أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأربعاء، 7 آب 2013

نظام الأسد يرتبك بعد سقوط «منغ» والاقتراب من القرداحة

لندن، بيروت، عمان – «الحياة»، رويترز، أ ف ب

ردت القوات النظامية السورية على سيطرة مقاتلي «الجيش الحر» على مطار «منغ» العسكري، بشن غارات على قرى مجاورة للمطار، بالتزامن مع اقتراب مقاتلي المعارضة إلى مسافة 20 كيلومتراً من مدينة القرداحة، مسقط رأس الرئيس بشار الأسد في ريف اللاذقية غرباً. ولوحظ ارتباك في وسائل الإعلام الرسمية لأن هذين التطورين جاءا بعد ساعات على حديث كبار المسؤولين عن «انتصارات» سيحققها الجيش النظامي.

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن مقاتلي «الدولة الإسلامية في العراق والشام» و «لواء الفتح» وكتائب «عاصفة الشمال» سيطروا على مطار «منغ» بعد معارك ضارية مع قوات النظام بدأت في شباط (فبراير) الماضي في سياق معركة «تحرير المطارات» التي شملت السيطرة على مطار تفتناز في ريف إدلب المجاور وفرض حصار على مطاري كويرس في ريف حلب وأبو الضهور في ريف إدلب. وجاءت السيطرة على «منغ» بعد أيام من سيطرة المعارضة على بلدة خان العسل غرب حلب. وحاول الرئيس السابق للجنة الأمنية في حلب العميد محمد خضور حشد شبان بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين لـ «فك الحصار» عن المطار، لكن مقاتلي المعارضة شنوا فجر الإثنين هجوماً جديداً بدأ بتفجير انتحاري بواسطة مدرعة محملة بكمية كبيرة من المتفجرات أمام مقر قيادة المطار.

وأوضح «المرصد» أن مقاتلي المعارضة دمروا آليات ثقيلة عدة وتمكنوا من السيطرة على أبنية وأسر وقتل عدد من ضباط وجنود القوات النظامية، بعد مواجهات أسفرت عن سقوط نحو عشرة مقاتلين معارضين. وبث مقاتلو «عاصفة الشمال» فيديو يظهر التفجير الانتحاري وتسلل المقاتلين إلى داخل المطار وسيطرتهم على طائرات مروحية ودبابات ظهر بعضها مدمراً، إضافة إلى مخازن سلاح. ووصف معارضون المطار بأنه «حصن روسي» في سورية.

وظهر ارتباك لدى وسائل الإعلام الرسمية، باعتبار أن السيطرة على «منغ» جاءت بعد ساعات من إعلان مسؤولين بينهم الأسد عن «انتصارات» قادمة بعد سيطرة الجيش النظامي ومقاتلي «حزب الله» على حي الخالدية في حمص. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا)، عن مصدر إعلامي قوله «إن عناصر حماية مطار منغ في حلب جميعهم بخير والمجموعات الإرهابية تتكبد خسائر كبيرة جداً حول المطار وداخله». وأضاف أن المطار «خال من العتاد الحربي والطائرات» مشيراً إلى أن «أبطال قواتنا المسلحة في المطار والمنطقة المحيطة به يتصدون للإرهابيين ببسالة منقطعة النظير».

وذكرت وسائل إعلام النظام أن ثلاث مجموعات مختلفة من عناصر «منغ» تمكنت من الخروج بـ «عملية نوعية جداً وبالتنسيق الكامل مع الاستخبارات السورية وقوات الدفاع الوطني في نبل والزهراء وقوات الحماية الشعبية الكردية في عفرين» شمال حلب.

لكن المعارضين بثوا أشرطة تظهر ضباطاً ومساعديهم مأسورين لدى المعارضة التي سيطرت على خمس دبابات وعطلت اثنتين، في حين فرت طواقم ثلاث دبابات، كما استولت على طائرات مروحية ومدافع من عيار 23 ملم وراجمات صواريخ.

وقال «الائتلاف الوطني السوري» المعارض إنه «يهنئ أبناء سورية الصامدة بالنصر الذي تحقق (امس) بفضل الله ثم بجهود أبطال الجيش السوري الحر وسواعدهم، والمتمثل بتحرير مطار منغ العسكري في شكل كامل… في خطوة مهمة سيكون لها من دون شك أثر استراتيجي في طبيعة المعركة في سائر مناطق الشمال».

وفي غرب البلاد، أفاد «المرصد» بأن اشتباكات عنيفة دارت امس في قرى عدة من جبل الأكراد في ريف اللاذقية، مع ورود أنباء عن سيطرة الكتائب المقاتلة على بلدة خربة باز. واستولى مقاتلو المعارضة الأحد على أربع قرى واقعة في الطرف الشمالي من جبل العلويين الذي يقع إلى الشرق من مدينة اللاذقية الساحلية.

واصدر الأسد أمس مرسوماً قضى بتنظيم عمل الشركات العاملة في مجال «الحماية والحراسة الخاصة ونقل الأموال والمجوهرات والمعادن الثمينة».

وفي نيويورك، أعلنت الأمم المتحدة أن رئيس لجنة التحقيق في استخدام أسلحة كيماوية في سورية آيك سلستروم وفريقه «يستكملون استعداداتهم في لاهاي تحضيراً للمغادرة الى سورية». وأكد مكتب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في بيان أن الأمم المتحدة «تعمل على إنهاء الإطار القانوني واللوجستي للتحقيق بناء على الاتفاق المبرم مع سورية الشهر الماضي». وأضاف أن «هذه الاستعدادات يتوقع أن تنجز خلال الأيام المقبلة ليعلن بعدها موعد زيارة البعثة الى سورية».

مقتل 62 مقاتلاً معارضاً في كمين قرب دمشق

بيروت – ا ف ب

قتل 62 مقاتلاً معارضاً على الاقل فجر اليوم في كمين للقوات النظامية السورية شمال شرق دمشق، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال المرصد “استشهد 62 مقاتلاً من الكتائب المقاتلة على الاقل غالبيتهم من الشباب وفقد ثمانية اخرين وذلك اثر كمين نصبته لهم القوات النظامية السورية فجر اليوم في المنطقة الواقعة غرب مدينة عدرا الصناعية”، الى الشمال الشرقي من العاصمة السورية”.

وثيقة “أممية” لتسهيل المساعدات في سورية

الامم المتحدة – رويترز

أرسلت منسقة الاغاثة في الامم المتحدة فاليري آموس الى مجلس الامن قائمة بالطرق، التي يمكن من خلالها تسهيل توزيع المساعدات في سورية منها نقل المساعدات عبر الحدود ووقف القتال لاسباب انسانية والتحذير المسبق من الهجمات العسكرية.

وفي وثيقة سرية وزعت على اعضاء مجلس الامن الخمسة عشر، حددت آموس 30 اجراء محتملا “يمكن اتخاذها للتعامل مع التحديات الانسانية الحالية في سورية والدول المجاورة”، ويمكن ان تكون أساساً لقرار تصدره “الامم المتحدة”.

ويبحث مجلس الامن التابع للامم المتحدة منذ شهور قراراً بشأن المساعدات في سورية، لكن نظرا لان بعض القضايا ومنها عبور الحدود يمكن ان تثير خلافا بين روسيا والدول الغربية، قال ديبلوماسيون ان “هذه المعركة ستتأخر على الارجح الى ما بعد عقد مؤتمر سلام مقترح بشأن سورية في جنيف”.

لكن محاولات تنظيم قمة (جنيف 2) لاحياء حل سياسي تم الاتفاق عليه في يونيو/حزيران عام 2012 في المدينة السويسرية، تبدو بلا جدوى حتى الان ولا يرجح ديؤبلوماسيون في “الامم المتحدة” ان تعقد في وقت قريب.

وكتبت آموس تقول إنه مع وجود “حاجة ملحة لعملية سياسية حقيقية لتفادي مزيد من تدهور الوضع الانساني في سورية والدول المجاورة” فإن هناك بعض الاجراءات التي يمكن اتخاذها في نفس الوقت، ومنها:

– التزام الاطراف بالابلاغ عن اي هجمات عسكرية قبل فترة كافية من وقوعها حتى يمكن اجلاء المدنيين او توفير ممر آمن لهم خاصة الجرحى والمرضى الذين يبحثون عن مساعدة طبية في مناطق أكثر أمناً.

-الاتفاق على أساليب لوقف (المعارك) لاغراض انسانية للسماح بمرور قوافل المساعدات الانسانية الى المناطق الاكثر تضررا وتقديم المساعدات الى من يحتاجونها واجلاء المرضى والجرحى.

– تقديم المساعدات عبر الحدود وفقا لما تقتضيه العملية مع الوضع في الاعتبار العمل الذي أنجز بالفعل داخل سورية.

وتقدر الامم المتحدة عدد قتلى الحرب الاهلية المستمرة في سورية منذ أكثر من عامين بمئة ألف قتيل على الأقل. وأجبرت الحرب 1.9 مليون سوري على الفرار أغلبهم لجأ الى لبنان والاردن وتركيا والمناطق الكردية في شمال العراق كما قدرت عدد النازحين في الداخل بأكثر من 4.2 مليون شخص.

ووصف ديبلوماسي، طلب عدم الكشف عن هويته الاجراءات التي اقترحتها آموس التي ترأس مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية بأنها “طموحة للغاية”.

وقال “الغرض من هذا في الاساس هو تحريك المجلس ليتعامل مع القضية. لكني اعتقد ان سقف التوقعات مرتفع للغاية في هذه الوثيقة. وأكثرها طموحا مسألة السماح بعبور الحدود. وهل تنتظر حقا من الحكومة السورية ان تعلن عن هجماتها؟”.

سقوط مطار منّغ يكشف نبل والزهراء و200 قتيل بالهجمات على قرى اللاذقية

بعد أشهر من الانتكاسات التي منيت بها المعارضة السورية على الارض حول دمشق وفي مدينة حمص بوسط البلاد، أحرز مقاتلو المعارضة تقدماً في اللاذقية التي تعتبر معقلاً للموالين لنظام الرئيس بشار الاسد وسيطروا على مطار منّغ العسكري قرب الحدود التركية في محافظة حلب، فيما انفجرت سيارة مفخخة في حي جرمانا بضاحية العاصمة فأوقعت 18 قتيلاً و56 جريحاً. وتسلط هذه التطورات، الى القتال المستمر في محافظة درعا الجنوبية، الضوء على التحدي الذي يواجهه الاسد في محاولة استعادة سلطته في أنحاء سوريا بعد أكثر من سنتين من الصراع الذي قتل فيه أكثر من 100 الف شخص.

وقال ناشطون في المعارضة السورية إنه منذ بدء الهجوم المفاجئ على اللاذقية فجر الاحد، استولت الألوية المشكلة في معظمها من الإسلاميين والتي تقودها جماعتان مرتبطتان بتنظيم “القاعدة” على ست قرى على الطرف الشمالي من جبل العلويين الذي يقع شرق مدينة اللاذقية الساحلية.

وبث التلفزيون السوري الحكومي ان الجيش استعاد اثنتين على الأقل من القرى العلوية التي استولى عليها المعارضون منذ الاحد وأعلن اسماء عشرة “إرهابيين”، وهو الوصف الذي تطلقه السلطات على مقاتلي المعارضة، قال إنهم قتلوا في المعارك.

وأفاد الناشط المحلي في اللاذقية عمار حسن ان 60 معارضا إجمالا قتلوا منذ بداية العملية. وقال: “الاسد يرسل تعزيزات ضخمة من اللاذقية، لكن التحرير سيستمر”. ويعكس نشر الاسد قوات اضافية مدى ضخامة التحدي لسلطته في منطقة ظلت خاضعة لسيطرته القوية منذ تفجير الصراع في سوريا.

ويقول ديبلوماسيون إن المنطقة الساحلية والقرى الجبلية قد تكون مسرحا لمذبحة للعلويين في المنطقة إذا باتت اليد العليا في الصراع للمتشددين الإسلاميين في نهاية المطاف. وقال أحد مقاتلي المعارضة في المنطقة: “قتلنا 200 (من رجال الاسد) يوم الاحد فقط وامس قتلنا 40 على الاقل”. واضاف وهو يشير الى مدينة اللاذقية على البحر المتوسط: “رجاله طردوا من المدينة. من رفعوا الرايات البيض فقط هم الذين لم يقتلوا”.

وقال أحمد عبد القادر الناشط في “لواء أحرار الجبل”، احدى المجموعات التي تشارك في العملية، إن عدد القتلى بلغ 175 شخصا وصفهم بأنهم من الجنود وأفراد الميليشيا الذين كانوا يحرسون حواجز الطرق بين القرى الجبلية.

وروى ناشطون ان رجل دين علويا بارزا يدعى موفق غزال احتجز على يد مقاتلين من “جبهة النصرة” المرتبطة بـ”القاعدة” يسعون الى مبادلة مقاتلين معتقلين.

وأعلن القائد في “الجيش السوري الحر” محمد موسى ان قوات المعارضة باتت على مشارف قرية عرامو على مسافة 20 كيلومترا من القرداحة مسقط رأس الاسد وفيها ضريح والده حافظ الاسد. وقال عبد القادر: “الهدف هو الوصول الى القرداحة وايذاؤهم كما يؤذوننا. العلويون يمكثون في جبلهم معتقدين انهم يمكنهم تدمير سوريا والبقاء محصنين”.

وتحدث “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له عن “اشتباكات عنيفة بين الكتائب المقاتلة والقوات النظامية في قرى عدة في جبل الاكراد بريف اللاذقية”، مشيرا الى “سيطرة الكتائب المقاتلة على بلدة خربة باز”.

سقوط مطار منّغ

وفي مكسب آخر للمعارضة، سيطر مقاتلون اسلاميون في شمال البلاد على مطار منّغ العسكري بعد أشهر من الصراع وعززوا بذلك سيطرة المعارضة على مسار امداد رئيسي من تركيا الى حلب. وأعلن “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” تحرير المطار تماماً، قائلا ان الاستيلاء عليه سيكون له تأثير استراتيجي على مسار المعركة في انحاء الشمال. وجاء في بيان أصدرته تسعة ألوية شاركت في العملية بينها “الدولة الاسلامية في العراق والشام” انه تم تحرير المطار كاملاً وانه تجري مطاردة فلول “عصابات” الاسد الان.

واجتاح مقاتلو “الدولة الاسلامية في العراق والشام” مقر القيادة وهو آخر جزء كانت تسيطر عليه القوات النظامية الاثنين بعدما قاد مهاجم انتحاري ناقلة جند مدرعة معبأة بالمتفجرات وصدم بها المبنى. وأكد المرصد السوري انه تمت السيطرة على المطار غداة “عملية انتحارية” قام بها سعودي من “كتائب المهاجرين والانصار” “فجر نفسه بواسطة عربة مدرعة امام مركز القيادة في مطار منغ العسكري المحاصر”.

وقال ناشطون إن منّغ لم يستخدم مطاراً منذ بضعة أشهر مع سيطرة مقاتلي المعارضة عليه تدريجاً، وان هؤلاء أسروا 15 جنديا خلال الهجوم الاخير على المنشأة في اليومين الاخيرين.

وقالت وسائل الاعلام الحكومية ان القتال مستمر في المنطقة. وجاء في بيان ان القوات المسلحة في مطار منّغ والمنطقة المحيطة به تواجه “الارهابيين” ببسالة وان الجماعات “الارهابية” تمنى بخسائر فادحة. وقلل مصدر رسمي سوري اهمية هذا الانجاز، مؤكدا “خلو المطار من العتاد الحربي والطائرات”. واشار الى ان “عناصر حماية مطار منغ في حلب جميعهم بخير والمجموعات الارهابية تتكبد خسائر كبيرة جدا حول المطار وداخله”.

ولاحظ ناشطون أن سقوط المطار كشف قريتي نبل والزهراء الشيعيتين القريبتين التي يدرب “حزب الله” اللبناني فيهما ميليشيات موالية للاسد.

في غضون ذلك، تحدث المرصد عن “اشتباكات عنيفة بين الكتائب المقاتلة والقوات النظامية في قرى عدة في جبل الاكراد بريف اللاذقية”، مشيرا الى “سيطرة الكتائب المقاتلة على بلدة خربة باز”.

وفي ريف دمشق، أشار المرصد الى تعرض مقاتلي “جبهة النصرة” و”كتائب غرباء الشام” في دنحا التابعة لمدينة يبرود بالقلمون ليل الاثنين، حيث استولوا السبت على مخازن للذخيرة والصواريخ “لقصف مدفعي وصاروخي عنيف من القوات النظامية وغارات من الطيران المروحي” مما اسفر عن مقتل 13 مقاتلا واصابة 45 آخرين.

تفجير جرمانا

وبث التلفزيون السوري ان 18 شخصاً قتلوا وان 56 آخرين جرحوا في انفجار سيارة مفخخة عصر امس في جرمانا التي يسكنها دروز ومسيحيون بضاحية دمشق.

وقالت الوكالة العربية السورية للانباء “سانا” إن نساء وأطفالا بين القتلى والجرحى. واضافت أن اوتوبيساً احترق في الانفجار الذي حصل في ساحة السيوف في الحي ودمرت متاجر عدة في شارع مزدحم.

ويقطن في جرمانا عدد كبير من أبناء الأقلية الدرزية في سوريا والمسيحيين الذين فروا من العنف في مناطق أخرى.

تشوركين

وفي نيويورك – (علي بردى) رفض المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة السفير فيتالي تشوركين التعليق على مفاوضات وصفت بأنها “سريّة” في شأن إصدار مجلس الأمن قراراً ذا طابع انساني عن الحرب السورية.

وقبل اجتماع هو الأول له مع نظيرته الأميركية الجديدة سامانتا باور، لم يخف الديبلوماسي الروسي امتعاضه من تسريبات مصدر غربي “أكد لي (تشوركين) أن هذا الأمر سيبقى سرياً تماماً… سنرى كيف ستتطور الأمور”. لكن هذا التسريب “ليس بداية جيدة”. ورفض التعليق على ما إذا كانت روسيا ستقبل بقرار يجيز ارسال مساعدات انسانية عبر الحدود الى سوريا، مشيراً الى أن الحكومة السورية هي المعنية بهذا الأمر “فإذا قبلوا بايصال المساعدات عبر الحدود، لا مشكلة لدي في ذلك”.

وسئل عن “مؤتمر جنيف – 2”، فأجاب أن الأفق “لا يبدو جيداً جداً، لأنه يبدو أن المعارضة على خلاف”، موضحاً أن “الخلافات بين المعارضة تمنعها من انتاج وفد موحد… ومن غير الواضح كيف سيجري التغلب على هذه المشكلة في المستقبل الوشيك”. ولم يستبعد اجراء “محادثات جدية” في شأن الوضع في سوريا خلال دورة الجمعية العمومية للأمم المتحدة في الأسبوع الثالث من أيلول المقبل لأن الصورة الآن هي أن “لا أمل في ما يتعلق بجنيف – 2” قبل ذلك التاريخ. وكشف أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف هو الذي سيرأس وفد بلاده الى محادثات كهذه في أيلول.

وقال أيضاً إن مهمة تقصي الحقائق المتصلة بالإدعاءات عن استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا برئاسة آكي سالستروم ستباشر مهمتها في غضون أيام قليلة، علماً أن الفريق يتألف من خبراء من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ومنظمة الصحة العالمية، ولن يكون أي من هؤلاء من الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين.

وصرّح الناطق بإسم الأمم المتحدة مارتن نيسيركي بأن “سالستروم وأعضاء فريقه اجتمعوا في لاهاي، حيث ينجزون التحضيرات قبل ذهابهم الى سوريا”. وقال إن “المقر الرئيسي للأمم المتحدة ينجز الترتيبات القانونية واللوجستية للتحقيقات على أساس الاتفاق الذي تمّ التوصل اليه الشهر الماضي” مع الحكومة السورية. وأكد أن “التحضيرات ستنجز خلال الأيام القريبة”.

لافروف يبحث مع بان كي مون عقد مؤتمر “جنيف 2” حول سوريا

أعلنت موسكو، اليوم، أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف سيلتقي غداً الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في نيويورك، حيث سيناقش معه عقد مؤتمر “جنيف 2” حول سوريا.

وأوضحت الخارجية الروسية أن لافروف سيتوقف في نيويورك خلال توجهه إلى واشنطن مع وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، للقاء نظيريهما الأميركيين جون كيري وتشاك هايغل بعد غد الجمعة.

وذكرت أن لافروف سيلتقي الأمين العام للأمم المتحدة في نيويورك، ليبحث معه الوضع في سوريا والتطورات في الشرق الأوسط والوضع في أفغانستان، إضافة إلى قضايا دولية مهمة أخرى.

وأوضحت أن وزير الخارجية الروسي يعتزم مناقشة إمكانية حل الأزمة السورية في ضوء المبادرة الروسية-الأميركية الداعية إلى عقد مؤتمر دولي حول سوريا، مع الأمين العام للأمم المتحدة.

كذلك، من المتوقع أن يستعرض الوزيران الروسيان مع نظيريهما الأميركيين تنفيذ اتفاقية عقد مؤتمر “جنيف 2” لحل الأزمة السورية بالطرق السياسية.

في الإطار ذاته، اعتبر نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن التقدم الحاصل مؤخراً في ما يتعلق بالتحضيرات لعقد مؤتمر دولي حول سوريا غير كافٍ، للإعلان عن المواعيد الأولية لانعقاده.

وقال ريابكوف إن بعض التقدم حصل وخصوصاً في مجال صياغة ثوابت المؤتمر المقبل ولكن ذلك غير كاف للإعلان عن مواعيد محددة.

وأضاف أن التطورات المترافقة مع الحديث عن ضرورة حصول المعارضة السورية على أسلحة حديثة لا يساعد على التحضير للمؤتمر، بل يزيد الوضع تعقيداً.

من جهة أخرى، عبرت الخارجية الروسية عن استنكارها الشديد لـ”التفجير الإرهابي” الذي وقع في ضاحية جرمانا في ريف دمشق، أمس، والذي ذهب ضحيته 18 قتيلاً.

(“أنباء موسكو”، “سانا”)

المسلحون يلوّحون بمهاجمة القرداحة

تفجير جرمانا: 75 قتيلاً وجريحاً

قتل 18 سورياً، بينهم أطفال، وأصيب 56 في تفجير سيارة قبل موعد الإفطار مباشرة في ضاحية جرمانا في ريف دمشق أمس، فيما تواصلت الاشتباكات في ريف اللاذقية بين الجيش السوري والمسلحين الذين أعلنوا عن إطلاقهم عملية عسكرية ضد القرداحة بعد أيام من الاشتباكات التي يعتقد أن المئات راحوا ضحيتها غالبيتهم في مذابح طائفية استهدفت قرى علوية.

وفي الوقت الذي كرّر فيه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف دعوته إلى محاربة الإرهاب في سوريا، وإشارته إلى «مذبحة» ارتكبها عناصر من «جبهة النصرة» ذهب ضحيتها حوالى 450 كردياً في شمال البلاد، دعا رئيس الوزراء العراقي نوري

المالكي الأكراد في سوريا إلى عدم الانضمام إلى «الجماعات المتشددة، ما يشكل تهديداً للجميع وللأكراد بالذات، وأدعو إلى توفير الحماية لهم من جبهة النصرة ومن يقف وراءها»، مؤكداً أن هناك «مشروعاً طائفياً» يجري تنفيذه في المنطقة. (تفاصيل صفحة 14)

ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مصدر في قيادة ريف دمشق قوله «استشهد 18 مواطناً، بينهم 3 أطفال، وأصيب 56، في تفجير إرهابي بسيارة مفخخة بكمية كبيرة من المتفجرات بين شارع الخضر وساحة السيوف، الذي يشهد ازدحاماً سكانياً ومرورياً، في جرمانا».

وذكرت «سانا» إن «الانفجار أدى إلى احتراق مبنى من أربعة طوابق وحافلة ركاب، إضافة إلى تضرر عدد كبير من المحال التجارية والسيارات». ووقع التفجير قبل موعد الإفطار مباشرة، في وقت تكون فيه الحركة ناشطة في المنطقة.

يُذكر أن ضاحية جرمانا، ذات الغالبية الدرزية والمسيحية، تعرضت إلى حوالى 11 تفجيراً بالاضافة الى سقوط قذائف هاون. واستهدف آخر تفجير «انتحاري» ساحة السيوف في 25 تموز الماضي، أدى إلى مقتل 10 أشخاص وإصابة حوالى 60 شخصاً.

وبعد حوالى العام من الحصار وعشرات الهجمات، سقط مطار منغ العسكري في ريف حلب في يد المسلحين التابعين لتنظيم «القاعدة»، الذين استخدموا انتحارياً قاد عربة مدرعة محشوة بستة أطنان من المتفجرات، لتمهيد الطريق أمام الهجوم. وعلمت «السفير» أن القيادة العسكرية السورية طلبت من عناصر حماية المطار مغادرته، باتجاه قرى كردية وأخرى موالية، على أن تستمر المعركة من خارج حرم المطار.

وفي إطار المعارك المستمرة في اللاذقية، قالت مصادر ميدانية لـ«السفير» إن الجيش السوري حقق تقدماً ملموساً في معركته ضد «الكتائب الإسلامية» التي تتزعمها «جبهة النصرة» في قرى المنطقة الشمالية من ريف اللاذقية. وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن الجيش استعاد السيطرة على قريتي عرامو وستربة، المحاذيتين لقرية سلمى، المقرّ الرئيسي لتجمّع المسلحين الإسلاميين. وكانت القوات السورية استردّت أمس الأول قرى تلا وبيت الشكوحي وكفرية.

ونقلت وكالة «رويترز» عن معارضين قولهم إن قوات، تضمّ 10 ألوية إسلامية، بعضها مرتبط بـ«القاعدة»، تقدمت جنوباً نحو ضواحي قرية عرامو التي تبعد 20 كيلومتراً عن القرداحة. وقال أحد المسلحين المشاركين في المعارك ضمن «لواء أحرار الجبل»، إن «الهدف هو الوصول إلى القرداحة وإصابتهم مثلما يصيبوننا».

ونقلت «سانا» عن مصدر في محافظة حمص قوله إن «وحدات من القوات السورية واصلت تقدمها في حي باب هود في مدينة حمص بعد أن قضت على عدد من الإرهابيين». وكانت القوات السورية سيطرت على حي الخالدية في المدينة الأسبوع الماضي.

وللمرة الثانية في غضون بضعة أيام، أوقفت القوات الأمنية الأردنية سوريين ينقلون أسلحة إلى داخل البلاد. وقال مصدر عسكري أردني إن «حرس الحدود اعتقل سوريين أثناء محاولتهما تهريب أسلحة أوتوماتيكية عبر الحدود السورية ـ الأردنية إلى المملكة»، فيما ذكرت وكالة الأنباء الأردنية (بترا) إن «قوات حرس الحدود أحبطت محاولة تهريب أسلحة بكميات كبيرة من سوريا إلى المملكة».

لافروف

ودعا لافروف، في مؤتمر صحافي مع نظيرته الايطالية ايما بونينيو في روما، «الحكومة السورية والمعارضة إلى توحيد الجهود من أجل طرد الإرهابيين من سوريا، وذلك للحفاظ على سوريا دولة متعددة الطوائف». واعتبر أن «موضوع مكافحة الإرهاب في سوريا يزداد إلحاحاً»، مشيراً إلى «الأنباء عن مقتل 450 مدنياً من الأكراد، بينهم نحو مئة طفل، في مذبحة ارتكبتها جماعة جبهة النصرة في شمال البلاد».

ودعا لافروف إلى «عدم المماطلة في عقد مؤتمر جنيف 2»، معتبراً أن «تأجيل المؤتمر سيؤدي إلى زيادة عدد الضحايا في صفوف المدنيين السوريين». وشدد على أن «التطورات على الأرض في سوريا تجعل عقد مثل هذا المؤتمر أمراً أكثر إلحاحاً».

(«السفير»، ا ف ب، ا ب، رويترز)

لقاء أميركي ــ روسي يوم الجمعة في واشنطن

أعلن مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية أمس، أن وزيري الخارجية والدفاع الأميركيين جون كيري وتشاك هايغل سيلتقيان نظيريهما الروسيين سيرغي لافروف وسيرغي شويغو في واشنطن يوم الجمعة المقبل.

وأضاف المصدر نفسه إن هذا اللقاء الذي سيعقد في وزارة الخارجية الأميركية، يتزامن مع توتر في العلاقات بين البلدين، من دون أن يكشف عن جدول أعمال هذا الاجتماع.

إلا أن صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية نقلت عن الرجل الثاني في وزارة الخارجية الروسية، قوله إن النقاش خلال هذا الاجتماع «سيكون مكثفاً جداً، خصوصاً أن هناك عدداً كبيراً من المشاكل الخلافية والصعبة» بين الطرفين. (أ ف ب، رويترز)

العفو الدولية تعلن حصولها على صور جديدة بالأقمار الاصطناعية عن الدمار والتشريد الجماعي في حلب

لندن- (يو بي اي): أعلنت منظمة العفو الدولية الاربعاء أنها حصلت على صور جديدة ملتقطة بالأقمار الاصطناعية لمدينة حلب السورية، تقدّم أحدث دليل على الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان ضد السكان المدنيين الذين يتحملون العبء الأكبر للعنف المتصاعد والتشرد والأزمة الإنسانية، جراء الصراع الذي طال أمده في سوريا.

وقالت المنظمة إن التحليل الذي أجرته الجمعية الامريكية للعلوم المتقدمة بالتعاون مع برنامج العلوم من أجل حقوق الإنسان في العفو الدولية لصور الأقمار الاصطناعية، يبين اتجاهات مثيرة للقلق عن الكيفية التي يتم من خلالها خوض الصراع في سوريا مع تجاهل تام لقواعد القانون الإنساني الدولي، مما تسبب بوقوع دمار ووفيات وتهجير على نطاق واسع.

واضافت أن تحليل الصور الجديدة “يترك مقداراً ضئيلاً من الشك حول أسباب التشريد المذهل لنصف سكان مدينة حلب، وحملة القصف الجوي العشوائي من قبل القوات الحكومية والتي حوّلت مناطق بأكملها إلى ركام وقتلت وشوّهت عدداً لا يُعد ولا يُحصى من المدنيين”.

واشارت المنظمة إلى “أن صور الأقمار الاصطناعية عن الأحياء التي دمرتها ثلاثة هجمات بالصواريخ البالستية شنتها قوات الحكومة السورية خلال الفترة بين 18 و 22 شباط/ فبراير الماضي، تقدّم أدلة مثيرة للقلق عن الخسائر البشرية للتكتيكات المستخدمة من قبل أطراف الصراع، كونها أدت إلى مقتل أكثر من 160 شخصاً واصابة المئات بجروح، وتدمير عشرات المنازل وترك مئات الناس بلا مأوى”.

وقالت “إن تحليل سبعة من صور الأقمار الاصطناعية الجديدة خلال فترة تسعة أشهر، من أوائل أيلول/ سبتمبر 2012 وحتى أواخر أيار/ مايو 2013، يمثل مشروع تقييم الأضرار المادية الأكثر شمولاً في أكبر مدينة سورية حتى الآن، ويوثّق، إلى جانب تدمير البنية التحتية، الأضرار الكبيرة التي لحقت بالمدينة القديمة في حلب والمصنّفة كموقع تراثي من قبل منظمة التربية والعلوم والثقافة التابعة للأمم المتحدة، مثل تدمير مئذنة الجامع الكبير والأضرار التي لحقت بسوق المدينة، مع أن القانون الإنساني الدولي يُلزم أطراف النزاع باحترام وصون الممتلكات الثقافية”.

واضافت المنظمة أن تحليل صور الأقمار الاصطناعية خلال الفترة المحددة “وجد أن مئات المباني تضررت أو تدمرت، وانتشار الحواجز على الطرقات والتي ظهر أكثر من ألف حاجز منها بشكل واضح في الصور الملتقطة أواخر أيار/ مايو الماضي، وحدد وتيرة ثابتة من التدمير شبه الممنهج للبنية التحتية في حلب، بما في ذلك المرافق السكنية والمراكز الدينية والمنشآت الصناعية والتجارية، مع ازدياد الضربات الجوية والهجمات الأخرى، والتي ادت أيضاً إلى ارتفاع عدد النازحين”.

وقالت دوناتيلا روفيرا، كبيرة مستشاري الرد على الأزمات في منظمة العفو الدولية والتي عادت من زيارة إلى حلب الشهر الماضي، إن المدينة “دُمرت تماماً ويفرّ سكانها في أعداد هائلة جراء القتال الدائر، كما أن الخطر الذي تم التحذير منه في العام الماضي فميا يتعلق بالآثار المدمرة لتحولها من المدينة الأكثر اكتظاظاً بالسكان في سوريا إلى ساحة معركة حقيقية أصبح حقيقة واقعة”.

واضافت روفيرا “أن حلب مدمرة الآن ويغادرها سكانها هرباً من القصف بأعداد ضخمة، فيما ظل العديد من السكان الآخرين عالقين في المدينة تحت النار والحصار وفي ظروف انسانية يائسة”.

مقتل 62 مسلحا في كمين للقوات السورية بريف دمشق

دمشق- (د ب أ): قتلت قوات الجيش السوري الأربعاء في كمين محكم مجموعة مسلحة تابعة لـ(جبهة النصرة) حاولت التسلل إلى الغوطة الشرقية والاعتداء على إحدى النقاط العسكرية في ريف دمشق.

ونقلت الوكالة السورية للأنباء (سانا) عن مصدر عسكري قوله إنه تم التصدي لأفراد المجموعة وإيقاع جميع أفرادها قتلى بينهم جنسيات أجنبية ومصادرة أسلحة وذخيرة كانت بحوزتهم.

وأضاف المصدر أن الأسلحة المصادرة شملت بنادق ورشاشات إسرائيلية الصنع ورشاشات بي كي سي وقواذف آر بي جي.

من جانبه قال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه إن 62 مقاتلا من المعارضة لقوا حتفهم على الأقل غالبيتهم من الشباب وفقد ثمانية آخرون وذلك في كمين نصبته القوات النظامية السورية فجر الأربعاء في المنطقة الواقعة غرب مدينة عدرا الصناعية في ريف دمشق.

وفي محافظة حمص، نفذ الطيران السوري غارتين على مناطق في بلدة الغنطو، وسط قصف بقذائف الهاون والمدفعية، وأنباء عن سقوط عدد من الجرحى.

وفي محافظة حلب، نصبت وحدات حماية الشعب الثلاثاء كمينا لعدد من عناصر القوات السورية، حيث تمكنت من أسر نحو 70 عنصرا من القوات النظامية، كانوا قد فروا من مطار منج العسكري، بعد سيطرة مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام وبعض الكتائب المقاتلة عليه.

وحسب المرصد السوري، تمكن مقاتلو وحدات حماية الشعب من الاستيلاء على دبابتين، كانتا بحوزة عناصر القوات النظامية، عقب اشتباكات بين الطرفين.

مقاتلو المعارضة السورية يشنون هجوما في محيط مبنى المخابرات الجوية بحلب

بيروت- (ا ف ب): يشن مقاتلو المعارضة الاربعاء هجوما في محاولة للسيطرة على المناطق المحيطة بمبنى المخابرات الجوية في مدينة حلب في شمال سوريا، في حين قتل “عشرات” المقاتلين في ريف دمشق بكمين لقوات النظام، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان “مقاتلي المعارضة يشنون هجوما في محاولة للسيطرة على المباني المحيطة بمبنى المخابرات الجوية في منطقة الليرمون” عند الاطراف الشمالية الغربية لمدينة حلب.

واوضح ان اشتباكات تدور بين مقاتلين ينتمون الى “جبهة النصرة وحركة الفجر الاسلامية وكتائب فجر الخلافة” الاسلامية، اضافة الى كتائب اخرى مقاتلة، وقوات تابعة لقوات نظام الرئيس بشار الاسد، والتي يعد المبنى احد معاقلها الرئيسية في ثاني كبرى مدن شمال سوريا.

وتأتي هذه الاشتباكات غداة سيطرة المعارضين على مطار منغ العسكري الواقع في ريف حلب الشمالي، وذلك بعد اشهر من الحصار والمعارك.

وافاد ناشطون معارضون لنظام الرئيس بشار الاسد في مدينة حلب، ان المقاتلين يحاولون التقدم في اتجاه بلدتي نبل والزهراء ذات الغالبية الشيعية، والتي يفرض المعارضون طوقا حولهما منذ مدة طويلة.

وقال ناشط في “مركز حلب الاعلامي” قدم نفسه باسم “محمد” لوكالة فرانس برس عبر الانترنت “نحو 300 مقاتل ممن حاربوا للسيطرة على منغ باتوا متوافرين للقتال في مكان آخر”.

وكان مصدر سوري معارض قال لفرانس برس في 24 تموز/يوليو ان المعارضة المسلحة تعد لهجوم شامل من اجل احكام السيطرة على مدينة حلب وريفها بدعم من المملكة العربية السعودية.

وكان مصدر مقرب من السلطات السورية افاد فرانس برس ان القوات النظامية هي في حالة دفاعية نظرا لنقص في عديدها لشن هجمات.

وفي محافظة الرقة (شمال)، قتل ثلاثة اشخاص بينهم طفلان واصيب العشرات بجروح اثر انفجار “مجهول” هز المدينة صباح اليوم الاربعاء، بحسب المرصد.

وباتت مدينة الرقة منذ آذار/ مارس الماضي، اول مركز محافظة يخرج في شكل كامل عن سيطرة القوات النظامية.

وفي محيط دمشق، “استشهد وجرح العشرات من مقاتلي الكتائب المقاتلة، إثر كمين نصبته القوات النظامية لهم بالقرب من المنطقة الصناعية في بلدة عدرا” شمال شرق العاصمة، بحسب المرصد.

وتحاول القوات النظامية منذ فترة طويلة السيطرة على معاقل لمقاتلي المعارضة في ريف دمشق يتخذونها قواعد خلفية لهجماتهم تجاه العاصمة.

والأربعاء، شن الطيران الحربي غارتين على مدينة دوما في ريف دمشق، بحسب المرصد.

مقتل 10 وإصابة العشرات في انفجار سيارة مفخخة بضواحي دمشق

المعارضة تتقدم صوب معقل الأسد.. ونزوح جماعي من ريف اللاذقية

دمشق ـ عمان ـ بيروت ـ وكالات: اعلن التلفزيون السوري ان عشرة اشخاص قتلوا واصيب 56 اخرون بجروح في انفجار سيارة مفخخة عصر الثلاثاء في منطقة جرمانا التي يسكنها دروز ومسيحيون وتقع في ضواحي دمشق، فيما قال ناشطون الثلاثاء إن معارضين اسلاميين سوريين قتلوا نحو 200 شخص في هجوم بدأ قبل ثلاثة أيام في معقل الطائفة العلوية التي ينتمي اليها الرئيس بشار الاسد مما اضطر مئات من القرويين للبحث عن ملجأ على ساحل البحر المتوسط.

وقال التلفزيون السوري الرسمي ان ‘عشرة اشخاص استشهدوا بينهم اطفال واصيب 56 بجروح في انفجار ارهابي تسببت به سيارة مفخخة في ساحة السيوف في جرمانا’.

ووقع التفجير في الساعة 19.15 بالتوقيت المحلي (16.15 تغ) قبل موعد الافطار مباشرة، في وقت تكون فيه الحركة نشطة.

وسبق ان تعرضت هذه المنطقة التي تسكنها غالبية من الدروز والمسيحيين لاعتداءات عدة لان سكانها يدينون بغالبيتهم لنظام الرئيس السوري بشار الاسد.

وفي الخامس والعشرين من تموز (يوليو) انفجرت سيارة مفخخة في المكان نفسه ما ادى الى مقتل سبعة اشخاص واصابة اكثر من 60 اخرين بجروح.

وقال الناشطون انه منذ بدء الهجوم المفاجىء فجر الاحد استولت الألوية المشكلة في أغلبها من الإسلاميين وتقودها جماعتان مرتبطتان بتنظيم القاعدة على ست قرى على الطرف الشمالي من جبل العلويين الذي يقع إلى الشرق من مدينة اللاذقية الساحلية.

وقال محمد موسى وهو قائد بالجيش السوري الحر ان قوات المعارضة أصبحت على مشارف قرية عرامو التي تبعد 20 كيلومترا عن القرداحة مسقط رأس الاسد وبها قبر والده حافظ الاسد الذي حكم سورية بقبضة حديدية لثلاثة عقود.

وقال أحمد عبد القادر وهو ناشط ينتمي إلى لواء أحرار الجبل احدى المجموعات التي تشارك في العملية ان عدد القتلى بلغ 175 شخصا وصفهم بأنهم من الجنود وأفراد الميليشيا الذين كانوا يحرسون حواجز الطرق بين القرى الجبلية.

وقال عبد القادر ‘الهدف هو الوصول الى القرداحة وإيذاؤهم كما يؤذوننا. العلويون يمكثون في جبلهم معتقدين انهم يمكنهم تدمير سورية والبقاء محصنين.’

وفي مكسب آخر للمعارضة سيطر مقاتلون اسلاميون في شمال البلاد على مطار منغ العسكري بعد اشهر من الصراع وعززوا بذلك سيطرة المعارضة على مسار امداد رئيسي من تركيا الى حلب.

ويمثل هجوم المعارضة على اراض يسيطر عليها العلويون واستيلاؤها على مطار عسكري شمالي حلب مكسبين كبيرين لمعارضي الاسد بعد عدة أشهر من الانتكاسات خسروا خلالها اراضي حول العاصمة دمشق ومدينة حمص في وسط البلاد.

وقال التلفزيون الحكومي الثلاثاء ان الجيش استعاد اثنتين على الأقل من القرى العلوية التي استولى عليهما المعارضون منذ يوم الاحد وأعلن اسماء عشرة ‘إرهابيين’ وهو الوصف الذي تطلقه السلطات على مقاتلي المعارضة قال إنهم قتلوا في المعارك.

وقال عمار حسن وهو ناشط محلي في اللاذقية ان 60 معارضا إجمالا قتلوا منذ بداية العملية. واضاف ‘الاسد يرسل تعزيزات ضخمة من اللاذقية لكن التحرير سيستمر.’

ويقول دبلوماسيون إن المنطقة الساحلية والقرى الجبلية قد تكون مسرحا لمذبحة ضد العلويين في المنطقة إذا باتت اليد العليا في الصراع للمتشددين الإسلاميين في نهاية المطاف.

وقال أحد مقاتلي المعارضة في المنطقة ‘قتلنا 200 (من رجال الاسد) يوم الاحد فقط والاثنين قتلنا 40 على الاقل.’

وقال وهو يشير الى مدينة اللاذقية على البحر المتوسط ‘رجاله طردوا من المدينة. من رفعوا الرايات البيضاء فقط هم الذين لم يقتلوا.’

وقال ناشطون ان رجل دين علويا بارزا يدعى موفق غزال احتجز على يد مقاتلين من جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة يسعون لمبادلة مقاتلين معتقلين. وأعلن الائتلاف الوطني السوري المعارض تحرير المطار بالكامل قائلا ان الاستيلاء عليه سيكون له تأثير استراتيجي على مسار المعركة في انحاء الشمال. وجاء في بيان أصدرته تسعة ألوية شاركت في العملية من بينها دولة العراق والشام الاسلامية انه تم تحرير المطار بالكامل وانه تجري مطاردة فلول ‘عصابات’ الاسد الان.

من جهة اخرى دان الائتلاف السوري المعارض الثلاثاء المجازر التي ارتكبها النظام السوري خلال شهر رمضان في تموز (يوليو)، داعيا الى وقف المعارك اثناء عيد الفطر.

وقال عضو الائتلاف لؤي صافي في مؤتمر صحافي عقده في احد فنادق العاصمة التركية ‘قتل اكثر من مئتي شخص في عشرين مجزرة ارتكبت خلال شهر تموز (يوليو)’. واضاف ‘ان عدد القتلى خلال الشهر يقارب 2000 شخص’.

الحكومة التركية تحاول تعزيز علاقاتها مع الفصائل الكردية السورية.. وضمها للمعارضة السورية

ابراهيم درويش

لندن ـ ‘القدس العربي’: احتلال مقاتلي الدولة الاسلامية في العراق والشام مطار منغ، وسيطرة المعارضة على عدد من القرى في منطقة اللاذقية التي تعتبر معقل الطائفة العلوية في هجمات مفاجئة، هي آخر التطورات على الساحة القتالية في سورية.

وجاءت بعد احكام النظام السوري سيطرته على حمص واخراج المقاتلين من آخر معقل لهم فيها وهو حي الخالدية الذي ترك مدمرا بشكل كامل، وكذلك خطاب الرئيس بشار الاسد الواثق من هزيمة المعارضة السورية واستبعاده اي حوار معها لانها غير قادرة على التفاوض بسبب تشتتها.

وفي سياق التطورات اتهمت منظمة ‘هيومن رايتس ووتش’ الحكومة السورية باستهداف المناطق السكنية بدون تمييز مما تسبب بقتل المئات من المدنيين منهم مئة طفل. وقامت المنظمة بالتحقيق في الهجمات الصاروخية التي شنها النظام في الفترة ما بين شباط (فبراير) وتموز (يوليو) على المناطق السكنية والتي ادت لمقتل 215 شخصا. وقالت المنظمة ان استخدام هذه الاساليب يعتبر جريمة حرب.

ونقلت عن الباحثة للمنظمة في سورية قولها ‘عندما تسقط هذه الاسلحة على التجمعات السكنية، فانها تترك اثارا مدمرة على المدنيين، وفي الحالات التي قمنا بالتحقيق فيها فاستخدام الصواريخ الباليستية على المناطق السكانية يعتبر جريمة حرب’.

استهداف حلف

وتقول صحيفة ‘اندبندنت’ ان استخدام هذه الصواريخ في نزاعات حربية ليس محرما دوليا ولكن يجب ان يخضع استخدامها لقوانين الحرب والتي تؤكد على اهمية التفريق بين المدنيين والمقاتلين. ومع ذلك فان المناطق التي اصابتها الدمار من الصعب التفريق بين مناطق المقاتلين والمدنيين. وقد قامت المنظمة بزيارة سبعة مواقع ولم تعثر على مواقع عسكرية في محيط الهجمات.

وتملك سورية ترسانة من الصواريخ الباليستية ويعتقد انها تلك اسلحة سكود ـ واس اس ـ 21 توشكا ولونا- ام. وكانت ترسانة الصواريخ السورية السبب الذي دفع الولايات المتحدة بنصب منظومة صواريخ باتريوت على الحدود التركية والاردنية مع سورية. وتظهر رادارات هذه المنظومة استخداما منظما لصواريخ سكود في داخل سورية.

وتعتبر صواريخ سكود خيارا جيدا يوفر على النظام مهمة استخدام الطائرات لان مدى سكود يصل الى 150 كيلو مترا. وتتميز هذه الصواريخ بالقوة، ومع ان النظام اشتراها منذ عقود الا انها لا تزال تعمل بشكل جيد مع ان دقة اصابتها للهدف تتناقص مع مرور الوقت. ويقول تحقيق ‘هيومن رايتس ووتش’ ان عدة انواع من الصواريخ قد استخدمت ضد المناطق المدنية، في الوقت الذي نفت فيه الحكومة اكثر من مرة استخدام صواريخ سكود ضد المدنيين. ولكن المرصد السوري لحقوق الانسان يقول ان هناك ادلة تظهر ان النظام استخدم الصواريخ 131 صاروخا بعيد المدى، ارض- ارض في الفترة ما بين كانون الاول (ديسمبر) 2012 وتموز (يوليو) 20013. ونصف هذه الهجمات استهدفت محافظة حلب، وهناك عشرون هجوما تم فيها اطلاق اكثر من صاروخ مرة واحدة ادت لمقتل 257 شخصا وادت لجرح اكثر من الف. كما ان لقطات الفيديو على ‘يوتيوب’ وصواريخ لم تنفجر عثر عليها في كل انحاء سورية تظهر استخدام النظام لهذه الصواريخ. ويظهر ان الكتيبة 155 التي تتمركز في القطيفة والقلمون هي التي قامت باطلاق معظم الصواريخ.

تركيا واكراد سورية

من جهة اخرى، تقوم الحكومة التركية بمحاولات لتعزيز علاقاتها مع اكراد سورية وذلك بعد عام من تهديد انقرة بشن عملية عسكرية ضد الجماعات الكردية المقاتلة داخل الاراضي السورية. وذلك وسط مخاوف من ان تأثير الاسلاميين في سورية على أمن تركيا وزعزعة استقرارها، مما قد يؤدي الى التأثير على الاطاحة بنظام بشار الاسد.

وتأتي الاتصالات مع حزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني في وقت وسعت فيه الحكومة التركية علاقاتها مع اكراد تركيا وتوصلت معهم لوقف اطلاق النار، وسعت لتوثيق العلاقات التجارية مع اكراد شمال العراق. وستوقع الحكومة التركية عقدا في مجال الطاقة مع الحكومة الاقليمية في كردستان – شمال العراق التي تحولت الى حليف مهم لانقرة في المنطقة. وتقول صحيفة ‘الفايننشال تايمز′ الى ان تركيا عادة ما عبرت عن موقفها الشاك من اكراد سورية، خاصة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي الذي على خلاف اكراد العراق فانه يعتبر امتدادا او فرعا لحزب العمال الكردستاني (بي كي كي )الذي قاتل الحكومة التركية لاربعة عقود في حرب ادت لمقتل اكثر من 40 تركيا وكرديا.

وكان رجب طيب اردوغان، رئيس الوزراء التركي قد المح العام الماضي عن امكانية شن عملية عسكرية عندما قال ‘لن نسمح للارهابيين باقامة معسكرات في شمال سورية وتهديد تركيا منها’. ومنذ ذلك الوقت اندلعت معارك بين حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي وجبهة النصرة والجماعات الجهادية المرتبطة بالقاعدة والناشطة في شمال سورية. ولا تعتقد انقرة ان الاشتباكات ادت الى اصابة مدنيين اتراك جراء القتال بين الجماعتين بل وحرفت انظار الجماعات المقاتلة عن الهدف الحقيقي وهو الاطاحة بنظام الاسد وقيام الجيش الحرب بارسال تعزيزات للمقاتلين في حمص وحلب. وكان صالح مسلم، زعيم الحزب قد زار انقرة واسطنبول واجتمع مع مسؤولين بارزين في الخارجية والاستخبارات التركية، ويتوقع عقد اجتماعات اخرى في القريب العاجل.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول تركي طلبه عدم التعجل في الحكم على النتائج حيث قال ‘نحاول جلب حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي للمعارضة السورية والاعتراف بهم كلاعب مهم في السياسة السورية، وجعلهم يفهمون ان تركيا ليست ضد الاكراد’. وكان القتال بين الفصيل الكردي وجبهة النصرة قد انتشر خارج المناطق المتنازع عليها بينهم في رأس العين، وطالت عددا من المدنيين حيث نقلت عن سلطان وهو لاجىء من الحسكة ان بيته قد سوي بالتراب. ويلقي الكثير من الاكراد باللائمة على تركيا التي قامت بدعم الجهاديين وهو زعم تنفيه الحكومة التركية.

ويزعم مسلم ان السلاح لا يزال يتدفق من داخل تركيا للجماعات الجهادية ولكن اكد على ما قال عنها حسن نية الحكومة التركية. وقال ان جماعات مثل جبهة النصرة هي التي تشكل تهديدا حقيقيا على تركيا وليس الاكراد. ونقل عن الآن سيمو وهو ممثل الحزب الذي خاطب الحكومة التركية ‘ان اردتم العمل معنا، فاننا سنقوم بحمايتكم من الجهاديين’.

جرحى في اسرائيل

واهتمت صحيفة ‘نيويورك تايمز′ بالجرحى السوريين في مستشفيات اسرائيل حيث قالت ان مستشفى تابعا للحكومة الاسرائيلية في بلدة نهاريا، تمتلىء عنابره بالجرحى السوريين الذين يجلبون اليها بشكل سري وهم ضحايا الحرب الاهلية الدائرة في سورية، حيث يجلب الاطفال والنساء الذين تصيبهم الصواريخ والقنابل وبعضهم يدخل غرف العناية المركزة واخرون يتلقون اسعافات لجراحهم الخطيرة وتتراوح اعمار الجرحى من الثالثة الى الثالثة عشرة، وهناك مقاتلون وجنود تم نقل بعضهم سرا لداخل اسرائيل لتلقي العلاج. فمع تصاعد القتال بين القوات السورية والمعارضة قرب مرتفعات الجولان المحتلة يتم نقل الجرحى سرا لداخل اسرائيل. ومعظم المقاتلين او الجنود هم في العشرينات او الثلاثينات من اعمارهم، والعديد منهم اصابهم رصاص بنادق مما يقترح انهم كانوا يشاركون في المعارك القتالية. ولاحظت صحيفة ‘نيويورك تايمز′ الامريكية ان الاسابيع القليلة الماضية شهدت ضحايا من المدنيين من بينهم اطفال جلبوا لوحدهم في حالة من الخوف وعلى وجوههم الصدمة.ويأتي التدخل الاسرائيلي في علاج الجرحى متناقضا مع سياستها بعدم التدخل في الحرب الدائرة على اراضي سورية، حيث اكدت انها لن تتدخل الا لضرب مخازن الاسلحة التي تعتقد انها تمثل خطرا عليها ومن المحتمل وقوعها في يد حزب الله الذي اصبح طرفا في الحرب الاهلية، وعلى خلاف الدول الجارة لسورية، تركيا ولبنان والاردن فقد اكدت انها لن تسمح بتدفق اللاجئين السوريين واقامت القوات الاسرائيلية سياجا مزودا بالاجهزة الالكترونية على طول الحدود بين البلدين. ويقول التقرير ان عملية استقبال الجرحى هو جزء من سياسة اسرائيلية توازن بين التصدي للاحتياجات الانسانية الطارئة والتي فرضتها ظروف القرب بين البلدين وبين الاحتياجات الامنية خاصة ان سورية واسرائيل في حالة حرب. ونقلت الصحيفة عن المدير العام لمستشفى غرب الجليل، مسعد برهوم ان معظم الذين احضروا للعلاج داخل اسرائيل جاؤوا بعد اصابتهم بجروح بالرأس وكانوا في حالة غيبوبة. وصحوا بعد ايام او عندما سمعوا لغة غريبة عليهم. وان كان بامكانهم التحدث فاول سؤال يسألونه ‘اين انا’، واضاف انه متأكد من صدمة اخرى على صدمة الجرح تعتريهم عندما يعرفون انهم في اسرائيل.

وتقول الصحيفة ان هوية الجرحى الذين ينقلون لداخل اسرائيل لا يتم الكشف عنها خوفا من تعرضهم لتهديد في حالة عودتهم لسورية، ويحرس جنودا لمنع العيون المتطفلة للصحافيين. وسمحت ادارة المستشفى فقط للصحيفة بزيارة غرفة العناية المركزية بشرط عدم الكشف عن تفاصيل عن هوية المرضى السوريين فيها. ويستقبل المستشفى يهودا وعربا وفيها اطباء وممرضون وعمال اجتماعيون عرب. ويعترف برهوم وهو من عرب الداخل ان ما تقدمه المستشفيات الاسرائيلية من مساعدة للسوريين الذين قتل منهم اكثر من 100 الف منذ اندلاع الانتفاضة يعتبر ‘نقطة في بحر’.

لا عزاء للفلسطينيين

وبالنسبة للمهاجرين الفلسطينيين من سورية الى المخيمات التي يعيش فيها اخوانهم في لبنان يجدون انفسهم في مواجهة مصير مجهول، فمع استمرار تدفق الفلسطينيين الهاربين من الهرب يزداد اعداد ابناء المخيمات التي تعاني من قيود على العمل وفقر، ويتنافس القادمون مع ابناء المخيمات الذين يعيشون منذ عقود على عدد قليل من الاعمال او اعمال لا توجد.

وفيما يحاول الفلسطينيون في لبنان افساح المجال امام القادمين من سورية واستيعابهم في بيوتهم الصغيرة، يقول مسؤولون تابعون لمنظمة التحرير ان عدد الفلسطينيين من سورية سيصل بنهاية العام الحالي الى 100 الف اي بزيادة نسبية تصل الى 20 بالمئة، ومعدل القادمين من سورية شهريا يصل الى ستة الالاف. وتقول صحيفة ‘كريستيان ساينس مونيتور’ الامريكية ان نسبة 7 بالمئة من الفلسطينيين ممن لديهم دخل منتظم اما البقية فتعيش مع عائلات فرصة العثور على عمل يعتبر صعبا مثلها مثل القادمين الجدد، لان الفلسطينيين ممنوعون من العمل في القطاع العام وفي عدد من الحرف.

مقتل 62 من الثوار السوريين بكمين

قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القوات الحكومية قتلت 62 من مقاتلي المعارضة فجر اليوم الأربعاء في كمين بالقرب من بلدة عدرا شرقي العاصمة دمشق. يأتي ذلك في وقت تجددت فيه الاشتباكات بين قوات النظام والجيش السوري الحر في عدة مناطق.

وأكدت الوكالة العربية السورية للأنباء الخبر لكنها لم تحدد عدد القتلى، واكتفت بالقول إن وحدة من الجيش “قضت في كمين محكم على مجموعة إرهابية مسلحة تابعة لجبهة النصرة حاولت التسلل إلى الغوطة الشرقية والاعتداء على إحدى النقاط العسكرية في ريف دمشق”.

ونسبت الوكالة إلى مصدر عسكري سوري القول إن جميع “الإرهابيين” قُتلوا وتم الاستيلاء على رشاشات وقذائف صاروخية، دون أن يعطي أرقاماً عن الخسائر. وأضافت الوكالة أنه كان من بين “الإرهابيين” أشخاص غير سوريين.

وتشن قوات الرئيس بشار الأسد هجمات حول دمشق بعد أن تمكن مقاتلو المعارضة من الوصول إلى بلدات وضواحٍ على مشارف العاصمة العام الماضي.

وقال المرصد السوري -الذي يتخذ من بريطانيا مقراً- إن “ما لا يقل عن 62 سقطوا شهداء معظمهم من الشباب، بينما اعتبر ثمانية آخرون في عداد المفقودين بعد كمين نصبته قوات النظام في الفجر بالقرب من مدينة عدرا الصناعية”.

اشتبكات عنيفة

يأتي ذلك في وقت شهد فيه حي القابون بدمشق اشتباكات عنيفة بين كتائب المعارضة المسلحة وقوات الأمن والشبيحة.

وأفاد ناشطون أن مقاتلي المعارضة قصفوا بقذائف الهاون تجمعاً للدبابات وآخر للشبيحة داخل الشركة الخماسية بحي القابون وحققوا إصابات مباشرة، في حين تصدت كتائب المعارضة لرتل عسكري عند محطة العباسيين أسفر عن تدمير دبابة.

من جانب آخر تجددت الاشتباكات بين الطرفين على طريق المتحلق الجنوبي ضمن عملية فك الحصار من جانب المعارضة المسلحة عن تلك المناطق.

كما اشتبكت عناصر من الجيش الحر مع قوات الأمن والشبيحة في محيط كتيبة الهجانة بمدينة درعا جنوبي سوريا.

وقالت شبكة شام إن الاشتباك استُخدمت فيه الأسلحة الثقيلة في محاولة من الجيش الحر إحكام السيطرة على الكتيبة بالكامل، كما قصفت عناصر الجيش الحر تجمعات الأمن والشبيحة في حي المنشية.

في غضون ذلك جددت قوات النظام قصفها المدفعي على مدن وبلدات ناحتة وسحم الجولان وجلين بريف درعا.

وكان ناشطون أفادوا في وقت سابق الأربعاء أن الجيش الحر سيطر على عدة قرى وقصف عدة مواقع لقوات النظام في ريف اللاذقية الساحلية غرب سوريا.

وبث ناشطون صوراً قالوا إنها لقصف تجمعات للشبيحة وقوات النظام في محيط مدينة القرداحة وبلدة السامية حيث دمر مستودع للذخيرة. كما قصف الجيش الحر عدداً من حواجز قوات النظام في جبل الأكراد في ريف اللاذقية. ويأتي هذا ضمن معركة أطلق عليها الجيش الحر “معركة تحرير الساحل”.

مفخخة

وأمس الثلاثاء قُتل 18 شخصاً في انفجار سيارة مفخخة وأُصيب العشرات في ساحة السيوف بحي جرمانا جنوب شرق دمشق، بحسب التلفزيون السوري.

وتزامن ذلك مع اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام قرب ساحة العباسيين في العاصمة، مع استمرار قصف قوات النظام منطقتي القابون وبرزة، ومخيم اليرموك في العاصمة.

وتواصل طائرات النظام السوري قصف مطار منغ العسكري والمناطق المحيطة به شمالي مدينة حلب بعدما تمكنت المعارضة أمس الثلاثاء من إحكام السيطرة عليه.

ويعد مطار منغ قاعدة إستراتيجية للجيش السوري في حلب وقاعدة لشن ضربات جوية على مناطق متعددة يسيطر عليها الثوار في المحافظة الواقعة شمال البلاد.

تجدر الإشارة إلى أن أكثر من مائة ألف شخص قُتلوا وشُرِّد الملايين في الصراع السوري الدائر منذ مارس/آذار 2011، والذي بدأ بعد نزول متظاهرين إلى الشوارع للمطالبة بإصلاحات ديمقراطية لكن قوات الأمن السورية أطلقت عليهم النار مما أدى إلى تحول الاحتجاجات إلى تمرد مسلح.

عشرات القتلى من “الحر” ومعارك في حلب

ناشطون: استمرار معركة تحرير الساحل بريف اللاذقية

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قتل 62 عنصرا من الجيش السوري الحر، الأربعاء، في كمين للقوات الحكومية بالقرب من المنطقة الصناعية في بلدة عدرا شمال شرقي العاصمة السورية دمشق، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال المرصد “استشهد 62 مقاتلا على الأقل من الكتائب المقاتلة غالبيتهم من الشباب، وفقد ثمانية آخرين، إثر كمين نصبته لهم القوات النظامية السورية فجر الأربعاء في المنطقة الواقعة غرب مدينة عدرا الصناعية”، شمال شرقي العاصمة.

يأتي ذلك في وقت شن مقاتلو المعارضة هجوما في محاولة للسيطرة على المناطق المحيطة بمبنى المخابرات الجوية في مدينة حلب شمال البلاد.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن “مقاتلي المعارضة يشنون هجوما في محاولة للسيطرة على المباني المحيطة بمبنى المخابرات الجوية في منطقة الليرمون” عند الأطراف الشمالية الغربية لمدينة حلب، ثاني كبرى مدن شمال سوريا.

وتأتي هذه الاشتباكات غداة سيطرة الجيش السوري الحر على مطار منغ العسكري الواقع في ريف حلب الشمالي، وذلك بعد أشهر من الحصار والمعارك. وأفاد ناشطون معارضون في مدينة حلب، إن المقاتلين يحاولون التقدم في اتجاه بلدتي نبل والزهراء، والتي يفرض المعارضون طوقا حولهما منذ مدة طويلة.

وقال ناشط في “مركز حلب الإعلامي” إن “نحو 300 مقاتل ممن حاربوا للسيطرة على منغ باتوا متوافرين للقتال في مكان آخر”.

وفي محافظة الرقة شمال سوريا، قتل ثلاثة أشخاص بينهم طفلان، وأصيب العشرات بجروح إثر انفجار “مجهول” هز المدينة صباح الأربعاء. وباتت مدينة الرقة منذ مارس الماضي، أول مركز محافظة يخرج في شكل كامل عن سيطرة القوات النظامية.

وتحاول القوات الحكومية منذ فترة طويلة السيطرة على معاقل لمقاتلي المعارضة في ريف دمشق يتخذونها قواعد خلفية لهجماتهم تجاه العاصمة. واليوم، شن الطيران الحربي غارتين على مدينة دوما في ريف دمشق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى