أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأربعاء، 21 تشرين الثاني 2012

الحرس الجمهوري يخوض المعارك في دمشق

لندن، دمشق، بيروت، عمان – «الحياة»، رويترز، ا ف ب

خاضت امس فرقة من الحرس الجمهوري، نخبة قوات النظام السوري، معارك لطرد مقاتلي المعارضة من بلدة داريا التي سبق ان سيطروا عليها في جنوب غربي دمشق. وشاركت الدبابات والطيران الحربي في قصف مواقع المعارضة التي وصفت هذه المواجهات بأنها اعنف قتال تشهده العاصمة منذ شهور. وذكرت ان مقاتليها تشبثوا بمواقعهم رغم القصف الجوي المستمر منذ ايام.

ومعروف ان ماهر الاسد شقيق الرئيس السوري هو المسؤول عن قيادة الحرس الجمهوري كما انه قائد الفرقة الرابعة التي تعتبر من اقوى الفرق في الجيش. ويركز النظام قواته من اجل استعادة السيطرة الكاملة على احياء دمشق وريفها.

ورغم ذلك تمكنت المعارضة من اصابة وزارة الاعلام في حي المزة في قلب دمشق بقذيفتي مورتر ما ألحق به اضراراً لكن لم يتسبب في سقوط ضحايا. كما اطلقت قذيفة باتجاه حي ابو رمانة. وكالعادة اتهم التلفزيون السوري «إرهابيين» بالمسؤولية عن الهجوم. والمزة وابو رمانة هما من احياء العاصمة التي تتمتع باكبر قدر من الحماية الامنية.

وحصل «الائتلاف الوطني السوري» على دعم اضافي امس من خلال اعتراف الحكومة البريطانية به كـ «ممثل شرعي وحيد للشعب السوري» وقال وزير الخارجية وليام هيغ في بيان امام مجلس العموم «انه في مصلحة سورية بقوة وفي مصلحة المنطقة ومصلحة المملكة المتحدة ان ندعمهم وان نمنع إتاحة مجال للجماعات المتطرفة». لكن هيغ ذكر ان بريطانيا لم تتخذ قراراً حتى الآن بتزويد المعارضين السوريين بالسلاح. ولا يزال قرار فرض حظر السلاح سارياً بموجب قرار سابق للاتحاد الاوروبي.

وحذر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون امس من ان تؤدي عسكرة الازمة السورية الى خلق «ساحة قتال اقليمية»، في وقت اعلنت تركيا انها ستطلب «في اسرع وقت» من حلف شمال الاطلسي (ناتو) نشر صواريخ «باتريوت» على حدودها مع سورية.

وقال بان في مؤتمر صحافي عقده في القاهرة انه يشعر بقلق عميق من العسكرة المتواصلة للنزاع والانتهاكات المقيتة لحقوق الانسان وخطر تحول سورية الى ساحة قتال اقليمية مع اعمال العنف التصاعدة فيها. ودعا الاسرة الدولية الى دعم جهود المبعوث الخاص للامم المتحدة والجامعة العربية الاخضر الابراهيمي، من اجل التوصل الى حل سياسي «يلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري».

وبث عدد من مقاتلي المعارضة شريطاً على موقع «يوتيوب» جاء فيه انهم قرروا تشكيل جهاز «المخابرات العامة للثورة السورية» لحمايتها في مواجهة «المنظومة المخابراتية» للنظام. وقال «العقيد اسامة» ان هذا الجهاز سيقدم «الدعم الاستخباراتي لقوى الثورة كافة السياسية والعسكرية على الارض»، ووصف نفسه بانه مدير الادارة في الجهاز، وظهر ملثماً امام جهاز كومبيوتر محمول وحوله سبعة مسلحين ملثمين، وارتدى الثمانية ملابس سوداء بالكامل. ووضع على الطاولة علم الثورة السورية بينما وضعت امام الجهاز نسخة من القرآن الكريم ومسدس. وقال ان الجهاز سيعمل على «تزويد قوى الثورة بالمعلومات التفصيلية عن خطط وتحركات قوى الاحتلال الاسدي وادواتها من شبيحة وعملاء». واشار الى ان الجهاز سيقوم بالتنسيق مع «كل قوى الثورة العسكرية والمدنية» بالعمل على «حماية المدنيين وممتلكاتهم العامة والخاصة وصون المقدسات الدينية». وقال بسام جعارة مدير المكتب السياسي والعلاقات الخارجية في الجهاز الجديد لوكالة «فرانس برس» ان المئات من عناصر الاجهزة الامنية يتعاونون مع الجهاز ويقدمون معلومات عن تحركات النظام. وذكر انه نتيجة ذلك تم النجاح في تعطيل عشرات التفجيرات بسيارات مفخخة كان هدفها التسبب بفتنة طائفية.

وفي حلب ذكرت وكالة الانباء الرسمية (سانا) ان «مجموعة ارهابية» قتلت تسعة اشخاص في حي المرجة الذي تسيطر عليه المعارضة. والقتلى هم من عائلتي عبد الرحمن جليلاتي وشقيقه عبد المجيد. وقالت الوكالة انه تم اطلاق النار على افراد الاسرتين بعد ان اقتحم «الارهابيون» منزل عبد الرحمن واطلقوا النار عليه وعلى جميع افراد اسرته المكونة من ولدين وزوجة. كما اقتحموا منزل عبد الحميد وقاموا بتصفيته مع اولاده الثلاثة وزوجته.

بريطانيا تعترف بالائتلاف الوطني ممثلاً للسوريين: من مصلحتنا الا نترك مكاناً للمتطرفين

باريس – رندة تقي الدين

لندن – «الحياة»، أ ف ب – أعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ في مجلس العموم البريطاني أمس أن بريطانيا قررت الاعتراف بالائتلاف الوطني السوري الجديد «ممثلاً وحيداً للشعب السوري». ورحبت المعارضة السورية فوراً بالقرار. وقال الائتلاف الجديد «إن ذلك سيشجع دولاً أوروبية أخرى أن تحذو حذو» لندن.

وأوضح هيغ ان قرار الاعتراف بالائتلاف «ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب السوري» اتخذ نظراً للتعهدات التي قطعها قادته خلال زيارتهم الى لندن يوم الجمعة الماضية، موضحاً انه طلب من الائتلاف تعيين ممثل له في بريطانيا.

وقال: «على اساس الضمانات التي تلقيتها ومشاوراتي مع شركائي الاوروبيين (في بروكسيل أول من امس) قررت حكومة جلالة الملكة الاعتراف بالائتلاف الوطني السوري للقوى السورية الثورية والمعارضة ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب السوري».

وأضاف ان الائتلاف «عليه ان يبذل جهوداً كبيرة لكسب التأييد الكامل للشعب السوري وتنسيق جهود المعارضة بشكل أكثر فاعلية». وتابع هيغ انه «من المصلحة الكبرى لسورية والمنطقة وبريطانيا ان ندعمهم والا نترك مكاناً للمجموعات المتطرفة».

وأضاف وزير الخارجية ان بريطانيا تعتبر الائتلاف بديلاً موثوقاً به لنظام الرئيس السوري بشار الاسد. وقال: إن بريطانيا لا تستبعد اي خطوات تتماشي مع القانون الدولي لانقاذ حياة الناس. وأكد ان الائتلاف سيحصل على مبلغ 1.6 مليون جنيه استرليني لاقامة التعاون في مجال الاتصالات والاعلام.

كما اقترحت بريطانيا مساعدة الائتلاف على تأسيس هيئات سياسية وانسانية ونشر فريق سيتولى مهمات توفير الخدمات الاساسية للناس في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.

وكان الاتحاد الاوروبي اكتفى ليلة أول من أمس خلال اجتماع وزراء الخارجية الاعتراف بالائتلاف بأنه ممثل شرعي «لتطلعات الشعب السوري»، وهذا اقل من الاعتراف به «ممثلاً» للسوريين.

وقال مسؤول اوروبي تحدث إلى «الحياة» ان ذلك بسبب رغبة عدد من الدول الاوروبية النظر في كيفية تطور الائتلاف في الاسابيع المقبلة على غرار موقف عدد من الدول العربية. وأعرب عن اعتقاده ان طلب تركيا نشر صواريخ باتريوت على الحدود مع سورية هو لاظهار موقفها الحازم ازاء سورية.

كما قال المسؤول الاوروبي إن مسألة رفع الحظر عن السلاح إلى المعارضة السورية، التي اشار اليها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ووزير خارجيته لوران فابيوس، ينبغي ان تخضع للدراسة وذلك بعدما اثيرت بعض المخاوف من دول اوروبية حذرت من الاسراع في ذلك الامر. وتريد دول اوروبية ان يبرهن الائتلاف الجديد اولاً عن نوايا جدية عبر التقارب مع مجموعات اخرى من المعارضة السورية وان يحظى تحركه بتأييد الجميع، مشيرة الى ان هذا قد يستغرق المزيد من الوقت، ولهذا رأت بعض الدول الاوروبية ان الموقف الفرنسي كان «متسرع بعض الشيء».

يذكر ان الائتلاف كان قد تم تشكيله بالعاصمة القطرية الدوحة في وقت سابق من هذا الشهر في مؤتمر لعدد من قوى المعارضة السورية بهدف توحيد صفوف المعارضة وزيادة فرص الحصول على المساعدات والسلاح من الخارج.

وحتى الآن اعترفت بالائتلاف تركيا وفرنسا وبريطانيا وايطاليا ودول مجلس التعاون الخليجي، فيما اعلن الاتحاد الاوروبي والجامعة العربية اعترافهما بالائتلاف «ممثلاً شرعياً لتطلعات» الشعب السوري. من ناحيتها تريد الولايات المتحدة ضمانات من الائتلاف تتعلق بتمثيل الاكراد في المجلس الجديد، وضمانات بحقوق الاقليات والنساء واحترام الديموقراطية وتمثيل كل المجالس المحلية على الارض قبل الاعتراف به ممثلاً شرعياً للشعب السوري.

تقرير للإبرهيمي نهاية الجاري فلقاء لـ”أصدقاء سوريا

“خريطة طريق” للائتلاف السوري لكسب اعتراف دولي شامل

    ريتا صفير

على رغم ان ولادة “الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية” اثمرت قيادة سورية جديدة يمكنها أن تكون جزءا من عملية انتقالية سياسية، على حد وصف وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ، الا ان ما تم تحقيقه حتى الآن يبدو ومن وجهة نظر غربية، “بداية” يفترض ان تعقبها خطوات مستقبلا حتى يتمكن الائتلاف من اكتساب اعتراف دولي شامل.

وفيما عكس اجتماع وزراء الخارجية الاوروبيين جزءاً من التباينات التي تحيط بموقفهم من هذا الائتلاف، بدا الفرنسيون سباقين في منح التجمع الجديد “بركتهم” وصولا الى استقبال سفير للائتلاف بعيد لقاءاتهم برئيسه احمد معاذ الخطيب. الا ان الترقب الاوروبي والغربي عموما للمضي بخطوات ابعد يبقى منوطا بسلسلة عوامل. وقد كان وزير الخارجية البريطاني واضحا في بلورة جانب منها في الاجتماع  الذي جمع في لندن نهاية الاسبوع الماضي قادة الائتلاف وممثلين عنه، بمن فيهم الخطيب ونائبا الرئيس سهير الأتاسي ورياض سيف وترأسه الممثل الخاص البريطاني لدى المعارضة جون ويلكس. ففي الخطوط العريضة لهذه التوجهات، كما قال هيغ الذي اعترفت بلاده بالائتلاف أمس، تطوير هيكلية الائتلاف، وتوسيع قاعدة مناصريه ووضع خطة ذات صدقية للانتقال السياسي حتى يتمكن من العمل مع المجتمع الدولي.

والواقع ان مسألة الاعتراف بالائتلاف في حد ذاتها لا تبدو ذات اهمية مباشرة بحسب مصادر ديبلوماسية، وخصوصا ان اياما قليلة مضت على ولادة التجمع الجديد الذي تنتظره في المرحلة المقبلة قضية اساسية، محورها مدى قدرة هذا الائتلاف على اكتساب صدقية ولا سيما عبر انهاء تشكيل هيكله السياسي ليشمل ممثلين عن كل الاطياف  ويؤسس مكتبا له، اعلن عن مكتب له في القاهرة، ويتعهد احترام حقوق الإنسان ومبادئ القانون الدولي، وتأمين إيصال المساعدات الإنسانية.

وعلى غرار المواقف التي كررها الوكيل الدائم لوزارة الخارجية البريطانية والكومنولث السير سيمون فرايزر خلال زيارته القصيرة الى بيروت لجهة دعم بلاده للتحول السلمي في سوريا، كان هيغ واضحا في دعوة المعارضة الى توفير السبل التي تمكن المجتمع الدولي من تقديم الدعم السياسي والعملي “غير الفتاك” لها. وهذا ما يعني من وجهة نظر مصادر عدم ممانعة بعض الدول تسليح المعارضة في ظل مواصلة الرئيس السوري بشار الاسد الرد بعنف على شعبه، ولو ان الحوار مع هذه القوى يبقى محصورا بالاسلحة غير الفتاكة.

في اي حال، تتجدد المناشدات الغربية للرئيس السوري بالتنحي بالتلازم مع دعوات الى اخضاعه للمساءلة والمحاسبة عبر احالة الملف السوري على المحكمة الجنائية الدولية انطلاقا مما بينته المعطيات التي توصلت وقد تتوصل اليها لجنة التحقيق الدولية المستقلة. وتبقى الانظار في هذه الاثناء مشدودة الى محطتين، الاولى تتمثل في التقرير الذي يتوقع ان يرفعه الممثل الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا الاخضر الابرهيمي الى مجلس الامن نهاية الجاري، والثانية اللقاء المرتقب لمجموعة “اصدقاء سوريا” والمرجح انعقاده الشهر المقبل.

                      أوروبا وجّهت دعوة إلى “الائتلاف” السوري

ومعارضة الداخل تنتقد اعتباره “ممثلاً وحيداً”

    (و ص ف، رويترز)

صرح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس بأن دعوة ستوجه الى المسؤولين الكبار في “الائتلاف الوطني لقوى الثورة المعارضة السورية” للمشاركة في الاجتماع المقبل للمجلس الاوروبي للشؤون الخارجية منتصف كانون الاول في بروكسيل والذي يضم وزراء الخارجية لدول الاتحاد الاوروبي الـ27. وقال: “قررنا أمس في المجلس الطلب من قيادة الائتلاف القدوم والقاء كلمة أمامنا خلال اجتماعنا المقبل”.

وسئل عن مطالبة المعارضة بتسليمها أسلحة، فأجاب فابيوس مذكرا بالحظر الاوروبي المفروض على تسليم السلاح الى سوريا، قائلا انه لم يتخذ قرار في هذا الشان على رغم التطرق اليه في اجتماعات بروكسيل.

وأوضح أن “ثمة الكثير من الاسلحة هناك…  في المقابل، لا بد من الاستماع الى اللاجئين القادمين من سوريا والذين هم في أوضاع صعبة للغاية في مخيمات تركية تستقبلهم، الا انهم يقولون “اعطونا سلاحا”، وعلى الارض هناك مناطق محررة تقع تحت رحمة طائرات بشار الأسد”.

هيئة التنسيق

وفي دمشق، انتقدت “هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي” المعارضة في داخل سوريا اعتراف باريس بالائتلاف ممثلا شرعياً وحيداً للشعب السوري.

وقال  المنسق العام للهيئة حسن عبد العظيم ان “كل دولة خارجية أو إقليمية أو عربية لها مصالح وسياساتها مرتبطة بمصالحها”. وأضاف ان اعتبار الائتلاف الوطني ممثلا شرعيا وحيدا للشعب السوري “خلاف للواقع … ونحن ننتقد هذا الموقف”.

وفي الوقت عينه رحب عبد العظيم بتحفظ خلال مؤتمر صحافي بدمشق بقيام الائتلاف، قائلاً: “نرحب بأي تشكيل يوحد أطراف المعارضة”، والائتلاف “خطوة على طريق توحيد المعارضة، لكنه لا يمثل المعارضة كلها… والتي اجتمعت في القاهرة في تموز الماضي”.

كما شدد على أن هيئة التنسيق “لا تقبل تشكيل أي حكومة في المنفى”، لافتاً الى أن تأليف حكومة جديدة يجب أن يحصل “بعد أن يتم الانتقال الى نظام ديموقراطي”.

 الى ذلك، رأى رئيس مكتب الإعلام في هيئة التنسيق رجاء الناصر أن أي “محاولة لشطب وتجاهل المعارضة في الداخل لن تنجح”، كاشفا عن نية الهيئة الدعوة الى مؤتمر جديد للمعارضة السورية يعقد في  القاهرة، وستشمل الدعوة اليه الائتلاف الوطني.

 محاصرة داريا

وجاء ذلك في وقت فرضت القوات النظامية السورية حصارا على بلدة داريا في ريف دمشق في محاولة جديدة لاقتحامها، بينما تدور اشتباكات في محيط كتيبة نظامية للدفاع الجوي في شمال البلاد.

وأفاد مدير “المرصد السوري لحقوق الانسان” رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي ان القوات النظامية “تحاصر البلدة التي تتعرض لعملية عسكرية منذ أيام عدة في محاولة لاقتحامها”، مشيرا الى “اغلاق كامل للطرق المؤدية اليها”. وأدى قصف داريا الثلثاء الى مقتل ثلاثة اشخاص بينهم امرأة وطفل، استنادا الى المرصد.

وبث ناشطون في موقع “يوتيوب” الالكتروني شريطا مصورا يظهر ولدا صغيرا يرتدي بنطالا أسود، جثة هامدة على كفن ابيض. ويضع أشخاص ينتحبون لا يمكن رؤية وجوهم، ما يبدو أنه أغصان من الزيتون الى جانبه. وفي دمشق تجدد القصف للأحياء الجنوبية والبساتين المحيطة بحيي القدم وكفرسوسة، وتحدث عن اشتباكات في حي التضامن.

وفي محافظة ادلب، شنت الطائرات الحربية ثلاث غارات جوية على مدينة معرة النعمان الاستراتيجية التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون منذ التاسع من تشرين الاول الماضي.

كما تدور اشتباكات متقطعة في محيط معسكر وادي الضيف القريب منها، والذي يحاصره المقاتلون المعارضون منذ أكثر من شهر.

مقتل العشرات باشتباكات بين المعارضين والاكراد على الحدود .. وتركيا تطلب باتريوت ‘في اسرع وقت

بان كي مون يحذر: عسكرة الأزمة في سورية ستخلق ‘ساحة قتال اقليمية’

بريطانيا تعترف بـ’الائتلاف الوطني’ ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب السوري

دمشق ـ انقرة ـ لندن ـ وكالات: حذر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الثلاثاء من ان تؤدي عسكرة الأزمة السورية الى خلق ‘ساحة قتال اقليمية’، في وقت اعلنت تركيا انها ستطلب ‘في اسرع وقت’ من حلف شمال الاطلسي نشر صواريخ باتريوت على حدودها مع سورية.

في غضون ذلك، تدور اشتباكات في محيط كتيبة للدفاع الجوي في ريف مدينة حلب (شمال)، بينما ادت الاشتباكات بين المقاتلين المعارضين ومقاتلين اكراد في شمال سورية الى مقتل 29 شخصا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

في مؤتمر صحافي عقده في القاهرة، قال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ‘نشعر بقلق عميق من العسكرة المتواصلة للنزاع والانتهاكات المقيتة لحقوق الانسان وخطر تحول سورية الى ساحة قتال اقليمية مع اعمال العنف المتصاعدة فيها’.

ودعا بان كي مون الاسرة الدولية الى دعم جهود المبعوث الخاص للامم المتحدة والجامعة العربية الاخضر الابراهيمي، من اجل التوصل الى حل سياسي ‘يلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري’.

وكان الابراهيمي التقى الاثنين في الدوحة امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في لقاء جرى خلاله ‘استعراض آخر مستجدات الوضع في سورية’، بحسب وكالة الانباء القطرية.

في انقرة، قال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو ان صواريخ باتريوت المضادة للصواريخ ‘اجراء احتياطي للدفاع بشكل خاص’.

واضاف ‘سنقدم الطلب الرسمي في اسرع وقت ممكن’، مؤكدا ان انقرة باتت ‘في المرحلة الاخيرة من المحادثات’ قبل تقديم الطلب.

وتأتي تصريحات داود اوغلو غداة اعلان الامين العام للحلف انديرس فوغ راسموسن ان الحلف لم يتلق طلبا رسميا من تركيا، الدولة العضو فيه، لكنه سيعتبر ان اي طلب تقدمه لنشر بطاريات للصواريخ على طول حدودها مع سورية طلبا ‘عاجلا’.

في هذه الاثناء، اعلن عدد من المقاتلين السوريين المعارضين تشكيل جهاز ‘المخابرات العامة للثورة السورية’ لمواجهة ‘المنظومة المخابراتية للعصابة الحاكمة’، بحسب ما جاء في شريط مصور بثه ناشطون على الانترنت.

جاء ذلك فيما تعهد وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ، بتقديم ‘دعم عملي’ كبير للإتئلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، بعد اعتراف بلاده به كممثل شرعي وحيد للشعب السوري.

وقال هيغ، في بيان أمام مجلس العموم (البرلمان) البريطاني، الثلاثاء، ‘إن أكثر من 30 ألف شخص قُتلوا حتى الآن في سورية، ولا يزال أكثر من 100 يُقتلون كل يوم، في حين جرى تدمير عدد لا يُحصى من المنازل والعيادات الطبية والمستشفيات وتعرضت البنية التحتية الأساسية، مثل شبكات المياه والصرف الصحي، للتدمير أو أُصيبت بأضرار بالغة، إلى جانب نزوح ما بين مليون و3 ملايين شخص من منازلهم’.

وفيما اشار هيغ إلى أن بريطانيا ‘تزيد مساعداتها الإنسانية مع تفاقم الأزمة واقتراب فصل الشتاء’، شدد على أن الحاجة الملحة الآن هي ‘للتحول السياسي إلى قيادة جديدة ومشروعة تعبّر عن ارادة الشعب السوري، وقادرة على وضع حد للعنف، والبدء بإعادة بناء البلد بدعم اقليمي ودولي’.

وقال إنه طلب من رئيس ‘الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية’، أحمد معاذ الخطيب ونائبيه رياض سيف وسهير الأتاسي، حين التقاهم في لندن يوم الجمعة الماضي ‘الالتزام بتطوير هياكلهم السياسية، وتوسيع دعمهم بين جميع شرائح المجتمع السوري، والاتفاق على خطة مفصلة للانتقال السياسي’.

ولم يستبعد هيغ ‘اللجوء إلى أي خيار وفقاً للقانون الدولي لإنقاذ أرواح الأبرياء في سورية ومنع زعزعة استقرار المنطقة كونها تؤثر على أمن المملكة المتحدة وسلام العالم كله، في ظل غياب الحل السياسي والدبلوماسي للأزمة’.

ميدانيا، استمرت اعمال العنف في مناطق عدة. ففي محافظة حلب (شمال)، تدور معارك في ريف حلب الغربي بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في محيط كتيبة الدفاع الجوي في منطقة الشيخ سليمان، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وتأتي هذه الاشتباكات بعد سيطرة المقاتلين المعارضين ليل الاحد على قاعدة عسكرية ضخمة في المنطقة نفسها تعرف باسم ‘الفوج 46’.

في محافظة الحسكة (شمال)، اشار المرصد الى ان 29 شخصا قضوا جراء اشتباكات دارت الاثنين بين مقاتلين معارضين وآخرين من اللجان الشعبية الكردية في مدينة رأس العين.

سقوط قذيفتي مورتر على وزارة الاعلام وقصف على جنوب دمشق.. واشتباكات في محيط كتيبة عسكرية في شمال سورية

مقاتلو المعارضة يجتاحون قاعدة عسكرية قرب حدود تركيا

بيروت ـ دمشق ـ وكالات: قتل اربعة اشخاص الثلاثاء جراء قصف من القوات النظامية على احد احياء جنوب دمشق، في حين تدور اشتباكات في محيط كتيبة للدفاع الجوي في ريف حلب شمال البلاد، فيما قالت مصادر من المعارضة السورية إن مقاتلي المعارضة اجتاحوا قاعدة للدفاع الجوي في شمال البلاد قرب الحدود مع تركيا الثلاثاء.

وسقطت قذيفتا مورتر على مبنى وزارة الإعلام السورية في العاصمة دمشق الثلاثاء مما ألحق بعض الأضرار ولكن لم يتسبب في سقوط ضحايا.

وألقى التلفزيون السوري باللوم على ‘إرهابيين’ في الهجوم في إشارة إلى مقاتلي المعارضة الذين يحاولون الاطاحة بالرئيس بشار الأسد منذ العام الماضي.

وداخل دمشق ركز المقاتلون على تنفيذ هجمات صاروخية كبيرة وتفجيرات بسيارات ملغومة تستهدف مباني حكومية وكثيرا ما تكون رمزية أكثر منها فتاكة باستثناء هجوم كبير أسفر عن مقتل أربعة من كبار مساعدي الأسد منهم صهره آصف شوكت.

وقال الناشط سمير الشامي إن المقاتلين أطلقوا قذيفتي المورتر على مبنى وزارة الإعلام الواقع في حي المزة بوسط العاصمة من ضاحية في الجنوب يختبيء بها مقاتلو المعارضة.

ويشعر مقاتلو المعارضة بخيبة أمل لأن الهجوم سبب فيما يبدو خسائر محدودة فقط.

وقال الشامي لرويترز عبر سكايب ان الهجوم ضرب فقط الجزء الخارجي من المبنى ولم يكن هناك دخان ‘ولم نر أي سيارات إسعاف تأتي’.

وتتحسب قوات الأسد لهجمات مكثفة هذا الأسبوع الذي أطلقت عليه المعارضة أسبوع ‘الزحف على دمشق’. وأقيمت نقاط تفتيش إضافية حول المدينة ووضعت قوات الأمن قيودا جديدة على حركة السكان في بعض أجزاء العاصمة.

وأضافت مصادر من المعارضة ونشطاء في المنطقة إن أكثر من نصف المجمع في منطقة الشيخ سليمان سقط في ايدي مقاتلي المعارضة مع اندلاع اشتباكات شرسة في الموقع على بعد 18 كيلومترا من الحدود مع تركيا و30 كيلومترا شمال غربي مدينة حلب السورية وأضافوا أن القتال ما زال يدور.

وقال أبو مجاهد الحلبي وهو نشط من شبكة شام الإخبارية ‘استولى المقاتلون على ثلاث قطع مدفعية ودخلوا أغلب القاعدة. تحلق المقاتلات فوق المنطقة لمحاولة إجبارهم على الخروج’. ومع فرض السلطات السورية قيودا شديدة على وسائل الإعلام غير الحكومية فإن التحقق من صحة التقرير من جهة مستقلة لم يكن ممكنا.

وقال مصدر من المعارضة إن المقاتلين استولوا على مخزون كبير من المتفجرات من الموقع وسينسحبون بسرعة لتجنب غارات جوية انتقامية أعاقت تقدمهم في أنحاء البلاد.

وأضاف المصدر ‘تستخدم قوات الأسد هذه القاعدة في قصف الكثير من القرى والبلدات في الريف. تم تحييدها الآن’.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان ‘استشهد أربعة مواطنين وسقط عدد من الجرحى جراء القصف الذي تعرض له حي الحجر الاسود في مدينة دمشق’ بعد منتصف ليل الاثنين الثلاثاء، متحدثا عن اطلاق نار في حي القدم المجاور له.

وافاد المرصد ان القصف تجدد ليلا على الاحياء الجنوبية من العاصمة، التي تشهد اشتدادا في حدة القصف والاشتباكات في الفترة الاخيرة.

في ريف دمشق الذي يشهد تصاعدا في العمليات العسكرية، قتل ثلاثة مقاتلين معارضين جراء قصف تتعرض له حرستا من القوات النظامية التي تشتبك مع المقاتلين المعارضين في المدينة، بحسب المرصد.

كما تعرضت مدينة دوما وبلدات عربين والسبينة ويلدا وبيبلا للقصف، بحسب المرصد. في محافظة حلب (شمال)، تحدث المرصد عن ‘اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين من عدة كتائب مقاتلة في محيط كتية الدفاع الجوي في منطقة الشيخ سليمان في ريف حلب الغربي’، تزامنا مع قصف مدفعي تتعرض له المنطقة.

وتأتي هذه الاشتباكات غداة سيطرة المقاتلين المعارضين على الفوج 46 في ريف حلب الغربي، وهو قاعدة عسكرية ضخمة للقوات النظامية تضم مرابض مدفعية كانت تتولى قصف مناطق عدة، لا سيما مدينة الاتارب الاستراتيجية التي يسطير عليها المقاتلون.

مقاتلون معارضون يعلنون تشكيل ‘جهاز المخابرات العامة للثورة السورية

بيروت ـ ا ف ب: اعلن عدد من المقاتلين السوريين المعارضين تشكيل جهاز ‘المخابرات العامة للثورة السورية’ لحمايتها في مواجهة ‘المنظومة المخابراتية’ لنظام حزب البعث التي حكمت سورية بقبضة من حديد منذ نحو اربعة عقود.

وفي شريط بثه ناشطون على موقع ‘يوتيوب’ الالكتروني، قال متحدث ملثم ‘أنا العقيد أسامة، الرمز 102، أعلن عن تشكيل جهاز المخابرات العامة للثورة السورية (مكتب الأمن الوطني) ليكون احد الاذرع القوية للثورة السورية بمواجهة المنظومة المخابراتية للعصابة الحاكمة وحلفائها الاقليميين والدوليين’.

اضاف ان هذا الجهاز سيقدم ايضا ‘الدعم الاستخباراتي لكافة قوى الثورة السياسية والعسكرية على الارض’، التي تقاتل القوات النظامية للرئيس بشار الاسد.

وظهر ‘العقيد اسامة’ الذي قدم نفسه كمدير الادارة في الجهاز، ملثما في الشريط وهو يتلو البيان جالسا الى طاولة وضع عليها علم الثورة السورية، وامامه جهاز كومبيوتر محمول. ووضعت امام الجهاز نسخة من القرآن ومسدس. وبدا قارىء البيان محاطا بسبعة مسلحين ملثمين، وارتدى الثمانية ملابس سوداء بالكامل.

وقال المتحدث ان الجهاز سيعمل على ‘تعزيز قدرات قوى الثورة السورية السياسية والعسكرية عبر تزويدها بالمعلومات التفصيلية عن خطط وتحركات قوى الاحتلال الاسدي وادواتها من شبيحة (افراد ميليشيات موالية للنظام) وعملاء’، وبناء ‘درع امني صلب لحماية ابناء الثورة السورية من كل محاولات الدهم والاعتقال والتصفية’.

واشار الى ان الجهاز سيقوم بالتنسيق مع ‘كل قوى الثورة العسكرية والمدنية’ بالعمل على ‘حماية المدنيين وممتلكاتهم العامة والخاصة وصون المقدسات الدينية لجميع مكونات الشعب السوري’، مؤكدا البقاء على مسافة واحدة من كل مكونات الثورة ‘ما يحتم محاسبة جميع المخطئين ايا كانت مواقعهم عاجلا ام آجلا وفق القوانين الوطنية الجامعة والقوانين الدولية المرعية والمتمثلة بشرعة حقوق الانسان’.

وعدد المتحدث 19 كنية ورمز (من 100 الى 118) لاشخاص هم ‘مدراء مكاتب الامن الوطني’، منهم ‘الحرة ام عائشة’ مديرة مكتب الدعم اللوجستي.

وقال مدير المكتب السياسي والعلاقات الخارجية بسام جعارة في الجهاز الجديد لوكالة فرانس برس ان الجهاز الناشىء الذي اعلن تأسيسه مساء الاثنين ‘عامل منذ اشهر ونجح في تعطيل عشرات التفجيرات بسيارات مفخخة كان هدفها التسبب بفتنة طائفية’.

وردا على سؤال عن مصادر المعلومات التي اتاحت احباط هذه العمليات، اشار جعارة في اتصال هاتفي من مقر اقامته في لندن الى ان ‘المئات من عناصر الاجهزة الامنية يتعاونون معنا ويقدمون الينا معلومات عن تحركات النظام’.

وفي حين رفض اعطاء رقم عن عدد افراد الجهاز الناشىء، اكد الصحافي والمتحدث السابق باسم ‘الهيئة العامة للثورة السورية’ في اوروبا، ان الجهاز الجديد يضم المئات من المدنيين والعسكريين والامنيين السابقين ‘من مختلف مكونات المجتمع السوري، وبوصلتهم الوحيدة حماية الوطن ومنع الاقتتال الطائفي، وهم موجودون في كل المناطق السورية’.

وبحسب المناصب الموزعة في الشريط المصور، يضم الجهاز الجديد ‘قوة ضاربة’ وكتيبة للمهمات الخاصة وغرفة عمليات وفرعين داخلي وخارجي ومكاتب في مناطق سورية مختلفة ابرزها دمشق وريفها وحلب (شمال) وحمص (وسط) والقنيطرة ودرعا في الجنوب، ودير الزور (شرق)، وادلب (شمال غرب). واوضح جعارة ان تشكيل هذا الجهاز تم بقرار من ‘الحراك الثوري والعسكري’ الذي يعمل على اسقاط النظام منذ منتصف آذار (مارس) 2011، وهو على علاقة ‘بكل الفصائل’ التي تقاتل على الارض في سورية، من دون ان تكون له ‘طبيعة ايديولوجية محددة’. واشار الى ان قيادته ‘ستكون في داخل سورية’.

ويأتي تشكيل هذا الجهاز لان ‘لا ثورة في العالم (تنجح) ما لم يكن ثمة جهاز امني يحميها من الاختراق’، لكن مهمته الاهم ستكون ‘في اليوم التالي لسقوط النظام، خشية من اقتتال طائفي او عمليات نهب في البلاد’.

وارسى نظام حزب البعث الذي يحكم سورية منذ نحو اربعة عقود، عددا من الاجهزة الامنية التي غالبا ما تؤدي ادوارا متنافسة.

وتجمع الاجهزة الاربعة الرئيسية تحت مظلة مكتب الامن القومي، وهي ادارة الامن العام غير الخاضعة لسلطة وزارية وتتولى النشاطات المدنية الداخلية والخارجية وتلك الخاصة بالفلسطينيين، وادارة الامن السياسي المرتبطة بوزارة الداخلية، وشعبة المخابرات العسكرية، وهي الاقوى، وتتولى النشاطات السياسية الداخلية والخارجية، اضافة الى ادارة المخابرات الجوية التي تتولى العمليات الداخلية والخارجية الاكثر دقة.

ونظرا الى تجربة السوريين مع هذه الاجهزة التي عرف عنها قمعها الشديد، قال جعارة ‘نحن امام جهاز مختلف بطبيعته عن الاجهزة القمعية التي فتكت بالناس’.

رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي المعارض يتهم تركيا بارسال جهاديين إلى سورية لمحاربة الأكراد

لندن ـ يو بي آي: اتهم نائب المنسّق العام لهيئة التنسيق الوطنية المعارضة، صالح مسلم محمد، تركيا بإرسال جهاديين إلى سورية لمحاربة الأكراد، وكشف أنها عرضت تقديم كافة أشكال الدعم للهيئة مقابل تخليها عن حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي الذي يترأسه، ورأى ان الوقت لم يحن لتشكيل حكومة سورية في المنفى.

وقال محمد ليونايتد برس انترناشونال ‘إن تركيا تمارس دوراً خسيساً وتخريبياً في الأزمة السورية، وتعمل على منع ظهور أي مكوّن ديمقراطي فيها وخاصة العنصر الكردي، وإبعاده عن أي استحقاق سياسي يتعلق بحقوقه في سورية’. وأضاف أن تركيا ‘تنطلق في هذا التوجه من سياستين، أولها الاستفادة من التغيرات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط وثانيها تسوية المشكلة الكردية في سورية وفقاً لمزاجها، وتقوم حكومة رجب طيب أردوغان بإرسال الجهاديين إلى سورية لاستخدامهم ضد الأكراد’.

وكشف محمد أن تركيا ‘وجّهت دعوة إلى هيئة التنسيق للتحاور، وعرضت على وفدها الذي زار أنقره تقديم دعم غير محدود للهيئة مقابل تخليها عن حزب الاتحاد الديمقراطي’، بسبب ما اعتبره ‘هواجسها من المكوّن الكردي وخاصة إذا حصل على حقوقه في أي بلد، واتهامها له بأنه فرع لحزب العمال الكردستاني بزعامة عبد الله أوجلان’.

وقال رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي إن تركيا ‘تحاول توجيه الرأي العام من خلال ترويج مثل هذه المزاعم، والواقع هو أننا حزب كردي سوري تأسس على فلسفة أوجلان وطريقة تفكيره ورؤيته السياسية للشرق الأوسط، ونعتبره قائداً للشعب الكردي ولا ننكر ذلك’.

وفيما أقر محمد بأن حزبه ‘يفخر بتأثره بفلسفة أوجلان’، نفى أن تكون له أي علاقة بحزب العمال الكردستاني، المصنّف كمنظمة إرهابية من قبل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.

وحول مساعي ‘الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية’ تشكيل حكومة منفى، قال محمد ‘إن هيئة التنسيق الوطنية ترى أن الوقت لم يحن لإعلان قيام مثل هذه الحكومة، وأن تشكيلها سيساهم في إراقة المزيد من دماء السوريين’، نافياً أن يكون الائتلاف يجري اتصالات حالياً مع حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي الذي يتزعمه وهيئة التنسيق الوطنية التي يشغل منصب نائب منسقها العام، بشأن حكومة المنفى.

وأضاف أن هيئة التنسيق ترى أيضاً ‘أن تعيين الداعية أحمد معاذ الخطيب رئيساً للائتلاف الجديد المعارض هو إثبات على الرغبة المشتركة لتركيا وقطر بأن تهيّمن جماعة الأخوان المسلمين على هذا الائتلاف، كما هو عليه الحال بالنسبة للمجلس الوطني السوري، رغم الحرص المبذول على تعيين علماني وكردي ومن ثم مسيحي كرئيس له’.

وانتقد القيادي الكردي المعارض اعتراف فرنسا بالائتلاف الوطني واعتمادها سفيراً له في باريس، وقال ‘إن فرنسا كانت واحدة من الدول التي وضعت أجندة مؤتمر الدوحة لتيارات من المعارضة السورية ومن الطبيعي أن تعترف بالسيناريو الذي وضعته’.

وأضاف ‘نحن في هيئة التنسيق نعتبر هذا الاعتراف تجاوزاً لا يساعد سورية وبأي شكل من الأشكال ولا يساهم في استقرارها أيضاً، لكنه على العكس تماماً يمعن في تعميق الخلافات والانشقاقات بين التيارات المعارضة، وخاصة مع الجماعات التي راهنت على التدخل الخارجي لخدمة مصالحها وليس مصالح الشعب السوري’.

وأشار رئيس الاتحاد الديمقراطي الكردي ونائب المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية إلى أنه يزور بريطانيا حالياً للمشاركة في نشاطات حول الأوضاع في سورية والمشكلة الكردية، والتقى نواباً من مختلف الأحزاب السياسية البريطانية وسيعقد لقاءات أخرى مع أعضاء في مجلس اللوردات، لكنه لم يجتمع مع أي مسؤول من الحكومة البريطانية.

بوغدانوف يلتقي في إسطنبول بممثلي الائتلاف السوري المعارض وموسكو وواشنطن لا تتفقان على حل للأزمة

موسكو ـ يو بي آي: أعلنت وزارة الخارجية الروسية الثلاثاء أن نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، إلتقى أمس في اسطنبول، بممثلي ائتلاف المعارضة السورية، ومن بينهم رئيس المجلس الوطني السوري جورج صبرا، فيما قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف انه لم يتفق مع نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون على حل للأزمة السورية.

ونقلت وكالة الأنباء الروسية ‘نوفوستي’ عن بيان لوزارة الخارجية، أن بوغدانوف المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط، قام بزيارة عمل إلى اسطنبول أمس، وكانت له هناك لقاءات مع قادة عدد من المجموعات المنتمية إلى ‘الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة’ السورية، ومن بينهم صبرا.

وأضاف البيان أن ‘المشاركين في اللقاءات أجمعوا على ضرورة أن تنطوي التسوية المنتظرة في سورية على ضمانات أمنية مؤكدة، وتكفل حقوق ومصالح كافة المجموعات الاثنية والدينية ومواطني الجمهورية العربية السورية، وتضمن مشاركتهم في الحياة السياسية والاقتصادية للبلاد على قدم المساواة، كما أكدوا حرصهم على المحافظة على سيادة واستقلال سورية ووحدتها الوطنية وسلامة أراضيها’.

وتابع البيان أن بوغدانوف بحث معهم إيجاد سبل لحل الأزمة السورية في أسرع وقت، منوها بأن الطرف الروسي يواصل العمل مع كافة فصائل المعارضة السورية، وأنه يرى أهمية انتظامها على أساس قرارات مجلس الأمن الدولي بشأن سورية وما اتفقت عليه مجموعة العمل حول سوريا خلال اجتماعها في جنيف في 30 حزيران (يونيو) 2012 لوقف إطلاق النار وبدء العملية السياسية الانتقالية عبر الحوار بين ممثلي الحكومة السورية والمعارضة.

في غضون ذلك نقلت وسائل إعلام روسية عن لافروف، قوله أثر لقائه بوزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في بنوم بنه بكمبوديا ان وجهات نظر البلدين حيال الأزمة السورية لم تتفق.

وأضاف ‘لم يرتسم نهج مشترك بعد’، وتابع قائلا ‘نحن متمسكون بإعلان جنيف الذي يدعو الى تشكيل جهاز إداري انتقالي على أساس الاتفاق بين السلطات والمعارضة.. ولكن بغية التوصل الى هذا، يتعيّن بالطبع، على المعارضة التوحد وفقا لإعلان جنيف’.

وأعاد لافروف الى الأذهان ان جزءا من المعارضة توحد في الدوحة ضمن تحالف تتناقض أهدافه مع ما تم التوصل إليه في جنيف من اتفاقات، قائلا ‘ان الوثيقة التي تم تبنيها في الدوحة تقول ان الهدف الرئيسي للمعارضة إسقاط النظام وتصفية جميع مؤسسات الدولة.. لقد شاهدنا هذا كله في العراق ونذكر كيف دفع الشعب العراقي الثمن غالياً لما حدث’.

وتابع ‘سألت كلينتون كيف ترى واشنطن التقدم في هذه الظروف ممكناً.. لكنني لم أسمع إجابة نهائية’، مشيراً إلى أنها ‘أكدت فقط ان الولايات المتحدة تركّز على اتفاقيات جنيف’.

واعتبر لافروف أنه ‘لا يجوز اتخاذ القرارات بالنيابة عن الشعب السوري، بل يجب إجلاس الفرقاء الى طاولة المفاوضات’، مشيراً إلى اتفاقه مع كلينتون ‘على التباحث في هذا الموضوع لأن الوضع متوتر للغاية’.

ويذكر أن قوى المعارضة السورية أعلنت في الدوحة الأسبوع الماضي، أنها اتفقت على تأسيس ‘الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة’ وهو هيئة تنفيذية موحّدة للمعارضة. وانتخب الداعية أحمد معاذ الخطيب رئيساً للائتلاف ورياض سيف، وسهير الأتاسي نائبين له.

أنقرة تقترب من «طلبها رسميا» نشر صواريخ باتريوت على أراضيها

مصدر رسمي تركي لـ«الشرق الأوسط»: لدينا «مخاوف حقيقية» من الترسانة الكيميائية السورية

بيروت: ثائر عباس

أكد مصدر رسمي تركي لـ«الشرق الأوسط» أمس أن لدى أنقرة «مخاوف حقيقية» من ترسانة الأسلحة الكيميائية والبيولوجية السورية، مشيرا إلى أن هذه المخاوف تدفع بتركيا إلى طلب المساعدة الأطلسية، على اعتبار أن تركيا عضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو) وأمنها جزء من أمن الحلف. مشددا على أنه لا علاقة بين نشر طلب نشر صواريخ الباتريوت القادرة على اعتراض الصواريخ والطائرات المعادية، وبين ما يتردد عن احتمال إقامة مناطق آمنة في شمال سوريا.

وكشف المصدر أن المعلومات الاستخبارية التركية تؤكد وجود «احتمالات حقيقية» لاستعمال هذا السلاح ضد بعض البلدان المجاورة، ومنها تركيا، عقابا لها على وقوفها إلى جانب الشعب السوري. وأكد المصدر أن بلاده تثق بقوتها على مواجهة أي تحد مستقبلي، لكنها لن تترك للصدف مكانا في ما خص أمن مواطنيها، وهي تسعى لإبعاد أي خطر عنهم مهما كانت نسبته ضئيلة. مشيرا إلى أن سوريا تمتلك أسلحة كيماوية قديمة العهد، لكن من الممكن تركيبها بسهولة كرؤوس لصواريخ متوسطة وبعيدة المدى – تمتلك دمشق ترسانة هائلة منها.

وبينما رفض مصدر دبلوماسي تركي في اتصال مع «الشرق الأوسط» توضيح أسباب التمهل في تقديم الطلب التركي، أشار هذا المصدر إلى أن ثمة «إجراءات لا بد من القيام بها قبل تقديم الطلب رسميا»، موضحا أن بلاده «تدرس مع حلفائها كيفية التجاوب مع الحاجة التركية قبل الشروع في الطلب الرسمي»، ملمحا إلى أن هذا التأخر «لا يتعلق بتركيا بل بأوضاع أخرى».

وأعلن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أمس أن تركيا أصبحت في «المرحلة الأخيرة» من المشاورات قبل أن تطلب رسميا من الحلف نشر صواريخ باتريوت لحماية حدودها مع سوريا، وقال للصحافيين قبل مغادرته أنقرة إلى غزة إن صواريخ باتريوت «إجراء احتياطي، للدفاع بشكل خاص»، مضيفا: «سنقدم الطلب الرسمي في أسرع وقت ممكن». وأكد أوغلو أن «المناقشات وصلت إلى مراحلها الأخيرة بدراسة التطورات المحتملة والخطط البديلة»، وأضاف: «يمكننا القول إن الأمر لن يستغرق طويلا».

وردا على سؤال عن الدول التي يمكن أن تمد تركيا بهذه الصواريخ، قال أوغلو: إن «الدول التي تمتلك صواريخ باتريوت معروفة، والدول التي تقدم هذه الإمكانات إلى الحلف الأطلسي معروفة، ونحن على طريق الاتفاق معها». وقال: «إنه من صلب مهمة الحلف الأطلسي ضمان حماية أعضائه عند تعرض أحدهم لتهديد يبلغ هذا الحد من انتهاك الحدود، ووسط خطر تعرضه للمزيد على غرار الصواريخ الباليستية».

إلى ذلك، قال مستشار وزارة الخارجية التركية فريدون سينيرلي أوغلو إن الأحداث الدائرة في سوريا بمثابة مسألة أمن قومي بالنسبة لتركيا. وأضاف في تصريح لوكالة الأناضول شبه الرسمية، أن بلاده تتابع القضية عن كثب لأنها دولة إقليمية مهمة، نظرا لعلاقاتها التاريخية مع سوريا.

ولفت إلى أن السياسة التركية تجاه سوريا واضحة تماما، وأردف قائلا: «نريد أن تتحول مطالب الشعب السوري في الحرية والديمقراطية من الأقوال إلى الأفعال، في أقرب وقت.. فالشعب السوري يريد تقرير مصيره بنفسه ولا يحق لأحد أن يعارض هذا الطلب». وأضاف: «حدودنا مع سوريا طويلة جدا وتبلغ 911 كم، نريد التوصل إلى حل سريع للوضع في سوريا، ونبذل جهودنا ونتعاون مع الجميع من أجل ذلك».

بريطانيا تعترف بالائتلاف «ممثلا شرعيا وحيدا» للشعب السوري

هيغ دعا المعارضة لتعيين ممثل.. ووعد بزيادة المساعدات

لندن: «الشرق الأوسط»

أعلنت بريطانيا أمس أنها قررت الاعتراف بائتلاف المعارضة السورية الجديد «ممثلا شرعيا وحيدا للشعب السوري»، ودعته إلى تعيين ممثل له في لندن.. إلا أن مصادر بالخارجية البريطانية أكدت أنها لا تزال تتعامل مع الحكومة السورية في ما يخص الشؤون القنصلية.

وجاء الإعلان من قبل وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ في مجلس العموم، مقتفيا بذلك خطى فرنسا وتركيا ودول مجلس التعاون الخليجي، وهو موقف أبعد من مواقف أكثر حذرا اتخذها الاتحاد الأوروبي، الذي اكتفى بالاعتراف بأن الائتلاف «ممثل شرعي لتطلعات الشعب السوري»، والولايات المتحدة التي تعتبره «ممثلا شرعيا».

وكان القرار البريطاني متوقعا في سياق الزيارة التي أداها الجمعة للندن أبرز قادة الائتلاف، الذين قدموا ضمانات وتعهدات اعتبرت «مشجعة» لجهة الانفتاح على باقي قوى المعارضة واحترام حقوق الإنسان والسعي لإقامة نظام ديمقراطي. وفي هذا الإطار، قال هيغ: «على أساس الضمانات التي تلقيتها ومشاوراتي مع شركائنا الأوروبيين (الاثنين)، قررت حكومة جلالة الملكة الاعتراف بـ(الائتلاف الوطني السوري للقوى السورية الثورية والمعارضة) ممثلا شرعيا وحيدا للشعب السوري»، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.

بيد أن هيغ أضاف أن الائتلاف «عليه أن يبذل جهودا كبيرة لكسب التأييد الكامل للشعب السوري وتنسيق جهود المعارضة بشكل أكثر فاعلية»، وتابع أنه «من المصلحة الكبرى لسوريا والمنطقة وبريطانيا أن ندعمهم، وألا نترك مكانا للمجموعات المتطرفة». ووعد هيغ أيضا بزيادة المساعدة للائتلاف الذي يقاتل النظام السوري، وذلك بالخصوص من خلال تقديم مليون جنيه إسترليني لاقتناء وسائل اتصال بالأقمار الصناعية، حيث إنه في هذه المرحلة ليس من الوارد تزويد المعارضة بالسلاح. كما تعهد هيغ بزيادة الضغوط على الصين وروسيا الحليفين الأهم لسوريا، للحصول على مساعدتهما في البحث عن حل تفاوضي.

وبسؤال مسؤول بالخارجية البريطانية عما إذا كان الاعتراف البريطاني بالائتلاف «ممثلا شرعيا وحيدا»، يعني قطع العلاقات بشكل كامل مع النظام السوري، أكد لـ«الشرق الأوسط» أن «العلاقات بين المملكة المتحدة والحكومة السورية الحالية مستمرة في الشؤون القنصلية»، موضحا أن سفارة سوريا في لندن «خالية حاليا من العاملين؛ وهي مؤمنة خارجيا بمعرفة الجانب البريطاني حسب البروتوكول».

ويذكر أن بريطانيا كانت من ضمن الدول التي طلبت من سفراء النظام السوري مغادرة أراضيها، حيث اعتبرت أن القائم بالأعمال السوري ودبلوماسيين سوريين اثنين كبيرين «شخصيات غير مرغوب في وجودهم» نهاية مايو (أيار) الماضي.

من جهته، قال متحدث باسم «الائتلاف الوطني السوري لقوى المعارضة والثورة» إن الائتلاف، ومقره القاهرة، رحب أمس باعتراف بريطانيا رسميا به ممثلا شرعيا وحيدا للشعب السوري. وأضاف وليد البني لـ«رويترز»: «هذه الخطوات مهمة جدا، ستشجع آخرين من سوريا على الانضمام وأن يثقوا بنا، وسوف تشجع دولا أوروبية أخرى على الاعتراف بنا».

لافروف يكشف عن الخلافات مع كلينتون حول سوريا

جورج صبرا : روسيا أقرت بجرائم النظام

بيروت: كارولين عاكوم موسكو: سامي عمارة

كشف سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسية عن «الخلاف في الرأي» مع نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون حول سبل الخروج من المأزق الراهن في سوريا، مشيرا إلى أنه لم يتم تحديد «أي مسار مشترك» حول هذا الموضوع.. فيما أكد رئيس المجلس الوطني السوري جورج صبرا أن لقاءات عدة عقدت مع الجهات الروسية، وكان آخرها اللقاء الذي جمع أمس في إسطنبول وفدا من المجلس مع نائب وزير الخارجية الروسي، على الرغم من التباعد في الرؤى بين الجانبين.

وقال لافروف، في أعقاب لقائه أمس مع كلينتون في العاصمة الكومبودية بنوم بنه، على هامش قمة رؤساء بلدان شرق آسيا: «نحن متمسكون بإعلان جنيف الذي يدعو إلى تشكيل جهاز إداري انتقالي بين السلطات والمعارضة. ولكن بغية التوصل إلى هذا، يجب طبعا على المعارضة التوحد وفقا لإعلان جنيف».

من جهة أخرى، وعلى الرغم من التباعد في مقاربة الوضع السوري والدعم الروسي الواضح سياسيا وعسكريا للنظام السوري، أكد رئيس المجلس الوطني السوري جورج صبرا أن لقاءات عدة عقدت مع الجهات الروسية، وكان آخرها اللقاء الذي جمع أمس في إسطنبول وفدا من المجلس الوطني برئاسة صبرا مع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف.

وقال صبرا لـ«الشرق الأوسط»: «مما لا شك فيه أن محور اللقاء ارتكز على القضية السورية وموقف روسيا منها، وعرضنا وجهة نظرنا بشأن الدور الروسي الذي يشكل عقبة أمام طموحات الشعب السوري في ظل الدعم السياسي والعسكري غير المبرر للنظام، وطلبنا منهم التوقف عن مده بالسلاح».

وفي حين أكد صبرا أن الجانب الروسي أقر بأن الجرائم التي ارتكبها النظام بحق شعبه كبيرة وهو لم يقم بأي خطوة جدية لحل الأزمة، لفت إلى أن الخلافات الأساسية بين الطرفين هي في أن روسيا لا تزال تعتقد أن النظام السوري لا يزال يتمتع بالقوة الكافية للاستمرار وله مؤيدون، معتبرة أن الحل السياسي هو المطلوب في الأزمة السورية، في حين أننا نعتقد أن نهايته باتت قريبة ولا أرضية له ليستند عليها، وأن الجيش الحر أصبح يقاتل في شوارع وسط العاصمة كما أن النظام لا يقوى على استعادة المناطق التي تم تحريرها».

وأشار صبرا إلى أن المسؤول الروسي أخبر الوفد السوري أنه لا مشاركة لأي خبير عسكري على أرض المعركة السورية، واتفق الفريقان على استمرار التواصل بين الطرفين على ضوء المستجدات السياسية الدولية والعربية تجاه الأزمة السورية، ولا سيما لجهة «الاعتراف بالائتلاف الوطني».

وعن الخطوات السياسية المستقبلية التي يقوم بها المجلس الوطني السوري، قال صبرا: «حركتنا الأساسية ترتكز على تأمين المساعدات اللازمة لإغاثة الشعب السوري ووقف هدر الدم، إضافة إلى تأمين السلاح اللازم للجيش السوري الحر للدفاع عن المدنيين»، مضيفا: «لا بد من استمرار الحوار مع الأطراف الدولية لأن المجتمع الدولي والعربي، ولا سيما الدول التي لها دور ملموس في قضيتنا».

وعما إذا كان هناك أي تطور ملموس فيما يتعلق بدعم المعارضة بالأسلحة، أكد صبرا أن وعودا كثيرة حصل عليها المجلس الوطني في هذا الإطار، «كما نأمل أن يتم العمل انطلاقا من المبادرة الفرنسية التي ترتكز على رفع الحظر الأوروبي على تزويد المعارضة السورية بأسلحة دفاعية»، لافتا إلى أن هذه الأسلحة هي للدفاع ضد المدرعات والطيران الذي يقصف المدن والبلدات ويقتل المدنيين، مشددا على أن عمل المجلس الوطني لن يتوقف في هذا الاتجاه.

وتابع: «مصرون على الوصول إلى نتائج مثمرة، ونعتبر أن المجتمع الدولي، وبعد توحد المعارضة السورية، أصبح اليوم أمام امتحان لمعرفة مدى جديته في التعامل مع القضية السورية واتخاذ قرارات لصالح المجتمع والشعب السوري الذي يقتل منذ أكثر من 20 شهرا».

وحول ما نقل عنه أنه ستتم محاسبة كل من ساند النظام السوري في سفك دماء الشعب، أوضح صبرا: «ما قلته إن الشعب السوري لن يساوي بين من وقف إلى جانبه ومن دعم النظام بالأسلحة لقتله، وقدمت نصيحة لحزب الله اللبناني بأن يتوقف عن دعم نظام الأسد ولا يستمر في كسب عداوة الشعب السوري له، وعلى كل القوى اللبنانية التي تدعم نظاما زائلا أن يفتحوا صفحة جديدة مع ممثلي الشعب السوري».

تصاعد القصف على دمشق.. و«الحر» يقصف وزارة الإعلام ويسيطر على كتيبتين للدفاع الجوي

راجمات صواريخ تدك مناطق ريف دمشق والقصف الجوي على داريا يسفر عن مجزرة

بيروت: يوسف دياب

أعلنت «الشبكة السورية لحقوق الإنسان» أمس أن قوات النظام السوري قتلت ما يزيد على 80 شخصا معظمهم في ريف دمشق وحلب والحسكة، فيما أعلن الناشط في ريف دمشق أبو إياد الدوماني أن «قوات النظام صبت جام غضبها على ريف دمشق الذي اقترب من التحرر والخروج عن سيطرتها بشكل كامل».

وأكد أبو إياد لـ«الشرق الأوسط» أن «كتائب (الرئيس السوري بشار) الأسد، ارتكبت مجزرة في داريا بريف دمشق جراء القصف الجوي على المدينة، ذهب ضحيتها عشرة شهداء بينهم رضيع وامرأتان». وأشار إلى أن «راجمات الصواريخ دكت الغوطة الغربية وداريا ومعضمية الشام، وأصاب أحد هذه الصواريخ مسجد الإيمان في المعضمية». وقال: «تم العثور على ثلاث جثث في المعضمية مجهولة الهوية، وملقاة في مكب للقمامة بعد أن تم إعدامهم ميدانيا، وبدت على هذه الجثث آثار التعذيب».. فيما قالت وكالة رويتز للأنباء إن «قوات الحرس الجمهوري السورية، مدعومة بالدبابات، خاضت معارك لطرد مقاتلي المعارضة من معقل لها في إحدى ضواحي دمشق (داريا)، في أعنف قتال تشهده العاصمة منذ شهور».

إلى ذلك، أعلنت شبكة شام الإخبارية أن «لواء الإسلام وكتائب جند الله (التابعين للجيش الحر) سيطرا على كتيبة الدفاع الجوي (الفوج 246) قرب حي الحجر الأسود في ريف دمشق بعد معركة استمرت أربعة أيام استعملت فيها مختلف أنواع الأسلحة». وأظهرت لقطات مصورة الثوار وهم يتجولون في الموقع وسط مدافع مضادة للطائرات مدمرة، وأكد بيان للواء الإسلام أن «المعركة أسفرت عن مقتل جميع الضباط والجنود العاملين في الفوج من الذين قرروا المواجهة، وانتهت بسيطرة تامة على الفوج وعلى جميع آلياته ومعداته العسكرية». وأشارت الشبكة أيضا إلى أن «الجيش الحر اقتحم كتيبة الشيخ سليمان للدفاع الجوي بريف حلب الغربي، حيث تستمر الاشتباكات العنيفة دائرة داخل الكتيبة، مع سماع دوي انفجارات في المنطقة».

وأفاد ناشطون بأن «الجيش السوري الحر اقتحم (أمس) كتيبة الشيخ سليمان للدفاع الجوي بريف حلب الغربي، وذلك بعد ساعات من سيطرته على كتيبة للدفاع الجوي في دمشق وعلى مقرين لقوات النظام في الغوطة الشرقية، في حين يتواصل القصف والاشتباكات بأنحاء متفرقة من البلاد».

وقال الناشط في تنسيقية حلب رماح الزعبي لـ«الشرق الأوسط» إن «الجيش الحر خاض مواجهة شرسة مع قوات النظام، وتمكن من صد هجوم لجيش النظام على أحياء صلاح الدين وسليمان الحلبي والصاخور، وعطل محاولة إمداد للقوات المتمركزة في بعض أحياء المدينة». وأكد أن مناطق ريف حلب «عاشت يوما عنيفا من القصف الجوي والبري الذي بدأ من ساعات الصباح الأولى واستمر حتى المساء»، لافتا إلى أن «القصف المدفعي طاول بلدة السفيرة في ريف حلب، واستهدف المشفى الوحيد الموجود في المدينة الذي تم تعطيله وبات غير صالح لمعالجة المصابين، كما دمر بعض المنازل المجاورة له»، مشيرا إلى أن «بلدة عفرين كانت عرضة للقصف المدفعي والجوي من القوات النظامية».

بدوره أوضح عضو «ألوية صقور الشام» في جبل الزاوية في محافظة إدلب أبو زاكي أن «الوجود العسكري لقوات النظام السوري في المنطقة لا يتجاوز 20 في المائة، بعد أن سيطر الجيش السوري الحر على معظم المناطق في إدلب وريفها». وأوضح أبو زاكي لموقع «لبنان الآن» الإخباري اللبناني، أن «جيش النظام لا يستطيع اقتحام المناطق المحررة برا، لذلك يقوم بقصفها جوا في معظم الأوقات، أو تدور بينه وبين عناصر الجيش الحر اشتباكات مستمرة على أطراف هذه المناطق وعند الحواجز العسكرية»، مشيرا إلى أن «معرة النعمان أكبر مثال على ذلك». وردا على سؤال، أجاب: «لا يصلنا سلاح من الخارج، وكل ما نملكه هو غنائم أو أسلحة قمنا بشرائها من بعض المرتزقة بائعي السلاح». وتحدث ناشطون عن «هجمات نفذها مقاتلو الجيش الحر على معرة النعمان وحاجز السماد بمحافظة إدلب، وكذلك في جبل التركمان بريف اللاذقية، وحاجز عيصون ومستودعات الأسلحة في بلدة مهين بريف حمص، وحاجز الشؤون بحي العليليات في حماه، ومفرق السد بالحسكة، ومدن الصنمين وبصرى الشام وتل شهاب بدرعا». كما بثت شبكة «شام» صورا لاستهداف الجيش الحر كتيبة المدفعية في مدينة الميادين ومعارك أخرى بأحياء الجبيلة والموظفين والرشدية في دير الزور.

في المقابل، أعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أن «قذيفتي (هاون) سقطتا صباحا (أمس) على مبنى وزارة الإعلام السورية في غرب دمشق، اقتصرت أضرارهما على الماديات». وقالت الوكالة في بيان لها: «إن إرهابيين استهدفوا صباح اليوم (أمس) بقذيفتي (هاون) مبنى (دار البعث للصحافة والنشر) على أوتوستراد المزة في دمشق، ما أدى إلى إلحاق أضرار مادية في المكان من دون وقوع ضحايا أو إصابات بين المواطنين». وتحدثت الوكالة عن مقتل 10 أشخاص من عائلة واحدة (أمس) الثلاثاء في جنوب مدينة حلب على أيدي مقاتلين معارضين، وقالت: «إن مجموعة إرهابية ترتكب مجزرة بحق عائلتي عبد الرحمن جليلاتي وشقيقه عبد المجيد بإطلاق النار على أسرتيهما المكونتين من عشرة أفراد في حي المرجة في حلب».

المعارضة السورية تهاجم آخر المعابر البرية مع تركيا

مصادر «الحر» لـ «الشرق الأوسط»: معبر «كسب» شارف على التحرير

بيروت: نذير رضا

أكدت مصادر قيادية في الجيش السوري الحر أن المعبر الأخير على الحدود السورية – التركية الواقع في منطقة كسب «شارف التحرير»، مشيرة إلى «اشتباكات عنيفة» بين الجيشين النظامي والحر «تدور بمحيطه، في محاولة لتحريره من سيطرة جيش النظام».

وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن القوات النظامية بمحيط هذا المعبر «تعرضت (أمس) لهجوم واسع من الجيش السوري الحر في محاولة للسيطرة عليه»، لافتة إلى أن هذه النقطة الحدودية «تعد الأخيرة التي تسيطر عليها القوات النظامية على الحدود التركية – السورية».

في هذا الوقت، أفاد ناشطون بقصف جوي عنيف تعرضت له المنطقة منذ بدء الهجوم على محيط هذا المعبر بالطيران المروحي، الذي رمى بالبراميل المتفجرة. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «اشتباكات بين القوات النظامية والكتائب الثائرة المقاتلة دارت في محيط معبر كسب الحدودي مع تركيا إثر محاولة مقاتلين من الكتائب السيطرة عليه»، فيما أفادت الهيئة العامة للثورة السورية بأن قصفا عنيفا تعرضت له قرى مصيف سلمى (القريبة) من قبل آليات جيش النظام المتمركزة في مرصد انباتة، بينما أدت الاشتباكات التي وقعت أمس في محيط المعبر إلى مقتل شخصين على الأقل وجرح آخرين، بحسب لجان التنسيق المحلية.

وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن الجيش النظامي يعزز وجوده في معبر كسب منذ سقوط معبر باب الهوى، كونه «يعد من أهم المعابر البديلة والمفتوح على حركة العبور من وإلى تركيا»، مشيرة إلى أن السيطرة على هذا المعبر «تعزز سيطرة الجيش الحر على كامل المنطقة الريفية الواقعة بين محافظتي إدلب واللاذقية».

وتأتي أهمية هذا المعبر من كونه كان مفتوحا أمام المساعدات الإنسانية التي دخلت إلى محافظتي إدلب واللاذقية بعيد انطلاق الثورة السورية. وبعدما سيطرت المعارضة على المعابر الحدودية مع تركيا الواقعة ضمن نطاق محافظتي حلب وإدلب، حولت دمشق الحركة التجارية مع تركيا من معبر باب الهوى إلى معبر كسب.

وتعرض هذا المعبر الذي يعتبر قريبا من منطقة جبل الزاوية، لهجوم المعارضين أول مرة في شهر سبتمبر (أيلول) الماضي، في محاولة للسيطرة عليه. وقد عزز الجيش النظامي وجوده على المعبر، وحشد قواتا إضافية لصد أي هجوم يتعرض له، كونه يقع في منطقة قريبة من مواقع وجود الجيش الحر في ريف إدلب وريف اللاذقية.

ويعد معبر «كسب» الحدودي الذي يقع لجهة المنطقة الساحلية ضمن نطاق محافظة اللاذقية، آخر المعابر البرية إلى تركيا التي يسيطر عليها الجيش النظامي، بعدما أعلنت المعارضة السورية أخيرا تحرير معبر رأس العين الذي يقع في منطقة الحسكة، بينما يسيطر الأكراد على معبر آخر في القامشلي، لم تتمكن المعارضة من السيطرة عليه؛ وهو مقفل أمام حركة العبور.

وتشهد منطقة ريف اللاذقية اشتباكات على أكثر من محور منذ أربعة أشهر، وتتعرض بعض المناطق الريفية فيها لقصف القوات النظامية. وتفقد القوات النظامية السورية السيطرة على معظم المنطقة الشمالية، وقال عضو «ألوية صقور الشام» في جبل الزاوية في محافظة إدلب أبو زاكي، لموقع «لبنان الآن» إن «الوجود العسكري لقوات النظام السوري في المنطقة لا يتجاوز 20 في المائة، حيث سيطر الجيش السوري الحر على معظم المناطق في إدلب وريفها»، موضحا أن «جيش النظام لا يستطيع اقتحام المناطق المحررة برا، لذلك يقوم بقصفها جوا في معظم الأوقات، أو تدور بينه وبين عناصر (الحر) اشتباكات مستمرة على أطراف هذه المناطق وعند الحواجز العسكرية».

«القواعد العسكرية».. معركة السيطرة على المفاصل في سوريا

المعارضة تسعى للتأمين والغنائم.. والنظام يتشبث بالأمل في البقاء

لندن: أحمد الغمراوي

تركزت ضربات المعارضة السورية المسلحة طوال الأسبوع الماضي على استهداف القواعد العسكرية للنظام في أكثر من بقعة بامتداد الأراضي السورية، وبينما تنوعت أهداف الثوار ما بين السيطرة على تلك القواعد أو اغتنام السلاح إلى مجرد تدمير القوى الضاربة للنظام وإنهاك الجيش السوري، يتشبث نظام الرئيس بشار الأسد بالأمل.. مما يجعل خارطة السيطرة قابلة للتغير يوما بعد يوم.

وشن مقاتلو المعارضة هجمات مكثفة خلال الأيام الماضية، ولعل أبرزها على الجبهة الشمالية الشرقية كان السيطرة على «الفوج 46 – قوات خاصة» (الاستراتيجي) بمنطقة الأتارب في ريف حلب وأسر قائده، بعد معارك عنيفة وحصار دام 55 يوما. واجتياح قاعدة «الفوج 111» للدفاع الجوي في ريف حلب أمس، والاستيلاء على عتاد منها. وكذلك السيطرة بشكل كامل على مطار الحمدان العسكري في البوكمال بريف دير الزور على الحدود مع العراق، وذلك إضافة إلى سيطرة «الجيش الحر» على مقر الأمن العسكري في المدينة، وتحرير مربع أمني كامل بها لاحقا، مع أنباء عن استمرار عمليات الكر والفر في محيط مقر المخابرات الجوية في حلب.

أما في منطقة الوسط، التي تشمل العاصمة، فقد أعلن بالأمس عن الاستيلاء على مقر لكتيبة عسكرية في الحجر الأسود، وهي الأقرب حتى الآن لقلب دمشق منذ بدء الأزمة. وذلك بعد أيام من الاستيلاء على «فوج النقل 274» بالغوطة الشرقية بريف دمشق، وإجراء استعراض عسكري فيه للمعارضة المسلحة، وكذلك «مقر قيادة لواء التأمين الإلكتروني في بلدة الحتيتة» بالمدينة ذاتها.

وأشارت الأنباء الواردة من دمشق ظهر أمس إلى تكثيف القوات النظامية لعملياتها، من أجل طرد الثوار من قلب العاصمة؛ التي يشهد عدد من أحيائها اشتباكات عنيفة منذ أسابيع تنم عن ضعف قبضة النظام على مدينته الرئيسية، والتي يتكثف حولها تواجد القواعد العسكرية الحصينة، وأبرزها قاعدة «جبل قاسيون» بمدفعيتها التي تدك الأحياء المتمردة منذ أسابيع، إلى جانب تمركز قوات الفرقة الرابعة التابعة للعميد ماهر الأسد – شقيق الرئيس السوري، المختفي عن الأنظار منذ حادث تفجير «خلية الأزمة» بمبنى الأمن القومي منتصف يوليو (تموز) الماضي، إضافة إلى قوات الحرس الجمهوري المتمركزة بالعاصمة، وما يثار عن تواجد «قوي» لعناصر من «قوات النخبة» التابعة للحرس الثوري الإيراني بالقرب من المقرات الرئاسية والحكومية الحساسة.

ورغم السيطرة الواضحة لكلا الطرفين على عدد من النقاط «شبه» الثابتة في خريطة النزاع السوري، إلا أن السيطرة على القواعد العسكرية توفر بعدا جديدا للقوة.. ويشير مراقبون إلى أن العمليات الأخيرة تعد تكثيفا لذلك النوع من الصراع الذي يعتمد على «النقاط الحصينة»، بدلا من السيطرة على مساحات أرضية صعبة التأمين، أو «المغامرة بمحاولات استعراضية؛ كاستهداف قصر الرئاسة أو المقار الحكومية».

ويقول أحد الخبراء العسكريين لـ«الشرق الأوسط» إن «الاستيلاء على إحدى القواعد، وبخاصة الكبرى منها، يوفر عددا من المزايا للمعارضة السورية. منها تأمين المناطق القريبة من تلك القاعدة بشكل أفضل لوجيستيا، كما أنه يعد فرصة للحصول على غنائم من الأسلحة؛ والتي قد تشمل مضادات الطيران القوية التي يفتقر إليها جزئيا الجيش الحر، وقد تشكل عاملا حاسما في النزاع»، ويضيف: «كما أن هناك عاملا هاما آخر يتلخص في خصم نقطة تفوق للنظام، وبخاصة في حال السيطرة على قاعدة للمدفعية أو للطيران».

عشرات القتلى بسوريا واشتباكات بحلب

                                            قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن أكثر من مائة شخص قتلوا في سوريا أمس معظمهم في دمشق وريفها والحسكة، فيما فرض الجيش النظامي السوري حصارا على مدينة داريا بريف دمشق في محاولة جديدة لاقتحامها، في حين تدور اشتباكات في محيط كتيبة نظامية للدفاع الجوي بمحافظة حلب شمال البلاد.

ففي محافظة حمص وسط البلاد، قتل تسعة عناصر من القوات النظامية على الأقل وأصيب أكثر من عشرين بجراح “إثر تفجير شاحنة مفخخة قرب مستودعات الأسلحة في بلدة مهين بريف حمص”.

 وقال ناشطون إن قوات النظام السوري ألقت قنابل انشطارية على مدينة معرة النعمان الإستراتيجية بإدلب التي يسيطر عليها الجيش السوري الحر، كما نفذت الطائرات الحربية التابعة لجيش النظام  ثلاث غارات جوية على المدينة.

 وتدور اشتباكات متقطعة في محيط معسكر وادي الضيف، الذي يحاصره مسلحو الجيش الحر منذ شهر.

وفي العاصمة دمشق، قال ناشطون إن قوات النظام قصفت حييْ الحجر الأسود والتضامن ومخيم اليرموك. بينما قصفت الطائرات كلا من داريا وببيلا والشيفونية، وبلدات في الغوطة الشرقية في ريف دمشق.

كما تجدد القصف على الأحياء الجنوبية والبساتين المحيطة بحييْ القدم وكفرسوسة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي تحدث عن اشتباكات في حي التضامن.

ومن جهتها، ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن القوات النظامية “اشتبكت مع مجموعة إرهابية في شارع الأمين بحي التضامن”، مشيرة إلى أن “وحدة من عناصر الهندسة فككت عبوتين ناسفتين زرعتا بالقرب من قسم الشرطة في الحي”، تزنان 25 و40 كيلوغراما.

حصار داريا

وعلى صعيد متصل، فرضت القوات النظامية حصارا أمس الثلاثاء على مدينة داريا بريف دمشق، في محاولة جديدة لاقتحامها، بحسب ما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان وناشطون.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن -في اتصال هاتفي مع وكالة الأنباء الفرنسية- إن القوات النظامية “تحاصر البلدة التي تتعرض لعملية عسكرية منذ أيام عدة في محاولة لاقتحامها”، مشيرا إلى “إغلاق كامل للطرق المؤدية إليها”.

وأدى قصف الجيش النظامي على داريا الثلاثاء إلى مقتل ثلاثة أشخاص بينهم امرأة وطفل، بحسب المرصد.

وفي تطور نوعي، بدأت المعارك بين الجيشين الحر والنظامي في ريف اللاذقية تأخذ منحى جديدا، بعد أن أدخل الثوار الدبابات التي استولوا عليها من النظام إلى خط المواجهة لأول مرة منذ بداية الثورة.

ويعمل الجيش الحر على إنهاك قوات النظام من خلال معارك كر وفر في المناطق الجبلية الوعرة من أجل السيطرة على مواقع إستراتيجية جديدة.

وفي محافظة حلب شمال البلاد، قتل مقاتلان معارضان خلال معارك في محيط كتيبة نظامية للدفاع الجوي في الشيخ سليمان في ريف حلب الغربي، بحسب المرصد.

وتأتي هذه الاشتباكات بعدما سيطر الثوار الأحد على “الفوج 46” في المنطقة نفسها، بعد حصار استمر نحو شهرين على هذه القاعدة الضخمة للقوات النظامية، والتي ربضت فيها مدفعية كانت تقوم بقصف مناطق في الريف، منها مدينة الأتارب الإستراتيجية التي يسيطر عليها الثوار.

وفي محافظة الحسكة شمال البلاد، أشار المرصد إلى أن 29 شخصا قتلوا جراء اشتباكات دارت الاثنين بين مقاتلين معارضين وآخرين من اللجان الشعبية الكردية في مدينة رأس العين.

مخابرات للثورة

ومع استمرار المواجهات بين الطرفين، أعلن عدد من المقاتلين السوريين المعارضين تشكيل جهاز “المخابرات العامة للثورة السورية” لحماية الثورة من “المنظومة المخابراتية” لنظام بشار الأسد.

وفي شريط بثه ناشطون على موقع “يوتيوب” الإلكتروني، أعلن “العقيد أسامة” -الذي قدم نفسه كمدير للجهاز- “تشكيل جهاز المخابرات العامة للثورة السورية (مكتب الأمن الوطني)، ليكون أحد الأذرع القوية للثورة السورية في مواجهة المنظومة المخابراتية للعصابة الحاكمة وحلفائها الإقليميين والدوليين”.

وأضاف أن المخابرات العامة للثورة السورية ستُقدم أيضا “الدعم الاستخباراتي لكافة قوى الثورة السياسية والعسكرية على الأرض”، التي تقاتل القوات النظامية.

وقال المتحدث إن الجهاز سيعمل على “تعزيز قدرات قوى الثورة السورية السياسية والعسكرية، عبر تزويدها بالمعلومات التفصيلية عن خطط وتحركات قوى الاحتلال الأسدي وأدواتها من شبيحة وعملاء”.

وأشار إلى أن الجهاز سيتولى -بالتنسيق مع “كل قوى الثورة العسكرية والمدنية”- العمل على “حماية المدنيين وممتلكاتهم العامة والخاصة، وصون المقدسات الدينية لجميع مكونات الشعب السوري”، مؤكدا البقاء على مسافة واحدة من كل مكونات الثورة، وهو “ما يحتم محاسبة جميع المخطئين أيا كانت مواقعهم”.

سوريا.. لواء عسكري لـ”الحر” في العاصمة

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أعلن ناشطون سوريون الأربعاء عن تكوين لواء عسكري نوعي في دمشق وريفها يضم نخبة من قوات “الجيش الحر” استعدادا لما وصفوه بالـ “معركة الفاصلة” لتحرير العاصمة السورية.

ووفقا للمتحدث باسم “شبكة شام الإخبارية” تميم الشامي فإن اللواء يعد الأول من نوعه بمنطقة دمشق وريفها، وهو يضم عدة كتائب مختارة، كما ينضوي تحته لواء مخابراتي مهمته كشف الاختراقات التي قد تقع في صفوف “الجيش الحر”.

ميدانيا.. تواصلت أعمال العنف ففي ريف العاصمة دمشق استمر القصف على داريا والمعضمية.

وفي درعا تجدد القصف العنيف على بلدة الشيخ مسكين.

اما في دير الزور فقد استهدفت القذائف والصواريخ  بلدة موحسن.

وفي ريف حلب أكد الجيش الحر سيطرته على معمل للحديد في كفرناها ، بينما يستمر قصف احياء المدينة.

وفي ريف اللاذقية اكد الجيش الحر تدمير حاجز الفرنلق في جبل التركمان والسيطرة على موقعه وآلياته.

من جهة أخرى أعلن فصيل مسلح من المعارضة السورية تشكيل كتيبة عسكرية جديدة في مدينة أعزاز الواقعة بالقرب من الحدود التركية.

وأطلق على الكتيبة الجديدة اسم “سيوف الشام”، وهي تضم في صفوفها حوالي 800 مسلح.

وكان ناشطون أفادوا الثلاثاء يمقتل 122 شخصا خلال اليوم ذاته جراء أعمال العنف في البلاد أغلبهم في ريف دمشق والحسكة، في وقت نجح مقاتلو “الجيش الحر” في اقتحام قاعدة للدفاع الجوي قرب الحدود مع تركيا.

المعارضة السورية… من أين تحصل على سلاحها؟

استطاعت تصنيع قذائف الهاون والقنابل اليدوية والأنبوبية… والعبوات الناسفة

المعارضة السورية… من أين تحصل على سلاحها؟

الاتحاد

في وقت تتواصل فيه المعركة حول حلب في أكبر مدينة في سوريا، تتم خلف خطوط الجبهة عملية هامة بالنسبة للقتال والمقاتلين، ألا وهي إنتاج أسلحة تقليدية الصنع.

وتعتبر حلب جبهة رئيسية في النزاع الذي بدأ قبل حوالي 20 شهراً من الآن بين نظام الأسد والمعارضة التي تحاربه؛ نزاع أعلن نشطاء يوم الخميس الماضي أنه حصد حتى الآن أرواح نحو 39 ألف شخص، علاوة على نحو خمسين ألف معتقل وقرابة مليوني نازح ومهجر ولاجئ.

وفي محافظة حلب، تتخصص كتيبة أبو بكر الصديق المعارضة في صنع بعض القذائف القتالية، وإن كانت تنتج أيضاً قنابل يدوية وأسلحة أخرى مما يحتاجه مقاتلو المقاومة. وخلال الآونة الأخيرة، كشف زعماء الكتيبة النقاب عن أحدث ابتكار لهم: قذيفة ذات رأس حربية هي الأكبر التي تمكنوا من صناعتها حتى الآن، حيث يبلغ وزنها نحو 13 باوندا (نحو 6 كيلوجرامات). ورغم أنهم مازالوا في مرحلة الاختبار، إلا أنهم يأملون في استخدامها قريباً في ساحة المعركة أيضاً بعد التأكد من فاعليتها القتالية.

ونظراً لتدفق أسلحة قليلة إلى المعارضة السورية المسلحة من خارج سوريا، عبر طرق ملتوية وغير رسمية، فقد لجأ المقاتلون إلى صناعة أسلحتهم الخاصة بأنفسهم؛ مثل القذائف، وقذائف الهاون، والقنابل الأنبوبية، والقنابل اليدوية، والعبوات الناسفة… وذلك في وقت مبكر من النزاع. غير أن جهود صناعة القذائف، بشكل خاص، يبدو أنها قد أضحت أكثر تنظيماً خلال الأشهر الأخيرة فقط.

وفي هذا السياق، يقول إيليوت هيجينز، الذي يرصد الأسلحة المستخدمة بمعارك النزاع السوري على مدونته على شبكة الإنترنت، إن “مصانع” القذائف الفعالة التي تُنتج أعداداً هامة من قطع السلاح، حلت على ما يبدو محل الجهود العشوائية والمتفرقة السابقة، لاسيما في محيط مدينة حلب التي دخلت دائرة المعارك متأخرة. ويشار في هذا الصدد إلى أن صور فيديو لبعض هذه العمليات قد بدأت تظهر بشكل أكثر وعلى نحو متزايد خلال الأشهر القليلة الماضية، لاسيما على قنوات تابعة لموقع “يوتيوب” تديرها مجموعات المقاتلين ونشطاء المعارضة السورية في الداخل.

وفي مقر كتيبة أبو بكر الصديق، وهي عبارة عن قاعة سقفها مرتفع وتبدو مثل ورشة عمل سابقة، تباهى زعماء الكتيبة مؤخراً بعدد من القذائف والأسلحة الأخرى التي استطاعوا إنتاجها بأنفسهم وباستخدام ما هو متاح من وسائل محدودة للغاية وفي ظل الظروف التي تعرفها سوريا. وعلى أرضية المكان كان يوجد كيس بلاستيكي شفاف مليء بالقنابل اليدوية، ووراء أحد المكاتب جلس رجل بزيه العسكري يسلم الذخيرة للمقاتلين. وقد طلب زعيم المجموعة عدم الكشف عن الموقع حتى لا يتم استهدافهم بالقنابل التي تلقيها طائرات النظام.

إن العديد من الموجودين في القاعة كانت تبدو عليهم مؤشرات تفيد بأنهم كانوا قريبين جداً من ساحة القتال: فأحد الرجال كانت على ساقه جبيرة من الجبس، بينما كانت لدى آخر إصابة بشظية. أما زعيم الكتيبة، ياسر الشيخ، فقد ضحك عندما سُئل حول ظروف إصابته في أصبعه المضمد.

ويقول الشيخ إن مجموعته صنعت ما يقارب من ألف قذيفة، وإنهم يرسلون كل أسلحتهم إلى فرقة التوحيد، التي تعد واحدة من أكبر المجموعات القتالية في حلب، وذلك من أجل استخدامها في المعركة هناك. كما يقول الشيخ، بانزعاج واضح إن “التوحيد” بدأت تنشر صور فيديو على موقع يوتيوب توحي بأنها صاحبة الفضل في إنتاج أسلحة هي في الواقع من صنع كتيبته.

صناع الأسلحة في الكتيبة هم عبارة عن خليط من العسكريين السابقين الذين يتمتعون بخبرة في الأسلحة، ومدنيين من المهندسين المتخصصين في الكيمياء وغيرها من الحقول العلمية ذات الصلة. وهم يستعينون ببعض المعلومات من شبكة الإنترنت، لكن تطوير مهارتهم باهظ ومكلف. وفي هذا الإطار، يقول أحد صانعي القنابل اليدوية إنه تسبب في تفجير غرف بمنزله مرتين أثناء تعلمه طريقة خلط المتفجرات.

وعلى غرار الكثير من المجموعات التي تقوم بصناعة أسلحة تقليدية الصنع للمعارضة السورية، يستعمل أعضاء الكتيبة أحياناً متفجرات يحصلون عليها من قنابل غير منفجرة للنظام. كما يقومون بصنع متفجرات باستعمال أسمدة ومواد أخرى من السهل الحصول عليها مثل السكر. غير أنه يتعين على المجموعة أيضاً صناعة “الدافع” المستعمل في قذائفها.

وتعرض الكتيبة صور فيديو للعشرات من القذائف التي أُرسلت إلى الجبهة في حلب، قبل أن تكشف عن أحدث ابتكاراتها: قذيفة ذات رأس حربية تزن نحو 13 باوندا. فمعظم القذائف التي يصنعونها لديها رؤوس حربية تحمل متفجرات تزن نصف ذلك. أما القذيفة الجديدة، يقول الشيخ، فهي ذات قوة تدميرية أكبر. غير أنه سيكون من الصعب دفعها، بالمقابل. وفي هذا الإطار، يقول قائد الكتيبة: “إن الشيء الأهم بخصوص هذا الصاروخ هو المواد التي تدفعه”، مضيفاً: “الواقع أنه من الصعب إرسال هذه الزنة الكبيرة بواسطة صاروخ”.

ومع ذلك، يبدو الشيخ فخوراً بالسلاح الجديد الذي صنعته كتيبته، لوضعه في خدمة الثوار، إذ يقول: “إنك لن تجد قذيفة مثل هذه في كل الشرق الأوسط”. وضمن تعليقه على السلاح الجديد، قال هيجينز، الذي تفحص صور القذيفة، إن حمولتها تبدو أكبر من تلك التي يراها عادة في صور الفيديو.

وإضافة إلى القذائف والقنابل اليدوية والقنابل الأنبوبية وقذائف الهاون، فإن المعارضة تمكنت من استعمال العبوات الناسفة على نحو فعال لتجعل من أجزاء من محافظتي حلب وإدلب مناطق خطرة على مركبات النظام.

وقد لجأت المعارضة المسلحة إلى الأسلحة تقليدية الصنع مضطرةً بعد أن رفضت العديد من الدول، مثل الولايات المتحدة، تسليح المقاتلين ومنعت دولاً أخرى من إرسال أسلحة ثقيلة إليها، تخوفاً من أن تقع هذه الأسلحة في الأيدي “الخطأ”؛ وذلك نظراً لأن المعارضة المسلحة في سوريا تعاني من الانقسام وتفتقر إلى هيكلة قيادة وتحكم فعالة وموحدة؛ كما أن المئات من المقاتلين الجهاديين الأجانب الذين انضموا إلى صفوف المعارضة لم يعملوا إلا على زيادة مثل هذه التخوفات وتكريسها.

وعلى خطوط جبهة القتال في حلب، لم تكن الذخيرة متوافرة بالحد الكافي في الآونة الأخيرة. ولم يكن لدى الكثير من المراكز التابعة لمقاتلي المعارضة سوى بضعة قذائف “آر بي جي” وكميات محدودة من الرصاص. وعلى خط الجبهة، وتحديداً في “كرم الجبل”، كانت لدى مقاتل المعارضة محمد القرقش قنابل يدوية تقليدية الصنع أكثر من غيرها من الأسلحة، وكان يستعملها بمتعة. وبعد أن رمى واحدة منها فوق الجدار في اتجاه موقع لقوات النظام، انتظر دوي الانفجار المرضي قبل أن ينبطح أرضاً لحماية نفسه من الشظايا عندما رد جنود النظام بإطلاق النار.

كريستن تشيك

حلب

ينشر بترتيب خاص مع خدمة “كريستيان ساينس مونيتور”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى