أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأربعاء، 10 تموز 2013

«الحر»: زوارق استهدفت في اللاذقية مخازن لصواريخ «ياخونت» الروسية

لندن، بيروت، نيويورك – «الحياة»، رويترز، أ ف ب

قال «الجيش السوري الحر» امس أن الانفجار الضخم الذي هز مدينة اللاذقية الساحلية فجر الجمعة الماضي، كان نتيجة تدمير «قوى خارجية» مخزناً لصواريخ ارض – بحر من طراز «ياخونت» الروسية المتطورة التي تسلمها النظام السوري في آذار (مارس) الماضي، في وقت تجددت المواجهات بين المعارضة والقوات النظامية في مخيم اليرموك قرب دمشق، وخسرت الليرة السورية 34 في المئة من قيمتها مقابل الدولار الأميركي خلال يومين، فوصل سعر الصرف إلى 300 ليرة.

ونقلت وكالة «رويترز» عن الناطق باسم المجلس العسكري الأعلى في «الجيش الحر» العقيد قاسم سعد الدين قوله ان الضربة التي استهدفت فجر الجمعة ثكنة عسكرية للقوات البحرية قرب ميناء اللاذقية كانت تخزن فيها شحنة جديدة من صواريخ «ياخونت» التي وصلت قبل اشهر إلى البلاد. وأضاف: «لم يكن الجيش الحر من استهدفها. لم يكن هجوماً شنه الجيش الحر».

وقال سعدالدين لـ «الحياة» أن الضربة حصلت على الأرجح بواسطة صواريخ بعيدة المدى أطلقت من زوارق في البحر المتوسط، وأضاف أن معلومات «الجيش الحر» تطابقت مع استنتاجات حلفائه الإقليميين.

وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» نقلت عن مصادر أميركية في آذار الماضي، أن سورية تسلمت دفعة متطورة من صواريخ «ياخونت» ضمت راداراً متطوراً يرفع من أداء الصاروخ وأنظمة توجيه متطورة أكثر بكثير من تلك التي تم تزويد سورية بها في السابق. ويبلغ طول الصاروخ 6.7 متر ومداه 290 كيلومتراً.

وكانت إسرائيل شنت ثلاث غارات على مواقع عسكرية في سورية منذ بداية العام الجاري لمنع وصول أسلحة إلى «حزب الله». لكنها لم تنف أو تؤكد علاقتها بتفجير اللاذقية الأخير. وعندما سئل وزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعالون، قال: «وضعنا خطوطاً حمراً تتعلق بمصالحنا ونحن نحافظ عليها. هناك هجوم هنا وتفجير هناك وروايات مختلفة. وعادة ما يوجه إلينا اللوم في كل حادث في الشرق الأوسط».

وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» قال ان «انفجارات هزت منطقة قرب قرية السامية في شرق اللاذقية تبين أنها ناتجة من انفجار مستودعات للذخيرة قرب كتيبة للقوات النظامية». ونقل تلفزيون «المنار» المقرب من «حزب الله» عن مصدر عسكري سوري قوله وقتذاك ان التفجيرات «ناتجة من سقوط عدد قليل من الصواريخ في إحدى الثكنات العسكرية في قرية السامية التي تبعد حوالى 20 كيلومتراً عن مدينة اللاذقية – الحفة. ونفى المصدر أن تكون العملية ناجمة عن استهداف للثكنات العسكرية من البحر أو من طائرة معادية».

ميدانياً، تجددت المواجهات في مخيم اليرموك جنوب دمشق بعد إطلاق «الجيش الحر» معركة «عاصفة الجنوب» التي أسفرت عن سيطرة مقاتلي المعارضة على نقاط وحواجز للقوات النظامية السورية التي قابلتها بقصف المخيم ومناطق في أطرافه الجنوبية. كما تجددت الاشتباكات في محيط مقام سكينة في مدينة داريا جنوب دمشق، وترافقت مع قصف من القوات النظامية على أطراف المدينة. وقال «المرصد» إن مناطق في بلدة السيدة زينب جنوب شرقي العاصمة، تعرضت لقصف عنيف من القوات النظامية وسط اشتباكات بين قوات الجيش النظامي وعناصر «حزب الله» اللبناني من جهة ومقاتلي المعارضة من جهة ثانية.

كما سيطرت الكتائب المقاتلة على حاجز مسجد بلال في درعا البلد قرب حدود الأردن، إثر انسحاب القوات النظامية منه بعد اشتباكات عنيفة أسفرت عن مقتل عدد من عناصرها.

وقال مدير «المرصد السوري» رامي عبد الرحمن لـ «فرانس برس» إن «القصف المتواصل للقوات النظامية لليوم الحادي عشر على التوالي، جعل الوضع الإنساني الدقيق في المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في حمص، اكثر سوءاً». في المقابل، تحدثت المعارضة عن «تقدم كبير» في حلب شمالاً. وبث ناشطون معارضون فيديو اظهر اسر مقاتلي المعارضة عدداً من جنود الجيش النظامي في منطقة خان العسل في ريف حلب.

وفي نيويورك، قال الموفد الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالى تشوركين أن خبراء بلاده استنتجوا أن «عناصر مسلحة من المعارضة استخدمت غاز السارين». وأضاف انه سلم الأمانة العامة للأمم المتحدة تقريراً من 80 صفحة، ذلك أن الخبراء الروس وجدوا أن المواد المستخدمة في الهجوم «لم تكن في المستوى الصناعي المتطور» غير أنها «مؤذية».

عرقلة في الكونغرس لتسليح المعارضة السورية – واشنطن ترفض “تحليلاً” روسياً عن الكيميائي

أفاد المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة السفير فيتالي تشوركين أمس أنه سلم الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي – مون وثائق تثبت أن كتيبة من “الجيش السوري الحر” تقف وراء الهجوم بسلاح كيميائي على منطقة خان العسل في محافظة حلب في 19 آذار الماضي.

وغداة اعلان نظيره السوري السفير بشار الجعفري أن دمشق وجهت دعوة الى الممثلة السامية للأمم المتحدة لنزع الأسلحة أنجيلا كاين ورئيس مهمة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق المتصلة بالإدعاءات عن استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا آكي سلستروم، أبلغ تشوركين الصحافيين أنه استجابة لطلب من الحكومة السورية، أوفدت موسكو خبراء الى موقع خان العسل، حيث يعتقد أن سلاحاً كيميائياً استخدم في 19 آذار الماضي. وقال إنه سلم الأمين العام للأمم المتحدة أكثر من 80 صفحة تتضمن نتائج التحليل الذي أجراه الخبراء الروس لعينات أخذوها بأنفسهم من الموقع المستهدف، موضحاً أن التحليل أجري في مختبرات روسية مرخص لها من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية. وأضاف أن الخبراء خلصوا الى أن “المتمردين أطلقوا في 19 آذار قذيفة غير موجهة من طراز بشائر – 3 في اتجاه خان العسل التي تسيطر عليها القوات الحكومية”، مما أدى الى مقتل 26 شخصاً، بينهم 16 من العسكريين.

وإذ أشار الى أن “انتاج قذائف بشائر – 3 بدأ في شباط 2013 على أيدي جماعة تسمي نفسها كتيبة بشائر النصر المنضوية في الجيش السوري الحر”، أفاد أن “نتائج التحليل تشير بوضوح الى ان المقذوف المستخدم في خان العسل لم ينتج صناعياً وكان مملوءاً بالسارين”، وأن “المواصفات التقنية للسارين تدل على أنه لم ينتج صناعياً”. وأكد أن المادة “منتجة حديثاً” وأن “المقذوف المستخدم ليس نموذجياً للإستخدام الكيميائي”. ووصف الوثائق التي قدمها الأميركيون والفرنسيون والبريطانيون الى الأمم المتحدة بأنها “ليست مثيرة للإعجاب”.

لكن واشنطن نفت تأكيدات موسكو. وصرّح الناطق باسم البيت الابيض جاي كارني: “لم نر أي دليل حتى الآن يدعم هذا التأكيد الذي يقول إن أي جهة، إضافة الى الحكومة السورية، قادرة على استخدام اسلحة كيميائية أو أنها تستخدم أسلحة كيميائية”.

عرقلة التسليح

وفي واشنطن، قررت لجنتا الاستخبارات في مجلسي الشيوخ والنواب الاميركيين، في خطوة مفاجئة، تعليق تمويل شحنات الاسلحة للمعارضة السورية المسلحة التي طلب الرئيس باراك اوباما من الكونغرس المصادقة عليها لاحتمال وقوعها في ايدي تنظيمات اسلامية متطرفة مثل “جبهة النصرة”، التي صنفتها واشنطن تنظيما ارهابيا، والى حين حصول اعضاء اللجنتين على شروح مفصلة لمجمل الموقف الاميركي من الحرب في سوريا، وما هي مضاعفات التسليح الاميركي للمعارضة.

وقالت مصادر استخبارية وحكومية في تسريبات صحافية ان اعضاء اللجنتين من الحزبين أبدوا في ايجازات مغلقة تحفظهم عن تسليح المعارضة السورية، واكدوا ما تقوله قيادات المعارضة بمن فيها اللواء سليم ادريس انه لم يتم تزويد المعارضة السورية أي سلاح اميركي منذ قرار اوباما الشهر الماضي.

وامتنع البيت الابيض عن الخوض في التفاصيل، واكتفت الناطقة باسم مجلس الامن القومي برناديت ميهان بان البيت الابيض سيواصل المشاورات الوثيقة مع الكونغرس في هذا الشأن. وقال مصدر يمثل المعارضة السورية في الولايات المتحدة ان ممثلي المعارضة يتابعون اتصالاتهم مع اعضاء الكونغرس لاقناعهم بتعديل مواقفهم.

ومع ان الرئيس اوباما يتمتع بالصلاحيات لتخطي الكونغرس وتزويد المعارضة السورية السلاح، الا ان العرف يقضي بتنسيق المواقف بين الجانبين التنفيذي والتشريعي في مسائل كهذه، كما ان اوباما يريد تفادي مواجهة مع المشرعين، خصوصاً انه ليس ثمة رأي سائد في الكونغرس في شأن تسليح المعارضة السورية، على رغم وجود فاعليات نافذة تدعو الى ذلك. ويرى البعض ان موقف اللجنتين سيسهل على اوباما، المتردد اصلا في التورط في النزاع السوري، حجة اضافية لتأجيل تسليح المعارضة، لانه، وفقا لهذا التفسير اعلن قراره تزويد المعارضة اسلحة خفيفة “لانه كان مضطراً الى أن يفعل شيئا ما”، بعدما اكدت الاستخبارات الاميركية استخدام نظام الاسد أسلحة كيمائية.

وفي هذا السياق، طالب رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ السناتور الديموقراطي كارل ليفين، ذو النفوذ الواسع، وزميله السناتور المستقل آنغوس كينغ الولايات المتحدة وحلفاءها بشن غارات جوية “محدودة” على ما وصفاه بـ”البنية التحتية الارهابية للاسد، بما في ذلك الطائرات العسكرية، والمروحيات والصواريخ والدبابات والمدفعية” لارغام الاسد وروسيا على دخول مفاوضات لانهاء الحرب.

ودعا ليفين ومينغ الى “تنسيق” هذه الغارات مع النشاطات العسكرية للمعارضة السورية على الارض”. وجاء في بيان لهما ان مثل هذه الغارات سوف تدمر القدرات العسكرية للاسد، وتخفف الضغوط التي يتعرض لها الشعب السوري “وتبين اننا جديون”. وأضاف ان جهود المعارضة السورية العسكرية وحدها قد لا تكون كافية “لاقناع الاسد بأنه لن يستطيع ان يحقق الانتصار”. وهذا الموقف وضع الديموقراطي كارل ليفين في معسكر زميله الجمهوري جون ماكين الذي كان من ابرز وأوائل الاعضاء المعروفين في مجلس الشيوخ الذين حضوا الرئيس اوباما على استخدام القوة العسكرية لاطاحة الاسد.

بان كي – مون

الى ذلك، وجه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون رسالة طويلة الى المسلمين مهنئاً اياهم ببداية شهر رمضان، قائلاً إنه يفكر خصوصاً في سوريا وشعبها، إذ تشهد البلاد ثالث شهر رمضان في ظل الحرب. وأوضح أنه لا يدعو الى هدنة لوقف النار أو هدنة للتفاوض ولا الى تدبير يقتصر على منطقة واحدة، وإنما “يدعو كل وحدة عسكرية من الجيش النظامي، والجيش السوري الحر، وكل شخص يحمل بندقية الى وقف القتال في هذا الشهر الفضيل”.

الجربا

وفي انقرة، رحب الرئيس الجديد لـ”الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” احمد الجربا بعد مقابلته وزير الخارجية التركي رجب طيب اردوغان بالدعوة التي وجهها بان كي – مون الى هدنة في سوريا خلال شهر رمضان، آملاً في ان يغتنم الاطراف المتحاربون هذه الفرصة. وقال: “سبق لنا ان طلبنا هدنة مماثلة في اليوم الاول من رمضان بسبب الوضع الملح في حمص”، مؤكدا ان استمرار وقف النار لن يكون ممكنا الا اذا “مارست الدول الصديقة لسوريا ضغوطا في هذا الصدد على النظام” السوري.

تحت القصف: السوريون آلة ضريبية!

 جاء إقرار مجلس الشعب مشروع قانون ضريبة “المساهمة الوطنية لإعادة الإعمار” في نهاية حزيران الماضي، ليطلق رصاصة الرحمة على ما تبقى من دخل للمواطن وما تبقى من قوته الشرائية. حيث نص مشروع القانون المقر على إضافة نسبة 5% على الضرائب والرسوم المباشرة المتعلقة  بالدخول والأرباح، والضرائب والرسوم غير المباشرة التي تطال السلع والخدمات، وذلك لمدة 3 سنوات. بالإضافة لزيادة بنسبة 10% على ضريبة ريع العقارات ابتداءاً من العام 2014.

وقد جاء القرار المذكور برغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها المواطن السوري منذ عامين، وتحمله لنتائج الحرب التي أشعلها النظام، وسياساته الاقتصادية الفاشلة. حيث ستؤدي هذه الضريبة الجديدة إضافة إلى الضرائب الأخرى التي يدفعها المواطن، إلى انخفاض الطلب على السلع والخدمات بسبب تآكل الدخل، وبالتالي الى استمرار الركود الاقتصادي، والمعاناة الإجتماعية والمعيشية.

ولم تكن هذه الضريبة الجديدة بالمفاجأة، فقد جاءت في سياق النظام الضريبي السائد في سورية والذي يهدف الى تحقيق أهداف مالية فقط تتعلق بزيادة الإيرادات الضريبية للدولة على حساب الأهداف الاقتصادية والاجتماعية. وهذا ما تثبته الإحصائيات، فالإيرادات الضريبية ارتفعت من 174 مليار ليرة سورية عام 2000، إلى حوالي 340 مليار ليرة سورية عام 2008، أي أن حصيلة الإيرادات الضريبية قد تضاعفت 100% تقريباً خلال ثماني سنوات فقط. وقد واكب هذا الارتفاع اعتماد أساليب اللبرلة الاقتصادية عبر الخصخصة، وتخفيض عجز الموازنة العامة للدولة من خلال تقليص الدعم الحكومي لبعض السلع والمنتجات، وزيادة الأعباء الضريبية التي تتحملها الشرائح الاجتماعية الفقيرة مقابل تخفيض الضرائب على الشركات والقطاع الخاص الذي يساهم حسب بعض التقديرات  بحوالي 20٪ فقط من إجمالي الضرائب المحصلة.

وعن مبررات القرار المذكور، سارع المسؤولون الحكوميون إلى الإعلان بأن الهدف من هذه الضريبة الجديدة هو انعاش الاقتصاد من خلال تمويل عمليات إعادة الإعمار، وتوفير مصادر مالية جديدة تحتاجها الدولة في ظروف أزمتها الراهنة، لاسيما بعد أن شهد العام 2012 انخفاضاً حاداً في حجم الإيرادات بعد أن بلغت حوالي 162 مليار ليرة سورية، وذلك في تراجع بلغ 60%عن العام 2011 الذي وصلت الإيرادات الضريبية المحصلة خلاله لحوالي 405 مليار ليرة.

ولكن،ألا يوجد خيارات أخرى للحصول على الموارد المالية اللازمة، من دون أن يتحمّل المواطنون لاسيما من الموظفين وأصحاب الدخل المحدود عبء ذلك؟

بالتأكيد يوجد، ففي ظروف الانهيار الاقتصادي كما في الحالة السورية الآن، تلجأ الحكومات عادة لتخفيض الضرائب لا سيما التي تطال الشرائح الاجتماعية محدودة الدخل، وذلك لتنشيط الطلب الفعال وتجاوز مرحلة الركود الاقتصادي. إلا أن الحكومة السورية لا يعنيها مثل هذا الأمر، ولو كان يعنيها حقاً، لعملت على تحصيل إيرادات مالية جديدة من دون تحميل المواطنين أي عبء ضريبي جديد، وذلك من خلال عدة أساليب لعل أبرزها الحد من التهرب الضريبي الذي يصل في سورية الى حوالي 200 مليار ليرة، أي يفوق الحجم الكلي للإيرادات المحصلة في العام 2012، ويتم بمعرفة وتواطؤ الجهات الإدارية المعنية بالتحصيل الضريبي.

وكذلك الأمر، لو عملت الحكومة على تقليص حجم الفساد (في المؤسسات العامة التي تزاول مهامها حتى اللحظة)، الذي يستحوذ وسطياً على 30% من الناتج المحلي الإجمالي أي حوالي 900 مليار ليرة سورية، لاستطاعت توفير إيرادات مالية هائلة تفوق الحجم الكلي للضرائب المحصلة بعدة أضعاف. ولكن بالطبع لا تستطيع الحكومة القيام بذلك، لأن الفاسد لا يصلح نفسه، لاسيما أن عمليات الفساد تتم على المستويات الإدارية العليا، وتطال كافة الهرم المؤسساتي الحكومي.

إضافة الى ذلك، تشير الإحصاءات إلى أن اقتصاد الظل يشكل 40% من حجم الاقتصاد السوري وهو يتوسع في ظل الحرب القائمة، والميزة الأساسية لهذا النوع من الاقتصاد أنه لا يخضع لأي ضريبة كونه لا يمسك دفاتر حساب نظامية، وأنشطته غير مرخصة قانوناً، ومن البديهي أنه لو قامت الحكومة بجهود لتنظيم أنشطة اقتصاد الظل، وتقديم تسهيلات للراغبين في ترخيص أعمالهم، لتم الحصول على إيرادات مالية إضافية، لاسيما أن العديد من الدراسات تشير إلى أن خزينة الدولة تخسر جراء عدم قيامها بتنظيم اقتصاد الظل حوالي 1200 مليار ليرة سورية.

كما وتعتبر سورية من بين أعلى الدول عالمياً في ما يتعلق بهدر الموارد والطاقات، إذ بلغت نسبة الهدر نحو 40% من الناتج المحلي الإجمالي، وهذا أمر طبيعي نظراً لانخفاض كفاءة الأجهزة الحكومية وممارساتها البيروقراطية، ولو قلصت معدلات الهدر لاستطاعت الدولة توفير مبالغ إضافية كبيرة تعفيها تماماً من فرض ضرائب جديدة تنهك المواطن، وتدخل الاقتصاد في دورة ركود مستمرة.

يبدو أن الحكومة اختارت الطريق الأسهل في زيادة إيراداتها، فمكافحة الفساد ووقف الهدر الحكومي والتهرب الضريبي، مسائل تبدو مستحيلة الحل بالنسبة لآليات عمل النظام الاقتصادي السوري القائم أساساً على وجود هذه الظواهر، وعليه فإن كل الحجج الاقتصادية التي أطلقتها الحكومة لتبرير ضريبة إعادة الإعمار تبدو زائفة تماماً، ولا تعود بأي نفع اقتصادي على البلاد، لأن الهدف الحقيقي من ورائها هو الحاجة لتمويل الحرب، وتحميل المواطن وحده أعباء ما خلفته من خراب ودمار.

المسلحون يخنقون حلب: منع وصول المواد الغذائية إلى غربها

حلب ــ «السفير»

شهد حي بستان القصر في مدينة حلب أمس، تظاهرة لناشطين مدنيين داخل الحي للمطالبة برفع الحظر المفروض على نقل السلع الغذائية إلى أحياء حلب الغربية، فيما رد المسلحون الذين يتمركزون على المعبر بضرب عدد من الناشطين ثم بإطلاق نار عشوائي. وتواردت أنباء غير مؤكدة عن مقتل شاب من المتظاهرين.

وأوضح ناشط ميداني لـ«السفير» أن عددا من الناشطين المدنيين في الحي تجمعوا واتجهوا إلى المعبر، الذي يشكل الصلة الوحيدة بين أحياء حلب الشرقية الواقعة تحت سيطرة فصائل مسلحة مختلفة، وبين الأحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة النظام، مطالبين بإلغاء القرار الذي يمنع نقل أي سلع غذائية.

غير أن المسلحين على الحاجز قاموا بالاعتداء على الناشطين، وضربوهم بأعقاب البنادق ما أدى إلى إصابة عدد منهم. وفي الأثناء حاول ناشطون آخرون الانضمام إلى المتظاهرين فقوبلوا بإطلاق نارٍ عشوائي أوقع عددا من المصابين.

المصدر ذاته أكد أن الناشطين المدنيين عقدوا عدة اجتماعات بعد الحادثة لتنسيق تحركات ميدانية مدنية، لن تفضّ إلا برفع الحظر المفروض على نقل السلع الغذائية. وبالتزامن عقد عدد من الكتائب المسلحة اجتماعات لدراسة الرد على التطورات المحتملة.

وجاءت تظاهرة الناشطين بعد أن شاعت أمس، أنباء عن سماح المسلحين بمرور سلع غذائية عبر المعبر، شرط أن تكون السلع عبارة عن مشتريات شخصية وبكميات لا تسمح بالمتاجرة بها. فتوجه كثير من أبناء الأحياء الغربية إلى الأحياء الشرقية لشراء حاجياتهم، لكنهم فوجئوا بمنعهم من العبور بها. وأكدت مصادر من الناشطين أن «الجيش الحر» سمح فعلاً بعبور المواد الغذائية لفترة لم تتجاوز الساعتين، وتم تصوير عدد من أشرطة الفيديو تثبت ذلك ولأغراض إعلامية بحتة، قبل أن يعاد إغلاق المعبر تماماً.

وتأتي هذه المستجدات بعد أيامٍ من فرض الميليشيات المسلحة حصارا على أحياء حلب الغربية التي يقطنها ما يزيد عن نصف سكان المدينة، إذ تضم، إضافة إلى سكانها، عدداً كبيراً من أبناء الأحياء الشرقية الذين نزحوا إليها بعد سيطرة المسلحين على أحيائهم، واستهداف عدد من تلك الأحياء بغارات جوية ومدفعية.

وأسفر الحصار عن شحّ المواد الغذائية والسلع الاستهلاكية في الأحياء الغربية، وارتفاع جنوني في أسعار السلع القليلة المتوافرة، عشية أول أيام شهر رمضان، وسط صمت حكومي مطبق.

وأشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيان، إلى أن السلطات السورية تواجه صعوبة في إيصال الإمدادات إلى حلب عبر طريق السلمية في محافظة حماه، كما أن الطريق الدولية بين حلب واللاذقية باتت مقطوعة «بعد تفجير جسر بسنقول قرب مدينة أريحا في محافظة إدلب قبل أيام»، بينما يتواصل إغلاق مطار حلب الدولي والاشتباكات في جنوب المدينة.

«هيئة التنسيق»

وذكرت «هيئة التنسيق الوطنية» المعارضة، في بيان، «تشهد مدينة حلب كارثة إنسانية وأزمة معيشية كبيرة تتعرض لها بسبب الحصار المطبق عليها من قبل التشكيلات المسلحة، بعد أن أصبحت المدينة ساحة للاحتراب الدموي والصراع العنفي والذي أدى إلى قطع الطرق الرئيسية المؤدية إلى المدينة، ما تسبب بفرض حصار قاسٍ جداً عليها وأدى إلى أزمة غذائية ومعيشية خطيرة وأعاق وصول الأدوية والمواد الغذائية إليها، وتسبب بارتفاع كبير جداً في الأسعار».

وأضاف البيان «إننا في هيئة التنسيق نرفض هذا التصعيد اللاإنساني، وندعو كافة التشكيلات المسلحة لفك الحصار عن المدينة وفتح الطرق الرئيسية المؤدية إليها، كفتح الطريق من معبر كراج الحجز وفتح طريق دمشق لدخول المواد التموينية اللازمة والأدوية والوقود، تجنباً لكارثة إنسانية قد تحصل قريباً. ونحذر من وصول الاشتباكات والاقتتال إلى مناطق حلب الغربية لكثرة المواطنين الذين نزحوا إليها من مناطق النزاع وكثافة السكان فيها، ونطالب بإيقاف العنف والدمار المستشري في المدينة، ونؤكد أن السلاح لن يكون السبيل لتحقيق طموحات وآمال الشعب السوري».

ودعت الهيئة المنظمات الإنسانية الدولية والمؤسسات الإغاثية إلى «القيام بدورها إزاء ما يحدث في مدينة حلب، بأسرع وقت ممكن، للتخفيف من معاناة المدنيين».

ائتلاف المعارضة السورية يدين تفجير الضاحية الجنوبية بيروت

القاهرة- (د ب أ): أدان ائتلاف المعارضة السورية “التفجير الإرهابي” الذي وقع الثلاثاء في الضاحية الجنوبية ببيروت.

وقال الائتلاف في بيان نشره على موقعه الإلكتروني الليلة الماضية إن “استهداف الآمنين دون تمييز من أجل تحقيق أهداف سياسية ذات طابع إجرامي هو سلوك تلازم مع نظام (بشار) الأسد منذ نشأته، وهو ما خرج السوريون لإسقاطه. ولا شك أن كل سوري شريف يناصر ثورة الحرية والعدالة والكرامة يجد من واجبه استنكار الجريمة في كل مكان وزمان”.

وأضاف: “لقد جر نظام الأسد المنطقة إلى حالة من الفوضى الأمنية ، وجلب لها الكثير من الخراب والدمار، وهذا ما يضع المجتمع الدولي وأصدقاء الشعب السوري مجدداً أمام مسؤولياتهم، ويوجب عليهم العمل فوراً على اتخاذ الإجراءات الكفيلة بلجم النظام، ووقف التدهور الأمني المتصاعد”.

نشطاء: محاصرة المعارضة السورية في حلب تترك الآلاف جوعى

بيروت- (رويترز): قال نشطاء المعارضة الثلاثاء إن المعارضين السوريين كثفوا من محاصرتهم للمناطق التي تسيطر عليها الحكومة في مدينة حلب الواقعة شمال البلاد حيث يواجه السكان الآن نقصا حادا في الغذاء.

ويستنكر العديد من النشطاء هذا التكتيك الذي يهدف إلى اضعاف طرق الامداد لقوات الرئيس بشار الأسد ويقولون انه يعاقب بدون تمييز اكثر من مليوني شخص يعيشون في الجزء الغربي من المدينة الذي ما زال الجيش يسيطر عليه.

ووصل الوضع في حلب إلى طريق مسدود منذ عام تقريبا عندما شن المعارضون هجوما واستولوا على نصف المدينة.

ويعمل معارضون منذ اشهر لاعاقة الطرق المؤدية الى غرب حلب لكن نقص الغذاء اصبح مشكلة خطيرة هذا الاسبوع. وقال نشط من حلب طلب عدم ذكر اسمه ان المقاتلين قرروا لاول مرة اعتراض طريق سريع كان مفتوحا أمام المدنيين. وكانوا قبل ذلك يهاجمون فحسب قوات الاسد هناك.

ويقول نشطاء ان أسعار الغذاء أرخص الان في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة والتي عانت منذ شهور قليلة من نقص حاد بسبب محاصرة الجيش والغارات الجوية.

ويقول سكان في غرب حلب ان اسعار الغذاء قفزت لاكثر من عشرة اضعاف مستواها الاصلي واصبح من الصعب الحصول على الاساسيات مثل الخبز والدقيق. وما تزال منتجات مثل الحنطة المطحونة والارز متوفرة.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان وهو جماعة مراقبة مؤيدة للمعارضة إن المعارضين يعترضون بفاعلية معظم الطرق المؤدية لغرب حلب التي تشهد اشتباكات ضارية.

على امريكا قيادة حلفائها في المنطقة ومنع مصر اكبر دولة عربية مواجهة مصير مثل سورية

ابراهيم درويش

لندن ـ ‘القدس العربي’ ‘عدد الجثث حسب ارقامنا يقول ان عدد الذين قتلهم الجيش المصري في خلال اسبوعين من الاضطرابات هو اكبر من عدد من قتلوا خلال عام من حكم مرسي’. فايا كان المسؤول عن مقتل 51 متظاهرا امام الحرس الجمهوري في القاهرة، قوات الامن كما يقول الاخوان المسلمون ام ‘الارهابيون’ كما يقول الجيش المصري، يعتبر ما حدث هو اكبر مواجهة دموية منذ سقوط الرئيس حسني مبارك’.

هذا ما تقوله صحيفة ‘الغارديان’ في افتتاحيتها ‘اضطرابات وموت وجنرالات’ والتي قالت فيها ان قوات الامن اصبحت ‘خلال العشرة ايام الاخيرة المحرض الاكبر على العنف والاضطرابات’، مشيرة ان لا احد يشتري ما يقوله الجيش انه كان عليه التحرك لاعادة النظام عندما نظم الانقلاب.

حكومة بدون غطاء اسلامي

وترى الصحيفة ان المقاطعة التي اعلنتها القوى الاسلامية التي دعمت الانقلاب تعني انه لم تبق واحدة منها من اجل دعم محاولات الجيش تشكيل حكومة انتقالية. وتضيف انه ان كان المزاج في القاهرة والمدن المحيطة بها معاديا لعودة مرسي المعزول الا ان ما نعرفه الان ان التحالف السياسي وراء جبهة الانقاذ الوطني، والداعمين للانقلاب العسكري قد تفتت. واضافت الصحيفة ان استبعاد الاسلاميين الذين يشكلون جزءا لا يستهان به منه الناخبين له ثمنه العالي. صحيح ان مرسي فشل في الحكم نيابة عن المصريين لكن الانهيار السياسي الحالي يؤشر الى ان مهمة توحيد المصريين اصبحت وخلال الثماني والاربعين ساعة الماضية مهمة اكثر من صعوبة. مما يجعل مصر تتأرجح مثل حافلة اصطدمت امام حاجز للسلامة، وتوقفت اي الحافلة تاركة عجلاتها الامامية عالقة على حافة واد عميق. وتقول ان الاخوان المسلمين الذين دعوا للانتفاضة ويأملون بزيادة اعداد المتظاهرين باستمرار الانشقاقات من الجانب الاخر لم تكن راغبة في جعل حياة العسكر سهلة، فانها بعد احداث صباح الاثنين ستكون اكثر تصميما على مواجهة الجيش حيث يتوقع ان تستمر الاحتجاجات والتظاهرات والعصيان المدني خاصة ان شهر رمضان سيبدأ اليوم. فالتجمع اليومي لصلاة التراويح يعطي المعارضة الاسلامية مساحة للتجمع اليومي، فوصول رمضان يقدم سببا لافشال الانقلاب الذي عول فيه جنرالاته على اقامة وقائع على الارض قبل ان تستطيع المعارضة الاسلامية تجميع نفسها.

وتختم بالقول ان الجيش قامر على قبول الاخوان بالامر الواقع ويستسلمون ويذهبون بهدوء الى السجون ولكنهم فشلوا، وامامهم الان معركة من اجل السيطرة على البلاد. فزعم الجيش بانه يحمي كل المصريين يتداعى امام اعيننا، ويجب عليه ان يتراجع عن فعلته قبل ان يخسر تماسكه خاصة ان هناك تقارير تتحدث عن اضطرابات في الصفوف الدنيا منه.

خيارات الجيش

وترى ‘ديلي تلغراف’ في تقرير كتبه داميان ماك ايل روي مراسل الشؤون الاجنبية ان الجنرال قد يتخلى عن خطة الطريق التي حدد معالمها عند عزله مرسي. فقد كان يعتقد انه قادر على تصحيح الاخطاء التي ارتكبها الاخوان في عام من الحكم، واعتقد انه من اجل حماية الثورة لا بد من تدمير مكتسباتها الاولية، لكن يبدو انه من الصعب الان تجنب صراع طويل ومرحلة من عدم الاستقرار. فقد عاد الاخوان بعد عام من الحكم الى منطقتهم التي يتقنونها وهي الاحتجاج والمعارضة، فهم اصحاب خبرة طويلة تمتد لعقود في الحشد، وبعد دعوة قادتهم للانتفاضة فعلينا ان نتوقع اضطرابات يومية خاصة بعد الصلوات اليومية. ويقول الكاتب ان الاخوان يعرفون ان لديهم المصادر والثقة للمواصلة ومواجهة محاولات الجيش لقمعها، والسؤال الحالي هو الى اي حد ستتحول فيه التظاهرات الى حركة تمرد متشددة؟ ويختم الكاتب بالقول ان الجيش في مواجهته لاكبر تنظيم سياسي واجتماعي في البلاد يخاطر في دفع الحركة الاسلامية نحو العنف.

ايام خطيرة في مصر

فمصر حسب ‘ديلي تلغراف’ اتخذت خطوة نحو الانزلاق للحرب الاهلية، وهو السيناريو الذي كان يخشاه الجميع، حيث اشارت الى مقتل 51 متظاهرا منهم خمس نساء واطفال وجرح المئات. وتشير الى رواية الجيش المصري عن وجود ‘ارهابيين’ بين الذين كانوا متجمعين امام الحرس الجمهوري. وحتى لو سلمنا بصحة اللقطات التلفازية عن وجود مقنعين بين المتظاهرين الا ان القتل وبهذا العدد لن يؤدي الا لرفع درجة التوتر في البلاد التي تسير نحو الانهيار. وتشير الصحيفة الى دعوة الجناح السياسي للاخوان المسلمين، حزب الحرية والعدالة للانتفاضة ضد من سرقوا الشرعية، فيما يقول الجانب المؤيد للانقلاب انه كان ضرورة لمنع الاخوان المسلمين من السيطرة على البلاد. وفي هذا الجو المشحون لا بد من فعل يمنع انحداراكبر بلد عربي من ناحية التعداد السكاني للانحدار ومواجهة مصير يشبه مصير سورية. وتقول الصحيفة ان ويليام هيغ وزير الخارجية البريطاني دعا الى’ الهدوء وضبط النفس′ لكن الدولة المهيأة للمساعدة والتأثير هي الولايات المتحدة التي تقدم معونات سنوية لمصر تصل الى 1.5 مليار دولار امريكي للجيش وعلى شكل مساعدات انسانية. فادارة اوباما التي دعمت اول حكومة مصرية منتخبة ربما اصابها الفزع من تصرف الجيش المصري، ومع ذلك تدعو الصحيفة ادارة اوباما التخلي عن تحفظاتها هذه ودعم الحكومة الانتقالية لعدلي منصور، وتحقيق اهدافها المعلنة وهي اعادة مصر لطريق الديمقراطية مرة اخرى. ولكن هل صحيح ان امريكا لها ذلك التأثير الذي تراه الصحيفة في مصر.

متهمة من الطرفين

واشنطن تقف متهمة من طرفي النزاع، فهي متهمة من الاخوان وحلفائهم بدعم الانقلاب او تشريعه، ومن المعارضة بدعم الاخوان، ولهذا يرى جيفري داير من ‘الفايننشال تايمز′ ان الولايات المتحدة تملك خيوطا قليلة كي تمسك بها في الازمة المصرية الحالية. ويعتقد الكاتب ان ما يجري في مصر يعتبر مؤشرا عن تراجع التأثير الامريكي خاصة في مصر. ويتحدث الكاتب عن واشنطن الحاضرة في كل مكان والعاجزة في الوقت نفسه. فبحسب ما يدور في الشارع المصري، فواشنطن تقف خلف كل شيء جرى. محمد مرسي اتهم الولايات المتحدة بانها اعطت الجيش الاشارة للتحرك قبل عزله، فيما تقول المعارضة ان السفيرة الامريكية آن باترسون شجعت النزاعات الديكتاتورية لدى الاخوان اثناء حكمهم. واشار الكاتب الى ان ‘فيسبوك’ يحظى بشعبية واسمه ‘دعم اوباما للارهاب في مصر’، حيث يظهر اوباما وهو بزي الاسلاميين، وموقف الليبراليين هذا لا يختلف عن موقف اليمين الامريكي المتطرف الذي نشر صورا لاوباما بزي مسلم، بل على انه صورة اخرى عن زعيم القاعدة المقتول اسامة بن لادن. وبين الاتجاهين يرى نقاد الادارة الامريكية في مصر ان ادارة اوباما فشلت في تعاملها مع الازمة فمن جهة قالت لاعداء مرسي ان مظاهرات الشوارع ليست الطريقة لمعارضة مرسي، وطلبت من الاخير تقديم تنازلات، وفي اتجاه ثالث طلبت من الجيش عدم التدخل بدون اي نتيجة. ويقول الكاتب ان واشنطن لا تملك التأثير على الاحداث او التكهن بنتائجها، فعلاقتها الوحيدة هي مع الجيش ولهذا فلا خيار امامها الا العمل معه، على المدى القريب. مع انها قادرة على المدى البعيد استخدام تأثيرها على صندوق النقد الدولي والتأثير على السياسات الاقتصادية في مصر. ويشير الكاتب الى المعاهدة المصرية- الاسرائيلية عام 1979 والتي جعلت من مصر ثاني اكبر دولة تتلقى الدعم الامريكي، وادت الى تدريب اجيال من الضباط المصريين في امريكا. وعلى الرغم من الاتهامات الموجهة الى الادارة باغماض عينها على مظاهر القصور في الجيش الا ان الاخير يظل الورقة الاخيرة التي يمكن لواشنطن لعبها. وعلى الرغم من ان القانون الامريكي يقضي بوقف المساعدات لبلد قام الجيش فيه بالتخلص من حكومة منتخبة الا ان اوباما لديه ‘مرونة’ في قراءة ما جرى على انه ليس انقلابا مع ان نوابا جمهوريين على رأسهم جون ماكين دعوا لتعليق المساعدات الامريكية لمصر. فموقف امريكا الحالي هو ان الجيش يظل القوة الوحيدة على تحقيق الاستقرار في البلاد ويجب دعمه.

ساعدوا مصر

ويعتقد ديفيد اغناطيوس في ‘واشنطن بوست’ ان مرسي بدد الكثير من الفرص وارتكب اخطاء فادحة، ورفض محاولات قطرية وامريكية للتوسط. فتدخل الجيش وان بدأ دوامة من العنف لن تتوقف لان وضع البلاد كان بدرجة لا يمكن تركه وهو في حالته الصعبة، فقد كانت مصر بحاجة الى بداية جديدة. وقال ان تراجيديا مرسي تكمن في انه كان شخصية عاجزة ومتخشبة مما قد يفسر دعم الشعب لتدخل الجيش. ويعتقد ان ثورة مصر الثانية- نظريا- تمنح المصريين العودة الى المسار الديمقراطي مرة اخرى. وهذا يعني انتخابات رئاسية في غضون ستة الى تسعة اشهر، وكتابة دستور، ودعم مالي من دول الخليج من اجل اعادة الثقة بالاقتصاد المصري. وعن دور واشنطن في الوضع المصري يقول ان ادارة اوباما تركت مصر معلقة خلال حكم مرسي الكارثي، حيث تركت السياسة بيد السفيرة آن باترسون في القاهرة، ومع انها من احسن الدبلوماسيين الا انها ركزت العمل مع الحكومة المنتخبة مما قاد الكثير من المصريين لاتهام واشنطن بدعم مرسي وهاجموا باترسون شخصيا.

على مفترق طريق

ونقلت صحيفة ‘واشنطن بوست’ عن احد قيادي الاخوان قوله انهم الان يواجهون خيارا قاتما وهو العودة الى سنوات القمع والسجن. فالحركة التي عاشت في فترات اتسمت بالقمع او التعايش السلمي، فقد تركت مجزرة الاثنين اعضاءها يشعرون بالسخط والغضب ويخشى المحللون ان تتحول الحركة الى خيار العنف بعد ان دخلت في العملية السياسية ونقلت عن احد مسؤولي الاخوان وهو يحيى حامد قوله ان ‘النظام الجديد يريد ارسال رسالة واضحة انه مصر على القتل والاعتقال واغلاق مؤسسات الحركة الاعلامية’. ومع ان حامد الذي عمل وزيرا ومتحدثا باسم الرئيس وغيره من قادة الحركة يؤكدون على المواصلة الا ان الحركة تعيش على مفترق طرق، فلا يزال الرئيس وعدد من مساعديه معتقلين في الحرس الجمهوري فيما اعتقل اخرون من قادة الاخوان واغلقت مؤسساتهم الاعلامية، وسربت السلطات الامنية اخبارا ان مؤسسات الاخوان التي اغلقت كانت تحتوي على كميات كبيرة من الاسلحة مخبأة فيها. وقد اصبح مسألة عودة الاخوان للعملية السياسية سؤالا يحتاج الاجابة عليه، وبحسب سمير شحاتة من جامعة اوكلاهوما ففي حالة اخراجهم من المعترك السياسي فقد يلجأ الاخوان للعنف. ولم يستبعد شحاتة عودة البلاد الى دوامة من العنف مثل تلك التي شهدتها اثناء عقد التسعينات والتي شنت فيها جماعة الجهاد حملة ضد الدولة والسياحة.

انقلاب وليس تصحيح مسار

وفي هذا السياق يرى يوجين روبنسون في’واشنطن بوست’ ان ما يجري في مصر ليس تصحيحا لمسار الثورة بل انقلابا عسكريا يعيد الجيش للسلطة كما كان في عهد مبارك. ويقول ان احدا يجب ان لا يكون محبا لمرسي والاخوان المسلمين كي يعرف ما فعله الجيش عندما خرج حشد هائل ممن نصبوا انفسهم ‘معتدلين’ للاحتجاج على حكم مرسي. فقد كان بامكان الجنرالات دعم النظام الديمقراطي الجديد في مصر وبدلا من ذلك اختاروا التصرف لحماية مصالحهم. وبالمقابل حاول مرسي حماية النظام المدني لكنه كان ساذجا في فهمه ان الجنرالات سيتنازلون بسهولة. واشار الكاتب الى قرار مرسي الدستوري الذي اجبر تحت الضغط الشعبي للتنازل عنه، ومع ان الدستور كتب بلغة اسلامية الا ان الاستفتاء عليه كان نزيها.

هيئة سورية معارضة تدين الحصار المفروض على حلب

انفجاران عنيفان في مخيم اليرموك واشتباكات في حمص

دمشق ـ د ب أ: قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن تفجيرين عنيفين هزا مخيم اليرموك بضواحي العاصمة السورية دمشق نتيجة استهداف قوات المعارضة لنقاط تمركز القوات النظامية في المخيم.

وذكر بيان صادر عن المرصد تلقت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه، أن التفجيرين حصلا في ‘شارع فلسطين’، مشيرا إلى ‘أنباء عن خسائر بشرية في صفوف قوات النظام’.

وأضاف المرصد أن الاشتباكات بين قوات النظام السوري وقوات المعارضة السورية تجددت في حي ‘الخالدية’ والأحياء القديمة بحمص في محاولة من قوات النظام لاقتحام هذه الأحياء بالتزامن مع تعرضها للقصف.

وأوضح المرصد أن اشتباكات بين الطرفين دارت كذلك في بلدة ‘القريتين’ بريف حمص وفي محيط ‘المستشفى الوطني’ وحي ‘درعا البلد’ في مدينة درعا وفي مدينة ‘داريا’ بريف دمشق.

من جهة أخرى، تعرضت منطقة ‘الحولة’ وبلدتا ‘الدارة الكبيرة’ و’تلبيسة’ ومدينة ‘الرستن’ في ريف حمص وبلدة ‘سحم الجولان’ في درعا ومدينة ‘الطبقة’ بمحافظة الرقة وأطراف مدينة الرقة وبلدتا ‘كفرنبودة’ و’قلعة المضيق’ وقرية ‘الحويجة’ في ريف حماة وقرى ناحية ‘ربيعة’ بريف اللاذقية ومدينتا ‘دوما’ و’داريا’ ومناطق في ‘الغوطة الشرقية’ بريف دمشق وقرية ‘الحسينية’ بريف دير الزور إلى قصف من قبل قوات النظام السوري، بحسب ما نقل المرصد.

إلى ذلك،ذكر المرصد أن نحو 110 أشخاص سقطوا أمس في سورية،منهم 57 مدنيا وما لا يقل عن 25 من قوات النظام السوري.

الى ذلك أدانت ‘هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي’ المعارضة في سورية الحصار المفروض على مدينة حلب من قبل ‘طرفي الصراع′، داعية إلى فك الحصار عن المدينة.

وذكر بيان صادر عن الهيئة اليوم الثلاثاء تلقت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه، أن مدينة حلب تتعرض ‘لحصار خانق من قبل طرفي الصراع′، محذرا من ‘كارثة إنسانية وشيكة’ في المدينة.

وقال: ‘لا يسمح بإدخال المواد التموينية وخصوصا الغذائية منها وكذلك المواد الإسعافية’ إضافة إلى انقطاع الكهرباء والماء عن المدينة.

بوادر إيجابية في قضية المختطفين اللبنانيين بأعزاز

سيتم الإفراج عنهم على دفعتين

بيروت: كارولين عاكوم

بعد سنة وشهرين على اختطافهم على أيدي عناصر من لواء عاصفة الشمال بمنطقة أعزاز في محافظة حلب (شمال)، وما رافق القضية من مد وجزر طوال هذه الفترة، يبدو أن بوادر إيجابية بدأت تلوح في الأفق مع أنباء عن إمكانية الإفراج عن اللبنانيين الشيعة التسعة المختطفين على دفعتين، مقابل إطلاق سراح النظام السوري عددا من المعتقلات السوريات في سجونه.

وأكّدت مصادر مطلعة على القضية لـ«الشرق الأوسط» أن المدير العام للأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم الذي يتولى مهمة التفاوض مع الخاطفين، وكان قد رفض هذا العرض، أي الإفراج عنهم على مرحلتين، متمسكا بشرط إطلاق سراح الجميع دفعة واحدة، عاد وقبل به لعله يشكّل بادرة حسن نية، وأن تلي هذه الخطوة خطوة أخرى تتمثل بالإفراج عن الآخرين.

وأكد الشيخ عباس زغيب رئيس لجنة أهالي المخطوفين، لـ«الشرق الأوسط»، أن الأجواء إلى الآن إيجابية، والمعلومات التي حصلوا عليها من اللواء إبراهيم تشير إلى احتمال الإفراج عن عدد منهم في بداية شهر رمضان المبارك، مبديا ثقته التامة بما يقوم به المدير العام للأمن العام، وبأن سير عملية المفاوضات هذه المرة مع الجهة الخاطفة ومع الأتراك يأخذ منحى أكثر جدية وإيجابية. وهذا ما لفت إليه أيضا، أدهم زغيب، نجل أحد المخطوفين في أعزاز، قائلا لـ«الشرق الأوسط»: «التقينا صباح اليوم (أمس) مع اللواء إبراهيم الذي يعمل على القضية منذ فترة، ولمسنا منه بوادر إيجابية، عن احتمال الإفراج عن عدد منهم في الأيام القليلة المقبلة، على أن يتم الإفراج عن البقية في مرحلة لاحقة ليست ببعيدة».

وفي حين أشارت بعض المعلومات الصحافية إلى أن الصفقة الأولى ستشمل 4 أو 5 من المخطوفين، ولفتت معلومات أخرى إلى أنها لن تتجاوز الاثنين أو الثلاثة، أكد أدهم زغيب أنه إلى الآن لم يتم إعلامهم بالوقت المحدد ولا بعدد المخطوفين المنوي الإفراج عنهم أو هوياتهم.

وكان اللواء إبراهيم قد بدأ مهمة التفاوض مع الجانب التركي من جهة ومع النظام السوري الذي قبل السير بالصفقة من جهة أخرى، في بداية شهر مايو (أيار) الماضي، وذلك بعدما تسلّم لائحة بـ371 اسما لمعتقلات في السجون السورية من الخاطفين الذين طالبوا بإطلاق سراحهن مقابل الإفراج عن اللبنانيين. وتبيّن فيما بعد أن العدد الحقيقي لهؤلاء السجينات هو 81 على اعتبار أن أسماء الأخريات إما مكررة، أو لسن معتقلات في السجون السورية.

الجالية السورية تعلن الحياد إزاء ما يجري في مصر

بعد فرض القاهرة قواعد جديدة على الراغبين في زيارة أراضيها

القاهرة: «الشرق الأوسط»

أعلن أكثر من 20 جمعية وتجمعا سوريا من أبناء الجالية السورية أمس أنها تقف على مسافة واحدة من طرفي النزاع في مصر، ودعت السوريين المقيمين في مصر إلى عدم المشاركة في أي مظاهرات. وجاء في بيان الجالية السورية في مصر أنها تقدر «عاليا تطلعات الشعب المصري الشقيق في تحقيق مطالبه وأهدافه في الحرية والكرامة، ونثمن هذه الحرية التي يتمتع بها في التعبير عن نفسه وأهدافه دون خوف من مصير مشابه لما يعانيه أهلنا في سوريا». وأضاف البيان: «لم نكن ولن نكون طرفا في الأزمة السياسية الحاصلة الآن في الشارع المصري الذي نحترم كامل خياراته، وإننا لم ولن نحتشد تأييدا لهذا الفريق المصري أو ذاك، وكل سوري يشارك في أي اصطفافات سياسية مصرية يعبر عن شخصه ويتحمل تبعاته القانونية».

وأشار البيان إلى أن الجالية السورية «تدين أية تدخلات فردية أو حزبية سورية في الشأن الداخلي المصري، ونعتبرها مسؤولية الجهة التي أقدمت عليها، ونهيب بكافة القوى والتيارات والأحزاب السياسية المصرية عدم الزج بالجالية السورية فيما يحدث الآن في الشارع المصري بسبب تصرف فردي (قد يحدث) وعدم الالتفات للحملات الإعلامية غير المسؤولة، كما أننا نهيب بكافة أفراد الجالية السورية عدم المشاركة والحضور في أي مظاهرات مصرية».

واختتم البيان بالتأكيد على «التلاحم الشعبي المصري السوري المتطلع للحرية وبناء غد أفضل».

ومن الموقعين على البيان مكتب «سوريا الأحرار» في مصر، و«تنسيقية شباب الثورة السورية» بالقاهرة، ومؤسسة «زيتون»، و«تنسيقية الثورة السورية» في مصر، و«رابطة الرياضيين السوريين الأحرار»، و«تيار الكرامة الوطني»، و«تيار بناة المستقبل»، و«رابطة السوريات» وغيرها.

ويأتي هذا البيان بعد أن فرضت مصر قواعد جديدة على السوريين الراغبين في زيارة أراضيها، تلزمهم تقديم طلبات مسبقة للحصول على تأشيرات دخول، بحسب ما أفادت القنصلية المصرية في بيروت أمس. وتأتي الخطوة وسط اضطرابات غير مسبوقة في مصر التي تشهد أعمال عنف منذ عزل الجيش الرئيس محمد مرسي بعد مظاهرات حاشدة معارضة له.

وأفاد مصدر في القنصلية أن «ثمة قرارا من القاهرة يلزم أي سوري راغب في زيارة مصر، بتقديم طلب للحصول على تأشيرة دخول في السفارة المصرية»، مضيفا أن «القرار (بمنح التأشيرة) يتخذ في غضون عشرة أيام إلى 15 يوما من تاريخ تقديم الطلب»، ومشيرا إلى أنه دخل حيز التنفيذ أول من أمس.

أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية بدر عبد العاطي حصول التغيير، مشيرا إلى أن الاضطرابات الحادة دفعت في اتجاهه. وقال أمام الصحافيين في القاهرة أمس: «بسبب الوضع الانتقالي الحالي (في مصر)، السوريون مرحب بهم، لكن عليهم نيل تأشيرة دخول»، مشددا على أن الخطوة «هي لفترة انتقالية بسبب الوضع الراهن».

وأضاف المتحدث في بيان أن هذا القرار «لا يؤثر بأي حال على الموقف المصري المبدئي الداعم للثورة السورية ولنضال الشعب السوري بتنوعه وفئاته وقواه السياسية المختلفة، التي تسعى إلى تحقيق آمال وتطلعات مشروعة في ديمقراطية تعددية تراعي حقوق جميع السوريين وتؤمن لهم حياة كريمة بصرف النظر عن عرقهم أو دينهم أو مذهبهم».

وشدد المتحدث على أن مصر «ستمضي في موقفها (إزاء الثورة السورية) بكل إمكاناتها كما كان عهدها دائما». وطلب المتحدث من «السوريين الذين يقيمون في مصر أو يرغبون في الإقامة فيها ضمن الإطار القانوني للدولة المصرية أن يراعوا الموقف الأمني الذي تمر به البلاد حاليا وأن يتفهموا طبيعة هذا الإجراء الذي لا ينتقص من العلاقة التاريخية بين الشعبين المصري والسوري الشقيقين أو ما تقدمه مصر من تسهيلات للأشقاء السوريين الموجودين في مصر».

وتفيد أرقام الأمم المتحدة أن نحو 90 ألف لاجئ سوري مسجلون في مصر التي لجأوا إليها هربا من النزاع في بلادهم. لكن يعتقد أن الرقم الفعلي أعلى بكثير، وذلك مرده إلى أن السلطات المصرية لم تكن تلزم السوريين بالحصول على تأشيرات.

وقال المعارض السوري البارز هيثم المالح إنه انتظر بعض الوقت في مطار القاهرة، قبل سماح السلطات المصرية له بدخول القاهرة، أول من أمس، مشيرا إلى أنه رأى «نحو 25 عائلة سورية تنتظر الترحيل».

وعبر المالح، وهو عضو الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الذي يتخذ من القاهرة مقرا، عن تفاجئه من الخطوة «لا سيما أنها صادرة عن مصر، وهي دولة شقيقة لسوريا». وأشار إلى أن الائتلاف يعمل على إقناع السلطات بالعودة عن قرارها.

موسكو تسلم الأمم المتحدة دلائل عن استخدام المعارضة السورية للـ«الكيماوي»

نظام الأسد يدعو أكي سيلستروم لزيارة دمشق

نيويورك: «الشرق الأوسط»

اتهم فيتالي تشوركين مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة أمس الجيش السوري الحر باستخدام غاز السارين في 19 مارس (آذار) ببلدة خان العسل في محافظة حلب (شمال)، مؤكدا أن بلاده قدمت إثباتات حول ذلك للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.

وقال تشوركين للصحافيين، إن «بلاده سلمت منذ لحظة (أمس) للأمين العام نتائج تحليل عينات أخذها الخبراء الروس في مكان سقوط القذيفة في خان العسل»، مضيفا: «أريد أن أشدد على أننا حصلنا عليها مباشرة ليس من خلال طرف ثالث»، في إشارة إلى صحافيين روس عاينوا المكان في شهر أبريل (نيسان) الماضي.

ونوه المندوب الروسي إلى أن «العينات تم تحليلها في مختبر روسي مؤيد رسميا من قبل منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، وتم التخليص بالدقة أنه في 19 مارس الماضي أطلق المتمردون قذائف غير موجهة من طراز «بشائر 3» باتجاه خان العسل الخاضعة لسيطرة الجيش السوري، مشيرا إلى أن نتائج التحليل أكدت بشكل واضح أن الذخائر التي استخدمت في خان العسل، تم إنتاجها على نطاق غير صناعي. يشار إلى أن نظام الرئيس بشار الأسد دعا أول من أمس رئيس فريق الأمم المتحدة للتحقيق في الأسلحة الكيماوية أكي سيلستروم لزيارة دمشق لمناقشة المزاعم المتعلقة باستخدام أسلحة محظورة، لكنها قالت، إنها «لن تقدم تنازلات بشأن دخول فريق التفتيش».

وقال السفير السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري للصحافيين، إن «الدعوة وجهت أيضا إلى أنغيلا كين مسؤولة نزع السلاح بالأمم المتحدة لزيارة سوريا لإجراء محادثات عن تحقيق الأمم المتحدة بشأن استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا».

ولم يستطع فريق سيلستروم دخول الأراضي السورية حتى الآن لأن حكومة الأسد لا توافق إلا على دخوله مدينة حلب حيث تبادل جانبا الصراع الاتهامات باستخدام أسلحة كيماوية.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون حث سوريا على أن تتيح لسيلستروم الدخول بلا أي قيد من أجل التحقيق في كل الحوادث المتصلة باستخدام الأسلحة الكيماوية لكن نظام الأسد يريد أن يقتصر فريق الأمم المتحدة على إجراء تحريات بشأن حادث وقع في حلب في مارس وألا يشمل أماكن أخرى أبلغت بريطانيا وفرنسا بها.

ومن المتوقع أن يقدم سيلستروم تقريرا مبدئيا هذا الشهر. ويقول مبعوثو الأمم المتحدة إن التقرير قد يكون شفهيا ولن يكون على الأرجح قاطعا لأنه من المتعذر عليه أن يصدر تقييمات محددة بشأن سلسلة الإيداع للعينات التي تلقاها من بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة.

الحر أعلن بدء معركة تحرير مناطق بالعاصمة

النظام يقصف دمشق واشتباكات بمخيم اليرموك

                                            قال ناشطون إن قوات النظام السوري قصفت اليوم حيي القابون والعسالي في دمشق حيث تدور اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والجيش السوري الحر الذي بدأ معركة سماها “عاصفة الجنوب” للسيطرة على مخيمي فلسطين واليرموك وحي التضامن بالعاصمة دمشق.

قد قالت لجان التنسيق المحلية إن قوات النظام السوري قصفت حيي القابون والعسالي في دمشق وبلدة سبينة في ريف دمشق، مشيرة إلى أن القصف أسفر عن تدمير المئذنة الأخيرة الباقية في حي القابون، وألحق دمارا بمباني المدنيين.

وذكرت شبكة شام الإخبارية أن اشتباكات عنيفة تدور حاليا في مخيم اليرموك بين قوات النظام والجيش الحر الذي أعلن بدء معركة “عاصفة الجنوب” بهدف بسط السيطرة على مخيمي فلسطين واليرموك وحي التضامن، حيث تمكن من السيطرة على حاجز في شارع فلسطين وعلى مبنى الأحوال المدنية في اليرموك.

وامتدت المعارك أيضا إلى حيي تشرين وبرزة، بينما أكدت شبكة شام أن الجيش الحر استهدف تجمعات قوات النظام على أطراف حي جوبر بقذائف الهاون.

في غضون ذلك قال اتحاد تنسيقيات الثورة في سوريا إن صاروخ أرض أرض سقط في ريف دمشق أمس الثلاثاء، فيما واصلت القوات النظامية قصفها على مدن وبلدات عدة حول دمشق.

وأكد اتحاد تنسيقيات الثورة سقوط صاروخ أرض أرض بالغوطة الشرقية في ريف دمشق، كما وثقت شبكة شام استمرار القصف من الطيران المروحي على مدينة قارة، تزامنا مع قصف مدفعي على مدن وبلدات عدة منها دوما وعربين ومعضمية الشام وداريا وحرستا وزملكا والزبداني.

وقالت الشبكة إن قوات النظام فجرت عدة منازل قرب بلدة حرستا، بينما وقعت عدة اشتباكات في معضمية الشام وداريا والقاسمية، كما استهدف الجيش الحر مقار قوات النظام وحزب الله ولواء أبو الفضل العباس في مدينة السيدة زينب بالدبابات.

قصف حمص

من جهة أخرى، دخل قصف النظام المتواصل على حمص القديمة يومه الثاني عشر مخلفا دمارا كبيرا في معظم أحياء المدينة، بينما يواصل الثوار تصديهم لقوات النظام المدعومة بقوات حزب الله لمنعها من اقتحام الأحياء المحاصرة.

وبث ناشطون أمس الثلاثاء صورا تظهر سقوط القذائف الصاروخية في ساحة ومحيط مسجد الصحابي خالد بن الوليد في حي الخالدية بحمص، كما أفادت شبكة سوريا مباشر بأن القصف شمل أيضا بلدات الدار الكبيرة وتلبيسة والحولة في ريف حمص.

وفي تقرير بثته رويترز، اشتكى العديد من أهالي حلب من الحصار الذي تفرضه بعض الكتائب المسلحة للمعارضة على مناطق في الريف الشمالي بهدف قطع طرق الإمداد لقوات النظام، حيث أدى قطع الطرق إلى نقص الطعام لدى نحو مليوني نسمة في القسم الغربي من مدينة حلب.

ورغم قطع هذه الطرق منذ أشهر، أصبحت ندرة الغذاء مشكلة خطيرة هذا الأسبوع عندما قرر الثوار منع المدنيين أنفسهم من عبور أحد الطرق السريعة، ويقول أحد المقاتلين في حلب إن الحصار على السكان لم يكن مقصودا لكنه إجراء لا بد منه لقطع الطريق على جيش النظام.

وقالت شبكة شام إن عدة قذائف سقطت في أحياء حلب الجديدة التي تخضع لسلطة النظام، بينما استهدف الجيش الحر تجمعات قوات النظام في حيي صلاح الدين والأشرفية ومنطقة جبل شويحنة وفي مباني البحوث العلمية.

وأضافت أن الجيش الحر قصف مواقع لقوات النظام والقوات الموالية لها في بلدتي نبل والزهراء بريف حلب الشمالي بالمدفعية والصواريخ محلية الصنع، وأنه نجح في السيطرة على أجزاء من بلدة خان العسل.

أطفال حمص يعانون الجوع في أول أيام رمضان

المدينة تتعرض لقصف مركز من قبل الجيش السوري منذ 12 يوماً

دبي – قناة العربية

أكد نشطاء سوريون لقناة “العربية” أن أطفال حمص، التي تتعرض لقصف مركز منذ 12 يوماً، يعانون نقصا شديدا في المواد الغذائية خلال أول أيام شهر رمضان، الأربعاء 10 يوليو/تموز.

وقالت أم سورية إنها لا تجد سوى بعض الحبوب التي تطهوها لأطفالها، ودعت المسلمين لمساعدة الشعب السوري.

وذكر الناشط، بيبرس التلاوي، أن 14 حيا في المدينة تخضع لحصار خانق منذ حوالي 400 يوم، وسط انقطاع للمياه والكهرباء، وصعوبة في دخول المواد الغذائية.

وتسبب القصف المستمر للأحياء السكنية في المدنية في اشتعال الحرائق بالمباني والمحال التجارية. وقال أحمد جربا، رئيس الائتلاف السوري المعارض، خلال لقائه وزير الخارجية التركي، أحمد داوود أغلو، في أنقرة، إنه بناء على طلب من أهالي حمص المحاصرة، تم الطلب من أصدقاء الشعب السوري الضغط على النظام السوري في سبيل إتمام الهدنة خلال شهر رمضان، وخاصة أن حمص تتعرض إلى كارثة إنسانية .

معتقل سابق لدى الشبيحة يروي تفاصيل المتاجرة بالموقوفين

شخصان يتوليان التواصل مع الأهل لطلب المال منهم مقابل الإفراج عن المعتقل

دبي – قناة العربية

كشف إيهاب المعري، أحد المعتقلين السابقين لدى الشبيحة في سوريا، تفاصيل متاجرة الشبيحة السوريين بالمعتقلين، متحدثاً عن وجود شخصين مسؤولين عن عمليات البيع والشراء.

وأوضح في حديثه لقناة “العربية الحدث” أن الشخصين اللذين يتوليان مهمة المتاجرة بالمعتقلين هما محمد وليد هرموش، وهو من ادلب، وأبو بسام، وهو مجرم شهير في محافظة ادلب أيضاً، حيث كان “يدير” حاجزا للشبيحة، بمساعدة أولاده.

وأكد المعري أنه عندما كان يلحظ هؤلاء وجود شخص غريب من خارج ادلب كانوا يختطفونه على الفور، ويعمل ابو بسام، الذي ينتمي الى جهاز أمن الدولة في سوريا، على التحري عن عائلة الشخص الغريب لمفاوضتهم.

وقال إن تهماً كثيرة كانت توجه للمعتقل، كما كان يتم الادعاء بأن هذا الشخص مسلح ومجرم وإرهابي. وأقر أنه تحت الضرب والتعذيب يعترف المعتقل بأشياء كثرية وجرائم لم يرتكبها أساسا.

وتحدث المعري عن أحد الأشخاص الذين كانوا معتقلين معه والذي مات من شدة التعذيب. كما روى قصة شاب آخر دفع أهله المبلغ المطلوب من الشبيحة، وهو مليون ليرة سورية، إلا أن المعري قال إنه يجهل مصير هذا الشاب، أي أن سلم لأهله أم لا، كون الشبيحة نقلوا المعري الى معتقل آخر، خلال عملية التفاوض.

دمشق مدينة الحواجز تستقبل رمضان بغلاء مذهل وتفتيش يومي

معظم أحياء دمشق بعيدة نسبياً عن أعمال العنف إلا أن حياة سكانها تصعب يوماً بعد يوم

دبي – قناة العربية

يتأزم الوضع المعيشي في جميع أنحاء سوريا كما العاصمة دمشق عشية حلول شهر رمضان المبارك، مع تدهور قيمة الليرة السورية إلى مستوى غير مسبوق، رغم أنها تعيش أوضاعا أمنية جيدة مقارنة بمناطق أخرى كحمص وحلب.

يواجه أبو فادي أحد سكان دمشق والأب لطفلين صعوبة في تأمين المتطلبات اليومية لأسرته، فالمعارك الدائرة رفعت الأسعار بشكل جنوني حسب ما يقول السكان.

رغم أن الكثير من أحياء دمشق بعيدة نسبياً عن أعمال العنف اليومية، إلا أن حياة سكانها تصعب يوماً بعد يوم.

ويصر أبو علي على تفتيش جميع السيارات المارة قرب جسر الثورة أحد أكثر المناطق ازدحاما في دمشق، ويقول إن الحواجز تساعد قوات النظام على بسط الأمن هنا.

لكن السكان الذين يمضون أحيانا أكثر من ساعتين لتجاوز إجراءات التفتيش التي تقوم بها قوات النظام يقولون إنها صعبت حياتهم اليومية، خاصة مع حلول شهر رمضان، ورغم كثرتها لم تمنع السيارات المفخخة من الانفجار او قذائف الهاون العشوائية من السقوط.

كان محمد يقود حافلة نقل ركاب بين دمشق وحمص ، لكنه يقول إن هذه المهمة اصبحت مستحيلة مع اشتداد المعارك في الريف .

كانت دمشق تسهر على مدار الساعة خاصة في شهر رمضان والاعياد لكن سكانها هذا العام سيقدمون على اختيار المقاهي ووسائل الترفيه القريبة من منازلهم في وقت تشتد فيه المعارك في أحياء لا تبعد سوى كيلومترات قليلة عنهم الجربا: طالبنا أصدقاء سوريا بالضغط للقبول بالهدنة

واشنطن ترفض التأكيدات الروسية بشأن استخدام المعارضة سلاحاً كيماوياً

العربية نت

قال أحمد جربا رئيس الائتلاف السوري المعارض خلال لقائه وزير الخارجية التركي أحمد داوود أغلو في أنقره إنه بناء على طلب من أهالي حمص المحاصرة تم الطلب من أصدقاء الشعب السوري أن يضغطوا على النظام السوري في سبيل إتمام الهدنة خلال شهر رمضان، خاصة أن حمص تتعرض إلى كارثة إنسانية.

وقال جربا “نحن طلبنا من أصدقائنا وأصدقاء الشعب السوري الضغط على النظام في سبيل أن تتم الهدنة في هذا الشهر الفضيل، لأن حمص تتعرض لكارثة إنسانية، ونحن في أول شهر رمضان”.

وفي سياق منفصل، رفضت واشنطن التأكيدات الروسية بشأن استخدام مقاتلي المعارضة سلاحاً كيماوياً في خان العسل في حلب.

وكان النظام السوري قد دعا رئيس فريق الأمم المتحدة للتحقيق في الأسلحة الكيماوية لزيارة دمشق لمناقشة المزاعم المتعلقة باستخدام أسلحة محظورة في الصراع السوري.

ودعا السفير السوري في الأمم المتحدة بشار الجعفري كلا من رئيس فريق التحقيق آكي سيلستروم ومسؤولة نزع السلاح في الأمم المتحدة أنجيلا كين لإجراء محادثات عن التحقيق المنتظر بشأن استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا، وقال إن لجنة التحقيق الدولية بشأن استخدام الأسلحة الكيماوية في الصراع السوري مدعوة إلى دمشق للتفاوض وليس للعمل.

وأكدت دمشق أن هذه الدعوة لا تعني تقديم تنازلات بشأن دخول الفريق إلى سوريا أو السماح له بالعمل بحرية.

لكن لجنة التحقيق تقول إنها تحتاج للدخول لمناطق عدة في حلب وحمص ودمشق وريفها للتحقيق في أكثر من عشر حوادث استخدام للأسلحة المحظورة في أنحاء مختلفة من سوريا.

متهم سوري يقر بتلقي أموال من الإخوان لإطلاق الرصاص

الباحث أحمد عطا يؤكد وجود مئات الآلاف من إخوان سوريا في مصر

دبي – قناة العربية

ذكرت صحيفة “الأهرام” المصرية، الأربعاء 10 يوليو/تموز، أن متهماً سورياً أقر بدفع الإخوان المسلمين أموالاً له مقابل إطلاق النار على المعارضين.

وفي تصريحات لقناة “العربية الحدث”، أكد الباحث أحمد عطا، المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية، أن التدريبات العسكرية تعد نسقاً رئيسياً لعناصر جماعة الإخوان، التي تمتلك أجنحة عسكرية منظمة ومسلحة ومدربة، وذلك حتى قبيل وصول مرسي إلى الحكم.

وقال إن جماعة الإخوان على اتصال بمكاتب تابعة بها في دول التعاون الخليجي والأردن والجزائر للتنسيق معهم.

وأكد أنه فور عزل مرسي، صدرت الأوامر من قيادة الإخوان للتنظيمات المسلحة التابعة لها، والتي يطلق عليها “الألوية الخضراء”، وهي عبارة عن 21 جناحا عسكريا تلقوا تدريبا في صحراء بني سويف قبيل عزل مرسي، على حد تصريحاته.

وقال إن المتهم بإلقاء صبية من أعلى بناية بمحافظة الإسكندرية خلال الأيام الماضية، محمود حسن رمضان هو أحد قيادات “الألوية الخضراء” التابعة للإخوان في محافظة الإسكندرية.

وأكد أن عدد أعضاء الجالية السورية في مصر حوالي 150 ألف أسرة، منهم ما يقرب من 45 ألف أسرة من الإخوان، تولى النظام السابق في مصر رعايتهم وتقديم الدعم لهم من منطلق الولاء التنظيمي.

ريف إدلب يئن تحت القصف في رمضان

القتال دمر أجزاء واسعة من إدلب

محمد جمعة جبالي – ريف إدلب – سكاي نيوز عربية

يطل شهر رمضان على أهالي ريف إدلب هذا العام في ظل ظروف فرضت على مواطنيه صعوبات جمة، أثرت عليهم من مختلف الجوانب. إذ تسيطر على بلدات وقرى المنطقة ظروف معيشية صعبة بسبب انقطاع الكهرباء وتعطل شبكات الاتصالات، في ظل استمرار القصف العشوائي العنيف.

فالقوات الحكومية تقصف قرى وبلدات ريف إدلب بشكل عشوائي على مدار اليوم، بحيث لا تخلو قرية أو بلدة من آثار دمار جراء هذا القصف.

وشهدت أولى ليالي رمضان ريف محافظة إدلب انقطاع الكهرباء، وأدى الأهالي صلاة القيام تحت جنح الظلام، في حين كان يسمع صوت القصف العشوائي في قطاعات كبيرة من هذا الريف.

إلا أن المشهد كان مختلفا في صباح أول أيام رمضان، إذ اكتظت الأسواق بالناس لشراء احتياجاتهم قبل أن يبدأ القصف كالمعتاد بعد وقت الظهيرة.

ولرمضان تأثير مختلف على سكان بلدات وقرى ريف إدلب، إذ يميل الأهالي إلى قضاء الليل في مناقشة أوضاعهم المعيشية وتحديد أماكن القصف الذي وقع على مدار اليوم.

ودعما للفقراء يخرج بعض القادرين والمغتربين أموال الزكاة في هذا الشهر، ما ينعكس إيجابا على أحوال المحتاجين.

وقد لجأت بعض الأسر إلى إقصاء أطعمة معينة اعتادوا تناولها في رمضان، نتيجة لارتفاع الأسعار وعدم توافر المواد التي تستعمل لتحضيرها.

ولم يعد هم الناس في ريف إدلب متابعة الدراما السورية كما في السابق، وذلك سواء بسبب انقطاع الكهرباء أو الحالة النفسية جراء الحرب.

أما الأطفال، فقد اختفت بهجتهم وغابت ابتساماتهم، بعد أن فقدت كثير من الأسر معيلها، لاسيما هذا العام مقارنة بعدد ضحايا العام الماضي.

رمضان.. والمقاتلون

ويستعد مقاتلو المعارضة المسلحة للقيام ببعض العمليات العسكرية على مختلف الجبهات خلال رمضان، إذ يسعون إلى تشديد قبضتهم على الطريق الدولي الواصل بين إدلب واللاذقية بعد أن سيطروا على ما يصل إلى 5 كيلو مترات منه، وفقا لناشطين.

من جهته أوضح قائد لواء درع الجبل، خالد أبو حسون، أن مقاتلي الجيش الحر سيسعون خلال رمضان لاقتحام معسكر القرميد، الذي يعد بوابة عبور لمدينة إدلب، في إطار حصار المعارضة المسلحة للمدينة التي تتمركز داخلها قوات حكومية.

ويقول مؤسس لواء ثوار إدلب، عبد المجيد الخطيب، لـ”سكاي نيوز عربية” إن “رمضان ينعكس على الحالة النفسية للمقاتلين بشكل إيجابي، بسبب اقتران الانتصارات بهذا الشهر، كما يكون الناس أقرب إلى الله في هذا الشهر عن باقي السنة”.

وأضاف أن قسما من المقاتلين يأخذ بالرخصة الشرعية، إذ يباح لهم الإفطار أثناء وجودهم في أماكن الاشتباكات. وأوضح أن رمضان العام الماضي شهد اشتباكات عنيفة في مدينة كفرنبل، واستمرت لخمسة أيام انتهت بنصر كبير للمقاتلين.

تراجع الليرة

يعاني السوريون مع بداية شهر رمضان من ارتفاع الأسعار الأساسية في ظل تراجع الليرة السورية بشكل مستمر أمام الدولار، حتى بات المواطنون عاجزين عن تدبير احتياجاتهم اليومية.

وقالت إحدى سيدات بلدة البارة بريف إدلب لـ”سكاي نيوز عربية” إن “الأسعار كانت في السابق زهيدة، حتى هبطت الليرة السورية وصار سعر كيلو الدجاج بـ500 ليرة”.

وذكر أحد الأهالي بالأسواق أن “وضع الليرة أصبح صعبا بعد أن بات التجار يطلبون التعامل بالدولار بدلا من الليرة السورية”. وقد دفعت مخاوف انهيار الليرة السورية المواطنين إلى شراء الدولار، ما أدى إلى هبوطها المستمر.

وتراجع مستوى معيشة ملايين السوريين وانعدمت قدرتهم الشرائية بسبب النزاع المتواصل في بلادهم منذ أكثر من عامين. وفي نفس السياق، يسوء الوضع شهرا بعد شهر، بعد فقد العديد من المواطنين وظائفهم وبخاصة في المناطق التي تشهد قتالا وأعمال عنف.

سوريا.. معارك ضارية بأول رمضان

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

استمرت الاشتباكات في العديد من المناطق السورية بين القوات الحكومية والمليشيات المؤيدة لها من جهة وبين الجيش الحر والفصائل المسلحة المعارضة الأخرى من جهة ثانية، محبطة الدعوة التي وجهها الأمين العام للأمم المتحدة بوقف القتال في شهر رمضان.

قتلى في ريف دمشق

وقتل طفل و4 نساء الأربعاء في قصف على مدينة الزبداني في ريف دمشق، حسبما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، في وقت تستمر المعارك العنيفة في مدينة حمص وسط البلاد.

وقال المرصد: “استشهد 5 مواطنين هم طفل و4 نساء، وأصيب آخرون بجروح إثر استهداف سيارة تقلهم في منطقة الشلاح التي تعرضت للقصف من القوات النظامية”، مشيرا إلى أنه “لم يتم التعرف على هوية القتلى حتى اللحظة بسبب تفحم الجثث”.

حصار حمص

وفي حمص، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن “اشتباكات بين الكتائب المقاتلة والقوات النظامية في حي باب هود (وسط المدينة)”، مشيرا إلى “أنباء عن سيطرة القوات النظامية على نقاط عدة” في الحي.

وقال الناشط يزن الحمصي إن قوات النظام “تدمر كل ما في حي الخالدية من أبنية. عشرات الأبراج داخل الحي أصبحت ركاما”.

وأشار إلى وجود “حالة من الذعر بين صفوف المدنيين” المتبقين في الأحياء المحاصرة (حوالى 800 عائلة، بحسب ناشطين)، وإلى “ارتفاع معدل الإصابات اليومي أضعافا، ما أدى إلى استهلاك ما توفر من مواد الإسعاف الأولية”.

كما تحدث عن “نقص كبير في المواد الغذائية والكهرباء” مع دخول شهر رمضان يومه الأول.

وقال صهيب العلي الناطق باسم جبهة حمص في هيئة أركان القوى الثورية والعسكرية إن مدينة حمص تتعرض للقصف لليوم الثاني عشر على التوالي، مشيرا إلى أن القصف استهدف “بشكل مباشر قبر خالد بن الوليد” حسب قوله.

ووصف العلي لـ”سكاي نيوز عربية” معاناة أهالي حمص في أول أيام رمضان، حيث قال إنهم “يأكلون الحشائش من الأرض ويشربون مياه غير صالحة للشرب”.

أزمة غذاء ودواء في حلب

وفي منطقة تسيطر عليها المعارضة في حلب، قال سكان الأربعاء إن معارضين سوريين أطلقوا النار في الهواء لتفريق مظاهرة نظمها مدنيون احتجاجا على حصار يمنع وصول الأغذية والأدوية لأجزاء في المدينة الشمالية.

وأظهرت لقطات بثها المكتب الإعلامي للمعارضة في حيبستان القصر رجالا عند الاحتجاج وهم يرددون عبارة “الشعب يريد إنهاء الحصار”، وسمع صوت إطلاق أعيرة خرطوش وطلقات نار مع انتهاء الفيديو، الذي لا يمكن التأكد من صحته.

وكتب على لافتة يعرضها المعارضون عند نقطة تفتيش بستان القصر، أن الأغذية والأدوية والزيت ومنتجات خاصة بالأطفال والحليب والخضراوات واللحوم والخبز ممنوعة تماما من العبور.

ويقول سكان في غرب حلب إن أسعار السلع الغذائية قفزت أكثر من 10 أمثال المستويات الأصلية، وإن السلع الأساسية مثل الخبز والدقيق أصبح من الصعب العثور عليها.

ويقول مدنيون إنهم يقومون بتخزين الأغذية مثل البرغل والأرز.

وقتل في أعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا الثلاثاء 81 شخصا، بحسب المرصد السوري الذي يقول إنه يعتمد للحصول على معلوماته، على شبكة واسعة من المندوبين والمصادر الطبية المدنية والعسكرية.

السلاح الكيماوي

من ناحية ثانية، رفضت الولايات المتحدة الأميركية الثلاثاء الاتهامات التي وجهتها موسكو إلى مقاتلي المعارضة السورية باستخدام سلاح كيماوي في هجوم استهدف في مارس الماضي بلدة في ريف حلب وذهب ضحيته 26 قتيلاً، بينهم 16 جندياً سورياً.

وكان السفير الروسي لدى الأمم المتحدة، فيتالي تشوركين، قال إن بلاده تملك أدلة على أن المعارضين السوريين قصفوا في 19 مارس بلدة خان العسل بصواريخ تحتوي على مادة غاز السارين، مشيراً إلى أنهم استخدموا “قذيفة من نوع بشار 3″، والعينات التي جمعت في موقع خان العسل بعد ذلك الهجوم تم تحليلها في مختبر روسي مختص بالأسلحة الكيماوية.

وأكد تشوركين أن “النتائج تشير بوضوح إلى أن القذيفة كانت مليئة بغاز السارين”، إلا أنه رفض التكهن بشأن كيفية حصول المعارضة على هذا السلاح الذي يتواجد في مخازن الاسلحة التابعة للقوات الحكومية.

معارضون سوريون يفتحون النار لتفريق احتجاج بشأن الاغذية

بيروت (رويترز) – قال سكان يوم الاربعاء ان معارضين سوريين أطلقوا النار في الهواء لتفريق مظاهرة نظمها مدنيون في منطقة تسيطر عليها المعارضة في حلب احتجاجا على حصار يمنع وصول الاغذية والادوية لاجزاء تسيطر عليها الحكومة في المدينة الواقعة بشمال البلاد.

ويمنع مقاتلو المعارضة دخول الامدادات الى غرب حلب منذ اسابيع. ويقول سكان ان هذا الاجراء يهدف الى اضعاف طرق الامدادات لقوات الرئيس بشار الاسد لكن الاف المدنيين يعانون الآن من الجوع.

وأظهرت لقطات فيديو نشرت على الانترنت يوم الثلاثاء عشرات المدنيين في حي بستان القصر الذي تسيطر عليه المعارضة يحتجون عند نقطة تفتيش للمعارضين تمنع الامدادات من دخول الجزء الغربي من المدينة الذي يقطنه مليونا نسمة ويسيطر عليه الجيش السوري.

ورغم ان مقاتلي المعارضة والجيش يسيطرون على أجزاء مختلفة من البلاد فانه يسمح للمدنيين عادة بالعبور بحرية للتسوق أو لقاء افراد العائلة والاصدقاء.

وأظهرت اللقطات التي وضعها المكتب الاعلامي للمعارضة في حي بستان القصر رجالا في المظاهرة وهم يرددون عبارة “الشعب يريد انهاء الحصار”. وسمع صوت اطلاق اعيرة خرطوش وطلقات نار مع انتهاء الفيديو.

وقالت جماعة نشطاء معارضين يطلق عليها شهداء حلب ان مقاتلي المعارضة أطلقوا النار على المحتجين وقتلوا شخصا واحدا واصابوا عدة اشخاص آخرين. لكن احد السكان عند مكان الاحتجاج قال ان الرجل قتل قبل الاحتجاج بنيران قناصة الجيش وهو يحاول العبور بين الاراضي التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة والاراضي التي تسيطر عليها الحكومة.

ولم يتسن لرويترز التأكد من التقرير بسبب القيود المفروضة على وسائل الاعلام في سوريا.

وقتل أكثر من 100 الف شخص في الصراع المستمر منذ أكثر من عامين في سوريا والذي بدأ بعدما اطلقت قوات الاسد النار على محتجين مطالبين بالديمقراطية مما ادى الى تمرد مسلح.

وتلقي المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان باللوم على المعارضين الذين يسيطرون الآن على العديد من المناطق في البلاد في انتهاكات مماثلة تشمل التعذيب والعقوبات المشددة التي تقضي بها المحاكم الدينية.

وتقول منظمات الإغاثة الإنسانية إن شحناتها يوقفها الجيش والمعارضون على حد سواء في العديد من أرجاء سوريا.

وقالت جين هاوارد المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي “نحن نواجه تحديات في توصيل المساعدات في مختلف ارجاء البلاد خاصة في المناطق المتنازع عليها.”

وقالت هاوارد إن البرنامج حاول ثماني مرات منذ أكتوبر تشرين الاول 2012 توصيل مساعات إلى المعضمية وهي ضاحية لدمشق يستهدفها قصف جوي ومدفعي.

ورغم أن المنطقة تبعد خمسة كيلومترات فقط من مستودعات البرنامج تقول هاوارد إن القوافل كانت إما “ترد على اعقابها او لا تحصل على موافقة على الدخول أو يطلق عليها النار.”

وفي حلب قدم البرنامج المساعدات لنحو 250 الف شخص في الاسابيع السابقة على شهر رمضان.

وقالت هاوارد انها تتمنى ان تكفي الاغذية السكان خلال رمضان إذا ما تعرضت حلب لظروف صعبة على نحو خاص.

وكتب على لافتة يعرضها المعارضون عند نقطة تفتيش بستان القصر ان الاغذية والادوية والزيت ومنتجات خاصة بالأطفال والحليب والخضروات واللحوم والخبز ممنوعة تماما من العبور.

ويقول سكان في غرب حلب ان اسعار السلع الغذائية قفزت أكثر من عشرة أمثال المستويات الاصلية وان السلع الاساسية مثل الخبز والطحين (الدقيق)أصبح من الصعب العثور عليها.

ويقول مدنيون انهم يقومون بتخزين اغذية مازالت متوفرة مثل البرغل والارز. ويقولون ان بعض الخضروات مازالت تباع في الاسواق.

من أوليفر هولمز

(إعداد لبنى صبري للنشرة العربية – تحرير عماد عمر)

مشرعون بريطانيون: رحيل الأسد يهدد بكارثة كيماوية

لندن (رويترز) – قال تقرير أعده مشرعون بريطانيون كبار ونشر يوم الاربعاء إن ترسانة سوريا الضخمة من الأسلحة الكيماوية يمكن أن تسقط في أيدي متشددين اذا أطيح بالرئيس بشار الاسد وهو ما يمكن أن يكون له تداعيات “كارثية”.

وقالت لجنة المخابرات والأمن بالبرلمان في تقريرها إنه ليس هناك شك لدى اجهزة المخابرات الخارجية البريطانية في أن سوريا تمتلك “مخزونات هائلة” من هذه الاسلحة التي تشمل غاز الخردل والسارين والريسين وغاز (في.اكس) أشد غازات الأعصاب فتكا.

وأضافت “هناك خطر كبير يتمثل في إمكانية وصول بعض مخزونات البلاد من الاسلحة الكيماوية الى أيدي جماعات لها صلة بالإرهاب في سوريا وأماكن أخرى بالمنطقة. اذا حدث هذا فإن العواقب يمكن أن تكون وخيمة.”

وأودى الصراع في سوريا بحياة 100 الف شخص وأجبر 1.7 مليون على الفرار الى خارج البلاد وأسفر عن تدمير أجزاء من سوريا لكن لم يتمكن العنف ولا الانهيار الاقتصادي من هز قاعدة قوة الأسد.

وقال رئيس المخابرات البريطانية للجنة إن هناك خطرا يتمثل في حدوث “انتشار مزعج للغاية (للأسلحة الكيماوية) عند سقوط النظام.”

وتواجه قوات الاسد ومقاتلو المعارضة الذين يسعون للإطاحة به منذ عامين اتهامات باستخدام الاسلحة الكيماوية.

وسوريا واحدة من سبع دول لم تنضم الى معاهدة وقعت عام 1997 تحظر الأسلحة الكيماوية.

وفي الشهر الماضي قالت الولايات المتحدة إن قوات الاسد استخدمت غاز السارين على نطاق محدود عدة مرات ضد مقاتلي المعارضة وقالت الحكومة البريطانية انها تتفق مع هذا التقييم.

وقال مندوب روسيا بالأمم المتحدة يوم الثلاثاء إن التحليل العلمي الروسي أشار الى ان مقاتلي المعارضة استخدموا ايضا غاز السارين في هجوم على مدينة حلب في مارس آذار.

وقال تقرير المخابرات البريطانية إن الأمر الاكثر إثارة للقلق بشأن موقف سوريا من الأسلحة الكيماوية هو الاتجاه لتخفيف القيود على استخدام هذه الأسلحة.”

وذكر التقرير ايضا أن رؤساء اجهزة المخابرات البريطانية يعتقدون أن جماعات مرتبطة بالقاعدة وأفرادا متشددين اكتسبوا خبرة في سوريا يمثلون اكبر تهديد للغرب.

وأضاف “استقطبت البلاد أعدادا كبيرة من الأفراد المتشددين بينهم أعداد كبيرة من بريطانيا واوروبا.”

وفي الاسبوع الماضي قال اكبر مسؤول بريطاني في مجال مكافحة الإرهاب إن الصراع في سوريا جمع أعدادا كبيرة من مقاتلي تنظيم القاعدة قرب اوروبا للمرة الأولى.

(إعداد دينا عادل للنشرة العربية- تحرير أحمد حسن)

36 سورياً يتعالجون في إسرائيل والتكاليف تدفعها وزارة الدفاع

القدس المحتلة – آمال شحادة

يواصل المستشفى الإسرائيلي، الذي أقامه الجيش في المنطقة المحاذية للحدود في الجولان السوري المحتل، استقبال مصابين سوريين يصلون إلى السياج الحدودي يطلبون علاجهم، ويتم نقلهم عبر الجيش إلى المستشفيات الإسرائيلية.

وتبين أن عدد الذين نقلوا إلى مستشفيات الشمال للعلاج، خلال السنة الأخيرة، تجاوز المئة، توفي منهم اثنان، فيما يتواجد حالياً في مستشفى زيف في صفد 36 مصاباً. وتبين أن  وزارة الدفاع الاسرائيلي تعهدت للمستشفيات بتسديد تكاليف العلاج.

وقال مدير مستشفى صفد، إن “الحالات التي تصل، تكون مصابة بعيارات نارية وشظايا قذائف، وقد اضطر الأطباء إلى إجراء عمليات جراحية لعدد منهم”. وأشارت الإحصائيات إلى أن “20 إصابة جاءت في العيون معظمهم من الأطفال”.

وقد تحول وصول الجرحى السوريين إلى المستشفيات الإسرائيلية في المنطقة الشمالية، خلال الأشهر الماضية، إلى أمر عادي تقريباً، لكن الأسبوع الماضي شهد ظاهرة غير مألوفة، إذ أن جميع الجرحى الذين وصلوا إلى إسرائيل كانوا من الأطفال، التي تتراوح أعمارهم ما بين 9 و16 عاماً، وقد سمحت إسرائيل لوالد طفل في التاسعة من عمره مرافقة ابنه، وهي الحالة الوحيدة التي سمح فيها الجيش الإسرائيلي لسوري لا يحتاج إلى العلاج بالدخول إلى إسرائيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى