أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأربعاء، 28 أيلول 2011

اجتماع «بالغ السوء» بين بان والمعلم ولبنان يرفض العقوبات لكنه يلتزمها

نيويورك – راغدة درغام

يحيل لبنان اليوم الأربعاء، قبيل انتهاء رئاسته الدورية لمجلس الأمن الجمعة، طلب عضوية دولة فلسطين في الأمم المتحدة الى لجنة دراسة الاعتمادات في المجلس. وترأس رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي أمس جلسة المجلس المخصصة لبحث «الوضع في الشرق الأوسط بما فيه القضية الفلسطينية». ودعا مجلس الأمن الى دعم حق فلسطين في العضوية، مشدداً في الوقت نفسه على «التزام لبنان احترام كل قرارات الشرعية الدولية، بما فيها المتعلقة بالمحكمة الدولية الخاصة بلبنان».

وقال ميقاتي في كلمته الافتتاحية للجلسة إن «لبنان، وإزاء ما تعيشه سورية من أحداثٍ، يؤكد حرصه على وحدة أراضيها وشعبها، وأمن جميع أبنائها وسلامتهم».

وعلمت «الحياة» أن فرنسا أعدت مشروع قرار جديداً حول سورية «لا يتضمن عقوبات آنية لكنه يحذر من التوجه الى اتخاذ إجراءات مشابهة خلال فترة زمنية قد تكون أسبوعين»، بحسب مصادر ديبلوماسية. وكان من المقرر أن توزع البعثة الفرنسية نص مشروع القرار مساء أمس على أعضاء مجلس الأمن. وقال ديبلوماسيون إن «النص الجديد لم يحصل بعد على الدعم الروسي لكنه صيغة جديدة لإقناع روسيا بمسار إصدار قرار عن مجلس الأمن». وأضافت مصادر أخرى أن «الإشارة الى مهلة الأسبوعين تهدف الى إعطاء الحكومة السورية فرصة إظهار صدقها في الإصلاح ووقف القتل، ولكن قد يتم الاستغناء عنها فيما لو وافقت روسيا على نص مشروع القرار». وأشارت الى دلائل حول «احتمال عدم تعطيل روسيا مشروع القرار طالما أنه لا يتضمن عقوبات آنية»، رغم أنه يحذر من «إجراءات لاحقة».

وعقد وزير الخارجية السوري وليد المعلم لقاء مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس، وصفته مصادر دولية بأنه كان «بالغ السوء». وأوضحت أن اللقاء تخللته «مواجهة حادة، وأن الأمين العام ابدى بالغ الغضب من أجواء اللقاء ومما سمعه من المعلم». ووصفت الأوساط نفسها «اللغة» التي استخدمها المعلم مع بان بأنها كانت «غير ديبلوماسية».

وكان الرئيس ميقاتي شدد على أن «قطار الربيعِ الفلسطيني قد انطلق»، مناشداً العالم «الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في أن يكون له وعلى أرضه دولته المستقلة التي تجد مكانَها الطبيعي عضواً كامل العضوية في الامم المتحدة». ولفت الى إن ما تمارسه إسرائيل من انتهاكات للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة. وذكر بالإجماع العربي على تحقيق السلام العادل والشامل والدائم في الشرق الاوسط على اساس قراري مجلس الامن 242 و338 ومرجعيات مؤتمر مدريد ومبدأ الارض مقابل السلام «في مبادرة السلام العربية التي أطلقها العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز والتزمتها دول منظمة التعاون الاسلامي».

وأعلن مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية لين باسكو أمام مجلس الأمن أن اللجنة الدولية الرباعية «ستعمل على عقد اجتماعات تحضيرية للأطراف خلال فترة شهر للاتفاق على الأجندة وشكل التقدم». وقال متحدثاً باسم الأمين العام إن الفترة المقبلة ستكون «اختباراً للأطراف وإرادتها لتقديم اقتراحات جدية تنناول القضايا الرئيسية»، مشدداً على أن الهدف هو تحقيق تقدم جوهري خلال ٦ أشهر والتوصل الى اتفاق قبل نهاية العامة ٢٠١٢.

واعتبر باسكو أن ثمة «قصة نجاح دولي يجب البناء عليها، وهي أن السلطة الفلسطينية قادرة على إدارة دولة». وشدد على أن حديثه عن إنجاز بناء الدولة يعني «أن العوائق أمام الدولة الفلسطينية ليست مؤسساتية بل سياسية: القضايا الأساسية في النزاع بين الأطراف، واستمرار الاحتلال الإسرائيلي، واستمرار الانقسام الفلسطيني».

ونقل عن بان ترحيبه «بالالتزام القوي من الرئيس ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي بالمحكمة الدولية الخاصة بلبنان».

وجدد ميقاتي أمام مجلس الأمن مطالبة لبنان بالانسحاب الإسرائيلي الكامل من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والقسم الشمالي من قرية الغجر. وأكد التزام لبنان القرار ١٧٠١ بكافة مندرجاته، مطالباً المجتمع الدولي بإلزام إسرائيل القيام بموجباتها المحددة في هذا القرار. وكرر ان لبنان «ملتزم دوماً احترام قرارات الشرعية الدولية، بما فيها المتعلقة بالمحكمة الدولية الخاصة بلبنان، وفقا لما اكدت عليه البيانات الوزارية للحكومات اللبنانية المتعاقبة».

من جهة أخرى، قال ميقاتي لاحقاً قال في دردشة مع الصحافيين إنه «نظراً الى خصوصية لبنان لن نتمكن من التصويت مع أي قرار يفرض عقوبات على سورية، إنما هذا لا يعني أننا لن ننفذ العقوبات» في حال صدورها، بموجب التزامات لبنان تنفيذ كل قرارات الأمم المتحدة.

وأضاف أن القطاع المصرفي اللبناني «لن يثير المجتمع الدولي ولن يكون ضد المطالب الدولية»، مشيراً الى أنه أجرى اتصالاً أمس بحاكم مصرف لبنان للتأكيد على هذه المسألة. وأشار الى أنه تطرق في محادثاته مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الى مواضيع عدة لم تكن «الودائع السورية في المصارف اللبنانية من ضمنها».

وعن الإطار الزمني لتمويل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان قال إن «التمويل سيتم قريباً جداً خلال الأسابيع المقبلة». وأضاف أن على لبنان أن ينفذ قرارات الشرعية الدولية وتلك المعنية بالمحكمة، و»لن أكون انتقائياً في تنفيذ القرارات الدولية».

واعرب ميقاتي عن خشيته في حال عدم تمويل المحكمة من أن يؤدي ذلك الى «عقوبات ضد لبنان»، مشيراً الى أن المتضرر أولاً من هذا الأمر هو لبنان «والمستفيد ستكون إسرائيل». وأضاف «لن أسمح لإسرائيل أن تأخذ مني في السلم ما لم تأخذه في الحرب».

وتحدث عن امكان «تعديل» القرار الذي صدر في شأن المحكمة عند طرح التمديد لصلاحيات المحكمة في آذار (مارس) المقبل. وعندما سئل عن صدقية المحكمة قال «لست قاضياً»، مضيفاً «دوري أنني مؤتمن على تنفيذ ما اتفقنا عليه». وكرر ميقاتي رأيه بأنه من الأفضل لـ «حزب الله» أن يعين محامين للدفاع عن المتهمين في اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، إنما «هذا شأنهم، ولكن أنا مع هذه الفرضية». وقال إنه سيبحث ترسيم الحدود السورية – اللبنانية عندما يزور سورية، وأن تلك الزيارة ستتم «عندما أبدأ زياراتي للخارج، لكنني لست ضد مبدأ زيارة سورية في توقيت أتركه الى حين وضع برنامج الزيارات الخارجية». وأكد ميقاتي أن «لا علاقات تجارية ولا أعمال لي» في سورية، مشيراً في الوقت نفسه الى أن العلاقات الاقتصادية الجيدة القائمة بين لبنان وسورية «تتأثر بحسب التطورات في سورية».

وكان ميقاتي قد اجتمع أمس بكل من الأمين العام للأمم المتحدة ووزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو ووزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد آل نهيان، وغيرهم من المسؤولين.

الدبابات تطبق على الرستن لملاحقة «منشقين»

دمشق، نيقوسيا، باريس، واشنطن، نيويورك -»الحياة»، ا ف ب ، رويترز – بعد حصار استمر يومين، قامت قوات الجيش السوري بشن هجوم موسع فجر امس على مدينة الرستن. كما هاجمت قوات الامن حي البياضة في حمص. وقال سكان وناشطون إن العمليات التي استخدمت فيها الرشاشات الثقيلة والدبابات كانت لملاحقة منشقين عن الجيش السوري موجودين في الرستن ومناطق من حمص. وسقط عدد من القتلى خلال هذه العمليات التي رافقتها اعتقالات.

وكرر وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل «ادانة العمليات العسكرية الموجهة ضد الشعب الأعزل في سورية الشقيقة»، داعيا الى «الوقف الفوري لها، وصف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الموقف الغربي من سورية بإنه «استراتيجية بسيطة ولكن غير آمنة»، معتبرا ان الدعوات الى تنحي الرئيس بشار الاسد «استفزاز ينطوي على عواقب وخيمة لا يمكن التنبؤ بها».

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن الرستن تتعرض «لقصف من رشاشات ثقيلة مثبتة على الدبابات، منذ الساعات الاولى من فجر (امس)، وسمعت أصوات انفجارات قوية هزت المدينة، ووردت انباء مؤكدة عن اصابة 20 شخصاً بجروح، سبعة منهم في حالة حرجة».

وقال سكان إن قوات امنية تدعمها الدبابات وطائرات الهليكوبتر اقتحمت الرستن «لملاحقة منشقين عن الجيش».

وأضافوا ان عشرات العربات المدرعة دخلت البلدة التي يبلغ عدد سكانها 40 ألف نسمة والواقعة على الطريق السريع المؤدي الى تركيا، بعدما قصفتها الدبابات وطائرات الهليكوبتر.

وقال أحد السكان الذي عرف نفسه باسم «ابو قاسم» لوكالة «رويترز» ان «الدبابات أطبقت على الرستن وأصوات الرشاشات الآلية والانفجارات لم تتوقف. وفي النهاية دخلت».

وأظهرت مواقع على الانترنت عددا من الجنود المنشقين وسط المدينة، وهم يهتفون «الرستن ستكون مقبرة الجيش السوري». ورفض جنود سوريون تنفيذ الاوامر باطلاق النار على المتظاهرين، وشكلوا «كتيبة خالد بن الوليد» في الرستن. ويقود هذه الكتيبة الرائد عبدالرحمن الشيخ، ولديها بعض الدبابات. وينشط في المنطقة العقيد رياض الاسعد وهو أكبر ضابط بين المنشقين، كما تقول مصادر ميدانية مطلعة.

إلى ذلك ذكر المرصد السوري ان ستة مدنيين قتلوا امس، بينهم ثلاثة خلال هجوم للجيش على حي البياضة في حمص. وجرح سبعة اخرين، خلال اقتحام قوات امنية وعسكرية للحي، بعد تفجير آلية عسكرية مدرعة واحراق دبابة من قبل عناصر منشقة.

وكان المرصد اعلن قبلا ان «مدنيين قتلا في كفرومة بجبل الزاوية خلال عمليات دهم قامت بها قوات الامن». كما «قتل مدني واصيب خمسة آخرون برصاص قوات الامن» في قرية طفس بريف درعا.

على الصعيد السياسي، قال وزير الخارجية السعودي، في كلمة امام الجمعية العامة للامم المتحدة امس،«إن الأحداث والتغييرات التي تشهدها المنطقة العربية تتطلب موقفاً مسؤولاً يهدف إلى الحفاظ على استقرار دول المنطقة ووحدة أراضيها وسلامتها الإقليمية»، معربا عن اسف المملكة «لسقوط عديد من الضحايا المدنيين بما في ذلك الأطفال والنساء والشيوخ جراء الأزمات والتحولات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط».

وقال أن المملكة «تجدد الإدانة للعمليات العسكرية الموجهة ضد الشعب الأعزل في سورية الشقيقة، وندعو للوقف الفوري لها وفقاً لقرار مجلس جامعة الدول العربية الأخير، وتنفيذ إصلاحات شاملة تلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري دون تلكؤ أو إبطاء. كما ندعو كافة الأطراف في اليمن الشقيق للإعلان بوضوح عن التزامهم الكامل بالانتقال السلمي للسلطة وتنفيذ متطلبات ذلك الواردة في المبادرة الخليجية بشكل عاجل ينهي الأزمة الخطيرة التي تشهدها اليمن».

وفي موسكو، أعلن وزير الخارجية الروسي أن بلاده لن تؤيد مشروع قرار طرحته الدول الغربية ضد سورية.

وقال لافروف في مقابلة مع قناة «روسيا ـ 24» الاخبارية: «نحن لا نستطيع أن نؤيد المشروع الذي تطرحه الدول الغربية. وهذا امر مرتبط ايضا بالتجربة الليبية… انهم يقولون لنا إن الوضع في سورية يختلف عما كان في ليبيا، وانه لن يكون هناك نزاع، وانه يكفي فرض العقوبات لكي يحس النظام بامتعاض المجتمع الدولي. ونحن نتساءل ما هي الاستراتيجية القادمة، كيف حسبتم الخطوات اللاحقة؟ ويردون علينا انهم لم يفكروا بما سيحدث بعد، لكن على الرئيس بشار الأسد الرحيل وهو فقد شرعيته. ويجب فرض العقوبات عليه عبر العقوبات ليتنحى ومن ثم سنرى». ووصف لافروف الموقف الغربي بانه «استراتيجية بسيطة ولكن غير آمنة، إن صح وصفها بالاستراتيجية بشكل عام». وقال: «هناك معارضة تنظر إلى الغرب وتسمع تصريحات بان بشار الاسد فقد شرعيته ويجب ان يتنحى. ويظهر لديها الشعور بانه يجب مواصلة رفض ومقاطعة كل ما يقترحه الاسد ليساعدهم الغرب». واعتبر هذا الامر «استفزازا ينطوي على عواقب وخيمة لا يمكن التنبؤ بها».

واشار إلى ان الرئيس السوري «بدأ بما في ذلك تحت تأثير جهود القيادة الروسية وجامعة الدول العربية باجراء اصلاحات محددة، حتى ولو جاءت متأخرة… لكن هناك قوى معارضة راديكالية، ومعظمها في الخارج، ترفض الحوار وتراهن على تأجيج المواجهة لكي يتدخل المجتمع الدولي».

وفي واشنطن، أصدرت وزارة الخزانة الأميركية تعميما تسمح فيه للمنظمات غير الحكومية الأميركية وبعض المؤسسات النقدية بارسال مساعدات «انسانية» وتقديم «خدمات» تدعم «الديموقراطية في سورية» و»المشاريع غير التجارية». ويعزز هذا القرار الاتجاه الأميركي الى التحضير للمرحلة الانتقالية في سورية، وتفادي تكرار سيناريو العقوبات العراقية التي شملت المنظمات غير الحكومية، وكانت لها تداعيات مجحفة على العراقيين.

مجلس الأمن يدرس اليوم مشروعاً جديداً يهدّد النظام السوري بعقوبات دولية

نيويورك – “النهار”

أبلغ أمس ديبلوماسيون غربيون “النهار” أن الدول الأوروبية الأربع في مجلس الأمن، بريطانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال، ستوزع صباح اليوم مشروع قرار جديداً عن الأوضاع المتدهورة في سوريا “يأخذ في الإعتبار” اعتراض روسيا على فرض عقوبات دولية على نظام الرئيس بشار الأسد.

ويأتي هذا التطور بعد أسابيع من الجهود المتعثرة لإقناع ليس فقط روسيا والصين، بل أيضاً دول مجموعة “إيبسا”، الهند والبرازيل وجنوب أفريقيا، بإصدار قرار تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة يتضمن حظر سفر وأسلحة وتجميد أموال على الرئيس الأسد وعدد من أقربائه وأنسبائه وأركان حكمه. وكانت تتبنى مشروع القرار السابق الدول الأوروبية الأربع ذاتها الى الولايات المتحدة.

وقال ديبلوماسي غربي لـ”النهار”: “نأمل في أن نقدم الليلة (أمس) أو صباحاً (اليوم) مشروع قرار جديداً عن سوريا. وسنبدأ المناقشات بعد الظهر (اليوم) على مستوى المندوبين الدائمين” للدول الـ15 الأعضاء في مجلس الأمن، موضحاً أن الدول الغربية “أعلنت سلفاً أنها مستعدة للنظر في النص” السابق لمشروع القرار. وأكد أن فرنسا ستعد مشروع القرار الجديد الذي سترعاه الدول الأوروبية الأربع، من غير أن يستبعد أن تنضم اليها دول أخرى.

وأكد ديبلوماسي آخر طلب عدم ذكر اسمه أن “مشروع القرار سيوزع (اليوم)”، وافاد أن “سبب اقتراح المشروع الجديد هو رؤية ماهية الجدوى في المجلس، إدراكاً منا لمواقف بعض الأعضاء. وسنحاول قدر الإمكان أن ننال ما نستطيعه”. ولم يشأ ان يقول ما إذا كان مشروع القرار الجديد سيوضع تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.

مشروع قرار في مجلس الأمن لا يتضمن عقوبات

المعلم يطالب بوقف التسـليح الدولي للإرهابيين موسكو تنتقـد المعارضة لرفضها محـاورة الأسـد

أبلغ وزير الخارجية السوري وليد المعلم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، في نيويورك أمس، أن دمشق عازمة على تطبيق الإصلاحات، لكنه طالب «المجتمع الدولي بوضع حد لتمويل وتسليح المجموعات الإرهابية»، بينما عبر بان عن «استعداده للقيام بدور إيجابي على الساحة الدولية في هذا الخصوص»، فيما جدّدت موسكو رفضها تمرير مجلس الأمن الدولي لقرار يفرض عقوبات على سوريا، مكررة انتقادها للمعارضة التي ترفض الحوار مع الرئيس بشار الأسد.

الى ذلك، قال دبلوماسيون في الامم المتحدة إن بريطانيا وفرنسا والمانيا والبرتغال تعتزم قريباً توزيع مشروع قرار جديد لمجلس الامن يندد بسوريا، لكنه يخلو من الدعوة الى فرض عقوبات فورية على دمشق. وقالت البعثة الفرنسية في الامم المتحدة على موقع تويتر إن «فرنسا وشركاءها في الاتحاد الاوروبي يستعدون لرفع مشروع قرار جديد الى مجلس الأمن حول القمع في سوريا».

ويمثل مشروع القرار الجديد محاولة من الدول الغربية للالتفاف على الرفض الروسي والصيني خصوصاً لمعاقبة دمشق. وقال دبلوماسي أوروبي «نريد إرسال رسالة قوية وموحدة لضمان الا يستمر نظام الاسد في صم أذنيه عن مطالب المجتمع الدولي».

المعلم في نيويورك

والتقى المعلم، في نيويورك، وزراء خارجية روسيا سيرغي لافروف وإيران علي أكبر صالحي والبرازيل انطونيو باتريوتا والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.

وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن المعلم شرح لهم «الوضع السوري الراهن والإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي أعلن عنها الأسد، وتتناول وضع قوانين تلبي الحاجات والمطالب الشعبية». وبين «الضغوط التي تتعرّض لها سوريا في المجالات السياسية والإعلامية والاقتصادية، والتي تهدف إلى إضعاف سوريا وحرفها عن نهجها الوطني»، موضحاً أن «الحوار الوطني الشامل الذي انطلق في المحافظات السورية يضمّ مختلف شرائح المجتمع، بمن فيهم المعارضون، ويهدف إلى بحث البرنامج الإصلاحي وسيتبعه مؤتمر الحوار الوطني قريباً».

وأكد المعلم أن «فرض العقوبات على سوريا من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يؤثر سلباً على مصالح الشعب السوري»، لافتاً إلى «عزم سوريا على تنفيذ حزمة الإصلاحات التي أعلن عنها الأسد بجدول زمني محدد».

من جهته، أكد لافروف، حسب «سانا»، حرص بلاده على «أمن سوريا واستقرارها، وأن روسيا مستمرة في التشاور والتنسيق معها». وأشاد بمؤتمر الحوار الوطني المزمع عقده في سوريا، داعياً المعارضة إلى المشاركة فيه ومحذراً من التدخل في الشؤون السورية ومن أن فرض عقوبات اقتصادية ضد سوريا لا يخدم هدف تحقيق الاستقرار في المنطقة.

وقالت وزارة الخارجية الروسية إن لافروف أكد موقف روسيا الرافض لتدخل القوى الخارجية في شؤون سوريا الداخلية. ودعا إلى وقف أعمال العنف في سوريا بشكل كامل وتنفيذ الإصلاحات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تم إعلانها وأيضاً إلى تنظيم الحوار الوطني الواسع بمشاركة المعارضة.

بدوره، أدان صالحي الحملات التي تتعرّض لها سوريا، مؤكداً «عمق العلاقات المتميّزة التي تربط الشعبين والبلدين الصديقين»، ومعرباً عن «دعم إيران لسوريا في إنجاز الإصلاحات وتحقيق الأمن والاستقرار في البلاد».

وأكد العربي «أهمية الوقوف إلى جانب سوريا للخروج من الظروف الحالية التي تمرّ بها»، معبراً عن «رفض الجامعة لأي تدخل خارجي في الشؤون الداخلية لسوريا».

وفي لقائه مع بان كي مون، أوضح المعلم «التحديات التي تواجهها سوريا والمتمثلة بالمجموعات المتطرفة التي تمارس القتل وترهب المواطنين. وطالب «المجتمع الدولي بوضع حدّ لتمويل وتسليح هذه المجموعات»، مؤكداً أن «سوريا عازمة على إنجاز الإصلاحات التي طرحها الأسد ضمن جدول زمني محدّد». وعبر عن «استعداد سوريا للتعاون مع الأمم المتحدة في إطار احترام سيادتها وقرارها المستقل ورفض أي تدخل خارجي في شؤونها الداخلية».

وأكد المعلم «ضرورة أن يقوم الأمين العام للأمم المتحدة بدور إيجابي يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة وذلك من خلال سعيه لدى الأطراف صاحبة النفوذ في مجلس الأمن للامتناع عن اتخاذ خطوات من شأنها التحريض على العنف وفرض هيمنتها على المنطقة».

ونقلت «سانا» عن بان كي مون تأكيده «أهمية تحقيق الأمن والاستقرار في سوريا، ودورها المحوري في المنطقة وإنجاز حزمة الإصلاحات التي أعلن عنها الأسد». وعبر عن «استعداده للقيام بدور إيجابي على الساحة الدولية في هذا الخصوص».

موسكو

وقال لافروف، امام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك امس، إن مجموعة «بريكس» التي تضمّ روسيا والبرازيل والهند والصين وجنوب افريقيا، وجميعها الآن في مجلس الأمن، «لا تريد مواجهة مع المجتمع الدولي».

لكن لافروف كرّر انتقاد المجموعة لاستخدام الدول الغربية قرارات مجلس الأمن لتنفيذ جداول أعمالها. وقال «المحاولات للقفز فوق قرارات مجلس الأمن غير مقبولة، بما أنها تؤدي إلى زعزعة سلطته وتضاعف من معاناة المدنيين الأبرياء».

وكرّر لافروف انتقاد موسكو للمعارضة التي ترفض الحوار مع الأسد. وقال «بالنسبة إلى سوريا فإنه من غير المقبول مقاطعة اقتراح الحوار الوطني، ورفع مستوى المواجهة والتحريض على العنف، بالرغم من أن الإصلاحات التي عرضها الأسد متأخرة، لكن يمكن تحقيقها».

وكان لافروف قال، لقناة «روسيا 24»، إن موسكو لن تؤيد مشروع قرار طرحته الدول الغربية ضد سوريا. وأضاف «نحن لا نستطيع أن نؤيد المشروع الذي تطرحه الدول الغربية، وهذا أمر مرتبط أيضاً بالتجربة الليبية». وتابع إن «استراتيجية الغرب تجاه سوريا ساذجة وغير آمنة»، متسائلاً «ما هي الاستراتيجية المقبلة، كيف حسبتم الخطوات اللاحقة».

وكرّر وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، في بيان وزعه في الأمم المتحدة من دون إلقاء كلمته امام الجمعية العامة، «إدانة المملكة للعمليات العسكرية ضد الشعب الأعزل في سوريا الشقيقة»، ودعا «للوقف الفوري لها وفقاً لقرار مجلس جامعة الدول العربية الأخير، وتنفيذ إصلاحات شاملة تلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري دون تلكؤ أو إبطاء».

الى ذلك، أعلن حاكم المصرف المركزي السوري اديب ميالة ان خفض الواردات سيتيح لسوريا توفير ستة مليارات دولار سنوياً لمواجهة العقوبات التي فرضتها كل من الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي. وقال إن «البضائع التي يشملها هذا القرار تمثل نحو 25 في المئة من الواردات وهذا سيتيح توفير ما لا يقلّ عن ستة مليارات دولار بينها 4,5 مليارات دولار من استيراد السيارات». واضاف «إنه اجراء وقائي لحماية عملاتنا الاجنبية التي تتجاوز اليوم الـ17 مليار دولار».

وقال رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان، رداً على سؤال لمجلة «التايم»، عما إذا كان هناك احتمال لحل سلمي في سوريا يبقي الأسد في السلطة، أم أن عليه التنحي، «انا شخص اميل إلى تحديد العلاقات بين الأفراد على أساس المبادئ. من المستحيل ان احافظ على صداقتي مع زعماء يهاجمون شعوبهم، ويطلقون النار باتجاههم ويستخدمون الدبابات وغيرها من الاسلحة الثقيلة. حتى عندما كانت لدينا اتصالات جيدة مع بعض الشخصيات الرائدة في سوريا، كنا نعلم انه ليس لديهم أي نية لتطبيق نموذج ديموقراطيتنا. لقد قدمنا توصياتنا بشكل دائم، لكنهم في الواقع لم يستمعوا اليها أبداً. قال لي الاسد «ليس لدينا سوى 83 معتقلاً سياسياً في السجن» ولكن في الواقع هناك الآلاف والآلاف. لقد كانوا مسجونين للأسف على أساس دينهم أو تصريحاتهم. لا شك في انكم على علم ايضاً بأننا نستقبل 7 آلاف لاجئ سوري هاربين من نظامهم في محافظة هاتاي». واضاف «بالنسبة إلى الآمال والتوقعات، قلت في السابق بأنني لست متفائلاً كثيراً».

وقال سفير بريطانيا لدى سوريا سيمون كوليس، على مدونته الجديدة، إن «القوات السورية ستفعل كل شيء للاستمرار في السلطة، وستحاول ان تخفي عن العالم عمليات القتل والاعتقالات والانتهاكات التي ترتكبها بحق المحتجين». واستبعد «إمكانية ان تؤدي الإصلاحات التي تعهد بها الأسد إلى منح المزيد من الحريات».

وكان السفير الأميركي لدى سوريا روبرت فورد قال، في مقابلة مع صحيفة «واشنطن تايمز»، إن المسيحيين والأقليات الأخرى في سوريا يتخوفون من إمكانية وصول الإسلاميين المتشددين إلى الحكم إذا سقط الأسد. (تفاصيل صفحة…).

إلى ذلك، قالت المتحدثة باسم «المجلس الوطني السوري» بسمة قضماني إن المعارضة ستجتمع في الاول والثاني من تشرين الاول المقبل في اسطنبول لمحاولة توحيد معارضة ما زالت مشرذمة. وأضافت «من المقرر أن نبحث في تشكيل لجان» في اطار المجلس و«سيشارك الاخوان المسلمون كحزب».

ميدانيات

قال المرصد السوري لحقوق الانسان، في بيان، إن «ستة مدنيين قتلوا، بينهم ثلاثة قتلوا خلال هجوم للجيش على احد احياء مدينة حمص». واوضح «استشهد ثلاثة مواطنين، واصيب سبعة، اثر اقتحام قوات امنية وعسكرية لحي البياضة بمدينة حمص بعد تفجير آلية عسكرية مدرعة واحراق دبابة من قبل عناصر منشقة». وكان اعلن ان «مدنيين قتلا في كفرومة بجبل الزاوية خلال عمليات دهم، كما قتل شخص في درعا».

وذكرت «سانا» ان «الجهات المختصة ضبطت كمية من الأسلحة والذخائر في سيارة نوع كيا سيراتو المذاع البحث عنها سابقاً كانت مركونة بشارع زينب الأسدية في حي الوعر بحمص». واضافت «استشهد الملازم أول محمد فراس جديد بعد قيام مجموعة إرهابية مسلحة باختطافه أمس (الاول) من أحد أحياء مدينة معرة النعمان بإدلب. وفي حمص استشهد المدرس هاشم يوسف نصور برصاص مجموعة إرهابية مسلحة».

(«السفير»، سانا، ا ف ب، ا ب، رويترز، ا ش ا)

مقتل عشرة مدنيين خلال حملات مداهمة لقوات الامن السورية

وانشقاقات الجيش تتوسع وتفجير آلية مدرعة واحراق دبابة في حمص

نيقوسيا ـ دمشق ـ القاهرة ـ وكالات: ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان عشرة مدنيين قتلوا في سورية الثلاثاء بينهم ثلاثة قتلوا خلال هجوم للجيش على احد احياء مدينة حمص في وسط البلاد.

وقال المرصد في بيان ‘استشهد ثلاثة مواطنين عصر الثلاثاء واصيب سبعة اخرون بجراح اثر اقتحام قوات امنية وعسكرية لحي البياضة بمدينة حمص بعد تفجير آلية عسكرية مدرعة واحراق دبابة من قبل عناصر منشقة’.

واضاف البيان ان ‘خمسة مواطنين اصيبوا بجروح بعد اقتحام قوات الامن حي الخالدية في حمص لملاحقة مطلوبين للسلطات السورية’.

وكان المرصد اعلن قبلا ان ‘مدنيين قتلا في كفرومة بجبل الزاوية خلال عمليات دهم قامت بها قوات الامن’.

كما لقي أربعة أشخاص على الأٌقل حتفهم وأصيب أكثر من ثلاثين آخرين عندما اقتحمت دبابات سورية الثلاثاء بلدة على الطريق الرئيسي الذي يربط بين سورية وتركيا في إطار حملة القمع التي يشنها نظام الرئيس السوري بشار الأسد على نشطاء ومنشقين عن الجيش.

كما ‘قتل مدني فجر الثلاثاء واصيب خمسة آخرون برصاص قوات الامن’ التي تقوم بعمليات دهم منذ مساء الاثنين في قرية طفس بريف درعا (جنوب) التي اندلعت منها حركة الاحتجاج على نظام الرئيس بشار الاسد.

وفي المنطقة نفسها ‘اعتقل تسعة اشخاص في قرية تسيل خلال عمليات دهم’، كما قال المصدر نفسه.

وفي مدينة القصير في محافظة حمص سلمت جثتي اثنين من المواطنين الى ذويهما. وكان اثنان فقدا السبت خلال العمليات العسكرية والامنية في المدينة وقرى مجاورة لها، حسب ما اعلن المرصد نفسه.

وقال سكان ان قوات سورية تدعمها الدبابات وطائرات الهليكوبتر اقتحمت بلدة الرستن الاستراتيجية قرب مدينة حمص الثلاثاء بعد قتال مع منشقين من الجيش في عملية كبرى لاخماد الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية في وسط البلاد.

واضافوا ان عشرات من الدبابات والعربات المدرعة دخلت البلدة التي يبلغ عدد سكانها 40 ألفا والواقعة على الطريق السريع الى تركيا بعد ان قصفتها خلال الليل بالرشاشات الثقيلة الموضوعة على الدبابات وبطائرات الهليكوبتر في اعقاب حصار استمر يومين.

وبرزت المنطقة الى جانب محافظة ادلب على الحدود التركية الى الشمال الغربي كمحور مقاومة مسلحة لحكم الرئيس السوري بشار الاسد بعد ستة أشهر من احتجاجات الشوارع.

وقال أحد السكان الذي عرف نفسه باسم ابو قاسم ‘الدبابات أطبقت على الرستن وأصوات الرشاشات الالية والانفجارات لم تتوقف. وفي النهاية دخلت هذا الصباح’.

وقال ساكن آخر ان الرشاشات الالية كانت تطلق من طائرات الهليكوبتر قرب منزله عند الطرف الجنوبي للرستن حيث يقاوم مئات من المنشقين على الجيش والذين تمركزوا في البلدة خلال الاسابيع القليلة الماضية ومعهم بعض الدبابات لمقاومة القوات الموالية للاسد.

وقال ‘لم نتمكن من النزول الى الشارع طوال يومين وليس لدينا اي فكرة عن الخسائر في الارواح’.

جاء ذلك فيما دانت سورية الاثنين التدخل الغربي في شؤونها واتهمت الغرب بالسعي الى ‘تفتيتها’ عبر خلق ‘فوضى عارمة’ على اراضيها التي تشهد تظاهرات يومية في عدد من مدنها تطالب باسقاط النظام.

وعبرت الصين عن قلقها من انعكاسات اكبر لاستمرار العنف في سورية بينما دعت الولايات المتحدة بكين التي تتمتع بحق النقض (الفيتو) في مجلس الامن الدولي، الى دعم تحرك قوي للامم المتحدة ضد دمشق.

ورأى وزير الخارجية السوري وليد المعلم ان الغرب يريد الفوضى من اجل تفتيت البلاد. وقال ان ‘احد اهداف هذه الحملة الظالمة التي تشن ضد سورية هو ضرب هذا النموذج الذي يفتخر به شعبنا’.

وتساءل ‘والا لماذا هذا التحريض الاعلامي والتمويل والتسليح للتطرف الديني من اجل الوصول الى فوضى عارمة تقود الى تفتيت سورية مع ما يلحق ذلك من آثار سلبية للغاية على جوارها’.

ورأى ان الغرب يسعى بذلك الى ‘نشر مظلة هيمنته على بلدان حوض البحر الابيض المتوسط وخدمة مصالح اسرائيل التوسعية’.

وحمل المعلم على العقوبات على الاقتصاد السوري، معتبرا انها ‘في الحقيقة اضرار بمصالح الشعب السوري وبمعيشته وحتى بحاجاته اليومية البسيطة’.

وقال ان ‘هذا لا يتفق بأي شكل من الاشكال مع القول بالحرص على مصالح الشعب السوري وامنه وحقوقه ويتنافى مع المبادئ الاساسية لحقوق الانسان التي تتذرع هذه الدول بالدفاع عنها للتدخل في شؤوننا الداخلية’.

منشقون من الجيش السوري يتصدون لقوات أمن وشبيحة شمال غرب سورية

دمشق- القاهرة- (د ب أ): ذكر ناشطون سوريون الأربعاء أن منشقين عن الجيش السوري تصدوا لقوات أمن وشبيحة تابعين للنظام بمحافظة إدلب شمال غربي سورية.

وأوضح الناشطون على الإنترنت أن “الجيش السوري الحر” أعد كمينا للشبيحة المتوجهين إلى جبل الزاوية على طريق أريحا-المسطومة، وتوقع الناشطون مقتل العشرات من الشبيحة.

وأضافوا إن كتيبة من الجيش الحر هاجمت حاجزا للأمن والشبيحة في قرية الحواش سهل الغاب، ما أسفر عن مقتل ثلاثة وجرح ثلاثة على الأقل. وفي إدلب أيضا، قال النشطاء إن أكثر من مئة سيارة أمن وأخرى عسكرية اقتحمت قرية الرامي وسط إطلاق نار كثيف مع تمشيط كامل للمنطقة وحملة اعتقالات عشوائية.

وكان متحدثا عن “الجيش الوطني الحر” أعلن أن مهمة الجيش ستكون التعامل مع قوات الأمن التي تقوم بقتل المواطنين و محاصرة المدن على أنها أهداف مشروعة، وحذر من أنهم سيقومون باستهدافها في جميع الأراضي السورية بدون استثناء، وطلب من عناصر الجيش ترك ثكناتهم العسكرية لأنها لا تمثل شعبهم.

وفي ريف دمشق، قال الناشطون إن قوات النظام داهمت مدرسة البنات الثانوية صباحا واعتقلت 60 بنتا لمشاركتهن بالمظاهرات الطلابية، وبعد سجال طويل تم مبادلة البنات بآبائهم. وأعقب ذلك مداهمة مدرسة البنين وحملة مداهمات للمنازل.

ورصد الناشطون انتشارا كثيفا للجيش حول مطار الضمير للبحث عن عدد من الجنود المنشقين منذ الثلاثاء.

وفي غضون ذلك أعلنت الهيئة العامة للثورة السورية أن 15 شخصا على الأقل بينهم أكاديميان معارضان للنظام البعثي قتلوا في حملات قوات النظام يوم أمس.

ووفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد قتل 2281 مدنيا و618 من الجيش وقوى الأمن الداخلي منذ بداية الاضطرابات في سورية منتصف آذار/ مارس الماضي.

النظام السوري يبحث عن زبائن لنفطه

عبدالاله مجيد

يبحث النظام السوري عن زبائن أجانب يشترون نفطه بسبب الحظر الذي فرضه الإتحاد الأوروبي على استيراد النفط السوري الذي يشكل مصدر دخل مهماً لحكومة دمشق.

لندن: بدأ الحظر الذي فرضه الإتحاد الأوروبي على استيراد النفط السوري يؤدي مفعوله في وقت استأنف مجلس الأمن الدولي جهوده يوم الثلاثاء لإصدار قرار يدين حملة القمع ضد المتظاهرين المطالبين بالديمقراطية.

ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن دبلوماسيين في مقر الأمم المتحدة ان معارضة روسيا لأي عقوبات دولية تعني صدور قرار الإدانة خاليا من العقوبات. ولكن اوروبا والولايات المتحدة فرضت عقوباتهما دون أن تنتظرا الأمم المتحدة.

ولا تزيد صادرات سوريا من النفط عادة على 100 الف برميل في اليوم ولكن محللين يقولون إن عائدات هذه الكمية ازدادت أهمية للاقتصاد السوري الذي لحقت به اضرار كبيرة بسبب اشهر من الغليان السياسي. وكانت كل الصادرات تقريبا تذهب إلى أوروبا قبل ان فرض الإتحاد الأوروبي حظره هذا الشهر حارما نظام الرئيس بشار الأسد من ربع ايراداته بالعملات الأجنبية.

وحُملت آخر شحنة نفط من ميناء سوري يوم الجمعة الماضي. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن آندرو ليبو رئيس شركة “ليبو اويل اسوشييتس” الأميركية المتخصصة بالاستشارات النفطية ان المشترين المحتملين للنفط السوري لا يستطيعون تمويل مستورداتهم من النفط السوري بسبب العقوبات.

وإزاء تباطؤ الاقتصاد العالمي وعودة ليبيا قريبا الى تصدير بعض النفط خلال الشهر المقبل ، أصبحت امدادات النفط المعروضة في السوق العالمية أوفر خلال الأسابيع الأخيرة وبالتالي فان المشتري الآسيوي ليس في عجلة لاستيراد النفط السوري ، كما قال خبراء نفطيون.

وكانت سوريا طلبت من شركات النفط العاملة في البلاد خفض إنتاجها لامتلاء خزاناتها في حين ان بعض هذه الشركات أوقفت اصلا عملياتها في سوريا التزاما بالعقوبات. ولكن خبراء نفطيين يقولون ان النظام السوري سيتمكن بعد حين من بيع بعض النفط على أقل تقدير رغم انه قد يضطر الى بيعه بحسم.

وقال مايكل لينتش رئيس شركة ستراتيجيك انرجي اند ايكونوميك ريسيرتش الاستشارية “ان من المؤكد تقريباً أن يوجد من يشتري النفط” مشيراً إلى أن شركات تجارية قامت في السابق بالالتفاف على العقوبات لبيع النفط العراقي أو الإيراني.

وأضاف أن بعض البلدان ستقدم على شراء البنزين من مصافي في منطقة الكاريبي دون ان تعرف مصدر نفطها. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن المحلل المختص بشؤون الشرق الأوسط ايهم كامل من شركة يوريشيا غروب الاستشارية ان النظام السوري اتصل فعلا بشركة نفط هندية تفكر في شراء نفطه.

ويتوقف تمكن النظام السوري في نهاية المطاف من بيع نفطه على شدة الضغط الذي تمارسه الولايات المتحدة واوروبا على البلدان الآسيوية للامتناع عن الشراء. كما قد يتوقف على مدى نجاح الانتفاضة السورية في الاحتفاظ بقوتها لأن المستوردين الآسيويين قد لا يريدون في هذه الحالة ان يبدوا وكأنهم يتعاملون مع نظام مندحر وخاصة بعد ان اعلنت قوات الثورة الليبية انها في تعاملها مع دول العالم ستأخذ في الاعتبار موقف هذه الدول خلال الثورة.

ومن الشركات الأجنبية العاملة في سوريا “شل” الهولندية البريطانية وشركة النفط والغاز الهندية و”توتال” الفرنسية وشركة النفط الوطنية الصينية. وقال بيل تانر الناطق باسم “شل” إن الشركة أوقفت عمليات الانتاج في سوريا وإنها لا تمد الحكومة السورية بأي منتجات نفطية.

وكانت سوريا قبل الحظر تبيع نحو ثلثي صادراتها إلى ايطاليا والمانيا والباقي كله تقريبا لفرنسا وهولندا والنمسا واسبانيا وتركيا. وقد تزداد تكاليف النقل في حال بيع النفط الى آسيا 3 دولارات على الأقل عن كل برميل.

في غضون ذلك قال دبلوماسيون ان اربع دول اوروبية اعضاء في مجلس النفط هي بريطانيا وفرنسا والمانيا والبرتغال أجرت مفاوضات بشأن نص قرار حول سوريا محاولة جس نبض روسيا لمعرفة مدى ما ستقبل به موسكو.

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف دافع عن النظام السوري في كلمته امام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الثلاثاء داعيا المعارضة الى التفاهم مع حكومة الأسد. وقال لافروف ان من المهم تشجيع السلطات والمعارضة على البدء بإجراء مفاوضات والاتفاق على مستقبل بلدها.

المجلس الوطني السوري” المعارض يجتمع السبت في اسطنبول

يجتمع “المجلس الوطني السوري” وهو ائتلاف للمعارضة السورية يومي السبت والأحد الأول والثاني من أكتوبر/ تشرين الأول، في اسطنبول، لمحاولة توحيد معارضة مازالت مشرذمة، على ما أعلنت المتحدثة باسمه بسمة قضماني، أمس .

وقالت قضماني “سنجتمع في الأول والثاني من أكتوبر على الأرجح في اسطنبول” . وأضافت “من المقرر أن نبحث تشكيل لجان، وسيشارك الإخوان المسلمون كحزب” .

وأنشئ “المجلس الوطني السوري” أواخر أغسطس/ آب الماضي، في اسطنبول، ويتألف من 140 شخصية نصفهم في سوريا . وكانت قضماني قالت لدى الإعلان عن هذا المجلس في الخامس عشر من سبتمبر/أيلول في اسطنبول “عند إعلان تركيبته سيبقى مفتوحاً لانضمام قوى أخرى” . (أ .ف .ب)

الأمم المتحدة تناقش قرار إدانة

تركيا تعتزم معاقبة نظام الأسد

تعتزم الحكومة التركية فرض عقوبات على نظام الرئيس بشار الأسد و”ليس الشعب السوري”. يأتي ذلك بينما تبحث الأمم المتحدة إدانة دمشق على قمع المحتجين دون إقرار عقوبات. وفي سوريا أصدر الأسد مرسوما جديدا يقضي بتشكيل اللجنة العليا للانتخابات في البلاد.

ونقلت وكالة رويترز للأنباء أن حكومة رجب طيب أردوغان تحضر قائمة عقوبات ضد نظام الأسد يستكمل الحظر المفروض بالفعل على الأسلحة التي شرعت به أنقرة مؤخرا، في خطوة تقرب السلطات التركية من الموقف الغربي، وتباعد حكومة أردوغان عن موقف حافظت عليه حتى الآن في معارضة فرض عقوبات على جيرانها في الشرق الأوسط.

ويتوقع أن تعلن قائمة العقوبات التركية الجديدة الأسبوع المقبل عقب زيارة يقوم بها أردوغان إلى مخيمات اللاجئين السوريين في المناطق التركية على الحدود مع سوريا، والتي تؤوي قرابة سبعة آلاف لاجئ.

وقالت الحكومة التركية إن العقوبات المتوقعة سوف تستهدف نظام الأسد وليس الشعب السوري، لكنها لم تقدم تفاصيل حول طبيعة تلك العقوبات وحجمها. وقال مسؤولون أتراك طلبوا عدم كشف هوياتهم إن العقوبات تمس الجوانب العسكرية والمالية وقطاعات الطاقة بين البلدين.

وكان رئيس الوزراء التركي قد صرح الأسبوع الماضي في حديث لوسائل الإعلام الأميركية أن الشعب السوري سوف يسقط نظام الأسد عاجلا أو آجلا.

قرار دولي

وتأتي هذه التطورات بينما تستعد الأمم المتحدة إلى نقاش مسألة اتخاذ قرار دولي بشأن الأحداث في سوريا بعد أن وزعت بريطانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال الثلاثاء مشروع قرار جديد في مجلس الأمن الدولي يدين سوريا لكنه يخلو من دعوات سابقة إلى فرض عقوبات فورية على دمشق.

ويشمل المشروع، الذي يهدف للخروج من طريق مسدود في مجلس الأمن، التهديد بفرض عقوبات في المستقبل إذا لم توقف حكومة الرئيس الاسد العمليات العسكرية ضد المدنيين.

ومن المقرر أن تجري المناقشات الأولى حول النص الأربعاء، وتأمل الدول الأوروبية في طرح مشروع القرار للتصويت خلال الأيام المقبلة، وفق ما أوضح دبلوماسيون.

لكن مشروع القرار الجديد يكتفي بالتلويح بالعقوبات في حال لم يضع النظام السوري حدا للقمع الدموي للحركة الاحتجاجية، في محاولة للالتفاف على معارضة روسيا والصين لأي تحرك من جانب مجلس الأمن ضد سوريا.

وفي حالة إقراره فإن القرار سيعبر عن “قلق بالغ” لدى المجلس المؤلف من 15 دولة إزاء الوضع في سوريا، وسيطالب “بنهاية فورية لكل أشكال العنف”. ويقول المشروع إنه إذا تجاهلت دمشق مطالب مجلس الأمن فإن المجلس “سيتبنى إجراءات مستهدفة بما في ذلك عقوبات”.

تحذير وفيتو

وقال السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة جيرار أرو إن القرار سيكون في حال تبنيه بمثابة “تحذير موجه لسوريا”.

وهددت روسيا والصين العضوان الدائمان في مجلس الأمن بفرض الفيتو على أي قرار ينص على عقوبات، كما أعربت البرازيل والهند وجنوب أفريقيا عن معارضتها لأي قرار مماثل.

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي اتهم الأسد بعدم تنفيذ وعوده الإصلاحية، إلى وقف القمع، في لقاء مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم في المقر الأممي الثلاثاء.

ويردد النظام السوري منذ تفجر الاحتجاجات مقولات حول تعرضه لمؤامرة دولية لإسقاط “نظام الممانعة”، لكن المحتجين السورين يسخرون من ذلك بمظاهراتهم ويقولون إن المؤامرة تستهدف الشعب السوري ويدللون على ذلك بحجم القمع الذي تعرضوا له دون أن يحرك الجوار أو الجامعة العربية أو المجتمع الدولي أي ساكن.

مرسوم جديد

وفي تطورات الشأن السوري، أصدر الرئيس الأسد الأربعاء مرسوما يقضي بتشكيل اللجنة العليا للانتخابات. وقال بيان رئاسي “المرسوم ينص على تشكيل اللجنة من القضاة المستشارين في محكمة النقض السورية وتتكون من خمسة أعضاء أصلاء من بينهم سيدة، ومثلهم احتياط”.

وتتولى اللجنة الإشراف الكامل على إدارة الانتخابات، واتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لضمان نزاهتها وحريتها، وتتمتع بالاستقلال التام في عملها عن أي جهة أخرى.

وكانت الحكومة أقرت مؤخرا الصيغة النهائية لمشروع قانون الانتخابات العامة. ويهدف القانون إلى تنظيم انتخاب أعضاء مجلس الشعب، وأعضاء المجالس المحلية، وضمان سلامة العملية الانتخابية وحق المرشحين في مراقبتها.

لكن السفير البريطاني في دمشق سيمون كوليس استبعد في وقت سابق إمكانية أن تؤدي الإصلاحات التي تعهد بها الأسد إلى منح المزيد من الحريات، كما أثنى على شجاعة النشطاء الذين يصورون لقطات عن الاحتجاجات ويقومون بتوزيعها.

وقال سيمون في أول مساهمة بمدونته الجديدة عن سوريا إن القوات السورية ستفعل كل شيء للاستمرار بالسلطة، وستحاول أن تخفي عن العالم عمليات القتل والاعتقالات والانتهاكات التي ترتكبها بحق المحتجين على حكم الأسد.

كما رفض الإصلاحات التي تعهد بها الأسد ووصفها بالجوفاء. وقال السفير “تم التصديق فعلا على بعض القوانين وسيتم التصديق على المزيد لكن عندما تقرأ النص الأخير فإن ما يمكن أن تجده هو أن كل طريق يقود للمزيد من الحرية والانفتاح يأخذك للوراء”.

مطالب بفرض منطقة حظر طيران جوي

12 قتيلا وتواصل المظاهرات بسوريا

قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن 12 شخصا على الأقل قتلوا الثلاثاء برصاص الأمن السوري مع تواصل المظاهرات المطالبة بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد. في حين طالب معارضون سوريون بفرض منطقة حظر طيران جوي لمنع الطائرات الحربية السورية من قصف المدنيين.

وكانت عشرات الدبابات مدعومة بمروحيات اقتحمت الثلاثاء بلدة الرستن في حمص بعد قتال مع منشقين من الجيش، فيما قتل ثلاثة مدنيين في جبل الزاوية ودرعا، وأحرقت دبابة في مدينة البياضة.

وقال اتحاد تنسيقيات الثورة السورية إن إطلاق رصاص كثيفا ودوي انفجارات سُمعا في مدينة الرستن بمحافظة حمص شمال دمشق، بعد أن اقتحمتها قوات الجيش والشبيحة من أربع جهات.

وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن عشرين شخصا على الأقل أصيبوا برصاص قوات الأمن، حالات سبعة منهم خطيرة.

وتحدثت الهيئة العامة للثورة السورية عن أن دبابات للجيش وصلت إلى حي بسنكو في وسط الرستن وسط قصف عشوائي أدى إلى احتراق البيوت في حي الرستن الفوقاني.

وقالت الهيئة إن دبابة أحرقت في بلدة البياضة بحمص إثر إصابتها بقذيفة أطلقتها كتيبة خالد بن الوليد التي تضم جنودا سوريين منشقين عن الجيش.

كما تحدثت لجان التنسيق عن إطلاق نار متقطع يدور في بلدة تسيل بمحافظة درعا، وأن آليات تابعة “للأمن والشبيحة” تقتحم بلدة تل رفعت في حلب.

كتيبة جديدة

وفي منطقة حولا احتشد الآلاف من القرويين في تجمع مناهض للرئيس الأسد الثلاثاء، وأعلن خلاله تشكيل كتيبة جديدة من المنشقين عن الجيش.

وشوهد عدد من الجنود في شريط فيديو على موقع يوتيوب رفقة الحشد وهم يهتفون “الحرية”، وقال سكان حولا إنهم حضروا الحدث.

وقال المنشقون “إن جيش سوريا الحرة يعلن تشكيل كتيبة علي بن أبي طالب في حولا بحمص تحت قيادة العقيد فايز العبد الله، على أن تشرف عليها كتيبة خالد بن الوليد”.

تواصل المظاهرات

في هذه الأثناء، تواصلت المظاهرات المطالبة بإسقاط النظام السوري ومحاكمة الرئيس بشار الأسد وأركان حكمه.

فقد بث ناشطون على الإنترنت صورا لمظاهرة ليلية خرجت في مدينة كفر نبل في إدلب نادت بإسقاط النظام. كما خرجت مظاهرة بعد صلاة العشاء في مدينة عامودا في محافظة الحسكة هتفت بإسقاط النظام.

وبث الناشطون كذلك صورا لتشييع أهالي القصير بمحافظة حمص جثامين خمسة من أبنائهم قتلوا بنيران القوات السورية. وتحولت الجنازة إلى مظاهرة تندد بأفعال الجيش السوري ضد المدنيين العزل.

كما خرجت مظاهرة في مدينة الحولة بحمص ردد خلالها المحتجون هتافات تطالب بإسقاط النظام وإعلان التضامن مع مدينة الرستن التي تشهد عملية عسكرية دامية.

كما انطلقت مسيرة في الحراك بمحافظة درعا للمطالبة برحيل النظام السوري وللتضامن مع الشيخ نواف البشير المعتقل منذ عدة أشهر.

حظر طيران

وفي واشنطن، طالب معارضون سوريون -يطلقون على أنفسهم “الهيئة العامة للثورة السورية”- المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته واتخاذ كل ما يلزم لحماية المدنيين، وفق قوانين ومواثيق الأمم المتحدة.

وطالب المعارضون -خلال مؤتمر صحفي في واشنطن- بفرض منطقة حظر طيران لمنع الطائرات الحربية السورية من قصف المدنيين، كما قالوا.

وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من 2700 شخص قتلوا في سوريا بينهم مائة طفل منذ بدء الاحتجاجات منتصف شهر مارس/آذار الماضي، في حين تلقي السلطات السورية باللائمة على ما تسميها العصابات المسلحة وتتهمها بقتل 700 من عناصر الأمن.

تحذير من خطورة حظر الاستيراد

أسعار الأغذية بسوريا ترتفع بـ30%

ذكر تجار بدمشق وحلب -وهما قطبا الاقتصاد السوري- أن متوسط أسعار المواد الغذائية زاد بنحو 30%، في حين عمد بعض التجار إلى تخزين السلع أملا في بيعها لاحقا بسعر أعلى. وفي دمشق زاد سعر أكياس البن والدقيق زنة 100 غرام بـ50%، والبسكويت والمقرمشات بأكثر من 20%.

 وعرفت أسعار المواد الغذائية بسوريا زيادة كبيرة عقب قرار الحكومة تطبيق حظر شبه شامل على استيراد المواد المصنعة الأسبوع الماضي التي تزيد رسومها الجمركية على 5%، في خطوة تهدف إلى الحفاظ على الاحتياطي من النقد الأجنبي الذي يشهد تناقصا بسبب العقوبات الغربية وآثار الاحتجاجات المناهضة للنظام.

وقال أحد سكان دمشق إن الكل يشكو من ارتفاع الأسعار والناس يشعرون بالضيق، مضيفا أنه في الأوقات العادية كانت تطبق تخفيضات على الملابس مع بدء الدراسة، لكن الأسعار الآن مرتفعة كثيرا، سواء ما تعلق بالزي المدرسي أو الأحذية أو الحقائب

انتقاد استثنائي

وفي خطوة غير مألوفة بسوريا قالت غرفة الصناعة بحلب في بيان لها إن حظر الاستيراد سيكبد الاقتصاد الوطني خسائر جسيمة، ويضر بتنافسية الصناعات المحلية بفعل ارتفاع تكاليف الإنتاج.

 وحذر وزير الاقتصاد والتجارة السوري محمد الشعار في تصريح لوكالة الأنباء الرسمية بأن السلطات ستتخذ إجراءا صارما ضد التجار الذين يحاولون رفع الأسعار.

من جانب آخر، أشار تاجر سيارات في حرستا بضواحي العاصمة إلى أن بيع السيارات توقف إلى حين اتضاح الموقف، والوحدات التي ما تزال معروضة للبيع ارتفعت أسعارها بنحو 10%، حيث زاد ثمن سيارة كورية الصنع متداولة بكثرة في سوريا من 1.8 مليون ليرة (نحو 37 ألف دولار) إلى 2.1 مليون ليرة (نحو 43 ألف دولار).

 ويقول أرباب مصانع وتجار إن حظر استيراد المواد المصنعة سيضر أنشطتهم بشدة، لأن مواد خاما مستوردة كاللدائن ومكونات الطلاء عناصر أساسية للصناعات المحلية، وقد يؤدي غيابها إلى توقف الوحدات الصناعية عن العمل.

فوائد للبعض

فئة أخرى من رجال الأعمال والصناعيين تؤيد الحظر على اعتبار أنه سيصب في مصلحة المنتجات المحلية التي زاحمتها المنتجات المستوردة بقوة بسبب أسعارها المنخفضة، ويقول تاجر في ورشة ملابس بحلب إن حجم النشاط ربما يزيد لأن الحظر سيطال المنتجات الصينية.

 وصرح محمد الدهان -وهو صاحب ورشة بمنطقة صناعية قرب حلب- بأن الحظر سيساعده على استعادة هامش المبيعات الذي خسره جراء منافسة المنتجات الصينية، حيث صارت هذه الأخيرة أكثر شعبية وإن لم تكن عملية.

 وأيد صناع أثاث محليون قرار الحظر لأنه سيوقف تدفق الأثاث ذي الأسعار المتدنية الذي يستورد من دول شرق آسيا وتركيا، غير أنهم يرون أن ضعف معنويات المستهلكين قد يحد من فوائد هذا الحظر.

نقيب منشق عن الجيش يتوعد “العصابات التابعة للنظام

ارتفاع عدد قتلى الثورة السورية إلى نحو 3600 بينهم 225 طفلاً

دبي – العربية

ارتفع عدد قتلى الثورة السورية إلى نحو 3600 ضحية، بينهم 225 طفلا. وشهد اليوم الأربعاء سقوط 11 قتيلا معظمهم في حمص.

وتؤكد الإحصاءات أن عدد الأطفال من ضحايا الثورة، التي اشتعلت بكتابات لأطفال على الجدران في درعا، مرشح للزيادة إذا ما تم أخذ الأطفال المفقودين والمعتقلين في الاعتبار.

وقد تعرض العديد من الأطفال الضحايا للقتل بعد أن ذاقوا مرارة تعذيب لا يحتمله حتى البالغين، قبل أن تصعد أرواحهم إلى السماء. ولا يزال بعض الأطفال الذين ظلوا على قيد الحياة تحمل أجسادهم آثار التعذيب، وقلوبهم مشاعر النقمة.

ومن أبشع جرائم النظام السوري ضد الأطفال، قتل الطفل حمزة الخطيب الذي تعرضت جثته للتشويه.

واعتبر معارضون أن هذا الاستهداف اللإنساني المستغرب ضد الأطفال من قبل النظام طريقة لترهيب العائلات السورية وثنيها عن المضي قدماً في ثورتهم.

ودعا ناشطون وحقوقيون إلى إطلاق دعوات مباشرة عبر شبكة الإنترنت إلى المنظمات الدولية لإنقاذ الأطفال في سوريا.

ضابط منشق

وإلى ذلك، قال النقيب المنشق عن الجيش السوري يوسف حمود إن مدينة الرستن ستكون مقبرة لما وصفها بالعصابات التابعة للنظام. وتوعد حمود السلطات السورية في شريط فيديو أعلن فيه انشقاقه عن الجيش بمزيد من الانشقاقات في صفوف الجيش، نقلاً عن تقرير لقناة “العربية” اليوم الأربعاء.

وتواصلت الحملات الأمنية في سوريا اليوم الأربعاء بعد مقتل 16 شخصاً أمس الثلاثاء، حيث أفيد بمداهمة مدينة الصنمين في درعا، واعتقال أكثر من 200 بينهم الناشط محمد الأخرس.

وفي سراقب بإدلب، داهم الشبيحة المدينة بحثاً عن عسكريين منشقين من معسكر النيرب، واندلعت اشتباكات أدت إلى إصابة أحد المنشقين.

وانطلقت ليلة أمس مظاهرات في دمشق وريفها وفي عدد من أحياء حمص ومدن حماة وإدلب واللاذقية ودير الزور ودرعا والبلدات التابعة تطالب بفك الحصار عن المدن وتهتف لإسقاط النظام.

وفي سقبا، اعتُقل الطبيب خالد ياسين الريحاني للمرة الثانية.

وفي حلفايا في حماة، شيع جثمان الشيخ محمد مهدي الصيادي وأولاده الثلاثة الذين قضوا تحت التعذيب.

واشنطن تتوقع تسلح المعارضة

وإلى ذلك، أعلنت واشنطن أنها لا تستغرب لجوء المعارضة السورية إلى استخدام العنف في مواجهة نظام الأسد. وجاء هذا الموقف على لسان الناطق باسم الخارجية الأمريكية، مارك تونر.

وأضاف أن المعارضة أظهرت بصورة غير عادية قدرتها على الصبر في مواجهة العنف من قبل الأمن السوري ضد المحتجين.

وأوضح تونر أن المشكلة الأساسية الآن هي أن بشار الأسد لم يعد الرئيس الشرعي لسوريا، وقد تسبب في هذا الموقف باستخدام العنف ضد مواطنيه.

السعودية تدين القمع

وإلى ذلك، جدد وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل إدانة المملكة للعمليات العسكرية الموجهة ضد الشعب الأعزل في سوريا، داعيا إلى وقفها بشكل فوري وفقاً لقرار الجامعة العربية الأخير.

ودعا الفيصل أيضا في كلمة ألقاها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى تنفيذ إصلاحات شاملة تلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري من دون تلكؤ أو إبطاء.

وفي وقت يعقد المجلس الوطني السوري المعارض اجتماعاً في اسطنبول نهاية الأسبوع الجاري لبحث سبل توحيد تيارات المعارضة التي تطالب بإسقاط نظام الأسد، قالت المستشارة السياسية والإعلامية للرئيس السوري، بثينة شعبان، إن الأسد يعمل في الوقت الحالي على تشكيل لجنة لتعديل أو إعادة كتابة الدستور، وإنه من المقرر إجراء انتخابات برلمانية في فبراير/شباط المقبل.

وقالت شعبان في تصريح إعلامي إن “سوريا شهدت في الأشهر الستة الماضية إصلاحات كبيرة لم يكن أحد يحلم بتحقيقها في سنوات”، بحسب تعبيرها. وأضافت أن “القضية ليست في بقاء الأسد أو نظامه في الحكم، وإنما القضية تتمثل في ألا تنحدر البلاد إلى حرب طائفية”.

صناعيو حلب في خطوة غير مسبوقة: نطالب بمراجعة قرار تعليق الاستيراد

غلاء متزايد في أسعار السلع في سوريا وتوقعات بارتفاعات “غير مسبوقة”

بيروت – محمد زيد مستو

يشهد الشارع السوري ارتفاعاً كبيراً في أسعار السلع وسط حديث عن نقص حاد في الوقود، فيما يعيش السوريون حالة ترقّب على وقع تخوّف من زيادات غير مسبوقة في أسعار السلع خلال الأيام القليلة المقبلة بعد إعلان الحكومة السورية قراراً بتعليق الاستيراد جراء عقوبات اقتصادية يتعرض لها النظام السوري بسبب أعمال قمع يمارسها ضد المحتجين.

وذكر مواطنون سوريون أن العديد من السلع الغذائية ارتفعت أسعارها بنسبة وصلت إلى الضعف في بعض المواد خلال الأسبوع الأخير. في وقت شهدت فيه الحركة التجارية شللا وبطئا في حركة البيع والشراء ترافقت مع زيادات تراوحت بين 30 إلى 40 % في الأجهزة الكهربائية التي أعلنت الحكومة وقف استيرادها.

وأفاد مواطنون لـ”العربية.نت” أن محطات الوقود تشهد ازدحاماً كبيراً خلال الأيام الأخيرة وسط الحديث عن نقص حاد في الوقود بسوريا، ما دفع وزير الاقتصاد محمد نضال الشعار لاستصدار قرار يقضي بإغلاق جميع محطات توزيع الوقود غير الرسمية وغير المرخصة، ومصادرة معداتها وآلياتها في محاولة لاحتواء الأزمة.

وفي خطوة غير مسبوقة ناشدت غرفة صناعة حلب، في بيان لها وزارة الاقتصاد السورية إعادة النظر في قرار تعليق الاستيراد الذي يسبب اضطراباً مادياً ومعنوياً كبيراً في الشارع، ويعرقل النشاط التجاري والصناعي لمعظم الأعمال حسب البيان، طلب مجلس الوزراء السوري من وزارة الاقتصاد اتخاذ إجراءات عملية لضبط حركة الأسواق والأسعار، ومنع استغلال تعليق الاستيراد المؤقت لبعض السلع بقصد رفع أسعارها وخاصة المواد الغذائية والسلع المصنعة والمنتجة محلياً، فيما اعتبرها فرصة قد يستغلها بعض التجار لرفع الأسعار دون مبرر.

تعليق الاستيراد

وكان مجلس الوزراء السوري أصدر بتاريخ 22-09-2011 قرارا يقضي بتعليق استيراد بعض المواد التي يزيد رسمها الجمركي على 5%، مُستثنيا ً51 سلعة اعتبر القرار أنها سلع أساسية يحتاجها المواطن ولا تنتجها الصناعة المحلية.

وشملت المواد التي تم تعليق استيرادها مؤقتاً، بموجب قرار حكومي، والتي يزيد رسمها الجمركي عن 5%، قائمة واسعة من المواد أهمها السيارات والأجهزة الإلكترونية والألبسة بالإضافة الى بعض السلع الغذائية كالأجبان والعسل الطبيعي وبعض أنواع اللحوم والتوابل وغيرها.

وفيما ذكر وزير الاقصاد السوري في تصريحات سابقة، أن الهدف من الإجراء هو الحفاظ على القطع الأجنبي، وتشجيع الأنشطة والمنتجات المحلية بعد عقوبات اقتصادية فرضتها دول غربية على سوريا. ذكر اقتصاديون أن هذه الخطوات سيكون لها تأثير مباشر على الشارع السوري سلبيا أهمها الإضرار بشريحة واسعة من الفعاليات التجارية، وانخفاض إيرادات الخزينة العامة من الرسوم الجمركية، وارتفاع أسعار السلع في بلد لا يتعدى فيه متوسط الأجور 300 دولار.

وفرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي سلسلة من العقوبات على النظام السوري منذ بدء الاحتجاجات في منتصف مارس/آذار الماضي.

ويتوقع خبراء أن تؤدي العقوبات الأوروبية إلى نقص في بعض المنتجات النفطية غير المكررة، ما يؤدي إلى انعكاسات سلبية على ارتفاع الأسعار وقطاع الزراعة والتدفئة وإمدادات الكهرباء والنقل، خصوصا في المناطق الريفية والبعيدة.

وأكد وزير الخارجية السورية وليد المعلم في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الاثنين الماضي، أن فرض العقوبات على سوريا من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يؤثر سلبا على مصالح الشعب السوري.

سورية: الجيش يستأنف عملياته في الرستن

قال نشطاء سوريون إن القوات الحكومية استأنفت الاربعاء قصفها العنيف لبلدة الرستن التي تبعد 20 كيلومترا عن مدينة حمص، يترافق مع تحليق كثيف لسلاح الجو السوري مع تركز القصف على منازل المدنيين ومصادر المياه و الكهرباء.

وكان القصف قد توقف فجر الاربعاء بسبب سوء الاحوال الجوية، وقال النشطاء إن سبب ذلك غزارة الامطار والاحوال الجوية السيئة الامر الذي اعاق استمرار تقدم قوى الجيش الى داخل المدينة.

ونقل سكان الرستن ان اشرس المعارك دارت في حي الرستن الفوقاني من الجهة الغربية من المدينة بين الجيش ومجموعات منشقة عنه تدعمها مجموعات مدنية مسلحة.

واضافوا ان المدرسة الشرعية في المدينة ومستوصف الخدمات الاجتماعية التابع لجمعية البر قد اصيبتا باضرار جراء القصف.

ولم يؤكد سقوط قتلى من المدنيين اليوم بعدما سقط 3 منهم يوم امس بينما انتشرت في اطراف المدينة الحواجز العسكرية وسط انقطاع تام للكهرباء والاتصالات.

في غضون ذلك، افادت التقارير الواردة من مدينة درعا جنوبي سورية بخروج مظاهرة طلابية تهتف للرستن وتطالب بمحاكمة الرئيس بشار الاسد تترافق مع محاصرة عناصر الجيش للمدرسة الرسمية السابعة لمنع طلابها من التظاهر.

مجلس الامن

يأتي الكشف عن مشروع القرار الجديد بعد أكثر من ستة أشهر على بدء المظاهرات في سورية

وعلى الصعيد الدبلوماسي، تقدمت أربع دول أوروبية بمشروع قرار إلى مجلس الأمن يهدد بفرض عقوبات على سورية بدلا من دعوتها السابقة إلى تطبيق تلك العقوبات في الحال.

وتجنبت كل من بريطانيا وفرنسا والمانيا والبرتغال دعوتها السابقة إلى تطبيق العقوبات تجنبا للتهديد الروسي والصيني باستخدام حق الفيتو في مجلس الأمن.

وينص القرار على أن يطلب مجلس الأمن من الحكومة السورية أن “تنهي فورا اعمال العنف” ضد المتظاهرين.

ويشير مشروع القرار كذلك إلى أنه في حال لم تتقيد دمشق بهذه الدعوة، فأن مجلس الأمن سيلجأ إلى “تبني إجراءات جديدة بما فيها عقوبات”.

“قلق عميق”

ويعرب مشروع القرار عن “قلق عميق” من قبل الدول الأعضاء في المجلس تجاه الأوضاع في سورية، كما يطالب “بالإنهاء الفوري لكل أشكال العنف”.

وهددت روسيا والصين، في وقت سابق، باستخدام حق النقض على أي مشروع قرار يدعو إلى فرض عقوبات على الحكومة السورية.

واكتفى مجلس الامن حتى الان باصدار اعلان حول قمع المتظاهرين في سورية.

وتقدر الأمم المتحدة عدد الضحايا الذين سقطوا خلال أكثر من ستة اشهر من الاحتجاجات والمظاهرات في سورية بحوالي 2700 قتيل.

وكانت أعمال الاحتجاج المطالبة بتغيير النظام اندلعت في سورية منتصف مارس/ آذار الماضي.

الصين وروسيا

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن دبلوماسي أوروبي، لم تكشف عن هويته، قوله “هناك حاجة للرد بقوة من قبل مجلس الامن على القمع”.

يذكر أن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والمانيا والبرتغال تقدمت في اغسطس/ آب الماضي بمشروع قرار يدعو إلى فرض عقوبات ضد الرئيس السوري بشار الأسد وأفراد من عائلته ومساعدين مقربين منه.

واعربت الولايات المتحدة والدول الأوروبية المتقدمة بمشروع القرار عن رغبتها في التصويت عليه بأسرع ما يمكن، الأمر الذي لم يتحقق.

وكانت الصين وروسيا، الدولتان دائمتا العضوية واللتان تتمتعان بحق النقض في مجلس الأمن، اعربتا عن معارضتهما لمشروع القرار السابق.

وإضافة إلى روسيا والصين، اعربت كل من البرازيل والهند وجنوب افريقيا عن رفضها أيضا للقرار.

24 ساعة

ويعتبر مشروع القرار الحالي صيغة وسطي بين الرفض الروسي والصيني من جهة ورغبة الولايات المتحدة ودول أوروبية في فرض عقوبات على سورية.

وأعرب دبلوماسيون اوروبيون عن اعتقادهم بأن مشروع القرار الجديد يمكن أن يكون “سائغا” بالنسبة لهذه الدول الخمس.

ونقلت وكالة رويترز عن دبلوماسي أوروبي، لم تكشف عن هويته، قوله “نريد أن نبعث رسالة قوية وموحدة لكي لا يظل نظام الأسم غير عابىء بمطالبات المجتمع الدولي”.

وقال دبلوماسي آخر “نريد أن يصادق المجلس (مجلس الأمن) على شىء ما بسرعة”.

وأوضح أن الأوروبيين يأملون في تبني هذا القرار من قبل مجلس الأمن خلال الـ24 ساعة القادمة إذا أمكن.

ارتفاع حصيلة قتلى المداهمات في سورية الى 9 اشخاص

افاد ناشطون سوريون بارتفاع حصيلة القتلى في حملات دهم الثلاثاء شملت مناطق في شمال غرب سورية ووسطها وجنوبها الى 9 اشحاص.

واشار المرصد السوري لحقوق الانسان الى ارتفاع حصيلة القتلى في محافظة حمص الى 6 قتلى ونقل عن ناشط داخل مدينة حمص قوله إن اربعة مواطنين قتلوا في حي البياضة إثر اقتحام قوات أمنية وعسكرية الحي بعد تفجير آلية عسكرية مدرعة وإحراق دبابة من قبل عناصر منشقة.

واوضح المصدر نفسه الى شخصين قتلوا واصيب 20 بجراح خلال اقتحام قوات الأمن حي الخالدية لملاحقة مطلوبين للسلطات السورية.

وافاد المرصد نفسه بوقوع انفجار ضخم بالقرب من مقر فرع المخابرات الجوية في حمص كما سمعت اصوات نار كثيف بعده.

وكان المرصد اعلن قبلا ان “مدنيين قتلا في كفرومة بجبل الزاوية خلال عمليات دهم قامت بها قوات الامن كما “قتل مدني فجر الثلاثاء واصيب خمسة آخرون برصاص قوات الامن “بعملية دهم منذ مساء الاثنين في قرية طفس بريف درعا.

اقتحام الرستن

وكانت القوات السورية تدعمها الدبابات والمروحيات اقتحمت بلدة الرستن الاستراتيجية الثلاثاء بعد اشتباكات مع منشقين عن الجيش، وفقا لبعض سكانها.ودخلت عشرات الدبابات والعربات المسلحة البلدة التي يقطنها 40 ألف نسمة وتقع بالقرب من مدينة حمص على الطريق الرئيسي إلى تركيا.

وجاء ذك بعد دك البلدة طوال الليل بالأسلحة الثقيلة المحملة على دبابات ومن مروحيات في أعقاب فرض حصار عليها لمدة يومين.

ونقل نشطاء من مدينة حمص وسط سورية لبي بي سي عن سكان خرجوا من مدينة الرستن الواقعة على الطريق الدولي بين مدينتي حمص وحماة ان الجيش والامن السوري بدأ عملية امنية عسكرية واسعة منذ سبع ساعات تستهدف السيطرة على المدينة التي كانت قوات الجيش قد حاصرتها منذ عدة ايام.

ونقل السكان ان قوات الجيش تدعمها المدرعات وناقلات الجند تتقدم داخل المدينة من الجهة الغربية التي تشهد تحركات احتجاجية واسعة منذ اشهر و تسمع حسب السكان داخل المدينة اصوات الانفجارات واطلاق النار الكثيف وسط انقطاع للكهرباء و للاتصالات الهاتفية الارضية والنقالة.

وقال النشطاء إن الحواجز الأمنية تهدف لاعتقال مطلوبين للحكومة وفق قوائم معدة مسبقا ونقل السكان ان الحصيلة الاولية لهذه الحملة حتى الان قتيلين من المدنيين ولم يعلن اي شيء رسمي عن الوضع في الرستن.

من الصعب التحقق من صحة الأنباء الواردة من سورية بسبب منع المراسلين الدوليين بشكل عام من العمل هناك، إلا أن ليس دوسيت مراسلة بي بي سي في دمشق تقول إنه من الصعب جدا أن تحمل الناس على الحديث في السياسة، إلا أولئك الذين لا يزالون يدافعون عن الرئيس.

وأضافت أن الرئيس بشار الأسد لا يزال يتمتع ببعض التأييد إلا أن الحملة الشرسة ضد المتظاهرين في الضواحي وفي المدن والقرى خارج دمشق تجعل قاعدة التأييد له تتآكل.

“تأخر الإصلاحات”

“التدخل الأجنبي أخّر الإصلاحات”

من جهته اتهم وليد المعلم وزير خارجية سورية الغرب بمحاولة خلق “الفوضى الكاملة” في بلاده بغرض تدميرها.

وألقى المعلم اللوم على “التدخل الأجنبي” في المظاهرات المناوئة للحكومة المتواصلة منذ شهور.

جاء ذلك في كلمة القاها وزير الخارجية في الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وأضاف وزير الخارجية أنه بسبب ذلك فإنه لا بد من أن تأتي الإصلاحات التي أعلن عنها الرئيس بشار الأسد “في المرتبة الثانية”.

وقال إن حكومات أجنبية سعت لتقويض التوازن الدقيق بين الجماعات الدينية المختلفة في سورية.

وتساءل “وإلا كيف يمكن ان نفسر الاستفزاز الإعلامي وتمويل وتسليح التطرف الديني، ولأي غرض سوى الفوضى الشاملة التي تقطع أوصال سورية”؟

وأضاف أن العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي مؤخرا على سورية تؤذي “مصالح الشعب السوري واحتياجاته اليومية”.

روسيا

من جهة أخرى نقلت صحيفة الوطن السورية يوم الثلاثاء أن السفينة الروسية المضادة للغواصات «سيفيرومورسك» التابعة للأسطول البحري الشمالي وصلت امس الاثنين ميناء طرطوس السوري للتزود بالمؤن والوقود.

ونقلت الوطن عن مصادر روسية ان «سفينة «سيفيرومورسك» زارت ميناء طرطوس بعد الانتهاء من مهمتها في مكافحة القراصنة عند شواطئ القرن الإفريقي وتوفير الحماية للملاحة المدنية في منطقة البحر الأحمر وخليج عدن».

وكانت روسيا قداستقبلت وفداً عسكرياً سورياً الشهر الماضي للاطلاع على تجارب روسية على أنظمة دفاع جوي متطورة، بينما أكدت شركات السلاح الروسية التزامها بتوريد السلاح إلى سورية.

وفي سياق آخر يتوجه وفد من المعارضة السورية بعد غد الى موسكويضم طيب تيزيني وعارف دليلة وقدري جميل وغيرهم لاجراء لقاءات مع المسؤلين الروس من ابرزهم وزير الخارجية سيرغي لافروف في اطار وساطة روسية بين الحكومة والمعارضة في سورية لايجاد حل للازمة التي تعيشها منذ اشهر.

المزيد من بي بي سيBBC © 2011

كواليس سورية (1) – شبيحة سورية الاسد الجدد

كلنا شركاء

–  عرّاب شبيحة دمشق :

من هو الأستاذ الذي يرعب الآن أكبر ضباط دمشق رغم أن أصغرهم كان يرعب البلد؟؟

من هو شيخ كار التشبيح في دمشق، وشيخ شبيحة سورية الجدد الذي يتولى الان تنسيق قمع المظاهرات في دمشق؟؟؟

هذا الشيخ الذي يسبّ من يشاء ويضرب من يشاء ويغلق سماعة الهاتف في وجه أكبر راس بتعبير الشارع السوري ..

لا يعرف قيمة لا لرجل دين ولا لرجل سياسة ولا لرجل شرطة ولا لرجل برلمان او بالتعبير السوري الدارج ماعندو كبير الا الجمل. ومهما كان هذا الجمل ومهما حمل؟؟؟

ستتوقعون أنه من القرداحة …فمثله لايمكن الا ان يكون من القرداحة …

وتتوقعون انه من جماعة المعلم… أقصد من جماعة حافظ مخلوف .. لان سوريا له ولاخيه فقط ..

نعم انه من الدائرة القريبة جدا من حافظ.. التي تتكون من صديقين مدعومين جدا.. احدهما صديق خلوق يحبه الناس وهو غاندي اسعد.. والثاني شرس وغضوب وسيء جدا يتجنبه الجميع… وهو صديقنا موضوع كواليسنا اليوم ..

الاستاذ : مجاهد اسماعيل .. شيخ كار التشبيح.. يعرفه جامع الحسن جيدا وجامع الرفاعي .. واغلب مظاهرات دمشق ..

ابن ضابط كبير مات قبل سنتين .. كان من كبار الضباط المقربين لحافظ الاسد .. كان في الثمانينات  عقيدا قائدا للواء (21) الميكانيكي … وقد قدم لحافظ الاسد خدمات كبيرة في أحداث حماة فلم ينسها له .وكان يحبه كثيرا ولا يرفض له طلبا .. ورقاه حتى رتبة لواء .. في هذا البيت لللواء المدعوم فؤاد ماجد اسماعيل .. كانت تربية الاستاذ مجاهد ..حيث تربى على السمع والطاعة ..

كانت كل اخطائه مغفورة ..وقد قضى سنوات من عمره مع عاصم الاسد…  كانو يستاجرون سيارات فخمة من لبنان ويدخلونها سوريا عن طريق الخط العسكري ليبيعوها في العراق ..

في 2005 بدأ ينقل نشاطاته الى سوريا ويعمل على اختطاف التجار في سوريا لابتزازهم .. حيث قام هو وعصابته باختطاف الكثير بحجة سندات الأمانة والشيكات ..وفي عام 2006 خطف تاجر مهم جدا بتحريض شاب من بيت صمصامالو .. ولم يترك التاجر حتى اخذ منه صمصامالو مايريد .. ولم يستطع ذلك التاجر المعروف والقريب حتى من الرئيس بشار ان يحاسبه ..لخوفه من حافظ مخلوف ..

كما قام مجاهد هذا باختطاف  رجل الأعمال المعروف احمد هدايا الذي هو وكيل عدة شركات منها جيليت وهو اخو نذير هدايا وكيل شركة سوزوكي وايسوزو وقد خطفه مجاهد وجماعته الى صلنفة وطالبو بفدية مليون دولار ..

وقد سجن مجاهد هذا بعد مشاكل كثيرة جدا .. ولكنه لم يسجن اكثر من ستة اشهر  حيث اخرجه حافظ مخلوف ..

وحين جاءت احداث سوريا وثورتها .. كان مجاهد اسماعيل الشخصية الاكثر ثقة من قبل حافظ مخلوف لتولي مهمة التشبيح ..لانه الادرى والاقسى والالعن .. فمجاهد ماعندو كبير ..حتى في مرة من المرات تخانق مع شريكه عاصم الاسد ابن غسان الاسد قريب الرئيس ووصلا الى حد اطلاق النار على بعضهما …

مهنة التشبيح ليست جديدة على حافظ او مجاهد ..فمجاهد يتقنها من سنوات ..وقد اصبحت الان مهنة منظمة حيث يقوم مجاهد بجلب هؤلاء الشباب من القرى واغلبهم مطلوب للامن ..اما الممولون فهم آل المخلوف وذو الهمة عيسى شاليش ..

أغلب مظاهرات دمشق تعرف مجاهد وباصاته من الشبيحة … وهو الذي بعث من يضرب المعارض صالحة في سمير اميس دمشق أمام كاميرا الدنيا وعضو مجلس الشعب محمد حبش .. وهو الذي سال حبش : من سمح لكم بعمل هذا المؤتمر هنا ؟؟ فقال له حبش : اخذت الموافقة الشفهية من السيد فاروق الشرع شخصيا .. فقال له : (…..) عليكم وعلى الشرع ..؟؟!!.- اعزكم الله –

وهو الاستاذ الذي كان حاضرا ليلة القدر أمام جامع الرفاعي ..ولم تكن هناك أي مشكلة .. وكان محمد حمشو حاضرا بعد ان اتصل به الشيخ ..فجاء حمشو وكلم العقيد الذي بعثه توفيق يونس رئيس فرع الامن الداخلي ..وقال له ان الشباب لايريدون مشاكل وسيخرجون بهدوء بعد أداء الصلاة .. لكن العقيد أخبره أن الامر ليس بيده بل بيد الاستاذ مجاهد ..وحين كلموا  توفيق يونس طلب الحديث مع الاستاذ مجاهد .. فاخذ الضابط الهاتف الى الاستاذ مجاهد .. وحين قال له توفيق يونس ..لا تقتحمو المسجد الشباب سيخرجون بهدوء ..صرخ مجاهد في وجهه ..نحن من نحمي لكم البلد ونحن من يصدر الأوامر ثم أغلق في وجهه سماعة الهاتف .. واقتحم هو وشبيحته المسجد ..ولم يستطع احد من الضباط ولا حمشو فعل أي شيء الا المراقبة ..

وحتى تقدروا عقلية هذا الاستاذ وتلامذته من الشبيحة يكفي ان تدخلو صفحات شبيحته الصغار من تلاميذه

مثل مرافقه وليد مخلوف هذا الذي كتب عن يوم حادثة كفرسوسة على صفحته على الفيس :

http://www.facebook.com/media/set/?set=a.149127638444019.24068.100000403514471

•         (أسمعو يا أتباع العرعور …..من نحن ……………….علوين لا نهاب موتاً ولا سجنا ولا سجينا ….ولا نخضع إلاَ لذو الفقار سيف علينا

•         والله ياسوسونحناماكنا بدنانو سخ رجلينا فيون بس على ما يبدوشتاقت وجوهن للصرامي

•         الله بدك تشوفي كيف كانو عم يهربو من جامع ؟؟؟؟؟هاد الرفاعي والله متل قطيع الغنم وسالي بشار هنن تفاجئو بحالون شو حريم وقسما بالله صارت نسوانون يجو يبوسو بوط اصغر عنصر حفظ نظام منشان يفوتو يطالعون من جوا

)

وكتب عن رحلتهم ثاني يوم الى مسجد الشيخ سارية الرفاعي .. جامع زيد بن ثابت :

(شوااليو م قال فيه كم كلب كانو معتصمين بجامع زيد ابن ثابت ……رحنا ………. بس ما شفنا غير النسوان متل يلي ضلو مبارح بجامع الرفاعي واشتغلت الهريبي !!!!!!!!!!يااخي)

هذه عينة من هؤلاء الذين يؤازرون الامن والشرطة من خريجي مدرسة حافظ مخلوف والاستاذ مجاهد اسماعيل ..

فمن هو الطائفي ومن هو المسلح ومن هو المجرم ؟؟؟

بالمناسبة الاستاذ مجاهد هذا ضخم جدا وكله غضب. منحني الظهر يمشي بطريقة مميزة ورأسه للأمام ولا يحرك رأسه أبدا وهو يمشي ..ويمشي بسرعة وإذا غضب تأتيه حالة هستيرية فيقوم بتكسير كل شيء حوله ..

وكل جيرانه في الشعلان عند البريتش كانسل يعرفون اخلاقه وطباعه فيتجنبون المشاكل معه ..

وكذلك اصحاب المطاعم التي يرتادها كسهارى المزة والمشرقة ..

وهو ابن عم طارق اسماعيل قنصل سوريا بالسفارة السورية بمصر عند السفير الشبيح : يوسف الاحمد وزوجته روعة الاسد ..كما ان ابن عمه الاخر زياد اسماعيل امين عام جمارك جديدة يابوس وامهما لطارق وزياد من بيت الاسد ..ولاحظو ماذا تعني كلمة امين عام جمارك لشبيح ومهرب ..

هؤلاء هم شبيحة سوريا الجدد .. ليسوا مشايخ الجبل هذه المرة .. بل خفافيش الليل والازقة …

 ( كلنا شركاء) : وصلنا التعليق التالي على ما ورد اعلاه من شخص يعرف بشكل مباشر معظم الشخصيات

 بداية اضيف على بعض ماذكر ..

 محمد صمصام هو اسم الشخص الذي خطف خاله أحمد هدايا بمساعدة مجاهد اسماعيل و الجدير بالذكر ان محمد واخوه يزن صمصام يعملان سوية و هما يسكنان بالبناء الذي يسكن فيه يعرب غازي كنعان في منطقة المزة  شارع الفارابي( هذه المعلومات للدقة فقط ) يملك موقع اسمه تاجرنا على الشبكة العنكبوتية و انشأه بمساعدة حيدرة سليمان ابن بهجت,

محمد صمصام له سوابق بدخوله السجن بتهمة الخطف ولكن الامر لم يأخد منحاً كبير وهو يعتبر من الأثرياء وهو لا يتجاوز 35  عاماً سيارته فقط تقدر بقيمة 15 مليون وهذه ليست مبالغة (porsche panamera) ..

مجاهد اسماعيل هو الشخص الذي اقتحم مقهى الروضة في وسط العاصمة دمشق و اعتدى على الفنان سلوم حداد ولولا حضور المخرج أحمد ابراهيم أحمد وهو من الطائفة العلوية لكان سلوم في خبر كان .

جمعية البستان الخيرية : وهي جمعية اسسها ويمولها رامي مخلوف ومقرها المزة 86 يديرها شخص يدعى الدكتور عمار…… وطبعاً الجمعية معروفة جداً لتقديمها المعونات  و فجأة تحولت الجمعية لتساند الشبيحة  و اجزم بأن معظم أهالي المزة منطقة (كيوان _ الشيخ سعد _ 86 – الفيلات المتصلة ) يعروفن المدعو زيد بركات وهو الان يعمل مساعد شخصي للدكتور عمار حيث يكون يجتمعون  بشكل دائم خاصة ايام الجمعة في ساحة تدعى ساحة الخزان في الــ86 ويأخذون أوامرهم و طريقة تشكيلاتهم و تمركزهم على النقاط وأهمها المساجد على ان تكون الأجرة حوالي 1000 ليرة سورية يومياً  مزودين بالهراوات و الأسلحة الخفيفة و من ثم ينقلون إلى ساحة معرض دمشق الدولي في منطقة الامويين ليتجمعوا او يجتمعون في ساحة الامن السياسي ( عند بنك الدم ) المزة ..

ناشط سوري: أسلمة الثورة أضعف قدراتها وقلل مناصريها

بهية مارديني – ايلاف

اعتبر ناشط سوري أنّ النظام نجح ، بسحب اعتراف من الثورة بطريق غير مباشرة وذلك بأسلمتها بعد أن اتهمها بداية بالسلفية تارة وبوقوف الإسلاميين ورائها تارة ثانية، خصوصا بعد سيطرة الإسلاميين على المجالس الانتقالية.

ورأى الناشط السوري المقيم في الولايات المتحدة الأميركية عبد اللطيف المنيّر في حديث مع “إيلاف” أنّ “هذا الاعتراف جاء بعد أن ربطت الثورة نفسها بالمعارضة وخصوصا الخارجية منها، وبعد أن انضوت تحت المجلس الوطني السوري – اسطنبول، ذلك المجلس الذي يدرك تماما الغرب مَن يسيطر عليه، وبأنه تحت القيادة الإسلامية للإخوان جناح البيانوني ممثلاً بمساعده السيد عبيدة نحاس”، والذي اعتبره “المقاتل الشرس لتحطيم كافة تيارات المعارضة”.

ولفت المنيّر إلى أنّ “هذا الانضمام للثورة جعل الغرب ينكفئ ويكف يده عن دعم الثورة، وأحجم عن مطالبته بإسقاط النظام السوري”.

وأضاف” إن قصور الرؤية السياسية للثورة وتنسيقياتها، وعدم الفهم الدقيق للمعادلة الدولية في التعاطي بالإستراتيجيات، وخصوصا مع شقها الأول بأن المجموعة الغربية عامة وأميركا خاصة لن ترضى أن يسقط النظام ويحلّ مكانه الإخوان المسلمين. ذلك أن الثورة وضعت نفسها في عنق الزجاجة، وركبت حافلة معطلة موجودة في اسطنبول بينما ركابها في سوريا “.

وقال “فشلت أيضا في الشق الثاني من المعادلة، ولم تقدم الثورة ومن رحمها البديل الصالح الذي كان سيوفر الوقت عليها إضافة إلى تقديم عدد أقل من الضحايا”.

وأفاد” كان للثورة فرصة في التعامل مع الغرب مباشرة دون وسطاء، معللا”  الغرب يعلم جيدا أن الإسلاميين لن يكونوا غطاء لكل السوريين، وخصوصا الأقليات”.

وأشار إلى “أن أميركا تعلم علم اليقين، أن الإسلاميين يصرّون على أن الشريعة الإسلامية مصدرا أساسيا من مصادر التشريع وأن دين رئيس الدولة الإسلام، كما يصرون على كلمة العربية بين الجمهورية والسورية، حيث تم انسحاب الإخوان من أحد مؤتمرات المعارضة، وكذلك الإخوة الأكراد احتجاجا على تلك الفقرات وعلى ذلك الإصرار”.

وأكد أيضا على تصريحات البطريك الماروني الراعي ومن باريس بأن ذهاب النظام السوري سيكون بعده خطر على الطائفة المسيحية هناك”.

واعتبر أنه “بعد أسلمة الثورة السورية، وبناء على عدة مصادر من خلال شخصيات موثوقة ونقلا عن الخارجية الفرنسية، تحجم فرنسا عن المضي قدما بمساعدة الثورة السورية في تحقيق مطلبها بإسقاط النظام السوري”.

ويضيف: وبعد الخطر بربط الثورة السورية مع المعارضة التي يحتكرها الإخوان بأجنحته الثلاث – بيانوني، الشقفة، وطيفور، للسيطرة على مفاصل وأضلاع المعارضة، يكمن هناك خطر آخر أشد وطأة على كل ما حصل من إخفاقات لهؤلاء الإخوان خلال الستة أشهر من عمر الثورة، وهو شراكتهم مع معهد بروكينغز للدراسات الأميركي والذي يدير مركز صبان للشرق الأوسط بدعوة مائتي شخصية سورية على رأسهم المحامي البيانوني لحضور لقاء بالدوحة في  قطر مطلع الشهر القادم –  أكتوبر، ومن أهم المدعوين وبإصرار، الشيخ العرعور الذي يشكل ضلعا مهم من أضلاع الثورة السورية ومحركا أساسا في دفع شباب سوريا للخروج إلى الشوارع، ذلك الاجتماع ومن مهامه الأولى هو التسويق للمجلس الوطني السوري وإقناع العرعور بأن يكون ضمن توليفة المجلس العتيد”.

لكن المنيّر استطرد قائلا  ” إلى اللحظة لا نعلم بأن الشيخ العرعور قد قبل الدعوة أم رفضها، بكل الأحوال إن قبلها ستكون آخر خنجر يغرز في ظهر الثورة السورية من قبل الإخوان خاصة، ومن المعارضة التي تجلس تحت عباءتها بشكل عام”.

 وشدد “لا يخفى على أحد، أن مدير معهد بروكينغز للدراسات مارك أندك وهو السفير الأميركي السابق لدى إسرائيل، وهو مساعد في وزارة الخارجية الأميركية ومساعد خاص للرئيس الأميركي بل كلينتون أثناء فترة حكمه، ومدير سابق للشرق الأدنى وجنوب أسيا في مجلس الأمن القومي الأميركي، وحاليا هو مدير العلاقات الخارجية للمعهد. ذلك المعهد وشخص مديره ممن ساهموا مع اللوبي اليهودي ايباك بالوقوف بوجه إدارة جورج بوش الإبن بالإدارة الأميركية السابقة لمنعها من إسقاط النظام السوري وقتها، وهم حاليا يقومون بذات الفعل مع إدارة أوباما، وبما يتناسب مع رغبة الحكومة الإسرائيلية في الإبقاء على النظام السوري”، على حدّ تعبيره.

لكن الأخطر من ذلك وبرأي المنيّر”، أنه ربما سمع من تلقوا الدعوة إلى الآن وعلى لسان الإخوان أثناء دعوتهم لتلك الشخصيات ولإغرائهم بالحضور، صرحوا لهم بأن هذه الدعوة هي رغبة أميركية … أميركا على النقيض من تصرفات بروكينغز ومساعيه في مساعدة الإخوان لاحتواء المعارضة، ويبقى معهد بروكينغز رغم نفوذه هو مركز خاص غير ربحي بالرغم من نفوذه السياسية”، موضحا “ربما من المرات القليلة التي تعترض أميركا على ضغوطات اللوبي اليهودي أيباك ونصائح معهد بروكينغز للدراسات، حيث هذه المرة أميركا تختلف تماماً بالرأي حول الملف السوري مع ذلك المعهد الخاص وذلك اللوبي. إنما ما يجعل أميركا عاجزة عن اتخاذ موقف تجاه النظام هو الشق الأول من المعادلة أعلاه، ومعضلة البديل للنظام السوري، حيث لا تريد أميركا أن تكون سوريا صومالاً آخر أو عراقاً آخر، ونظن أن النظام السوري نجح ببعثرة المعارضة وتفكيكها للوصول إلى هذه النتائج”.

وشدد المنيّر على “أن أسلمة الثورة خطر على الثورة وأشد عليها من عسكرتها”، وتساءل “هل تنجح الثورة من تخطي عنق الزجاجة وتنفس الحرية بمعزل عن أجندات المعارضة التي سيطر عليها النظام من جهة، والإخوان المسلمون من جهة أخرى، أم تبقى في قمقم الصفقات والمتاجرة السياسية؟”

وكان السفير الأميركي  روبرت فورد بدمشق تحدث مؤخراً عبر صحيفة الواشنطن تايمز عن : “…المخاوف التي تشعر بها مكونات من المجتمع السوري والتي لا يمكن تجاهلها”.

واعتبر “ان على المجلس الوطني الذي اعلنت المعارضة السورية تشكيله أخيراً ان يُطمئن أفراد الأقليتين المسيحية والعلوية الى انهم لن يتعرضوا للاضطهاد على أيدي الغالبية السنية في أي حكومة جديدة”، مضيفاً “دعونا المعارضة السورية الى تطوير رؤية يتفقون عليها جميعهم في ما يتعلق بالدولة وطريقة عملها، واحدى القضايا المطروحة هي كيف ستتعامل المعارضة مع مسألة الدين والأقليات الدينية”.

وتابع “على المعارضة ان تقدّم في نهاية المطاف ما يقنع المسيحيين أو العلويين بأن التغيير يخدم مصالح هذه المكونات على نحو أفضل”.

مسح: معظم السوريين فقدوا الثقة في نظام الأسد

واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) — فيما يتواصل قمع النظام السوري للانتفاضة الشعبية المناهضة له، كشف استطلاع أمريكي، أن ثقة السوريين آخذة في التراجع حيال قدرة نظام، الرئيس بشار الأسد، على حل الأزمة الراهنة، بيد أن الاستبيان أظهر كذلك تفاؤل الشعب إزاء المستقبل.

ووجد الاستطلاع، الذي نفذته “جامعة بيبردين” بالتعاون مع “المجلس الديمقراطي لكاليفورنيا، أن ثمانية من بين كل عشرة سوريين أبدوا رغبة في زوال نظام الأسد، فيما أعرب أكثر من سبعة من كل عشرة، عن تفاؤلهم بأن الإصلاح آت، على خلفية مد “الربيع العربي” الذي يجتاح بعض دول المنطقة.

وتحصلت CNN على نسخة من الاستطلاع، الذي لم يتم تنفيذه بتكليف من الحكومة الأمريكية وصدر الأربعاء، علماً أن “المجلس الديمقراطي” هي مجموعة غير حزبية أو ربحية، تعمل للترويج للديمقراطية في البلدان الناشئة.

وقالت أنجيلا هوكين، من جامعة “بيبردين” إن الاستبيان، الذي أجري سراً بمقابلات شخصية باللغة العربية وشمل 551 سورياً تجاوزت أعمارهم سن 18 عاماً، نفذ خلال الفترة ما بين 24 أغسطس/آب إلى الثاني من سبتمبر/أيلول الجاري.

وأوضحت هوكين أن الوضع الأمني المتوتر في سوريا، إضافة إلى حقيقة تنفيذ الاستطلاع بالخفاء دون تصريح من الحكومة، مثلا تحديا لوجيستيا للفريق الميداني الذي قام بجمع البيانات.

وتطرقت إلى بعض العوامل التي ربما ساهمت في تحريف محتمل للنتائج، منها صعوبة إجراء مقابلات مع النساء، اللاتي لم يبدين تجاوباً، مثل الذكور، في المشاركة بالاستبيان، كما أنهن كن أقل انتقادا للحكومة.

وأضافت: “من وافق على الاشتراك في المسح، دون موافقة الحكومة، هم على الأرجح الأكثر رغبة في إبداء مشاعر معادية للحكومة عن من رفضوا المشاركة.”

وتابع: “ومع ذلك، نعرف الآن الكثير مما كنا نجهله قبل المسح، بنفس القدر من الأهمية، أظهرنا بأنه من الممكن جمع آراء عامة حتى في أكثر أنظمة العالم قمعية.”

من جانبه، قال جيمس برينس، رئيس “المجلس الديمقراطي”: “الشعب السوري فقد الثقة في نظام الأسد، ويرفض العيش تحت ظل دولة الأمن البعثية.. كما هو الحال بدول الإقليم الأخرى، السوريون ضاقوا ذرعاً بالفساد وانعدام الفرص ويبحثون عن بدائل للأسد.”

ورغم السخط الشعبي على الحكومة، إلا أن المسح كشف عن تفاؤل بالمستقبل، إذ أبدى تسعة من عشرة عن توقعاتهم بمستقبل أفضل عن الراهن.

وطبقاً لبرينس، فقد أظهر الاستبيان تراجعاً في ثقة الشعب بنظام الأسد والحكومة ككل، إذ قيم أكثر من 86 في المائة من المستطلعين، أداء الأسد بالسلبي، ورأت شريحة، بلغت 88.2 في المائة، أن الحكومة الراهنة لا تملك القدرة على حل أزمة البلاد.

كما وجد البحث بأن 71.1 في المائة من المستطلعين كانت لهم آراء إيجابية بشأن المحتجين، مقابل 5.5 في المائة، وأعرب 88 في المائة عن اعتقادهم بأن أغلبية الشعب تحمل نفس مخاوف المحتجين.

ووجدت الدراسة أن إصلاحات مجردة  يقوم بها نظام الأسد لن ترضي الشعب السوري، وأبدى 11.5 في المائة من المستطلعين فقط رغبتهم في بقاء النظام الحالي وإجراء إصلاحات.

وأعرب 87.9 في المائة عن اعتقادهم بأن الإصلاحات لن ترضي المتظاهرين، مقابل 81.7 في المائة أعربوا عن رغبتهم في زوال النظام.

وتأتي نتائج الاستطلاع في وقت يكثف فيه المجتمع الدولي الضغوط ضد النظام السوري، بفرض المزيد من العقوبات الدولية ودعوات لإجراء المحكمة الجنائية الدولية في حملة القمع المرتكبة ضد المحتجين السلميين.

واندلعت الاضطرابات في سوريا، منذ أكثر من ستة أشهر، بخروج مظاهرات تنادي بالحرية وانتخابات ديمقراطية ونهاية لنظام الأسد، الذي قابل المطالب بقوة عسكرية غاشمة، بدعوى تصديه لجماعات إرهابية مسلحة تقف وراء موجة العنف.

ويفند نشطاء المعارضة تلك المزاعم بأن النظام وراء الحملة الممنهجة والمتواصلة ضد المتظاهرين والمدنيين الأبرياء.

25 شهيداً خلال 48 ساعة.. و«التصفية الجسدية» عقاب الجنود الفارّين

الأمن يقتحم حمص «محور المقاومة» من الجوّ والبرّ

القبس الكويتية

اقتحمت عشرات الدبابات، تدعمها المروحيات الحربية، بلدة الرستن في محافظة حمص أمس، وقتلت خمسة مواطنين على الأقل واعتقلت العشرات، عقب قتال عنيف مع منشقين من الجيش في أعقاب حصار مشدد على المدينة استمر يومين، وذلك بعد يوم استشهد فيه 15 شخصاً، بينهم أكاديميان بارزان معروفان بمعارضة نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

كما استشهد أربعة جنود في إدلب أمس بعد فرارهم من الجيش، وآخر في حماة خلال مشاركته في التظاهرات الخاصة بالانتفاضة الشعبية التي تطالب بالديموقراطية وبإسقاط النظام. هذه الانتفاضة، التي يتفاخر الرئيس الأسد باستخدام الجيش وكل عتاد الدولة العسكرية لقمعها بحجة «أن أي دولة أخرى كانت ستلجأ للتكتيكات نفسها»، وقال عنها وزير الخارجية وليد المعلم إنها «تتغذى من الخارج».

* محور المقاومة

وقال شهود عيان وناشطون حقوقيون إن عشرات الدبابات والعربات المسلحة دخلت بلدة الرستن الاستراتيجية، التي يقطنها حوالي 40 ألف نسمة وتقع بالقرب من حمص (وسط سورية) على الطريق الدولي المؤدي إلى تركية، وسط انقطاع للكهرباء و للاتصالات الهاتفية الارضية والنقالة.

جاء ذلك بعد دكّ المدينة طوال ليل الاثنين الثلاثاء بقذائف الدبابات وبالأسلحة الثقيلة المحملة على الآليات العسكرية المصفحة، ومن نيران المروحيات الحربية في أعقاب فرض حصار عليها لمدة يومين.

وبرزت المنطقة إلى جانب محافظة إدلب على الحدود التركية، إلى الشمال الغربي، كمحور مقاومة مسلّحة لحكم الرئيس الأسد بعد ستة أشهر من الاحتجاجات المطالبة بالديموقراطية وبإسقاط النظام.

وقال أحد السكان، عرّف نفسه باسم «أبو قاسم» إن «الدبابات أطبقت على الرستن وأصوات الرشاشات الآلية والانفجارات لم تتوقف. وفي النهاية دخلت في الصباح».

وقال ساكن آخر إن الرشاشات الآلية كانت تطلق من طائرات الهليكوبتر قرب منزله عند الطرف الجنوبي للرستن، حيث يقاوم مئات من المنشقين عن الجيش والذين تمركزوا في البلدة خلال الأسابيع القليلة الماضية، ومعهم بعض الدبابات لمقاومة القوات الموالية للأسد.

وأوضح «لم نتمكن من النزول إلى الشارع طوال يومين وليس لدينا أي فكرة عن الخسائر في الأرواح».

* 5 شهداء وعشرات المعتقلين

ونقل نشطاء من حمص عن سكان خرجوا من الرستن، أن الجيش والأمن السوريين بدآ عملية أمنية عسكرية واسعة منذ الفجر تستهدف السيطرة على المدينة التي تشهد تحركات احتجاجية واسعة منذ أشهر، وشهدت أوسع حركة انشقاقات بين صفوف الجيش.

وقال النشطاء إن الحواجز الأمنية تهدف لاعتقال مطلوبين وفق قوائم معدة مسبقاً.

وقال سكان إن الحصيلة الأولية لهذه الحملة حتى الآن خمسة شهداء وأكثر من 20 جريحاً من المدنيين، بالإضافة إلى اعتقال العشرات.

وأكد ناشط أن عناصر الأمن والشبيحة اعتقلوا المواطنين من منازلهم وساقوهم، وأنه بعد تعصيب العيون والرؤوس، وضعوا في حافلات نقلتهم إلى جهة مجهولة.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أعلن عن انتشار الحواجز الأمنية بكثافة شديدة على الطرق المؤدية إلى الرستن.

كما أعلنت لجان التنسيق المحلية عن إطلاق نار كثيف في مدينة تلبيسة «أوقع عددا من الجرحى»، وفي قرية معلة المجاورتين للرستن، وأيضاً انتشار أمني كثيف في القصير القريبة (جنوب حمص)، حيث تمّ انتشال جثتين مجهولتي الهوية من نهر العاصي.

* تصفية منشقين

وفي إدلب (شمال)، قال المرصد السوري إن أربعة جنود استشهدوا بيد الجيش السوري في معرشمشة بعد فرارهم من معسكر وادي الضيف، كما تعرّض سبعة آخرون للاعتقال.

وفي حماة (شرق)، استشهد مدني وأصيب ثلاثة بالرصاص، وتم تسليم جثث أربعة مدنيين اختفوا قبل عشرة أيام خلال حملة تفتيش في حلفايا بمحافظة حمص.

وفي درعا (جنوب)، ذكرت لجان التنسيق أن إطلاق نار متقطعاً يدور في بلدة تسيل، وأن آليات تابعة «للأمن والشبيحة» تقتحم بلدة تل رفعت في حلب.

* التظاهر مستمر

وكان 15 شخصاً، على الأقل، استشهدوا الاثنين في أنحاء مختلفة من سورية، بينهم أكاديميان بارزان معروفان بمعارضة النظام.

ونقل المرصد السوري لحقوق الإنسان عن قيادي معارض في حمص أن مدير كلية الكيمياء نائل الدخيل وأستاذ الهندسة في جامعة البعث محمد عقيل قتلا الاثنين في حمص برصاص مجهولين. وقالت وكالة سانا الرسمية إن الرجلين اغتيلا على يد ما سمّته جماعات إرهابية.

ورغم الحملة الأمنية الدامية، تواصلت التظاهرات، وخرجت جموع تطالب بإسقاط النظام وبمحاكمة الأسد ورموز في عدة مناطق، لا سيما في حي الميدان في دمشق، وفي ناحية كفر تخاريم في إدلب، وفي البياضة في حمص.

تحليل- تركيا تستعد لاعلان عقوبات على سوريا

انقرة (رويترز) – بعدما فشلت في اقناع الرئيس السوري بشار الاسد بوقف القمع الدموي للاحتجاجات تحضر تركيا قائمة من العقوبات ضد صديق قديم في تحول سياسي يقرب انقرة اكثر من الموقف الغربي.

والاجراءات التي تعد خروجا عن سجل تركيا السابق في معارضة العقوبات على جيرانها في الشرق الاوسط تأتي استكمالا لحظر على الاسلحة مفروض بالفعل ويبرز مدى عمق الخلاف بين انقرة والاسد.

وستعلن العقوبات خلال الايام القليلة المقبلة بعد ان يزور رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان مخيمات حدودية تأوي اكثر من سبعة الاف سوري فروا من أعمال العنف.

وقال خبير السياسة الخارجية سميح ايديز “تركيا تتحول الى الخط الامريكي والاوروبي تجاه سوريا. انهارت العلاقة مع سوريا وتتجه نحو حالة من الجمود.”

ودون الكشف عن التفاصيل قالت الحكومة التركية ان العقوبات سوف تستهدف حكومة الاسد وليس الشعب السوري.

وقال مسؤولون رفضوا نشر اسمائهم انها ستطال الجيش والعلاقات المصرفية وقطاع الطاقة وغيره.

وتركيا اكبر شريك تجاري لسوريا وكانت ثمة خطط لفتح تسعة معابر حدودية. وبلغ حجم التجارة الثنائية 2.5 مليار دولار عام 2010 . وبلغت استثمارات الشركات التركية في سوريا 260 مليون دولار حسب البيانات التركية.

وقال ايديز لرويترز “ستسير العقوبات التركية على نفس النهج الاوروبي والغربي وتستهدف مسؤولين في النظام وحظر على البنوك والسفر ومثل هذه الامور.”

وفي ظل السياسة التركية السابقة الرامية لتفادي اي مشاكل على الاطلاق مع دول الجوار عززت تركيا علاقات سياسية وتجارية مع سوريا متحدثة عن “مستقبل مشترك” بعد ان كادت تنشب حرب بين البلدين في التسعينات بسبب ايواء سوريا مقاتلين اكرادا.

وبدأت العلاقات تتصدع بعدما تجاهل الاسد مرارا دعوات تركيا والمجتمع الدولي لانهاء قمع الاحتجاجات المناهضة لحكومته وانحياز تركيا للمشاعر السائدة في الانتفاضات العربية التي هزت المنطقة.

وفرضت الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي العقوبات على سوريا بشكل متدرج الا ان تركيا حتى فترة قريبة كانت تأمل ان تقنع الاسد بالتغيير مدفوعة الى حد ما بحماية مصالحها التجارية.

وبدا ان النقطة الفاصلة كانت اجتماعا غير مثمر استمر ست ساعات بين وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو والاسد في الشهر الماضي. ومنذ ذلك الحين توقع اردوغان ان يطيح الشعب السوري بالاسد “عاجلا ام اجلا ” بل ووصف صديقه السابق بانه “كاذب”.

وفي حديثه مع الصحفيين في نيويورك الاسبوع الماضي عقب اجتماعه مع الرئيس الامريكي باراك اوباما على هامش دورة الجمعية العامة للامم المتحدة صرح اردوغان بان انقرة وواشنطن تعملان معا للاتفاق على عقوبات ضد سوريا.

كما اسعد قرار تركيا استضافة نظام رادار لحلف شمال الاطلسي واشنطن وحلفاءها بينما اغضب ايران.

وفي الاسبوع الماضي قال اردوغان ان بلاده سوف تعترض شحنات الاسلحة الى سوريا التي تمر عبر تركيا. وتوقعت الصحف التركية ان تغلق البلاد مجالها الجوي امام سوريا. وفي السابق اجرت الجارتان مناورات عسكرية مشتركة بل عقدتا اجتماعات وزارية مشتركة في اوج علاقاتهما.

وكانت احدى ثمار هذه الاجتماعات خططا لافتتاح بنوك تركية فروعا في سوريا ولكن وسائل الاعلام التركية نقلت عن مسؤولين قولهم ان العقوبات ستستهدف على الارجح النظام المصرفي للدولة مثلما فعلت العقوبات الامريكية وعقوبات الاتحاد الاوروبي.

كما علقت خطط تأسيس بنك تركي سوري الى جانب خطط تعزيز العلاقات بين البنكين المركزين في البلدين حسبما نشرت وسائل الاعلام التركية.

كما يحتمل الغاء خطط مثل استكمال مشروع غاز طبيعي يربط خط انابيب عربي بخط انابيب تركي. وعلى الارجح ستتخلى شركة البترول الوطنية التركية (تباو) عن خطط للتنقيب المشترك عن النفط والغاز في سوريا وفي دولة ثالثة بالتعاون مع شركة النفط المملوكة للدولة في سوريا.

واشترت شركة تكرير النفط التركية توبراش 320 ألف طن من الخام الثقيل من الشركة السورية بين مارس اذار وسبتمبر ايلول حسب مسؤولي الشركة. لكن العقوبات التي تستهدف البنوك السورية تجعل التحويلات في المستقبل صعبة حتى وان لم تفرض عقوبات علي تجارة النفط تحديدا.

ورغم ان تركيا لم تقطع العلاقات رسميا فان مسؤولين يقولون انها ربما تتخذ بعض الخطوات لخفض مستوى التمثيل الدبلوماسي في دمشق لتعزل الاسد أكثر.

وقال افق يولتاس خبير الشرق الاوسط في معهد سيتا ومقره انقرة ان تركيا ربما توسع العقوبات لتشمل الاستثمارات والشراكة مع رجال اعمال سوريين يدعمون النظام.

وساهم الغاء التأشيرات في تعاون اقتصادي اوثق وازدهار السياحة وقال محللون ان رجال اعمال سوريين ربما يفتحون حسابات في تركيا للاحتفاظ بالاموال في مكان امن عبر الحدود.

وتابع يولتاس “يعتقد ان بعض مجموعات الاعمال التي تدعم النظام لها مصالح في تركيا وربما تتخذ اجراءات ضدها.”

ولتفادي معاناة الشعب السوري استبعدت تركيا اجراءات مثل وقف بيع الكهرباء لسوريا وخفض كمية المياه التي تسمح بها عبر نهر الفرات.

ودفعت الازمة السورية تركيا وواشنطن للتعاون بشكل أوثق ولكن انتقاد اردوغان للاسد اغضب ايران.

وتوقع حسين باجي بجامعة الشرق الاوسط التقنية ومقرها انقرة ان تدفع تركيا ثمن تغيير موقفها تجاه سوريا واستضافة نظام الدرع الصاروخية لحلف شمال الاطلسي.

وقال “لا زالت ايران وروسيا والصين تساند سوريا. تخاطر تركيا بمواجهة معارضة من جميع تلك الدول بسبب موقفها من سوريا. عادت العلاقات التركية السورية الى نقطة الصفر.. لحقبة عدم الامان. قد تخسر تركيا.”

من تولاي كارادنيز وايبون فيلابيتيا

حمص تهتز.. والسعودية تجدد إدانتها.. وروسيا تنتقد دمشق

أصوات القذائف والانفجارات تهز حمص ومصادر تؤكد انشقاقا كبيرا في كتيبة الهندسة شمال الرستن * واشنطن تتهم نظام الأسد بدفع المحتجين لحمل السلاح > أطياف المعارضة السورية تجمع نفسها تحت مظلة واحدة في اسطنبول

جريدة الشرق الاوسط

لندن – دمشق – بيروت: «الشرق الأوسط»

استمر الحصار العسكري على مدينة الرستن في حمص أمس، ووسع الجيش السوري عملياته ليشمل بلدة تلبيسة القريبة، مع ورود أنباء جديدة عن استمرار حصول انشقاقات في صفوف الجيش تقاتل القوات الحكومية، وتحدثت مصادر في الرستن عن حصول انشقاق كبير في كتيبة الهندسة شمال الرستن أمس، وقالت إن المنشقين انضموا إلى لواء الضباط الأحرار للدفاع عن المدنيين. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن ستة أشخاص قتلوا في مدينة حمص أمس، بينما قتل شخصان في إدلب وشخص في درعا.

من جانبها جددت السعودية إدانتها للقمع في سوريا، وأكد الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي في كلمة السعودية في الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي ألقاها أول من أمس، إدانة بلاده للعمليات العسكرية «الموجهة ضد الشعب الأعزل في سوريا الشقيقة»، ودعا إلى الوقف الفوري لها، وتنفيذ إصلاحات شاملة. وفي غضون ذلك، اتهمت واشنطن السلطات السورية بدفع المعارضة إلى التسلح «دفاعا عن النفس»، وقال مارك تونر، المتحدث باسم الخارجية الأميركية: «كلما واصل النظام قمع وقتل وسجن هؤلاء الناشطين السلميين، صار مرجحا أن يتحول هذا التحرك السلمي نحو العنف».

وفي تصعيد روسي ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، انتقد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أمس النظام السوري بسبب ما سماه إخفاقه في تطبيق إصلاحات سياسية ومنع وسائل الإعلام الدولية من تغطية الأحداث في البلاد. إلى ذلك، بدأت أطياف المعارضة السورية محاولات لتجميع نفسها تحت مظلة واحدة، وتعقد اجتماعات مكثفة في اسطنبول على «طاولة مستديرة» منذ يومين.

القوات الأمنية تطوق الرستن وأصوات الانفجارات تهز المدينة.. واستمرار الاشتباكات في حمص

القصير تشيع قتلاها تباعا في مظاهرات حاشدة مع رفض السلطات تسليمهم إلا على دفعات

جريدة الشرق الاوسط

دمشق – لندن: «الشرق الأوسط»

استمرت الاشتباكات في حمص أمس بين القوات الأمنية السورية وجنود منشقين، وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن ستة أشخاص قتلوا في مدينة حمص، بينما قتل شخصان آخران في إدلب وشخص آخر في درعا. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 4 مواطنين قتلوا في حي البياضة إثر اقتحام قوات أمنية وعسكرية الحي بعد تفجير آلية عسكرية مدرعة وإحراق دبابة من قبل عناصر منشقة، وذلك نقلا عن ناشط من المدينة. وقتل مواطنان وأصيب 20 آخرون بجراح خلال اقتحام قوات الأمن حي الخالدية لملاحقة مطلوبين للسلطات السورية.

وتتعرض مدينة الرستن التابعة لحافظة حمص لحملة عسكرية واسعة، وقالت مصادر محلية إنه منذ ساعات فجر يوم أمس طوقت قوى الجيش والأمن والشبيحة المدينة بالكامل، مع قطع للكهرباء والاتصالات ووصول تعزيزات أمنية وعسكرية جديدة. وبدأت العملية العسكرية باقتحام المدينة من أربعة محاور مع إطلاق نار كثيف وقنابل صوتية كثيفة مدوية، كما تم محاصرة بلدة تلبيسة القريبة من الرستن بعد قطع الطريق الدولي حمص – حماه. ولوحظ تحليق للطيران الحربي على ارتفاع منخفض في أجواء الرستن وتلبيسة. وتحدث ناشطون عن صعوبة بالغة في إسعاف المصابين نتيجة إطلاق النار الكثيف، كما شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من كافة الجهات. وتحدثت مصادر عن حصول انشقاق كبير في كتيبة الهندسة شمالي الرستن، وقالت إن المنشقين انضموا إلى لواء الضباط الأحرار للدفاع عن المدنيين.

وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مدينة الرستن في حمص تعرضت لقصف من رشاشات ثقيلة مثبتة على الدبابات منذ الساعات الأولى لفجر أمس، وسمعت أصوات انفجارات قوية هزت المدينة. وسمع صوت إطلاق رصاص كثيف في بلدة تلبيسة، وشوهد انتشار 25 حاجزا في المنطقة. وكانت لجان التنسيق المحلية التي تمثل حركة الاحتجاج السورية ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد في الداخل، أعلنت في وقت سابق أمس عن «انتشار عسكري كثيف» في الرستن مع «تطويق للمدينة من جهة الغرب».

وفي مدينة القصير بحمص، تسلم ذوو مواطنين اثنين جثمانيهما، وكانا قد فقدا يوم السبت الماضي، خلال العمليات العسكرية والأمنية في المدينة وقرى مجاورة لها.

وقالت مصادر محلية إن الجيش نفذ عملية عسكرية في منطقة البياضة بحمص حيث قام الشبيحة بمرافقة مدرعات مدعومة بدبابات، باقتحام المنطقة إطلاق عشوائيا أسفر عن إصابة العشرات ممن تعذر إسعافهم تحت وابل الرصاص. وقدر ناشطون عدد الإصابات في الخالدية والبياضة يوم أمس في حصيلة غير نهائية، بأكثر من 25 إصابة، بينها أكثر من خمس إصابات بوضع خطير، وثلاث قتلوا برصاص القناصة عند محاولتهم قطع شارع القاهرة عند مفرق الزواق في البياضة.

وفي محافظة إدلب، قتل مواطنان قبل قليل في بلدة كفرومة بجبل الزاوية خلال عمليات ملاحقات أمنية.

وفي محافظة درعا، نفذت قوات أمنية سوريا ليل أول من أمس وفجر أمس، حملة مداهمة واعتقالات في بلدة طفس وأسفرت الحملة عن مقتل مواطن وإصابة خمسة بجراح اعتقال 17 شخصا. وقالت مصادر إن منيف الزعبي قتل بإطلاق نار عند اقتحام طفس، لدى محاولته الهرب من الاعتقال مع عدد من رفاقه وهم سامر حريدين وحمود الصباح وطارق عسكر وعبد الحميد كيوان الذين تم اعتقالهم.

كما اقتحمت قوات الأمن صباح أمس بلدة تسيل وبدأت حملة مداهمات واعتقالات ترافقت مع إطلاق رصاص كثيف، وقال ناشطون إن قوات الأمن شنت حملة مداهمات للمنازل ونفذت اعتقالات، وتم إحراق دراجات نارية، كما نصبت متاريس أمام ثانوية الرفاعي للبنات والتي خرجت منها مظاهرة أول من أمس.

من جهتها، قالت لجان التنسيق المحلية إن «سيارات من الأمن والشبيحة» اقتحمت منطقة تل رفعت قرب حلب (شمال) ثاني المدن السورية.

ومع ذلك خرجت في حي المريجة بحمص عصر أمس مظاهرة من جامع المريجة والتقت مع مظاهرة أخرى خرجت من جامع عوف بحي باب السباع نصرة لرستن. وفي بلدة حلفايا تحول تشييع أحد القتلى الذين سقطوا أول من أمس أثناء اقتحام البلدة إلى مظاهرة حاشدة. وفي محافظة إدلب تعرضت بلدة معرشمشة لمداهمات واعتقالات رافقها إطلاق نار. ومن المعتقلين أحمد إسماعيل الخاني. وفي ريف دمشق قامت قوات الأمن محاصرة مدارس زملكا وبالأخص مدرسة زملكا الريفية لمنع الأطفال من التظاهر. وفي بانياس وفي حي برزة في دمشق وفي عامودا شمال شرقي البلاد، خرجت مظاهرات طلابية. وأفاد شهود وسكان أن عشرات التلاميذ تظاهروا أمس في مدينتي اللاذقية وجبلة الساحليتين وكذلك في دير الزور (شرق) داعين إلى سقوط النظام.

وبالعودة إلى حمص، فقد تحول تشييع خمسة قتلى في مدينة القصير إلى مظاهرة غضب عارم، وذلك بعد يوم من تشييع قتيل سقط مع سبعة آخرين أثناء اقتحام الجيش للمنطقة القصير والذي طال منطقة البساتين غرب العاصي وعدة قرى قريبة عدد مساء يوم الجمعة وصباح السبت. ولم تسلم السلطات جثامين الشهداء لذويهم فور التعرف عليهم، بعد أن وضع بقاياهم في ثلاثة أكياس أودعت المستشفى العسكري في مدينة حمص. وقالت مصادر محلية إن الجثامين ستسلم تباعا. فكانت يوم أول من أمس جنازة المهندس معن الكنج، ويوم أمس تم تشييع مالك الزهوري وعبد الجواد جمول ومجدين ناصر وبلال الكنج ومحمود عودة، على أن يتم اليوم تشييع المهندس يثرب الزهوري وشقيقه أشرف الزهوري وهو طالب جامعي في السنة الأخيرة.

ولا تزال المدينة تعيش حالة ذهول جراء صدمة كبيرة من هول العملية العسكرية التي قام بها الجيش السوري هناك بعد انشقاق حصل هناك يوم الجمعة، خصوصا أمام عدد القتلى الكبير الذين خسرتهم من نخبة أبنائها لا سيما أنهم جميعا أقارب وأنسباء.

تصاعد التوتر في حمص.. ومخاوف من بدء اغتيالات تستهدف الأكاديميين

ناشطون يتهمون الأجهزة الأمنية باغتيالهم لإشعال الفتنة الطائفية

جريدة الشرق الاوسط

لندن – دمشق: «الشرق الأوسط»

تصاعد التوتر في مدينة حمص أمس بعد يوم على اغتيال 3 شخصيات أكاديمية في المدينة من قبل مجهولين، ففيما اتهم ناشطون الأجهزة الأمنية باغتيالهم بهدف إشعال فتنة طائفية وخلط الأوراق، قالت السلطات السورية إنهم قضوا برصاص «المجموعات الإرهابية المسلحة» في حمص.

والقتلى هم العميد الركن المهندس نائل الدخيل من حمص نائب مدير كلية الكيمياء بحمص، وهو مسيحي من مواليد 1957 زيدل، وتم استهدافه على طريق زيدل المشرفة في طريق عودته من عمله إلى منزله. أما المهندس محمد علي نايف عقيل، فهو نائب عميد كلية الهندسة المعمارية ووكيلها العلمي بحمص، وهو شيعي من مواليد عام 1962 من أم حارتين، واغتيل عند دوار المهندسين بالغوطة. والطبيب حسن عيد كان رئيس قسم جراحة الصدر في المستشفى الوطني، وهو علوي اغتيل يوم الأحد بعد خروجه من منزله في منطقة الأرمن، وهو من الأطباء المتفانين بعملهم.

وذكرت مصادر مقربة منه أن من المواقف التي تحسب له إسعافه للمصابين في اقتحام ساحة الساعة الجديدة في حمص قبل عدة أشهر، وأنه كان حازما مع أي تعامل أمني معهم أثناء تلقيهم العلاج.

واستغرب ناشط سوري ما أوردته وكالة الأنباء السورية «سانا» حول اغتيال الطبيب برصاص مجموعات إرهابية، وقال: «كيف يمكن لمجموعة مسلحة أن تنفذ هكذا عملية بوضح النهار وتتمكن من الفرار في منطقة الأرمن التي ينتشر فيها الأمن بكثافة». وبحسب مصادر رسمية اغتيل الطبيب بالرصاص لدى صعوده إلى سيارته أمام منزله في حي الأرمن للتوجه إلى عمله في المستشفى ما أدى إلى استشهاده في وقت لاحق. إلا أن ناشطين آخرين تحدثوا عن وجود خلط بين اسم الدكتور حسن عيد المشهود له بسمعته الطيبة وطبيب آخر يحمل الاسم ذاته كان متعاونا مع الأجهزة الأمنية ضد المصابين ومتهم بتصفية بعضهم.

وعبر أكثر من ناشط على صفحات «فيس بوك» عن مخاوف حقيقية من بدء «عملية تصفية للأدمغة والأكاديميين من نخبة المجتمع السوري»، وأن تتجاوز المسألة الانتقام إلى «محاولة لتدمير البلاد والقضاء على نخبتها».

وكان لتلك الحوادث وقع مدو في الأوساط السورية، إذ أثارت الاستنكار على نطاق واسع بين الناشطين المناهضين للنظام وأيضا في أوساط الموالين للنظام. وأدان الجميع استهداف الأدمغة من الأكاديميين والأطباء، تحت أي ذريعة كانت. وأصدر تحالف «غد» لناشطين ميدانيين المؤلف في 18 سبتمبر (أيلول) بيانا يتهم السلطات بـ«عمليات قتل لخبرات وكفاءات علمية (في حمص) تعيد إلى الأذهان عمليات الاغتيال التي طالت شخصيات مماثلة في فترة الثمانينات». وأضاف البيان أن تحالف «غد» «يدين بأقسى العبارات هذه الجرائم البشعة ومرتكبيها ويحمل النظام مسؤولية إراقة دماء السوريين». وأكد أن «النظام الذي فشل مرارا في إشعال نار الفتنة الطائفية في حمص يعيد التجربة الآن بأسلوب أكثر همجية واستخفافا عبر استهداف الخبرات والكفاءات العلمية التي يفتخر بها وبجهودها».

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أعلن أول من أمس مقتل العميد الركن الدكتور نائل الدخيل مدير كلية الكيمياء في جامعة حمص، والمهندس محمد علي عقيل الأستاذ في كلية الهندسة المعمارية في جامعة البعث في حمص.

ناشطون سوريون لـ «الشرق الأوسط»: اختفاء شابين سوريين من لبنان وأنباء عن استدراجهما إلى سوريا

تحذيرات للمعارضين بعدم التوجه للمناطق الحدودية التركية واللبنانية

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: يوسف دياب

اختفى شابان سوريان من المقيمين في بلدة وادي خالد اللبنانية في ظروف غامضة، وكشف ناشطون لبنانيون من المهتمين بشؤون النازحين لـ«الشرق الأوسط» أن «الشابين عدنان حلوم ونضال حيدر اختفيا فجأة قبل 4 أيام، من دون معرفة ملابسات اختفائهم في حينها، لكن بحسب معلومات ذويهما يبدو أن أحدا ما استدرجهما إلى الحدود الفاصلة بين بلدتي العريضة اللبنانية وتلكلخ السورية وسلمهما إلى الشبيحة». وقال الناشطون «هناك من أخبر عائلة الشابين المخطوفين أنهما سلما إلى شخص سوري ملقب بـ(غوار) وهو مسؤول عن فرقة تضم ما بين 50 و70 عنصرا من الشبيحة، ينحصر نشاطها في المناطق الحدودية ما بين حمص والقصير وتلكلخ القريبة من لبنان، بحثا عن ناشطين ومطلوبين للنظام لاعتقالهم». وتشير مصادر النازحين إلى أن «غوار» كان «من أخطر السجناء المعتقلين لدى النظام السوري والملاحقين بجرائم خطيرة، لكن بعد اندلاع الثورة أطلق سراحه مع المئات من أمثاله الذين جندتهم المخابرات السورية لمثل هذه المهمات».

إلى ذلك، تحدثت مصادر بارزة في المعارضة السورية لـ«الشرق الأوسط» عن «تحذيرات وجهت للمعارضين السوريين من زيارة المناطق الحدودية التركية بعد حادثة اختطاف الضابط المنشق السوري حسين هرموش ثم ظهوره على التلفزيون السوري»، بالإضافة إلى تحذيرات مماثلة للمعارضين من التوجه إلى لبنان ومن ارتياد الأماكن الحدودية، بالإضافة إلى تحذيرات من العمل في مناطق لبنانية قريبة من العاصمة لأولئك الموجودين في لبنان.

وكانت قوات الأمن السورية قتلت أول من أمس 4 جنود كانوا يحاولون الهرب من معسكر للجيش في إدلب، بالقرب من الحدود التركية، بحسب ما ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» نقلا عن ناشطين. وتحدثت الصحيفة عن انتشار كثيف للجيش في وسط حمص والبلدات المجاورة، بعد أنباء عن أن جنودا منشقين ينصبون الكمائن للجيش وينفذون اعتداءات على حواجز قوات الأمن. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الجنود الأربعة قتلوا في معرشمشة إثر ملاحقتهم وإطلاق الرصاص عليهم بعد فرارهم من معسكر واد الضيف، بينما ألقي القبض على 7 جنود آخرين كانوا يحاولون الهرب. وتحدث ناشطون أيضا عن عشرات الانشقاقات في الجيش في حماه واللاذقية.

رجال أعمال وخبراء: الإضرابات تشكل تهديدا على الاقتصاد السوري أكثر من العقوبات

تاجر: نحن في مرحلة ترقب.. الناس لا يشترون أي سلعة يرونها رفاهية

جريدة الشرق الاوسط

لندن: «الشرق الأوسط»

قال رجال أعمال سوريون وخبراء اقتصاد إن التحدي الأكبر الذي يواجه الاقتصاد السوري، ليس العقوبات الغربية، بل الإضرابات التي تلف البلاد منذ 6 أشهر، ولا تبدو نهايتها قريبة. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن رجل الأعمال السوري أحمد ملكاني المؤيد لنظام الأسد، قوله إن الاضطرابات وليست العقوبات هي المشكلة الحقيقية التي يواجهها الاقتصاد السوري. وأضاف: «تعرضنا في السابق لعقوبات ولكننا صمدنا، ولكن العنف الذي تنفذه تلك العصابات ضد النظام والبلاد هو ما قد يضر بأعمالنا».

وذكر تقرير لوكالة الأنباء الألمانية، أن رأي الخبير اللبناني لويس حبيكة يتفق مع هذا التحليل، إذ يقول إن السوريين قادرون على الصمود في وجه العقوبات الغربية. ولكنه أضاف أن استمرار العنف تسبب في تراجع الاستثمارات في سوريا، كما أدى إلى إلحاق خسائر كبيرة بقطاع السياحة هذا الصيف. وأشار حبيكة أيضا إلى أن الحكومة السورية لديها احتياطات تصل إلى 17 مليار دولار، وهو ما يكفي البلاد أثناء تبني عدد من إجراءات التقشف. وأوضح حبيكة أن الوضع تدهور ولكنه لم يصل إلى درجة اليأس، «فالتجارب أثبتت أن الأنظمة يمكن أن تظل قائمة حتى إذا فرض عليها الحظر، لأن بإمكانها تهريب السلع». وقال: «العقوبات تصلح كعناوين للأخبار، ولكنها في الواقع تضر بمصالح الناس، خاصة الفقراء، وليس الأنظمة».

ويقول الخبراء إن الحكومة السورية بدأت بالفعل تطبيق إجراءات تقشف، فقد منعت، على سبيل المثال، استيراد معظم البضائع المصنعة في الخارج، واستثنت من ذلك المواد الخام والحبوب. وأصدرت الحكومة السورية الأسبوع الماضي مرسوما بحظر استيراد السلع التي يزيد رسمها الجمركي عن 5 في المائة.

وحذر رجل أعمال سوري، طلب عدم ذكر اسمه، في حديث لوكالة الأنباء الألمانية، من أن الأسوأ لم يأت بعد، وقال: «نحن حاليا في مرحلة ترقب.. الناس لا يشترون أي سلعة يرونها رفاهية، ويكتفون بشراء ما يحتاجون إليه فعليا». وكانت الولايات المتحدة فرضت في 29 أبريل (نيسان) الماضي عقوبات على جهاز الاستخبارات السورية واثنين من أقارب الأسد. وتضمنت العقوبات تجميد أصول وحظر التعاملات التجارية مع شركات أميركية، لتضاف بذلك إلى عقوبات أميركية موسعة مفروضة أصلا على سوريا منذ عام 2004.

وتبنى الاتحاد الأوروبي، الأسبوع الماضي، حظرا على استيراد النفط الخام السوري. ويعتقد مسؤولون سوريون أن هذه العقوبات لن تؤثر على الاقتصاد، حيث إنه يجري تكرير 70 في المائة من النفط السوري داخل البلاد، وما يتبقى يتم تصديره إلى دول صديقة. وتنتج سوريا حاليا 387 ألف برميل من النفط يوميا، وتصدر منه نحو 110 آلاف برميل. واعترف وزير المالية السوري، محمد جليلاتي، في وقت سابق، بأن الاضطرابات والعقوبات تشكلان ضغطا على الاقتصاد، إلا أنه توقع أن يسجل الاقتصاد السوري نموا في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 1 في المائة تقريبا خلال عام 2011.

مئات الأطفال في طرابلس يتظاهرون دعما لـ«أطفال سوريا الأحرار»

هتفوا بشعارات مناهضة للنظام السوري ولقتل الأبرياء

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: يوسف دياب

خرج المئات من أطفال مدينة طرابلس في شمال لبنان في مظاهرة حاشدة مساء أول من أمس، جابت مختلف شوارع منطقة القبة رغم الأمطار الغزيرة، وذلك دعما لـ«أطفال سوريا الأحرار» الذين ساهموا في إطلاق الشرارة الأولى للثورة السورية. وقد تجمع الأطفال بداية في منطقة «قبة النصر» في طرابلس، ثم انطلقوا بمسيرتهم التي شملت الشوارع والأحياء، ورددوا خلالها الشعارات المناهضة للنظام السوري، التي تتهمه بـ«استخدام آلته العسكرية في القتل وانتهاك حقوق الإنسان وقمع الحريات»، كما رفعوا لافتات كتب عليها «أطفال طرابلس تبكي أطفال حمص وحماه»، «أليس لديكم أطفال أيها العرب؟»، «الطفولة في سوريا مقهورة ومجروحة»، «الإنسانية في سوريا منتهكة».

وبعد الجولة حطت المسيرة رحالها في الباحة الخارجية لمسجد حمزة، وانضم إليها إمام المسجد (رئيس هيئة علماء الصحوة الإسلامية) الشيخ زكريا المصري. وقد ألقى الطفل السوري فايز العتر كلمة شكر فيها رفاقه أطفال مدينة طرابلس على «وقفتهم الشجاعة مع أطفال سوريا، ورفضهم الممارسات غير الإنسانية ضد أطفال ونساء ورجال سوريا الأحرار»، كما كانت كلمة للطفل معين رستم باسم أطفال طرابلس قال فيها «بالأمس كان لقاؤنا الأول مع مقاعدنا الدراسية وكانت في القلب غصة وفي العين دمعة، عندما استشعرنا حالكم واستحضرنا آلامكم وأحزانكم على فقدانكم بهجة هذا اليوم، بعد أن حول ذاك الطاغية مدارسكم وملاعبكم إلى كهوف للتعذيب والوحشية». أضاف: «لمن يقولون ويطالبون برفض التدخل في الشؤون الداخلية للدولة الشقيقة، وإن هذا مخالف للقانون والدستور نقول لهم بالله عليكم أي شؤون داخلية هذه تفرقنا وأي دستور يمزقنا؟، فليسمع القاصي والداني أننا شعب واحد وجسد واحد مصابكم يا أطفال ورجال ونساء سوريا مصابنا وآلامكم آلامنا، وما هذا إلا أمر من الله ورسوله فمن بات ولم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم».

وخاطب الطفل رستم أطفال سوريا قائلا: «يا رياحين الشام وشمس ثورتها، من هنا من قلب طرابلس الفيحاء من منطقة القبة العلية نعاهدكم بعهد رب السماء، بأننا معكم في السراء والضراء، الأرواح والقلوب والأنفس لأجلكم تهون يا رموز العزة والإباء والبطولة والشهامة والفداء، يا أحفاد صلاح الدين وأسامة بن زيد وابن الوليد، فلا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين». وفي الختام رفع أحد الأطفال دعاء النصرة للمظلوم.

وأوضح الشاب اللبناني خالد المصري، وهو أحد منظمي هذه المظاهرة، أن «الفكرة ولدت من المشاهد المتكررة التي نراها على شاشات التلفزيون التي تعرض لعذابات الأطفال في سوريا، وقتل العشرات من هؤلاء الأطفال إما بالرصاص وإما بالتعذيب بعد اعتقالهم من دون مراعاة حرمة براءتهم، عدا عن حرمانهم من أبسط حقوقهم بأن يكونوا آمنين، وأن يمكنهم النظام من ممارسة حياتهم الطبيعية وفي الذهاب إلى مدارسهم التي حولها هذا النظام إلى معتقلات ومراكز للتعذيب». وقال: «وجهنا دعوة متواضعة لجمع بضع عشرات من الأطفال لإعلان تضامنهم مع أطفال سوريا، لكن عدد الحضور فاجأنا، بحيث تجمع ما يزيد عن 1500 طفل رغم الطقس الممطر، وقد تأثرنا كثيرا لاندفاع هؤلاء الأطفال وتحسسهم لما يتعرض لهم أقرانهم في سوريا»، مؤكدا أن «مثل هذه الدعوات ستتكرر وتعمم على مدارس طرابلس كل أسبوع تقريبا، لعل صرخات هؤلاء الأطفال تخترق آذان الحكام وضمائرهم، علهم يسارعون لوضع حد لآلة القتل المستمرة في سوريا منذ أكثر من 6 أشهر من دون حسيب أو رقيب».

واشنطن تتهم السلطات السورية بدفع الشارع لحمل السلاح «دفاعا عن النفس»

السفير فورد: الحكومة السورية تعتقل وتعذب عائلات السوريين الموجودين في أميركا

جريدة الشرق الاوسط

واشنطن: محمد على صالح لندن: «الشرق الأوسط»

قالت الحكومة الأميركية أمس إنها «لا تستغرب» لجوء المعارضة السورية إلى العنف في مواجهة نظام الرئيس بشار الأسد. وقال مارك تونر، المتحدث باسم الخارجية الأميركية في مؤتمر صحافي: «ليس شيئا يدعو للدهشة، بسبب مستوى العنف على مدى الأشهر الماضية، أن نرى الآن أعضاء في الجيش السوري وأعضاء في المعارضة وقد بدأوا يتحولون إلى أعمال عنف ضد الجيش دفاعا عن النفس».

وأضاف: «أظهرت المعارضة بصورة غير عادية قدرتها على الصبر في مواجهة وحشية النظام مع المطالبة بحقوقها عن طريق المظاهرات السلمية». وتابع يقول: «غني عن القول أنه كلما واصل النظام قمع وقتل وسجن هؤلاء الناشطين السلميين، صار مرجحا أن يتحول هذا التحرك السلمي نحو العنف. لهذا، تقع المسؤولية على النظام السوري الذي يستمر في استخدام العنف ضد المدنيين الأبرياء… أعتقد أن ما يحدث، لسوء الحظ، تطور طبيعي».

وفي إجابة عن سؤال عما إذا كانت الحكومة الأميركية تدعو المعارضين ألا يلجأوا إلى العنف، قال المتحدث: «بصراحة، لا يحق لنا حث المعارضة على القيام بأي شيء. من الواضح أنها مسألة الدفاع عن النفس». وردا على سؤال حول ما إذا كانت عدم معارضة الحكومة الأميركية لعنف المعارضة سوف يضع الحكومة الأميركية في وضع يجب عليها فيه مساعدة المعارضة عسكريا، تحاشى المتحدث الإجابة المباشرة وقال: «المشكلة الأساسية هي أن الأسد لم يعد الرئيس الشرعي لسوريا. وأنه، باستخدام العنف ضد مواطنيه، أوجد الوضع الحالي. لهذا، يستمر التغيير الديناميكي بسبب استمرار عنف نظام الأسد».

وأضاف: «أنتم ترون هذا التحول لأن المواطنين السوريين، الذين كانوا حتى الآن غير عنيفين، بدأوا يسعون إلى اتخاذ إجراءات ضد هذا العنف المستمر، وضد استمرار هذا القمع، والقتل، وتصاعد عدد القتلى المدنيين السوريين الأبرياء. ولذلك، ليس من المستغرب أن نرى ما يحدث هذا».

وأشار تونر إلى أن السفير الأميركي في سوريا «يظل مرتبطا ارتباطا قويا بتطورات الأحداث هناك». وأكد المتحدث الأنباء التي أشارت إلى «تقارير موثوقة بأن المخابرات السورية تقوم بسجن وتعذيب لأقارب المعارضين داخل سوريا كوسيلة لإجبار الناشطين على الاستسلام».

من جهته، اتهم السفير الأميركي في دمشق روبرت فورد، في تصريحات لـ«فورين بوليسي»، الحكومة السورية باعتقال وتعذيب عائلات السوريين الموجودين في الولايات المتحدة والذين تحدثوا علنا ضد النظام السوري.

ويقوم مكتب التحقيقات الفيدرالي بالتحقيق في ادعاءات بأن العاملين في السفارة السورية في واشنطن يقومون بجمع معلومات عن السوريين الأميركيين الموجودين في واشنطن وما حولها، ولا سيما أولئك الذين تجرأوا على الاحتجاج ضد النظام السوري. ولم يوجه فورد اتهاما مباشرا للسفير السوري في واشنطن عماد مصطفى بالتجسس على المواطنين الأميركيين.

وقال السفير الأميركي «فيما يتعلق بالعائلات الموجودة هنا في سوريا، فنحن نعرف من الذي تم اعتقاله ومن الذي تعرض للضرب ومن الذي تم اقتحام منزله، بسبب الأنشطة المناهضة للحكومة السورية – المشاركة في المسيرات على سبيل المثال – التي قام بها السوريون الموجودون في الولايات المتحدة».

وقال فورد إن وزارة الخارجية الأميركية تتابع هذه الحالات ولديها أدلة على وجود حالات متعددة من الانتقام من قبل نظام الأسد ضد السوريين الموجودين في الولايات المتحدة، وأضاف «إننا نعرف ما لا يقل عن ثلاث حالات… إنه أمر خطير للغاية».

ودون أن يقوم بتوجيه اتهام مباشر للسفارة السورية في واشنطن بالتجسس، قال فورد «من غير المقبول أبدا أن تقوم أي سفارة أجنبية في الولايات المتحدة بتسهيل المضايقات التي يتعرض لها المواطنون الأميركيون».

وقد أوردت صحيفة «وول ستريت جورنال» ادعاءات من قبل نشطاء بأن الحكومة السورية قد انتقمت من العائلات الموجودة في سوريا. ويعد فورد هو أعلى مسؤول يدلي بمثل هذه التصريحات حتى الآن.

وخلال الجلسة التي شهدت الاستماع لتأكيدات فورد في شهر أغسطس (آب) الماضي، تحدث السيناتور روبرت كيسي (ديمقراطي من ولاية بنسلفانيا) حول الكيفية التي يعامل بها النظام السوري السوريين في الولايات المتحدة. وقال كيسي: «إن الممارسات الرهيبة لهذا النظام قد طالت بشكل مباشر ولاية بنسلفانيا»، واستشهد كيسي بما حدث مع صخر حلاق، وهو مواطن سوري سافر إلى الولايات المتحدة لحضور مؤتمر طبي مع شقيقه حازم حلاق، وهو سوري يحمل الجنسية الأميركية ويعيش بالقرب من فيلادلفيا.

وقال كيسي «لقد اختفى صخر فور عودته إلى سوريا. واتصلت زوجته بالسلطة التي أكدت أنه رهن التحقيق وسيتم الإفراج عنه قريبا. وبعد ذلك بيومين، تم العثور على جثته في إحدى القرى على بعد 20 ميلا جنوب مدينة حلب. ونفت السلطات أنها قد احتجزته وادعت أنه قد تم العثور على جثته في حفرة على جانب الطريق. لقد تعرض صخر لتعذيب وحشي، حيث كانت عظامه مكسورة وكانت جثته مشوهة بطريقة لا توصف».

وأضاف كيسي «لم يكن صخر ناشطا سياسيا ولم يكن ضالعا في المظاهرات، ولكن جريمته الوحيدة هي أنه قد قام بزيارة المؤتمر الطبي وزيارة الولايات المتحدة الأميركية مع شقيقه».

وإذا كان النظام السوري ينوي ترهيب حازم حلاق، فإن استراتيجيتهم قد حققت نتائج عكسية بكل تأكيد، حيث أصبح ينتقد النظام بشكل علني وشرس بعد مقتل شقيقه.

لافروف ينتقد النظام السوري وبطء الإصلاحات ومنع الصحافيين من دخول البلاد

السفير كوليس: نظام الأسد سيفعل كل شيء للحفاظ على السلطة

جريدة الشرق الاوسط

لندن: «الشرق الأوسط»

انتقد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أمس النظام السوري بسبب ما سماه إخفاقه في تطبيق إصلاحات سياسية ومنع وسائل الإعلام الدولية من تغطية الأحداث في البلاد. وتعتبر تصريحات لافروف لقناة «روسيا 24» من بين أقوى الانتقادات التي وجهها المسؤولون الروس إلى حكومة الرئيس السوري بشار الأسد. وقال لافروف: «يوجد قدر كبير من الغموض في سوريا لأن الحكومة السورية رغم الاقتراحات المتكررة تفتح البلاد ببطء شديد أمام وسائل الإعلام الدولية».

وذكر أن محاولات دمشق لإحكام السيطرة على الأنباء التي تخرج من البلاد جعلت بعض أعضاء المجتمع الدولي يعتقدون بوجود أزمة خطيرة في سوريا تتطلب تدخلا خارجيا. وقالت الخارجية الروسية في بيان أمس أوردته وكالة «نوفوستي» الروسية للأنباء إن لافروف أكد موقف بلاده الرافض لتدخل القوى الخارجية في شؤون سوريا الداخلية. ودعا إلى ضرورة وقف «أعمال العنف» في سوريا بشكل كامل وتنفيذ الإصلاحات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تم إعلانها، وأيضا إلى تنظيم الحوار الوطني الواسع بمشاركة المعارضة.

من جهته قال سفير بريطانيا في دمشق إن القوات السورية ستفعل كل شيء للاستمرار في السلطة وستحاول ان تخفي عن العالم عمليات القتل والاعتقالات والانتهاكات التي ترتكبها بحق المحتجين على حكم الأسد.

وفي أول مساهمة في مدونته الجديدة عن سوريا استبعد سيمون كوليس إمكانية أن تؤدي الإصلاحات التي تعهد بها الأسد إلى منح المزيد من الحريات، كما أثنى على شجاعة النشطاء الذين يصورون لقطات عن الاحتجاجات ويقومون بتوزيعها. وكتب كوليس في مدونته: «هذا نظام ما زال مصمما على التحكم في كل الجوانب المهمة من الحياة السياسية في سوريا. إنه اعتاد على السلطة وسيفعل كل شيء للحفاظ عليها».

وقال السفير إنه أنشأ مدونته للترويج للحوار عن الحملة التي تشنها سوريا ضد الاحتجاجات المستمرة منذ ستة أشهر.

وقال كوليس إنه اتخذ قرار البدء في التسجيل في مدونته في وقت سابق هذا الشهر بعد مرور ستة أشهر على بدء الاضطرابات والقمع. كما ذكر السفير أن «النظام السوري لا يريد أن يعرف أن قواته الأمنية والعصابات الداعمة لها تقتل وتعتقل وتنتهك حقوق المحتجين الذين يلتزم معظمهم بالسلمية».

وأثنى كوليس على «مهارة وجرأة وبراعة» النشطاء الذين ينشرون على الإنترنت تسجيلات فيديو لقوات أمن سورية «تطلق النار على حشود من المحتجين العزل أو تنتهك حقوق معتقلين»، كما رفض الإصلاحات التي تعهد بها الأسد ووصفها بالجوفاء. وقال السفير: «تم التصديق فعلا على بعض القوانين، وسيتم التصديق على المزيد، لكن عندما تقرأ النص الأخير فإن ما يمكن أن تجده هو أن كل طريق يقود إلى المزيد من الحرية والانفتاح يأخذك إلى الوراء…».

ومنعت سوريا معظم الصحافيين الأجانب من العمل في البلاد، مما زاد من صعوبة التحقق من روايات السلطات أو النشطاء.

المعارضة السورية تطلق «طاولة مستديرة» لبحث جمع صفوفها وأنقرة تشترط «الوحدة» لفتح مكاتب للمجلس الوطني السوري

تركيا ترسم إطار عقوباتها بعد إطلاع أردوغان على أوضاع اللاجئين في أنطاكية

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: ثائر عباس لندن: «الشرق الأوسط»

لم ترسم تركيا بعد «إطارا للعقوبات» التي تحدث رئيس وزرائها رجب طيب أردوغان عن فرضها على سوريا. وقالت مصادر مقربة من أردوغان لـ«الشرق الأوسط» إن الأخير «سوف يزور نهاية الأسبوع الجاري مقاطعة «هاتاي» الحدودية، وسيطلع على أوضاع اللاجئين السوريين في هذه المخيمات»، مشيرة إلى أن «اجتماعا للحكومة وفريق العمل الأمني سوف يلي هذه الزيارة من أجل تحديد سقف هذه العقوبات ومسارها».

وأبلغت مصادر تركية رسمية «الشرق الأوسط» أن المجلس الوطني السوري الذي أعلن عن تشكيله مؤخرا في اسطنبول طلب رسميا من السلطات التركية افتتاح مكاتب له في العاصمة التركية، بالإضافة إلى طلبين مماثلين قدمهما لفتح مكاتب في لندن وباريس. وقالت المصادر إن السلطات التركية «لم تبت بالطلب بعد سلبا أو إيجابا»، وهو ما فسرته مصادر في المعارضة السورية بأنه ناجم عن توجه تركي لإعطاء فرصة للقاءات التي دعا إليها أعضاء في المجلس الوطني السوري وحركة «الإخوان المسلمين» لبقية أطراف المعارضة من أجل بحث إمكانية انضمامها جميعها تحت لواء المجلس الوطني بحيث يصبح «الممثل الشرعي للشعب السوري».

وكانت أطراف المعارضة السورية بدأت في اسطنبول اجتماعات مكثفة على «طاولة مستديرة» في مسعى لتوحيد جهودها في معركتها لإسقاط النظام السوري. وقالت مصادر بارزة في المعارضة إن اللقاء سيضم بشكل أساسي وفودا من الإخوان المسلمين ومن مؤتمر أنطاليا بالإضافة إلى أعضاء من «المجلس الوطني» الذي أُعلن عن قيامه في اسطنبول الشهر الماضي وتم الإعلان عن أسماء أعضائه مؤخرا.

وقالت المصادر إن اجتماعات مكثفة سوف تجري بين الوفود التي بدأت بالتجمع في اسطنبول منذ يوم أمس من أجل البحث في كيفية «جمع جهود المعارضة وتوحيد صفوفها في السعي لإسقاط النظام». وأشارت المصادر إلى أنه على الرغم من «بعض الاختلافات» في صفوف المعارضة السورية في شأن مقاربة بعض الملفات، فإنها «موحدة حول هدف واحد هو إسقاط النظام المتسلط على السوريين منذ عشرات السنوات ومنحهم الحق الطبيعي بالحرية والعدالة». وأوضحت أن «الجميع في المعارضة يدرك أهمية الوصول إلى هذه الأهداف التي لن تتحقق إلا بوحدتها، وبالتالي هم مصممون على هذا الأمر»، مشيرة إلى أن السؤال عن وحدة المعارضة يسبق السؤال عن أهدافها خلال لقاءات وفودها مع المسؤولين الدوليين. متحدثة عن «نصائح دولية» في هذا الإطار.

وأشارت المصادر إلى أن إنجاز الاتفاق بين أطراف هذه المعارضة من شأنه فتح الطريق واسعا أمام «ضخ دماء جديدة في صفوف المجلس الوطني الجديد الذي أعلن عن قيامه مؤخرا في اسطنبول وعارضته بعض القوى، ومن شأن انضمام هذه القوى إليه أن يجعله (الأكثر تمثيلا) للشارع السوري الذي يريد أن يرى جدية أكبر في مساعي إسقاط النظام».

وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن المجلس الوطني السوري سيجتمع في الأول والثاني من أكتوبر (تشرين الأول) في اسطنبول، لمحاولة توحيد المعارضة. ونقلت عن المتحدثة باسم المجلس بسمة قضماني قولها «سنجتمع في الأول والثاني من أكتوبر (تشرين الأول) على الأرجح في اسطنبول.. ومن المقرر أن نبحث في تشكيل لجان وسيشارك الإخوان المسلمون كحزب».

وتم الحديث عن اجتماع في القاهرة لكنه سيعقد على الأرجح في اسطنبول. وأنشئ «المجلس الوطني السوري» في أواخر أغسطس (آب) في اسطنبول ويتألف من 140 شخصية يعيش نصفهم في سوريا. ولم يكشف عن أسماء المعارضين في الداخل لدواع أمنية. ويشارك عناصر من حركة الإخوان المسلمين المحظورة في سوريا في المجلس إلى جانب ليبراليين وشخصيات سورية.

وكانت قضماني قالت لدى الإعلان عن هذا المجلس في الخامس عشر من سبتمبر (أيلول) في اسطنبول «عند إعلان تركيبته سيبقى مفتوحا لانضمام قوى أخرى. كل جهودنا هنا ترمي إلى ألا نبدو بمظهر حركة تسعى إلى إلغاء غيرها، بل نحاول اقتراح إطار وطني». وكانت لجان التنسيق المحلية التي تنشط في الداخل السوري دعت في الحادي والعشرين من سبتمبر إلى الانضمام إلى هذا المجلس الوطني رغم إبدائها بعض التحفظات عليه. ورحبت واشنطن وباريس بتشكيل المجلس.

والى جانب المجلس الوطني السوري أعلن في أغسطس في أنقرة عن ولادة مجلس انتقالي برئاسة المفكر برهان غليون لم يجتمع لأن تشكيلته أصلا أعلنت من دون علم معظم الأعضاء الذين وردت أسماؤهم فيها. كما أعلن في باريس في سبتمبر عن الائتلاف العلماني الديمقراطي السوري، وفي دمشق عقدت هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الوطني الديمقراطية مؤتمرا في ضواحي دمشق في الثامن عشر من سبتمبر ضمت معارضين يعيشون في سوريا. وكان معارضون سوريون عقدوا في أوائل يونيو (حزيران) الماضي مؤتمرا في أنطاليا تحت اسم «المؤتمر السوري للتغيير» انتخب في ختام أعماله هيئة استشارية انتخبت بعدها هيئة تنفيذية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى