أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأربعاء 10 كانون الأول 2014

 

دي ميستورا: الأسد لن يستفيد من الهدنة في حلب

جازيانتيب (تركيا) – رويترز

رفض مبعوث الأمم المتحدة لدى سورية ستيفان دي ميستورا اليوم الثلثاء إمكانية أن يستفيد الرئيس السوري بشار الأسد من الهدنة المقترحة في مدينة حلب في شمال البلاد، قائلاً إنها انطلاقة نحو عملية سياسية وحيوية من أجل السماح بدخول المساعدات.

وقال دي ميستورا لوكالة “رويترز”: ” إنّه ليس وقفاً لإطلاق النار مثلما هي الحال في حمص (…) تحتاج المعارضة إلى أن تشعر بالراحة تجاه خطة للأمم المتحدة التي لها هدف واحد هو وقف القتال وجلب المساعدات ووقف هذا الصراع، وذلك يبدأ من حلب”.

وأضاف دي ميستورا أنّ الأمم المتحدة تنظر إلى جوانب عدّة من أجل طمأنة الجميع لأن الأطراف لديها مشكلة ثقة، موضحاً أنّ نائبه سيسافر إلى دمشق ليحاول كسب تأييد حكومة الأسد على الهدنة.

ولم يقل دي ميستورا إن كان يتوقع أن توقع “جبهة النصرة” على خطة الهدنة، قائلاً:”حساباتهم ستكون خاطئة” إذا سعوا إلى تعطيلها.

ورأى دي ميستورا أن سقوط حلب سيخلق لاجئين إضافيين يصل عددهم إلى 400 ألف لاجئ، وأن سقوط حلب سيكون مأساة”. وكان دي ميستورا اجتمع مع جماعات المعارضة السورية في تركيا على مدار الأيام القليلة الماضية في محاولة لإقناعها بخطة للأمم المتحدة تهدف إلى “تجميد القتال” في إطار جهود للحصول على مساعدات إنسانية، وقال الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية إن أي خطة هدنة تحتاج إلى أن تكون جزءاً من استراتيجية أشمل تتضمن عزل الأسد من السلطة.

 

المجتمع الدولي مستعد لاستقبال أكثر من 100 ألف لاجئ سوري

جنيف – أ ف ب

أعلن رئيس “المفوضية العليا للاجئين” التابعة للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس اليوم الثلثاء، أن المجتمع الدولي بات مستعداً لاستقبال أكثر من 100 ألف لاجئ سوري من أصل اللاجئين المنتشرين حالياً في دول مجاورة لسورية.

وقال غوتيريس في تصريح صحافي: “عبّرت اليوم 28 دولة عن تضامنها مع اللاجئين السوريين ومع الدول الخمس المحاذية لسورية التي تستقبلهم، ما سيتيح استقبال أكثر من 100 ألف لاجئ”.

وأوضح غوتيريس، بعد اجتماع وزاري في مقر الأمم المتحدة خصّص للبحث في مسألة تخفيف العبء عن دول الشرق الأوسط التي تستقبل نحو 3.2 مليون لاجئ سوري، أنّ لدى الأمم المتحدة ضمانة بأكثر من مئة الف، وأنّ الهدف المقبل هو 130 ألفاً في نهاية العام 2016، قائلاً: “يبقى هذا الهدف مرحلياً لأنّنا نريد أن نصل إلى نسبة 10 في المائة من اللاجئين، أي أكثر من 300 ألف. ونحن نعرف أن تحقيق هذا الأمر قد يستغرق وقتاً”.

وشدد غوتيريس على أن الدور الأساسي يبقى للدول الأوروبية التي تشكل غالبية بين الدول الـ 28 التي شاركت في الاجتماع، منوهاً بألمانيا التي وافقت حتى الآن على استقبال 20 ألف لاجئ، مع ترحيبه بمواقف دول لم يكن متوقعاً عرضها المساهمة في هذه الجهود مثل بيلاروسيا.

وكانت نحو 30 منظمة إنسانية أطلقت الإثنين نداءً لاستقبال نحو 180 ألف لاجىء سوري يتواجدون حالياً في الدول المجاورة لسورية، مع الإشارة إلى أنّ هذا الرقم لا يمثّل سوى 5 في المئة من نحو 3.6 ملايين لاجئ سيكونون في الدول المجاورة لسورية في العام 2015، وفق تقديرات “المفوضية العليا للاجئين”.

 

أوباما: وسائل التعذيب التي استخدمتها “سي آي ايه” شوّهت سمعة أميركا

واشنطن – أ ف ب

ندّد الرئيس الأميركي باراك أوباما اليوم الثلثاء بما اعتبره وسائل “مخالفة” لقيم الولايات المتحدة، وذلك تعليقاً على تقرير مجلس الشيوخ الأميركي حول تقنيات الاستجواب العنيفة التي استخدمتها ” وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية” (سي آي ايه) بحق معتقلين متهمين بالعلاقة مع تنظيم “القاعدة”.

وقال أوباما في بيان إن “هذه التقنيات شوّهت كثيراً سمعة أميركا في العالم” واعداً بالقيام بكل ما هو ممكن لضمان عدم تكرارها، مضيفاً أنّه لا توجد أمّة كاملة، لكن إحدى مكامن القوة في أميركا هي في إرادة المواجهة الصريحة للماضي”.

وفي حين أقرّ أوباما أنّ إدارة سلفه الرئيس السابق جورج بوش واجهت “خيارات مؤلمة” لحظة اتخاذ قرار حول وسائل ملاحقة “القاعدة” و”تجنب هجمات إرهابية جديدة”، اعتبر أن ” أموراً جيدة” أُنجزت خلال تلك “الأعوام الصعبة”. وأضاف أوباما قائلاً: ” بعض التصرفات كانت مخالفة لقيمنا، لهذا السبب قرّرت فور استلامي منصبي حظر التعذيب بشكل واضح”. وكان تقرير صادر عن مجلس الشيوخ الأميركي رأى أنّ الاستجوابات التي قامت بها “”سي آي إيه” “لم تكن فعالة”، وأنها كانت أعنف مما اعترفت به الوكالة حتى الآن.

 

قرار لبناني بالإفراج عن زوجة الشيشاني

بيروت – «الحياة»

وسّعت «هيئة العلماء المسلمين» في لبنان تحركها مع عدد من القيادات والمراجع الوزارية أمس، في إطار العرض الذي قدمته بالتوسط لدى خاطفي العسكريين في «داعش» و «جبهة النصرة»، في وقت لقي تفويض الهيئة المهمة تأييداً من رئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» وليد جنبلاط، الذي قال إنه ورئيس البرلمان نبيه بري مع المقايضة (الإفراج عن العسكريين مقابل تحقيق مطالب للخاطفين) «من دون قيد أو شرط»، بعد زيارة قام بها لأهالي العسكريين المخطوفين في مكان اعتصامهم في وسط بيروت.

وإذ أوحت تطورات أمس أن هناك اتجاهاً الى قبول السلطات اللبنانية وساطة الهيئة، فإن تطوراً قضائياً طرأ على قضية توقيف كل من سجى الدليمي طليقة زعيم «داعش» أبو بكر البغدادي، وعلا العقيلي زوجة أحد قادة «النصرة» أبو علي الشيشاني، إذ صدر قرار بإخلاء سبيل الثانية، التي نقلت الى المديرية العامة للأمن العام من أجل تسوية وضعها القانوني وإقامتها على الأراضي اللبنانية، فيما صدرت مذكرة توقيف وجاهية في حق الأولى وفي حق زوجها الجديد الفلسطيني الهوية، في ظل توقعات بمعالجة وضعها القانوني اليوم. (راجع ص 7)

وجال وفد هيئة العلماء برئاسة رئيسها الشيخ سالم الرافعي على وزيري العدل أشرف ريفي والداخلية نهاد المشنوق، والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، والنائب جنبلاط والرئيس نجيب ميقاتي. ورحب الرافعي بقرار إطلاق العقيلي، مشيراً الى أن «هناك ملفاً بسيطاً في حق الدليمي تتم تسويته لإطلاقها، وكل ما أشيع عن إرهاب وتطرف من قبل المرأتين كان خطأ…». وأثار الوفد مع ريفي قضية تسريع محاكمات الإسلاميين الموقوفين في سجن رومية.

ونقل الرافعي عن المشنوق أن «لا ترحيل لأي أخت أو سوري من لبنان»، مشيراً الى أن «طلب الهيئة التفويض من الحكومة ليس للتعجيز بل لحمايتها كي لا نتهم بأننا إرهابيون».

وقال إنه لمس من المشنوق واللواء إبراهيم أن الدولة «مستعدة للمقايضة، وهذا أراحنا، فالمبادرة معلقة على هذين الشرطين»، كما ناشد الرافعي الخاطفين أن يتعهدوا للهيئة «ألاّ يتم قتل أي عسكري بعد اليوم». وقال إن السجناء الإسلاميين مظلومون وكذلك العسكريون المخطوفون، وأكد «أننا لم نتحدث بعد مع المسلحين».

وعلمت «الحياة» أن وفد «هيئة العلماء» أوضح لمن التقاهم أنه يأمل في أن يؤدي إطلاق المرأتين الى الحصول على تعهد من الخاطفين بعدم الإقدام منذ الآن وصاعداً على قتل أي من العسكريين المخطوفين إفساحاً في المجال أمام استئناف المفاوضات بعيداً من الضغط والابتزاز.

وقال مصدر وزاري لـ «الحياة»، إن الحكومة قد لا تكون في حاجة الى موافقة مجلس الوزراء على تفويض «هيئة العلماء» التفاوض مع المسلحين، لأن المجلس كان فوّض خلية الأزمة عندما شُكلت اتخاذ كل ما تراه لتأمين الإفراج عن العسكريين، وبالتالي لا مانع من أن تتخذ قراراً بتفويض «العلماء».

وفي هذا السياق أبدت كتلة «المستقبل» في بيان بعد اجتماعها عصر أمس، تأييدها الحكومة في السير في عملية تفاوض مباشرة، وبالطريقة التي تراها مناسبة لتحرير العسكريين. ودعت الى إبعاد تفاصيل عمليات المفاوضة عن التداول الإعلامي، وناشدت وسائل الإعلام الابتعاد من الإثارة والمبالغات التي تزيد من معاناة أهالي العسكريين.

وانتقدت الكتلة فوضى انتشار السلاح وانفلاش سلاح «حزب الله». وعبرت عن قلقها لقيام المجموعات المسلحة بقطع طريق عرسال والحصار على المدنيين في تلك المناطق، مؤكدة مسؤولية القوى الأمنية اللبنانية عن أمن الطرق، ومطالِبة برفع الحصار فوراً عن أي منطقة لبنانية وعن عرسال.

 

تنسيق إيـراني – سوري – عراقي ضد الإرهاب دو ميستورا أجرى محادثـات “بنّاءة” مع المعارضة

المصدر: (و ص ف، رويترز، روسيا اليوم)

دعا الرئيس الايراني حسن روحاني لدى افتتاح مؤتمر في طهران ضد العنف والتطرف، الى حل اقليمي لمحاربة الجماعات الجهادية وتفادي تدخل قوات اجنبية في العراق وسوريا. وعقد اجتماع ثلاثي في العاصمة الايرانية ضم وزراء الخارجية الايراني محمد جواد ظريف والعراقي إبرهيم الجعفري والسوري وليد المعلم للبحث في المستجدات والقضايا ذات الاهتمام المشترك بين الدول الثلاث، وتم الاتفاق خلال الاجتماع على مواصلة التنسيق والتشاور في جهود مكافحة الإرهاب وخصوصا تنظيمي “الدولة الاسلامية” (داعش) و”جبهة النصرة” الإرهابيين.

الى ذلك، أكد نائب وزير الخارجية الروسي المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا ميخائيل بوغدانوف انه سيزور سوريا اليوم.

وكان بوغدانوف التقى خلال زيارته بيروت الأسبوع الماضي عددا من المعارضين السوريين وبحث معهم في سبل دفع العملية السياسية التي تقودها موسكو لتسوية الأزمة السورية.

كما بحث أمس مع سفير دولة قطر لدى موسكو سعود المحمود في سبل إيجاد حل للأزمة السورية.

 

دو ميستورا

في غضون ذلك، وصف المبعوث الخاص للامم المتحدة الى سوريا ستيفان دو ميستورا المحادثات التي اجراها الاثنين مع مجموعات من المعارضة السورية المسلحة كانت “بناءة”، وقد تناولت مبادرته لـ”تجميد القتال” في حلب في شمال سوريا.

وصرحت الناطقة باسم المبعوث الدولي جولييت توما في اتصال هاتفي اجري معها من بيروت: “اعتبر دو ميستورا ان اللقاءات الستة التي عقدها الاثنين في غازي عينتاب مع ممثلين لمجموعات مسلحة وأخرى غير مسلحة بناءة”. واضافت ان دو ميستورا زار أمس مجموعات من اللاجئين السوريين في تركيا “ناشدوه وضع حد للعنف” في بلادهم.

وقال قيس الشيخ رئيس “مجلس قيادة الثورة”, وهو تحالف يضم عشرات الفصائل المقاتلة بينها الاسلامية والعلمانية، ان “خطة السفير دو ميستورا التي عرضها لنا لم تكن مكتوبة ولا تحتوي على كل الاليات والضمانات المطلوبة”. واضاف: “ناقشناه في قناعات بنى عليها خطته تختلف مع قناعاتنا”. واشار الى انه سيبحث مع “الاخوة والاصدقاء في المعارضة في الخطة، ما ان تصلنا مكتوبة ومستوفية كل التفاصيل، ثم نبين موقفنا”.

واوضحت توما ان مساعد المبعوث الدولي رمزي عز الدين رمزي سيزور دمشق في نهاية الاسبوع.

ويزور دو ميستورا لندن هذا الاسبوع.

 

طهران لحلّ إقليمي ولقاء لوزراء خارجية إيران والعراق وسوريا دو ميستورا ينفي تلميحات إلى أن خطته تخدم الأسد: إنها نقطة انطلاق

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ب)

جددت طهران دعوتها الى حل اقليمي لمحاربة الجماعات الجهادية وتفادي تدخل قوات أجنبية في العراق وسوريا. وعقد اجتماع ثلاثي في العاصمة الايرانية ضم وزراء الخارجية الايراني محمد جواد ظريف والعراقي إبرهيم الجعفري والسوري وليد المعلم.

نفى مبعوث الامم المتحدة الخاص الى سوريا ستيفان دو ميستورا تلميحات الى ان الهدنة التي اقترحها في مدينة حلب ستفيد الرئيس السوري بشار الاسد، قائلاً انها نقطة انطلاق نحو عملية سياسية وحيوية للسماح بدخول المساعدات.

والتقى دو ميستورا جماعات المعارضة السورية في تركيا في الايام الاخيرة، في محاولة لإقناعها بخطة للامم المتحدة “لتجميد القتال” في اطار جهود للحصول على مساعدات انسانية تحتاج اليها المدينة المقسمة.

وقال لـ”رويترز”: ليس وقفاً للنار كما هو الحال في حمص… تحتاج (المعارضة) الى أن تشعر بالراحة الى أن هذه خطة للامم المتحدة ذات هدف واحد، هو وقف القتال وجلب المساعدات ووقف هذا الصراع. ويبدأ ذلك من حلب… ننظر الى العديد من الاحوال والعديد من الجوانب من اجل طمأنة الجميع لأن لدى كل الاطراف مشكلة ثقة”، مضيفاً ان نائبه سيسافر الى دمشق ليحاول كسب تأييد حكومة الاسد.

ورفض الاجابة عن سؤال عما اذا كان يتوقع أن توقع “جبهة النصرة” خطة الهدنة، مكتفياً بأن “حساباتهم ستكون خاطئة” اذا سعوا الى تعطيلها. وقال: “جميعنا نعلم ان الحل ليس مجرد تجميد. التجميد نقطة انطلاق. انه حجر بناء في العملية السياسية”. وحذّر من ان سقوط حلب سيوجد لاجئين اضافيين يصل عددهم الى 400 ألف. حلب أيقونة… مزيج من الثقافات والاديان لا لسوريا والشرق الاوسط فحسب وانما للعالم أجمع. اذا سقطت حلب فانها ستكون مأساة”.

 

 

اجتماع ثلاثي

وفي طهران، قال الرئيس الايراني حسن روحاني في افتتاح مؤتمر “العالم ضد العنف والتطرف”: “اذا تفاهمت دول المنطقة ستتمكن من ازالة جماعات معادية للاسلام مثل داعش (تنظيم “الدولة الاسلامية”) وتحرير آلاف النساء والرجال والاطفال الذين فقدوا منازلهم وقبض عليهم… في هذه الحال لن تكون ثمة حاجة الى وجود أجانب”، في تلميح الى الولايات المتحدة والائتلاف الدولي. وطالب “الدول التي ساعدت في تمويل الارهاب… بوقف المساعدة المالية المباشرة وغير المباشرة للمجموعات الارهابية”، مع العلم أن طهران تتهم بانتظام السعودية وقطر بتمويل الجماعات الجهادية. وأكد أيضاً انه من الضروري “تغيير النظام التربوي والتعليم في المدارس الدينية من أجل مكافحة كل التفسيرات المتطرفة والعنيفة للدين واظهار طبيعة الاسلام السمحة للعالم”. وأخيراً، دعا الى تعاون دولي لمكافحة “استخدام الارهابيين الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي”، وكذلك “مرور الارهابيين” في بعض الدول.

والى المعلم والجعفري، شارك في هذا المؤتمر نائب الرئيس الافغاني محمد محقق والرئيس الباكستاني السابق آصف علي زرداري ورئيس الوزراء الفرنسي سابقاً دومينيك دوفيلبان.

وعلى هامش المؤتمر، استقبل روحاني وليد المعلم وتحدث معه عن وجوب التصدي للعنف والتطرف والقضايا ذات الاهتمام المشترك، فضلا عن التطورات الإقليمية والدولية.

ولاحقاً، التقى وزراء الخارجية الايراني والسوري والعراقي في مكتب الدراسات السياسية والدولية في وزارة الخارجية وبحثوا في القضايا الإقليمية والدولية.

وصرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية أفخم بأن هذه البلدان الثلاثة مهتمة جدياً بمعالجة مشاكل المنطقة من طريق التشاور، لافتة الى أن أزمة الإرهاب تعتبر إحدى مشاكل المنطقة، والجمهورية الإسلامية في إيران تضطلع بدور فاعل في معالجة هذه المشكلة. وأضاف: “نعتقد أن هذا الاجتماع الثلاثي يمكن أن يتحرك نحو إيجاد آلية لحل الأزمة والمشكلة الإقليمية”.

وكان ظريف أكد لدى لقائه نظيريه السوري والعراقي أن التنسيق بين ايران والعراق وسوريا كان له أثر كبير خلال الشهرينِ الاخيرين، وندد بالغارات الاسرائيلية على سوريا، مشيراً إلى أن التهديدات للمنطقة تمس بالجميع.

 

يعالون

وفي كلمة له أمام الكنيست الاسرائيلية، حذّر وزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعالون من التهديد الذي يمثله “حزب الله”، قائلاً إنه يردع حاليا كي لا يهاجم إسرائيل، وأن بلاده حددت خطوطاً حمراً هناك لكل الأطراف، وهو ما يعد تلميحاً الى وقوف إسرائيل وراء الغارات الجوية التي شنّت الاحد على سوريا.

ونقلت عنه صحيفة “الجيروزاليم بوست” الإسرائيلية: “نحن حددنا خطوطاً حمراً أمام مختلف الجهات الفاعلة في سوريا”. وحذر من الاطمئنان الى الهدوء الحالي الذي يتسم به الوضع على الحدود الإسرائيلية مع سوريا في هضبة الجولان أو مع مصر، ومن التراخي حيال هذا الشأن. وادعت أنه على رغم المفاوضات النووية الجارية بين إيران والغرب، لا تزال طهران تسعى جاهدة الى الحصول على قدرات الأسلحة النووية.

 

كاميرون

وقبل وصول رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الى أنقرة، صرح ناطق باسمه بأنه سيطلب من تركيا أن توافي بريطانيا بمزيد من المعلومات عن بريطانيين يقاتلون في صفوف “الدولة الاسلامية” في العراق وسوريا، مؤكدأ أن “مكافحة الارهاب ستكون في الصدارة”.

ومن المرجح ان يبحث أيضا في تقارير مفادها ان أنقرة سلمت “الدولة الاسلامية” بريطانيين اثنين أسيرين كانا يقاتلان في صفوف الجماعة المتشددة في تشرين الاول الماضي، في إطار عملية تبادل للافراج عن أتراك رهائن، وذلك من دون التشاور مع لندن في هذا الشأن.

 

قطع رأس

في غضون ذلك، أعلن “المرصد السوري لحقوق الإنسان” الذي يتخذ لندن مقراً له أن تنظيم “الدولة الإسلامية” قطع رأس رجل في شمال سوريا بعد اتهامه “بسب الذات الإلهية”.

وقال إن الرجل قتل في ميدان عام بمدينة سلوك الاثنين أمام حشد من الناس بينهم أطفال.

وجاء في بيان أورده موقع جهادي على الإنترنت أن الرجل اعترف بالكفر قبل قتله في ريف محافظة الرقة الذي تسيطر عليه “الدولة الإسلامية”.

 

العبادي يطالب الائتلاف بمزيد من الغارات والأسلحة الثقيلة هيغل: تقدم في مواجهة “داعش” وعلى العراقيين تكثيف الهجمات

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ب، أش أ)

طالب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل بمزيد من الغارات الجوية وبإمداد الجيش العراقي بأسلحة ثقيلة لمواجهة تنظيم “الدولة الاسلامية”، (“داعش”).

 

في مستهل محادثاتهما في بغداد، قال العبادي لهيغل الذي زار العراق للاطلاع على جهود الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة في مواجهة “الدولة الاسلامية”، إن “قواتنا تحرز تقدماً كبيراً جداً على الأرض، لكنها تحتاج الى مزيد من القوة الجوية والأسلحة الثقيلة. نحن في حاجة الى ذلك”، لمواجهة افراد التنظيم المتشدد الذين امتلكوا أسلحة متطورة ولم تتعطل قدرتهم على العبور ذهاباً وإياباً بين سوريا والعراق. وأضاف أن تنظيم “الدولة الاسلامية” بدأ يتراجع وان قدراته قد أُضعفت.

وكان هيغل، الذي وصل الى بغداد في زيارة مفاجئة، دعا العراقيين الى تحقيق النصر “بأنفسهم”.

وقد سئل عن طلب العبادي، فأجاب أنه يقدر صراحته، من غير أن يحدد موقفه. وأضاف أنه أجرى محادثات صريحة مع رئيس الوزراء، وأنه تم فعلاً التعجيل في تسليم بعض الأسلحة.

وخلال حديثه الى مجموعة من الجنود الاميركيين والاوستراليين، قال هيغل إنه في استطاعة الولايات المتحدة وحلفائها مساعدة العراقيين في القتال ضد “الدولة الاسلامية”، لكن حكومة بغداد هي من سيتولى الحملة في النهاية. وأضاف :”إنه بلدهم، وسيترتب عليهم تولي إدارته، إنهم الوحيدون الذين يتحملون المسؤولية. نستطيع أن نساعد، نستطيع أن ندرب، ونستطيع أن نساعد ونستطيع أن نقدم المشورة، ونحن نقوم بهذا”… سيكونون قادرين على تكثيف العمليات الهجومية مع توسيع نطاق التدريب الذي يقوم به الائتلاف إلى شمال العراق وغربه ووسطه. مناقشاتنا تركزت على الجهود لإضعاف تنظيم “الدولة الاسلامية” وتدميره. ونلاحظ تقدماً ثابتاً في تحقيق هذا الهدف”.

ودعا الزعماء العراقيين الى تأليف حكومة جامعة قادرة على الفوز بثقة مختلف الطوائف الدينية والعرقية في البلاد، ذلك أن “النجاح في ساحة القتال ليس سوى جزء واحد من الحل، ومفتاح النجاح يكمن في وجود حكومة في بغداد تشمل كل الأطياف يمكن ان يحتشد خلفها كل العراقيين”.

وستضاعف الولايات المتحدة عدد قواتها الى 3100 رجل لمساعدة العراق. وقال الجنرال الاميركي جيمس تيري في الكويت الاثنين إن الائتلاف الدولي مستعد لنشر نحو 1500 رجل في العراق. وهو لم يحدد الدول التي سترسل رجال أمن، لكنه أوضح أن “القسم الاكبر” من العناصر سيكلف تدريب القوات العراقية.

وحتى الآن شن الائتلاف أكثر من 1200 غارة جوية على معاقل الجهاديين في العراق وسوريا منذ الثامن من آب. كما أرسلت واشنطن 1500 من جنودها الى العراق لتأمين حماية سفارتها وتقديم المشورة الى الجيش العراقي وقوات البشمركة الكردية.

وزيارة هيغل للعراق هي الأولى منذ توليه وزارة الدفاع في شباط 2013. ومن المقرر أن تكون ايضا زيارته الأخيرة قبل تركه منصبه عقب مصادقة الكونغرس على تعيين خلفه أشتون كارتر.

 

 

على الأرض

وكان هيغل سئل عن توقيت هجوم عراقي على الموصل، ثانية كبرى مدن العراق، فأجاب أن الترتيب يتم لذلك.

وقد التقى كذلك نظيره العراقي خالد العبيدي. ورفض الأخير الاثنين تحديد جدول زمني لأي هجوم في الموصل التي ينتمي إليها، مشيراً إلى أن العمليات تتوقف على الوضع على الأرض. وقال أن “الانتصارات ليست في مستوى الطموح. بالنسبة إلينا طموحنا أن نحرر كل أرض العراق. العراق يحتاج إلى مزيد من الدعم من الائتلاف. وأعتقد من خلال اطلاعي على إمكانات قوات الائتلاف الجوية أنها تستطيع أن تضعف قدرات “داعش” بنسبة 70 إلى 80 في المئة إذا نفذت عمليات جوية أكبر”.

وأفادت مصادر من الموصل أن تنظيم “الدولة الإسلامية” نفذ حكم الإعدام في واليه السابق معمر توحله، وذلك بعد اتهامه بالخيانة العظمى. وقد عين حسن سلطان الجبوري لخلافته.

ويذكر أن التنظيم خسر في محافظة صلاح الدين الكثير من مواقعه، مما اضطره الى إلغاء مسمى “ولاية صلاح الدين” وإبدالها بولاية جديدة سميت “ولاية جنوب الموصل”.

وقتل سبعة أشخاص من عائلة واحدة، بينهم أربعة أولاد في انفجار عبوة ناسفة الثلثاء على طريق رئيسي جنوب مدينة سامراء شمال بغداد.

 

الايزيديون

إلى ذلك، يشكو الايزيديون الذين يقيمون حالياً في مخيم للنازحين في دهوك بشمال العراق من عدم قدرتهم على الاتصال بأقاربهم وجيرانهم الذين لا يزالون محاصرين في جبل سنجار منذ آب الماضي.

وقال أحدهم ويُدعى هادي سعدو اسماعيل في المخيم الذي أنشأته تركيا: “كل شيء مفقود ولكن لا أريد الحديث عن معاناتنا هنا. ما يحرك قلبنا جبل سنجار. أستطيع الصمود هنا على رغم كل شيء، لكن المحاصرين في جبل سنجار من دون طعام وشراب، ليس لديهم أي شيء على الإطلاق ووضعهم أسوأ”.

ووصف نازح آخر يدعى حمد خضر المخيم بأنه “مخيم الجحيم” واشتكى من قلة الطعام وسوء حال الخيام ودورات المياه. ولكنه أضاف أن الشكوى الرئيسية للايزيديين تتعلق بأبناء طائفتهم المحتجزين لدى “الدولة الإسلامية”.

وتتباين التقديرات لعدد السكان الذين لا يزالون محاصرين في سنجار، إذ يصل بعضها إلى عشرة آلاف شخص بينما لا يزيد العدد في تقديرات أخرى عن ألف شخص.

وأكدت منظمة “هيومان رايتس ووتش” المدافعة عن حقوق الانسان إن تنظيم “الدولة الإسلامية” يحتجز مئات الايزيديين في العراق وسوريا وأن مقاتليه يفصلون الفتيات عن عائلاتهن ويزوجون بعضهن قسراً.

 

العبادي يطلب دعماً عسكرياً إضافياً من هايغل

إيران وسوريا والعراق: تحالف بديل ضد الإرهاب؟

بينما كانت طهران تعمل على إثبات أحقية محورها في امتلاك زمام مبادرة «مكافحة الإرهاب» وتداعياتها السياسية من خلال مؤتمرها الذي حرص على جمع العراق وسوريا جنباً إلى جنب في هذا الشأن، كان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي يطلب «المزيد من الدعم» من الأميركيين خلال زيارة وزير الدفاع الأميركي المقال تشاك هايغل الأولى للعراق، والأخيرة بطبيعة الحال، بعد استقالته من منصبه في اواخر تشرين الثاني الماضي.

وجدد العبادي، أمس، مناشدة الولايات المتحدة تقديم «الدعم» للقوات العراقية، في مشهد يظهر إصراره على إبقاء العراق تحت رحمة «النصائح» الأميركية، مطالباً، بعد لقائه هايغل في بغداد، بشن المزيد من الضربات الجوية الأميركية وتزويد العراق بالأسلحة الثقيلة اللازمة للتعجيل بما وصفه بسقوط تنظيم «داعش».

بدوره أعطى الوزير الأميركي اللقاء طابع «الصراحة»، وأكد أنه تم بالفعل التسريع في تسليم بعض الأسلحة إلى العراق، رابطاً قدرة القوات العراقية على «تكثيف العمليات الهجومية»، في إطار ما أسماه «توسيع نطاق التدريب الذي يقوم به التحالف الدولي شمال وغرب ووسط العراق».

وتزامن كلام الوزير الاميركي مع ما ذكرته صحيفة «نيويورك تايمز»، أمس، بشأن تقديم موعد العملية العسكرية على مدينة الموصل، الذي كان تم تداول إمكانية حصوله خلال فصل الربيع المقبل.

وفي هذا السياق، رفض هايغل التعليق على سؤال حول توقيت الهجوم، ولكنه أكد أن واشنطن وبغداد ترتبان «الاستعدادات سويا» لهذا الأمر، رافضاً إعطاء المزيد من التفاصيل، ومكتفياً بالقول إن القوات العراقية تحضر لـ«هجوم مضاد واسع النطاق».

ولم يخف الوزير الأميركي توجه بلاده في ما يتعلق بالسياسة الداخلية العراقية، قائلا إن «النجاح في ساحة القتال ليس سوى جزء واحد من الحل، وأن مفتاح النجاح يكمن في وجود حكومة في بغداد تشمل كل الأطياف، ويمكن أن يحتشد خلفها كل العراقيين، وهو ما يعمل العبادي على تحقيقه»، في إشارة إلى القبول بإشراك القوى المعارضة لحكومة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي في العملية السياسية، مع ما تشترطه من مطالب، كان آخرها الربط ما بين إنشاء «الحرس الوطني» ومشاركة العشائر العراقية في عمليات قتال «داعش».

وفي هذا السياق دعا هايغل، في حديث إلى مجموعة من الجنود الأميركيين والأستراليين، العراقيين إلى «تحقيق النصر على داعش بالاعتماد على أنفسهم». وأضاف «نستطيع أن نساعد، نستطيع أن ندرب، ونستطيع أن نقدم المشورة… ونحن نقوم بهذا»، داعياً القوى السياسية العراقية إلى تشكيل «حكومة جامعة قادرة على الفوز بثقة مختلف الطوائف الدينية والاتنية في البلاد»، بعد ما أسماه سنوات من «التناحر الطائفي».

وبعد إصرار طويل من الحكومة العراقية على ضرورة ضبط إيقاع عمليات التسليح في العاصمة بغداد، قال المتحدث باسم المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء سعد الحديثي، إن العراق طالب هايغل، بضرورة «تسريع وتيرة تدريب قواته وتسليحها»، وإيصال السلاح «لكل من يقاتل» مع القوات الأمنية ضد «داعش»، في إشارة إلى «البشمركة» وقوات العشائر.

على المقلب الآخر، جمعت إيران كلاً من وزيري الخارجية السوري وليد المعلم والعراقي ابراهيم الجعفري على هامش مؤتمر «العالم في مواجهة العنف والتطرف» المنعقد في طهران، والذي تضمن تأكيدا من الوزير العراقي بأن بلاده «لن تسمح لأي بلد بالتدخل البري في العراق».

وقال الجعفري إن الاجتماع تناول «التهديد المشترك» المتمثل بـ«الارهاب في المنطقة»، كما بحث «المصالح السورية والايرانية والعراقية» المشتركة.

وحول إمكانية ايجاد صيغة للتعاون المشترك بين هذه الدول الثلاث على صعيد محاربة تنظيم «داعش» قال الجعفري إنه «في حال التوصل إلى مثل هذا التحالف فإننا سنعلن عن ذلك بشكل رسمي».

وردا على سؤال حول التقارير التي تتحدث عن طلب السعودية التدخل البري في العراق، شدد الوزير العراقي على أن بلاده «ليست في حاجة لجنود وقوات عسكرية» وأن «التدخل العسكري خط أحمر» بالنسبة إلى بغداد.

وعن مستوى التعاون العسكري بين ايران والعراق، أكد الجعفري أن هذا التعاون هو «على مستوى المستشارين».

وفي هذا السياق نفى نائب وزير الخارجية الايراني ابراهيم رحيم بور، في تصريحات على هامش المؤتمر، التصريحات التي نقلتها عنه صحيفة «الغارديان»، في نهاية الأسبوع الماضي، شارحاً أنه رد على سؤال حول غارات جوية محتملة بالقول إنه «بشكل عام العراق حليف إيران ونحن مستعدون لتوفير المساعدة العسكرية إذا طلبت منا الحكومة العراقية ذلك»، وأضاف «أخطأوا في تأويل تصريحاتي».

اللقاء الذي جرى في مكتب الدراسات السياسية والدولية في وزارة الخارجية الايرانية، تناول مختلف القضايا الإقليمية والدولية، حيث عبر الجعفري عن ترحيب بلاده بـ«التعاون الاقليمي» والتعاون عن طريق «التحالف الدولي» لمواجهة «داعش» إذا تم ذلك بالتعاون والتنسيق مع الحكومة العراقية.

واعتبر وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف أن الاجتماع بين ايران والعراق وسوريا هو أول اجتماع للتعاون بين الدول الثلاث، مؤكداً «الاتفاق على مواصلة التعاون في مجال مكافحة الإرهاب».

وقال ظريف عقب الاجتماع إن «الدول الثلاث كانت لديها نظرة مشتركة إزاء الإرهاب والتطرف منذ البداية، وقد صمدت في هذا المجال، ومن هنا فإن التعاون بينها أمر ضروري، وهو ما تم الاتفاق عليه خلال الاجتماع».

(«السفير»، أ ب، «فارس»)

 

3941 مهاجراً قضوا في المتوسط في 2014

أصبح عبور البحر المتوسط “الطريق الأخطر في العالم” في العام 2014، حيث قضى فيها ما لا يقل عن 3419 مهاجراً لدى محاولتهم عبوره بحثاً عن مستقبل أفضل، على ما أعلنت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة اليوم.

وحاول أكثر من 207 آلاف مهاجر عبور المتوسط منذ مطلع السنة وهو عدد يفوق بحوالي ثلاثة أضعاف الرقم القياسي السابق الذي سجل عام 2011 حين فر 70 ألف مهاجر من بلادهم في خضم الربيع العربي.

وقال المتحدث باسم المفوضية العليا للاجئين أدريان ادواردز إن “هذه الأرقام تشكل محطة جديدة نشهدها هذه السنة، إننا نواجه قوساً من النزاعات وأوروبا كانت في مواجهتها مباشرة”.

وتشكل أوروبا القبلة الأولى للمهاجرين مع النزاعات إلى جنوبها في ليبيا وشرقها في أوكرانيا وجنوب شرقها في سوريا والعراق.

وينطلق حوالي 80 في المئة من المهاجرين من السواحل الليبية متوجهين إلى إيطاليا أو مالطا.

ومعظم المهاجرين الذين وصلوا إلى ايطاليا هذه السنة سوريون (60051) هربا من النزاع الجاري في بلادهم منذ أكثر من ثلاث سنوات ونصف، واريتريون (34561) هربا من القمع الشديد الذي تمارسه السلطة والخدمة العسكرية مدى الحياة والتشغيل القسري من دون أجر وبدوام غير محدود.

وانتقدت المفوضية طريقة تعاطي الدول الأوروبية مع مسالة الهجرة منتقدة بعض الحكومات التي تركز جهودها على إبقاء المهاجرين خارج حدودها أكثر منها على احترام حق اللجوء.

وقال المفوض الأعلى للاجئين انتونيو غوتيريس إنه “خطأ، وتحديداً رد الفعل السيئ في فترة يهرب فيها عدد قياسي من الأشخاص من الحرب”.

وأضاف أن “الأمن وإدارة الهجرة مسالتان تهمان أي بلد، لكن ينبغي وضع السياسات بحيث لا تصبح الأرواح البشرية في نهاية المطاف أضراراً جانبية”.

وفي شهر تشرين الثاني الماضي وحده تمت إغاثة ثمانية آلاف مهاجر في البحر المتوسط. وأسعفت زوارق نجاة في نهاية تشرين الثاني 320 مهاجراً على مركب ونقلتهم إلى مرفأ أوغوستا في صقلية، و182 مهاجراً نقلتهم إلى بورتو ايمبيدوكلي في صقلية أيضاً.

وكانت السلطات الايطالية أعلنت في نهاية تشرين الأول الماضي نهاية عملية “ماري نوستروم” (بحرنا) التي أتاحت إنقاذ آلاف المهاجرين في البحر المتوسط.

وأطلقت ايطاليا هذه العملية غير المسبوقة اثر حادثي غرق قبالة السواحل الايطالية أسفرا عن سقوط 400 قتيل غير أنها لم ترغب في مواصلتها لفترة طويلة لعدم حصولها على دعم من شركائها الأوروبيين.

ووافقت دول أوروبية عدة في نهاية المطاف على المساهمة في عملية جديدة أطلق عليها اسم “تريتون” تديرها هيئة “فرونتيكس” الأوروبية المكلفة مراقبة الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي وستقتصر على مراقبة الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي في البحر المتوسط.

وقال غوتيريس: “لا يمكنكم استخدام وسائل ردع لمنع شخص من الهروب للنجاة بحياته، من دون زيادة المخاطر”.

ورأى أنه يجدر بالدول “التصدي للجذور الحقيقية العميقة، أي النظر في الأسباب التي تدفع هؤلاء الأشخاص إلى الفرار، ما يمنعهم من طلب اللجوء عبر طرق أكثر أماناً، وما يمكن القيام به للتصدي للشبكات الإجرامية التي تزدهر في هذه الظروف، مع حماية الضحايا”.

وان كان البحر المتوسط “الطريق الأكثر خطورة في العالم” بحسب المفوضية العليا للاجئين، إلا أنه ليس الوحيد حيث حاول ما لا يقل عن 348 ألف مهاجر في العالم العبور بحراً منذ مطلع كانون الثاني الماضي، في عدد غير مسبوق.

وأحصت المفوضية 540 قضوا من أصل 54 ألفاً حاولوا عبور خليج البنغال في جنوب شرق أسيا، معظمهم قادمين من بنغلادش أو بورما ومتوجهون إلى تايلاند أو ماليزيا.

وفي البحر الأحمر وخليج عدن، قضى ما لا يقل عن 242 شخصاً فيما ارتفع عدد القتلى والمفقودين الذين تم تعدادها في الكاريبي إلى 71 ألفاً مطلع كانون الأول الماضي.

( ا ف ب، رويترز)

 

روحاني: المسلحون في سوريا إرهابيون وليسوا معارضين

دول الخليج: ضد النظام.. وحل سياسي وفق «جنيف ـ1»

يبدو أن القمة الخليجية التي عقدت في العاصمة القطرية أمس، لم تأت في سياق إنهاء الخلاف الخليجي «الأخوي» الذي عصف بالدول الأعضاء منذ آذار الماضي، على أثر سحب السفراء من الدوحة فحسب، بل أيضاً تماشياً مع أجواء دعم مصطلحي «محاربة الإرهاب» و«الحل السياسي في سوريا» اللذين باتا يسيطران على خطابات ديبلوماسيي المنطقة في الآونة الأخيرة.

ولعل عبارة «حل سياسي في سوريا» صارت قاسماً مشتركاً في كل المحافل الديبلوماسية، برغم التناقض في الرؤية، في بحر الخلافات، سواء بين الولايات المتحدة وروسيا، أو بين ايران والدول الخليجية، وهي عبارة كانت حاضرة، يوم امس، وإن بمضامين مختلفة، في قمة مجلس التعاون الخليجي في الدوحة، وفي لقاء جمع الرئيس الإيراني حسن روحاني بوزير الخارجية السوري وليد المعلم في طهران على هامش مؤتمر «العالم في مواجهة العنف والتطرف»، الذي جمعت فيه القيادة الإيرانية الوزير السوري بنظيره العراقي ابراهيم الجعفري، في مسعى لتشكيل تحالف اقليمي ضد الارهاب المتمثل في تنظيم «داعش».

وعقد زعماء دول مجلس التعاون الخليجي الست، امس، الدورة الخامسة والثلاثين للمجلس الأعلى، في الدوحة، بغياب الملك السعودي عبد الله وسلطان عمان قابوس بن سعيد ورئيس دولة الإمارات خليفة بن زايد آل نهيان ــــ وكلهم لأسباب صحية ــــ وقد برز فيها الموضوع السوري بروزاً كبيراً، خصوصاً في حديث أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني.

وقال تميم إن «من أهم أسباب تفاقم الأزمة السورية، غياب رؤية واضحة لدى القوى المؤثرة في المجتمع الدولي لحل هذه الأزمة، وإصابة النظام الدولي بعُطْب حقيقي هو ازدواجية معايير الشرعية الدولية»، «مشيراً إلى «فشل مجلس الأمن في حماية المدنيين من جرائم الحرب والإبادة الجماعية، في مقابل إصرار النظام السوري على رفض الحل السياسي واعتماد الحل العسكري الشامل».

ودعا أمير قطر «المجتمع الدولي مجدّداً إلى التوافق الدولي والإقليمي، وأن يتخذ مجلس الأمن القرار اللازم لوقف أعمال القتل والجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها النظام السوري، وتحقيق الحل السياسي الذي يلبي تطلعات الشعب السوري. ونحن نؤكد هنا أننا كنا وما زلنا مع الحل السياسي الذي يحقن الدماء السورية، ويلبي مطالب الشعب السوري في التغيير والأمن والاستقرار».

وفي موضوع محاربة الإرهاب، اعتبر أمير قطر أن «ظاهرة الإرهاب التي يشهدها عالمنا المعاصر، ومنطقتنا العربية على نحو خاص، وما تشكّله من تحدٍ خطير للأمن والاستقرار والتنمية، تستدعي منا، ومن المجتمع الدولي عامة، تكثيف الجهد الجماعي واتخاذ كل التدابير اللازمة لمواجهتها واستئصال جذورها وعلاج أسبابها الحقيقية السياسية والاجتماعية والاقتصادية».

وأضاف «لا مجال أمامنا إلا مواجهة الإرهاب، ولكن لا بد من أن تُبذل جهود لتجنيب المجتمعات العربية آفة التطرف والإرهاب بالوقاية قبل العلاج».

وإثر ذلك، ألقى أمير الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح كلمة، أعرب فيها عن «الأسى إزاء عجز المجتمع الدولي بكل ما يملكه من إمكانات عن تحقيق تقدم ملموس في وقف هدير آلة القتل والدمار عن الاستمرار في حصد أرواح عشرات الآلاف في سوريا وتهجير الملايين في الداخل والخارج وتهديد الأمن والاستقرار ليس للمنطقة فحسب وإنما للعالم بأسره».

وشدد على «اننا لا نزال أمام مسؤولية تاريخية وأخلاقية وإنسانية وقانونية تحتم علينا مضاعفة الجهود مع المجتمع الدولي لوضع حد لهذه الكارثة الإنسانية، مؤكدين قناعتنا بأنه لا يمكن حل الصراع الدائر إلا بالطرق السلمية وعبر تحرك سياسي جاد يحقن دماء الأشقاء».

وأكد الصباح «موقف الكويت الثابت في نبذ الإرهاب والتطرف بكل أشكاله وصوره وأياً كان مصدره أو دوافعه» .

وفي البيان الختامي أكد المجلس «على الحل السياسي للأزمة السورية وفقاً لبيان جنيف1 (2012)، وبما يضمن أمن واستقرار سوريا، ووحدة أراضيها، ويلبي تطلعات الشعب السوري الشقيق».

وفي طهران، أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن بلاده وقفت وستقف إلى جانب سوريا حكومة وشعباً في محاربة الإرهاب، معرباً عن أمله بمواصلة مسيرة انتصار الشعب السوري وإحلال السلام والامن والاستقرار.

وقال روحاني، خلال استقباله وزير الخارجية السوري وليد المعلم على هامش انعقاد مؤتمر «العالم في مواجهة العنف والتطرف» أمس، «لقد اتضح للجميع ان الطريق الذي تسلكه بعض الدول في دعم الإرهاب كان خاطئاً وعقيماً وهذا الدعم أفضى فقط الى تصعيد العنف وانعدام الامن في المنطقة».

وأضاف الرئيس الايراني أن «الذين استخدموا السلاح في سوريا لم يكونوا من المعارضة، بل من الإرهابيين، وخلال الأشهر الاخيرة اتضح هذا الموضوع للعالم اكثر من أي وقت آخر، حيث بدأ من كان يدعم الارهابيين بالابتعاد عنهم شيئا فشيئاً». وأكد أن «المنطقة والعالم أدركا في الوقت الحاضر أن حكومة سوريا وجيشها قادران على التصدي للارهابيين والحفاظ على البلاد».

وأشار روحاني إلى أن «الاوضاع في المنطقة والعالم تتجه نحو استخدام الحلول السياسية والمتوازنة والعقلانية في سوريا. نحن واثقون من أن الشعب السوري هو الذي سيكون المنتصر في نهاية المطاف».

من جانبه، أعلن وزير الخارجية السوري عن «شكر سوريا حكومة وشعباً لقائد الثورة الاسلامية (السيد علي خامنئي) والحكومة والشعب الايراني لدعمهم الاخوي لبلاده»، قائلاً إن «طهران ودمشق تقفان في خندق واحد ضد الأعداء».

وقال المعلم إن «مهمة الإرهابيين تتمثل بإشعال الحرب وإراقة الدماء في المنطقة»، منتقداً «دعم الولايات المتحدة وبعض الدول للجماعات الإرهابية في سوريا».

وأشار إلى العدوان الإسرائيلي الأخير وقصف مناطق في سوريا، وقال إن «هدف الكيان الصهيوني وحلفائه من وراء هذا العدوان، هو تدمير البنى التحتية الاقتصادية وإلحاق الضرر بالشعب السوري».

وأضاف المعلم أن «الوصول إلى عالم خال من العنف والتطرف يعد من الاهداف التي يسعى اليها عالم اليوم ولقد طرح رئيس الجمهورية الإيراني هذه الفكرة بشكل صحيح».

(«واس»، «قنا»، «فارس»)

 

الهدف المقبل لـ«داعش».. درعا أم الغوطة؟

عبد الله سليمان علي

قد يكون زعيم تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـــ «داعش» أبو بكر البغدادي انتقل إلى سوريا مع بعض المقربين منه للإشراف على خطة بديلة تستهدف مواجهة التطورات المرتقبة، في ظل الأحاديث عن قرب معركة الموصل، في الوقت الذي تثير فيه تحركات «داعش» في ريف دمشق أسئلة عن حقيقة هدفه المقبل.

وبلغت لعبة شدّ الأعصاب في منطقة بير القصب في ريف دمشق ذروتها، خصوصاً بعد إعلان «الدولة» قبل يومين عن إرسال المزيد من الإمدادات العسكرية إليها، الأمر الذي رفع منسوب القلق والتوتر لدى قادة الفصائل المسلحة، وسط تكهنات بالهدف المقبل الذي تسعى إليه قيادة «داعش»، هل هو دخول درعا؟ أم يمكن أن يسبق ذلك افتعال أحداث في الغوطة الشرقية التي تعيش هذه الأيام على وقع اغتيالات متسارعة تشي بخطورة ما ينتظر المنطقة؟

وتثير تحركات «داعش» الأخيرة في بعض المناطق السورية، سواء في الشرق أو الجنوب، أسئلة كثيرة، خاصة أنها جاءت بالتزامن مع معلومات تشير إلى أن البغدادي انتقل مؤخراً من العراق إلى سوريا برفقة بعض أعضاء مجلس الشورى وعدد من المقربين إليه. وبرغم أن مثل هذه التسريبات قد لا تكون بريئة ويقصد منها التشويش على المكان الحقيقي للبغدادي وإضفاء مزيد من الغموض عليه، ففتح جبهة دير الزور بهذا الشكل العنيف من جهة، ووضع كل من درعا وريف دمشق تحت التهديد من جهة أخرى، يشير إلى وجود خطة بديلة لدى قيادة «داعش» تهدف إلى مواجهة التطورات التي يمكن أن تشهدها الأشهر المقبلة، خصوصاً في ظل الحديث عن قرب معركة الموصل في العراق.

فهل استشعرت قيادة التنظيم بالخطر يتهددها في العراق، فقررت توسيع نفوذها في سوريا؟ أم أنها بالفعل تملك فائضاً من القوة يمكنها من القتال على جبهتي سوريا والعراق في الوقت ذاته وضد كل الخصوم دفعة واحدة؟

ما لا شك فيه أن اختيار «داعش» منطقة بير القصب لتكون مرتكزاً لحشوده، نجح في إثارة المخاوف في كل من درعا والغوطة الشرقية، وقد يكون هذا الالتباس حول الهدف النهائي مقصوداً، وذلك لتمويه نيات التنظيم من جهة وتشتيت جهود خصومه من جهة ثانية.

وكان لافتاً أن «المكتب الإعلامي لولاية دمشق» أعلن أمس الأول، عن إرسال إمدادات إضافية إلى منطقة بير القصب، مرفقاً إعلانه بنشر بعض الصور لهذه الإمدادات، وهي خطوة يستخدمها التنظيم لرفع معنويات مقاتليه وممارسة حرب نفسية على خصومه.

وإذا كان القيادي في «جبهة النصرة» أبو ماريا القحطاني أكد قبل حوالي أسبوع وجود مخاوف من أن تكون خطوة «داعش» المقبلة باتجاه درعا، مشيراً إلى أن زعيمه أبو محمد الجولاني أمر شخصياً بحشد الناس لمواجهة هذه الخطوة، فإن أبو محجن الشامي، القيادي في «جبهة النصرة» في الغوطة، حذر قبل أيام عبر حسابه على «تويتر» من أن الهدف الحقيقي لـ«داعش» هو الغوطة الشرقية وليس درعا، الأمر الذي يشير إلى درجة الالتباس الذي أحدثته حشود «الدولة الإسلامية» في بير القصب حتى بين قيادات الفصيل الواحد.

ويبدو أن «جبهة النصرة» في ريف دمشق عموماً والغوطة الشرقية خصوصاً (حيث يعتقد أنه لا تواجد لـ«داعش» في الغوطة الغربية) بدأت باتخاذ إجراءات استباقية لمنع المد «الداعشي» من الوصول إلى مناطق نفوذها، وذلك بالإضافة إلى محاولتها الحد من سيطرة «جيش الإسلام» على بعض المفاصل الأساسية للإمداد.

وفي هذا السياق، شهدت الغوطة الشرقية حادثتي اغتيال لقياديين ارتبطا بـ«جبهة النصرة»، لكن الأخيرة اشتبهت بعلاقتهما مع «داعش» فأقدمت على قتلهما قبل أن يستشري خطرهما بالنسبة إليها.

الأول هو أبو خطاب العراقي، وهو قيادي في «النصرة» ومن قدامى «الجهاديين» في سوريا، قتل لمجرد أنه دافع عن «الدولة الإسلامية» في أحد أحاديثه، والثاني هو أبو محمد العراقي وهو الشرعي العام لتنظيم «أنصار الشريعة»، الذي أسسه قبل أشهر المنشق عن «النصرة» أبو أمير الأردني، حيث كان يتولي منصب أمير منطقة المرج في الغوطة قبل عزله بسبب ميوله إلى «داعش».

وبرغم أن اغتيال العراقي جاء في ظروف غامضة، إلا ان أصابع الاتهام توجهت إلى «جبهة النصرة» على الفور، نظراً إلى تحذير قياداتها سابقاً من أن التنظيم الجديد يحمل فكراً مطابقاً لفــكر «الخــوارج»، أي «داعش».

وقبل ذلك بأيام، قام أبو خديجة الأردني، واسمه الحقيقي بلال عواد عبد الرزاق خريسات، الشرعي العام لـ«جبهة النصرة» في الغوطة الشرقية باعتقال قيادي في «جيش الاسلام» كان مسؤولاً عن الإشراف على نفق ضخم يربط بين حي برزة وحرستا، ومخصصاً لنقل الإمدادات إلى مسلحي الغوطة في ظل الحصار الذي يفرضه الجيش السوري على المنطقة.

وأخيراً، قد يكون ما له دلالته أن قائد «جبهة ثوار سوريا» في الجنوب أبو أسامة الجولاني أعلن انسحابه من «المجلس العسكري» في درعا، وكان قبل ذلك أعلن انسحابه من مبادرة «واعتصموا» وعدم علاقته بـ«مجلس قيادة الثورة» الذي نتج منها وتأسس قبل حوالي أسبوعين.

فهل هذه الأحداث مجرد إجراءات احتياطية من قبل بعض الفصائل لتفادي وقوع أي تطورات؟ أم أنها مؤشرات حقيقية على أن العاصفة بدأت بالهبوب عليها فعلاً؟

 

أحاديث عن مبادرة إيرانية روسية لحل الأزمة السورية

اسطنبول – الأناضول – نشرت صحيفة السفير اللبنانية، الثلاثاء، ما ادعت أنه مبادرة روسية إيرانية، نسبتها إلى مصدر لم تسمه، تتحدث عن عدة نقاط لحل الأزمة السورية.

 

وتتضمن المبادرة، “الإعلان أن الأسد مستعد للتنازل عن بعض صلاحياته، والموافقة على الحوار في موسكو أولاً ثم في دمشق”. وأن “الأسماء المطروحة للحوار والمقبولة بالنسبة للنظام السوري للمشاركة في الحوار هي معاذ الخطيب، حسن عبد العظيم ومجموعته، قدري جميل، و12 حزباً كردياً، بالإضافة إلى بعض القوى الإسلامية على الأرض”.

 

وأضافت السفير أن بشار الأسد، سيزور العاصمة الروسية، بعد أعياد الميلاد ورأس السنة، حيث ستتم دراسة المبادرة”، التي تتضمن نقاطاً “تطرح تشكيل حكومة في نيسان المقبل، يرأسها معاذ الخطيب وتكون غالبيتها من المعارضة، منوط بها تعديل الدستور والتحضير لانتخابات برلمانية جديدة، على أن يحتفظ الأسد بوزارة الدفاع، وهو ما يصر عليه الروس، بالإضافة إلى احتفاظه بثلاثة أجهزة أمنية، الجوية والأمن العسكري وأمن الدولة، ولا مانع من وزير داخلية من المعارضة”. كما تشمل المبادرة أيضاً “إعادة بعض الضباط من الجيش الحر من دون الأفراد، حيث طرح اسم مناف طلاس لتولي وزارة الدفاع″.

 

وشكك معارضون سوريون في ما نشرته السفير، معتبرين أن إيران ورسيا، هما طرف فاعل وقوي في الأزمة، ولا يمكنها أن يلعبا دور الوسيط المحايد، أو الساعي لحل يرضي جميع الأطراف، حيث اعتبر أحمد عوض، عضو الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، في حديث لمراسل الأناضول، اليوم الأربعاء، أن “روسيا لم تحل أية أزمة دولية، ولا يشهد تاريخها مثل هذا الأمر، وتساءل “كيف يمكن لها أن تحل الأزمة السورية، بعد أن انحازت إلى النظام السوري منذ بداية الثورة، وهي تدعمه بكل أنواع الأسلحة التي يقتل بها النظام السوريين. أما إيران فلا تتخلى عن الأسد، حليفها الإستراتيجي، الذي تقاتل دفاعاً عن نظامه”، مشيراً إلى أنها تحاول مع روسيا الاتصال بأطراف معارضة، مثل معاذ الخطيب والإخوان المسلمين، بغية جرهم إلى حل يبقي الأسد.

 

من جهة أخرى، عقد في طهران، الثلاثاء، اجتماع ضم وزير خارجية إيران، محمد جواد ظريف، ووزير الخارجية العراقي، إبراهيم الجعفري، ووزير الخارجية السوري، وليد المعلم، شارك فيه مسؤولون في مجلس الأمن القومي، وعن “فيلق القدس″، التابع للحرس الثوري بقيادة الجنرال قاسم سليماني.

 

وأفادت مصادر إعلامية في العاصمة الإيرانية، أن مندوبين عن فصائل عراقية وفلسطينية ولبنانية قريبة من طهران، مثل حركة حماس والجهاد الإسلامي وحزب الله وحزب الدعوة وغيرها، وصلوا إلى إيران، الثلاثاء، لتنسيق المواقف في تدعيم الحلف الذي ترعاه طهران في المنطقة.

 

ومنذ منتصف مارس/آذار (2011)، تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من (44) عاماً من حكم عائلة الأسد الديكتاتوري، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة، غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات، ما دفع سوريا إلى معارك دموية بين القوات النظامية وقوات المعارضة، حصدت أرواح أكثر من (191) ألف شخص، بحسب إحصائيات الأمم المتحدة، بينما تتحدث مصادر المعارضة عن مقتل أكثر من 300 ألف سوري خلال الأزمة.

 

داعش يسيطر على منطقة حيوية شمالي سامراء

صلاح الدين – ( د ب أ) – أفادت مصادر عراقية الاربعاء بان عناصر الدولة الاسلامية ( داعش سابقا) سيطروا على ناحية دجلة شمالي مدينة سامراء.

 

وقالت المصادر إن مسلحي الدولة الاسلامية سيطروا فجر الاربعاء على ناحية دجلة (مكيشيفة) شمالي قضاء سامراء واحتلوا مقر فوج للجيش العراقي وجميع نقاط التفتيش .

 

وأشارت إلى أن القوات العراقية انسحبت الى الطريق الرئيسي الذي يربط سامراء- تكريت حيث استهل المسلحون العملية بتفجير شاحنة مفخخة قرب أحد مقار الجيش ما أدى الى مقتل تسعة جنود وإصابة خمسة آخرين بجروح رفقها قصف بقذائف الهاون .

 

وأوضحت أن القوات العراقية من المناطق المحيطة تستعد لشن هجوم للسيطرة على الناحية التي تعد طريقا رئيسيا لإمداد الجيش والقوات العراقية وسبق تحريرها قبل اكثر من شهر من سيطرة التنظيم .

 

السي اي ايه دفعت لبولندا أموالا لتكون مرنة بشأن سجن سري

وارسو- (رويترز): جاء في تقرير لمجلس الشيوخ الأمريكي أن بولندا هددت بتعطيل نقل مشتبه بهم من تنظيم القاعدة إلى سجن سري تابع لوكالة المخابرات المركزية الامريكية (سي اي ايه) داخل الاراضي البولندية قبل 11 عاما لكنها أصبحت أكثر “مرونة” حين دفعت لها المخابرات أموالا كثيرة.

 

وقال مسؤولون في الإدارة الأمريكية والحكومة البولندية إن مسألة نشر التقرير كانت محور حديث هاتفي بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما ورئيسة الوزراء البولندية إيفا كوباتش يوم الاثنين.

 

ولم يذكر التقرير الذي نشر يوم الثلاثاء بولندا بالاسم لكن من الواضح انه يشير اليها لأن التفاصيل ومنها اسماء المحتجزين الثلاثة وتواريخ نقلهم تتفق مع وثائق أخرى منها حكم للمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان متصل بادارة المخابرات المركزية الأمريكية “لموقع أسود” في بولندا.

 

كما اتفقت التفاصيل مع مقابلات أجريت مع أشخاص على دراية بتحقيق بولندي في المنشأة المزعومة.

 

ورفضت السي.اي.ايه التعليق على تقرير مجلس الشيوخ الأمريكي وينفي المسؤولون البولنديون دوما إدارة المخابرات الأمريكية لسجن في بولندا.

 

ولم ترد المتحدثة باسم الحكومة البولندية على الاتصالات الهاتفية طلبا للتعليق كما لم ترد على الاسئلة التي وجهت لها عبر البريد الالكتروني.

 

وطلبت متحدثة باسم الخارجية البولندية الاسئلة مكتوبة لكنها لم ترد عليها على الفور بعد ارسالها لها. ورفض ايضا متحدث باسم لاشيك ميلر الذي كان رئيسا لوزراء بولندا وقت الوقائع المزعومة التعليق.

 

وجاء في حكم المحكمة الأوروبية التي تتخذ من ستراسبورج مقرا لها انه في الفترة بين عامي 2002 و2003 أدارت المخابرات المركزية الأمريكية منشأة قرب قرية في شمال شرق بولندا وكان هذا الموقع من بين شبكة من المواقع في شتى انحاء العالم تحتجز فيها المخابرات الأمريكية المشتبه بانتمائهم إلى تنظيم القاعدة حيث يخضعون لاساليب استجواب تقول جماعات مدافعة عن حقوق الإنسان إنها تصل إلى حد التعذيب.

 

ووصف تقرير لجنة المخابرات في مجلس الشيوخ الأمريكي كيف أضر برنامج تسليم المحتجزين الذي كانت تديره الـ(سي اي ايه) بالعلاقات مع بولندا وهي عضو في منظمة حلف شمال الأطلسي ومن أقوى حلفاء واشنطن في أوروبا.

 

وقال أشخاص مقربون من السلطات البولندية في ذلك الوقت ان بولندا شعرت بأنها مضطرة إلى حماية علاقتها مع واشنطن رغم علمها ان استضافة منشأة من هذا النوع يعرضها للمساءلة القانونية.

 

مقتل 727 مقاتلا كرديا منذ بدء هجوم تنظيم الدولة الاسلامية قبل ستة أشهر

السليمانية- (أ ف ب): قتل 727 عنصرا من القوات الكردية خلال المواجهات ضد تنظيم الدولة الاسلامية منذ ان شن التنظيم هجومه الواسع في التاسع من حزيران/ يونيو الماضي، حسبما اعلنت وزارة البشمركة (الدفاع) في اقليم كردستان العراق الشمالي في بيان الاربعاء.

 

وجاء في البيان الذي تلقت وكالة فرانس نسخة منه “قتل في الهجوم الهمجي الواسع من تنظيم ارهابي باسم داعش (احدى تسميات تنظيم الدولة الاسلامية) 727 وجرح 3564 وفقد 34 اخرون، بينهم عناصر بشمركة والاسايش (الامن) والشرطة والمتطوعون”.

 

واضاف ان “قوات البشمركة تمكنت من ابعاد تنظيم داعش عن العديد من مناطق اقليم كردستان والانتقال من مرحلة الدفاع الى الهجوم”.

 

واكد البيان على “استمرار وقوف قوات البشمركة ضد هجمات تنظيم داعش بدلا عن العالم”.

 

وسيطر تنظيم “الدولة الاسلامية” على مناطق واسعة من العراق في هجوم كاسح بدأ في التاسع من حزيران/ يونيو بالسيطرة على مدينة الموصل ثاني المدن العراقية.

 

وتصدت قوات البشمركة الكردية لتنظيم الدولة الاسلامية في مواجهات شملت مناطق واسعة في شمال العراق بعد انسحاب مفاجئ للقوات العراقية، وهي تلعب دورا اساسيا في الهجوم المضاد على التنظيم الذي اتاح بدعم من الضربات الجوية للائتلاف الدولي من صد هجمات الجهاديين واستعادة العديد من المناطق من سيطرتهم.

 

ويشن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة حملة ضربات جوية ضد تنظيم الدولة الاسلامية بدأها في الثامن من آب/ اغسطس مع اقتراب التنظيم من حدود اقليم كردستان ووسعه نطاقها في ايلول/ سبتمبر لتشمل مناطق سيطرته في سوريا المجاورة.

 

الأسد يستقبل نائب لافروف للتحضير لحوار سوري سوري في موسكو

دمشق- (د ب أ): يصل اليوم الأربعاء إلى دمشق نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف حيث يجري مشاورات مع كبار المسؤولين السوريين.

 

وذكرت صحيفة (الوطن) الحكومية أن الرئيس بشار الأسد سيستقبل بوجدانوف الأربعاء كما سيجتمع الأخير في جلسة مشاورات مع وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم وكبار المسؤولين في وزارة الخارجية.

 

وقالت الصحيفة إن “زيارة بوجدانوف تأتي بعد سلسلة لقاءات جمعته مع معارضين من الداخل والخارج للتحضير لجلسة حوار سوري سوري في العاصمة الروسية موسكو تريدها دمشق كما موسكو، ذات جدوى وتأتي بنتائج حقيقية تجاه مكافحة الإرهاب أولا، ومن ثم تشجيع المصالحات، والبحث فيما بعد بمستقبل سورية والاستجابة لتطلعات السوريين”.

 

ووفقا للصحيفة فإن “لقاءات بوجدانوف مع مختلف تيارات المعارضة كانت إيجابية عموما باستثناء لقائه مع رئيس ما يسمى بالائتلاف الوطني السوري هادي البحرة منذ يومين في اسطنبول”.

 

«داعش» لا يمجد الاستشهاد كـ «القاعدة»… فهو مثل طالبان يعمل على بناء دولة إسلامية.. وسجن «بوكا» كان الجامعة الصيفية لتخريج قادة الجماعات الجهادية

إعداد إبراهيم درويش:

لندن ـ «القدس العربي» بعد أكثر من سنتين على صعود تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام من الغرابة أن يتساءل الانسان عن حقيقة زعيم التنظيم ويطرح سؤالا، من هو أبو بكر البغدادي؟ فرغم ما يتوفر لدينا عنه من معلومات إلا انه لا يزال شخصية غامضة وتحاط حياته بالأسرار بشكل تجعل كل من يحاول الكشف عنه وحقيقته أمرا صعبا، فصورته تتراوح عادة بين رجل العصابة/ المافيا والقائد الهادئ المتخصص في مجال الشريعة والذي يخطط لحركاته بدقة. وما يشوش معرفتنا عن البغدادي هو ابتعاده عن الإعلام مقارنة بزعيم القاعدة أيمن الظواهري وسلفه مؤسسها أسامة بن لادن الذي أتقن لعبة التعاون بل والتلاعب بالإعلام. وباستثناء الخطاب الذي ألقاه البغدادي من على منبر الجامع النوري في الموصل بعد سيطرة مقاتليه على المدينة في حزيران/يونيو لم نره بعد ذلك.

وتنقل الصحافية المعروفة جانين دي جيوفاني في تقرير لها نشرته مجلة «نيوزويك» عن مواطن في مدينة الرقة كنيته «أبو علي» مشاهدته للبغدادي الذي قال إنه وصل مع حرسه إلى مسجد فيها «وفي اللحظة التي دخل فيها اختفت تغطية الهواتف النقالة»، وقام الحرس بإغلاق المنطقة وطلب من النساء الصعود للطابق العلوي والبقاء في القسم المخصص لهن. وحذر الحاضرين من التقاط صور أو فيديو للبغدادي.

ووصف أبو علي الجو بأنه كان مشوبا بالرهبة وزاد التوتر عندما دخل البغدادي المسجد، وكان يلبس عمامته وجلبابه الأسود، وعندها بدأ الحرس بالهتاف «الله أكبر»، وبعدها أجبر الحرس من حضر في المسجد على تقديم البيعة لـ «الخليفة»ولم يسمح لأحد بمغادرة المسجد إلا بعد نصف ساعة من خروج البغدادي.

ويضيف أبو علي ان زعيم تنظيم الدولة الإسلامية يبدو كزعيم مافيا ويتوقع انضباطا تاما وطاعة من جنوده. «فهو مخطط جيد ومنظم».

 

شهادات سامراء

 

ولكن هذه الصورة مخالفة لما يعرفه عنه سكان مدينته سامراء، فهو معروف باسمه الحقيقي إبراهيم عواد إبراهيم علي البدري ويعرف بأبو عواد وأبو دعاء وهو اسم ابنته الكبرى. ووصفه جاره السابق طارق حميد بالهادئ قليل الكلام. ومن يعرفه في المدينة يصفه بالاجتهاد والتقوى ومنطو على نفسه وبدون أصدقاء.

ويقول حميد إن البغدادي ظل يلبس الزي العراقي «الدشداشة» والقبعة، وكان متدينا ويحمل على دراجته كتبا ولم ير مرة يرتاد المقاهي وكانت له حلقته الخاصة التي يختلط بها من المسجد.

وولد في حي الجبرية في جنوب سامراء حيث تعيش عشيرتي البو بدري والبوباز، ويعتقد أنه ولد عام 1971 وقد تأثر الحي كثيرا بالقصف الأمريكي بعد الاجتياح الأمريكي للعراق عام 2003. ولم تكن عائلة البغدادي غنية لكن عمين من أعمامه عملا في القوات الأمنية التابعة لصدام حسين.

ويقول مترجم اسمه هاشم من المنطقة نفسها ويعرف العائلة إنها لم تكن ثرية ولكنها كانت ذات أخلاق عالية «كان شخصا منطويا على نفسه، يذهب للمسجد ويدرس ويقرأ الكتب». ويؤكد مواطن آخر يعيش في سامراء واسمه يسر فهمي أن طفولة البغدادي في المدينة تركزت على الدراسة الدينية «كان إبراهيم مثل بقية أفراد عائلته متدينا».

ويشكك باحث في معهد عراقي بلندن بهذه الروايات ويقول إنه لم ير أدلة مقنعة تؤكد على تدينه في هذه المرحلة الأولى من حياته، ومهما كان تحليله صحيحا أم لا إلا اننا نعرف عن البغدادي حبه لرياضة كرة القدم حيث كان يلعب الكرة في الحقول القريبة من بيته.

ويتذكر حميد أن البغدادي لم يفقد أعصابه ولو مرة خلال المباريات. وكان جيدا في خط الدفاع بشكل لم يكن من السهولة تسجيل هدف ضد فريقه.

وبحسب موقع تنظيم الدولة الإسلامية فقد تلقى البغدادي في شبابه دروسا قرآنية في مدينته سامراء، ودرس الحديث والعلوم الدينية. وتلقى البغدادي العلم بحسب أحد جيرانه على يد الشيخ صبحي السامرائي والشيخ عدنان الأمين. وهناك خلاف حول عمل أبو بكر البغدادي حيث تقول تقارير إنه ألقى دروسا في جامع أحمد بن حنبل بسامراء وفي الجامع الكبير ببغداد.

ومن المؤكد أن يكون البغدادي قد خدم في الجيش العراقي وتلقى دروسا حول كيفية استخدام السلاح، خاصة أن الخدمة كانت إلزامية على كل شاب عراقي.

وفي سن الثامنة عشرة غادر سامراء للدراسة في بغداد حيث استقر في الأعظمية، وهناك خلاف حول تعليمه حيث قالت بعض المصادر إنه حصل على درجة الدكتوراه، ولم يمكن التثبت من المعلومات نظرا لهجرة عائلته من المدينة خشية الارتباط به.

ويقول فهمي إن أحد أبناء أخيه اعتقلته السلطات العراقية العام الماضي، وعندما ذهبت عائلته إلى بغداد للبحث عنه اعتقل أفرادها. ولم يعد أبو بكر لمدينته منذ مغادرته إياها عام 2003.

 

بداية العمل

 

بدأ البغدادي مسيرته القتالية عندما اجتاحت القوات الأمريكية العراق وأطاحت بنظام صدام حسين.

وبدأت العمليات العسكرية التي نفذها الموالون له مباشرة بعد سقوط بغداد. وهناك من يقول إن البغدادي أسهم بإنشاء فصيل عسكري تحت اسم جماعة جيش أهل السنة والجماعة.

وفي عام 2004 أو 2005 ألقي القبض على البغدادي في عملية اعتقالات واسعة للقبض على عدد من المرتبطين بأبو مصعب الزرقاوي، زعيم تنظيم القاعدة في العراق الذي اغتالته القوات الأمريكية عام 2006. وبعد اعتقاله احتجز البغدادي في معسكر بوكا، قرب بلدة أم قصر، جنوب العراق.

وكان وضعه كمعتقل مدني، أي مرتبط بمنظمات إرهابية. ولا يعرف كم قضى أبو بكر في كامب بوكا.

ويتذكر بعض المسؤولين الأمريكيين البغدادي عندما كان معتقلا في الفترة ما بين 2006 -2007 ويقول آخرون إنه اعتقل في الفترة ما بين 2006- 2009.

وبحسب أبو إبراهيم الرقاوي، فقد قضى البغدادي في المعتقل ما بين كانون ثان/يناير 2005 إلى كانون أول/ديسمبر 2006.

ويرى أيمن جواد التميمي الباحث في «ميدل إيست فورام» ان نشاطات البغدادي تظهرانه كان خارج السجن عام 2004. وأيا كان عدد السنوات التي قضاها في السجن فقد كانت سنوات مثمرة لأن كامب بوكا كان بمثابة معسكر صيفي للمقاتلين الطامحين، فتحت سمع ونظر المسؤولين الأمريكيين اختلط الإرهابيون وتعارفوا وتبادلوا خبراتهم وتعلموا المهارات من بعضهم بعضا.

ودفعتهم الانتهاكات التي ارتكبها مسؤولو سجن أبو غريب ضد المعتقلين للتعاون، والنجاحات التي حققها الزرقاوي إضافة لسخط السنة. واعتبر المؤرخ جيرمي سيري السجن بمثابة «جامعة الإرهاب الافتراضية».

ونقلت عن مجلة «نيوزويك» قوله كان «كامب بوكا المكان الذي تعرف فيه الجهاديون على بعضهم البعض وارتبط عدد من البعثيين السابقين بالجماعات الإسلامية».

ويقول آرون لوند محرر «سوريا في أزمة»، «مر الكثير من قادة الدولة الإسلامية من هنا» أي كامب بوكا.

 

ولادة داعش

 

ورغم تشكيك البعض في خبرات البغدادي قبل الإجتياح الأمريكي للعراق إلا أنهم يوافقون على الدور المهم الذي لعبته سنوات السجن في تهيئة البغدادي للقتال مع جماعات التمرد. ففي المعسكر تعرف على طه صبحي الفلاحة المعروف بأبو محمد العدناني، الذي أصبح متحدثا باسم تنظيم الدولة الإسلامية.

ومن المعروف أن أبو بكر البغدادي انضم للتشكيل العسكري الذي أنشئ تحت اسم «الدولة الإسلامية في العراق» حيث انضم إليه وأصبح قائدا له في أيار/مايو 2010.

وكان لدى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق أجندة تختلف عن تنظيم القاعدة الرئيسي. ورغم وجود الخلافات بين التنظيم في العراق والباكستان إلا أنه وصل ذروته في إعلان البغدادي عام 2013 العصيان وإنشاء تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ـ داعش. فقد كان زعيم التنظيم المركزي أيمن الظواهري راغبا بتقييد عمل البغدادي في العراق وترك الساحة في سوريا لتنظيم جبهة النصرة.

وتنقل المجلة عن أحد المنشقين عن داعش قوله إنه كان مع البغدادي في الوقت الذي أعلن فيه الانفصال عن جبهة النصرة. ويتذكر اللقاءات المحاطة بالشك التي عقدها البغدادي مع قادة النصرة في مكان يقع قرب الحدود السورية ـ التركية.

ولم يكن يعرف نفسه إلا للقادة أما المسؤولون من الدرجة الثانية فلم يكن يقدم نفسه لهم. ويقول المنشق إن البغدادي اعتمد كثيرا على نصيحة الحاج بكر، أحد قادة داعش الكبار والضابط السابق في الجيش العراقي والذي قتل في كانون ثان/يناير 2014.

وكان مقتل الحاج بكر بمثابة الضربة القاصمة للبغدادي. فقد كان الحاج بكر يحضره كي يكون أميرا للدولة الإسلامية. مع أن الأمير الحقيقي كان الحاج بكر. مع كل هذا فحركات البغدادي تظل غامضة ومحفوفة بالشكوك، ويغير مكان إقامته بشكل مستمر. ويعتقد أنه مقيم ما بين بغداد والموصل، ولا يراه إلا قلة من الناس.

 

ماذا يريد التنظيم؟

 

وفي غياب المعلومات أو الصورة الواضحة عن البغدادي فإننا لا نعرف ما يريده تنظيمه، فكل ما لدينا هو حملة دعائية متقنة وعمليات قتل للرهائن الأجانب وتقدم مستمر في كل من سوريا والعراق، وتزايد في عدد المقاتلين الأجانب حيث تضع بعض التقديرات عددهم بحوالي 18.000 مقاتل من 90 دولة.

فعلى خلاف تنظيم القاعدة لم يكن داعش واضحا في تحديد أعدائه الرئيسيين بالغرب. ففي الوقت الذي ركز فيه تنظيم أسامة بن لادن على العدو البعيد، وقسم العالم لفسطاط الحرب وفسطاط الإسلام يستهدف داعش العدو القريب المتمثل بالأنظمة العربية والجماعات الشيعية والأقليات وكذا ضد الجماعات السنية المعتدلة كما في سوريا.

ويفهم من تحركات تنظيم داعش أنه يريد تغيير شكل الشرق الأوسط وإلغاء الحدود التي رسمها الاستعمار، وتغيير الشكل الإثني والقبلي والديني للمنطقة على ما يقول أحمد رشيد، المتخصص بحركة طالبان في مقال نشرته مجلة «نيويورك ريفيو أوف بوكس».

ويرى رشيد أن الهدف الرئيسي لداعش هم الشيعة، وبعدهم تأتي الأقليات المسيحية حيث أجبر عشرات الألوف من أبنائها على الهرب من مناطقها في شمال العراق، ويكمل داعش أشكال الطرد التي يتعرض لها المسيحيون من العراق منذ الاحتلال الأمريكي للعراق. فقد تراجع عدد المسيحيين من مليون نسمة إلى 250.000 نسمة.

ويذكر رشيد ان تنظيم داعش على خلاف القاعدة الذي أعجب بالاستشهاد ومجد الشهادة يركز على السيطرة على مناطق «الجزاء الدنيوي».

ومن هنا فلا فرق بين داعش وطالبان التي سيطرت على معظم أفغانستان قبل أن ينهار نظامها في مرحلة ما بعد هجمات 9/11. فحلم كليهما هو إقامة نظام إسلامي. وأضاف رشيد نقطة أخرى أن طالبان وداعش اللذان انشغلا بتوسيع نطاق سيطرتهما لم يشجبا إسرائيل ولم يقدما مواقف داعمة للفلسطينيين خاصة أثناء الحرب على غزة.

ويرى أن تجنب داعش لإسرائيل قد يكون تكتيكيا لأن قادة التنظيم يعتقدون أنه لا قدرة لهم في الوقت الحالي على مواجهة عدو مجهز بعتاد عسكري متفوق.

وقد يكون الموقف من إسرائيل مدفوعا بتفكير استراتيجي حيث ينشغل داعش بتعزيز سيطرته على مناطقه الواسعة في العراق وسوريا.

فصائل حلب ودي ميستورا: لا اتفاق على تجميد القتال

حلب ــ رامي سويد

لم يتمكّن المبعوث الأممي الخاص إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، من إقناع ممثلي المعارضة السوريّة العسكريّة في حلب، بالتوصّل إلى اتفاق يقضي بتجميد القتال في مدينة حلب من دون ريفها، على الرغم من اجتماعه بهم لأكثر من تسع ساعات في مدينة غازي عنتاب التركيّة، القريبة من الحدود السوريّة.

وكان دي ميستورا التقى، حتى وقت متأخر من ليل الاثنين الماضي، رئيس مجلس قيادة الثورة السورية الذي تم تشكيله أخيراً، قيس الشيخ، وممثلي أكبر فصائل المعارضة في حلب، كحركة “حزم” وحركة “نور الدين زنكي” ولواء “الأنصار” وممثلي “الجبهة الإسلاميّة”.

 

وتناولت اللقاءات، بحث الشروط الواجب توفّرها لتطبيق اقتراح دي ميستورا، القاضي بتجميد القتال في مدينة حلب. وجدد المبعوث الدولي، أمام ممثلي الفصائل السورية، وفق مصادر “العربي الجديد”، اقتراح “تجميد القتال في المدينة، ليتلو ذلك فتح معابر بين قسمي المدينة، يمكن للمدنيين العبور من خلالها، بالإضافة إلى إعادة تأهيل البنية التحتيّة وتشغيل الخدمات الأساسيّة، بعد إيقاف القصف والاشتباكات في المدينة”، حيث تتقاسم قوات المعارضة والنظام السيطرة على شطريها.

وطالب ممثلو قوات المعارضة، وفق المصادر، بألا يقتصر التجميد على مدينة حلب، مصرّين على ضرورة شموله ريفها الشمالي، بما يضمن عدم استفادة قوات النظام من تجميد القتال في المدينة، والتفرّغ لشنّ هجوم على مناطق سيطرة قوات المعارضة في ريفها.

وفي محاولة لإيجاد مخرج وسطي، دعا دي ميستورا ممثلي قوات المعارضة إلى “القبول مبدئياً بتجميد القتال في مدينة حلب، انطلاقاً من حصوله أثناء زيارته إلى دمشق على موافقة النظام السوري على تجميد القتال في المدينة فقط”، وتضيف المصادر، أن ممثلي المعارضة العسكريّة جددوا رفض الاقتراح، مؤكدين “ضرورة ألا يكون تجميد القتال في مدينة حلب سبباً لتفرّغ النظام للقتال في ريفها، مطالبين بضمانات دولية حول عدم إقدام النظام على مهاجمة قوات المعارضة في ريف المدينة، بعد دخول التجميد حيّز التنفيذ”.

 

وأظهر ممثلو قوات المعارضة، بحسب المصادر ذاتها، موقفاً موحّداً لجهة عدم قبول تجميد القتال في مدينة حلب وحدها من دون ريفها، خصوصاً في ظلّ الوضع الميداني الجيد، الذي باتت تتمتع به قوات المعارضة، إثر هجومها الأخير على بلدتي نبل والزهراء، المواليتين للنظام السوري في ريف حلب، وبعد تقدمها الأخير في محيط بلدة حندرات الاستراتيجية، شمالي حلب.

وكان رئيس المكتب التنفيذي في مجلس “قيادة الثورة”، صبحي الرفاعي، قد أشار في تصريحات لوكالة “الصحافة الفرنسيّة”، إلى أنّ الأمم المتحدة عرضت وقف إطلاق النار في مدينة حلب، لكنّ مجلس قيادة الثورة يريد مناقشة الأوضاع في كل سورية، موضحاً أن وجهة نظر المجلس هي أن “سورية واحدة ولا تتجزأ”، في إشارة منه إلى رفض المجلس اقتصار تجميد القتال على مدينة حلب.

 

من جهتها، رفضت المتحدّثة باسم المبعوث الأممي، جولييت توما، التعليق على التسريبات الصحافية من المصادر الموالية للنظام السوري حول اشتراط النظام السوري حصر تجميد القتال في مدينة حلب فقط، مؤكّدة في تصريحات صحافية، أنّ “الخطة قيد البحث ولا نعلم حدودها الجغرافيّة حاليّاً”.

ومن المقرّر أن يتوجه مساعد دي ميستورا، رمزي عز الدين، إلى العاصمة السوريّة دمشق، قبل نهاية الأسبوع، ليحمل للنظام السوري نتائج ما توصلت إليه لقاءاته، بقيادات قوات المعارضة وقيادات الائتلاف السوري المعارض والحكومة السوريّة المؤقّتة.

 

حلب: خطة دي ميستورا تقرّب بين فصائل المعارضة

حلب: خطة دي ميستورا تقرّب بين فصائل المعارضة فوجىء دي ميستورا بتوصل المعارضة إلى موقف منسجم في تمثيلها، وهو الأمر الذي وصفه بالإيجابي

لم يجرِ مخطط لقاءات المبعوث الدولي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، مع المعارضة السورية في مدينة غازي عنتاب التركية كما كان مقرراً له. فبينما كان من المقرر أن يحفل برنامج مواعيد دي ميستورا، بلقاءات مكثفة على مدار يوم الاثنين، تسبب قرار ممثلي المعارضة السياسية والعسكرية في حلب، تكليف مجلس قيادة الثورة لقاء المبعوث الدولي نيابة عنهم، في إحداث تغيير كبير في جدول المواعيد، الذي اختصر من ستة لقاءات إلى اثنين فقط، دام 45 دقيقة فقط مع مجلس قيادة الثورة.

 

اعتذار ممثلي المعارضة الحلبية، في اللحظات الأخيرة عن عدم الحضور، جعل برنامج عمل المبعوث الدولي يقتصر على اللقاء مع رئيس الحكومة المؤقتة ورئيس مجلس قيادة الثورة. وذلك، بعد أن كان مقرراً لقاؤه اللجنة التحضيرية لهيئة قوى الثورة في حلب، بالإضافة إلى ممثلي الفصائل العسكرية الرئيسية الثلاثة فيها وهي الجبهة الإسلامية، جيش المجاهدين، حركة نور الدين زنكي.

 

وفي التفاصيل، عقد ممثلو الفصائل العسكرية اجتماعات سريعة في ما بينهم بعد وصولهم إلى غازي عنتاب، وبعد التشاور مع ممثلي قوى الثورة المدنية في حلب، تم الاتفاق على الاقتراح الذي تقدمت بها اللجنة التحضيرية لهذه القوى، والقاضي بتكليف مجلس قيادة الثورة بالتحدث نيابة عن ممثلي حلب مع دي ميستورا. ويأتي ذلك بعد أن تعذرت موافقة دي ميستورا اللقاء بهم مجتمعين، وإصرار فريقه على اللقاء بكل طرف على حدة كما هو مقرر سابقاً.

 

ويضم مجلس قيادة الثورة أكثر من مئة فصيل من القوى العسكرية التابعة للمعارضة، ولم تحسم جميع فصائله موقفها من مبادرة دي ميستورا حتى الآن.

 

وفي اللحظة الأخيرة، أبلغ ممثلو الفصائل والقوى الثورية في حلب، رئيس مجلس قيادة الثورة المستشار قيس الشيخ، قرار تكليف مجلسه بالحديث نيابة عنهم في هذه القضية. واعتذروا بشكل رسمي لإلغاء لقاءاتهم مع المبعوث الدولي وفريقه، الذي كان يلتقي مع رئيس الحكومة المؤقتة التابعة للائتلاف في تلك الأثناء.

 

وبينما تعذر الحصول على أي تفاصيل حول لقاء دي ميستورا مع رئيس الحكومة المؤقتة أحمد طعمة، اكتفى موقع الحكومة على شبكة الإنترنت، بإيراد خبر مختصر عن الاجتماع، جاء فيه أن المبعوث الدولي “عرض خلاله خطته المتعلقة بتجميد القتال في مناطق سورية، وأكد على وجوب البدء بها من حلب. بينما أكد الدكتور طعمة من جانبه على ضرورة ربط المبادرة بحل سياسي شامل للأزمة السورية”.

 

وعقب هذا الاجتماع، التقى دي ميستورا برئيس مجلس قيادة الثورة قيس الشيخ، الذي قال إن المبعوث الدولي شرح خلال اللقاء مبادرته، والنقاط التي تتضمنها، بينما طلب المجلس وقتاً لدراستها والرد عليها بعد التشاور حولها داخل المجلس، ومع كافة القوى الثورية والشخصيات المعارضة قبل إعلان موقف نهائي منها.

 

وبحسب مطلعين على هذا اللقاء، فقد فوجىء دي ميستورا بتوصل المعارضة إلى موقف منسجم في تمثيلها، وهو الأمر الذي وصفه بالإيجابي، على اعتبار أنه يسهم في تسريع إيجاد حل، بغض النظر عن الموقف من مبادرتها المطروحة حسب المصادر.

 

وفي تصريح لـ”المدن” قال الشيخ إن الاجتماع الذي “دام خمسة وأربعين دقيقة مع دي ميستورا، جرى فيه تبادل وجهات النظر حول القضية السورية، وسبل إيجاد حل سياسي شامل ونهائي لها، يستجيب لتطلعات الشعب ويضمن حقوقه، حيث أشار المبعوث الدولي إلى أن خطته هذه يمكن أن تشكل بداية لأي حل سياسي”.

 

ولم يحدد الشيخ، موعداً لانتهاء هذه المشاورات، مؤكداً أن مجلس قيادة الثورة، لن يقبل بأن يكون أمام خياري القبول بالمبادرة كما هي أو رفضها كما هي، بل إنهم سيبحثون عن أفضل الخيارات، وأن المجلس لن يتخذ إلا القرار الذي يصب في صالح الثورة والشعب السوري.

 

وبينما ثمّن الشيخ موقف فصائل حلب بتكليفها مجلس قيادة الثورة للتفاوض حول هذا الموضوع، اعتبر عدد من أعضاء اللجنة التحضيرية لهيئة قوى الثورة في حلب، أن الحلبيين وضعوا المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار، حين تعاملوا مع المبادرة على أنها شأن سوري عام، وأنه يتوجب على كل القوى الثورية في سوريا أن تلاقي هذا الخيار بالمستوى نفسه من المسؤولية، بحسب قولهم.

 

تنظيم الدولة الإسلامية في بئر قصب.. حاجز يحمي العاصمة

نشر تنظيم الدولة الإسلامية ليل الاثنين، صوراً لتعزيزات أرسلها إلى منطقة بئر قصب، شمال شرق محافظة السويداء جنوبي البلاد. وكان التنظيم، قبل يومين، قد نشر صور معسكر تدريبي لتجنيد الأطفال في دمشق، من دون أن يعلن عن المنطقة التي التقطت فيها هذه الصور، لكن الترجيحات تشير إلى أنها ملتقطة في حي الحجر الأسود أو ببيلا، بريف دمشق الجنوبي، حيث تعد المنطقتان معقلاً للتنظيم. كما جرت مؤخراً، مصالحة بين التنظيم وقوات المعارضة التي كانت تحاصر مقراته، بسبب مهاجمته مقرات للجبهة الإسلامية وتجمع أجناد الشام، وأصبح بمقدوره التحرك بحرية أكبر في المنطقتين.

 

صور معسكر التدريب لا تحمل أهمية أمام الصور التي نشرها التنظيم في بئر قصب. فتلك المنطقة، وبمعزل عن الجدل الدائر حول تبعيتها للسويداء أم ريف دمشق، فإن قربها من السويداء، جعل العديد من الأصوات تتصاعد للتحذير من سيناريو مشابه لكوباني، يمكن أن يحصل في معقل الدروز في السويداء.

 

 

بالنظر إلى خريطة المنطقة، تظهر قرى ريف درعا الشمالي المحاذي لريفي دمشق والقنيطرة، هي الأقرب إلى بئر قصب من أول منطقة مأهولة بالسكان في السويداء. كما يحد المنطقة من الجهة الشمالية الشرقية البادية السورية الممتدة إلى حمص، ومن الشرق الحدود الأردنية والعراقية، التي لا يمكن أن تشكل معابراً لعناصر التنظيم نحو سوريا. فالجزء الأردني من الحدود يبلغ طوله حوالي 134 كيلومتراً، محمي جيداً من قبل القوات الأردنية. أما الجزء العراقي من الحدود والبالغ طوله 233 كيلومتراً، فيعتبر فيه معبر القائم البؤرة الوحيدة لتسلل عناصر التنظيم، فضلاً عن أن الاشتباكات فيها مستمرة بين تنظيم الدولة والقوات العراقية وعناصر البيشمركة الكردية، ووجهة عناصر التنظيم من تلك الحدود تكون دائماً نحو دير الزور السورية. وبالتالي، فالمنطقة الشرقية، التي تعتبر ظهر محافظة السويداء خالية تماماً من أي تهديد يمكن أن يشكله تنظيم الدولة لخلوها من عناصره أو إمكانية تواجدهم فيه.

 

يتضح من الخريطة، أن نقطة بئر قصب هي نقطة مركزية بالنسبة للتنظيم للتمدد نحو الجنوب فقط، وبتحديد أكثر إلى ريفي درعا والقنيطرة، حيث ساهمت الاتفاقات بين المعارضة والتنظيم والنظام مجتمعة إلى حشر التنظيم في تلك المنطقة. وعناصره استجمعوا أعدادهم فيها من المناطق التي دخلها النظام في ريف دمشق الشرقي، وأبرزها العتيبة، التي كانت تحت سيطرة الجبهة الإسلامية. كما أنها خط تهريب قديم عرّابوه من البدو، تحوّل مع انطلاق الثورة السورية إلى خط إمداد للغوطة الشرقية. ومع تهالك جبهات محافظة ريف دمشق، وتجفيف منابع الجبهة الجنوبية بخسارة المعارضة سيطرتها على مناطق القلمون وامتدادها في ريف حمص الغربي، مثل القصير، باتت بئر قصب خط إمداد، يكاد يكون الوحيد، للجبهة الإسلامية، بقيادة زهران علّوش، القابض على الغوطة والمنفذ، قبل أن يصل عناصر التنظيم إليه.

 

لم تصدر أي مؤشرات على نية عناصر التنظيم التقدم نحو السويداء. وهم موجودن في بئر قصب منذ ثلاثة أشهر، وينقسمون إلى مقاتلين من العشائر، بايعوا التنظيم، ومقاتلون أصليون، وصلوا إلى المنطقة مؤخراً من الريف الدمشقي. ذلك الأمر دفع بقوات الجبهة الإسلامية إلى فتح معركة معهم، اتضحت معالمها مطلع الشهر الحالي، وآخر قتيل من الجبهة الإسلامية سقط قبل ثلاثة أيام، ويدعى “أبو جهاد سيف الحق”.

 

 

الاشتباكات بين الجبهة الإسلامية وعناصر التنظيم بلغت ذروتها في السادس من الشهر الحالي. فبعد تقدم قوات زهران علوش على حساب التنظيم، وسيطرتها على ثلاثة مواقع صغيرة، هي عبارة عن حواجز للتنظيم تسيّر خط التهريب. قام النظام بغارات جوية مكثفة، أدت إلى تراجع مقاتلي الجبهة الإسلامية، واستعادة عناصر الدولة لتلك المواقع الواقعة في منطقة مكشوفة، خالية من أي تضاريس قاسية يمكن يحتمي بها مقاتلو الجبهة.

 

إذاً، تعزيزات التنظيم التي وصلت بئر قصب، الليلة الماضية، كانت لتدعيم قواته المتواجدة في المنطقة، بمواجهة قوات زهران علوش. وبذلك يتّضح أكثر أن ظهور التنظيم في تلك المنطقة لا يشمل حالياً انتقاله إلى مرحلة الاقتراب من السويداء. فالمنطقة معادية تماماً، ولا يمكن أن تشكّل له أي استقرار، إضافة إلى أنه لا يملك قوة عسكرية ضاربة يمكنها اجتياح السويداء.

 

مصير قوات التنظيم في بئر قصب الاختفاء في النهاية؛ إما على يد الجبهة الإسلامية، أو على يد قوات المعارضة في الجبهة الجنوبية التابعة للجيش السوري الحر في درعا والقنيطرة، التي ترسل للسويداء رسائل كثيرة يمكن قراءتها بوضوح، مفادها أنها في الخطوط الأمامية إذا ما شكّل التنظيم تهديداً على درعا من موقعه الحالي، أو إذا اختار التقدم نحوها من بوابة جبل العرب.

 

عناصر تنظيم الدولة في بئر قصب، بمثابة عائق استباقي دفع له النظام بإجبار عناصر التنظيم على سلوك مخرج وحيد من ريف دمشق نحو بئر قصب فقط، لتأخير أي تقدم من درعا أو القنيطرة نحو معركة كبرى قد تجري على أسوار دمشق، ليس أكثر. بعد وصل المعارضة ريفي درعا والقنيطرة ببعضهما.

 

اتفاق بريطاني تركي حول المقاتلين الأجانب مع داعش

أوغلو حادث كاميرون ورفض مواقف حزب الأكثرية الكردية

نصر المجالي

اتفقت كل من بريطانيا وتركيا على تبادل المعلومات بشأن المقاتلين الاجانب في صفوف الدولة الاسلامية (داعش) في سوريا والعراق، في محاولة لمنعهم من أن يشكلوا خطرًا عند عودتهم إلى المملكة المتحدة.

أكد رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون بعد محادثات، الثلاثاء، مع نظيره التركي أحمد داود أوغلو، أن لندن وأنقرة تقاتلان “عدوًا مشتركًا من الارهاب المتطرف”.

وقال: “يجب أن نعمل يدًا بيد لأن الذين يسافرون … إلى سوريا والعراق يمثلون تهديدًا لنا لدى عودتهم الى البلاد”.

وكان متحدث باسم كاميرون قد قال قبل الزيارة إن رئيس الحكومة سيدعو الحكومة التركية وشركات الطيران التجاري التركية لفعل المزيد لتحديد هوية البريطانيين المتطرفين الذين يسافرون الى المنطقة أو منها.

وقال المتحدث إن بريطانيا تلقت بيانات بشأن الركاب من أكثر من 90 في المئة من دول ليست اعضاء بالاتحاد الاوروبي مثل تركيا إلا أنها تريد المزيد من المعلومات وبصورة أسرع.

وكانت بريطانيا أعلنت الشهر الماضي أنها تواجه أكبر خطر في تاريخها على أمنها القومي، وهو ما يرجع في جزء منه إلى خطر البريطانيين العائدين إلى بلادهم من القتال مع تنظيم “داعش”، والذين قد يشنون هجمات على أرض الوطن.

واستخدم كثير من نحو 500 بريطاني، تقدر السلطات البريطانية أنهم سافروا إلى الشرق الأوسط، تركيا كوجهة للعبور ويعتقد أن حوالي نصف ذلك العدد قد عاد فعلاً إلى بريطانيا.

دفاع أوغلو

ومن جهته، دافع داود أوغلو عن تركيا في مواجهة اتهامات بأنها متساهلة في السيطرة على حدودها. وقال: “لا يوجد بلد في العالم يمكن أن يشعر بالانزعاج أكثر من تركيا بشأن الارهاب في سوريا والعراق… يجب تقديم الدعم لجهود تركيا، وتركيا مستعدة للتعاون”.

وعندما سئل بشأن تقارير بأن تركيا سلمت اثنين من متشددي “داعش” البريطانيين إلى الدولة الإسلامية في أكتوبر/ تشرين الأول في إطار مبادلة رهائن اتراك، قال داود اوغلو إنه سيكون من الخطأ الإدلاء بتصريحات علنية بشأن عمليات المخابرات.

موقف المعارضة الكردية

وإلى ذلك، استنكر رئيس الوزراء التركي التصريحات التي أدلى بها صلاح الدين دميرطاش، الرئيس المشترك لحزب الشعوب الديمقراطي المعارض (أغلبية أعضائه من الأكراد)، والتي هدد فيها بالوقوف في وجه تمرير حزمة إصلاحات الأمن الداخلي، عن طريق تنظيم المظاهرات والاعتصامات، وحمل داود أوغلو المعارض التركي تبعات مثل هذه الدعوات.

وجاء موقف أوغلو في المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده مع نظيره البريطاني ديفيد كاميرون أمس، والذي أكد فيه التزامهم بمسيرة السلام الداخلي التي تجريها الحكومة التركية حاليًا لتسوية القضية الكردية.

ونقلت وكالة أنباء الأناضول عن داود أوغلو قوله: “لقد تم استئناف المفاوضات من جديد، وقبل عدة أيام توجه النائب عن حزب الشعوب الديمقراطي سري ثريا أوندر إلى جزيرة إيمرالي. ولقد أظهرنا الإرادة التي من شأنها إعادة قطار تلك المسيرة إلى مساره، وننتظر من الطرف الآخر أن يتخذ موقفاً مناسبًا لهذه الإرادة”.

استغراب

وأعرب رئيس الحكومة التركية عن استغرابه الشديد لعدم استخلاص “الشعوب الديمقراطي” وغيره من الكيانات الأخرى الدروس اللازمة من الأحداث التي مضت وأدت إلى إراقة دماء، مؤكداً أن “حزمة إصلاحات الأمن الداخلي التي تحرم استخدام الزجاجات الحارقة (المولوتوف) التي يعترض عليها دميرطاش، مطلب جماهيري من شرق البلاد لغربها ومن الجنوب أيضًا”.

ولفت رئيس الحكومة إلى وجود اتصال بين الشعوب الديمقراطي، والكيان الموازي، مطالبًا الشعب التركي بإدراك حقيقة هذه الاتصالات والمشاريع التي يخطط لها الجانبان، وذكر أن كافة أطياف الشعب التركي تريد قوانين تحقق لها الأمان، وتضع حدًا للعنف في البلاد.

وطالب داود أوغلو، رئيس الشعوب الديمقراطي بوقف الدعوات للعنف، محملاً إياه مسؤولية وتبعات ما سيسفر عنها، ومسؤولية أي دماء قد تسيل بسبب ذلك، لافتًا إلى أن مسيرة السلام لا يمكن أن تتحرك من دون تحقيق الأمن الاجتماعي على الأرض.

وفي الختام، جدد رئيس الحكومة تأكيده على أن أي فرد في تركيا يمكنه تنظيم تظاهرة وقتما شاء، مضيفًا: “لكن تأمين هذه التظاهرات أيًا كان حجمها، مهمتنا نحن. وحينها لا يمكن أن يستخدم أحدهم الزجاجات الحارقة ويقول إني متظاهر سلمي”، وأشار إلى أن استخدام تلك الزجاجات يعتبر جريمة في كل الدول.

 

دي ميستورا بعد لقائه فصائل المعارضة: المبادرة لن تفيد الرئيس بشار الأسد

لندن: «الشرق الأوسط»

قالت مسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي أمس الثلاثاء إن وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي ومبعوثا رفيعا للأمم المتحدة سيجتمعون يومي 14 و15 ديسمبر (كانون الأول) الحالي لتنسيق المعركة ضد تنظيم «داعش» وإيجاد سبل لاستئناف عملية السلام في سوريا.

 

وقالت فيديريكا موغيريني بعد زيارة مخيم للاجئين السوريين بالقرب من مدينة غازي عنتاب التركية الجنوبية، إن وزراء الاتحاد الأوروبي سيجتمعون مع مبعوث الأمم المتحدة للسلام في سوريا ستيفان دي ميستورا في بروكسل.

 

وقالت في مؤتمر صحافي: «لدينا اجتماع يومي الأحد والاثنين.. لنرى من جانب كيف ننسق على نحو أفضل القتال ضد (داعش)، ومن الجانب الآخر سبل استئناف العملية السياسية التي تقود إلى حل للصراع في سوريا».

 

من جانب آخر، رفض مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا أمس الثلاثاء، تلميحات إلى أن الهدنة المقترحة في مدينة حلب بشمال البلاد ستفيد الرئيس بشار الأسد، قائلا: «إنها انطلاقة نحو عملية سياسية وحيوية للسماح بدخول المساعدات».

 

واجتمع المبعوث ستيفان دي ميستورا مع جماعات المعارضة السورية في تركيا على مدار الأيام القليلة الماضية في محاولة لإقناعها بخطة للأمم المتحدة «لتجميد القتال» في إطار مساع للحصول على مساعدات إنسانية هناك تشتد الحاجة إليها في المدينة المقسمة.

 

وقال أحد قادة المعارضة المسلحة الذي التقى دي ميستورا في مدينة غازي عنتاب التركية والحدودية مع سوريا، من جهته، إنه ينتظر من الأمم المتحدة «الخطة مكتوبة مع كل التفاصيل» ليتشاور فيها مع سائر فصائل المعارضة.

 

وقالت جولييت توما المتحدثة باسم الموفد الدولي في اتصال هاتفي أجري معها من بيروت: «اعتبر دي ميستورا أن اللقاءات الستة التي أجراها الاثنين (الماضي) في غازي عنتاب مع ممثلين عن مجموعات مسلحة وأخرى غير مسلحة، بناءة».

 

وتقول المعارضة وبعض الدبلوماسيين والمحللين إن المبادرة تنطوي على مخاطر، وإن حلب قد تواجه المصير نفسه لمدينة حمص بوسط سوريا التي استعادت القوات الحكومية السيطرة عليها إلى حد بعيد.

 

وقال دي ميستورا: «أنا في غازي عنتاب منذ يومين لأشرح أساسا.. لأشرح لهم خطة الأمم المتحدة – وهذه خطة للأمم المتحدة وليست لأحد آخر – بخصوص التجميد. ليس وقفا لإطلاق النار مثلما هي الحال في حمص. هذا تجميد. وقف للقتال». وأضاف: «ننظر إلى كثير من الأحوال وكثير من الجوانب من أجل طمأنة الجميع، لأن كل الأطراف لديها مشكلة ثقة»، مضيفا أن نائبه سيسافر إلى دمشق ليحاول الحصول على تأييد حكومة الأسد.

 

وقال قيس الشيخ، رئيس مجلس قيادة الثورة، وهو تحالف يضم عشرات الفصائل المقاتلة بينها الإسلامية والعلمانية، لوكالة الصحافة الفرنسية عبر الهاتف، إن «خطة السفير دي ميستورا التي عرضها لنا لم تكن مكتوبة ولا تحتوي على كل الآليات والضمانات المطلوبة»، وأضاف: «ناقشناه في قناعات بنى عليها خطته تختلف مع قناعاتنا».

 

وأشار إلى أنه سيبحث مع «الإخوة والأصدقاء في المعارضة حول الخطة، ما إن تصلنا مكتوبة ومستوفية كل التفاصيل، ثم نبين موقفنا».

 

وأدى وجود «جبهة النصرة» التابعة لتنظيم القاعدة التي حاربت مع جماعات المعارضة وضدها، إلى زيادة تعقيد الصورة.

 

وامتنع دي ميستورا عن قول إن كان يتوقع أن توقع «جبهة النصرة» على خطة الهدنة، لكنه قال إن «حساباتهم ستكون خاطئة» إذا سعوا إلى تعطيلها.

 

وقال الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، الذي اجتمع مع دي ميستورا في إسطنبول يوم الأحد الماضي، إن أي خطة للهدنة تحتاج إلى أن تكون جزءا من استراتيجية أشمل تتضمن عزل الأسد من السلطة.

 

وقال دي ميستورا: «حلب أيقونة.. مزيج من الثقافات والأديان ليست لسوريا والشرق الأوسط فحسب، وإنما للعالم أجمع. إذا سقطت حلب، فستكون مأساة. جميعنا نعلم أن الحل ليس مجرد تجميد. التجميد نقطة انطلاق. لبنة في العملية السياسية»، مضيفا أن سقوط حلب ستنتج عنه موجة جديدة من اللاجئين لا يقل قوامها عن 400 ألف شخص.

 

وحلب منقسمة بين شطر تسيطر عليه جماعات المعارضة في الشرق، وشطر تسيطر عليه القوات الحكومية في الغرب. ويتعرض المدنيون المتبقون في مناطق المعارضة إلى غارات بالبراميل المتفجرة. وأدى القتال إلى إلحاق ضرر شديد بطرق توصيل المساعدات الإنسانية.

 

وزار دي ميستورا أمس مجموعات من اللاجئين السوريين في تركيا «ناشدوه وضع حد للعنف» في بلادهم، بحسب ما ذكرت توما.

 

ويزور دي ميستورا لندن هذا الأسبوع. وأوضحت توما أن مساعده رمزي عز الدين رمزي سيزور دمشق في نهاية الأسبوع.

 

كيري يطلب تفويضا من الكونغرس بقتال داعش

واشنطن – منى الشقاقي

طلب وزير الخارجية الأميركي جون كيري من الكونغرس إعطاء الإدارة السلطة لاستخدام القوات القتالية ضد داعش، رغم أنه أكد أن الرئيس لا ينوي القيام بذلك. كما طلب بالحصول على تفويض بتوسيع رقعة العمليات ضد داعش إن اقتضى الأمر.

وجاءت تصريحات كيري في جلسة استماع أمام لجنة في مجلس الشيوخ لمناقشة مشروع قرار يسمح للإدارة الأميركية بمواصلة الحرب على داعش.

لكن كيري أوضح أن الإدارة ستوافق على تحديد المهمة بمدة زمنية هي ثلاث سنوات، ما سيترك للإدارة المستقبلية مهمة تمديدها إن احتاجت.

وشدد كيري على أن “أكبر تحدٍ لنا هو التقييدات التي تريدون فرضها على الرئيس ورغبتكم بالتدخل في التفاصيل العسكرية القتالية، (في إشارة إلى الكونغرس)”.

و جاءت تعليقات كيري في نطاق مناقشة مشروع قانون لمدير اللجنة الديمقراطي روب مينينديز حول القضية.

أقوال كيري “مطاطية”

من جانبها تعتقد إدارة أوباما أن لديها السلطة الدستورية الكافية لمواصلة حربها ضد داعش حتى من دون تفويض إضافي، لكنها تقول إنها تفهم الضرورة السياسية للحصول على تشريع خاص.

لكن الكثير من أعضاء الكونغرس يشككون في التفسير القانوني للإدارة، وهو أن القتال ضد داعش هو استمرار للحرب الأصلية ضد تنظيم القاعدة وبصورة ما ضد نظام صدام.

وفي هذا السياق، قال ريتشارد ديربان وهو عضو ديموقراطي في مجلس الشيوخ، متوجهاً لكيري “أنت تستخدم الكثير من المطاطية عندما تقول إن ما يحصل الآن هو استمرار للعملية ضد تنظيم القاعدة. الرئيس أوباما قال لا قوات قتالية ومن ثم قال رئيس هيئة الأركان ديمبسي ربما نحتاج قوات قتالية ومن ثم نفى الرئيس ذلك. ما نخشاه هو أن يجرنا الرئيس أو الرئيس المستقبلي إلى حرب دامية طويلة”.

وجاء الانتقاد من قبل اليمين أيضاً حين تساءل عضو المجلس الانعزالي الجمهوري رون بول إن كانت الإدارة تخطط لملاحقة داعش في ليبيا وغيرها من الدول.

إلا أن كيري شدد على أن الحرب ضد داعش “ليست الحرب في أفغانستان ولا في العراق، بل هي حرب أكثر تقييداً من ذلك”.

ولكن الجدل الحقيقي في المجلس الآن هو ليس بين مؤيدي ومعارضي العمل العسكري ضد داعش. بل هو بين الإدارة والكونغرس. حيث لم تقدم الإدارة حتى الآن نصا خاصا للحصول على تفويض ضد داعش لأنها لا تريد أن تخضع استراتيجيتها لمحاربة داعش، وهي غير واضحة بعد للتدقيق أمام الكونغرس. حيث إن كيري هو أول مسؤول في إدارة أوباما يشارك في جلسة استماع حول قضية الحصول على تفويض خاص بالقتال، رغم أن اللجنة طلبت من مسؤولين عسكريين واستخباريين ذلك. وقام الكثير من الصقور في المجلس، وخاصة الجمهوريين، بانتقاد سياسة الإدارة تجاه نظام بشار الأسد، الذي قال كيري بوضوح أثناء الجلسة إن الإدارة لا تخطط لملاحقته عسكريا.

إلى ذلك، يعتبر بعض المراقبين أن الإدارة تريد الانتظار حتى تستلم الأغلبية الجمهورية زمام القيادة في المجلس الشهر المقبل لتقوم هي بتمرير القانون، فالهدف من ذلك هو منع استخدام القرار ضد أي مرشح رئاسي ديمقراطي مستقبلي.

 

المبعوث الدولي: مبادرة الهدنة في حلب لا تفيد الأسد

دبي – قناة العربية

اجتمع مبعوث الأمم المتحدة لدى سوريا ستيفان دي ميستورا في غازي عنتاب في تركيا مع جماعات من المعارضة السورية على مدار الأيام الثلاثة الماضية في محاولة لإقناعها بخطة الأمم المتحدة لتجميد القتال في إطار مساع للحصول على مساعدات إنسانية هناك تشتد الحاجة إليها في مدينة حلب المقسمة.

فيما رفض دي ميستورا تلميحات الى أن الهدنة المقترحة في مدينة حلب شمال البلاد ستفيد الأسد قائلا إنها انطلاقة نحو عملية سياسية وحيوية للسماح بدخول المساعدات.

وتقول المعارضة وبعض الديبلوماسيين والمحللين إن المبادرة تنطوي على مخاطر وإن حلب قد تواجه نفس مصير مدينة حمص بوسط سوريا التي استعادت قوات الأسد السيطرة عليها إلى حد بعيد.

وقال دي ميستورا إنه في غازي عنتاب ليشرح للمعارضة أساسا أن خطة الأمم المتحدة ليست لأحد آخر، التجميد ليس وفقا لإطلاق النار مثلما هو الحال في حمص مؤكدا أن الخطة تدعو إلى تجميد وليس وقف القتال.

وحلب منقسمة بين شطر تسيطر عليه جماعات المعارضة في الشرق وشطر تسيطر عليه قوات الأسد في الغرب ويتعرض المدنيون المتبقون في مناطق المعارضة إلى غارات البراميل المتفجرة التي ألحقت مع القصف الصاروخي والمدفعي لقوات النظام أضرارا شديدة بطرق توصيل المساعدات الإنسانية.

من جانبه قال الإئتلاف الوطني السوري الذي اجتمع مع دي ميستورا في اسطنبول يوم الأحد الماضي إن أي خطة للهدنة تحتاج الى ان تكون جزءا من استراتيجية أشمل تتضمن عزل الأسد من السلطة.

وفي نفس السياق يصل نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف لإجراء مشاورات مع كبار مسؤولي نظام الأسد وتأتي زيارة بوغدانوف بعد سلسلة لقاءات جمعته مع معارضين من الداخل والخارج للتحضير لجلسة حوار سوري سوري في العاصمة الروسية موسكو.

 

ريف إدلب .. أطفال يطلبون العلم ولو في “القبو

ريف إدلب – علاء الدين صلال

أوجد القائمون على التعليم في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية حلولا مبتكرة في ريف إدلب لتمكين الطلاب من التعليم الذي حرم منه أغلبهم جراء الصراع الدائر في البلاد.

وأنشأت مجموعة من المدرسين مدرسة في أحد الأقبية، لتضم بين جدرانها قرابة 200 طالب وطالبة على الرغم من عدم صلاحيتها لأداء العملية التربوية.

ومنذ اندلاع العنف في سوريا، تعرضت أكثر من 3000 مدرسة للدمار الكلي أو الجزئي بمعدل مدرسة من كل 5 مدارس في البلاد، كما انقطع نحو 3 ملايين طفل سوري عن التعليم نتيجة الظروف الصعبة التي فرضها الصراع، بحسب تقرير لمنظمة “أنقذوا الأطفال” الدولية.

وكانت المنظمة قد ذكرت في تقريرها أيضا أن التسجيل في المدارس انخفض إلى النصف منذ بدء الأزمة، وأن سوريا تسجل حاليا ثاني أسوأ معدل للانتظام في المدارس على مستوى العالم.

وتقول رندة التي تتولى إدارة المدرسة: “نحن حاليا موجودون في أحد الأقبية التي اضطررنا لإنشاء مدرسة بداخلها”. وتضيف: “القبو غير صالح لأن يكون مدرسة لأسباب كثيرة، منها الرطوبة العالية والبرد الشديد، خاصة أننا في فصل الشتاء، والطلاب يعانون كثيرا من البرد.

وتبدو المياه متراكمة في أرضية القبو، كما أن الكادر عبارة عن متطوعين. وتتابع رندة: “لقد قمنا بإنشاء هذه المدرسة لاستمرار الرسالة التعليمية، وسنبقى مستمرين من أجل أطفالنا ومن أجل الجيل القادم”.

وتشير رندة إلى أنهم اضطروا نتيجة الضوضاء العالية إلى تقسيم القبو إلى عدد من الصفوف، على الرغم من افتقاره للتهوية والإنارة ووسائل التدفئة والنوافذ والأبواب، حيث تمت الاستعاضة عنها بأكياس من النايلون لعلها تدفع البرد القارس.

وتقول المدرسة سوسن: “نعاني هنا من البرد، المدرسة هنا غير مؤهلة لأن تكون بناء لمدرسة، حاولنا تقطيع القبو بشكل بسيط، الصفوف جميعها مفتوحة على بعضها بعضا ولا توجد نوافذ”.

وتضيف: “نحن كمدرسين لا نتقاضى رواتب، والطلاب هنا أغلبهم من النازحين، حيث من الصعب تأمين مستلزمات الأطفال من أقلام ودفاتر”.

أما الطفل عبدالرحمن فيتلقى دروسا في القبو هربا من قصف النظام، ويقول: “نحنا عاملو مدرسة في القبو خايفين إنو النظام يقصفنا مثل السنة الماضية، إلي قصف فيها مدرستنا، وفي برد كتير هون”.

وعلى الرغم من الظروف القاسية التي تفوق أي احتمال، فإن الثورة السورية أنتجت فنونا عديدة للحياة انبثقت عنها حلول وإن كانت ليست جذريةً إلا أنها تحاول أن تخفف قدر المستطاع من الحرمان الذي يتعرض له ملايين الأطفال داخل سوريا وخارجها، سواء على مستوى التعليم أو أشياء عديدة أفقدهم الصراع إياها.

 

انفجار ضخم يهز العاصمة دمشق.. ومجزرة في درعا

دبي- قناة العربية

أفادت الهيئة العامة للثورة السورية بأن انفجاراً ضخماً هز الأحياء الشرقية من العاصمة دمشق ما تسبب في انهيار أحد الأبنية، ولم تعرف الأسباب الكامنة وراء ذلك.

من جهة أخرى، ذكرت مصادر المعارضة أن قوات النظام ارتكبت مجزرة في درعا حيث اتخذت قوات الأسد من المدنيين دروعا بشرية وبعدها عمدوا إلى احراقهم وتم التعرف على ستة جثث أغلبهم من عائلة العلي فيما بقيت جثث أخرى مجهولة الهوية.

وفي ريف دمشق قتل 21 عنصراً من قوات الأسد اثناء استعادة الثوار سيطرتهم على مبنيين في مدينة داريا بريف دمشق.

 

إلى ذلك، أضافت الهيئة أن ثلاثة صواريخ من نوع فيل سقطت على بلدة زبدين بالغوطة الشرقية بريف دمشق.

من جانب آخر أعلنت لجان التنسيق المحلية أن اشتباكات متقطعة تدور في منطقتي البريج ومناشر البريج بالمدخل الشمالي الشرقي لمدينة حلب. كما تدور اشتباكات عنيفة في محيط مبنى المحكمة وكتيبة الصواريخ في خان طومان بريف حلب الغربي.

 

دي ميستورا: حلب أيقونة للعالم أجمع وسقوطها مأساة

غازي عنتاب- رويترز

رفض مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا الثلاثاء تلميحات تفيد بأن الهدنة المقترحة في مدينة حلب بشمال البلاد ستفيد الرئيس بشار الأسد قائلاً إنها انطلاقة نحو عملية سياسية وحيوية للسماح بدخول المساعدات. وشدد على أن حلب أيقونة وسقوطها سيعتبر مأساة.

واجتمع المبعوث ستافان دي ميستورا مع المعارضة السورية في تركيا على مدار الأيام القليلة الماضية في محاولة لإقناعها بخطة للأمم المتحدة “لتجميد القتال” في إطار مساع للحصول على مساعدات إنسانية تشتد الحاجة إليها في حلب. وقال “أنا في غازي عنتاب منذ يومين لأشرح خطة الأمم المتحدة -وهذه خطة للأمم المتحدة وليست لأحد آخر- بخصوص التجميد، وليس وقفاً لإطلاق النار مثلما هو الحال في حمص. هذا تجميد”. وأضاف “ننظر إلى العديد من الأحوال والعديد من الجوانب من أجل طمأنة الجميع لأن كل الأطراف لديها مشكلة ثقة”، مضيفاً أن نائبه سيسافر إلى دمشق ليحاول الحصول على تأييد الأسد.

حلب أيقونة للعالم أجمع

إلى ذلك، اعتبر دي مستورا “حلب أيقونة، ومزيج من الثقافات والأديان، وهي ليست لسوريا والشرق الأوسط وحسب، وإنما للعالم أجمع. إذا سقطت حلب فستكون مأساة. جميعنا نعلم أن الحل ليس مجرد تجميد. التجميد نقطة انطلاق. لبنة في العملية السياسية”. وأضاف أن سقوط حلب سينتج عنه موجة جديدة من اللاجئين لا يقل قوامها عن 400 ألف شخص.

في المقابل، تعتبر المعارضة وبعض الدبلوماسيين والمحللين أن المبادرة تنطوي على مخاطر وأن حلب قد تواجه نفس مصير مدينة حمص بوسط سوريا التي استعادت قوات النظام السيطرة عليها إلى حد بعيد. وقال الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الذي اجتمع مع دي ميستورا في اسطنبول يوم الأحد (7 ديسمبر كانون الأول) إن أي خطة للهدنة تحتاج إلى أن تكون جزءا من استراتيجية أشمل تتضمن عزل الأسد من السلطة.

يذكر أن حلب منقسمة بين شطر تسيطر عليه المعارضة المسلحة في الشرق وشطر تسيطر عليه قوات الأسد في الغرب. ويتعرض المدنيون المتبقون في مناطق المعارضة إلى غارات بالبراميل المتفجرة. وقد أدى القتال إلى إلحاق ضرر شديد بطرق توصيل المساعدات الإنسانية.

 

مقتل جنود سوريين بداريا.. وغارات بدير الزور

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

ذكرت مصادر معارضة أن جنودا من القوات الحكومية السورية قتلوا في معارك بريف دمشق، الثلاثاء، في حين شن الطيران الحربي غارات في محيط مطار دير الزور العسكري.

 

وقال “مجلس الثورة بريف دمشق” إن 20 جنديا من القوات الحكومية قتلوا في معارك مع المعارضة في داريا بريف دمشق، بالتزامن مع حملة اعتقالات بحق الأهالي.

 

وشن الطيران الحربي السوري سلسلة غارات جوية في محيط مطار دير الزور العسكري، بالتزامن مع المعارك التي تدور في المنطقة بين القوات الحكومية ومسلحي تنظيم الدولة.

 

وكان الجيش السوري أعلن صد أكثر من هجوم لتنظيم الدولة على المطار العسكري الذي يعد إحدى آخر القواعد العسكرية للجيش السوري في شمال شرقي البلاد.

 

وسيطر تنظيم الدولة المتشدد على عدة قرى محيطة قرب مطار دير الزور العسكري، وكذلك احتل منطقة مرتفعة تشرف على مدينة دير الزور.

 

وفي حلب، اندلعت اشتباكات عنيفة بين مقاتلي المعارضة والقوات الحكومية على جبهتي البريج وحندرات، وأعطب المعارضون بعض النقاط العسكرية التي يتحصن فيها الجيش السوري.

 

مفوض أوروبي يدعو لاعادة توطين المزيد من اللاجئين السوريين

بروكسل (10 كانون الأول/ديسمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

حث المفوض الأوروبي المكلف بشؤون الهجرة ديمتري أفراموبولس، الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي

 

على العمل من أجل الاستمرار في سياسة اعادة توطين اللاجئين السوريين

 

ونُقل عن المفوض الأوروبي، الذي يشارك في مؤتمر وزاري حول اللاجئين السوريين في جنيف، دعوته كافة الدول الأعضاء في الاتحاد إلى العمل لإيجاد حلول دائمة لمشكلة اللاجئين، “يتحتم علينا العمل على مساعدتهم، خاصة في ظل غياب أفق حل سياسي سريع للصراع المستمر في سورية منذ حوالي أربع سنوات”، حسب تعبيره

 

ووصف المسؤول الأوروبي بـ”الجيد” الجهد الذي بذلته دول الاتحاد لاعادة توطين حوالي أربعة وثلاثين ألف لاجئ سوري حتى الآن، “لكن لا بد من بذل المزيد من الجهد بسبب كبر حجم المشكلة”، على حد قوله

 

وأعرب عن استعداد المفوضية الأوروبية تقديم المزيد من الدعم المالي للدول التي تعلن استعدادها لاعادة توطين لاجئين سوريين، كما أكد أفراموبولس على أن المفوضية ملتزمة بالاستمرار في تقديم الدعم الاغاثي والانساني للاجئين السوريين والمجموعات المضيفة لهم في دول الجوار، مثل لبنان والأردن وتركيا

 

وكانت دول الاتحاد الأوروبي قد تجاوبت بشكل متفاوت مع الدعوات الدولية لاعادة التوطين، وقد سجلت ألمانيا أعلى مستوى لاعادة توطين اللاجئين السوريين

 

أما بلجيكا، فقد قبلت هذا العام بتوطين خمسة وسبعين لاجئ سوري فقط، بينما وصل العدد إلى تسعين في بريطانيا

 

ولا تأخذ هذه الأرقام في الحسبان عدد الأشخاص الذين حصلوا على الحماية الدولية أو حق اللجوء في أي من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي

 

وتوجه المنظمات الانسانية وغير الحكومية الدولية انتقادات واسعة للدول الأوروبية، مشجعة إياها على عمل المزيد في مجال اعادة التوطين

 

كما تنتقد المنظمات ذاتها دول الخليج وباقي الدول العربية والدول المؤيدة للنظام السوري مثل روسيا والصين التي لم تعرض استقبال أي لاجئ سوري على أراضيها

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى