أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأربعاء 02 تشرين الأول 2013

سورية في قبضة مفتشي «الكيماوي»

نيويورك، لندن، موسكو، دمشق – «الحياة»، رويترز، أ ف ب

وصل مفتشو منظمة حظر الأسلحة الكيماوية امس إلى دمشق لبدء مهمتهم في التحقق من الترسانة السورية تمهيداً لتدميرها في منتصف العام المقبل، في مهمة تعني أن سورية أصبحت في «قبضتهم»، خصوصاً أن قرار انتدابهم يعطيهم الحق في زيارة أي موقع من دون استثناء. وألغت المملكة العربية السعودية للمرة الأولى إلقاء كلمتها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقال مصدر مطلع إن امتناع السعودية حتى عن توزيع نص خطاب المملكة «يعكس عدم رضى المملكة عن التطورات الخاصة بسورية في الأمم المتحدة، وعدم رضاها عن تقرير لجنة التحقيق في استخدام الأسلحة الكيماوية، لأنه لم يحدد الجهة المسؤولة عن استخدام هذه الأسلحة» في الغوطتين الغربية والشرقية قرب دمشق، و «عدم الرضى عن مسار البحث في مجلس الأمن، الذي تحول إلى التركيز على مسألة السلاح الكيماوي وجعل المسألة السورية الأساسية كأنها منتَج جانبي». وزادت المصادر أن المملكة «لا تريد أن تكون ضد الإجماع الدولي، لكنها في الوقت نفسه لا تريد التصفيق لما يجري، الذي لا يرقى إلى ما كانت تتطلع إليه في مجلس الأمن والأمم المتحدة».

وكان مقرراً أن تُلقى كلمة السعودية أمام الجمعية العامة صباح الإثنين، لكن الجمعية العامة تبلغت قبيل موعد إلقاء الخطاب أن السعودية لن تكون لها كلمة السنة الجارية. وجرت العادة في أعوام سابقة أن توزع نص كلمتها في حال عدم إلقائها من على منبر الجمعية العامة، إلا أنها اختارت أن تلغي كلمتها تماماً السنة الحالية للمرة الأولى. وكان موكب من عشرين سيارة رباعية الدفع تحمل شعار الأمم المتحدة فيها 20 خبيراً من منظمة حظر الأسلحة، وصل إلى فندق في دمشق. وقدِم المفتشون براً قادمين من بيروت عبر نقطة المصنع الحدودية في شرق لبنان. ويبدأ المفتشون مهمة تاريخية في خضم النزاع السوري المستمر منذ نحو 30 شهراً، للتحقق من الترسانة الكيماوية السورية تمهيداً لتدميرها، تطبيقاً لقرار مجلس الأمن الدولي الصادر الأسبوع الماضي.

ووفق تقديرات الخبراء، تملك سورية أكثر من ألف طن من الأسلحة الكيماوية، بينها نحو 300 طن من غاز الخردل والسارين، موزعة على نحو 45 موقعاً في مختلف أنحاء البلاد.

ووصل المفتشون غداة انتهاء خبراء الأمم المتحدة حول استخدام الأسلحة الكيماوية برئاسة السويدي آكي سلستروم من مهمتهم الثانية في سورية، التي شملت التحقيق في سبعة مواقع يتبادل النظام والمعارضة الاتهامات بارتكاب هجمات بالأسلحة الكيماوية فيها، على أن يقدموا تقريراً شاملاً نهاية الشهر.

وفي موسكو، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن نظام الأسد قد يبدأ مفاوضات مع العناصر المعتدلة في المعارضة المسلحة في مؤتمر «جنيف – 2» المقرر منتصف الشهر المقبل. وقال في مؤتمر صحافي مع الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان اوغلي: «لا أستبعد ان يكون للمعارضة تمثيل جيد» في مؤتمر «جنيف-2» إذا «لم تكن متبنية لمواقف المتطرفين ولم تكن لديها أفكار إرهابية». وأضاف: «هذا أمر قاله أيضاً الرئيس الأسد».

وشدد لافروف على أن الغربيين وبعض الدول العربية التي تلعب دوراً أساسياً في المنطقة، يجب أن تعمل من أجل أن تتوصل مجموعات المعارضة المسلحة إلى اتفاق للمشاركة في «جنيف- 2»، لكنه شكك في إمكان تحقيق ذلك قبل منتصف تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. وأضاف: «حتى وقت قريب كنا نتوقع من شركائنا الغربيين الذين تكفلوا بمشاركة المعارضة في المؤتمر، أن يتمكنوا من التوصل إلى ذلك بسرعة. لكنهم لم يتمكنوا من التوصل إلى ذلك بسرعة. ولا أعلم إن كانوا سيتوصلون إليه قبل منتصف تشرين الثاني (نوفمبر)» المقبل.

من جهته، طالب إحسان اوغلي مجلس الأمن الدولي بتحديد هوية من ارتكبوا الهجوم الكيماوي قرب دمشق في 21 آب (أغسطس) الماضي. وقال: «في ما يتعلق بمسؤولية من استخدموا أسلحة كيماوية، نعتبر أن على مجلس الأمن الدولي ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية أن ينجزا مهمتهما عبر تحديد هوية من ارتكب هذه الجرائم واستخدم أسلحة كيماوية في سورية». ورأى إحسان أوغلي أن «عمليات التفتيش هذه ينبغي أن تنجز مع تحديد هوية المذنبين الذين تنبغي محاسبتهم على ما ارتكبوه من انتهاكات»، مضيفاً: «من دون الحصول على معلومات واضحة عمن ارتكبوا هذه الجرائم، لا يمكن أن نكون راضين».

وتوقع ديبلوماسيون في مجلس الأمن أن يتبنى المجلس اليوم مشروع بيان يدعم تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى سورية، لكن الولايات المتحدة اقترحت تعديلات عدة على المشروع الذي كانت اقترحته أستراليا ولوكسمبورغ، ما قد يتطلب المزيد من التشاور لتبنيه. ويدعو مشروع البيان الأمين العام للأمم المتحدة «إلى إطلاع مجلس الأمن بشكل فوري على الوضع الإنساني في سورية وتأثيره في الدول المجاورة لها». ويدعو «الأطراف إلى تطبيق إعلان «جنيف ١» الهادف الى التوصل فوراً الى إنهاء فوري للعنف وانتهاكات حقوق الإنسان وتسهيل عملية سياسية يقودها السوريون لتحقيق تطلعاتهم المشروعة ولكي يحددوا مستقبلهم باستقلالية وديموقراطية».

ويشدد على «الحاجة إلى إنهاء الحصانة على انتهاكات القانون الدولي لحقوق الإنسان ويجدد التأكيد على أن مرتكبي هذه الانتهاكات يجب أن يخضعوا للعدالة».

ويدعو كل الأطراف إلى «اتخاذ كل الخطوات لضمان سلامة موظفي الأمم المتحدة وهيئات الإغاثة وكل العاملين في المجال الإنساني وأمنهم في سورية، ويشدد على أن المسؤولية الأولى في ذلك تقع على عاتق الحكومة السورية».

ويدعو «الأطراف إلى إخلاء المنشآت الطبية فوراً من النشاط العسكري، إضافة إلى المدارس ومحطات المياه. كما يدعو الأطراف إلى تعيين محاورين بصلاحيات مناسبة العمليات الإنسانية والسياسات المتعلقة بها». ويعبر مشروع البيان عن «القلق البالغ من نتائج أزمة اللاجئين السوريين».

لافروف الثعلب … سيد «اللاءات» الشرير لدى العرب

موسكو – رائد جبر

مدخّن شره، مولع بالصيد والرياضات الخطرة. ديبلوماسي محترف قادر على إغراق مفاوضه بالتفاصيل، وإدخاله في دهاليز طويلة، يبدأ بعدها في تسجيل النقاط واحدة تلو أخرى، بينما يبقى إلى نهاية الشوط محافظاً على هدوء بارد، لا يظهر على وجهه المتجهم دوماً أي انفعال.

سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي الذي رشحه بعضهم أخيراً ليكون شخصية العام، بعدما غدا صاحب «مبادرة حقن الدماء وتجنيب سورية والشرق الأوسط أخطار المنزلق العسكري الجديد»، كما يحلو للصحافة الروسية أن تسميه.

حصل رئيس الديبلوماسية الروسية على عدد من الألقاب خلال مسيرته التي بدأت متواضعة، عندما كان ملحقاً بسيطاً في سفارة بلاده في سيريلانكا، لكنه ما لبث أن حفر اسمه بقوة في عالم الديبلوماسية أثناء عمله رئيساً لبعثة روسيا لدى الأمم المتحدة. هناك خاض أولى معاركه القوية، ولكن ليس لوقف حرب أو لحماية القانون الدولي، بل لإجبار الأمين العام للأمم المتحدة آنذاك كوفي أنان على التراجع عن قرار بحظر التدخين داخل مبنى الجمعية العامة! وعلى رغم أن معركته كانت في النتيجة خاسرة، فهو نجح في حشد «تحالفٍ» من المدخنين، معتبراً أن أنان ليس «صاحب المكان وهو مجرد موظف هنا».

وطبعت السنوات العشر التي قضاها «ثعلب السياسة الروسية» في المنظمة الدولية مسيرته الديبلوماسية بقوة، فهو منذ عُيِّن في عام 1994 حتى استدعاه الرئيس فلاديمير بوتين في عام 2004 ليغدو وزيراً للخارجية، تمكن من الإلمام بقوة بتفاصيل القانون الدولي وثغراته، وكواليس مناقشات مجلس الأمن القضايا الحيوية، ما منحه قدرة على المناورة لاستغلال كل ثغرة والعبور منها إلى تسجيل نقطة لمصلحته، وحوّله «داهيةً وسياسياً محترفاً» كما وصفه يوماً ديبلوماسي غربي.

في تلك الفترة، وعلى رغم أن صوت روسيا لم يكن مسموعاً كثيراً، لعب لافروف أدواراً أُضيفت إلى سجله في ملفات ساخنة مثل يوغوسلافيا والشرق الأوسط وقبرص وشبه جزيرة كوريا، وملف مكافحة الإرهاب بعد هجمات 11 أيلول (سبتمبر) في الولايات المتحدة عام 2001، وما تبعها من حروب في أفغانستان والعراق.

لكن لافروف لم يكن في واجهة صنع القرار السياسي الروسي، كما برز في الأزمة السورية التي تحولت إلى صاروخ رفع الوزير إلى النجومية التي يختلف في شأنها كثيرون. فهي بالنسبة إلى الروس «نجومية محمودة لأنه أعاد لروسيا أمجادها في المحافل الدولية»، وبالنسبة إلى كثيرين من العرب هي نجومية «البطل الشرير الذي يدافع عن طاغية». أما الغرب فخلع على الرجل لقباً جديداً لم يكن لافروف يتوقعه قبل أن تهب رياح التغيير في المنطقة العربية، فهو غدا بامتياز «مستر نو» في نسخته الجديدة، معيداً بذلك «أمجاد» الوزير السوفياتي أندريه غروميكو الذي التصق به اللقب طويلاً لكثرة «لاءاته» في مجلس الأمن.

إتقان صياد السمك ذي الأصول الأرمنية لعبة صيد المواقف في أروقة السياسة الغربية، حوّل لافروف رأس حربة مهماً في فريق بوتين الحالم باستعادة أمجاد القياصرة. فظل من أبرز رجالاته في السياسة الخارجية، على رغم أنه لا يصنع السياسات بل ينفذها بدقة بالغة. فالدستور الروسي حصر صناعة السياسة الخارجية بمطبخ الكرملين، وحوّل وزارة الخارجية إلى مؤسسة موظفين تنفيذيين، وعلى رغم ذلك برز الوزير خلافاً لنظرائه السابقين بصفته «جزءاً أساسياً من هذا المطبخ».

ولذلك تحديداً ارتبطت مبادرة «الكيماوي» السوري، باسم لافروف على رغم مؤشرات إلى أن مطبخ الكرملين كان المبادر لإطلاقها، ومنحها للوزير الذي أدارها بإتقان.

ويبدو أن لافروف اكتسب صفة المثابرة والعناد من أصوله القوقازية، والقدرة على المناورة وخلط الأوراق إذا شعر بأنه سيخسر الجولة، كما قال عنه محلل روسي. ويعتمد «مستر نو» الجديد على لسان لاذع لتعزيز موقفه إذا أعيته الحجة، وأغضَبَ أكثر من مرة نظيرته الأميركية سابقاً كوندوليزا رايس، وأفادت تقارير صحافية بأنه فقد برودَه مرة، ووجه شتائم إلى نظيره البريطاني ديفيد ميليباند أثناء الحرب الروسية – الجورجية صيف 2008.

الوزير «الثعلب» بارع في التهرب من الصحافيين، ولا يتردد في توجيه عبارات جارحة أحياناً إذا وجد نفسه محرَجاً، مثلما فعل ضد مراسل «بي بي سي» في موسكو أثناء الأزمة مع جورجيا. ويبدو الأمر أحياناً مضحكاً، فلافروف تعمّد أكثر من مرة استخدام تعابير درجت عليها السلطات السورية في وصف «القنوات المغرضة»، وخاطب يوماً مراسل قناة عربية، وجّه إليه سؤالاً مُحرِجاً بعبارة: «يبدو أنك مخلص لأجندة محطتك».

الحكومة السورية: 16 بليون ونصف بليون دولار أضرار النزاع السوري

دمشق ـ أ ف ب

أعلن رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي أن تقديراً أولياً للاضرار الناتجة عن النزاع السوري المستمر منذ ثلاثين شهرا يصل الى نحو 16 بيلونونصف بيلوندولار في منشآت القطاعين العام والخاص.

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” عن الحلقي خلال جلسة استماع للحكومة أمام مجلس الشعب “تم رصد الأضرار حتى اليوم، وهي قابلة للتطوير، بمبلغ 2900 بيلون ليرة سورية (16،5 بليون دولار) في القطاعين العام والخاص جراء الأعمال الإرهابية”.

وكشف ان الحكومة بصدد اعداد مشروع لاعادة الاعمار “سينفذ بخبرات وقدرات وطنية”، مشيرا الى انه “قد يكون هناك استعانة مادية ببعض القروض من دول صديقة”. وسيعتمد المشروع على ثلاث اولويات “الأول إسعافي وسريع يترتب على إعمار جزئي للبنى التي أصابها الضرر، ومتوسط بأن يكون هناك ترميم كامل لبعض البنى التي أصابها الضرر، ومستوى بعيد لإعادة إعمار كل ما تم تخريبه من المجموعات المسلحة”.

وأوضح ان عملية اعادة الاعمار ستنطلق “في الموعد (…) الذي تبدأ فيه عودة الأمن والاستقرار إلى سورية”.

من جهة ثانية، ذكر الحلقي ان قطاع الطاقة الذي “كان يدعم الموازنة العامة للدولة أصبح اليوم من أكثر القطاعات استنزافا للقطع الأجنبي”، مشيرا الى ان “مصفاة حمص (وسط) تعمل بطاقة 10 بالمئة، في حين تعمل مصفاة بانياس (غرب) بطاقة 80 بالمئة ما يؤمن جزءاً من الاحتياجات الوطنية، بينما يتم تأمين الجزء الأكبر عبر عقود خاصة من الدول الصديقة”.

وتتركز غالبية الحقول النفطية السورية في شمال البلاد وشرقها. ويسيطر مقاتلو المعارضة على اجزاء واسعة من هذه المناطق.

وتراجع إنتاج النفط بنسبة 90 بالمئة عما كان عليه قبل اندلاع الازمة، ليبلغ نحو 20 ألف برميل يوميا، مقابل 380 ألفا قبل منتصف آذار/مارس 2011. ويبلغ انتاج سورية من الغاز حاليا 16,7 مليون متر مكعب يوميا، في مقابل 24 مليونا قبل اندلاع الازمة في البلاد منتصف آذار/مارس 2011. وكان انتاج النفط يشكل ابرز مصدر للعملات الاجنبية في سورية.

وتضررت كل القطاعات الاقتصادية بشكل هائل من النزاع الذي اوقع حتى اليوم اكثر من 110 الاف قتيل. اذ انخفضت الاستثمارات والسياحة والتجارة الخارجية الى ما يقارب الصفر، بحسب خبراء.

وأعلن وزير السياحة بشير رياض يازجي اخيرا ان خسائر القطاع السياحي في سوريا بلغت 300 بيلون ليرة سورية (بيلون ونصف بيلوندولار اميركي). بينما بلغت خسائر القطاع الصناعي العام في سوريا مئة بيلونليرة سورية (500 مليون دولار)، بحسب مصدر رسمي.

أبواب الهجرة للسوريين مفتوحة في 17 دولة

جنيف – ا ف ب

اعلن رئيس المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة انطونيو غوتيريس ان “17 دولة وافقت على فتح ابوابها امام اللاجئين السوريين الراغبين في الهجرة”.

وقال غوتيريس في مؤتمر صحافي عقده في جنيف في ختام اجتماع للجنة التنفيذية للمفوضية ان “هذه البلدان يمكن ان تستقبل اكثر من عشرة الاف لاجىء يرغبون في مستقبل افضل”.

ومن بين هذه الدول الراغبة بالمشاركة في برنامج اعادة تمركز اللاجئين السوريين ترد المكسيك للمرة الاولى في حين ان الدول الاخرى هي تلك التي تستقبل عادة اللاجئين الباحثين عن الهجرة.

والبلدان ال17 هي استراليا والنمسا وكندا وفنلندا والمانيا والمجر ولوكسمبورغ وهولندا ونيوزيلندا والنروج واسبانيا والسويد وسويسرا والدنمارك وفرنسا والولايات المتحدة والمسكيك.

واوضحت المفوضية بما يختص بالمكسيك بعد المؤتمر الصحافي لغوتيريس، ان مساهمة هذا البلد ستقتصر في الوقت الحاضر على تقديم دعم مادي.

وتمحور اجتماع المفوضية على الوضع الانساني في سورية وتداعياته وانتهى الى توجيه نداء “للقيام بتحرك دولي عاجل لتخفيف” العبء الاقتصادي والاجتماعي الذي تتحمله الدول المجاورة لسورية التي بلغ عدد اللاجئين لديها نحو مليونين.

وهذه الدول هي العراق والاردن ولبنان وتركيا ومصر.

واعتبرت اللجنة التنفيذية للمفوضية العليا للاجئين انه لا بد من تقديم المزيد من الدعم المادي لهذه الدول وتشجيع لم شمل العائلات في دول اخرى.

وتشير الارقام الى ان عدد النازحين السوريين داخل بلدهم وصل الى 4,25 مليون، في حين ان اللاجئين الذين تركوا سورية وصل الى مليونين و120 الف لاجىء.

وشارك في الاجتماع ممثلون عن 135 دولة وسبع منظمات حكومية والبنك الدولي وتسع وكالات تابعة للامم المتحدة و29 منظمة غير حكومية.

كما شارك فيه وزراء خارجية العراق والاردن وتركيا والقائم بالعلاقات الخارجية في اقليم كردستان العراق ووزير الشؤون الاجتماعية اللبناني ونائب وزير الخارجية المصري.

أطفال سورية يخاطرون بحياتهم يومياً… ومدارس حلب «تقاوم» القذائف لفتح أبوابها

حلب، بيروت – أ ف ب

اعتبرت «هيومان رايتس ووتش» أن الأطفال السوريين يخاطرون بحياتهم لمجرد الذهاب إلى مدارسهم، في وقت أشاعت عودة آلاف التلاميذ السوريين إلى المدارس أخيراً في حلب شمال البلاد، جواً من الارتياح العام الذي افتقدته معظم المناطق السورية خلال السنتين ونصف السنة الماضية.

وكانت مدرسة في مدينة الرقة في شمال شرقي سورية، تعرضت لقصف بالطيران الحربي يوم الأحد الماضي ما أدى إلى مقتل 16 شخصاً غالبيتهم من الطلاب.

وقالت الباحثة في «هيومان رايتس ووتش» المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان برييناكا موتابارثي إن استهداف المدرسة «كان الحلقة الأخيرة في سلسلة من الهجمات الحكومية على مدارس أدت إلى مقتل طلاب». وأشارت إلى أن هجمات مماثلة «كلفت العديد من الأطفال حياتهم، وجعلت آخرين يخاطرون بحياتهم لمجرد الذهاب إلى المدرسة».

وتابعت المنظمة أن «الإصابات والحروق التي ظهرت على الضحايا في الأشرطة المصورة والصور (التي عرضت من الرقة)، مترافقة مع وضعيات المصابين والشظايا، تظهر استخدام أنواع من المتفجرات تعرف باسم القنابل الفراغية»، لافتاً إلى أن القوات النظامية السورية استخدمت هذا النوع من الأسلحة منذ عام 2012.

وشددت المنظمة التي تتخذ من نيويورك مقراً على أن هذه القنابل «يجب أن لا تستخدم مطلقاً في المناطق السكنية»، بسبب طبيعتها «التي لا تميز» بين الأهداف.

واعتبرت أن الاعتداءات على المدارس «هي انتهاكات خطرة للقانون الإنساني الدولي، والأفراد الذين يرتكبون انتهاكات مماثلة عمداً مسؤولون عن جرائم حرب».

وقالت موتابارثي: «في حين يسعى العالم إلى وضع الأسلحة الكيماوية السورية تحت السيطرة، تقوم القوات الحكومية بقتل المدنيين باستخدام أسلحة أخرى فتاكة».

وفي حلب، قال أبو حسين الذي يدير إحدى المدارس التي فتحت أبوابها في أيلول (سبتمبر) الماضي في منطقة شيخ نجار وهي منطقة صناعية في محيط حلب لجأ إليها آلاف النازحين في الأشهر الماضية، إن «إعادة فتح المدارس أمر جيد، فهي تعطي شعوراً بأن الأمور طبيعية بعض الشيء على رغم استمرار الحرب على بعد كيلومترات».

وأوضح الرجل الثلاثيني الذي بدأ الشيب يغطي رأسه أن «أطفال هذه المنطقة كانوا متروكين لمصيرهم، ودرسنا إمكانية فتح مدارس في المنطقة الصناعية لئلا يتأخروا أكثر في دراستهم».

وكانت غالبية المؤسسات المدرسية في حلب أغلقت أبوابها مع بدء المعركة هناك في تموز (يوليو) 2012.

وتابع أبو حسين قائلاً إن بعض تلامذة حلب (ثاني مدن سورية) أخذوا دروساً خلال الشتاء الماضي في مدارس سرية فتحها المعارضون، لكن «غالبية هؤلاء الأطفال خسروا عاماً بكامله».

وأوضح المدير الذي يستقبل في مدرسته مئات الأطفال في مصنع قديم في ظروف صعبة: «لا نملك ما يكفي من الكتب، كتاب لكل ثلاثة أطفال، وهي إصدارات قديمة تعود إلى عدة سنوات».

من جهة أخرى، تعاني مدرسة حي مساكن هنانو التي تستقبل 200 طفل بدعم من الجيش السوري الحر وجمعية سورية، من نقص في اللوازم المدرسية.

وقال مدير الدراسة أبو محمد: «تنقصنا الدفاتر والأقلام واللوازم المدرسية. على رغم ذلك نرى أنه ينبغي استئناف الدروس كالمعتاد كي يتوقف الشباب عن متابعة تطورات الحرب والقصف على مدار الساعة».

على صعيد آخر، تقع مدرسة «سيف الدولة» الأكثر عرضةً للقصف على بُعد حوالي مئة متر من إحدى أكثر الجبهات توتراً في حلب. وتغطي آثار الرصاص جدران ملعبها.

وقال أحمد صالح (22 سنة) وهو طالب رياضيات سابق بات أستاذاً في المدرسة التي فتحت بدعم من لواء التوحيد وهو فصيل قوي من المعارضة المسلحة مقرّب من الإخوان المسلمين: «تستمر القذائف بالسقوط يومياً لكننا ندعو الله لئلا تقع أي منها على المدرسة».

ويتم تموين المدرسة جيداً بفضل كتب مهرّبة من المناطق الخاضعة للنظام بمساعدة أصدقاء للأساتذة يقيمون هناك. ويتلقى الأساتذة رواتب بقيمة 5000 ليرة سورية تقريباً (44 دولاراً أميركياً) شهرياً.

وازدادت نسبة ارتياد تلك المدرسة على رغم القصف، وباتت تضم ألف تلميذ.

وأفاد علي وهو مدرّس آخر أن «مدارس سرية عدة أغلقت أبوابها وبالتالي أعدنا فتح المدارس القديمة» التي هُجِرت في مرحلة ما، لأن بعضها استُخدم كمقر للمعارضين فبات هدفاً أساسياً لقوات النظام.

وأشار علي إلى أن البرنامج التعليمي يشمل اللغة الإنكليزية والرياضيات والدين واللغة العربية، لكن «تلامذتنا لا يدرسون الجغرافيا ولا التاريخ. وضعنا هذه الكتب جانباً لأنها تشكل دعاية للنظام ولا نريدهم أن يتعلموا الأكاذيب كما أُجبرنا أن نفعل نحن».

وقال سمير حلاق أستاذ الدين في إحدى مدارس حيّ صلاح الدين، التي فتحت كذلك برعاية لواء التوحيد إنه «قبل الثورة لم تكن المدارس مخصصة إلا لتلقين التلاميذ الدعاية النظامية». وأضاف أن إعادة فتح المدارس باتت أكثر أهمية مع «بدء عودة بعض النازحين الذين فروا من القصف العام الفائت».

بدء رحلة تدمير الأسلحة الكيميائية السورية واشنطن تدرس “بناء قوات معارضة معتدلة

 (و ص ف، رويترز، أ ش أ، ي ب أ)

بدأ 33 مفتشا من الامم المتحدة عملية التحقق من الأسلحة الكيميائية السورية وإزالتها بموجب القرار 2118 الذي اصدره مجلس الامن الجمعة، 27 ايلول. ويتوقع ان تستمر هذه المهمة حتى منتصف سنة 2014 على الأقل. واعلنت موسكو انها ستشارك فيها.

وصرح الناطق الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة مارتن نيسيركي بأن فريقا متقدما يتكون من 33 عضوا (بينهم 19 خبيرا من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية و14 من موظفي الأمم المتحدة) وصلوا إلى دمشق لبدء عملية الإشراف على تدمير الأسلحة الكيميائية في سوريا.

وأضاف أن هذا الفريق وصل الى دمشق من العاصمة اللبنانية بيروت من دون أي حوادث، وقد وفرت الحكومة السورية التأشيرات لأعضائه وسهلت عملية عبورهم إلى العاصمة. وقال: “أنشأ أعضاء فريق منظمة حظر الأسلحة الكيميائية والامم المتحدة قاعدة لوجستية لعملهم فوراً، ومن المتوقع أن يركز أعضاء الفريق على التحقق من المعلومات التي قدمتها السلطات السورية ومساعدة دمشق على تدمير منشآتها لإنتاج الأسلحة الكيميائية”.

ديمبسي

وفي واشنطن، صرح رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي، إن وزارة الدفاع “البنتاغون” تدرس العمل مع حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وأوروبا للمساعدة في “بناء قوات معارضة معتدلة في سوريا”. ونقلت عنه صحيفة “الواشنطن تايمس” في موقعها الإلكتروني لدى زيارته كوريا الجنوبية، إنه يجري اتصالات مستمرة مع قادة الدفاع العرب في دول الجوار السوري، إلى جانب قادة دفاع أوروبيين، في شأن هذه الفكرة بشكل خاص.

وقال: “لدينا خبرة مذهلة في كسب شركاء وبناء تشكيلات للجيش والشرطة، لذلك دخلنا في نقاشات في شأن كيفية إيجاد سبيل للتعاون في مسألة تطوير معارضة معتدلة، وخصوصا من أجل التوصل إلى حل لبعض القضايا الإنسانية في شمال الأردن وجنوب تركيا”. واشار إلى أن هذه الفكرة ستكون فعالة في حال عدم حضور الرئيس السوري بشار الأسد، بعد التوصل إلى حل لأزمة الأسلحة الكيميائية، مؤتمر جنيف- 2 لمحادثات السلام حول سوريا توصلا إلى تسوية سياسية للازمة. وأضاف :”أعتقد عندها أن الدول ذات الآراء التي تتشابه معنا يمكن أن تتاح لها الفرصة لتقديم مساهمات بطرق أخرى إذا ما طلب منها ذلك”، موضحا أن هذه الفكرة لم “تصل بعد الى مرحلة الخطة”. وأوضح: “أننا ننظر من الناحية العسكرية الآن، وأتحدث فقط كممثل للقوات المسلحة الأميركية، لكننا نبحث أيضا في كيفية مساعدة القوات المسلحة اللبنانية والأردنية وحلفاء أميركا من حلف شمال الاطلسي في تركيا وحتى العراقيين… نحاول تطبيق عوامل اقتصادية وأشكال أخرى من المساعدات للعمل على تطوير ما يمكن تعريفه بـالمعارضة المعتدلة”.

مفتشو الأسلحة الكيميائية بدأوا مهمتهم في دمشق ومعارضان يصفان العملية بأنها “عار” على الأمم المتحدة

(و ص ف، رويترز، ي ب ا)

وصل بعد ظهر أمس مفتشو منظمة حظر الاسلحة الكيميائية الى دمشق لبدء مهمتهم في التحقق من الترسانة السورية من هذه الأسلحة تمهيدا للبدء بتدميرها.

وأفاد شهود ان موكبا من نحو 20 سيارة رباعية الدفع تحمل شعار الامم المتحدة، وصل الى فندق “فورسيزن” بوسط دمشق وفيها 20 خبيراً من منظمة حظر الاسلحة.

وقدم المفتشون الى دمشق برا آتين من بيروت عبر نقطة المصنع الحدودية في شرق لبنان، الذي وصلوا اليه الاثنين.

وسيبدأ المفتشون مهمة تاريخية في خضم النزاع السوري المستمر منذ نحو 30 شهرا، للتحقق من الترسانة الكيميائية السورية تمهيدا لتدميرها، تطبيقا لقرار مجلس الامن الصادر الاسبوع الماضي.

واستناداً الى تقديرات الخبراء، تمتلك سوريا اكثر من ألف طن من الاسلحة الكيميائية، بينها نحو 300 طن من غاز الخردل والسارين، موزعة على نحو 45 موقعا في انحاء البلاد.

وقدمت السلطات السورية في 19 ايلول الماضي لائحة بمواقع الانتاج والتخزين الى منظمة حظر الاسلحة الكيميائية التي تتخذ لاهاي مقراً لها. ومن المقرر ان يزور المفتشون هذه المواقع خلال الايام الـ 30 المقبلة، في اطار اتفاق روسي – اميركي يلحظ التخلص من الترسانة السورية بحلول منتصف عام 2014.

ويصل المفتشون غداة انتهاء خبراء الامم المتحدة للاسلحة الكيميائية برئاسة الاسوجي آكي سلستروم من مهمتهم الثانية في سوريا، والتي شملت التحقيق في سبعة مواقع يتبادل النظام والمعارضة الاتهامات بشن هجمات بالاسلحة الكيميائية فيها.

ومن المقرر ان يقدم الخبراء الستة تقريرا شاملا في نهاية تشرين الاول. وسبق للفريق ان قدم تقريرا اوليا اكد فيه استخدام غاز السارين على نطاق واسع في هجوم قرب دمشق في 21 آب.

واكدت مستشارة الرئيس السوري للشؤون السياسية والإعلامية بثينة شعبان، أن دمشق تبذل ما في وسعها لتسهيل عمل بعثة مفتشي الأسلحة الكيميائية الدوليين في سوريا.

عار

ووصف معارضان سوريان يزوران باريس، احدهما مدني والاخر عسكري، الاتفاق المتعلق بتفكيك الترسانة الكيميائية السورية بانه “عار على الامم المتحدة”، مستنكرين استعادة الاسد “شرعيته” للتعامل مع المجتمع الدولي.

وقال العقيد قاسم سعد الدين الذي انشق عن الجيش السوري النظامي في 2012 وصار ممثلا للقيادة العسكرية لـ”الجيش السوري الحر” المعارض في داخل البلاد، “ان هذا الاتفاق عار على الامم المتحدة، وفضيحة. المجتمع الدولي ركز على الاسلحة الكيميائية ونسي ضحايا النزاع المئة الف”.

ورأى رئيس المجلس المحلي في حلب يحيى نعناع “ان بشار الاسد صار مجددا شخصاً محترماً وشرعياً… لماذا اذا كانت كل هذه المجازر للوصول الى هذا الوضع؟ كما لو ان الثورة السورية قامت من أجل قضية الاسلحة الكيميائية، في حين انها قامت من اجل قيام دولة قانون في سوريا”.

باق

وصرح وزير الاعلام السوري عمران الزعبي بأن الاسد الذي تنتهي ولايته منتصف 2014، سيبقى في السلطة. وقال ان “كل الشعب السوري الشريف والمناضل والقوي والوطني في قواتنا المسلحة ومدنيينا وكل الناس يطالبون بان يكون الرئيس بشار الاسد رئيسا لهذه الدولة شاء من شاء وأبى من أبى من المعارضة، ومن الاميركيين ومن الخونة ومن العملاء”.

وعن احتمال ترشح الاسد لولاية رئاسية ثالثة بعد انتهاء ولايته الحالية صيف السنة المقبلة، قال ان “من حق رئيس الجمهورية ان يتخذ القرار الذي يريد في هذا الوقت”.

الضحايا

وتجاوز عدد ضحايا النزاع السوري المستمر منذ نحو 30 شهرا عتبة 115 ألف شخص، غالبيتهم من مقاتلي المعارضة وأفراد القوات النظامية أو المسلحين الموالين لها، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له.

وقال المرصد في بريد الكتروني ان عدد القتلى وصل الى 115 ألفا و206 اشخاص، بينهم 47 ألفا و206 عناصر من المقاتلين الموالين لنظام الرئيس بشار الاسد، و23 ألفا و707 مقاتلين معارضين. واوضح ان المقاتلين الموالين للنظام يتوزعون بين 28،804 عناصر من القوات النظامية، و18،228 مسلحا مواليا لها و”مخبرا” متعاونا معها، الى 174 عنصرا من “حزب الله” الذي يشارك منذ أشهر في المعارك الى جانب القوات النظامية.

ولدى المعارضين، أورد المرصد مقتل 17 ألفا و71 مدنيا حملوا السلاح لقتال القوات النظامية، الى 2،176 جنديا انشقوا عن الجيش النظامي، و4،460 مقاتلا أجنبيا أو مجهول الهوية.

الى ذلك، قضى 41 ألفا و533 مدنيا، بينهم ستة آلاف و87 ولدا، واربعة آلاف و79 امرأة.

معارضة معتدلة

– في واشنطن، أفاد رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي، أن وزارة الدفاع “البنتاغون” تدرس العمل مع حلفاء الولايات المتحدة في

الشرق الأوسط وأوروبا للمساعدة في “بناء قوات معارضة معتدلة في سوريا”. ونقلت عنه صحيفة “الواشنطن تايمس” الأميركية أنه يجري اتصالات مستمرة مع قادة الدفاع العرب في دول الجوار السوري، إلى جانب قادة دفاع أوروبيين حول هذه الفكرة خصوصا.

– في جنيف، اعلن رئيس المفوضية السامية للامم المتحدة للاجئين انطونيو غوتيريس ان 17 دولة وافقت على فتح ابوابها امام اللاجئين السوريين الراغبين في الهجرة.

والدول الـ17 هي أوستراليا والنمسا وكندا وفنلندا والمانيا والمجر واللوكسمبور وهولندا ونيوزيلندا ونروج واسبانيا وأسوج وسويسرا والدانمارك وفرنسا والولايات المتحدة والمكسيك.

التقاء مصالح سلفي ــ سعودي لمواجهة «القاعدة»

بدء تفكيك «الكيميائي» السوري

انطلقت رسمياً، أمس، عملية تفكيك الترسانة الكيميائية السورية، مع وصول 19 خبيراً من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، في لاهاي، إلى دمشق، كمقدمة لوصول وفد أكبر لاحقاً، فيما أعلنت موسكو أن السلطات السورية قد تبدأ مفاوضات مع «العناصر المعتدلة» في المعارضة المسلحة في «جنيف 2»، لكنها شككت في قدرة الدول الغربية على إقناع ممثلي المعارضة السورية بحضور المؤتمر في الموعد المقترح في منتصف تشرين الثاني المقبل.

وتطبيقاً للقرار الذي اعتمده مجلس الأمن الدولي قبل أيام، بدأ مفتشو نزع الأسلحة الكيميائية في لاهاي عملهم للتخلص من ترسانة الأسلحة الكيميائية السورية والمقدرة بنحو ألف طن. ووصل الفريق الاستطلاعي، المؤلف من 19 خبيراً تابعاً لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، على متن 20 آلية إلى دمشق أمس عبر الحدود اللبنانية، حيث سيلتقون مسؤولين سوريين للتحقق أولاً من اللائحة التي سلمتها السلطات السورية الى لاهاي، حول مواقع الإنتاج والتخزين.

ومن المقرر أن يزور المفتشون هذه المواقع خلال الأيام الثلاثين المقبلة، في إطار اتفاق روسي أميركي يلحظ التخلص من الترسانة السورية بحلول منتصف العام 2014. وسيصل بعد حوالى الأسبوع وفد ثان إلى دمشق.

وتعد العملية المرتقبة من الأكثر تعقيداً في تاريخ نزع هذا النوع من الأسلحة. ورغم أن عمليات مماثلة جرت في العراق وليبيا في أوقات سابقة، إلا أنها المرة الأولى التي تنزع فيها الأسلحة الكيميائية من بلد غارق في نزاع دامٍ أودى بحياة أكثر من 115 ألف شخص بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان».

لافروف

قال وزير الخارجية سيرغي لافروف، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي إكمال الدين إحسان اوغلي في موسكو، «لا أستبعد أن يكون للمعارضة تمثيل جيد» في هذا المؤتمر المسمى «جنيف 2» إذا «لم تكن متبنية لمواقف المتطرفين ولم تكن لديها أفكار إرهابية. هذا أمر قاله أيضاً الرئيس (بشار) الأسد».

وشدد لافروف على أن الغربيين وبعض الدول العربية التي تلعب دوراً أساسياً في المنطقة، يجب أن تعمل من أجل أن تتوصل مجموعات المعارضة المسلحة إلى اتفاق للمشاركة في «جنيف 2»، لكنه شكك في إمكان تحقيق ذلك قبل تشرين الثاني. وقال «حتى وقت قريب كنا نتوقع من شركائنا الغربيين الذين تكفلوا بمشاركة المعارضة في المؤتمر أن يتمكنوا من التوصل إلى ذلك بسرعة، لكنهم لم يتمكنوا من التوصل إلى ذلك بسرعة. ولا أعلم إن كانوا سيتوصلون إليه قبل منتصف تشرين الثاني».

وشدّد لافروف على ضرورة الإعداد للمؤتمر «لأن المتشددين والجهاديين يعززون مواقعهم في سوريا». وقال «المهمة هي ألا نفقد المزيد من الوقت، وأن نجلب إلى طاولة التفاوض مع الحكومة جماعات المعارضة التي لا تفكر في إقامة خلافة في سوريا أو الوصول إلى السلطة واستخدامها وفق رغبتها، بل التي تفكر في مستقبل بلادها». وأضاف «أتمنى أن يكون هناك نشطاء مسؤولون داخل المعارضة».

وأثار لافروف مسألة اكتمال المهمة التي يقوم بها مفتشو الأمم المتحدة بشأن استخدام أسلحة كيميائية في سوريا، مشيراً إلى أنهم لم يفحصوا حي خان العسل قرب حلب، حيث تقول روسيا والحكومة السورية أن المسلحين استخدموا فيه أسلحة كيميائية. وأضاف «نريد أن نفهم هل سيكون تقرير المهمة كاملاً أم سيكون غير كامل، نظراً لأن هذه البعثة لم تتمكن من زيارة كل المواقع الواردة في التفويض الأولي الممنوح لها».

من جهته، طالب إحسان اوغلي مجلس الأمن الدولي بتحديد هوية من ارتكبوا الهجوم الكيميائي في غوطة دمشق في 21 آب الماضي. وقال «من دون الحصول على معلومات واضحة عمن ارتكبوا هذه الجرائم، لا يمكن أن نكون راضين». وأضاف «نعلن عن تأييدنا التام لعملية جنيف. وتعرب منظمة التعاون الإسلامي عن استعدادها للمساهمة في التسوية السلمية للوضع في سوريا».

ميدانياً، تحاول السعودية تعزيز المسلحين التابعين لها على الأرض السورية. وقالت مصادر في المعارضة ومصادر ديبلوماسية، لوكالة «رويترز»، إن «السعودية هي التي دفعت كتائب للمعارضة تنشط داخل دمشق وحولها لأن تعلن انضواءها تحت قيادة موحدة تضم 50 جماعة، وبضعة آلاف من المقاتلين».

ومن شأن تشكيل «جيش الإسلام»، تحت قيادة زعيم «لواء الاسلام» زهران علوش أن «يقوّي شوكة السلفيين الجهاديين الموالين للرياض في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام». وقال «قائد وحدة إسلامية» أن «شخصيات سعودية كانت على اتصال مع جماعات سلفية مختلفة في الأسابيع الأخيرة عارضة دعمها مقابل تكوين جبهة موحدة لمنع حلفاء القاعدة من توسيع وجودهم حول العاصمة».

وقال ديبلوماسي مقيم في الشرق الأوسط «لاحظنا في الأسابيع القليلة الماضية أن كل جماعة كبيرة كثفت جهودها لتوسيع نطاق نفوذها. ما كان لمثل هذا التحالف أن يقام من دون مباركة السعودية. لم يكن لواء الإسلام وحلفاؤه يشعرون بالارتياح لقيام القاعدة بإيجاد موطئ قدم لها في الغوطة، لذا التقت مصلحتهم مع مصلحة السعودية».

(«روسيا اليوم»، ا ف ب، ا ب، رويترز)

اشتباكات على جبهات درعا.. ومعارك على نفط دير الزور

طارق العبد

تتجه الأنظار في هذه الأيام إلى درعا، حيث نشطت جبهة المعارك فيها، مع حديث المعارضة المسلحة عن تقدم كبير تقترب معه من السيطرة على مساحات واسعة من السهل، فيما لا تزال القوات السورية تحتفظ بمواقع عدة.

أما في دير الزور فيبدو المشهد أكثر تعقيدا في منطقة تحتضن جزءاً كبيراً من النفط السوري، وبالتالي تحتدم الاشتباكات فيها مع اقتراب فصل الشتاء.

وبالحديث عن حوران، وفي الوقت الذي أشار فيه نشطاء المعارضة إلى احتدام المعارك في منطقة درعا البلد، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ان امرأة من درعا البلد قضت متأثرة بجراح أصيبت بها في قصف للقوات السورية لهذه المناطق. وتدور اشتباكات بين المسلحين والقوات السورية في محيط كتيبة الهجانة وحي المنشية في درعا، كما تدور اشتباكات في منطقة وادي العلان ومحيط حاجز الشرطة العسكرية على طريق نوى – الرفيد، حيث قتل مسلحان، أحدهما في قرية الجبيلية والآخر في محيط ثكنة «اللواء 61» في مدينة طفس.

وتتواصل الاشتباكات بين القوات السورية والمسلحين في قرية البكار، مع أنباء عن سيطرة المسلحين على مدرسة البكار، وسط قصف من القوات السورية للقرية ومناطق في بلدة طيبة.

وتأتي أهمية درعا من حيث قربها من دمشق من جهة ومن الحدود الأردنية من جهة أخرى، التي يقول نشطاء المعارضة إنها تشهد إغلاقا تاماً وصعوبة في الإمداد بالسلاح والذخائر للكتائب المسلحة، ما يجعل عملياتهم العسكرية تتقدم لفترات وتتراجع في مراحل أخرى. وتكتسب حوران أهمية إضافية من علاقتها بجارتيها هضبة الجولان من جهة وجبل العرب من جهة أخرى.

وفي الوقت الذي يتمتع فيه النظام بتمركز واسع في السويداء يبدو المشهد مختلفاً في القنيطرة وريفها، حيث تنشط عمليات «الجيش الحر» في محاولة للسيطرة على المناطق المحررة من الجولان، بينما يحافظ النظام على مواقعه في قلب مدينة القنيطرة والطريق الواصل من دمشق.

أما في شرق البلاد فما زالت المعارك مستمرة في دير الزور بين القوات السورية التي تسيطر على مطار المدينة وعدة ألوية مجاورة وبين «كتائب الحر» التي تسيطر على مساحات في الريف وعدة أحياء في المدينة في محاولة لبسط سلطتها على كامل المحافظة.

وتحشد القوات السورية استعداداً لحرب تهدف من خلالها إلى تأمين حقول النفط، التي ما زالت تعمل ولكن تحت سلطة المعارضة المسلحة فيما نجحت عصابات ومجموعات احترفت السرقة بتكرير النفط وبيعه للأهالي أو حتى تسويقه إلى الشمال.

وتجدر الإشارة إلى أن اشتباكات داخلية قد حدثت في الأيام الماضية بين تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) و«لواء أحفاد الرسول» في مدينة الرقة نتج على أثرها توتر بين الفصائل انعكس على الصدام بينها وبين «الدولة الإسلامية» في باقي المناطق.

أما في حلب، فقد تواصلت الاشتباكات بين مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي ومسلحي «الدولة الإسلامية» حسب ما ذكر «المرصد» و«تنسيقيات» المعارضة. واندلعت الاشتباكات في محيط قرية قيلة في ريف ناحية جنديرس شرق المدينة.

وفي داخل مدينة حلب، تدور اشتباكات بين المسلحين والقوات السورية في حي السيد علي في حلب القديمة دون اختراقات واسعة تفضي لتقدم المعارضة لباقي أحياء المدينة أو استعادة النظام لكامل عاصمة البلاد الاقتصادية.

عمان تتجه لإلقاء التحية على دمشق وتنتظر جواب بشار الأسد: مبادرة ‘شبه ملكية’ لإصلاح العلاقات وأحياء باطنية في مخيم الزعتري وتلوث مائي كبير

بسام البدارين

عمان ـ ‘القدس العربي’: صدر في عمان ضوء اخضر يسمح بإطلاق مبادرة سياسية ‘أهلية’ كإختبار محتمل لطبيعة العلاقات مع النظام السوري بعد سلسلة التطورات الأخيرة في المنطقة والعالم خصوصا في ظل التقارب الكبير بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية.

المبادرة لم تتضح معالمها بعد لكنها ستشكل إختبارا مباشرا لإحتمالية إستئناف التواصل بين البلدين وستكشف مؤقتا عن نوايا النظام السوري تجاه عمان بعد إتهامه لها عدة مرات بتقديم المساعدة للمجاهدين المتسللين ومساندة وتدريب مسلحين معارضين.

لكنها بكل الأحوال في حال الإنطلاق فعلا ستكون بمثابة مبادرة يسمح لها بالتفاعل وتقييم الموقف من أعلى جهات القرار الأردنية بعد إنقطاع إستمر لأكثر من عامين في العلاقات السياسية والدبلوماسية.

وزير الإتصال الأردني محمد مومني كان قد جدد التأكيد لـ’لقدس العربي’ على أن الأردن معني تماما بوجود دولة سورية صلبة وقوية في الجبهة الشمالية له مشددا على أن العالم إتجه مجددا نحو المنطق الأردني السائد منذ ظهرت الأزمة السورية وقوامه عدم وجود أي معالجة خارج الإطار السياسي.

على هذا الأساس تؤكد مصادر ‘القدس العربي’ بأن السماح لبعض الشخصيات السياسية المعروفة في عمان بمحاولة الإتصال بدمشق لإستئناف التواصل معها عبر القنوات الرسمية أصبح حكما بمثابة القرار على أن الحلقة لن تكتمل إلا في ضوء رد الفعل السوري.

خلال اليومين الماضيين لمست وزارة الخارجية الأردنية بعض أشكال التفهم السوري الرسمي للإحتجاجات المتعلقة بسقوط قذائف سورية داخل الأراضي الأردنية حيث إمتنعت هذه القذائف عن السقوط وإختفت كظاهرة أقلقت الأردنيين وأزعجتهم.

بالمقابل تواصل المحاكم العسكرية الأردنية إقرار عقوبة السجن لعدة سنوات قد تصل لخمس ضد أي أردني يحاول عبور الحدود للإنضمام للجهاد في سورية في رسالة غزل بنظام دمشق على حساب الدم السوري كما يقول لـ’القدس العربي’ محامي التنظيمات الجهادية موسى العبدللات.

العبدللات تحدث عن عقوبات مغلظة بدأت تقرر في محكمة أمن الدولة ضد شباب أردنيين كل ذنبهم انهم فكروا بالعبور لمساعدة أشقائهم في الشعب السوري.

ومع تفاعل الحديث وسط حلقات ضيقة عن مبادرة أردنية للتصالح ستعرض على دمشق قريبا دخلت المسألة السورية نفسها في سياق تعقيدات غير محسوبة على المستوى اللوجستي حيث ظهر السلاح مجددا في مخيم الزعتري للاجئين السوريين وتشكلت ملامح مناطق داخل المخيم لا تستطيع دوريات الأمن الأردنية الوصول لها.

السلطات الأردنية تحدثت عن جرائم سرقة وإغتصاب ومتاجرة بالمخدرات وتهريب سلاح داخل بعض بؤر مخيم الزعتري وحتى احياء مدينة إربد كما يلاحظ الإعلامي محمد دويري.

لكن الخوف الأكبر عمليا من وجود ‘خلايا نائمة’ او صامتة في اوساط اللاجئين السوريين يمكن أن تستخدم لأغراض سياسية في أي وقت.

بسبب هذه التعقيدات تخطط الحكومة الأردنية لنقل فعاليات مخيم الزعتري إلى مناطق مؤهلة أخرى خصوصا وان رئيس الوزراء عبدلله النسور أكد مباشرة للقدس العربي في وقت سابق بأن بلاده ستكرم وفادة وإستقبال الأشقاء السوريين. الزعتري مقام أيضا على واحد من اهم الأحواض المائية في منطقة شمال الأردن مما تسبب بخطر كبير على المخزون المائي الأردني حسب خبراء في وزارة المياه حيث تم تلويث هذا الحوض بسبب إقامة اللاجئين.

وزير المياه والري الدكتور حازم الناصر أبلغ ‘القدس العربي’ بأن وزارته وضعت محطات تنقية متحركة ومتنقلة في محيط الزعتري للحفاظ على كميات مياه صالحة للاجئين اولا وعلى بيئة الحوض المائي ثانيا مقرا بان الزعتري مقام على حوض مائي كبير ومهم شمالي المملكة.

وبعد إعلان وزير الخارجية ناصر جودة بأن بلاده لا تستطيع إستيعاب المزيد من اللاجئين السوريين بعد الأن تصبح الأعباء الإقتصادية الناجمة عن إستقبال اللاجئين من مسوغات الحرص على عودتهم لبلادهم مما يتطلب تحسنا في قنوات الإتصال مع مؤسسات النظام السوري.

وهذا حصريا من بين أهداف المبادرة التي منحت الضوء الأخضر وقد تنتهي بنشاط يظهره حصريا نخبة من السياسيين على هذا الصعيد من بينهم رئيس الوزراء الأردني الأسبق معروف البخيت الذي إقترح عدة مرات على أصحاب القرار المبادرة للإتصال بدمشق وبكامل طيف المعادلة السورية.

المبادرة نفسها كانت قد إقترحت قبل عدة أسابيع لكن الظروف المحلية والإقليمية لم تكن ملائمة ومقربون من نظام دمشق في العاصمة الأردنية بينهم الصحافي ناهض حتر اعلنوا مبكرا عن رسالة ملكية ستوجه لسورية قريبا.

والهدف الأعمق من تجديد تفويض بعض الشخصيات مثل البخيت هو ‘إلقاء التحية’ على دمشق الخارجة للتو من معركة دولية معقدة على أمل قياس إحتمالية رد التحية بمثلها مما سيسمح بالعودة للإستدراك.

الحكومة التركية تسعى لتجديد تفويض يسمح لها بإرسال قوات لسوريا

أنقرة- (رويترز): من المرجح ان يمدد البرلمان التركي لمدة عام تفويضا بارسال قوات إلى سوريا اذا اقتضت الضرورة بعد ان قالت الحكومة ان احتمال استخدام قوات الرئيس بشار الاسد اسلحة كيماوية يمثل تهديدا لتركيا.

ومن المقرر أن يصوت البرلمان على مقترح الحكومة الخميس وهو يرسم صورة قاتمة للصراع في جارة تركيا الجنوبية ويشير إلى أن أنقرة ستكون الدولة الاكثر تضررا من تصاعد العنف في سوريا.

وجاء في المقترح “التطورات تشير إلى أن النظام السوري وصل الى مرحلة أصبح عندها مستعدا لاستخدام أي وسائل أو أسلحة تخالف القانون الدولي”.

وأنحت أنقرة والدول الغربية بالمسؤولية على قوات الحكومة السورية في هجوم بغاز الاعصاب على ضاحية بدمشق يوم 21 اغسطس اب قتل فيه مئات الاشخاص. وتنحي الحكومة السورية التي تدعمها روسيا باللائمة على مقاتلين معارضين سنة.

وجاء في مقترح الحكومة “تركيا ستكون الدولة الأكثر تضررا من اي هجمات يشنها النظام ومن الغموض والفوضى في سوريا”.

وأضاف ان تركيا ملزمة بموجب حقوقها المستمدة من القانون الدولي باتخاذ الاجراءات الضرورية ضد أي تحرك من جانب سوريا يمثل “تهديدا علنيا وقريبا”.

وتدعو تركيا وهي من اشد منتقدي الاسد الى التدخل العسكري في سوريا واصيبت بالاحباط بشأن ما ترى انه تردد غربي.

وفي حين أن تركيا لديها ثاني أكبر قوة برية بين دول حلف شمال الاطلسي فإن من غير المرجح ان تتحرك بمفردها في أي عملية عسكرية في الوقت الذي يعارض فيه الرأي العام بدرجة كبيرة التدخل.

وينتهي يوم الجمعة التفويض الحالي من البرلمان الذي يسمح لتركيا بارسال قوات الى سوريا. ويتمتع حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا بأغلبية كبيرة في البرلمان ومن المتوقع الموافقة على تمديد التفويض رغم المعارضة وخاصة من الحزب الرئيسي المؤيد للاكراد.

اشتباكات بين مقاتلين من المعارضة السورية وآخرين مرتبطين بالقاعدة قرب تركيا

بيروت- (رويترز): قال نشطاء إن اشتباكات وقعت بين مقاتلين من المعارضة السورية وآخرين مرتبطين بتنظيم القاعدة قرب الحدود مع تركيا الاربعاء في موجة من أعمال العنف تكشف عن انقسامات خطيرة بين الفصائل التي تقاتل للإطاحة بالرئيس بشار الأسد.

وسيطر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام على بلدة اعزاز الحدودية الشهر الماضي وطرد جماعة معارضة منافسة مما دفع تركيا لإغلاق المعبر الحدودي الواقع على بعد نحو خمسة كيلومترات.

ويسيطر التنظيم على البلدة منذ ذلك الحين وتفجرت اشتباكات من حين لآخر بين أعضائه وبين مقاتلي لواء عاصفة الشمال الذين طردوهم الى مشارفها.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان وله شبكة من المصادر في مختلف انحاء البلاد إن الاشتباكات العنيفة استؤنفت اليوم الاربعاء بين الجماعتين.

وأضاف أنه كانت هناك تقارير ايضا عن تقدم مقاتلي الدولة الاسلامية في العراق والشام نحو قواعد لواء عاصفة الشمال ونقاط التفتيش قرب المعبر الحدودي الى تركيا وفي قرى على مشارف اعزاز.

وقوض الاقتتال الداخلي مقاتلي المعارضة السورية ويرجح هذا جزئيا الى تضارب الأيديولوجيات لكن أغلب الخلافات دبت بسبب الأراضي وغنائم الحرب والسيطرة على الموارد والتهريب.

ويحتوي تنظيم الدولة الإسلامية الموجود ايضا في العراق المجاور على عدد من المقاتلين الأجانب اكبر من غيره من الجماعات الإسلامية المتشددة التي تقاتل في سوريا.

وقتل اكثر من 100 الف شخص في الصراع في سوريا الذي بدأ بحركة احتجاج سلمي على حكم عائلة الاسد الممتد من أربعة عقود وتحول الى حرب بعد أن شنت الحكومة حملة عنيفة عليها.

وزير الإعلام السوري: ‘القاعدة’ و’النصرة’ و’الحر’ لن يكونوا طرفاً بالحوار في جنيف 2

موسكو- (يو بي اي): قال وزير الإعلام السوري عمران الزعبي الأربعاء، إن تنظيم “القاعدة” أو “جبهة النصرة” و”الجيش الحر” وغيرها من “التنظيمات الإرهابية”، لن يكونوا طرفاً في الحوار في مؤتمر (جنيف 2) حول سوريا.

وقال الزعبي لقناة (روسيا اليوم) إنه في ما يتعلق بالتحضيرات لعقد مؤتمر (جنيف-2)، فإن “دمشق هي صاحبة الفكرة الأساسية لإطلاق الحوار السوري – السوري، وأبدت استعدادها للذهاب إلى جنيف-2 بدون شروط مسبقة” لكن هؤلاء الذين ينتمون لتنظيمات مثل “القاعدة” أو “جبهة النصرة” ومن يدعمونها، “ليسوا طرفا في الحوار”.

وأضاف أنه من المفترض أن الذين سيتحاورون هم مرجعيات سياسية وقيادات سورية في الدولة السورية والشعب السوري الذي يلتف حول الدولة مع المعارضة الوطنية، ولفت الى أنه “من غير المنطقي أن يكون هناك حوار مع تنظيمات إرهابية متطرفة مثل ما يسمى بالجيش الحر وجبهة النصرة”، مشيراً الى أن “الحوار يدور بين السياسيين ولا يدور بين دولة وإرهابيين”.

وقال “سنتحاور مع السوريين الذين لم تتلطخ أيديهم بالدماء ولم يكونوا طرفاً في العدوان على سوريا وفي دعوة بعض الدول للتدخّل في الشأن السوري عسكرياً أو سياسياً”.

من جهة ثانية، أكد الزعبي أن الحكومة السورية وبعد انضمامها إلى معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية استجابة للمبادرة الروسية، ستفي كعادتها بكل التزاماتها الدولية وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2118 الخاص بتفكيك الترسانة الكيميائية السورية.

وقال إنه “في ما يتعلق بالحكومة السورية فهي انضمت إلى معاهدة حظر استحداث وإنتاج وتخزين واستعمال الأسلحة الكيميائية وأصبحت عضواً في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية استجابة للمبادرة الروسية”.

وأضاف “لذلك فالحكومة السورية سوف تفي بكل التزاماتها كعادتها حقيقة في الوفاء بكل التزاماتها الدولية”، مضيفاً أنه “على الأقل من جانب الحكومة السورية لن يكون هناك أي عرقلة أو خلل في هذه المسألة، لأن لدى الحكومة السورية والقيادة السورية الرغبة الكاملة والتامة في غلق هذا الملف والانتهاء منه”.

المعارض السوري رياض أغا: التطرف هو السلاح الأقوى الذي استخدمه النظام لقمع الثورة

القاهرة- (د ب أ): رأى وزير الثقافة السوري الأسبق رياض نعسان آغا الذي غادر سورية في عام 2011وأعلن لاحقا إنضمامه للمعارضة أن ما يصدر من بيانات بعدم الاعتراف من بعض قوى الداخل بائتلاف المعارضة السورية “يهدف إلى الضغط على قيادة الائتلاف ورئاسة الأركان كيلا يقدما أي تنازل للنظام في المفاوضات المحتملة”.

وأكد آغا في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية أن “الائتلاف يمثل الغالبية العظمى من المعارضين السوريين، فهو يضم أهم هذه القوى السياسية، وأبرزها المجلس الوطني، الذي يضم بدوره مختلف التوجهات والأحزاب  السياسية، كما أن هيئة الأركان تمتلك حضوراً شرعياً، ويجمع الكل هدف واحد هو إسقاط النظام وإقامة دولة مدنية ديمقراطية”.

واعتبر أغا الذي يقيم حاليا في أبوظبي أن “ما يصدر من بيانات بعدم الاعتراف من بعض قوى الداخل يهدف إلى الضغط على قيادة الائتلاف ورئاسة الأركان كيلا يقدما أي تنازل للنظام في المفاوضات المحتملة ، ولكنها لا تعبر عن موقف رافض للائتلاف”، واستدرك :”وهذا لا يمنع ضمن ظروف الثورة وجود اختلافات حادة في وجهات النظر”.

وعن الدور الذي قد يلعبه المنشقون عن النظام في سورية الجديدة، قال: “نحن في خدمة شعبنا ووطننا، ونوظف كل طاقاتنا وخبراتنا لصالح بلدنا، ولسنا طلاب مناصب سياسية أو إدارية .. وأعتقد أن تجربتنا في التفاعل مع المعارضة أكدت أننا لا نسعى إلى مواقع وأننا تركنا السلطة خلفنا”.

وأضاف :”الباحثون عن سلطة من بعض المعارضين يخشون حضور أصحاب الخبرة والتجربة الإدارية.. لقد عملنا مع النظام لأنه كان يعبر عن الدولة السورية ونحن موظفون في هذه الدولة، ورئيس التجمع الوطني الحر الذي أنتمي إليه كان رئيس وزراء، وخروجه وما تعرض له من مخاطر أهم بكثير مما فعله من انضم إلى الثورة قادماً من إحدى عواصم العالم آمناً مطمئنا”.

وأردف: “لا نقلل من شأن أحد ولا ننكر أن من بين المعارضين من كان معتقلاً ومناضلا، ولكن علينا أن نذكر الجميع بأن عماد الثورة الآن هو الجيش الحر وكله كان يعمل في الدولة، وبعض ضباطه كانوا في مواقع قيادية هامة”.

وعن رأيه في مؤتمر (جنيف 2)، الذي تتعلق عليه الآمال لحل الأزمة السورية، قال: “أخشى أن يكون مؤتمر جنيف شبيهاً بمؤتمرات السلام الفلسطينية التي تأكل الزمن، لا بد من ضمانات دولية بتحقيق مطالب الشعب في إقامة دولة مدنية ديمقراطية، وإلا فإن سورية لن تستقر”.

وعن رؤيته للموقف الروسي من أزمة بلاده، قال :”روسيا تشعر بالإخفاق في قمع الثورة السورية، وهي اليوم تلتف على الثورة، وقد تمكنت من تحويل القضية السورية دولياً من كونها ثورة شعب يطالب بالحرية والكرامة والديمقراطية إلى قضية أسلحة كيماوية”.

وشكر الوزير السابق “الأشقاء العرب والأصدقاء الدوليين الذين دعموا شعبنا وقدموا له الكثير من المساعدات”، ولكنه اتهم “بعض الداعمين بالتطلع إلى أدوار سياسية ومصالح خاصة”، وأضاف: “وهؤلاء أسهموا في تشتيت المعارضة من خلال دعم مجموعة دون أخرى ، وكان أولى أن يكون هناك صندوق دعم واحد تنصب فيه المساعدات كيلا تتشكل ولاءات متنوعة بين المعارضين”.

ووصف آغا التطرف بأنه “السلاح الأقوى الذي استخدمه النظام لقمع الثورة”، وقال :”التطرف أخطر بكثير من الكيماوي .. شعبنا لايعرف التطرف في ثقافته، وكل التطرف الذي نراه في الساحة السورية مصنوع ومستقدم من الخارج وهدفه أن يقول النظام للعالم /إما أنا وإما هؤلاء المتطرفون/، وحين يسقط النظام ستسقط كل هذه التشكيلات بيوم واحد”.

وأضاف:”لكن أخطر التشكيلات العسكرية المتطرفة في سورية حاليا هو حزب الله الذي رفع رايات الثأر للحسين من أهل الشام وبالتحديد من أهل السنة، مع أن الحسين قتل في مطلع القرن السابع الميلادي، والمطالبة بدمه ورفع شعارات طائفية ، لابد تستدعي تطرفاً مقابلا”.

إطلاق نار من سورية على عمال إسرائيليين يبنون جدارا أمنيا بالجولان

خبراء الأمم المتحدة يصلون دمشق لتفكيك برنامج الأسلحة الكيماوية

بيروت ـ وكالات: وصل خبراء الأمم المتحدة المكلفون ببدء عملية التحقق من الأسلحة الكيماوية وإزالتها إلى سورية امس الثلاثاء للشروع في المهمة التي اعتمدها مجلس الأمن الدولي.

وقال شهود عيان إن قافلة من نحو 20 مركبة تابعة للأمم المتحدة تقل الخبراء وصلت إلى دمشق بعد أن عبرت الحدود من لبنان في وقت سابق امس.

ويتوقع ان تستمر المهمة حتى منتصف عام 2014 على الأقل. وكانت واشنطن وموسكو اتفقتا عليها بعد هجوم بالأسلحة الكيماوية وقع في 21 آب (اغسطس) في ضواحي دمشق ودفع واشنطن إلى التهديد بتوجيه ضربات عسكرية لسورية.

وقتل أكثر من 100 الف شخص في الصراع السوري الذي بدأ في اوائل عام 2011 بمظاهرات سلمية تطالب بالديمقراطية ثم تحول إلى حرب أهلية.

وشبه وزير الخارجية السوري وليد المعلم الاثنين ما سماه غزو إرهابيين اجانب لبلاده بهجمات 11 ايلول (سبتمبر) عام 2001 على الولايات المتحدة. وقوبلت تصريحاته باستنكار واشنطن التي وصفتها بأنها مسيئة ومخادعة.

من جهة اخرى تعرض عمال إسرائيليون يبنون جدارا أمنيا بهضبة الجولان المحتلة، لإطلاق نار امس الثلاثاء، من الأراضي السورية، دون وقوع إصابات، حسبما ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي.

وأضافت الإذاعة أن ‘حريقا شب في المنطقة التي يتم فيها بناء الجدار’، مشيرة إلى أن قوات الجيش والإطفاء قامت بإطفاء الحريق.

وتأتي حادثة إطلاق النار على هضبة الجولان والذي لم يعرف مصدرها بعد هدوء ساد الحدود السورية الإسرائيلية خلال الشهر الماضي.

وخلال شهر أغسطس/آب الماضي، شهدت منطقة الجولان المحتل سقوط العديد من قذائف الهاون قال الجيش الإسرائيلي إنها ‘نيران ضالة جراء المعارك على الحدود’.

المقاتلون مصممون على القتال حتى الاطاحة بالنظام السوري.. ولا يهمهم تنازل الائتلاف ام ربح

ابراهيم درويش

لندن ـ ‘القدس العربي’ سؤال يطرحه السوريون ويتردد صداه في اروقة الحكم في الرياض وكذلك في بغداد ويتعلق بكيفية تحييد الجهاديين وصعود الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) وان كان النموذج العراقي الذي استخدمته الولايات المتحدة 2007 لهزيمة القاعدة يصلح لسورية 2013.

ففي العراق قام ديفيد بترايوس قائد القوات الامريكية هناك بشراء ولاءات مقاتلين ضجوا من ممارسات القاعدة وفروعها وجندهم وتكفل برواتبهم حيث لعبوا دورا في اخراج القاعدة من مناطق السنة. وعرفت هذه المجموعات بـ ‘الصحوات’.

وسيندم افرادها فيما بعد على قرارهم لانهم اصبحوا هدفا للملاحقة والقتل من الحكومة في بغداد بعد خروج الامريكيين.

والغريب ان المالكي الذي لاحق الصحوات هو نفسه الذي ينظر لتصاعد القاعدة في سورية خطرا يؤثر عمليا على العراق. وينقل مارتن شولوف في تقرير لصحيفة ‘الغارديان’ عن احمد ابو الريشة، احد قيادات الصحوات العراقية التي لعبت دورا في مواجهة القاعدة في العراق في عام 2007 ونجحت في هزيمة التنظيم ولو لفترة قوله ان تشكيل صحوات في سورية لن يتم بدون تدخل او دعم دولة قوية.

فالصحوات لن تكون ناجحة اذا قامت فصائل او قبائل بتشكيلها ويجب والحالة هذه ان ‘تقوم بتنظيمها دولة’. ففي الوقت الذي كانت فيه القبائل اول من انتفض على تصرفات القاعدة وافرادها وحاولت مقاومتها الا ان قدراتها كانت محدودة لمواصلة الحملة على هذه الجماعة، ومن هنا انتهز بترايوس الفرصة واستثمرها لصالح القوات الامريكية، حيث عمل اولا مع القبائل في الانبار ثم مع القوات الامنية فيها وقام بحملة كلفت الكثير من الدماء والخسائر لكنها اخرجت في النهاية عناصر القاعدة من هذه المناطق.

امتداد وتأثير

وما يخيف حلفاء المعارضة، والعراقيون ايضا ان اتباع القاعدة لم يعودوا قادرين على اظهار قسوتهم وسطوتهم في المدن والبلدات العراقية فقط بل توسعت سيطرتهم الى سورية. ففي العراق اصبح القتل العشوائي والعنف الدموي حقيقة يومية يعيشها العراقيون الذين ينامون على بكاء الثكالى ويستفيقون على اصوات التفجيرات.

وعلى الرغم من حالة الفوضى التي يعيشها العراق الا ان ابو الريشة يركز انتباهه على ما يجري عبر الحدود داخل سورية حيث يحاول الجهاديون تأكيد حضورهم وتغيير مسار الثورة. لانهم بفعلهم هذا سيجرون المنطقة كلها نحو الفوضى والاضطراب.

وينقل عنه قوله انه لو ‘تم انشاء دولة ديمقراطية نوعا ما في سورية، فستكون مشكلة للمنطقة’ لانه ‘يجب ان لا تكون دولة اسلامية’، فالمقاتلون الاسلاميون يريدون تطبيق الشريعة الاسلامية ‘ويريدون تحويل سورية الى نقطة انطلاق للجهاد في اماكن اخرى’، وهذا ما يقوم به اتباع الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش).

ويدعو ابو الريشة لضرورة ‘وقفهم’ عند حدهم. فهناك تشابه في الطريقة التي يتوسع فيها الجهاديون كما حدث في العراق، ويتزايد تأثيرهم في المناطق الشرقية والشمالية من سورية، فكلما زاد حضورهم في الارياف ظهرت معهم اشكال من العقاب والقتل والمعاملة الوحشية للسكان.

انشقاقات

ومع ذلك فالجيش الحر يواجه معضلة اليوم من خلال التغيرات والتحالفات الجديدة التي ظهرت في الاسابيع الماضية واعلان مجموعة من الكتائب انفصالها عن الائتلاف الذي يتخذ من اسطنبول مقرا له. ومع ان هذا التحالف لم يضم اليه الدولة الاسلامية في العراق والشام التي تعتبر نفسها فصيلا منشقا عن جبهة النصرة لاهل الشام، التي تراجع تأثيرها في الشمال لكنه لا يزال حاضرا في مناطق اخرى، الا ان التحرك جاء بعد عدة اسابيع من المواجهات في بلدتي اعزاز والباب، ويمثل التحالف الجديد تعبيرا عن احباط الفصائل التي انضمت اليه حيث قال لواء التوحيد الذي يعتبر من اهم الموقعين عليه ‘لقد شعرنا ان بقاءنا مع المجلس العسكري الاعلى للثورة السورية لن يأخذنا الى اي مكان’.

ويشعر المقاتلون ان هناك صفقة امريكية ـ ايرانية، حيث سيتم التضحية بالسوريين كجزء من تسوية اقليمية تكون ايران جزءا فيها مع ان المقاتلين يرون انها جزء من المشكلة لا الحل. ويرى مقاتلون في احرار الشام نقلت عنهم الصحيفة ان الهدف الرئيسي للتحالف العسكري الجديد هو مواجهة ‘داعش’ والحفاظ على الثورة السورية ومنع تحولها ‘الى لعبة في يدهم’.

وينقل عن مسؤول في فصيل اخر من ‘صقور الشام’ قوله ان التطور الجديد وان كان اسلامي الطابع الا انه الحجر الاول للصحوة التي حاول الكثيرون تعويق تقدمها مشيرا ان النظام لا يضرب قواعد الطرف الاخر واعلامهم ترتفع في كل مكان فيما يكتفي بقصف المستشفيات والمدارس.

العراق وسورية

وفي تعليقها على تقرير شولوف وفكرة الصحوات خصصت ‘الغارديان’ افتتاحيتها للموضوع تتساءل عن الطرف الذي سيقود عملية مواجهة القاعدة او انشاء ‘الصحوات السورية’ في ضوء ما يجري على الساحة السورية من تشرذمات وانقسامات، وانشقاقات داخل الانقسامات. هل هم ‘المعتدلون’ من الجيش الحر ام جماعات قبلية تشكل لهذا الغرض. وكتبت قائلة ‘ يعتقد السعوديون ان باراك اوباما يتعامل مع بشار الاسد وايران برفق اكثر من اللازم، واصبح ‘هرة ضعيفة.

هذه هي العبارة المستخدمة منذ اسابيع، ويفضل السعوديون ‘اللعب من خلف الستائر مع انهم يرون ضرورة وجود جهة تتقدم وتسلح المعارضة المسلحة’.

وتضيف ‘لان المقاتلين انفسهم منقسمون فعلينا ان نستخدم العبارة بطريقة انتقائية، خاصة ان الجماعات الجهادية قد زحفت نحو المدن والقرى في شمال وشرق سورية، فيما اندلعت المعارك الشرسة بين كتائب المقاتلين في الاسابيع الثلاثة الماضية. ولا تقف حالة التشرذم الى حد هنا، فالكتائب التي كانت تعتبر جزءا مهما في العمليات القتالية قررت الاسبوع الماضي الانشقاق عن الائتلاف المدعوم من الغرب والذي يتخذ من اسطنبول مقرا له.

ولا تزال هذه الجماعات تعتمد على اسلحة المجلس العسكري الاعلى للثورة السورية، وفي حال توقفها عن استلام السلاح منه فهذا يعني انها انشقت فعلا. كما ان 13 كتيبة منها قد شكلت فيما بينها تنظيما عسكريا جديدا استبعد الجماعات المرتبطة بالقاعدة’.

وتصف الصحيفة الثورة السورية بانها نزاع متعدد الجوانب.

وهنا ترى ان تطبيق خيار الصحوات يواجه بصعوبات. اولا لان تجربة الصحوات العراقية انتهت سلبا على من شاركوا فيها، فرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي عمل كل ما بجهده لتعطيل كل الانجازات التي حققتها الصحوات، لانه لم يكن يثق بها ويتهم افرادها بالتواطؤ مع القاعدة. وعندما رحل الامريكيون وتوقفت رواتب العاملين فيها كان من المفترض ان يقوم المالكي بدمجهم في الجيش العراقي لكن امرا من هذا لم يحدث.

انهم يساعدون الاسد

وفي نفس الموضوع يرى ماكس فيشر في ‘واشنطن بوست’ ان التفجيرات في العراق لا تقتل العراقيين فقط لكنها تساعد اسد سورية. ويتحدث عن موجة التفجيرات الاخيرة التي اجتاحت العراق وقتلت يوم الاثنين 51 شخصا قائلا ان الجهة التي تقف وراءها هي جماعات متشددة مرتبطة بالقاعدة وتعارض الحكومة المدنية التي يسيطر عليها الشيعة. ويضيف ان ‘التفجيرات كانت وتظل اخبارا سيئة للعراقيين الذين يشعرون بالقلق من الارهاب والطائفية وعدم الاستقرار السياسي’.

ويقول ان التفجيرات في العراق هي اخبار سيئة لسورية ايضا، ليس لان الجماعة التي تقف وراءها، الدولة الاسلامية في العراق والشام، يتوسع تاثيرها هناك حيث تقوم بفرض تجربة تسبب الاذى للسكان، بل كلما قويت شوكة القاعدة في العراق كلما خاف القادة العراقيون من نتائج الحرب في سورية.

ويخشى العراقيون من قيام داعش بانشاء دولة اسلامية على غرار على كل سورية او اجزاء منها مثلما فعلت طالبان في افغانستان (1996-2001).

ويقول فيشر ان خوف الحكومة العراقية هذا يدفعها لتقديم الدعم للرئيس السوري الاسد والذي ترى فيه حكومة بغداد اهون الشرين. والدعم الذي يقدمه العراق ومعه ايران ربما كان عاملا في تحديد مسار الحرب الاهلية السورية.

ليس حبا في الاسد

القادة العراقيون يدعمون النظام السوري ليس حبا في الاسد ولكن لحسابات اقليمية ومحلية. فبحسب ما كتب ديكستر فيلكين في ‘نيويوركر’ حول السياسة الاقليمية الايرانية، فقد اختار المالكي دعم الاسد لخشيته مما سيحدث بعد انهيار الاسد.

وفي الوقت الذي لا يشارك فيه العراق مباشرة في سورية الا ان بغداد تسمح بمرور الرحلات الجوية اليومية عبر اجوائها، محملة بالرجال والعتاد والمساعدات للنظام حيث تلعب ايران اليوم دورا محوريا في دعم الاسد.

ويقول فيلكين ان المالكي يسمح لايران بدعم الاسد لانه يخشى من المتشددين السنة الذين يهددون العراق ويقاتلون الاسد ايضا. وحتى الان قاوم المالكي الضغوط كي يسمح بوصول المساعدات برا لسورية لكنه لم يقم باعتراض الطائرات الايرانية وهي في طريقها لسورية، لان منظور دولة اسلامية راديكالية في سورية هو ما دفعه للانخراط في الحرب الاهلية السورية.

ورقة ضغط

وينظر الى الانشقاقات على انها محاولة من الجماعات هذه للضغط على الائتلاف الوطني الذي قال انه سيشارك في مؤتمر جنيف-2 الذي اعلن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عن موعد تقريبي لانعقاده في تشرين الثاني (نوفمبر) حيث يرفض المقاتلون الذين يقولون انهم خسروا الكثير بدرجة لا يقبلون الا موت الاسد كشرط لمشاركتهم.

وهم بهذه المثابة سيعطلون اي تنازل من معارضة الخارج، وعدد هؤلاء في تزايد. وبحسب تقرير نشرته مجلة ‘التايم’ الامريكية فلكل مقاتل سقط في القتال مع قوات الاسد هناك عائلة ترفض ان تذهب تضحياته سدى ‘لعن الله جنيف ولعن من يريدون التفاوض’، تقول نصرة الحمد زوجة احد المقاتلين ‘فبعد كل هذا الدم وكل الذين احترقت قلوبهم فلن تكون هناك مصالحة هنا، لقد قدمنا ارواحنا لتحرير سورية وليس من اجل بقاء الاسد’.

ماذا تضمن قرار مجلس الأمن بشأن “الكيماوي” السوري؟

نيقوسيا – ا ف ب

في ما يأتي ابرز النقاط الواردة في القرار المتعلق بالاسلحة الكيماوية السورية، الذي تبناه مجلس الامن الدولي أمس:

– يقرر المجلس أن استخدام الأسلحة الكيماوية أينما كان يشكل تهديداً للسلام والأمن الدوليين.

– يدين بأشد العبارات أي استخدام للأسلحة الكيماوية في الجمهورية العربية السورية، ولا سيما الهجوم الذي وقع في 21 آب/اغسطس 2013 في انتهاكٍ للقانون الدولي.

خطة تفكيك “الكيماوي”

– يؤيد المجلس قرار المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية، الذي يتضمن إجراءات خاصة للتعجيل بتفكيك برنامج الجمهورية العربية السورية للأسلحة الكيماوية، وإخضاعه لتحقق صارم، ويدعو إلى تنفيذه تنفيذاً كاملاً في أسرع وقت وبأسلم وجه.

– يقرر أن تمتثل الجمهورية العربية السورية لجميع جوانب قرار المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية، وان تتعاون تعاوناً كاملاً مع منظمة حظر الأسلحة الكيماوية والأمم المتحدة، خصوصاً “بتوفير سبل الوصول الفورية وغير المقيدة” للافراد المكلفين القيام بعمليات التفتيش وتفكيك الاسلحة الكيماوية.

– يطلب المجلس “من جميع الاطراف في سورية” بما فيها المعارضة المسلحة “التعاون التام في هذا الصدد”.

– تستطيع دول اعضاء المساهمة في تفكيك الترسانة السورية من خلال تقديم الدعم “بما في ذلك الدعم بالموظفين والخبرة التقنية والمعلومات والمعدات والموارد المالية وغير المالية والمساعدة، بالتنسيق مع المدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمين العام، من أجل تمكين منظمة حظر الأسلحة الكيماوية والأمم المتحدة من تنفيذ عملية تفكيك برنامج الجمهورية العربية السورية للأسلحة الكيماوية.

التحقق

– سيتححق “بصورة دورية” من احترام دمشق التزاماتها لتفكيك الاسلحة الكيماوية. وسيقدم الامين العام للامم المتحدة والمدير العام لمنظمة حظر الاسلحة الكيميائية تقريراً الى المجلس “في غضون 30 يوماً، ثم كل شهر بعد ذلك.

– يقرر أنه على الدول الأعضاء إبلاغ مجلس الأمن فورا بأي انتهاك للقرار 1540 (2004)، بما في ذلك حيازة جهات فاعلة من غير الدول للأسلحة الكيماوية، ووسائل إيصالها والمواد ذات الصلة بها، من أجل اتخاذ التدابير اللازمة في ذلك الصدد.

– يعرب المجلس عن شديد سخطه لاستخدام الأسلحة الكيماوية في ريف دمشق، ويدين قتل المدنيين الناجم عن ذلك، وإذ يؤكد أن استخدام هذه الأسلحة يشكل انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي، يشدد على أن المسؤولين عن أي استخدام للأسلحة الكيماوية يجب أن يخضعوا للمساءلة.

الحد من الانتشار

– يؤكد المجلس من جديد أن على جميع الدول أن تمتنع عن تقديم أي شكل من أشكال الدعم للجهات الفاعلة من غير الدول التي تحاول استحداث أسلحة نووية أو كيماوية أو بيولوجية ووسائل إيصالها، أو احتياز هذه الأسلحة والوسائل أو صنعها أو امتلاكها أو نقلها أو تحويلها أو استعمالها، ويدعو جميع الدول الأعضاء، ولا سيما الدول الأعضاء المجاورة للجمهورية العربية السورية، إلى إبلاغ مجلس الأمن على الفور بأي انتهاكات لهذه الفقرة.

مؤتمر جنيف

– يؤيد مجلس الامن تأييداً تاماً بيان جنيف المؤرخ 30 حزيران 2012، الذي يحدد عددا من الخطوات الرئيسية بدءا بإنشاء هيئة حكم انتقالية تمارس كامل الصلاحيات التنفيذية، ويمكن أن تضم أعضاء من الحكومة الحالية والمعارضة”.

– يدعو إلى القيام، في أبكر وقت ممكن، بعقد مؤتمر دولي بشأن سورية من أجل تنفيذ بيان جنيف، ويهيب بجميع الأطراف السورية إلى المشاركة بجدية وعلى نحو بناء في مؤتمر جنيف بشأن سورية، ويشدد على ضرورة أن تمثل هذه الأطراف شعب سورية تمثيلاً كاملاً وأن تلتزم بتنفيذ بيان جنيف وبتحقيق الاستقرار والمصالحة.

باريس تصر على توسيع المشاركة في «جنيف 2» وتريد دورا خليجيا وعربيا

لافروف يلمح إلى موافقة الأسد على التفاوض مع المعارضة المسلحة «المعتدلة»

باريس: ميشال أبو نجم موسكو – لندن: «الشرق الأوسط»

كشفت مصادر فرنسية مطلعة عن رغبة الدبلوماسية الفرنسية في توسيع الحلقة المشاركة في مؤتمر «جنيف 2» للسلام بشأن سوريا، المزمع عقده أواسط نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. وأوضحت أن باريس تريد دورا خليجيا – عربيا في المؤتمر، بالإضافة إلى إشراك مجموعة الـ11 الضيقة من «أصدقاء الشعب السوري» وأيضا الصيغة الموسعة لهذه المجموعة. وجاء ذلك بينما دعا وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إلى إشراك المعارضة السورية المسلحة «المعتدلة» في المؤتمر، في إشارة إلى أن نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، ربما يوافق على الجلوس مع تلك الجماعات المسلحة إلى طاولة واحدة.

وتعتبر فرنسا أن الفترة الفاصلة عن الموعد «المبدئي» لالتئام «جنيف 2» يجب أن تخصص لـ«التحضير الجيد» للمؤتمر ومحاولة حلحلة العقد التي حالت الآن دون الدعوة إليه، خصوصا أن الموعد «الأول» الذي اتفق الأميركيون والروس عليه كان نهاية مايو (أيار) الماضي.

ويسود الرأي، فرنسيا، أن المحفل الأهم للتوافق على ما سيكون عليه «جنيف 2»، يتمثل فيما يسمى «مجموعة الخمس» (أي الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن) زائد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وهي المجموعة التي التأمت في نيويورك على هامش أعمال الجمعية العامة الأسبوع الماضي. وبحسب تصريحات وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، فإن الاجتماع الذي كان مقررا في البدء ثلاثيا، أي بحضور وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي لافروف، وبان كي مون، تحول إلى خماسي بناء على طلب فرنسي صريح، وهو ما قبله الطرفان الروسي والأميركي. وذكرت مصادر فرنسية مطلقة لـ«الشرق الأوسط»، أن باريس تشدد كذلك على الحاجة إلى الحوار مع الأطراف الأخرى المعنية، وعلى رأسها البلدان الخليجية والعربية ومجموعة الـ11 الضيقة من «أصدقاء الشعب السوري» وأيضا الصيغة الموسعة لهذه المجموعة.

ويرى المراقبون السياسيون في العاصمة الفرنسية، أن باريس تريد، «ونجحت في ذلك إلى حد ما»، العودة إلى دائرة التأثير في المسألة السورية بعدما تبين أن التوافقات «طبخت» بين كيري ولافروف مثلما حصل في اتفاقهما في 14 سبتمبر (أيلول) الماضي بعد إطلاق المبادرة الدبلوماسية الروسية حول التخلص من الكيماوي السوري.

وتعتبر باريس أن «العقبات» التي كانت قائمة بوجه «جنيف 2» ما زالت مكانها. لكن ثمة عوامل «مساعدة»، من شأنها تسهيل السير بهذا المؤتمر. ومن جملة هذه العوامل: «الجو» الجديد الناتج عن التوصل لقرار في مجلس الأمن حول الكيماوي السوري، والتعويل على التحول في موقف إيران الراغبة في تطبيع علاقاتها الدولية، فضلا عن الموقف الروسي «الجديد»، والقناعة التي توصل إليها الطرفان «النظام والمعارضة» من استحالة الحسم العسكري لهذا الطرف أو ذاك.

وفي غضون ذلك، دعا لافروف إلى إشراك المعارضة السورية المسلحة «المعتدلة» في مؤتمر «جنيف 2»، واعتبر أن لا مشكلة في حضور نظام الأسد في المؤتمر، لكنه شكك في حضور المعارضة السورية.

وقال لافروف في مؤتمر صحافي مع الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلي، في موسكو أمس، إنه «من الممكن أن يتضمن تمثيل المعارضة (في جنيف 2) مسلحين ليست لديهم نظرات متطرفة»، في تلميح ضمني إلى موافقة النظام السوري على الحوار مع مجموعات مسلحة محددة من غير تنظيم القاعدة.

وقال الوزير الروسي إن بلاده تعول على عقد المؤتمر لحل الأزمة في سوريا بمشاركة جميع أطياف المجتمع السوري، وإنها تتابع موضوع دعوة المعارضة لحضور المؤتمر. وأضاف أن المسألة الأساسية الآن هي «عدم هدر الوقت ودعوة المعارضة المعتدلة والعقلانية».

وصرح لافروف بأنه يجب الإعداد للمؤتمر، «لأن المتشددين والجهاديين يعززون مواقعهم في سوريا»، وأضاف: «المهمة هي ألا نفقد المزيد من الوقت، وأن نجلب إلى مائدة التفاوض مع الحكومة جماعات المعارضة… التي لا تفكر في إقامة خلافة بسوريا أو الوصول إلى السلطة واستخدامها وفق رغبتها، بل التي تفكر في مستقبل بلادها».

وشكك لافروف في إمكانية حضور المعارضة إلى المؤتمر، وقال: «حتى وقت قريب، كنا نأمل أن شركاءنا الغربيين الذين أخذوا على عاتقهم مهمة إحضار المعارضة إلى المؤتمر سيتمكنون من فعل ذلك بسرعة، لكنهم لم يتمكنوا من القيام بذلك بسرعة، ولا أعرف ما إذا كانوا سيستطيعون فعل ذلك بحلول منتصف نوفمبر».

وجاء تشكك روسيا، أهم حليف لدمشق، بعد أن قال الأخضر الإبراهيمي، المبعوث الدولي لسوريا، إن التاريخ المستهدف لعقد المؤتمر (منتصف نوفمبر) ليس «مؤكدا بنسبة 100%»، وأشار إلى انقسام قوات المعارضة.

معارضون يتهمون الجربا بالتخلي عن شرط تنحي الأسد.. والزعبي يؤكد بقاءه

خبير: النظام مطمئن لحصر المجتمع الدولي تعامله بملف «الكيماوي»

بيروت: «الشرق الأوسط»

جدد وزير الإعلام السوري عمران الزعبي أمس الإشارة إلى أن الرئيس السوري بشار الأسد باق في السلطة حتى نهاية ولايته منتصف العام المقبل، بالتزامن مع اجتماعات مكثفة يعقدها «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» تبحث مسألة مشاركته بمؤتمر «جنيف 2»، المزمع عقده منتصف الشهر المقبل.

وأشار الزعبي خلال ندوة إعلامية بأحد فنادق دمشق، إلى أن «سوريا باقية، الدولة والوطن والشعب والرئيس. وهذا خيار السوريين»، مؤكدا أن «كل الشعب السوري الشريف والمناضل والقوي والوطني في قواتنا المسلحة ومدنيينا وكل الناس، يطالبون بأن يكون الرئيس بشار الأسد رئيسا لهذه الدولة، شاء من شاء وأبى من أبى من المعارضة، ومن الأميركيين ومن الخونة ومن العملاء».

وقال الزعبي إنه من «حق رئيس الجمهورية أن يتخذ القرار الذي يريد في هذا الوقت»، ردا على سؤال حول إمكانية ترشحه بعد انتهاء ولايته، معربا عن اعتقاده أن معارضي النظام السوري «لا يملكون الجرأة للذهاب إلى صناديق الاقتراع، ولو ملكوا هذه الجرأة لما وصلنا إلى هنا».

وتأتي تصريحات الزعبي بعد أيام على إعلان وزير الخارجية السوري وليد المعلم من نيويورك أن تخلي الأسد عن السلطة «غير وارد إطلاقا»، وتأكيد الأسد نفسه أن تنحيه يعد بمثابة «خيانة وطنية».

ويقول أستاذ العلاقات الدولية والخبير في الشأن السوري سامي نادر لـ«الشرق الأوسط» إن «تصريحات رموز النظام السوري حول عدم تنحي الأسد تعود إلى عدم تبدل موازين القوى في الداخل لصالح المعارضة لأنها لم تتلق الدعم بالسلاح والذخائر التي وعدت الدول الصديقة بتقديمه»، مؤكدا أن «الثبات في ميزان القوى الميداني يتزامن مع حصر المجتمع الدولي تعامله في الملف السوري بموضوع السلاح الكيماوي».

ويشير نادر إلى أن «هذه الأجواء أشعرت الأسد بالارتياح ودفعته للاعتقاد أنه انتصر وأن عقارب الساعة عادت إلى الوراء»، متوقعا أن «تأخذ مرحلة جنيف 2 وقتا طويلا للتوافق على أجندة محددة، وبعد هذه الفترة الزمنية ستكون ولاية الأسد قد انتهت بشكل تلقائي».

ورأى أنه في «حال عدم تضمين اتفاقية جنيف 2 بندا يتعلق بتنحي الأسد، فالسؤال كيف سيتصرف الأخير بعدها، بمعنى هل سيمدد لنفسه أم سينظم انتخابات»، مرجحا «الدخول عندها في إشكاليات جديدة».

وتثير مواقف أركان النظام السوري غضب المعارضة السورية، التي أعربت في بيان صادر عن الائتلاف أمس ردا على تصريحات المعلم أن «هذا الكلام لن يخدع العالم ويجب اتخاذ خطوات تضمن أن النظام جدي في التزامه بحضور مؤتمر جنيف». واعتبر الائتلاف أنه «إذا كان النظام صادقا في نواياه بالذهاب إلى مؤتمر سلام، فعليه أن يتعاون مع المجتمع الدولي وينهي الحصار على المدن والقرى في سوريا كالغوطة وحمص ودير الزور ويسمح للعاملين في المجال الإنساني بالوصول إلى ملايين الناس ممن في حاجة ماسة للمساعدة».

وفي حين كان لافتا عدم إتيان بيان «الائتلاف» على ذكر المشاركة في مؤتمر «جنيف 2» ومسألة تنحي الأسد، شن عضو «الائتلاف» سمير نشار هجوما على رئيس الائتلاف أحمد الجربا وفريقه والقوى المتعاونة معه، متهما إياهم «بالتسويق لفكرة الذهاب إلى مؤتمر جنيف 2 من دون الحصول على ضمانات حول تنحي الأسد».

ولم يستبعد نشار لـ«الشرق الأوسط» أن يؤدي «الانقسام داخل الائتلاف حول مؤتمر جنيف 2 إلى انفراط عقده»، مشيرا إلى «نقاشات حادة تحصل حاليا بين مكونات الائتلاف على ضوء تصريحات رئيس الائتلاف الذي أبدى موافقته على المشاركة في المؤتمر من دون التطرق إلى المحددات العامة التي وضعتها المعارضة وتنص على ضرورة تنحي الأسد وتعديل موازين القوى العسكرية وانسحاب ميليشيات حزب الله وإيران من سوريا».

وحول تصريحات وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، الذي أشار إلى ضرورة «عدم إضاعة الوقت والإسراع بالجلوس مع سليمي العقل من المعارضين حول طاولة المفاوضات مع الحكومة»، رأى نشار أن «لافروف يقصد معارضة الداخل مثل هيئة التنسيق وتيار بناء الدولة التي تعمل تحت سقف النظام السوري وليس المقصود الائتلاف المعارض».

ورجح نشار تبدل الموقف الأميركي، لناحية «عدم التمسك بتنحي الأسد، بعد تهديدهم بالضربة العسكرية وتقديم النظام تنازلات كبيرة تتعلق بالكيماوي»، مؤكدا أن «المعارضة حريصة على مصالح الشعب السوري وتعوّل بالدرجة الأولى على تضحياته».

سوريا تستقبل خبراء «الحظر الكيماوي» بالقصف والاشتباكات

المرصد السوري: 115 ألفا عدد ضحايا النزاع منذ مارس 2011

بيروت: «الشرق الأوسط»

أعلنت لجان التنسيق المحلية في سوريا، مقتل أكثر من 40 عنصرا في القوات الحكومية السورية، خلال اشتباكات مع الجيش السوري الحر الذي نفذ هجوما على منطقة برزة في العاصمة السورية، بموازاة اشتباكات عنيفة في أحياء القدم، والقابون وجوبر. وبينما امتدت المعارك العنيفة إلى محافظتي درعا ودير الزور، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل أكثر من 115 ألف شخص منذ بدء النزاع في سوريا.

وتزامن التصعيد مع وصول فريق منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، المؤلف من 20 خبيرا، إلى سوريا برا عبر لبنان بعدما وصلوا إلى مطار رفيق الحريري الدولي، للبدء بمهمة تفكيك ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية. وذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية اللبنانية، أنهم توزعوا على 16 سيارة تابعة للأمم المتحدة وبمواكبة أمنية مشددة، وعمل جهاز الأمن العام اللبناني على اتخاذ الإجراءات الإدارية السريعة لتسهيل عبورهم، مشيرة إلى أنهم وصلوا على متن طائرة خاصة من لاهاي التي تتخذها منظمة حظر الأسلحة مقرا لها.

وأفاد ناشطون سوريون أمس باشتعال جبهات القتال في أحياء برزة والقابون وجوبر داخل العاصمة السورية أمس، مما أسفر عن مقتل 40 جنديا من القوات الحكومية. وذكرت لجان التنسيق أن الجيش السوري الحر سيطر على أسلحة وذخائر في الاشتباكات المستمرة، أول من أمس، بحي برزة. وأشارت إلى وقوع اشتباكات عنيفة في منطقة بورسعيد بحي القدم، بالتزامن مع قصف عنيف بالدبابات استهدف المنطقة.

من جهة اخرى وثق «المرصد السوري لحقوق الإنسان» مقتل أكثر من 115 ألف قتيل منذ بدء نزاع سوريا، بمن فيهم عشرات آلاف الجنود النظاميين ومقاتلي المعارضة والمدنيين. وقال المرصد إن «نحو 47 ألف جندي ومقاتل من الميليشيات الموالية للرئيس بشار الأسد قد قتلوا». وأضاف أن «مقاتلي المعارضة بمن فيهم الذين انشقوا عن الجيش النظامي ويمثلون نحو 23 ألف من القتلى». أما المدنيون فقط، فسقط 41 ألفا منهم، بينهم ستة آلاف طفل وأربعة آلاف امرأة، وفق المرصد الذي أشار إلى أن ثلاثة آلاف شخص من القتلى لم يتم التعرف على هوياتهم.

 خبراء الأمم المتحدة يبدأون تفكيك برنامج الأسلحة الكيميائية السورية

(أ ف ب، رويترز، يو بي أي)

بدأ خبراء من الأمم المتحدة المكلفون عملية التحقق من الأسلحة الكيماوية وازالتها، عملهم أمس عبر اجتماعات مع مسؤولين من النظام السوري. ووصل الخبراء في قافلة من نحو 20 عربة تابعة للأمم المتحدة تقل الخبراء ومعدات وأفراد أمن عبرت الحدود من لبنان بعد ظهر أمس.

ويتوقع ان تستمر حتى منتصف عام 2014 مهمة الامم المتحدة التي توصلت اليها واشنطن وموسكو بعد هجوم 21 آب بأسلحة كيماوية خارج دمشق وهو الهجوم الذي أدى الى تهديدات أميركية بتوجيه ضربات جوية ضد قوات الحكومة السورية.

ويتولى المفتشون مهمة المساعدة والاشراف على تدمير الترسانة الكيميائية لسوريا في ظل النزاع الدامي الجاري فيها.

وقال مسؤول من منظمة حظر الاسلحة الكيميائية ان مفتشي المنظمة مكلفون بمهمة “مساعدة سوريا على الوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاقية” حظر الاسلحة الكيميائية الموقعة في 1993 والتي التزمت سوريا بالانضمام اليها.

ومن المفترض أن تمول سوريا عملية اتلاف الاسلحة حتى وان كانت منظمة حظر الاسلحة الكيميائية دعت المجتمع الدولي الى المساهمة في التمويل. ويقول رئيس النظام بشار الاسد ان عملية التدمير ستتكلف نحو مليار دولار.

وبحسب تقديرات الخبراء، تمتلك سوريا اكثر من ألف طن من الاسلحة الكيميائية، بينها نحو 300 طن من غاز الخردل والسارين، موزعة على نحو 45 موقعاً في مختلف أنحاء البلاد.

وتضم المجموعة الاولى المرسلة من منظمة حظر الاسلحة الكيميائية عشرين مفتشاً باشروا عملهم عبر اجراء محادثات مع السوريين.

ورأى مسؤول المنظمة نفسه انه من الصعب معرفة العدد الدقيق لاجمالي الخبراء الذين سيشاركون في هذه المهمة, وقال: “في الوقت الحاضر ما يمكن قوله هو أنهم عشرات”.

وجميع المفتشين قبلوا طوعاً القيام بهذه المهمة وهم عسكريون سابقون متخصصون في الأسلحة الكيميائية وعلماء ومهندسو كيمياء وخبراء في المجال الطبي.

في المقابل ستكون هناك “مجموعة استشارية” تضم خصوصاً ممثلاً عن دمشق في لاهاي حيث مقر منظمة حظر الاسلحة الكيميائية.

وسيقوم المفتشون في البداية بتفحص المواقع المذكورة في القائمة التي سلمتها دمشق لمنظمة حظر الاسلحة الكيميائية. ومن المفترض انهاء عملية التفتيش قبل نهاية الشهر.

وقال مسؤول المنظمة ان تحاليل ستجرى في المكان حتى و”ان لم يصل مستواها الى المستوى الممكن بلوغه في مختبر”.

والاولوية ستتمثل في التأكد من ان مواقع انتاج الاسلحة لن تكون صالحة للاستخدام قبل نهاية تشرين الاول او مطلع تشرين الثاني.

ولهذه الغاية ستستخدم طرق “سريعة” تبعاً لكل وضع. ومن الخيارات الممكنة “تدمير شيء بمطرقة” و”سحق شيء بدبابة” و”استخدام متفجرات” او “صب اسمنت”.

وهذه الطرق السريعة ليست حكماً متطابقة مع اتفاقية حظر الاسلحة الكيميائية، ومن المفترض استخدام طرق أخر أكثر نظافة وفاعلية في ما بعد لانهاء عملية تدمير مواقع الانتاج واتلاف مخزونات الأسلحة الكيميائية.

ومهمة ازالة الأسلحة الكيميائية السورية شديدة الطموح والخطورة، فهي المرة الاولى في تاريخ منظمة حظر الاسلحة النووية التي تقوم فيها بمهمة من هذا النوع في بلد غارق في حرب اهلية.

وبموجب اتفاقية حظر الاسلحة الكيميائية يتوجب على سوريا ضمان سلامة خبراء المنظمة اثناء مهمتهم.

روسيا

وفي المواقف من الأسلحة الكيميائية هذه، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس إن مفتشي الأمم المتحدة لم يذهبوا خلال زيارتهم الثانية إلى سوريا إلى جميع مواقع الاستخدام المحتمل للسلاح الكيميائي، بما فيها بلدة خان العسل الواقعة بالقرب من حلب.

ونقلت وسائل إعلام روسية عن لافروف قوله في مؤتمر صحافي عقد في ختام مباحثاته مع الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو في موسكو: “إن الفريق لم يذهب إلى ضواحي حلب، حيث وقع حادث استخدام سلاح كيميائي في 19 آذار، بحسب قناعتنا، لأن خبراء روسيا أجروا تحقيقاً فيه”. وأضاف: “لذلك نريد أن نفهم، هل سيكون تقرير الفريق كاملاً أم لا مع أخذ في الاعتبار أن البعثة لم تتمكن من زيارة كافة المواقع المحددة في تفويضها الأصلي”.

وتابع قائلاً: “إن موسكو ستعمل على تحديد المسؤولين عن استخدام السلاح الكيميائي بالقرب من حلب”.

وأوضح لافروف أن “المحققين الأمميين زاروا بضعة مواقع الاستخدام المحتمل للسلاح الكيميائي في ريف دمشق”، مضيفاً أنه “في كل الحالات سننتظر ما سيلعنه فريق المحققين. نعمل أيضاً على الحصول على أكبر قدر ممكن من المعلومات حول من يقف وراء هذه الأعمال المثيرة للاستياء، وسنعمل على تحديد المسؤولين عنها”.

وقال: “إن مجلس الأمن هو من الأماكن الأكثر بديهية، حيث يجب بحث المعلومات حول استخدام السلاح الكيميائي في سوريا مع توظيف كافة الحقائق والأدلة، بما في ذلك ما يدل على ضلوع المعارضة في هذه الهجمات”.

وأشار إلى أن “موسكو تتوفر لديها إثباتات أكثر فأكثر للاعتقاد بأن الهجوم الكيميائي في 21 آب في ريف دمشق كان عملاً استفزازياً”.

وأعلن نائب وزير الخارجية الروسية، ميخائيل بوغدانوف، أمس، أن خبراء من روسيا سيشاركون في عملية إتلاف الأسلحة الكيميائية في سوريا ضمن بعثة منظمة حظر الأسلحة الكيمائية.

ونقلت وسائل إعلام روسية، عن بوغدانوف قوله ستكون مشاركتنا في هذه العملية نشيطة جداً… وبالتأكيد سيكون هناك وجود لخبرائنا.

المعارضة

ووصف معارضان سوريان يزوران باريس، أحدهما مدني والآخر عسكري، الاتفاق بشأن تفكيك الترسانة النووية السورية بأنه “عار على الامم المتحدة”, مستنكرين استعادة الرئيس بشار الاسد “شرعيته” للتعامل مع المجتمع الدولي.

وفي مقابلة مع وكالة “فرانس برس” قال قاسم سعد الدين العقيد السابق الذي انشق عن الجيش السوري النظامي في 2012 واصبح ممثلاً للقيادة العسكرية لـ”الجيش السوري الحر” في داخل البلاد، “إن هذا الاتفاق عار على الامم المتحدة، وفضيحة. المجتمع الدولي ركّز على الاسلحة الكيميائية ونسي ضحايا النزاع المئة الف”.

واستطرد يحيى نعناع رئيس المجلس المحلي في حلب (شمال)، الهيئة التي شكلتها المعارضة في آذار الماضي لتنظيم الشؤون الحياتية في هذه المحافظة الشمالية التي اجتاحتها الحرب “أن بشار الأسد أصبح مجدداً شخصاً محترماً وشرعياً”. وأضاف: “لماذا إذاً كانت كل هذه المجازر للوصول الى هذا الوضع؟ كما لو أن الثورة السورية قامت من أجل قضية الأسلحة الكيميائية، في حين أنها قامت من أجل قيام دولة قانون في سوريا”. وأضاف قاسم سعد الدين: “إن هذا النظام يكذب وسيكسب بعض الوقت. ما نطلبه من فرنسا هو أن تقدم لنا دعماً حقيقياً. إننا نتوجه الى شعب متحضر يعرف قيمة حقوق الانسان ونريد أن نقول له إن لدينا مصالح مشتركة. لأن في النهاية الأسد سيرحل والشعب السوري هو الذي سيبقى”.

وعلى سؤال حول وضع المعارضة المسلحة على الارض أكد أن الجيش الحر ما زال “يسيطر عموماً على الوضع”، لكن “كلما طال الوضع وكلما انتظرنا أسلحة لا تصل كلما أصبح ذلك خارج عن السيطرة”.

وفيما يزداد ضعف المعارضة السياسية السورية في المنفى (الائتلاف الوطني السوري) ميدانياً، تتشرذم المعارضة المسلحة أكثر فأكثر ويحقق المتطرفون مكاسب على الأرض. فقد أعلن 13 فصيلاً مسلحاً معارضاً الاسبوع الماضي انهم لم يعودوا يعترفون بالائتلاف الوطني السوري الذي يرتبط به الجيش السوري الحر.

وقال العقيد السوري السابق “ان ما يجري في هذا الوقت هو نتيجة خيبات امل تسبب بها المجمتع الدولي ونقص دعمه. وان استقلت هذه المجموعات فذلك على الارجح لانها وجدت مصدر تمويل افضل”.

وتطالب المعارضة المسلحة منذ أشهر بأسلحة ثقيلة لمقاتلة القوات النظامية. وأضاف سعد الدين: “ليس لدينا سوى اسلحة خفيفة وكل تصريحات (الدعم) التي صدرت ليست سوى حبر على ورق”.

المعارضة السورية تصف الوضع في معضمية الشام بالكارثة الإنسانية

بيروت – حذّر الائتلاف الوطني السوري المعارض اليوم في بيان من “كارثة انسانية تشهدها ضاحية معضمية الشام التي تقع جنوب غرب العاصمة السورية”، متّهماً النظام السوري بـ”القيام حملة تجويع وتهجير ممنهجة في هذه المنطقة”.

وتحت عنوان “معضمية الشام تشهد كارثة انسانية” أصدر الائتلاف بياناً، أشار إلى أنّ “الحصار المفروض على معضمية الشام في الغوطة الغربية تخطى يومه الـ 280، وفاق عدد الشهداء الـ 700 شهيد، وتعطلت جميع المستشفيات، ويحظى كل 2400 شخص برعاية طبيب واحد فقط، والمدارس الـ 22 تعطلت بشكل تام، ولحق الدمار بالمساجد الثمانية في المدينة”.

وتابع: “إنّ الموادّ الغذائية انعدمت بشكل كامل في المدينة، ولحق الموت جوعاً بـ4 أطفال و3 نساء، كما أن المياه الصالحة للشرب لم تعد كذلك بسبب قصف الآبار الارتوازية وخزانات المياه الرئيسية”.

ودعا الائتلاف “المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته تجاه المناطق المحاصرة في سوريا بفتح ممرات إنسانية آمنة والضغط باتجاه فك الحصار عن هذه المناطق”، كما دعا “منظمات الإغاثة الدولية لدخول المعضمية وإيصال الحاجات الإنسانية الضرورية إلى ساكنيها، واجلاء مئات الجياع ممن هم مهددون بالموت بسبب انعدام الغذاء”.

قتلى للنظام في درعا وتقدم للثوار بحماة

                                            لقي نحو ثلاثين من الجيش النظامي مصرعهم جراء استهداف مسلحي المعارضة لحاجز العنفة في درعا، بينما تدور اشتباكات عنيفة بين قوات المعارضة والنظام في إطار معركة “قادمون” لفك الحصار عن حمص. في حين وثقت الشبكة السورية لحقوق الانسان مقتل 14 شخصا بمحافظات مختلفة، معظمهم في حلب، بينهم اثنان قضيا تحت التعذيب بالإضافة لمصرع أربعة من عناصر الجيش الحر.

فقد أفاد ناشطون سوريون أن نحو ثلاثين من الجيش النظامي قتلوا جراء استهداف مسلحي المعارضة لحاجز العنفة في درعا.

كما أفادت لجان التنسيق المحلية بأن مسلحي المعارضة استهدفوا مواقع وآليات للجيش النظامي بمناطق متفرقة من درعا، ودارت اشتباكات بين الجيشين في بلدة البكار التي قتل فيها عدد من الجنود النظاميين.

وقال ناشطون إن الاشتباكات لا تزال دائرة بين مسلحي المعارضة وقوات النظام في إطار معركة “قادمون” لفك الحصار عن حمص.

وفي حماة، أفاد الناشطون بأن مسلحي المعارضة أحرزوا تقدما في ريف المدينة الشرقي، واستولوا على مواقع وآليات للنظام بعد أن قصفوا تجمعات الجيش بصواريخ غراد.

وفي إطار المعركة ذاتها، هاجم مسلحو المعارضة رتلا عسكريا للجيش السوري قالوا إنه كان متوجها إلى بلدة خناصر في ريف حلب. بينما تتواصل الاشتباكات على الحواجز الواصلة بين حماة وريفها.

وفي اتصال مع الجزيرة، قال الناطق باسم قيادة جبهة حمص، صهيب العلي، إن العديد من فصائل المعارضة تشارك في معركة “قادمون” من ضمنها ألوية الفاتح والفاروق الإسلامي والفاروق السوري وقوات المغاوير.

قصف واشتباكات

وفي دير الزور، أشار مراسل الجزيرة إلى أن الجيش النظامي قصف صباحا أحياء الرشدية والجبيلة والحويقة بالمدينة، مما أسفر عن جرحى وأضرار مادية.

 في هذه الأثناء، دارات اشتباكات بين مسلحي المعارضة والجيش النظامي في حي الرشدية طوال ساعات الصباح الأولى، كما سُمع دوي انفجارات بكل من حيي الجورة والقصور اللذين يشكلان المربع الأمني لقوات النظام بدير الزور.

وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن قوات النظام جددت قصف مدينتي إنخل وطافس بريف درعا بالمدفعية الثقيلة.

ووفق الهيئة العامة للثورة السورية، فقد شهدت منطقة الحولة في ريف حمص اشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام عند حاجز مؤسسة المياه وحاجز السمعليل.

وقالت أيضا إن منطقة المليحة في ريف دمشق شهدت اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام بمحيط الفوج 81 وإدارة الدفاع الجوي, أسفرت عن مقتل عدد من قوات النظام وعنصرين من الجيش الحر.

ووفقا للهيئة العامة للثورة، فإن قوات النظام قتلت اليوم ثمانية مواطنين في حلب، واثنين في دير الزور، وواحدا في كل من ريف دمشق ودير الزور ودرعا وحمص.

وكان مراسل الجزيرة قد أفاد أمس بأن مقاتلي المعارضة أوقعوا أمس نحو 45 جنديا نظاميا بين قتيل وجريح أثناء صدهم محاولة اقتحام حي برزة شمال دمشق.

كارثة بالمعضمية

وفي تطور آخر، حذر الائتلاف الوطني السوري المعارض أمس من كارثة بمعضمية الشام بريف دمشق في ظل الحصار الخانق والحملات العسكرية التي تشنها قوات النظام هناك.

واتهم الائتلاف -في بيان- النظام الحاكم بالقيام بحملة تجويع وتهجير ممنهجة ضد السكان من خلال قطع سبل التموين عن البلدة, وتدمير عدد كبير من الأبنية فيها.

وأشار البيان إلى وفاة أربعة أطفال وثلاث سيدات جوعا في ظل الحصار المستمر منذ 280 يوما, كما تحدث عن مقتل سبعمائة من أبناء البلدة بنيران قوات النظام, وتدمير المستشفيات والمساجد.

وصول خبراء الكيميائي ودمشق تتعهد بتسهيل مهمتهم

                                            وصل خبراء دوليون في نزع الأسلحة أمس إلى دمشق لبدء مهمة التخلص من الأسلحة الكيميائية السورية، وقد استبق أركان النظام السوري وصول فريق الخبراء بتعهدات بالعمل على تسهيل مهمتهم. يأتي ذلك بعد يوم من مغادرة مفتشين دوليين كانوا يحققون في هجمات كيميائية محتملة بسوريا.

وعبر الفريق المؤلف من عشرين خبيرا تابعين لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية في قافلة من نحو عشرين عربة نقطة المصنع الحدودية في شرق لبنان، ووصلوا بعد ظهر أمس الثلاثاء إلى دمشق لبدء تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي المتعلق بتدمير الترسانة السورية من الأسلحة الكيميائية.

وقال رئيس مركز الحد من الأسلحة ومنع انتشارها الجنرال روبرت كارد إن المفتشين الذين وصلوا إلى سوريا لن يحتاجوا إلا لشهرين لتعطيل قدرة النظام السوري على تصنيع أسلحة كيميائية.

فرق أخرى

ومن المقرر أن يبدأ الخبراء بالتحقق من الترسانة الكيميائية السورية -التي تقول تقارير استخبارية غربية إنها تبلغ ألف طن- تمهيدا لتدميرها، وذلك تطبيقا لقرار مجلس الأمن الدولي الصادر السبت الماضي.

وكان متحدث باسم المنظمة -التي تتخذ من لاهاي مقرا لها- قال الاثنين إنه تقرر أن تتبع هذا الفريق فرقٌ أخرى في الأسابيع المقبلة، وأضاف أن نحو مائة خبير من المنظمة سيدخلون سوريا تباعا.

وقدمت السلطات السورية يوم 19 سبتمبر/أيلول الماضي لائحة بمواقع الإنتاج والتخزين لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية. ومن المقرر أن يزور الخبراء هذه المواقع خلال الأيام الثلاثين المقبلة في إطار اتفاق روسي أميركي يدعو للتخلص من الترسانة السورية بحلول منتصف العام المقبل.

وفي وقت سابق الاثنين غادر فريق من مفتشي الأمم المتحدة برا إلى لبنان في ختام مهمة تفتيش هي الثانية في غضون أسابيع.

وحقق الفريق في ست هجمات كيميائية محتملة، بينها ثلاث يقول النظام السوري إنها وقعت في أحياء بدمشق عقب الهجوم الكيميائي الذي وقع يوم 21 أغسطس/آب الماضي في غوطة دمشق وأسفر عن وفاة أكثر من 1400 شخص، وفق حصيلة للمعارضة السورية أكدتها واشنطن.

وأعلن الفريق -الذي سبق أن أعد تقريرا أوليا اعتبرت دول غربية أنه يؤكد ضلوع النظام السوري في الهجوم الكيميائي- أنه سيخرج بتقرير شامل بحلول نهاية أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

تعهد سوري

وتعهدت دمشق بالامتثال لقرار مجلس الأمن بشأن مخزونها الكيميائي، وهو التعهد الذي كرره الرئيس السوري بشار الأسد مرارا في مقابلات صحفية.

وجدد وزير الخارجية السوري وليد المعلم في الجمعية العامة للأمم المتحدة التزام بلاده بوضع السلاح الكيميائي تحت المراقبة الدولية، والانضمام إلى الاتفاقية الدولية للحد من انتشارها.

من جهتها أعلنت بثينة شعبان مستشارة الرئيس السوري للشؤون السياسية والإعلامية أمس الثلاثاء أن بلادها تبذل ما بوسعها لتسهيل عمل بعثة مفتشي الأسلحة الكيميائية الدوليين في سوريا.

وقالت شعبان لقناة (روسيا اليوم) إن دمشق تبذل الجهود القصوى لتسهل للبعثة إجراء تحقيق موضوعي وشفاف. وأضافت أن هناك “موجة إعلامية لتشويه صورة دمشق، بدأت حتى قبل وصول مفتشي الكيميائي الدوليين إلى الأراضي السورية”.

ورأت أن هناك جهات بدأت تتحدث عن تجاوزات بهذا الشأن وتتهم الحكومة السورية بأشياء لا أساس لها من الصحة.

وقالت “نتمنى أن تقوم اللجنة بدورها بشكل شفاف وأن تتمكن من التوصل للحقائق من دون أي ضغوط عليها، وأن يتبنى المجتمع الدولي الحقائق التي تتوصّل إليها اللجنة على الأرض من دون أي تشويه وترويج إعلامي معاكس”.

وأضافت شعبان أنه ليس من المفيد الحديث عن برنامج زيارة المفتشين لسوريا، وذلك حرصا على سلامتهم.

مواقف روسية

في هذه الأثناء أكد ميخائيل باغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي أن خبراء من بلاده سيشاركون في عملية تدمير الترسانة السورية، وذلك مع تأكيد وزير الخارجية سيرغي لافروف استعداد بلاده للمساهمة بالمال والأفراد في عملية تدمير تلك الأسلحة.

بدوره أكد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين أن نزع الأسلحة الكيميائية السورية سيمهد الطريق أمام التعامل مع مشكلة أصعب تتثمل في الوصول إلى منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل.

أضاف في مقابلة مع قناة (روسيا اليوم)، أن نزع الكيميائي السوري سيعطي زخما سياسيا يساعدنا على التحرك من الاتفاق بشأن الأسلحة الكيميائية في سوريا نحو الاتفاق على تسوية سياسية للأزمة السورية وعقد مؤتمر جنيف 2.

كما دعا الغرب إلى منع “استفزازات” محتملة من المعارضة السورية عبر هجمات بغازات سامة لإفساد العملية. كما أبدى الاتحاد الأوروبي استعداده للمساهمة ماليا وفنيا في عملية تدمير المخزون الكيميائي السوري.

“داعش” تهاجم مواقع للجيش الحر في إعزاز بحلب

اشتباكات عنيفة في محيط الفوج 81 في الغوطة الشرقية

العربية نت

أفاد اتحاد تنسيقيات الثورة بأن تنظيم دولة العراق والشام “داعش” شن هجوماً على نقاط للجيش الحر خارج مدينة إعزاز في اتجاه معبر السلامة في حلب.

وأفادت الهيئة العامة للثورة السورية بأن قوات النظام قصفت بالهاون والرشاشات الثقيلة حي الوعر في حمص.

بينما تدور اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام على معظم الحواجز بين حماة وخان شيخون بحسب شبكة “شام” الإخبارية .

وفي ريف القنيطرة جنوب سوريا، تعرضت بلدة خان ارنبة لقصف عنيف بالمدفعية الثقيلة من قبل قوات النظام .

أما مخيم اليرموك في دمشق فتعرض لقصف عنيف بالصواريخ وقذائف الهاون، دمر عدداً كبيراً من المنازل.

كما تدور اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام في محيط الفوج واحد وثمانين في الغوطة الشرقية بريف دمشق.

ولم تسلم درعا من القصف العنيف الذي استهدف أحياء طريق السد ومخيم درعا وأحياء درعا البلد

المعارضة: الأسد يشن حملة تدمير وتجويع ممنهجة بالمعضمية

قوات النظام السوري تصعد من عملياتها في دمشق وريفها.. واشتباكات بحماه

دبي – صالح القاضي

ندد الائتلاف الوطني السوري المعارض بالحملة العسكرية العنيفة التي ينفذها النظام على مدينة المعضمية في ريف دمشق واصفاً إياها بحملة تدمير وتجويع وتهجير ممنهجة.

وقد صعدت قوات النظام عملياتها في دمشق وريفها، وعلى محور آخر أفاد مركز حماه الإعلامي بوقوع اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام في حي “طريق حلب” بحماه.

فآلة الحرب في سوريا ما زالت تصب جام غضبها وتقتل المدنيين وتدمر المدن والبلدات، حيث شنت قوات النظام قصفاً عنيفاً براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة على مدن وأحياء الغوطة الشرقية في ريف دمشق، بينما استهدف الجيش الحر بمدفع محلي الصنع تجمعات قوات النظام في بلدة الزمانية.

وفي مدينة معضمية الشام جرت اشتباكات عنيفة على الجبهة الشمالية بين الجيش الحر وقوات النظام التي تحاول اقتحام المنطقة، في وقت قال الائتلاف الوطني السوري إن النظام يقوم بحملة تجويع وتهجير ممنهجة بحق مدينة المعضمية ويكثف أعمال تدمير وهدم البنى السكنية وتهجير السكان.

وقال الائتلاف إن الحصار المفروض على المدينة تجاوز الـ280 يوماً، إضافة إلى أن عدد القتلى فيها تجاوز 700 شخص، وسط تعطل جميع المستشفيات، كما انعدمت المواد الغذائية بشكل كامل في المدينة.

وتجددت الاشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام في محيط مبنى بلدية مخيم اليرموك على شارع فلسطين، وفي حي القابون استهدف الجيش الحر متاريس لقناصة النظام على أطراف الحي.

وفي درعا تمكن الجيش الحر من السيطرة على بلدة الجبيلية بالكامل بريف درعا الغربي بعد سيطرته على تجمعات قوات النظام، وتمكن الجيش الحر من تدمير دبابة واغتنام أخرى وقتل العديد من جنود النظام أثناء التصدي لمحاولة قوات النظام إعادة السيطرة على حاجزي مساكن جلين والعفنة ومنطقة تل السمن.

أما في حلب فقد استهدف الجيش الحر بالمدافع المحلية تجمعات قوات النظام في حي الخالدية ودارت اشتباكات في الأشرفية، وتصدى الجيش الحر لمحاولة قوات النظام اقتحام حي الشيخ سعيد، كما استهدف الجيش الحر بالمدافع والصواريخ محلية الصنع قوات النظام المتمركزة في مطار كويرس العسكري.

كما قامت قوات النظام بقصف مدفعي عنيف على قرى مسعود وابن حنايا ومسعدة وأبو حبيلات، فيما جرت اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وأحد أرتال قوات النظام بريف حماة الشرقي كان يحاول الوصول لطريق خناصر بريف حلب الجنوبي.

الرئيس يقتل والسورية الأولى تقوم بواجب العزاء

مجموعة جديدة من صور التعزية في صفحة “رئاسة الجمهورية العربية السورية”

العربية نت

من يتجول في صفحة “رئاسة الجمهورية العربية السورية” في موقع “فيسبوك” التواصلي، قد يشعر بأنه يزور موقعا خاصا بشركة لدفن الموتى، فأمس الاثنين نشر القيّمون عليها صورا اطلعت عليها “العربية.نت” لزوجة الرئيس الأسد، وهي تقوم بواجب العزاء لعائلات فقدت أحد أفرادها، أي جندي أو شبيح.

كانت 7 صور كلها حداد بحداد واتشاح بالسواد وبالحزن الواضح، وإلى جانب واحدة تبدو فيها أسماء الأخرس ممسكة بذراع فتى وإلى جانبه شقيقتاه اليتيمتان مثله، كتبوا: “أكثر من 4000 عائلة شهيد تواصلت معهم السيدة أسماء الأسد حتى الآن” إضافة لكلام الصورة بأنها لأبناء “الشهيد محمد محمود أحمد” من دون معرفة إذا كان جنديا أم شبيحا، أو جنديا- شبيحا معا.

نجد أيضا صورة ثانية حزينة الطراز، وهي للسورية الأولى وقد عانقتها “زوجة الشهيد عماد الدين صالح العبيد” وليس واضحا أيضا إذا كان جنديا أم شبيحا، كجميع من قدمت لعائلاتهم واجب العزاء. إلا أننا نرى في هذه الصورة بالذات علامات الأسى والحزن بارزة من شدة العناق ودموع الأسف على عزيز قضى، ربما عنوة ومن حيث لا يرغب.

ومن الصور البائسة واحدة لأسماء الأسد وهي تتوسط والدي القتيل الجندي أو الشبيح عمر صياح المغير، وتبدو والدته مسكينة الملامح، قصيرة القامة ونحيفة وقد سيطر عليها سواد الحزن والحداد، وتنظر ومعها زوجها إلى الكاميرا لتبث إليها ما بدا كأنه تساؤلات في عينيها وتستر على مصيبة ابتليت بها كأنها معصية.

وصفحة “رئاسة الجمهورية العربية السورية” في “فيسبوك” مختلفة تماما عن حساب الأسد في موقع “أنستاغرام” للصور وما شابه، إلى درجة أن المتجول فيه يشعر وكأنه حساب خاص بكريم العرب الشهير، حاتم الطائي، أو حتى للأم تريزا التي أفنت عمرها بعمل الخير لفقراء 5 قارات، لذلك وصفت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، ماري هارف” محتوياته في أول أغسطس/آب الماضي بمثيرة للاشمئزاز، لأنها بعيد عن واقع ما يجري.

الحساب مكتظ بصور للرئيس الأسد وهو يحيّي أنصاره، وأخرى لزوجته وهي تزور مستشفى أو مدرسة للأطفال، أو تعقد لقاءات مع طلاب في قاعة كبيرة وهم يبتسمون، لذلك استدركت هارف بأن الحساب “لا يعكس أبدا حقيقة الحرب الدائرة في سوريا” على حد تعبيرها.

قالت أيضا، طبقا لما قرأت “العربية.نت” من تصريحها الذي تناقلته الوكالات: “هذه ليست سوى مناورة علاقات عامة خسيسة، وإنه لأمر مثير للاشمئزاز أن يقوم نظام الأسد باستخدام هذا الحساب للتعمية على الوحشية والمعاناة اللتين يتسبب بهما” لأن “أنستاغرام” الأسد برأيها “يتجاهل فظائع ارتكبت في حمص وغيرها” وفق ما وصفت الحساب الذي تم افتتاحه في 24 يوليو/تموز الماضي، ومنذ ذلك الوقت أصبح مكتظا بأكثر من 100 صورة، معظمها ابتسامات.

نرى الرئيس السوري في “الأنستاغرام” وهو يعمل في مكتبه أو مبتسما يلوح بيده موجها تحية إلى مناصرين، يبدو معظمهم ضاحكا ومبتهجا، تماما كالذين نراهم مع السورية الأولى وهي تحادثهم، وغالبيتهم فتيان أو طلاب صغار السن تهنيء الواحد منهم لنجاحه في الصف الدراسي، أو ما شابه، بينما تدفن سوريا أبناءها.

“داعش” تتقدم نحو معبر حدودي مع تركيا

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

تجددت الصدامات المسلحة بين فصائل المعارضة السورية المسلحة قرب الحدود مع تركيا، حيث اندلعت، الأربعاء، اشتباكات بين الجيش الحر وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش”، بينما بدأ المفتشون الدوليون المكلفون بالإشراف على تدمير أسلحة سوريا الكيماوية.

وقال نشطاء في المعارضة إن الاشتباكات العنيفة استؤنفت بين الجماعتين، بعد أن نجح تنظيم “داعش في السيطرة على بلدة إعزاز الحدودية الشهر الماضي وطرد مقاتلي لواء عاصفة الشمال المرتبط بالجيش الحر، ما دفع تركيا لإغلاق المعبر الحدودي الواقع على بعد نحو خمسة كيلومترات.

وتحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره لندن، عن تقارير تفيد بتقدم مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام نحو قواعد لواء عاصفة الشمال ونقاط التفتيش قرب المعبر الحدودي إلى تركيا وفي قرى على مشارف إعزاز في ريف حلب.

وكان المنسق السياسي للجيش السوري الحر، لؤي المقداد، قال في اتصال هاتفي مع “سكاي نيوز عربية” إن تنظيم “داعش” يشكل عامل إلهاء للجيش السوري الحر يخدم في نهاية المطاف نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وأضاف أن “داعش” ترتكب خروقات وجرائم وانتهاكات بحق السوريين، متهما إياها بالقتال في سوريا لصالح الأسد، وأنها تطبق أجندة إرهاب.

وأشار المقداد إلى أن هناك فرقاً بين “داعش” و”جبهة النصرة”، موضحاً أن لداعش أجندة حكم في المناطق السورية، وأنها تولي “أمراء” لها في مناطق سيطرتها، وترهب الناس وتحرّم خروج النساء وما إلى ذلك.

وحول ما إذا كان ممكناً ان يقوم الجيش الحر بالتنسيق مع الجيش الحكومي السوري لمواجهة “داعش”، نفى المقداد أي إمكانية لذلك، مشيراً إلى أن “جيش بشار الأسد أخطر من داعش، وبالتالي فلا يمكن التنسيق معه ضد الأخيرة”.

في غضون ذلك، أصدر الائتلاف السوري المعارض بيانا اتهم فيه النظام السوري بالقيام بـ”حملة تجويع وتهجير ممنهجة يمارسها بحق مدينة المعضمية، ويكثف أعمال تدمير وهدم البنى السكنية انطلاقا من نقاط المواجهة مع الجيش الحر عند مداخل المدينة باتجاه مركزها”.

وتحت عنوان “معضمية الشام تشهد كارثة انسانية”، أضاف البيان إن “الحصار المفروض على معضمية الشام في الغوطة الغربية تخطى يومه الـ 280، وفاق عدد الشهداء الـ 700 شهيد، وتعطلت جميع المستشفيات، ويحظى كل 2400 شخص برعاية طبيب واحد فقط..”.

مصدر أوروبي: من غير المفيد وضع شروط قبل مؤتمر جنيف2

بروكسل (1 تشرين الأول/أكتوبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

نبه مصدر أوروبي مطلع إلى ضرورة التعامل مع مؤتمر جنيف2 حول السلام في سورية، المأمول عقده منتصف تشرين الثاني/نوفمبر القادم، بروح من الإنفتاح والإيجابية

وأشار المصدر في تصريح لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء الثلاثاء، أن الإتحاد الأوروبي دعا ولا يزال يدعو طرفي النزاع في سورية، إلى التوجه نحو حوار منفتح، “يجب مناقشة جميع الخيارات على أساس بيان مؤتمر جنيف الذي عقد عام 2012″، حسب تعبيره

وعبر عن قناعة الإتحاد الأوروبي بأن من شأن عقد مؤتمر سلام حول سورية أن يؤدي إلى تشكيل حكومة انتقالية تتمتع بكافة الصلاحيات وبالتالي التوجه نحو تحقيق أهداف الشعب السوري، “ومن هنا، فمن غير المجدي تحدث الأطراف المختلفة عن شروط قبل المؤتمر المذكور”، على حد تعبيره

وبخصوص كلام الرئيس السوري بشار الأسد حول عدم “أحقية” دول الإتحاد الأوروبي لمؤتمر جنيف2، فذكر المصدر أن هذا المؤتمر سيكون برعاية أممية، “ومن هنا ستكون الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي حاضرة بالطبع، ومنها دول أوروبية وكذلك روسيا والصين”، على حد قوله

وأشار إلى أن إمكانية دعوة دول أخرى غير الأعضاء في مجلس الأمن الدولي إلى حضور هذا المؤتمر، دون أن يعطي تفاصيل إضافية

وكانت الأطراف السورية من حكومة ومعارضة قد أعادت تكرار شروطها لحضور مؤتمر جنيف2، بعد أن تم الحديث عن موعد له

إلى ذلك، يشير المراقبون إلى وجود شكوك جدية بإمكانية إنعقاد هذا المؤتمر في ظل تعقد الأمور ميدانياً وعجز الأطراف المعنية بالنزاع عن التخلي عن رؤاها المختلفة للحل

خبراء نزع الأسلحة الكيمياوية يبدأون عملهم في سوريا

بدأ فريق خبراء تابعون لمنظمة حظر الأسلحة الكيمياوية مهمتهم في سوريا للإشراف على عملية نزع الأسلحة الكيمياوية المتوقع الانتهاء منها منتصف العام المقبل.

وسيجري الفريق – المكون من 19 خبيرا – محادثات في دمشق مع مسؤولين سياسيين وعسكريين سوريين لوضع الترتيبات التنفيذية للقيام بجولة على مواقع تخزين الأسلحة في أنحاء سوريا، ولوضع خطة لتدميرها.

وتقول الأمم المتحدة إن الفريق “سيركز خلال الأيام المقبلة على الثبت من معلومات قدمتها السلطات السورية ومرحلة التخطيط المبدئية للمساعدة على تدمير منشآت إنتاج الأسلحة الكيمياوية.”

وأشارت في بيان لها إلى أنه من المتوقع الانتهاء من هذه المرحلة في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني، بحسب وكالة “فرانس برس”.

ويعتقد أن سوريا تملك نحو 1000 طن من غاز السارين وغاز الخردل، وأسلحة كيمياوية محظورة أخرى.

وتأتي مهمة خبراء نزع الأسلحة الكيمياوية في إطار اتفاق كان قد أبرم بين الولايات المتحدة وروسيا، وصدق عليه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

الموت جوعا

وفي غضون ذلك، قال التحالف الوطني السوري المعارض إن الآلاف من العائلات في مناطق محيطة بالعاصمة دمشق يواجهون خطر الموت جوعا.

وأضاف التحالف إن ضاحية المعضمية، التي تعرضت لهجوم كيمياوي في أغسطس/آب، تحت حصار مشدد من جانب القوات الحكومية منذ حوالي عشرة أشهر.

وأشار إلى أن سبعة أشخاص ماتوا بالفعل جوعا، ودعا إلى توفير ممرات لنقل الاحتياجات الإنسانية لهذه المناطق.

خريطة المواقع الكيمياوية في سوريا

وكان وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، قد صرح بأن سبعة من أصل 19 موقعا بها أسلحة كيمياوية، موجودة في مناطق قتال.

ويقول مراسل بي بي سي، جيم موير، في بيروت إنه من الصعب على الخبراء الوصول إلى تلك المناطق، وإن العملية تتطلب تطبيق هدنة فيها.

وتتهم الدول الغربية حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، باستخدام الأسلحة الكيمياوية في حربها على المعارضة المسلحة، بينما تقول الحكومة السورية إن “الجماعات المسلحة” هي التي نفذت الهجوم بغاز السارين.

اشتباكات قرب تركيا

ويواجه الخبراء مهمة مرهقة ومعقدة، حيث إنهم مطالبون، لأول مرة، بتدمير أسلحة كيمياوية في منطقة حرب.

ووقعت اشتباكات الأربعاء بين مقاتلين على علاقة بتنظيم القاعدة ومسلحين معارضين قرب الحدود السورية التركية، فيما تستمر المعارك بين القوات الحكومية والمعارضة بأماكن متفرقة من البلاد.

واندلعت المواجهات بين مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام – المرتبطة بتنظيم القاعدة – ومسلحين آخرين معارضين للأسد، بحسب ما نقلته وكالة “رويترز”.

وكان مقاتلو الدولة الإسلامية في العراق والشام قد سيطروا على مدينة أعزاز الحدودية الشهر الماضي، ما دفع تركيا لإغلاق نقطة حدودية قريبة.

المزيد من بي بي سي

BBC © 2013

بوتين: القوى العالمية “على المسار الصحيح” لازالة الاسلحة الكيماوية السورية

موسكو (رويترز) – قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الاربعاء ان القوى العالمية “على المسار الصحيح” في خطة إزالة الاسلحة الكيماوية السورية وإنها تستطيع تجنب التدخل العسكري في الصراع اذا تعاونت سويا.

وتم الاتفاق على خطة للتخلص من الأسلحة الكيماوية السورية بعد أن طلب الرئيس الامريكي باراك أوباما من الكونجرس الموافقة على تنفيذ ضربات جوية ضد الحكومة السورية عقابا لها على هجوم بالغاز وقع في 21 اغسطس آب تقول الولايات المتحدة إنه أدى إلى مقتل اكثر من 1400 شخص.

وقال بوتين خلال مؤتمر عن الاستثمار “تتوفر كل الأسباب للاعتقاد بأننا على المسار الصحيح.”

وأضاف الرئيس الروسي أنه خطة إزالة الأسلحة الكيماوية التي أنعشت جهود عقد مؤتمر دولي للسعي لحل الصراع ما كان ليمكن تنفيذها بدون دعم أوباما وزعماء كثير من الدول.

وقال “أعتقد أننا اذا واصلنا التحرك بهذه الطريقة المنسقة فلن يكون هناك داع لاستخدام القوة وزيادة عدد الجرحى والقتلى في أرض سوريا التي تعاني منذ فترة طويلة.”

وروسيا هي الداعم الأقوى للرئيس السوري بشار الاسد خلال الحرب الاهلية وعرقلت عددا من المبادرات الغربية في مجلس الأمن الدولي وحملت مقاتلي المعارضة المسؤولية عن هجوم الغاز الذي وقع في 21 اغسطس آب.

(إعداد دينا عادل للنشرة العربية – تحرير مصطفى صالح)

اشتباكات بين مقاتلين من المعارضة السورية وآخرين مرتبطين بالقاعدة قرب تركيا

بيروت (رويترز) – قال نشطاء إن اشتباكات وقعت بين مقاتلين من المعارضة السورية وآخرين مرتبطين بتنظيم القاعدة قرب الحدود مع تركيا يوم الاربعاء في موجة من أعمال العنف تكشف عن انقسامات خطيرة بين الفصائل التي تقاتل للإطاحة بالرئيس بشار الاسد.

وسيطر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام على بلدة اعزاز الحدودية الشهر الماضي وطرد جماعة معارضة منافسة مما دفع تركيا لإغلاق المعبر الحدودي الواقع على بعد نحو خمسة كيلومترات.

ويسيطر التنظيم على البلدة منذ ذلك الحين وتفجرت اشتباكات من حين لآخر بين أعضائه وبين مقاتلي لواء عاصفة الشمال الذين طردوهم الى مشارفها.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان وله شبكة من المصادر في مختلف أنحاء البلاد إن الاشتباكات العنيفة استؤنفت يوم الاربعاء بين الجماعتين.

وأضاف أنه كانت هناك تقارير ايضا عن تقدم مقاتلي الدولة الاسلامية في العراق والشام نحو قواعد لواء عاصفة الشمال ونقاط التفتيش قرب المعبر الحدودي الى تركيا وفي قرى على مشارف اعزاز.

وقوض الاقتتال الداخلي مقاتلي المعارضة السورية ويرجح هذا جزئيا الى تضارب الأيديولوجيات لكن أغلب الخلافات دبت بسبب الأراضي وغنائم الحرب والسيطرة على الموارد والتهريب.

ويحتوي تنظيم الدولة الإسلامية الموجود أيضا في العراق المجاور على عدد من المقاتلين الأجانب اكبر من غيره من الجماعات الإسلامية المتشددة التي تقاتل في سوريا.

وقتل اكثر من 100 الف شخص في الصراع في سوريا الذي بدأ بحركة احتجاج سلمي على حكم عائلة الاسد الممتد من أربعة عقود وتحول الى حرب بعد أن شنت الحكومة حملة عنيفة عليها.

(إعداد دينا عادل للنشرة العربية- تحرير رفقي فخري)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى