أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأربعاء، 28 كانون الأول 2011

 حمص تستقبل المراقبين العرب بالمطالبة بـ«حماية دولية»

الاربعاء, 28 ديسيمبر 2011

نيويورك – راغدة درغام؛ لدوحة – محمد المكي احمد؛ بيروت، دمشق، القاهرة – «الحياة»، رويترز، ا ب، ا ف ب

ترافق وصول مجموعة من المراقبين العرب الى حمص امس مع قيام السلطات السورية بسحب دباباتها من شوارع المدينة المحاصرة، او اخفائها في مراكز حكومية، كما قال ناشطون، فيما استخدمت قوات الامن الغاز المسيل للدموع لتفريق عشرات آلاف المتظاهرين الذين احتشدوا لاستقبال افراد فريق المراقبين بشعارات تندد بالنظام وتدعو الى «حماية دولية». وكانت هذه بين المرات القليلة التي لا تستخدم فيها قوات الامن السورية الرصاص الحي ضد المتظاهرين، منذ بدء الانتفاضة. وقدر عدد المتظاهرين بسبعين الفاً على الاقل.

وظهر في احد مقاطع الفيديو التي بثها ناشطون على مواقعهم على الانترنت فريق المراقبين وهو يتجول في حي بابا عمرو عبر ممرات ضيقة تحيط بها منازل مهدمة بفعل قصف القذائف ومدافع الدبابات. فيما اشار السكان الى برك من الدماء ما تزال في الشوارع وكان احد الرجال يصرخ: اين العالم؟

وكان الفريق أول ركن محمد أحمد مصطفى الدابي على رأس فريق المراقبين الذي زار حمص. وعاد مساء الى دمشق معلناً ان فريقه سيبقى في المدينة. وقال: «غادرت حمص الى دمشق لارتباطي باجتماعات ولكن فريق المراقبين سيبيت الليلة في حمص وانا سأعود غدا (اليوم) الى المدينة». واضاف «اليوم (امس) كان جيدا جدا ووجدنا تجاوبا من كافة الأطراف».

وقال الدابي في اتصال مع «الحياة» من الدوحة إنه سيرسل تقريراً إلى الجامعة العربية بعد زيارته حمص، موضحاً: «لن نعطي الإعلام أي تفاصيل عن تقارير المراقبة (للأوضاع في سورية) بل سنرسلها إلى الجامعة العربية… نحن بعثة تكتب ما نراه بأعيننا وتنقل ما نسمعه بآذاننا إلى الجامعة العربية بكل شفافية حتى لا يكون هناك أي التباس في اتخاذ القرار سواء لمصلحة أو ضد (أي طرف) من أطراف الأزمة السورية».

وأعلن رئيس غرفة العمليات الأمين العام المساعد للشؤون المالية والإدارية بالجامعة العربية السفير عدنان الخضير أن بعثة المراقبين باشرت عملها أمس من مدينة حمص، وأنها لم تذهب إلى منطقة أخرى، وأنها تقوم بواجبها كما هو متفق عليه في البروتوكول الموقع بين الجامعة والحكومة السورية. واكد ان البعثة باشرت عملها بلقاء محافظ حمص غسان عبد العال.

وكان حي بابا عمرو قد تعرض لقصف مدفعي ووقعت فيه مواجهات عنيفة خلال الايام الماضية وتحول الى ساحة حرب بين قوات الامن والمعارضين، الذين انضم اليهم منشقون عن الجيش شكلوا «الجيش السوري الحر».

وفيما كان المراقبون يمرون في الحي استقبلتهم هتافات تحيي «الجيش الحر» وأخذ السكان يصرخون «الجيش السوري الحر وحده يحمي المدنيين». وركضت سيدة باتجاه المراقبين صارخة «نريد اطلاق المعتقلين».

ويتهم المحتجون قوات الامن باحتجاز الآلاف منذ بدء الاحتجاجات، ولم تطلق السلطات سوى الف منهم.

وعلى الصعيد الميداني ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان 35 شخصاً على الاقل قتلوا امس في اماكن متفرقة من سورية بينهم 6 في حمص، وفيما يستمر «اضراب الكرامة» الذي دعت اليه لجان التنسيق السورية سقط القتلى الآخرون في ضاحية دوما في ريف دمشق وفي درعا والقصير وادلب.

وفي نيويورك استأنف خبراء من الدول الأعضاء في مجلس الأمن أمس التفاوض على مشروع القرار الروسي المتعلق بسورية، وتوجهت الدول الغربية الى المفاوضات باستراتيجية سحب الذرائع من روسيا رداً على استراتيجية سحب البساط التي طرحها الوفد الروسي الأسبوع الماضي. وقالت مصادر غربية إن «اللاءات» التي اعلن عنها السفير الروسي فيتالي تشوركين رداً على التعديلات الغربية «قد تكون جزءاً من العملية التفاوضية، إنما الكثير سيعتمد على ما سيحدث على الأرض وعلى ما إذا قرر العرب التوجه الى مجلس الأمن».

ولمحت المصادر الغربية الى احتمال تخليها في هذه الجولة من المفاوضات عن بعض تعديلاتها وبالذات الدعوة الى فرض حظر السلاح على كامل الأراضي السورية، والتهديد بفرض عقوبات. لكن المصادر أوضحت إصرار الدول الغربية القاطع على رفض التساوي في تحميل الحكومة السورية والمعارضة مسؤولية اندلاع العنف والإصرار على إدانة العنف الذي ترتكبه الحكومة.

وقال ديبلوماسي غربي إن الدول الغربية في مجلس الأمن كانت تتجه أمس الى طرح صيغة معدلة لمشروع القرار الروسي تتضمن «الدعوة الى إرسال مراقبين دوليين الى سورية، وضمان الوصول الحر للإعلام والبعثات الإنسانية، والوقف الفوري للعنف وتطبيق انتقال سلمي للسلطة». وقال إن مشروع القرار «لم يعد روسياً وحسب بل متعدد الاطراف» في إشارة الى «الضيق» مما وصفه «بالتلكوء الروسي في المفاوضات حول مشروع القرار والتعديلات المقترحة».

وشددت المصادر نفسها على ضرورة وصول بعثة المراقبين العربية الى «كل المناطق في سورية وتحديداً في مدينة حمص بما فيها حي بابا عمرو»، وأن تكون قادرة على «التحرك بحرية واستطلاع الوضع الميداني بكل استقلالية وأن توقف العنف».

وقالت إن وصول المراقبين العرب الى سورية «ليس نهاية الطريق بل بدايتها» لتطبيق خطة جامعة الدول العربية «بكليتها وليس بجزء منها مما يعني أن القمع يجب أن يتوقف فوراً وكذلك إطلاق السجناء السياسيين وانسحاب القوات الأمنية من المدن والسماح بوصول الإعلام الى الأراضي السورية».

وكان من المقرر أن يجتمع أعضاء مجلس الأمن في وقت متقدم من بعد ظهر أمس بتوقيت نيويورك في مقر البعثة الروسية في اجتماع مغلق على مستوى الخبراء للبحث في مشروع القرار الروسي والتعديلات الغربية المقترحة.

وفي برلين اعلن مسؤول في حزب «الخضر» ان العضو في الحزب فرهاد احمي الناشط المناهض للنظام السوري تعرض للاعتداء في منزله ما ادى الى اصابته بجروح، واتهم الاستخبارات السورية بالوقوف وراء الاعتداء.

حمص تظاهرت في ظل المراقبين العرب

وبعثة الجامعة لمست “تعاوناً جيداً” من الاطراف

قوى الامن السورية فرقت محاولة للاعتصام في ميدان الساعة بحمص

واشنطن تحدثت عن تصعيد للقمع في الايام التي سبقت وصول المراقبين

دمشق – جوني عبو والوكالات:

أمضى المراقبون العرب في سوريا يومهم الاول في حمص التي تعتبر من أشد البؤر تفجراً منذ بدء الاحتجاجات المطالبة باسقاط الرئيس السوري بشار الاسد. وقوبل المراقبون بتظاهرات للمعارضة قال ناشطون انها ضمت 70 الف شخص طالبوا بحماية دولية، وقت انسحبت الدبابات من حي بابا عمرو في ما اعتبرته المعارضة “خدعة” خلال وجود المراقبين. كذلك التقى المراقبون محافظ حمص اللواء غسان عبد العال وشهدوا تظاهرة مؤيدة للنظام.(راجع العرب والعالم)

واعلن رئيس بعثة المراقبين الفريق أول الركن محمد مصطفى الدابي ان البعثة لقيت تعاوناً جيداً من كل الاطراف.

وتحدث مصدر مطلع في البعثة الى “النهار” عن اجتماعات متلاحقة بين الدابي وعدد من المسؤولين السوريين من سياسيين وامنيين، كما ان اتصالات ساخنة جرت بين الطرفين لتذليل بعض العقبات التي كانت تعترض سير عمل المراقبين. وقد وفرت السلطات دعماً لوجستيا وحماية امنية للوفد.

وزار المراقبون المشفى الوطني وبعض المشافي الميدانية التي اقامها المعارضون لمعالجة جرحاهم خوفاً من سطوة الامن والشبيحة.

وقال مصدر في البعثة لـ”النهار” ان المراقبين انقسموا خمس مجموعات، ستتولى كل منها زيارة مناطق متنوعة في محافظات حمص وحماه وريف دمشق ودرعا وادلب.

واعلن رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له ان اكثر من 70 ألف متظاهر حاولوا دخول ميدان الساعة في وسط حمص لتنفيذ اعتصام، الا ان قوى الامن السورية اطلقت عليهم قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريقهم قبل ان تطلق الرصاص لمنع الاعتصام، مما ادى الى مقتل شخصين فضلاً عن مقتل ثالث في حي باب السباع.

وفي الاجمال، قال المرصد ان عدد القتلى برصاص الامن السوري في اليوم الاول لعمل المراقبين العرب بلغ 15 بينهم ستة في حلب.

وفي المقابل، أفادت الوكالة العربية السورية للانباء “سانا” ان ستة عمال قتلوا وان أربعة آخرين اصيبوا بجروح احدهم في حال الخطر، لدى تعرض اوتوبيس ينقلهم عائد الى احدى شركات الغزل والنسيج لانفجار عبوتين ناسفتين زرعتهما مجموعة مسلحة شرق مدينة أريحا بريف محافظة إدلب المحاذية للحدود التركية.

واشنطن

¶ في واشنطن، صرح الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية مارك تونر بأن “النظام (السوري) استغل الايام الاخيرة لتكثيف هجماته على بعض احياء مدينة حمص ومدن أخرى قبل وصول” مراقبي الجامعة العربية.

باريس

¶ في باريس، صرّح الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو “بأن وصول المراقبين التابعين للجامعة العربية الى الاراضي السورية ليس بطبيعة الحال غاية، بل لا بد ان يطبق نظام دمشق لكل بنود المبادرة العربية في شأن سوريا”.

واضاف: “ان خطة الجامعة العربية تتضمن وقف القمع والافراج عن المعتقلين السياسيين وسحب قوى الامن من المدن السورية والعودة الى الثكن، الى السماح لوسائل الاعلام وممثلي الصحافة بدخول الاراضي السورية”.

وشدد على ضرورة تمكين مراقبي الجامعة العربية من الوصول الى انحاء مدينة حمص حيث يتعرض السكان وخصوصاً في حي بابا عمرو لجرائم، لاعداد تقويم مستقل لما حدث هناك بشكل واضح، مشيراً الى انه قتل ما لا يقل عن 30 شخصاً في مدينة حمص الاثنين من طريق استخدام الدبابات في المناطق الحضرية وهو ما وصفه بـ”الجنون الكامل”.

السلطة تسحب الدبابات والمعارضة تخرج في تظاهرة حاشدة … والعنف لم يتوقف

المراقبون في حمص: الاختبار العملي الأول للحل العربي

زياد حيدر

خضع الحل العربي للأزمة السورية لاول اختبار عملي امس عندما بدأ المراقبون العرب يومهم الأول على الأرض بزيارة مدينة حمص، حيث بادرتهم السلطة الى سحب الدبابات وناقلات الجنود من حي بابا عمرو، فيما استقبلتهم المعارضة بتظاهرة حاشدة، ما يشير الى سيناريو يمكن ان يتكرر في مختلف المدن السورية التي يفترض أن تزورها بعثة المراقبة العربية في خلال مهمتها المحددة بشهر قابل للتمديد مرة واحدة.

ومر اليوم الأول من عمل بعثة المراقبين بسلام. وأعلن رئيس البعثة الفريق السوداني الجنسية محمد أحمد مصطفى الدابي لوكالة «رويترز»، وهو في طريق عودته إلى دمشق من حمص أنه «لمس تعاوناً من كل الأطراف»، مشيراً إلى أن مراقبين بقوا في المدينة لمتابعة عملهم، بعد أن قضوا نهارهم فيها.

وقال مسؤول في المدينة لوكالة «اسوشييتد برس» إن ثلاثة مراقبين بقوا في المدينة. ويعتزم أعضاء البعثة، وعددهم 10 مراقبين، زيارة قرى ريف محافظة حمص اليوم للإطلاع على الأوضاع هناك وإجراء اللقاءات مع الأهالي.

وكانت لجنة المراقبين بدأت عملها الميداني بزيارة إلى حمص، حيث التقت محافظ المدينة غسان عبد العال، ثم جالت على أحياء عديدة، فزارت المستشفى الوطني في المدينة، لكن من دون لقاء الجرحى فيه أو معاينة الجثث. كما زارت حي باب السباع وبابا عمرو، فيما ذكرت وسائل إعلام محلية أن الوفد انقسم إلى قسمين، واحد دخله برئاسة الدابي، وآخر توجه إلى الخالدية والنازحين والبياضة والزهراء وعكرمة.

وذكر موقع «شوكوماكو» المقرب من السلطة أن الوفد التقى «عشوائياً ببعض الأهالي الذي تحدث بعضهم عن استهداف المجموعات الإرهابية المسلحة للممتلكات العامة والخاصة، إضافة إلى استهداف المدنيين الآمنين. ولفت بعض الأهالي أيضاً في حديثهم لأعضاء وفد المراقبين في حمص إلى أن المسلحين يجبرونهم بالقوة على إغلاق محالهم التجارية وفرض حالة إضراب قسري تحت تهديد السلاح».

وقال الدابي، في طريق عودته إلى دمشق، «غادرت حمص الآن إلى دمشق لارتباطي باجتماعات، لكن فريق المراقبين سيبيت الليلة في حمص وأنا سأعود غداً (اليوم) إلى المدينة»، مضيفاً «اليوم (أمس) كان جيداً جداً ووجدنا تجاوباً من الأطراف كافة».

وأكد الدابي، في تصريح لراديو «سوا» الأميركي، أن «البعثة ستتعامل مع الوضع كما تنص عليه توصيات الجامعة العربية وليس بتوصيات أي جهة سورية». وقال إن «البعثة لا تتعامل بتوصيات الحكومة أو المعارضة السورية، وإنما تتعامل بما تراه وتعايشه على أرض الواقع»، مشيداً «بتعاون النظام السوري مع بعثته»، داعياً «الأطراف الأخرى للتعاون مع البعثة لإنجاح مهمتها».

وقبيل وصول المراقبين إلى حمص، انسحبت دبابات تابعة للجيش السوري من حي بابا عمرو وسط مدينة حمص. وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن «11 دبابة شوهدت تنسحب من حي بابا عمرو»، مضيفاً إن «هذه الدبابات شوهدت في حي الشماس المجاور لبابا عمرو»، لكنه قال في وقت لاحق إن انسحاب الدبابات «لم يكن سوى خدعة وسرعان ما استؤنف إطلاق النار بعد دقائق».

وذكر المرصد إن السلطات السورية استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق متظاهرين. وقال إن

«أكثر من 70 ألف متظاهر يحاولون الدخول إلى ميدان الساعة وسط حمص، في حين تقوم قوات الأمن السورية بإطلاق القنابل المسيلة للدموع من أجل تفريقهم». وأضاف إن «قوات الأمن السورية أطلقت الرصاص الحي في حي مجاور لميدان الساعة على متظاهرين ما أدّى إلى إصابة أربعة أشخاص، احدهم بحالة الخــطر». وكان المرصد تحدث عن تظاهرة ضمت أكثر من 30 ألف شخص ضد النظام في حي الخالدية في حمص خلال زيارة وفد الجامعة العربية.

وتم بث أشرطة فيديو على موقع «يوتيوب» ظهر فيه عدد من المراقبين العرب في حمص وسط تجمع من سكان المدينة يحاولون إقناعهم بالتوجه إلى مناطــق أخرى في حي بابا عمرو. وصاح رجل وهو يمسك بأحد المراقبــين من سترته «كنت تقول لرئيس البعثة إنه لا يمكننا العــبور إلى الــشارع الثاني بسبب إطلاق النار. لماذا لا تقول هذا لنا». وقال المراقب إنه لا يمكن إلا لرئيس الفريق الإدلاء بتصريحات علنية.

وظهر في الفيديو مراقبان على الأقل ورجلان يرتدي كل منهما سترة برتقالية اللون ويحيط بهما حشد من سكان بابا عمرو. وصاح سكان آخرون بالوفد وناشدوهم الدخول إلى أحيائهم. وقال أحدهم «ادخلوا إلى الداخل وانظروا ما يحدث في الداخل. لقد ذبحونا والله».

وقال رئيس غرفة العمليات الخاصة بعمل المراقبين العرب في سوريا السفير عدنان عيسى الخضير، في القاهرة، إن «بعثة المراقبين باشرت عملها من حمص وإنها تقوم بواجبها، كما هو متفق عليه في البروتوكول الموقع بين جامعة الدول العربية والحكومة السورية». وأوضح أن «الفريق موجود في حمص والتقى محافظ المدينة، ويباشرون عملهم وفق ما ورد في البروتوكول الذي أقره مجلس الجامعة العربية، وهم متواجدون في حمص وليس في درعا، كما تردد في بعض وسائل الإعلام».

وحول الأماكن التي سيزورها فريق البعثة لاحقا، قال الخضير إن «المتواجدين في الميدان قادرون على تحديد وجهتهم، وتحكمهم عملهم وثيقة البروتوكول الموقعة مع الحكومة السورية والتنسيق مع رئيس البعثة». وأعرب عن أمله أن تتعاون السلطات السورية مع فريق المراقبين، مضيفا إن «البعثة سترسل لنا تقارير دورية عن عملها في المناطق التي تزورها، والغرفة بدورها ترفعها للأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي».

وتتكون البعثة من جنسيات متعددة، يتصدرها المصريون بعشرة مراقبين، يليهم كل من المغرب والجزائر وموريتانيا بسبعة لكل منهم، وستة مراقبين من العراق وأربعة من تونس وثلاثة من السعودية واثنان من السودان ومراقب واحد من كل من الأردن واليمن ودولة الإمارات وجيبوتي. وبين المراقبين خبراء عسكريون ودبلوماسيون وناشطو حقوق إنسان. وقد أبلغ لبنان الى الجامعة رفضه المشاركة في مهمة المراقبة في سوريا.

وقال ملحم الدروبي، القيادي في جماعة الإخوان المسلمين وعضو «المجلس الوطني السوري» المعارض، «لا نريد القفز إلى استنتاجات والقول إن الوفد ليس موضوعياً أو لا يبحث عن الحقيقة». وأضاف «ليس من الإنصاف الآن إصدار حكم. لننتظر ونرى ما سيحصل». وتابع «أتوقع أن يتمكن (فريق المراقبين) من كتابة تقرير فيه العديد من الحقائق، لان الحقائق واضحة تماماً، وإذا ذهبوا إلى بابا عمرو فإنهم سيرون أن هناك دماراً».

من جهتها، اعتبرت باريس أن «وصول المراقبين ليس هدفاً بحد ذاته، لأنه من الضروري وضع كامل خطة الجامعة العربية موضع التنفيذ»، محذرة من «أي محاولة للتلاعب من قبل السلطات السورية». وقال المتحــدث باسم وزارة الخارجية برنار فاليرو إن «حمص تمــثل أولوية الآن وبالتالي فنحن ندعو المراقبين إلى الدخول إلى أنحاء المدينة كافة».

وأكد المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية للتغيير الديموقراطي في سوريا حسن عبد العظيم، في تصريح لصحيفة «الخبر» الجزائرية نشر أمس، أن «التغييب الإعلامي الذي تتعرض له الهيئة يعود إلى سعي الإعلام العربي لفرض المجلس الوطني السوري برئاسة برهان غليون على أنه المتحدث الشرعي باسم السوريين، رغم أن المعارضة داخل سوريا هي الأقدر على التعبير عن آراء السوريين».

وقال إن «النظام الحالي أضاع الكثير من الفرص وما زال يماطل في الاستجابة للحل العربي، ومع ذلك لا نزال في انتظار نتائج الوساطة العربية وتنفيذ ما جاء في المبادرة من خلال وقف إراقة الدماء والسماح للمراقبين والوفود الإعلامية وكل المنظمات الحقوقية بالتنقل بكل حرية في البلاد للوقوف على حقيقة سلمية الثورة».

لجنة تعديل الدستور

ونفى المتحدث باسم اللجنة الوطنية السورية لإعداد مشروع دستور جديد سام دلة أن تكون اللجنة حددت فترة التجديد لولاية الرئيس، موضحاً أن البحث في مسودة المشروع لا يزال مستمراً وكل الاحتمالات واردة.

وكانت صحيفة «الوطن» السورية نقلت أول من أمس عن مصادر مطلعة على اجتماعات اللجنة قولها إن «اللجنة استبعدت من بــين خياراتها أن تكــون مدة الولاية الرئاسية سبع سنوات وهي تدرس الآن أن تكــون المدة خمس سنوات أو ستاً لكنها لم تتطرق بعد إلى مسألة تجديدها».

وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن اللجنة واصلت خلال دراسة الأحكام المتعلقة بالسلطتين التنفيذية والقضائية. وأوضح دلة أنه «بعد الانتهاء من مناقشة أحكام السلطتين التنفيذية والقضائية ستتم صياغة كامل مشروع الدستور والإعلان عن ذلك، وسيرفع لرئيس الجمهورية»، متوقعاً أن «يتم الانتهاء من إعداد مشروع الدستور خلال الأيام الـ 15 الأولى من العام المقبل».

ميدانيات

وسجلت دمشق حادثة أمنية خطيرة، حين أقدم طالب جامعي في العشرينيات على قتل زميل له وجرح 4 قبل أن يلوذ بالفرار من مبنى كلية الهندسة الطبية على أطراف دمشق. وقال مصدر رسمي للوكالة السورية إن « الطالب عمار بالوش اختار الطلاب الخمسة بشكل مقصود وقام بإطلاق النار عليهم». ورجح ناشطو «فيسبوك» أن تكون الخلفية طائفية كما ذكرت بعض وسائل الإعلام المحلية أن القاتل اعتقل في حي مجاور.

وهي المرة الأولى التي تسجل حادثة من هذا النوع في دمشق. وقد كتب القاتل على صفحته على «فيسبوك» ما يشير إلى عدم ترحيبه ببعثة المراقبين العرب إلى سوريا. كما كتب أشعاراً ذات طبيعة إسلامية ووضع صوراً له يتباهى بمسدس حربي ذهبي اللون، كما أن اثنين من ضحاياه «صديقان» على صفحته الخاصة، التي تضم 46 اسما أغلبيتها أسماء مستعارة.

من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيان، إن «الطالب دخل إلى قسم الهندسة الطبية بجامعته وأطلق الرصاص على الذين قاموا بالاعتداء عليه وإذلاله وتعذيبه من الطلاب الموالين للنظام».

وذكرت «سانا» إن «مجموعة إرهابية مسلحة فجرت خطاً لنقل الغاز عند قرية المختارية بين كفر عبد والرستن بمحافظة حمص». يذكر أن هذا الخط تعرض في 12 الحالي لعملية «تخريبية» بالقرب من مدينة الرستن عبر تفجيره بعبوة.

من جهة أخرى، ذكرت إذاعة «شام أف أم» إن «عبوة انفجرت على طريق منطقة أريحا حلب، ما أدى إلى مقتل مسلح أثناء قيامه بالتفجير واستشهاد 4 مدنيين وإصابة 3 كانوا يستقلون باصاً تابعاً لمعمل الغزل والنسيج بإدلب».

وذكرت «سانا» أن «وحدات الجيش قامت بعملية نوعية في قرية عين البيضا الحدودية مع تركيا والتابعة لناحية بداما في جسر الشغور، وأسفرت العملية عن قتل 4 مسلحين والقبض على 3 وجرح 4. وأثناء مداهمة عدد من الأوكار تمت مصادرة عدد كبير من الأسلحة والذخائر والعبوات». وقال مصدر عسكري إن «باقي عناصر المجموعة لاذوا بالفرار باتجاه الأراضي التركية».

وذكرت «سانا» انه «استنكاراً للتفجيرين الإرهابيين اللذين وقعا الجمعة الماضي في دمشق، وتكريماً لأرواح الشهداء ورفضاً للتدخل الخارجي بشؤون سوريا الداخلية تدفقت حشود كبيرة من المواطنين إلى ساحة السبع بحرات بدمشق حاملين الأعلام الوطنية واللافتات التي تدعو إلى الوحدة الوطنية ومواصلة العمل لإفشال المؤامرة التي يتعرض لها وطنهم».

باريس: المراقبون العرب لم يتمكنوا من التحقق من الوضع على الأرض في حمص

أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية، اليوم، ان المراقبين العرب لم يمكثوا إلا فترة قصيرة في حمص للتمكن “من التحقق من الوضع” على الأرض ولم يحولوا دون مواصلة حملة القمع في هذه المدينة.

وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو خلال مؤتمر صحافي، إن “الزيارة القصيرة للمراقبين لم تسمح لهم بالتحقق من الوضع على الأرض في حمص، ولم يحل وجودهم دون مواصلة حملة القمع الدامية في هذه المدينة حيث تم قمع تظاهرات حاشدة بالقوة ما أوقع حوالي عشرة قتلى”.

وأضاف، “على المراقبين العرب العودة دون تأخر إلى هذه المدينة والتمكن من التنقل بحرية في كافة أحيائها ومن إجراء الاتصالات اللازمة مع كافة السكان”.

(أ ف ب)

سكان جادلوهم وتوسلوا اليهم طلبا لـ’الحماية الدولية’… ورئيس البعثة يقول ان الامور سارت بشكل جيد

احتجاجات حاشدة مناهضة للاسد في حمص مع زيارة مراقبي الجامعة العربية

بيروت ـ رويترز: احتشد عشرات الالاف من السوريين في حمص امس الثلاثاء للاحتجاج على الرئيس بشار الاسد، بتشجيع من أول جولة لمراقبي الجامعة العربية في المدينة المضطربة، بعد ان سحب الجيش بعض الدبابات في اعقاب معارك قتل فيها 34 شخصا في 24 ساعة.

وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان لـ’رويترز’، انه يوجد 70 الف محتج على الاقل، وانهم كانوا يسيرون نحو وسط المدينة ومنعتهم قوات الامن واطلقت الغاز المسيل للدموع.

وظهرت في لقطات مصورة بثها ناشطون في حمص على موقع ‘يوتيوب’، حشود من المتظاهرين تجمعت في المدينة تصيح في المراقبين العرب ‘بدنا (نريد) حماية دولية’.

واظهرت اللقطات مقابلة في الشارع في ما يبدو مع المراقبين العرب، حيث ناشدهم بعض السكان وتوسلوا اليهم للتوغل في حي بابا عمرو، حيث اتسمت الاشتباكات بالشراسة على نحو خاص.

وقرب انتهاء شريط الفيديو سمع دوي زخات رصاص بعد ان صرخ أحد السكان في وجه مراقب ليكرر ما ابلغ به قيادته للتو.

وصاح رجل وهو يمسك بالمراقب من سترته ‘كنت تقول لرئيس البعثة انه لا يمكننا العبور الى الشارع الثاني بسبب اطلاق النار. لماذا لا تقول هذا (لنا)’. وقال المراقب انه غير مخول بالادلاء بتصريحات.

ويرى محللون أن الجامعة العربية حريصة على تجنب نشوب حرب أهلية في سورية. ولم تبد القوى الغربية رغبة في التدخل عسكريا وتنقسم المواقف حول هذا الأمر داخل مجلس الأمن التابع للامم المتحدة.

ويبدو أن معارضي الأسد منقسمون حول الأهداف والأساليب. ويتمتع الأسد بتأييد قوي في مناطق مهمة مثل العاصمة دمشق ومدينة حلب ثاني أكبر مدينة سورية.

ودوى صوت أعيرة نارية قوي، بينما كان مراقبان ورجلان يرتدي كل منهما سترة برتقالية اللون وسط حشد من السكان الذين ناشد أحدهم الفريق قائلا ‘ادخلوا الى الداخل وانظروا ما يحدث في الداخل. لقد ذبحونا والله’.

وتحظر دمشق دخول الصحافيين الاجانب، مما يجعل من الصعب التحقق من الاحداث على الارض. وقال رئيس البعثة ان الزيارة الاولى سارت على نحو جيد.

وقال الفريق أول الركن مصطفى الدابي، وهو سوداني الجنسية، انه سيعود الى دمشق لحضور اجتماعات وسيعود الى حمص. وأضاف ان الفريق سيبقى في حمص وان اليوم سار على نحو جيد جدا وكل الاطراف كانت متجاوبة.

وقال ناشط إن ما يصل إلى 12 دبابة شوهدت وهي تنسحب من حي بابا عمرو قبيل وصول المراقبين إلى المدينة. وبابا عمرو من أكثر أحياء حمص اضطرابا. وأضاف الناشط أن دبابات أخرى تم إخفاؤها.

وقال ناشط في حمص يدعى محمد صالح لـ’رويترز’ عبر الهاتف ‘يقع منزلي عند المدخل الشرقي لبابا عمرو. رأيت ست دبابات على الأقل تغادر الحي في حوالي الساعة الثامنة صباحا (06:00 بتوقيت غرينتش).. لا أعلم إذا كان هناك المزيد من الدبابات في المنطقة’.

وعرض تلفزيون ‘الجزيرة’ لقطات لعدد يبلغ نحو 20 الف سوري في سوق في حي الخالدية وهو واحد من أربعة أحياء شهدت اراقة دماء، حيث يقاتل متمردون قوات امن تستخدم دبابات.

وعلت اصوات الصفير والصراخ ولوح المحتجون بالاعلام وبثوا موسيقى عبر مكبرات الصوت وهم يصفقون. ونصحت النساء بمغادرة المكان بسبب مخاطر اراقة دماء. لكن احد المتحدثين حث الرجال على التقدم.

ويقول الرئيس السوري بشار الأسد إنه يقاتل إرهابا موجها من الخارج وتحدى نداءات لافساح الطريق لاصلاحي يخلفه مثلما حدث في مصر وليبيا وتونس بعد انتفاضات شعبية أطاحت بالحكام الطغاة هذا العام.

ويتزايد التمرد المسلح على حساب الاحتجاج المدني في سورية. ويخشى كثيرون من الانزلاق الى حرب اهلية بين الغالبية السنية، وهي القوة الدافعة لحركة الاحتجاج والاقليات التي بقيت موالية للحكومة، خاصة الطائفة العلوية التي ينتمي اليها الاسد.

ويقول الناشطون إنهم يريدون توصيل رسالة إلى بعثة الجامعة العربية مفادها أنه ينبغي عدم السماح للدولة بأن تخدع فرق المراقبين وتطلعها على الاماكن التي تكون الحياة فيها طبيعية نسبيا في المدينة.

وقال ملهم الدروبي القيادي بجماعة الاخوان المسلمين وعضو المجلس الوطني السوري، الذي يضم جماعات معارضة في المنفى، انه لا يريد القفز على النتائج والقول بأن الوفد ليس موضوعيا أو لا يبحث عن الحقيقة.

وقال لرويترز بالتليفون من مكان ما خارج سورية، انه ليس من الانصاف الان اصدار حكم ودعا الى الانتظار لمعرفة ما يحدث.

وقال انه يتوقع ان يتمكن فريق المراقبين من كتابة تقرير به العديد من الحقائق لان الحقائق واضحة تماما واذا ذهبوا الى بابا عمرو فانهم سيرون ان هناك دمارا.

فرنسا: المراقبين العرب لم يتمكنوا من تقييم حقيقة الوضع في سوريا

باريس- (يو بي اي): قالت فرنسا الأربعاء إن المراقبين العرب قضوا فترة وجيزة في حمص ما لم يمكنهم من تقييم حقيقة الوضع.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو “بعض المراقبين من الجامعة العربية تواجدوا لفترة وجيزة أمس في حمص” ولم يمنع تواجدهم من “استمرار القمع الدامي في هذه المدينة”.

واعتبر فاليرو أن الفترة الوجيزة التي قضاها المراقبون العرب “لم تمكنهم من تقييم حقيقية الوضع القائم في حمص” وقال إنه يتعين أن يتمكن المراقبون العرب “من العودة بلا تأخير إلى هذه المدينة الشهيدة، والتجول في كلّ مكان بحرية والتمكن من التواصل الضروري مع السكان”.

وقال إن المجتمع الدولي “معتاد على أساليب المماطلة للنظام في دمشق، وسوف يكون يقظا ضد أي محاولة إخفاء أو تلاعب” مجددا دعم فرنسا “لتنفيذ خطة الجامعة العربية في جميع مكوناتها”.

وأكد المتحدث باسم الخارجية أن “المجتمع الدولي سوف يطمئن عندما يتوقف العنف، ويعود الجيش إلى الثكنات، ويتم الإفراج عن السجناء السياسيين، وعندما يحصل الصحفيون الأجانب على التأشيرات للذهاب إلى سوريا”.

وكانت بعثة مراقبي الجامعة العربية قد بدأت الثلاثاء جولة في أحياء مدينة حمص في إطار مبادرة جامعة الدول العربية لحل الأزمة في سوريا.

طل الملوحي تضرب عن الطعام في الذكرى السنوية الثانية لاعتقالها

دمشق ـ د ب أ: أعلن المركز السوري للإعلام وحرية التعبير أن المدونة السورية المعتقلة طل الملوحي أعلنت إضرابا مفتوحا عن الطعام ‘طلباً للحرية’.

ونقل المركز عن بيان للمعتقلة طل الملوحي إعلانها الإضراب عن الطعام مبلغة عن تدهور وضعها الصحي والنفسي، ومطالبة بإطلاق سراحها.

وقالت المدونة في بيانها ‘بعد مرور سنتين على اعتقالي، سنتان مريرتان ذقت خلالهما مر عذابات الاعتقال وحجز الحرية، وصولاً إلى تشويه السمعة، سنتان من الضعف الجسدي، حان الوقت كي ينتهي كل ذلك’.

وتضيف الملوحي ‘وإني اليوم أعلن قيامي بإضراب مفتوح عن الطعام، طلباً للحرية، وأملاً في إنهاء مأساة اعتقالي وتدهور حالتي الصحية والنفسية. وما إضرابي هذا عن الطعام إلا استصراخ لضمائركم لوقف عذاباتي وإنهاء مأساة اعتقالي’، حسب بيانها.

وكانت المدونة السورية طل الملوحي قد اعتقلت في 27 كانون الأول/ديسمبر عام 2009 على يد ‘جهاز أمن الدولة’ من دون الإعلان عن مكان أو أسباب احتجازها ومن دون السماح لذويها بزيارتها.

وبعد ضغوط حقوقية ودولية على الحكومة السورية للإعلان عن مصيرها، أعلنت السلطات السورية عن مكان احتجازها في نهاية عام 2010، قبل أن تتم إحالتها إلى محكمة أمن الدولة لتصدر محكمة أمن الدولة عليها حكما بالسجن مدة خمس سنوات في شهر شباط/فبراير من هذا العام بتهمة إفشاء معلومات لدولة أجنبية.

رؤية بعثة المراقبة العربية لحمص السورية تغضب الكثير من سكانها

بيروت- (رويترز): قال رئيس بعثة جامعة الدول العربية التي تحقق في مدى التزام سوريا بتنفيذ خطة سلام عربية إن اعضاء الوفد لم يروا شيئا مخيفا في مدينة حمص لكن الكثير من سكانها قالوا إنهم بدأوا يفقدون الثقة في المراقبين بالفعل.

وقال الفريق أول الركن محمد أحمد مصطفى الدابي إن فريقه يحتاج لمزيد من الوقت لتفقد حمص قبل إصدار حكم نهائي لكن مقيمين في منطقة بابا عمرو التي تفقدها الوفد قالوا إنهم يشعرون بأن المراقبين لا يستجيبون لشكاواهم.

وقال الدابي بالهاتف لرويترز “كانت هناك مناطق الحالة فيها تعبانة (غير جيدة) لكن اعضاء الوفد لم يروا شيئا مخيفا”.

وتابع أن الوضع كان هادئا ولم تكن هناك اشتباكات اثناء وجود البعثة.

وتحتل حمص موقعا بارزا في الاحتجاجات الشعبية المستمرة منذ تسعة أشهر ضد حكم الرئيس السوري بشار الأسد وقد أصبحت احدى النقاط الساخنة الاكثر دموية اذ يظهر فيها منشقون مسلحون يقاتلون قوات الحكومة التي تستخدم الدبابات والأسلحة الآلية.

ويتحقق المراقبون مما إذا كانت سوريا تسحب قواتها من المدن وتوقف أعمال العنف التي تهدد بالتطور إلى حرب أهلية.

وقال عمر الناشط وأحد المقيمين في بابا عمرو “شعرت بأنهم لم يعترفوا حقا بما رأوه. ربما لديهم أوامر بالا يظهروا تعاطفا. لكن لم يكونوا متحمسين للاستماع الى روايات الناس”. وأضاف “شعرنا بأننا نصرخ في الفراغ”.

وقال “علقنا أملنا على الجامعة العربية كلها… لكن هؤلاء المراقبين لا يفهمون فيما يبدو كيف يعمل النظام ولا يبدو عليهم اهتمام بالمعاناة والموت اللذين تعرض لهما الناس”.

وقال نشطاء إنهم عرضوا على البعثة مباني تحمل آثار الأعيرة النارية وقذائف المورتر وأشاروا الى ما قالوا إنها دبابات لكن الجولة استغرقت ساعتين فقط.

وقال الدابي إن فريقه لم ير دبابات وإنما بعض المدرعات. وأضاف أن المراقبين يعتزمون زيارة بابا عمرو مرة أخرى.

وأضاف “الحالة مطمئنة حتى الآن… لكن يجب أن تنتبهوا ان هذا هو اليوم الأول ونحتاج الى وقت وفريقنا 20 شخصا وسيستمرون لوقت طويل في حمص”.

وزار المراقبون عائلات أشخاص قتلوا في أعمال العنف في الآونة الأخيرة علاوة على بعض المصابين.

وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان إن معظم سكان بابا عمرو يشعرون بخيبة الأمل اذ كان يجب أن تمنح البعثة المزيد من الوقت.

وأضاف أن المراقبين بحاجة الى أن تتاح لهم الفرصة ليس لفترة طويلة جدا وإنما لفترة طويلة بما يكفي للقيام بالتفتيش قبل إصدار الأحكام. وتابع أنه لا يمكن الحكم عليهم بناء على يوم واحد.

وقال محمد صالح وهو ناشط من حمص لرويترز الثلاثاء إن الجيش سحب الدبابات من محيط بابا عمرو فيما وصفها منتقدون بأنها خطوة لخداع المراقبين.

وغضب سكان في بابا عمرو من أنهم فشلوا في إقناع المراقبين بزيارة الأحياء الاكثر تضررا بالمنطقة.

وأظهر مقطع فيديو نشر على الانترنت امس المراقبين فيما يبدو وهم يتجولون في بابا عمرو فيما صاح فيهم سكان غاضبون وجذبوا أحدهم من سترته وناشدوهم دخول أحيائهم فيما سمع دوي إطلاق نيران في الخلفية.

وقال مقيم في حمص طلب عدم نشر اسمه إن الزيارة سمحت للنشطاء بإدخال المزيد من الإمدادات للمناطق التي تطوقها قوات الأمن.

وأضاف “الشيء الوحيد الطيب الذي تمخضت عنه هذه الزيارة هو أننا استطعنا إدخال إمدادات غذائية للحي ومناطق أخرى”.

سماع أعيرة نارية واحتجاجات في حماة في لقطات حية على الجزيرة

بيروت- (رويترز): في لقطات حية بثتها قناة الجزيرة الفضائية الأربعاء تردد دوي أعيرة نارية وتصاعد دخان أسود فوق مدينة حماة بوسط سوريا.

وظهر في البث عشرات الرجال يسيرون في الشوارع ويهتفون متسائلين عن المراقبين العرب.

ومن المقرر أن يزور وفد المراقبة التابع لجامعة الدول العربية مدينة حماة الخميس.

وظهر في اللقطات التي أذاعتها قناة الجزيرة رجل ينزف من عنقه بينما كان محتجون يهتفون من الخلف.

ماذا يعني سقوط الاسد؟.. ساعة اختبار

صحف عبرية

في نهاية الاسبوع بلغ عدد القتلى في سوريا نحو 160. رغم ان نهاية الحكم باتت مرتقبة، ليس واضحا بعد كم مواطن سيضطر الى الدفع بحياته لقاء الفراغ السياسي الذي نشأ حوله، مؤشر واضح آخر على الضعف الغربي والتغييرات الجغرافية السياسية الجارية حولنا.

في نهاية الاسبوع قالت وزارة الخارجية ان الدول الغربية الاوروبية غير ذات صلة، قول غير دبلوماسي وفي السياق الملموس ولكن لاسفنا الشديد جد ذات صلة وذلك لان الشرق الاوسط يتدهور ويتطرف في الوقت الذي يفقد الغرب ولا سيما الولايات المتحدة قوته لدرجة انعدام التأثير على ما يجري. ايران تواصل التقدم نحو السلاح النووي، والمناورة التي أعلنت عنها في مضائق هرمز هي استفزاز واضح ضد تهديدات تشديد العقوبات عليها.

غير أنه في هذا الزمن المركب والخطير، عندما تتدهور كل المنطقة نحو انعدام اليقين وانعدام التحكم، ينشأ الانطباع بان الهم المركزي لحكومة نتنياهو يتركز على تقديم موعد الانتخابات، من أجل استغلال الوقت المناسب الذي يتوفر للحكومة في فترة السباق نحو الانتخابات في الولايات المتحدة. تجاه الداخل يبثون الاحساس بان الامور تسير كالمعتاد رغم أن ‘الحي’ في المحيط يشتعل ولا يبدو ان لاسرائيل أجندة واضحة. السؤال المحتم هو هل يعنى جدول الاعمال الوطني بما يلزم حقا أم ربما يوجد هنا كبت أو تجاهل مقصود للمشاكل المشتعلة امام باب بيتنا حقا.

في قطاع غزة يتدهور الوضع من سيىء الى أسوأ حماس تستمد التشجيع من التغييرات في المنطقة وصعود قوة المتطرفين في العالم العربي. فهمها في أن مجال رد الفعل الاسرائيلي للعمل ضدها آخذ في التقلص، على خلفية مسيرة التطرف في مصر والعزلة المتزايدة لاسرائيل في الاسرة الدولية، مما يزيد جرأتها على العمل ضدها. الفلسطينيون، الذين لا يؤمنون بالحكومة الحالية، تكبدوا فشلا في الخطوة الدولية لاستقلال من جانب واحد، غير أن هذا الفشل لم يعد خيار المفاوضات من جانبهم، وتوسيع المستوطنات هو مجرد ذريعة، يعمل في هذه الحالة في صالح الطرفين، من أجل الامتناع عن العودة الى قناة الحوار.

الفلسطينيون لا يؤمنون بانهم سينجحون في الحصول على شروط أفضل من حكومة نتنياهو من تلك التي حصلوا عليها من باراك واولمرت وعمليا لا يؤمنون بامكانية تحقيق اتفاق مع الحكومة الحالية. وهم يرون الضعف الامريكي في المنطقة، وليس لديهم أي توق لاعطاء اوباما انجاز سياسي عشية الانتخابات بعد أن أدار لهم ظهر المجن في الجمعية العمومية للامم المتحدة. امكانية التقارب مع حماس هي السبيل شبه الوحيد في ضوء انعدام البديل السياسي. الحقيقة هي أن الوضع المحبط الذي يعيشه الفلسطينيون أخطر من أي وقت مضى ويمكنه أن يعيد الى جدول الاعمال العنف بشكل متطرف وأسرع بكثير مما يمكن توقعه.

في سوريا، النظام قد ينهار ويخلف وراءه على نحو شبه مؤكد دولة تعود الى بداياتها. الصعود المتوقع للسنة الى الحكم سيجلب معه اجندة جديدة أيضا. صحيح أنه يوجد احتمال الا يستسلم النظام الجديد لايادي طهران، ولكن يمكن الافتراض بانه سيضطر الى الحفاظ على علاقات سليمة معها، ولا سيما من أجل الا يعرض نفسه للخطر ويفصل بينه وبين مصالحه الاقليمية حزب الله في لبنان. معقول ايضا ان يكون هذا النظام ملتزما بمن ساعده في أثناء ضائقته بشكل مباشر وساعد المعارضة، الا وهو تركيا، التي لها مصالح اقتصادية، ديمغرافية وأمنية مشتركة في سوريا، مثل عزل الاكراد من الشرق والتأثير على المحور الايراني اللبناني. وتركيا ستربح فقط من وجود التوتر بين سوريا الجديدة واسرائيل، والعطف علينا لن يكون على جدول الاعمال في الحكم الجديد.

السقوط المتوقع للاسد معناه أيضا انحلال الجيش الذي تقوده الاقلية العلوية، وينطوي حله على خطر على الهدوء في الحدود الشمالية التي كانت هي الاهدأ بالنسبة لاسرائيل في العقود الاربعة الاخيرة. حزب الله وايران ينظران بقلق على ما يجري في سوريا. وهما يفهمان بان كل الاتفاقات القائمة مع الاسد، والتي تتضمن مسار تسليح حزب الله ووجود استراتيجية منسقة ضد اسرائيل ستضيع هباءاً. وعليه فان المنظمة تسرع تسلحها وكأنه لا يوجد غد. اضافة الى ذلك، فان حزب الله والايرانيين يفهمون ايضا الفرصة الكامنة في امكانية انهيار الجيش السوري، والذي يفتح الامكانية لنقل النشاط الارهاب الى داخل سوريا ومنها نحو اسرائيل.

عمليا، لضمان تواصل التوريد من ايران، امكانية فتح جبهة جديدة حيال اسرائيل والحاجة الى التأثير من الشمال على الاردن سيكون هدفا استراتيجيا موضوعه ‘لبننة’ سوريا على ايدي حزب الله وايران. سيناريو كهذا من شأنه أن يجد ايدي اسرائيل مكبلة. اسرائيل غير جاهزة وستجد صعوبة في القيام بنشاطات مانعة داخل سوريا.

في الموضوع المصري، المسيرة الجارية لدى جارنا من الجنوب ليس الا سياق من التدهور المرتقب مسبقا، والعمى الامريكي والكبت الاسرائيلي وحدهما لا يزالان يتعلقان بالقوة المستنفده للقيادة العسكرية، التي لا تؤمن بنفسها. يوجد حق في اقوال المحللين بان لمصر، تحت كل حكم، مهما كان متطرفا، لا توجد بدائل كثيرة ولا سيما ليست اقتصادية كون مصادر الدخل محدودة وستواصل كونها متعلقة بالولايات المتحدة وبتوريد الغاز لاسرائيل. صحيح، هذا الوضع وان كان يقلص احتمال العمل المتطرف مثل الغاء استعراضي لاتفاق السلام و/ أو اعادة حالة الحرب مع اسرائيل، الا انه بالمقابل، حتى بدون اعلان، فان فقدان السيطرة في سيناء واللبننة في شبه الجزيرة، سياسة تأييد حماس ومنح يد حرة لارساليات السلاح الى غزة، سيشكل خطا جديدا ومتطرفا ضد اسرائيل. حكومة مع أغلبية للاخوان المسلمين، ستقضم ببطء السياسة حيال اسرائيل. الامريكيون، الذين من جهتهم سيرغبون دوما في البقاء على صلة وبتأثير ما، لن يتخذوا أي خطوة تعرضهم للخطر وتجعل من الصعب جدا عليهم العمل لوقف مثل هذا التآكل.

تنبغي الاشارة الى أنه في خلفية الامور يأتي الخروج الامريكي من العراق والذي اعاده الى الوراء الى فترة الانشقاق الطائفي وهو الان ثمرة ناضجة ستقع الان في ايدي النفوذ الايراني. الفوضى الان في العراق وفك ارتباط الامريكيين عن المنطقة سيؤثران سلبا على الميل والاستقرار في المنطقة بأسرها.

فضلا عن تركيا وايران، يوجد محفل آخر قد يستفيد من التغييرات المرتقبة، الا وهو السنة. بيجين، التي تشكل اليوم الخلفية ومجال المناورة الاقتصادية لايران حيال العقوبات الغربية، يمكنها ان تكون ايضا من يدخلها التعزز الايراني بفروعه واذرعه كرافعة اقتصادية بديلة لضعف النفوذ الامريكي والروسي في المنطقة. والامر صحيح اساسا بالنسبة لدول ذات احتياطي النفط الذي تحتاجه الصين كالاكسجين للدم. فائض الاموال النقدية والقوة الاقتصادية الصينية الهائلة ستشكل مصدرا لحل أزمة الانظمة الجديدة التي تقوم على ارض من الصناديق الفارغة والارض المحروقة. السياقات الجارية الان وبشدة كبيرة تستدعي جدول أعمال مناسب.

اسرائيل تدخل في فترة هي من اكثر الفترات تركيبا وتعقيدا في تاريخها والاحساس هو ان ليس للسفينة طريق واضح للابحار فيه. لا يمكن التنبؤ بشكل دقيق بالمستقبل القادم ولكن معنى ميل الاحداث والسياقات واضح للغاية؛ نحن نسير نحو عصر من انعدام الاستقرار، التعزز والريادة للعناصر الاصولية والصعود فيه العداء تجاه اسرائيل.

في السطر الاخير، الشرق الاوسط من شأنه أن يتدهور الى وضع من انعدام التحكم، واذا كانت اسرائيل لا ترغب في ان تستيقظ ذات صباح لتجد نفسها في المكان الذي كانت فيه في الستينيات، عندما كانت كل المنطقة ضدها، فانها ملزمة بان تأخذ المبادرة في يديها وتعمل في كل جبهة يوجد لها امكانية للتأثير فيها؛ جهد شجاع وحقيقي لحل وسط مع الفلسطينيين؛ تخفيف حدة العداء التركي ومنع الاخطاء حيال الاردنيين والمصريين. كل هذا يمكن أن يفعل الكثير لتخفيض الميل السلبي القائم بل وتحقيق شرعية للعمل على تغيير الوضع. هذه السياقات ستهدىء روع الاردنيين، الذين يشكلون حاجزا حيال ايران، وستخرج الهواء من دولاب التطرف والعداء في الرأي العام العربي وتحسن الاجواء مع اوروبا والعالم. الحاجة الى التأثير على ما يجري في هذا الزمن هي حاجة حرجة وتشكل اختبارا للزعامة الوطنية الحقيقية. هذا ليس الوقت الذي تتدبر فيه الامور من تلقاء ذاتها، بل الاختبار الحقيقي للحكومة التي ستقرر مستقبلنا للعقود القادمة والكرة في يديها.

معاريف 25/12/2011

تقرير: من حق النظام السوري مواجهة المسلحين وليس من حقه وصم المعارضين بالارهاب

امريكا وتركيا لن تغيرا من موقفهما والحوار بين النظام والمعارضة هو الفرصة الاخيرة

لندن ـ ‘القدس العربي: مع وصول بعثة المراقبين العرب لسورية دخلت المعركة على حمص مرحلتها الصعبة حيث تظهر اشرطة الفيديو التي وضعت على يوتيوب مدينة تحولت الى ساحة حرب خاصة في حي بابا عمرو الذي ظل مركز الانتفاضة في المدينة. وتشكك المعارضة في قدرة بعثة الجامعة العربية على وقف النظام من قتل المدنيين خاصة ان الامن يحاصر المدن السورية وقتل الاسبوع الماضي وحده 100 شخص.

وفي كل يوم يزداد الوضع سوءا ليس في حمص وحدها بل في كل انحاء سورية. وبات خيار الحرب الاهلية امرا محتوما خاصة مع دخول القاعدة الى الساحة، لان التفجيرين اللذين استهدفا مقري الامن في دمشق يحملان بصماتها، مع ان المعارضة تشكك في ان النظام قام بتدبيرهما لاقناع الجامعة العربية انه يخوض حربا اهلية ضد جماعات مسلحة. ويعتبر شهر كانون الاول (ديسمبر) هو الاكبر من ناحية عدد القتلى، ومعظمهم جراء مواصلة الجيش قمعه ضد المدن والارياف السورية.

واظهر برنامج على القناة الرابعة ان الامن مارس التعذيب والاعدام ضد المعارضة السورية، حيث اعتمدت المحطة البريطانية على صور التقطت من خلال الهاتف النقال، حيث قام الجنود السوريون وتفاخروا في التقاطها. ومن مظاهر تحول الانتفاضة الى ثورة مسلحة ما يحدث في مدينة ادلب حيث باتت المعارك في المدينة القريبة من الحدود مع سورية امرا يوميا.

وتعاني سورية اضافة الى العنف المسلح تحديات اقتصادية جراء الحصار الدولي ومغادرة الشركات الاجنبية خاصة المستثمرة في قطاع النفط سورية وحديث وزير النفط السوري عن تراجع الانتاج. ويعاني السوريون حتى في المدينة البعيدة نوعا ما عن العنف والتظاهرات من نقص في المواد الغذائية الاساسية والوقود اللازم للطبخ.

ومع ان المعارضة السورية تطالب بنقل ملف الازمة للامم المتحدة وترى في صول الوفد العربي مضيعة للوقت و تراجعا في موقف الجامعة المتشدد، الا ان مجرد سماح الحكومة السورية لوفد الجامعة دخول سورية لمراقبة الاوضاع عن كثب وان كان يعتبر نصرا للحكومة السورية التي اجبرت الجامعة العربية على التراجع عن تهديداتها بنقل الملف لمجلس الامن الدولي الا ان التطور الجديد يمثل تطورا مهما يسمح للطرفين في الازمة من الخروج منها ان توفرت النوايا الحسنة مع ان الولايات المتحدة التي تطالب برحيل الاسد، وهاجمت الاتفاق مشيرة الى ان كل العوامل تلعب ضد الرئيس السوري مما يعني ان سقوطه ضروري لحل الازمة، وبالضرورة فقد الاسد شرعيته ولكن هذا لا يعني ان المجلس الوطني السوري، الهيئة التي تجمع بين عدد من التنظيمات السورية سيتم الاعتراف به كممثل شرعي للنظام، خاصة انه عقد مؤتمره في تونس الاسبوع الماضي وكان يأمل بحصول قبول به. ويدعو المجلس الى انشاء منطقة آمنة كي يمارس منها جيش سورية الحر الذي يقوده العقيد رياض الاسعد من تركيا وهي مقدمة الى تدخل الناتو، كما تدخل في ليبيا للاطاحة بنظام الزعيم الليبي معمر القذافي.

وفي مقال له كتب جوناثان ستيل في صحيفة ‘الغارديان’ وناقش ان الوضع السوري يجب ان لا يحذو حذو ما حدث في ليبيا، مشيرا الى ان الاسد حتى الان محظوظ نظرا للموقف الروسي الذي استخدم الفيتو ضد قرار لمجلس الامن، ولكن روسيا انتقدت النظام على لسان وزير خارجيتها سيرجي لافروف لاحقا في اشارة ان موسكو ستشدد موقفها ان لم يقم الاسد باتخاذ اجراءات جذرية ترضي المعارضة.

واضافة لذلك يشير ستيل الى مشكلة المعارضة السورية المتعددة الوجوه والتي تضم اسلاميين وعلمانيين معتدلين معروفين ويريدون ان يحافظوا على النسيج الاجتماعي السوري من الانهيار. ويشير بالتحديد الى المعارض السوري ميشيل كيلو الذي قضى ثلاث سنين في السجن لدعوته للاصلاح ومن الاصوات البارزة الداعية لتجنب الطائفية وتحول الانتفاضة للعسكرة.

ويعتقد الكاتب ان افضل سيناريو متوفر للاسد ان يتحاور مع شخصيات مثل كيلو ومعارضين من الداخل وممثلين للتنسيقيات المحلية التي تعارض العنف.

ومن اجل تحقيق هذا على النظام اتخاذ اجراءات عملية من ناحية السماح للمعارضة للحوار في التلفزيون والاعلام الرسمي حول سبل الخروج من الازمة، وفتح النقاش حول عملية انتقالية للسلطة سلمية الطابع.

وعلى الاسد ان يقوم بالغاء المادة الثامنة من الدستور السوري والتي تمنح حزب البعث الدور الرئيسي في ادارة البلاد. ويجب ان يتم نشر مسودة من الدستور الذي تعمل لجنة مستقلة من الخبراء على اعداده والسماح للاحزاب السياسية بالعمل بحرية.

ويظل الامر مرهونا بتصرفات الاسد الذي ظل يراوغ ومنذ وصوله للسلطة من العملية الاصلاحية. ويرى الكاتب ان الاسد من حقه تبرير استخدام القوة ضد الجماعات المسلحة لكنه مخطئ بتصوير كل المعارضة على انها ارهابية.

وفي ظل تطور الازمة واستمرار القتل فانه من غير المتوقع ان تغير الولايات المتحدة ومعها تركيا اللتان دعتا الاسد للتنحي التخلي عن مطالبهما.

ويختم بالقول انه بدلا من ان يدعم الغرب طرفا واحدا وهي المعارضة عليه ان يدعم الدعوة للحوار قبل ان يفوت الوقت.

عدد من المراقبين العرب يدخلون حي بابا عمرو في حمص

عبدالاله مجيد

باريس: ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان فريق مراقبي الجامعة العربية دخل اليوم الاربعاء حي بابا عمرو في حمص (وسط سوريا) معقل الحركة الاحتجاجية ضد نظام الرئيس بشار الاسد.

 وقال رئيس المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان “بعض المراقبين دخلوا الى بابا عمرو في نهاية المطاف”.

 واوضح ان اهالي الحي رفضوا في البداية السماح للمراقبين بدخول الحي لان مقدما في الجيش السوري يرافقهم.

 وقال المصدر نفسه ان اهالي بابا عمرو “طلبوا من رئيس اللجنة ان يدخل لمقابلة اهالي الشهداء والجرحى وليس فقط لمقابلة البعثيين”.

 وتابع انهم ناشدوا اللجنة الدولية للصليب الاحمر الدولي “تأمين علاج آمن للجرحى الذين اصيبوا في الايام الماضية وعددهم حوالى مئتين في بابا عمرو لانه يخشى ان يصبحوا في عداد الشهداء في مستشفيات الدولة”.

وقال المرصد ان “اللجنة توجهت بعد ذلك الى حي باب السباع حيث ينظم النظام فيه مسيرة مؤيدة جانب حاجز الفارابي”، على حد قوله.

من جهته، ذكر التلفزيون الرسمي السوري ان “المراقبين قاموا بجولة في عدد من احياء المدينة بينها بابا عمرو وباب السباع”.

 وبدأ مراقبو الجامعة العربية الثلاثاء مهمتهم في سوريا بجولة في حمص التي استقبلتهم بتظاهرة حاشدة مناهضة للنظام ضمت نحو سبعين الف شخص، جابهتها قوات الامن السورية بالرصاص ما ادى الى مقتل ثلاثة اشخاص على الاقل في المدينة.

 وأعلنت وزارة الخارجية الفرنسية الاربعاء ان المراقبين العرب لم يمكثوا الا فترة قصيرة في حمص للتمكن “من التحقق من الوضع” على الارض ولم يحولوا دون مواصلة حملة القمع في هذه المدينة.

 وقال المتحدث باسم الوزارة برنار فاليرو خلال مؤتمر صحافي ان “الزيارة القصيرة للمراقبين لم تسمح لهم بالتحقق من الوضع على الارض في حمص (…) ولم يحل وجودهم دون مواصلة حملة القمع الدامية في هذه المدينة حيث تم قمع تظاهرات حاشدة بالقوة ما اوقع حوالى عشرة قتلى”.

واضاف “على المراقبين العرب العودة دون تأخر الى هذه المدينة والتمكن من التنقل بحرية في كافة احيائها ومن اجراء الاتصالات اللازمة مع كافة السكان”.

 وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان قتلت قوات الامن الثلاثاء 20 مدنيا بينهم ثمانية في حمص.

 وذكر المتحدث مجددا ان على المجتمع الدولي ان يبقى “متيقظا لاي محاولات لاخفاء او التستر” عن الوقائع و”الذي اعتاد على مناورات نظام دمشق”.

 وبدأ خمسون مراقبا من الجامعة العربية الثلاثاء مهمة في سوريا من خلال زيارة حمص حيث تظاهر 70 الف شخص غداة مقتل اكثر من 30 مدنيا في هذه المدينة على ايدي قوات الامن السورية بحسب ما افاد ناشطون.

 وسينتشر المراقبون اعتبارا من مساء الاربعاء في درعا (جنوب) وادلب وحماه (شمال) وفي ضواحي دمشق حسب ما اعلن رئيس البعثة الفريق محمد تحمد مصطفى الدابي لفرانس برس.

 ووصف الدابي مهمة المراقبين الثلاثاء في حمص ب”الجيدة” موضحا انه في طريقه لزيارة هذه المدينة مجددا. واعلن عن وصول 16 مراقبا عربيا اضافيا.

 واوضح ان “مراقبين اخرين سيصلون تدريجيا حتى يتم تغطية كافة الاراضي السورية”.

 وخرج عشرات آلاف السوريين من الظل ومن بين الانقاض للتظاهر مطالبين العالم بانقاذهم من بطش نظام الرئيس بشار الأسد.  وحين زار فريق المراقبين العرب مدينة حمص يوم الثلاثاء كان هدفهم رئيس بعثة المراقبين الفريق محمد احمد مصطفى الدابي ، المستشار الأمني السابق للرئيس السوداني عمر حسن البشير.

 ونطق الفريق الدابي بالكلمات الباهتة التي يتفوه بها امثاله في مهمات كهذه حين قال ان زيارته الى مدينة حمص كانت “جيدة”  وانه سيعود  لعقد مزيد من اللقاءات واجراء مزيد من الزيارات وجمع مزيد من المعلومات.

 ولكن مراقبين يرون ان لا شيء من هذا يعني الكثير الآن لأن الحقائق كانت معروفة قبل الزيارة.  والسؤال هو ما ستفعله الأطراف المختلفة في هذا الوضع الشائك ، وما إذا كان المحتجون سيبقون في الشوارع.  فإذا لم يبقوا سيكون هذا انتصارا كبيرا للنظام السوري ولكنهم إذا واصلوا التظاهر فانهم سيؤكدون مخاوف الرئيس الأسد من ان يكون وفد الجامعة العربية حصان طروادة ليس من شأنه إلا تشجيع المعارضين على تحدي سلطته.

وسيتعين على الرئيس السوري حينذاك ان يواجه مأزقه المتمثل بالتمادي في استخدام القوة لإعادة المحتجين الى الأزقة التي خرجوا منها أو السماح لحركتهم بالتنامي والانتشار في انحاء البلاد الى ان يتضح حجم المعارضة الحقيقي ضد نظامه.

 وكلا الخيارين سيكونان كارثة على النظام.  فان استخدام العنف سيقضي الآن على ما تبقى له من مصداقية في الجامعة العربية.  والأهم من ذلك ان الضغط سيتعاظم على روسيا التي يراهن الأسد على دعمها في الأمم المتحدة ولكن بوادر تفكك بدت تظهر في هذا الدعم ، للقبول بشكل من اشكال التحرك الدولي ضد النظام السوري.  واشارت صحيفة الديلي تلغراف في هذا الشأن الى تزايد الحديث في اروقة مجلس الأمن الدولي عن “منطقة عازلة” لتمكين “المساعدات الانسانية” من الوصول الى مدن مثل حمص.

 ويلاحظ مراقبون ان رقعة المواجهة بين المحتجين والنظام تتسع ببطء وان من الصعب إيجاد منعطف فيها يعادل سقوط بنغازي بيد الثوار في ليبيا أو قرار ادارة اوباما بوقف الدعم للرئيس المصري السابق حسني مبارك.  وقد يكون ما حدث يوم الثلاثاء في حمص بخروج الآلاف لإسماع المراقبين العرب صوتهم هو اللحظة التي ينتظرها العالم.

 وكان العديد من المنتقدين وغالبية فصائل المعارضة نظروا بارتياب الى جهود الجامعة العربية متوقعين ان تمضي الجامعة وقتا طويلا قبل ان تخرج بخلاصات مبهمة.  وقد يكون هؤلاء محقين في تحفظهم ولكن الانتفاضة السورية اكتسبت زخمها الخاص بها ، وحين تقدم بعثة المراقبين تقريرها النهائي قد يكون الزمن تجاوزه.

الافراج عن 755 معتقلا على خلفية الاحداث في سوريا

أ. ف. ب.

دمشق: ذكر التلفزيون السوري الحكومي انه تم الاربعاء الافراج عن 755 معتقلا شاركوا في اعمال عنف ضد النظام، مع انتشار المراقبين العرب في بؤر ساخنة بالبلاد تنفيذا لبروتوكول بين دمشق والجامعة العربية.

وقال التلفزيون في خبر عاجل انه تم الافراج عن “755 موقوفا تورطوا في الاحداث الاخيرة ولم تتلطخ أيديهم بدماء السوريين”.

ووكانت سوريا قد اعلنت في تشرين الثاني/نوفمبر انها افرجت عن 1180 سجينا مستشهدة بشروط مماثلة.

ويقضي البروتوكول الذي اقرته دمشق الشهر الماضي بهدف انهاء الازمة التي تشهدها البلاد بالافراج عن المعتقلين كأحد شروطه الاساسية، كما يدعو لوقف قمع الاحتجاجات المطالبة بالديموقراطية.

وتقدر المنظمات السورية للدفاع عن حقوق الانسان والامم المتحدة عدد المعتقلين منذ بداية الاحتجاجات الشعبية في 15 اذار/مارس بعدة آلاف، بينما تقول الامم المتحدة ان اكثر من خمسة الاف شخص قتلوا خلال تلك الفترة.

واتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش المدافعة عن حقوق الانسان الاربعاء النظام السوري بانه قام بنقل عدد كبير من المعتقلين الى مواقع محظورة على مراقبي الجامعة العربية الذين يقومون حاليا بمهمة في سوريا.

وقالت المنظمة ان السلطات السورية نقلت مئات المعتقلين الى مواقع عسكرية ممنوعة على المراقبين العرب الذي وصلوا الاثنين الى البلاد، داعية الجامعة العربية الى المطالبة “بدخول كل مواقع” الاعتقال “بموجب اتفاقها المبرم مع الحكومة السورية”.

وينص بروتوكول الاتفاق الموقع بين سوريا والجامعة العربية في 19 كانون الاول/ديسمبر على السماح للمراقبين بالتحرك بحرية والاتصال باي جهة بالتنسيق مع الحكومة السورية.

لكن وزير الخارجية السورية وليد المعلم اوضح بعيد توقيع البروتوكول ان المراقبين سيذهبون الى “المناطق الساخنة” لكن من “المستحيل زيارة اماكن عسكرية حساسة”.

وكتبت ساره لي ويتسن مدير قسم الشرق الاوسط وشمال افريقيا في المنظمة في بيان ان “الحكومة السورية اظهرت انها لن تتراجع امام اي شىء لعرقلة مراقبة مستقلة للقمع الذي تمارسه”، داعية الجامعة العربية الى “الرد على هذه الحجج والاصرار بشكل واضح على الوصول الى كل المعتقلين”.

وقال احد افراد قوات الامن السورية في حمص معقل الحركة الاحتجاجية في وسط البلاد، لهيومن رايتس ووتش بعد توقيع البروتوكول ان مدير سجن المدينة امر بنقل معتقلين.

واضاف المصدر نفسه ان بين 400 و600 معتقل نقلوا في 21 و22 كانون الاول/ديسمبر الى مراكز اعتقال اخرى وخصوصا الى مركز عسكري لانتاج الصواريخ يقع في زيدل قرب حمص.

المراقبون العرب في درعا وحماة وادلب اعتبارا من مساء الاربعاء

صرح رئيس بعثة مراقبي الجامعة العربية محمد احمد مصطفى الدابي لوكالة فرانس برس ان مراقبي الجامعة العربية سينتشرون اعتبارا من مساء الاربعاء في درعا (جنوب سوريا) وادلب وحماة (شمال).

وقال الفريق السوداني لوكالة فرانس برس “ابتداء من مساء اليوم (الاربعاء) وصباح الغد سنتحرك في ادلب وحماة ودرعا وبين خمسين وثمانين كلم حول دمشق”.

واضاف “نحن الآن في طريقنا الى حمص لمعالجة بعض النواحي الادارية مع الثوار”، مؤكدا ان مهمة المراقبين تأتي “من اجل استقرار وامن المنطقة”.

وبدأ مراقبو الجامعة العربية الثلاثاء مهمتهم في سوريا بجولة في حمص التي استقبلتهم بتظاهرة حاشدة مناهضة للنظام ضمت نحو سبعين الف شخص، جابهتها قوات الامن السورية بالرصاص ما ادى الى مقتل ثلاثة اشخاص على الاقل في المدينة.

وقال الدابي ان “16 مراقبا اضافيا وصلوا وسنواصل مع الجامعة لدفع المجموعات الاخرى خطوة خطوة حتى يتم تغطية كل سوريا”.

موسكو تدعو دمشق الى منح المراقبين قصى درجة من الحرية

ودعت روسيا الاربعاء حليفتها سوريا الى منح مراقبي الجامعة العربية اقصى درجة من الحرية.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحافي “اننا على تواصل دائم مع المسؤولين السوريين وندعوهم الى التعاون بشكل تام مع مراقبي الجامعة العربية والى ايجاد شروط عمل سهلة تمنح اكبر قدر من الحرية”.

لكن لافروف اضاف ان روسيا “قلقة” من دعوات تطلقها بعض الدول وتطلب من المعارضة السورية على حد قوله الا تتعامل مع البعثة على انها تشكل محاولة جدية لتحدد الوقائع على الارض.

وقال لافروف “مثل هذه الدعوت تلحق ضررا بهذه المهمة وتلعب دورا استفزازيا”.

وتعارض روسيا تدخلا غربيا في الازمة السورية وما زالت ترفض فرض مجلس الامن الدولي حظرا على الاسلحة لسوريا.

واقترحت موسكو قرارا لا يفرض حظرا على الاسلحة الى سوريا لكنه ينتقد نظام الرئيس بشار الاسد والمعارضة على حد سواء في استخدام العنف.

ودعت واشنطن موسكو الى دعم قرار اكثر صرامة اقترحته الولايات المتحدة ودول اوروبية عدة.

وقال لافروف ان روسيا قد تتخلى عن مشروع قرارها اذا افضت مهمة المراقبين الى محادثات مباشرة.

وقال “اذا ساهمت مهمة بعثة المراقبين العرب في تهدئة الوضع وايجاد الشروط لحوار تشارك فيه كافة الاطراف السورية واذا حصل ذلك بفضل البعثة فسيكون من دواعي سرورنا عدم تبني قرار”.

الثورات العربية في عامها الاول: هنا أخفقت وهنا حققت أهدافها

ريما زهار من بيروت

أعادت رسم العلاقة بين السلطة والمواطن واستجاب الحاكم للشعب

-بعد عام على انطلاق الثورات الشعبية في البلدان العربية، يطرح السؤال أين اخفقت هذه الثورات وأين حققت اهدافها؟ ما هو مستقبل بعض الانظمة العربية التي لا تزال حتى الآن تشهد تلك الثورات، وهل فعلاً اعادت رسم العلاقة بين السلطة والمواطن بعدما اضطر الحاكم الاستجابة للشعب؟.

بيروت: يرى معن بشور ( المنسق العام لتجمع اللجان والروابط الشعبية) في حديثه لإيلاف انه من الصعب الحديث عن الانتفاضات العربية وكأنها شيء واحد، ولكن بدون شك هذا المناخ الذي انطلق في الوطن العربي مع نهايات العام الماضي، واستمر طيلة العام الحالي، مناخ سيترك آثاره على الحياة العربية لفترة طويلة، خصوصًا في ما يتعلق بدور الشعب في تقرير مصيره، لقد مرت عقود كان الشعب مغيبًا، بشكل كامل عن القرار، وكانت حقوق المواطن مسلوبة الى حد كبير، هذه الانتفاضات اعادت رسم العلاقة بين السلطة والمواطن، وبات كل حاكم اكثر تحسسًا لمشاعر مواطنيه ومطالبهم وحقوقهم، وهذا امر سينعكس بالتأكيد على سلامة التوجه العام في المنطقة العربية، بحيث تصبح قرارات الحكم اكثر استجابة لارادة الشعوب.

ماذا عن الاخفاقات التي واجهتها؟ يجيب بشور:” اعتقد ان المسار الانتفاضي العربي هو مسار طويل، يواجه صعوبات متعددة تختلف مع اختلاف ساحات هذه الانتفاضات، ولذلك نلاحظ مثلاً ان بعض الثورات المنتصرة كما هو في مصر، لم تستقر بعد على قرار في ما يتعلق بحاضرها وبطبيعة العلاقات بين قواها، وبين مستقبلها، هناك بالتأكيد انتفاضات واجهت عنفًا كبيرًا، جعل الكثيرين يضعون علامات استفهام على اصل هذه الانتفاضات، واذا ما كانت فعلاً من صناعة الشعوب ام من صناعات خارجية مفروضة على الشعوب، ويضيف:” اعتقد ايضًا ان هذه الانتفاضات في بعض الساحات، قد افسحت المجال لتدخلات خارجية ولفتن اهلية ذات طابع مذهبي او طائفي، وربما هذا ما منعها من تحقيق كل اهدافها، لقد بدأت هذه الانتفاضات في تونس ثم في مصر، كحركة شعبية اصيلة، دون اي تأثير خارجي، ولكن بعد ذلك، وبعد ان فوجئت القوى الخارجية وخصوصًا في الغرب، بهذا الحراك الشعبي، اعتقد انهم عمدوا الى التدخل فيه باشكال مختلفة، وربما هذا هو الخطر الرئيسي الذي يتهدد كل هذه الانتفاضات.

بدائل وانظمة

هل البدائل التي نشهدها اليوم عن الانظمة هي افضل مما سبق؟ يجيب بشور:” لا يستطيع المرء ان يحاكم الامور على هذا النحو، الذي يجري اليوم هو مسار طبيعي لهذا التغيير، وهو خيار طبيعي للمواطنين في هذه الاقطار، فاذا كان البعض يعتبر ان وصول اسلاميين الى السلطة في اقطار عربية عدة، لن يجعل هذه البلاد في حال افضل مما كانت عليه في وقت سابق، فانا من الذين يعتقدون انه بغض النظر عن رأينا في طبيعة توجه هذه الحركة الاسلامية او تلك، فعلينا ان نحترم ارادة الشعوب لان الديموقراطية لا تفصَّل على قياساتنا، فاذا اعجبتنا نتائجها نوافق عليها واذا لم تعجبنا لا نوافق عليها، المهم ان يبقى الخيار بيد الناس، فاذا صحح الذين وصلوا الى السلطة المسار في بلادهم فيجب ان يُدعموا من الجميع، اما اذا فشلوا فمن خلال الآليات الديموقراطية يمكن تغييرهم، لا نستطيع ان نتحكم في الآلية والنتائج في آن معًا، الآن فتحت آليات التغيير، ولكن الى اين يصل، اعتقد الامر مرهون بمدى احترام الجميع لآليات التغيير المتمثلة بالانتخابات وبصناديق الاقتراع.

اقليات واسلاميون

بعض الاقليات في المنطقة تتخوف من تلك التيارات الاسلامية، هل هذا التخوف في مكانه برأيك؟ يجيب بشور:” انا من مدرسة فكرية لا تعتبر ان في المنطقة اقليات، ففي المنطقة اكثريتان، الاولى عربية تضم مسلمين وغيرهم، واكثرية اسلامية تضم عربًا وغير عرب، وبالتالي اي مواطن في هذه المنطقة، هو مواطن بالدرجة الاولى واذا احترمنا معايير العروبة والمواطنة، اعتقد لا يجوز ان يخاف احد، طبعًا هناك محاولة تأجيج لهذه المخاوف، من ضمن مشروع الالتفاف على الطبيعة الايجابية لهذه الانتفاضات، وهذا جزء من مخطط تشويهها وتعطيلها، ويشارك في هذا المخطط ايضًا بعض وسائل الاعلام، وبعض الوجوه المستفيدة من الفتنة، وبالتالي اعتقد ان الحل يكون بالالتزام بمعايير الديموقراطية والمواطنة، بالعروبة الجامعة للجميع، واعتقد انه لا يمكن لنا ان نحاسب التيارات الاسلامية كلها، وكأنها شيء واحد، هناك تفاوت في رؤية هذه التيارات للعلاقة بالاطراف الاخرى، ولكن ما دامت هذه التيارات التزمت باحكام الديموقراطية التي اوصلتها الى السلطة، فانني لا اعتقد ان هناك مخاوف على هذه العلاقة، ثم من يسمون بالاقليات فاعتقد عليهم بالمقابل ان يتصرفوا كجزء طبيعي من النسيج الوطني والقومي لهذه المنطقة، فهم اصحاب تراث نهضوي كبير فيها، واصحاب فكر، واعتقد ان المنطقة في ظروف سابقة، منحت العديد من شخصيات تنتمي الى ما يسمى بالاقليات، ادوارًا قيادية، فلنتذكر مكرم عبيد في مصر، وفارس الخوري في سوريا، وكمال ناصر في فلسطين، واحزابًا اسسها من ينتمون الى من يسمون بالاقليات الدينية، وقد انتسب الى هذه الاحزاب ملايين الشباب العرب المسلم، في ما كان مؤسسوها ينتمون الى اديان اخرى، النسيج العربي موحد، على الجميع سواء من يعتبر نفسه اقلية او من يتحدث باسم الاكثرية ان ينتبه الى ان اي تلاعب في العلاقة بين مكونات هذه المجتمعات سينقلب وبالاً على المجتمع كله وعلى من يتلاعب بهذه العلاقة.

توقعوا بأن يلقى الأسد مصيرًا أسوأ من القذافي سحلاً في شوارع دمشق

معارضون سوريون يطالبون بتدخل عسكري

بهية مارديني من القاهرة

على طرفي نقيض، يسعى معارضون سوريون إلى إيجاد حلّ عربي لإنهاء الأزمة ووقف آلة القتل المستمرة في زهق أرواح المواطنين السوريين، بينما تعلو أصوات أخرى تنادي بتدخل عسكري لإسدال الستار على عشرة فصول من القتل والتدمير.

تطالب المعارضة السورية المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لحماية الشعب، متوقعة أن يكون مصير بشار الأسد شبيهاً بمصير نظيره القذافي.

في هذا السياق، طالب المستشار السياسي والإعلاميّ لـ “تجمع أبناء الجالية السوريّة” فهد المصري كبار ضباط الجيش السوري بضرورة الانقضاض على الأسد ونظامه”، لحقن الدماء وتوفير الوقت، مشدداً على الحاجة إلى تدخل عسكري خارجي. واعتبر المصري لـ”ايلاف” أن “مصير بشار الأسد وشقيقه ماهر سيكون أسوأ من مصير القذافي، حيث سيُسحلان في شوارع دمشق”.

التدخل الخارجي

وطالب “تجمع أبناء الجالية السورية في الخارج” مجلس الأمن الدولي بالتدخل الفوري لحماية الشعب السوري من “الجرائم التي ترتكب ضد الإنسانية والمجازر الجماعية التي ينفذها بشار الأسد وعصابته الحاكمة في سوريا”.

وهاجم التجمع الموقف الروسي المدافع عن نظام الأسد، ورأى فيه “مخالفة صريحة للقانون الدولي”، وحثّ موسكو على “تغيير موقفها، والانحياز إلى جانب الشعب السوري قبل فوات الأوان”.

وتوجّه التجمع في بيان وصل لـ”إيلاف” إلى “قادة دول العالم الحر، وعلى رأسها فرنسا والولايات المتحدة، بالتدخل عبر مجلس الأمن الدولي أو حلف شمال الأطلسي” من خلال “فرض الحظر الجوي وإيجاد مناطق وممرات حدودية آمنة بين سوريا وتركيا والأردن والعراق، والتدخل العسكري لوضع نهاية للمأساة التي يعيشها الشعب السوري، وتمكينه من إقامة دولة مدنية ديمقراطية، على غرار ما حدث في يوغسلافيا السابقة أو ساحل العاج أو راوندا”.

البعثة العربية

حول مبادرة الجامعة العربية، رأى البيان أن “النظام السوري سيحاول كسب الوقت لارتكاب المزيد من المجازر ومحاولة إخماد الثورة”، معتبرًا إرسال مراقبين إلى سوريا “مضيعة للوقت”.

وأوضح رئيس فريق المراقبين العرب في سوريا، محمد مصطفى الدابي اليوم أنه سيعود إلى دمشق، وفريقه باقٍ في مدينة حمص، حيث أمضت البعثة المؤلفة من عشرة أفراد يوم عملها الأول، واجتمعت بالمحافظ غسان عبد العال، وذلك لتقويم الوضع هناك، مبينًا أنه وجد تجاوبًا “من الأطراف كافة”.

من جانبه، قال رئيس غرفة العمليات الخاصة بعمل المراقبين العرب في سوريا، السفير عدنان عيسى الخضير إن “بعثة المراقبين موجودة في الميدان، وعلى تواصل مع غرفة العمليات في القاهرة”.

تعاون حقوقي

من جهته كشف رئيس مجلس إدارة المنظمة العربية لحقوق الإنسان في سوريا، المحامي محمود مرعي لـ”إيلاف”، أن المنظمة العربية لحقوق الإنسان في القاهرة وقعت اتفاقية شراكة مع الجامعة العربية، مؤكدًا “أن فرع المنظمة في سوريا مستعد للتعاون مع فريق المراقبين لإنجاح مهمتهم”. وأشار إلى أن “المراقبين إن نجحوا في المناطق الساخنة… نجحت مهمتهم في سوريا”.

تجدر الإشارة إلى أن فريق مقدمة البعثة وصل إلى دمشق يوم الخميس الماضي للإعداد لزيارة بعثة المراقبين، فيما وصل إلى دمشق رئيس البعثة مساء يوم الأحد الماضي، للبدء بمراقبة مدى الالتزام بالخطة العربية في سوريا.

وينصّ البروتوكول على أن بعثة المراقبين إلى سوريا، التي ستقوم بعملها لمدة شهر، ستراقب وترصد مدى الالتزام بالوقف الكامل لكل أعمال العنف، ومن أي مصدر كان، في المدن والأحياء السكنية السورية.

استمرار الاعتقالات

تستمر الاعتقالات في سوريا، حيث علمت “إيلاف” أن أسامة علي وطفه من محافظة إدلب، طالب ماجستير كلية الاقتصاد – قسم المصارف، اختفى، وهو يحاول تأجيل خدمة العلم، لمتابعة الدراسة في إدلب في نهاية الشهر سبتمبر (أيلول) الماضي، ولم يعرف حتى الآن مكانه، وقد تواردت معلومات غير مؤكدة عن وجوده في أحد فروع الأمن في دمشق العاصمة.

كما اختفى أيمن منصور الرجا، وهو عريف أول في الفرقة 14 في ضاحية قدسيا (قسم الإشارة)، إذ اعتقله الأمن من الوحدة، التي يخدم فيها، قبل ثلاثة أشهر، ولا يزال مجهول المصير حتى الآن.

وقد اعتقلت المخابرات السوريّة الدكتور تيسير رضوان كريم، بعد تلقيه العديد من التهديدات، لكونه ناشطًا في مسائل الإغاثة الطبية والإنسانية في سوريا.

في سياق متصل، كررت منظمات حقوقية سورية مطالبتها بالوقف الفوري لدوامة العنف والقتل، أيًا كانت مصادر هذا العنف، وسحب الجيش إلى مواقعه وفكّ الحصار عن المدن.

كما طالبت بتشكيل لجنة تحقيق قضائية مستقلة ومحايدة ونزيهة وشفافة، بمشاركة ممثلين عن المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان في سوريا، تقوم بالكشف عن المسببين للعنف والممارسين له والمسؤولين عن وقوع ضحايا، سواء أكانوا حكوميين أم غير حكوميين، وذلك لإحالتهم إلى القضاء ومحاسبتهم.

حمص تنتفض «يوم الزيارة».. وتطلب حماية دولية

70 ألفا تظاهروا ضد النظام وقت زيارة المراقبين والأمن استخدم القنابل المسيلة للدموع * مصادر لـ«الشرق الأوسط»: بابا عمرو ما زالت تحت الحصار.. والمراقبون تفقدوا المدينة ساعة ثم انسحبوا

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: يوسف دياب دمشق – لندن: «الشرق الأوسط»

لم يغير وصول المراقبين العرب إلى مدينة حمص أي شيء على الأرض.. فالمدينة التي استقبلت المراقبين بمظاهرة حاشدة ضمت نحو 70 ألف متظاهر، وهتف محتجوها «نريد حماية دولية»، لا تزال تعيش الحصار، وما زالت عمليات القتل فيها مستمرة، حسبما أكده ناشطون في المدينة لـ«الشرق الأوسط». كما أكد ناشطون أن «الوضع المأساوي لا يزال على حاله، وأن الأمن السوري مستمر في استهداف المتظاهرين بالرصاص الحي» قبل وبعد زيارة المراقبين التي استمرت ساعات شاهدوا فيها الجثث قبل أن ينسحبوا عائدين إلى دمشق.

وفيما أكد رئيس فريق المراقبين محمد مصطفى الدابي أن «اليوم كان جيدا جدا، ووجدنا تجاوبا من كافة الأطراف»، إلا أن الناشط السياسي السوري خالد أبو سليمان، وهو أحد سكان حي بابا عمرو في حمص، أفاد بأن «القصف من الدبابات ومدفعية الهاون والرشاشات الثقيلة لم يتوقف منذ 5 أيام على الحي، لكنه توقف لساعات أثناء زيارة المراقبين ليعود من جديد بعد مغادرتهم». وأفاد المرصد السوري بأن بعض الدبابات انسحبت من محيط بابا عمرو والبعض الآخر تم إخفاؤها في البساتين القريبة، لحين مغادرة المراقبين.

إلى ذلك طالب معارضون سوريون مجلس الأمن بإصدار قرار بشأن إنشاء منطقة عازلة في سوريا.

من جهتها، حذرت باريس، ولليوم الثالث على التوالي، السلطات السورية من اللجوء إلى عمليات «التلاعب أو الخداع» التي يمكن أن تقوم بها لإخفاء الحقائق الميدانية أو منع المراقبين العرب من الوصول إلى كافة المناطق.

بابا عمرو تحت الحصار.. والمراقبون تفقدوا المنطقة لساعة واحدة وعاينوا الجثث وانسحبوا

ناشطون: الأمن السوري أخذ المراقبين إلى مناطق موالية ونظم فيها مظاهرات مؤيدة للنظام

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: يوسف دياب دمشق ـ باريس: «الشرق الأوسط»

لم يغيّر وصول وفد من بعثة المراقبين العرب إلى مدينة حمص السورية، التي استقبلتهم بمظاهرة حاشدة مناهضة للنظام ضمت نحو 70 ألف شخص، شيئا على الأرض.. إذ أعلن ناشطون أن «الوضع المأساوي في حمص لا يزال على حاله، وأن الأمن السوري مستمر في استهداف المتظاهرين بالرصاص الحي».. فيما قال رئيس الفريق محمد مصطفى الدابي إنه سيعود إلى دمشق، وفريقه باق في مدينة حمص، مشيرا إلى أن «اليوم كان جيدا جدا، ووجدنا تجاوبا من كافة الأطراف». إلا أن الناشط السياسي السوري خالد أبو سليمان، وهو أحد سكان حي بابا عمرو في حمص، أفاد بأن «القصف من الدبابات ومدفعية (الهاون) والرشاشات الثقيلة لم يتوقف منذ خمسة أيام على الحي وحتى التاسعة صباحا (أمس)، وعند التاسعة والنصف أصبح إطلاق النار متقطعا، ويستهدف كل من يخرج إلى الطريق لمنع تنظيم مظاهرة، إلى أن وصل وفد المراقبين الساعة الثانية عشرة ظهرا، عندها توقف نهائيا».

وأكد أبو سليمان لـ«الشرق الأوسط» أنه «لدى وصول الوفد إلى داخل بابا عمرو أطلقت رشقات نارية من حاجز كفر عايا باتجاه البعثة ومن معها، وذلك في محاولة لمنع هذه البعثة من متابعة طريقها نحو الحي الغربي لمشاهدة الجثث والدمار، وادعى من يرافق اللجنة من جماعة النظام أن مجموعات مسلحة إرهابية هي التي تطلق النار نحوهم، لكن الأهالي أكدوا للوفد أن مصدر النار هو حاجز الأمن». وقال: «لقد تمكنا من مرافقة الوفد إلى المناطق التي دمرت وأطلعناهم على الجثث، وتأكدوا من خلوّ المنطقة من المسلحين، وأن أهلها مسالمون، لكن ما إن غادر الوفد حتى استؤنف إطلاق النار بقوة وعاد الأهالي ليحاصَروا في منازلهم». وأوضح أن الوفد أبلغهم أنه «حضر للاستطلاع وغدا (اليوم) سيحضر وفد من خمسة أشخاص سيمكث في بابا عمرو لمدة عشرة أيام»، مؤكدا أن «الحملة مستمرة وأن معظم أحياء حمص تتعرض لإبادة جماعية»، مشيرا إلى أن «الدبابات التي انسحبت من محيط بابا عمرو اختبأت في البساتين القريبة وداخل حرم المدينة الجامعية». وإذ نفى سقوط شهداء أمس في بابا عمرو، لفت إلى أن «شهيدين سلمّا (أمس) إلى ذويهما في حي الإنشاءات توفيا تحت التعذيب، في حين أن 35 شهيدا معظمهم من الأطفال والنساء سقطوا في بابا عمرو في الأيام الثلاثة الماضية بالقصف الذي دكّ منازلهم ودمرها على رؤوسهم».

ويتوافق ذلك مع ما ذكره المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس من أن السلطات السورية استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق أكثر من 70 ألف متظاهر كانوا يحاولون دخول ساحة كبيرة في حمص. وأضاف المرصد أن قوات الأمن السورية أطلقت الرصاص الحي في حي مجاور لميدان الساعة على متظاهرين مما أدى إلى إصابة أربعة أشخاص بجروح، أحدهم في حالة الخطر.

إلى ذلك، أعلن ناشط في منطقة الخالدية، عرّف عن نفسه باسم عمر، أن «قوات الأمن السورية فتحت النار الحي على المتظاهرين الذين كانوا يشيعون جنازة إمام مسجد (قباء) الذي قتل برصاص قناصة، مما أدى إلى سقوط نحو سبعة جرحى»، مشيرا إلى أن «النظام (السوري) لم يسمح للجنة المراقبين بالدخول إلى المناطق المنكوبة في باب السباع ودير بعلبة». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «لقد تداعينا للاعتصام في حي الخالدية ننتظر وصول لجنة المراقبين، وتوافد متظاهرون من كل أحياء حمص للمشاركة في تشييع الشيخ منهال الأتاسي الذي قتل عند وقوفه على مئذنة جامع (قباء)، ومناداته بإحضار الأدوية والأطباء والتبرع بالدم لمشفى (الحكمة) بسبب وجود أعداد كبيرة من الجرحى، فأطلق عليه قناصة النظام النار فأردوه على الفور».

وأضاف: «لدى خروج الجنازة وآلاف المشيعين من جامع عمر بن الخطاب في منطقة الحمراء، وبعدما قطع الجموع مسافة كبيرة وصولا إلى منطقة الخالدية، كان عدد المشيعين قارب الـ50 ألفا، وبينما كنا في طريقنا إلى منطقة الساعة (مركز المدينة) بدأ عناصر الأمن إطلاق الرصاص الحي في الهواء لتخويف المتظاهرين وتفريقهم، ولما استمرت المسيرة أطلقوا النار على الناس، مما أدى إلى إصابة سبعة شبان، ورموا القنابل المسيلة للدموع»، مشيرا إلى أن «المتظاهرين انكفأوا إلى حي الخالدية وواصلوا اعتصامهم».

ولفت الناشط عمر إلى أن «ما حُكي عن انسحاب للدبابات من الأحياء المحاصرة غير دقيق، إذ انسحب قسم منها من محيط بابا عمرو واختبأ في منطقة قريبة، على أن يعود إلى متابعة مهمته بعد خروج المراقبين»، مؤكدا أن «النظام أخذ المراقبين إلى الأحياء المؤيدة له، ونظموا مظاهرات مؤيدة للنظام ومطالبة بإخراج الإرهابيين من حمص».

من جهتها قالت قناة «الدنيا»، المؤيدة للسلطة السورية، إن وفد مراقبي الجامعة العربية توجه إلى حي باب السباع، حيث «قاموا بتقييم الأضرار التي سببتها المجموعات الإرهابية والتقوا أقرباء شهداء وشخصا خطفته»، هذه المجموعات من قبل. وأضافت أنه عند وصول المراقبين إلى باب السباع «تجمع عدد كبير من الأشخاص ليؤكدوا أنهم يريدون التصدي للمؤامرة التي دبرت ضد سوريا». وقبل جولتهم في حمص، ذكرت قناة «الدنيا» أن وفد مراقبي الجامعة العربية اجتمع مع محافظ حمص غسان عبد العال، موضحة أن «المراقبين العرب سيتوجهون إلى حماه (شمال) وإدلب (شمال غرب) أيضا»، من دون تحديد أي موعد. وكان 50 مراقبا عربيا وصلوا مساء الاثنين لمراقبة الوضع على الأرض في سوريا، حيث تقول الأمم المتحدة إن أكثر من 5 آلاف شخص قتلوا في قمع الحركة الاحتجاجية ضد النظام منذ منتصف مارس (آذار) الماضي.

وفي مدينة القصير بمحافظة حمص، أعلن المرصد «استشهاد طفل في الـ14 من العمر برصاص أطلق من مبنى بلدية المدينة، كما استشهد مواطن آخر في قرية الضبعة في المحافظة نفسها برصاص طائش». كما أوضح المرصد أن «مواطنين استشهدا وأصيب آخر بجروح إثر إطلاق رصاص من قبل قوات الأمن السورية على متظاهرين في مدينة درعا» في جنوب سوريا.

وفي مدينة دوما في ريف دمشق «استشهد مدنيان برصاص قوات الأمن خلال مشاركتهما في تشييع شهداء قتلوا الاثنين».

من جهة أخرى، ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن طالبا قتل أمس وجرح أربعة آخرون برصاص أطلقه طالب في كلية الهندسة الطبية في جامعة دمشق. وقالت الوكالة إن «الطالب عمار بالوش، بالسنة الثانية هندسة طبية بجامعة دمشق، أقدم على إطلاق النار من مسدس حربي خلال مذاكرة الطلاب في كلية الهندسة الطبية».

وأضافت أن إطلاق النار هذا «أدى إلى استشهاد الطالب حسين غنام، وإصابة كل من الطلاب سلطان رضوان وخضر حازم وجورج فرح وبيير لحام»، مشيرة إلى أن حالة أحد الطلاب حرجة جدا، بينما الثلاثة الآخرون إصاباتهم متوسطة. وأوضح مصدر رسمي أن «بالوش اختار الطلاب الخمسة بشكل مقصود، وقام بإطلاق النار عليهم»، مؤكدا أن «السلطات المعنية تلاحقه لإلقاء القبض عليه».

إلا أن المرصد السوري لحقوق الإنسان قال في بيان له إن الطالب من بلدة رنكوس في ريف دمشق «التي نفذت فيها القوات العسكرية في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) حملة عسكرية قتل خلالها 18 من أهالي البلدة».

وأضافت أنه كان أيضا بين مجموعة «طلاب اعتصموا في حرم الكلية في الثامن من الشهر الحالي دعما لثورة الشعب السوري»، موضحا أن «طلابا موالين للنظام بينهم نجل ضابط اعتدوا على الطلاب المعتصمين الذين تعرضوا للضرب المبرح والإذلال والإهانة»، وأنه «بعد الاعتداء الوحشي على الطالب من قبل الطلاب الموالين للنظام اعتقل لمدة يومين تعرض فيهما لكافة أنواع التعذيب، فما كان منه إلا أن دخل اليوم إلى قسم الهندسة الطبية بجامعته وأطلق الرصاص على الذين قاموا بالاعتداء عليه وإذلاله وتعذيبه من الطلاب الموالين للنظام».

وفي سياق ذي صلة، ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية أن «عملية تخريبية» قامت بها «مجموعة إرهابية» استهدفت فجر أمس أنبوبا للغاز في محافظة حمص وسط سوريا. وقالت الوكالة إن «مجموعة إرهابية مسلحة استهدفت عند الساعة الثالثة فجرا خطا لنقل الغاز في قرية المختارية الواقعة بين كفر عبد والرستن بمحافظة حمص في عملية تخريبية».

وفي ردود الفعل الدولية، حذرت باريس، ولليوم الثالث على التوالي، السلطات السورية من اللجوء إلى عمليات «التلاعب أو الخداع» التي يمكن أن تقوم بها لإخفاء الحقائق الميدانية أو منع المراقبين العرب من الوصل إلى كافة المناطق.

وتريد باريس أن تتمكن بعثة المراقبين العرب من القيام بكافة المهام الموكولة إليها، ومن النظام السوري تنفيذ كافة بنود المبادرة العربية وليس فقط تسهيل عمل المراقبين، باعتبار أنه جزء من كل. فضلا عن ذلك، تشكك باريس سلفا في نية النظام السوري التعاون مع الجامعة أو مع المراقبين، وتتهمه ضمنا بالسعي لكسب الوقت ولفرض حقائق على الأرض، وتحديدا القضاء على كل إمكانات التحرك للمتظاهرين.

وأمس، قالت الخارجية الفرنسية إن الأسرة الدولية «ستكون بالغة الحذر إزاء كل محاولة يمكن أن يقوم بها النظام في دمشق للتلاعب أو التستر»، مشيرة إلى أنه «لم يدخر جهدا للتمويه على الواقع» القمعي المستمر منذ عشرة أشهر. وبناء عليه، فإن باريس تدعو إلى «اليقظة» وإلى تمكين المراقبين العرب من القيام بمهامهم «من دون أية عوائق». وفي ما خص مدينة حمص تحديدا، التي شهدت في الأيام الماضية قصفا متواصلا لعدد من أحيائها ومنها حي بابا عمرو، قال الناطق باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو إنه يتعين تمكين المراقبين من الوصول إلى كل أحياء المدينة. واستطرد فاليرو قائلا إن وصول المراقبين «ليس هدفا بحد ذاته»، بل المطلوب تنفيذ الخطة العربية كاملة، ما يعني وقف القمع وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين وانسحاب القوات السورية من المدن وتسهيل وصول الصحافة إلى كافة الأراضي السورية.

المعارضون السوريون يطالبون بمنطقة دولية عازلة لحماية المدنيين

خوجه: أتوقع أن تستدعي الجامعة بعثتها خلال أسبوع.. لأن النظام لن يظهر وجهه الحقيقي أمامها

جريدة الشرق الاوسط

طالب المعارضون السوريون مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بإصدار قرار بشأن إنشاء منطقة عازلة في سوريا، حيث ترددت أنباء عن مقتل العشرات من المدنيين، في حمص في نفس اليوم الذي زار فيه مراقبو الجامعة العربية المدينة.

وكانت حصيلة قتلى اليوم الثالث من قصف مدينة حمص المشتعلة، ما لا يقل عن 50 شخصا، عشية وصول بعثة المراقبة التابعة للجامعة العربية، حسبما ذكر نشطاء أمس. وذكر المجلس الوطني السوري، أكبر تكتلات المعارضة السورية، أن العدد الحقيقي للقتلى أمس وصل إلى 50 شخصا، وطالب المجتمع الدولي بالتصويت من أجل إصدار قرار من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بإنشاء منطقة عازلة في سوريا.

وقال خالد خوجه، ممثل المجلس الوطني السوري في تركيا إن النظام السوري يحاول إثارة حرب أهلية في سوريا، وإن أفضل طريقة فعالة لتجنب هذه الحرب الأهلية هي إنشاء منطقة عازلة وممر بشري من خلال قرار من مجلس الأمن. وكان المجلس الوطني السوري قد افتتح أول مكتب له في اسطنبول قبل أسبوعين. وذكر خوجه لصحيفة «ديلي نيوز» التركية، في أنقرة، أن النظام السوري وافق على بعثة المراقبة التابعة للجامعة العربية لكسب المزيد من الوقت، وأن المراقبين لن يتمكنوا من التحرك بحرية داخل البلاد دون تصريح من السلطات السورية. وأضاف: «أعتقد أن الجامعة العربية سوف تستدعي البعثة خلال أسبوع، وذلك لأن النظام السوري لن يظهر لهم الوجه الحقيقي لما يقوم به من عمليات ضد المدنيين السوريين». وأضاف خوجه: لم يعد هناك شيء يمكن للجامعة العربية القيام به، «لقد حان الوقت لقيام الدول الغربية بالتحرك وأخذ القضية لمجلس الأمن. ورغم أنه يبدو أن قيام المجتمع الدولي باتخاذ مثل هذا القرار أمر مبكر، فإن إنشاء منطقة عازلة أمر لا مفر منه لوقف العنف في سوريا. إننا أيضا ندعم اقتراح فرنسا بعمل ممر بشري. كذلك ينبغي أن يكون هناك مراقبون تابعون للأمم المتحدة في سوريا».

وذكر خوجه أيضا أن النظام السوري أطلق سراح عناصر تنظيم القاعدة التي كانت الولايات المتحدة قد ألقت القبض عليهم بعد الحرب في أفغانستان وقامت باحتجازهم في معتقل غوانتانامو قبل أن يتم تسليمهم للنظام السوري قبل أسبوعين. وقال خوجه: «إننا نعتقد أن النظام السوري سيذكر أنهم الضالعون في التفجيرات التي حدثت في سوريا. كذلك نعتقد أن تلك التفجيرات لم تقم بها سوى الاستخبارات السورية نفسها. وإذا لم يصدق المجتمع الدولي سيناريو عناصر تنظيم القاعدة الذين أطلق نظام الأسد سراحهم، فمن المحتمل أن يقوم النظام بإرسال هذه العناصر إلى أوروبا».

وكانت سوريا قد عانت من تفجيرات كبيرة في الثالث والعشرين من ديسمبر (كانون الأول)، وتعد هذه التفجيرات أول هجمات انتحارية واسعة المدى تحدث منذ بداية الانتفاضة السورية التي تناهض نظام الأسد والتي تتواصل منذ تسعة أشهر. وقد ذكر الإعلام الرسمي في سوريا أن المسؤولين عن تلك التفجيرات عناصر من تنظيم القاعدة، بينما اشتبه مراقبون دوليون في أن تكون دمشق نفسها هي من قامت بتلك التفجيرات في محاولة لتضليل الرأي العام قبل وصول بعثة المراقبة التابعة للجامعة العربية. وذكرت فرنسا أيضا في الرابع والعشرين من ديسمبر أنها لا تعلم من يقف وراء التفجيرات الانتحارية التي حدثت في سوريا.

مراقبو الجامعة يسجلون شهادات المواطنين وغرفتا عمليات بدمشق والقاهرة للمتابعة

الأمن تركهم عند باب المدينة.. والوفد يبلغ السلطات بوجهته قبل التحرك

جريدة الشرق الاوسط

القاهرة: سوسن أبو حسين وصلاح جمعة

علمت «الشرق الأوسط» أن وفد بعثة المراقبين استهل زيارته إلى حمص في الساعة الثامنة صباح أمس الثلاثاء، واستمر بها إلى الثامنة من مساء نفس اليوم.. حيث انطلقت سيارات استأجرتها البعثة تحمل علم الجامعة العربية نحو مدينة حمص، برفقة الأمن السوري الذي ترك البعثة عند باب المدينة.

وارتدى فريق البعثة سترة مميزة وكابا للرأس عليهما شعار الجامعة العربية، وقد التقى أعضاء الوفد المكون من 12 شخصية ممثلين لـ12 دولة عربية بأعداد كبيرة من المواطنين والمتظاهرين وأسر الشهداء، وحتى من جيش سوريا الحر. وسجل المراقبون شهادات الجميع بحرية تامة وفق نصوص البروتوكول، وظل أعضاء البعثة في مدينة حمص طوال يوم أمس وفقا لمخطط عملهم، فيما بقي بعض أعضاء بعثة الجامعة في غرفة عمليات بدمشق لمتابعة سير عمل البعثة الميدانية، كما تتابع غرفة عمليات بجامعة الدول العربية بالقاهرة سير العمل، ومن المقرر أن تبدأ بعثة الجامعة زيارة مناطق أخرى في درعا وإدلب.

وحول دور الحكومة السورية في التأمين وإبلاغها بنقطة وصول الوفد، أفادت المصادر أن إبلاغ السلطات السورية يتم قبل ساعات قليلة، على أن تقوم بتوفير الحماية وفق المادة الخامسة في نص البروتوكول، ويشمل ذلك ترك البعثة على أبواب كل مدينة للتأكيد على عدم التدخل في عمل وفد الجامعة.

وفي سياق متصل، أعلن رئيس غرفة العمليات الخاصة بعمل المراقبين العرب في سوريا والأمين العام المساعد للشؤون المالية والإدارية، السفير عدنان عيسى الخضير، أن بعثة المراقبين العرب باشرت عملها أمس من حمص، حيث تقوم بواجبها كما هو متفق عليه في البروتوكول الموقع بين الجامعة العربية والحكومة السورية.

وتابع الخضير في تصريح للصحافيين بالجامعة العربية أن الفريق موجود في حمص وقابل محافظها، مضيفا أن عملهم يتم حسبما ورد في البروتوكول المقر من قبل مجلس الجامعة العربية، وهم موجودون في حمص وليس في درعا، كما أفادت بعض الأنباء.

وردا على سؤال حول تعرض الفريق لمضايقات، قال الخضير: «هناك لبس في وسائل الإعلام التي تدعي بأن بعثة المراقبين موجودة منذ الخميس، والصحيح أن البعثة وصلت أمس (أول من أمس) الاثنين، وباشر عشرة أشخاص منها برئاسة الفريق أول محمد الدابي عملهم منذ الصباح في حمص، والفريق موجود بالميدان (وقت المؤتمر الصحافي ظهر أمس) وهو على تواصل مع غرفة العمليات في القاهرة».

وحول الأماكن التي سيزورها فريق البعثة لاحقا، أوضح الخضير أن الموجودين في الميدان قادرون على تحديد وجهتهم، ويحكمهم في عملهم وثيقة البروتوكول الموقعة مع الحكومة السورية.

وحول مدى تعاون السلطات السورية مع فريق المراقبين، قال الخضير «نأمل ذلك إن شاء الله، والبعثة سترسل لنا تقارير دورية عن عملها في المناطق التي تزورها، والغرفة بدورها ترفعها لأمين عام الجامعة العربية».

وكانت غرفة العمليات الخاصة بلجنة المراقبين العرب، والمكلفة بمتابعة تطورات الأوضاع في الجمهورية العربية السورية، قد أعلنت بدء عمل هذه اللجنة على الأرض صباح أمس بعد وصول الفوج الأول منها في ساعة مبكرة.

وأوضح مسؤول في غرفة العمليات أن الوفد التحق بالفريق أول محمد أحمد الدابي رئيس البعثة، وأنهم باشروا عملهم بالفعل في مدينة حمص السورية.. مطالبا بأن تراعي وسائل الإعلام حساسية الموقف ودقة عمل اللجنة، بعيدا عن التلوين وبث الأنباء غير الصحيحة.

مراقبو الجامعة يسجلون شهادات المواطنين وغرفتا عمليات بدمشق والقاهرة للمتابعة

الأمن تركهم عند باب المدينة.. والوفد يبلغ السلطات بوجهته قبل التحرك

جريدة الشرق الاوسط

القاهرة: سوسن أبو حسين وصلاح جمعة

علمت «الشرق الأوسط» أن وفد بعثة المراقبين استهل زيارته إلى حمص في الساعة الثامنة صباح أمس الثلاثاء، واستمر بها إلى الثامنة من مساء نفس اليوم.. حيث انطلقت سيارات استأجرتها البعثة تحمل علم الجامعة العربية نحو مدينة حمص، برفقة الأمن السوري الذي ترك البعثة عند باب المدينة.

وارتدى فريق البعثة سترة مميزة وكابا للرأس عليهما شعار الجامعة العربية، وقد التقى أعضاء الوفد المكون من 12 شخصية ممثلين لـ12 دولة عربية بأعداد كبيرة من المواطنين والمتظاهرين وأسر الشهداء، وحتى من جيش سوريا الحر. وسجل المراقبون شهادات الجميع بحرية تامة وفق نصوص البروتوكول، وظل أعضاء البعثة في مدينة حمص طوال يوم أمس وفقا لمخطط عملهم، فيما بقي بعض أعضاء بعثة الجامعة في غرفة عمليات بدمشق لمتابعة سير عمل البعثة الميدانية، كما تتابع غرفة عمليات بجامعة الدول العربية بالقاهرة سير العمل، ومن المقرر أن تبدأ بعثة الجامعة زيارة مناطق أخرى في درعا وإدلب.

وحول دور الحكومة السورية في التأمين وإبلاغها بنقطة وصول الوفد، أفادت المصادر أن إبلاغ السلطات السورية يتم قبل ساعات قليلة، على أن تقوم بتوفير الحماية وفق المادة الخامسة في نص البروتوكول، ويشمل ذلك ترك البعثة على أبواب كل مدينة للتأكيد على عدم التدخل في عمل وفد الجامعة.

وفي سياق متصل، أعلن رئيس غرفة العمليات الخاصة بعمل المراقبين العرب في سوريا والأمين العام المساعد للشؤون المالية والإدارية، السفير عدنان عيسى الخضير، أن بعثة المراقبين العرب باشرت عملها أمس من حمص، حيث تقوم بواجبها كما هو متفق عليه في البروتوكول الموقع بين الجامعة العربية والحكومة السورية.

وتابع الخضير في تصريح للصحافيين بالجامعة العربية أن الفريق موجود في حمص وقابل محافظها، مضيفا أن عملهم يتم حسبما ورد في البروتوكول المقر من قبل مجلس الجامعة العربية، وهم موجودون في حمص وليس في درعا، كما أفادت بعض الأنباء.

وردا على سؤال حول تعرض الفريق لمضايقات، قال الخضير: «هناك لبس في وسائل الإعلام التي تدعي بأن بعثة المراقبين موجودة منذ الخميس، والصحيح أن البعثة وصلت أمس (أول من أمس) الاثنين، وباشر عشرة أشخاص منها برئاسة الفريق أول محمد الدابي عملهم منذ الصباح في حمص، والفريق موجود بالميدان (وقت المؤتمر الصحافي ظهر أمس) وهو على تواصل مع غرفة العمليات في القاهرة».

وحول الأماكن التي سيزورها فريق البعثة لاحقا، أوضح الخضير أن الموجودين في الميدان قادرون على تحديد وجهتهم، ويحكمهم في عملهم وثيقة البروتوكول الموقعة مع الحكومة السورية.

وحول مدى تعاون السلطات السورية مع فريق المراقبين، قال الخضير «نأمل ذلك إن شاء الله، والبعثة سترسل لنا تقارير دورية عن عملها في المناطق التي تزورها، والغرفة بدورها ترفعها لأمين عام الجامعة العربية».

وكانت غرفة العمليات الخاصة بلجنة المراقبين العرب، والمكلفة بمتابعة تطورات الأوضاع في الجمهورية العربية السورية، قد أعلنت بدء عمل هذه اللجنة على الأرض صباح أمس بعد وصول الفوج الأول منها في ساعة مبكرة.

وأوضح مسؤول في غرفة العمليات أن الوفد التحق بالفريق أول محمد أحمد الدابي رئيس البعثة، وأنهم باشروا عملهم بالفعل في مدينة حمص السورية.. مطالبا بأن تراعي وسائل الإعلام حساسية الموقف ودقة عمل اللجنة، بعيدا عن التلوين وبث الأنباء غير الصحيحة.

لبنان يواصل سياسة «النأي بالنفس» برفضه المشاركة في بعثة المراقبين إلى سوريا

الشيشكلي لـ«الشرق الأوسط»: الثوار مستاؤون من مواقف بيروت

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: يوسف دياب

واصلت الحكومة اللبنانية سياسة «النأي بالنفس» عمّا يجري في سوريا، بحيث استكملت قراراتها التي اتخذتها في مجلس الأمن الدولي وفي اجتماعات وزراء الخارجية العرب، بخطوة أخرى قضت بعدم مشاركة لبنان في بعثة المراقبين العرب إلى سوريا، وفق ما أعلنه وزير الخارجية عدنان منصور، الذي رأى أن «الأمر غير ضروري والسبب عدم إحراج لبنان بتقرير البعثة».

وأكد مصدر في الخارجية اللبنانية، أن «قرار الحكومة في عدم إرسال مراقبين إلى سوريا، هو استمرار لسياسة النأي بالنفس». ولفت المصدر لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «القيادات السياسية بدءا برئيس الجمهورية (ميشال سليمان) ورئيس الحكومة (نجيب ميقاتي) ووزير الخارجية (عدنان منصور) قرروا عدم زجّ لبنان حتى على صعيد مراقبين في أتون ما يجري في سوريا، كي لا يعطى تفسيرات مختلفة من قبل طرفي الأزمة، وهذا ما سيتوضح في الأيام المقبلة».

إلى ذلك نقلت وكالة «الصحافة الفرنسية» عن مصدر وزاري قوله إن الرئيسين ميشال سليمان ونجيب ميقاتي «تداولا في طلب الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي إيفاد عشرة مراقبين لبنانيين للمشاركة في مهام بعثة المراقبين العرب، على أن يكون نصفهم من العسكريين والنصف الثاني من الحقوقيين، وبنتيجة التشاور، تقرر عدم مشاركة لبنان في البعثة انسجاما مع سياسة النأي بالنفس التي ينتهجها لبنان إزاء الأزمة السورية والتي تُرجمت حتى الآن بمواقفه في مجلس الأمن وفي المجلس الوزاري للجامعة».

وأوضح المصدر الوزاري، أن «هذه السياسة تمليها الرغبة بعدم التدخل في الشأن الداخلي السوري، وإذا كان لبنان لا يريد أن يعزل نفسه عن بقية الدول الأعضاء في الجامعة وعن المجتمع الدولي، إلا أنه يسعى في الوقت نفسه إلى تجنب أي انعكاسات سلبية للتطورات السورية عليه».

من جهته تمنّى عضو «المجلس الوطني السوري» أديب الشيشكلي، أن «يكون امتناع وزارة الخارجية اللبنانية عن إرسال مراقبين إلى سوريا هو للوقوف على الحياد، وأن يكون هذا الحياد إيجابيا».

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «أعتقد أنه من الأفضل بقاء لبنان خارج اللعبة حاليا، لأن هناك استياء عارما لدى الثوار في سوريا من المواقف التي اتخذتها الحكومة اللبنانية سواء في مجلس الأمن الدولي أو في اجتماعات مجلس الجامعة العربية». مؤكدا أن «الثوار لا يعولون لا على الموقف اللبناني ولا على مبادرة الجامعة العربية ولا على البروتوكول لأن كل هذه الإجراءات لم تغيّر شيئا على الأرض، وطالما أن بعثة المراقبين هي اليوم أسيرة لدى النظام السوري، فلا تستطيع التنقل أو التحرك إلا وفق مشيئة المخابرات السورية». وأمل الشيشكلي على لبنان أن «يتخذ موقفا إيجابيا في المرحلة المقبلة، بعد انتهاء مهمة البعثة العربية وإحالة تقاريرها إلى الجامعة العربية».

حزب الله يتهم قوى «14 آذار» بتهريب السلاح والمقاتلين إلى سوريا

نائب منه لـ«الشرق الأوسط»: عناصر من المعارضة اللبنانية قتلت في مدن سورية

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: بولا أسطيح

اتهم مسؤول العلاقات الدولية في حزب الله، عمار الموسوي، قوى «14 آذار» بـ«التورط في تهريب السلاح وبعض المقاتلين إلى سوريا»، معتبرا أن «هذه القوى تسعى لإثارة الأجواء والمناخات المذهبية من خلال توجيه التهم لحزب الله». وشدد الموسوي على أنه «ليس من مصلحة أي فريق لبناني التورط في الأحداث في سوريا»، مطالبا «اللبنانيين عامة باعتماد سياسة النأي بالنفس عما يجري داخل سوريا؛ لأن أي تورط سينعكس سلبا على لبنان، ونحن لسنا في حاجة إلى مثل هذه الانعكاسات السلبية». بالمقابل، توعدت قوى المعارضة اللبنانية بمساءلة وزير الدفاع اللبناني فايز غصن بما خص اتهاماته لبلدة عرسال بإيواء عناصر من «القاعدة».

وبينما أكد عضو كتلة حزب الله النيابية، كامل الرفاعي، لـ«الشرق الأوسط»، أن «عناصر من المعارضة اللبنانية كانت تشارك في الأحداث الجارية هناك قُتلت في سوريا»، نافيا «نفيا قاطعا أن يكون حزب الله قد أرسل أي فرد حزبي إلى هناك»، لفت إلى أن «الحزب حريص كل الحرص على أن تحل الأزمة السورية داخل البيت السوري والعربي».

وتعليقا على حديث وزير الدفاع اللبناني عن تسلل عناصر من «القاعدة» إلى سوريا من خلال بلدة عرسال، قال الرفاعي: «حين اتهم الوزير فايز غصن بعض من في عرسال بالمساهمة بتهريب الأسلحة والعناصر فهو لم يتهم البلدة بأكملها. كلنا يعلم أن في كل بلدة الخيرين والمتآمرين، وهذا الاتهام قد يطال أي بلدة حدودية مع سوريا»، لافتا إلى أنه «يتم شراء بعض الرجال في عرسال ليسهموا بتهريب عناصر من المعارضة السورية وعناصر من جنسيات عربية قد يكون بعضهم من (القاعدة)».

وكشف الرفاعي عن أن «مساعد وزيرة الخارجية الأميركية، في زيارته الأخيرة إلى لبنان، طلب من قوى (14 آذار) العمل بسرعة لإنشاء ممرات أمنية وإنسانية في الشمال اللبناني، ولعل تصريحات نواب الشمال التصعيدية أقرب ما تكون لعمليات تغطية لما سيتم في هذا الإطار».

بالمقابل، وفي الجبهة المعارضة، أكد نواب تيار المستقبل أنهم بصدد مساءلة وزير الدفاع بما خص اتهاماته لبلدة عرسال بإيواء عناصر من «القاعدة». ورأى عضو كتلة المستقبل، النائب أحمد فتفت، أنه «من غير المسموح لوزير دفاع أن يعرض لبنان وبلدات لبنانية ويزج باسمها في موضوع كهذا»، وتابع: «نحن سنصر على استجوابه إذا لم يكن هناك ملف قضائي؛ لأننا نرفض أن يكون لبنان ممرا لعمليات عسكرية في الداخل السوري».

في السياق عينه، وصف عضو تكتل «لبنان أولا»، عمار حوري، كلام وزير الدفاع بـ«الكلام السياسي لاستخدامه واستثماره سوريّا»، مؤكدا أن «قوى المعارضة لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه هذا الاعتداء الصارخ على منطقة عزيزة على قلوبنا هي عرسال، كما أننا سنتابع الموضوع وفق الأسس البرلمانية، وسنقوم بمساءلة وزير الدفاع حفاظا على السلم الأهلي والاستقرار الداخلي».

كان وزير الداخلية والبلديات مروان شربل قد شدد على وجوب «أخذ كلام وزير الدفاع، فايز غصن، عن وجود عناصر من (القاعدة) في منطقة عرسال في الاعتبار، وعدم إهمال هذه التحقيقات ووضعها كأولوية على جدول أعمال مجلس الوزراء»، موضحا أن «الجيش يقوم بالتحقيق في المعلومات التي كشف عنها الوزير غصن، على أن يطلعنا عليها خلال انعقاد جلسة مجلس الوزراء اليوم». بدوره، جدد رئيس بلدية عرسال، علي الحجيري، نفي أي معلومات لديه حول وجود عناصر من «القاعدة» في عرسال، مطالبا «الجيش اللبناني بالانتشار على الحدود ووزير الدفاع فايز غصن بالقيام بواجبه بالدفاع عن المنطقة في وجه الخروقات».

70 ألفاً تظاهروا في المدينة ورصاص قوات الأسد يوقع عشرات الشهداء

حمص للمراقبين العرب: نريد الحماية الدولية

تحدّى عشرات آلاف المحتجين المطالبين بإسقاط الرئيس السوري بشار الأسد المجازر التي يرتكبها شبيحة النظام يومياً والقمع المتواصل منذ الأيام الأولى لثورة الشعب السوري في آذار (مارس) الماضي، وطالبوا بصوت واحد المراقبين العرب الذين تجولوا في بعض أحياء مدينة حمص أمس: نريد الحماية الدولية.

أما دبابات جيش الأسد التي حاول النظام إخفاءها داخل المدينة قبل أن تعود مساء لعملها في نشر الرعب والموت بين المدنيين، فقد استبدلت صباحاً بقاذفات الغاز المسيل للدموع وبالرصاص الذي انهمر على المتظاهرين السلميين في حمص وفي غيرها من المدن الثائرة حيث سقط 42 قتيلاً على الأقل.

ففي لقطات مصوّرة بثها نشطاء من حمص على موقع “يوتيوب” أمس، ظهرت حشود من المتظاهرين تجمعوا في المدينة تصيح في المراقبين العرب: “بدنا (نريد) حماية دولية”. وبينما كان المراقبون يشقون طريقهم وسط الحشود التي تصرخ فيهم، هرعت امرأة منقبة إلى رئيس البعثة وصرخت “نريد المعتقلين”.

وظهرت في اللقطات مقابلة في الشارع في ما يبدو مع المراقبين العرب حيث ناشدهم بعض السكان وتوسلوا اليهم للتوغل في حي بابا عمرو حيث اتسم هجوم قوات الأسد الأمنية ضد المدنيين بالشراسة.

وقرب انتهاء شريط الفيديو سمع دوي زخات رصاص بعد ان صرخ أحد السكان في وجه مراقب وطالبه بأن يكرر ما ابلغ به قيادته للتو. وصاح الرجل وهو يمسك بالمراقب من سترته “كنت تقول لرئيس البعثة انه لا يمكننا العبور الى الشارع الثاني بسبب اطلاق النار. لماذا لا تقول هذا (لنا)”.

وقال المراقب انه غير مخول بالادلاء بتصريحات.

ودوى صوت أعيرة نارية قوي بينما كان مراقبان ورجلان يرتدي كل منهما سترة برتقالية اللون وسط حشد من السكان الذين ناشد أحدهم الفريق قائلاً “ادخلوا الى الداخل وانظروا ما يحدث في الداخل. لقد ذبحونا والله”.

وذكر “المرصد السوري لحقوق الانسان” رامي عبدالرحمن ان “اكثر من 70 الف متظاهر يحاولون الدخول الى ميدان الساعة في وسط مدينة حمص وقوات الامن السورية تطلق القنابل المسيلة للدموع من اجل تفريقهم”.وعرض تلفزيون “الجزيرة” لقطات لعدد يبلغ نحو 20 الف سوري في سوق في حي الخالدية وهو واحد من أربعة أحياء شهدت اراقة دماء.

وعلت اصوات الصفير والصراخ ولوح المحتجون بالاعلام وبثوا موسيقى عبر مكبرات الصوت وهم يصفقون. ونصحت النساء بمغادرة المكان بسبب مخاطر اراقة دماء. لكن احد المتحدثين حث الرجال على التقدم.

وردد المحتجون عبارات “يسقط النظام”. وقال ناشط يدعى تامر انهم يخططون للاعتصام في الميدان. وأضاف “حاولنا بدء مسيرة الى السوق الرئيسية، لكن المنظمين طلبوا منا التوقف وهذا امر بالغ الخطورة. لا يجرؤ احد على الذهاب الى الشوارع الرئيسية. لذلك سنبقى في الخالدية وسنبقى هنا في الميدان ولن نرحل من هنا”.

وقبل وصول المراقبين الى حمص انسحبت دبابات الجيش السوري من حي بابا عمرو، وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن ان “11 دبابة شوهدت تنسحب من حي بابا عمرو”. واضاف ان “هذه الدبابات شوهدت في حي الشماس المجاور لبابا عمرو”.

وقال نشط إن ما يصل إلى 12 دبابة شوهدت وهي تنسحب من حي بابا عمرو قبيل وصول المراقبين إلى المدينة. وأضاف النشط أن دبابات أخرى تم إخفاؤها.

وقال نشط في حمص يدعى محمد صالح عبر الهاتف “يقع منزلي عند المدخل الشرقي لبابا عمرو. رأيت ست دبابات على الأقل تغادر الحي في نحو الساعة الثامنة صباحا.. لا أعلم إذا كان هناك المزيد من الدبابات في المنطقة”.

وأظهر فيديو صوره نشطاء أمس دبابات تجوب حي بابا عمرو وتطلق النار على أهداف غير واضحة. وأظهرت لقطات فيديو صورا بشعة لجثث وسط ركام مبنى به آثار قصف.

وكان المرصد والمجلس الوطني السوري دعوا المراقبين العرب الى التوجه الفوري الى حي بابا عمرو ليتوقف القتل المستمر بحق ابناء الشعب السوري وخصوصا في هذا الحي المنكوب ولكي يكونوا شهودا على جرائم النظام السوري بحق الانسانية.

واتهم المرصد السلطات السورية بأنها تقوم “في بعض مناطق جبل الزاوية بتغيير اسماء لافتات القرى ليضللوا لجان المراقبين العرب”، داعيا لجان المراقبين الى “الاتصال بنشطاء حقوق الانسان والثوار”.

وقالت “لجان التنسيق المحلية في سوريا” في صفحتها على موقع “فايسبوك” أمس، “وصل عدد شهداء سوريا اليوم (أمس) إلى خمسة وثلاثين شهيدا بينهم طفلان، اربعة عشر شهيدا من حمص، ثلاثة شهداء في جامعة دمشق، اربعة شهداء في درعا، اربعة شهداء في ريف دمشق، حرستا ودوما والكسوة، وثلاثة شهداء في كل من ادلب وحماه، شهيدان في دير الزور وشهيد في كل من سراقب واللاذقية”.

وقال رئيس فريق المراقبين العرب في سوريا محمد مصطفى الدابي عقب جولة في حمص انه سيعود الى دمشق ولكن فريقه باق في المدينة. وقال الدابي “غادرت حمص الى دمشق لارتباطي باجتماعات، ولكن فريق المراقبين سيبيتون الليلة في حمص وأنا سأعود غداً (اليوم) الى المدينة”. اضاف “اليوم (أمس) كان جيداً جداً ووجدنا تجاوباً من كل الأطراف”.

وأعلن رئيس غرفة العمليات الخاصة بعمل المراقبين العرب في سوريا والأمين العام المساعد للشؤون المالية والإدارية لدى جامعة الدول العربية السفير عدنان عيسى الخضير أن بعثة المراقبين تقوم بواجبها كما هو متفق عليه في البروتوكول الموقع بين الجامعة العربية والحكومة السورية.

وأوضح في تصريح للصحافيين في مقر الجامعة العربية امس أن “الفريق موجود في حمص والتقى محافظ المدينة، ويباشرون عملهم وفق ما ورد في البروتوكول الذي أقره مجلس الجامعة العربية، وهم في حمص وليس في درعا كما تردد في بعض وسائل الاعلام”.

وحول مدى تعرض الفريق العربي لمضايقات، أجاب الخضير: “هناك لبس في وسائل الإعلام التي تدعي بأن بعثة المراقبين موجودة منذ الخميس، والصحيح أن البعثة وصلت (أول من) أمس وباشر عشرة أشخاص منها برئاسة الفريق أول محمد الدابي عملهم منذ الصباح في حمص، والفريق موجود ميدانيا وعلى تواصل دائم مع غرفة العمليات الخاصة بالبعثة في القاهرة”.

وحول الأماكن التي سيزورها فريق البعثة قال الخضير ان “الموجودين في الميدان قادرون على تحديد وجهتهم، ويحكمهم في عملهم وثيقة البروتوكول الموقعة مع الحكومة السورية والتنسيق مع رئيس البعثة”، معرباً عن امله في “تعاون السلطات السورية مع فريق المراقبين”.

وأشار إلى ان “البعثة سترسل لنا تقارير دورية عن عملها في المناطق التي تزورها، والغرفة بدورها ترفعها إلى الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي”.

وفي المواقف الدولية، اتهمت الولايات المتحدة النظام السوري أمس، بأنه قام بتصعيد اعمال القمع قبيل وصول مراقبي الجامعة العربية الى سوريا. وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية مارك تونر ان “الوضع كان مرعباً خلال ايام عدة تصاعد فيها العنف. بالتأكيد، ندين تصعيد العنف”.

واضاف ان “النظام (السوري) استغل الايام الاخيرة لتكثيف هجماته على بعض احياء مدينة حمص ومدن اخرى قبل وصول مراقبي” الجامعة العربية. وأكد تونر ان “هذه الافعال لا تنسجم مع الشروط التي تضمنتها خطة الجامعة العربية للخروج من الازمة في الثاني من تشرين الثاني (نوفمبر الماضي)، او مع موافقة النظام (السوري)” على حضور المراقبين “في 19 كانون الاول (ديسمبر)” الجاري.

وأعرب تونر عن امله بأن “يظهر المراقبون شجاعة في عمليات بحثهم لكشف حقيقة ما يحصل على الارض”. واضاف ان الولايات المتحدة “تطالب السلطات السورية بأن تسمح للمراقبين بالوصول الى السوريين من دون قيود بهدف انجاز مهمتهم”.

وأكدت فرنسا أنه ينبغي على السلطات السورية تنفيذ كل بنود خطة الجامعة العربية وعدم الاكتفاء بالسماح فقط لمراقبي الجامعة العربية بدخول البلاد.

وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو في مؤتمر صحافي أمس إن “وصول المراقبين التابعين للجامعة العربية إلى الأراضي السورية هو بطبيعة الحال ليس غاية بل لا بد أن يقوم نظام دمشق بتطبيق كافة بنود المبادرة العربية بشأن سوريا”.

وأضاف “خطة الجامعة العربية تتضمن وقف القمع والإفراج عن المعتقلين السياسيين وسحب قوات الأمن من المدن السورية والعودة إلى الثكنات بالإضافة إلى السماح لوسائل الإعلام وممثلي الصحافة بالدخول إلى الأراضي السورية”.

وشدد على “ضرورة تمكين مراقبي الجامعة العربية من الوصول إلى كل أنحاء مدينة حمص حيث يتعرض السكان خصوصا في حي بابا عمرو لجرائم، لإعداد تقييم مستقل لما حدث هناك بشكل واضح”، مؤكدا أن “حمص تمثل أولوية الآن وبالتالي فنحن ندعو المراقبين إلى الدخول في كافة انحاء هذه المدينة”، وتابع “على المراقبين أن يساعدوا أيضا في “وضع حد للعنف”، داعياً إلى ضرورة توفير الامكانيات لبعثة المراقبين لتكون قادرة على التحرك والتنقل من دون عائق في جميع أنحاء الأراضي السورية.

وبشأن موقف موسكو، قال فاليرو ان “على روسيا أيضا أن تتحمل مسؤولياتها في ما يحدث في سوريا”، منتقدا عرقلة موسكو لمسعى قرار لمجلس الأمن الدولي بإدانة أعمال القمع والعنف في سوريا وفرض عقوبات على النظام السوري.

(أ ف ب، رويترز، يو بي أي،

أ ش أ، “المستقبل”)

70 ألفاً يتظاهرون في حمص والمراقبون يتحدثون عن تجاوب الأطراف

أكد رئيس فريق المراقبين العرب في سوريا محمد مصطفى الدابي أمس، أنه سيعود إلى دمشق وفريقه باقٍ في مدينة حمص (وسط)، حيث أمضت البعثة يوم عملها الأول . وقال “اليوم (أمس) كان جيداً جداً ووجدنا تجاوباً من الأطراف كافة”، في وقت خرجت تظاهرات في أحياء عدة من المدينة، بلغ عدد المشاركين في كبراها 70 ألفاً حسب ما ذكر نشطاء .

وأعلن رئيس غرفة العمليات الخاصة بعمل المراقبين العرب عدنان عيسى الخضير أن بعثة المراقبين باشرت عملها في حمص، من دون تعرضها لمضايقات، وأنها تقوم بواجبها كما هو متفق عليه في البروتوكول الموقع بين الجامعة العربية والحكومة السورية .

ولفت في تصريحات للصحافيين إلى أن أفراد البعثة التقوا محافظ المدينة، وباشروا عملهم وفق ما ورد في البروتوكول، وهم موجودون في حمص وليس في درعا، كما تردد في بعض وسائل الإعلام .

وكان مراقبو الجامعة العربية بدأوا مهمتهم بجولة في حمص، وقالت قناة “الدنيا” إن وفد المراقبين توجه إلى حي باب السباع، وقبل جولتهم اجتمعوا مع محافظ حمص غسان عبد العال، موضحة أن المراقبين سيتوجهون إلى حماة (شمال) وإدلب (شمال غرب) .

وقبيل وصول المراقبين، انسحبت دبابات للجيش السوري من حي بابا عمرو، كما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان . إلا أنه قال في وقت لاحق إن انسحاب الدبابات “لم يكن سوى خدعة وسرعان ما استؤنف إطلاق النار بعد دقائق” . وأعلن أنه في مدينة القصير قتل طفل في ال14 من العمر برصاص أطلق من مبنى بلدية المدينة، كما قتل شخص في قرية الضبعة برصاص طائش . وأوضح أن شخصين قتلا وأصيب ثالث بجروح إثر إطلاق رصاص من قوات الأمن السورية على متظاهرين في مدينة درعا” (جنوب) . وفي دوما في ريف دمشق قتل مدنيان برصاص قوات الأمن خلال مشاركتهما في تشييع قتلى الاثنين .

وذكر المرصد أن السلطات السورية استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق أكثر من 70 ألف متظاهر في ميدان الساعة بمدينة حمص، وقال إن “أكثر من 70 ألف متظاهر يحاولون الدخول إلى الميدان وسط المدينة، وقوات الأمن تطلق القنابل المسيلة للدموع لتفريقهم” . وكان تحدث عن تظاهرة بمشاركة أكثر من 30 ألف شخص في حي الخالدية، وتحدث عن “تظاهرة حاشدة وكبيرة في حي باب الدريب، التحم المتظاهرون فيها مع تظاهرة أخرى خرجت في حي جب الجندلي المجاور” . كما أشار إلى تظاهرات في “أحياء كرم الشامي وحي الميدان” . وأوضح رئيس المرصد رامي عبد الرحمن أن “وفد المراقبين دخل إلى بابا عمرو يرافقه أشخاص من الحكومة لكنه لم يلتق أحدا من السكان” . وقال إن “منطقة كفرعايا القريبة من حي بابا عمرو شهدت إطلاق نار نفذه عناصر من الأمن على الأهالي الذين خرجوا لتشييع” قتلى .

وكان المجلس الوطني السوري المعارض طالب الاثنين، بأن “يتبنى مجلس الأمن المبادرة العربية”، معتبراً أن الجامعة “لا تملك الوسائل لتطبيقها” . وقال رئيس المجلس برهان غليون في مؤتمر صحافي في باريس إن “الخطة العربية جيدة لاحتواء الأزمة، لكني أعتقد أن الجامعة لا تملك الوسائل الفعلية لتطبيقها” . وأوضح أن تبني الأمم المتحدة للخطة “من شأنه أن يمنحها مزيداً من القوة”، وشدد على أن “الحكومة السورية لم تف بالتزاماتها” .

ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أمس، أن طالبا قتل وجرح أربعة آخرون برصاص أطلقه طالب في كلية الهندسة الطبية في جامعة دمشق . وقالت الوكالة إن “الطالب عمار بالوش سنة ثانية هندسة طبية بجامعة دمشق أقدم على إطلاق النار من مسدس حربي خلال المذاكرة للطلاب في كلية الهندسة الطبية” . وأضافت أن إطلاق النار أدى إلى مقتل الطالب حسين غنام وإصابة كل من الطلاب سلطان رضوان وخضر حازم وجورج فرح وبيير لحام، مشيرة إلى أن حالة أحد الطلاب حرجة جدا، بينما الثلاثة الآخرون إصاباتهم متوسطة . وأوضح مصدر رسمي أن “بالوش اختار الطلاب الخمسة بشكل مقصود وقام بإطلاق النار عليهم”، مؤكدا أن “السلطات المعنية تلاحقه لإلقاء القبض عليه” .

من جهته، تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان عن أن “أربعة طلاب جامعيين أصيبوا بجروح أحدهم بحالة حرجة إثر إطلاق رصاص من طلاب موالين للنظام داخل قسم الهندسة الطبية” . أما لجان التنسيق المحلية فتحدثت عن مقتل الطلاب تيسير حازم وخضر حازم وحسين غنام إثر إطلاق قوات الأمن النار بشكل عشوائي في الكلية .         (أ .ف .ب)

الإمارات لحقوق الإنسان” تنضم إلى بعثة المراقبين في سوريا

أعلنت جمعية الإمارات لحقوق الإنسان في دبي، أمس، مشاركتها ضمن وفد بعثة المراقبين العرب إلى سوريا بعد اختيارها من المنظمة العربية لحقوق الإنسان بالعاصمة المصرية القاهرة، ويمثلها محمد سالم الكعبي نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية .

وأوضح أمين عام الجمعية أن المشاركة في بعثة المراقبين تأتي للوقوف على حقيقة الأوضاع في سوريا التي تشهد حركة احتجاجية مستمرة منذ منتصف مارس/آذار الماضي .

وقال إن اختيار الجمعية للمشاركة ضمن البعثة جاء نتيجة لثقة الجامعة العربية بالجمعية والقائمين عليها .

منظمة دولية تتهم سورية بإخفاء معتقلين عن أعين مراقبي جامعة الدول العربية

بيروت – اتهمت منظمة “هيومان رايتس ووتش” الحقوقية الحكومة السورية اليوم الاربعاء بإخفاء مئات من المعتقلين عن أعين بعثة مراقبي جامعة الدول العربية إلى سورية.

وقالت المنظمة ومقرها نيويورك في بيان “ربما نقلت السلطات السورية مئات من المعتقلين إلى مواقع عسكرية محظورة لاخفائهم عن مراقبي الجامعة العربية الذين يزورون البلاد الان”.

وذكرت سارة لياه وايتسون مديرة المنظمة في الشرق الاوسط “الخداع السوري يجعل من المهم بالنسبة للجامعة العربية رسم خطوط واضحة فيما يتعلق بالوصول إلى المعتقلين والاستعداد للتحدث صراحة عندما يتم تجاوز تلك الخطوط”.

وكان رئيس بعثة مراقبي جامعة الدول العربية إلى سورية الفريق أول ركن محمد أحمد مصطفى الدابي قد أعرب عن تفاؤله ازاء سير عمل البعثة ، موضحا أن مهمتها هي “المراقبة وليست التفتيش أو تقصي الحقائق”.

وفي تصريحات عبر الهاتف لصحيفة “الحياة” السعودية التي تصدر في لندن ، قال الدابي إنه سيرسل تقريرا إلى الجامعة العربية بعد زيارته لحمص أمس الثلاثاء ، موضحا :”لن نعطي الإعلام أي تفاصيل عن تقارير المراقبة (للأوضاع في سورية) بل نرسلها إلى الجامعة العربية”.

وردا على سؤال حول الأجواء وكيفية معاملة السلطات السورية عقب وصوله إلى دمشق الأحد الماضي ، قال :”اجتمعت بعد وصولي مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم ، وسألتقي مسؤولين آخرين. حتى الآن الموقف هادئ ، والأمور مبشرة. وأنا متفائل بأن نمشي (نخطو) خطوات إيجابية إلى الأمام”.

وأشار إلى أنه “لا توجد تعقيدات من الجانب السوري (الحكومي) .. وجدت منهم تعاونا” في شأن مهمة المراقبين.

وقال الدابي “بعثتنا هي الأولى من نوعها في تاريخ الجامعة العربية، أي أنها من دون خلفيات .. لا بد من تجهيز المعدات (لعمل المراقبين) والسيارات والأجهزة ، والآن وصلت سيارات ، كما أن هناك شبه اكتمال للمعدات”.

ومن ناحية أخرى ، ذكرت قناة “الدنيا التليفزيونية السورية اليوم الأربعاء أن المراقبين سيقومون بزيارة معاقل الاحتجاجات في حمص وإدلب قرب الحدود مع تركيا ، دون تحديد جدول زمني لذلك.

وتتمثل المهمة الرئيسية للبعثة في مراقبة تنفيذ خطة الجامعة العربية التي تدعو لانسحاب قوات الأمن من المناطق المدنية وإطلاق سراح المقبوض عليهم خلال الاضطرابات .

واشنطن تتهم دمشق بتصعيد القمع قبيل وصول المراقبين

واشنطن – اتهمت الولايات المتحدة الثلاثاء النظام السوري بانه قام بتصعيد اعمال القمع قبيل وصول مراقبي الجامعة العربية الى سوريا.

وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية مارك تونر ان “الوضع كان مرعبا خلال ايام عدة تصاعد فيها العنف. بالتأكيد، ندين تصعيد العنف”.

واضاف ان “النظام (السوري) استغل الايام الاخيرة لتكثيف هجماته على بعض احياء مدينة حمص ومدن اخرى قبل وصول مراقبي” الجامعة العربية.

واكد تونر ان “هذه الافعال لا تنسجم مع الشروط التي تضمنتها خطة الجامعة العربية للخروج من الازمة في الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر او مع موافقة النظام (السوري)” على حضور المراقبين “في 19 كانون الاول/ديسمبر”.

والمراقبون العرب مكلفون مراقبة الوضع الميداني في اطار الخطة العربية التي تلحظ ايضا وقف العنف والافراج عن المعتقلين وانسحاب الجيش السوري من المدن والسماح بحرية التنقل للمراقبين العرب والصحافيين.

وبدأ مراقبو الجامعة العربية الثلاثاء مهمتهم في سوريا بجولة في حمص التي استقبلتهم بتظاهرة حاشدة مناهضة للنظام ضمت نحو 70 الف شخص، جابهتها قوات الامن السورية بالرصاص ما ادى الى مقتل ثلاثة اشخاص على الاقل في هذه المدينة، فيما وصل عدد القتلى المدنيين الثلاثاء في مختلف المناطق السورية الى 12 على الاقل، كما ذكر ناشطون.

واعرب تونر عن امله بان “يظهر المراقبون شجاعة في عمليات بحثهم لكشف حقيقة ما يحصل على الارض”.

واضاف ان الولايات المتحدة “تطالب السلطات السورية بان تسمح للمراقبين بالوصول الى السوريين من دون قيود بهدف انجاز مهمتهم”.

عدد من المراقبين العرب يدخلون حي بابا عمرو في حمص

ذكر “المرصد السوري لحقوق الانسان” أنّ فريق مراقبي “جامعة الدول العربية” دخل اليوم الاربعاء حي بابا عمرو في حمص (وسط سوريا) أحد معاقل الحركة الاحتجاجية ضد نظام الرئيس بشار الاسد. وقال رئيس “المرصد” رامي عبد الرحمن لوكالة “فرانس برس” إنّ “بعض المراقبين دخلوا الى بابا عمرو في نهاية المطاف”، موضحًا أنّ أهالي الحي رفضوا في البداية السماح للمراقبين بدخول الحي لأنّ مقدّمًا في الجيش السوري يرافقهم.

ولفت المصدر نفسه إلى أنّ أهالي بابا عمرو “طلبوا من رئيس اللجنة أن يدخل لمقابلة أهالي الشهداء والجرحى وليس فقط لمقابلة البعثيين”، مشيرًا إلى أنّ الأهالي ناشدوا اللجنة الدولية للصليب الاحمر الدولي “تأمين علاج آمن للجرحى الذين اصيبوا في الايام الماضية وعددهم حوالى مئتين في بابا عمرو لانه يخشى ان يصبحوا في عداد الشهداء في مستشفيات الدولة”.

وقال “المرصد” إنّ “اللجنة توجّهت بعد ذلك الى حي باب السباع حيث ينظّم النظام فيه مسيرة مؤيدة جانب حاجز الفارابي”، على حد قوله.

يشار إلى أنّ مراقبي “الجامعة العربية” بدأوا الثلاثاء مهمتهم في سوريا بجولة في حمص التي استقبلتهم بتظاهرة حاشدة مناهضة للنظام ضمت نحو سبعين الف شخص، جابهتها قوات الامن السورية بالرصاص ما ادى الى مقتل ثلاثة اشخاص على الاقل في المدينة.

(أ.ف.ب.)

وفاة طالب ثان جُرح في اطلاق نار في جامعة دمشق أمس

ذكرت وكالة الانباء السورية “سانا” أنّ أحد الطلاب الاربعة الذين جرحوا في اطلاق النار عليهم من قبل زميل لهم في كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية في جامعة دمشق توفي اليوم الاربعاء. وقالت الوكالة، نقلاً عن مصدر طبي في مشفى “المجتهد”، إنّ “الطالب خضر خازم من قسم الهندسة الطبية في الكلية كان في حالة خطرة نتيجة اطلاق النار عليه واستشهد في الساعة 1,30 من الاربعاء ( 23,30 تغ الثلاثاء)”.

وكانت “سانا” اعلنت امس ان “الطالب عمار بالوش سنة ثانية هندسة طبية بجامعة دمشق اقدم على اطلاق النار من مسدس حربي خلال مذاكرة الطلاب في كلية الهندسة الطبية”، ما ادى الى مقتل طالب وجرح اربعة آخرين احدهم اصابته حرجة.  وأوضح مصدر رسمي لـ”سانا” أنّ “بالوش اختار الطلاب الخمسة بشكل مقصود وقام باطلاق النار عليهم”، مؤكدا ان “السلطات المعنية تلاحقه لإلقاء القبض عليه”.

في المقابل، قال “المرصد السوري لحقوق الانسان”، في بيان تسلمت وكالة “فرانس برس” نسخة منه، أنّ الطالب بالوش هو من بلدة رنكوس في ريف دمشق “التي نَفّذَت فيها القوات العسكرية في 27 تشرين الثاني حملة عسكرية قتل خلالها 18 من اهالي البلدة”، مشيرًا إلى أنه كان أيضًا بين مجموعة “طلاب اعتصموا في حرم الكلية في الثامن من الشهر الجاري دعما لثورة الشعب السوري”. وأوضح أنّ “طلابا موالين للنظام بينهم نجل ضابط اعتدوا على الطلاب المعتصمين الذين تعرضوا للضرب المبرح والاذلال والاهانة”.

وختم المرصد بالقول إنّه “بعد الاعتداء الوحشي على الطالب من قبل الطلاب الموالين للنظام اعتقل لمدة يومين تعرض فيهما لكافة أنواع التعذيب فما كان منه الا ان دخل قسم الهندسة الطبية بجامعته واطلق الرصاص على الذين قاموا بالاعتداء عليه واذلاله وتعذيبه من الطلاب الموالين للنظام”.

يشار إلى أنّ إطلاق النار أدّى إلى استشهاد الطالب حسين غنّام واصابة كل من الطلاب سلطان رضوان وخضر خازم وجورج فرح وبيير لحام.

(أ.ف.ب.)

طيارة يضرب عن الطعام بمعتقله بحمص

ارتفع صوت المعارض السوري نجاتي طيارة (66 عاما) باكرا مع بداية الثورة، وارتبط اسمه بمدينة حمص ومظاهراتها، إلا أنه غيب باكرا كذلك بالسجون السورية، وأمضى أكثر من سبعة شهور قبل أن يعلن الأربعاء إضرابا مفتوحا عن الطعام مع مجموعة مع المعتقلين السياسيين.

وقد أعلن طيارة إضرابه صحبة سياسيين في سجن حمص المركزي من ضمنهم أطباء وصحفيون، إلى حين وصول وفد الجامعة العربية إلى السجن والإشراف على تطبيق المبادرة العربية والإفراج عن جميع المعتقلين.

وأطلق ناشطون حملة للتضامن مع طيارة والمطالبة بإطلاق سراحه، كما خرجت أمس الثلاثاء مظاهرة في قدسيا وفاء له.

وكان طيارة على الأرض مع المتظاهرين منذ اشتعال الشرارة الأولى للثورة في حمص، وكان من أهم المراقبين الذين ينقلون مشاهداته للعالم عبر ظهوره في وسائل الإعلام، واعيا التهديد بالقتل أو الاعتقال الذي يحيق بالمتظاهرين.

وعبر عن ذلك في إحدى مقابلاته عند ما قال إن المتظاهر السوري يعادل عشرة آلاف متظاهر في بلد ديمقراطي، فكان واحدا ممن لحق بهم الاعتقال بتهمة النيل من هيبة الدولة.

اعتقال تعسفي

كان يفترض أن يعود طيارة إلى بيته ليلة عيد الفطر الماضي وفقا للقرار القضائي بإخلاء سبيله، إلا أن المخابرات استمرت في احتجازه واعتدت عليه بالضرب، ثم أعادته إلى سجن حمص المركزي حيث لا يزال.

ولم يخل سبيل طيارة رغم التقدم بطلبات رسمية أكثر من عشر مرات، وفقا لما ذكره نجله ناجي.

ووصف مدير منظمة سواسية لحقوق الإنسان مهند الحسني رفض إطلاقه من قبل الأجهزة الأمنية بأنه من الحالات الواضحة والفجة للاعتقال التعسفي، وأعرب عن اعتقاده بأن هذا الأمر جزء من تفاصيل تشكل بمجملها لوحة كاملة من الجرائم ضد الإنسانية.

من ذلك القتل خارج القانون، إلى الاعتقال التعسفي والاختفاء القسري والتعذيب حتى الموت، والعقاب الجماعي للقرى والمدن، وكل ذلك يشكل استهدافا جماعيا للمحتجين من أجل فرض إرادة سياسية عليهم.

تاريخه السياسي

وقال الكاتب والحقوقي حازم نهار -وهو أحد رفاق طيارة بالدرب منذ 15 سنة- للجزيرة نت “معرفتي بنجاتي طيارة عميقة، فهو مناضل حقيقي كرس حياته للشأن العام، كتب الكثير في مجال السياسة والثقافة، وكنا معا في حزب العمال الثوري العربي ولجان إحياء المجتمع المدني، كما ساهم في تأسيس جمعية حقوق الإنسان في سوريا”.

وأضاف نهار بأن طيارة شخص شجاع ويمتلك، إلى جانب درايته السياسية، “قلب إنسان” وهو فوق ذلك لم يكتف بدعم الثورة بالكلام بل نزل إلى الشارع في حمص.

ومن المعروف أن طيارة قد شارك في حرب أكتوبر/ تشرين الأول 1973 كضابط مسؤول عن سرية دبابات، وهو من السياسيين الذين وقعوا على بيان إعلان دمشق، بالإضافة إلى بيانات أخرى عديدة تطالب بإطلاق الحريات، كما شارك في منتدى حمص الثقافي الذي استقبله في منزله الخاص والذي أٌغلق بسبب مضايقات النظام.

وأشار نجل طيارة في حديث للجزيرة نت إلى أن والده كان ممنوعا من السفر منذ عام 2007، وسمح له بالسفر مرة واحدة لزيارة ابنته، ومنذ ذلك اليوم لم يغادر الأراضي السورية، وقد كان مراقبا من قبل رجال الأمن بشكل يومي وعيّن له رجل أمني لا يفارق مدخل منزله.

خط أحمر

وأوضح ناجي أن أباه حقق معادلة السياسي المتظاهر، وهو ما لا يريده النظام، وقالت مصادر إن النظام أنذر السياسيين من النزول إلى الشارع والانضمام للمتظاهرين، وهددهم بالتصفية، وبالفعل تمت تصفية مشعل التمو بوقت سابق لكونه تجاوز الخط الأحمر وشارك بالمظاهرات وكان محركا لها.

وبيّن طيارة الابن أن والده سعى منذ اللحظة الأولى للثورة في حمص إلى إبعاد شبح الاقتتال الأهلي عن المدينة، إذ كان يعرف أن نقطة قوة حمص هي ذاتها نقطة ضعفها التي ستستغلها السلطة عاجلا أم آجلا.

واستحضر كلمته الأبوية “يا ناجي تذكر جيدا أن ثمة لحظة في عمر الإنسان يقرر فيها احترام نفسه إلى النهاية، ولا يمكنه المفاوضة أبدا عليها أو التردد أو التراجع أو الخوف، إنها لحظة كرامة الإنسان وحريته، فعندما تحين هذه اللحظة امض مهما كانت النتيجة، فأنت تكسب حريتك في الدنيا والآخرة”.

والكلمة التي قالها في الاعتصام الشهير بحمص “لم يعد يهمني أن أعتقل أو أقتل بعد أن تذوّقت طعم الحرية لمدة ساعتين, وأشكركم أيها الشباب لأنكم جعلتموني أتذوّق طعمها بعد مرور ستين عاما من عمري”.

قتلى بسوريا والمراقبة توسع عملها

أفادت الهيئة العامة للثورة السورية أن ستة أشخاص سقطوا اليوم برصاص القوات التابعة للرئيس بشار الأسد، بينهم اثنان توفيا تحت التعذيب. بينما أعلنت بعثة المراقبين العرب أن البعثة ستتجه إلى حماة وإدلب ودرعا يوم الخميس بعد بدء عملها في حمص أمس.

وسقط ثلاثة قتلى برصاص الأمن في حماة التي تشهد احتجاجات واسعة وعمليات أمنية وذلك قبل توجه وفد المراقبين إليها.

كما قتل شخصان في حمص كلاهما تحت التعذيب، أحدهما في حي بابا عمرو الذي يتعرض إلى إطلاق نار عن طريق رشاشات ثقيلة والآخر في الرستن.

كما اقتحمت قوات الأمن والجيش كلا من قرية العبادة في ريف دمشق وبلدة خربة الغزالة في درعا بجنوب البلاد حيث قتل شخص برصاص الأمن.

وفي إدلب هزّ محيط مدينة سراقب انفجاران تلاهما إطلاق نار كثيف، بينما تشهد عدد من مدن المحافظة انتشاراً كثيفاً لقوات الأمن التي قامت بإحراق عدد من المنازل بعضها لناشطين.

من جهة أخرى أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل أربعة عناصر من الأمن وإصابة 12 آخرين في كمين مسلح نفذته مجموعة منشقة في محافظة درعا.

في هذه الأثناء، شنت السلطات السورية حملة اعتقالات واسعة طالت عدداً من الناشطين في محافظات مختلفة، بحسب ناشطين.

ومن جهته أعلن التلفزيون السوري أن السلطات أطلقت سراح 755 شخصا كانوا اعتقلوا خلال الفترة الماضية ممن وصفهتم بأن أيديهم لم تتلطخ بدماء السورييين.

مناطق أخرى

ويأتي ذلك بعد يوم دامٍ قُتل فيه 42 شخصا معظمهم في مدينة حمص، في أول يوم من عمل بعثة المراقبين.

ذويتوجه مراقبو الجامعة العربية غدا الخميس إلى حماة ومناطق أخرى بينها درعا وإدلب، حسبما ذكر رئيس بعثة المراقبين الفريق محمد أحمد الدابي.

وقال الدابي أيضا الوضع في حمص مطمئنٌ حتى الآن، لكن هناك حاجة لمزيد من التحقيقات. وأظهرت صور بثها ناشطون زيارة أعضاء من وفد المراقبين العرب عائلات سقط أبناؤها برصاص الأمن في حي بابا عمرو بحمص.

وفي أحد المقاطع يطلب مواطن من أحد أعضاء الوفد أن يصرح بما رأى وبأنه قال لرئيس البعثة إنهم لا يستطيعون المرور عبر أحد الشوارع بسبب نيران القناصة، وهو ما امتنع عنه المراقب بحجة أن التصريح موكل حصرا لرئيس البعثة.

الوطني السوري المعارض دعا لاجتماع وزاري عربي طارئ

إدانة للتصعيد بسوريا وتلويح “ببدائل”

دعا المجلس الوطني السوري المعارض لعقد اجتماع وزاري عربي طارئ لمناقشة الوضع في مدينة حمص، في حين حذرت واشنطن من أنه إذا استمر النظام السوري في تصعيده للعنف فإن المجتمع الدولي سيدرس وسائل أخرى لحماية المدنيين بعد يوم من قيام مراقبي الجامعة العربية بجولة في المدينة.

وقال رئيس المكتب الإعلامي للمجلس إنه يجب عقد الاجتماع العربي دون انتظار تقارير مراقبي الجامعة الذين سيعودون من سوريا.

وفي السياق اتهمت المعارضة الحكومة بالمراوغة والعمل على إفشال مهمة المراقبين الذين بدؤوا أمس عملهم بجولة في حمص.

وقال أعضاء المجلس الوطني إن النظام السوري قام بتغيير أسماء قرى لإيهام المراقبين بأن الأوضاع في البلاد آمنة. كما اتهموا إيران بمواصلة تقديم دعم فني ولوجستي والمشاركة في ما سموه قمع الثورة السورية.

وكان مراقبو الجامعة قاموا أمس بجولة في حمص التي استقبلتهم بمظاهرة حاشدة ضمت نحو سبعين ألف شخص، جابهتها قوات الأمن مما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل بالمدينة.

وبدأ المراقبون زيارتهم بلقاء مع محافظ حمص غسان عبد العال وفق ما  أفادت به قناة تلفزيون “دنيا” السورية الموالية للنظام.

عقب ذلك توجه المراقبون إلى ضاحيتي بابا عمرو وإنشاط اللتين شهدتا حملة قمع أشد كثافة منذ الجمعة الماضية. وقد أظهرت صور بثها ناشطون سوريون قيام أعضاء من وفد المراقبين العرب بزيارة عائلات ثلاثة ممن قتلوا برصاص الأمن والجيش في حي بابا عمرو بحمص.

وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان قيام الأمن السوري بإطلاق الرصاص لمنع نحو سبعين ألفا من المتظاهرين من الاعتصام في ميدان الساعة بحمص.

وأضاف المرصد أن انسحاب المظاهر المسلحة بما فيها الدبابات لم يكن سوى خدعة، وسرعان ما باشرت في إطلاق النار على المحتجين.

لخروج من الأزمة، وتنص على وقف العنف والإفراج عن المعتقلين وانسحاب الجيش من المدن وحرية تنقل المراقبين العرب والصحفيين في كل أنحاء البلاد.

تصعيد القمع

في غضون ذلك اتهمت الولايات المتحدة النظام السوري بتصعيد أعمال القمع قبيل وصول مراقبي الجامعة العربية إلى سوريا.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية مارك تونر إن “الوضع كان مرعبا خلال أيام عدة تصاعد فيها العنف. بالتأكيد، ندين تصعيد العنف”.

وأضاف أن “النظام استغل الأيام الأخيرة لتكثيف هجماته على بعض أحياء مدينة حمص ومدن أخرى قبل وصول مراقبي” الجامعة العربية.

وأكد تونر أن “هذه الأفعال لا تنسجم مع الشروط التي تضمنتها خطة الجامعة العربية للخروج من الأزمة، مضيفا أن الخطوات القادمة التي ستتخذها الولايات المتحدة والمجتمع الدولي حيال الأزمة ستكون “النظر في مدى التعاون الحقيقي من جانب السلطات السورية مع بعثة المراقبة التابعة للجامعة العربية”.

وتابع أنه “إذا واصل النظام السوري رفض وتجاهل جهود الجامعة العربية، فسوف ينظر المجتمع الدولي في سبل أخرى لحماية المدنيين  السوريين”.

ومن جهتها اعتبرت فرنسا أن من الضروري وضع الخطة العربية موضع التنفيذ، محذرة النظام السوري من محاولة التلاعب.

مسودة قرار

في الأثناء علم مراسل الجزيرة في نيويورك أن الاجتماع الرابع لخبراء الدول الأعضاء بمجلس الأمن أخفق مجددا في التوصل إلى توافق بشأن مسودة مشروع قرار مقدم من روسيا حول الأزمة في سوريا.

ورفضت روسيا والصين تعديلات تقدمت بها المجموعة الأوروبية في المجلس تشمل فرض عقوبات على النظام السوري بما في ذلك حظر للسلاح.

وتتبنى التعديلات المقترحة العقوبات المفروضة من الجامعة العربية، كما تطالب بتشكيل لجنة دولية للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان ومحاسبة المسؤولين عنها.

رئيس بعثة المراقبين العرب: الوضع في حمص مطمئن حتى الآن

معتقلو سجن حمص المركزي يبدأون إضراباً عن الطعام

العربية.نت

قال رئيس بعثة المراقبين العرب في سوريا الفريق أول محمد أحمد مصطفى الدابي إن الوضع في حمص مطمئن حتى الآن، لكن الأمر يحتاج مزيداً من التحريات، حسب ما نقلته عنه وكالة “رويترز”.

وأضاف الدابي أن هناك بعض الأماكن لم يكن الوضع فيها جيدا لكن لم يكن هناك شيء مخيف على الأقل اثناء وجود المراقبين العرب هناك، مشيرا إلى أن الامور هادئة ولم تقع اشتباكات.

وميدانيا، أعلن المعتقلون في سجن حمص المركزي إضرابا مفتوحا عن الطعام وعن تقديم طلبات إخلاء السبيل بدءا من اليوم الأربعاء وحتى وصول لجنة المراقبين إلى السجن المركزي، ومن أبرز المعتقلين في السجن الناشط السياسي نجاتي طيارة والصحافيان محمد منلي وسهيل شوفان والمحامي نصر المصري.

وإلى ذلك قالت لجان التنسيق المحلية إن عدد القتلى يوم أمس ارتفع إلى 42، فيما ذكرت اللجان أن دوي إطلاق نار سمع بشكل متقطع في المنطقة الشرقية من مدينة الحراك في درعا.

وفي الزبداني في ريف دمشق شوهدت أكثر من خمسين سيارة محملة بالجنود، وقد وصلت إلى قرية معدر.

وفي حماة أطلقت قوات الأمن النار بشكل كثيف إلى جانب تعزيزات أمنية في قرية الرحبة، وفي إدلب انقطع التيار الكهربائي بعد سماع دوي انفجار ضخم قرب أحد المعسكرات.

أما حمص فشهدت إطلاقا كثيفا للنار من قبل قوات الأمن، وفي بانياس أقدمت قوات الأمن على تحطيم واجهات المحال التجارية والسيارات، أما دير الزور فقد شهدت قصفا عنيفا طاول منطقة الجورة في ظل إضراب شامل يعم المدينة.

وعلى صعيد متصل قتل ثلاثة أشخاص في منطقة وادي خالد شمال لبنان، هم لبناني وسوريان بعد تعرض سيارتهم لإطلاق نار من الجانب السوري.

وأفاد شهود ان جنوداً سوريين تقدموا من معبر الريداني في اتجاه الأراضي اللبنانية مسافة خمسة واربعين متراً وأنزلوا الجثث من السيارة وفتشوها قبل أن يعودوا أدراجهم.

ميقاتي: لا أدلة ثابتة حول وجود “القاعدة” على الحدود اللبنانية مع سوريا

تصريحات سابقة لوزير الدفاع أثارت جدلاً واسعاً في البلاد

العربية.نت

أعلن رئيس الحكومة اللبناني، نجيب ميقاتي، اليوم الأربعاء أنه “لا أدلة ثابتة على وجود” تنظيم القاعدة على الحدود مع سوريا، وذلك بعد أن أثارت تصريحات لوزير الدفاع حول تسلل عناصر من القاعدة من لبنان الى سوريا جدلاً واسعاً في البلاد.

وقال ميقاتي في لقاء مع الإعلاميين المعتمدين في مقر رئاسة الحكومة، بحسب ما جاء في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي: “ليست هناك أدلة ثابتة حول وجود تنظيم القاعدة في عرسال”، البلدة الواقعة في شرق لبنان والتي تملك حدوداً واسعة مع محافظة حمص السورية.

وأضاف “في ليل 21 تشرين الثاني/نوفمبر، دخل الجيش بلدة عرسال بناء على معلومة عن وجود شخص فيها قد يكون مرتبطاً بتنظيم إرهابي دولي، لكن لم ترد معلومات عن وجود جماعات منظمة أو تنظيم معين”.

وتابع “باتت كلمة القاعدة توصيفاً عاماً يطلق بمناسبة أو من دونها، والحديث عن وجود معلومات لا يعني أنها باتت حقيقة قائمة”.

وأكد أنه “لا يجوز التعاطي مع هذا الموضوع الحساس والدقيق على نحو يضر بلبنان. وبالتالي فإن الأجهزة الأمنية التي كلفت التدقيق في المعلومات ستحمل الى اللبنانيين الخبر اليقين”.

وأفاد مصدر حكومي في 21 كانون الاول/ديسمبر وكالة فرانس برس بأن أجهزة أمنية لبنانية أبلغت الحكومة بمعلومات عن دخول عناصر من تنظيم القاعدة الى سوريا من طريق بلدة عرسال الحدودية، مشيراً إلى فتح تحقيق في الموضوع.

وكان وزير الدفاع فايز غصن أول من تحدث عن هذه المعلومات، مشيراً الى تهريب عناصر من القاعدة وأسلحة من عرسال الى الأراضي السورية.

وأثارت تصريحاته ضجة واستنكاراً لاسيما من المعارضة المناهضة لدمشق وفاعليات عرسال البلدة السنية التي تعتبر معقلاً لتيار المستقبل بزعامة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، أبرز أركان المعارضة، وأوضح ميقاتي اليوم أن وزير الدفاع “لديه بعض المعلومات من دون وجود أدلة كاملة”.

وتتألف الحكومة الحالية من أكثرية مكونة من حزب الله وحلفائه المؤيدين لدمشق وبينهم وزير الدفاع، مع أقلية تصنف نفسها في موقع وسطي وبينها ميقاتي.

“وزير الدفاع في نظام الأسد”

ووصف النائب معين المرعبي، العضو في تيار المستقبل، في بيان صدر عنه اليوم وزير الدفاع بأنه “وزير الدفاع عن نظام الأسد”.

وقال “يتلهي ويتسلى وزير الدفاع عن نظام الأسد بالاتهامات الجوفاء شمالاً ويميناً ويصم أذنيه عن سماع نداءاتنا المطالبة بقيام جيشنا الوطني بحماية الحدود وبالدفاع عن مواطنيه بالرغم من اعتدءات عصابات الأسد المتكررة على الآمنين”.

واعتبر أن “آخر مآثر سياسة وزير الأسد في لبنان استشهاد ثلاثة شبان من أهالي وادي خالد”، في إشارة الى مقتل ثلاثة شبان مساء الثلاثاء برصاص مصدره الأراضي السورية في منطقة وادي خالد الحدودية في شمال لبنان.

وتوغل الجيش السوري مرات عدة خلال الأشهر الماضية في أراض لبنانية، لاسيما في عرسال، خلال قيامه بعمليات أمنية تقول دمشق إنها تستهدف ملاحقة فارين او مهربي سلاح.

وقتل ستة اشخاص منذ أكتوبر في مناطق حدودية لبنانية في الشرق والشمال في هذه التوغلات وغيرها، وفي حوادث إطلاق نار مصدرها الجانب السوري.

وأضاف عرسال: يمر بشكل منتظم عدد من الجرحى السوريين لاسيما المعارضين منهم الذين يصابون في أعمال عنف ويقصدون لبنان للعلاج. وهم يسلكون طرقاً فرعية وعرة للوصول الى لبنان.

ويطالب أهالي عرسال بنشر الجيش اللبناني على الحدود بين بلدتهم والأراضي السورية.

مظاهرات طلبة الجامعات تزيد من زخم الاحتجاجات في سوريا

رغم المحاولات المستميتة لقمعها

دمشق – (خاص) العربية.نت

رغم محاولات النظام السوري المستميتة لمحاصرة الحراك الاحتجاجي داخل الجامعات، إلا أن الطلاب تمكنوا من كسر الطوق الأمني وخرجوا في مظاهرات عديدة، سواء في الجامعات الحكومية أو الخاصة، ولم يتوانَ طلاب جامعات دمشق وحلب وحمص في الخروج في التظاهرات التي عمت معظم المدن السورية منذ 15 مارس/آذار الماضي.

والتقت “العربية.نت” بعدد من الطلاب الذين خرجوا في تظاهرات طلابية، حيث يؤكد سليمان، طالب في قسم اللغة الإنكليزية سنة ثالثة، خاصةً أنه كان شاهد عيان على اجتياح ميليشيات الشبيحة والأمن المدينة الجامعية بدمشق، أن “انطلاقة الثورة السورية شدت معظم الطلبة؛ لأن شريحة الشباب الجامعي خصوصاً تعد من أكثر الشرائح تضرراً من فساد النظام، لاسيما أنه يعاني منذ سنوات من سياسة الإقصاء والحرمان من الحصول على الوظائف، لذا وجدوا في هذه الانتفاضة فرصة سانحة للتخلص من رواسب الظلم والفساد”.

وأوضح أن الطلبة في بداية الانتفاضة لم يكونوا آبهين بطغيان أجهزة الأمن والشرطة وخرجت عدة تظاهرات ليلية في المدينة الجامعية بدمشق بشكل يومي تندد بوحشية النظام ضد إخوانهم في عموم سوريا، ورافق ذلك تغطية إعلامية مقبولة أكدت خروج الطلبة في وسط العاصمة دمشق، لكن رد النظام جاء وحشياً كالمعتاد، حيث قام بتجنيد الطلاب الموالين له من جماعة اتحاد الطلبة، وبمساندة من عناصر الأمن والشبيحة اقتحموا حرمة السكن الجامعي بشكل عشوائي بحثاً عن الطلبة الذين يشاركون في المظاهرات الليلية بالمدينة”.وأضاف أن عملية اقتحام المدينة تزامنت مع قطع التيار الكهربائي، ومن ثم إطلاق النار عشوائياً، وبعدها قاموا بالدخول إلى الغرف وتحطيم الأبواب واعتقال مئات من الطلبة، فضلاً عن تعمدهم سرقة الكثير من المعدات والأغراض وتهشيم الكمبيوترات المحمولة ومصادرة الأجهزة الخليوية، بالإضافة إلى الضرب المبرح دون رحمة وشفقة وبشكل منهجي بحق الطلاب، وعلى إثر هذه الحادثة فقدت مجموعة كبيرة من الطلاب حقوقها في التمتع بالسكن الجامعي، ومنذ ذلك الحين ساد مناخ من الرعب والخوف بين الطلبة نتيجة الحصار الخانق المفروض عليهم من قبل اتحاد الطلبة وأجهزة الأمن”.

المقاومة بالأغاني

ووصل الأمر إلى تأليف الطلبة عدداً من الأغاني تتناول الوضع العام في البلد، خاصة حالة مقاومة ظاهرة الشبيحة، وبمبادرات فردية نظمتها مجموعة أطلقت على نفسها اسم (أيام الحرية)، ظهرت أغنية ثورية خاصة بطلاب الجامعات بعنوان «بالكلية» تقول كلماتها: «بالكلية طلعنا بالكلية.. سلمية ودولة مدنية.. صرخنا بالعالي يا حرية». ثم تدخل الأغنية إلى توصيف رد فعل الموالين للنظام من الشبيحة والعواينية الذين يتخلفون عن المحاضرات ليصبح شغلهم الشاغل مراقبة أي تحركات طلابية معارضة، وتضيف الأغنية التي تغنيها فتاة: “كنا خمسة ستة عم نهتف.. لحشوا كاس المتّة وهجموا ألوف.. وعينك ما بتشوف إلا سفق كفوف.. فرمونا الشبيحة عالطبلية”. لكن الاغنية لا تقف عن حالة التشكي فقط، بل تنتقل إلى تحدي الشبيحة في الجامعات عندما تقول «والعالم بالصوت ما منهاب الموت.. رح يخلص زمن العبودية».

وفي هذا الصدد قال خالد، وهو من بين الذين شاركوا في تظاهرات جامعة دمشق – قسم العلوم، وتم القبض عليه ومن ثم أفرج عنه بعد كتابة التعهد الخاص بعدم التظاهر مرة ثانية: “الانتفاضة السورية ليست محصورة بشريحة معينة في سورية كما يدعي له البعض بل جذبت منذ انطلاقتها معظم الطبقات والشرائح الاجتماعية وعلى رأسهم الطلبة الجامعيون، ونحن لدينا قناعة راسخة بأن الثورة لا يمكن أن ترسم ملامحها بشكل حقيقي ما لم يقوم الطلبة بدورهم فيها، ومن هذا المنطلق كان لابد من الخروج ببعض التظاهرات للتنديد بالنظام وللتبيان له أن الطلبة الجامعيين يساندون الانتفاضة ويطالبون بالتغيير الديمقراطي ويرفضون بشدة سقوط الضحايا يومياً على أيدي قوات الأمن والشبيحة في مدن سورية”.

ويضيف خالد بحسرة شديدة ويقول: “ما لم يكن في الحسبان أن نرى قدسية الحرم الجامعي تنتهك وتدهس تحت أقدام عصابات مجرمة لا تعي ولو مثقال ذرة قيمة العلم والحرم الجامعي، ليصل بهم الأمر إلى استخدام الذخيرة الحية في تفريق المظاهرات التي خرجت، وسقط على إثرها في إحدى المرات شهيد في كلية العلوم، بل وبعد اعتقال العشرات من الطلاب حاولت الأجهزة الأمنية الضغط على رئاسة جامعة دمشق فأصدرت ثلة من القرارات المجحفة تتضمن فصل عشرات الطلاب الذين شاركوا في التظاهرات، وأحالت آخرين إلى “لجنة الانضباط ومنع تجمع الطلبة بالذرائع الواهية”.

ويتابع “بعد اتخاذ هذه الإجراءات وانتشار ظاهرة التجسس على أيدي ما يسمى اتحاد الطلبة، أدركنا مدى خطورة الدوام في الجامعة خاصة أن النظام استنفر كل قواه وجبروته لكبت أنفاس الطلبة وتحويل الجامعة إلى ثكنة عسكرية وأمنية يتجول فيها الشبيحة والطلبة المواليين لمراقبة كل شاردة وواردة والتحرش بكل شخص دون توفير أدنى أسباب واضحة، حيث وصلنا إلى حد نحسب ألف حساب قبل أن نخطو أي خطوة؛ لأن الشبيحة لنا بالمرصاد، والأنكى من كل ذلك أصبح اللقاء مع مجموعة أصدقاء تسوقه الاتهام بالتحريض على التظاهرة”.

اعتصام حضاري

فيما تروي هدى، طالبة في السنة الثانية بكلية الاقتصاد، إحدى القصص حول اعتصام طلاب كلية الطب وكيفية تعامل أجهزة الأمن معهم، حيث تشير إلى أن “الاعتصام انطلق بشكل حضاري وسلمي وطالبوا بالإفراج عن زملائهم المعتقلين، حيث كان عدد الذين شاركوا في الاعتصام يقارب 100 شخص، لكن لم تمض دقائق حتى وجدنا مجموعة كبيرة تفوق أكثر من 200 شخص يرتدون الزي المدني ويحملون السلاح يطوقون الاعتصام بشكل وحشي ويعتقلون الطلاب ويصادرون كل أجهزة الموبايل من أيدي الطلبة أمام أعين الجميع في منتصف كلية الآداب، وحين تدخل أحد الدكاترة هجموا عليه وأهانوه أمام طلابه وهددوه بالاعتقال ما لم يلزم الصمت”.

ويعتبر سامي، وهو مقيم في السكن الجامعي بمدينة حلب، أن “السبب الرئيس الذي أدى إلى قلة وتيرة مشاركة الطلبة بالتظاهرات هو انتشار كثيف لأجهزة الأمن والشبيحة وطلاب اتحاد الطلبة الذين يفوق عددهم في بعض الأحيان عدد طلاب الجامعة، هذا عدا عن أن الجامعة لديها وضع خاص حيث تقع في وسط المدينة سواء بدمشق وحلب وباقي مدن سوريا الأخرى فضلاً عن إحاطة الجامعة بأسوار ضيقة ينعدم فيها فرصة الهرب والتحرك والاختفاء عن أعيون الشبيحة لدى قيامهم بالتظاهرة، وبناءً عليه ينتظرهم مصير مؤكد من الاعتقال والضرب المبرح وربما التعرض إلى القتل كما جرى في السكن الجامعي بمدينة حمص لدى قيام النظام بارتكاب جريمة بشعة بقتل أربعة طلاب في مشهد دموي فظيع”.

وأضاف “هناك عامل آخر يقف وراء عدم خروج الطلاب بأعداد كثيفة في التظاهرات، ويكمن في أن معظم الذين يرتادون الجامعة في هذه الفترة هم من الأغلبية الصامتة والمترددة، حيث تعتري رؤيتهم ضبابية واضحة حول مفاهيم الثورة، ربما ينتظرون فرصة مناسبة للتعبير عن آرائهم، ويقول إن بعض الطلاب يراقبون مشهد المظاهرات عن بعد دون التدخل أو المشاركة، أما الذين خرجوا في المظاهرات بالجامعة في دمشق وحمص وحلب فإن معظمهم قاطعوا الجامعة وعادوا إلى مناطقهم للمشاركة في الحراك الجماهيري”.

ويقول فراس، وهو طالب بكلية الحقوق جامعة حمص، إن “النظام يعتقد من خلال تشديد قبضته الأمنية على قداسة الحرم الجامعي وإقدامه على اعتقال وقتل الطلبة، أنه قادر على صون نفسه من السقوط والانهيار؛ لأن الشباب ابتكروا طرقاً جديدة للتعبير عن سخطهم وصمودهم أمام همجية النظام من خلال مقاطعتهم الجامعة وانخراطهم بشكل ميداني مع كافة شرائح المجتمع بالخروج في التظاهرات خارج أسوار الجامعة، حتى كرّس البعض نفسه للعمل على صفحات “فيسبوك” وأسسوا صفحة بعنوان “انتفاضة الطلبة الجامعية” الغرض منه كسر جدار الصمت والخوف من قلوب زملائهم المترددين وليقول لهم “لا يمكن إخماد صوت الشبيبة الحرة التي تتوق إلى الحرية والكرامة”.

رئيس مركز حقوقي سوري لـ آكي: لا نعرف خطة عمل المراقبين العرب وعلينا مراقبة عملهم

روما (28 كانون الأول/ ديسمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أكّد محام سوري بارز رئيس مركز سوري للدفاع عن معتقلي الرأي أن البعثة العربية المكلفة بمراقبة تنفيذ بنود المبادرة العربية لم تلتق حتى الآن بناشطين حقوقيين سوريين ولم تطلعهم على خطة وبرنامج عملها في سورية، وشدد على ضرورة اطلاع منظمات حقوقية سورية على عمل اللجنة ليس للمساعدة وإنما لمراقبة عمل اللجنة وضمان تنفيذها للعمل الموكلة به

وقال المحامي والناشط الحقوقي خليل معتوق، رئيس المركز السوري للدفاع عن معتقلي الرأي والضمير في سورية، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “تتضمن بعثة المراقبة التي تم تشكيلها من خبراء ومراقبين اختارتهم الجامعة فضلاً عن منظمات حقوقية عربية، وحتى فجر الأربعاء لم يتم التواصل مع أغلب النشطاء الحقوقيين من قِبل بعثة المراقبة العربية على الرغم من مرور يومين على وجودها في سورية”، وأوضح أن اللجنة “لديها قائمة بأسماء نحو 90 شخصية حقوقية سورية، من المفترض أن تتعاون معها وتتصل بها، وهو أمر لم يحصل بعد” وفق تأكيده

وأضاف معتوق “لا نعرف خطة عملهم، ولا وسائل الاتصال بهم، ورغم أنهم اتصلوا ببعض الناشطين السوريين، إلا أن ترتيباتهم وبرنامج عملهم وجدول تحركاتهم غير معروف بعد، وكان من المفروض من البداية أن يجتمعوا ويتصلوا بالمنظمات السورية لحقوق الإنسان كمنظمات إقليمية، ليس للمساعدة في جهودهم، وإنما لمراقبة عملهم كلجنة عربية تقوم بتنفيذ ما كلفت به” حسب قوله

وأوضح “من حقنا أن نعرف أين تحركوا، وهل التقوا بالفعل بالأهالي والسكان، وهل ذهبوا إلى المناطق الساخنة كلها، أم أن مهمتهم تقتصر على زيارة المشافي وغيرها، وهل هي تُنجز مهمتا بشكل كامل أم أنها تساهم في كسب المزيد من الوقت، وعلينا الاطمئنان على كل ذلك” حسب تعبيره

وحول الاتهامات التي وُجّهت لبعثة المراقبة على الرغم من مرور 24 ساعة فقط على وصولها إلى سورية قال معتوق “بالفعل هناك اتهامات سلبية للبعثة من قبل المحتجين والأهالي، فليس مهمة البعثة المراقبة فقط والاطلاع، وإنما التأكد من بدء تنفيذ بنود المبادرة ونقل الصورة وفق ما هي عليه بدقة، وسنحاول أن نكون إيجابيين، لأن هناك الكثيرون من البعثة من النزيهين والمعروفين بصدقهم واستقامتهم، وهم بالفعل يريدون أن يلقوا الضوء على ما يحدث في سورية، وربما علينا أن نمنح هذه البعثة يوماً أو يومين لنستطيع تقييم أدائها وعملها” على حد قوله

وكانت مواقع للمحتجين السوريين اتهمت وفد المراقبين العرب بالتساهل والغموض في خطة العمل، كما ظهرت مقاطع فيديو لمتظاهرين في حمص (وسط) التي زارها وفد المراقبين الثلاثاء تناشد بعض المراقبين الدخول إلى داخل أحياء في المدينة أكّدوا على أنها منكوبة، ومن الصعب التحقق من صحة هذه المعلومات بسبب منع دخول الصحفيين الأجانب إلى المدن السورية التي تشهد تحركات عسكرية، كما أن وفد المراقبين يتحرك بعيداً عن مرافقة وسائل الإعلام وبمتابعة أمنية سورية

إلى ذلك طالبت الهيئة العامة للثورة السورية من الجامعة العربية إلى عرض صور لجنة المراقبين بوسائل الإعلام، وكشف خطة سيرهم بشكل واضح ودقيق، وحمّلت اللجنة مسؤولية المشاركة في القتل ما لم تُعلن عن ذلك كله بشفافية

وأشارت إلى أن معلومات عن نية اللجنة التوجه دفعت أهالي درعا وحماة للتحضر لاستقبال اللجنة فقامت قوات الأمن بإطلاق الرصاص الحي على المتجمعين وسقط في درعا أربعة قتلى وفي حماة ثلاثة قتلى

سياسة

الخارجية الألمانية تستدعي السفير السوري حول الاعتداء على عضو في المجلس الوطني

برلين (28 كانون الأول/ديسمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أعلنت الخارجية الألمانية أنها قررت اليوم استدعاء السفير السوري في برلين فيما يختص بواقعة الاعتداء على احد اعضاء المجلس الوطني المعارض الذي تعرض لاعتداء قبل يومين

وقال متحدث باسم الوزارة أن الوزير غويدو فيسترفيلله قرر دعوة رئيس البعثة الدبلوماسية السورية في برلين للاستفهام فيما اذا كان من قاموا بالهجوم على عضو المجلس الوطني فرهاد أحمي، أعضاء في جهاز المخابرات السورية

في الوقت نفسه أكد المتحدث الدبلوماسي أن “أي نوع من الترهيب ضد المعارضين السوريين في ألمانيا أمر غير مقبول” حسب تعبيره

كان عضو حزب الخضر والمجلس الوطني السوري المعارض فرهاد أحمي قد أصيب بجراح نتيجة تعرضه للضرب بالعصي من قبل رجلين في منزله في برلين مساء الاثنين

رئيس بعثة المراقبين إلى سورية: الوضع في حمص “يبعث على الاطمئنان

قال الفريق مصطفى الدابي، رئيس بعثة المراقبين العرب إلى سورية، إن الوضع في مدينة حمص “يبعث على الاطمئنان.”

الا ان الدابي اضاف في تصريح نقلته وكالة رويترز ان الموقف في بعض احياء المدينة التي زارها المراقبون يوم امس الثلاثاء “لم يكن جيدا.”

واوردت التقارير الاخبارية ان ستة محتجين قتلوا عندما فتحت قوات الجيش السوري نيرانها لتفريق جمع كبير كان يحث المراقبين على الادلاء بآرائهم بصراحة.

وتقول الامم المتحدة إن خمسة آلاف سورية على الاقل قتلوا في الاضطرابات التي شهدتها البلاد في الاشهر العشرة الاخيرة. ويرد النظام السوري – الذي يصر على انه انما يحارب “مجموعات ارهابية مسلحة” – بالقول إن الفين من افراد قواته على الاقل قتلوا في هذه الفترة.

يذكر انه من الصعب جدا التحقق من حقيقة اعداد القتلى والجرحى نظرا للحظر الذي يفرضه النظام السوري على دخول الصحفيين الاجانب الى البلاد.

“لا دبابات”

ويقول مراسل بي بي سي في لبنان جيم ميور إن اليوم الاول من مهمة المراقبين العرب بعث بعدد من الرسائل المهمة.

فقوات الامن السورية، التي كانت تدك بمدفعيتها الاحياء السكنية في حمص حتى قبل وصول المراقبين بوقت قصير، اضطرت الى التخلي عن نهجها وقامت بسحب بعض من دباباتها من شوارع المدينة.

ولكن عندما عاد المحتجون الى الشوارع، عادت قوات الامن الى استخدام الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي لتفريقهم رغم ما نصت عليه المبادرة العربية من ضرورة السماح بالتظاهر السلمي.

واظهرت اشرطة مصورة نشرت على الانترنت مشاهد لسكان حي بابا عمرو في حمص وهم يحيطون بالمراقبين ويشيرون الى برك دماء على الارض بينما كان أزيز الرصاص يُسمع في المكان.

وحث المحتجون المراقبين على الادلاء بآرائهم بصراحة اكبر، إذ صرخ احدهم “اين العدالة؟ أين العرب؟”

الا ان مراسلنا يضيف انه لو ارخت السلطات السورية من قبضتها الحديدية – كما تطالبها به المبادرة العربية – ستفقد السيطرة على العديد من المدن.

لذلك، والكلام لمراسلنا في لبنان، فإن المعارضة على قناعة بأن الحكومة انما تتظاهر بالتعاون مع الجامعة العربية وتحاول خداع المراقبين بينما هي مصممة على ابقاء الموقف دون تغيير.

ويقول ناشطون سوريون إن قوات الامن قتلت 16 شخصا على الاقل في عموم الاراضي السورية يوم امس الثلاثاء، بما في ذلك 6 في حمص.

رغم ذلك، قال الدابي لوكالة رويترز صباح الاربعاء “إن الوضع يبعث على الاطمئنان الى الآن.”

واضاف “كان الوضع في بعض المناطق المحددة غير جيد، ولكن لم يحصل اي شيء مخيف على الاقل عندما كنا هناك، فقد كانت الاوضاع هادئة ولم تحصل اي صدامات.”

وقال “لم نر اي دبابات ولكننا رأينا عددا من العربات المصفحة.”

ومضى للقول “ولكن تذكروا انه كان اليوم الاول من مهمتنا وما زال الوضع بحاجة الى المزيد من التحقيق. لدينا 20 فردا سيمكثون في حمص لفترة طويلة.”

ونقلت وكالة فرانس برس عن الفريق الدابي قوله إن انتشار المراقبين سيكتمل في ثلاث مدن اخرى بحلول فجر الخميس: حماة وادلب ودرعا. كما سينتشرون في منطقة نصف قطرها 80 كيلومترا حول العاصمة دمشق.

كما نقل تلفزيون “الدنيا” السوري عن الدابي تأكيده ان المراقبين شاهدوا “مسلحين” لدى زيارتهم لمدينة حمص.

في غضون ذلك، اتهمت منظمة هيومان رايتس ووتش المعنية بحقوق الانسان السلطات السورية بتعمد اخفاء المئات من المعتقلين عن انظار المراقبين.

وقالت المنظمة إن المعتقلين قد نقلوا الى مواقع عسكرية يحظر على المراقبين وصولها، وحثت بعثة الجامعة العربية على الاصرار على تفتيش كل المواقع المستخدمة لاحتجاز المعتقلين.

وقال مسؤول امني سوري في حمص للمنظمة إن الحكومة السورية نقلت ما بين 400 و500 معتقل من أحد مراكز الاعتقال في المدينة الى اماكن اخرى بما فيها مصنع قريب للصواريخ وذلك عقب توقيعها على تفويض دخول المراقبين العرب.

في غضون ذلك، أعلن التلفزيون السوري الرسمي أن السلطات السورية “أطلقت سراح 755 شخصا اعتقلوا في الاحداث الاخيرة ممن لم تتلطخ اياديهم بدماء الشعب السوري.”

والمهمة التي كلف بها المراقبون تتلخص في التأكد من التزام الحكومة السورية ببنود مبادرة الجامعة العربية الهادفة الى وضع حد للقمع الذي تمارسه السلطات بحق المحتجين، وهو القمع الذي ادى الى مقتل الآلاف من السوريين منذ اندلاع الاحتجاجات في مارس / آذار المنصرم.

من جانبها، قالت وكالة الانباء السورية الرسمية “سانا” الثلاثاء إن عبوتين ناسفتين انفجرتا تحت حافلة كانت تقل موظفين حكوميين في محافظة ادلب الشمالية مما اسفر عن مقتل ستة منهم.

انتقاد

وانتقدت جماعات مدافعة عن حقوق الانسان اختيار الدابي لترؤس البعثة قائلة إنه “من المستحيل تصور شخص تبوأ مناصب عسكرية وحكومية سودانية رفيعة في اقليم دارفور وغيره ان يوصي باتخاذ اجراءات شديدة بحق الرئيس السوري بشار الاسد.”

يذكر ان المحكمة الجنائية الدولية كانت قد وجهت الى الرئيس السوداني عمر البشير تهمة ارتكاب جريمة الابادة الجماعية في دارفور.

ولكن جامعة الدول العربية تصر على ان الفريق الدابي يتمتع بالخبرات العسكرية والدبلوماسية الضرورية.

موسكو تحث

وحثت روسيا الحكومة السورية يوم الاربعاء على ضمان اكبر قدر ممكن من الحرية للمراقبين لتمكينهم من القيام بمهمتهم.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في مؤتمر صحفي عقده في موسكو مع نظيره المصري الزائر “نتعاون باستمرار مع القيادة السورية وندعوها الى التعاون التام مع مراقبي الجامعة العربية عن طريق خلق ظروف عمل مريحة وحرة قدر الامكان للمراقبين.”

ولكن لافروف اضاف بأن روسيا تشعر “بقلق” ازاء الدعوات التي اطلقتها عدة دول للمعارضة السورية حاثة اياها على عدم اعتبار بعثة المراقبين العرب محاولة جادة للتوصل الى الحقائق على الارض.

ووصف المسؤول الروسي هذه الدعوات بانها “تؤدي دورا مضرا للغاية، بل هو دور استفزازي.”

المزيد من بي بي سيBBC © 2011

رئيس بعثة المراقبين العرب إلى سورية: لمسنا تجاوبا من كافة الأطراف

قال الفريق أول مصطفى الدابي، رئيس بعثة مراقبي جامعة الدول العربية إلى سورية، إن اليوم الأول من مهمة بعثته في مدينة حمص كان “جيدا جدا”، وأن “كافة الأطراف أبدت تجاوبا مع المراقبين”.

ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن الدابي في نهاية اليوم الأول من مهمة بعثته في سورية قوله: “أنا عائد إلى دمشق لحضور سلسلة من الاجتماعات، وسأعود غدا (الأربعاء) إلى حمص. أمَّا باقي أعضاء الفريق، فسيمكثون في حمص.”

وكانت الدفعة الأولى من المراقبين العرب، وقوامها 50 مراقبا، قد بدأت مهمتها في سورية الثلاثاء للتحقق من التزام السلطات السورية بتطبيق بنود مبادرة الجامعة العربية الهادفة إلى وضع حد للعنف المستشري في البلاد منذ اندلاع الانتفاضة الشعبية ضد نظام الرئيس بشار الأسد في الخامس عشر من شهر مارس/آذار الماضي.

وكان الدابي قد وصل إلى مدينة حمص صباح الثلاثاء، واجتمع بمحافظها غسان عبد العال حسب وسائل الإعلام السورية.

جولة في حمص

وذكر موقع “شام برس” المقرّّب من دوائر صنع القرار في سورية أن وفد مراقبي الجامعة العربية “أنهى الثلاثاء أول يوم عمل له في حمص، حيث التقى المحافظ عبد العال، وزار المستشفى الوطني في المدينة، وتجوَّل في أحياء بابا عمرو والنزهة والنازحين وكرم الزيتون”.

وكان الدابي قد أكَّد أن البعثة “ستتعامل مع الوضع في سورية كما تنص عليه توصيات الجامعة العربية، وليس بتوصيات أي جهة سورية”.

وأضاف في تصريح لراديو “سوا” الثلاثاء، أن البعثة “لا تتعامل بتوصيات الحكومة، أو المعارضة السورية وإنما تتعامل بما تراه وتعايشه على أرض الواقع”.

بدوره، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقرُّه العاصمة البريطانية لندن “إن الجيش السوري سحب 11 من دباباته من حي بابا عمرو بحمص، والذي شهد أعنف المواجهات يوم الاثنين”.

وأردف المرصد قائلا: “إن العديد من الدبابات لا تزال موجودة في الحي، إذ أخفاها الجيش داخل المباني والمنشآت الحكومية، مشيرا إلى أن الجيش “أخفى إحدى دباباته في قاعة للاحتفالات”.

رئيس بعثة المراقبين العرب إلى سورية لـ بي بي سي: لم يصب أي مراقب بأذى

عساف عبود – بي بي سي – دمشق

نفى الفريق أول محمد أحمد مصطفى الدابي، رئيس بعثة المراقبين العرب إلى سورية، في حديث لـ بي بي سي، ما ذُكر عن مقتل أحد المراقبين في مدينة حمص يوم الاثنين.

وقال الدابي إنّه لم يكن أحد من المراقبين موجودا في حمص لدى إعلان الخبر، مشيراً إلى أنّ “بعض الجهات تعمل على عدم إنجاح مهمة البعثة وعرقلة أعمالها”.

وأضاف الدابي إنّ خمسين من المراقبين وصلوا الاثنين إلى دمشق، وهم الدفعة الأولى من مجموع المراقبين الذين سيتم توزيعهم على المناطق المتفق عليها للبدء بمهمتهم الثلاثاء.

وكشف الدابي أنّه سيتوجه صباح الثلاثاء إلى مدينة حمص في أول عمل ميداني للبعثة على الأراضي السورية، مشيراً إلى أنّ أكثر من عشر دول، يشارك أفراد منها في بعثة المراقبين الذين سيصلون بشكل كامل قبل نهاية الأسبوع الجاري.

وأشار الدابي إلى أنّ البعثة ستزور بالتتالي حمص وحماه وإدلب وكل المدن التي تشهد اضطرابات، بحيث تتم كل يوم زيارة مدينة معيّنة، وذلك نظراً لبعد المسافات عن بعضها.

ولفت رئيس بعثة المراقبين إلى أنّ الجانب السوري “ليس مسؤولاً عن تقديم المساعدات المادية للبعثة، وإنّما عن تجهيز المقار، وعن تأمين تحرّك البعثة، وأنّ الجانب السوري أبدى كل تعاون في هذا الاتجاه.

وأكّّد أنّه تم إبلاغ الجانب السوري بحق المراقبين بالتحدث مع أي طرف من الحكومة أو خارجها، وأنّ البعثة ستتصل بكافة الأطراف أثناء زيارتها للمدن السورية للاستماع إلى الناس وتعرف ما يودَّون قوله.

وشدّد الدابي على أنّ الأخطار والصدامات قد تؤثر على بعض الأفراد من البعثة، “لكننا سنقتحم المواقع مهما كانت المؤثرات لإظهار الحقيقة التي على أساسها ستُتخذ القرارات اللاحقة في الجامعة العربية”.

وقال عبد الله عمر، المتحدث باسم المرصد، لـ بي بي سي إن 20 ألف شخص على الأٌقل تدفقوا على شوارع حمص للترحيب بوصول المراقبين.

لكن شاهد عيان، عرَّف عن نفسه باسم “أبو رامي”، قال لـ بي بي سي إن عدد المتظاهرين تجاوز 50 ألف شخص وأن قوات الحكومة هاجمتهم وقتلت ثمانية منهم”.

وبثَّت رويترز لقطات فيديو، جرى تحميلها أيضا على موقع التواصل الاجتماعي “يوتيوب”، ويظهر فيها عدد من سكان حمص وهم يخوضون جدالا مع المراقبين، محاولين أخذهم إلى داخل حي بابا عمرو بالمدينة لرؤية “ضحايا هجمات القوات السورية”، كما قالوا.

وتنصُّ المبادرة العربية على سحب السلطات السورية لكافة القوات المسلحة من المناطق التي تشهد صدامات.

دفعة أولى

وكانت الدفعة الأولى من المراقبين العرب قد وصلت إلى سورية مساء الاثنين للوقوف على حقيقة الأوضاع في البلاد، حسب الاتفاق المبرم بين الجامعة والسلطات السورية.

كما وصلت إلى دمشق مؤخَّرا أيضا “بعثة متقدمة مكوَّنة من تسعة أفراد، وبحثت مع المسؤولين السوريين المتطلبات اللوجستية والأمنية اللازمة لضمان إنجاز بعثة المراقبين للمهمة الموكلة إليها على أفضل وجه.

وكان برهان غليون، رئيس المجلس الوطني السوري المعارض، قد قال “إن عددا من المراقبين الذين وصلوا إلى حمص لم يتمكنوا من التحرك فيها بحرية، بل أصبحوا سجناء لدى النظام السوري.”

وأضاف: “نناشد القادة العرب الذين وضعوا هذه الخطة التدخل لإرغام النظام السوري على وقف هذه المذبحة.”

مناشدة للتدخل الدولي

كما ناشد غليون الأمم المتحدة والزعماء الأوروبيين أيضا التدخل في سورية قائلا: “إن مبادرة الجامعة العربية جيدة، لكنها تفتقر إلى القوة اللازمة لتنفيذها”.

ويقول جيم ميور، مراسل بي بي سي في لبنان، إن حمص “تشكِّل اختبارا بالنسبة لبعثة المراقبين العرب، إذ سيتحققون من خلال وجودهم فيها مما إذا كانوا فعلا يتمتعون بحرية الحركة، وما إذا كان هناك فعلا سلام لمراقبته”.

وكان وليد المعلم، وزير الخارجية السوري، قد قال إنه يتوقع أن يؤيد المراقبون وجهة نظر الحكومة السورية القائلة “إن وراء أعمال العنف المتواصل في سورية عصابات مسلَّحة”.

وتقول منظمة الأمم المتحدة إن أكثر من خمسة آلاف شخص قتلوا على أيدي القوات السورية منذ اندلاع الاحتجاجات في مارس/آذار المنصرم.

المرصد السوري: سحب الجيش 11 من دباباته من حي بابا عمرو بحمص قُبيل وصول المراقبين

إلاَّ أن الحكومة السورية تواظب على القول إن قواتها تواجه “عصابات مسلَّحة”، وأن العنف أودى بحياة المئات من أفراد قوات الأمن على أيدي مسلَّحين في أنحاء متفرِّقة من البلاد.

قتلى في حمص

ميدانيا، قال ناشطون سوريون إن “قوات الأمن قتلت 30 شخصا يوم الاثنين في حمص”.

وبالإضافة إلى القتلى الذين سقطوا في حي بابا عمرو، قال المرصد السوري إن 11 آخرين سقطوا في مناطق أخرى من المدينة.

وتقول التقارير الاخبارية إن عددا كبيرا من العسكريين قد انضموا خلال الأسابيع القليلة الماضية إلى ما يُعرف بـ “الجيش السوري الحر” الذي يستهدف القوات الحكومية.

ونقلت وكالة رويترز عن أحد سكان حمص قوله: “يأتي العنف من مصدرين، فقد شاهدت العديد من سيارات الإسعاف وهي تنقل الجنود الجرحى في الأيام الماضية. فثمة جهة تستهدف الجنود.”

من جانبها ، اتهمت الولايات المتحدة النظام السوري بتصعيد ما وصفته بأعمال القمع قبيل وصول مراقبي الجامعة العربية الى سوريا. وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية مارك تونر: “الوضع كان مرعبا خلال أيام عدة تصاعد فيها العنف. نحن بالتأكيد ندين تصعيد العنف”.

وأضاف ” النظام السوري استغل الأيام الاخيرة لتكثيف هجماته على بعض أحياء مدينة حمص ومدن أخرى قبل وصول مراقبي الجامعة العربية.

وأكد تونر ان “هذه الأفعال لا تنسجم مع الشروط التي تضمنتها خطة الجامعة العربية للخروج من الازمة في الثاني نوفمبر من تشرين الثاني الماضي او مع موافقة النظام السوري على حضور المراقبين في 19 ديسمبر/كانون الأول”.

المزيد من بي بي سيBBC © 2011

اختيار الدابي لترؤس بعثة المراقبين يثير قلقا في اوساط الناشطين السوريين

يقول الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي إن الدابي رجل عسكري له “خبرة كبيرة جدا”، ستكون مفيدة لم تقم بها الجامعة من قبل

شعر نشطاء سوريون بنوع من القلق عندما علموا باختيار الفريق الاول السوداني مصطفى الدابي على رأس بعثة مراقبي جامعة الدول العربية إلى سورية.

ويخشى النشطاء أن يتردد المراقبون في التوصية باتخاذ إجراء قوي ضد الرئيس السوري بشار الأسد على ضوء موقف السودان من المحكمة الجنائية الدولية.

ولكن ترى جامعة الدول العربية أن الدابي لديه خبرة عسكرية ودبلوماسية تحتاج إليها بعثتها غير المسبوقة.

وكانت جامعة الدول العربية قد أرسلت بعثة مراقبين إلى سورية للتحقق من التزام نظام دمشق ببنود مبادرة الجامعة الهادفة الى وضع حد للعنف المستشري في البلاد منذ عدة شهور. وتقول الأمم المتحدة أن نحو 5000 قتيلا سقطوا داخل سورية.

ونقلت وكالة “رويترز” عن إريك ريفز، الاستاذ بجامعة سميث كوليدج في ولاية ماساتشوستس الذي درس شؤون السودان، رأيه بأن اختيار الدابي إشارة على أن جامعة الدول العربية قد لا ترغب في عودة المراقبون بنتائج تجبرها على إتخاذ إجراء أقوى.

ولا ترغب المعارضة السورية حتى الآن في توجيه انتقادات علنية لبعثة المراقبين التي عليها آمال كبيرة.

دارفور

وشغل الدابي مناصب حكومية وعسكرية بارزة في السودان، كان بعضها في منطقة دارفور.

ويقول مدعي المحكمة الجنائية الدولية إن الجيش نفذ جرائم حرب في دارفور، كما تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى سقوط 300,000 قتيلا هناك.

ووجهت المحكمة الجنائية الدولية تهمة الإبادة الجماعية وارتكاب جرائم ضد الإنسانية للرئيس السوداني عمر البشير. ولكن تقول الخرطوم إن هذه الاتهامات لا أساس لها من الصحة ولها دوافع سياسية، وتقدر أعداد القتلى في الخرطوم بـ10,000 قتيلا.

وتشير منظمة العفو الدولية إلى أن الاستخبارات العسكرية السودانية، التي تولى الدابي قيادتها عام 1989، “كانت مسؤولة عن اعتقال عشوائي وعمليات اختفاء قسري وتعذيب ومعاملة سيئة للعديد من المواطنين داخل السودان.”

وشغل الدابي منصب مدير الامن الخارجي في السودان قبل أن يتولى منصب نائب رئيس أركان الجيش السوداني للعمليات العسكرية منذ عام 1996 الى 1999.

كما شغل أربعة مناصب على الأقل لها علاقة بدارفور كان من بينها منصب منسق بين الخرطوم وقوات حفظ السلام الدولية.

واختير الدابي سفيرا للسودان في منذ عام 1999 إلى عام 2004.

وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي إن الدابي رجل عسكري له “خبرة كبيرة جدا”، ستكون مفيدة لم تقم بها الجامعة من قبل.

وأكد العربي في تصريحات لوكالة “رويترز” على أن مهمة بعثة المراقبين ليست سهلة، مشيرا إلى أنه “لم يُطلب من الجامعة ذلك من قبل.”

ولكن عمر إسماعيل، من حملة “مشروع كفاية” المناهضة للإبادة الجماعية والتابعة لمركز التقدم الأميركي البحثي، وصف اختيار الدابي بأنه “مربك”.

وأضاف إسماعيل “يجب على المحكمة الجنائية الدولية التحقيق مع الدابي لوجود أدلة على ارتكاب جرائم مماثلة في السودان، بدلا من جعله على رأس فريق مكلف بالتحقيق في مزاعم بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في سورية.”

المزيد من بي بي سيBBC © 2011

نشطاء: سوريون يرفضون مقابلة المراقبين في حي بابا عمرو

بيروت (رويترز) – قال نشطاء يوم الاربعاء ان سوريين في منطقة بابا عمرو التي تشهد اعمال عنف بمدينة حمص رفضوا لقاء وفد المراقبين التابعين للجامعة العربية في حضور ضابط من الجيش السوري مما دفع المراقبين لمغادرة المنطقة.

وقال أحمد وهو ناشط ومن سكان المنطقة “المراقبون غادروا حي بابا عمرو لانهم رفضوا دخول الحي بدون أن يرافقهم المقدم مدين ندا من الفرقة الرابعة.”

واضاف “أسر الشهداء والمصابين رفضوا لقاءهم في حضوره والمراقبون غادروا المكان.”

رؤية بعثة المراقبة العربية لحمص السورية تغضب الكثير من سكانها

بيروت (رويترز) – قال رئيس بعثة جامعة الدول العربية التي تحقق في مدى التزام سوريا بتنفيذ خطة سلام عربية ان اعضاء الوفد لم يروا شيئا مخيفا في مدينة حمص لكن الكثير من سكانها قالوا انهم بدأوا يفقدون الثقة في المراقبين بالفعل.

وقال الفريق اول الركن محمد احمد مصطفى الدابي ان فريقه يحتاج لمزيد من الوقت لتفقد حمص قبل اصدار حكم نهائي لكن مقيمين في منطقة بابا عمرو التي تفقدها الوفد قالوا انهم يشعرون بأن المراقبين لا يستجيبون لشكاواهم.

وقال الدابي بالهاتف لرويترز “كانت هناك مناطق الحالة فيها تعبانة (غير جيدة) لكن اعضاء الوفد لم يروا شيئا مخيفا.”

وتابع أن الوضع كان هادئا ولم تكن هناك اشتباكات اثناء وجود البعثة.

وتحتل حمص موقعا بارزا في الاحتجاجات الشعبية المستمرة منذ تسعة أشهر ضد حكم الرئيس السوري بشار الاسد وقد أصبحت احدى النقاط الساخنة الاكثر دموية اذ يظهر فيها منشقون مسلحون يقاتلون قوات الحكومة التي تستخدم الدبابات والاسلحة الالية.

ويتحقق المراقبون مما اذا كانت سوريا تسحب قواتها من المدن وتوقف أعمال العنف التي تهدد بالتطور الى حرب أهلية.

وقال عمر الناشط وأحد المقيمين في بابا عمرو “شعرت بأنهم لم يعترفوا حقا بما رأوه. ربما لديهم أوامر بالا يظهروا تعاطفا. لكن لم يكونوا متحمسين للاستماع الى روايات الناس.”

6وقال “علقنا أملنا على الجامعة العربية كلها… لكن هؤلاء المراقبين لا يفهمون فيما يبدو كيف يعمل النظام ولا يبدو عليهم اهتمام بالمعاناة والموت اللذين تعرض لهما الناس.”

وقال نشطاء انهم عرضوا على البعثة مباني تحمل اثار الاعيرة النارية وقذائف المورتر وأشاروا الى ما قالوا انها دبابات لكن الجولة استغرقت ساعتين فقط.

وقال الدابي ان فريقه لم ير دبابات وانما بعض المدرعات. وأضاف أن المراقبين يعتزمون زيارة بابا عمرو مرة أخرى.

وأضاف “الحالة مطمئنة حتى الآن… لكن يجب أن تنتبهوا ان هذا هو اليوم الاول ونحتاج الى وقت وفريقنا 20 شخصا وسيستمرون لوقت طويل في حمص.”

وزار المراقبون عائلات أشخاص قتلوا في أعمال العنف في الاونة الاخيرة علاوة على بعض المصابين.

وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان ان معظم سكان بابا عمرو يشعرون بخيبة الامل اذ كان يجب أن تمنح البعثة المزيد من الوقت.

وأضاف أن المراقبين بحاجة الى أن تتاح لهم الفرصة ليس لفترة طويلة جدا وانما لفترة طويلة بما يكفي للقيام بالتفتيش قبل اصدار الاحكام. وتابع أنه لا يمكن الحكم عليهم بناء على يوم واحد.

وقال محمد صالح وهو ناشط من حمص لرويترز يوم الثلاثاء ان الجيش سحب الدبابات من محيط بابا عمرو فيما وصفها منتقدون بأنها خطوة لخداع المراقبين.

وغضب سكان في بابا عمرو من أنهم فشلوا في اقناع المراقبين بزيارة الاحياء الاكثر تضررا بالمنطقة.

وأظهر مقطع فيديو نشر على الانترنت يوم الثلاثاء المراقبين فيما يبدو وهم يتجولون في بابا عمرو فيما صاح فيهم سكان غاضبون وجذبوا أحدهم من سترته وناشدوهم دخول أحيائهم فيما سمع دوي اطلاق نيران في الخلفية.

وقال مقيم في حمص طلب عدم نشر اسمه ان الزيارة سمحت للنشطاء بادخال المزيد من الامدادات للمناطق التي تطوقها قوات الامن.

وأضاف “الشيء الوحيد الطيب الذي تمخضت عنه هذه الزيارة هو أننا استطعنا ادخال امدادات غذائية للحي ومناطق أخرى.”

سماع أعيرة نارية واحتجاجات في حماة في لقطات حية على الجزيرة

بيروت (رويترز) – في لقطات حية بثتها قناة الجزيرة يوم الاربعاء تردد دوي أعيرة نارية وتصاعد دخان أسود فوق مدينة حماة بوسط سوريا.

وظهر في البث عشرات الرجال يسيرون في الشوارع ويهتفون متسائلين عن المراقبين العرب.

ومن المقرر أن يزور وفد المراقبة التابع لجامعة الدول العربية مدينة حماة يوم الخميس.

وظهر في اللقطات التي أذاعتها قناة الجزيرة رجل ينزف من عنقه بينما كان محتجون يهتفون من الخلف.

انقسام حول زيارة الوفد العربي لحمص و35 قتيلاً في سوريا

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — تباينت المواقف حيال الزيارة الأولى لوفد المراقبين العرب إلى مدينة حمص المضطربة الثلاثاء، فبعد الجولة السريعة للوفد وما تخللها من حوارات مع المحتجين نقلتها تسجيلات فيديو، نشرت مواقع المعارضة السورية انتقادات لرئيسه، السوداني محمد الدابي، خاصة بعد إطلاق النار من قبل قوات الأمن على مظاهرة ضخمة بقلب حمص، بينما أشارت تقارير إلى ارتفاع حصيلة القتلى على مستوى البلاد إلى 35.

أحداث حمص

وقالت لجان التنسيق المحلية في سوريا عبر صفحتها على موقع “فيسبوك” إن عدد القتلى الثلاثاء وصل إلى 35 شخصا، بينهم 14 في حمص وثلاثة في جامعة دمشق، وأربعة في درعا ومثلهم في ريف دمشق، إلى جانب ثلاثة قتلى في كل من إدلب حماه، وقتيلين في دير الزور وقتيل في كل من سراقب واللاذقية.

وقالت مصادر في حمص إن 70 ألف شخص حاولوا التجمع في “ساحة الساعة القديمة” وسط حمص للمطالبة بإنهاء حكم الرئيس بشار الأسد، بعدما سمعوا أن الوفد المكلف بالمراقبة يتواجد بالمكان، ولكن قوات الأمن تصدت لهم باستخدام القنابل المسيلة للدموع والرصاص.

وذكرت شاهدة العيان “لبنى” التي طلبت من CNN عدم ذكر كامل اسمها “إنها شاهدت سبعة جرحى على الأقل في الشوارع بعد تدخل قوات الأمن، كما جرى اعتقال العشرات، مشيرة إلى أنها فرت مع آخرين من المكان.

كما قال الناشط المعارض دانيال موسى إن الأجهزة الأمنية تصرفت بشكل مماثل تجاه مظاهرة أخرى بحي الخالدية، وأكد أنه شاهد عدداً من المحتجين يتعرض لإصابات بطلقات نارية.

وظهر على شريط بثه الناشطون عبر موقع “يوتيوب” محاورة بين سكان حي بابا عمرو ومجموعة يعتقد أنها من المراقبين العرب، وحاول أحد الناشطين إقناع مراقب بالتصريح علناً بعدم قدرته على الوصول إلى شوارع في الحي بسبب إطلاق النار، ويسمع في آخر التسجيل صوت طلقات نارية.

من جانبه، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن أكثر من أربعة آلاف متظاهر خرجوا في حي “القصور” بحمص، للمطالبة بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، كما خرجت مسيرات في أحياء أخرى من المدينة المحاصرة منذ أسابيع.

وأضاف المرصد أن بعض الدبابات انسحبت خارج مواقعها، ولكن القوات الحكومة وضعتها في منشآت عامة بحيث تبقى بعيدة عن عيون المراقبين، مع توفر القدرة على إعادتها إلى أماكنها بسرعة فور مغادرتهم.

ورأى المرصد السوري لحقوق الإنسان أن ما وصفه بـ”الانسحاب الاستعراضي للآليات العسكرية المدرعة صبيحة وصول وفد المراقبين العرب يؤكد استمرار النظام لمكره ومحاولاته الالتفاف على بعثة الجامعة العربية بهدف تأكيد رواياته الكاذبة وتنكره لحقيقة واضحة وضوح الشمس في وضح النهار أن في سوريا أزمة سياسية كبرى وانتفاضة شعبية بكل المقاييس ، كي يسترد السوريين سلطتهم وحريتهم وكرامتهم.”

من جانبها، قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” إن من وصفتها بـ”الجهات المختصة” اشتبكت في محافظة إدلب مع مجموعة إرهابية مسلحة قرب الحدود التركية في موقع عين البيضة التابع لناحية ابداما في منطقة جسر الشغور كانت تحاول تسهيل عملية تسلل مجموعة إرهابية أخرى من داخل الأراضي التركية.”

كما اتهمت الوكالة من قالت إنها “مجموعة إرهابية مسلحة” بتفجير خط لنقل الغاز عند قرية المختارية بين كفر عبد والرستن بمحافظة حمص عبر تفجيره بعبوة ناسفة ما أدى إلى تسرب نحو 150 ألف متر مكعب من الغاز من نقطة التفجير.

واكتفت الوكالة بخبر بسيط حول الوفد العربي، إذ قالت إنه “زار عدداً من أحياء مدينة حمص والتقى مع الأهالي في تلك الأحياء، والتقى محافظ حمص غسان عبد العال وبعد ذلك زار الوفد أحياء بابا عمرو وكرم الزيتون ووادي الذهب،” مشيرة إلى أن قسما من المراقبين عاد إلى دمشق بينما بقي آخرون في حمص.

يشار إلى أن CNN لا يمكنها تأكيد صحة هذه المعلومات بشكل مستقل نظراً لرفض السلطات السورية السماح لها بالعمل على أراضيها.

وقد تحدثت CNN إلى مصدر في الجامعة العربية أكد لها أن الوفد العربي سيتمكن من الوصول إلى أي مكان يرغب به بحرية، مضيفاً أن قوات الأمن السورية سيسمح لها بمرافقة البعثة إلى مدخل المدن فقط، كما ستتمكن جميع الأطراف من الاتصال مع أفراد البعثة بحرية.

الوضع في حماه

وفي مدينة حماه القريبة من حمص، والتي تشهد بدورها تحركات شعبية كبيرة مناوئة للنظام السوري، قام عدد من الناشطين بعرض تسجيلات فيديو يمكن من خلالها سماع أصوات الرصاص في المدينة.

وقالت جمعية “آفاز” الحقوقية إن الحشود تجمعت في المدينة بعد ورود أنباء عن وصول وفد من المراقبين العرب إليها، وقد سعى المحتجون للوصول إلى ساحة العاصي وسط المدينة، ولكن قوات الأمن تصدت لهم عبر إطلاق النار باتجاههم.

وكانت بعثة المراقبة العربية قد وصلت إلى دمشق مساء الاثنين لبدء مهامها، في حين كانت مواقع المعارضة تشير إلى تعرض مدينة حمص لقصف عنيف، وخاصة حي بابا عمرو، إلى جانب أحياء باب تدمر وباب الدريب وجب الجندلي ودير بعلبة.

وقبل وصول الوفد، اجتمع أفراده مع الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، لاستعراض مهمتهم المتمثلة في التحقق من وقف عمال العنف والإفراج عن المعتقلين وإخلاء المدن من المظاهر العسكرية.

وجاء في بيان للجامعة العربية أن الاجتماع ضم 50 مراقباً، سيباشرون الثلاثاء عملية الانتشار في أنحاء مختلفة من محافظات حمص وإدلب وحماه ودرعا ودمشق، في حين تتولى الدفعة الثانية الانتشار في القامشلي ودير الزور والساحل السوري بعد وصولها إلى البلاد في الأيام القليلة المقبلة.

وبحسب البيان، فقد ضم وفد المراقبين خبراء من الأردن وتونس والجزائر والسودان والعراق وعمان ومصر والمغرب وموريتانيا، وهم من المدنيين والعسكريين، إلى جانب نشطاء وخبراء عرب من جنسيات مختلفة يعلمون تحت مظلة المنظمة العربية لحقوق الإنسان ولجنة حقوق الإنسان العربية واللجنة العربية لحقوق الإنسان.

وكانت سوريا قد وقعت في 19 ديسمبر/كانون الأول الجاري، بروتوكول التعاون مع جامعة الدول العربية الخاص بإرسال مراقبين إلى البلاد.

وينص البروتوكول، الذي نشرته وسائل إعلام، على أن “بعثة المراقبين إلى سورية التي ستقوم بعملها لمدة شهر ستقوم بـالمراقبة والرصد لمدى التنفيذ الكامل لوقف جميع أعمال العنف ومن أي مصدر كان في المدن والأحياء السكنية السورية”.

وتشهد سوريا منذ أكثر من تسعة أشهر تظاهرات مناهضة للنظام ترافقت بسقوط آلاف القتلى، قدرت الأمم المتحدة عددهم  بنحو 5 آلاف قتلوا بحملة قمع عسكرية ينفذها النظام ضد  المناوئين له، فيما حملت دمشق “جماعات مسلحة” مسؤولية العنف.

واستبق المجلس الوطني السوري وصول البعثة العربية بالدعوة إلى  توجه المراقبين مباشرة إلى مدينة حمص لتفقدها، مشيراً إلى أن أحياء فيها تتعرض لقصف متواصل منذ أيام وتخضع لحصار مشدد من قبل أكثر من أربعة آلاف جندي، وحذر البيان من خطر حصول “إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية.”

ثلاثة قتلى في لبنان برصاص من سوريا

قالت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية أن طلقات نارية أطلقت مساء الثلاثاء من الجانب السوري إلى الجانب اللبناني، في منطقة المقيبلة، في وادي خالد في عكار، مما أدى إلى مقتل 3 أشخاص داخل سيارتهم. يشار إلى أن منطقة وادي خالد تقع عند الحدود مع سوريا وقد كانت خلال الفترة الماضية مقصدا رئيسيا للنازحين من الجانب السوري.

المراقبون العرب يعتزمون زيارة ثلاث مدن سورية

أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) — تعتزم بعثة مراقبي الجامعة العربية تفقد ثلاثة مدن سورية أخرى شهدت احتجاجات مناهضة للنظام، فيما يواصل الفريق مهامه في مدينة “حمص” المحاصرة، وفي الأثناء، لقي أربعة جنود سوريين مصرعهم وأصيب 12 آخرون في كمين نصبه منشقون، وفق نشطاء.

وقال علاء شلبي، وهو عضو بوفد المقدمة من المراقبين التابع للجامعة العربية، إن المراقبين سيزورون ادلب وحماة ودرعا.

وكانت بعثة المراقبين قد استهلت مهامها بزيارة “حمص”، الثلاثاء، التي تعرضت لقصف عنيف قبيل بدء الفريق مهامه، ومن المقرر أن يواصل مهامه بالمدينة.

ونقلت وكالة الأنباء السورية، سانا، أن وفد مراقبي الجامعة العربية زار عدداً من أحياء مدينة حمص، منها أحياء بابا عمرو، وكرم الزيتون ووادي الذهب، والتقى بالمحافظ، حمص غسان عبد العال.

وتتزامن التطورات، مع مقتل أربعة جنود سوريين وإصابة 12 آخرين في كمين نصبه منشقون عن الجيش، بحسب “المرصد السوري لحقوق الإنسان.”

منظمة حقوقية تتهم النظام السوري بـ”المراوغة” وإخفاء معتقلين

وفي الأثناء، قالت منظمة حقوقية إن النظام السوري ربما نقل مئات المعتقلين إلى منشآت عسكرية لإخفائهم عن المراقبين العرب، الذين بدأوا مهامهم، الثلاثاء، كما اتهمته بالمراوغة وإصدار بطاقات أمنية لعناصر عسكرية للتحايل على المبادرة العربية الداعية لسحب قوات الجيش من المناطق السكنية.

ونقلت منظمة “هيومن رايتس ووتش” عن ضابط أمن سوري في “حمص” إنه تلقى أوامر بنقل ما بين 400 إلى 600 معتقل من سجنه إلى موقع آخر، منوهاً: “النقل تم على دفعات.. بعض المعتقلين جرى نقلهم في سيارات جيب مدنية والبعض الآخر في شاحنات بضائع.”

وتابع الضابط، وبحسب ما أوردت المنظمة المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان: “دوري داخل السجن كان جمع المعتقلين ونقلهم إلى السيارات.”

واستطرد: “أوامر مدير السجن كانت بنقل المعتقلين المهمين إلى الخارج”، لافتاً إلى أنه جرى إبلاغه بأن المعتقلين سوف يتم نقلهم إلى مصنع صواريخ عسكري في منطقة “زيدل” بمحافظة “حمص.”

وذكرت “هيومن رايتس” أن روايات شهود عيان آخرين أيدت إفادة المصدر الأمني.

وفي هذا السياق،  قالت سارة ليا وايتسون، مدير قسم الشرق الأوسط بالمنظمة:     “أظهرت سوريا أنها لن تتوانى عن فعل أي شيء لتقويض مهمة المراقبة المستقلة لحملة القمع التي تقوم بها.. حيل سوريا تحتم على الجامعة العربية رسم خطوط واضحة فيما يتعلق والوصول إلى المعتقلين.”

وكان وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، قد صرح لصحيفة “الاندبندنت” البريطانية الأسبوع الماضي، أن المراقبين الدوليين يمكنهم التحرك في أنحاء البلاد “تحت حماية” الحكومة ولن يسمح لهم بزيارة المواقع العسكرية الحساسة.

وفي السياق ذاته، قال المصدر الأمني السوري إن الحكومة أصدرت إلى مسؤولين عسكريين بطاقات هوية تفيد بانتمائهم إلى قوات الشرطة، وفق “هيومن رايتس ووتش” التي قالت إن بحوزتها وثيقة نقلت بموجبها وزارة الدفاع السورية عدداً من العسكريين إلى وزارة الداخلية.

وعقبت وايتسون قائلة: “إلباس الجنود زي الشرطة ينافي دعوة الجامعة العربية لسحب قوات الجيش” من المدن، وتنص المبادرة العربية لحل الأزمة السورية، بجانب نشر مئات المراقبين،وقف العنف وسحب الجيش من المناطق المدنية، والتمهيد لحوار بين أطراف الأزمة في سوريا.

وفي الأثناء، قال مارك تونر، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إنه “يجب أن يتاح للمراقبين الوصول، دونما قيد، إلى المحتجين والى المناطق التي تضررت بشدة من الحملة التي يشنها النظام.”

وندد تونر بتصعيد حملة القمع الدموية ضد المحتجين السوريين قبل وصول مراقبي الجامعة.

ويشار إلى أن الإدارة الأمريكية كانت قد شككت في صدق نوايا نظام دمشق بُعيد توقيعه بروتوكول دخول المراقبين، وينص على أن بعثة المراقبين ستقوم بالمراقبة والرصد لمدى التنفيذ الكامل لوقف جميع أعمال العنف ومن أي مصدر كان في المدن والأحياء السكنية السورية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى