أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأربعاء 08 تموز 2015

جدل أميركي – روسي حول مصير الأسد وموسكو تؤكد «موقفها المعروف»

واشنطن – جويس كرم – موسكو – رائد جبر – لندن، أنقرة، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب –

استعاد المقاتلون الأكراد بمساعدة غارات التحالف الدولي- العربي، أكثر من عشر قرى قرب مدينة الرقة «عاصمة» تنظيم «داعش» شرق سورية، في وقت صدت القوات النظامية هجوماً لمقاتلي المعارضة في حلب لكنها فشلت في التقدم في موقع استراتيجي في المدينة مع استمرار المعارك العنيفة في الزبداني شمال غربي دمشق وحي جوبر شرقها الذي تعرض لدمار كبير، وتجدد المواجهات في درعا جنوب البلاد. وكشف الرئيس الأميركي باراك أوباما عن أنه بحث مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في تشكيل حكومة موسعة من دون الرئيس بشار الأسد، الأمر الذي رد عليه الكرملين بتأكيد ثبات الموقف الروسي. (للمزيد)

وبعد لقائه بأركان وزارة الدفاع (البنتاغون) وتعهده بحرب طويلة لـ «القضاء في نهاية المطاف على داعش»، قال أوباما أول من أمس، إنه سيزيد الدعم للمعارضة السورية وإنه بحث في «حكومة سورية شاملة من دون الأسد» مع بوتين وقيادات مجلس التعاون الخليجي خلال قمة كامب ديفيد، فيما قال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن الرئيسين أوباما وبوتين تبادلا وجهات النظر حول سبل حل الأزمة السورية و «تم تأكيد الموقف الروسي المعروف».

وإذ صب وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر في تصريحات في واشنطن، الماء البارد على برنامج تسليح وتدريب المعارضة الذي جهّز بعد عام على إطلاقه ٦٠ مقاتلاً فقط، وصل المنسق الأميركي للتحالف الجنرال جون آلن إلى أنقرة لإجراء محادثات حول محاربة «داعش»، وسط إشاعات عن توغل تركي في شمال سورية بعد حشر حوالى 50 ألف مقاتل على الحدود. وأعلن رئيس المجلس التركماني السوري عبدالرحمن مصطفى أن المجموعات التركمانية في سورية في صدد إنشاء «جيش تركماني».

وأطلقت فصائل المعارضة المسلحة قبل أيام هجوماً كبيراً لطرد قوات النظام من مدينة حلب، على غرار هجوم فصائل «جيش الفتح» الذي انتهى بطرد النظام من معظم أرجاء محافظة إدلب المجاورة. وتمكنت المعارضة في هجومها على حلب من السيطرة على مجمع البحوث العلمية إحدى بوابات الدفاع الرئيسية عن مناطق النظام في أحياء حلب الغربية. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» في تقرير من حلب، بأن اشتباكات عنيفة دارت منذ ما بعد منتصف ليلة الإثنين- الثلثاء واستمرت أمس في منطقة البحوث العلمية عند الأطراف الغربية لمدينة حلب إثر هجوم لقوات النظام والمسلحين الموالين لها. وأضاف أن النظام وحلفاءه فشلوا في استعادة المنطقة من أيدي المعارضة، على رغم قيامهم بقصف عنيف على مناطق تمركز الفصائل الإسلامية واستعانتهم بالطيران المروحي الذي ألقى براميل متفجرة على مناطق الاشتباك. في المقابل، أفاد نشطاء معارضون أن مقاتلين من فصائل المعارضة انسحبوا من مواقع كانوا سيطروا عليها مساء الإثنين في حي جمعية الزهراء في حلب بعدما فجّر عنصر من «جبهة النصرة» عربة مفخخة بموقع للنظام ما أدى إلى مقتل 25 منها.

في الجنوب، قال «المرصد» إن ستة مواطنين بينهم أطفال ومواطنات، قتلوا وسقط عدد من الجرحى، بسبب قصف بلدة نصيب في ريف درعا على حدود الأردن، بالتزامن مع استمرار الاشتباكات في الأطراف الشرقية لمدينة درعا، في تجدد لمحاولة مقاتلي المعارضة السيطرة على درعا بين حدود الأردن ودمشق.

وقال نشطاء و «المرصد» إن المعارك استمرت في الزبداني، وسط حديث «جبهة أحرار الشام الإسلامية» عن صد هجوم النظام و «حزب الله»، إضافة إلى المواجهات في حي جوبر شرقي دمشق الذي تعرض لدمار كبير.

في الشرق، قال «المرصد» أمس، إنه ارتفع إلى 78 عدد عناصر «داعش» الذين قتلوا منذ ليل الأحد نتيجة قصف مقاتلات التحالف والاشتباكات من بلدة صرين جنوب عين العرب (كوباني)، مروراً بعين عيسى وصولاً إلى جنوب غربي الحسكة، حيث تمكنت وحدات حماية الشعب الكردي لاحقاً مدعمة بطائرات التحالف من استعادة عشر قرى في ريف الرقة وبلدة الشركراك.

 

سعوديان من «داعش» و«النصرة» ينفذان انتحاريتين ضد الجيشين العراقي والسوري

الدمام – منيرة الهديب

نفذ سعوديان عمليتين انتحاريتين في العراق وسورية أول من أمس، استهدفت إحداهما قوات من الجيش العراقي في مدينة بيجي. فيما استخدمت في الثانية خمسة أطنان من المتفجرات، مستهدفة قوات من الجيش السوري في مدينة حلب. وينتمي المنفذان إلى تنظيمي «داعش» و«جبهة النصرة» الإرهابيين.

وأعلن تنظيم «داعش» الإرهابي، عن تفجير أحد عناصره السعوديين نفسه في إحدى المناطق العراقية. وجاء في نص البيان الذي بثه ما يسمى بـ «مكتب ولاية صلاح الدين»: «انطلق خباب الجزراوي بسيارة مفخخة، ليفجر سيارته في تجمع للجيش جنوب مدينة بيجي، ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد منهم».

فيما أعلنت «جبهة النصرة» (ذراع تنظيم «القاعدة» في سورية)، مقتل القيادي السعودي أبو أسامة الجزراوي، بعد أن نفذ عملية انتحارية استهدفت تجمعاً لجيش النظام السوري في مدينة حلب السورية، وذلك ضمن سلسلة هجمات ما يسمى بـ«غرفة عمليات أنصار الشريعة»، التي تشكلت من فصائل قتالية عدة منتصف رمضان الجاري.

ونعى «جبهة النصرة» عنصره سلطان العتيبي، الذي فجر نفسه داخل مركبة في عملية وصفت بـ«الكبرى» مساء الاثنين الماضي. وجاء في البيان أن «عنصر التنظيم أبو أسامة الجزراوي أقل مركبة تحوي أكثر من خمسة أطنان من المواد شديدة الانفجار، وتوجه إلى هدفه، وفجر نفسه ليقتل ويصيب عدداً من مقاتلي جيش النظام السوري».

وعلمت «الحياة» أن العتيبي من أوائل المسجلين في قائمة الراغبين في تنفيذ العمليات الانتحارية، إلا أنه لم يتم اختياره إلا بعد بتر قدمه في إحدى المعارك. و تم اختيار العتيبي لتنفيذ ثلاث عمليات سابقة، إلا أنه لم ينفذها. وبحسب أحد زملائه في التنظيم فإن العتيبي نفذ عمليته الانتحارية استجابة لرؤيا رآها في منامه عن «الحور العين» على حد وصفه.

وتداولت مواقع إخبارية سورية أن انفجاراً انتحارياً وقع بسيارة مفخخة أول من أمس، في حي جمعية الزهراء بمدينة حلب، تلته اشتباكات بين مقاتلين معارضين والجيش النظامي. وأفادت معلومات متطابقة من مصادر عدة عن انفجار في محيط دار الأيتام بحي جمعية الزهراء في حلب. وقالت مصادر معارضة إن «الانفجار استهدف مواقع للجيش النظامي». فيما أشارت مصادر مؤيدة إلى أن «الجيش النظامي فجر العربة المفخخة قبل وصولها لنقاط تمركز الجيش». وأشارت المصادر إلى أن اشتباكات اندلعت بمحيط فرع المخابرات الجوية عقب الانفجار. ونشرت صفحات تابعة لـ «جبهة النصرة» صوراً للسيارة والانفجار، إضافة إلى صور لمقاتلين قالت إنهم جنود تابعون لها سيقتحمون حي جمعية الزهراء.

 

واشنطن ناقشت مع الأردن وإسرائيل احتمالات انهيار الأسد أو انسحابه إلى المنطقة العلوية

واشنطن – هشام ملحم

أقر وزير الدفاع الاميركي آشتون كارتر خلال شهادة ادلى بها امام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، بأن البرنامج الاميركي لتدريب المعارضة السورية المعتدلة وتسليحها متأخر جداً، وانه يهدف الى تدريب مقاتلين ملتزمين قتال تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) وليس نظام الرئيس بشار الاسد، معترفا بانه يجري حاليا تدريب 60 مقاتلا فقط، وذلك بعد ثلاثة اشهر من بدء البرنامج الذي يفترض ان يؤدي في نهاية السنة الحالية الى تدريب 5 آلاف مقاتل.

وتبع ذلك نقاش ساخن بين رئيس اللجنة السناتور الجمهوري جون ماكين وكارتر أبرز على نحو سافر ضعف، وربما غياب، اي استراتيجية اميركية فعالة في سوريا، حين قال ماكين: “أود ان أقول لك انه بعد أربع سنوات، مثل هذا العدد القليل مخيب. وهل صحيح ان من ندربهم ونسلحهم للقتال في سوريا، تقولون لهم ان تدريبهم وتسليحهم هما فقط لهدف محاربة داعش وليس بشار الاسد؟ هل هذا صحيح؟” ورد كارتر باحراج واضح: “نعم… نحن نسلحهم وندربهم في الدرجة الاولى لمواجهة داعش وليس نظام الاسد. هذه هي اولوياتنا، وهؤلاء ميالون الى السير في هذا الاتجاه وجاؤوا من مناطق احتلها داعش…”

وحين سأله ماكين عن “جيش الفتح” الذي قال ان السعودية وقطر تمولانه وتسلحانه وما اذا كانت للولايات المتحدة أي علاقة بهذا الفصيل، أجاب كارتر انه سيعود بالجواب الى ماكين لاحقا.

وقال رئيس هيئة الاركان المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي الذي مثل مع كارتر، ان القوة العسكرية وحدها لن تكفي لهزيمة “داعش”، وكرر ان المعركة مع “داعش” طويلة الامد ومتشعبة، وكشف انه ناقش مع الاسرائيليين والاردنيين مختلف السيناريوات المحتملة لما يمكن ان يحصل في سوريا في حال انهيار نظام الاسد او احتمال انسحابه من دمشق الى المنطقة العلوية، مشيرا الى ان ثمة خططا عسكرية في هذا الشأن وان الاردنيين والاسرائيليين يؤمنون باحتمال حصول أي من الاحتمالين ” ولذلك فانهم كانوا تواقين الى التشاور معنا في هذا الشأن… ونحن لا نريد (في حال سقوط النظام) ان نرى سباقا بين جبهة النصرة وداعش وغيرها من الفصائل لاقتحام دمشق. وانا لا أستطيع ان أجلس هنا وأقول لك إنّ لدي جوابا على ذلك. لكنني استطيع ان اقول اننا نتشاور مع الاتراك والاسرائيليين والاردنيين في شأن هذا السيناريو”.

وعن موقف واشنطن من ضرورة العمل لمرحلة انتقالية في سوريا تنتهي برحيل الاسد، اقر الوزير كارتر بان نفوذ واشنطن محدود قائلا: “لاسباب من السهل فهمها نفوذنا لدى الاسد ليس كبيرا، لذلك فاننا نحاول التأثير على الذين لهم نفوذ لدى الاسد، كي يبعد نفسه عن الحكم في دمشق، وذلك وقت الذي نبقي الهياكل الحكومية، لاننا نعرف ما الذي يحصل في دول الشرق الاوسط عندما تتفكك حكوماتها. ونحن لا نريد حصول ذلك في سوريا، مع اننا ندرك ان بقاء الاسد في السلطة في دمشق يؤجج داعش وغيره من الذين يحاربونه”.

 

تمديد “أخير” لمفاوضات فيينا واشنطن: فرصة لمعالجة الخلافات

موسى عاصي

أدى “كباش” اللحظات الأخيرة في المفاوضات المستمرة في فيينا منذ 26 حزيران الماضي بين ايران ومجموعة دول 5+1 الى تمديد اضافي لم يفاجئ أحداً في ضوء الكم الهائل من الخلافات العالقة في التفاصيل الختامية لصوغ ما تبقى من أسطر الاتفاق النهائي، لكنه يفتح الباب أمام احتمالات تمديد أخرى وربما لفترات أطول بعدما تخطى التمديد الجديد، حتى 10 تموز الجاري، المهلة المحددة في 9 تموز لتسليم الاتفاق الى الكونغرس الاميركي ودرسه في مهلة الأيام الـ 30.

وأظهرت الخلافات الأخيرة وخصوصا في شأن العقوبات المفروضة على القطاع العسكري الايراني، أن اتفاق لوزان في 2 نيسان الماضي له تفسيرات وقراءات تختلف من طرف الى آخر. ويصر الغرب على أن رفع العقوبات عن ايران بموجب هذا الاتفاق لا يشمل ما له علاقة بالبرنامجين الايرانيين النووي والعسكري، فيما تقرأ طهران الاتفاق من باب حصر الحظر بالمعدات النووية وحدها.

وعلمت “النهار” أن الأجواء خلال اللقاءات المتعددة التي انعقدت أمس على المستوى الوزاري بين وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف ووزراء المجموعة الدولية كانت سلبية للغاية . وساد توتر بين الجانبين الروسي والاميركي على خلفية العقوبات العسكرية . وتقف موسكو الى جانب طهران في ضرورة رفع العقوبات عن المعدات العسكرية، ومعلوم أن اتفاقات بين ايران وروسيا تنص على بيع ايران صواريخ “اس 300” المتطورة وأن إبقاء الحظر العسكري سيقطع الطريق نهائياً على صفقات اسلحة تطمح روسيا الى توقيعها مع الجانب الايراني بعد رفع الحظر.

وشددت واشنطن على أن العقوبات الاممية لحظر الاسلحة والصواريخ عن ايران لن ترفع. وقال مسؤول أميركي كبير لوكالة “رويترز”: “إن القيود ستظل مفروضة على برنامج الصواريخ الإيراني وعلى تجارتها في الأسلحة التقليدية بموجب الاتفاق المنتظر”. وأوضح أن القوى الست الكبرى وإيران لم تحرز بعد التقدم المطلوب للتوصل إلى اتفاق.

وتحدث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قبيل مغادرته فيينا عن وجود 8 أو 9 مسائل يجب تنسيق التفاصيل المتبقية في شأنها، بينها “مشكلة كبيرة واحدة فقط في ما يتعلق بالعقوبات وهي مشكلة حظر الأسلحة”. وشدد على ضرورة “التوصل إلى اتفاق حول رفع حظر تصدير الأسلحة الى إيران في أقرب وقت”. ورفض ما سماه “تحديد المواعيد المصطنعة” لنهاية المفاوضات. واكد إن الجميع يركزون على التوصل إلى اتفاق جيد و”هناك ما يبعث على الأمل في أننا سنحقق ذلك”، متوقعا التوصل الى الاتفاق قريباً.

وأعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أنه لا تزال هناك “ثلاث نقاط اساسية عالقة في المفاوضات”، وقال ان “فرنسا تصر خصوصاً على القيود الضرورية على الابحاث النووية والتطوير والعقوبات واعادة فرضها والبعد العسكري المحتمل لنشاطات نووية ايرانية سابقة”.

ومع بروز الخلاف على العقوبات العسكرية، تراجع الحديث عن قرب التوصل الى تفاهم على آلية اعادة فرض العقوبات الدولية في حال اخلال ايران بتعهداتها مستقبلاً، بعدما كان الحديث خلال الايام الأخيرة يشير الى قرب الاتفاق على هذا الملف . ووصفت اوساط مقربة من المفاوضين الايرانيين أن هذه المشكلة عادت بقوة الى طاولة المفاوضات، كما لا تزال الخلافات تتحكم بتوقيت رفع العقوبات الأميركية والأوروبية وبنشاطات الأبحاث والتطوير النووي الإيرانية.

وصرحت الناطقة باسم الوفد الأميركي ماري هارف بان الاتفاق النووي الموقت بين إيران والقوى العالمية الست سيمدد إلى الجمعة “لمنح المفاوضين بضعة أيام أخرى لإنجاز عملهم”، وقالت: “نهتم صراحة بجودة الاتفاق أكثر مما نهتم بالوقت ، على رغم أننا نعرف أيضا أن القرارات الصعبة لن تكون أسهل مع الوقت، لهذا السبب سنواصل التفاوض”.

وقال الناطق باسم البيت الأبيض جوش ارنست إن مد المفاوضات مع إيران يوفر فرصة لمعالجة نقاط خلاف رئيسية بين الجانبين. وأضاف إن المحادثات في فيينا في شأن البرنامج النووي الايراني تقترب من التوصل الى اتفاق وهي جديرة بالاستمرار.

ونقلت “وكالة الصحافة الفرنسية” عن مصدر غربي قريب من المفاوضات ان هذه المفاوضات المستمرة في فيينا ينبغي ان تنتهي في شكل أو في آخر “خلال 48 ساعة”، ملاحظاً ان قرار استمرار المشاورات الذي اتخذ الثلثاء هو “تمديد اخير”. وقال المصدر: “نلامس النهاية. قمنا للتو بتمديد اخير… إما أن تنجح الامور في الساعات الـ 48 المقبلة واما ألا تنجح”.

وأعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن إحراز “مزيد من التقدم” في اجتماعات في طهران “لكن حل القضايا العالقة بين الوكالة وطهران يتطلب مزيدا من العمل”. وأوضحت أن فريقا من كبار المسؤولين في الوكالة أجرى محادثات “بناءة في طهران الاثنين في شأن سبل إحراز تقدم نحو حل جميع القضايا المعلقة”.

 

مقاتلون أكراد ينتزعون 10 قرى من داعش في الرقة “النصرة” خطفت راهباً في إدلب وأميركا تدرّب 60 معارضاً

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ش أ)

انتزعت القوات الكردية السورية السيطرة على أكثر من عشر قرى كان تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) قد استولى عليها شمال مدينة الرقة التي يعتبرها التنظيم “عاصمة الخلافة” التي أعلنها.

أفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقرا له أن الغارات الجوية المكثفة على شمال سوريا والاشتباكات على الأرض قتلت ما لا يقل عن 78 مقاتلا من “داعش” منذ ليل الأحد.

وقال إن مقاتلين من “داعش” لا يزالون يسيطرون على بلدة عين عيسى على مسافة 50 كيلومترا شمال مدينة الرقة. وكان مقاتلو التنظيم قد انتزعوا السيطرة على عين عيسى من “وحدات حماية الشعب” الكردية في هجوم الاثنين. وجاء هذا الهجوم على مناطق تسيطر عليها “وحدات حماية الشعب” عقب اشتداد الغارات الجوية على مدينة الرقة مطلع الأسبوع وبرزت “وحدات حماية الشعب” – التي تعمل في المناطق التي تسكنها غالبية كردية في شمال سوريا قرب الحدود التركية – كأهم شريك في سوريا للائتلاف الذي تقوده الولايات المتحدة للتصدي لـ”داعش” في سوريا والعراق أيضا. وقال المرصد السوري إن الائتلاف اضطلع بـ”دور فعال” في مساعدة وحدات حماية الشعب على استعادة 11 قرية شمال شرق عين عيسى.

وحققت “وحدات حماية الشعب”، تدعمها جماعات معارضة صغيرة، مكاسب في مواجهة “داعش” في محافظة الرقة خلال الأسابيع الاخيرة وسيطرت على تل أبيض على الحدود التركية في 15 حزيران، قبل ان تتقدم صوب عين عيسى. وكانت القوات الكردية سيطرت على عين عيسى في 23 حزيران.

وتسعى الولايات المتحدة إلى تدريب وتجهيز مقاتلي المعارضة السوريين الذين تعتبرهم واشنطن معتدلين لمحاربة “الدولة الإسلامية” في سوريا. لكن وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” قالت في 18 حزيران إن هذه المساعي تسير ببطء أكبر من المتوقع.

وأمس، كشف وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر في تصريحات معدة سابقاً أدلى بها في جلسة لمجلس الشيوخ، أن الولايات المتحدة تدرب نحو 60 مقاتلا من المعارضة السورية لقتال “داعش” وذلك منذ 3 تموز.

وقال إن هذا عدد أقل بكثير من التوقعات وعزاه الى أسباب منها تشديد عمليات التدقيق الأميركية في أمر المجندين. وأضاف: “نبحث عن سبل لتبسيط عملية التدقيق المتعلقة ببرنامجنا للتدريب وتزويد العتاد من أجل إدخال مزيد من المجندين… نعمل أيضا على صقل منهجنا التعليمي وتوسيع نطاق تواصلنا مع المعارضة المعتدلة ودمج الدروس المستفادة من الفصل الأول في عملية التدريب”.

ومعلوم ان البرنامج أطلق في ايار في الأردن، ثم في تركيا، وكان يهدف الى تدريب ما يصل إلى 5400 مقاتل سنويا.

 

“النصرة” خطفت كاهناً

على صعيد آخر، خطفت عناصر من “جبهة النصرة” التابعة لتنظيم “القاعدة” كاهناً بعد استدعائه من مقر اقامته في دير في محافظة ادلب بشمال غرب سوريا، ولا يزال مصيره مجهولا.

وأورد المرصد في بريد الكتروني: “تستمر جبهة النصرة في احتجاز الاب ضياء عزيز (41 سنة) العراقي الجنسية الذي خطفته السبت من قرية اليعقوبية الواقعة في ريف مدينة جسر الشغور”.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان “امير جبهة النصرة في المنطقة وهو مصري الجنسية استدعى عزيز للتشاور معه السبت”، وان الاخير “ذهب ولم يعد حتى اللحظة”.

وقال المرصد الآشوري لحقوق الإنسان بياناً نشره في صفحته لموقع “فايسبوك” للتواصل الاجتماعي وجاء فيه ان “جبهة النصرة” خطفت الأب ضياء عزيز “من مكان إقامته في دير الحبل بلا دنس في قرية اليعقوبية ذات الغالبية المسيحية”.

وقال احد العاملين في المرصد عبر الانترنت إن “عزيز هو كاهن رعية الطائفة اللاتينية في اليعقوبية التي يقطنها لاتين وارثوذكس وارمن، وهو من الرهبنة الفرنسيسكانية ويتبع لحراسة الأراضي المقدسة التي تتخذ القدس مقرا لها”.

وفي بيان المرصد الآشوري الذي يعنى بمتابعة قضايا المسيحيين في الشرق الاوسط، أن الأب عزيز من مواليد مدينة الموصل العراقية عام 1974، وانضم الى الرهبنة الفرنسيسكانية عام 2002، وخدم في أديرة عدة في مصر وفي عمان وفي حراسة الأراضي المقدسة، قبل أن ينقل إلى اللاذقية، ثم الى اليعقوبية. ورأى ان خطف عزيز ومن قبله عدد من المطارنة والكهنة “يهدف إلى ضرب الوجود المسيحي” في سوريا.

ويذكر أن عدداً من رجال الدين المسيحيين خطفوا، بينهم مطرانا حلب للروم الارثوذكس بولس يازجي وللسريان الارثوذكس يوحنا ابرهيم اللذان فقدا في نيسان 2013 ولا يزال مصيرهما مجهولا.

 

واشنطن: ندرّب 60 مقاتلاً سوريا فقط!

الزبداني: الجيش يواصل عملية القضم

يواصل الجيش السوري و «حزب الله» عملية القضم الاستراتيجي للأحياء التي يسيطر المسلحون عليها في مدينة الزبداني، حيث سيطروا أمس على كتل جديدة في حي الزهرة شمال غرب المدينة، وبالنار على الشارع الرئيسي المتداخل في حي السلطاني جنوب شرق الزبداني.

في هذا الوقت، كشف وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر، أمس، عن فشل عملية تدريب واشنطن لمسلحين سوريين «معتدلين»، موضحاً انه، على الرغم من انطلاق البرنامج قبل شهرين، فانه يتم تدريب 60 مسلحاً فقط لقتال «داعش».

واستمر تقدم الجيش السوري وعناصر «حزب الله» على عدة محاور نحو وسط مدينة الزبداني، خاصة من جهة محور الشلاح وطريق سرغايا. وسيطر الجيش السوري وعناصر «حزب الله» على كتل جديدة في حي الزهرة شمال غرب الزبداني. كما سيطروا بالنار على شارع جمال عبد الناصر، وهو الشارع الرئيسي المتداخل في حي السلطاني جنوب شرق المدينة، واحكموا السيطرة على عدة مزارع وابنية على جانبيه.

وبدا لافتاً ما أفاد به ناشطون في منطقة وادي بردى المجاورة عن قطع المياه من جهة عين الفيجة، المسؤول عن تغذية مدينة دمشق وتحويلها إلى مجرى نهر بردى، الذي يعد جافاً في هذه الفترة من السنة، بهدف الضغط على الحكومة لوقف الهجوم على الزبداني.

وأكدت مصادر محلية انقطاع المياه عن العاصمة، من دون أن يؤثر ذلك على الخزانات والآبار الخاصة بتزويد المدينة بالماء بشكل احتياطي، على الرغم من توقعات بحصول تقنين.

واستطاع الجيش السوري مجدداً امتصاص هجوم «جبهة النصرة» وأتباعها على حي الزهراء في حلب، بعد تفجير انتحاري من «النصرة» عربة مفخخة.

وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن القوات الكردية السورية استعادت، بدعم من طائرات التحالف الدولي، السيطرة على أكثر من عشر قرى كان «داعش» استولى عليها شمالي مدينة الرقة، لكن التكفيريين ما يزالون يسيطرون على مدينة عين عيسى.

وقال كارتر، أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، إن «الولايات المتحدة تدرب نحو 60 مقاتلا فقط من المعارضة السورية لقتال تنظيم الدولة الإسلامية، وذلك حتى الثالث من تموز».

وأعلن كارتر أن «هذا عدد أقل بكثير من التوقعات»، وأرجعه لأسباب منها تشديد عمليات التدقيق الأميركية في أمر الذين يتم تجنيدهم.

وكان البرنامج أطلق في أيار الماضي في الأردن وتركيا، ووضع لتدريب ما يصل إلى 5400 مسلح سنوياً، واعتبر اختباراً للإستراتيجية التي تطبقها إدارة الرئيس باراك أوباما للتعاون مع شركاء محليين لقتال التكفيريين.

وقال رئيس اللجنة السناتور الجمهوري جون مكين «بالنظر لضعف عدد المقاتلين السوريين الذين تم تجنيدهم وتدريبهم حتى الآن، لدي شكوك في قدرتنا على تحقيق هدفنا لتدريب بضعة آلاف هذا العام».

وقال السناتور الديموقراطي جاك ريد إن «داعش لا يزال القوة المهيمنة في شرق سوريا». وأضاف «في غياب معارضة معتدلة لديها الإصرار والقدرة على انتزاع أراض من قبضة الدولة الإسلامية والاحتفاظ بها، من غير المرجح حدوث أي تغيير في الوضع الراهن».

وأبلغ كارتر اللجنة أن «عدد المجندين سيزيد، بعدما تعلمت الولايات المتحدة كيفية تبسيط إجراءات التدقيق». وقال «نعمل أيضا على صقل منهجنا التعليمي، وتوسيع نطاق تواصلنا مع المعارضة المعتدلة، ودمج الدروس المستفادة من الفصل الأول في عملية التدريب». وأعرب عن اعتقاده أن «المجندين السوريين يحتاجون بعض الحماية الأميركية»، لكنه أكد عدم اتخاذ أي قرار بخصوص نوع المساعدة التي يمكن تقديمها». وشدد على أن «الجهد الأساسي للحرب ضد داعش ينبغي أن تقوم به القوى المحلية، مضافاً إليها الدعم الأميركي».

في هذا الوقت، بدأ المنسق الأميركي للتحالف الدولي ضد «داعش» الجنرال جون آلن زيارة إلى أنقرة، بعد ورود معلومات عن تدخل محتمل لتركيا في سوريا. وقال مصدر تركي إن موضوع المحادثات بين آلن والمسؤولين الأتراك هو «بالطبع محاربة تنظيم الدولة الإسلامية». وقد عزز الجيش التركي منذ عدة أيام إجراءاته بمحاذاة الحدود الممتدة على طول 900 كلم بين تركيا وسوريا.

(«السفير»، ا ف ب، رويترز)

 

سوريا: 60 فضيحة

خليل حرب

كأنك في انتظار غودو. لو قُدِّر لصموئيل بيكيت أن يحيا في زمننا لكتبها الان وإنما بكل التراجيديا الساخرة والمضحكة. أكثر من أربع سنوات والعبارة السحرية تحاصرنا: «المعارضة المعتدلة».

فتَّشَ كثيرون عنها، في داخل سوريا وخارجها. لم يعثر عليها أحد. لا صوت لها، ولا وزن، وكلما كانوا يدرّبونها ويسلّحونها، تتلاشى بقدرة قادر بين ليلة وضحاها. يُنهب سلاحها وتسقط مناطقها وينشقّ عناصرها. ولنا في «حركة حزم» والعديد من فصائل «الجيش الحر» خير دليل.

«المعارضة المعتدلة»؟ عنوان جذّاب انطرب له الأردنيون والسعوديون ومعهم الاتراك، والأميركيون طبعاً. هل حقّاً كنت ستصدق أن دولة من هؤلاء ستقول إنها تدرّب وتسلّح وتموّل «المعارضة المتطرفة»؟!. إنه العنوان، هنا الإثارة والإغراء وكل النصْب السياسي والاعلامي.

لم تترك هذه الحرب «اعتدالا». لا ينجب كل هذا الدم عاقلا، ولو خلق سيكون يتيما. لم يصنع هذا المال معتدلا واحدا. بالعكس تماما، هذا المال حرام ولم يجلب لنا الا سفّاحين. لم نر الى الان الا الذبّاحين والمفجّرين والقتلة على هتاف «الله اكبر». دلّني على مسلّح معارض واحد يتحدث عن حماية سوريا وبقائها وسيادتها. عبث، لا يوجد.

والان بعد اندثار «حركة حزم» وغيرها، يعيد المخرجون انتاج الفيلم بنسخة جديدة، على الرغم من فشل الجزء الاول منه في صالات العرض.

«المعارضة المعتدلة»؟ بالأمس فقط، كان باراك اوباما يبشّرنا بمسألتين قبل أن يؤكد أنه سينتصر: اولا ان «داعش» قادر على التمدد واحتلال المزيد من الاراضي، وثانيا ان «المعارضة المعتدلة» رهانه الاساس في الحاق الهزيمة بهذا التنظيم.

يا إله السموات ماذا اقترفنا من ذنوب لنستحق كل هذا العقاب والدجل؟ ساعات فقط وقال وزير الدفاع الاميركي إن برنامج تدريب «المعارضة المعتدلة» الذي انطلق منذ حوالي ثلاثة شهور، يشمل حتى الان 60 مسلّحاً! عفواً؟! ستون مسلّحاً فقط؟! الم يكن يفترض انه سيقوم بـ «تخريج» خمسة الاف «معتدل» خلال السنة الاولى؟

لكن اين بقية «المعتدلين»؟ تبخّروا؟ لم تنطبق عليهم «المواصفات؟ لم يعجبهم راتبهم الشهري المخصص لـ «وطنيتهم المعتدلة»؟ انشقوا بعد التدريب الأولي؟ صدّق او لا تصدّق، كل هذه الأجوبة ليست سخرية بتاتاً. انها الاجوبة التي قدمها الاميركيون انفسهم.

اشتون كارتر، وزير الدفاع، أقرّ بذلك امام الكونغرس. صحيح انه قال ان من بين اسباب ذلك «تشديد» اجراءات التجنيد (حتى لا تتكرر مهزلة الانفراط والانشقاق مرارا)، الا انه اشار ايضا – ويا لبؤس السوريين – انه سيجري «تخفيف» الاجراءات في المرحلة المقبلة!

وهذا بعض مما قاله اشتون كارتر:

ـ العمل على صقل منهجنا التعليمي

ـ توسيع نطاق تواصلنا مع المعارضة المعتدلة

ـ دمج الدروس المستفادة من الفصل الأول في عملية التدريب

وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» قالت من جهتها ان «المسلّح المعتدل» الخاضع للتدريب يتلقى ما بين 250 إلى 400 دولار شهريا (بحسب مهاراته وأدائه وموقعه في القيادة).

يعلم «البنتاغون» تماما ان مبلغا كهذا يعتبر زهيدا مقارنة بما يجنيه مسلحو المعارضة في مختلف المناطق الخاضعة لاحتلالهم. ان الاتاوات التي تفرض على بلدة وحيدة في احدى مناطقهم، توفر لكل عنصر من عناصر فصيل المعارضة المسيطر فيها، ما يفوق ذلك الراتب بكثير.

المشكلة ان «البنتاغون» يعلم. ويريد اوباما من «المعتدلين» مقاتلة «داعش» والحاق الهزيمة به. «داعش» الذي تمتد موارده من العراق الى سوريا بما فيهما من نفط واثارات واتاوات وابتزاز وعمليات خطف واموال خارجية.

لا عجب اذن، ان يقول «البنتاغون» ايضا ان مجموعات كبيرة من «المتدربين المعتدلين» اختفوا مؤخرا من مراكز تدريبهم في تركيا. وكانت المعلومات الاولى تشير الى ان نحو «ستة الاف سوري معتدل» انضموا الى برامج التدريب. ومؤخرا، قال المتحدث باسم «قوة المهام المشتركة – سوريا» سكوت راي إن «عددا من المتطوعين انسحبوا… مجموعة انسحبت بكاملها قبل عشرة أيام تقريبا… بعدما تدربت بضعة أسابيع».

لم يكن هؤلاء وحدهم. سبقهم في اليوم الاول من انطلاق البرنامج العقيد الاميركي ميخائيل ناغاتا المسؤول الاول عن تدريب «المعارضة المعتدلة»، اذ تردد ايضا انه قدم استقالته. دانيال روبنشتاين، المبعوث الاميركي الى سوريا، والمسؤول عن العلاقة مع المعارضة السورية منذ اكثر من عام، عُيِّنَ سفيرا في تونس. روبرت فورد لم يعد، طوني بلير غادر، هيلاري كلينتون لم تبق ايضا، نيكولا ساركوزي رحل، سعود الفيصل تراجع بهدوء، حمد بن جاسم بن جبر، انكسر وما عاد يظهر. وحدهم، السوريون والعراقيون واللبنانيون والمصريون والكويتيون واليمنيون … يموتون، وغودو «الاعتدال» اللعين، لم يأت.

 

«عاصفة الجنوب» تجدد ضرب مواقع النظام في درعا وعملية تبادل للجثث بين الجيش والمعارضة في حلب

مسؤول أمريكي في أنقرة على وقع أنباء تدخل عسكري تركي مقبل في سوريا

عواصم ـ وكالات ـ «القدس العربي»: استأنفت فصائل تابعة للمعارضة السورية، صباح أمس الثلاثاء، هجماتها على مواقع لجيش النظام في مدينة درعا، ضمن معركة أطلقتها مؤخراً باسم «عاصفة الجنوب»، في محاولة منها للسيطرة على المدينة الواقعة جنوبي البلاد.

وقال محمد أبو فهد، القيادي في فرقة 18 آذار(أحد تشكيلات الجبهة الجنوبية التابعة للمعارضة)، إن الهجوم صباح أمس «جاء بعد ساعات من القصف التمهيدي بالمدافع والصواريخ على معظم المواقع العسكرية التابعة للنظام في مدينة درعا، وشاركت فيه معظم فصائل «الجبهة الجنوبية» والفصائل الإسلامية، متوزعة على 7 غرف عمليات موزّعة على قطاعات مختلفة في محيط المدينة».

وأضاف أبو فهد أن محاولات الاختراق لدفاعات النظام بدأت من الجهة الشرقية للمدينة، مشيراً إلى أن الهجوم يجري مبدئياً بمشاركة نحو ألفي مقاتل، وسيزداد عددهم مع أي تقدم مأمول للمعارضة في الساعات المقبلة.

يُذكر أن مدينة درعا تضم أهم وأكبر تجمع للقوات النظامية في الجنوب السوري، وهي مركز المحافظة الرئيسي، كما تُعتبر مركز ثقل لسلطات النظام لاحتوائها على مؤسسات الدولة وثكنات عسكرية وأفرع أمنية.

وكانت فصائل المعارضة أطلقت قبل 10 أيام معركة «عاصفة الجنوب» بهدف السيطرة على المدينة إلا أنها توقفت بعد يومين دون أن تحقق الفصائل تقدما ملموسا، فيما عزا ناشطون عدم إحراز التقدم إلى سوء التنسيق بين غرف العمليات التي أنشئت لهذه الغاية.

جاء ذلك فيما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس الثلاثاء بإتمام عملية تبادل 26 جثة بين القوات السورية وفصائل المعارضة الإسلامية المسلحة في مدينة حلب.

وقال المرصد في بيان إنه تمت مبادلة 16 جثة لعناصر من القوات النظامية والمسلحين الموالين لها ، مع 10 جثامين لمسلحي المعارضة ممن قتلوا في معارك سابقة.

ولفت إلى أن عملية التبادل جرت في منطقة معبر بستان القصر الواصل بين حيي المشارقة وبستان القصر في مدينة حلب.

إلى ذلك يجري المنسق الأمريكي للتحالف الدولي ضد «تنظيم الدولة الإسلامية» الثلاثاء محادثات في أنقرة مع مسؤولين أتراك على خلفية شائعات عن تدخل محتمل لتركيا في سوريا على ما أفاد مصدر رسمي.

وقال هذا المصدر التركي طالبا عدم كشف هويته «إن الجنرال جون آلن يجري اليوم محادثات في انقرة»، موضحا أن موضوع المحادثات هو «بالطبع محاربة تنظيم الدولة الإسلامية».

ويلتقي الجنرال الامريكي السابق الذي ترافقه مساعدة وزير الدفاع للشؤون السياسية كريستين وورموث، قادة عسكريين ووكيل وزير الخارجية التركي فريدون سينيرلي اوغلو.

وتأتي هذه الزيارة في وقت تؤكد فيه وسائل الإعلام التركية منذ نحو عشرة أيام أن الحكومة الإسلامية المحافظة في أنقرة تفكر في شن عملية عسكرية في عمق الأراضي السورية لصد الجهاديين بعيدا عن حدودها ومنع تقدم القوات الكردية التي تسيطر على جزء كبير من المنطقة الحدودية مع تركيا.

وقد عزز الجيش التركي منذ عدة أيام إجراءاته بمحاذاة الحدود الممتدة على طول 900 كلم بين تركيا وسوريا.

 

في خيار «سوريا أولا» يكرر أوباما أخطاء العراق… يستبعد العرب ويعتمد على الأكراد … مسؤول بريطاني يدعو لنقل المتشددين من مواطنيه إلى «الخلافة» مقابل تخليهم عن جوازاتهم

توغل «قوات الحماية الشعبية» قريبا من الرقة يهمش السنة ويمنح تنظيم «الدولة» ورقة الحامي لهم

إبراهيم درويش

لندن ـ «القدس العربي»: أعادت تصريحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما يوم الإثنين عن ضعف تنظيم «الدولة» الإسلامية «الحقيقي» وطبيعة المعركة الجارية الآن في سوريا التي تنسق فيها القوات الأمريكية مع مقاتلي الحماية الشعبية الأكراد التابعين لحزب الاتحاد الديمقراطي أحد الأحزاب الرئيسية في المنطقة الكردية شمال- شرقي سوريا الجدل حول استراتيجية الرئيس لمكافحة الجهاديين.

وكان حديث أوباما عن نجاح الغارات الجوية الأمريكية بدفع مقاتلي الدولة للتراجع وخسارتهم تل ابيض ومعظم المناطق الكردية وطرقا وجسورا كانوا يستخدمونها لتؤكد أنه بوجود «الحليف» الذي يوثق به على الأرض فيمكن دفع الجهاديين للتراجع، إضعافهم أولا ثم هزيمتهم وهو جوهر الإستراتيجية التي أعلن عنها الرئيس باراك أوباما العام الماضي. فلأول مرة منذ بداية الحملة الدولية ضد «تنظيم الدولةالإسلامية» يتم حرف مسار الحرب من الساحة العراقية إلى الساحة السورية.

ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مسؤولين في البنتاغون ومحللين قولهم إن الغارات الجوية على التنظيم في سوريا تعتبر الأكثر كثافة منذ بداية الحرب.

فقد حرمت الغارات وتقدم الأكراد التنظيم من معابر حدودية مهمة وأجبر الجهاديون للدفاع في محيط الرقة، عاصمة ما يطلق عليها الخلافة. وهو تطور لم يكن أحد يتخليه قبل عدة أشهر.

 

اتهامات

 

ومع ذلك يظل تفاؤل الرئيس الأمريكي ليس في محله لأن الحماية الشعبية توسعت أبعد من حدودها التقليدية أي مناطق الأكراد التقليدية في عين العرب/كوباني والجزيرة وعفرين وهي المناطق التي يتطلع الأكراد إلى إقامة منطقة حكم ذاتي عليها ويطلقون عليها «روجوفا». ومشكلة أكراد سوريا كما هو حال أكراد العراق أنه لا يمكنهم التحرك أبعد من مناطقهم والتوغل في مناطق العرب.

وهم الآن عرضة للاتهامات وممارسة ما يطلق عليه ناشطون التطهير العرقي للعرب وبقية الأقليات.

وتتهم المعارضة السورية الأكراد بعمليات طرد للعرب من أجل تقوية سيطرتهم على المناطق التي خرج منها «تنظيم الدولة».

ونقلت «واشنطن بوست» عن أحمد حاج صالح، الناشط من مدينة الرقة تعليقه على نشاطات الحماية الشعبية «هدفهم هو تغيير الديموغرافيا في المنطقة» وأضاف «أنا علماني ومرتد ولكن لو اقتضى الأمر لحملت السلاح وانضممت إلى تنظيم الإسلامية».

وأكد أنه لن يسمح بتغيير ديمغرافية المنطقة. وليست المعارضة السورية وحيدة في تخوفاتها من التمدد الكردي داخل المناطق العربية بل تراقب تركيا الوضع عن كثب وكثرت في الآونة الأخيرة الكثير من التكهنات حول توغل تركي في شمال سوريا لتأمين المناطق هناك. وأكد الرئيس التركي طيب رجب أردوغان أنه لن يسمح أبدا للأكراد بإقامة دولة لهم في سوريا.

ونفى متحدث باسم الحماية الشعبية ريدور خليل أية نوايا لإقامة دولة كردية مؤكدا أن هذه المناطق جزء من سوريا وستظل جزءا من الأراضي السورية «إلا إذا كان هناك قرار من القوى الدولية».

وقال إنه يرحب بعودة العرب الذين فروا من قراهم إلا في حالة وجود أدلة على تعاونهم مع «تنظيم الدولة». ويظهر الدور الكردي في قتال الجهاديين محدودية استراتيجية الولايات المتحدة فغياب البدائل السائغة عن «تنظيم الدولة الإسلامية» للناس الذين يعيشون في المناطق الرئيسية داخل سوريا والعراق.

ونقل عن شادي حميد من معهد بروكينغز «لا يوجد البديل السني بعد» «ولهذا السبب فالتركيز على الانتصارات السريعة أصبح إشكاليا، ولا تفكر الولايات المتحدة بما سيحدث بعد إخراج «تنظيم الدولة الإسلامية» من المناطق».

 

انهيار سريع

 

وتقول الصحيفة إن المسؤولين الأمريكيين والأكراد كانوا يتوقعون معركة طويلة للسيطرة على بلدة تل أبيض لكنها سقطت بسرعة بسبب تراجع الجهاديين الذين خسروا عددا من القرى الأخرى بحيث وضع المقاتلين الأكراد على بع 35 ميلا من الرقة.

ونقل عن مواطنين في المدينة تصويرهم حالة من الذعر في صفوف التنظيم الذي بدأ يحفر الخنادق حول المدينة ودعا للتطوع وألقى القبض على المشتبه بهم وأمر آلاف الأكراد مغادرة المدينة.

ونقل عن رجل أعمال في الرقة قوله «بدوا وكأنهم في حالة من الصدمة». ومع ذلك يرى محللون أن الغارات الجوية تترك آثارا سلبية لأنها تعزز من قوة جماعة غريبة أو معادية للسكان المحليين.

وكما تقول الصحيفة فقوات الحماية الشعبية كانت حليفا فاعلا للأمريكيين في الحرب ولكنها تحولت لمعوق أمام التقدم والاستفادة من تشتت مقاتلي «تنظيم الدولة».

ويواجه برنامج تدريب المعارضة السورية الذي خصصت له الولايات المتحدة مبلغ 500 مليون دولار مشاكل ولم يتخرج منه إلا بضع مئات.

وتجد الولايات المتحدة صعوبة في تجنيد سورييين راغبين بالقتال ضد تنظيم «الدولة» بدلا من مواجهة نظام بشار الأسد أولا. صحيح أن بعض وحدات الجيش السوري الحر تقاتل جنبا إلى جنب مع الأكراد ضمن تحالف «بركان الفرات» إلا أنها تمثل اقلية صغيرة. وترغب كتائب المعارضة السورية في التقدم نحو الرقة خاصة «ثوار الرقة» حسب أبو شجاع المتحدث باسم المجموعة ولكن على خلاف الأكراد الذين ينسقون مع غرفة العمليات الأمريكية في كردستان، شمال العراق لا يتمتع الثوار بهذه الميزة.

وقال أبو شجاع أن المقاتلين الأكراد لا يهتمون كثيرا بالرقة ويريدون التحول نحو الغرب وقتال التنظيم في جرابلوس من أجل توسيع جيبهم الكردي مضيفا أن التحالف الدولي يبدو أنه لا يثق بالعرب.

 

توغل سلبي

 

وفي حديثه يوم الاثنين أكد الرئيس أوباما على أهمية بناء ثقة من أجل الفراغ الذي يشغر بخروج الجهاديين.

فيما يدرس العسكريون الأمريكيون خططا لتعزيز الثقة مع جماعات المعارضة للتقدم أماما في مناطق «تنظيم الدولة».

وأكد مسؤول أمريكي أن الخطة الرئيسية ستكون وحدات عربية والعمل معها.

وتنقل الصحيفة عن حسن حسن المحلل في تشاتام هاوس في لندن قوله إن غياب الشريك في سوريا هو نتاج استراتيجية الولايات المتحدة القائمة على «العراق أولا» والتي ركزت على ملاحقة تنظيم «الدولة» في الأراضي العراقية.

وتمسك حسن بالرأي الذي يرى أن سوريا هي ساحة قتالية أسهل لمواجهة الجهاديين من العراق حيث يمنح التنظيم في هذا البلد بديلا عن الحكومة الطائفية التي يتسيدها الشيعة في بغداد. ويعلق حسن أن تنظيم «الدولة» أقل قوة في سوريا فهو جديد على الساحة وينظر إليه كتنظيم أجنبي عراقي أكثر منه سوريا. مضيفا أن هناك العديد من جماعات المعارضة التي تقاتل التنظيم ولأكثر من عام. ويحذر حميد من معهد بروكينغز أن الدينامية الجديدة في سوريا قد تتغير حيث سيدفع اعتماد الولايات المتحدة على الأكراد السنة في سوريا للدفاع عن الجهاديين في تكرار للتجربة العراقية. فقد ادى اعتماد أمريكا على الشيعة والأكراد لتهميش السنة. هو ما يريده تنظيم «الدولة» الذي يريد أن يظهر بمظهر الحامي للسنة في كل من سوريا والعراق.

وترى الصحيفة أن هذه الرؤية تبدو متجذرة بين اللاجئين السوريين في تركيا والذين فروا من قراهم وبلداتهم نتيجة لتقدم الحماية الشعبية التي تتناقض مواقفهم اليسارية مع النزعات المحافظة للسكان.

وبحسب شهادات من هؤلاء «فالناس الجدد لا رحمة لديهم»، ودعا بعضهم للانضمام لتنظيم «الدولة» حماية للدين والأرض والعرض.

 

استراتيجية واهية

 

وفي تعليق لدانا ميلبانك في الصحيفة نفسها على تصريحات الرئيس أوباما الذي أكد في حديثه أن الأمريكيين لا يمكنهم فعل كل شيء في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا «لأننا سنكون مثل من يلعب لعبة «إضرب الخلند»» الذي من الصعب صيده.

ويشير ميلبانك أن أوباما استخدم هذا المصطلح من قبل لكن الإشارة إليه في هذا السياق يثير الدهشة. وهو محق في كلامه فالولايات المتحدة لا يمكنها ملاحقة الإرهابيين بالتلويح بالمطرقة (التي تستخدم في اللعبة) كلما أطلوا برؤوسهم.

ومع ذلك فقد كان هذا هو جوهر الإستراتيجية الأمريكية في العراق وسوريا حيث قاتل الجهاديين من خلال 5.000 غارة ولكن لم تفعل شيئا لحل التهديد.

ويعتقد أن «اضرب الخلند» هو أقرب للحقيقة من الأسم الذي أطلق على العملية أولا.

ويرى ميلبانك أن الرئيس الأمريكي لم يفعل إلا القليل لمعاقبة الرئيس السوري بشار الأسد عندما انتهك «الخط الأحمر» واستخدم السلاح الكيميائي.

وأساء إلى نفسه الشهر الماضي عندما التقى القادة الأوروبيين وأعترف أن الولايات المتحدة لا استراتيجية لديها لهزيمة تنظيم «الدولة». وحتى نكون عادلين مع أوباما فقد كان يتحدث عن غياب الإلتزام من جانب الجيش العراقي. ولكن هذا الفهم ضاع لأن الرئيس قال قبل تسعة أشهر «ليست لدينا استراتيجية بعد» لمواجهة تنظيم «الدولة» الإسلامية.

وعن سبب زيارة أوباما للبنتاعون يعلق الكاتب إن البيت الأبيض عندما نشر خبر الزيارة سارع جوش إرنست المتحدث باسم البيت الأبيض للقول إنه لا يتوقع إعلانا مهما في هذه الزيارة.

وبعد اجتماعه مع قيادة الوزارة خرج للقول إن تنظيم «الدولة» الإسلامية في العراق والشام خسر سد الموصل وخسر جبل سنجار ووو….».

ولكن الرئيس قدم بعض المعالم لاستراتيجية شاملة والتي جاء فيها أن لا حل بدون حكومة جديدة في سوريا بدون الأسد.

وتحدث عن دعم أكبر للجماعات المعارضة. ولكنه لم يقل الكثير عن التواصل من جديد مع روسيا والسعودية وتركيا والبقية لحل الأزمة السورية ووقف إطلاق النار وإنشاء مناطق آمنة وتعزيز الجبهة الجنوبية.

وكان رد النائب الجمهوري جون ماكين أن لا شيء مما قاله الرئيس يؤكد «أننا نسير على طريق النجاح». ومع ذلك يرى ميلبانك أن الرئيس أوباما يستحق الثناء لأنه تحدث عن العناصر الضرورية للإستراتيجية وتجاهل الأصوات من اليسار التي ربما جعلته يتراجع. ويرى الكاتب هنا أن ما يطرحه معلقون حول ردع واحتواء التنظيم وتركه يتداعى من الداخل لا يتناسب مع الواقع، كما أن حديث الرئيس عن مخاطر انتشاره وتهديده حالة لم ترفع الولايات المتحدة من مستوى المواجهة معه. وكل هذا مواصلة للعبة «اضرب الخلند». وهو ما يعني أن أوباما رغم محاولته إقناع الجميع أن استراتيجيته تعمل رغم ما فيها من قصور.

 

أسئلة صعبة

 

وفي تحليل لبول ماكليري ودان دي ليوس في مجلة «فورين بوليسي» ناقشا فيه إن أوباما تجنب في كلمته في البنتاغون توضيح أسباب سقوط مدينة الرمادي مثلما تجنب ذكر الضغط الذي يمارسه تنظيم «الدولة» على المعارضة المعتدلة في حلب ودور الميليشيات الشيعية في العراق وفشل حكومة بغداد بتجنيد العدد الكافي من الأفراد للجيش العراقي.

وتساءل الكاتبان عن سبب قلة الغارات الجوية على الرقة التي لم تشن عليها إلا عدد قليل من الغارات وبعدها تراجعت مما سمح للجهاديين استعادة عين عيسى من المقاتلين الأكراد. وتساءلا عن السبب الذي يمنع المدربين الأمريكيين مرافقة القوات العراقية لمساعدة الطائرات الأمريكية وتحديد أهداف الجهاديين، فبدون المدربين وقوات النخب الخاصة تضطر المقاتلات للإعتماد على صور تلتقطتها طائرات استطلاع وأجهزة غير موثوقة. وطرح الكاتبان سؤالا آخر على الرئيس الذي تحدث عن توسع تنظيم «الدولة» في شمال أفريقيا ومصر ومناطق أخرى، فهل هو مستعد لتوسيع الحملة العسكرية لتضم ليبيا ومصر. وفي معرض الشرح تحدثا عن عمليات الجهاديين ضد الجيش المصري الأسبوع الماضي والتي خلفت وراءها 100 قتيل.

وكما أشارا إلى المواجهات في ليبيا حيث أصبح التنظيم هناك يمثل تهديدا على البلدين وكذا الولايات المتحدة. والسؤال متعلق باستعداد أمريكا لتوسيع المواجهة عالميا مع التنظيم.

وتساءل الكاتبان عن سبب التردد بدعم الأكراد مباشرة بالأسلحة خاصة أن وحدات من الجيش العراقي انهارت عام 2014 وخلفت وراءها كميات كبيرة من الأسلحة الأمريكية الصنع غنمها الجهاديون.

وحدث السيناريو نفسه في أيار/مايو العام الحالي بعد سقوط الرمادي. ومع أن قادة الأكراد ناشدوا الرئيس تسليحهم إلا أن الإداة مصرة على مرور السلاح عبر بغداد.

وفي النهاية تساءلا عن سبب تأخر حملة استعادة الموصل التي قيل إنها ستبدأ في الربيع الذي انتهى. ومنذ استعادة تكريت لم يتحرك الجيش العراقي لاستعادة الرمادي أو أي مدن آخرى. وهي أسئلة كان الأحرى بالرئيس طرحها وتوضيحها.

 

في بريطانيا

 

في بريطانيا التي أحيت الذكرى العاشرة لتفجيرات لندن في 7/7 دعا الرئيس السابق لوحدة مكافحة الإرهاب ونائب مفوض شرطة اسكتلندا يارد السابق إلى التصدي للتهديد الإرهابي الذي يرى أنه أخطر اليوم منه في أي وقت مضى.

وتحدث إلى صحيفة «الغارديان» داعيا الرغبين للعيش في ظل «الخلافة» التخلي عن جوازات سفرهم ومغادرة البلاد.

وقال روبرت كويك إن تخلي المتشددين عن جوازاتهم والمغادرة أفضل من البقاء ما يؤدي لتقيح المشكلة وانتشارها.

وقالت الصحيفة إن تصريحات كويك تزامنت مع عمليات المراجعة للجهود التي قامت بها بريطانيا لمواجهة الإرهاب بعد مقتل 57 شخصا وجرح 750 آخرين في هجمات نظمت على 3 محطات لقطارات الأنفاق وحافلة في لندن عام 2005 .

وترى الصحيفة أن صعود تنظيم «الدولة» قد زاد من أعباء السلطات الاستخباراتية التي تحاول ردع البريطانيين عن السفر إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة الجهاديين.

ويقدرعدد الجهاديين البريطانيين الذي انضموا إلى «الدولة» بحوالي 700 متطوع.

ويقول كويك الذي شغل منصب مدير وحدة العمليات الخاصة في اسكتلند يارد في الفترة ما بين 2008-2009 إن من يرغب بالسفر إلى سوريا والعراق فعليه تسليم جوازه مما يعني مغادرة نهائية لبريطانيا.

وقال «يجب أن نفكر بكيفية مواجهتها وإن كان لديك مئات أو الآلاف يرغبون بالسفر إلى هناك فعلينا أن نقنعهم بعدم الذهاب. وإن لم يقتنعوا فعلينا السؤال: هل سنكون في وضع أفضل لو تخلوا عن جوازاتهم؟».

ولو «قلنا نعم فعلينا تجهيز طائرات تجارية إلى سوريا، وما عليك إلا الحضور وتسليم جوازك وإن كنت فوق الـ18 عاما فعندها اذهب وعش كما تريد».

ويقول كويك إن طبيعة التطرف الإسلامي لا تتوافق مع القيم البريطانية وأن طبيعة التهديد الإرهابي تغيرت خلال العقد الماضي من مؤامرات كبيرة إلى خطط صغيرة يقوم بها أشخاص. وقدم كويك تقييما متشائما للحرب على الإرهاب «فنحن في وضع سيئ، ومكان محاط بالخطر. فقبل 10 أعوام كنا نتعامل مع مجموعة صغيرة نسبيا كانت تسافر إلى باكستان.

وكان أفرادها منخرطين في مؤامرات مدروسة يمكن اعتراضها والتنصت عليها» و «أما الأن فنحن نتعامل مع عدد كبير ممن سافروا إلى سوريا ولا نعرف كم منهم سيعود أو المتطرفين في الداخل، فنحن في وضع أقل أمنا مما كنا عليه قبل 10 أعوام.

وهناك عدد متزايد من الأشخاص المندفعين الذين يلقون تشجيعا لتنفيذ هجمات».

ويقول إن فهم التشدد «وماذا يقع في قلب الحرمان (الذي يغذيه) داخل المجتمع البريطاني قليل».

 

تنظيم «الدولة» والنظام و«الوحدات الكردية» يتناوبون على حرق ونهب المنازل والممتلكات في الحسكة

محمد الحسين

الحسكة ـ «القدس العربي»: مع امتداد الاشتباكات إلى داخل مدينة الحسكة خلال الأسبوعين الأخيرين، دعا ذلك أهالي المدينة، وخاصة في المناطق التي يسيطرعليها تنظيم الدولة أوالقريبة من نقاط الاشتباكات، إلى النزوح عن منازلهم، مما عرضها إلى عمليات حرق ونهب من أطراف الاشتباكات جميعهم.

 

النظام وميليشياته حرقت ونهبت منازل في غويران والزهور

 

ويقول الناشط الإعلامي سراج الحسكاوي في حديث خاص مع «القدس العربي»: عمدت قوات النظام وميليشيات الدفاع الوطني إلى حرق منازل المدنيين، وخاصة التي تعود للناشطين و المعارضين منهم، في حيي غويران وحي الزهور المعروف بـ»حوش الباعر» بعد معارك الكر والفر في هذين الحيين خلال الهجوم الأخير للتنظيم الذي شنه منذ أسبوعين ليسيطر على حي غويران قبل ينسحب من أجزاء منه.

ويشير سراج إلى «وقوع عمليات نهب أيضاً في حي الزهور بعد الهجوم الأول لتنظيم الدولة على مدينة الحسكة، قبل شهر ونصف تقريباً، حيث وصل التنظيم إلى حاجز الكهرباء القريب من الحي، فقام عناصر ميليشيات الدفاع الوطني التابعة للنظام بإشاعة نبأ بأن التنظيم دخل الحي، مما دعا الأهالي إلى النزوح عنه، فقام عناصرمن هذه الميليشيا بسرقة عدد كبير من المنازل».

 

«نافد أسد الله» يشرف على عمليات الحرق

 

وكانت صفحات موالية للنظام على مواقع التواصل الاجتماعي قد تداولت قبل أيام صورة لـ «عصام زهر الدين» الملقب بـ «نافد أسد» الذي وصل إلى الحسكة لإدارة العمليات العسكرية لقوات النظام قادماً من دير الزور المجاورة، وتبين الصورة وجوده مع عدد من العناصر وخلفهم أحد المنازل وقد تصاعد منه الدخان، ويؤكد الناشط الإعلامي علي الحريث صحة هذه الصورة ويقول إنها تعود لمنزل شخص يدعى «أبو ماجد» الواقع بالقرب من تل غويران، وأن «نافد أسد الله» هو من يشرف على هذه العمليات .

 

النهب يطال المنازل الراقية «خاصة»

 

وبدوره يؤكد الناشط الإعلامي عبدالله الأحمد وقوع عمليات الحرق والنهب ويقول: «من قام بالحرق هو النظام، ونحو70 % من منازل و بيوت حي غويران تعرضت لعمليات النهب والسرقة، وهذه البيوت تعود لمدنيين و لناشطين معارضين، وكذلك لأهالي أشخاص ينتمون للجيش الحر». فيما يؤكد الناشط سامر الحسكاوي ما ذهب إليه الأحمد ويقول: «منازل وبيوت كثيرة تعرضت للنهب، ليس فقط في حي غويران وإنما في حي النشوة أيضاً، ويختار عناصر قوات النظام وميليشياته المنازل الراقية والفيلات حيث يقومون بعمليات دهم ومن ثم ينهبون كل محتويات المنزل وبعدها يقومون بحرق ما تبقى فيه « على حد قول الناشط.

 

الوحدات الكردية حرقت ونهبت منازل حي العزيزية بذريعة « قتال التنظيم»

 

فيما يشير الناشط سراج الحسكاوي إلى وقوع عمليات نهب للمنازل في حي العزيزة أيضاً في مدينة الحسكة والذي سلم النظام إدارته للوحدات الكردية، حيث أكدت مصادر محلية قيام شخص من أبناء الحي بالتجول مع عناصر هذه الوحدات ليقوم بإرشادهم على منازل الناشطين والمعارضين خاصة، الذين نزحوا عنها قبل فترة كي لا يتم اعتقالهم، لتعمل عناصر الوحدات على نهب هذه المنازل وفي كثير من الأحيان حرقها، إضافة إلى اعتقال من تجدهم في هذه المنازل». وبدوره يؤكد الناشط عبد الله الأحمد قيام الوحدات الكردية بعمليات الحرق والسرقة في حي العزيزية وأجزاء من حي النشوة بذريعة قتال تنظيم الدولة وأن بعض البيوتي لعناصر منتمين للتنظيم.

 

«تنظيم الدولة» حرق منازل انتقاماً لحرق منازل عناصره

 

وعمد تنظيم الدولة أيضاً على حرق منازل أخرى أثناء اقتحامه حي غويران مؤخراً، وينقل الناشط الحسكاوي عن مصادر من الأهالي قولهم: «قام تنظيم الدولة أيضاً، عند دخوله حي غويران خلال الأسبوع الماضي، بحرق منازل تعود لعناصر من ميليشيات النظام، انتقاماً لحرق منازل تعود لعناصره من قبل قوات النظام قبل أكثر عام». ويؤكد الحسكاوي أيضاً قيام تنظيم الدولة بنقل محتويات المحاصيل الزراعية من قمح وشعير والتي كانت موجودة في المدينة الرياضية في حي غويران، إلى مناطق سيطرته خارج الحسكة على عدة دفعات، وهذا ما جعله يستميت في الدفاع عنها وليس هدفه السجن المركزي المجاور كما تم تداول ذلك.

لكن ناشطي الحسكة لم يؤكدوا قيام التنظيم بنهب وسرقة المنازل، أو على الأقل لم يتبين ذلك نظراً لعدم قدرة المدنيين على العودة إلى منازلهم في المناطق التي يسيطر عليها التنظيم، في حين عاد بعض النازحين إلى منازلهم في أحياء المرديان، والمساكن وأجزاء من حي غويران التي تسيطر عليها قوات النظام، بعد سماعهم بأنباء حرق ونهب منازل لنازحي الحسكة.

يشار إلى أن نحو350 ألف مدني نزحوا عن مدينة الحسكة منذ بدء الاشتباكات قبل نحو أسبوعين، من أصل مليون وثلاثمئة نسمة، عدد سكان المدينة قبل بدء الثورة السورية عام 2011، ولجأ معظمهم إلى مدينتي القامشلي وعامودا، فيما أجبر آخرون على الانتقال إلى مخيمات المالكية بعد أن منعت الوحدات الكردية دخولهم إلى القامشلي، بينما لا يزال الآلاف منهم يفترشون الأراضي بين عامودا والقامشلي والدرباسية، بظل ظروف صحية وجوية سيئة وسط عدم وصول منظمات إغاثية ومساعدات لهم حتى الآن.

 

مستشار الجيش الحر لـ «القدس العربي»: برنامج التدريب الأمريكي فاشل ولا يوجد في سوريا من سيحارب تنظيم «الدولة» ويترك الأسد

ماكين يعترف بوجود «خلل» ووزير الدفاع: المتدربين لن يقاتلوا الأسد

إسماعيل جمال

إسطنبول ـ «القدس العربي»: جدد وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر، الثلاثاء، على أن برنامج تدريب المعارضة السورية الذي تقوده واشنطن يستهدف محاربة تنظيم «الدولة»، ولن يستهدف قوات الأسد، في حين اعترف السيناتور الأمريكي جون ماكين بوجود «خلل» في البرنامج، وذلك بالتزامن مع زيارة المنسق الأمريكي لعمليات التحالف الدولي ضد «داعش» إلى العاصمة التركية أنقرة التي ترفض الرؤية الأمريكية للبرنامج.

وقال وزير الدفاع الأمريكي، الثلاثاء: «أبلغنا المتدربين السوريين في المعارضة المعتدلة بأنهم سيقاتلون داعش وليس قوات الأسد».

من جهته، قال السيناتور الأمريكي جون ماكين إن «هناك خلل واضح في برنامج تدريب المعارضة السورية المعتدلة.

المستشار القانوني لـ «الجيش السوري الحر» أسامة أبو زيد، اعتبر أن هذه التصريحات تأتي في إطار ما وصفه «الجدل المتصاعد داخل الإدارة الأمريكية حول جدوى ومدى نجاح عمليات محاربة داعش في سوريا»، لافتاً إلى وجود أطراف في الإدارة الأمريكية تعتبر أن تأخر الإدارة الأمريكية في مساعدة الشعب السوري ضد عمليات القتل التي مارسها الأسد هو السبب في تمدد «داعش».

وقال أبو زيد في تصريحات خاصة لـ «القدس العربي»: «الإدارة الأمريكية حاولت تدارك الأزمة وعملت على برنامج تدريب المعارضة السورية ظناً منها أن الشعب السوري سيترك الأسد وسيتفرغ لقتال داعش، لكن المشاركين في التدريب خيبوا ظن الإدارة الأمريكية».

وكانت فصائل سورية مشاركة في برنامج التدريب الأمريكي هددت في الآونة الأخيرة بالانسحاب من البرنامج بعدما طلب منهم التوقيع على تعهد بالعمل على محاربة داعش فقط والتعهد بعدم استخدام الأسلحة المقدمة لهم ضد قوات الأسد.

في سياق متصل، يجري المنسق الأمريكي للتحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية، الثلاثاء، محادثات في أنقرة مع مسؤولين أتراك على خلفية شائعات عن تدخل محتمل لتركيا في سوريا.

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية، عن مصدر تركي قوله إن «الجنرال جون آلن يجري اليوم محادثات في انقرة» موضحا ان موضوع المحادثات هو «بالطبع محاربة تنظيم الدولة الاسلامية».

وعن ذلك، يرى أبو زيد أن الإدارة الأمريكية لا يمكنها إطلاقاً تجاهل مطالب تركيا المتعلقة ببرنامج التدريب «كون التمركز الأساسي لتنظيم داعش يقع شمال سوريا وبالقرب من الحدود التركية، فلا يمكن اقامة التدريب بالأردن أو مكان آخر، لأن ذلك لا يفيد بشيء».

ولفت أبو زيد إلى أن مخاوف أنقرة تتصاعد من التجاهل الأمريكي للأسد ورفضها المتكرر لإقامة المنطقة العازلة لإبعاد خطر داعش ومساعدة المعارضة السورية، بالإضافة إلى الخطة الأمريكية غير المعلنة بالاعتماد على الأكراد في محاربة «داعش».

ويلتقي الجنرال الأمريكي السابق الذي ترافقه مساعدة وزير الدفاع للشؤون السياسية كريستين وورموث، قادة عسكريين ووكيل وزير الخارجية التركي فريدون سينيرلي اوغلو.

وتأتي هذه الزيارة في وقت تؤكد فيه وسائل الاعلام التركية منذ نحو عشرة أيام أن الحكومة في أنقرة تفكر في شن عملية عسكرية في عمق الأراضي السورية لصد الجهاديين بعيدا عن حدودها ومنع تقدم القوات الكردية التي تسيطر على جزء كبير من المنطقة الحدودية مع تركيا.

وقد عزز الجيش التركي منذ عدة ايام اجراءاته بمحاذاة الحدود الممتدة على طول 900 كلم بين تركيا وسوريا، وأرسل الجيش دبابات وناقلات جند وحاملات صواريخ إلى المناطق الحدودية.

 

النظام السوري وشيعته في دمشق يستخدمان بائعي «الإباحيات» لاصطياد المراهقين وتأمين مناطقهم السكنية

حسام محمد

ريف دمشق ـ «القدس العربي»: لم تكن ظاهرة بيع «الأفلام اللا أخلاقية» من قبل المحسوبين على النظام السوري في العاصمة السورية دمشق حديثة الولادة، بل تعمدت الأجهزة الأمنية منذ سنوات طوال على تسهيل مثل هذه الأنواع من المبيعات، وتوفيرها بأسعار زهيدة، بهدف إفساح المجال للمراهقين قبل الشباب باقتنائها، والعمل على توفيرها ضمن الأكشاك والباعة الجوالين الذين يكونون في غالب الأحيان عناصر أمنيين مزودين بمهام خاصة مختلفة عما يقومون به من بيع لهذه الأفلام الإباحية، أو متعاقدين من الأفرع الأمنية لرصد المارة أو أي تحركات مشبوهة.

ولكن مع التحولات الحاصلة في العاصمة – دمشق انطلاقا من تغيير النسيج السكاني، وظهور التجمعات الشيعية في أكثر من منطقة فيها، إضافة إلى انتشار الحواجز على مداخل ومخارج الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري، قال الناشط الإعلامي أبو كاسم الميداني لـ»القدس العربي» خلال اتصال خاص معه، اعتمدت مخابرات النظام السوري على نشر العشرات من «البسطات الجوالة» إضافة إلى «الأكشاك»، ضمن الشوارع المطلة على التجمعات الشيعية، كالتي توجد في مناطق أحياء البحصة، السيدة زينب وغيرهم، تعمل بشكل علني على بيع الأفلام الإباحية للمراهقين والفتية الطائشين بأسعار رخيصة، لا تتجاوز 100 ليرة سورية للقرص الواحد، أي ما قيمته أقل من نصف دولار أمريكي.

وأضاف «هذه المبيعات، كانت تستهدف في وقت سابق على وجه الخصوص طلاب المرحلتين الإعدادية والثانوية قبيل انتهاء العام الدراسي الحالي، كما يتصيد بائعو هذه الأفلام الفتيان في نقطة كراجات الثورة والبرامكة، مستغلين دخولهم في أعمار المراهقة، حيث يعمل هؤلاء الباعة على مخاطبة الفتيان بشكل صريح وبصوت مرتفع دون أي وازع أخلاقي أو ديني»، مشيرا إلى ملاحظة وجود إقبال يعتبر مخيفا من قبل الفتية المراهقين على شراء مثل هذه الأقراص بسبب غيابة الرقابة الحكومية والأسرية على حد سواء.

وبحسب الميداني، إن هذه التجارة لم تكن لتنتشر وتلقى رواجا لو وجدت من يواجهها ويمنع انتشارها، خاصة وأن معظمها يسوق عبر «بسطات» تتنصل وزارة الثقافة التابعة للنظام السوري من مراقبتها، بحجة ان محافظة دمشق هي المسؤولة عن مخالفة البسطات ومنع انتشارها في الشوارع، ولكن على أرض الواقع لاي تواجد دور لأي منهما، وهو ما يفسر مشاركة مؤسسات النظام في تسهيل انتشارها بكثرة غير مسبوقة.

وأكد الناشط الإعلامي تمترس عدد من هؤلاء الباعة على الأرصفة وأطراف الشوارع المطلة نوعا ما على مناطق التجمعات الشيعية في منطقة البحصة وسط دمشق، والمعروفة بأنها تضم مئات العوائل الشيعية من ذوي المقاتلين الشيعة، ممن جاءوا من لبنان أو العراق لمساندة النظام السوري، حيث يكون هؤلاء الباعة عملاء تابعين للمخابرات السورية، لرصد أي تحركات قد تكون «مشبوهة» في المناطق القريبة على المراكز السكنية الشيعية، والإخبار عن أي تجمعات شبابية في تلك المناطق.

وأردف الميداني «في غالبية الأحيان من يدير هذه البسطات هم عناصر تابعة لمخابرات النظام، وفي أحيان أخرى يكون الفتيان هم يقوم بهذا الأعمال، ولكن الملاحظ انهم إن غابوا في مناطق الكراجات وتجمع المدنيين، فإن تواجدهم يستمر إلى ساعات الغروب في المناطق المطلة على المناطق السكنية الشيعية، إلى حين خروج مقاتلين من ميليشيا الدفاع الوطني أو حزب الله اللبناني، لإنشاء حواجز عسكرية من ساعات الغروب إلى شروق اليوم التالي».

 

اتفاق “داعش” والنظام السوري بأربعة بنود… ضد المعارضة المسلحة

أنس الكردي

غالباً ما تتلاقى مصالح النظام السوري وتنظيم “داعش” ضد فصائل المعارضة السورية المسلحة، فتندر المواجهات بينهما، وإن وقعت هذه المواجهات، فإنها غالباً ما تنتهي لصالح “داعش”، فيما يكتفي النظام بالانسحاب والتسليم، على غرار ما حدث في الرقة وتدمر.

ولم يعد الحديث عن تنسيق بين الطرفين مجرد تكهنات، بعدما كشفت صحيفة “ديلي صباح” التركية المقربة من حزب “العدالة والتنمية”، نقلاً عن مصدر في الاستخبارات التركية قبل أسبوع، مضامين اجتماع جرى في مايو/أيار بين نظام الأسد ضم شخصيتين هما طلال العلي واللواء أحمد عبد الوهاب، رئيس فرع الأمن العسكري في القامشلي، بأمر من رئيس شعبة المخابرات العامة علي مملوك من جهة، وتنظيم “داعش” ممثلاً بثلاث شخصيات، وهم فيصل الغانم أبو محمد، وأبو رمزي، والمحامي فاضل السليم أبو مصطفى، من جهة ثانية.

 

وجاء في البند الأول من الاجتماع الذي تؤكد مصادر “العربي الجديد” في أوساط المعارضة السورية، حصوله، تسليم مدينتَيْ تدمر والسخنة لتنظيم “داعش”، وهما مدينتان مهمتان في وسط سورية، وتمر عبرهما خطوط النفط والغاز، وبالمقابل يلتزم التنظيم بتنفيذ البند الثاني ويشمل استمرار ضخ النفط والغاز من وسط وشرقي سورية إلى النظام السوري باتجاه حمص ودمشق. وجاء في البند الثالث أن يشن “داعش” هجوماً على عناصر المعارضة في الشمال السوري، حيث بدا توحُّد المعارضة في الشمال وتقدُّمها الأخير في إدلب واستعداداتها للسيطرة على كامل محافظة حلب، أمراً خطيراً للنظام.

وجرى الاتفاق على تقديم تغطية جوية لتنظيم “داعش” في ريف حلب الشمالي. في المقابل، يلتزم النظام بتنفيذ البند الرابع بتسليم إما مدينة السلمية ذات الغالبية الإسماعيلية في الوسط أو مدينة السويداء ذات الغالبية الدرزية في الجنوب إلى تنظيم “داعش”. وأشار المصدر للصحيفة إلى أنه تم خلال الاجتماع الحديث عن موضوعين آخرين تم الاتفاق على أحدهما والاختلاف حول الآخر؛ فقد تم الاتفاق على اغتيال  قائد “جيش الإسلام”، زهران علوش. أما الموضوع الذي بقي محل خلاف بين الطرفين فهو السيطرة على مدينة الحسكة، إذ يريد النظام الإبقاء على قواته المتحالفة مع حزب “الاتحاد الديمقراطي الكردي” (PYD) في المدينة، بينما يريد تنظيم “داعش” السيطرة عليها.

وفي السياق، تحاول تركيا، مدفوعة بالوقائع الميدانية، الربط بين قوات النظام السوري، العدو التقليدي، وتنظيم “داعش”، العدو الذي لا يؤتمن جانبه، والعدو الآخر ممثلاً بوحدات “حماية الشعب” الكردية، ذراع حزب “الاتحاد الديمقراطي”، (الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني)، لمحاولة تهيئة الأرضية في حال حصل تدخل تركي في سورية، والنظر على أساس أن جميع هذه القوى ارتكبت جرائم إرهابية ضد الشعب السوري الذي يحتاج إلى منطقة آمنة يأوي إليها.

ولا ريب أن هجوم “داعش” الأخير على الحسكة، وحّد بين قوات النظام و”وحدات الحماية” الكردية لقتاله، فيما حاول النظام السوري أن يستغل الأمر لجلب المقاتلين الأكراد إلى صفه، ثم جذب التحالف الدولي من ورائهم. وعقد لهذا الغرض اجتماعاً قبل أقل من شهر مع وجهاء القبائل العربية والكردية في الحسكة مع قيادات في “وحدات حماية الشعب” الكردية، هدف من خلاله إلى إقناع مؤيديه من عرب الحسكة، بضرورة قبول تدخل الوحدات الكردية لحماية أحيائهم.

يأتي ذلك بالتزامن مع طموح المقاتلين الأكراد في الوصول إلى مدينة عفرين بعد تقدّم “وحدات حماية الشعب” الكردية شمالي سورية أخيراً، والخشية من احتمال وقوع كامل المنطقة الحدودية الشمالية بين تركيا وسورية تحت سيطرة القوات الكردية، بما يشبه دويلة يشكل قيامها خرقاً للخطوط الحمر التركية، وهو ما دفع تركيا إلى التلويح بالتدخل العسكري.

 

استعجال احتلال الزبداني قبل “يوم القدس” لضمّها لـ”سورية المفيدة

بيروت ــ نادر فوز

اختار حزب الله وقوات النظام السوري إطلاق معركة الزبداني في وقت لا تزال معارك أخرى لم تُحسم بعد على طول الحدود الشرقية بين لبنان وسورية. باتت الزبداني، اليوم، امتداداً لمعركة القلمون الغربي (في الداخل السوري، غرب الطريق الدولي الذي يربط دمشق بحمص) والقلمون الشرقي (شرق الطريق الدولي وصولاً إلى سلسلة الجرود التي تفصل البلدين).

وإذا كانت للزبداني أهمية في محاولة حزب الله إبعاد قوات المعارضة السورية عن الحدود اللبنانية (تبعد الزبداني 7 كيلومترات فقط عن الحدود)، فإنّ لهذه المدينة تأثيرها، أيضاً، على ضمان أمن النظام في العاصمة، باعتبارها لا تبعد حوالي 20 كيلومتراً عن دمشق. كما أنّها تعد نقطة ارتباط استراتيجية في مثلث دمشق ــ القلمون (الشرقي والغربي) ــ الجنوب السوري. إضافة إلى تصنيف الزبداني من مسؤولين في حزب الله، من النقاط الرئيسية في “الدولة المفيدة” أو ما تبقى من الأراضي السورية التي يسعى النظام إلى ضمان استمرار السيطرة عليها لأهميتها السياسية والأمنية، وتمتد من على شاكلة شريط من الساحل مروراً بحمص وصولاً إلى الحدود اللبنانية مروراً بدمشق. لكن الجديد الذي طرأ على نظرية “سورية المفيدة”، هو ما يمكن سماعه على لسان أوساط حزب الله في بيروت عن أن العاصمة السورية “قد لا تقع بالضرورة في هذا المشروع نظراً للجبهات التي تحاصرها جنوباً وشرقاً وشمالاً”.

وتشير أوساط المعارضة السورية في الزبداني لـ”العربي الجديد”، إلى أنّ وضع المدينة صعب جداً، كونها محاصرة منذ أكثر من عامين، ولأنّ حزب الله والنظام يعتمدان سياسة “الأرض المحروقة” في إدارة هذه المعركة. وتوضح المصادر، أنّ هذا الأسلوب اتبعه الحزب في معارك عدة في الداخل السوري أبرزها معركة القصَيْر عام 2013، التي تمكن الحزب من إسقاطها بعد أشهر على محاصرتها وبعد إغراقها بالصواريخ والمدفعية. “أسقطت المقاتلات السورية على الزبداني أكثر من 120 برميلاً متفجراً في غضون أربعة أيام بالإضافة إلى مئات القذائف المدفعية، ومكّنت هذه السياسة حزب الله من التقدم داخل المدينة من جهتها الجنوبية، حسب المصادر.

وفي حين تتوقع المعارضة السورية سقوط الزبداني من خلال اتفاق تسلم وتسليم، نتيجة الضغط العسكري الذي يمارس عليها، مثلما حصل في يناير/كانون الثاني 2012، يحاول حزب الله إحراز تقدم ملحوظ على هذه الجبهة قبل نهاية الأسبوع الحالي، موعد إطلالة الأمين العام للحزب، حسن نصرالله، يوم الجمعة المقبل في مناسبة “يوم القدس العالمي”. سيطلّ نصرالله ويتمكن من مخاطبة جمهوره ورفع معنويات أنصاره، تماماً كما درجت العادة في الخطابات الخمسة الأخيرة بين شهر مايو/أيار ويونيو/حزيران الماضيين. أعلن في خطاباته المتلاحقة عن اقتراب موعد حسم معركة القلمون، “أصبح الجيش العربي السوري ومجاهدو المقاومة على القمم العالية والجبال الشامخة في القلمون”، و”تطهير الحدود من التكفيريين، حيث أهلنا في بعلبك الهرمل الشرفاء لن يقبلوا ببقاء إرهابي واحد ولا تكفيري واحد في أي جرد من جرود عرسال أو البقاع”.

 

في حين أنّ المعركة التي أعلن نصرالله انطلاقها في 5 يونيو/حزيران الماضي في مواجهة “تنظيم الدولة الإسلامية” (داعش) لم يبق لها أثر على الحدود الشرقية مع سورية. وبالتالي سيطلّ نصرالله، نهار الجمعة، ليتحدث عن معركة جديدة يخوضها الحزب في الزبداني السورية، بينما بقيت الجبهات على طول الحدود مفتوحة وغير محسومة في القلمون الغربي إلى جرود عرسال.

ميدانياً، لا تزال جبهة جرود عرسال هادئة منذ ما يقارب الأسبوعين. فقد قرّر الحزب وقف تقدمه في هذه الجرود منذ أن تمكّن من السيطرة على مداخلها الجنوبية الفاصلة مع جرود القرى البقاعية المحسوبة اجتماعياً وسياسياً على الحزب، أي بلدتي نحلة وبرتيال وغيرهما من القرى الواقعة في بعلبك (شرق لبنان). وفي هذا الإطار تؤكد مصادر المعارضة السورية لـ”لعربي الجديد” أن “المفاوضات قائمة بين حزب الله وجيش الفتح في القلمون”.

 

وفي حين تطالب المجموعات السورية المسلحة بفتح طريق آمن لها باتجاه الداخل السوري تحديداً القلمون الشرقي، بالإضافة إلى ضمان سلامة النازحين السوريين وسكان عرسال، تقدّم الحزب بعرض اقتضى انسحاب المقاتلين السوريين بلا سلاحهم، طبعاً، من الجرود باتجاه بلدة عرسال الداعمة للثورة السورية، والتي يعيش فيها 20 ألف لبناني وأكثر من 100 ألف نازح سوري.

ترفض المجموعات السورية المسلّحة هذا العرض بشكل قاطع. يشير مسؤولون في المجموعات المسلحة لـ”العربي الجديد” إلى أنّ “حصول سيناريو مماثل يعني في خلاصاته تسليم عرسال وإيقاعها بشكل كامل تحت حصار الحزب، بالإضافة إلى كون هذا العرض يعني التمهيد بشكل واضح لمحاولة هجوم حزب الله على البلدة وأهلها باعتبارها تحتضن المعارضين السوريين، وهو ما سبق لنصر الله أن لمّح إليه في خطاباته الأخيرة، إذ أعلن أنّ في مخيّمات النازحين في عرسال من يمدّ المجموعات السورية المسلحة في الجرود بالدعم والسلاح”.

تسليم جبهة عرسال بهذا الشكل، من شأنه تقوية نفوذ “تنظيم الدولة الإسلامية” في القلمون الشرقي من جهة، وتسليم القلمون الغربي لحزب الله والنظام السوري بشكل كامل، لتجد مجموعات “جيش الفتح” في جرود عرسال نفسها محاصرة بشكل كامل، شمالاً من التنظيم، شرقاً من الجيش اللبناني، جنوباً وشرقاً من حزب الله وقوات النظام. ويمكن وضع عدم استكمال حزب الله لهذه المعركة وحسمها بشكل نهائي، إما في خانة سعي قيادته إلى تحديد خسائرها البشرية باعتبار أنه سقط للحزب عشرات القتلى في الجرود في غضون خمسة أسابيع من القتال فيها، أو أن القيادة تهدف إلى توريط عرسال وأهلها في هذه المعركة، وهو الأمر الذي يظهر بشكل واضح من خلال العرض الذي قدّمه حزب الله لـ”جيش الفتح”.

 

“داعش” يتقدم في حمص ويجدد هجومه على عين العرب

حمص – وفا مصطفى

أعلن تنظيم “الدولة الإسلامية”، (داعش)، اليوم الثلاثاء، عن سيطرته على مواقع للنظام السوري، قرب مطار “T4” العسكري في ريف حمص، فيما جدد هجومه على مواقع في مدينة عين العرب (كوباني) في ريف حلب.

وقال المكتب الإعلامي لما يسمى “ولاية حمص”، التابع لتنظيم “داعش”، إنّ “عناصر التنظيم سيطروا على حاجزين لقوات النظام على طريق مطار T4 العسكري، كما سيطروا على الطريق الواصل بين قصر الحير الغربيّ، ومنطقة الدوة، والذي يبعد نحو 17 كيلومتراً، عن المطار نفسه”.

وأوضح المصدر نفسه، أن “ما لا يقلّ عن خمسة عناصر من جيش النظام قتلوا، وأصيب عشرة آخرون خلال العملية، كما استولى عناصر التنظيم، على قاعدة صاروخ ميلان مع ثلاثة صواريخ، و 13 رشاشاً ثقيلاً، وعشر سيارات، والكثير من الذخائر المتنوعة وأجهزة الاتصال والمناظير الليلية”.

ويعدّ مطار “تي فور”، أحد أهم القواعد العسكرية في ريف حمص الشرقي، وكان النظام السوري قد حوّله إلى غرفة عمليات عسكرية لقواته، وذلك عقب حملة شرسة بدأها التنظيم على المنطقة.

وأظهرت صور نشرتها مصادر إعلامية تابعة للتنظيم، مصابين في المشافي ودماراً كبيراً، نتيجة نحو مائة غارة، شنّها طيران النظام الحربيّ خلال 48 ساعة، على مدينة تدمر، الخاضعة لسيطرة “داعش”، منذ 21 مايو/أيار الماضي.

على صعيد آخر، أكّدت مصادر ميدانية، لـ”العربي الجديد”، أنّ “جرحى سقطوا مساء الثلاثاء إثر انفجار سيارة مفخخة، أمام مستودع إغاثة، في قرية العلقمية التابعة لمدينة أعزاز، والخاضعة لسيطرة تنظيم (داعش) في ريف حلب الشرقيّ، كما أسفر سقوط برميلين متفجرين، على جامع العثمان، في حيّ المعادي بحلب المدينة، عن قتلى بين المدنيين”.

وفي عين العرب شمال شرق حلب، كشف “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، أن “تنظيم (داعش)، نفذ هجوماً عنيفاً على تلة الجسر قرب الجسر الذي يحمل الاسم نفسه، عقب منتصف ليل الإثنين – الثلاثاء، حيث دارت مواجهات على مسافات قريبة بين التنظيم ووحدات (حماية الشعب الكردية)، مما أسفر عن قتيل للوحدات الكردية، وتسعة للتنظيم، ولا تزال جثث خمسة منهم، في مناطق سيطرة الوحدات”.

وهاجم التنظيم، وفق المرصد، “قريتي رأس العين ومغربتين القريبتين من بلدة صرين في الريف الجنوبي لمدينة عين العرب. وأعقب ذلك اشتباكات بين التنظيم ومقاتلي وحدات الحماية، قتل خلالها اثنان من مقاتلي الأخير، وأصيب آخرون بجروح مختلفة، وسط معلومات عن مفقودين”.

وكانت وحدات حماية الشعب الكردية قد استطاعت نهاية الشهر الماضي طرد عناصر تنظيم “داعش” من مدينة عين العرب، بعد يومين من تسللهم إلى المدينة، وسيطرتهم على نقاط عدة في جنوبيها وجنوبيها الغربيّ، وصولاً إلى وسطها.

 

“الدولة الإسلامية” أم “داعش”؟

العربي الجديد

مع تمدد إرهاب تنظيم “الدولة الاسلامية”، يولد توجّه عام في الإعلام الغربي لإلغاء تعبير ISIS أو لقب “الدولة الإسلامية في العراق وسورية” واستبداله بـ “داعش”. وتأتي هذه المبادرة كبروباغندا ضد تمدد التنظيم وصورته الرسمية على الخريطة السياسية.

 

وقالت النائب في البرلمان البريطاني، تاسمينا أحمد شيخ، في مقابلة صحافية: “شهدت في الآونة الأخيرة، تشجيعاً كبيراً في استرجاع لقب “داعش” بدلاً من “الدولة الإسلامية”، من الكثير من السياسيين، وكنت سعيدة بتضامن وزير الدولة لشؤون الدفاع، مايكل فالون”.

 

وكان رئيس الحكومة البريطانية، دايفيد كاميرون، قد طلب من “بي بي سي” اعتماد تعبير “داعش”، بدلاً من “الدولة الإسلامية”. معتبراً أنّ في التعبير الأخير إهانةً للمسلمين. من جهتها، ردّت “بي بي سي” برفضها تغيير مصطلحاتها، مؤكدةً أن هذا اسم التنظيم وهي تلتزم به. الأمر الذي اعتُبر تعاطفاً مع التنظيم.

 

ونقلت تاسمينا عن فالون قوله رداً على سؤال حول ذلك في البرلمان: “أتضامن مع هذا المطلب. حلفاؤنا في الخليج يستعملون تعبير “داعش”، وكما طلب كاميرون، علينا حثّ “بي بي سي” على استعمال التعبير أيضاً”. وأضاف: “نحن نستعمل تعبير ISIL (الدولة الإسلامية في العراق والشام). وربّما يكون الوقت متأخراً لاستبدال هذا التعبير بـ”داعش”، لكن علينا محو أي إشارة إلى شرعيّة التنظيم”.

 

وكان مدير “بي بي سي”، طوني هول، قد تجاهل عريضة موقعة من 120 برلمانياً، تدعو إلى استخدام لقب “داعش”. وبرّر هول عدم تجاوبه مع العريضة. معتبراً أنّ “على القناة أن تكون عادلة مع تسمية هذه المجموعة، إلا أنّه سيحاول أن يعتمد عبارة “الجماعة التي تعتبر نفسها دولة”. وأغضب هذا الأمر البرلمان البريطاني.

 

ويرفض التنظيم الإرهابي استعمال لقب “داعش” للإشارة إليه. وفي تقارير سابقة، توعّد التنظيم بـ”قطع لسان مَن يُشير إليه بهذا التعبير”.

 

وفي يناير/كانون الثاني الماضي، دعا رئيس الحكومة الأسترالية، طوني أبوت، إلى عدم استخدام مصطلح “الدولة الإسلامية”، لإن في ذلك اعتراف بهذه المجموعة الإرهابية، مما يسيء الى سمعة الدين الإسلامي”. وقال أبوت: “إذا كان لقب “داعش” يزعج هذه المجموعة… فهو، حتماً، أمر يروقني”.

 

ناشطون سوريون: “رويترز” مُنحازة في تغطية الزبداني

إسطنبول ــ سما الرحبي

احتج عدد من الناشطين السوريين على السياسة التحريرية لوكالة الأنباء “رويترز” فيما يتعلق بتغطيتها للشأن السوري، وبشكل خاص خلال تغطيتها الأخيرة لأخبار مدينة الزبداني، مطالبين الوكالة بضرورة الالتزام بالمعايير المهنية ومواثيق الشرف المهني.

يأتي هذا الاحتجاج على خلفية نشر الوكالة، في 5 يوليو/تموز الحالي، تقريراً بعنوان “الجيش السوري و”حزب الله” يحاصران الزبداني”. وأورد التقرير الجملة التالية “الجيش السوري يسعى، مع حزب الله المتحالف معه منذ فترة طويلة، إلى انتزاع السيطرة على الزبداني من قبضة المتشددين السُّنة”.

واعتبر الناشطون أنّ وصف فصائل المعارضة المسلحة بالمتشددين السُّنة، يفتقد إلى أبسط المعايير المهنية التي تعتمدها الوكالة.

 

وفي هذا السياق، يقول الصحافي السوري حافظ قرقوط لـ”العربي الجديد”: “في فضاء الإعلام المفتوح ومع تطور وسائل الاتصال، لم يعد مقبولاً أن يمرّ خبر، أيًا كان مصدره، من دون أن يتمتع بحد أدنى من المصداقية، فكيف إذا كان هذا الخبر مصدره وكالة أنباء لها مكانتها وتاريخها؟”.

 

ويضيف “اليوم أثبت الناشطون السوريون للعالم، وبالصوت والصورة، أن البعض ومن خلال صفحاته الشخصية أصبح وكالات أنباء تبث الحدث مباشرة، كنا نأمل أن ترتقي وكالة “رويترز” إلى مستوى الحدث من دون مواربة أو تدليس لنظام قتل البشر والحجر، وتتبنى إعلام القاتل لا إعلام الضحية. والمؤلم في الموضوع هو تبني الوكالة وجهة نظر إعلام النظام الفاقد للمهنية، وهذا بحد ذاته تساؤل ليس إعلاميا، بل سياسي”.

وناشد قرقوط الوكالة بأن تقدم اعتذارها للشعب السوري وللمظلومين، وأيضًا لمتابعيها، وإلا ستعتبر وكالة مؤدلجة كوكالة “سانا”، وسيتم التعامل مع أخبارها من هذه الزاوية.

يُشار إلى أنها ليست المرة الأولى التي يعترض فيها الناشطون على تغطية الوكالة للأخبار السورية، إذ سبق وأن وقّع 72 إعلامياً ومواطناً صحافياً يعملون في وسائل إعلامية عربية وأجنبية، من داخل سورية وخارجها، عريضةً احتجاجية بحق وكالة الأنباء البريطانية، بسبب نقل الأخيرة أخبارها حرفياً عن التلفزيون السوري، خلال الأحداث التي شهدتها مستشفى مدينة جسر الشغور في إدلب سابقاً.

 

وحينها اعتبر الناشطون أن الوكالة “تتسم بكثير من الانحياز لصالح الرواية الرسمية لنظام الأسد، من حيث التوصيفات المستخدمة، وكذا في مضامين تلك الأخبار”.

 

طهران لا تتمسك بالاسد الى الابد”..وأوباما يريد إنهاء “داعش

أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما، في حديث له في مقر وزارة الدفاع “البنتاغون”، أن “الطريق الوحيد لإنهاء الحرب في سوريا، هو التوحد ضد تنظيم الدولة الإسلامية للقضاء عليها، في ظل حكومة موحدة من دون بشار الأسد”. وتعهد أوباما، بزيادة دعم بلاده للمعارضة السورية، وأضاف أن الولايات المتحدة تحتاج إلى فعل المزيد لمنع هجمات “تنظيم الدولة” و”إجهاض مساعيه لتجنيد أتباع”. وأشار الرئيس الأميركي، إلى إنه لا توجد في الوقت الحالي خطط لإرسال قوات أميركية إضافية إلى الخارج، موضحاً أن القتال ضد التنظيم لن يحسم سريعاً.

 

وأضاف أوباما أن الولايات المتحدة ستواصل ضغطها على التعاملات المالية السرية للتنظيم حول العالم، وستكثف من جهودها الهادفة إلى تدريب وتجهيز قوات المعارضة المسلحة المعتدلة في سوريا التي لا تنتمي إلى “التيار الجهادي”، مؤكداً الحاجة إلى “شريك فعال على الأرض” لهزيمة مسلحي التنظيم. واعتبر أن دحر التنظيم لن يتم إلا من خلال القوات المحلية في المنطقة. وقال: “سنطارد قيادة التنظيم وبنيته التحتية في سوريا، قلب التنظيم الذي يضخ الأموال والدعاية إلى شتى أرجاء العالم”. ولكنه حذر من أن الحرب ضد التنظيم ستكون طويلة، إذ قال “لن تكون هذه حربا خاطفة، بل إنها حملة بعيدة المدى” واصفاً مسلحي التنظيم بأنهم “انتهازيون” و”سريعو الحركة”. وتابع “في مناطق عديدة من سوريا والعراق، يختبئ التنظيم بين السكان المدنيين الأبرياء وسيستغرق استئصاله وقتاً طويلاً. وكما في أي جهد عسكري، سيكون هناك تقدم وتدهور”. وأكد أن حالة “الضعف الإستراتيجي لتنظيم الدولة باتت حقيقية”، مذكراً بأنه لا يحظى بدعم أي دولة، وأن “وحشيته تثير رفضاً حقيقياً بين السكان الذين يحكمهم”.

 

وأوضح أوباما، أن “من المهم لدينا أن نُقدر التقدم الذي حققناه، تحالفاتنا نفذت أكثر من 5000 غارة جوية ضد التنظيم، واستطعنا تدمير الآلاف من المواضع القتالية والدبابات والمركبات ومصانع المتفجرات ومراكز التدريب، وقتلنا آلاف المقاتلين بينهم قادة كبار”. وتابع قائلاً: “باختصار، الخسائر التي لحقت بتنظيم الدولة في العراق وسوريا، تؤكد إمكانية هزيمتها بكل تأكيد، نحن نكثف جهودنا ضد التنظيم في سوريا، وتستمر غاراتنا باستهداف منشآت النفط والغاز التي تمول أكثر عملياتهم”.

 

وكان أوباما قد التقى، الإثنين، في مقر وزارة الدفاع، بكل من وزير الدفاع آشتون كارتر، ورئيس هيئة أركان الجيش مارتن ديمبسي، وقائد عمليات المنطقة الوسطى لويد أوستن، وكبير موظفي البيت الأبيض دينيس ماكدونو، ومستشارة الأمن القومي سوزان رايس، وحضر اللقاء عبر شبكة مرئية مغلقة نائب الرئيس جو بايدن، الموجود في كندا.

 

في السياق، قال “المرصد السوري لحقوق الإنسان” الثلاثاء، إن “وحدات حماية الشعب” الكردية، استعادت السيطرة على أكثر من عشر قرى كان تنظيم “الدولة الإسلامية” قد استولى عليها شمالي مدينة الرقة. في حين مازال مقاتلو “الدولة الإسلامية” يسيطرون على بلدة عين عيسى شمالي مدينة الرقة، بعد أن استعادوا السيطرة عليها من “وحدات الحماية” في هجوم الإثنين. وقال المرصد إن التحالف الدولي لعب “دوراً فعالاً” لمساعدة “وحدات الحماية” على استعادة تلك القرى، وذكر أن الغارات الجوية المكثفة على شمال سوريا والاشتباكات على الأرض قتلت ما لا يقل عن 78 مقاتلاً من تنظيم “الدولة الإسلامية” منذ ليل الأحد.

 

وكان وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر، قد قال الإثنين، إن الهدف من الضربات هو تعطيل قدرة المتشددين على الرد على تقدم “وحدات حماية الشعب” إلى الشمال من الرقة.

من جهة أخرى، قال مساعد وزير الخارجية الإيراني لشؤون الشرق الأوسط حسين أمير عبد اللهيان: “إذا تم إنهاء الصفقة النووية بين إيران ومجموعة 5+1، فإن ذلك سيساعد في التطورات بالمنطقة”. وأشار إلى أن بلاده “لا تصر بأن الأسد يجب أن يبقى رئيساً مدى الحياة في سوريا، ولكن نحن ضد فكرة أن يصنع الإرهابيون والقوى الخارجية القرار في سوريا”.

 

وقالت وكالة “آكي” الإيطالية، إن مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، سيقوم هذا الأسبوع بزيارة إلى القاهرة يلتقي فيها مسؤولين مصريين رفيعي المستوى من بينهم وزير الخارجية سامح شكري، ويبحث معهم الأزمة السورية، ويعرض عليهم نتائج المشاورات التي أجراها مع الأطراف السورية وغير السورية التي لها علاقة بالأزمة. وأكّدت الوكالة أن دي ميستورا سيلتقي كذلك خلال زيارته للقاهرة “معارضين سوريين بارزين”. ووفق المصادر، فإن الأمم المتحدة والولايات المتحدة مهتمتان بأن يقوم المبعوث الأممي بالتنسيق والتواصل اللصيق مع القاهرة بشأن الأزمة السورية قبيل تقديم تقريره الذي يقوم بإعداده، والمُرجّح أن يقدّم خلاصته نهاية تموز/يوليو للأمم المتحدة.

 

من جهة أخرى، شنّت “جبهة النصرة” وفصائل في المعارضة المسلحة هجوماً على مواقع للنظام ليل الإثنين، في مخيم اليرموك جنوبي دمشق، ما أسفر عن سيطرة المعارضة على بعض الأبنية في الجهة الغربية من المخيم. وقتل في الهجوم 8 عناصر من المليشيات الموالية للنظام، بينما قتل عنصر من النصرة وجرح أربعة آخرون. وشهدت دمشق سقوط قذيفة في حي المزرعة وأخرى في موقف للحافلات، بينما أصيب مدنيون بينهم أطفال نتيجة سقوط قذائف هاون في شارع الملك فيصل ومنطقة السادات.

 

“حزب الله” يتوعد الزبداني بمصير القصير!

على قاعدة الإستنزاف وحرب العصابات في القلمون، تحاول مجموعات المعارضة السورية المسلّحة تسيير مجرى المعارك في مدينة الزبداني، لكن الظروف الميدانية مختلفة، والواقع العسكري أيضاً، لأن القلمون مساحة شاسعة وواسعة من الجبال الوعرة والهضاب والوديان، فيما الزبداني مدينة آهلة بسكانها ومحاصرة منذ أكثر من سنة.

 

لم يستطع “حزب الله” الحسم في القلمون، استنزفته حرب الجرود، ولم يعلن النصر المدوي، كما وعد، وعلى الرغم من مرور ثلاثة أشهر على إنطلاق المعارك هناك، تخللتها هدن حيناً ومفاوضات أحياناً، إنتقلت الأنظار إلى الزبداني، تلك المنطقة التي كانت ما قبل الثورة السورية إستراتيجية بالنسبة لـ”حزب الله”، حيث كان عبرها يأتيه السلاح.

 

منذ خمسة أيام بدأ “حزب الله” معركته باتجاه الزبداني، معنوياً كانت التعبئة حاضرة، وعسكرياً عزز الحزب هجومه بحشود عسكرية كبيرة، وإسناد جوي من النظام السوري، من أجل حسم هذه المعركة، وإعلان النصر سريعاً، وقد حاول الدخول إعلامياً إلى الميدان تزامناً مع انطلاق المعارك بما أنه يريد إرساء جو إعلامي إنتصاري يهدف إلى رفع المعنويات في صفوف مقاتليه وجمهوره ويسهم بإحباط الخصم، في تقليد لما حصل خلال معركة القلمون، خصوصاً أن الحزب يحاول من خلال معركته الجديدة إستعجال النصر في المدينة المحاصرة مستفيداً من الحصار ومن مساحتها المضبوطة نوعاً ما.

 

بالنسبة للحزب فإن هذه المعركة مصيرية، أولاً لعلاقته بها قبل الثورة، وثانياً لانخراطها باكراً في الحراك الشعبي ضمن صفوف المعارضة، وعدم قدرة النظام السوري على استعادتها والدخول إليها باستثناء مرة واحدة بالتفاوض، ليعود وينسحب منها، وبالتالي فإن الدخول إليها اليوم يعتبر إنتصاراً كبيراً عسكرياً ومعنوياً، خصوصاً أنه، وفق مصادر قريبة من الحزب لـ”المدن”، هناك قرار واضح وحاسم لديه بضرورة حسم المعركة، حتى وإن اضطر الأمر لاستنساخ نموذج معركة القصير، في اتباع سياسة الأرض المحروقة والسيطرة التامة.

 

وعلى الرغم من وضوح الأهداف، إلا أنه، وبحسب المصادر، هناك فارقين أساسيين بين الزبداني والقصير، الأول أن طريقة خوض المعارك في الزبداني اعتمدت على قصف مدفعي وصاروخي عنيف، عبر استراتيجية يعتمدها الحزب ويطلق عليها اسم “الرعب بالنار”، وهذا ما لم يحصل بهذا الحجم في القصير، والثاني هو الحصار المحكم الذي يفرضه الحزب على المدينة، ومن جميع الجهات، بمعنى أنه لم يترك أي ممر آمن للمسلحين للخروج من تلك المنطقة على خلاف الوضع في القصير، ولذلك سبب أساسي هو أن الحزب لا يريد خروج المسلحين من تلك المنطقة إلى أي منطقة أخرى لأن الزبداني قريبة من دمشق، ومن القلمون وأي انسحاب بأي اتجاه من الإثنين قد يكون له مردود سلبي على الحزب.

 

يجزم “حزب الله” بأنه يريد حسم المعركة هناك، ويقول أحد القادة العسكريين في الحزب لـ”المدن” إن “الخيار هو إما القضاء على المسلحين أو تسليم أنفسهم”، وهو الأمر الذي ينفيه مقاتلو المدينة نفياً قاطعاً، ويؤكدون أنهم سيدافعون بشراسة عن مدينتهم ولن يسمحوا للحزب بالدخول إليها.

 

اللافت في هذه المعركة أن حجم الخسائر التي تكبدها خلال هذه الأيام كبيراً جداً بالنسبة للحزب، وهو ما تؤكده المصادر المقربة، مشيرة إلى أن “ذلك متوقع لا سيما أن المعارك مفتوحة، وهذه حرب ومن المفترض على من يخوضها أن يدفع تضحيات في سبيلها”، وعلى الرغم من الإستعجال في إعلان الإنتصار في تلك المنطقة إثر الدخول إلى منطقة الحي الغربي أو منطقة الجمعيات إلّا أن ذلك لم يدم طويلاً، حيث اضطر الحزب الى الإنسحاب بعد 24 ساعة من تلك المنطقة بعد إستهدافه بعمليات عسكرية كبيرة.

 

وكان لإنطلاق معركة الزبداني أثر على معارك القلمون، إذ تحولت الأمور إلى ما يشبه الهدوء هناك، وحولّ “حزب الله” اهتمامه إلى المعركة الجديدة مجمداً معارك الجرود، فيما مقاتلو “جيش الفتح” يستفيدون من ذلك من أجل إعادة تجميع قواهم وتنفيذ ضربات ضد مواقع الحزب هناك لتخفيف الضغط عن الزبداني.

 

وعلى الرغم من إيحاء الحزب أن المعركة في الزبداني استراتيجية وقد تغير معادلات في الصراع السوري، ينفي المعارضون ذلك، ويعتبرون أن جلّ ما يفعله الحزب هو البحث عن انتصار معنوي يغطي فشل القلمون، ويمهد لخطاب الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله في مناسبة يوم القدس يوم الجمعة المقبل.

 

حلب: المعارضة تفتح طريقها الى قلب المدينة

بدأت المعارضة معركتها الجديدة في حي جمعية الزهراء غربي حلب ضد قوات النظام، بتفجير سيارة مفخخة يقودها أحد عناصر “جبهة النصرة” المنضوية في غرفة عمليات “أنصار الشريعة”.

 

في الساعات الأولى من ليل الإثنين، استهدفت السيارة المفخخة بأكثر من عشرة أطنان من المواد المتفجرة، تجمعاً لقوات النظام والمليشيات الموالية لها، بالقرب من دوار المالية في جمعية الزهراء. وبحسب المكتب الإعلامي لغرفة عمليات “أنصار الشريعة” فقد قتل نتيجة التفجير أكثر من 40 عنصراً من قوات النظام ومليشيات “حركة النجباء” و”حزب الله السوري”.

 

 

تلى تفجير المفخخة عملية عسكرية واسعة خاضتها المعارضة، وتمكنت خلال ساعات من السيطرة على أكثر من عشرة أبنية كانت تتحصن فيها قوات النظام. كذلك تقدمت المعارضة بالقرب من دوار المالية الذي يشرف بشكل مباشر على معظم أرجاء الجمعية السكنية، التي حولتها قوات النظام لثكنة عسكرية كبيرة تتمركز فيها مليشيات متنوعة الجنسيات.

 

استخدمت المعارضة خلال هجومها الذي تمّ عبر محاور متعددة، مختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والثقيلة، واستهدفت معاقل قوات النظام وتحصيناتها في الأبنية المرتفعة التي يتمركز أعلاها القناصون. كما تمكنت من تدمير عدد من الآليات الثقيلة وسيارات الدفع الرباعي.

 

وتأتي أهمية معركة جمعية الزهراء، كونها تفتح الطريق أمام المعارضة باتجاه قلب مدينة حلب، وتؤمن اتصالاً جغرافياً بين مناطق سيطرة المعارضة في الأطراف الغربية ومناطق سيطرتها في أحياء الخالدية والأشرفية وشيحان، في قلب المدينة. وبذلك يصبح في يد المعارضة طريق إمداد جديد غير طرق الكاستيلو المتعارف عليه.

 

الناطق باسم “الجبهة الشامية” العقيد محمد الأحمد، قال لـ”المدن”، إن العملية العسكرية التي شنتها المعارضة كانت مباغتة لقوات النظام، بحيث استطاعت كسر الخطوط الدفاعية الأولى الأكثر تحصيناً وتسليحاً. وأضاف الأحمد أن الكمين الذي تعرضت له المعارضة منذ أيام خلال معاركها في الجمعية والذي راح ضحيته أكثر من عشرين مقاتلاً، أثر عليها بشكل إيجابي؛ فهي اليوم تستفيد من أخطائها وتعمل برويّة وتخطيط أفضل.

 

وأضاف الأحمد، أنه لم يتحقق التناغم المطلوب بين غرفتي العمليات “فتح حلب” و”أنصار الشريعة”، حتى الآن. الأحمد أوضح أن العمليات العسكرية يجب أن تتم على المفاصل الأبرز لقوات النظام والمليشيات، وفي وقت واحد، كجبهة الشيخ سعيد التي تُعد طريق الإمداد الرئيسي لقوات النظام القادم من معامل الدفاع باتجاه الأحياء التي تسيطر عليها في حلب.

 

بدورها، فصائل غرفة عمليات “فتح حلب” اشتبكت مع قوات النظام على أكثر من جبهة في حلب وريفها الشمالي بالتزامن مع العملية العسكرية الموسعة في جمعية الزهراء. وشهدت جبهات الإذاعة والخالدية وحلب القديمة وكرم الطراب والمدينة الصناعية، اشتباكات متقطعة تخللها قصف بالأسلحة الثقيلة من كلا الطرفين.

 

كما شهدت جبهة الراشدين والبحوث العلمية -المحررة مؤخراً- والقريبة من حي حلب الجديدة، اشتباكات عنيفة بين فصائل غرفة عمليات “فتح حلب” وقوات النظام، تمكنت خلالها المعارضة من التصدي لقوات النظام التي حاولت التقدم وإعادة السيطرة عليها. وتخلل المعارك قصف جوي مركز بالبراميل المتفجرة المحملة بغاز الكلور، ما تسبب في وقوع حالات اختناق بصفوف قوات المعارضة والمدنيين، خصوصاً في حي الراشدين القريب من جبهات القتال.

 

مدير المكتب الإعلامي لـ”لواء الحرية” المنضوي في غرفة “فتح حلب”، أحمد جسري، أكد لـ”المدن” أن المعارضة تمكنت من التصدي لقوات النظام ومليشيا “لواء القدس” الفلسطيني القادمة من حي حلب الجديدة، وتم قتل 10 عناصر، بالإضافة إلى تدمير عدد من الآليات المدرعة التي كانت في طريقها لاقتحام البحوث العلمية وإعادة السيطرة عليها، بالتزامن مع المعارك المستمرة في جمعية الزهراء.

 

وأضاف جسري أن قوات النظام حاولت التخفيف عن قواتها المتواجدة في الجمعية وفتح جبهات أخرى. وأشار إلى أكثر من 30 غارة جوية نفذها طيران النظام الحربي على حي الراشدين والبحوث العلمية، لدعم وحداته المقاتلة هناك، ومن بينها غارات للطيران المروحي الذي ألقى براميل متفجرة تحتوي على غاز الكلور السام.

 

مهمة المعارضة للسيطرة الكاملة على جمعية الزهراء، ليست بالأمر السهل، ويمكن معرفة ذلك من حجم التعزيزات التي استقدمها النظام إلى جبهات قتاله هناك، لحماية معاقله الأبرز غربي المدينة ومنع المعارضة من التقدم.

 

كما يبدو ذلك جلياً في رد النظام جواً وبراً، من خلال قصفه المركّز بالبراميل والصواريخ الفراغية التي تستهدف كل شيء يتحرك بالقرب من خطوط القتال. وشن الطيران التابع للنظام، الإثنين، أكثر من 50 غارة جوية، طالت مواقع المعارضة المتقدمة والأحياء الشرقية من المدينة، بالإضافة إلى القرى والبلدات القريبة. كما كثفت قوات النظام من قصفها بصواريخ أرض-أرض التي زادت عن 70 صاروخاً في اليوم الواحد.

 

مجلة “النصرة” تتحدى البغدادي

في 43 صفحة تتصدرها الصور الكبيرة، تصدر مجلة “الرسالة” الناطقة بالانكليزية والتي أصدرتها “جبهة النصرة” أمس الأول، بعد أكثر من عام على إصدار مجلة دابق” الصادرة بالانكليزية أيضاً عن تنظيم “الدولة الإسلامية”. وفي المجلة، تهاجم “النصرة”، تنظيم “داعش”، عبر ملف خاص من ست صفحات، واصفة زعيمها أبا بكر البغدادي بـ”المجرم”، داعيةً إلى إيقاف “البيعة” بالاستناد إلى مجموعة فتاوى “للمشايخ المعروفين وعلماء الدين”.

 

والمجلة التي حملت بغلافها الأسود اسم “الرسالة”، وافتتحت بكلمة لأبي محمد الجولاني، زعيم التنظيم، نشرت كلمة موجهة منه الى ابي بصير الوحيشي، القيادي في تنظيم “القاعدة” الذي قتل في غارة جوية أميركية في اليمن، كما نشرت تحقيقاً عن شهر رمضان، وملف عن “انتصارات” جيش الفتح في إدلب خلال الأشهر القليلة الماضية، وهو غرفة عمليات تنضوي تحتها جبهة النصرة إضافة إلى كتائب إسلامية أبرزها حركة أحرار الشام وفيلق الشام.

 

كما نشرت “الرسالة” ملفاً على حلقات، عن الجهاديين، تحت مسمى قصة الهجرة، وتتناول في كل مرة قصة مقاتل أجنبي في صفوف تنظيم “القاعدة”.

 

وفي رسالة بقلم الشيخ عبد الله المحيسني، الأب الروحي للتنظيم، بعنوان “مفاتيح الجنة”، قال الشيخ: “هؤلاء الذين يكفرون ويقتلون المسلمين بغير عدل بسبب خلاف بينهم وبين المجموعات الأخرى، يعتقدون أيضاً أنهم يقاتلون من أجل قضية عادلة ولكنها حقاً مضللة”، في إشارة إلى تنظيم “داعش”.

 

مشاركة سعودية وخليجية وأميركية ولقاء وشيك مع عاهل الأردن

اجتماعات سرية لقادة العشائر السورية في جنيف

نصر المجالي

نصر المجالي: قال تقرير إن اجتماعًا سريًا  لممثلي العشائر السورية، يبدو أنه عُقد في مقر الأمم المتحدة بجنيف في شهر حزيران (يونيو) الماضي، شارك فيه أرفع ممثلي العشائر السورية ووزراء من السعودية ودول الخليج، اضافة الى مناصرين من المعارضة والقوى الغربية، والجنرال الأميركي جون ألن القائد السابق لقوى التحالف الغربي في أفغانستان.

 

ومن المقرر أن يجتمع زعماء هذه العشائر مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الذي كان تعهد بدعم القبائل السورية في مواجهة تنظيم (داعش).

 

وأضاف التقرير الذي نشرته صحيفة (إنديبندانت) اللندنية، الأربعاء، أن العشائر السورية المؤثرة في الشارع السوري، شكلت ائتلافاً جديداً بينها خلال اجتماعات سرية من أجل إنقاذ بلادهم من الحرب الأهلية التي تعصف بها.

 

صحوات

 

واشار التقرير إلى أنه تم بحث إنشاء قوة من أبناء العشائر لمواجهة تنظيم (داعش) على غرار قوات الصحوات العراقية التي كات قاتلت (القاعدة) في العقد الماضي. وقال التقرير إن “جميع الأطراف المجتمعين في جنيف عازمون على عدم مواجهة بعضهم البعض”.

 

ويقول التقرير إن هناك أجندات مختلفة لدى حلفاء هؤلاء القادة العشائريين، فبينما تريدهم الولايات المتحدة لمواجهة (داعش)، فإن السعودية ودولاً خليجية أخرى تريد منهم أيضاً مواجهة نظام بشار الأسد.

ويتابع التقرير إن هؤلاء القادة سيقررون موقفهم بعد لقائهم المنتظر مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني.

 

وتنقل (إنديبندانت) عن أحد شيوخ العشائر، وهم عايد العطيفي من قبيلة عنزة السورية قوله، إن اللقاء مع الجنرال ألين كان يهدف إلى تشكيل جبهة موحدة لتخطيط استراتيجية متطورة في مواجهة (داعش).

 

وأضاف العطيفي: “من الآن فصاعدًا، نريد أن تجرى المناقشات تحت مظلة الائتلاف الذي قمنا بتشكيله، وبهذه الطريقة ستكون هناك فرصة أقل لحدوث أية انقسامات أو شكوك بين أبناء القبائل”.

 

ارتياب

 

ويشير التقرير إلى ارتياب زعماء العشائر في نوايا واشنطن التي تطالبهم بمحاربة تنظيم “داعش”، إذ يقول الشيخ عياد العطيفي: “كانوا وما زالوا يحاربون هذا التنظيم من دون الدعم الأميركي ومن دون أي غطاء جوي مؤمن لهم”.

 

ويطالب العطيفي: “لماذا يؤمنون دعماً جوياً للأكراد والمقاتلين الشيعة في العراق ولا يؤمنون هذا الغطاء لنا”، مشيراً إلى أنهم طالبوا الأميركيين بتوفير هذا الغطاء الجوي لهم ومعاملتهم بالمثل مع أقرانهم.

 

ويقول: “نحن نقوم بذلك، لأن الرئيس باراك أوباما كما يبدو يحتاج للإيرانيين الداعمين الرئيسيين للرئيس الأسد، للمساعدة في مكافحة (داعش) في العراق، كما أنه يسعى جاهداً لتوقيع اتفاق نووي ناجح مع طهران”.

 

كما تنقل الصحيفة عن الشيخ رهيمان كوان الجبارة شيخ العكيدات قوله: الولايات المتحدة الآن معنية بإنقاذ العراق من الفوضى التي يغرق بها وترتيب اتفاق نووي مع إيران،  والضحية هو الشعب السوري كما هو الشعب العراقي نتيجة السياسة الطائفية لنوري المالكي، وكذلك مثلها السياسة الطائفية الرهيبة لنظام بشار الأسد.

 

ويقول الشيخ رهيمان إنه يحظى بدعم حوالي 300 ألف من ابناء قبيلته مباشرة، ومن قبائل صغيرة أخرى، “نحن ندرك أن علينا مسؤولية، وإذا كان النظام يريد السلام سوف نناقش ذلك، ولكننا لم نلمس أية علامة على أنه جاد في الحديث عن ذلك”.

 

دي مستورا

 

ويقول التقرير إن زعماء العشائر ينتقدون مبعوث الأمم المتحدة دي مستورا، لتباطؤه في إدانة الأعمال الوحشية لنظام الأسد، مثل استخدام برميل القنابل، ويقولون ان الهدنة المحلية تم ترتيبها من قبل النظام بعد استيلاء على اراض جديدة. كما أنهم ينتقدون المبعوث الأممي لقوله ان الاسد ما زال “جزءا من الحل” في سوريا، وهو أمر يعتبر لعنة من قبل المعارضة.

 

ويقول كاتب التقرير كيم سينغوبتا أن “زعماء تلك العشائر شاهدوا بأعينهم أبناء بلدهم يذبحون، ومجتمعاتهم تعيش في حالة من الرعب، كما أن الإرهاب متعمق في مجتمعاتها، إضافة إلى تدمير أهم معالم بلادهم الأثرية”.

 

ويشر إلى أن ممثلي العشائر السورية ليسوا جزءاً من الائتلاف السوري الوطني في المنفى أو يسعون إلى الحلول مكانه، فالبعض منهم ما زال يعيش في سوريا، وبعضهم اضطروا إلى العيش في المنفى إما بسبب النظام السوري أو تنظيم “الدولة الإسلامية”.

 

حديث الجربا

 

ونقل التقرير عن الشيخ هاشم سليمان الجربا: “نشعر بخيبة أمل من ما كان السيد دي مستورا قاله، و ما قام به حتى الآن وكان يجب أن يكون أكثر صرامة بكثير مع النظام “. وفي الأخير، يقول التقرير: لكن رئيس ائتلاف العشائر المنتخب حديثا الشيخ صالح الطحان النعيمي، وهو رئيس قبيلة تعيش في جنوب غرب سوريا قبالة إسرائيل يقول إنه تم إحراز تقدم.

 

وأضاف “أن دي مستورا بدأ يفهم الوضع بنسبة 60 في المائة بعد أن تحدث إلينا، وأنا متأكد من أن نسبة ألـ 40 في المائة الباقية ستتحقق ويمكننا التوصل إلى اتفاق بشأن الظروف التي يمكننا معها التفاوض مع النظام”.

 

قصف كثيف للزبداني وبراميل على درعا  

قالت مراسلة الجزيرة إن عشرات المدنيين سقطوا جرحى في مدينة الزبداني بريف دمشق الغربي جراء عدة غارات جوية نفذتها طائرات النظام على أحياء المدينة، في حين تكبد حزب الله اللبناني خسائر جديدة بمقتل أربعة من عناصره -بينهم قيادي ميداني- في المعارك المحتدمة هناك.

 

وتجددت الاشتباكات بين قوات النظام والمعارضة المسلحة على المدخل الرئيسي للمدينة، وذلك لمحاولة اقتحام الأحياء السكنية من قبل قوات النظام المدعومة بعناصر من حزب الله.

 

وتشهد المدينة منذ ساعات الفجر الأولى قصفا مدفعيا وصاروخيا، فقد اُستهدفت البلدة بـ16 برميلا متفجرا بالإضافة لـ15 غارة جوية.

 

وفي المعارك المحتدمة هناك تكبد حزب الله خسائر جديدة بمقتل أربعة من عناصره -بينهم قيادي ميداني- ليرتفع عدد قتلى الحزب منذ بدء الهجوم على المدينة يوم الجمعة الماضي إلى عشرة.

 

ونقل مراسل الجزيرة في سوريا عن مصدر بقوات المعارضة قوله إن منطقة الجمعيات غرب الزبداني تشهد اشتباكات عنيفة بين المعارضة وقوات النظام مدعومة بعناصر من حزب الله.

 

وأضاف المصدر أن مقاتلي المعارضة صدوا هجوما لقوات النظام وحزب الله في منطقة قلعة الزهراء شمال غرب المدينة، وأوقعوا بصفوف المهاجمين عددا من القتلى والجرحى.

 

وقد توعد قائد جبهة النصرة في القلمون الغربي أبو مالك التلي حزب الله بالهزيمة في الزبداني، ووصفه بالمجرم، واتهمه باعتقال النساء وخذلان من لجؤوا إليه من السوريين، وأشاد بما سماها بطولات مقاتليه في القلمون والزبداني ووادي بردى.

 

جوبر ودرعا

في غضون ذلك، استهدفت قوات المعارضة أمس الثلاثاء تجمعات قوات النظام في حي جوبر شرقي دمشق بقذائف المدفعية والهاون، وذلك خلال اشتباكات متقطعة دارت بين الطرفين، كما قصفت تجمعاته في المتحلق الجنوبي من جهة بلدة زملكا بقذائف الهاون.

 

ويأتي تجدد المواجهات بين قوات المعارضة وجيش النظام في حي جوبر ضمن معركة أعلنت عنها المعارضة تحت اسم “أيام بدر”، وتهدف إلى السيطرة على نقاط إستراتيجية في الحي، حيث أسفرت المعارك بين الطرفين عن تقدم للمعارضة ومقتل عناصر للنظام بينهم ضباط.

 

وفي جنوب البلاد، تجددت الاشتباكات على أطراف مدينة درعا، ولا سيما على الجبهة الشرقية ضمن معركة “عاصفة الجنوب” التي أطلقتها قوات المعارضة للسيطرة على ما تبقى من مناطق في المدينة ومحيطها بيد قوات النظام.

 

وقال مراسل الجزيرة في درعا إن عشرة على الأقل من الأطفال والنساء قتلوا، وجرح آخرون جراء إلقاء مروحية تابعة للنظام السوري برميلين متفجرين على بلدة نصيب بريف درعا الشرقي، كما قصفت طائرات النظام بالبراميل المتفجرة أحياء درعا البلد وطريق السد ومخيم درعا وعدة بلدات في ريف المحافظة.

 

من جهتها، قصفت المعارضة السورية المسلحة مواقع لقوات النظام داخل مدينة درعا, مما أسفر عن تدمير مبان كان يتحصن فيها عدد من جنوده.

 

أهالي دير الزور.. يحاصرهم التنظيم ويبتزهم النظام  

ياسر العيسى-دير الزور

يفرض تنظيم الدولة الإسلامية منذ بداية العام الجاري حصارا شديدا على بعض مناطق دير الزور دون وجود أي بوادر أو مؤشرات على فكه أو التخفيف منه.

وبحسب ما أفاد به ناشطون وسكان محليون، فإن الأصوات ارتفعت داخل المدينة مطالبة النظام -الذي اتهمته بأنه شريك تنظيم الدولة في حصارهم- بتلبية احتياجات المدنيين الغذائية والتموينية أو السماح للراغبين في المغادرة بالخروج.

 

وتقول السيدة ريم السليمان -من سكان حي الجورة- إن السماسرة المرتبطين بقادة النظام في المنطقة يتقاضون مبالغ كبيرة مقابل الحصول على “الموافقة الأمنية” للخروج من المدينة.

 

وتضيف السليمان -التي دخلت محاولات إخراج والدتها المريضة شهرها الثالث- أن المبلغ المالي المطلوب للحصول على هذه الموافقة ارتفع من 25 ألف ليرة (الدولار نحو 240 ليرة) منذ نحو ثلاثة أشهر إلى 150 ألفا. وتضيف أن تكلفة الخروج عن طريق طائرة الشحن “اليوشن” تبلغ ثلاثمئة ألف ليرة.

 

واتهمت السليمان -في حديث للجزيرة نت- النظام بأنه السبب في معاناتها لأن تنظيم الدولة الذي يسيطر على أغلب أجزاء المحافظة منذ يونيو/حزيران 2014 “يمنع الدخول إلى المدينة لكنه يسمح بالخروج منها”.

 

وقالت السليمان إن “التنظيم مشارك في جريمة الحصار، لكن يبقى النظام المجرم الأكبر والمستفيد منه والمتاجر به”.

 

أما سليمان الجاسم -من سكان حي القصور- فأكد أنه حاول منذ أربعة أشهر الحصول على الموافقة الأمنية للخروج، ولم يتمكن من الحصول عليها إلا منذ عشرين يوما بعد دفع 250 ألف ليرة، لكنه لم يتمكن من المغادرة إلى الآن، بسبب توقف رحلات “اليوشن” منذ ثلاثة أسابيع.

 

الجاسم ذكر للجزيرة نت أنه باع حلي ابنته من أجل الحصول على الموافقة، وذلك بعد أن أصبح “عاجزا عن تحمل الجوع ونقص المياه وغياب الكهرباء”، إضافة إلى حاجته الماسة لعملية جراحية في عينه، ويخشى أن يفقد النظر إن بقي حاله على هذا المنوال لفترة أطول.

 

وأشار إلى إغلاق أغلب المحال التجارية أبوابها ومساهمة التجار المرتبطين بالنظام في زيادة معاناة السكان عبر بيع ما يتم شحنه في الطائرات بين الفينة والأخرى بعشرات أضعاف السعر الحقيقي، وضرب مثالا على ذلك بالسكر الذي وصل سعر الكيلو منه إلى ثلاثة آلاف ليرة في حين بلغ سعر كيلو الشاي 3800 ليرة.

 

مصدر مقرب من النظام -طلب عدم الكشف عن اسمه- لم ينكر تضييق النظام على السكان في ما يتعلق بمغادرة مناطقه، لكنه برر ذلك بالخشية على المدنيين من الطريق البري، وإمكانية التعرض لهم من عناصر تنظيم الدولة عند خروجهم، أو تعرض حياتهم للخطر لأن بعض طرق المنطقة الفاصلة مزروعة بالألغام.

 

وبرر هذه الممارسة بما حصل قبل أيام عندما انفجر لغم في سيارة أسرة سمح لها بالمغادرة، مما أسفر عن مقتل ثمانية من أفرادها.

 

أما بشأن أسباب توقف السفر عبر “اليوشن” فأشار المصدر إلى تعرضها منذ نحو عشرين يوما لقذائف تنظيم الدولة وهي رابضة على أرض المطار، مما أسفر عن أضرار في جناحها وتطلب ذلك بعض الوقت لإصلاحها وإعادتها إلى العمل.

 

وأكد مسؤول طبي في دير الزور تدهور الأوضاع الصحية للمدنيين داخل الأحياء المحاصرة، وأرجع سبب ذلك إلى نقص الكوادر والتجهيزات واﻷدوية.

 

وأقر بأن هذا الوضع أدى إلى انتشار أمراض عدة مثل التهاب الكبد، وتفاقم أمراض الصدر والقلب والسكري.

 

وأضاف أن السكان يعانون من نقص التغذية في وقت ﻻ توجد فيه أدوية سواء بالقطاع العام أو الخاص.

 

أما بالنسبة للعمليات الجراحية فنبه المسؤول الطبي إلى أنه بسبب انقطاع الكهرباء فإن “أجهزة تعقيم القماش ﻻ تعمل على كهرباء المولدات، لذا ﻻ يتم تعقيمها بشكل صحيح”.

 

هل غيرت الإدارة الأميركية موقفها من الأسد؟

شدد المتحدث السابق باسم الخارجية الأميركية آدم إرلي على أن الإدارة الأميركية جادة ومتمسكة بمطلب رحيل الرئيس السوري بشار الأسد، وقال لحلقة (7/7/2015) من برنامج “ما وراء الخبر” إن الرئيس باراك أوباما كان واضحا بهذا الشأن في خطابه الأخير، لكن الكاتب الصحفي جمال خاشقجي اعتبر أن المواقف الأميركية بشأن سوريا “مكررة” و”بطيئة”.

وحدد أوباما في خطاب له الاثنين  في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) شروط هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية، ومن أهمها أن يتوحد السوريون ويشكلوا حكومة لا تشمل الرئيس الأسد.

وأكد إرلي على أن الإدارة الأميركية تريد رحيل الأسد من المشهد السوري بقوة السلاح أو المفاوضات، لكنها لا ترى أن أحدا من المعارضة السورية يريد الجلوس مع هذا الرجل الذي قال أيضا إن هناك مؤشرات على يأس اجتاح قواته بعد المكاسب التي تحققها بقية الفصائل المعارضة.

غير أن الضيف الأميركي أشار إلى أن أي تغيير على الأرض سيشكل ما اعتبره تهديدا لجيران سوريا مثل الأردن في حال سيطر من سماهم “المتطرفين” -ومنهم جبهة النصرة وتنظيم الدولة- على بعض المناطق.

وبخلاف موقف المتحدث السابق باسم الخارجية الأميركية، رأى خاشقجي أن ما ورد على لسان أوباما هو مجرد تكرار لمواقف سابقة أدلى بها الأميركيون، وشبه الرئيس الأميركي بالطبيب الذي أفتى بوجود ورم لكنه تلكأ في معالجته، مما تسبب في ظهور ورم ثانٍ ومع ذلك يمنع غيره من الجراحين من معالجته.

ونفى أن يكون هناك أي تحالف بين تنظيم الدولة وفصائل المعارضة السورية ومنها جبهة النصرة، وقال إن هذه الفصائل نفسها تحارب التنظيم وتحارب الأسد في نفس الوقت، وقال إن الأميركيين يطلبون المستحيل، أي “ثورة سورية بدون هذا وذاك”.

خيار وحيد

وبينما تساءل عن ما بعد تصريح أوباما “كيف يمكن تشكيل الحكومة السورية الموحدة؟” أوضح الضيف -الذي كان يتحدث من جدة السعودية- أن الخيار الوحيد في سوريا هم الثوار وعلى الأطراف المعنية بالملف السوري أن تتعامل معهم، ولا سيما أنهم لا ينتمون لا لتنظيم الدولة ولا لتنظيم القاعدة.

وبشأن كيفية تفاعل القوى الإقليمية مع خطاب أوباما، أشار خاشقجي إلى أن الدول العربية وتركيا هي أكثر المتضررين من الأزمة السورية، وقد بدأت تستقل بقرارها، وتحدث عن ما عده تلويحا تركيا بشيء ما في سوريا قد تتحمس له بقية الدول مثل السعودية والأردن وقطر.

من جهته، قال المتحدث السابق باسم الخارجية الأميركية إن الدول العربية عليها أن تتحمل جزءا من نفقات التصدي لتنظيم الدولة.

يشار إلى أن الإدارة الأميركية قدمت أولوية القضاء على تنظيم الدولة على أولوية القضاء على الرئيس السوري، وهو ما شكل خلافات بينها وبين بعض الدول الإقليمية مثل تركيا.

 

تعزيزات أردنية على حدود العراق وسوريا  

نقلت مصادر صحفية أردنية متطابقة أن جيش المملكة قام بإرسال تعزيزات عسكرية كبيرة على الحدود الشرقية والشمالية مع العراق وسوريا، وذلك استعدادا للتعاطي مع أي طارئ، خاصة بعد حديث عن مخطط إرهابي لتنظيم إيراني في المدن الأردنية. وفي الأثناء تبنى مجلس النواب الأميركي مشروع قرار بتسليح عمّان التي تشارك في الحملة ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

 

وأظهرت صور انتشار دبابات وأسلحة وآليات ثقيلة ومتطورة بغية تعزيز منظومة أمن الحدود وزيادة قدراتها العسكرية.

 

وكان قائد جيش الأردن ومستشار الملك للشؤون العسكرية مشعل الزبن زار الحدود مع سوريا للاطلاع على آخر الاستعدادات لحماية الحدود والتعامل مع أي طارئ.

 

وقال مدير مكتب الجزيرة بعمّان حسن الشوبكي إن هذه التعزيزات ليست جديدة ولكنها كبيرة هذه المرة، موضحا أن الهدف هو تعزيز القبضة الأمنية على الحدود حيث إن السلطات الرسمية على الجانبين الآخرين (العراق وسوريا) غائبة.

 

وأشار الشوبكي إلى أن الجيش الأردني ينشر كافة أنواع الأسلحة الخفيفة والثقيلة لمنع أي اختراقات عبر الحدود التي تقدر بمئات الكيلومترات.

 

يُشار إلى أن الأردن بدأ الاثنين الماضي محاكمة عراقي يحمل الجنسية النرويجية ويعمل لحساب تنظيم يتبع الحرس الثوري الإيراني للاشتباه في أنه خطط لتنفيذ أعمال “إرهابية” في الأردن, وفقا للسلطات.

 

وقالت السلطات الأردنية إن المشتبه فيه خالد كاظم الربيعي اعتقل في الثالث من أبريل/نيسان الماضي بعد ضبط 45 كيلوغراما من المتفجرات كان يخزنها في قرية “ثغرة عصفور” بمحافظة جرش شمالي المملكة.

 

سلاح أميركي

وفي الأثناء، تبنى مجلس النواب الأميركي أمس الثلاثاء نصا يهدف إلى تسهيل بيع السلاح للأردن، وهو امتياز محصور بحلفاء نادرين لواشنطن مثل دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) وإسرائيل، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.

 

وتبنى النواب الأميركيون سريعا اقتراح القانون عبر تصويت شفوي، على أن يصوت عليه لاحقا مجلس الشيوخ، حيث يهيمن الجمهوريون على المجلسين.

 

وكان الأميركيون قد بدؤوا في الآونة الأخيرة تدريب عدد من مقاتلي المعارضة السورية على أراضي الأردن الذي يعتبر عنصرا رئيسيا في التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق.

 

يُشار إلى أن واشنطن أعلنت في فبراير/شباط نيتها زيادة المساعدة للأردن سنويا من ستمائة مليون إلى مليار دولار، وذلك بين العامين 2015 و2017.

 

هذه هي النقاط التي تعرقل التوصل لاتفاق نووي

دبي – قناة العربية

شهدت المفاوضات النووية 14 جولة بين الدول الكبرى وإيران سخرت للتوصل إلى اتفاق تغلق بموجبه أبواب المفاعلات النووية الإيرانية ضمن اتفاق تاريخي يخرج إيران من قائمة الحظر والعقوبات ولو جزئياً .

وما زالت نقاط خلافية عدة تقف في طريق التوصل لاتفاق مددت المفاوضات على إثرها حتى الجمعة القادم.

وأهم القضايا الخلافية التي مازالت مطروحة للنقاش تتمثل في تفتيش المواقع العسكرية والأمنية “غير النووية” في إيران، وهي القضية الخلافية الأكبر مع مجموعة 5+1 التي ترفضها طهران.

كما ترفض طهران السماح للمفتشين الدوليين لقاء أي من علمائها النوويين أو تقديم وثائق حول ماضي إيران النووي.

وتطالب إيران أيضاً برفع العقوبات الاقتصادية فوراً، بينما التسوية المطروحة هي رفعها بشكل تدريجي وبفترات متقاربة.

وترفض طهران كذلك مبدأ تلقائية عودة العقوبات إذا ما تم انتهاك الاتفاق بينما التسوية المطروحة هي تشكيل لجنة لمتابعة التزام إيران.

كما تصر إيران على إلغاء الحظر المفروض على الصواريخ لاسيما البالستية منها، فالدول الغربية تعتبرها جزءاً من أسلحة الدمار الشامل وتطالب ببقاء الحظر قائماً عليها، فيما تبرر طهران أن المفاوضات الجارية حالياً تتعلق فقط بالملف النووي، وليس ترسانتها الصاروخية وهي النقطة التي أكد وزير الخارجية سيرغي لافروف أنها تمثل العقبة الرئيسية في طريق التوصل لاتفاق نهائي حتى اللحظة.

 

سوريا.. احتدام المعارك في الزبداني وسقوط قتلى للنظام

دبي – قناة العربية

احتدمت المعارك بين فصائل المعارضة وقوات الأسد المدعومة بميليشيات حزب الله على عدة محاور في مدينة الزبداني، أبرزها محور الجمعيات، بالتزامن مع توسع رقعة المواجهات في حي جوبر الدمشقي .

وازدادت خسائر قوات النظام المدعومة بميليشيات حزب الله بمدينة الزبداني في ريف دمشق، حيث قتل عدد من عناصرها بينهم قيادي ميداني.

وأفات وكالة مسار برس أن الثوار تمكنوا من السيطرة على عدد من الأبنية في حي الجمعيات ودمروا عدداً من الآليات العسكرية خلال المواجهات.

يأتي ذلك بالتزامن مع قصف عنيف شنته قوات الأسد على المدينة بصواريخ أرض – أرض والصواريخ الفراغية والبراميل المتفجرة، أسفر عن حرائق بالأراضي الزراعية في سهلي الزبداني ومضايا.

إلى ذلك، استهدف الثوار تجمعات قوات الأسد في حي جوبر شرق دمشق، بقذائف المدفعية والهاون، وذلك في اشتباكات متقطعة دارت بين الطرفين، كما قصفوا تجمعاتها على المتحلق الجنوبي من جهة بلدة زملكا، بقذائف الهاون.

وجاء تجدد المعارك في حي جوبر ضمن معركة أعلنت عنها المعارضة تحت اسم “أيام بدر”، تهدف إلى السيطرة على نقاط استراتيجية في الحي.

وفي كوباني عين العرب، أفاد المرصد السوري بسقوط قتلى وجرحى في مواجهات عنيفة بين داعش ووحدات حماية الشعب الكردي.

كما سيطرت وحدات الحماية على حاجز يقع على عقدة طرق رئيسية تؤدي إلى مدن في الرقة والحسكة وحلب.

وفي جنوب البلاد، تجددت الاشتباكات على أطراف مدينة درعا، لاسيما على الجبهة الشرقية، حيث استهدف الثوار براجمات الصواريخ وقذائف الهاون، فرعي المخابرات الجوية وأمن الدولة والمطاحن وحاجزي المحكمة في محيط مخيم درعا.

هذا وقتل عدد من المدنيين معظمهم من النساء والأطفال في بلدة نصيب الحدودية مع الأردن بريف درعا، وفي بلدة بصرى الحرير، جراء قصف طيران النظام البلدتين بالبراميل المتفجرة.

وفي محافظة إدلب جرت عملية تبادل أسرى بين فصائل مقاتلة وقوات النظام.

 

هجوم على تجمعات للمعارضة في حلب

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

استهدفت القوات الحكومية السورية، الأربعاء، تجمعات للمعارضة المسلحة في أحياء بريف حلب شملت كرم الجزماتي وباب النيرب، والراشدين، والمنصورة، ومحيطي البحوث العلمية والكلية الجوية، وكويرس.

 

ونقل التلفزيون السوري، الأربعاء، عن مصدر عسكري قوله إن القوات الحكومية قتلت أعداد من المستهدفين “ودمرت أدواتهم”.

 

وكان مقاتلو المعارضة والمسلحون شنوا سلسلة من الهجمات في حلب، منذ الأسبوع الماضي، استولوا خلالها على مركز الأبحاث العلمية الذي كان يستخدم كقاعدة عسكرية.

 

ويدور صراع بين القوات الحكومية وقوات المعارضة للسيطرة على حلب، المحور الصناعي والتجاري السابق، منذ يوليو 2012، فيما تعاني أضخم مدن سوريا من الدمار الذي دفع الكثير من سكانها إلى اللجوء خارج البلاد.

 

إدارة أوباما تقر بتدريب 1% فقط من العدد المستهدف في المعارضة السورية.. و”ماكين”: لن يحقق هدف إضعاف أو تدمير “داعش

إدارة أوباما تقر بتدريب 1% فقط من العدد المستهدف في المعارضة السورية..و”ماكين”: لن يحقق هدف إضعاف أو تدمير “داعش”

واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)– أقرت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالتأخر في تنفيذ خطة تدريب قوة من المعارضة السورية لمواجهة تنظيم “داعش”، معلنة أن 60 مقاتلا فقط انضموا للبرنامج بما يعادل 1% فقط من العدد المستهدف.

 

وبدأ الجيش الأمريكي برنامجه في مايو/ أيار الماضي لتدريب نحو 5400 مقاتل في العام.

 

وقال وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر، الثلاثاء، خلال جلسة للجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، إن عدد المتدربين السوريين “أصغر بكثير مما كنا نأمله في هذه المرحلة”، مرجعا ذلك إلى عملية التدقيق في اختيار المتدربين.

 

وأضاف: “سنعمل على نحو أفضل.. وعدد 60 سيزيد بمرور الوقت، بعدما تعلمت الولايات المتحدة كيفية تبسيط إجراءات التدقيق”.

 

كما أقر البيت الأبيض بأن عدد المتطوعين “ليس كافيا”، لكنه أكد الحذر التام بشأن انتقاء المشاركين في البرنامج التدريبي الذي يتم في مواقع في الأردن وتركيا، وذلك وفقا للمتحدث باسم البيت الأبيض جوش ارنست.

 

من جانبه، قال رئيس لجنة القوات المسلحة السيناتور الجمهوري جون ماكين “لا يوجد سبب مقنع للاعتقاد بأن ما نفعله حاليا سيكون كافيا لتحقيق الهدف المنشود للرئيس بإضعاف أو تدمير تنظيم داعش في نهاية المطاف”.

 

وقال السيناتور الديمقراطي البارز جاك ريد إن التنظيم “لا يزال القوة المهيمنة في غرب سوريا.. وفي غياب معارضة معتدلة لديها الإصرار والقدرة على انتزاع أراض من داعش والاحتفاظ بها.. فمن غير المتوقع حدوث أي تغيير في الوضع الراهن”.

 

ممثلو مؤتمر القاهرة للمعارضة السورية يزورون الولايات المتحدة تلبية لدعوة أمريكية

روما (7 تموز/يوليو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

قالت مصادر في المعارضة السورية أن الولايات المتحدة الأمريكية أبدت اهتماماً بالنتائج التي صدرت عن مؤتمر القاهرة للمعارضة السورية والذي انعقد الشهر الماضي ووجّهت دعوة لأعضاء من اللجنة المنبثقة عن المؤتمر لزيارة الولايات المتحدة لتبادل وجهات النظر والتشاور حول الوثائق النهائية التي نتجت عن المؤتمر وإمكانية تجسيدها عملاً على أرض الواقع.

 

وقالت المصادر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء أن لجنة المتابعة والتنسيق المنبثقة عن مؤتمر القاهرة للمعارضة السورية رحّبت بهذا الاهتمام الأمريكي، وسيقوم أعضاء من اللجنة بزيارة الولايات المتحدة بحدود منتصف الشهر الجاري للتشاور مع المسؤولين الأمريكيين حول إمكانية دعم الوثائق التي نتجت عن مؤتمر القاهرة وتبنيها دولياً كمدخل لحل الأزمة السورية.

 

وأوضحت المصادر أن مسؤولين أمريكيين عبّروا عن “رضاهم” عن الوثائق التي تمخضت عن مؤتمر القاهرة ووصفوها بأنها “الأكثر جدّية ونُضحاً وقرباً من المواثيق الدولية ومفاهيم برامج التحول السياسي”، على حد وصفها.

 

وكان مؤتمر القاهرة الثاني للمعارضة السورية من أجل الحل السياسي الذي عُقد في القاهرة تحت رعاية مصرية وبمشاركة واسعة من مختلف أطياف المعارضة السورية في الداخل والخارج، قد اعتمد ميثاق وطني سوري وخارطة طريق للحل السياسي التفاوضي. وانتخب المؤتمر لجنة للمتابعة والتنسيق للتحرك العربي والدولي للتسويق لخارطة الطريق. وحددت الوثيقة الأولى المبادئ الدستورية للمرحلة الانتقالية، وكتابة الدستور السوري الجديد، بينما رسمت الثانية خريطة طريق لآليات تنفيذ عملية قابلة للتحقق للانتقال لتسوية سياسية غايتها تغيير النظام بشكل جذري وشامل والذهاب إلى نظام ديمقراطي تعددي يوفر الحرية والكرامة والعدالة والمساواة لكل السوريين، مع عدم وجود أي مستقبل سياسي للرئيس السوري بشار الأسد في أي عملية سياسية مستقبلية.

 

طهران تدعم دمشق بخط ائتمان ثالث بقيمة مليار دولار

وافق مجلس الشعب السوري الثلاثاء على ابرام اتفاق بين سوريا وايران حول فتح خط ائتمان جديد لسوريا قدره مليار دولا اميركي، حسبما افادت وكالة الانباء الرسمية (سانا).

 

وجاء في خبر للوكالة “أقر مجلس الشعب في جلسته التي عقدها اليوم مشروع القانون المتضمن تصديق اتفاقية خط التسهيل الائتماني الموقعة في دمشق في 19 ايار/مايو من قبل المصرف التجاري السوري وبنك تنمية الصادرات الايراني بمبلغ قدره مليار دولار أمريكي”.

 

وسيخصص هذا الخط لـ”تمويل استيراد بضائع وسلع وتنفيذ مشاريع”، بحسب الوكالة.

 

وتدعم ايران بالسلاح والرجال والمال نظام الرئيس بشار الأسد الذي يخوض معارك دامية مع مجموعات متعددة في مناطق سوريا مختلفة.

 

ويقوم الخط الائتماني على ان تفتح الجهة المانحة حسابا في مؤسسة مصرفية تابعة للدولة التي تعاني من نقص في السيولة على ان يتم تحويل قيمة الصادرات التي تشتريها الدولة المستفيدة من خط الائتمان من الدولة المانحة الى هذا الحساب. ويقلل هذا من التداول بالعملة الصعبة في السوق ويساهم في ضبط اسعار العملات. كما يشمل خط الائتمان عملية تبادل سلع بين البلدين.

 

وتقلصت الايرادات المالية العائدة للدولة السورية مع سيطرة خصومها من الجهاديين والمقاتلين الاكراد والمعارضين تدريجيا على الجزء الاكبر من حقول البترول والغاز ومناجم الفوسفات في البلاد، وباتت ايراداتها تقتصر على الضرائب والرسوم الجمركية.

 

ويعوض تقلص العائدات بالدعم الايراني الثابت للنظام وخطوط الائتمان التي فتحتها طهران. وتبلغ قيمة خطي الائتمان السابقين 6.4 مليارات دولار خصص اغلبها للتزود بالمشتقات النفطية.

 

ويقول جهاد يازجي رئيس تحرير نشرة “سيريا ريبورت” الاقتصادية ان خط الائتمان الايراني “هو احد المصادر النادرة للعملة الصعبة المتبقية للحكومة السورية”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى