أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأربعاء 08 نيسان 2015

اتهام النظام بـ «نشر الفوضى والدمار» في إدلب

موسكو – رائد جبر

لندن، بيروت – «الحياة»، أ ف ب – اتهمت المعارضة قوات النظام بتدمير البنية التحتية لمدينة ادلب في شمال غربي البلاد لـ «نشر الفوضى» وزحف تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) الى المدينة بعد خروجها عن سيطرته، في وقت افيد بشن الطيران ثمانية آلاف غارة خلال ثلاثة اشهر، وسادت اجواء تشاؤمية في اليوم الثاني لـ «منتدى موسكو» بعد اعتقال اجهزة الأمن شخصية معارضة بعد مشاركتها في منتدى حقوقي في جنيف.

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» امس بأنه «وثق 7972 غارة بينها 4425 برميلاً متفجراً، ألقتها طائرات النظام المروحية، على مناطق في البلاد، ما ادى الى مقتل 1126 مدنياً بينهم 231 طفلاً».

وأفاد «المركز الصحافي السوري» بأن مئة غارة شنت على ادلب امس، فيما قال «الائتلاف» في بيان ان «معدل القصف ارتفع بمختلف أنواع الأسلحة على الأحياء السكنية في إدلب وريفها منذ سيطرة الثوار عليها، ما تسبب بدمار كبير في المباني السكنية والمرافق العامة بنسبة تزيد عن 15 في المئة بينها المشفى الوطني ومبنى المحافظة وسط المدينة، اضافة الى نزوح ثلثي الأهالي». وأضاف: «ان جهوداً تبذل لاستقرار المدينة من خلال إدارة المناطق وتأمين المؤسسات والمديريات وحماية المدنيين، بينما يسعى الأسد لنشر الفوضى والدمار في المدينة»، محذراً من «استغلال تنظيم داعش الإرهابي من نشر الفوضى التي يسعى لها النظام، والزحف نحو المدينة».

في جنوب دمشق، ارتفع إلى 25 عدد «البراميل المتفجرة» التي ألقتها مروحيات النظام على مخيم اليرموك. وبحث وفد من رام الله برئاسة عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية احمد المجدلاني في دمشق اوضاع المخيم مع مسؤوليين سوريين وفصائل فلسطينية، فيما وقت دعا الناطق باسم «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة» انور رجا الى «اللجوء الى القوة لإخراج الإرهابيين من المخيم بالتنسيق مع الدولة السورية».

سياسياً، ساد التشاؤم في لقاء 32 شخصية معارضة في «منتدى موسكو»، بعد وصول نبأ توقيف اجهزة الأمن صالح النبواني على الحدود السورية – اللبنانية لدى عودته من ندوة حقوقية في جنيف وعدم رفع حظر السفر عن رئيس «تيار بناء الدولة» لؤي حسين المدعو للحوار. لكن المشاركين نجحوا في الخروج بورقة مشتركة لعرضها امام وفد النظام اليوم، وسط توقعات بأن ينضم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف للقاء. وعلم ان انطوان لحام اجرى اتصالات مع معارضين ومسؤولين روس بصفته ممثلاً للمبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا.

وضمت الورقة التي ستقدم الى وفد النظام 12 بنداً، بينها «التأكيد على حتمية الحل السياسي على اساس جنيف 1 والعمل على التمهيد لـ «جنيف3»، اضافة الى مطالب بينها «الوقف الفوري لكل اعمال العنف والقتال ومواجهة المشكلات الإنسانية ومكافحة الإرهاب ومواجهة قوى التدخل الخارجي وتحرير الأرض السورية».

وينتظر ان يلقي لافروف بياناً امام الحاضرين اليوم، وقال مشاركون انهم يأملون بأن «يتعامل وفد النظام بإيجابية اكبر من المرة السابقة مع المطالب والرؤى المطروحة». وقال احدهم لـ «الحياة» انه لمس «استياء روسيا بسبب عدم ابداء النظام استعداداً لتقديم خطوات ملموسة تدفع عمل المنتدى».

 

العثور على إمام سوري مُعارض مقتولاً في لندن

لندن – أ ف ب

أفادت «هيئة الاذاعة البريطانية» (بي بي سي)، اليوم (الأربعاء)، ان سورياً مقيماً في بريطانيا، ويشتهر بمعارضته للرئيس بشار الاسد، عُثر عليه داخل سيارته في شمال غرب لندن مقتولاً بالرصاص، مشيرة الى ان القتيل هو إمام سابق لأحد مساجد لندن.

وبحسب «بي بي سي» فإن «فرق الاسعاف استدعت الشرطة بعد العثور على رجل ميت مصاباً على ما يبدو برصاصة في الصدر».

واضافت ان «هيئة الاذاعة البريطانية تعتقد ان الضحية هو عبدالهادي عرواني، وهو إمام سابق لمسجد في لندن».

ولم تؤكد شرطة العاصمة البريطانية هوية القتيل، غير انها اشارت الى انها فتحت تحقيقاً في جريمة قتل، بعد العثور على رجل في نهاية العقد الرابع من العمر ميتاً داخل سيارة في ويمبلي (شمال غربي لندن)، أمس (الثلثاء).

وقالت الشرطة في بيان إن «المحققين يعتقدون انهم يعرفون هوية الشخص الميت، ولكن ينتظر التعرف رسمياً» على الجثة.

واضافت انه «سيتم الترتيب لاجراء تشريح للجثة في الوقت المناسب».

 

روحاني يطرح على أردوغان مبادرة لتسوية في اليمن

طهران – محمد صالح صدقيان

علمت «الحياة» أن الرئيس الإيراني حسن روحاني طرح خلال لقائه نظيره التركي رجب طيب أردوغان في طهران أمس، مبادرة لتسوية الأزمة اليمنية. وأعلن روحاني أن البلدين متفقان على ضرورة إنهاء «عدم الاستقرار والحرب» في الشرق الأوسط، فيما لفت أردوغان إلى أن المنطقة «تحترق بالنار».

زيارة الرئيس التركي التي استمرت يوماً، وذهب خلالها إلى ضريح الإمام الخميني، أتت بعد دعوات إيرانية إلى إلغائها، اذ اتهم طهران بمحاولة «الهيمنة» على المنطقة، وحضها على «سحب قواتها من اليمن وسورية والعراق».

وناقش الرئيس التركي خلال لقائه مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي، التطورات في اليمن وسورية والعراق، والجهود الدولية لمواجهة الإرهاب، إضافة إلى مرحلة ما بعد اتفاق محتمل قد تبرمه طهران مع الدول الست المعنية بملفها النووي.

وأشارت مصادر إلى أن خامنئي طرح على أردوغان العمل للتوصل إلى مصالحة يمنية – يمنية بعد إعلان وقف للنار، وتسوية الأزمة بما يصبّ في مصلحة جميع أطراف النزاع. وأبلغت المصادر «الحياة» أن روحاني طرح مبادرة لتسوية الأزمة اليمنية، تتضمّن وقفاً للنار وإيجاد أجواء تتيح إجراء حوار يمني- يمني لإعادة الأمن والاستقرار. وتعهد أردوغان متابعة الأمر مع المملكة العربية السعودية.

وشكر روحاني تركيا لدعمها إيران في الملف النووي، معتبراً أن تسوية الملف ستتيح «تعزيز الصلات والتنمية الاقتصادية» بين البلدين. وقال في مؤتمر صحافي مع أردوغان: «نحن متوافقان على ضرورة السيطرة على عدم الاستقرار وانعدام الأمن والحرب في المنطقة.

وأضاف: «تطرقنا إلى الأوضاع في العراق وسورية وفلسطين، وكان لنا نقاش أطول حول اليمن. نعتقد بضرورة إنهاء الحرب في أسرع وقت والتوصل إلى وقف شامل للنار ووقف الهجمات». وتابع أن البلدين «يعملان، بمساعدة دول أخرى في المنطقة، لإقرار السلام والاستقرار وتشكيل حكومة موسعة» في اليمن. واعتبر أن «الحلّ السلمي يتمثل في حوار يمني- يمني وجلوس كل الأطياف والكتل على طاولة المفاوضات في بلد محايد». وشدد روحاني على ضرورة تعاون إيران وتركيا لـ «مواجهة التطرف».

أردوغان الذي لم يتطرّق إلى قضية اليمن، اعتبر أن «المنطقة تحترق بالنار الآن»، وزاد: «ناقشنا وضع العراق الذي يجعلنا نبكي دماً، اذ قُتل 100 ألف شخص هناك ودُمِّر تراثه التاريخي والثقافي. وفي سورية قُتل أكثر من 300 ألف مسلم، ولا نعلم مَن يقتل مَن. لا أتحدث عن القضايا المذهبية، اذ لا يهمّني هل هم شيعة أو سنّة، لأن المهم بالنسبة إليّ هم المسلمون والإسلام. علينا إنهاء سفك الدماء وجمع المتقاتلين، ويمكننا تحقيق نتيجة».

وأبرمت طهران وأنقرة خلال زيارة أردوغان 8 اتفاقات للتعاون الاقتصادي والتجاري والصناعي. وقال روحاني: «علاقاتنا التجارية بلغت العام الماضي 14 بليون دولار، ونعتزم رفع هذا الرقم إلى 30 بليوناً». لكن أردوغان ذكّر بأن الميزان التجاري بين البلدين يميل لمصلحة إيران التي «تصدّر بعشرة بلايين دولار وتستورد بأربعة بلايين فقط من البضائع التركية». واقترح الاستغناء عن الدولار أو اليورو طالب بأن تتم المبادلات التجارية بـ «عملتَي البلدين، لكي لا نبقى تحت ضغط قيمة» الدولار واليورو». وأشار إلى أن الغاز الطبيعي الذي تشتريه تركيا من إيران «هو الأغلى»، مستدركاً: «إذا خُفِّض السعر، سنشتري أكثر، وهذا ما يجب أن تفعله دولة صديقة».

في غضون ذلك، تعهد الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال مكالمة هاتفية مع سلطان عُمان قابوس بن سعيد، «العمل مع عُمان وشركاء إقليميين آخرين، لمواجهة النشاطات الإيرانية المزعزعة لاستقرار المنطقة».

 

المعارضة السورية تطرح وثيقة على وفد النظام في موسكو

المصدر: (و ص ف، روسيا اليوم)

بلور ممثلو المعارضة السورية، الذين يشاركون في الاجتماع التشاوري في موسكو حاليا، وثيقة مشتركة لطرحها على الوفد الحكومي.

 

وأعلن ممثل “المنتدى الديموقراطي” المعارض في المشاورات سمير العيطة أن الوثيقة المتفق عليها تحتوي على عناصر مختلفة، منها قضايا سياسية وإنسانية.

وقال إن بلورة الوثيقة تعتبر “تقدما كبيراً”، مضيفا أن المعارضة تنتظر من لقائها الوفد الحكومي وضع آلية لتنفيذ الالتزامات التي أخذها الطرفان على عاتقهما خلال الجولة الأولى من مشاورات موسكو، إلى التزامات جديدة محتملة قد تسفر عنها الجولة الراهنة.

ورأى نائب المنسق العام لـ”هيئة التنسيق الوطني لقوى التغيير الديموقراطي” عارف دليلة أن تسوية الجوانب السياسية للأزمة السورية تتطلب عقد مؤتمر “جنيف 3”. وقال إن الأهم في المرحلة الحالية هو وقف الصراع المسلح ومحاولة إعادة البلاد إلى حياتها الطبيعية، والإفراج عن سجناء وضمان أمن المواطنين، مبرزاً أهمية ذلك لبناء نظام ديموقراطي جديد ودولة القانون.

وكانت وفود المعارضة السورية عاودت اجتماعاتها أمس في إطار الاجتماع التشاوري الثاني الذي تستضيفه موسكو للخروج بورقة عمل موحدة، قبل لقائها الوفد الحكومي اليوم.

وتجرى المشاورات في إشراف رئيس معهد الاستشراق الروسي فيتالي نعومكين خلف أبواب مغلقة، بعيداً من وسائل الإعلام.

 

اعتقال معارض

على صعيد آخر، أفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان”، الذي يتخذ لندن مقراً له، أن أجهزة الامن السورية اعتقلت المعارض والناشط الحقوقي صالح النبواني (44 سنة) لدى عودته الى سوريا بعد مشاركته في ورشة عمل حقوقية في جنيف.

وقال: “اعتقلت اجهزة النظام الامنية المعارض والناشط الحقوقي صالح النبواني على الحدود السورية – اللبنانية اثناء عودته الى سوريا من بيروت”.

ويتحدر النبواني من منطقة السويداء ذات الغالبية الدرزية وينتمي الى تيار “قمح” الذي يرأسه المعارض السوري هيثم مناع. كما انه احد مؤسسي “هيئة التنسيق الوطني لقوى التغيير الديموقراطي”، ابرز هيئات المعارضة السورية في الداخل والمقبولة لدى النظام.

 

32 فرنسياً في سوريا

في غضون ذلك، اعلنت جمعية اغاثة مسيحيي الشرق الفرنسية ان نحو 32 فرنسياً توجهوا الى دمشق على رغم معارضة حكومتهم لاظهار دعمهم لمسيحيي الشرق وزيارة المواقع التي ترمز الى الوجود المسيحي في سوريا.

ووصل 32 شخصاً مع مرشد من الجمعية الاحد الى دمشق . ورداً على سؤال عن هذه الرحلة قالت وزارة الخارجية الفرنسية إنها طلبت في شباط من المنظمين ارجاء هذا المشروع بسبب الظروف الامنية في سوريا.

وأوردت صحيفة “لو باريزيان” أن الزوار، ومعظمهم من المتقاعدين، حضروا الاثنين قداس عيد الفصح الذي اقيم في قلب العاصمة السورية.

 

أردوغان يدعو إلى تعاون تركي – إيراني في العراق وسوريا روحاني: يجب إنهاء حمّام الدم في اليمن في أسرع وقت

المصدر: (و ص ف، رويترز أ ب، “الاناضول”)

رأى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن على أنقرة وطهران أن تضطلعا بدور الوسيط في النزاعات في سوريا والعراق، قائلاً إنه لا ينظر الى هويات الضحايا “فهؤلاء بشر، مسلمون”.

 

كان الرئيس الايراني حسن روحاني في استقبال نظيره التركي لدى وصوله الى طهران في زيارة رسمية استمرت يوماً واحداً، وقت تبادل البلدان أخيراً الانتقادات لسياساتهما في المنطقة.

وصافح اردوغان روحاني وهو واجم، قبل ان يعرض الحرس الرئاسي امام قصر سعد اباد بشمال طهران ويباشر المحادثات الرسمية.

ورافق اردوغان عدد من الوزراء. وقد التقى ايضاً المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي.

وفي مؤتمر صحافي مشترك مع روحاني بعد محادثاتهما الثنائية، صرح الرئيس التركي إن “الحضارة والتاريخ يتعرضان لمذبحة في العراق”. وقال إن أكثر من 100 الف شخص سقطوا في العراق، ونحو 300 الف آخرين على الاقل سقطوا في سوريا، وتساءل: “من يقتل من؟ من يموت هناك؟ إنهم بشر، مسلمون… أنا لا أميز. لا أقول إن شيعة يموتون، أو سنة يموتون. بالنسبة الي إنهم بشر فقط، جميعهم مسلمون”. واعتبر أن على ايران وتركيا التوسط بين المتحاربين، آملاً في التوصل الى نتيجة. وأضاف: “علينا التوحد ومنع القتل وحمام الدم. علينا جمع المتقاتلين معاً، ويمكننا التوصل الى نتيجة”. وكان الرئيس التركي الاسلامي المحافظ اتهم اواخر اذار ايران بالسعي الى “الهيمنة” على اليمن، فيما عبرت تركيا عن دعمها للتدخل العسكري الذي اطلقته السعودية مع حلفائها ضد الحوثيين المدعومين من طهران. وقال في حينه إن “ايران تبذل جهودا للهيمنة على المنطقة. كيف يمكن السماح بذلك؟”. ودعا ايران المجاورة لتركيا الى “سحب جميع قواتها من اليمن وسوريا والعراق”.

ورد وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف باتهام انقرة بزعزعة الاستقرار في الشرق الاوسط. واستدعي القائم بالاعمال في سفارة تركيا في طهران الى وزارة الخارجية الايرانية التي طلبت منه “ايضاحات” لتصريحات اردوغان.

وندد نواب محافظون ايرانيون وبعض الصحف بـ”اهانات” الرئيس التركي مطالبين بإلغاء زيارته.

وأمس، شكر روحاني لتركيا دعمها المفاوضات النووية بين طهران ومجموعة 5+1 للدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن، الى المانيا. وقال إن الاتفاق سيكون مفيداً للعلاقات الاقتصادية الايرانية – التركية ايضاً. وعندما سئل عن نتيجة المحادثات التركية – الايرانية، أجاب: أجرينا نقاشاً شاملاً في شأن اليمن. لدينا نقاط مشتركة، يجب انهاء الحرب وحمام الدم في اليمن في أسرع وقت”. ودعا الى وقف الحملة العسكرية التي تقودها السعودية ضد اليمن، وحض دول الشرق الاوسط على “محاربة الارهاب والتطرف معاً”.

 

التعاون الاقتصادي

وعلى الصعيد الاقتصادي، نشرت وسائل اعلام أن الجانبين وقعا ثمانية اتفاقات عمل خلال الزيارة، وخصوصا في مجالات النقل والجمارك والصناعة والصحة.

وفي المؤتمر الصحافي، اقترح اردوغان أن تستخدم كل من تركيا وإيران عملتها المحلية في التجارة بينهما لتفادي تقلبات سعر الصرف. وقال: “يجب ألا نتعرض لضغوط من العملات الاخرى. ينبغي أن تكون مشترياتنا بالعملة الايرانية، ومشتريات الايرانيين بالعملة التركية”.

الى ذلك، أعلن أن بلاده ستشتري المزيد من الغاز الطبيعي من إيران إذا كانت الأسعار أدنى، لافتاً الى أن “أغلى غاز طبيعي نستورده هو من إيران. إذا خفض هذا السعر سنزيد بالطبع كمية الغاز الطبيعي التي نشتريها من إيران”.

وقال وزير الاتصالات الايراني محمود واعظي الذي يرأس اللجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي التركي – الايراني إن “الرئيسين شددا على زيادة حجم المبادلات التجارية ليصل الى 30 مليار دولار” سنة 2015.

ويشار الى أنه في 26 آذار، بدأ تحالف عربي بقيادة السعودية غارات على المتمردين الحوثيين المدعومين من ايران والذين سيطروا على اجزاء واسعة من الاراضي اليمنية. ولا تشارك تركيا عسكرياً في العملية، لكنها ارسلت بعثة تدريب عسكري وتحدثت عن تقاسم معلومات مع التحالف.

وتتعارض مواقف تركيا وايران من سوريا ايضا. ولكن على رغم هذه التوترات الاقليمية يسعى البلدان الى تعزيز علاقاتهما التجارية والاقتصادية.

وتأتي محادثات أردوغان في طهران، غداة زيارة ولي ولي العهد السعودي وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف لأنقرة ولقائه الرئيس التركي. واستمر اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي بأنقرة نحو ساعة و40 دقيقة.

 

إدلب تنتظر «ساعة الصفر»

علاء حلبي

منذ اليوم الأول لسقوط مدينة إدلب بيد «جبهة النصرة» اتجهت الأنظار إلى ردة فعل الجيش السوري، الذي أعلن حينها أن ما جرى هو عملية إعادة تجميع للقوات، حيث سحب الجيش قواته والفصائل المؤازرة له من داخل مدينة إدلب إلى معسكر المسطومة، في حين تم نقل المراكز الحكومية إلى مدينة جسر الشغور، لتخلو الساحة لمعركة طاحنة تنتظرها المدينة الرازحة تحت قصف متواصل ألهبها.

وأوضح مصدر ميداني، لـ «السفير»، أن ما يجري في الوقت الحالي هو عملية قصف تمهيدي عنيف يطال مراكز المسلحين في المدينة، التي شهدت نزوح معظم سكانها إلى القرى والبلدات المجاورة منذ اختراق «النصرة» وحلفائها للمدينة قبل نحو 12 يوماً، بانتظار «ساعة الصفر» لبدء عمل عسكري لاستعادة المدينة الإستراتيجية الواقعة في الزاوية الغربية الشمالية من سوريا، والمحاذية للحدود مع تركيا، خصوصا بعد استكمال عمليات تعزيز نقاط الجيش السوري، ودراسة خطط سير العملية، من دون الاستعجال، خصوصا وأنها تشكل مواجهة مباشرة مع مسلحين يتدفقون بالآلاف من الحدود التركية المفتوحة.

وخلال الأيام الماضية عزز الجيش السوري تواجده في معسكر المسطومة، وقام بجلب قوات من حماه، كما انتقل العقيد سهيل الحسن وقواته إلى المعسكر، الأمر الذي يفسر كثافة القصف للمدينة، ويؤكد العزم على استعادتها. فالعقيد المعروف بلقب «النمر» يعتبر من أبرز الضباط السوريين الذين واجهوا «جبهة النصرة» في حلب وحماه، وتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» – «داعش» في ريف حمص.

ويقول المصدر «أثبت العقيد في جميع المعارك التي خاضها تفوقه على تكتيك الجهاديين. لديه خبرة كبيرة في قلب الطاولة واكتساب المعارك، ويتمتع بصبر طويل، ويعتمد على قوة نارية كبيرة لتغطية أي تحرك للمشاة».

وعلى المقلب الآخر، حاولت «جبهة النصرة» استباق أية عملية لاستعادة المدينة عن طريق مهاجمة مواقع الجيش السوري. وشن المسلحون، على مدار يومين، ما أسموه «معركة تحرير معسكر المسطومة»، حيث تمكنوا من دخول القرية لعدة ساعات، قبل أن يتبين أنهم وقعوا في فخ نصبه الجيش السوري والفصائل المؤازرة له، حيث تمكن الجيش من محاصرتهم داخل القرية وخاض معهم حرب شوارع تسببت بمقتل أكثر من 50 مسلحاً من الجبهة، وفق تأكيد مصدر ميداني، الأمر الذي أدى إلى إيقاف هجوم المسلحين وانسحاب من تبقى منهم، ليعيد الجيش السوري تمركزه على التلة الإستراتيجية التي تمثل خط الدفاع الأول عن المعسكر الذي تحتشد القوات بداخله.

إلى ذلك، تتابع «جبهة النصرة» حصارها الخانق لقريتي الفوعة وكفريا، حيث تتعرض القريتان اللتان يدافع عنهما أهاليهما إلى قصف عنيف ومتواصل، وسط تخوف مستمر من تمكن الجبهة من اختراقهما، الأمر الذي يهدد حياة 50 ألف مدني يقطن فيهما، وينذر بكارثة إنسانية، خصوصاً بعد قيام «النصرة» بنصب حواجز قريبة جداً من القريتين، واقتراب خط المواجهة إلى تخومهما سواء من جهة قرية بنش، أو حتى من مزارع بروما المتداخلة مع معرتمصرين.

وبدأت القريتان تشهدان بعض الأزمات الناجمة عن الحصار، رغم قيام طوافات الجيش السوري بإلقاء المؤن بشكل مستمر. وفي هذا السياق قال مصدر ميداني «لا يحصل السكان إلا على القليل من المساعدات نتيجة صغر مساحة القريتين، وصعوبة الخروج إلى محيطهما لانتشال ما يقع من مؤن غذائية وطبية خارج الحدود»، موضحاً أن أزمة في مادة الخبز بدأت تظهر بوضوح.

بدوره، يتابع «داعش» تكثيف هجماته على مدينة السلمية وريفها، في محاولة لاختراق المدينة التي تشكل نقطة اتصال الشمال السوري ببقية المحافظات، ويمر من خلالها طريق إمداد مدينة حلب، حيث طالت عدة قذائف متفجرة المدينة ما تسبب بمقتل ثمانية مدنيين وإصابة آخرين، بعد أيام من ارتكاب التنظيم مجزرة بحق سكان قرية المبعوجة في ريف السلمية راح ضحيتها العشرات، بينهم أطفال ونساء تعرضوا للذبح والحرق والتنكيل، من دون أن يتبع القصف أي هجوم على المدينة أو نقاط تمركز الجيش وقوات الدفاع الوطني الذي يقوم بتأمين المدينة، إضافة إلى طريق حلب، في حين كثف الطيران السوري استهدافه لمواقع تمركز مسلحي «داعش» من دون ورود معلومات من مصدر مستقل عن نتائج الاستهداف.

وعلى المقلب الآخر من البلاد، تستمر الاشتباكات في منطقة كفرشمس بريف درعا الشمالي، حيث تناقل إعلاميون تابعون إلى «جبهة النصرة» صوراً قالوا إنها لتقدمهم في البلدة التي تعد نقطة تماس بينهم وبين الجيش السوري بعد معارك عنيفة في دير العدس. وتجاور كفرشمس بلدة جدية التي تقع قرب تلالها كتيبة مدفعية تستهدف مواقع المجموعات المسلحة في عمق الريف الحوراني في انخل وجاسم والحارة.

 

النظام السوري يشكل «حشدا شعبيا» في السويداء وجنبلاط يبدي خشيته على مصير الدروز

مستشارة الأسد الإعلامية لونا الشبل لسكان المدينة: عليكم حماية الوطن بـ«الصرماية»

عمّان ـ «القدس العربي» من سلامي محمـد: لن يكون شهر نيسان/ أبريل الحالي وما يليه، على ما يبدو، من أشهر الربيع الهادئ على قوات النظام السوري وحلفائه من الميليشيات «المحلية والخارجية» في محافظة السويداء جنوب البلاد، فقد بدأ شهر الربيع بسقوط أوراق مهمة للنظام في معبر «نصيب» الحدودي مع الأردن والواقع في ريف درعا، والذي يعد بمثابة شريان الحياة الاقتصادي له في المنطقة الجنوبية من جهة، وانحسار قواته وتراجعها تدريجياً إلى الخطوط الخلفية في السويداء في الجانب العسكري من جهة أخرى.

كما أن فقدان النظام وميليشيات حزب الله لمدينة بصرى الشام الواقعة في ريف درعا الشرقي نهاية شهر آذار/ مارس الماضي، بعد تكبد النظام السوري خسائر عسكرية واستراتيجية أدى إلى تراجع قواته وميليشيات الخطوط الخلفية في مدن وبلدات ريف السويداء، وجعله في سباق مع الزمن لتدارك الأوضاع الميدانية التي حملت له الكثير من النتائج السلبية، والتي توضح أن المعركة القادمة ستكون داخل أروقته ومقاره في السويداء، لذلك بدأ في عملية تشكيل قوات «حشد شعبي» من الموالين له في محافظة السويداء، تزامناً مع حملة إعلامية بدأت مصادر النظام ببثها بين القرى والبلدات بضرورة حمل الشباب للسلاح للوقوف ضد «المجموعات الإرهابية المسلحة والتكفيريين، التي ستسعى جاهدة لاحتلال مدنهم»، إضــــافة الى تكريس النظام السوري الخوف من تنظيم «الدولة» أو ما سموه بـ «شماعة داعش» بهدف ترهيب الأهالي في حال عدم تحالفهم معه وحملهم السلاح تحت أمرته، فهو «القادر على حمايتهم».

لذلك قام ضباط رفيعو المستوى بتسليم العميد المتقاعد نايف العاقل – أبو طلال قيادة قوات «الحشد الشعبي»، مستغلين بذلك الشعبية التي يحظى بها بين طيف لا بأس به بين أبناء المحافظة، كونه أحد مقاتلي حرب اكتوبر/ تشرين الأول عام 1973.

في الوقت ذاته بدأت المسؤولة الإعلامية للرئاسة السورية لونا الشبل بمطالبة أبناء السويداء بحماية المحافظة من مقاتلي المعارضة الذين وصفتهم بـ «الدواعش التكفيريين»، وخاطبت السكان بقولها: عليكم حماية الوطن بـ «الصرماية». جاء ذلك خلال لقائها مع مجموعة من شباب المحافظة، لتفقد الشبل أعصابها بسبب سيطرة المعارضة السورية على مدينة بصرى الشام، محملة أبناء السويداء وزر خسارة النظام للمدينة. وقالت الشبل: «إذا لم تنضموا للجيش فداعش ليست بعيدة، وهي قادرة على أن تصلكم خلال ساعات».

 

الميليشيات الشيعية تعزز قوتها في مفاصل الدولة وتعتبر التحدي الأكبر لحكومة العبادي

تطلق على المقاتلين الأجانب من إيران ولبنان توصيف «مستشارين»… وتقلد وحشية الجهاديين

إعداد إبراهيم درويش:

لندن – «القدس العربي»: يخشى الكثيرون في العراق من تعاظم دور الميليشيات الشيعية ومحاولة قادتها الاستفادة من الدور الذي لعبته في دفع تنظيم الدولة الإسلامية من المناطق التي كان يسيطر عليها وآخرها كانت مدينة تكريت التي لم يخرج منها المقاتلون إلا بعد تدخل أمريكي وشن 40 غارة. ويرى الكثيرون ان الأجندة الطائفية التي يتبناها تنظيم الدولة تجد انعكاسا لها في الأجندة التي تتنباها الميليشيات التي تلقى الدعم من إيران. والسؤال المطروح على المؤسسة السياسية في العراق، ماذا سنفعل بالميليشيات بعد انتهاء الحرب على تنظيم الدولة. وفي هذا السياق حاول مراسل صحيفة «الفايننشال تايمز» بورزو دراغاهي الإجابة عليه.

 

حادث اغتيال

ويبدأ محاولته بالإشارة إلى مقتل الشيخ قاسم الجنابي، وهو زعيم قبلي معروف في منطقة بابل حيث كان في طريقه من قصره هناك إلى العاصمة بغداد. وقبل أن يصلها قتل مع ابنه محمد وخمسة من حرسه، فيما ترك القتلة ابن أخيه وهو نائب في البرلمان بدون التعرض له، فلم يكونوا على ما يبدو راغبين بإحداث ضجة دولية وقتل نائب في الحكومة. لم يكن وراء العملية دافع للسرقة فلم يأخذ القتلة المال الذي كان بحوزة الجنابي، وترك في السيارة. ومن هنا فالذين ارتكبوا الجريمة كانوا من الميليشيات حسب سلمان الجميلي، وزير التخطيط في الحكومة العراقية وأحد الذين حضروا جنازة الجنابي وابنه في 6 شباط / فبراير 2015. ونقل دراغاهي عن الجميلي قوله «تقاتل قوات الجيش العراقي والمتطوعون تنظيم الدولة. أما الميليشيات والمتطرفون فيحاربون أشخاصا مثل الشيخ قاسم».

ويشير الكاتب إلى الإستراتيجية التي تطبقها الولايات المتحدة في محاربة تنظيم الدولة التي تقوم على شن غارات جوية وإعادة تأهيل القوات العراقية إلا أن الحرب القذرة ضد تنظيم الدولة تقوم بتغيير هذا البلد الغني بالنفط وتحويله إلى نسخة تعكس ما يحاول تنظيم الدولة الإسلامية تحقيقة وبطريقة ستترك أثرها على العراق ولعقود قادمة. ففي الوقت الذي يحاول فيه الجهاديون من أتباع تنظيم الدولة تطهير مناطق السنة من الأكراد والشيعة، تقوم الجماعات المدعومة من الحكومة بتغيير الطابع الطوبوغرافي الطائفي للبلد وهي جهود كان يحاول الجنابي مواجهتها وقت اغتياله.

 

بناء قاعدة السلطة

ويرى دراغاهي أن الحرب ضد تنظيم الدولة تعزز من مواقع الميليشيات الشيعية في مراكز السلطة المهمة، فكل كفن خشبي يعود من أرض المعركة ينعكس على الموقف السياسي للميليشيات. ويقول دبلوماسي غربي إن هزيمة تنظيم الدولة محسومة ولكن السؤال الكبير «ماذا بعد؟» فهو سؤال متعلق «بما سيؤول إليه العراق في نهاية هذه العملية، فالميليشيات الشيعية هي التحدي الأكبر القادم».

ويرصد الكاتب نوعا من مظاهر التنافس بين الميليشيات الشيعية للسيطرة على المنشآت الرئيسية بما فيها القواعد العسكرية والطرق السريعة ولا إشارات في الوقت نفسه عن محاولات هذه الميليشيات المسلحة منافسة الدولة والسيطرة على منشآت النفط الرئيسية. وتساءل النائب فائق الشيخ علي عن دور هذه الميليشيات بعد إخراج تنظيم الدولة من المناطق التي يسيطر عليها «نتخلص منها؟ نقطع رواتب عناصرها؟ نجردهم من سلاحهم؟ والجواب لا نستطيع فعل أي شيء لأنهم سيكونون القوة الثانية بعد الدولة».

 

داعش

ويلاحظ الصحافي أن كلمة «داعش» تظهر مكتوبة على جدران البيوت في الطريق إلى ديالى وهي علامة تشير إلى أن صاحب البيت تعامل مع تنظيم الدولة ولا يمكنه والحالة هذه العودة إليه مرة أخرى. وينقل عن الجنرال علي حسين الشمري وصفه الطريقة التي تعاونت فيها قوات الجيش العراقي مع الميليشيات لإخراج الجهاديين من المنطقة ويتعاونون معا لمنع عودتهم ومراقبة السكان المحليين ونشاطات المتعاونين مع الجهاديين.

وفي الوقت الذي يقارن فيه سياسيون عراقيون ومعلقون غربيون ممارسات الميليشيات بفظائع داعش إلا أنها مقارنة مع الفارق. ويرى البعض أنه لا يمكن تشبيه ما ارتكبته الميليشيات بوحشية تنظيم الدولة. فمن جهة ما ارتكبه عناصر الميليشيات من جرائم موثق لدى منظمات حقوق الإنسان والصحافيين ولا تصل جرائمها لدرجة ما فعله الجهاديون الذين أعدموا في يوم واحد المئات من الجنود العراقيين بعد دخولهم مدينة تكريت. وفي الوقت الذي يلتقط فيه المقاتلون الأجانب صورا لهم وهم يقتلون الناس ويحرقونهم أحياء يظهر قائد فيلق القدس، الجنرال قاسم سليماني الذي يشرف على العمليات ضد تنظيم الدولة، في صور وهو يقبل الأطفال ويسلم على الناس. ويرى الشيخ حكمت سليمان، السياسي السني والذي يقدم النصح للحكومة حول محافظة الأنبار أنه «يمكن التحاور والحصول على تنازلات من الميليشيات» فيما لا «يمكن الحوار مع داعش».

ورغم كل هذا يرى الكاتب أن العامل الطائفي عميق في العراق ويعيده إلى ما يقول إنها سياسات صدام حسين الذي شجع السنة بالتوطن في مناطق الشيعة حول بغداد. فمنظر الميليشيات الشيعية المسلحة وهي تشرف على مناطق السنة يخلق جوا من الإحتلال الانتقامي. ولا يمكن فصل اغتيال الجنابي وابنه عن عملية تطهير طائفي للمنطقة التي كان يعيش فيها جنوب بغداد، وتشمل عمليات اعتقال جماعية وهدم البيوت وإغلاق قنوات الري.

 

صوت رفض

وكان الجنابي قد أخبر صحيفة «فايننشال تايمز» عن قيام الميليشيات بقطع خطوط المياه «وأخذت الميليشيات كل أسلحة ولا يتجرأ الجيش على مواجهتها». وبعيدا عن طفرات العنف التي تخرج هنا وهناك إلا أن ميزان القوة الطائفي غير المتساوي في داخل النظام الأمني العراق هو ما سيؤثر على مستقبل العراق ولعقود قادمة.

وقد تضخم هذا الوضع مع بروز تنظيم الدولة على الساحة العام الماضي. وينقل صورة عن عدم الثقة بين العراقيين ما قاله أحد قادة الميليشيات الشيعية له بعد مقابلته عددا من مشائخ السنة «عندما يضعون أيديهم في جيوبهم أخشى أنهم سيخرجون منها قنابل يدوية» وأضاف متهما أن كل أبناء العشائر هم مع الإرهابيين، أي مع تنظيم الدولة.

 

البداية

يشير دراغاهي إلى ظهور الميليشيات التي حصل عناصرها على تدريب أو تمويل من إيران. وظهرت بعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 لكن تأثيرها بدأ يتراجع في نهاية العقد الأول من القرن الحالي. خاصة بعد محاولة رئيس الوزراء نوري المالكي السيطرة عليها وعمليته ضد مقاتلي جيش المهدي في الجنوب. لكنها عادت للظهور بعد سيطرة تنظيم الدولة على مناطق واسعة في شمال البلاد وتقدمه نحو العاصمة بغداد.

وبعد الفتوى التي أصدرها آية الله علي السيستاني المرجعية الشيعية في العراق من أجل مواجهة تنظيم الدولة والدفاع عن بغداد. ويقدر عدد قوات ما صارت تعرف بـ «الحشد الشعبي» ما بين 50.000 – 100.000 مقاتل. ويقول مسؤول بارز في بغداد أن المتطوعين الشيعة الذين انتظموا بناء على فتوى السيستاني لعبوا دورا مهما في وقف تنظيم الدولة «وهؤلاء هم القوة الحقيقية وهناك بعض الجماعات التي تعتبر أكثر تنظيما وتحاول الاستفادة من الوضع وهذه هي المشكلة».

ويرى الكاتب أن قوة الميليشيات تعززت بدرجة تفوقت على المتطوعين الحقيقيين والجيش العراقي نفسه. ولا تزال التقارير عن الانتهاكات تتوالي رغم مطالب السيستاني ورئيس الوزراء حيدر العبادي منها بضبط النفس. وتتراوح تقارير الانتهاكات من أفلام فيديو التي لم يتم التحقق منها إلى تقارير أعدتها منظمات حقوق الإنسان.

وكان الجنابي قد تحدث للصحيفة قبل مقتله بأشهر قائلا «من يقوم بقتلنا هم أفراد الميليشيات». وقال إن عناصرها يقدمون أنفسهم على أنهم يمثلون الحكومة «وأؤكد لك أننا لو ذهبنا إلى حيث وجدوا لقتلونا». وينقل عن الياسري الذي يقوم المتطوعون في فصيله بإدارة نقاط تفتيش قرب محافظة الأنبار إنه لم يكتشف قوة الميليشيات إلا بعد انتقاده دور إيران وذلك في لقاء تم مع العبادي والذي أخبره بهدوء «كن حذرا وإلا قتلوك».

 

المقاتلون الأجانب

يعتمد تنظيم الدولة الإسلامية على المقاتلين الأجانب من الدول العربية والأجنبية من أجل تعزيز صفوفه وهو في هذا لا يختلف عن الميليشيات الشيعية التي تواجهه، فهي نفسها تقوم بتجنيد المقاتلين من إيران وربما من حزب الله اللبناني. ومع ذلك يقول هادي العامري الذي برز كعنصر رئيسي في العمليات ضد تنظيم الدولة إن هؤلاء ليسوا مقاتلين بل «كمستشارين». ويشير إلى أن عناصر الميليشيات الذين يواجهون وحشية تنظيم الدولة ومفخخاته بدأوا أنفسهم يقلدونه.

وينقل عن الياسري قوله إن أفراد فصيله قاموا بربط خزان أوكسجين بمتفجرة وجروا إليها سبعة أو ثمانية مقاتلين من تنظيم الدولة وفجروها فيهم. ومثلما اتهم الجهاديون بارتكاب مجازر لتخويف المدنيين ودفعهم للاستسلام اتهمت الميليشيات بالتورط بممارسات كهذه. وأشار في هذا السياق لتقارير منظمة هيومان رايتس ووتش حول عمليات تطهير وقتل طائفية ارتكبتها الميليشيات. وفي الوقت الذي يرتكب فيه الجهاديون مجازرهم في وضح النهار يمارس عناصر الميليشيات انتهاكاتهم في الليل. ورغم تعهد العامري بتقديم أي شخص ارتكب جريمة للمحاكمة إلا ان قتلة الجنابي لا يزالون أحرارا.

ويقول أقارب الجنابي والرواية الرسمية أن قتلته قاموا باختطافه على الطريق السريع واستطاعوا المرور عبر عدد من نقاط التفتيش. ويرى أحد أقاربه أن مقتله كان بمثابة الرسالة للساسة السنة وهي «نحن الميليشيات هنا ولهذا راقبوا أقوالكم». وكان الجنابي الذي قضى ثلاثة سنوات في سجن بوكا الأمريكي سيئ السمعة للشك بعلاقته مع المقاومة السنية يحب وصف نفسه برجل الأعمال والزراعي والمقاول. وانتقد قبل وفاته الحكومة التي وصفها «بمجموعة من العصابات والمافيات» لا تستطيع حماية السكان لا من تنظيم الدولة أو الميليشيات الشيعية. وقال «يريدون إخراجنا من المنطقة» و»لكننا لن نغادر حتى لو قطعونا».

 

ما بعد تكريت

وإزاء صعود الميليشيات ستجد الحكومة صعوبة في الحصول على ثقة السنة، وتبدو الحاجة مهمة في ضوء محاولات الحشد الشعبي أن يكون لها دور في الهجوم على مدينة الموصل. وتفهم الحكومة العراقية أن درس تكريت يعني بناء علاقات جيدة مع السنة والأكراد في الشمال من أجل استعادة الموصل التي تظل استعادتها محورية في إضعاف والقضاء على تنظيم الدولة الإسلامية. ويرى تقرير نشرته صحيفة «واشنطن بوست» يوم الأحد أن القبائل السنية التي لعبت دورا في قتال تنظيم القاعدة أثناء الإحتلال الأمريكي لا تزال تشك في نوايا الحكومة التي يسيطر عليها الشيعة. ويزيد شك السنة استمرار وجود الفصائل الشيعية في مدينة تكريت التي تركت شبه مدمرة بعد أسابيع من المواجهات.

ونقلت الصحيفة عن سجاد جياد الباحث في مركز البيان للدراسات والتخطيط في بغداد والذي قال إن الحكومة تحتاج لدعم القبائل المحلية لاستعادة المناطق وحمايتها حتى تعيد الحكومة الخددمات لها. وأضاف أنه يجب على الحكومة التأكيد لكل من يقاتل اليوم تنظيم الدولة له مستقبل في عراق الغد «وليس العثور على حل عسكري اليوم قصير الأمد ومن ثم نسيانهم».

وذكر التقرير بمظالم السنة أثناء حكم نوري المالكي الذي تبنى سياسة طائفية ورد على احتجاجات السنة بقمعها مثيرا سخط السنة. وقد أدت السياسات هذه إلى استغلال تنظيم الدولة الأوضاع وأخذ يبني حضوره في مناطق السنة منذ منتصف عام 2013. وفي الوقت الذي رحبت فيه قبائل سنية بتنظيم الدولة الذي نظر إليه كمحرر إلا أن القبائل السنية التي وقفت ضده لقيت قمعا، ففي بلدة الضلوعية هناك مقبرة جماعية لـ150 من عشيرة الجبور التي وقفت أمام التنظيم.

والأمر نفسه حدث لقبيلة البونمر التي قتل منها 200 من الرجال والنساء في تشرين الثاني / نوفمبر 2014. ومع خروج تنظيم الدولة من تكريت يتوقع الكثير من السنة أن تبدأ الحكومة بالتحضير لاستعادة مناطق الأنبار ونينوى التي تقع فيها مدينة الموصل. لكن لا يزالون خائفين من تنظيم الدولة والفصائل الشيعية المشاركة في القتال. فعناصر الحشد الشعبي التي تشارك في العملية ارتكبت انتهاكات وعمليات خطف وتشريد السنة من بيوتهم.

ويقول علي محمد جاسم وهو مدرس من مدينة الموصل فر إلى كركوك «أهل الموصل ليسوا متحمسين لدخول الميليشيات إلى مدينتهم لأن عناصرها تتصرف مثل عناصر داعش الذين نهبوا بيوت المسيحيين في الموصل». ويرى حامد المطلق وهو نائب سني أن المصالحة يجب أن تكون الهدف الرئيسي للحكومة من أجل تحقيق النجاح في معركة نينوى. ويقول «تستطيع قبائل الأنبار والقوات العراقية والشرطة القيام بالمهمة بدون دعم من الميليشيات الشيعية» و «يجب أن يكون استبعاد الميليشيات من الأنبار الخطوة الأولى التي تتخذها الحكومة لإعادة الثقة مع أهل الإنبار».

 

أرقام سورية.. كان لضحايا التعذيب أهل وأطفال وأحلام

حلب ــ لبنى سالم

لم تنتهِ بعد تداعيات نشر الصور المسرّبة من سجون النظام السوري لمعتقلين ماتوا تحت التعذيب. الأرقام التي وُسمت بها الجثث بعد قتلها، كان لها وقع مؤلم على السوريين. فهم ليسوا أرقاماً. يقولُ أحمد، وهو شقيق أحد الضحايا: “لطالما عاملنا النظام كأرقام. العالم أيضاً بات يقيس حجم المأساة السورية بالإحصاءات والأرقام”. يضيف: “لم يقتل النظام رقماً بل حلماً، ومشروع أب، وطبيباً ناجحاً. قتل حسّه الفكاهي وابتسامته الجميلة في الصباح”.

وبادر عدد من السوريين إلى إطلاق حملة توثيقية وإعلامية تحت شعار “السوريون ليسوا أرقاماً” على “فيسبوك”، بهدف توثيق قصص الضحايا. فتقول الناشطة سمر: “لن يرجع الشهداء ويخبروننا بما حدث. لن نعرف أحلامهم. لكنّ أصدقاءهم وأحباءهم الذين عاشوا معهم يعرفون أشياء كثيرة. واليوم، يحكون قصصهم للعالم، علّه يسترجع إنسانيته، ولا ينظر إليهم كأرقام فقط”.

من جهته، يقول أحد القائمين على الحملة (بدأت في 22 مارس/آذار الماضي) رامي العاشق، إنها استطاعت توثيق أكثر من عشر قصص عن شهداء قضوا تحت التعذيب، لافتاً إلى نية لتجميعها في كتاب. يضيف: “استطعنا لفت نظر الإعلام إلى الضحايا، وقد انضم إلينا صحافيون أجانب من أمثال السويسري دومينيك غروس. ونحن نتعاون مع مجموعة من الحقوقيين في دمشق بهدف تحضير ملف قضائي يتضمن أسماء مرتكبي جرائم التعذيب الذين استطعنا التعرف إليهم، ونعمل على جمع صور الشهداء والجناة لنشرها على موقعنا الإلكتروني”. ويوضح أن “عدد المنضمين إلى الحملة وصل إلى أكثر من ثمانية آلاف”.

لم أرها منذ شهرين. إنه لأمر مربك أن أنظر إليها بعد كل هذا الوقت. ستنتظرني في شارع في دمشق، وأجلب لها وردة حمراء. أمسكت الوردة بعناية وركبت السرفيس. ها نحن نخرج من المخيم. صورتها لا تفارق مخيلتي طوال الطريق. ستبتسم تلك الابتسامة التي أعشقها عندما ترى الوردة الحمراء. يصرخُ الجندي عند الحاجز الأول: “هاتوا الهويات”. يقعُ قلبي بين قدميّ. “سيدي والله نسيتها بالبيت. خليني جيبها. ما بهرب”. يتهكم “وحامل وردة؟”. لماذا كل هذا الألم؟ أريد الخلاص. فجأة لم أعد أشعر بشيء. رأيت صورتها تبتسم قبل أن أرحل. وضعوا الرقم 51234 على جبيني المدمّى ورموا بي في شاحنة.

أندفع بين الزحام وأبحث عن اسمي في القائمة الطويلة. تتسارع ضربات قلبي: “لك شو كان اسمي!”. ها هو، ناجح. لقد تخرّجت. فجأة، كلّ شيء يبدو أجمل. لم أعد طالباً بعد اليوم. أمسك الهاتف لأخبر والدتي ولم أتصل. سأخبرها وجهاً لوجه. تبكي أمي كثيراً، لكنها اليوم ستبكي من شدة الفرح. أودّع رفاقي سريعاً وأنتظر الباص. تمر الدقائق بطيئة. ها هو أخيراً. أراقب وجوه الناس من الشباك وأفكر بالحلوى الأشهى للتخرّج. نابلسية أو كعكة؟ سأشتري الأغلى ثمناً كونه يوم تخرجي.

الحواجز مزعجة. ألا يملّون التدقيق في الهويات. لو أن أحدهم أراد فعل أي شيء ضدهم لن يمر من هنا. كان الجندي يعيد الهويّات إلى الركاب، لكنه لم يعدها إلي. سألته فطلب مني النزول بالإضافة إلى شابين آخرين. مشى الباص وانهالوا علينا بالضرب من دون مقدّمات ثم رموا بنا في سيارة واقتادونا إلى حيث لا نعلم. كلّ شيء مظلم هنا. يتوجه إليّ جندي بسؤال ثم ينهال عليّ بالضرب بعصاه الحديدية قبل أن أجيب، فأقع أرضاً. تخدّر جسمي ولم أعد أشعر بالوجع. أنظر إلى السقف وأرى السماء صافية وجميلة. أمي، أمي، لقد تخرّجت.

الباب يُطرق بقوّة. تتوسل إلي زوجتي “روح.. اهرب.. هلأ بياخدوك”. أركض مسرعاً وأقفز من فوق السور الخلفي. أحمد الله أن بيتي ريفيّ. عدتُ في المساء. “سألوا عنك”. حاولوا أخذ صغاري الصبية قبل أن يرتضوا بالسيارة كرشوة. نحزم حقائبنا ونغادر القرية. مر وقت طويل. أشتاق لأمي وإخوتي كثيراً. لم أكن قادراً حتى على توديعهم. يرن الهاتف “إمك تعبانة”. أركب السيارة كالمجنون وتبكي زوجتي. تتوسل إليّ أن أعود. لكن أريد أن أرى أمي لو كان هذا آخر يوم في حياتي. أنزل من السيارة فيهاجمني أكثر من خمسة أشخاص ويمسكون بي. يضربونني كالوحوش. منذ ذلك الحين وأنا هنا. أراقب جسمي الذي يتغير لونه يوماً بعد يوم. أمامي نصف رغيف يابس وماء نتنة لا تساعد على الشفاء. ساعات التعذيب اليوم أطول من المعتاد. أشعر أن جسدي ينهار. هناك من يناديني من بعيد. أتذكر عائلتي. أهوّن على نفسي: “لا بأس، سيلحقون بي إلى الجنة”.

لوحاتي كلّها باتت متشابهة. معاناة وعذاب وحرية. يمسّني كل ما يحدث في بلادي. أتساءل: “هل تحتمل اللوحات كل هذا الألم؟”. توقفت عن الرسم. ما نفع جميع اللوحات التي أرسمها؟ كثير من أصدقائي في المعتقل وأنا هنا أرسم. تقنعني صديقتي أنه “علينا أن نتظاهر لأجلهم. نحن فتيات ولن يعتقلوننا”. ربما يكون هذا أفضل. نذهب إلى السجن ونهتف لإطلاق سراح المعتقلين. لم تمض أكثر من خمس دقائق حتى هاجمونا. أخطأت صديقتي ومضت أيام طويلة. أشتاق لريشتي. الألم هنا أكبر بكثير. لن أحتمل أن تبقى كل هذه الصور في رأسي، يجب أن أرسمها. اقتادوني إلى التحقيق وبقيت هناك ساعات. كان هناك إنسان معلّقٌ ومقيّد بسلاسل حديدية. لم أعرف إن كان حياً أو ميتاً. تأملته لساعات وحفظت ملامحه. أعادوني إلى الزنزانة وحصلت يومها على ورقة ورسمته. لم أعرف اسمه حتى اليوم. كل ما أعرفه أن له صورتين: واحدة معي وأخرى كتبوا عليها الرقم 5584.

أُمعن النظر بما يكتبه المحاضر على اللوح. لكنني أفكر فقط إذا كانت هدية عيد ميلادها ستعجبها. ترى من يفهم النساء؟ يبتسم المحاضر في وجهي وكأنه عرف ما يدور في ذهني. أحدهم يدخل القاعة ويجرّني أمام زملائي. يضربني بشدّة قبل أن يضعني في السيارة. كنت أبكي. في الغرفة التي وضعوني فيها كنت عاجزاً عن الحركة. لا أنا بواقف أو جالس. لنقل معلّقا. يمعنون في تعذيبي من دون الحصول على أي معلومة. أفكّر بذكرياتنا معاً. وحدها تمدّني بالقوة. قطعوا أصابعي وصرت أنزف. كل شيء فيّ ينزف.

 

النظام السوري يخترق راديو “روزنة” المعارض؟

اسطنبول ـ سما الرحبي

بعد انطلاقتها في يوليو/تموز 2013، كإعلام بديل، ها هي راديو “روزنة” تعيش تخبّطات في داخلها. فقد قدم سبعة صحافيين استقالتهم، من الراديو السوري المعارض، الذي يتخذ من باريس مقراً له، بسبب ما سموه “انحراف مسار الإذاعة، وابتعادها عن المهنية في التعاطي مع الشأن السوري”.

 

وقّع على البيان الصحافيون: مصعب الشهاب، فؤاد بصبوص، أيهم الخلف، خالد عبد الحميد، أحمد العربي، باسل حسن، إلى جانب الصحافية رفاه المصري. وجاء في بيان الاستقالة الجماعي الذي نشره الصحافيون على “فيسبوك” أواخر آذار\مارس: “موقع الإذاعة تصدر مقالات تمس الذات الإلهية وعقيدة المسلمين وتحرّف القرآن الكريم، من دون أن تمس في أي جزئية منها الشأن السوري ومعاناة السوريين”.

 

ولفت إلى أن “الإذاعة تضم في صفوفها صحافيين يعملون في مؤسسات تابعة للنظام السوري، وناطقة باسمه، مثل إذاعة شام FM التي تصف شهداء الشعب السوري الذين قضوا على يد النظام المجرم، بالإرهابيين”.

 

وقالت رفاه المصري لـ”العربي الجديد” “بعد محاولات عدة لإعادة روزنة إلى مسارها التي نشأت عليه من خلال التواصل مع الإدراة ببيان داخلي لـ14 مراسل، تم رفض الاستماع لمطالبنا التي تنحصر في وقف التعامل مع مراسلين شام FM وهما اثنان يعملان مع الجهتين وبأسمائهما الحقيقية، وأيضاً مطلب حذف مقال مس الذات الإلهية مع العلم أن بعض من قدم المطلب من العلمانيين، لتسارع الإدارة وتحذفه من موقعها بعد نشر البيان”.

 

وأشارت رفاه إلى أن “هذه المقالات قد تعرض الزملاء ممن يعملون في مناطق سيطرة التنظيمات المتطرفة لتهديد أمني وأذى الاعتقال أو القتل”، موضحة “تعرضنا للانتقادات نتيجة مواقف روزنة الرمادية من الشأن السوري وتناولها لمواضيع لا تمت بصلة للسوريين وثقافتهم، وذلك أثناء حدوث المجازر وتصاعد العنف وازدياد معاناة السوريين، فيما كان رد الإذاعة يحمل كالعادة المزيد من الديكتاتورية في الخطاب والتهديد بالاستغناء عنا مقابل مراسلين جدد”.

 

وقال البيان أن الإذاعة تطرح نفسها كإذاعة ثورية، تُعرّف الأخيرة عن نفسها في بيان منشور على موقعها الإلكتروني أنها “إذاعة مستقلة غير مرتبطة بأجندات سياسية أو دينية، وتحرص على استعراض وجهات النظر المختلفة كما تطمح أن تكون صوتاً يدعم القيم الديمقراطية وتكرس مفاهيم المواطنة والعدالة في سورية، ويؤكد على كون سورية ملونة بألوان السوريين جميعاً”. ورداً على ذلك قالت رفاه: “هذا يخالف تماماً خطابات روزنة الداخلية، فكلما طلب أحد المراسلين زيادة في أسعار التقارير تواجهه الإدارة بالقول “هل نسيتم لماذا نشأت روزنة وأن هدفها دعم الثورة السورية!”. وتابعت: “بالإضافة إلى أن إداريي الإذاعة، في كثير من اجتماعاتهم ومقابلاتهم مع الإعلام الأوروبي يرددون أن روزنة أحد أوجه الإعلام البديل وأنها صوت الصحافي المواطن! ولكن تنصل روزنة من ذلك بعد مرور عامين من العمل والجهد المتواصل من فريقها هو اعتراف كاف، يزيد من شرعية مطالبنا”.

 

وفي حين رفضت إدارة الإذاعة الحديث و”الانسياق في المهاترات”، أفادت مصادر إعلامية مقربة إدارة راديو روزنة لـ”العربي الجديد” بأن من المنسحبين من ليسوا موظفين في الإذاعة بعقود عمل بل “صحافيون أحرار”، وقسماً منهم لم يعمل منذ أشهر. كما نفت نور حميسي، مسؤولة في قناة فرنسا الدولية الداعمة لورشات تدريب المراسلين في روزنة لـ”العربي الجديد” وجود صحافيين عاملين في وسائل إعلامية مقربة من النظام، مؤكدة أن “ردايو روزنة تأسس كإذاعة مستقلة للشباب السوريين الأحرار”.

 

مسؤول أميركي: سنمد تحالف “عاصفة الحزم” بالأسلحة والمعلومات الاستخباراتية

أعلنت واشنطن أنها كثفت شحناتها من الأسلحة لدعم التحالف، الذي تقوده السعودية، ضد المتمردين الحوثيين في اليمن، بحسب ما صرح مسؤول أميركي بارز.

 

وقال أنطوني بلينكين، مساعد وزير الخارجية الأميركي، أمام الصحافيين في الرياض، إن “السعودية تبعث برسالة قوية إلى الحوثيين وحلفائهم بأنه ليس باستطاعتهم السيطرة على اليمن بالقوة”، مضيفاً: “دعماً لهذه الجهود فقد قمنا بتسريع شحنات الأسلحة”.

 

وأضاف، بعد محادثات مع وزير الدفاع السعودي، محمد بن سلمان، وعدد من المسؤولين السعوديين: “لقد زدنا من تبادل المعلومات الاستخباراتية بيننا، وشكلنا خلية تنسيق مشتركة في مركز العمليات السعودي”.

 

وقال بلينكين إن خصوم هادي “أخذوا اليمن إلى حافة الانهيار الاقتصادي” ودمروا مؤسسات الحكومة في البلد الذي كان يسير “على طريق إيجابي جداً لمستقبل يشمل الجميع”. كما أكد أن تنظيم القاعدة وغيره من الجماعات تسعى إلى استغلال حالة عدم الاستقرار الحالية. وقال إن “التهديدات الأمنية تمتد إلى ما وراء اليمن لتصل إلى المنطقة والعالم بأكمله”.

 

وعقد نائب وزير الخارجية الأميركي في الرياض 3 لقاءات منفصلة على مدار اليوم، الثلاثاء، شملت كُلاًّ من الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز، ولي ولي العهد السعودي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، والأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، والأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز وزير الدفاع رئيس الديوان الملكي.

 

وقالت وكالة الأنباء السعودية إنه خلال لقاء بلينكين ووزير الدفاع السعودي، جرى بحث التعاون الثنائي بين البلدين، وبخاصة في ما يتعلق بعمليات “عاصفة الحزم” إضافة إلى المستجدات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

 

كما التقى بلينكين، الذي يقوم بجولة في الشرق الأوسط، بالرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، خلال توقفه في الرياض.

 

وبخصوص الوضع في اليمن، قال بلينكين “لقد أصبح من المهم أكثر من أي وقت مضى” أن يجري تنسيق وثيق بين دول مجلس التعاون الخليجي، بما فيها السعودية، والولايات المتحدة، والضغط على جميع الأطراف، خاصة الحوثيين وحلفاءهم، “للالتزام بحل سياسي توافقي”.

 

في المقابل، قدم بلينكين تطمينات بأن اتفاق الإطار الذي تم التوصل إليه الأسبوع الماضي لخفض برنامج إيران النووي سيجعل دول الخليج أكثر أماناً. وأوضح أن “إيران بدون سلاح نووي ستكون أقل جرأة على القيام بنشاطات تزعزع سيطرة المنطقة”. وقال: “سنخفض الضغط لسباق تسلح إقليمي .. هذا الاتفاق هو خطوة مهمة في ضمان قدر أكبر من الأمن في الخليج”.

 

أردوغان في طهران:تعاون اقتصادي واختلاف سياسي

وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اللقاء الذي جمعه بنظيره الإيراني حسن روحاني، في طهران، الثلاثاء، بأنه “لقاء مهم وعميق”، وأشار إلى أنه تطرق بشكل أساسي إلى العلاقات الاقتصادية بين البلدين، بالإضافة إلى الوضع الأمني والسياسي في المنطقة.

 

وقال أردوغان في مؤتمر صحافي مشترك مع روحاني إنه تم الاتفاق على التعاون بين إيران وتركيا على مختلف الأصعدة، واعتبر أن هذا التعاون يمكن أن يمثل نموذجاً لبلدان المنطقة. وشدد أردوغان على ضرورة التحاور من أجل حل الأزمة في سوريا والعراق ، وقال: “في سوريا قُتل نحو 300 ألف شخص مسلم، ونحن لانعلم من يقتل على يد من، وأنا لا اتحدث عن القضايا المذهبية لأن المهم لدي هو المسلمين والإسلام وعلينا أن ننظر إلى الأمور من منظار الإسلام”.

 

وفي الزيارة الأولى لرئيس تركي منذ أربع سنوات، تطرق أردوغان مع نظيره الإيراني إلى العلاقات الاقتصادية بين البلدين، ووقع الطرفان 8 مذكرات تفاهم في هذا الخصوص. وأشار أردوغان في هذا الإطار إلى وجود عقبات في الميزان التجاري بين البلدين كونه يميل لصالح إيران، على حد قوله، خاصة لجهة ثمن الغاز الطبيعي الذي تدفعه تركيا لإيران، إلا أنه أكد أن لدى البلدين الاستعداد اللازم لاتخاذ “خطوات كبيرة” لتذليل هذه العقبات.

 

في السياق نفسه، اقترح أردوغان بعد اجتماع المجلس الأعلى للتعاون الاقتصادي بين البلدين، أن تستخدم كل من تركيا وإيران عملتها المحلية في التجارة بينهما لتفادي تقلبات سعر الصرف، وقال إنه “لا ينبغي أن نتعرض لضغوط من العملات الأخرى.. ينبغي أن تكون مشترياتنا بالعملة الايرانية، ومشتريات الايرانيين بالعملة التركية”.

 

من جهته، وجه الرئيس الإيراني الشكر للحكومة التركية “لدعمهما ايران في القضية النووية”، مؤكداً أن اتفاق لوزان بين إيران ودول 5+1 “يمكنه تعزيز الصلات والتنمية الاقتصادية لإيران وتركيا”.

 

وعن الأوضاع الإقليمية، رأى روحاني أن إيران وتركيا متفقتان على “إنهاء حالة عدم الاستقرار والحرب وانعدام الامن في المنطقة كلها”، كما أكد روحاني أن البلدين “يؤمنان بضرورة انهاء الحرب ووقف إراقة الدماء في اليمن سريعاً ووقف الهجمات عليه”. وفي الشق الاقتصادي، شدد روحاني على وجوب تطوير التعاون بين طهران وانقرة، معلناً أن الطرفين يعتزمان رفع التبادل التجاري من 14 مليار دولار إلى 30 مليار دولار.

 

وسبق هذه الزيارة، التي هُددت بالإلغاء نتيجة التوترات بين البلدين على إثر عاصفة الحزم في اليمن، تصريح لوزير الخارجية التركي مولود شاويش أوغلو، قال فيه إن “إيران دولة شقيقة وهامة” بالنسبة لتركيا، بالرغم من الاختلاف الفكري بينهما في بعض المسائل. ولفت شاويش أوغلو إلى أنه “ليس لأحد الحق في الاعتراض على العلاقات والروابط التي تربط البلدين”. وأكد الوزير التركي أن بلاده مستعدة “للعب دور الوساطة بين الأطراف المتنازعة” في اليمن، “للمساهمة في تقريب وجهات النظر بينهم”.

 

يُذكر أن أردوغان استقبل الإثنين، عشية زيارته طهران، ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز، وتباحث الطرفان لمدة ساعة و40 دقيقة في الأوضاع الإقليمية، خاصة اليمن وسوريا، من دون أن ترشح معلومات إضافية عن فحوى ونتيجة اللقاء.

 

صواريخ على السلمية.. وغارات على إدلب وريفها

سقط عدد من الصواريخ، عصر الأحد، على مدينة السلمية بريف حماة، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، وسط شعور بالمفاجأة والخوف عمّ المدينة. أحد الصواريخ أصاب شارع إشبيلية وسط المدينة، وتم إخلاء الجرحى إلى مستشفى السلمية الوطني.

 

وقال عضو “تنسيقية سلمية” أبو اسماعيل السلموني، لـ”المدن”، إن عدداً من صواريخ أرض-أرض، سقطت على المدينة، ما أدى إلى مقتل عشرة أشخاص، بينهم أطفال، وجرح نحو 30 شخصاً على الأقل.

 

وأشار أبو اسماعيل إلى أن مصدر الصواريخ هو الجهة الغربية للمدينة، وهي مناطق نفوذ تنظيم “الدولة الإسلامية”، مضيفاً بأن نوعية الصواريخ وطريقة تشظيها تشير إلى أنها صناعة محلية.

 

من جهتها، أغارت طائرات االنظام على مناطق تلول الحمر والسطحيات غربي السلمية، الأمر الذي اعتبره السلموني، احتمالاً بأن يكون رداً على إطلاق الصواريخ. وأعلنت مصادر موالية للنظام، أن الطائرات استهدفت تجمعات للمسلحين غربي السلمية، وحققت إصابات مباشرة، عبر تحطيم منصات إطلاق الصواريخ الموجودة في المنطقة.

 

ويقول الناشط من السلمية، عماد الزير، لـ”المدن”، إن ما حصل أثار قلق الأهالي، من احتمال هجوم تنظيم الدولة، على المدينة ذات الأغلبية الإسماعيلية. وخاصة بعد ما حصل في قرية المبعوجة المجاورة للسلمية، التي هاجمها التنظيم، الإثنين، بعد انسحاب القوات الموالية للنظام منها إلى السلمية لطلب المؤازرة، بحسب زعمهم. وبعد انسحاب “الدفاع الوطني” و”اللواء 47″ المسؤولين عن حماية القرية، استطاع عناصر التنظيم دخول القرية وارتكاب مجزرة مروعة بحق الأهالي، كانت حصيلتها خطف 10 مدنيين، وقتل 47 شخصاً من أهالي القرية.

 

ومعظم ضحايا التنظيم في المبعوجة، كانوا من المدنيين، على عكس ما يقال بإنهم من قوات النظام. وأكد الزير أن هناك فقط سبعة جنود، والباقي من المدنيين وبينهم نساء وأطفال. وأشار إلى أن قوات النظام تخاذلت في حماية القرية، وإرسال المؤازرة لها. فقوات النظام المرابطة في قرية صبورة، والتي تبعد فقط بحدود 7 كيلومترات عن المبعوجة، لم تقم سوى بالقصف المدفعي، ويعتقد بأن هناك بعض الضحايا سقطوا نتيجة القصف، وليس على يد تنظيم الدولة.

 

الزير قال إنه يخشى أن يكون مصير السلمية، كمصير المبعوجة، حيث تخلت قوات النظام عنها بسهولة، وتركتها فريسة بأيدي تنظيم الدولة، التي لا تفرق بين معارض ومؤيد، ولكنها تنشر الموت فحسب.

 

ويذكر بأن السلمية، تعتبر من مراكز الحراك الثوري السلمي في محافظة حماة، وخاصة في مجال العمل الإغاثي، وخرجت منها عشرات المظاهرات ضد النظام، وما زالت تستقبل الكثير من النازحين، من أريافها المجاورة، ومن مدينة حماة.

 

في السياق، شنّ سلاح الجو حملة عنيفة جداً وغير مسبوقة على مدينة إدلب وأريافها، الإثنين، حيث سُجِّل تنفيذ عشرات الغارات على المنطقة. واستهدف الطيران أحياء المدينة، والمرافق الخدمية. واستهدفت ست غارات بلدة بنش، وتساقطت البراميل على مدينة سراقب.

 

ونُفذت غارات على بلدات النيرب وسرمين وقميناس، واستهدف الطيران مطار “أبو الضهور” العسكري والقرى المحيطة به، وقرية الحصة بجبل الزاوية، ومدن كفرتخاريم وسلقين بريف إدلب الشمالي، وبلدة التح بريف إدلب الجنوبي، بالتزامن مع قصف مدفعي شنته قوات النظام المتواجدة في حاجز القياسات والمعصرة على قرية مرعيان وقرى ريف جسر الشغور.

 

كما تم رصد تحركات غريبة لقوات النظام على طريق اللاذقية-أريحا الدولي، حيث تحركت ثلاثة أرتال متتالية من مدينة أريحا باتجاه الغرب، تزامناً مع قيام الحواجز على الطريق، بقصف البلدات المحطية بالمنطقة، وقطع الكهرباء عن المناطق المطلة على الطريق الدولي.

 

وقال قائد “حركة بيان” الملازم أول بلال خبير، لـ”المدن” بإن تكثيف قصف سلاح الجو والمدفعية على إدلب وريفها، جاء بإيعاز من القائد في قوات النظام، العقيد سهيل الحسن الملقب بالنمر، والموجود في مدينة أريحا. بغرض إعاقة تحرك مقاتلي المعارضة، ومنع تنقل المدنيين. وطلب الحسن رفع السواتر وحفر الخنادق في أريحا والمعسكرات في المسطومة والقرميد وبسنقول ومحمبل، وتعزيز تواجد قوات النظام و”الدفاع الوطني” على الحواجز والمعسكرات، بغرض تنكيد حياة الأهالي في إدلب وتعقيد دخول المساعدات الإنسانية إلى المدينة، ما سوف يؤدي إلى ضغط كبير على فصائل المعارضة المسلحة ويدفعها إلى التراجع.

من جهة أخرى، أصدرت قوات الأمن قراراً بإغلاق جميع مساجد مدينة جسر الشغور، ومنعت الصلاة فيها ما عدا في المسجد الكبير وسط المدينة.

 

بوساطة كردية.. “الجبهة الشامية” والنظام يتبادلان أسرى في حلب

استثماراً للهدوء الحذر الذي يسود جبهات حلب، خاصة بعد الإنشغال بمعارك إدلب وريفها، تفاوَض النظام مع المعارضة الحلبية، بشكل غير مباشر، حول ملفات أسرى لدى الطرفين، بوساطة كردية محلية.

 

وفي التفاصيل، عقدت “الجبهة الشامية”، كبرى فصائل المعارضة في حلب صفقة تبادل أسرى مع مليشيا “لواء القدس” الفلسطيني، الموالية للنظام، والمنتشرة على جبهات حلب الشمالية؛ في محيط حندرات والمخابرات الجوية وبلدتي نبل والزهراء بالريف الشمالي.

 

وتمت عملية التبادل على ثلاث مراحل، بإشراف الوسيط الكردي ممثلاً بمكتب “العلاقات الأمنية” التابع لـ”وحدات حماية الشعب” ومقرها في مدينة عفرين شمالي حلب. وتضمنت المرحلة الأولى تسليم جثة القيادي البارز في “لواء القدس”، محمد عمر البج، التي تحتجزها كتائب المعارضة منذ معارك مدينة حلب، في آب/أغسطس 2014. وفي المقابل تسلمت “الشامية” أحد عناصرها، ليعلن الطرفان الانتقال إلى المرحلة التالية، والأهم.

 

في المرحلة الثانية، تم إطلاق سراح قائد “لواء الأنصار” يوسف زوعة، التابع لـ”الجبهة الشامية”، الذي أسره مقاتلو “لواء القدس” عبر كمين نصبوه له في محيط بلدتي نبل والزهراء، في أيلول/ سبتمبر 2014. من جهتها سلمت الشامية 15 امرأة و10 أطفال، من بلدتي نبل والزهراء، كانت تحتجزهم.

 

في السياق، أكد رئيس المكتب السياسي لـ”الجبهة الشامية” زكريا ملاحفجي، لـ”المدن” أن التفاوض مستمر لاستكمال المرحلة الثالثة من الاتفاق، والتي تقضي بتبادل الطرفين، عدداً من المقاتلين الأسرى نتيجة المعارك الأخيرة، في بلدتي رتيان وباشكوي بريف حلب الشمالي. وقال ملاحفجي إنه من الممكن أن تتم العملية خلال الأيام أو الساعات القادمة في مدينة عفرين، برعاية كردية. وأضاف بأن “الشامية بذلت قصارى جهدها لإتمام عملية التبادل، بسبب وجود نساء وأطفال كانوا قد اعتقلوا على خلفية صراع الكبار، ومن الأفضل إطلاق سراحهم وإخراجهم من دائرة العنف”.

 

ويُعتبر ملف الأسرى في ريف حلب الشمالي، من أكثر الملفات إشكالية، نتيجة التداخل الجغرافي بين معاقل النظام في نبل والزهراء الشيعيتين، مع محيطهما السني المنتفض على النظام. وليست هذه هي المرة الأولى التي يتدخل فيها الوسيط الكردي، حيث عُقدت صفقات مشابهة، كتلك التي أبرمتها “جبهة النصرة” مع “اللجان الشعبية” التابعة للنظام في نبل والزهراء، وتم بموجبها تبادل الأسرى في مدينة عفرين، بحضور ممثلين عن الطرفين وبرعاية كردية، تسلمت خلالها “النصرة” أحد مقاتليها الأسرى لدى “اللجان”، فيما تسلمت اللجان الشعبية امرأتين من نبل والزهراء.

 

من جهة أخرى، أوقفت “جبهة النصرة”، الإثنين، حوالي 300 رجل كردي، كانوا في طريقهم إلى مناطق سيطرة النظام بحلب، قادمين من مدينة عفرين. الجبهة أوقفت الرجال فقط، وتركت النساء والأطفال.

 

الناشط الكردي شيروا، أكد أن تصرف “النصرة” جاء على خلفية اعتقال “وحدات الحماية” ثلاثة مقاتلين تابعين للجبهة، في وقت سابق. وأضاف شيروا: “مع الساعات الأولى لمساء الإثنين، استجابت وحدات الحماية لمطالب النصرة، وأطلقت سراح مقاتليها المحتجزين لديها، لتقوم النصرة بالإفراج عن المحتجزين”. وتعتبر هذه أسرع عملية تبادل شهدتها حلب، منذ بدء ملف الأسرى والمخطوفين.

 

«غياب لافت» للحرس الثوري الإيراني عن المعارك في سوريا

ممر آمن في «اليرموك» وخروج أكثر من 2500 لاجئ

بيروت: نذير رضا

أكدت مصادر في المعارضة السورية أنها لاحظت غيابا لافتا لقوات الحرس الثوري الإيراني، التي تدعم قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد، عن جبهات المعارك، مما انعكس إيجابا على وضع المعارضة التي بدأت مؤخرا في استعادة زمام المبادرة وفتح جبهات جديدة.

 

وأكدت المصادر لـ«الشرق الأوسط»، أن قواتها استعادت القدرة على الهجوم والمباغتة في أكثر من موقع شمال البلاد وجنوبها، وفتحت 8 جبهات متزامنة فوق مساحات واسعة في سوريا، في وقت تراجعت فيه القوات الحكومية إلى موقع المدافع.

 

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان لـ«الشرق الأوسط»، إن القوات الإيرانية التي تصدرت الهجمات في بعض المناطق خلال الأشهر الماضية، تكاد تغيب الأنباء عن إطلاقها هجمات في الفترة الحالية، منذ انشغال طهران بالمباحثات حول ملفها النووي.

 

إلى ذلك، أكد قيادي في منظمة التحرير الفلسطينية فتح ممر آمن سهّل خروج أكثر من 2500 لاجئ فلسطيني من مخيم اليرموك، جنوب دمشق، الذي يشهد معارك دامية بين تنظيم داعش وفصائل فلسطينية وسورية.

 

المخيم يحترق بنار اقتتال المجموعات المسلحة وبراميل النظام المتفجرة

منظمة التحرير الفلسطينية: فتحنا ممرا آمنا من الجهة الشمالية لمخيم اليرموك

لندن – دمشق: {الشرق الأوسط}

قالت دائرة شؤون اللاجئين، في منظمة التحرير الفلسطينية، إن تنظيمي داعش وجبهة النصرة يرتكبان «جرائم» بحق سكان مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، في سوريا، مطالبة مجلس الأمن الدولي بالتحرك لتأمين الحماية للسكان هناك.

 

وأكد زكريا الأغا، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ورئيس دائرة شؤون اللاجئين، خلال مؤتمر صحافي، عقده بمدينة غزة، مساء أمس الثلاثاء، أن الجهة الشمالية من مخيم اليرموك لا زالت تحت سيطرة الفصائل الفلسطينية، موضحا أنها «جاهزة للدفاع عنه، ووضع حد لتمدد تنظيم داعش، داخل المخيم».

 

ولفت إلى أن منظمة التحرير تمكّنت بعد اتصالات أجرتها مع الحكومة السورية، من فتح ممر آمن من الجهة الشمالية للمخيم، سهّلت خروج أكثر من 2500 لاجئ.

 

وقال الأغا: «الاتصالات مع الأطراف الدولية لا زالت قائمة من أجل فتح ممر آمن يسهّل عملية إدخال المواد الغذائية والصحية، للاجئين الفلسطينيين، المحاصرين داخل المخيم».

 

من ناحية أخرى، أظهر تسجيل فيديو نشر على موقع للتواصل الاجتماعي أول من أمس الاثنين 6 أبريل (نيسان)، حجم الدمار الكبير الذي ألحق بمخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين قرب العاصمة السورية دمشق بسبب حرب شوارع وهجمات جوية وقصف متبادل بين مقاتلي تنظيم داعش وفصائل أخرى.

 

وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (الأونروا)، إنه تم إجلاء بعض المدنيين من المخيم لكن ما زال هناك 18 ألف شخص في المخيم وهم مزيج من الفلسطينيين والسوريين.

 

ونشر ناشطون صورا تظهر حجم الدمار الذي ألحقه طيران قوات النظام بمخيم اليرموك الفلسطيني جنوب العاصمة دمشق، وقال «تجمع ربيع الثورة» في مخيم اليرموك الذي يقوم برصد الأحداث في المخيم، إن الطيران المروحي لقوات النظام ألقى 11 برميلا متفجرا على مخيم اليرموك خلال اليومين الماضيين، استهدفت مناطق مدنية، لا سيما منطقة حديقة الطلائع، مما أدى إلى مقتل وجرح العشرات، وإصابة «مقبرة الشهداء» الرئيسية مما أحدث دمارا هائلا في القبور والمناطق المستهدفة.

 

وفي تقرير مصور، قال مضر إسماعيل، مراسل «التجمع» داخل المخيم، إن عددا من الفصائل العسكرية في المنطقة الجنوبية، وهي «جيش الإسلام» و«جيش الأبابيل» و«لواء شام الرسول» تشارك في معركة «نصرة أهل المخيم» ضد تنظيمي «داعش» و«جبهة النصرة» لفك الحصار عن «كتائب أكناف بيت المقدس» المحاصرة بين شارع لوبيا وحتى خط التماس مع قوات النظام. وتحاول الكتائب المعارضة كسر الحصار عن «أكناف المقدس» من عدة محاور، وحققت تقدما على محور سوق الثلاثاء باتجاه يلدا، وعلى محور مفارق العروبة، وتمكنت من تحرير المركز الثقافي قريبا من دوار فلسطين.

 

وقال ناشطون ميدانيون في العاصمة دمشق إن سيارات الإسعاف والإطفاء لم تهدأ طوال الليل لأسباب غير معروفة.

 

وذكر «راديو اليرموك» أن اشتباكات عنيفة دارت منتصف ليل أول من أمس على أكثر من محور في مخيم اليرموك، لا سيما منطقة العروبة وشارعي «15» و«30». وقتل في المعارك العقيد خالد الحسن الملقب «أبو عدي» قائد مجموعة «أحرار جيش التحرير»، والمعروف بـ«عقيد المخيم»، أول من أمس (الاثنين)، والعقيد أبو عدي كان من مرتبات جيش التحرير الفلسطيني قبل رفضه تعليمات قيادة الجيش بإطلاق النار على السوريين، ليقوم بالانشقاق عنه قبل عامين، ثم شكل «مجموعة أحرار جيش التحرير المسلحة» داخل مخيم اليرموك التي كانت مهمتها الأساسية الدفاع عن المخيمات الفلسطينية في سوريا.

 

وكان المخيم ساحة قتال قبل تقدم تنظيم داعش، لأكثر من عامين من حصار فرضته عليه الحكومة أدى إلى التجويع وانتشار الأمراض.

 

وسيطر التنظيم على معظم المخيم من جماعات مسلحة أخرى، في حين يحاصر الجيش المنطقة التي تبعد بضعة كيلومترات فقط عن قصر الرئاسة السوري.

 

ونشر التنظيم صورا يوم الأحد لمقاتليه داخل المخيم. وعرض أيضا صورة 13 رجلا راكعين ووجوههم للحائط. وكتب تحت الصورة إنهم مقاتلون منافسون من جماعة «أكناف بيت المقدس» المناهضة للرئيس السوري بشار الأسد وتضم سوريين وفلسطينيين من أبناء المخيم. وتوجه وفد فلسطيني من الضفة الغربية إلى دمشق لمناقشة التطورات في المخيم بعد نحو أسبوع من الاشتباكات العنيفة بين الفصائل الفلسطينية المسلحة والتنظيم المتطرف الذي بات على بعد 8 كيلومترات عن دمشق.

 

ودعت دينا قعوار سفيرة الأردن، البلد الذي يرأس مجلس الأمن هذا الشهر، إلى «ضمان الدخول وإجلاء المدنيين» من المخيم. وقالت في ختام مشاورات في جلسة مغلقة إن الدول الـ15 الأعضاء في المجلس مستعدة لـ«اتخاذ التدابير الإضافية التي يمكن اتخاذها لتأمين الحماية والمساعدة اللازمتين» للفلسطينيين في المخيم.

 

وقال رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية في دمشق أنور عبد الهادي إن 500 عائلة أي قرابة 2500 شخص هربوا من مخيم اليرموك في الأيام الأخيرة وتوزعوا في أحياء عدة مجاورة خاضعة لسيطرة قوات النظام.

 

ومن المقرر أن يبحث وفد من رام الله برئاسة عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد المجدلاني الثلاثاء في دمشق أوضاع المخيم مع مسؤولين سوريين والفصائل الفلسطينية.

 

وقال الناطق باسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة أنور رجا لوكالة الصحافة الفرنسية «إنه من المقرر أن تلتقي الفصائل الفلسطينية الـ14 مع المجدلاني اليوم (أمس)، أو غدا (اليوم)، لبحث التطورات في مخيم اليرموك ومواجهة تنظيم داعش».

 

هذه أسباب تراجع “داعش” في سوريا

جلال زين الديـن

بالنسبة للعديد من السوريين القاطنين في مناطق يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشم “داعش”، فإن هذا التنظيم ليس سوى حالة مرضية طارئة لا أصيلة في المجتمع. وهو في قمة تضخمه يحمل بذور تفتته وزواله، وهناك عوامل عدة تسهم في هذا التفتت أبرزها:

 

أولاً، تناقص أعداد المهاجرين الأجانب في التنظيم، ومردّ ذلك إلى البيعات التي حصل عليها أبو بكر البغدادي في سيناء وليبيا ونيجيريا، والتي أدّت لإلحاق الضرر بالتنظيم مقداراً يفوق المكاسب الإعلامية، فالمؤمنون بهذا الفكر المتطرف من أبناء المغرب العربي وأفريقيا وربما أجزاء من أوروبا سيلتحقون بالتنظيمات التي بايعت داعش والموجودة في هذه الدول، ما سينعكس سلباً على قوة التنظيم في سورية والعراق.

 

“عدنان” المقرب من عناصر التنظيم في ريف حلب، يشير إلى أنه في الواقع “تناقصت أعداد المتدفّقين من أبناء المغرب العربي بشكل كبير”، وأضاف: “يمكن القول إنَّ الهجرة توقفت”. والمتتبع لعمليات قدوم المهاجرين العرب عموماً يلحظ توقف هجرتهم بعد معارك التنظيم ضد الثوار في سوريا، ويعتقد البعض أن هذا هو السبب ربما الذي دفع البغدادي لقبول بيعات التنظيمات الأخرى ولو في مناطق بعيدة، وذلك أفضل من خسارتهم.

 

إضافة إلى ذلك فإن تناقض عدد المهاجرين يعود أيضًا إلى مقتلهم بأعداد كبيرة في معارك طاحنة في سورية والعراق، أو بسبب تشديد الرقابة الدولية على حركتهم. ومعلوم الدور الذي لعبه المهاجرون العرب أو الأجانب في تمدّد التنظيم، إذ يقول المحامي مصطفى إن “كل عمليات الاقتحام الكبرى أُسندت للمهاجرين، الذين يمتلكون عقيدة قتالية عالية، وتناقصهم لا يؤدي لضعف القدرة القتالية للتنظيم فحسب، بل يؤدي لانحسار أعداد المنخرطين بالتنظيم من الأنصار”، إذ أبهر المهاجرون الشباب السوري، وشكّلوا عامل جذب لهم بشجاعتهم المتهورة، كما أنَّ تناقص المهاجرين يضعف الهوية التي يحاول التنظيم وسم المنطقة بها.

 

ثانياً، فإن الحملة الدولية التي تقودها الولايات المتحدة، وبمقدار ما زادت من إصرار المؤمنين بفكر التنظيم على المضي بمشروعهم، فإنها من جانب آخر أقنعت آخرين باستحالة أن يكون لهذا التنظيم دولة، إذ لا يستطيع رئيس هذه الدولة المفترضة أو وزراءه أو قادته الظهور، والتفاعل مع الشعب. ويقول المدرس محمد أمين من ريف حلب إن “الناس تسخر في مجالسها الخاصة المُغلقة من تنظيم الدولة، وإجراءاته في بناء المؤسسات، وينظرون لعملية البناء هذه على أنها عملية تخريب”، ويسمع عناصر التنظيم كثيراً من هذه الهمسات ما يشكل ضغوطاً نفسية عليهم، ويحول دون انخراط جدد في صفوف التنظيم.

 

ثالثاً، طريقة ممارسة التنظيم للسلطة، ونفور الحاضنة الشعبية منه جراء هذه الممارسة، إذ جذب التنظيم بداية كثيراً من العوام بدعوى محاربة الفساد، ومحاربة الظلم والاستبداد، وإقامة شرع الله وتحكيم الشريعة الإسلامية، لكنَّ الشارع صُدِم بحجم المظالم، وبطش القبضة الأمنية للتنظيم، وتشويهه للإسلام عبر التطبيق الشكلي له وغياب جوهر الدين الإسلامي. ويقول الشيخ عبد القادر من ريف حلب الشرقي إنه “من المستغرب أن تكون المناطق الخاضعة لسيطرة التنظيم أشد بغضاً له، لأنها عاينت إجرامه، ورأت فهمه الخاطئ للدين، وشتان بين السامع والرائي”، فأعداد المنخرطين في صفوف التنظيم مناطق سيطرته لا تذكر مقارنة مع الوضع البائس الذي يعيشه أبناء هذه المناطق، وحجم المغريات –ولا سيما المادية- التي يقدمها التنظيم.

 

رابعاً، المكاسب العسكرية والانتصارات التي يحققها الثوار بمساندة “جبهة النصرة” شكّلت ضربة قاتلة للتنظيم ولنظام بشار الأسد معاً. إذ لطالما اتهم تنظيم الدولة الثوار وجبهة النصرة بخيانة الإسلام والمسلمين، مدّعياً استحالة تحقيق هذه القوى النصر على الأسد. لكنَّ ما حققته “النصرة” من تفاهم مع الفصائل الثورية السورية، والتقدم في إدلب، شكّل خسارة كبيرة للتنظيم. ويقول الشيخ قاسم إن “تنظيم الدولة يخشى النصرة والتنظيمات السلفية أكثر من نظام الأسد والتحالف الدولي، فهذه التنظيمات سحبت مشروعية التنظيم الدينية، وأثبتت أنَّ هناك مشروعاً إسلامياً آخر لا يتناقض مع أهداف الثورة السورية، أو على الأقل يمكنه تحقيق الانسجام بهذه المرحلة على الأقل، بل أثبتت أنَّه من الخطأ احتكار الدين، وتسخيره لغايات سياسية لا تمت بصلة له”.

 

وهذا ما يفسّر ردود فعل التنظيم ومؤيديه على انتصارات النُصرة والثوار في إدلب. يقول أبو الحارث، وهو عنصر من تنظيم الدولة في ريف حلب الشرقي إن “النُصرة أضعف من أن تحافظ على النصر وستتراجع”، معتبراً أن “الاختبار الحقيقي لها سيكون في تطبيق الشرع، وهنا ستفشل بالتأكيد، فوجود “الجيش الحر” معها، ومن وراءه سادته سيمنعهم من تطبيق الشرع”. لكن المتابع لشؤون التنظيم يرى الخجل في وجوه عناصره، إلا أنهم مجبرون على نفي الواقع وإيجاد الذرائع حتى يبرروا موقفهم أمام أنفسهم أولاً وأمام الناس، فهم في مكان لا تراجع فيه.

 

خامساً، عملية “عاصفة الحزم” التي تقودها السعودية ضد الحوثيين في اليمن، فهي من أبرز عوامل تفتت تنظيم “داعش”. وبحسب عدد من المتابعين لشؤون الجهاديين، فإنّ السلفية الجهادية الخليجية لعبت دوراً رئيساً في دعم تنظيم الدولة مادياً وبشرياً، و معظم الشرعيين في التنظيم من الخليجيين، وانتهج قسم من هؤلاء التطرف بدعوى استكانة دول الخليج واستسلامها للنفوذ الإيراني (الشيعي) وتخلّيها عن حماية أبناء السنة. أما وقد أثبت الواقع العكس، وأنَّ منطق الدول يختلف عن منطق التنظيمات والميليشيات فإنَّ مراجعة فكرية ستحدث عند هؤلاء. ويقول خريج الشريعة الشيخ قاسم: “لن نتحدث عن عودة الذين ذهبوا للعراق وسورية، ولكن من المؤكد أنَّ السلفية الجهادية ستفكر ملياً قبل التوجه للتنظيم أو دعمه”.

 

سادساً، العامل الزمني الذي يلعب دوراً في تفتت تنظيم الدولة. جُلّ المنتسبين لتنظيم الدولة من السوريين كان هدفهم بداية إسقاط نظام الأسد، وهدف المهاجرين نُصرة المظلومين في بلاد الشام. وبالتالي فإنّ طول المدة لتحقيق هذه الأهداف سؤدي إلى حالة من التململ في صفوف عناصر التنظيم، ولا سيما أنَّ ذلك يترافق مع غياب أفق سياسي واضح لدولة التنظيم، مع ضربات مؤلمة لها، إضافة لطبيعة الحياة العسكرية القاسية للتنظيم.

 

“داعش” حاربت كذلك عدداً من القوى الطائفية الأخرى التي تشكل وجهاً آخر للتنظيم نفسه في تطرفها، وربما تتفوق عليه. ويقول المحامي مصطفي من ريف حلب الشرقي إن “أبناء السُنّة وجدوا أنفسهم بين نارين؛ نار تطرف الميليشيات، ونار تنظيم الدولة، وآثروا نار التنظيم على نيران تلك الميليشيات الطائفية”، فوجود نظام سياسي عادل سيمنح الشباب خياراً ثالثاً. لكن كل ذلك مرهونٌ بالتطورات الإقليمية والنيّة الصادقة للمجتمع الدولي بالاستجابة لتطلعات شعوب المنطقة، ورفع اليد عن أنظمة الاستبداد الطائفية.

 

مقتل قادة بالجبهة الشامية وأمير بالنصرة بتفجيرين شمال حلب  

أفاد مراسل الجزيرة بمقتل عشرات بينهم قادة في الجبهة الشامية السورية المعارضة وأمير بجبهة النصرة مساء الثلاثاء في هجومين بسيارتين ملغمتين نفذهما عنصران من تنظيم الدولة الإسلامية, واستهدفا مقرين للجبهة الشامية بريف حلب الشمالي بشمال سوريا.

 

وقال المراسل عمرو حلبي إن التفجير الأول نفذه “انتحاري” واستهدف مقرا عسكريا للجبهة الشامية في بلدة مارع (40 كلم شمال مدينة حلب), مخلفا ما لا يقل عن 13 قتيلا وعشرات الجرحى.

 

وأضاف أن من القتلى قادة في الجبهة الشامية بينهم القائد العسكري “أبو مريم” والقيادي حازم الصالح, مشيرا إلى أن تنظيم الدولة تبنى التفجير في صفحات موالية له بمواقع التواصل الاجتماعي. وتابع المراسل أن المقر المستهدف هو “دار القضاء المشتركة لرد المظالم”.

 

ونقل المراسل  عن جبهة النصرة قولها ان أميرها العسكري في مدينة مارع بريف حلب أبو ماريا قتل أيضا خلال التفجير.

 

ووقع التفجير الثاني بفارق زمني قصير في بلدة “حوار كلس” (50 كلم شمال حلب), مستهدفا أيضا مقرا للجبهة الشامية. وقال المراسل عمرو حلبي إن ثلاثين شخصا بينهم أيضا قياديون بارزون في الجبهة الشامية قتلوا في التفجير الذي نفذه أيضا “انتحاري”, وأصيب كذلك عشرات بينهم مراسل شبكة شام أبو يزن الحلبي، حسبما قالت الشبكة.

 

ووفقا لمراسل الجزيرة, كان التفجيران تمهيدا من تنظيم الدولة لمحاولة اقتحام البلدتين اللتين تسيطر عليهما الجبهة الشامية, وهي تحالف فصائل من أبرزها الجبهة الإسلامية. وأوضح أن طائرات التحالف الدولي قصفت معسكرين لتنظيم الدولة في ريف حلب الشمالي إثر التفجيرين مما أدى إلى توقف القتال حول البلدتين.

 

وفي السياق أوضح الناشط الإعلامي أحمد حسن لوكالة الأناضول أن حشوداً  عسكرية من قبل تنظيم الدولة قدمت من منطقتي الراعي والباب باتجاه قرية حور النهر وحور كلس، إضافة إلى كل من صوران وتل مالد، فيما قامت قوات الثوار بتعزيز الجبهات على الطرف الآخر.

 

وكانت مواقع مقربة من تنظيم الدولة قالت إثر التفجير الأول إن أحد مقاتلي التنظيم فجر نفسه في تجمع لما سمتها “قيادات الردة والصحوات” في مارع. وكانت بعض المناطق بريف حلب الشمالي شهدت في الأيام القليلة الماضية اشتباكات بين الفصائل المشاركة في الجبهة الشامية من جهة وتنظيم الدولة من جهة أخرى.

 

الحدود السورية التركية.. فرار الخائفين وأرزاق المهربين  

ياسر العيسى-الحدود السورية التركية

“روحي (اذهبي) أنت طالق”.. قالها محمد لسيدة أقلَّها إلى الخط الفاصل بين تركيا وسوريا لتبادر بشكره على معروفه وتدعو له قائلة: بالتوفيق والتيسير.

 

وإلى قرية قمر الدين التركية (25 مترا من بوابة تل أبيض) وفي ساعات المساء الأولى تصل عشرات الأسر السورية، بعد سلوكها أراضي زراعية وسط الظلام الدامس.

 

وعلى الجانب السوري، تعلو صرخات المهربين، مطالبين النساء والأطفال والرجال العابرين بعدم الاكتراث بطلقات الرصاص الصادرة من أسلحة الجنود الأتراك قائلين “كله بالهواء”.

 

وأدى إغلاق السلطات التركية لمعبري باب السلامة وباب الهوى منذ أسابيع إلى ازدياد حالات هروب السوريين الفارين من لهيب الحرب، وازداد معها استغلال المهربين لبحث الخائفين عن مكان آمن.

 

وارتفعت تسعيرة تهريب الشخص الواحد بشكل كبير وإن تفاوتت بين مكان وآخر، لكن يبقى التهريب من تل أبيض السورية هو الأعلى أجرا، وفق جابر الذي يعمل في هذا المجال على الجانب السوري من الحدود.

 

تفرُّغ للتهريب

ويضيف المهرب جابر أنه يقوم باستقبال العشرات يوميا في منزله الواقع على بعد أمتار فقط من قرية “قمر الدين” التركية، بانتظار ساعات المساء.

 

ويقول إنه ترك مهنته كسائق لإحدى حافلات النقل الجماعي الصغيرة على خط تل أبيض-الرقة، ليتفرغ حاليا للعمل بمجال التهريب، كونه أقل جهدا وأكثر ربحا رغم خطورته أحيانا.

 

يبدأ جابر عمله من التاسعة صباحا عند بوابة تل أبيض السورية المغلقة منذ سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على المنطقة منذ أكثر من عام، ويقوم خلالها بتجميع الأسر الراغبة بالدخول إلى تركيا، ومن ثم الذهاب بهم إلى بيته.

 

ويشير إلى أن تنظيم الدولة الإسلامية يرفض عبور الشباب، إلا في حال كانوا مرافقين لأسرهم.

 

وفي حديث للجزيرة نت، ذكر جابر ومهرب سمى نفسه “أبو سمير” أن تسعيرة تهريب الشخص الواحد هي خمسة آلاف ليرة سورية (نحو عشرين دولارا).

 

غير أنهما أكدا أن الكثير من المهربين يأخذون الحالات الإنسانية والواقع المعيشي بعين الاعتبار، وطرحوا في هذا السياق أمثلة عدة، من بينها مراعاة المرضى أو الفقراء الذين لا يملكون المبلغ كاملا.

 

الجانب الآخر

هل أنت من الدولة الإسلامية، وتريد العبور إلى سوريا؟ سؤال تم توجيهه إلى الشاب ياسر في كل مرة يستفسر فيها من أصحاب المحلات بتل أبيض التركية عن طريق الوصول إلى قرية “قمر الدين” ليبادرهم بالنفي، والتأكيد على أن غايته استقبال أسرته القادمة من دير الزور بشرق سوريا.

 

وبعد الاطمئنان على نوايا ياسر، تم إخباره بضرورة استئجار سيارة خاصة بحوالي عشرين دولارا لأنه لا توجد آلية نقل جماعي تقله إلى وجهته.

 

واضطر ياسر لدفع هذا الثمن بعد أن فشلت كل محاولات في البحث عن سيارة تقله بمبلغ أقل.

 

بعد وصوله إلى القرية، استقبله عدد من الشباب السوريين العاملين بالتهريب والذين كانوا يراقبون الجنود وآليات الجيش التركي على طول الحدود، وعرضوا عليه خدماتهم ومن بينها تهريب البضائع والأمتعة الشخصية أيا كان نوعها وحجمها.

 

ويقول ياسر للجزيرة نت إن الشك راوده حول استحالة عبور أسرته جراء التشديد الأمني، لكن كل من قابلهم من المهربين طمأنوه بأن خشيته هذه لا مبرر لها وأن ساعات المساء ستحل المشكلة.

الليل والرزق

ويشير إلى أن الكثير من المهربين أكدوا أن عملهم هو تهريب الحيوانات من أغنام وأبقار، وأنهم ينتظرون ساعات الليل من أجل العبور إلى الأراضي السورية، لأن “رزقهم” ينتظرهم هناك.

 

قبل دقائق فقط من حلول الليل، كانت العشرات من آليات النقل الجماعي المعروفة في تركيا بـ”الدلمش” تقف على بعد أمتار من الحدود.

 

أحد السوريين الذي جاء بسيارته لاقى اعتراضا من قبل المهربين والسائقين، وهددوه بتحطيم سيارته إن لم يغادر، مدعين أن هذا “رزقهم” ولن يسمحوا لأحد بالمشاركة به.

 

بعد وقت قصير من حلول الليل، امتلأت المنطقة بأصوات الرصاص الذي يطلقه الجنود الأتراك، وفي ذات الوقت الذي سلكت عشرات الأسر الطرق الزراعية، رفقة المئات من الأغنام والأبقار.

 

حصل ذلك في أقل من ساعة، ليأخذ كل مكانه بالآليات التركية التي تنتظرهم، ومنها يكون الطريق إلى مدينة أورفا ثم إلى تل أبيض التركية، والأجرة مضاعفة بالطبع عن المعتاد، لكن الجميع يضطر للدفع لأنه لا بديل أمامهم.

 

في إحدى هذه الآليات، جلس ومازح سيدة تركب إلى جانبه بالقول “روحي أنت طالق” للتعبير عن انتهاء مهمته المتمثلة في الادعاء أنه زوجها، كي تتمكن من تجاوز حواجز تنظيم الدولة التي تمنع سفر المرأة دون محرم.

 

تقدير موقف: مخيم اليرموك.. إلى أين؟  

يرى “تقدير موقف” أصدره مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات أن تحولات المشهد في مخيم اليرموك جنوب دمشق من مشهد سعت فيه القوى الفلسطينية طوال عامين لتحييده قدر الإمكان عن الصراع إلى إحدى بؤر المواجهة بين المعارضة والنظام، سيزيد على الأرجح من معاناة اللاجئين الفلسطينيين، وقد يعيد خلط الأوراق في المواجهة الدائرة بين المعارضة والنظام في منطقة دمشق.

وتخلص ورقة المركز -ومقره بيروت- إلى أن سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على قرابة 80% من مساحة المخيم، وبقاء المجموعات الفلسطينية محاصرة من قبل التنظيم جنوبا ومن قبل النظام شمالاً، سيجعل خيارات الانسحاب في ضوء الوضع الميداني قد تبدو مستبعدة، لتبقى هذه المجموعات أمام تحدي التسوية أو المواجهة الانتحارية مع طرفي الكماشة (تنظيم الدولة أو النظام).

 

وكانت اشتباكات مفاجئة اندلعت مطلع أبريل/نيسان 2015 في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بين مجموعات تتبع تنظيم الدولة من جهة ومجموعات أكناف بيت المقدس الفلسطينية من جهة ثانية، وتدهورت الأوضاع الإنسانية أكثر فأكثر لما يقرب من 15 ألف مدني فلسطيني.

 

وتستعرض الورقة مجريات الأحداث في المخيم، وفرض الحصار عليه في ديسمبر/كانون الأول 2012، وتطورها مطلع أبريل/نيسان الجاري حيث وقع الاشتباك بين تنظيم الدولة بمساندة من جبهة النصرة وبين كتائب أكناف بيت المقدس التي تضم مسلحين مقربين أو محسوبين سابقا على حركة حماس.

السيناريوهات المحتملة

في ظل التطور المذكور والتقدم العسكري الواضح لتنظيم الدولة، فإن سيناريو مستقبل المخيم سيرتبط بمستقبل مجموعاته المسلحة، ويعرض تقدير الموقف السيناريوهات المحتملة، ومن أبرزها:

 

1- قتال أكناف بيت المقدس حتى نفاد الذخيرة تماماً، وتقدم تنظيم الدولة للسيطرة على كامل المخيم، واعتقال أو قتل من تبقى منهم.

 

2- استعادة الأكناف زمام المبادرة، وتقدمها في عمق المخيم واسترجاعه أو استرجاع جزء منه.

 

3- انسحاب الأكناف من المخيم، وهذا يقتضي بالضرورة وجود تسوية مع أحد الأطراف بالنظر لواقعهم الميداني، وعليه فالانسحاب يقتضي عدة احتمالات:

 

  • تسوية مع النظام السوري للسماح للأكناف بالانسحاب عبر مناطقه باتجاه معين، كمخيم خان الشيح غرب العاصمة، أو التضامن، أو باتجاه ريف دمشق أو ريف درعا.

 

  • تسوية مع تنظيم الدولة والنصرة للسماح بانسحابهم عبر مناطقهم باتجاه يلدا وببيلا وبيت سحم جنوب المخيم.

 

  • التمكن من الانسحاب دون تسوية مع النظام أو تنظيم الدولة باتجاه حي التضامن.

 

ويستبعد تقدير الموقف حدوث تسوية مع النظام أو تنظيم الدولة أو النصرة، أما خيار الانسحاب باتجاه حي التضامن دون ترتيب مع النظام أو تنظيم الدولة فإنه يواجه تحديين اثنين:

 

الأول: أن مثل هذا الانسحاب لا بد أن يكون عسكرياً، بمعنى القيام بعملية عسكرية لتنفيذ الانسحاب، إذ سيكون على الأكناف المرور بمنطقة حرجة، مكشوفة من قبل النظام، ومن جهة أخرى من قبل النصرة، ومع نفاد ذخيرة الأكناف المتوقع جدا، وحساسية المنطقة عسكرياً، قد يبدو هذا الانسحاب أقرب إلى مخاطرة كبيرة أو ربما “انتحارا”.

 

التحدي الثاني: أن الأمر يحتاج موافقة مجموعات المعارضة في حي التضامن، التي من المؤكد أنها لا ترغب في استفزاز تنظيم الدولة والدخول في أي إشكال معه، فضلاً عن أن فكرة الانسحاب غير محبذة عند كافة فصائل المعارضة السورية، لأن هذا يعزز قوة تنظيم الدولة أو النظام داخل اليرموك.

 

والفكرة نفسها غير محبذة لدى النظام نفسه، الذي لا يرغب بتحويل خط تماس اليرموك ليصبح مع تنظيم الدولة. وهو ما يجعل خيارات الانسحاب كلها خيارات بعيدة، على الأقل في ظل الواقع المطروح. وفي حال حدوثه، فإن أقربها هو التسوية مع النظام بضمانات فلسطينية أو دولية، على غرار انسحاب مقاتلي حمص قبل قرابة العام.

استعادة زمام المبادرة

أما السيناريو الذي يبدو أكثر واقعية في الظرف الراهن فهو تمكن الأكناف من استعادة زمام المبادرة من خلال التزود بالسلاح والذخيرة، بهدف استعادة المخيم أو جزء منه شمالا، وقد لا يمانع النظام من ذلك، إذا كان ذلك سيعيد اليرموك إلى وضعه السابق، كما كان على مدار العامين الماضيين.

 

ثم إن إمكانية استمالة “أحرار الشام” التي تسيطر على مربع غرب اليرموك ممكنة إذا تمّ تبديد مخاوفها من تنظيم الدولة والنصرة، وهو ما قد يساعد على تغيير بعض المعادلات الميدانية في اليرموك. وفي كل الأحوال فإن تكلفة هذا الخيار ستظل باهظة.

 

وتخلص الورقة إلى أن مستقبل المخيم سواء في حال سيطرة تنظيم الدولة بالكامل عليه، أم في حال استعادته كاملاً، أو جزء منه من قبل المجموعات الفلسطينية، سواء الأكناف أم تلك الموالية للنظام، سيكون قاتماً، وسيبقى “ثمن الجغرافيا” قائماً في مخيم اليرموك حتى انجلاء المشهد السوري على نتيجة مستقرة ودائمة، أو في حال حدوث تغيرات جوهرية في الخريطة الميدانية في جنوب دمشق.

 

براميل #الأسد المتفجرة تسقط على مدرسة في #دوما

دبي – قناة العربية

يواصل النظام السوري شن عملياته العسكرية، لاسيما في العاصمة وريفها. وأفادت الهيئة العامة للثورة بأن عدداً من القتلى والجرحى سقطوا جراء القصف الذي استهدف منطقة الكسوة في ريف العاصمة من قبل قوات الأسد المتمركزة في جبل المصنع.

كما ارتكب النظام مجزرة أخرى في دوما جراء استهدافه مدرسة للأطفال، ما تسبب بمقتل أربعة، بينهم مدير المدرسة، وإصابة نحو 15 آخرين.

وشن سلسلة غارات على جرود القلمون وجرود عرسال على الحدود السورية اللبنانية.

كذلك تدور اشتباكات عنيفة بين الثوار وقوات الأسد، المدعومة من ميليشيات حزب الله، في محيط بلدة فليطة في القلمون الغربي بريف دمشق القريبة من الحدود اللبنانية.

من جهة أخرى، سقط عدد من القتلى والجرحى في قصف لطائرات النظام على مدينة بنش في إدلب، فيما يواصل النظام شن غاراته بالبراميل المتفجرة على ناحية التمانعة ومحيط معسكر وبلدة المسطومة في ريف المدينة، بحسب لجان التنسيق.

أما جنوباً، فقد استأنفت فصائل المعارضة معركة تحرير كتيبة وقرية جدية بريف درعا الشمالي، واللتان تعتبران من أهم خطوط دفاع نظام الأسد عن حصنه المنيع في مدينة الصنمين الاستراتيجية، حيث تمكن الثوار، وفق ناشطين، من إسقاط طائرة حربية تابعة للنظام، ما يعتبر تطوراً لافتاً ومفاجئاً على الصعيد العسكري في الجنوب السوري.

وفي درعا شمالاً تمكن الثوار، وبعد معارك ضارية مع قوات الأسد، من السيطرة على مدينة كفر شمس، فيما لاتزال الاشتباكات مستمرة للسيطرة على نقاط وحواجز أخرى، حسب ما أفادت الهيئة العامة للثورة.

 

لبنان.. مقتل 3 “إرهابيين” في عملية “نوعية خاطفة” للجيش قرب الحدود مع سوريا

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)- أكد الجيش اللبناني قيامه بعملية عسكرية وصفها بـ”النوعية الخاطفة”، ضد “مجموعة إرهابية” في منطقة “رأس بعلبك”، قرب الحدود مع سوريا، فجر الثلاثاء، أسفرت عن مقتل ثلاثة مسلحين، فضلاً عن جرح أربعة آخرين.

 

وقالت مديرية التوجيه بقيادة الجيش اللبناني، في بيان حصلت عليه CNN بالعربية، إنه “إثر توافر معلومات عن قيام مجموعات إرهابية بتحضيرات قتالية ولوجستية على جبل المخيرمة، والمرتفع 1564، في أعالي جرود رأس بعلبك، نفذت قوة من الجيش فجر اليوم، عملية إغارة نوعية وخاطفة ضد المجموعات المذكورة.”

 

وذكر البيان أن قوات الجيش اشتبكت مع “المجموعة الإرهابية” بمختلف أنواع الأسلحة، وأكد أن الاشتباكات أسفرت عن وقوع ثلاثة قتلى وأربعة جرحى في “صفوف الإرهابيين، كما كبدتهم خسائر جسيمة في الأسلحة والعتاد، بينها تدمير مدفعين، وعدد من الرشاشات الثقيلة والآليات.

 

ولفت البيان إلى أن قوى الجيش عادت إلى مراكزها من دون تسجيل أي إصابات في صفوفها، مشيراً إلى العملية تأتي “في إطار العمليات العسكرية الوقائية التي تنفذها وحدات الجيش، للقضاء على تجمعات الإرهابيين، ومنعهم من التسلل لاستهداف مراكز الجيش والاعتداء على المواطنين.”

 

وكانت الوكالة الوطنية للإعلام قد ذكرت في وقت سابق الثلاثاء، أن “العملية النوعية التي قام بها الفوج المجوقل في جرود رأس بعلبك، أدت إلى مقتل العشرات من المسلحين، وسيطرة الجيش على مركز تلة المخيرمة”، ولفتت إلى أن الجيش قام بقصف مدفعي على “الجرود”، تحسباً لأي هجوم مضاد.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى