أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأربعاء، 04 كانون الثاني 2012

الجامعة تشيد بـ «كفاءة» الدابي واللجنة الوزارية تناقش تقريره السبت

القاهرة – محمد الشاذلي؛ بيروت، نيقوسيا، باريس، واشنطن – «الحياة»، رويترز، أ ف ب

تعقد اللجنة الوزارية العربية المعنية بالوضع في سورية اجتماعاً السبت المقبل في فندق فيرمونت القريب من مطار القاهرة الدولي للبحث في التقرير الأول الذي ينتظر ان تُقدمه اليها بعثة المراقبين العرب. وقال نائب الأمين العام للجامعة السفير أحمد بن حلي لـ «الحياة» أن هذا الاجتماع، الذي قد يُؤجل الى الأحد لتمكين جميع أعضاء اللجنة من الحضور، سينظر في التقرير التمهيدي لرئيس البعثة الفريق أول ركن محمد أحمد الدابي الذي سيشارك في الاجتماع. واعلنت منظمة سورية مجهولة تُطلق على نفسها اسم «حركة مناهضة المد الشيعي في سورية» تبنيها خطف خمسة ايرانيين في حمص الشهر الماضي وحذرت ايران و»حزب الله» من المضي في دعم النظام السوري.

وفي ظل الجدل الدائر في شأن مهمة المراقبين في سورية قال قائد «الجيش السوري الحر» العقيد رياض الأسعد انه غير راضٍ عن عمل المراقبين العرب وانهم «لم يستطيعوا وقف اعمال القتل في سورية». وهدد بأن قواته «ستنتظر بضعة ايام وأسبوعاً على الأكثر، واذا شعرنا بأن المراقبين غير جديين سنتخذ قراراً سيفاجئ النظام والعالم كله».

ونفى الأسعد ما ذكره الامين العام للجامعة نبيل العربي من ان النظام السوري سحب الدبابات من المدن الى مناطق محيطة بها، مؤكداً ان هذه الدبابات لا تزال تحيط بالمدن التي تحصل فيها مواجهات. كما اوضح ان البند الاول من قرار الجامعة كان يقضي بسحب الجنود الى ثكناتهم وليس بتطويق المدن.

وفي لشبونة اعلن برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري، ان وجود بعثة المراقبين العرب في سورية «يبقى مفيدا» على رغم انها «لن تتمكن من فرض تطبيق المبادرة العربية». وقال اثر لقائه وزير الخارجية البرتغالي باولو بورتاس «نحن نعتبر ان هذه البعثة تبقى مفيدة حتى وان كانت لن تؤدي الى تطبيق الخطة العربية. تبقى مفيدة سياسيا ومعنويا ونفسيا».

وأوضح بن حلي أن اختيار اعضاء بعثة المراقبين لم يعرض على أي فصيل من افراد المعارضة السورية الذين التقاهم الأمين العام للجامعة وأن اختيارهم تم بعد ترشيحات من الدول الأعضاء وبعدما حددت الأمانة العامة معايير منها أن يكونوا متخصصين في حقوق الإنسان وعسكريين سابقين ذوي خبرة في التعامل مع الأزمات وسياسيين لديهم سابقة في عمليات الرقابة.

وقال بن حلي إن الدول العربية بعثت بمرشحيها وكذلك منظمات حقوقية عربية والتقى بهم الأمين العام شارحاً مهمة البعثة. أما رئيس البعثة فقد رشحه الأمين العام من بين أسماء عدة. وشدد على أن الدابي يؤدي عمله بكل كفاءة ومسؤولية وأنه أحدث انسجاماً كاملاً مع فرق المراقبة وبينهم سفراء وعسكريون كبار وأن البعثة تعمل بروح الفريق منفذة مهمة الجامعة. وأشار بن حلي إلى أنه قد تكون هناك تقارير اخرى من المراقبين لأن اللجنة الوزارية ستتابع المهمة بشكل دائم. وعما إذا كانت اللجنة الوزارية ستدعو مجلس الجامعة الى الاجتماع على مستوى وزراء الخارجية لإستئناف دورتهم التي هي في حالة انعقاد دائم، أكد بن حلي أن للجنة هذا الحق.

وأكد رئيس غرفة عمليات بعثة المراقبين السفير عدنان الخضير أن الجامعة حريصة على تطبيق بروتوكول مهمات البعثة، داعياً الأطراف كافة إلى عدم التعجل في إصدار الأحكام على نتائج عمل البعثة قبل أن تنتهي من المهمات المكلفة بها الهادفة إلى حماية المدنيين العزل ووقف نزيف الدم. وأشار إلى أن فوجاً كبيراً من المراقبين العرب (نحو 30 مراقباً) سيتوجه غداً الخميس إلى دمشق للالتحاق ببعثة المراقبين الموجودة في سورية وفقاً للخطة المرسومة لانتشار المراقبين. وذكر أن غرفة العمليات لا تزال تتلقى يومياً عدداً من الشكاوى وأسماء المعتقلين. وقال الخضير إن هناك مجموعة من المراقبين على الحدود الاردنية ستدخل الاراضي السورية خلال يومين بعد انهاء الاجراءات الخاصة بهم والسيارات المرافقة.

وأوضح الخضير أن تقرير الدابي الذي سيتم استعراضه أمام اجتماع اللجنة يمثل حصيلة التقارير اليومية التي يرفعها فريق البعثة لرصد ما يحدث في الميدان، وأشار إلى أن غرفة عمليات بعثة المراقبين تواصل عملها وتتلقى الشكاوى والاتصالات حول القتال ووجود قناصة ومعتقلين ويتم ارسال هذه الشكاوى إلى غرفة العمليات الرئيسية الخاصة بالبعثة في دمشق لتعالج هذه الامور اولاً بأول. كما تلقت غرفة العمليات في مقر الجامعة شكاوى في شأن تصاريح لوسائل الاعلام لدخول دمشق وتم الاتصال بالجهات المختصة في سورية لتسهيل دخولهم.

وأعرب الخضير عن أمله في الوقف الكامل لاطلاق النار وسحب جميع الآليات العسكرية وفق البروتوكول لأن مهمة الجميع في النهاية هي العمل على وقف نزيف الدم وحماية المدنيين السوريين.

في الوقت ذاته نفى مندوب مصر الدائم لدى الجامعة السفير عفيفي عبدالوهاب ما تردد عن امتناع بلاده عن المشاركة في بعثة المراقبين، مؤكداً مشاركة مصر بوفد يضم عشرة افراد. وأوضح أن مصر ترفض أي تدخل خارجي في الشأن السوري أو اللجوء إلى حل عسكري وترى أن الحل السياسي القائم على الحوار بين النظام والمعارضة تحت مظلة الجامعة هو الطريق السليم.

من جهة اخرى عبرت الولايات المتحدة امس عن قلقها الجدي من تعامل سورية مع بعثة المراقبين وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية فيكتوريا نولاند «مبعث قلقنا ان النظام السوري لم يفِ بكل الالتزامات التي قدمها للجامعة العربية حين قبل اقتراحها قبل نحو تسعة اسابيع. وعلى سبيل المثال لم يتوقف العنف».

كما أعربت فرنسا عن «قلقها» من ظروف عمل المراقبين ومخاوف من عدم اطلاعهم على كل ما يحدث على الأرض. وكرر الرئيس نيكولا ساركوزي موقف باريس من ان على الرئيس بشار الأسد ان «يغادر السلطة» و «يترك شعبه يقرر مصيره بحرية». واعتبر وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه ان المهم هو منع السلطات السورية «من خداع المراقبين».

ميدانياً أعلن المرصد السوري لحقوق الانسان ان 18 عنصراً من قوات الامن السورية قتلوا فجر أمس في مواجهات مع منشقين في مدينة جاسم بمحافظة درعا اثر انشقاق العشرات من الجيش النظامي بكامل اسلحتهم فجر امس. ونفذت قوات الامن السورية اثر ذلك حملة اعتقالات في المنطقة المحيطة بمخفر جاسم اسفرت عن اعتقال اكثر من مئة شخص من الاهالي والاستيلاء على اموال من منازلهم. كما ذكرت الهيئة العامة للثورة السورية إن تسعة أشخاص قتلوا امس برصاص الأمن والجيش في محافظات إدلب وحمص ودرعا وحماة.

جنبلاط يدعو «بني معروف سورية» الى عدم المشاركة في قمع المتظاهرين

بيروت – «الحياة»

عاد الخلاف على تصحيح الأجور داخل الحكومة اللبنانية إلى المربع الأول مع صدور قرار مجلس شورى الدولة بعدم الموافقة على قرار مجلس الوزراء المتخذ بالأكثرية في 21 الشهر الماضي والذي قضى برفع الحد الأدنى إلى 868 ألف ليرة وضم بدلات النقل إلى صلب الراتب خلافاً للاتفاق الذي كان توصل إليه أرباب العمل مع النقابات العمالية برفع الحد الأدنى من 500 ألف إلى 675 ألف ليرة لبنانية من دون ضم بدلات النقل إلى صلب الراتب والذي أيده رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وعدد من الوزراء.

وفيما كان القرار الذي صوّت عليه مجلس الوزراء ونقضه مجلس شورى الدولة حظي بدعم وزراء «تكتل التغيير والإصلاح» بزعامة العماد ميشال عون و»حزب الله» وحركة «أمل» مقابل تأييد وزراء ميقاتي ورئيس «جبهة النضال الوطني» وليد جنبلاط وأحد الوزراء المحسوبين على رئيس الجمهورية ميشال سليمان لاتفاق أرباب العمل والعمال، فإن التحدي بات مطروحاً على مجلس الوزراء الذي يُعقد اليوم برئاسة ميقاتي، للبحث في بدائل القرار الأخير الذي وضع مشروعه وزير العمل شربل نحاس، خصوصاً أنها المرة الثانية التي ينقض مجلس شورى الدولة قانونية قرار بتصحيح الأجور. ورجحت مصادر وزارية متعددة أن يعود مجلس الوزراء إلى تبني اتفاق أرباب العمل والاتحاد العمالي العام، كما نقل عن رئيس البرلمان قوله أول من أمس أمام زواره. ورأى رئيس الاتحاد العمالي غسان غصن أن الاتفاق رضائي لا يحتاج لرأي مجلس الشورى.

وامتنع العماد عون عن الإدلاء بتصريحه الأسبوعي بعد ترؤسه اجتماع تكتله النيابي واستبدله بتصريح لأحد نوابه، بسبب نقض مجلس الشورى للقرار الذي كان أيده لأسباب سياسية في سياق المواجهة بينه وبين ميقاتي. وشكل التكتل لجنة لدرس اعتراض مجلس الشورى على قرار مجلس الوزراء، وواصل هجومه على رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة بناء لقرارات صدرت عن ديوان المحاسبة العمومية تشير الى مخالفات ارتكبها أثناء توليه مهماته وطالب تكتل عون بملاحقة السنيورة قانونياً.

من جهة ثانية، لفت إصدار النائب جنبلاط أمس موقفاً جديداً حيال الأزمة السورية، توجه فيه إلى «بني معروف في سورية»، مؤكداً أنه «آن الأوان للإحجام عن المشاركة مع الشرطة أو القوى العسكرية التي تقوم بعمليات القمع ضد الشعب السوري».

وتمنى جنبلاط «لو تنظر القيادة الروسية والجمهورية الإسلامية في إيران إلى مبدأ «قوة الضعفاء» في مقاربتها للوضع الحالي في سورية وضرورة الإقرار بأن الحلول الأمنية لا يمكن أن تشكل حلاً للأزمة التي لن تُحل إلا بتغيير جذري للنظام». وذكّر بانتفاضة الشعب الروسي على ظلم القياصرة وبإسقاط نظام شاه إيران، «أعتى الأنظمة».

واشنطن “لا تتخلّى عن أي خيار” في سوريا

رواية عن نشر تركيا صواريخ “هوك” على الحدود

“النهار” والوكالات:

شددت المعارضة السورية وواشنطن وباريس انتقاداتها لبعثة المراقبين العرب في سوريا، وقت تقرر ان تعقد اللجنة الوزارية العربية المكلفة متابعة الوضع السوري اجتماعاً في القاهرة السبت المقبل لتقويم عمل هذه البعثة. وتزامن ذلك مع تصعيد في التحركات الاقليمية والدولية، إذ اوردت صحيفة “ميلييت” التركية ان تركيا وجهت صواريخ “هوك” نحو الاراضي السورية رداً على تصويب سوريا صواريخ “سكود” نحو الاراضي التركية، فيما تصل في الايام القريبة حاملة طائرات روسية الى المياه الاقليمية السورية. واعلنت واشنطن ان دمشق لم تف بالتزاماتها حيال بعثة المراقبة وانه آن الاوان لتدخل مجلس الامن، مؤكدة للمرة الاولى ان كل الخيارات مفتوحة في التعامل مع الأزمة السورية.

ومع وصول 14 مراقباً جديداً الى سوريا للانضمام الى بعثة المراقبين، صرح نائب الامين العام لجامعة الدول العربية احمد بن حلي في مؤتمر صحافي بانه “تقرر عقد اجتماع للجنة الوزارية المعنية بالازمة السورية السبت المقبل للنظر في التقرير الاول التمهيدي لرئيس بعثة المراقبين العرب في سوريا حول اهم ما رصده على ارض الواقع بعد اكثر من اسبوع” من بدء مهمة بعثته.

وترأس قطر اللجنة الوزراية العربية التي تضم ايضا مصر والسودان والجزائر وسلطنة عمان والمملكة العربية السعودية والامين العام للجامعة نبيل العربي.

ودعا رئيس غرفة عمليات بعثة مراقبي الجامعة عدنان الخضير الى “عدم التعجل في اصدار الاحكام على نتائج عمل بعثة المراقبين”.

وانتقد رئيس “المجلس الوطني السوري” المعارض برهان غليون تصريحات العربي عما حققته البعثة من إيجابيات في مقدمها سحب الآليات العسكرية من المدن السورية. وقال لراديو “سوا” الأميركي إنه “ما كان لنبيل العربي أن يقدم للنظام السوري شهادة حسن سير وسلوك على تصرفه”، معتبراً أن الأمين العام للجامعة مخطئ في تصريحاته. وأضاف: “أتصور أن ما قاله نبيل العربي لا يعبر عن الواقع إطلاقاً، وبعد اتصال مع رئيس بعثة المراقبين العرب نفسه تبين حقيقة الوضع، فالنظام سحب قسما من دباباته من مراكز المدن إلى أطرافها ولم يسحبها إلى ثكنه كما أنه لم يسحب القناصة”. وشدد على أن النظام السوري لم ينفذ أي بند من بنود الخطة العربية.

لكن غليون قال لاحقاً خلال زيارة التقى فيها وزير الخارجية البرتغالي باولو بورتاس في لشبونة: “نحن نعتبر ان هذه البعثة تبقى مفيدة حتى وان كانت لن تؤدي الى تطبيق الخطة العربية. تبقى مفيدة سياسيا ومعنويا ونفسيا”.

وهدد قائد “الجيش السوري الحر” العقيد رياض الاسعد الذي يتخذ تركيا قاعدة له، بتصعيد الهجمات على القوات السورية قائلا إنه غير راض عن مدى التقدم الذي يحرزه المراقبون العرب في وقف الحملة العسكرية على المحتجين.

باريس

وفي مدرسة البحرية في لانفيوك – بولميك الفرنسية حيث قدم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي تهانيه الى الجيش في مناسبة رأس السنة، قال ساركوزي ان على الاسرة الدولية “تحمل مسؤولياتها… عبر التنديد بقمع وحشي” و”التثبت من امتلاك مراقبي الجامعة العربية جميع الوسائل والحرية الكاملة للقيام بعملهم على اكمل وجه”. وكرر دعوته الرئيس السوري بشار الاسد الى التنحي. ورأى ان “المجازر” المرتكبة في سوريا تثير “بحق الاشمئزاز والنفور”.

وطالب وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه “بإيضاح” شروط عمل المراقبين في سوريا. وقال انه “لا يمكن مجلس الامن ان يبقى صامتاً”.

واشنطن

وفي واشنطن، صرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند بان لديها بواعث قلق جدية حيال تعامل سوريا مع بعثة المراقبين. وقالت: “مبعث قلقنا ان النظام السوري لم يف بكل الالتزامات التي قدمها للجامعة العربية حين قبل اقتراحها قبل نحو تسعة اسابيع. وعلى سبيل المثال لم يتوقف العنف… أبعد ما يكون عن ذلك”.

واكد الناطق باسم البيت الابيض جاي كارني ان الرئيس باراك اوباما “لم يتخل عن أي من الخيارات المطروحة على الطاولة”، وان يكن قال ان التركيز لا يزال على الخيارات الديبلوماسية. وحذر من انه اذا لم تطبق سوريا خطة الجامعة العربية، فيتعين على المجتمع الدولي ان يدرس اتخاذ “اجراءات لارغام النظام على وقف عنفه ضد مواطنيه”. ولاحظ استمرار النظام في استخدام اعمال القنص والتعدي على السوريين و”من الواضح انه لم تطبق متطلبات بروتوكول الجامعة العربية”. وشدد على الضرورة الملحة لأن يتحرك مجلس الامن لاتخاذ موقف موحد “لدعم التطلعات المشروعة للشعب السوري… ونحن نعمل مع شركائنا الدوليين لزيادة الضغط على نظام الاسد كي يتوقف كلياً عن العنف غير المقبول الذي يمارسه ضد مواطنيه”.

صواريخ “هوك”

وفي أنقرة، نشرت صحيفة “ميلييت” التركية إن تركيا نشرت صواريخ “هوك” التي تعتبر بمثابة المظلة الواقية لحماية منطقة الشرق الاوسط قرب قرية قلعة التابعة لمدينة هاتاي الحدودية مع سوريا، وذلك ردا على نشر سوريا بطاريات صواريخ “سكود” روسية الصنع في القامشلي وعين دور وهما منطقتان حدوديتان مع تركيا.

وأشارت إلى ان نظام الدفاع الصاروخي التركي تأسس قبل سنتين، وانه يوصف بأنه مظلة تركية لحماية منطقة الشرق الاوسط وأحد أسباب الازمة بين تركيا اسرائيل.

حاملة طائرات

وفي المقابل، أوردت صحيفة “الوطن” السورية ان “حاملة الطائرات الروسية الاميرال كوزينتسوف ستصل في الايام المقبلة الى المياه الاقليمية السورية على ان تبقى فيها ستة ايام”.

وقالت ان الاسطول الروسي يضم “طائرات سوخوي 33 وميغ 29 وطائرات عمودية من نوع كا-27 (المضادة للغواصات) ومنظومات من الصواريخ المختلفة المضادة للطائرات والسفن الحربية والغواصات”.

واوضحت ان المجموعة المواكبة لحاملة الطائرات تتألف “من السفينة الاميرال تشابانينكو المضادة للغواصات… وسفينة المساعدة نيقولاي تشكير والناقلات سيرغي اوسيبوف وفيازما وكاما”.

ومعلوم ان لروسيا قاعدة بحرية في طرطوس اجرت فيها توسيعات أخيراً.

الوضع الميداني

ميدانياً، قال المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ لندن مقراً له، ان خمسة مدنيين قتلوا برصاص القوات السورية في مناطق متفرقة من سوريا.

وفي المقابل، اعلن المرصد ان 18 عنصرا من قوى الامن السورية قتلوا فجر الثلثاء في مواجهات مع منشقين عن الجيش السوري في محافظة درعا بالجنوب.

وقال ان احد اجهزة الامن السورية اعتقل الناشطة في “الحراك الثوري” فاتن رجب فواز في مدينة دوما قرب دمشق.

وأفادت الوكالة العربية السورية للانباء “سانا” ان “مجموعة ارهابية مسلحة استهدفت في عملية تخريبية خط الغاز الآتي من حقول المنطقة الوسطى والمار بالقرب من مدينة الرستن” في محافظة حمص.

مؤتمر البعث

سياسياً، اعلن حزب البعث الحاكم ان المؤتمر القطري الحادي عشر للحزب سيعقد في شباط. وهذا اول مؤتمر للحزب منذ مؤتمر حزيران 2005 الذي قرر البعث في نهايته الانتقال بالاقتصاد الموجه المطبق منذ 1963 الى “اقتصاد السوق الاجتماعي”. ويأتي انعقاد المؤتمر قبل اجراء انتخابات نيابية كانت مقررة في شباط، ثم ارجئت فترة غير محددة. وعين الاسد في 15 تشرين الاول لجنة مهمتها إعداد دستور جديد.

واشنطن وباريس تنعيان مهمة المراقبين العرب

المؤتمر القطري للبعث في شباط: الدستور والتعددية … وتغييرات تنظيمية

زياد حيدر

قررت القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم في سوريا عقد مؤتمرها القطري الحادي عشر في الأسبوع الأول من شباط المقبل، في موعد يسبق انتخابات البرلمان المتوقعة في نهاية شباط ايضا، ووسط توقعات بأن يشهد المؤتمر، الذي تأخر أعواما، تغييرات جذرية في بنيته التنظيمية والنظرية.

في هذا الوقت، أعلنت الجامعة العربية أن اللجنة الوزارية حول الأزمة السورية ستجتمع السبت المقبل في القاهرة لمناقشة التقرير الأول لرئيس بعثة المراقبين الفريق محمد احمد الدابي. وبالرغم من تأكيد الجامعة أن «هناك تحسنا ملحوظا في وقف إطلاق النار» واصلت واشنطن وباريس هجومهما على النظام السوري بحجة انه لم يمتثل للاتفاق الموقع مع

الجامعة العربية، واعتبرتا أن «الوقت حان لتدويل القضية».

وعلمت «السفير» أن لجنة حزبية رفيعة المستوى انتهت مؤخرا من وضع الخطوط العريضة لـ«دستور» حزب البعث، الذي يحدد «مستوى التغيير الذي طرأ على بنية الحزب وفكره بعد عقود على وضعه». كما قالت مصادر حزبية لـ«السفير» ان الحزب وفقا لقانون الأحزاب الذي صدر العام الماضي لن يتمتع بالمميزات التي كان يمنحها له الدستور الحالي، وهو الدستور الذي يخضع لمناقشة بصدد تغييره في لجنة مختصة.

ووفقا لما اطلعت عليه «السفير» من مسودة لهذا النص فقد تم الاستغناء عن المادة الثامنة التي تنص على اعتبار «حزب البعث قائدا للدولة والمجتمع». ونصت المسودة في إحدى فقراتها على أن الانتخابات البرلمانية الحرة هي التي تحدد بنية البرلمان المقبل، كما نصت على أن ترشيح رئيس الجمهورية يكون من الأحزاب المنضوية تحت قبة المجلس، باعتبار أن أي مرشح رئاسي (الحد الأدنى اثنان) يجب أن يحصل على دعم ما لا يقل عن 20 في المئة من أعضاء البرلمان.

وتبدأ الانتخابات الفرعية لقواعد الحزب في 11 كانون الثاني الحالي. وقالت مصادر حزبية لـ«السفير» ان المؤتمر سيناقش الدستور الجديد للحزب الذي تم تطويره للمرة الأولى منذ العام 1947، مشيرة إلى أن أهم التغييرات في الدستور تنص على قبول الحزب بمبدأ المنافسة السياسية على السلطة، والقائم على احترام مبدأ التعددية في العمل السياسي، كما تشديده على احترام الحريات والديموقراطية وصيانة علمانية الدولة.

ووفقا للمصادر فإن «تغييرات جذرية» طرأت على النص الأساسي «لكن الإعلان عنها يجب أن يبقى حتى انعقاد المؤتمر الذي سيبحثها ويصادق عليها». وقالت ان أهداف الحزب «بالوحدة والحرية والاشتراكية» لم تتغير. وفضلت المصادر عدم الخوض في التوقعات، خصوصا في ضوء حديث وسائل إعلام عن إمكان حصول تغييرات جذرية في قادة الحزب، معتبرة أن القيادة يمكن أن تتوسع أو تبقى على حالها، لكن «في المبدأ فان الحزب أقر بمبدأ التنافسية وسيخوض الانتخابات المقبلة بهذا التوجه» وذلك في إشارة إلى الدستور الجديد الذي يجري الإعداد له عبر لجنة خاصة، والذي ينص على رفض مبدأ قيادة حزب للدولة كما كان في الدستور القديم.

ووفقا للنص الذي اطلعت عليه «السفير» فإن المنافسة بين الأحزاب السياسية المرخصة هي التي تحدد هوية البرلمان المقبل. كما يتجاهل النص كل إشارة لوجود حزب البعث في مكونات الدولة المستقبلية، ولا سيما في قطاع الجيش والقوات المسلحة، خلافا لما هو عليه في الدستور الحالي، المطبق منذ العام 1973.

الجامعة العربية

وفي القاهرة، (ا ف ب، ا ب، رويترز، ا ش ا) قال نائب الأمين العام للجامعة احمد بن حلي «تقرر عقد اجتماع للجنة الوزارية المعنية بالأزمة السورية السبت المقبل للنظر في التقرير الأول التمهيدي للدابي حول أهم ما رصده على ارض الواقع بعد أكثر من أسبوع» على بدء مهمة بعثته. وذكر التلفزيون السوري أن مجموعات من المراقبين زارت حمص ودرعا وادلب.

وقال مسؤول في الجامعة لوكالة «اسوشييتد برس» إن اجتماع اللجنة الوزارية العربية سيبحث عملية سحب المراقبين من عدمه، موضحا انه لن يتم اتخاذ قرار نهائي في الاجتماع السبت لكن سيتم رفع توصية إلى اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب.

وأعلن رئيس غرفة عمليات بعثة مراقبي الجامعة عدنان الخضير أن «بعثة المراقبين تواصل عملها على الأراضي السورية والمحافظات وفقا لخطة عملها والبروتوكول الذي وقعته الحكومة السورية مع الجامعة العربية». وأضاف «سينضم 30 مراقبا عربيا إلى البعثة نهاية الأسبوع الحالي»، مشيرا إلى أن «هناك مجموعة من المراقبين حاليا على الحدود الأردنية ـ السورية سيدخلون الأراضي السورية خلال يومين بعد إنهاء الإجراءات الخاصة بهم والسيارات المرافقة لهم».

وقال الخضير إن «غرفة عمليات بعثة المراقبين تواصل عملها وتتلقى الشكاوى والاتصالات حول القتال ووجود قناصة ومعتقلين ويتم إرسال هذه الشكاوى إلى غرفة العمليات الرئيسية الخاصة بالبعثة في دمشق لتعالج هذه الأمور أولا بأول». وأكد أنه «وفقا للتقارير الواردة من البعثة في سوريا، فان هناك تحسنا ملحوظا في وقف إطلاق النار»، مضيفا «إننا نأمل الوقف الكامل لإطلاق النار وسحب جميع الآليات العسكرية وفق البروتوكول لأن مهمة الجميع في النهاية هي العمل على وقف نزف الدم وحماية المدنيين السوريين».

وشدد الخضير على انه «من الصعب الحكم على مهام بعثة المراقبين في الوقت الحالي لأنهم ما زالوا في بداية عملهم الذي لم يتجاوز أياما عدة وبالتالي لا يمكن الإقرار بنجاحهم أو فشلهم الآن، بالإضافة إلى أن هناك فرقا ما زالت تنضم إلى البعثة فضلا عن التجهيزات، ومن هنا فان هذا العمل يحتاج إلى تواصل الجهود والتعاون مع جميع الأطراف لإنجاح مهمة البعثة، ونأمل التزام الجميع بما تم الاتفاق عليه».

وصرحت مصادر مطلعة في مطار القاهرة أن وفد المراقبين يضم 12 عراقيا وتونسيين اثنين، بينما تخلف عن السفر 6 مراقبين من البحرين وسيتم سفرهم خلال الساعات المقبلة، بينما سبقهم وفد من المراقبين السودانيين.

وأكد وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي أن البعثة ستسمح بتقييم «أكثر مصداقية» للوضع في سوريا. وقال، للإذاعة الجزائرية، «ما لم نتفق عليه في الجامعة العربية بشكل واضح هو الوضع في سوريا (لأن) مصادر المعلومات كانت متناقضة». وأضاف «سيتم تدعيم بعثة المراقبين قريبا وسيكون لدينا تقييم أكثر مصداقية حول الوضع».

وتابع مدلسي «نريد وقفا حقيقيا لإطلاق النار حتى تتمكن الجامعة العربية من مد يدها لجميع السوريين للتحاور في ما بينهم». وأوضح أن الحكومة السورية تقوم «بكثير من الجهود للاستجابة لنداء الجامعة العربية ونتمنى أن تتكثف هذه الجهود».

غليون وواشنطن وباريس

وأعلن رئيس «المجلس الوطني السوري» برهان غليون في لشبونة أن وجود بعثة المراقبين في سوريا «يبقى مفيدا» رغم انه اعتبر «انها لن تتمكن من فرض تطبيق المبادرة العربية التي وافقت عليها دمشق». وقال، اثر لقائه وزير الخارجية البرتغالي باولو بورتاس، «نحن نعتبر ان هذه البعثة تبقى مفيدة حتى ان كانت لن تؤدي الى تطبيق الخطة العربية. تبقى مفيدة سياسيا ومعنويا ونفسيا».

وفي واشنطن قال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني «لقد مضى 16 يوما على توقيع النظام السوري بروتوكول الاتفاق على مجيء مراقبي الجامعة العربية وتسعة أسابيع على موافقته على خطة عمل الجامعة العربية التي تتألف من أربع نقاط». وأضاف «لقد قلنا بوضوح انه إذا لم تطبق مبادرة الجامعة العربية فيجب عندها على المجتمع الدولي أن يبحث في إجراءات جديدة لإرغام النظام على وقف العنف بحق شعبه».

واكد انه «من البديهي ان (النظام السوري) لم يحترم الشروط» الواردة في بروتوكول التعاون بين دمشق والجامعة العربية، مشيرا إلى «استمرار رصاص القناصة وأعمال التعذيب وعمليات القتل في سوريا». وتابع «سنواصل العمل مع شركائنا الدوليين. نعتقد انه آن الأوان فعلا لان يتحرك مجلس الأمن الدولي. نريد من المجتمع الدولي أن يظهر تضامنا لدعم التطلعات المشروعة للسوريين»

ودعا الرئيس نيكولا ساركوزي الرئيس السوري إلى «التنحي». وقال إن على الأسد أن «يغادر السلطة ويترك شعبه يقرر مصيره بحرية»، معتبرا أن «المجازر» المرتكبة في سوريا تثير «بحق الاشمئزاز والنفور». وقال إن على الأسرة الدولية «تحمل مسؤولياتها عبر التنديد بقمع وحشي والتثبت من امتلاك مراقبي الجامعة العربية جميع الوسائل والحرية الكاملة للقيام بعملهم على أكمل وجه». ورأى أن على الأسرة الدولية أن «تتحمل مسؤولياتها من خلال إقرار اشد العقوبات وضمان منفذ إنساني» مؤكدا أن «هذا ما سنعمل عليه بلا هوادة».

ودعا وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه إلى «توضيح الظروف التي تجري في ظلها مهمة المراقبين». وتساءل، في مقابلة مع شبكة «اي ـ تيلي» الفرنسية، «هل يمكنهم فعلا الوصول إلى المعلومات بحرية تامة؟». وأضاف «ننتظر التقرير الذي سيرفعونه في الأيام المقبلة». وتابع «من المهم إظهار الحقيقة وألا يتمكن النظام في نهاية الأمر من خداع المراقبين على الأرض».

وقال جوبيه «لا يمكن لمجلس الأمن أن يبقى صامتا» حيال الأحداث الجارية في سوريا.

وذكرت صحيفة «الوطن» السورية ان «حاملة الطائرات الروسية الأميرال كوزينتسوف ستصل في الأيام المقبلة إلى المياه الإقليمية السورية على أن تبقى فيها ستة أيام».

ميدانياً

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيان، إن «خمسة مدنيين قتلوا برصاص القوات السورية في حماه وحمص». وأعلن أن «18 عنصرا من قوات الأمن السورية قتلوا في مواجهات مع منشقين في مدينة جاسم في محافظة درعا». وأعلن أن «احد أجهزة الأمن السورية اعتقل الناشطة في الحراك الثوري فاتن رجب فواز في مدينة دوما قرب دمشق».

وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) ان «مجموعة إرهابية مسلحة استهدفت في عملية تخريبية خط الغاز القادم من حقول المنطقة الوسطى المار بالقرب من مدينة الرستن» في حمص والذي يغذي محطتي الزارة والزيزون لتوليد الطاقة الكهربائية.

– مقتل 18 عنصرا من الامن السوري في مواجهات مع منشقين في درعا

اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان ان 18 عنصرا من قوات الامن السورية قتلوا فجر الثلاثاء في مواجهات مع منشقين عن الجيش السوري في محافظة درعا، جنوب سوريا.

وقال المرصد “قتل ما لا يقل عن 18 من قوات الامن السورية في مدينة جاسم فجر الثلاثاء وذلك اثر انشقاق العشرات من الجيش النظامي السوري بكامل اسلحتهم”.

واضاف بيان المرصد “خلال محاولتهم الفرار تعرضوا لاطلاق رصاص من قوات الامن المتواجدة في مخفر جاسم فاشتبكوا معها ما ادى الى مقتل ما لا يقل عن 18 من عناصر الامن وصلت جثامينهم الى مستشفى حكومي في محافظة درعا”.

(ا ف ب)

سوريا تتهم الولايات المتحدة بالتدخل السافر في عمل الجامعة العربية

دمشق- (ا ف ب): اتهمت سوريا الاربعاء الولايات المتحدة “بالتدخل السافر” في عمل الجامعة العربية بعدما اعتبرت واشنطن ان دمشق لم تحترم التعهدات بشأن بعثة المراقبين.

وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية السورية في بيان إن التصريحات الامريكية “تسىء للجامعة العربية (…) لانه تدخل سافر في صلب عملها وسيادة دولها ومحاولة لتدويل مفتعل غير مبرر ومفضوح”.

وكانت واشنطن رأت الثلاثاء أن دمشق لم تحترم التعهدات التي قطعتها للجامعة العربية بشأن بعثة المراقبين التي ارسلتها الجامعة إلى سوريا، مؤكدة انه “آن الاوان فعلا” ليتدخل مجلس الامن الدولي “لزيادة الضغط” على نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني “قلنا بوضوح انه اذا لم تطبق مبادرة الجامعة العربية يجب عندها على المجتمع الدولي ان يبحث في اجراءات جديدة لارغام النظام على وقف العنف بحق شعبه”.

واكد الناطق باسم الخارجية السورية أن “سوريا ليست بوارد تقديم حساب لاميركا حول مدى الالتزام من عدمه ببروتوكول أمريكا ليست اصلا طرفا فيه بل عي طرف في اذكاء العنف عبر التحريض والتجييش”.

ورأى أن الموقف الأمريكي “استباقي يضر باداء بعثة المراقبين العرب قبل صدور تقريرهم الاولي”.

الجيش الإسرائيلي يقدر أن الأسد سيسقط خلال العام الحالي وسلاحه الكيماوي قد ينتقل إلى حزب الله

تل أبيب- (يو بي اي): قال ضابط كبير في هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي إن تقديرات الجيش تشير إلى أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد سيسقط خلال العام الحالي وأن الجيش يتخوف من احتمال نقل الكمية الكبيرة من السلاح الكيماوي السوري إلى حزب الله.

ونقلت صحيفة (هآرتس) الأربعاء عن الضابط الإسرائيلي قوله إن “حدثا كبيرا” سيقع في سورية خلال العام 2012 وأن المؤشرات بشأن حالات الفرار من الجيش السوري التي تتزايد تقود إلى الاستنتاج بأن النظام السوري سيسقط هذا العام.

وتابع الضابط الإسرائيلي فإن بين الفارين من الجيش السوري ضباط برتبة رائد فما فوق وأن بينهم ضباط برتبة عقيد أيضا.

وأضاف أن الجيش الإسرائيلي يلاحظ حدوث ارتفاع في عدد عناصر الجهاز العالمي في سورية والذين يستغلون حالة “فقدان السيطرة”.

وقال إن التخوف الأساسي لدى الجيش الإسرائيلي الآن هو مصير السلاح الكيماوي السوري “ويقلقنا إلى أين سيذهب، هل سيذهب إلى أيدي المعارضة أم إلى حزب الله أو إلى مكان آخر”، لكنه أردف أن “في تقديرنا أن الاحتمال الأكبر هو أن نظام الأسد سيحتفظ بكميات الأسلحة (الكيماوية) حتى سقوطه أو أنه سينقل إلى أيدي حزب الله”.

حاملة الطائرات الروسية الاميرال كوزينتسوف تصل طرطوس قريبا

سورية: مقتل 18 عسكريا في درعا وخطف 35 في ادلب وجنبلاط يدعو الدروز لعدم المشاركة بعمليات القمع والقتل

بيروت – ‘القدس العربي’ ـ من سعد الياس: نيقوسيا ـ عمان ـ دمشق ـ وكالات: بدأت الاحدات في سورية تأخذ مسارا جديدا مع فشل بعثة المراقبين العرب في وقف القمع الامني للنظام، حيث اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان ان 18 عنصرا من قوات الامن السورية قتلوا فجر الثلاثاء في مواجهات مع منشقين عن الجيش السوري في محافظة درعا، جنوب سورية، في الوقت الذي قال فيه قائد الجيش السوري الحر إنه غير راض عن مدى التقدم الذي يحققه المراقبون العرب في وقف الحملة العسكرية ضد المحتجين، وهدد بأنه لن ينتظر سوى أيام قليلة فقط قبل ان يصعد العمليات بأسلوب جديد في الهجوم.

جاء ذلك فيما اختطفت مجموعة مسلحة 35 جندياً سورياً في محافظة إدلب شمال البلاد. وقال مصدر سوري محلي، الثلاثاء، إن مجموعة مسلّحة اختطفت 35 جندياً من الجيش السوري في نقطتين عسكريتين في بلدة كفرحايا في جبل الزاوية في محافظة إدلب.

وقال المرصد ‘قتل ما لا يقل عن 18 من قوات الامن السورية في مدينة جاسم فجر الثلاثاء، اثر انشقاق العشرات من الجيش النظامي السوري بكامل اسلحتهم’.

واضاف بيان المرصد ‘خلال محاولتهم الفرار تعرضوا لاطلاق رصاص من قوات الامن الموجودة بمخفر جاسم فاشتبكوا معها ما ادى الى مقتل ما لا يقل عن 18 من عناصر الامن وصلت جثامينهم الى مشفى حكومي في محافظة درعا’. كما قتل خمسة مدنيين الثلاثاء في مناطق متفرقة من سورية.

وابلغ العقيد رياض الاسعد رويترز ‘اذا شعرنا بانهم (المراقبين) ما زالوا غير جديين في الايام القليلة المقبلة او على الاكثر خلال اسبوع سنتخذ القرار وسيكون مفاجأة للنظام ولكل العالم’. وكان الاسعد ابلغ رويترز الاسبوع الماضي انه امر قواته بوقف الهجمات على قوات الأمن لإعطاء المراقبين فرصة للعمل.

وذكر احصاء لرويترز اعتمد على تقارير ناشطين ان 129 شخصا على الأقل قتلوا في الاسبوع الأول من زيارة المراقبين. وذكرت جماعات ناشطين اخرى ان ما يصل الى 390 شخصا قتلوا.

وقال الاسعد ‘على الارجح سنصعد العمليات بشكل كبير جدا’. واضاف ان التصعيد لن يكون اعلان حرب صريح ولكن ‘ان شاء الله ستكون نقلة نوعية والشعب السوري كله سيكون خلفها’.

من جهة اخرى ذكرت صحيفة ‘الوطن’ السورية الواسعة الانتشار الثلاثاء، ان اسطولا روسيا تقوده حاملة الطائرات الاميرال كوزينتسوف سيرسو في قاعدة طرطوس البحرية في سورية في الايام المقبلة.

واضافت الصحيفة القريبة من السلطة ان ‘حاملة الطائرات الروسية الاميرال كوزينتسوف ستصل في الايام المقبلة الى المياه الاقليمية السورية على ان تبقى فيها ستة ايام’.

واكدت الوطن ان الاسطول الروسي يضم ‘طائرات سوخوي 33 وميغ 29 وطائرات عمودية من نوع كا-27 (المضادة للغواصات) ومنظومات من الصواريخ المختلفة المضادة للطائرات والسفن الحربية والغواصات’.

وذكرت الصحيفة ان المجموعة المواكبة لحاملة الطائرات تتألف ‘من السفينة الاميرال تشابانينكو المضادة الغواصات (…) وسفينة المساعدة نيقولاي تشكير والناقلات سيرغي اوسيبوف وفيازما وكاما’.

الى ذلك تمنى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط ‘على القيادة الروسية أن تنظر الى مبدأ ‘قوة الضعفاء’ في مقاربتها للوضع الحالي الذي تمرّ به حليفتها سورية، وضرورة الاقرار بأن الحلول الأمنيّة لا يمكن أن تشكل حلاً للأزمة القائمة التي لن تُحل إلا بتغيير جذري للنظام’، ودعا جنبلاط ‘بني معروف في سورية الى الاحجام عن المشاركة مع الشرطة أو الفرق العسكرية التي تقوم بعمليات القمع ضد الشعب السوري’.

أدلى جنبلاط بتصريح جاء فيه ‘كم يتشابه القول الشهير والرائع للمثقف الكبير ورئيس تشيكوسلوفاكيا الراحل والكاتب فاكلاف هافل: ‘قوة الضعفاء’ بقول الشهيد كمال جنبلاط: ‘إن الذين ليس على صدورهم قميص سوف يحررون العالم’، فلقد أثبتت كل التجارب التاريخيّة أن حركة الشعوب تتقدم الى الأمام ولا تتراجع الى الخلف، وأن ما بُني على باطل لا يُكتب له الاستمرار على قاعدة ‘يمهل ولا يُهمل’. وقال جنبلاط ‘قوة الضعفاء التي كتب عنها فاكلاف هافل، ذاك الكاتب المسرحي الذي عايش ربيع براغ في العام 1968 عندما قمع الجيش الأحمر محاولات رئيس وزراء تشيكوسلوفاكيا ألكسندر دوبتشيك تطبيق إصلاحات سياسية وعاد في مرحلة لاحقة لقيادة ‘الثورة المخمليّة’ في العام 1989 بعد أن أمضى سنوات في السجون كمعتقل سياسي، كأنه يكتب عن واقع الحال الراهن. فقوة الضعفاء هي التي حركت وتحرك الثورات العربية للمطالبة بالحرية والكرامة والعزة. فكما أشعل جان بالاخ النار في جسده في العام 1969 رفضاً للنظام الشمولي، كذلك فعل محمد بوعزيزي في تونس رفضاً للقمع والاذلال. فالتاريخ مسار تراكمي وكتاب مفتوح لمن يريد أن يستخلص العبر. وحبذا لو تنظر القيادة الروسيّة الى مبدأ ‘قوة الضعفاء’ في مقاربتها للوضع الحالي الذي تمر به حليفتها سورية وضرورة الاقرار بأن الحلول الأمنية لا يمكن أن تشكل حلاً للازمة القائمة التي لن تُحل إلا بتغيير جذري للنظام. فبدل التمسك بنظام لم يستخلص العبر من دروس حماه (1981) التي تذكر بأحداث بوادبست (1956)، قد يكون من الأفضل توجيه النصح له للقبول بأن تداول السلطة هو أهم من التمسك بها وسفك الدماء. ألم يسبق أن انتفضت روسيا على ظلم القياصرة في الماضي؟ وحبذا أيضاً لو تنظر الجمهوريّة الاسلامية الى مبدأ ‘قوة الضعفاء’ ويتذكر أحفاد الامام الخميني أنه المبدأ الذي طُبق في مواجهة شاه إيران وأدّى الى إسقاطه في نضال تاريخي كبير، ما أكد أن الصدور العارية التي تنادي بالحرية والديمقراطية قادرة على مواجهة أعتى الأنظمة’.

واضاف جنبلاط ‘قد تكون الصواريخ الايرانية تملك قوة عسكرية كبيرة، ولكن يبقى صدى كلمات الشاعر الكبير سعدي الشيرازي أقوى مفعولاً، فليتذكر أبناء الثورة الاسلامية ما كتبه لرفع الظلم عن الشعب السوري، فهو قال: ‘آدميون نحن ولنفس الأصل ننتمي فكيف نهنأ بالعيش والغير يألمُ ما استحق الحياة من يرى أخاه يشقى وهو بالملذات والخيرات ينعمُ’. أما الى بني معروف في سورية، فهم أيضاً يعلمون أن حركة الشعوب لا تعود الى الوراء، وأن الذاكرة الشعبيّة لا ترحم، وأن الذين ليس على صدورهم قميص في درعا والصنمين وبصرة الحرير وخربة غزالة وإدلب وحمص وحماه وغيرهم في المدن والقرى السوريّة المختلفة هم الذين يمتلكون المستقبل لأنهم يمثلون ‘قوة الضعفاء’. فآن الآوان للاحجام عن المشاركة مع الشرطة أو الفرق العسكرية التي تقوم بعمليات القمع ضد الشعب السوري، وقد عاد العشرات منهم في نعوش نتيجة قتالهم لأهلهم في المناطق السوريّة الأخرى. كما ناضل الآلاف في تونس ومصر واليمن وفق قاعدة ‘قوة الضعفاء’ وكانوا من الذين ليس على صدورهم قميص وانتصروا، كذلك سيحدث في البلدان الأخرى، لأن هذا هو منطق التاريخ وحكمه. فعلاً، صدق القول إنه ‘يمهل ولا يهمل!’.

قائد في المعارضة يعتبر أن أميركا لديها فرصة لتحسين صورتها في دمشق

سمير النشار: معظم السوريين يؤيدون التدخل العسكري الأجنبي

لميس فرحات من بيروت

السوريون يؤيدون التدخل العسكري للاطاحة بنظام الأسد

اعتبر المعارض السوري سمير النشار أن معظم السوريين يؤيدون التدخل العسكري الدولي، إنما لا يملكون الشجاعة للاعتراف بذلك. كما اعتبر أن أميركا لديها فرصة الآن لتحسين صورتها في سوريا. وتقدر الأمم المتحدة أنه تم قتل أكثر من5000  سوري منذ بدء الاحتجاجات في آذار.

بيروت: يقول سمير النشار، عضو المجلس التنفيذي للمجلس الوطني السوري، إن معظم زملائه يؤيدون  التدخل العسكري الدولي للإطاحة بالرئيس بشار الاسد “لكنهم لا يملكون من الشجاعة ما يكفي للتعبير عن ذلك علنا”.

أغلبية أعضاء المجلس يريدون هذا الخيار في أسرع وقت ممكن، على الرغم من أنه لم يتم التوصل الى توافق في الآراء، أما الناس الذين لا يؤيدون التدخل العسكري، فهم يأملون في أن الانتفاضة الشعبية وحدها ستجبر بشار الأسد على التنحي، أو قد يؤدي بعد فترة معيّنة إلى انقلاب من داخل النظام.

في حديث إلى صحيفة الـ “واشنطن تايمز” من مقره في اسطنبول، اعتبر النشار أنّ الثورة لم تتمكن من إسقاط الأسد حتى اللحظة، والناس يزدادون يأساً وقلقاً، وليس هناك ضمانات بأن انقلاباً ما سيحدث من داخل النظام.

واصل نظام الأسد حملة القمع العنيفة ضد المعارضة، على الرغم من وصول مجموعة من مراقبي الجامعة العربية الاسبوع الماضي، الذين يراقبون تنفيذ سوريا لخطة السلام. وتقدر الأمم المتحدة أنه تم قتل أكثر من5000 سوري منذ بدء الاحتجاجات في شهر مارس/اذار.

وقال أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي يوم الاثنين إن النظام السوري قد سحب الأسلحة الثقيلة من داخل المدن واطلق سراح نحو 3500 سجين، لكنه يستمر بقتل المتظاهرين، حتى أثناء وجود مراقبين اجانب في البلاد.

وقد عارض المجلس الوطني السوري، الذي يضم شخصيات من المعارضة والمنشقين من الجيش السوري، أي قرار بالتدخل الدولي، حتى بعد أن بدأ المواطنون بالدفاع عن أنفسهم بمساعدة من الجنود المنشقين.

واشارت التقارير الصحافية في الأسبوع الماضي إلى أن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما بدأت البحث في كيفية مساعدة المعارضة، على الرغم من أن القيام بعملية مشابهة للعملية العسكرية في ليبيا تبدو احتمالاً بعيداً في الوقت الراهن.

في هذا السياق، رأى النشار أن إدارة أوباما تبدو مترددة حيال مواصلة هذه السياسة، والسبب يعود إلى انسحاب الولايات المتحدة من العراق بعد حملتها العسكرية والتداعيات السياسية التي خلفتها خصوصاً على العملية الانتخابية المقبلة.

وتوقع عضو المجلس التنفيذي للمجلس الوطني السوري، أن تكون إدارة أوباما “في انتظار ائتلاف دولي بقيادة معينة، وليس من قبل الولايات المتحدة، ولكن ربما من جانب تركيا”.

واضاف “انه من المؤسف جداً، لأنه بعد كل شيء، فإن الولايات المتحدة هي الدولة الأقوى في العالم”، مشيراً إلى أن عملية حلف شمال الاطلسي بقيادة  تركيا مع “غطاء” من الدول العربية ستحظى بدعم أكبر بين السوريين.

وقال نشار إن الولايات المتحدة لديها “فرصة تاريخية لتحسين صورتها في سوريا. فالغالبية العظمى من السوريين يدعمون تماماً العملية العسكرية التي شنها الحلف الأطلسي ضد نظام العقيد معمر القذافي في ليبيا”.

وأضاف: “يظن الناس ان النظام السوري هو أسوأ من نظام القذافي، وأكثر وحشية بكثير. ولذلك، فهم يعتقدون أن الخيار العسكري سيكون ضرورياً لإنقاذ الشعب السوري في حال ازدادت الأمور سوءاً عما هي عليه”.

غير أن الناشط المعارض ترك الباب مفتوحا للتوصل الى اتفاق من شأنه أن يمنح الأسد الحصانة من الملاحقة القضائية الدولية مقابل تنحيه، معتبراً ان هذا الخيار “احتمال نحن مستعدون للنظر فيه جدياً في هذه المرحلة”.

“كل هذا يعتمد على التوقيت”، يقول النشار، مضيفاً: “إذا كان لهذا أن يحدث الآن، فقد تكون البداية لحل الفعلي، والناس سوف يكونون مستعدين لمنح الأسد استراتيجية للخروج من هذا النوع”.

لكنه أشار إلى أنه في حال تأخر هذا الإحتمال، “ستكون أعداد القتلى قد ارتفعت أكثر، ومستوى الوحشية والعنف ضد الشعب أصبح أمرا لا يغتفر ولا يمكن نسيانه، وعندها لن يكون هذا الخيار متاحاً”.

استلهم مبدأ «قوّة الضعفاء» لإبلاغ حلفاء نظام الأسد مفاد رسالته

جنبلاط يدعو دروز سوريا إلى رفض المشاركة بقمع المواطنين

إيلاف

في موقف مفصليّ يصدر عن أبرز زعماء الطائفة الدرزيّة، دعا النائب اللبناني وليد جنبلاط أبناء طائفته في سوريا إلى «الإحجام عن المشاركة مع الشرطة في عمليات القمع» ضد الشعب السوري، مذكّرًا كلّ من روسيا وإيران بثوراتهما المحليّة، لافتًا إلى كون «حركة الشعوب تتقدم إلى الأمام».

بيروت، الوكالات: استلهم النائب اللبناني وليد جنبلاط من قول رئيس تشيكوسلوفاكيا الراحل والكاتب فاتسلاف هافل حول “قوّة الضعفاء” في مواجهة الأنظمة القاسية: “إنّ الذين ليس على صدورهم قميص سوف يحررون العالم”، ليدعو “بني معروف” في سوريا إلى “الإحجام عن المشاركة مع الشرطة أو الفرق العسكرية التي تقوم بعمليات القمع ضد الشعب السوري”.

جنبلاط المتنقل بخفّة بين أقطاب المعارضة والموالاة في لبنان، والحليف الحالي لحلفاء سوريا في لبنان بقيادة حزب الله فاجأ الوسط السياسي أمس بإعلان موقفه جهارة من مجريات الأحداث في سوريا، جازمًا بأنّ “الذين ليس على صدورهم قميص في درعا والصنمين وبصرة الحرير وخربة غزالة وإدلب وحمص وحماه وغيرهم في المدن والقرى السوريّة المختلفة هم الذين يمتلكون المستقبل”. أضاف “كل التجارب التاريخية أثبتت أن حركة الشعوب تتقدم إلى الأمام ولا تتراجع إلى الخلف، وأن ما بني على باطل لا يكتب له الاستمرار على قاعدة (يمهل ولا يهمل)”. تابع إن “قوة الضعفاء هي التي حركت وتحرك الثورات العربية للمطالبة بالحرية والكرامة والعزة”. وتوجه جنبلاط إلى أبناء الطائفة الدرزية في سوريا بالقول: “آن الأوان للإحجام عن المشاركة مع الشرطة أو الفرق العسكرية التي تقوم بعمليات القمع ضد الشعب السوري وقد عاد العشرات منهم في نعوش نتيجة قتالهم لأهلهم في المناطق السورية الأخرى”.

في سوريا أكثر من ربع مليون درزي، يقطنون بشكل رئيسي في منطقة “جبل العرب” في جنوبي البلاد، وقد شهدت بعض بلداتهم تحركات خجولة على هامش المسيرات المعارضة لنظام الرئيس بشار الأسد الذي يتهمه خصومه بتخويف الأقليات من الأكثرية السنية لضمان الحصول على دعمها. إلى روسيا وإيران: حل الأزمة السورية بتغيير النظام

ولم يغفل في رسالته الموجهة توجيه النصح إلى كلّ من روسيا وسوريا الداعمتان لنظام الأسد. وتوجه جنبلاط إلى موسكو بالقول: “حبذا لو تنظر القيادة الروسية إلى مبدأ قوة الضعفاء في مقاربتها للوضع الحالي الذي تمر به حليفتها سوريا وضرورة الإقرار بان الحلول الأمنية لا يمكن أن تشكل حلا للازمة القائمة التي لن تحل إلا بتغيير جذري للنظام”. أضاف: “فبدل التمسك بنظام لم يستخلص العبر من دروس حماه 1981، التي تذكر بأحداث بودابست 1956، قد يكون من الأفضل توجيه النصح له القبول بأن تداول السلطة هو أهم من التمسك بها وسفك الدماء. ألم يسبق أن انتفضت روسيا على ظلم القياصرة في الماضي؟”

 وإلى إيران، قال جنبلاط: “وحبذا أيضا لو تنظر الجمهورية الإسلامية إلى مبدأ قوة الضعفاء ويتذكر أحفاد الإمام الخميني أنه المبدأ الذي طبق في مواجهة شاه إيران وأدى إلى إسقاطه في نضال تاريخي كبير، ما أكد أن الصدور العارية التي تنادي بالحرية والديمقراطية قادرة على مواجهة أعتى الأنظمة”.

أضاف “قد تكون الصواريخ الايرانية تملك قوة عسكرية كبيرة، ولكن يبقى صدى كلمات الشاعر الكبير سعدي الشيرازي أقوى مفعولا، فليتذكر أبناء الثورة الاسلامية ما كتبه لرفع الظلم عن الشعب السوري فهو قال:

آدميون نحن ولنفس الأصل ننتمني

فكيف نهنأ بالعيش والغير يألم

ما استحق الحياة من يرى أخاه يشقى

وهو بالملذات والخيرات ينعم”.

وختم بيانه الذي بثته وكالة الأنباء اللبنانية قائلا: “كما ناضل الآلاف في تونس ومصر واليمن وفق قاعدة (قوة الضعفاء)، وكانوا من الذين ليس على صدورهم قميص وانتصروا، كذلك سوف يحدث في البلدان الأخرى لان هذا هو منطق التاريخ وحكمه فعلا صدق القول انه “يمهل ولا يهمل”.

المقدسي: لا يوجد سياسة قمع في سوريا

يأتي موقف جنبلاط الواضح حيال دعوة الدروز لرفض المشاركة في عمليات عسكرية ضد المناطق التي تشهد تحركات معارضة لنظام الأسد في وقت يحرص فيه الإعلام السوري الرسمي على إبراز مواقف لرجال دين من عدة طوائف أخرى ينتقدون فيها ما يعتبرونه “مؤامرة” تستهدف نظام الأسد الذي تتحكم بمفاصله الأساسية شخصيات من الطائفة العلوية. ورد الناطق بإسم الخارجية السورية جهاد المقدسي على كلام جنبلاط بالقول انه “بغض النظر عن إسقاط نظام او غيره نحن ننظر الى الامر بأنه استهداف لسوريا وليس للنظام”، مضيفاً: “كل ما نأمله ان تنتهي الازمة السورية وان يكف التحريض من الخارج”.

المقدسي، وفي حديث الى محطة “أو تي في” التابعة لرئيس تكتل التغيير والاصلاح ميشال عون، علق المقدسي على الدعوة التي وجهها رئيس جنبلاط قائلا “لا اود الدخول بالسياسة اللبنانية الداخلية، ولكن رداً على ذلك، نقول انه لا يوجد سياسة قمع في سوريا فهناك من يحمل السلاح في وجه الدولة وسنرد بحزم على هذا الامر”، لافتاً الى ان “سوريا حريصة بالاصل على كل مواطنيها والجيش في سوريا بحالة دفاع وليس بحالة هجوم”.

اللواء: اتصالات داخلية عاجلة

ويشهد لبنان انقساماً سياسياً حاداً حيال الوضع في سوريا، وسط حملات إعلامية متبادلة بين الحكومة والمعارضة بسبب المواقف الداخلية والخارجية للدبلوماسية اللبنانية التي تصب في صالح النظام السوري. وقد نقلت صحيفة “اللواء” اللبنانية أن تصريحات جنبلاط كانت موضع اتصالات عاجلة جرت بين اكثر من مسؤول حتى لا يترك موقفه هذا ارتدادات على الوضع الحكومي، ويتسبب بسجالات داخلها. ولفتت الصحيفة إلى أنّ الاتصالات تركزت بين الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي مع جنبلاط الذي بادر إلى ارسال النائب اكرم شهيب لمقابلة رئيس الحكومة في السراي، موضحا ان موقفه ليس جديداً، وان كان قد أستند إلى قول الرئيس التشيكوسلوفاكي الراحل فافلاف هانل: “قوة الضعفاء” التي حركت وتحرك الثورات العربية للمطالبة بالحرية والكرامة والعزة.

أما صحيفة المستقبل والتابعة إلى تيار المستقبل بزعامة سعد الحريري، فشددت على لسان مصادر على أنّ “جنبلاط يجهد للحفاظ على علاقاته مع كل الأفرقاء السياسيين في الداخل اللبناني ولا سيما مع من هم في الحكومة، إذ إن مصلحة لبنان في هذه المرحلة تكمن أساساً في إبقائه هادئاً ومستقراً، بعيداً عن التشنّج الإقليمي وتبعاته، وخصوصاً وأن لا مصلحة لأحد في استيراد ذلك التّشنّج أو إضافته إلى ما هو موجود عندنا”، مشيرة إلى “تمسّك جنبلاط بثوابت ثلاثة: السلم الأهلي، عدم ترك البلاد من دون حكومة، والحوار بين جميع الأطراف”.

«الجيش السوري الحر» يمنح الجامعة أياما.. قبل التصعيد

المرصد السوري يؤكد مقتل 18 جنديا نظاميا في معارك بدرعا * باريس تطالب بتوضيحات حول عمل المراقبين

جريدة الشرق الاوسط

القاهرة: سوسن أبو حسين وصلاح جمعة بيروت: صهيب أيوب باريس: ميشال أبو نجم

مع استمرار سقوط القتلى برصاص قوات الأمن السوري بوجود المراقبين العرب، هدد الجيش السوري الحر, أمس بتصعيد عملياته ضد قوات الرئيس السوري بشار الأسد وعبر عن استيائه من جامعة الدول العربية وأمهلها أياما قلائل قبل أن يتخذ قرارا «يفاجئ النظام والعالم». جاء ذلك بينما سقط 18 قتيلا من قوات الرئيس الأسد في اشتباكات مع منشقين, حسب ما أكده المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال قائد الجيش السوري الحر العقيد رياض الأسعد إنه «غير راض عن مدى التقدم الذي يحققه المراقبون العرب في وقف الحملة العسكرية ضد المحتجين» وهدد بأنه لن ينتظر سوى أيام قليلة فقط قبل أن يصعد العمليات بأسلوب جديد في الهجوم. وأضاف أن التصعيد لن يكون إعلان حرب صريحا ولكن «نقلة نوعية والشعب السوري كله سيكون خلفها».

ومن جانبه، قال أمين سر المجلس العسكري في «الجيش السوري الحر» النقيب المظلي عمار الواوي لـ«الشرق الأوسط» إن «الجيش الحر» وجه إنذارا إلى جميع ضباط وأفراد الجيش والقوى الأمنية والشبيحة بوقف استهداف المدنيين خلال 4 أيام، وإلا سيتم استهداف هؤلاء. وقال: «نحن لدينا معلومات عن كل الضباط الذين يعطون الأوامر بإطلاق النار على المتظاهرين، ونحن نوجه إنذارا إلى جميع القتلة بأن من يسلم سلاحه ويستسلم سنتعامل معه على قاعدة عفا الله عما مضى، أما إذا استمروا في ما يقومون به، فسيتم استهدافهم واحدا واحدا».

وبينما أكدت الخارجية الأميركية أن سوريا لم تف بكل التزاماتها للجامعة العربية، جدد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي دعوته للأسد للتنحي. وحثه على «مغادرة السلطة» وإفساح المجال أمام الشعب من أجل أن «يقرر مصيره بحرية». واتهم ساركوزي النظام السوري بارتكاب «المجازر» التي وصفها بأنها تثير عن حق «الاشمئزاز والنفور»، كما حذر وزير خارجيته آلان جوبيه من «خداع» المراقبين العرب من قبل النظام السوري، وطالب بـ«توضيح الشروط التي تجري فيها اليوم مهمة المراقبين».

الجامعة العربية تنظر في تقرير الدابي وامكانية سحب المراقبين من سوريا السبت

توافد المزيد من المراقبين على سوريا.. والخضير يدعو إلى عدم التعجل في إصدار الأحكام

جريدة الشرق الاوسط

القاهرة: سوسن أبو حسين وصلاح جمعة بغداد: حمزة مصطفى

أعلنت جامعة الدول العربية، أمس، أنه تقرر عقد اجتماع عاجل للجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية، يوم السبت المقبل بمقر الجامعة بالقاهرة، لمناقشة إمكانية سحب المراقبين العرب من سوريا من عدمه، في وقت تواصل فيه قوات الرئيس السوري بشار الأسد قمع معارضيه بوجود المراقبين المعنيين برصد الأوضاع على الأرض.

ولن يسفر الاجتماع عن اتخاذ قرارات، غير أنه من المقرر أن تحدد اللجنة موعد الاجتماع العربي الوزاري الشامل قبل انتهاء مهلة الشهر لعمل البعثة يوم 19 من الشهر الجاري لتقييم الأوضاع في سوريا واتخاذ قرار بشأن بقاء المراقبين من عدمه.

وتضاعفت الدعوات إلى سحب المراقبين منذ وصولهم إلى دمشق في 26 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بسبب استمرار القمع الدموي للاحتجاجات الذي أوقع أكثر من 5 آلاف قتيل منذ بدء المظاهرات في منتصف مارس (آذار) الماضي، بحسب أرقام الأمم المتحدة.

وقال السفير أحمد بن حلي، نائب الأمين العام للجامعة العربية، في تصريح له أمس، إنه تقرر استئناف عقد اجتماع اللجنة الوزارية المعنية بالأزمة السورية السبت المقبل للنظر في التقرير الأولي التمهيدي لرئيس بعثة المراقبين العرب في سوريا، الفريق أول محمد أحمد الدابي، حول أهم ما رصده الفريق على أرض الواقع بعد أكثر من أسبوع على المراقبة.

وأفاد مصدر مسؤول في الجامعة العربية بأن السودان اقترح عقد اجتماع للجنة الوزارية العربية لتدارس الموقف في سوريا، وأنه بعد مشاورات بين الأمين العام للجامعة، نبيل العربي، والشيخ حمد بن جاسم، رئيس الوزراء وزير خارجية قطر، وأعضاء اللجنة، تم الاتفاق على اجتماع السبت المقبل. وتضم اللجنة قطر «رئيسا» ومصر والسودان والجزائر وسلطنة عمان والأمين العام للجامعة.

ومن جانبه أكد السفير عدنان الخضير، رئيس غرفة عمليات بعثة مراقبي الجامعة العربية إلى سوريا، أن الجامعة العربية حريصة على تطبيق بروتوكول مهام بعثة المراقبين، داعيا كل الأطراف إلى عدم التعجل في إصدار الأحكام على نتائج عمل بعثة المراقبين قبل أن تنتهي من المهام المكلفة بها وفقا للبروتوكول، وخطة العمل التي تهدف في الأساس إلى حماية المدنيين العزل ووقف نزيف الدم.

وأشار الخضير إلى أن فوجا كبيرا من المراقبين العرب سيتوجه إلى دمشق للالتحاق ببعثة المراقبين الموجودة في سوريا، وفقا للخطة المرسومة لانتشار المراقبين من قبل رئيس البعثة الفريق الدابي، الرامية إلى زيادة عدد المناطق التي سيتم نشر المراقبين فيها.

ونوه الخضير بأن غرفة العمليات ما زالت تتلقى يوميا عددا من الشكاوى وأسماء المعتقلين، مشيرا إلى أن الجهود المبذولة بدأت تجني ثمارها.

في غضون ذلك، قالت مصادر بمطار القاهرة أمس إن 14 مراقبا عربيا غادروا البلاد في طريقهم إلى سوريا للانضمام إلى بعثة المراقبين العرب. وكان العربي قال أول من أمس إن 70 مراقبا يعملون حاليا في ست مدن سورية للتحقق من التزام دمشق بخطة السلام العربية.

ونقلت وكالة رويترز عن المصادر بمطار القاهرة: «يضم وفد المراقبين 12 عراقيا وتونسيين اثنين، بينما تخلف عن السفر ستة مراقبين من البحرين» سيسافرون خلال الساعات المقبلة.

وحول المشاركة العراقية في فريق المراقبين التي أحيطت بشكوك بسبب دعم بغداد لنظام الأسد، وارتباط هؤلاء المراقبين برئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، أكد مصدر عراقي مسؤول لـ«الشرق الأوسط» أن «العراق لعب دورا جيدا في مسألة قبول الجانب السوري لمهمة بعثة المراقبين العرب من أجل حق دماء السوريين، وأن المبادرة العراقية أدت إلى تمهيد الطريق لما يحصل الآن»، مشيرا إلى أن «المراقبين العراقيين تم ترشيحهم من قبل وزارة الخارجية العراقية دون التدخل من أي جهة أو أي طرف، لأنهم يؤدون دورا فنيا رقابيا وفي إطار عمل الجامعة العربية»، مضيفا أن «المراقبين العراقيين هم جزء من فريق عربي مكمل من دول الخليج، وهو أمر سوف يعطي تصورا واضحا عما يجري بالفعل على الأرض السورية».

وبدوره، أكد وزير الخارجية الجزائري، مراد مدلسي، أمس، أن وفد المراقبين سيسمح بتقييم «أكثر مصداقية» للوضع في سوريا، على الرغم من الانتقادات التي تواجهها هذه البعثة. وقال مدلسي للإذاعة الجزائرية: «ما لم نتفق عليه في الجامعة العربية بشكل واضح هو الوضع في سوريا (لأن) مصادر المعلومات كانت متناقضة».

وأضاف: «سيتم تدعيم بعثة المراقبين قريبا، وسيكون لدينا تقييم أكثر مصداقية حول الوضع».

الدابي.. مبعوث البشير لحل الأزمات بـ«القوة»

ترجيحات بأن قطر دفعت لاختياره.. وشكوك بأعضاء آخرين في البعثة

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: كريم فهيم*

زعمت بعثة المراقبين التابعة للجامعة العربية التي تضطلع بمهمة المساعدة في إنهاء العنف في سوريا، يوم الاثنين، تحقق الكثير من الإنجازات، مشيرة إلى سحب الحكومة السورية الدبابات والمدفعية من المدن والإفراج عما يقرب من 3.500 سجين.

لكن عمليات القتل لا تزال مستمرة، في حين ينشب جدل حول البعثة، تركز الكثير منه حول رئيسها، الجنرال السوداني، الذي يقول الناشطون إنه قاد النوع نفسه من الوسائل المميتة والقمعية التي تسعى الجامعة العربية إلى وقفها في سوريا.

وقد تزايدت الانتقادات للفريق أحمد الدابي، المدير السابق للاستخبارات العسكرية السودانية سيئة السمعة، في أعقاب تصريحاته الأخيرة التي أدلى بها الأسبوع الماضي عندما تحدث باستخفاف عن الدمار في حمص، المدينة المنشقة التي قصفتها الدبابات الحكومية وشهدت مصرع العشرات، حيث نقلت عنه وكالة رويترز قوله: «بعض الأماكن تبدو في حالة من الفوضى، لكن لا يوجد ما يخشى منه».

ثم أدلى يوم الأحد بتصريح علني ناقض فيه تصريحات أحد مراقبي الجامعة الذي قال لسكان مدينة درعا إنه شاهد قناصة تابعين للحكومة، وإنه سيطلب من الحكومة السورية إبعادهم. بينما أكد الدابي لهيئة الإذاعة البريطانية أن المراقب كان يشير إلى حالة افتراضية «لكنه لم يرهم».

وخلال المقابلات، أشار الكثير من الأفراد الذين تعاملوا مع الجنرال إلى أنه شخصية محبوبة ومدير كفء، في حين أبدى البعض قناعة بقدرته على إدارة بعثة المراقبين بإنصاف.

رغم ذلك، وصفه آخرون تحديدا بأنه النوعية الخاطئة من الأشخاص لقيادة البعثة، فهو صاحب تاريخ دموي في حكومة استبدادية كانت تتعامل بعنف مع معارضيها.

ويقول فيصل محمد صالح، كاتب الرأي في صحيفة «الأخبار» السودانية: «أنا لا أعلم إذا ما كانوا قد اطلعوا على خلفيته العسكرية. هذه مهمة إنسانية، وكان ينبغي عليهم البحث عن شخص يتمتع بحساسية تجاه هذا النوع من القضايا. ينبغي أن يكون رجال الجيش في العالم العربي آخر الخيارات لمثل هذه المهام».

وقد فشلت كل المحاولات في الوصول إلى الفريق الدابي عبر هاتفه الجوال أو مكتب بعثة المراقبين في دمشق.

من جانبها دافعت الجامعة العربية عن الدابي، ووصف الأمين العام لجامعة الدول العربية الجنرال الدابي بأنه «عسكري كفء يتمتع بسمعة طيبة».

وبالنظر إلى ما تحويه السيرة الذاتية للدابي، فقد أبدى المعارضون السوريون تشككا بشأن البعثة منذ البداية.

وبحسب السيرة الذاتية التي قدمها للصحافيين عقب اختياره، ولد الدابي (63 عاما) في مدينة بربر في شمال السودان، وتخرج في الكلية الحربية عام 1969.

وقد لعب الدابي على مدى عقود، دورا قويا، وإن كان غير ملحوظ، في حكومة الرئيس عمر حسن البشير. وكان عضوا في الدائرة الداخلية المقربة من البشير عندما ارتقى إلى السلطة في أعقاب انقلاب عام 1989. ومن حين لآخر كان الرئيس يختار الدابي لمناصب أمنية مهمة، عادة ما تتمثل في الإشراف على حملات مكافحة التمرد، أو ملاحقة المعارضين.

كان المنصب الأول له في حكومة البشير رئيسا للاستخبارات العسكرية، ونادرا ما كان اسمه يذكر في الأخبار، لكن تقارير منظمة العفو الدولية منذ بداية التسعينات، توثق الدور الذي لعبه عملاء الاستخبارات العسكرية في إعدام وتعذيب واختفاء المعارضين أثناء فترة الصراع في جنوب السودان.

ويقول إروين فان دير بورت، مدير برنامج أفريقيا في منظمة العفو الدولية، إن الدابي لم يخضع للتحقيق على الإطلاق بشأن الادعاءات الواسعة النطاق بارتكاب فظائع.

بعد انتهاء عمله كمدير لوكالة الاستخبارات الخارجية، ثم نائبا لرئيس هيئة أركان القوات المسلحة السودانية، أسند إليه الرئيس البشير مهمة وقف الصراع المدني الدامي في إقليم دارفور.

ويروي كتاب «دارفور: تاريخ قصير لحرب طويلة»، لمؤلفيه أليكس دي وال وجولي فلينت، وصول الدابي إلى دارفور في بداية عام 1999 مصطحبا معه حمولة مروحيتين من الأسلحة و120 جنديا، موجها تحذيرا جديا لقبيلة المساليت ورجال القبائل العربية بأن رفضهم الامتثال لوقف إطلاق النار سيتم التعامل معه بعنف.

ويقول الكتاب: «أمر الطيارين بالقيام بعرض لإطلاق النار أمام زعماء القبائل لاستعراض قوة المروحيات».

وأكد قادة المتمردين أن الأشهر الأربعة التي قضاها الدابي في غرب دارفور كانت تمهيدا لحملة حكومية وحشية لمكافحة التمرد في المنطقة امتدت لسنوات كثيرة، ودفعت ميليشيات الجنجويد المدعومة من قبل الحكومة إلى الصدارة.

وقال دي وال الذي التقى الجنرال الدابي من أجل وضع الكتاب، في رسالة بريد إلكتروني: «كان يرى أن المشكلات بحاجة إلى تعامل حاسم، وعرضا للقوة ليظهر لهم من المسؤول. وترى قبيلة المساليت الشهور التي قضاها هناك فترة من القمع. ويصر الدابي على أنه كان عادلا وفاعلا»، وأضاف: «على أي حال كان الدابي شخصية مثيرة للجدل، ومثالا على الأسلوب العسكري في إدارة المشكلات السياسية».

وقبل عدة سنوات، عندما كانت الحكومة السودانية بحاجة إلى شخص يدافع عن انتهاكاتها المتكررة للحظر المفروض على الأسلحة في دارفور أمام خبراء الأمم المتحدة، لجأ الرئيس السوداني مرة أخرى للجنرال الدابي.

وبينما كان أعضاء إحدى اللجان التابعة للأمم المتحدة يحاولون الحصول على معلومات من المسؤولين السودانيين حول الانتهاكات في دارفور، بما في ذلك التفجيرات، كان الجنرال الدابي يقوم بعرقلة تحقيقات تلك اللجنة مرارا وتكرارا، والحد من سفر أعضائها والتأكد من عدم حديث أي شخص معهم من دون الحصول على موافقته هو شخصيا. وكان أحد أعضاء اللجنة قد وصفه بأنه «عنق الزجاجة».

وقال عضو آخر في اللجنة يدعى إنريكو كاريش، كان منسق اللجنة في عام 2008: «الدابي لا يهتم بالحقيقة، ولكنه يهتم بتوظيف تلك الحقائق لتتناسب مع السياسة، ولم يكن هناك أي التباس في الأمر».

ولم تعلن الجامعة العربية صراحة السبب وراء اختيار الدابي لرئاسة فريق المراقبين العرب لسوريا، على الرغم من أن صالح، الكاتب بجريدة «الأخبار» السودانية، وغيره قد صرحوا بأنه اختيار قطري. وكان الجنرال الدابي قد شغل منصب سفير السودان لدى قطر، وهي عضو في جامعة الدول العربية، وهي التي ساعدت على دفع العمل ضد سوريا ولها علاقات مع السودان. ويشير المحللون أيضا إلى أن العلاقات الودية بين السودان وسوريا قد جعلت من السهل على دمشق قبوله.

ولا يعد الدابي هو الخطأ الوحيد في فريق المراقبين العرب لسوريا الذي يعاني من خلل عميق، على حد وصف المحللين، فعلى الرغم من أن البعثة تضم في عضويتها بعض العاملين المحترمين في مجال حقوق الإنسان، فإنها تضم أيضا دبلوماسيين وموظفين تم إرسالهم من قبل الحكومات العربية على الرغم من تاريخهم المزري في مجال حقوق الإنسان. يذكر أن الجامعة العربية لم تصدر قائمة بأسماء المراقبين.

وعندما وصل المراقبون إلى سوريا الأسبوع الماضي بعد ساعات قليلة من التدريب، سرعان ما أشار النقاد إلى أن البعثة المكونة من 60 عضوا كانت كافية بالكاد لمراقبة الأوضاع والصراع في بلد يبلغ عدد سكانه 20 مليون نسمة. ومع ذلك، نزل المحتجون إلى الشوارع بأعداد كبيرة وزادت جرأتهم بعد وصول المراقبين، ونظموا مسيرات ضخمة في مختلف المدن السورية يوم الجمعة.

* خدمة «نيويورك تايمز»

ساركوزي يدعو الأسد إلى الرحيل.. وجوبيه يعتبر نظامه «إلى زوال»

فرنسا تنتظر تقرير بعثة المراقبين وتحذر من «خداعهم» من النظام

جريدة الشرق الاوسط

باريس: ميشال أبو نجم

رغم العوائق الكثيرة وعلامات الاستفهام التي تحيط بمهمة المراقبين العرب في سوريا، فإن باريس ما زالت، رسميا، على دعمها لخطة الجامعة العربية ولبعثتها في دمشق التي ترى أن مهمتها الأولى يجب أن تكون وقف القتل والقمع وتنفيذ كامل بنود الخطة العربية الأربعة. غير أن ذلك لا يمنع فرنسا من أن تدعو مجددا إلى تنحي الرئيس السوري بشار الأسد الذي ترى أن نظامه آيل إلى الزوال وإلى مزيد من العقوبات عليه.

وجاءت دعوة الأسد إلى الرحيل على لسان الرئيس نيكولا ساركوزي الذي استفاد من مناسبة تقديم التهنئة بالعام الجديد إلى القوات الفرنسية المسلحة في قاعدة بحرية شمال غربي البلاد ليحث الرئيس السوري على «مغادرة السلطة» وإفساح المجال أمام الشعب من أجل أن «يقرر مصيره بحرية». واتهم ساركوزي النظام السوري بارتكاب «المجازر» التي وصفها بأنها تثير عن حق «الاشمئزاز والنفور»، داعيا الأسرة الدولية إلى «تحمل مسؤولياتها» والتنديد بـ«القمع الوحشي» وفرض «أشد العقوبات» على دمشق وإقامة «منفذ إنساني».

وفي موضوع المراقبين العرب، طالب الرئيس الفرنسي بالتحقق من «امتلاكهم جميع الوسائل والحرية الكاملة للقيام بعملهم على أكمل وجه».

وما يقوله ساركوزي يتطابق تماما مع ما يشدد عليه وزير خارجيته آلان جوبيه وتدعو إليه باريس منذ وصول بعثة الجامعة إلى سوريا. وبعد أسبوع من مباشرة المراقبين مهمتهم، فإن الأسئلة كثيرة حول الظروف الفعلية التي يعملون فيها. ولذا، فإن جوبيه طالب أمس في حديث للقناة الإخبارية «إي تيليه» بـ«توضيح الشروط التي تجري فيها اليوم مهمة المراقبين» مع الإشارة إلى «الشكوك» التي تثيرها لدى المسؤولين الفرنسيين لجهة قدرتهم على التحرك الحر والتواصل مع من يريدون. وفيما دعا الوزير الفرنسي إلى إظهار حقيقة ما يجري في سوريا، حذر من أن يتوصل النظام في سوريا إلى «خداع» المراقبين الموجودين ميدانيا بمعنى أن يدفعهم إلى كتابة تقارير لا تتوافق مع طبيعة القمع وأعداد القتلى التي تستمر في التساقط رغم وجودهم.

وتريد باريس أن تحافظ على ثقتها بمبادرة الجامعة العربية وألا تسارع إلى القول إن مهمة المراقبين قد فشلت وهذا ما أشار إليه جوبيه بقوله إنه رغم «تشكيكه» فلا يسعه التأكيد أن «مهمة المراقبين قد فقدت».

وقالت الخارجية الفرنسية أمس إنها تنتظر التقرير الذي سيصدر عن مهمة المراقبين، معتبرة أن صدوره أمر بالغ الأهمية، إذ إن الشعب السوري «بحاجة لأن تطلع الأسرة الدولية على الجرائم التي يرتكبها نظام الأسد». وطالبت الخارجية بأن تعطى بعثة المراقبين «الوقت الكافي» لتحقيق مهمتها وهو ما يطالب به أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي.

ويبدو أن الموقف الفرنسي، كما تقول مصادر واسعة الاطلاع في باريس، محكوم بجملة اعتبارات أولها أن المبادرة العربية هي الشيء الوحيد «المتوافر» في الوقت الحاضر والذي من شأنه «تحريك» الأمور. والاعتبار الثاني يتمثل في شلل مجلس الأمن ما تعكسه المناقشات الدائرة في حلقة مفرغة بشأن مشروع القرار الروسي.. أما العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الولايات المتحد ودول الاتحاد الأوروبي ودول أخرى مثل سويسرا وكندا وأستراليا وغيرها فلن تؤتي أكلها إلا بعد أشهر. وبالمقابل، فإن القتل مستمر في شوارع المدن وقبضة قوى الأمن لم تتراخَ حتى الآن.

المجلس الوطني يرفض ورقة التفاهم مع هيئة التنسيق ويستبدل أخرى «سياسية» بها

الجيش الحر يعتبر الاتفاق «خيانة»

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: ثائر عباس

أكدت مصادر مطلعة أن المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري المعارض لم يوافق على مضمون ورقة التفاهم التي أشير إليها مؤخرا مع هيئة التنسيق الوطني، نظرا لتعارضها في عدد من البنود مع البرنامج السياسي للمجلس ومطالب الثورة في سوريا.

وقالت المصادر إن المكتب التنفيذي دعا بإجماع أعضائه إلى تبني وثيقة جديدة، يتقدم بها المجلس الوطني إلى القوى والشخصيات السياسية، تنبثق مما أقره مؤتمر الهيئة العامة في تونس وتعبر عن مطالب شباب الثورة، كما أكد سعي البعض لتقديم ورقة التفاهم التي تضمنت أفكارا أولية للنقاش على أنها وثيقة سياسية ثنائية، مما أخرجها عن سياقها وحاول توظيفها لغايات حزبية لا تخدم وحدة الصف الوطني والمعارضة.

وكانت الاتصالات قد تكثفت في العاصمة المصرية، أمس، في محاولة لرأب الصدع بين أطراف المعارضة السورية التي تحاول توحيد صفوفها في مجلس واحد بعد إقرار وثيقة مشتركة، في مؤتمر يفترض أن ينعقد في مقر الجامعة العربية وينتهي إلى إقرار وثيقة مشتركة يجري الإعداد لها، ويفترض أن توزع خلال أيام قليلة على أطراف المعارضة المختلفة، كما أبلغ عضو المكتب التنفيذي للمجلس الوطني أحمد رمضان لـ«الشرق الأوسط».

وتركزت الاتصالات على خط المجلس الوطني و«هيئة التنسيق» بعد الملابسات التي أحاطت بورقة التفاهم التي قيل إن الطرفين توصلا إليها، قبل أن ينفيها المجلس الوطني كورقة نهائية، متهما أعضاء هيئة التنسيق بأن «لا شعبية لديهم في الشارع السوري» وبأن لهم صلات مع الإيرانيين. وهو ما حدا بالجيش السوري الحر، الذي يقوده العقيد المنشق رياض الأسعد والذي أعلن عن تعاونه مع المجلس الوطني، إلى اعتباره «اتفاق خيانة»، شاهرا «البطاقة الصفراء» في وجه المجلس الوطني، كما قال أمين سر «المجلس العسكري» للجيش الحر النقيب عمار الواوي لـ«الشرق الأوسط»، أمس.

وأكد رمضان أن المجلس الوطني «ملتزم الاستمرار في جهود توحيد صفوف المعارضة، خاصة تلك التي تلتزم سقف مطالب الثورة»، كاشفا أن المجلس «يعد وثيقة سياسية للمرحلة الانتقالية ستعرض خلال أيام على كل فصائل المعارضة للمناقشة والاعتماد، على أن يتم ذلك في مؤتمر وطني سوري». ورأى أن «الرفض الشعبي للتفاهم الأولي الذي جرى مع هيئة التنسيق «هو تعبير عن رفض شعبي سوري عارم لمواقفها»، مشيرا إلى استمرار بعض عناصر وقيادات هذه الهيئة بالتواصل مع النظام، بالإضافة إلى علاقات سرية وغامضة بين بعض قيادات هيئة التنسيق وإيران»، مشيرا إلى أن هناك من هو على تواصل سري مع إيران، ومتحدثا عن «أقاويل» حول زيارة سابقة قام بها هؤلاء إلى إيران، بالإضافة إلى زيارة قريبة.

وإذ أكد رمضان أن المجلس الوطني «لا يرى مانعا في انضمام الهيئة إليه إذا التزمت سرا وعلانية وعلى نحو شفاف مطالب الثوار ومطالب الشعب السوري، الذي يصر على إسقاط النظام ورفض التعامل معه سرا وعلنا».

وكشف رمضان أن المؤتمر سوف يتم هذا الشهر برعاية جامعة الدول العربية في القاهرة، موضحا أن الورقة في مراحلها الأخيرة وسوف تعرض خلال أيام، كاشفا أن من أهم النقاط التي تتضمنها التأكيد على إسقاط النظام بكل رموزه وأشخاصه، خاصة بشار الأسد وأجهزته الأمنية.

مقتل 18 عنصر أمن في اشتباكات مع منشقين.. وتفجير جسر في الرستن

الطيران الحربي يحلق فوق حمص.. والنظام يواصل استهداف أحيائها

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: صهيب أيوب دمشق – لندن: «الشرق الأوسط»

لقي 18 عنصرا من قوات الأمن السورية حتفهم فجر أمس في مواجهات مع منشقين عن الجيش السوري في محافظة درعا، جنوب سوريا. وتزامن ذلك مع مقتل 5 مدنيين في مدن سوريا متفرقة برصاص قوات الأمن. وبينما اتهم النظام «مجموعات إرهابية» بتفجير جسر الرستن دون وقوع إصابات بشرية، واصل النظام استهداف مدينة حمص وقصفها بالرشاشات كما حلق الطيران الحربي في أجوائها أمس.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان «قتل ما لا يقل عن 18 من قوات الأمن السورية في مدينة جاسم فجر الثلاثاء (أمس) وذلك إثر انشقاق العشرات من الجيش النظامي السوري بكامل أسلحتهم».

وأضاف بيان المرصد «خلال محاولتهم الفرار تعرضوا لإطلاق رصاص من قوات الأمن الموجودة بمخفر جاسم فاشتبكوا معها مما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 18 من عناصر الأمن وصلت جثامينهم إلى مستشفى حكومي في محافظة درعا».

وتابع البيان أن «قوات الأمن السورية تنفذ حملة اعتقالات منذ صباح الثلاثاء (أمس) في المنطقة المحيطة بالمخفر أسفرت عن اعتقال أكثر من 100 شخص من الأهالي والاستيلاء على أموال من منازل الأهالي».

ذمن جهة ثانية، قتل خمسة مدنيين أمس في مناطق متفرقة من سوريا. وأعلن المرصد أن «مواطنين استشهدا خلال إطلاق رصاص من قوات الأمن السورية في حي القصور بحماه»، مضيفا أن مواطنا آخر توفي أمس في بلدة قمحانة بريف حماه متأثرا بجروح أصيب بها أول من أمس.

وفي مدينة حمص استشهد ثلاثة مواطنين صباح أمس (الثلاثاء) في مدينة حمص خلال إطلاق رصاص من قبل قوات الأمن في أحياء الخالدية وباب الدريب وباب تدمر.

كما أعلن المرصد أن أحد أجهزة الأمن السورية اعتقل الناشطة في «الحراك الثوري» فاتن رجب فواز في مدينة دوما قرب دمشق. وقال إن «جهازا امنيا سوريا اعتقل في مدينة دوما الناشطة في الحراك الثوري فاتن رجب فواز منذ الاثنين ولا يزال مصيرها ومكان اعتقالها مجهولين»، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.

من جهة أخرى، قال المصدر نفسه إن «25 من معتقلي الرأي في سجن عدرا قرب دمشق بدأوا إضرابا عن الطعام اليوم (الثلاثاء) احتجاجا على عدم زيارة المراقبين لهم وعدم الإفراج عنهم».

وقال المرصد إن «هؤلاء المعتقلين الذين ذكر منهم شادي أبو فخر وأحمد ناجي ونوال شاهين ونايف حسن معتقلون منذ أشهر ويطالبون بزيارتهم من قبل بعثة مراقبي الجامعة العربية».

من جانبها، اتهمت السلطات السورية «مجموعة إرهابية مسلحة» لم تسمها بقيامها بتفجير الجسر الذي يصل مدينة الرستن في ريف حمص بالطريق العام، بعبوة ناسفة وذلك فجر أمس دون وقوع أي إصابات أو ضحايا، وقالت السلطات إن الجسر تضرر بشكل كبير. وقالت وكالة الأنباء السورية إن فريقا من المراقبين العرب اطلعوا أمس (الثلاثاء) على «آثار هذا التفجير الإرهابي».

وفي غضون ذلك، واصل الطيران الحربي تحليقه في سماء حمص، أكد رامي وهو عضو في «لجان التنسيق في مدينة حمص» في اتصال مع «الشرق الأوسط» استمرار سماع أصوات الرصاص المنهال على البيوت من الحواجز الأمنية في بابا الدريب والبياضة. وقال إن «الطيران الحربي يحلق في سماء حمص منذ فجر اليوم (أمس) ويستمر مسلسل الإرهاب الذي أنتجه الأمن ويمثله اليوم بأسلوب معيب لتخويف السكان ومنعهم من الخروج ضد النظام»، مؤكدا أن «حي البياضة شهد استهدافا واسعا من قبل قوات الأمن عبر إطلاق كثيف للرصاص، وجاء نتيجته مقتل أحد سكان الحي، حيث استمرت النيران منهالة على البيوت وعلى الناس الخارجين صباحا، وفتح حاجز دوار البياضة النار على الشاب فأصابه مباشرة بثلاث طلقات علما بأن المنطقة شهدت سقوط جرحى آخرين». وأفاد رامي بأن «حي بابا عمرو استقبل شهيده الذي اختطف من مستشفى البر منذ فترة، حيث اختطف جريحا من قبل الأمن ليسلم شهيدا مسلوب الحياة»، مضيفا أن «قوات الأمن السورية فتحت النار على الناس في شارع البرزيل وعلى مدخل بابا عمرو ليسقط عدد من الجرحى وشهيد، كما فتحت بالتزامن مع ذلك نيران أمن الميدان على الناس في شارع عبد الحميد الدروبي وقرب مركز المدينة مما أوقع جريحين على الأقل».

أما في حي بابا هود فأكد رامي أن الأمن أطلق النيران على الحي من جهة الميدان أيضا، حيث يفصل بينهما طريق واحد هو طريق الشام، مما أدى إلى جرح عدد من الناس. مضيفا أنه لم تغب عن باقي المناطق أصوات النيران وعن الأحياء الداخلية حيث يهدد الأمن السوري أي تجمع بأن يطلق النار عليه. وسأل رامي: «أين المراقبون العرب»، مؤكدا مقتل امرأة في حي الخالدية متأثرة بطلق ناري لقناص برأسها.

وأشار رامي إلى استمرار الدبابات بالقصف في شوارع حمص، على الرغم من توقيع بروتوكول المبادرة العربية، مضيفا أن القناصة لا يزالون على أسطح الأبنية وحول الأحياء ومنتشرون على الحواجز الأمنية والعناصر تفتش وتسرق أموال الناس ولا يزال قصف البيوت منذ صباح أمس في منطقة تلبيسة كما تظهر أثار الرصاص على البيوت في أغلب المناطق.

وفي سياق متصل، نقل ناشطون في مدينة دوما واقع مدينتهم التي تعيش «ظروفا سيئة» جراء قيام قوات الأمن بقطع الكهرباء عن معظم أحياء المدينة ومحاصرة أجزاء داخلية منها. ويؤكد هؤلاء أن «قوات الأمن السورية تمركزت في قرية الشيفونية شرق المدينة منذ صباح أمس، حيث قامت العناصر الأمنية بأعداد كبيرة بمداهمة مزارع منطقة الشيفونية وتخريبها وتكسير محتوياتها». وأفادوا عن «مقتل محمد جاموس أبو خالد، وهو رجل في الثاني والستين من العمر، حيث كان في مزرعته أثناء المداهمة وقد أطلق عليه النار وقاموا باختطافه ولا معلومات عنه مكان جثته».

وأشار الناشطون إلى «سقوط سبعة جرحى وعشرات المعتقلين من عمال المزارع وأصحابها والمارة وحتى الحيوانات لم تسلم منهم، فقد قامت قوات الأمن بقتل جميع الأبقار والأغنام حتى الدجاج في عدة مزارع، ترافق ذلك مع قطع الكهرباء في القرية مما أثار حالة من الرعب الشديد لدى الأهالي كما تم قطع التيار الكهربائي منذ صباح أمس في مدينة دوما مع انتشار لعناصر الأمن والشبيحة على جميع المداخل وسمع إطلاق نار متقطع».

مقتل 18 عنصر أمن في اشتباكات مع منشقين.. وتفجير جسر في الرستن

الطيران الحربي يحلق فوق حمص.. والنظام يواصل استهداف أحيائها

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: صهيب أيوب دمشق – لندن: «الشرق الأوسط»

لقي 18 عنصرا من قوات الأمن السورية حتفهم فجر أمس في مواجهات مع منشقين عن الجيش السوري في محافظة درعا، جنوب سوريا. وتزامن ذلك مع مقتل 5 مدنيين في مدن سوريا متفرقة برصاص قوات الأمن. وبينما اتهم النظام «مجموعات إرهابية» بتفجير جسر الرستن دون وقوع إصابات بشرية، واصل النظام استهداف مدينة حمص وقصفها بالرشاشات كما حلق الطيران الحربي في أجوائها أمس.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان «قتل ما لا يقل عن 18 من قوات الأمن السورية في مدينة جاسم فجر الثلاثاء (أمس) وذلك إثر انشقاق العشرات من الجيش النظامي السوري بكامل أسلحتهم».

وأضاف بيان المرصد «خلال محاولتهم الفرار تعرضوا لإطلاق رصاص من قوات الأمن الموجودة بمخفر جاسم فاشتبكوا معها مما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 18 من عناصر الأمن وصلت جثامينهم إلى مستشفى حكومي في محافظة درعا».

وتابع البيان أن «قوات الأمن السورية تنفذ حملة اعتقالات منذ صباح الثلاثاء (أمس) في المنطقة المحيطة بالمخفر أسفرت عن اعتقال أكثر من 100 شخص من الأهالي والاستيلاء على أموال من منازل الأهالي».

من جهة ثانية، قتل خمسة مدنيين أمس في مناطق متفرقة من سوريا. وأعلن المرصد أن «مواطنين استشهدا خلال إطلاق رصاص من قوات الأمن السورية في حي القصور بحماه»، مضيفا أن مواطنا آخر توفي أمس في بلدة قمحانة بريف حماه متأثرا بجروح أصيب بها أول من أمس.

وفي مدينة حمص استشهد ثلاثة مواطنين صباح أمس (الثلاثاء) في مدينة حمص خلال إطلاق رصاص من قبل قوات الأمن في أحياء الخالدية وباب الدريب وباب تدمر.

كما أعلن المرصد أن أحد أجهزة الأمن السورية اعتقل الناشطة في «الحراك الثوري» فاتن رجب فواز في مدينة دوما قرب دمشق. وقال إن «جهازا امنيا سوريا اعتقل في مدينة دوما الناشطة في الحراك الثوري فاتن رجب فواز منذ الاثنين ولا يزال مصيرها ومكان اعتقالها مجهولين»، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.

من جهة أخرى، قال المصدر نفسه إن «25 من معتقلي الرأي في سجن عدرا قرب دمشق بدأوا إضرابا عن الطعام اليوم (الثلاثاء) احتجاجا على عدم زيارة المراقبين لهم وعدم الإفراج عنهم».

وقال المرصد إن «هؤلاء المعتقلين الذين ذكر منهم شادي أبو فخر وأحمد ناجي ونوال شاهين ونايف حسن معتقلون منذ أشهر ويطالبون بزيارتهم من قبل بعثة مراقبي الجامعة العربية».

من جانبها، اتهمت السلطات السورية «مجموعة إرهابية مسلحة» لم تسمها بقيامها بتفجير الجسر الذي يصل مدينة الرستن في ريف حمص بالطريق العام، بعبوة ناسفة وذلك فجر أمس دون وقوع أي إصابات أو ضحايا، وقالت السلطات إن الجسر تضرر بشكل كبير. وقالت وكالة الأنباء السورية إن فريقا من المراقبين العرب اطلعوا أمس (الثلاثاء) على «آثار هذا التفجير الإرهابي».

وفي غضون ذلك، واصل الطيران الحربي تحليقه في سماء حمص، أكد رامي وهو عضو في «لجان التنسيق في مدينة حمص» في اتصال مع «الشرق الأوسط» استمرار سماع أصوات الرصاص المنهال على البيوت من الحواجز الأمنية في بابا الدريب والبياضة. وقال إن «الطيران الحربي يحلق في سماء حمص منذ فجر اليوم (أمس) ويستمر مسلسل الإرهاب الذي أنتجه الأمن ويمثله اليوم بأسلوب معيب لتخويف السكان ومنعهم من الخروج ضد النظام»، مؤكدا أن «حي البياضة شهد استهدافا واسعا من قبل قوات الأمن عبر إطلاق كثيف للرصاص، وجاء نتيجته مقتل أحد سكان الحي، حيث استمرت النيران منهالة على البيوت وعلى الناس الخارجين صباحا، وفتح حاجز دوار البياضة النار على الشاب فأصابه مباشرة بثلاث طلقات علما بأن المنطقة شهدت سقوط جرحى آخرين». وأفاد رامي بأن «حي بابا عمرو استقبل شهيده الذي اختطف من مستشفى البر منذ فترة، حيث اختطف جريحا من قبل الأمن ليسلم شهيدا مسلوب الحياة»، مضيفا أن «قوات الأمن السورية فتحت النار على الناس في شارع البرزيل وعلى مدخل بابا عمرو ليسقط عدد من الجرحى وشهيد، كما فتحت بالتزامن مع ذلك نيران أمن الميدان على الناس في شارع عبد الحميد الدروبي وقرب مركز المدينة مما أوقع جريحين على الأقل».

أما في حي بابا هود فأكد رامي أن الأمن أطلق النيران على الحي من جهة الميدان أيضا، حيث يفصل بينهما طريق واحد هو طريق الشام، مما أدى إلى جرح عدد من الناس. مضيفا أنه لم تغب عن باقي المناطق أصوات النيران وعن الأحياء الداخلية حيث يهدد الأمن السوري أي تجمع بأن يطلق النار عليه. وسأل رامي: «أين المراقبون العرب»، مؤكدا مقتل امرأة في حي الخالدية متأثرة بطلق ناري لقناص برأسها.

وأشار رامي إلى استمرار الدبابات بالقصف في شوارع حمص، على الرغم من توقيع بروتوكول المبادرة العربية، مضيفا أن القناصة لا يزالون على أسطح الأبنية وحول الأحياء ومنتشرون على الحواجز الأمنية والعناصر تفتش وتسرق أموال الناس ولا يزال قصف البيوت منذ صباح أمس في منطقة تلبيسة كما تظهر أثار الرصاص على البيوت في أغلب المناطق.

وفي سياق متصل، نقل ناشطون في مدينة دوما واقع مدينتهم التي تعيش «ظروفا سيئة» جراء قيام قوات الأمن بقطع الكهرباء عن معظم أحياء المدينة ومحاصرة أجزاء داخلية منها. ويؤكد هؤلاء أن «قوات الأمن السورية تمركزت في قرية الشيفونية شرق المدينة منذ صباح أمس، حيث قامت العناصر الأمنية بأعداد كبيرة بمداهمة مزارع منطقة الشيفونية وتخريبها وتكسير محتوياتها». وأفادوا عن «مقتل محمد جاموس أبو خالد، وهو رجل في الثاني والستين من العمر، حيث كان في مزرعته أثناء المداهمة وقد أطلق عليه النار وقاموا باختطافه ولا معلومات عنه مكان جثته».

وأشار الناشطون إلى «سقوط سبعة جرحى وعشرات المعتقلين من عمال المزارع وأصحابها والمارة وحتى الحيوانات لم تسلم منهم، فقد قامت قوات الأمن بقتل جميع الأبقار والأغنام حتى الدجاج في عدة مزارع، ترافق ذلك مع قطع الكهرباء في القرية مما أثار حالة من الرعب الشديد لدى الأهالي كما تم قطع التيار الكهربائي منذ صباح أمس في مدينة دوما مع انتشار لعناصر الأمن والشبيحة على جميع المداخل وسمع إطلاق نار متقطع».

«الجيش السوري الحر» يهدد بتصعيد عملياته.. وينذر قوات الأسد 4 أيام لوقف القتل

أمين سره: أطلقنا سراح 34 من عناصر الجيش بعد تسليمهم السلاح

جريدة الشرق الاوسط

انهارت الهدنة المعلنة من طرف واحد بين الجيش السوري الحر والجيش النظامي السوري بعد إقدام المنشقين على مهاجمة وحدات الجيش النظامي في أنحاء مختلفة من سوريا أول من أمس، متهمين النظام بأنه «لم يوقف القتل» ما أجبرهم على التراجع عن «الوعد المشروط» من قبلهم بوقف العمليات الهجومية في ظل وجود المراقبين العرب.

وأكد أمين سر المجلس العسكري في «الجيش السوري الحر» النقيب المظلي عمار الواوي أن الجيش الحر «أطلق سراح 30 عسكريا و4 ضباط من الجيش النظامي كانوا قد استسلموا لعناصره في منطقة جبل الزاوية أول من أمس».

وقال الواوي لـ«الشرق الأوسط» إن «كتيبة شهداء الزاوية» قامت في الخامسة من صباح أول من أمس بعملية على وحدة من الجيش النظامي أسفرت عن استسلام 30 عسكريا و4 ضباط، مشيرا إلى أن هؤلاء استسلموا من دون قتال وسلموا أسلحتهم، وأن التحقيقات معهم أفادت بوجود تعليمات بقتل المتظاهرين والمعارضين بالإضافة إلى استهداف المراقبين العرب عند وصولهم إلى المنطقة، واتهام «عناصر إرهابية».

وأشار الواوي إلى أن هجمات متزامنة كانت تشن في منطقة درعا وريف دمشق وجبل الزاوية ودير الزور في وقت واحد أسفرت عن استهداف وقتل أكثر من 40 عسكريا وضابطا.

وأعلن الواوي أن «الجيش الحر» وجه إنذارا إلى جميع ضباط وأفراد الجيش والقوى الأمنية والشبيحة بوقف استهداف المدنيين خلال 4 أيام، وإلا سيتم استهداف هؤلاء. وقال: «نحن لدينا معلومات عن كل الضباط الذين يعطون الأوامر بإطلاق النار على المتظاهرين، ونحن نوجه إنذارا إلى جميع القتلة بأن من يسلم سلاحه ويستسلم سنتعامل معه على قاعدة عفا الله عما مضى، أما إذا استمروا في ما يقومون به، فسيتم استهدافهم واحدا واحدا».

وجاء ذلك بعد أن قال قائد الجيش السوري الحر العقيد رياض الأسعد إنه غير راضٍ عن مدى التقدم الذي يحققه المراقبون العرب في وقف الحملة العسكرية ضد المحتجين، وهدد بأنه لن ينتظر سوى أيام قليلة فقط قبل أن يصعد العمليات بأسلوب جديد في الهجوم.

وأبلغ العقيد الأسعد «رويترز»: «إذا شعرنا أنهم (المراقبين) ما زالوا غير جديين في الأيام القليلة المقبلة أو على الأكثر خلال أسبوع سنتخذ القرار وسيكون مفاجأة للنظام ولكل العالم». وأضاف «على الأرجح سنصعد العمليات بشكل كبير جدا».

وقال إن التصعيد لن يكون إعلان حرب صريحا ولكن «إن شاء الله ستكون نقلة نوعية والشعب السوري كله سيكون خلفها».

ورفض الأسعد قول المراقبين إنه تم سحب الدبابات أو إن دمشق أظهرت أي رغبة في التعاون مع المبادرة العربية، وقال إن الدبابات لا تزال موجودة في محيط المدن التي تشهد اضطرابات.

وقال «النظام لم يطبق أي بند من بنود الاتفاق (مع الجامعة)، أول بند هو سحب الدبابات إلى ثكناتها العسكرية وليس سحبها من المدن ومحاصرة القرى من الخارج. بعض القرى.. وبعض المناطق أصبحت ثكنات عسكرية وكتبوا لوحات هذه منطقة عسكرية ممنوع التصوير»، مضيفا أن النظام لم يوقف القتل.

وأضاف أنه تحدث لأحد المراقبين في درعا لكن المهمة لم تستجب لشكاواه بعد ومنها ما يخص 1500 منشق عن الجيش يعتقد الجيش السوري الحر أنهم محتجزون.

من جانبه انتقد الواوي بشدة الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، مستغربا وصفه المراقبين العرب بقوات «اليونيفيل» التي ترابط على الحدود بين لبنان وإسرائيل. وقال: «إذا كان العربي يعتقد أن المراقبين هم يونيفيل، فليتفضل ويرفع الأمر إلى مجلس الأمن الدولي ليكون فاصلا بين الشعب والحكومة». وبعد أن وجه التحية إلى رئيس البرلمان العربي علي الدقباسي الذي طالب بسحب بعثة المراقبين من سوريا فورا، دعا العربي إلى «الاستقالة فورا لأنه أساء إلى الثورة السورية وإلى الجامعة العربية وللشعوب العربية المطالبة بالحرية والعدالة والديمقراطية».

البيت الأبيض يطالب بتدخل مجلس الأمن “الآن” و”السوري الحر” يتوعد بالتصعيد

ساركوزي: مجازر الأسد تثير الاشمئزاز وعليه التنحي

باريس، القاهرة ـ “المستقبل” ووكالات

في موقف للرئيس الفرنسي هو الأكثر تشدداً له بشأن الأزمة السورية، اعتبر نيكولا ساركوزي أمس، أن المجازر التي يرتكبها نظام الرئيس السوري بشار الأسد مثيرة “فعلاً للاشمئزاز والنفور”، مؤكداً ان على الأسد أن “يغادر السلطة” و”يترك شعبه يقرر مصيره بحرية”.

وفي دخول أميركي مباشر على خط الأزمة السورية، اعتبر البيت الابيض أمس ان دمشق لم تحترم التعهدات التي قطعتها للجامعة العربية بشأن بعثة المراقبين، مشدداً بلسان المتحدث باسمه جاي كارني على أنه “آن الاوان فعلاً” لكي يتدخل مجلس الامن الدولي “لزيادة الضغط” على نظام الاسد.

وفيما تبحث اللجنة الوزارية العربية المعنية بالوضع في سوريا السبت المقبل طلب سحب المراقبين الذي تقدم به رئيس البرلمان العربي علي الدقباسي، سجل تصعيد في العمليات العسكرية التي يشنها منشقون ضد القوات الموالية للأسد إذ اختطف 35 جندياً في إدلب وقتل 18 آخرون في درعا، وهدد قائد “الجيش السوري الحر” رياض الأسعد بالتصعيد العسكري.

ودعا الرئيس الفرنسي من المدرسة البحرية في لانفيوك بولميك حيث قدم تهانيه للجيش الفرنسي بمناسبة رأس السنة، الاسرة الدولية الى “تحمل مسؤولياتها (…) من خلال التنديد بقمع وحشي” و”التثبت من امتلاك مراقبي الجامعة العربية جميع الوسائل والحرية الكاملة للقيام بعملهم على اتم وجه (…) ومن خلال اقرار اشد العقوبات وضمان منفذ انساني” مؤكدا ان “هذا ما سنعمل عليه بلا هوادة”.

وتأتي تصريحات ساركوزي بعد تصريحات أدلى بها وزير خارجيته آلان جوبيه صباح أمس، أكد فيها أن “النظام السوري لم يعد لديه مستقبل فعلي ويتعين بالتالي على الاسرة الدولية ان تتخذ موقفا”، وأنه “سيأتي وقت يصبح النظام السوري معزولاً تماما”.

ودعا وزير الخارجية الفرنسي الى “توضيح” شروط عمل مراقبي بعثة الجامعة العربية في سوريا، مشددا على أنه “لا يمكن لمجلس الأمن أن يظل صامتاً” حيال الأحداث الجارية في سوريا، ومضيفا “نرى بوضوح أن قمعاً وحشياً يجري”.

وأعرب وزير الخارجية الفرنسي عن أسفه “لاستمرار روسيا في عرقلة” صدور إدانة للنظام السوري عن الأمم المتحدة.

أوروبياً أيضاً، رأى متحدث باسم الاتحاد الأوروبي امس، أن قوات الجيش السوري لم تنسحب بشكل فعلي من الشوارع والمدن في البلاد، معبراً عن قلقه من التقارير الواردة عن استمرار العنف وقتل المتظاهرين المدنيين.

وقال مايكل مان إنه ما من انسحاب حقيقي للجيش السوري من المدن في سوريا، وأوضح أن الاتحاد الأوروبي يرى أن الحكومة السورية لم تنفذ ما طلب منها، قائلاً “نحن نرى أن دمشق لم تنفذ كافة بنود الاتفاق الموقع بينها وبين الجامعة العربية الذي هو أوسع من مجرد قبول مراقبين عرب على أراضيها”.

وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي يشدد على ضرورة تنفيذ كافة بنود الاتفاق، وسيستمر “في مراقبة تطورات الوضع السوري عن كثب”.

ورداً على سؤال بشأن الجدل المثار حول عمل بعثة المراقبين العرب، شدد مان على أهمية دخولهم للأراضي السورية “ولكننا لم نر أي تقرير أو بيان رسمي حتى الآن حول نتيجة عملهم، ومن هنا تأتي ضرورة التريث”.

واعتبر البيت الابيض أمس ان دمشق لم تحترم التعهدات التي قطعتها للجامعة العربية بشأن بعثة المراقبين التي ارسلتها الجامعة الى سوريا، مشددا الى انه “آن الاوان فعلا” لكي يتدخل مجلس الامن الدولي “لزيادة الضغط” على نظام الرئيس السوري بشار الاسد.

وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني أمس، “لقد مضى 16 يوما على توقيع النظام السوري بروتوكول الاتفاق على مجيء مراقبي الجامعة العربية وتسعة اسابيع على موافقته على خطة عمل الجامعة العربية التي تتألف من اربع نقاط”. واضاف خلال مؤتمره الصحافي اليومي “لقد قلنا بوضوح انه اذا لم تطبق مبادرة الجامعة العربية يجب عندها على المجتمع الدولي ان يبحث في اجراءات جديدة لارغام النظام على وقف العنف بحق شعبه”.

وأكد كارني انه “من البديهي ان (النظام السوري) لم يحترم الشروط” الواردة في بروتوكول التعاون بين دمشق والجامعة العربية، مشيرا خصوصا الى “استمرار رصاص القناصة واعمال التعذيب وعمليات القتل في سوريا”، واضاف “سنواصل العمل مع شركائنا الدوليين. نعتقد انه آن الاوان فعلا لأن يتحرك مجلس الامن الدولي. نريد من المجتمع الدولي ان يظهر تضامنا لدعم التطلعات المشروعة للسوريين”.

عربياً أعلنت جامعة الدول العربية أمس عقد اجتماع عاجل للجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية السبت المقبل في مقر الجامعة في القاهرة. وقال الامين العام المساعد للجامعة العربية السفير أحمد بن حلي ان الاجتماع مخصص للنظر في التقرير الأول التمهيدي لرئيس بعثة المراقبين العرب في سوريا الفريق محمد أحمد الدابي عما رصده على أرض الواقع بعد أكثر من أسبوع على المراقبة.

وقال مصدر مسؤول في الجامعة العربية إن السودان اقترح عقد اجتماع اللجنة الوزارية العربية لتقييم أداء ومهمة بعثة مراقبي الجامعة الموجودين في سوريا حاليا للاطلاع على مدى التزام الحكومة السورية ببنود البروتوكول الموقع مع الجامعة في ما يتعلق بسحب الآليات العسكرية من الشوارع ووقف العنف والإفراج عن آلاف المعتقلين في السجون السورية .

وأشار في تصريح صحافي إلى أن الاجتماع الذي سيعقد برئاسة الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس الوزراء وزير خارجية دولة قطر رئيس اللجنة سيبحث طلبا تقدمت به إحدى الدول الخليجية لسحب بعثة المراقبين فورا من سوريا نظراً لعدم تحقيق أي تقدم بسبب عدم التزام الحكومة السورية ببنود البروتوكول .

واعلن رئيس غرفة عمليات الأمانة العامة لجامعة الدول العربية الخاصة ببعثة مراقبي الجامعة العربية الى سوريا السفير عدنان عيسى الخضير أن وفدا يضم 15 مراقبا من الدول العربية توجه أمس الى سوريا للانضمام الى فريق المراقبين.

وقال في تصريح صحافي ان بعثة المراقبين تواصل عملها في الاراضي السورية والمحافظات وفقا لخطة عملها والبروتوكول الذي وقعته الحكومة السورية مع الجامعة العربية يوم 19 كانون الأول (ديسمبر) الماضي. واضاف أنه سيجري انضمام 30 مراقبا عربيا آخرين الى البعثة بنهاية الاسبوع الجاري، لافتا الى أن هناك مجموعة من المراقبين حاليا على الحدود الاردنية – السورية سيدخلون الاراضي السورية خلال يومين بعد انهاء الاجراءات الخاصة بهم والسيارات المرافقة لهم .

وتابع الخضير ان “تقرير الدابي الذي سيتم استعراضه أمام الاجتماع الوزاري للجنة العربية المعنية بالازمة السورية يمثل حصيلة التقارير اليومية التي يرفعها فريق البعثة رصدا لما يحدث في الميدان وما تم توثيقه”. واشار الى أن غرفة عمليات بعثة المراقبين تواصل عملها وتتلقى الشكاوى والاتصالات حول القتال ووجود قناصة ومعتقلين ويتم ارسال هذه الشكاوى الى غرفة العمليات الرئيسية الخاصة بالبعثة في دمشق لتعالج هذه الامور اولاً بأول .

وقال ان غرفة عمليات الجامعة العربية تلقت شكاوى بشأن تصاريح لوسائل الاعلام لدخول دمشق وتم الاتصال بالجهات المختصة في سوريا لتسهيل دخولهم وفقا لما ينص عليه البروتوكول.

وأكد الخضير أنه وفقاً للتقارير الواردة من البعثة في سوريا، هناك تحسن ملحوظ، فى وقف إطلاق النار، مضيفاً “اننا نأمل الوقف الكامل لاطلاق النار وسحب جميع الآليات العسكرية وفق البروتوكول لأن في النهاية مهمة الجميع هي العمل على وقف نزف الدم وحماية المدنيين السوريين” .

واضاف ان المهمة التي تقوم بها بعثة المراقبين تأتي تنفيذا لقرار من مجلس الجامعة العربية وتكليف للجامعة من قبل كل الدول العربية، ومن ثم فإن المراقبين في مختلف الاماكن السورية مواطنون من مختلف الدول العربية ونجاح هذه المهمة الاولى من نوعها في اطار الجامعة العربية والعمل العربي المشترك مرهون بدعم الجميع لانجاحها والعمل لإنهاء هذه الازمة. وشدد الخضير على انه من الصعب الحكم على مهام بعثة المراقبين في الوقت الحالي لأنهم ما زالوا في بداية عملهم الذي لم يتجاوز عدة ايام ولا يمكن الاقرار بنجاحهم او فشلهم الآن، بالاضافة الى ان هناك فرقا ما زالت تنضم الى البعثة بالاضافة الى التجهيزات، ومن هنا فان هذا العمل يحتاج الى تواصل الجهود والتعاون مع جميع الاطراف لإنجاح مهمة البعثة، ونأمل التزام الجميع بما تم الاتفاق عليه .

ويشارك في اجتماع اللجنة وزراء خارجية الدول الأعضاء في اللجنة وهي بالإضافة إلى قطر رئيسة اللجنة، كل من مصر والجزائر والسودان وسلطنة عمان والأمين العام للجامعة العربية ومن يرغب في الحضور من الدول العربية الأعضاء في الجامعة.

وأعلن رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون في لشبونة أمس، ان وجود بعثة المراقبين العرب في سوريا “يبقى مفيدا” برغم انها لن تتمكن من فرض تطبيق المبادرة العربية التي وافقت عليها دمشق حسبما قال.

وتابع غليون اثر لقائه وزير الخارجية البرتغالي باولو بورتاس “نحن نعتبر ان هذه البعثة تبقى مفيدة حتى وان كانت لن تؤدي الى تطبيق الخطة العربية. تبقى مفيدة سياسيا ومعنويا ونفسيا”. واضاف “حتى الجامعة العربية ليست لديها اوهام كثيرة حول قدرة النظام السوري على الوفاء بالتزاماته. ولكننا نعتقد انه يجب المرور بهذه المرحلة لكشف حقيقة الوضع وتقديم البرهان على ان ما يجري في سوريا هو ثورة شعب مسالم يطالب حكومته بالاستجابة لتطلعاته نحو الحرية”.

داخلياً، قال قائد الجيش السوري الحر العقيد رياض الاسعد أمس، “اذا شعرنا انهم (المراقبون) ما زالوا غير جديين في الايام القليلة المقبلة او على الاكثر خلال اسبوع سنتخذ القرار وسيكون مفاجأة للنظام ولكل العالم”.

وأشار الأسعد في اتصال عبر الهاتف من مقر اقامته في جنوب تركيا إلى ان وجود المراقبين في سوريا الاسبوع الماضي لم يوقف اراقة الدماء. وقال “على الارجح سنصعد العمليات بشكل كبير جدا”. واضاف ان التصعيد لن يكون اعلان حرب صريح ولكن “ان شاء الله ستكون نقلة نوعية والشعب السوري كله سيكون خلفها”.

وتساءل الأسعد قائلا “الوقت الى متى؟ منذ ان دخلت اللجنة هناك اكثر من 350 شهيدا حتى الآن. هل ينتظرون ليذبح الشعب السوري؟”.

ورفض الأسعد قول المراقبين إنه تم سحب الدبابات او ان دمشق اظهرت رغبة في التعاون مع المبادرة العربية، وقال ان الدبابات لا تزال موجودة في محيط المدن التي تشهد اضطرابات. وقال “النظام لم يطبق اي بند من بنود الاتفاق (مع الجامعة)، اول بند هو سحب الدبابات الى ثكناتها العسكرية وليس سحبها من المدن ومحاصرة القرى من الخارج. بعض القرى.. وبعض المناطق اصبحت ثكنات عسكرية وكتبوا لوحات هذه منطقة عسكرية ممنوع التصوير” مضيفا أن النظام لم يوقف القتل.

وأوضح الاسعد انه تحدث لأحد المراقبين في درعا لكن عناصر المهمة لم تستجب لشكاواه بعد ومنها ما يخص 1500 منشق عن الجيش يعتقد الجيش السوري الحر انهم محتجزون.

أمنياً، تواصلت الهجمات التي تستهدف حواجز أمنية تابعة لقوات الأسد في محافظة ادلب. وفي هذا السياق، نقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مصدر أن “مجموعة مسلّحة إختطفت 35 جندياً من الجيش السوري في نقطتين عسكريتين في بلدة كفرحايا في جبل الزاوية في محافظة إدلب”.

وفي سياق متصل، اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان ان 18 عنصرا من قوات الامن السورية قتلوا فجر امس في مواجهات مع منشقين عن الجيش السوري في محافظة درعا، جنوب سوريا.

وقال المرصد في بيان انه خلال محاولة المنشقين الفرار “تعرضوا لاطلاق رصاص من قوات الامن بمخفر جاسم فاشتبكوا معها ما ادى الى مقتل ما لا يقل عن 18 من عناصر الامن وصلت جثامينهم الى مشفى حكومي في محافظة درعا”.

وتابع البيان ان “قوات الامن السورية تنفذ حملة اعتقالات منذ صباح الثلاثاء في المنطقة المحيطة بالمخفر اسفرت عن اعتقال اكثر من 100 شخص من الاهالي والاستيلاء على اموال من منازل الاهالي”.

المرصد اعلن ايضا ان “مواطنين استشهدا خلال اطلاق رصاص من قوات الامن السورية في حي القصور بحماة”، مضيفا ان مواطنا اخر توفي الثلاثاء في بلدة قمحانة بريف حماة متأثرا بجروح اصيب بها الاثنين الماضي. وفي مدينة حمص “استشهد ثلاثة مواطنين صباح الثلاثاء خلال اطلاق رصاص من قبل قوات الامن في احياء الخالدية وباب الدريب وباب تدمر”.

الى ذلك، اعلن مصدر رسمي ان هجوما استهدف انبوب غاز الثلاثاء قرب مدينة حمص بوسط سوريا. وقالت “سانا” ان “مجموعة ارهابية مسلحة استهدفت في عملية تخريبية خط الغاز القادم من حقول المنطقة الوسطى المار بالقرب من مدينة الرستن” في محافظة حمص. واوضحت الوكالة ان الخط “يغذي محطتي الزارة والزيزون”.

وتواصلت امس التظاهرات المطالبة بالحرية في غالبية انحاء سوريا، وجبهت برصاص القوات الأمنية التابعة لنظام الأسد، الذي اوقع مزيدا من الشهداء والجرحى في صفوف المواطنين.

وأعلنت لجان التنسيق المحلية أمس سقوط أحد عشر شهيداً برصاص قوات الأمن وجيش النظام، أربعة في كل من حماه وحمص، وشهيدان ريف دمشق (كفربطنا، عربين) إضافة لشهيد في دمشق (جوبر).

قتلى في حمص والمراقبون في حماة و”الوزارية” العربية تجتمع السبت

أمريكا: حان الوقت لتدخل الأمم المتحدة في سوريا

اعتبر البيت الابيض أن دمشق لم تحترم شروط الجامعة العربية وقال في بيان له امس “حان الوقت فعلاً لأن تتدخل الامم المتحدة في سوريا”، فيما أعلنت جامعة الدول العربية أمس، أن اللجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية ستجتمع في القاهرة السبت، لمناقشة التقرير الأول لرئيس بعثة المراقبين، فيما طالب وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه “بتوضيح” شروط عمل مراقبي بعثة الجامعة، ودعا الرئيس نيكولا ساركوزي الرئيس السوري بشار الأسد إلى التنحي، في تصاعد للجدل حول المهمة .

وفي واشنطن، أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند للصحافيين أن بلادها لديها بواعث قلق جدية بشأن تعامل سوريا مع بعثة مراقبة من جامعة الدول العربية، وأضافت “مبعث قلقنا أن النظام السوري لم يف بكل الالتزامات التي قدمها للجامعة العربية حين قبل اقتراحها قبل نحو تسعة أسابيع، وعلى سبيل المثال لم يتوقف العنف، أبعد ما يكون عن ذلك” .

وقال أحمد بن حلي نائب الأمين العام للجامعة للصحافيين، إنه “تقرر عقد اجتماع للجنة الوزارية المعنية بالأزمة السورية السبت المقبل، للنظر في التقرير الأول التمهيدي لرئيس بعثة المراقبين العرب في سوريا حول أهم ما رصده على أرض الواقع بعد أكثر من أسبوع” .

وأعلن برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري في لشبونة أن وجود بعثة المراقبين العرب في سوريا “يبقى مفيداً” سياسياً ومعنوياً ونفسياً رغم أنها، بحسب رأيه، لن تتمكن من فرض تطبيق المبادرة العربية التي وافقت عليها دمشق .

وقال غليون إثر لقائه وزير الخارجية البرتغالي باولو بورتاس “حتى الجامعة العربية ليست لديها أوهام كثيرة حول قدرة النظام السوري على الوفاء بالتزاماته، ولكننا نعتقد أنه يجب المرور بهذه المرحلة لكشف حقيقة الوضع وتقديم البرهان على أن ما يجري في سوريا هو ثورة شعب مسالم يطالب حكومته بالاستجابة لتطلعاته نحو الحرية” .

وأكد ساركوزي أن على الأسد أن “يغادر السلطة ويترك شعبه يقرر مصيره بحرية”، معتبراً أن “المجازر” تثير “بحق الاشمئزاز والنفور” . ودعا جوبيه إلى “توضيح الظروف التي تجري في ظلها مهمة المراقبين” . وقال “ننتظر التقرير الذي سيرفعونه”، بينما رأى مايكل مان المتحدث باسم الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد، أن عمل المراقبين مهم، واستدرك “لم نر أي تقرير أو بيان رسمي حتى الآن حول عملهم، ومن هنا تأتي ضرورة التريث” .

على الأرض، أعلن مصدر مسؤول من وفد المراقبين أن مجموعة منهم بدأت زيارة إلى محافظة حماة (وسط) وضواحيها الساخنة .

واتهمت السلطات السورية “مجموعة مسلحة” بتفجير خط غاز في حمص (وسط)، يغذي محطتين لتوليد الطاقة الكهربائية . فيما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن ثلاثة أشخاص قتلوا في حمص بنيران قوات الأمن في أحياء الخالدية وباب الدريب وباب تدمر . وقال إن منشقين عن الجيش السوري قتلوا 18 فرداً على الأقل من قوات الأمن في محافظة درعا (جنوب) .

وهدد قائد “الجيش السوري الحر” المعارض العقيد رياض الأسعد بأنه لن ينتظر سوى أيام قليلة فقط قبل أن يصعد بأسلوب جديد في الهجوم . وقال “إذا شعرنا أنهم (المراقبين) ما زالوا غير جديين في الأيام القليلة المقبلة أو على الأكثر خلال أسبوع سنتخذ القرار، وسيكون مفاجأة للنظام ولكل العالم” .

مسؤول سوري منشق: النظام يرصد مبالغ ماليّة لشبيحة الاعلام ومنها إعلام “حزب الله

أكد المفتّش الأوّل بالجهاز المركزي للرقابة المالية برئاسة الوزراء السوريّة ومسؤول التفتيش بوزارة الدفاع محمود سليمان حاج حمد أنّ “عناصر الجيش الحر يقومون بالدفاع عن الاهالي في سوريا من شبيحة نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد”، لافتاً إلى أنّه اطّلع بصفته مفتشاً مالياً في وزارة المال على رصد مبلغ ملياري ليرة تمّ صرفها على شبيحة حزب “البعث” وزيادة الاموال التي تعود إلى فروع المخابرات من اجل صرفها على شبّيحة النظام”.

حاج حمد، وفي حديث لقناة “الجزيرة” الفضائيّة القطريّة من القاهرة، أكد أنّ “مبنى وزارة الدفاع يحيط به مراكز الامن وكنا نرى عناصر الشبيحة عندما يأتون بالناس معصوبي العينين ويدخلونهم إلى الفروع الأمنيّة، وأقبية المخابرات”.

وإذ شدّد على أنّ “النظام السوري يرصد مبالغ ماليّة لشبيحة الاعلام ومنها إعلام “حزب الله” وكذلك  (المستشار الإعلامي لرئيس الجمهوريّة السابق إميل لحّود) رفيق نصرالله و(اللواء المستقيل من الجيش اللبناني) أمين حطيط وغيرهم”، أضاف حاج حمد: “لدينا وثائق بهم وهي محفوظة”.

حاج حمد الذي أعلن أنه أتى “إلى القاهرة بصفة إجازة رسميّة”، لفت إلى أنّ “كل ما يوجد في سوريا من موظفين ووزراء هم معتقلون لدى النظام”، وأشار إلى أنّ “النظام يعاني من الاهتراء من الداخل فهو لم يعد يستطيع أن يدخل بعض المدن مثل حمص والزاوية وبعض الأحياء في دمشق وما يقوم به سوى قصفها بالطائرات وان الاوضاع بدأت تخرج عن سيطرته”.

وشدّد حاج حمد على أنّ “80% من مسؤولي الدولة وموظفيها يريدون الانشقاق عن النظام ولكنهم يخافون على عائلاتهم”، كاشفًا عن أنّ “الوضع المالي للنظام سيّئ جدًا ويعتمد على ما يتلقاه من مساعدات من ايران والعراق وبعض التجار الكبار وعلى رأسهم رامي مخلوف”.

(رصد NOW Lebanon)

العربي رفض الدعوات بسحب فريق المراقبين من سوريا

رفض الأمين العام لـ”جامعة الدول العربية” نبيل العربي الدعوات التي تطالب بسحب فريق المراقبين العرب من سوريا.

العربي، وفي تصريح، قال: “لدينا مهمة وملتزمون بها أمام الحكومة السورية وتستمر لمدة شهر وفي هذا الشهر هناك أموراً كثيرة ستتحقق لكن حتى الآن نريد تقييم الموقف”، موضحاً أنَّه لم يتلق حتى الآن تقريراً من رئيس بعثة المراقبين الفريق محمد احمد الدابي يتضمن تقييمه للأوضاع فى سوريا.

(وكالة “واس”)

مسؤول سوري يعلن انشقاقه عن النظام على قناة “الجزيرة

أعلن المفتّش الأوّل بالجهاز المركزي للرقابة المالية برئاسة الوزراء السوريّة ومسؤول التفتيش بوزارة الدفاع محمود سليمان حاج حمد عن انشقاقه عن النظام السوري وذلك خلال مقابلة أجرته معه قناة “الجزيرة” الفضائيّة القطريّة.

(رصد NOW Lebanon)

أضرار جسيمة لحقت بالاقتصاد السوري

أقرّ وزير الاقتصاد والتجارة السوري محمد نضال الشعار بجسامة الأضرار الاقتصادية التي لحقت ببلاده ونجمت عن الأزمة التي تعيشها البلاد وما تتعرض له من عقوبات، معتبرا أنها انعكست على المرافق الأساسية والصناعة والتجارة.

 ورغم ذلك اعتبر الشعار أن اقتصاد بلاده ما زال متينا وفي وضع مطمئن.

 وعن مشكلة ارتفاع الأسعار التي تواجهها سوريا، بيّن الوزير أن الحل الوحيد لضبط أسعار المواد والسلع هو دعم الصناعات المحلية وتطويرها وزيادة الإنتاجية التي تؤدي إلى زيادة العرض وبالتالي انخفاض الأسعار.

 وعزا ارتفاع أسعار السلع المستوردة من تركيا إلى إلغاء اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين.

 غير أن الوزير السوري أشار إلى أن توجه بلاده نحو العراق أمر مهم، حيث يجري العمل على تعزيز التبادل التجاري بين البلدين، خاصة في ظل الإعفاء من برنامج الرقابة على المستوردات لمدة ستة أشهر، والإعفاء من شهادة المنشأ.

 وحول التجارة الخارجية ومصير الاستثمارات في سوريا، قال الشعّار إن الضرر الحاصل كبير وسلبي، فالضرر يبدأ من المستوى العام للأسعار إلى البنية التحتية إلى المصانع إلى الحالة النفسية لدى التاجر والصناعي والمواطن، متمنياً أن تمر هذه الأزمة التي جعلت البلاد تخسر كثيراً.

 تجدر الإشارة إلى أن سوريا تتعرض حاليا لسلسلة عقوبات اقتصادية مفروضة عليها من جامعة الدول العربية ودول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وذلك بهدف دفع النظام الحاكم في سوريا إلى وقف المواجهة العنيفة للاحتجاجات الشعبية التي أدت إلى مقتل أكثر من 5000 شخص حسب الأمم المتحدة.

 وتتواصل الاحتجاجات والمظاهرات في سوريا منذ منتصف مارس/آذار الماضي مطالبة بتنحي الرئيس بشار الأسد.

 وتضمنت العقوبات تجميدا لأموال سورية ووقف التعامل مع البنك المركزي السوري ووقف الاستثمارات العربية والغربية فيها، إضافة إلى سلسلة عقوبات على القطاع النفطي.

دمشق ترفض انتقاد واشنطن بشأن المراقبين

انتقدت دمشق تصريحات أميركية اعتبرت أن سوريا لم تنفذ بنود اتفاق المراقبين العرب، فيما قالت الأمم المتحدة إن بعثة المراقبين ينبغي أن تحظى بمزيد من الوقت لإنجاز مهامها قبل تقييمها.

واعتبرت الخارجية السورية التصريحات الأميركية بشأن تعامل دمشق مع المراقبين العرب، تدخلا سافرا في عمل الجامعة وسيادة دولها.

وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية إن التصريحات الأميركية “تسيء لـجامعة الدول العربية، لأنها تدخّل سافر في صلب عملها وسيادة دولها، ومحاولة لتدويل مفتعل غير مبرر ومفضوح”.

وأضاف أن سوريا ليست بوارد تقديم حساب لأميركا حول مدى الالتزام من عدمه ببروتوكول الجامعة العربية لأنها ليست طرفا فيها “بل هي طرف في إذكاء العنف عبر التحريض والتجييش”.

وكانت الخارجية الأميركية أعربت عن قلقها من تعامل سوريا مع بعثة المراقبين العرب، وقالت إنها لا تعتقد أن دمشق مستعدة لتنفيذ بنود اتفاق لحل تسانده الجامعة العربية.

وفي هذا السياق قالت الخارجية الأميركية إن مساعد وزيرة الخارجية جيفري فيلتمان سيصل إلى القاهرة لإجراء محادثات قبل اجتماع وزاري للجامعة العربية يوم السبت دعي إليه لمناقشة الوضع في سوريا.

وأضافت المتحدثة باسم الخارجية فكتوريا نولاند أن الولايات المتحدة قلقة لتقارير تفيد أن قوات عسكرية سورية ترتدي في بعض الحالات زي الشرطة لإخفاء أعمالها، مشيرة إلى أنه “في بعض الحالات يعمد النظام إلى إذاعة تقارير كاذبة بأن المراقبين في الطريق ويخرج المتظاهرون إلى الشوارع، ثم يطلقون النار عليهم”.

إعطاء فرصة

وفي نيويورك قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة مارتن نزيركي إن بعثة المراقبين العرب ينبغي إعطاؤها وقتا كي تنجز مهمتها التي وصفها بأنها في غاية الأهمية، وأضاف أن المجتمع الدولي طالب لفترة طويلة بدخول مراقبين إلى سوريا للتأكد من التزام الحكومة بوقف إراقة الدماء.

ومن جهته دعا الرئيس نيكولا ساركوزي نظيره السوري بشار الأسد إلى التنحي، وقال إن على الأسرة الدولية “تحمل مسؤولياتها من خلال إقرار أشد العقوبات والتنديد بالقمع الوحشي وضمان منفذ إنساني”، ودعا إلى التثبت من امتلاك مراقبي الجامعة العربية جميع الوسائل والحرية الكاملة للقيام بعملهم على أكمل وجه.

أما وزير الخارجية آلان جوبيه فطالب “بتوضيح الظروف التي تجري في ظلها مهمة المراقبين”، وتساءل جوبيه “هل يمكنهم فعلا الوصول إلى المعلومات بحرية تامة؟”.

عربيا، قال نائب الأمين العام للجامعة أحمد بن حلي إنه تقرر عقد اجتماع للجنة الوزارية المعنية بالأزمة السورية السبت للنظر في التقرير الأول التمهيدي لرئيس بعثة المراقبين.

وبدوره دعا رئيس غرفة عمليات بعثة مراقبي الجامعة عدنان الخضير -في تصريحات للصحفيين- إلى “عدم التعجل في إصدار الأحكام على نتائج عمل بعثة المراقبين”.

وفي إطار التحركات الدولية أيضا، من المقرر أن يصل وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إلى العاصمة الإيرانية طهران اليوم للقاء نظيره الإيراني

علي أكبر صالحي. وقال رئيس لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي إن أهم محاور المحادثات ستتركز حول القضية السورية.

وأضاف بحسب ما نقلته عنه وكالة مهر الإيرانية للأنباء أن الزيارة فرصة جيدة للجهاز الدبلوماسي لدى البلدين للتفاوض بشأن آليات إرساء الأمن والاستقرار في المنطقة.

وقال إذا عدّلت تركيا سياساتها السابقة تجاه سوريا، وتقبّلت الحقائق الموجودة في الساحة السورية، نظراً لاستقرار سوريا وضرورة حفظ الأمن في هذه المنطقة، واعترفت بسوريا كحلقة في سلسلة الأمن والاستقرار في المنطقة، فستتوفر الأرضيات اللازمة للدبلوماسية المشتركة بين إيران وتركيا بشأن القضية السورية.

17 قتيلا بسوريا ومطالب بحماية دولية

قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن 17 شخصا لقوا حتفهم اليوم برصاص قوات الأمن معظمهم في مدينة حمص، وبينما تجاوز عدد قتلى الاحتجاجات ستة آلاف قتيل -بحسب ناشطين- وجّه عدد من الهيئات والمنظمات السورية رسالة للأمم المتحدة طالبوا فيها بحماية دولية.

وبث ناشطون صورا على الإنترنت من درعا البلد لتشييع جنازة قتيلين سقطا أمس برصاص الأمن السوري، وتحول التشييع إلى مظاهرة تطالب باسقاط نظام الرئيس بشار الأسد.

وفي ريف حماة خرجت اليوم مظاهرات في مدينتي كفرومة وكرناز حسب ما بث ناشطون على الانترنت، وهتف المتظاهرون للحرية وإسقاط النظام.

من جهة أخرى أفادت الهيئة أن إدارة سجن إدلب نقلت بعض المساجين إلى مبنى الفرن الآلي على طريق إدلب، وذلك لإيهام لجنة المراقبين بعدم وجود سجناء داخل السجن المركزي.

وأضافت أن قوات عسكرية اقتحمت بلدة داريا ومدينة معضمية الشام بمحافظة ريف دمشق وسط إطلاق للرصاص، وقامت بعدها بوضع حواجز أمنية على بعض الشوارع الرئيسة.

ومن جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن السلطات السورية قطعت كافة الاتصالات الخلوية والأرضية عن مدينة بانياس، كما تشهد مناطقها الجنوبية انتشاراً أمنيا، ويخشى الأهالي من حملة اعتقالات قبيل وصول لجنة المراقبين إلى المدينة.

وقد بث ناشطون على الإنترنت صورا لمراقبين من بعثة جامعة الدول العربية في مدينة داعل شمال محافظة درعا، بالقرب من حواجز عسكرية ومع انتشار قناصة وعناصر من الجيش في المدينة اليوم، وقام أعضاء اللجنة بتصوير وتوثيق الشواهد حسب الناشطين.

وبثوا أيضا صورا لمراقبين وهم يشاهدون جثة طفل في الخامسة من عمره على سجادة داخل مسجد بمدينة حمص عليها آثار طلق ناري، وقال رجل لاثنين من المراقبين إن “هذا حدث على الرغم من وجود مراقبي الجامعة العربية”.

ارتفاع القتلى

في الأثناء قال اتحاد تنسيقيات الثورة السورية إن عدد قتلى ثورة الكرامة بلغ -حتى تاريخ أمس- ستة آلاف و153 موزعين على المحافظات السورية بنسب مختلفة.

وتصدرت الحصيلة محافظة حمص بأكثر من ألفي قتيل، ثم محافظة إدلب بنحو ألف ثم محافظة درعا ومن بعدها محافظة حماة، تليها محافظة ريف دمشق ودير الزور، ثم محافظة اللاذقية فدمشق وطرطوس مرورا بحلب، تليها محافظة الحسكة ثم محافظة الرقة وأخيرا محافظة السويداء.

وبين الضحايا عدد من الأطفال كغيرهم من ضحايا الثورة المدنيين، منهم من قتل ومنهم من سجن وعذب، الأمر الذي أثار انتقادات هيئات دولية مختلفة بعضها يعنى بالدفاع عن حقوق الإنسان والطفل.

رسالة عاجلة

وسط هذه الأجواء، وجّه عدد من الهيئات والمجالس والمنظمات في سوريا رسالة وصفوها بالعاجلة إلى منظمة الأمم المتحدة للمطالبة بحماية دولية.

وجاء في الرسالة “من واجب المنظمة بحسب ما تخوله لها القوانين والمواثيق أن تتخذ التدابير لمنع الأسباب التي تهدد السلم والأمن العالمي”.

 وأكدت الرسالة أن “الشعب السوري يضع المنظمة أمام مسؤولياتها الأخلاقية والإنسانية لتأمين حماية وأمن السوريين، خصوصا بعد صدور تقارير تؤكد استخدام النظام الحاكم للعنف المميت ضد المتظاهرين السلميين، إضافة إلى مئات التقارير الحقوقية وعشرات آلاف الفيديوهات المصورة التي أجمعت على أن ما يحدث هو إبادة جماعية”.

هل تفشل بعثة العرب لسوريا؟

تناولت مجلة تايم الأميركية مهمة بعثة جامعة الدول العربية إلى سوريا بالنقد والتحليل، وتساءلت بشأن مدى استحالة تنفيذ البعثة لمهمتها، في ظل المعوقات التي تضعها السلطات السورية في طريقها، وبالتالي وصفها بالفاشلة من جانب الناشطين والسياسيين على حد سواء.

وفي حين أشارت تايم إلى التفجير بأنبوب الغاز البارحة قرب مدينة حمص -التي يحاصرها نظام الرئيس السوري بشار الأسد منذ أشهر- قالت إن كلا الجانبين -النظام والمعارضة- يتهم الآخر بالوقوف وراء التفجير، في محاولة لتشتيت أنظار بعثة الجامعة عن محاولة تنفيذ مهامها.

وأشارت المجلة إلى الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب الذي أعلنت عنه جامعة الدول العربية، والمزمع انعقاده السبت القادم لمناقشة وتقييم أداء البعثة، وبالتالي تقرير سحب البعثة برمتها أو عدم سحبها.

كما أشارت تايم إلى دعوة رئيس البرلمان العربي علي السالم الدقباسي إلى السحب الفوري لبعثة المراقبين العرب من سوريا، في ظل استمرار نظام الأسد بقمع المحتجين رغم وجود المراقبين، فضلا عن انتهاك النظام لبروتوكول الجامعة العربية المعني بحماية المواطنين السوريين.

عنف النظام

وأوضحت تايم أن سلطات النظام تمارس العنف ضد المتظاهرين على مرأى ومسمع من مراقبي البعثة العربية، وأن عنف النظام أسفر عن العديد من الضحايا من أبناء وأطفال الشعب السوري، برغم وجود المراقبين العرب، مما أثار غضب الشعوب العربية وأفقد المبرر الدافع لإرسال فريق تقصي الحقائق من أصله.

وفي حين قالت تايم إن أكثر من 315 سوريا لقوا حتفهم على أيدي سلطات الأسد منذ 26 ديسمبر/كانون الأول الماضي، نسبت إلى رئيس البرلمان العربي القول إن وجود المراقبين في سوريا يتيح للنظام السوري غطاء عربيا لممارسة ما وصفها بأعماله غير الإنسانية، تحت سمع وبصر جامعة الدول العربية.

وقالت تايم إن الأسد ظل يتلاعب مع جامعة الدول العربية، بل ظل يحاول إثارة استفزازها عبر التحايل على المواعيد النهائية المختلفة بشأن تنفيذ المهام المطلوبة من نظامه، موضحة أنه كان يقدم ما وصفته بالفتات المتمثل في الإفراج عن بضع مئات من المعتقلين.

أعداد القتلى

وفي حين أشارت تايم إلى تصاعد عنف النظام ضد المحتجين وإلى تزايد أعداد القتلى والجرحى والمعتقلين في ظل وجود بعثة المراقبين، حذرت في الوقت نفسه من مغبة انزلاق السوريين إلى الحرب الأهلية.

وقالت إن الصراع بدأ يأخذ ما وصفته بالبعد الطائفي، والذي ينذر بحرب أهلية يتطاير شررها إلى بعض الدول المجاورة مثل لبنان والعراق وإسرائيل.

الجيش السوري الحر يهدد بالتصعيد

تباين إزاء عمل المراقبين العرب بسوريا

أكدت واشنطن أنه حان الوقت لتدخل مجلس الأمن الدولي لحل الأزمة السورية متهمة دمشق بـ”عدم احترام تعهداتها” تجاه الجامعة العربية، وذلك قبيل اجتماع للجنة المتابعة العربية المكلفة بالأزمة السورية سيعقد يوم السبت بالقاهرة، في حين طالبت الأمم المتحدة وأطراف عربية بإعطاء بعثة المراقبين العرب مهلة لتنجز مهامها.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني إن “النظام السوري لم يحترم الشروط الواردة في بروتوكول التعاون بين دمشق والجامعة العربية”، مشيرا إلى “استمرار رصاص القناصة وأعمال التعذيب وعمليات القتل”.

وأضاف في مؤتمر صحفي أنه “آن الأوان لتدخل مجلس الأمن الدولي، نريد أن نرى المجتمع الدولي يتوحد لدعم تطلعات الشعب السوري”.

وكرر كارني دعوة بلاده المجتمع الدولي إلى البحث في إجراءات جديدة لإرغام النظام على وقف العنف بحق شعبه إذا لم تطبق المبادرة العربية.

وفي هذا السياق قالت الخارجية الأميركية إن جيفري فيلتمان مساعد وزيرة الخارجية سيصل إلى القاهرة لإجراء محادثات قبل اجتماع وزاري للجامعة العربية يوم السبت دعي إليه لمناقشة الوضع في سوريا.

وأضافت المتحدثة باسم الخارجية فكتوريا نولاند أن الولايات المتحدة قلقة لتقارير تفيد أن قوات عسكرية سورية ترتدي في بعض الحالات زي الشرطة لإخفاء أعمالها، مشيرة إلى أنه “في بعض الحالات يعمد النظام إلى إذاعة تقارير كاذبة بأن المراقبين في الطريق ويخرج المتظاهرون إلى الشوارع، ثم يطلقون النار عليهم”.

تنحي الأسد

وفي فرنسا دعا الرئيس نيكولا ساركوزي نظيره السوري بشار الأسد إلى التنحي. وقال إن على الأسرة الدولية “تحمل مسؤولياتها من خلال إقرار أشد العقوبات والتنديد بالقمع الوحشي وضمان منفذ إنساني” ودعا إلى التثبت من امتلاك مراقبي الجامعة العربية جميع الوسائل والحرية الكاملة للقيام بعملهم على أكمل وجه.

أما وزير الخارجية آلان جوبيه فطالب “بتوضيح الظروف التي تجري في ظلها مهمة المراقبين”. وتساءل جوبيه “هل يمكنهم فعلا الوصول إلى المعلومات بحرية تامة؟”.

في المقابل طالب مارتن نزيركي المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة بإعطاء بعثة المراقبين العرب –التي اعتبرها في غاية الأهمية- وقتا كي تنجز مهامها. وأضاف أن المجتمع الدولي طالب لفترة طويلة بدخول مراقبين إلى سوريا للتأكد من التزام الحكومة بوقف إراقة الدماء.

عربيا قال نائب الأمين العام للجامعة أحمد بن حلي إنه تقرر عقد اجتماع للجنة الوزارية المعنية بالأزمة السورية السبت للنظر في التقرير الأول التمهيدي لرئيس بعثة المراقبين.

وبدوره دعا رئيس غرفة عمليات بعثة مراقبي الجامعة عدنان الخضير في تصريحات للصحفيين إلى “عدم التعجل في إصدار الأحكام على نتائج عمل بعثة المراقبين”.

وفي العاصمة البرتغالية لشبونة أعلن رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون أن وجود تلك البعثة في سوريا “يبقى مفيدا سياسيا ومعنويا ونفسيا، رغم أنها لن تتمكن من فرض تطبيق المبادرة العربية التي وافقت عليها دمشق”.

وكان الأمين العام للجامعة نبيل العربي قد أكد الاثنين أن هناك إطلاق نار وقناصة في المدن السورية معتبرا هذا “غير مقبول”.

المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري قال إنه سيطرح وثيقة متكاملة للمرحلة الانتقالية ومعالم سوريا المستقبلية

نقلة نوعية

تأتي هذه التطورات في وقت هدد فيه العقيد رياض الأسعد قائد “الجيش السوري الحر” أمس بتصعيد الهجمات ضد الجيش النظامي قائلا إنه غير راض عن مدى التقدم الذي يحققه المراقبون العرب في وقف الحملة العسكرية ضد المحتجين.

وأبلغ رويترز أنه “إذا شعرنا أن المراقبين ما زالوا غير جديين في الأيام القليلة المقبلة سنجري نقلة نوعية ومفاجئة” وستمثل تصعيدا كبيرا ضد قوات الأمن.

لكن هذا التهديد دفع واشنطن إلى التحذير المتكرر من أن تصعيد العنف لن يؤدي إلا إلى تفاقم المشكلة مؤكدة أن “ذلك هو بالضبط ما يريده النظام، أي جعل سوريا أكثر عنفا ليكون لديه ذريعة للانتقام بنفسه”.

ووثقت لجان التنسيق المحلية مقتل أكثر من 390 شخصا منذ وصول بعثة المراقبين الأسبوع الماضي.

إلى ذلك قال المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري المعارض إنه سيطرح للنقاش وثيقة متكاملة تخص المرحلة الانتقالية ومعالم سوريا المستقبلية في إطار وطني، وذلك ضمن ما التزم به من مسعى لتوحيد صفوف المعارضة.

ورفض بيان صادر عنه أن تكون بعض الأفكار التي طرحت مؤخرا في اجتماع مع هيئة التنسيق الوطني تمثل “وثيقة سياسية”. ورأى المكتب في بيانه أن وصفها بذلك يتسم بعدم “الأخلاقية”، لأنها لا تعدو كونها نقاطًا للبحث كان مقررًا أن تقدم مسودة إلى مؤتمر للمعارضة في حال نجاح المبادرة العربية.

دلال.. فتاة سورية قضت بنيران “الشبيحة” قبل يومين من عيد ميلادها

لُقبت بـ”ياسمينة حماة”

دبي – كفاح الزين

قضت دلال العوف أو “ياسمينة حماة” بنيران عشوائية أطلقها مسلحون من ميشليات تابعة لنظام الأسد “الشبيحة” في شارع 15 آذار بمدينة حماة، وذلك قبل يومين من عيد ميلادها، ليتحول يوم الفرحة بذكرى قدومها إلى جنازة حزينة لعائلتها.

وكانت دلال ذات الستة عشر ربيعاً ولدت في مدينة حماة في الأول من شهر يناير/كانون الثاني عام 1996 وهي طالبة في المرحلة الثانوية (الصف العاشر).

وكانت دلال متوجهة إلى سوق الخضار مع عائلتها في شارع 15 آذار يوم الخميس الماضي، وتوقف والدها بسيارته أمام أحد المحال التجارية لشراء بعض الخضراوات، وما هي إلا دقائق قليلة حتى سمع نداءات استغاثة من داخل السيارة التي تتواجد بها دلال مع أمهما وأخوها عمر البالغ من العمر 8 سنوات.

وحين نظر الوالد إلى السيارة رأى قناصة من “الشبيحة” تطلق النار على السيارة، حيث اخترقت السيارة 3 رصاصات ونزل كل من في السيارة للاحتماء من النيران ليدخلوا أحد المحال القريبة، وما إن ولجوا المحل حتى مرت سيارات الشبيحة من أمام ذلك المحل وبدأت بإطلاق النار عشوائياً، حيث أصيبت دلال العوف برصاصة في ظهرها، محدثة فجوة كبيرة في منطقة الصدر.

وقضى مع دلال كل من راتب السعد وعبدالله الأسطة في وقت لاحق متأثرين بإصابتيهما، فيما تم نقل الفتاة إلى مشفى الحوراني الذي تملكه الناشطة السورية البارزة فداء الحوارني، غير أن محاولات إنقاذ دلال باءت الفشل ليترك رحيلها المأساوي جرحاً كبيراً في نفس عائلتها.

تواصل خلافات المعارضة السورية.. والوطني يرفض ورقة التفاهم مع هيئة التنسيق

اتهامات أمريكية وأوروبية لدمشق بعدم وقف العنف

العربية.نت

أعلن المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري رفضه ورقة التفاهم الموقعة مع هيئة التنسيق الوطنية في سوريا.

وبرر المكتب التنفيذي قراره في بيان على صفحته عبر موقع “فيسبوك” بتعارض ورقة التفاهم مع برنامجه السياسي ومطالب الثورة في سوريا. وأضاف البيان أن المكتب التنفيذي دعا بإجماع أعضائه الى تبني وثيقة جديدة يتقدم بها المجلس الوطني الى القوى والشخصيات السياسية تنبثق مما أقره مؤتمر الهيئة العامة في تونس وتعبر عن مطالب شباب الثورة، على الصعيد الميداني، قتل 23 شخصا برصاص قوات الأمن السورية خلال مظاهرات أمس الثلاثاء.

القوات لم تنسحب

على صعيد الموقف الدولي من الأزمة السورية قال مايكل مان المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي، إن قوات الجيش السوري لم تنسحب بشكل حقيقي من الشوارع والمدن في البلاد، معبراً عن قلقه من التقارير الواردة عن استمرار العنف.

وقال المسؤول الأوروبي إن الاتحاد الأوروبي يرى أن الحكومة السورية لم تنفذ ما طلب منها مشيرا إلى أن الاتحاد يشدد على ضرورة تنفيذ كافة بنود الاتفاق، وسيستمر “في مراقبة تطورات الوضع السوري عن كثب”.

وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند، قد قالت إن سوريا لم تلتزم بمقترحات الجامعة العربية فيما يخص إيقاف مظاهر العنف، وأكدت أن واشنطن قلقة بشأن تعامل الحكومة السورية مع بعثة المراقبين.

ومن المقرر أن تعقد اللجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية اجتمعا السبت المقبل في القاهرة، لمناقشة التقرير الأول لرئيس بعثة المراقبين العرب الفريق أول محمد أحمد الدابي. اجتماع يأتي فيما الجدل يحيط ببعثة المراقبين وعملها وآخر ما صب في هذا الإطار مطالبة فرنسا بتحديد مهمة البعثة بشكل واضح والسماح لها بالتحرك بحرية.

ميدانيا، قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن عدد قتلى الأمس وصل إلى 23 شخصا معظمهم في مدينة حماة، وأضافت أن انفجارا كبيرا وقع في المنطقة الصناعية في ادلب أدى لمقتل شخصين وإصابة عدد آخر، فيما خرجت مظاهرة حاشدة في حي سيف الدولة وأخرى في حي الصاخور بحلب.

وفي بلدة مضايا بريف دمشق قام المتظاهرون بتحطيم أحد تماثيل حافظ الأسد في إحدى ساحات المدينة.

مجلة ألمانية: أفراد من الحرس الثوري الايراني يساعدون السلطات السورية

برلين (4 كانون الثاني/يناير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

قال أحد الضباط المنشقين عن الجيش السوري أن أفراداً تابعين للحرس الثوري الايراني يقومون بمساعدة السلطات السورية

وفي تصريح نشرته مجلة “شتيرن” الألمانية ضمن تقرير من مدينة حمص وسط البلاد، أوضح العقيد عبد الرزاق طلاس أن مجموعة مما يسمى “الجيش السوري الحر” الذي ينتمي إليه “ألقت القبض على خمسة رجال يحملون جوازات سفر ايرانية في مدينة حمص” على حد قوله

وأشار إلى أن “المرتزقة كانوا يرتدون زي عمال نظافة، ولكن تم اعتقالهم في منطقة قتال، وكانت بحوزتهم صور شخصية ببزات عسكرية” وأردف “عثر مع أحدهم على بطاقة هوية ضابط في الحرس الثوري الإيراني” حسب تعبيره

وأشارت المجلة إلى أن “طلاس البالغ من العمر خمسة وعشرين عاماً، كان واحداً من أوائل الضباط الذين انشقوا عن الجيش السوري النظامي، لينضم إلى صفوف المتمردين” وأنه “يرتبط بصلة قرابة مع وزير الدفاع الأسبق مصطفى طلاس”على حد قولها

ووفق المجلة فإن “المتمردين في المنطقة أقاموا مستشفى تحت الأرض” لأن “العيادات الطبية العادية

إيران تطالب بالإفراج عن سبعة من مواطنيها المختَطفين في سوريا

ذكرت تقارير إعلامية الأربعاء أن إيران قد طالبت بالإفراج عن سبعة من مواطنيها الذين تقول إنهم كانوا قد اختُطفوا في سوريا الشهر الماضي.

تُعتبر إيران الحليف الأوثق للنظام في سوريا

ونُقل عن رامين رحمنباراست، المتحدِّث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، قوله: “حسب آخر المعلومات التي لدينا، فهم بصحَّة جيَّدة، ونحن نحاول تأمين إطلاق سراحهم.”

وتقول السلطات الإيرانية إن مواطنيها السبعة المُختطفين هم مهندسون وفنيُّون كانوا يعملون في محطة توليد الطاقة الكهربائية في منطقة جندر القريبة من مدينة حمص، إحدى بؤر التوتُّر الرئيسية في سوريا التي تشهد انتفاضة شعبية ضد نظام الرئيس بشار الأسد منذ الخامس عشر من شهر مارس/آذار الماضي.

“مدٌّ شيعي”

وكانت جماعة غير معروفة من قبل، وأطلقت على نفسها اسم “حركة مناهضة المدِّ الشيعي في سوريا”، قد أعلنت الاثنين الماضي مسؤوليتها عن خطف الإيرانيين السبعة.

وفي بيان أرسلت نسخة منه إلى مكتب وكالة الأنباء الفرنسية في العاصمة القبرصية نيقوسيا، قالت الحركة إنها كانت قد أرسلت الأسبوع الماضي إلى السفارة الإيرانية بدمشق بمجموعة مطالب أصرَّت على تلبيتها قبل إطلاق سراح الرهائن الإيرانيين.

وأوضحت الحركة أنََّها تعارض الدعم الإيراني للحكومة السورية ولحزب الله اللبناني.

مناشدة دولية

من جهتها، قالت شركة إدارة مشاريع محطات الطاقة في إيران، وهي الجهة التي كان يعمل لصالحها المُختطفون قبل انتدابهم للعمل في سوريا، “إن أسر الرهائن وزملاءهم يشعرون بالقلق على حياتهم”.

وأهاب بهنام حقيقي، مدير العلاقات العامَّة في الشركة المذكورة، بالهيئات الدولية المعنيَّة لكي تساعد على إطلاق سراح المختَطفين الإيرانيين في سوريا.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية “إيرنا” عن حقيقي قوله إنَّ خمسة من موظَّفي الشركة كانوا قد اختُطفوا في البداية، بينما اختُطف الآخران عندما ذهبا لتقصِّي أسباب اختفاء زملائهم.

المزيد من بي بي سيBBC © 2012

نشطاء سوريون: المدرعات الحكومية ما زالت موجودة داخل المدن

بيروت (رويترز) – قال نشطاء سوريون يوم الاربعاء ان قوات الامن ما زالت تحتفظ بعربات مدرعة في شوارع مدن سورية في حالة تأهب للتعامل مع المحتجين حتى بعد ان أعلن مراقبو الجامعة العربية انسحاب هذه المدرعات.

وقالت جماعات معارضة في مدن إدلب في الشمال وحمص في الوسط ودرعا في الجنوب ان الجيش أخفى المدرعات واستبدل الدبابات بعربات مُصفحة زرقاء اللون قائلا انها تابعة للشرطة.

ووصلت بعثة من المراقبين التابعين للجامعة العربية الى سوريا الاسبوع الماضي للتحقق من مدى التزام دمشق بتنفيذ خطة السلام التي وافقت بموجبها على انهاء وجودها العسكري في المناطق المضطربة واطلاق سراح آلاف السجناء السياسيين المحتجزين منذ اندلاع الانتفاضة ضد حكم الرئيس بشار الاسد في مارس اذار الماضي.

وقال الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي يوم الاثنين ان المراقبين أبلغوا الجامعة بانسحاب القوات الحكومية من المناطق السكنية. وقال ان المهمة كانت ضمان وقف إراقة الدماء وانها أمنت الافراج عن نحو 3500 سجين.

وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له ان الافراج عن المحتجزين لم يتم وان الوجود العسكري في الشوارع ما زال قائما.

وأضاف ان دبابات الجيش استبدلت وحل مكانها عربات مصفحة ناقلة للجنود تابعة للشرطة ما زالت قادرة على اطلاق النار من أسلحة رشاشة.

وأظهرت مقاطع فيديو نشرها نشطاء على الانترنت عربات مدرعة مختبئة خلف حواجز ترابية مرتفعة.

وقال احد النشطاء في تسجيل مصور يظهر فريقا من الرجال يرتدون قمصانا برتقالية اللون يبدو انهم مراقبو الجامعة العربية وهم يقفون قرب عربة مدرعة تتمركز خلف حاجز “نبيل العربي انت في القاهرة ونحن في بابا عمرو. ها هي الدبابات وهؤلاء مراقبوك.”

ومن المستحيل على رويترز التحقق من صحة هذه المقاطع المصورة حيث تحظر سوريا دخول معظم الصحفيين الاجانب.

ورفضت الحكومة السورية يوم الاربعاء اتهامات واشنطن لها بأنها لا تنفذ التزاماتها تجاه الجامعة العربية.

واتهمت واشنطن الحكومة السورية بأنها تحاول إثارة المزيد من العنف لتبرر أعمالها الانتقامية.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي يوم الاربعاء “الاتهامات الباطلة التي ساقتها فكتوريا نولاند… تسيء للجامعة العربية التي تدعي نولاند الحرص على عملها وهي تدخل سافر بصلب عملها وسيادة دولها.”

وأضاف قائلا “ان تصريحات نولاند هي محاولة لتدويل مفتعل غير مبرر ومفضوح (للازمة السورية) وهو موقف استباقي يضر بأداء بعثة المراقبين العرب قبل صدور تقريرهم الاولي.”

ومن المتوقع ان تقدم بعثة المراقبين تقريرها عن اسبوعها الاول في سوريا بحلول نهاية الاسبوع الجاري.

وذكر نشطاء ان المراقبين زاروا السجن الرئيسي في حمص احد مراكز الاحتجاجات. وقال النشطاء نقلا عن رسائل سربها مسجونون وحراس في السجن ان المراقبين استقبلوا بالهتافات المطالبة بالحرية واسقاط النظام.

وقال ابو رامي الناشط في حمص “قوات الامن نقلت بعض المحتجزين لكن الاعداد كبيرة جدا لدرجة انها لا تستطيع نقلها جميعا. نقلوا بعض المحتجزين الى قواعد عسكرية وابعدوا محتجزين كانوا في حالة صحية سيئة.”

ووفقا للاتفاق الذي سمح بنشر مراقبين من الجامعة العربية لا يمكن لهؤلاء المراقبين دخول المواقع العسكرية. وقالت منظمة هيومان رايتس ووتش قبل ايام ان قوات الامن السورية تنقل السجناء الى مواقع عسكرية لتفادي المراقبين.

وتقول منظمات حقوقية ان عدد السجناء ربما يصل الى 30 ألفا وتشير الاحصاءات التي يقوم بها النشطاء الى ان عدد القتلى الذين سقطوا منذ وصول المراقبين يتراوح بين 130 و390 قتيلا.

وتقول الامم المتحدة ان اكثر من 5000 شخص قتلوا في الحملة الامنية العنيفة على الاحتجاجات. وتقول دمشق انها تقاتل جماعات اسلامية متشددة تدعمها قوى خارجية قتلت 2000 على الاقل من قواتها.

من اريكا سولومون ومريم قرعوني

سوريا تعتبر التصريحات الامريكية محاولة لتدويل الازمة

بيروت (رويترز) – قال المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي يوم الاربعاء ان التصريحات الامريكية بشأن عدم التزام سوريا باتفاق الجامعة العربية هي محاولة لتدويل الازمة المستمرة منذ عشرة اشهر في سوريا.

وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الامريكية فيكتوريا نولاند قالت الثلاثاء ان لديها بواعث قلق جدية بشأن تعامل سوريا مع بعثة المراقبة التابعة للجامعة العربية التي تهدف لوقف حملة قمع المحتجين المناهضين للحكومة ولا تعتقد ان دمشق جاهزة لتنفيذ بنود اتفاق السلام الذي تسانده الجامعة.

وقال مقدسي في بيان نشرته وكالة الانباء السورية الرسمية يوم الاربعاء “ان تصريحات نولاند هي محاولة لتدويل مفتعل غير مبرر ومفضوح وهو موقف استباقي يضر بأداء بعثة المراقبين العرب قبل صدور تقريرهم الاولي.”

ومن المتوقع ان تصدر الجامعة العربية مع نهاية هذا الاسبوع أول تقرير لها بشأن ما اذا كانت سوريا تنفذ خطة السلام التي وضعتها الجامعة العربية وتتضمن سحب قواتها من المدن المضطربة واطلاق سراح الاف الاشخاص الذين اعتقلوا اثناء الانتفاضة التي بدأت في مارس اذار الماضي.

لكن المتحدثة باسم وزارة الخارجية قالت للصحفيين “مبعث قلقنا أن النظام السوري لم يف بكل الالتزامات التي قدمها للجامعة العربية عندما قبل اقتراحها قبل نحو تسعة اسابيع.”

واعتبر مقدسي ان “الاتهامات الباطلة التي ساقتها فكتوريا نولاند …بعدم التزام سورية بما اتفق عليه ضمن البروتوكول الموقع مع الجامعة العربية تسيء للجامعة العربية التي تدعي نولاند الحرص على عملها وهي تدخل سافر بصلب عملها وسيادة دولها.”

وأضاف مقدسي ان “سوريا ليست في وارد تقديم حساب لامريكا حول مدى الالتزام من عدمه ببروتوكول ليست اصلا طرفا فيه بل هي طرف في عملية اذكاء العنف عبر التحريض والتجييش.”

بعثة المراقبين العرب أمامها طريق طويل لتحقيق أهدافها

بيروت (رويترز) – جثة طفل في الخامسة من عمره ترقد على سجادة داخل مسجد بمدينة حمص.. كان هذا أحد الادلة المفجعة التي واجهتها بعثة مراقبي جامعة الدول العربية على سفك الدماء الذي تشهده سوريا.

قال رجل لاثنين من المراقبين “اسمه أحمد محمد الراعي.. انظرا لهذا. هذا حدث على الرغم من وجود الجامعة العربية.”

بعد ذلك كشف احد المشيعين الكفن الابيض ليظهر ضمادة غارقة في الدماء وأثر طلق ناري في ظهر الطفل. وصور ناشط هذا المشهد بهاتفه المحمول وتم رفعه على موقع يوتيوب.

وكان ارسال عشرات من مراقبي الجامعة العربية الى سوريا أول تدخل دولي هناك خلال الانتفاضة المستمرة منذ تسعة أشهر ضد حكم الرئيس بشار الاسد والتي تعرضت لقمع شديد. ولكن حتى وان بثت بعثة الجامعة أملا في بادئ الامر بين المعارضة فان احتمالات أن تتمكن من وقف العنف على الفور سرعان ما خفتت.

بعد مضي ثلاثة أيام على عمل البعثة قال مراقب في لقطة بثتها قناة الجزيرة الاخبارية ان هدف المراقبين هو المراقبة وليس الاطاحة بالرئيس وان الهدف هو اعادة السلام والامن الى سوريا.

واستمرت الحملة العنيفة التي تشنها القوات الحكومية بلا توقف فيما يبدو منذ وصول أولى فرق المراقبين الى سوريا فيما قتل نحو 139 محتجا مناهضا للحكومة في أنحاء البلاد وفقا لاحصاء رويترز.

ويشكك محتجون في سوريا وزعماء للمعارضة ومعلقون اجانب الان في جدوى بعثة المراقبة وقال البعض انها لن توفر سوى ستار لمزيد من القمع. كما أن تعيين الفريق اول الركن محمد احمد مصطفى الدابي وهو من السودان الذي له سجل سيء لحقوق الانسان رئيسا لبعثة المراقبة ألقى بظلال من الشك على مدى نزاهتها.

ومن غير الواضح ما يمكن للبعثة أن تقوم به فعليا لاجبار حكومة الاسد على الحد من حملتها العنيفة على المحتجين والتفاوض مع المعارضة وما الذي يمكن أن تفعله في حالة رفض الرئيس السوري ذلك.

ووجهت ضربة لبعثة المراقبين يوم الاحد عندما قال البرلمان العربي وهو هيئة استشارية للجامعة العربية ان على البعثة الانسحاب من سوريا في ضوء استمرار اراقة الدماء هناك.

وقال علي الدقباسي رئيس البرلمان العربي في القاهرة ان استمرار ممارسات النظام السوري مع وجود بعثة المراقبين “يتيح للنظام السوري غطاء عربيا لممارسة أعماله غير الانسانية تحت سمع وبصر جامعة الدول العربية.”

واندلعت الانتفاضة في سوريا التي تحكمها عائلة الاسد منذ 41 عاما في مارس اذار الماضي بعد الاطاحة برئيسي مصر وتونس اللذين كانا مدعومين من الغرب واندلاع انتفاضات في ليبيا ودول عربية أخرى.

ولقي أكثر من خمسة الاف شخص حتفهم طبقا لتقديرات الامم المتحدة اما بطلقات قناصة أو بنيران الدبابات أو سقطوا ضحايا للتعذيب أو الاعدام بدون محاكمة.

وتلقي الحكومة باللوم في العنف على جماعات “ارهابية مسلحة” مدعومة من الخارج وتقول ان اكثر من ألفين من أعضاء قوات الامن قتلوا. ونتيجة لاحتجاجات المدنيين السلمية بدأ انشقاق عناصر عن الجيش شكلت قوة أطلقت عليها اسم الجيش السوري الحر بقيادة رياض الاسعد وهو عقيد سابق بالقوات المسلحة السورية.

وفي حين أن الغرب ينتقد العنف ويفرض عقوبات على سوريا فانه يقاوم التدخل على غرار ما حدث في ليبيا وعجل بنهاية الزعيم الراحل معمر القذافي.

وتعارض روسيا والصين التدخل. ولروسيا قاعدة بحرية في سوريا كما أنها مورد الاسلحة الرئيسي لها.

لكن حربا اهلية شاملة قد تلحق أضرارا بالغة بالتوازن الاستراتيجي في الشرق الاوسط.

وعلقت الجامعة العربية عضوية سوريا وفرضت عليها عقوبات. ومن أهداف هذه الخطوات تهدئة الشعوب العربية التي أغضبتها لقطات القمع الدموي للمتظاهرين المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي وعبر شاشة قناة الجزيرة.

وكلفت بعثة الجامعة العربية بمراقبة خطة للسلام وافق الاسد بموجبها على سحب الدبابات والقوات من المدن والافراج عن المحتجزين وبدء محادثات مع المعارضة. كما أنه من المفترض أن يسمح في اطار الخطة بدخول وسائل الاعلام الاجنبية والتي تم طرد أغلبها من البلاد مما يجعل التحقق من الاحداث هناك صعبا.

وكانت بداية البعثة غير موفقة.

ففي اليوم الذي وصلت فيه طليعة المراقبين الى العاصمة دمشق قال المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا ان الدبابات قصفت مناطق مضطربة في حمص التي هي من معاقل الاحتجاجات مما أسفر عن سقوط اكثر من 30 قتيلا.

وعندما وصل المراقبون الى حمص في اليوم التالي وهو 28 ديسمبر كانون الاول كان القناصة متمركزين فوق أسطح المباني المطلة على الشوارع التي تنتشر بها القمامة حيث تلطخ بقع الدماء الارصفة. خرج الناس لاستقبال المراقبين ليفاجأوا بأن عناصر من الجيش السوري ترافقهم.

وأظهر تسجيل فيديو نشر على الانترنت المراقبين وهم يتفقدون منطقة بابا عمرو في حمص وهي منطقة تطوقها نقاط تفتيش تابعة للجيش وحواجز من الاكياس الرملية.

وصرخ سكان في وجوههم وجذبوهم من ستراتهم وهم يطالبونهم بدخول المناطق السكنية ورؤية الدمار الذي حول أجزاء بأكملها من المدينة الى أطلال.

وتجمهر مواطنون حول سيارة المراقبين وصرخوا “من يقتل شعبه خائن.” الا أن الكثير من السكان رفضوا الحديث بسبب وجود عقيد بالجيش السوري مع المراقبين.

ويوضح تسجيل فيديو اخر مراقبين يرتدون سترات برتقالية اللون وهم يحتمون وراء مبنى من اطلاق نيران وانفجارات. وقرروا عدم مواصلة الجولة فيما بعد.

وأقل ما يمكن قوله ان الناس شعروا بخيبة أمل جراء التقييم الاولي الذي قدمه رئيس بعثة المراقبين الفريق الدابي بعد جولة أولى قصيرة قام بها في ذلك اليوم.

وقال الدابي لرويترز ان الوضع لم يكن جيدا في بعض المناطق ولكن لم يكن هناك أي شيء يخيف على الاقل في الوقت الذي كان المراقبون متواجدين فيه.

وأثار اختيار الدابي لرئاسة البعثة قلقا بين جماعات لحقوق الانسان ومتابعين للوضع في سوريا.

وشغل الدابي مناصب رفيعة في الجيش والحكومة السودانيين بما في ذلك في دارفور حيث يقول المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية ان الجيش ارتكب جرائم حرب وتقول الامم المتحدة ان 300 ألف شخص ربما يكونون قتلوا.

واتهمت المحكمة الجنائية الدولية ومقرها لاهاي الرئيس السوداني عمر حسن البشير بالابادة الجماعية وارتكاب جرائم ضد الانسانية.

وقال اريك ريفز الاستاذ بجامعة سميث في ماساتشوستس ان اختياره مؤشر على أن جامعة الدول العربية ربما لا تريد من مراقبيها أن يخلصوا الى نتائج تفرض عليها القيام بتحرك اقوى.

وأضاف “يريدون صوغها (النتائج) بطريقة تحد من الالتزام بالقيام بأكثر مما قاموا به بالفعل.”

وقالت منظمة العفو الدولية ان المخابرات العسكرية السودانية حين كان الدابي رئيسها كانت مسؤولة عن اعتقالات تعسفية وعمليات احتجاز واختفاء وتعذيب للعديد من الاشخاص في السودان. وأضافت أن اختياره لرئاسة بعثة المراقبين العرب في سوريا يهدد باضعاف جهود الجامعة العربية.

وقالت منظمة هيومان رايتس ووتش “بالتأكيد لا يتناسب (الدابي) مع صورة مراقب لاوضاع حقوق الانسان.”

وفي الايام القليلة التالية من مهمتهم انتشر المراقبون في مناطق مختلفة من البلاد وزاروا مدن درعا وادلب وحماة التي كانت شهدت مذبحة عام 1982 عندما قمع الرئيس الراحل حافظ الاسد والد بشار تمردا هناك في حملة أسفرت عن سقوط 30 الف قتيل.

وبدافع حرصهم على اظهار قوة وحماسة الانتفاضة الشعبية في سوريا خرج عشرات الالاف الى الشوارع في مظاهرات حاشدة بعد صلاة الجمعة يوم 30 ديسمبر كانون الاول.

واستمرت أيضا اراقة الدماء فقد قتل 25 شخصا في 29 ديسمبر و12 في 30 ديسمبر و17 في 31 ديسمبر اضافة الى ثمانية قتلوا في الاول من يناير كانون الثاني.

ورفع محتجون لافتات تحمل اسماء القتلى وهم يصفقون ويهتفون “سلمية سلمية” و”الشعب يريد اعدام بشار”.

قال أحد المحتجين ويدعى تامر في حمص “هذه البعثة كذبة كبيرة… يقولون انهم كانوا في حي الخالدية وأنا لم أرهم. نحن كنا هنا في المظاهرة.. أين كانوا هم..”

وبعد مرور أسبوع على وصول المراقبين العرب السؤال الذي يطرح نفسه هو – هل هذه مهمة سطحية عديمة الجدوى تهدف أساسا الى اعطاء الانطباع بأن العالم يتحرك؟ أم أنها تبذل قصارى جهدها في ظل أوضاع صعبة وخطيرة ويجب أن تمنح المزيد من الوقت؟

يقول نيكولاوس فان دام خبير الشؤون السورية والدبلوماسي الهولندي السابق ان بعثة الجامعة العربية خطوة على الاقل في ظل غياب أي مبادرات أخرى.

وأضاف “أنا متفهم جدا أن الناس نفد صبرهم. يريدون أن يروا نتائج فورية بحيث يتوقف العنف فورا. وبالتالي أعتقد أن على الرغم من أن البعثة لم تتمخض عما كانت توده المعارضة السلمية فان من السابق لاوانه استنتاج فشلها.”

ويعمل المراقبون تحت أعين الحكومة اليقظة وربما يرون أن في التأني السلامة وفي العجلة الندامة.

وقال فان دام “أقترح أن ننتظر لنرى. اذا خلصت البعثة الى أن الوضع بالسوء او حتى نصف السوء الذي تتحدث عنه المعارضة فهذا في حد ذاته انجاز. قد تحال القضية الى مجلس الامن الدولي.”

لكن وحيد عبد المجيد من مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية بالقاهرة قال انه يشعر بأن البعثة ليس لديها ما تقدمه.

وقال عبد المجيد انه يخشى من أن يتحول فريق المراقبة دون قصد الى شاهد زور مشيرا الى أن الجامعة العربية ليس لديها المزيد لتقدمه فهي تتباطأ ليس للدفاع عن النظام السوري وانما لتأجيل التدخل الدولي.

وأكد مسؤولون بالجامعة العربية أن التعليمات للبعثة كانت اعداد تقارير عما اذا كان الجيش السوري ينسحب من المدن وما اذا كان المحتجون المعتقلون قد أفرج عنهم. وليست مهمة البعثة تمهيد الطريق لتدخل اجنبي.

وقال الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي ليل الاثنين ان المراقبين يساعدون في تخفيف حدة أعمال العنف.

وأضاف أن القوات انسحبت من المدن وتم الافراج عن 3500 سجين تقريبا. لكن دوي اطلاق النيران مازال مسموعا في أنحاء سوريا.

وقالت مصادر بالجامعة لرويترز في القاهرة ان العربي سيجتمع مع وزراء خارجية مصر والسودان والجزائر وقطر وعمان يوم السبت لبحث تقرير أولي.

وتمثل اتاحة زيارة كافة مناطق سوريا دون عراقيل وامكانية ادلاء الشهود بأقوالهم دون رقابة أهمية قصوى لنجاح البعثة لكنها تعتمد على الحكومة في نقل أعضائها وتأمينهم.

وقال أعضاء المجلس الوطني السوري وهو جماعة سياسية شكلت في الخارج انهم يساورهم القلق لان أجهزة الامن السورية ترافق المراقبين كظلهم.

ويريدون أن ترسل الجامعة عددا اكبر كثيرا من مجرد 200 مراقب ستنشرهم في نهاية المطاف في شتى أنحاء البلاد التي يسكنها 23 مليون نسمة.

وقال برهان غليون المسؤول بالمجلس الوطني السوري انه يتعشم أن تحول المبادرة العربية دون انزلاق سوريا الى حرب أهلية وتدخل أجنبي.

وتشعر المعارضة وجماعات دولية لحقوق الانسان بالقلق ايضا بشأن مصير المعتقلين. ويقولون انه تم القاء القبض على اكثر من 100 الف شخص وان بعضهم نقلوا الى ثكنات وسفن عسكرية.

وقال غليون ان هناك خطرا كبيرا يتمثل في قتل النظام السوري لهؤلاء السجناء حتى يستطيع أن يقول انه لم يكن هناك معتقلون.

وقال عصام اسحق العضو البارز في المجلس الوطني ان مجرد وجود بعثة المراقبين زاد من جرأة المحتجين وانهم أصبحوا يجازفون بأرواحهم لمقابلة أعضاء البعثة.

وأضاف أن الجامعة العربية لم تضطلع بمهمة من هذا النوع من قبل وهذا واضح لكن يجب اعطاء المراقبين فرصة.

وتابع قائلا ان وجودهم يساعد في التغلب على مشاعر الخوف ويشجع على اتساع نطاق الاحتجاجات.

إيران عرضت “صفقة” على الإخوان المسلمين مقابل إنهاء الثورة السورية

شبكة اخبار العرب

قال قيادي في جماعة الأخوان المسلمين في سوريا، إن إيران حاولت “إستمالة” الحركة إلى جانب الرئيس السوري بشار الأسد مقابل حصولها على 4 مناصب رفيعة المستوى في الحكومة السورية.

ونقلت صحيفة (واشنطن تايمز) الأربعاء، عن القيادي في (الأخوان المسلمين) في سوريا محمد فاروق طيفور، إن المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران آية الله علي خامنئي، أرسل 3 مبعوثين إلى اسطنبول في تشرين الأول/ أكتوبر بهدف التوصل إلى إتفاق.

وقال طيفور، عضو المجلس الوطني السوري المعارض، إن إيران حاولت “إستمالة” الإخوان المسلمين إلى جانب الرئيس الأسد، مقابل 4 مناصب رفيعة المستوى في الحكومة السورية المقبلة.

وأضاف “رفضنا الإلتقاء بهم”، و”أخبرناهم (من خلال وسيط تركي) أن إيران تأخذ طرفاً ضد الشعب السوري”.

وتابع “حين تقف إيران إلى جانب الشعب السوري سنكون حينها على استعداد للقاء المبعوثين ونجري محادثات معهم”، وقال “وإلا لا يمكن أن نلتقي مع الإيرانيين حين يساعدون على قتل شعبنا”.

وأوضح أن الوسيط التركي لم يكن مسؤولاً حكومياً، وأشار إلى أنه لا يعلم ما إذا كانت أنقرة على دراية بالموضوع، لافتا إلى أن الوسيط إتصل به 3 مرات في أسبوع واحد في مسعى لترتيب لقاء وجهاً لوجه مع المبعوثين الذين نزلوا في فندق باسطنبول.

ويذكر أن حركة الأخوان المسلمين المحظورة في سوريا، تعتبر من أكبر المجموعات المشاركة في الأحداث الجارية في سوريا.

ماذا يحصل في ساحات دمشق.. شرق أوسط عاصف؟

ينبغي للمرء أن يلتقي ويتحدث مع رؤساء دول، رؤساء مؤسسات حكم، جيوش ومنظمات، وكذا أكاديميين كي ينزل الى عمق المتاهة التي تجري حولنا، في الدول العربية. زعماء كانت كل الحلول على ألسنتهم (ولهذا انتصروا في صناديق الاقتراع مثلا) يسألون زعماء آخرين، ضيوف عن تفسيرات، لرفع الستار وتبديد الغموض.

كما أن هذا هو احد اسباب الطلب الكثير نسبيا على السياسيين والاكاديميين الاسرائيليين في أروقة الحكومات والجامعات. لعلكم تعرفون؟ لعل لديكم تفسيرات؟ ماذا يحصل في ساحات دمشق؟ وماذا يجري في ميدان التحرير؟ واليمن؟ وليبيا؟ الكثير من العيون تتجه نحو القدس. وفي القدس؟ هي ايضا تسأل. غير انه محظور على القدس، خلافا لدول اخرى، ان تتلعثم. فالتطورات حولنا هي في روحنا. وهي تتعلق بكل واحد وواحدة منا، حتى وان كان ‘السباق نحو المليون’ اكثر اثارة للاهتمام. اذا لم نتمكن لا سمح الله من متابعة التطورات في العالم العربي ويكون رد فعلنا سليما، فسنستيقظ صباح ذات مع جنود الحرس الثوري الايراني في قلقيليا، على حدود كفار سابا.

الفرضية في هذه اللحظة والتشديد هو على ‘هذه اللحظة’، هي أنه يوجد لاسرائيل سبب وجيه للقلق على المدى القصير والمتوسط، وبقدر أقل في المدى البعيد. في المدى القصير والمتوسط تنشغل المجتمعات العربية المختلفة بنفسها، في حسابها للنفس، في اقامة المؤسسات و وهذا أمر لا يصدق في دراسة الاحداث، كل في بلاده. لفهم ما حصل، والعمل كل ما يمكن لا يحصل هذا مرة اخرى.

الزعماء الجدد يفهمون جيدا بان الاضطرابات وتغيير الحكم في بلدانهم لم يكن مسؤولا عنها انتشار الاسلام. ومع كل الاحترام، لمن لديه احترام، للاخوان المسلمين، فليسوا هم من أحدث الثورات. في ميدان التحرير مثلا، لم يكونوا موجودين في بداية الطرق. ولكن لما كانت هذه هي الحركة الاكثر تنظيما، فقد نجحت في ان تركب على الموجة وان تمتطي بالمجان بالضبط نحو الهدف.

هل معنى الامر أن في القاهرة وفي دمشق، بعد استكمال الثورة، في ليبيا، في اليمن، في كل مكان، سيسيطر الاسلام بسيفه؟ كنتاج ثانوي للثورة؟ ربما نعم. كهدف رئيس، اساس، للثوار؟ يبدو أن لا.

الناس الذين يوجدون في هذه اللحظة في الحكم (المؤقت؟) يفهمون جيدا بان جموع أبناء شعبهم خرجوا الى الشوارع اولا وقبل كل شيء بسبب وضعهم الاقتصادي الشخصي البشع. حياتهم ليس حياة. وحتى الاكاديميون في قسم هام من البلدان العربية يجوعون الى لقمة الخبز. عشرات ومئات الملايين في هذه البلدان رأوا على مدى السنين، عبر التلفزيون والانترنت بانه توجد حياة اخرى، على مسافة غير بعيدة من حدودهم.

وقد علمهم الاطلاع على انه يمكن السكن في بيت جميل، الاكل الجيد، الترفيه، التعليم. حياة الفقر والتعفن ليست قضاءا من السماء. ومثل السدادة التي تنزع عن زجاجة الشمبانيا أمس في احتفالات رأس السنة الميلادية، هكذا اندفعت الجماهير نحو الشوارع. الخوف من الشرطي الذي كان كلي القدرة، اختفى. والى اين هرب الشرطي؟ هو أيضا رأى حياة اخرى وهو ايضا يريد أن يحسن وضعه الاقتصادي، وهو ايضا مل رعب الحكم. لهذا التسونامي لا توجد قيادة، لا توجد يد موجهة، ولا توجد حتى ايديولوجيا موحدة: (نحن مع الضد) ولكن توجد له طاقة هائلة. أكثر من مائة مليون في أعمار 16 30 يعيشون في البلدان العربية. وهم المحرك.

اليوم، غدا، في الفترة القريبة القادمة، وربما أيضا بضع سنوات، ستبحث القيادات الجديدة عن سبيلها. ولكن ليس للجماهير وقت. الشباب يريدون ان يقيموا عائلة، ان يبنوا بيتا، ان ينالوا رزقهم بكرامة.

هذا بالضبط يفهمه رجال الدين. والدين يغمز للكثيرين. وهو يرمز الى شيء نقي، طاهر. ‘افيون الشعوب’ على حد قول كارل ماركس. والدليل: في القاهرة لم ينجح 16 حزبا ليبراليا في التغلب على ‘الاخوان المسلمين’. في مثل هذا الوضع ليس لاسرائيل الكثير مما تفعله، غير المتابعة ورؤية كيف سيفعل الزمن فعله. الدين الذي يتوجه اليه الشباب لا يرضي رغباتهم: لا الحرية، لا المهنة، لا الطعام. هذه مسيرة ستستغرق سنين، ولكن اذا ما تغلب في سياقها الاسلام على الخيارات الاخرى التي يمكن للشارع العربي أن يعرضها فلدينا سبب للقلق. كما أسلفنا في المدى البعيد. في هذه الاثناء، سننتظر.

يديعوت 3/1/2012

بعثة المراقبين في حمص تلتقي ضباطاً في الجيش السوري الحر وتتسلم منهم مدرعة عسكرية.. وتزور السجن المركزي (مع شهادة من شاهد عيان من السجن)

سورية اليوم

التقت بعثة المراقبة العربية في حمص بضباط وجنود من الجيش السوري الحر لتأكيد عدم وجود عصابات مسلحة بل جنود منشقين عن قوات النظام، وتسلمت البعثة مدرعة عسكرية كانت بحوزة الجيش الحر وحصل من قوات النظام السوري في حي بابا عمرو خلال اجتياحه مؤخراً. من جهة أخرى، قام الأهالي في حمص بتسليم المراقبين ملفاً كاملاً بالمعتقلين في منطقتي بابا عمرو والوعر، في حين قامت البعثة بزيارة إلى سجن حمص المركزي.

وبينما كان يقوم أربعة من أعضاء من لجنة المراقبين بزيارة السجن؛ حاولت إدارة السجن تضليل الأعضاء بأخذهم إلى جناح جرائم المخدرات على أنه الجناح السياسي، لكن المعتقلين السياسيين قاموا بمظاهرة وهتفوا بإسقاط النظام، فدخلت اللجنة إليهم وأخذت معلومات عن كل معتقل مثل الاسم والتهمة، وقامت أيضا بتصوير المصابين وإدارة السجن توعدت المعتقلين بعقاب عسير، وفق ما أوردته لجان التنسيق المحلية.

وفيما يلي رواية شاهد عيان من داخل سجن حمص المركزي على زيارة بعثة المراقبة العربية جناح الشغب المهجع الخامس، والشهادة منشورة على الفيسبوك:

دخل فريق من لجنة المراقبين العرب ظهر اليوم إلى سجن حمص المركزي وقاموا بالاستماع إلى كافة المعتقلين كما قام بالدخول معهم العميد خالد أحمد كاخي رئيس فرع سجن حمص المركزي والرائد والنقيب محمد خير والنقيب هزاع ورئيس مفرزة السياسية بالسجن وعدد من شرطة السجن. وعدد من عناصر الأمن السياسي دخلوا متنكرين على أنهم سجناء.

وتقدم بالحديث نيابة عن المعتقلين الأستاذ: عبد القادر حسين العكش من مدينة تلدو منطقة الحولة الذي شرح للمراقبين ماحدث في سوريا منذ بداية المظاهرات من إطلاق النار من قبل الجيش الأسدي وقوى الأمن والشبيحة على المتظاهرين السلميين العزل وعن طرق الإعتقال التعسفي التي جرت في سوريا وعن مداهمة البيوت والأحياء وعمليات الخطف.

وأكد على تمسكنا بالوحدة الوطنية ونبذ العنف من الطرفين وأكد على سلمية التحرك في المظاهرات. وأكد بأن المعتقلين في سجن حمص المركزي هم متظاهرون سلميون ووطنيون.

واعتبر بأن عدم الإفراج عنا من قبل السلطات السورية هو بقاؤنا (رهائن) لدى السلطة التي ما زالت لم تطبق البند الأساسي المتفق عليه مع الجامعة العربية بإخراج المعتقلين.

وطلب من بعثة المراقبين ضمان سلامته وسلامة جميع المعتقلين وخاصة الذين قابلوا اللجنة.

وعرض حالات التعذيب الموجودة بالعين المجردة أمام المراقبين من: صعق كهربائي في الأرجل وكافة أنحاء الجسم- وتقليع أظافر الموقوفين – والشبح (التعليق من الأيدي والرفع عن الأرض لساعات طويلة تؤدي إلى فقدان وعي الموقوف) – وتهديد المعتقلين بأمهاتهم ونسائهم وأخواتهم وذويهم- وانتهاك كرامة المعتقلين بالسب والشتم دون قيد واحترام.

وحالة لمعتقل يملك في جسده رئة واحدة فقط واسمه: عمر محمد الأمين العباس البالغ من العمر ١٧ سنة. من محافظة حمص مدينة تلكلخ وهو موقوف من تاريخ ١٦/٥/٢٠١١ وهو موقوف كورقة ضغط على والده المعارض السوري الملقب بمحمد الدندشي (أبوعمر).

وتحدث عن حالة لمعتقل اسمه رباح الشعار من محافظة اللاذقية الذي تم إخفاؤه قبل مجيء المراقبين وذلك لكونه أصيب بثلاث طلقات نارية أثناء مشاركته بإحدى المظاهرات السلمية في اللاذقية وهذه الطلقات الثلاث جاءت من بنادق رجال الأمن الذين أطلقو النار مباشرة باتجاه المظاهرة التي كان يشارك بها وحالته الجسدية مشوهة عينه اليمنى مفقودة تمامآ وذراعه اليمنى مشلولة ومعطوبة عن الحركة التامة بسبب الرصاص الذي اخترقه وكذلك إحدى ساقيه أصيبت بطلق ناري وهو عاجز كليآ_ وإن كل ماتتناقله وسائل الإعلام السورية عن خروجنا من سجن حمص المركزي هو حتى هذه اللحظة كذب فالإعتقال مازال مستمرآ ويتوافد المعتقلون من المراكز الأمنية يومياً.

كما تحدث عن أدوات التعذيب في غرف التحقيق السوداء يطول الحديث عصي حديدية وعصي كهربائية ومخارز حديدية ومثاقب كهربائية تصلح لثقب الحديد وليس لثقب الأرجل البشرية.

وتكلم للمراقبين عن حالة تعذيب كان يقوم بها ستة أشخاص في فرع أمن الدولة ضابط برتبة رائد كان يمسك المسدس بيده ومحققان يمسكان المعتقل وجلادان ينهالان على المعتقل بالضرب بواسطة كابلات ثخينة باستمرار وبينما كان التحقيق جاريآ هدد الضابط بمسدسه المعتقل بالقتل إذا لم يحكي له (قصة) يعتبرها هذا المحقق بمثابة اعترافات.

وكما قام نحو عشرة أشخاص على مرأى ومسمع من الضباط الموجودين باستفزاز مالا يقل عن ١٣٠٠ معتقلآ بشعارات مؤيدة للنظام ما أثار غضب المعتلين الذين هتفوا بشعارات تطالب بالحرية وإسقاط النظام دون وجل أو خوف ولم يردع الضباط ورجال الأمن الموجودين هؤلاء العشر أشخاص عن عملية الاستفزاز المباشرة.

وعلى السلطات السورية أن تفهم بأننا مازلنا (رهائن) وهي لم تتجاوب مع بنود المبادرة العربية بالتطبيق ونحن نبقى كمعتقلين بندآ أساسيآ لم ينفذ من قبل الحكومة السورية حتى الآن.

وهذا البيان هو برسم السادة أصحاب القرار في جامعة الدول العربية

هروب سائق شاحنة سابق لإجرائه اتصالات من أجل تقديم إحصائيات القتلى والإبلاغ عن الضحايا للجهات الدولية قائلاً “ لم يتبقى أحد غيري

بقلم مارك تشامبيون MARC CHAMPION في أنطاكيا- تركيا, ونور ملص NOUR MALAS في دبي.

في يوم الأربعاء, وبعد أن تعرضتْ قرى في منطقة جبل الزاوية شمال سوريا لما وصفه السكان بوابل من نيران الدبابات والأسلحة المضادة للطيران والرشاشات التابعة للحكومة، أجرى علاء الدين اليوسف اتصالاً ليدلي بأحدث إحصائيات للقتلى.

قام بإبلاغ بعض الجماعات الناشطة وإحدى شبكات التلفزة من خلال هاتف يعمل بالأقمار الصناعية بأن نحو 105 أشخاص قد قتلوا في اليوم السابق في قرى تلك المنطقة، كما فعل من قبل لتوثيق عمليات القتل خلال الإنتفاضة السورية، وكما جرت العادة في توثيقه لعمليات القتل خلال الانتفاضة السورية اعتمد علاء في إحصائيته على الجثث التي شاهدها والتي تم الإبلاغ عنها من قبل نشطاء آخرين.

ما لم يتم ذكره في هذه الرسالة الإخبارية هو أن تلك الجثث التي شاهدها –35 بالمجمل– كانت في مسجد قريته. عدد من هذه الجثث كانت مكدسة فوق بعضها البعض، كما كانت جميعها معروفة بالنسبة له.

وأضاف من خلال مقابلة أجريت معه يوم الأربعاء عبر السكايب Skype بواسطة اتصال عبر الأقمار الصناعية “إنهم أعز أصدقائي، هم جميع من أعرف.”

ولقد دقّت جماعات دولية في هذا الأسبوع جرس الإنذار بأن الانتفاضة السورية قد بلغت مرحلة هي الأكثر دمويةً حتى الآن، حيث قدّر المراقبون عدد القتلى في هذا الأسبوع بين 290 وحتى 400 تقريباً. تتفاوت تقديرات أعداد الضحايا بسبب كون سوريا حتى الآن تمنع منعاً باتاً الصحافيين والمراقبيين الدوليين من رصد ومراقبة الانتفاضة ضد الرئيس السوري بشار الأسد ذات الأشهر التسع.

وبالتالي يتم تقديرأعداد القتلى من خلال تجميع التقارير التي تأتي من قبل شهود مثل السيد يوسف، وهو متسرب

من التعليم الثانوي وسائق شاحنة خضار سابقاً. إن عمله على الأرجح غير دقيق، وخطير لدرجة لا يمكن إنكارها.

“عندما تقوم بتقديم أسماء أولئك الذين يقتلون، فهذا هو أهم شيء تعمله لأن وسائل الإعلام السورية تروي الأكاذيب، وتقول إنه لم يقُتل أحدْ في حين تم قتلهم، “صرح في آخر سلسلة من

لا يدّعي السيد يوسف أنه محايد. إنه يقوم بتنظيم احتجاجات مناهضة للحكومة في بلداتٍ حول مدينة إدلب الشمالية، وفي بعض الأحيان يخرج أطفال المدارس للانضمام إلى المظاهرات.

وهناك اثنان من بين أشقائه السبعة يقاتلان مع المجموعة الرئيسية للجنود المنشقين ألا وهي الجيش السوري الحر.

علاء –وهو أب لثلاث فتيات صغيرات– قد أمضى جزءاً كبيراً من فترة الصيف كما يقول مختبئاً في بساتين الزيتون. ولقد تم إخباره على الأقل مرتين بمكائد تحاك له بهدف قتله. إنه يتحمل مخاطر الأعمال التي يقوم بها –كما صرح– في سبيل بقاء الانتفاضة السورية على المشهد الدولي.

وأضاف السيد يوسف ” نحن على يقين بأن أسلحتنا لن توفر لنا الأمان لمسافة متر واحد، ولكن نأمل في مساعدة تركيا والغرب لنا.”

 إن تقارير السيد يوسف، بالإضافة إلى تقارير أولئك السوريين الذين فروا من البلاد، ينتهي بها المطاف في سجل للممارسات الوحشية لدى الأمم المتحدة، حيث تعتمد عليه الحكومات الدولية أثناء تقييمها لكيفية الرد. لقد ارتفع هذا العدد بشكل حاد إلى 5,000.

وقالت المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان رافينا شامداساني Ravina Shamdasani بأنه لا يوجد أي شك من قبل الهيئة بما يتعلق بإحصائياتها, ولكن أقرّت بصعوبة إثبات وتوثيق العنف في سوريا. وقالت بأن الأمم المتحدة سوف تحافظ على الأرقام تقريبية ولن تشمل الأشخاص مجهولي الهوية أو المفقودين.

وأضافت ” علينا أن نعتمد على البيانات التي نحصل عليها من الناس على الأرض، فنحن لا نستطيع الدخول واحصاء الجثث.”

ووضعت مجموعات أخرى أرقام أعلى .ومن المقترض أن تكشف آفاز Avazz –وهي منظمة متخصصة بتنظيم حملات على المستوى الدولي– يوم الجمعة عن أنها تحققت من مقتل أكثر من 6,237 شخصاً في سوريا بين 15 آذار/ مارس، اليوم الأول من الاحتجاجات المنظمة، و9 ديسمبر/ كانون الأول. ويشمل هذا الرقم 473 امرأة، 403 طفل، و917 من قوات النظام.

وتقول المنظمة أنه يتم التحقق من كل حالة وفاة بواسطة تقرير طبي، أحد أفراد العائلة، وإمام مسجد. وهذه العملية صعبة للغاية في ظل خشية السوريين من إعطاء معلومات وما تصفه بمماطلة الحكومة.

طعنت الحكومة السورية بشدة أرقام الضحايا المصرح بها من قبل الأمم المتحدة. إذ إن تقدير الرئيس الأسد الأخير لعدد الضحايا المدنيين هو 619 فقط.

إن دور الناشطين أمثال السيد يوسف هو السبب وراء جعل الحكومة السورية تُحذر من أن امتلاك هاتف يعمل بالأقمار الصناعية يُعد جريمة. السيد يوسف يستخدم هاتف ثريا من تركيا يعمل بالأقمار الصناعية. ويقول أنه لا يعرف من قام بتزويده به.

لقد داهمت القوات الحكومية منزله أربع مرات بحثاً عنه –كما يقول– وقاموا بتدمير كل ما بإمكانهم تدميره وطلي جدران المنزل برسومات حمراء. وفي يوم السبت قام أحد الناشطين بإخبار السيد يوسف بأن قوات الجيش وضباط الأمن و”الشبّيحة” الذين يرتدون ملابس مدنية قد قاموا بنهب المنزل عندما كان خارجه ورش الغرف بنيران الأسلحة الرشاشة محذرينه من العودة.

السيد يوسف لا يتوافق مع قالب ناشط الفيسبوك المصري أو التونسي. إذ قال أنه لم يستخدم الانترنت قبل سنة من الآن بحسب قوله. حيث أنه لا يوجد خدمة إنترنت برودباند broadband في قريته.

اليوم، السيد يوسف- الذي يُعرَف محلياً باسم علاء- يجوب منطقة إدلب مستخدماً هاتف الأقمار الصناعية لتوثيق القتلى بمقاطع مصورة يقوم بتحميلها مع تقاريره إلى غرف الدردشة في برنامج السكايب ومواقع الإنترنت المختلفة. و يقول بأن لديه شبكة من 12 إلى 15 من زملائه الناشطين الذين يعملون على إيصال الأحداث التي تجري في المدن التي لا يستطيع الوصول إليها.

ولقد تم الاتصال به في وقت سابق من هذا الشهر، حيث سرد لنا يومه الذي بدأ الساعة الثامنة صباحاً بعد أن أمضى الليلة الماضية حتى وقت متأخر على برنامج السكايب. خرج للتحقق من تقارير عن سبع وفيات قي المنطقة المحيطة, خمسة قي بلدة خان شيخون.

توفي عزيز طعان, وهو بائع خضار يبلغ من العمر 42 عاماً وأب لسبعة أطفال عندما سقطت قذيفة دبابة على منزله قي خان شيخون. كما لقيت خالة الدادو –وهي ربة منزل تبلغ من العمر 55 عاماً– مصرعها أثناء العودة من إحدى الجنازات إلى منزلها, تاركةً ورائها ابنين وابنتين. ابراهيم النجم غادر منزله للبحث عن ابنه ذي الـ 12 عاماً ولم يعد أبداً. فيما تم العثور على ابنه لاحقاً محتجزاً لدى الشرطة. وقُتل مصطفى الهيسو –وهو طالب جامعي عمره 27 عاماً وأب لستة بنات– أثناء قيامه بمساعدة المصابين عندما فتح الجنود النار على المتظاهرين. وكان بسام عبد الله النجم –وهو صاحب متجر عمره 35 عاماً– داخل متجره عندما تعرض للقصف وفقاً لرواية السيد يوسف.

وصرح أنه كان قادراً على تصوير ثلاث من خمس جثث فقط ولكن لم يستطع الوصول إلى الاثنتين الأخرتين. إذ تم الإبلاغ بالهاتف عن ضحيتين في قرى أخرى ولم يكن لديه أسمائهم. وقدّم السيد يوسف تقريراً لقناة الجزيرة عبر الهاتف كما روى التفاصيل للمنظمات التي تقوم على جمع مثل هذه البيانات من جميع أنحاء البلاد ونشر أسماء والمقاطع المصورة على مواقع المعارضة وغرف المحادثة في برنامج السكايب.

وقال “هنالك الكثير من المعلومات الخاظئة التي تصلني، خاصة عندما أقوم بتغطية هجوم ما” مضيفاً أنه يقضي معظم وقته في محاولة لتأكيد الوفيات وهوياتهم.

ومع ذلك كانت تقارير هذا الأسبوع غير عادية.

في الساعة الثالثة ظهراً من يوم الإثنين أحضر أحد الناشطين إلى السيد يوسف 11 من الجنود السوريين الذين قالوا أنهم تعرضوا لهجوم أثناء محاولتهم الإنشقاق والهرب من ثكناتهم في شمال سوريا. أخبره هؤلاء الجنود بأن مجموعتهم التي كانت تضم أكثر من 80 فاراً من الجيش –بينهم أربعة ضباط– قد أطلق النار عليها من قبل قوات الأمن بمجرد خروجهم من الثكنات في وقت سابق من بعد ظهر ذلك اليوم.

وقد أخبر الناجون السيد يوسف بلجوء بعض الجند الفاريين إلى قن للدجاج. وقال السيد يوسف ” لقد تم قصف القن بنيران المدفعية، لقد احترقوا جميعاً حتى الموت في الداخل.”

لم يكن السيد يوسف قادراً على معاينة الجثث, ولكن بالإعتماد على رواية الجنود الإحدى عشر, أعلم كلاً من قناة الجزيرة وإحدى جماعات حقوق الإنسان. لقد كان أول من أبلغ عن عملية القتل هذه والتي قد تمثل أكبر مجزرة للجنود المنشقيين حتى الآن منذ بدء الإنتفاضة.

ثم, وفي يومي الثلاثاء والأربعاء, قد صرح السيد يوسف وآخرين من المنطقة, بأن القوات السورية قد قامت بضرب البلدات التي اعتبرها الجيش السوري الحر مؤخراً كمناطق آمنة نسبياً لمعارضي النظام. لقد تحولت هذ المنطقة, كما قال, في هذا الأسبوع منطقة حرب.

وفي يوم الأربعاء, دخل إلى حساب السكايب الخاص به للتحدث مع مراسل. حيث كان هناك جملة مكتوبة إلى جانب أيقونة حسابه على الانترنت تقول “كن مع الله ولا تخف.”

وروى السيد يوسف عن كيفية تقبيله لجباه خمس وثلاثين من أصدقائه قال أنه قد شاهد جثثهم ملقاة في المسجد. بعد ذلك سمع صيحات تنبئ بأن الجيش كان يتحرك إلى داخل المبنى.

فرَّ هارباً، كما قال، واتصل هاتفياً بقناة فضائية عربية قائلاً “لقد قتلوا جميع أصدقائي، ولم يتبقَ أحدٌ غيري.”

المصدر:

Wall Street Journal

Armed With Phone, and Dangerous to Syria

الفنانة زينة حلاق: شبيحة الأسد يلاحقونني في الفيس بوك بعد تهديدي بالقتل

هاجمت الفنانة السورية زينة الحلاق، نقابة الفنانين في بلدها. وقالت إنها لا تمثل أي فنان سوري؛ لصمتها عن القتل والاعتقال، مرجعةً مغادرتها دمشقَ إلى تونس، إلى خوفها من التهديدات بقتلها. في الوقت نفسه، قالت إن شبيحة الأسد يلاحقونها على “فيس بوك”، ويبعثون إليها برسائل متدنية أخلاقيًّا.

وقالت الحلاق، في تصريح خاص لـmbc.net: ” كان الأوْلى بنقابة الفنانين السوريين، أن تقف بجانب الشعب والفنانين الأحرار، بدل تبنِّي رواية النظام الرسمية؛ فالنقابات والمنظمات الأهلية والشعبية، يجب أن تكون بجانب الشعب، والمدافعَ الحقيقيَّ عن مصالحه في وجه التغوُّل الأمني والسلطوي في سوريا”. ووصفت الفنانة السورية، القائمين على نقابة الفنانين بـ”البرجماتية” الخائفين على مصالحهم الشخصية؛ الأمر الذي جعلهم يقفون بجانب نظام ديكتاتوري لا يمثل شعبه.

وأرجعت خروجها من سوريا قبل عدة أشهر للإقامة في تونس، إلى مضايقات التي تعرَّضت لها وتهديدات بالقتل. وقالت: “اضطررت إلى السفر إلى تونس حرصًا على حياتي وحياة ابنتي الوحيدة، خاصةً بعد أن هددوني مباشرةً وبمنزلي”، لكنها أردفت قائلةً: “حياتي ليست أهم من حياة أي مواطن سوري تُزهق اليوم على مذبح الحرية”.

واتهمت الفنانة السورية “شبيحة” الأسد الإلكترونيين باختراق حسابها على “فيس بوك”، مشيرةً إلى أن هؤلاء الشبيحة بعثوا إليها رسائل كثيرة تعبِّر عن مستوى متدنٍّ لا يمثل حقيقة المواطن السوري المعتد بموروثه الأخلاقي.

واعتبرت أن من واجب كل مواطن سوري، بغض النظر عن مكانته الثقافية أو الاجتماعية، فنانًا كان أو فلاحًا؛ أن يخرج عن صمته، وأن يُعلي صوته مطالبًا بالحرية وبضرورة محاكمة من تورَّط في هذه المجازر؛ بدءًا من رأس النظام الذي حاول التنصُّل من مسؤولياته، وانتهاءً بمن نفَّذ أوامر القتل بحق الشعب السوري.

الإفراج عن صحافي واعتقال ناشطة بارزة في دمشق

مقتل 47 شخصاً بين مدني وعسكري مع تواصل عمل المراقبين العرب في سوريا

بيروت – محمد زيد مستو

أفادت لجان التنسيق المحلية في سوريا بأن 29 قتيلاً سقطوا في مدن عدة على أيدي قوات الأمن والجيش السوري خلال أعمال عنف متواصلة ضد المحتجين، فيما أفادت مصادر حقوقية بمقتل 18 عنصر أمن إثر انشقاقات عسكرية في صفوف الجيش بمدينة درعا، في الوقت الذي يواصل فيه المراقبون العرب مهمتهم المثيرة للجدل.

وأوضحت لجان التنسيق أن 11 شخصاً سقطوا في مدينة حماة، فيما قضى ثمانية آخرون في مدينة حمص، وسبعة في إدلب، وثلاثة أشخاص لقوا مصرعهم في ريف دمشق أمس الثلاثاء.

وفيما تتواصل أعمال العنف في سوريا رغم وجود المراقبين العرب، بث ناشطون سوريون صورا قالوا إنها التقطت أمس في حي بابا عمرو بمدينة حمص تظهر عدداً من مراقبي الجامعة العربية قرب حاجز أمني للجيش السوري معزز بعدد من المدرعات، معتبرين أن هذه الصور ترد على تصريحات الأمين العام للجامعة العربية التي قال فيها إن النظام السوري قد سحب المظاهر العسكرية من المدن والأحياء السكنية.

وفي مدينة اللاذقية على الساحل السوري اقتحمت قوات الأمن حي قنينص بعد خروج مظاهرة في الحي، أعقبه سماع دوي انفجارات وإطلاق رصاص.

وفي ريف دمشق ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات الأمن السورية نفذت حملة مداهمات وحشية طالت العشرات في دوما وحرستا.

كما أشار المرصد إلى إصابة خمسة مواطنين بجراح بينهم سيدة إثر إطلاق الرصاص من قبل القوات السورية لتفريق متظاهرين تجمعوا في مدينة الرستن لاستقبال وفد مراقبي الجامعة العربية.

اشتباكات

وفي سياق متصل، أعلن المرصد السوري عن مقتل ما لايقل عن 18 من قوات الأمن السورية في مدينة جاسم فجر أمس الثلاثاء، إثر انشقاق العشرات من الجيش النظامي السوري بكامل أسلحتهم.

وأردف المرصد أنه خلال محاولة الجنود الفرار تعرضوا لإطلاق رصاص من قوات الأمن المتواجدة بمخفر جاسم واشتبكوا معها، ما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 18 من عناصر الأمن وصلت جثامينهم إلى مشفى حكومي في محافظة درعا.

وأعقب الاشتباكات حملة اعتقالات في المنطقة المحيطة أسفرت عن اعتقال أكثر من 100 شخص من الأهالي، والاستيلاء على أموال من المنازل.

وكان منشقون قد أعلنوا أول أمس الاثنين، أسر العشرات من أفراد قوات الأمن بعد أن سيطروا على نقطتي تفتيش عسكريتين بمحافظة إدلب شمال سوريا.

واشتبك المنشقون مع قوات الأمن عند نقطة تفتيش ثالثة، ما أسفر عن مقتل وإصابة عدد غير معروف من الجنود المواليين للرئيس بشار الأسد.

تفجير أنبوب غاز

وفي الأثناء ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن “مجوعة إرهابية” استهدفت خط غاز يغذي محطتين لتوليد الطاقة الكهربائية جنوب الرستن بمحافظة حمص، عبر تفجيره بعبوة ناسفة ما أدى إلى حدوث انفجار واشتعال النار في الخط بنقطة التفجير

ونقلت الوكالة عن مسؤول في وزارة النفط أن ضخ الغاز في الخط المستهدف توقف فور حدوث الانفجار.

وفي المقابل اتهمت الهيئة العامة للثورة السورية قوات الأمن بتفجير الخط، تزامناً مع وصول لجنة المراقبين العرب.

واعتبرت الهيئة أن سبب التفجير هو “إشغال لجنة المراقبين بهذه الأمور المصطنعة”, وعدم التركيز على ما يعانيه أهل المنطقة.

إفراج واعتقال

إلى ذلك أعلن المركز السوري للإعلام وحرية التعبير أن السلطات السورية أفرجت عن الصحافي والناشط عامر مطر أمس بعد أشهر من اعتقاله.

ويحاكم مطر وفقاً للمركز بتهمة نشر أخبار كاذبة من شأنها أن توهن بنفسية الأمة المعاقب عليها بالمادة 286 من قانون العقوبات السوري.

واعتقلت المخابرات السورية مطر في بداية الأحداث الجارية في سوريا نهاية شهر مارس/آذار من العام الماضي، قبل الإفراج عنه في منتصف شهر أبريل/نيسان، ثم اعتقاله مرة أخرى في بداية شهر سبتمبر/أيلول من العام الماضي.

جاء ذلك فيما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن جهازاً أمنياً سورياً في مدينة دوما لازال يعتقل الناشطة في الحراك الثوري فاتن رجب فواز منذ يوم الاثنين الماضي.

وطالب المرصد الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي بالتدخل الفوري لدى السلطات السورية للإفراج عن الناشطة فاتن أبرز ناشطات دوما، وعن كافة معتقلي الرأي والضمير والمتظاهرين السلميين في السجون والمعتقلات السورية، حسب بيان للمرصد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى