهم قائد في لواء العبّاس.

وأفاد المركز الإعلامي السوري بقصف مدفعي وصاروخي عنيف على مدينة الحجر الأسود بدمشق، فيما أفادت تنسيقية خربة غزالة في ريف درعا بأن قوات النظام قصفت البلدة بكثافة من اللواء اثنين وخمسين.

ومن جانبه، أعلن الجيش السوري الحر عن انتشار علني وغير مسبوق في قلب دمشق لعناصر من حزب الله والحرس الثوري الإيراني، مؤكدا أن تحركات قوات النظام السوري تنذر بعملية كبيرة في العاصمة.

وتحدث فهد المصري الناطق الإعلامي باسم القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل عن انتشار كثيف وعلني لعناصر من حزب الله والحرس الثوري الإيراني في قلب دمشق بشكل خاص.

وعلى صعيد آخر أمّن الجيش الحر انشقاق عشرةِ عناصر من اللواء اثنين وخمسين بالحريك بريف درعا.

غموض يكتنف مصير وزير الدفاع السوري

نظام الأسد يتوقع معارك ضخمة خلال الأيام المقبلة في دمشق

دبي- قناة العربية –

أعلن المجلس العسكري للجيش الحر استهدافه لموكب وزير الدفاع السوري فهد جاسم الفريج اليوم في منطقة “نجها” بالقرب من السيدة زينب.

ولا يزال الغموض يكتنف مصير وزير الدفاع ، وحول هذا الأمر قال فهد المصري المتحدث الإعلامي باسم القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل لـ”العربية”: “اتصلت قبل قليل بدمشق، وليس هناك معلومات أو تفاصيل حول استهداف موكب وزير الدفاع”.

وأضاف أن المؤكد هو استهداف مبنى الإمداد والتموين لهيئة التموين في “نجها”، وتم تدمير المبنى كاملاً، علماً أن هذا المبنى هو المسؤول عن تموين جميع الشبيحة والمراكز الأمنية وعناصر حزب الله.

وفيما معظمُ الجبهات مشتعلة قصفا ومواجهات, تبقى معركة دمشق هي الأبرز مع إعلان الجيش الحر التوغل في أحياء مهمة من العاصمة واختراقه لتحصينات أمنية.

بدوره توقّع النظام السوري عبر إعلامه معارك ضخمة خلال الأيام المقبلة في دمشق كاشفا في الوقت ذاته عن استخدام أسلحة تكتيكية جديدة.

وفي بقية التطورات الميدانية، وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل ثمانين شخصا بنيران قوات النظام اليوم، معظمهم في دمشق وريفها.

وقال المكتب الإعلامي للمجلس العسكري في دمشق وريفها إن الجيش الحر حرر حاجزا بجانب سجن دمشق المركزي قرب مدينة عدرا، واستولى على ثلاث دبابات.

من جهته أفاد مركز حلب الإعلامي بأن قوات النظام قصفت بالمدفعية حي “الشيخ مقصود” قرب الجامع الكبير. وأضاف المركز أن اشتباكات عنيفة تدور على أوتوستراد مطار حلب الدولي، من جهة قرية عزيزة بين الثوار وقوات النظام التي تحاول التقدم على هذا المحور ولا تزال المعارك مستمرة.

الجيش الحر يُسيطر على الكتيبة 49 في ريف درعا

دبي – قناة العربية –

ذكرت شبكة شام أن الجيش الحر سيطر على الكتيبة 49 في ريف درعا ليصبح الطريق ممهداً نحو العاصمة دمشق، حيث كانت هذه الكتيبة التابعة للنظام مصدر الاشتباكات والقصف المستمر على درعا وقراها في جنوب سوريا على الحدود مع الأردن.

ويعدّ هذا أبرز تطوّر ميداني صباحاً في سوريا مع استمرار العمليات العسكرية في دمشق وريفها وباقي مدن الشمال.

وكان الجيش الحر قد صعّد من عمليته التي أطلق عليها “البنيان المرصوص”، وذلك للاستحواذ على وادي الضيف الذي يقع بين حماة وإدلب، ويضم معسكرات ومخازن عسكرية تابعة لقوات الأسد.

الأردن يعزز إجراءات “ضبط” حدوده مع سوريا

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قال الأردن إنه شرع في إجراءات لتعزيز ضبط حدوده مع سوريا في ظل استمرار تدفق اللاجئين السوريين عبر حدوده الشمالية.

وكشف رئيس الوزراء الأردني عبدالله النسور أن حكومته بصدد إعلان محافظات الشمال منطقة منكوبة نتيجة لتداعيات الصراع في سوريا وما يجره من تدفق للاجئين عليها.

ويأتي هذه الإعلان بعد توصية لمجلس النواب بإعلان محافظات الشمال وتحديدا “إربد” والمفرق” و”عجلون” منطقة منكوبة، بسبب استمرار تدفق اللاجئين السوريين وتركزهم في هذه المحافظات.

وألمح النسور، مساء الثلاثاء، إلى احتمال “لجوء الحكومة إلى مجلس الأمن الدولي لطلب عقد اجتماع عاجل لبحث الأوضاع الإنسانية على حدودنا الشمالية وطلب تقديم مساعدات عاجلة لاستقبال وإيواء اللاجئين السوريين” وفقا لما نقلت يومية “العرب اليوم” الأردنية.

وأبدى النسور تخوفه من الأوضاع على الحدود وانفجار الأوضاع العسكرية التي قد تدفع بزيادة أعداد اللاجئين السوريين في الأردن إلى مليوني شخص مؤكدا أن “الأسوأ لم يبدأ بعد فيما يتعلق بالملف السوري”.

مبادرة أميركة أردنية لأمن الحدود

وأطلقت المملكة بالتعاون مع الولايات المتحدة المرحلة الأولى من مبادرة أمن الحدود التي تمتد 370 كيلومترا مع سوريا وتشمل تركيب نظام مراقبة متطورا يساهم بشكل كبير في تأمين سلامة الحدود واكتشاف حالات التسلل ومنع التهريب والنقل غير المشروع وإنقاذ حياة آلاف اللاجئين السوريين

وخلال إطلاق المرحلة الثانية من المبادرة أكد رئيس هيئة الأركان المشتركة الفريق أول الركن مشعل محمد الزبن وبحضور الأمير فيصل بن الحسين والسفير الأميركي في عمان ستيوارت جونز أنها تشكل نقلة نوعية ومتقدمة في أمن الحدود وسلامتها عبر كاميرات

إضافية ورادارات وأجهزة استشعار لدعم وتعزيز قدرات نظام أمن الحدود الأردنية السورية.

من جهته أشاد السفير الأميركي لدى المملكة ستيوارت جونز بقيادة الملك عبدالله الثاني والمهنية والاحترافية التي تتحلى بها القوات المسلحة وخصوصا في ظل هذه الظروف الحرجة مؤكدا على التزام الرئيس الأميركي باراك أوباما والإدارة الأميركية بدعم الأردن للمحافظة على أمنه واستقراره.

آشتون تبحث الملف السوري والعلاقات الثنائية في أنقرة

بروكسل (3 نيسان/أبريل) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

تبدأ الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، زيارة إلى تركيا اليوم تلتقي خلالها رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان ووزير خارجيته أحمد داود أوغلو

ومن المقرر، حسب بيان صادر عن المجلس الوزاري، أن تبحث آشتون، وهي التي تشغل أيضاً منصب نائب رئيس المفوضية الأوروبية، العلاقات الأوروبية التركية وعدداً من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك

وقد أشارت المسؤولة الأوروبية إلى أهمية تركيا بوصفها شريكاً أساسياً للإتحاد في المنطقة، “نحن نحتاج للتعاون مع تركيا خاصة عندما نواجه معاً تحديات إقليمية صعبة مثل الأزمة في سورية”، حسب قولها

وأضافت آشتون “نعتقد في أوروبا أن العام الحالي سيشهد دفعاً جديداً لمسيرة العلاقات الأوروبية التركية” وفق تعبيرها

إلى ذلك، لم تستبعد مصادر أوروبية أن يمتد النقاش الأوروبي التركي ليشمل بالإضافة إلى الملف السوري من مختلف جوانبه، الملف النووي الإيراني وغير ذلك من القضايا الاقليمية

يذكر أن بروكسل تسعى لتعزيز علاقاتها مع تركيا، ودفعها في اتجاه شراكة معمقة خاصة مع الصعوبات والعثرات التي تشهدها مسيرة المفاوضات المستمرة منذ عام 2005 بهدف ضم تركيا إلى التكتل الأوروبي الموحد، “نحن نتمسك بالتفاوض مع تركيا ولكننا نأمل من أنقرة أن تحقق الشروط المطلوبة منها لتستطيع الانضمام إلى الاتحاد”، حسب تعبير المصادر الأوروبية نفسها

ويلاحظ الخبراء أن “حماسة” تركيا للإلتحاق بالركب الأوروبي قد خفتت كثيراً خلال الفترة الماضية، وهو ما دفعها إلى التوجه شرقاً ونحو الدول الاسلامية

عناصر الأمن والميليشيات في سوريا تحاكي جبهة النصرة في المظهر

روما (3 نيسان/أبريل) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

انتشرت في معظم المناطق السورية خلال الأشهر الأخيرة ظاهرة إطلاق عناصر الأمن والقوات المسلحة والميليشيات المؤيدة للنظام لحاهم وحلق شعور رؤوسهم في مظهر يحاكي تماماً المظهر التقليدي للجهاديين والجماعات الإسلامية التكفيرية، فيما بدأت بعض الوحدات ترتدي أقنعة سوداء كتلك التي يرتديها أفراد بعض الكتائب المسلحة التابعة لجبهة النصرة الإسلامية

وأكّدت مصادر من المعارضة في العاصمة السورية دمشق على وجود تعليمات من السلطات الأمنية والعسكرية السورية لعناصر الأمن والجنود بإطلاق لحاهم ربما لإلصاق تهمة ما يجري من أحداث داخل الأراضي السورية بالجماعات الإسلامية المقاتلة المتشددة، كجبهة النصرة وبعض الكتائب الإسلامية المتطرفة

وقالت المصادر إن عناصر المخابرات والأمن والميليشيات وبعض عناصر الجيش تتشبه بالجماعات الإسلامية من حيث المظهر، ويقف على مئات الحواجز المنتشرة في مدينة دمشق وحولها، وفي الحواجز على الطرق الدولية أو التي تربط بين المدن، عناصر حليقي الرأس بلحى طويلة وكثيفة، ويرتدون لباساً مدنياً في الغالب وأحياناً لباساً عسكرياً لكنه عشوائي وغير نظامي لا يعبّر عن أي وحدة عسكرية

وفي دمشق، أكّد سكان أن بعض الدوريات الأمنية المسلحة تتنقل في العاصمة بسيارات مدنية تظهر من نوافذها الرشاشات، وبعضهم يتنقل بسيارات ذات دفع رباعي مكشوفة تحمل رشاشات متوسطة (دوشكا) بنفس المظهر ويرتدون أقنعة سوداء كتلك التي يرتديها بعض عناصر الجيش السوري الحر

وكان النظام السوري قد قام بتشكيل كيان عسكري جديد يحمل اسم (جيش الدفاع الوطني) يكون رديفاً للقوات النظامية التي تعاني من انشقاقات كبيرة وخسائر في الأرواح، يجمع فيه عناصر مدنية موالية للنظام ليس لديها خبرات عسكرية سابقة، وتشكّل هذا الجيش أساساً من (اللجان الشعبية) و(الشبيحة والميليشيات)، وهما كيانان كانت الولايات المتحدة قد فرضت عليهما عقوبات في وقت سابق بسبب ما قالت إن لهما دور في قمع وقتل السوريين

وبرر المسؤولون السوريون هذه الخطوة بأن القوات الأمنية والعسكرية النظامية يجب أن تتفرغ للمهام القتالية، وأن دور هذا الجيش الرديف سيقتصر على حماية الأحياء من هجمات مسلحي المعارضة، لكن المعارضة السورية تقول إن النظام يسعى لتنظيم عشرات الآلاف من مؤيديه ومنتسبي حزب البعث وميليشيات من الطائفة العلوية في كيان رسمي لمنحهم بعضاً من الشرعية بعد أن اتهمهم السوريون بأنهم تحوّلوا إلى مرتزقة وقاموا بالعديد من المجازر البشعة في العديد من المدن السورية

وتقول المعارضة السورية إن النظام السوري استخدم منذ الأشهر الأولى للثورة مجموعات مسلحة غير نظامية أُطلق عليها اسم (الشبيحة) في قمع التظاهرات وقتل المحتجين المطالبين بإسقاط النظام، وأشارت المعارضة إلى أن هذه المجموعات نشطت في معظم المدن السورية، وقامت تحت حماية الجيش بضرب المحتجين ومداهمة المنازل والمحال التجارية ونهب محتوياتها وتخريبها، واستولت على المستشفيات ومنعت تقديم الرعاية الطبية للمحتجين المصابين

وتؤكد المعارضة السورية على أن مجموعات (الشبيحة) أظهرت وحشية استثنائية في تعاملها مع المحتجين، وهم لا يلبسون لباساً موحداً، وبعضهم يحلق شعره ويطلق لحيته ليبدوا وكأنه إرهابي تقليدي، وتسببوا في مقتل القسم الأكبر من المتظاهرين طوال الأشهر الستة الأولى للثورة، حتى أنهم كانوا يمتلكون صلاحية قتل الجنود الذين يحاولون الانشقاق، إنهم رجال فوق القانون بكل معنى الكلمة

“أبو عدنان” الدرزي الذي فضح أوراق الأسد

مـالـك أبـو خـيـر

مع مرور كل يوم إضافي من المعاناة السورية المستفحلة دماراً وقتلاً وتشريداً، يشعر أبناء طائفة الموحدين الدروز في سوريا بجسامة الأخطار التي تحملها هذه المرحلة العصيبة من عمر سوريا، وبحجم التحدّيات التي تتهدّد الطائفة. فالدروز وعلى مدى عامين متواصلين من الثورة السورية، ورغم كونهم تحت “رحمة” ماكينة النظام الإعلامية في داخل وخارج سوريا، لم يستطع هذا النظام من وضعهم ضمن المخطط الذي حاول توريطهم به، كما لم تنجح كافة محاولاته لإدخالهم بحرب طائفية تخدم مصالحه.

ولمّا كانت السويداء استطاعت سحب سلطة القرار المسيطر عليها من القصر الجمهوري، بكل صمت، حيث لم يسمح عقلاء جبل العرب ورجال الدين بوقوع الحرب الطائفية مع درعا، ولمّا عمد عدد كبير من أبناء المحافظة إلى الانسحاب من خدمة الجيش النظامي ليرتفع عددهم إلى ألف منشقّ وأكثر من 8000 شاب امتنعوا عن تأدية الخدمة، ولمّا كانت “الكتائب” التابعة للجيش الحر من بين أبناء هذه المحافظة قد نشأت، وباتت تشارك فعلياً في المعارك الدائرة ضد جيش النظام، فإن النظام خسر معظم أوراقه التي كان يستخدمها في سعيه للسيطرة على الموحدين الدروز، ولم يبقَ سوى القليل.

في هذا السياق، كانت أحداث قرية حضر ومعها عدد من القرى الواقعة عند مرتفعات الجولان من الناحية السورية المحررة في محافظة القنيطرة، وهي ذات غالبية درزية، محاولة أخرى من قبل النظام للضغط على ثوار “الجيش الحر” الذين تتزايد سيطرتهم على المنطقة الجنوبية ويرفعون من خسائر جيش الأسد. وقد اتّبع النظام مع هذه القرى السياسة نفسها التي اتّبعها مع محافظة السويداء، لجهة فرض سيطرة العناصر التابعة له “الشبيحة” بالتعاون مع الأجهزة الأمنية كفرع الأمن العسكري، كما لجهة نشر حالة من الخوف لدى الدروز من ظهور تيارات دينية متطرفة، وهو تحريض أدّى بالفعل إلى دخول عدد أهالي هذه القرى في نزاعات مع المناطق المحيطة بهم نتيجة لمواقف كان النظام السوري وأتباعه المسبب الرئيسي لها.

ومع ارتفاع سيطرة “الجيش الحر” على المنطقة الجنوبية في القنيطرة وما حولها، عمل النظام على استغلال الورقة الطائفية، فقام باستخدام العناصر التابعة له من القرى الدرزية في توجيه ضربة لعناصر من “الجيش الحر” أثناء تحريرهم إحدى القطع العسكرية، وهو حادث أدّى إلى وضع هذه القرى في حالة مواجهة مع قيادات “الجيش الحر”، رغم أن السلطة الدينية في هذه القرى وغالبية عقلائها باتوا يضمرون الكره لمن يسمّون “الشبّيحة” التابعين للنظام من شباب قراهم، كونهم جروا القرى إلى مواجهة لا يرغب الأهالي بها على الإطلاق، بل ويعتبرونها بداية لمسلسل من الاقتتال الداخلي قد يكون السبب في حمام دماء كبير.

الشيخ ابو عدنان غسان صالح زيدان، أحد رجال الدين من الموحدين الدروز في قرية حضر، كان أول الخارجين عن الصمت ورفض الوقوف على الحياد تجاه ما يجري، وذهب بعيداً في معارضته، إذ أعلن تشكيل كتيبة سُميت “أحرار حضر”، وانضمّت إلى “الجيش الحر” تحت قيادة المجلس العسكري في القنيطرة، وكان كافة عناصرها من شباب الطائفة الدرزية، الذين قاتلوا إلى جانب “الجيش الحر” في حرب التحرير ضد جيش النظام.

هذا التحوّل الكبير، أدى إلى تحوّل مقابل وأزمة لدى الأجهزة الأمنية، التي وجدت فيه بداية لخسارة أوراقها في تلك القرى، فما كان منها سوى أن عملت على إعداد كمين للشيخ أبو عدنان عبر استدراجه إلى داخل القرية لفك الحصار عن أحد الشبان التابعين له، فدخل دون أي دعم من كتيبته رافضاً لإطلاق أي رصاصة على أحد من “شبّيحة” القرية، أملاً منه في فك الحصار دون سقوط قتلى من أبناء قريته، إلا أن مفرزة الأمن العسكري والشبّيحة التابعين لها قاموا باغتياله على الفور.

حادثة الاغتيال التي نفّذها النظام، كان لا بد له من وضع غطاء لها، لكون كشف حقيقة ما جرى يعني بداية كشف تصرفات الأجهزة الأمنية في هذه القرى. لذلك عمل النظام على التضليل باتهامه “جبهة النصرة” – التي لا يوجد لها أي نشاط مسلّح في تلك المنطقة – بالوقوف خلف حادثة الاغتيال. وخرج الوزير اللبناني الأسبق وئام وهاب عبر إحدى وسائل الإعلام ليؤكد أن “جبهة النصرة” هي من قامت باغتيال الشيخ أبو عدنان. وكان لهذا التصريح آثاره السلبية في تأجيج النفس الطائفي وتحديداً ان الشهيد هو رجل دين درزي، وقد وصل الأمر إلى حد خروج البعض من دروز فلسطين المحتلة ببيانات تطالب بتسليح أبناء قرى حضر، وقامت جريدة “معاريف” الإسرائيلية بنشره وتفعيله إعلامياً، وهو ما رأى فيه البعض من وجهاء الدروز تصرفاً يصبّ في مصلحة النظام السوري، والإسرائيلي أيضاً، ضمن مخطط يهدف لضرب النسيج السوري ببعضه البعض عبر إظهار الدروز بمظهر العميل لإسرائيل والمؤيد لنظام الأسد.

أخ الشيخ الشهيد لم ينتظر كثيراً، ولم يسمح لهذه الدعاية من الانتشار، فخرج عبر شريط مسجّل على الانترنت ليشرح تفاصيل ما حدث، وشارك المجلس العسكري بالقنيطرة في نعي أخيه الشيخ أبو عدنان، كما ظهرت عدة تسجيلات تظهر العزاء والدفن الذي شارك به عدد كبير من رجال “الجيش الحر”.

حادثة الشيخ “أبو عدنان”، ومقتل لؤي كرباج ابن مدينة جرمانا تحت التعذيب بعد دفاعه عن عائلة نازحة حاول عناصر الأمن اعتقال احد أفرادها، يؤكد للجميع أن النظام السوري لا يفرّق في بطشه بين أبناء أقلية أو أكثرية، وأن أوراقه باتت مكشوفة للجميع.

لمشاهدة فيديو تشكيل كتيبة احرار حضر، إضغط هنا

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى