أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأربعاء 11 أيار 2016

 

دعم دولي – إقليمي لاستئناف مفاوضات جنيف

لندن، موسكو، جنيف، أنقرة، «الحياة»، رويترز، أ ف ب

أعلنت واشنطن وموسكو نيتهما الدعوة إلى مؤتمر وزاري لـ «المجموعة الدولية لدعم سورية» في فيينا في 17 أيار (مايو) الجاري بعد تمديد الهدنة في حلب على أمل توفير ظروف استئناف مفاوضات السلام في جنيف، في وقت شن الطيران السوري غارات على غوطة دمشق وريف إدلب ما أسفر عن قتل وجرح عشرات.

وقالت ناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية إن وزير الخارجية سيرغي لافروف «يخطط» للمشاركة في اجتماع «المجموعة الدولية» بعدما قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري ان «المجموعة الدولية لدعم سورية ستجتمع رسمياً لإكمال ما بدأناه مع الروس في ما يتعلق بهذا الاتفاق والحديث عن كل شيء… بدءاً بالمدة والتطبيق وانتهاء بالعملية السياسية». وأضاف أنه يتوقع أن تجري المفاوضات السورية «بعد ذلك بأيام عدة».

وقال أحمد فوزي الناطق باسم الأمم المتحدة في جنيف: «يمكنني القول من دون تردد أن المبعوث الخاص (ستيفان دي ميستورا) يأمل دائماً بأن تعود الأطراف المعنية إلى طاولة المفاوضة. لم أسمع أي أنباء مغايرة لذلك حتى الآن. سيعقد اجتماع المجموعة الدولية، وهذه بادرة جيدة. شهدنا جميعاً بيان الروس والأميركيين أمس وهو تطور إيجابي آخر. لذا لا يوجد سبب للاعتقاد بأن (دي ميستورا) غير متفائل»، فيما قالت عضو في «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة إن المعارضة تأمل بالعودة إلى محادثات جنيف إذا تم إحياء الهدنة المتداعية سريعاً. وبعيد الإعلان المشترك الأميركي- الروسي، أعلن الجيش السوري تمديداً جديداً للتهدئة في حلب لـ 48 ساعة كان مقرراً أن تنتهي منتصف ليل الأربعاء – الخميس.

لكن الطيران السوري واصل غاراته في مناطق اخرى. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس أن طائرات حربية شنت 11 غارة على الأقل استهدفت بـ 8 منها أطراف بلدة دير العصافير في الغوطة الشرقية وبـ 3 أخرى مناطق في مدينة دوما وأطرافها بغوطة دمشق الشرقية، لافتاً إلى أن طائرات حربية شنّت «غارتين على مناطق في مدينة بنش في ريف حلب، وغارة أخرى على مناطق في بلدة النيرب في ريف إدلب الشرقي، ما أسفر عن استشهاد 10 أشخاص على الأقل».

واتهمت لندن دمشق بمنع وصول المواد الطبية ضمن المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة.

ومع استمرار المعارك بين فصائل معارضة و «داعش» شمال حلب، قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن كل الخيارات مطروحة لوقف قصف بلدة كيليس التركية من مناطق التنظيم شمال سورية. وقال «المرصد» إن «داعش» أسقط طائرة مروحية سورية في ريف حمص وسط البلاد.

 

رفض دولي لإدراج «أحرار الشام» و«جيش الإسلام» على «لائحة الإرهاب»

الأمم المتحدة (الولايات المتحدة) – أ ف ب

أحبطت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وأوكرانيا محاولة روسيا في مجلس الأمن الدولي إدراج فصيلين سوريين معارضين على قائمة المنظمات «الإرهابية» واستبعادهم بالتالي من مفاوضات السلام بين النظام والمعارضة، وفق ما أفادت مصادر ديبلوماسية.

وعزا الناطق باسم البعثة الأميركية في الأمم المتحدة الأمر إلى أن «الفصيلين هما طرفان مشاركان في وقف إطلاق النار»، مشدداً على أن إدراجهما على «القائمة السوداء» يمكن أن يؤدي إلى «تداعيات سيئة على الهدنة في وقت نحاول فيه تهدئة الوضع»، وأضاف أنه «ليس هذا الوقت لتغيير منحى الأمور، على العكس من ذلك يجب مضاعفة الجهود لخفض وتيرة العنف».

وأوضحت المصادر أن موسكو طلبت إضافة فصيلي «أحرار الشام» و«جيش الإسلام» على قائمة المنظمات «الإرهابية» لارتباطهما بتنظيمي «القاعدة» و«الدولة الاسلامية» (داعش)، إلا أن طلبها قوبل برفض الدول الأربع. واعتبار أي تنظيم إرهابياً وفرض عقوبات عليه يتطلب إجماعاً من أعضاء المجلس، وبالتالي جرى إجهاض المحاولة الروسية.

 

تعليق قسم من المساعدات الأميركية إلى السوريين بسبب «عمليات اختلاس»

واشنطن – أ ف ب

علّقت الحكومة الأميركية قسماً من التمويل المخصص لمنظمات غير حكومية ناشطة في سورية، بعد أن تبين لها أن هذه الأخيرة تدفع في شكل منهجي مبالغ طائلة غير مبررة إلى شركات تركية لقاء مواد أساسية مخصصة للاجئين السوريين.

وأعلنت وكالة «يو اس ايد» الأميركية للمساعدات في بيان أن لديها «أسباباً لتعليق نشاط 14 هيئة وفرداً في تركيا يعملون في برامج مساعدات».

وأشار البيان إلى «شبكة من التجار والموظفين في منظمات غير حكومية وغير حكومية تواطأوا للتلاعب في مناقصات، والى العديد من حالات دفع رشاوى مرتبطة بعقود لتسليم مساعدات إنسانية إلى سورية».

ولم تحدد «يو اس ايد» المنظمات المعنية بالقضية، لكن مصادر إنسانية أفادت وكالة «فرانس برس» بأن بينها المنظمات غير الحكومية الأميركية «انترناشونال مديكال كورب» (آي ام سي) والايرلندية «غول» و «انترناشونال رسكيو كوميتي» (آي ار سي) التي يديرها وزير الخارجية البريطاني السابق ديفيد ميليباند.

وتشمل الاتهامات كلها عمليات شراء تمت في تركيا، قامت خلالها مؤسسات تركية تبيع منتجات باستغلال المنظمات غير الحكومية في شكل منهجي. وصرح مسؤول كبير في «يو اس ايد» رفض كشف هويته بأن القضية تشمل خصوصاً استبدال بضائع ببضائع أخرى.

وأوضح المسؤول أن الشركات التركية الخاصة كانت تبالغ في تسعير بضائع متدنية الجودة لتبيعها الى المنظمات غير الحكومية وتختلس المبلغ الفائض. والأمر يتعلق خصوصاً ببطانيات ومواد أساسية أخرى مخصصة لآلاف السوريين الهاربين من النزاع الذي أوقع أكثر من 270 الف قتيل وآلاف النازحين واللاجئين منذ العام 2011.

وتتهم المنظمات غير الحكومية بعدم مراقبة عمليات الشراء، كما يتهم بعض الموظفين بالتواطؤ في القضية.

وأعلنت منظمة «آي ام سي» لوكالة «فرانس برس» أنها قامت بفصل العديد من موظفيها بعد كشف هذه المعلومات. وتابع المسؤول في «يو اس ايد»: «من الواضح بعد التحقيق أن الأمر يتعلق بعملية معقدة».

في العام 2015، قدمت الولايات المتحدة هبة بقيمة 397 مليون دولار الى منظمات غير حكومية ناشطة في سورية، وفق هيئة المراقبة المالية التابعة للأمم المتحدة. ولم تحدد «يو اس ايد» قيمة المساعدة التي تم تعليقها لكن مصادر إنسانية أشارت الى ان الأمر يمكن أن يتعلق بعشرات ملايين الدولارات.

وتعتبر منظمة «آي ام سي» من أبرز الهيئات التي تقدم مساعدات طبية الى سوريين في بلدهم وفي دول مجاورة. وتقول الأمم المتحدة ان أكثر من ستة ملايين مريض تلقوا العلاج في السنوات الخمس الأخيرة داخل 430 مركزاً تشرف عليها المنظمة.

وأكد وليام غريفلينك المكلف تطابق العمل مع القوانين داخل هذه المنظمة غير الحكومية، ان «آي ام سي تعاونت في شكل كبير مع المفتش العام لـ يو اس ايد وفتحت تحقيقها الخاص». وتابع غيرفلينك: «سياستنا لا تتسامح أبداً مع الاختلاس والفساد ولقد قمنا بطرد موظفين يشتبه في تورطهم».

ونتيجة تعليق المساعدات، باتت «آي ام سي» تعاني من نقص كبير في التمويل، مما أرغمها على صرف نحو ثلث موظفيها البالغ عددهم 2000 شخص يعملون لمساعدة سوريين.

وعلّقت أيضاً منظمة «آي ار سي» عدداً من برامجها ورفضت التعليق على الموضوع عند الاتصال بها من جانب وكالة «فرانس برس».

وأكدت منظمة «غول» لصحيفة «ذي جورنال» الايرلندية الشهر الماضي تعليق قسم من برنامجها.

وتأثير تعليق المساعدات كبير جداً على السوريين. فقد أكد متحدث باسم منظمة غير حكومية سورية كبيرة كانت تتلقى القسم الأكبر من تمويلها من «آي ام سي» و «آي ار سي» لوكالة فرانس برس أن المنظمة لم تتمكن منذ كانون الثاني (يناير) من شراء أدوية ومواد أساسية أخرى.

وأوضح المتحدث أن «تعليق المساعدات أدى إلى تأخير عدة عمليات شراء مهمة لمواد ومعدات طبية».

وعمليات التعليق موقتة عملياً، بانتظار أن تحصل «يو اس ايد» على ضمانات وتأكيدات حول عمل المنظمات غير الحكومية والتزامها بالقوانين.

وطالبت الأمم المتحدة بأكثر من سبعة بلايين دولار من الهبات لتمويل برامج مساعدات من أجل سورية للعام 2016.

 

اجتماع دولي لسوريا في 17 أيار و”داعش” يتقدم في حمص

المصدر: (و ص ف، رويترز)

أعلنت وزارة الخارجية الروسية أمس ان القوى الدولية ستجتمع لمناقشة الازمة السورية في فيينا في 17 أيار وسط القتال الذي نشب أخيراً، الأمر الذي هدد بعرقلة جهود السلام.

وصرحت ناطقة باسم الوزارة بأن وزير الخارجية سيرغي لافروف “يخطط” للمشاركة في اجتماع المجموعة الدولية لدعم سوريا التي تضم 17 دولة في العاصمة النمسوية الاسبوع المقبل.

وتقود موسكو، الداعم الرئيسي للرئيس السوري بشار الاسد، حملة ديبلوماسية لحل النزاع باعتبارها رئيسة المجموعة الدولية لدعم سوريا مشاركة مع الولايات المتحدة. وتعهدت واشنطن وموسكو الاثنين في بيان مشترك “مضاعفة” الجهود لانهاء الحرب المستمرة في سوريا منذ خمس سنوات.

وهدد تصاعد القتال في حلب بانهيار اتفاق وقف الاعمال العدائية الذي وقع في 27 شباط بوساطة روسيا والولايات المتحدة مما أحيا الآمال في التوصل الى حل سياسي للنزاع .

والمجموعة الدولية لدعم سوريا تضم 17 دولة ومنظمة بينها الامم المتحدة، إلاّ انها لا تشمل أطرافاً من داخل سوريا. وبدأت اجتماعاتها العام الماضي وعقدت عدداً من الاجتماعات في اطار المساعي السياسية الدولية لانهاء الازمة السورية.

وجاء في بيان لوزارة الخارجية الاميركية ان وزير الخارجية الروسي بحث مع نظيره الاميركي جون كيري في سبل احتواء النزاع السوري “بفضل ترسيخ وقف النار” في حلب.

واتصل لافروف لاحقا بنظيره الايراني محمد جواد ظريف للبحث في الاجتماع المقبل للمجموعة الدولية لدعم سوريا.

واجتمعت المجموعة مراراً في فيينا ونيويورك ووضعت خريطة طريق للتوصل الى تسوية ديبلوماسية وسياسية في سوريا صادق عليها قرار دولي في كانون الاول 2015.

 

الوضع الميداني

ميدانياً، أفاد “المرصد السوري لحقوق الإنسان” الذي يتخذ لندن مقراً له أن تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) أعلن أنه أسقط طائرة هليكوبتر للجيش السوري في منطقة صحراوية بوسط سوريا حيث يحتدم القتال.

وقالت وكالة “أعماق” المرتبطة بـ”داعش” إن طائرة الهليكوبتر أسقطت قرب صحراء تدمر بين حمص ومدينة تدمر.

ولم يعلق الجيش السوري على الأمر، لكنه قال في وقت سابق إن طائراته الحربية قصفت دفاعات “داعش” في المنطقة وأصابت قوافلها على مقربة من حقل غاز الشاعر الذي سيطر عليه المتشددون الخميس الماضي.

وقطع المتشددون أيضا خطوط إمداد الجيش وهاجموا حقلي غاز المهر والجزل في منطقة تضم أكبر احتياطات الغاز للبلاد ومنشآت كانت تولد في السابق معظم حاجات سوريا من الكهرباء.

وتمكن المتشددون من العودة إلى المنطقة في الأسبوعين الأخيرين. وطرد المتشددون من تدمر عندما استعاد الجيش السوري بدعم من الغارات الجوية الروسية المدينة القديمة في آذار.

وأكد المرصد السوري أن المتشددين يكسبون أرضا جديدة. وقال إنهم استولوا على ثكنة عسكرية مهجورة على مسافة عشرة كيلومترات من مطار التيفور العسكري قرب موقع إسقاط طائرة الهليكوبتر.

وتحدثت “أعماق” في وقت سابق عن استيلاء المتشددين على نقطتي تفتيش قرب المطار وقتلوا ما لا يقل عن 20 جندياً واستولوا على مدفعية ومدرعات ثقيلة.

وعلى جبهة أخرى، قال المرصد إن غارة جوية استهدفت مدينة بنش في محافظة إدلب بشمال غرب سوريا أوقعت عشرة قتلى على الأقل. وأضاف ان غارات جوية شنتها طائرات حربية إما سورية وإما روسية على بنش الواقعة على مسافة ستة كيلومترات من العاصمة الإقليمية إدلب. واشار الى إن الغارات تسببت أيضاً بسقوط عدد من المصابين. وأشار الى أن قائداً لفصيل محلي بين القتلى.

ومحافظة إدلب الواقعة على الحدود مع تركيا تخضع تماماً تقريباً لسيطرة جماعات للمقاتلين بما في ذلك “جبهة النصرة” التابعة لتنظيم “القاعدة” وحركة “أحرار الشام” الإسلامية.

الى ذلك، أكد المرصد أن القتال مستمر على ما يبدو داخل مدينة حلب الواقعة على مسافة 50 كيلومتراً من مدينة إدلب وهناك اشتباكات أشرس حول حلب.

 

تدهور الليرة السورية

في غضون ذلك، قرر المصرف المركزي السوري ضخ ملايين الدولارات في السوق لاحتواء ازمة ارتفاع سعر صرف الدولار ازاء الليرة السورية والذي زاد بنسبة 20 في المئة في يوم واحد.

وأصدر المصرف بياناً ضمنه “الزامه جميع شركات الصرافة بيع المواطنين قطعاً أجنبياً مباشرة بسعر 620 ليرة سورية مقابل الدولار الواحد من دون تقاضي أي عمولات”، بعدما كان حدد سعر الصرف الرسمي ب513 ليرة.

وصدر هذا القرار بعد انخفاض غير مسبوق في سعر صرف الليرة ازاء الدولار في الاسبوع الاخير، مع وصول سعر صرف الدولار الى 625 ليرة سورية في السوق السوداء.

وفقدت العملة الوطنية أكثر من 92 في المئة من قيمتها ازاء الدولار منذ بدء النزاع السوري عام 2011، عندما كان الدولار الواحد يوازي 48 ليرة سورية.

والزم المصرف المركزي “جميع شركات الصرافة شراء مليون دولار ومكاتب الصرافة شراء مئة الف دولار، على أن يتخذ قرار فوري باغلاق كل مؤسسة لا تنفذ طلب الشراء هذا”.

وصرح حاكم مصرف سوريا المركزي اديب ميالة الذي نقلت الوكالة العربية السورية للانباء “سانا” كلامه بأن “الارتفاع الحاصل فى سعر الصرف خلال الايام العشرة المنصرمة والذي تجاوز 100 ليرة سورية غير مبرر على الاطلاق”.

ورأى المحلل الاقتصادي رئيس تحرير النشرة الاقتصادية الالكترونية “سيريا ريبورت” جهاد يازجي أن “الارتفاع الحاد في سعر الدولار ناتج في جزء منه عن سريان شائعة ان البنك المركزي لن يتدخل بسبب نقص احتياط العملات الاجنبية لديه”.

 

بوتين يرى أنه لا يزال أمام القوات السورية “الكثير من العمل” طهران تتحدث عن جثث 12 إيرانياً في أيدي الجهاديين

المصدر: (و ص ف، رويترز، روسيا اليوم)

رأى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اجتماع لقادة الجيش وشركات انتاج الاسلحة أمس، انه لا يزال امام القوات السورية “الكثير من العمل الذي ينبغي القيام به”، على رغم ان القوات الروسية ضربت أكثر من 30 ألف هدف في البلد الذي تمزقه الحرب.

وأقر كذلك بأن العملية الروسية في سوريا كشفت “مشاكل” بالنسبة الى الجيش الروسي تحتاج الى التحقيق فيها. بيد انه أضاف أن العملية أظهرت بوضوح فاعلية الأسلحة الروسية وجودتها.

وقال: “منذ بداية العملية، قامت القوات الجوية الروسية بأكثر من 10 آلاف طلعة ضد البنى التحتية للارهاب الدولي في سوريا، وشنت عددا كبيرا من الغارات استهدفت أكثر من 30 الف هدف”.

وأوضح ان الغارات الروسية على تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) و”جبهة النصرة” المرتبطة بتنظيم “القاعدة” كانت “دقيقة وقوية وفعالة”، لكن “الوضع هناك معقد ولا يزال يتعين على الجيش السوري القيام بالكثير”.

ولاحظ أن “العملية في سوريا كشفت بعض المشاكل والثغرات”، وأن “اكثر التحقيقات دقة يجب ان تجري في كل مسألة تثير مشاكل”.

وفي الوقت عينه، وصف بوتين الوضع في سوريا بأنه صعب، مبرزاً ضرورة تهيئة الظروف لتسوية النزاع بالوسائل السياسية.

وأمل أن تساعد الآلية المشتركة لروسيا والولايات المتحدة في شأن التسوية بسوريا، في إحداث تغييرات بناءة وجذرية للوضع.

 

إيران

وفي طهران، صرّح الناطق باسم الحرس الثوري الايراني “الباسدران” حسين علي رضائي في محافظة مازندران بشمال ايران، بأن الجهاديين في سوريا يحتفظون بجثث 12 من العسكريين الايرانيين الـ13 الذين قتلوا الاسبوع الماضي في منطقة حلب بسوريا.

ونقلت عنه وكالة الانباء الطالبية الايرانية “ايسنا” انه “بعد تحرير المنطقة حيث تجري معارك، سيكون بوسعنا استعادة الجثث”.

من جهة أخرى، افاد النائب المحافظ اسماعيل كوسري ان مقاتلي الفصائل المسلحة في سوريا “يحتجزون خمسة أو ستة” عسكريين ايرانيين.

وقتل 13 “مستشاراً عسكرياً” ايرانيا من الحرس الثوري الاسبوع الماضي في بلدة خان طومان بريف حلب الجنوبي، وجميعهم من محافظة مازندران.

ونددت طهران بسيطرة “جبهة النصرة” على خان طومان، وتوعد المسؤولون الايرانيون بـ”انتقام عظيم”.

وأشاد الرئيس حسن روحاني في خطاب القاه في كرمان بدور الحرس الثوري في المنطقة، وقال ان “الحرس الثوري اليوم لا يتحمل مسؤولية ضمان امن البلاد فقط الى جانب الجيش والشرطة والباسيج (ميليشيا تابعة للحرس الثوري)، بل كذلك أمن البلدان التي تطلب مساعدتنا” من اجل “الدفاع عن مواقعنا المقدسة في العراق وسوريا، والدفاع عن المستضعفين في لبنان وفلسطين وأفغانستان وفي أي مكان يطلب منا ذلك”.

ونوّه روحاني بقائد “فيلق القدس” في الحرس الثوري الجنرال قاسم سليماني، قائلاً: “اليوم حين ننظر الى ايران وأفغانستان والعراق وسوريا وفلسطين، نرى آثار بسالة الجنرال سليماني وشجاعته”.

 

«داعش» يتقدم في ريف حمص الشرقي

حدود «النصرة» جغرافياً وفشل الرهان على عزلها

عبد الله سليمان علي

التفاهمات الروسية ـ الأميركية تتقدم على الورق، وهي تنجح بين حين وآخر في إضافة بند جديد الى قائمة الاتفاقات بين الطرفين، كان آخرها ما يتعلق بتحديد المناطق التي يسيطر عليها تنظيم «داعش» و«جبهة النصرة».

لكن من يتقدم على الأرض هو هذان التنظيمان المتفق على تصنيفهما ضمن قائمة الإرهاب، مستفيدين في ذلك من البيئة الجديدة التي فرضها اتفاق الهدنة المفروض بدوره بموجب التفاهم الروسي ـ الأميركي.

إذ بعد سيطرة «جبهة النصرة» وحلفائها على بلدة خان طومان الإستراتيجية في ريف حلب الجنوبي، الأسبوع الماضي، استكمل تنظيم «داعش» تقدمه في ريف حمص الشرقي وسيطر، أمس، على موقع الكتيبة المهجورة شمال غرب مطار «تي فور» العسكري بمسافة تقدر بحوالي 10 كيلومترات، وعلى حاجزين اثنين من حواجز حماية المطار، وذلك بعد أيام من سيطرته على حقلي الشاعر والمهر وتهديده لحقل جزل، وهو واقع سيؤدي في حال استمراره نحو خواتيمه إلى عودة مدينة تدمر الأثرية، ذات الأهمية الثقافية والإنسانية عالمياً، إلى دائرة الخطر من جديد. هذا إذا غضضنا الطرف عن الخسائر العسكرية والاقتصادية الكامنة وراء فقدان هذه المواقع بحد ذاتها.

ونفت وزارة الدفاع الروسية، أمس، الأنباء حول إسقاط طائرة تابعة لها قرب مطار «تي فور»، موضحة أن «طائراتنا لم تحلق فوق المطار، والأنباء عن إسقاط طائرة روسية عارية من الصحة».

وكانت موسكو وواشنطن قد اتفقتا، أمس الأول، على «اتخاذ إجراءات لصياغة فهم مشترك للتهديد النابع عن داعش وجبهة النصرة الإرهابيين، وتحديد الأراضي التي يسيطر عليها هذان التنظيمان»، كما اتفقتا على أنهما «ستدرسان خيارات الأعمال الحازمة ضد التهديد الذي يشكله داعش والنصرة لسوريا والأمن الدولي»، وذلك ضمن اتفاق أوسع يهدف إلى «مضاعفة الجهود من أجل التوصل إلى تسوية سياسية للنزاع في سوريا، وتوسيع نطاق وقف الأعمال القتالية ليشمل جميع أنحاء البلاد». وشدد الطرفان على التزامهما بضمان عمل وقف الأعمال القتالية الذي دخل حيز التنفيذ في 27 شباط الماضي.

ولا يحتاج تحديد الأراضي التي يسيطر عليها «داعش» لبذل مجهود كبير، لأنها واضحة وظاهرة للعيان، ولا تتداخل مع أية أراضٍ يسيطر عليها فصيل آخر. وهذا بخلاف الأراضي التي تسيطر عليها «جبهة النصرة» لأنها متداخلة تداخلاً شائكاً ومعقداً مع الأراضي التي تسيطر عليها مجموعة من الفصائل ذات الانتماءات المختلفة. فلا يوجد على مساحة الأراضي، الخارجة عن سيطرة الجيش السوري من جهة وسيطرة «داعش» من جهة ثانية وسيطرة الأكراد من جهة ثالثة، أي مكان لا تتجاور فيه معاقل «جبهة النصرة» ومراكزها ومستودعاتها ومرابضها ومرابطها مع مثيلاتها التابعة لفصائل أخرى، وهو ما يجعل من عملية تحديد الأراضي التي تسيطر عليها «النصرة» مهمة شبه مستحيلة إن لم تكن مستحيلة بالفعل.

ومن شأن ذلك أن يطرح تساؤلات كثيرة حول واقعية الاتفاق الروسي – الأميركي، ومدى جدية الطرفين في تطبيقه على أرض الواقع، وما هي الآليات والوسائل التي سيلجآن إليها لنقله من مجرد قصاصات على الورق إلى فعل، وكم من الوقت سيحتاج ذلك؟

وعلى فرض أن الطرفين يمتلكان من الأدوات والوسائل ما يمكنهما من تحديد وفرز مناطق سيطرة «داعش» و «النصرة» بدقة، فالسؤال هو ماذا بعد؟ خصوصاً أن الاتفاق لم يذكر ضرورة إلزام الفصائل الأخرى بالابتعاد عن مناطق سيطرة التنظيمين، ما يعني أن التداخل سيبقى مستمراً، وبالتالي كيف سيتم التعامل مع هذا الواقع بعد تحديده وفرزه؟

قد يشكّل نص الاتفاق حول «دراسة الأعمال الحازمة ضد التهديد الذي يشكله داعش والنصرة لسوريا والأمن الدولي» مؤشراً مهماً على وجود نية لدى الطرفين لاستهداف مناطق سيطرة التنظيمين. إلا أن هناك شكوكاً كبيرة حول إمكانية استهداف معاقل «النصرة» المنتشرة بين معاقل فصائل أخرى، أو في أحياء سكنية، لأن الجوهر الذي يقوم عليه الاتفاق هو حصر القصف بمناطق سيطرة الإرهابيين من دون تعريض المدنيين أو الفصائل غير مصنفة على قائمة الإرهاب للأضرار. وهذه شبه دعوة موجهة إلى «جبهة النصرة» لاتخاذ المناطق المدنية دروعاً وتحصينات لحماية نفسها.

أما الرهان على دفع الفصائل إلى الابتعاد عن مناطق «جبهة النصرة» لتنأى بنفسها عن القصف الذي سيطالها، الأمر الذي سينتج منه «عزل النصرة» وتجريد مواقعها من أية دروع وتحصينات، فهو رهان خاسر لأسباب عدة. أولها، أن الفصائل غير مستعدة للتخلي عن معاقلها ومراكزها فقط من أجل عزل «النصرة»، ومن يشاهد صراعات الفصائل في ما بينها حول ملكية أو حيازة مقر أو معقل كما يحدث في الغوطة الشرقية هذه الأيام، فسيصل إلى قناعة مفادها استحالة أن يترك أي فصيل مراكزه طوعاً، وهو ما يطرح تساؤلاً حول ما إذا كانت موسكو وواشنطن مستعدتين للضغط بالقوة على هذه الفصائل لعزل نفسها عن «النصرة».

وثانيها، أن الفصائل، أو العديد من كبريات الفصائل، انتهجت مؤخراً نهجاً معاكساً لمضمون الاتفاق، إذ قامت فصائل من وزن «أحرار الشام» و «فيلق الشام» و «لواء الحق» بإحياء تحالف «جيش الفتح» مع «جبهة النصرة»، وهذا لا يؤشر على أن الفصائل مستعدة لاتخاذ أي خطوة قد تؤدي إلى عزل «النصرة»، لا سيما إذا كان المطلوب منها التخلي عن مواقعها ومراكزها، فهذا سيجعل مجرد التفكير بالأمر غير ممكن بالنسبة لها.

وأخيراً، وعلى فرض أن الفصائل قبلت بذلك وأعربت عن استعدادها لعزل «النصرة» فكيف يمكن تصور حدوث ذلك عملياً؟ أين ستذهب الفصائل التي ستنسحب من جوار مناطق «النصرة» وأين ستتمركز، ومن سيوزع انتشارها الجديد؟ علماً أنه لا مكان يمكن اقتراحه في هذا السياق إلا ولـ «جبهة النصرة» وجود فيه. وهذا يعني أن الرهان لن ينجح إلا إذا تعاونت «جبهة النصرة» مع القائمين عليه ووافقت على إخلاء بعض المدن أو الأحياء أو المناطق لتكون مناطق خاصة بالفصائل التي لن تطالها «الأعمال الحازمة». فهل من المتوقع بمثل هذه الحالة أن تتعاون «النصرة» مع الأمر، ومن يستطيع أن يفرض عليها الإخلاء؟

وعموماً، فإن اتفاق الهدنة وما لحق به من إضافات وبنود، تعتريه العديد من أوجه النقص والقصور التي تجعل استمراره أمراً بالغ الصعوبة. فما زال هناك غموض كبير حول الفصائل المشاركة فيه والمناطق الخاضعة له. وأعلن مركز حميميم الروسي أن عدد البلدات الخاضعة للهدنة وصل إلى 95 بلدة، فيما وصل عدد المسلحين إلى ما يزيد عن سبعة آلاف مسلح ينضوون تحت حوالي 44 فصيلاً، ليس من بينها «جيش الإسلام» و «أحرار الشام» كما ذكرت موسكو صراحة. أما الفصائل التي رفضت «نظام التهدئة» في اللاذقية ودمشق فهي 40 فصيلاً، تمثل أكبر الفصائل على الساحة السورية، من بينها «جيش الإسلام» المعني مباشرة بموضوع الغوطة.

لكن ما هي البلدات الخاضعة للهدنة وما هي الفصائل المشمولة بها؟ كل ذلك غير واضح حتى الآن. لكنّ الأخطر هو أن الاتفاق الأخير حول تحديد مناطق سيطرة «داعش» و «النصرة» يوحي بشكل أو بآخر أنه ليس هناك أية قواعد واضحة للتعامل مع الفصائل الرافضة للهدنة أو لنظام التهدئة ما دامت غير مصنفة على قوائم الإرهاب.

على صعيد آخر، تعرضت هدنة الزبداني ـ الفوعة لهزة بعد أشهر من الهدوء في المنطقتين، تخللها تنفيذ عدة بنود من الاتفاق الموقع بين الجيش السوري و «أحرار الشام» برعاية إقليمية. وقامت الفصائل المسلحة بقصف بلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين بعشرات القذائف، ما أدى إلى سقوط عدة إصابات في صفوف المدنيين. وقالت الفصائل إن سبب قصف البلدتين هو للرد على القصف الذي طال مدينة بنش واسقط عدداً من القتلى. وفي ساعات المساء تحدثت مصادر المعارضة عن قيام «حزب الله» والجيش السوري بقصف مدينة الزبداني من دون إشارة إلى وقوع إصابات.

من جهة أخرى، نفى «حزب الله» ما نقلته وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر في المعارضة السورية عن استهداف الطائرات الحربية للعدو الإسرائيلي إحدى قوافل الحزب في منطقة مجدل عنجر قرب الحدود اللبنانية – السورية.

 

قصف متبادل بين قوات النظام والفصائل المعارضة في مدينة حلب رغم الهدنة

بيروت – أ ف ب – تعرضت أحياء عدة في مدينة حلب السورية لقصف متبادل بين قوات النظام والفصائل المقاتلة ليلاً، على رغم تمديد الهدنة التي يفترض أن تنتهي منتصف ليل الأربعاء الخميس، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

 

وفي وسط سوريا، يستمر تنظيم “الدولة الإسلامية” في قطع طريق إمداد رئيسي لقوات النظام بين مدينتي حمص وتدمر، حيث تدور اشتباكات عنيفة بين الطرفين في محيط مطار عسكري.

 

وفي الأحياء الشرقية في مدينة حلب (شمال)، استهدفت غارات جوية لقوات النظام ليلاً مواقع للفصائل المقاتلة في حيي المواصلات وسليمان الحلبي، قبل أن يتجدد القصف الجوي بالرشاشات الثقيلة بعد منتصف الليل على حيي الميسر والقاطرجي، ما تسبّب بإصابة شخصين بجروح على الأقل.

 

وأورد المرصد السوري لحقوق الإنسان من جهته أن “طائرات حربية نفّذت بعد منتصف ليل أمس غارات عدة على أحياء بني زيد وكرم الجبل وبستان الباشا والجندول في شمال حلب، تزامناً مع قصف جوي على أحياء أخرى في شرقها”. وأفاد عن قصف جوي استهدف مناطق عدة في ريفي حلب الشمالي والجنوبي.

 

وفي غرب حلب، أشار المرصد إلى سقوط قذائف بعد منتصف الليل على حيي حلب الجديدة وقرب حي الحمدانية الخاضعين لسيطرة قوات النظام.

 

وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” ليل الثلاثاء، بمقتل عامل نظافة في حي الراموسة في مدينة حلب ليل الثلاثاء، جراء إصابته “برصاص قنص” مصدره “المجموعات الإرهابية” في حي مجاور.

 

وتم التوصل إلى الهدنة المعلنة في حلب استناداً الى اتفاق روسي أمريكي. وجاءت في إطار وقف الأعمال القتالية، الذي بدأ تطبيقه في مناطق عدة في 27 شباط/فبراير، لكنه ما لبث أن انهار في حلب حيث قتل نحو 300 مدني في غضون أسبوعين، ليتم الاتفاق على هدنة جديدة تم تمديدها مرتين، وتنتهي بعد منتصف هذا الليل.

 

في وسط سوريا، أفاد المرصد بوقوع اشتباكات عنيفة بين قوات النظام وتنظيم “الدولة الإسلامية” في محيط مطار التيفور العسكري غرب مدينة تدمر الأثرية في ريف حمص الشرقي، غداة قطع الجهاديين طريق إمداد رئيسية تربط تدمر بمدينة حمص.

 

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن الأربعاء إن تمكّن الجهاديين من قطع الطريق يأتي في إطار “هجوم هو الأوسع للتنظيم في ريف حمص الشرقي، منذ استعادة قوات النظام بدعم روسي سيطرتها على تدمر” في 27 آذار/مارس.

 

وأضاف أن “تمكن التنظيم من قطع الطريق يشكل دليلاً على أنه لا يزال قوياً وقادراً على شن هجوم مضاد، كما يظهر أن قوات النظام لا تملك عديداً كبيراً على الأرض، وغير قادرة على تحصين مواقعها بغياب الدعم الروسي”.

 

وتعد طريق الإمداد التي قطعها التنظيم، طريقاً رئيسية بين حمص وتدمر، لكنها ليست الوحيدة لوجود طرق فرعية أخرى، بحسب المرصد.

 

مقاتلو المعارضة السورية يحتفظون بأسرى وجثث 12 من قوات الحرس الثوري

تنظيم «الدولة الإسلامية» يعلن إسقاط طائرة مروحية عسكرية للنظام

عواصم ـ وكالات ـ «القدس العربي»: أعلن مسؤول عسكري إيراني الثلاثاء أن الجهاديين يحتفظون بجثث 12 من العسكريين الإيرانيين الـ13 الذين قتلوا الأسبوع الماضي في منطقة حلب في سوريا، وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء الطلابية الإيرانية «ايسنا»، فيما اعتبرت وسائل إعلام إيرانية، الخسائر الكبيرة التي لحقت بالقوات الإيرانية في منطقة «خان طومان» في ريف محافظة حلب السورية «كارثة»، نجمت عن «خرق» جيش الفتح الذي يضم عددا من فصائل المعارضة السورية، للهدنة المعلنة في حلب.

وقال حسين علي رضائي المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني في محافظة مازندران في شمال إيران إن «12 من جثث الشهداء الـ13 هي بأيدي المجموعات التكفيرية».

وأضاف أنه «بعد تحرير المنطقة حيث تجري معارك، سيكون بوسعنا استعادة الجثث».

من جهة أخرى أفاد النائب المحافظ إسماعيل كوسري أن مقاتلي الفصائل المسلحة في سوريا «يحتجزون خمسة أو ستة» عسكريين إيرانيين. غير أن أي مسؤول عسكري أو سياسي كبير لم يؤكد الخبر.

وقتل 13 «مستشارا عسكريا» إيرانيا من الحرس الثوري. وأصيب 21 آخرون بجروح الأسبوع الماضي في بلدة خان طومان بريف حلب الجنوبي، وجميعهم من محافظة مازندران.

ونددت طهران بسيطرة «جبهة النصرة» على خان طومان، وتوعد المسؤولون الإيرانيون بـ»انتقام عظيم».

من جانبه أثنى الرئيس حسن روحاني على دور الحرس الثوري في المنطقة، في خطاب ألقاه الثلاثاء في كرمان (جنوب شرق).

وقال روحاني إن «الحرس الثوري اليوم لا يتحمل مسؤولية ضمان أمن البلاد فقط إلى جانب الجيش والشرطة والباسيج (ميليشيا تابعة للحرس الثوري)، بل كذلك أمن البلدان التي تطلب مساعدتنا» من أجل «الدفاع عن مواقعنا المقدسة في العراق وسوريا، والدفاع عن المستضعفين في لبنان وفلسطين وأفغانستان وفي أي مكان يطلب منا ذلك». وأشاد روحاني بقائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني.

وقال «اليوم حين ننظر إلى إيران وأفغانستان والعراق وسوريا وفلسطين، نرى آثار بسالة الجنرال سليماني وشجاعته».

الى ذلك قال المرصد السوري لحقوق الإنسان وتنظيم «الدولة الإسلامية» إن التنظيم قال إنه أسقط طائرة هليكوبتر للجيش السوري أمس الثلاثاء في منطقة صحراوية في وسط سوريا حيث يحتدم القتال.

وقالت وكالة «أعماق» المرتبطة بتنظيم «الدولة» إن طائرة الهليكوبتر أسقطت قرب صحراء تدمر بين حمص ومدينة تدمر.

ولم يعلق الجيش السوري على التقرير لكنه قال في وقت سابق إن طائراته الحربية قصفت دفاعات «الدولة الإسلامية» في المنطقة وأصابت قوافلها على مقربة من حقل غاز الشاعر الذي سيطر عليه المتشددون يوم الخميس الماضي.

وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا أن المتشددين يكسبون أرضا جديدة. وقال المرصد أمس الثلاثاء إنهم استولوا على ثكنة عسكرية مهجورة على بعد عشرة كيلومترات من مطار التيفور العسكري قرب موقع إسقاط طائرة الهليكوبتر.

وقالت «أعماق» في وقت سابق أمس الثلاثاء إن مسلحي التنظيم استولوا على نقطتي تفتيش قرب المطار وقتلوا ما لا يقل عن 20 جنديا واستولوا على مدفعية ومدرعات ثقيلة.

 

توتر «درزي ـ علوي» في دمشق

بعد ضرب مسلحين تابعين للمخابرات السورية لـ«شيخ عقل»

دمشق ـ «القدس العربي» ـ من هبة محمد: شهدت مدينة جرمانا بالقرب من العاصمة السورية دمشق، توترا أمنيا واحتجاجات واسعة من قبل أبناء الطائفة الدرزية، على خلفية اعتقال «شيخ العقل» مؤنس حمزة وإهانته وهو بالزي الديني الخاص بالطائفة، وضربه بالشارع، من قبل اللجان الشعبية من أبناء الطائفة العلوية، المدعومين برجال الأمن والمخابرات، الأمر الذي أثار غضب مشايخ الطائفة وشبانها في المدينة، فقطعوا الطرقات وفرضوا حظرا للتجوال، في ظل حالة من التوتر وتبادل إطلاق الرصاص العشوائي من قبل الجانبين.

وقال الناشط الإعلامي ساري من سكان مدينة جرمانا في حديث خاص لـ «القدس العربي»: إن الجهات اﻷمنية قامت مساء أمس باعتقال الشيخ مؤنس حمزة وضربه في الشارع أمام أعين الناس، فتجمع العشرات من المشايخ وأقارب الشيخ وأبناء الطائفة في حي الخضر، الذي شهد حالة من التوتر وإطلاق النار المتبادل في الهواء، تبعها إغلاق المحال التجارية وفرض حالة من حظر التجول».

وأردف المتحدث «وعقب ساعات من الحادثة، انتشرت شائعات تفيد بأن اللجان الشعبية من العلويين المدعومين برجال الأمن قد أطلقوا سراح الشيخ أبو منذر حمزة الأمر الذي اضطر المسلحين الدروز إلى خفض وتيرة التشنج، التي ما لبثت أن عادت بشكل محتقن ومتزايد تخلله إطلاق نار كثيف، وقطع الطريق الرئيسي للمدينة، وتهديد بزيادة التصعيد، إثر عقد اجتماع في مجلس مدينة جرمانا ضم عددا من رجال الدين ووجهاء الموحدين الدروز من جهة وعددا من مسؤولي المخابرات وقيادات أمنية تمثل النظام السوري، وفض الاجتماع دون التوصل لنتيجة».

وذهب الشاب باسل مرشد إلى أن ما حدث في جرمانا كان مدبرا ومجهزا له بشكل دقيق من قبل مخابرات النظام و»خاصة أن ضرب الشيخ مؤنس حمزة واعتقاله تم وهو بالزي الديني الأمر الذي يعتبر بحسب عادات وتقاليد بني معروف إهانة لطائفة الموحدين الدروز بالكامل».

فيما نشر موالون لنظام الحكم على صفحاتهم الإعلامية، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مبررين إهانة اللجان الشعبية لرجل الدين مؤنس حمزة بأن الأخير كان «يقوم بتهريب السلاح الى داخل مدينة جرمانا، عندما قبض عليه رجال الأمن، وتم توضيح السبب ضمن الاجتماع الذي ضم مشايخ الطائفة»، بحسب المصدر.

 

عشرات الآلاف ينتظرون في تركيا على أمل انهيار اتفاق اللاجئين للعبور إلى أوروبا

إسماعيل جمال

 

إسطنبول ـ «القدس العربي»: ينتظر عشرات الآلاف من المواطنين العرب ومن جنسيات أخرى في تركيا على أمل انهيار اتفاق اللاجئين بين تركيا والاتحاد الأوروبي الذي تمكن من إيقاف حركة الهجرة من السواحل التركية إلى الجزر اليونانية ومنها إلى قلب أوروبا بعد مرور أكثر من مليون مهاجر منذ بداية العام الماضي.

وخلال الأيام الأخيرة، تصاعدت المخاوف بشكل غير مسبوق حول احتمال انهيار اتفاقية إعادة القبول بين تركيا والاتحاد، عقب تصريحات حادة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان شدد خلالها على أن بلاده لن تنفذ بعض شروط المفوضية الأوروبية المتبقية من أجل السماح بعبور الأتراك إلى دول الاتحاد بدون تأشيرة الدخول «شنغن».

وتربط تركيا بشكل كامل، بين إيفاء الاتحاد الأوروبي بوعده بإعفاء الأتراك من تأشيرة الدخول، وبين الاستمرار في تنفيذ اتفاق اللاجئين «إعادة القبول» الذي قبلت تركيا بموجبه قبول إعادة اللاجئين الذي يصلون إلى اليونان من أراضيها بعد تاريخ 20 آذار/مارس الماضي.

وبسبب هذه الإجراءات، لم تشهد الأيام الخمسة الأولى من مايو/ أيار الحالي، أي تدفق للمهاجرين وطالبي اللجوء، إلى أوروبا من تركيا، عبر بحري إيجه والمتوسط، حيث انخفضت وتيرة الهجرة بشكل ملموس، بعد اتفاق بروكسل بين تركيا والاتحاد الأوروبي في آذار/مارس الماضي.

وتشير معطيات خفر السواحل التركية، إلى أن عدد المهاجرين الذين جرى ضبطهم في بحري إيجه والمتوسط خلال العام الماضي 91 ألفا، و611 شخصًا، فيما توقفت موجة اللجوء، التي شهدت ارتفاعًا خلال الأشهر الثلاثة الأولى من 2016، عقب دخول اتفاق «إعادة القبول» حيز التنفيذ، في 20 مارس/ آذار الماضي.

ولكن في حال انهيار الاتفاق، يتوقع أن يتدفق إلى أوروبا مئات الآلاف من اللاجئين خلال الأسابيع الأولى بفعل تكدس أعداد كبيرة من الذين ينتظرون هذه اللحظة في تركيا، بالإضافة إلى تكهنات بأن تعمل أنقرة على تسهيل وصولهم للاتحاد كـ»خطوة انتقامية» بسبب عدم تنفيذ الاتفاق.

أحد مهربي البشر والذي تحدث لـ»القدس العربي» رافضاً الكشف عن اسمه، أكد أن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة التركية واليونانية بالإضافة إلى الدوريات التي تقوم بها السفن الحربية التابعة لحلف شمال الأطلسي الناتو على مدار الساعة، كل ذلك جعل من أمكانية وصول السفن من تركيا إلى الجزر اليونانية أمر شبه مستحيل، على حد وصفه.

وأوضح المُهرب (عربي الجنسية)، أن العامل الآخر والأهم هو اتفاقية إعادة القبول والتي جعلت من ركوب البحر مقامرة خاسرة، فمن يصل سالماً إلى الجزر اليونانية سيتم إعادته إلى تركيا، وقال: «تردنا بعض الطلبات بأعداد قليلة هذه الفترة ونعمل بشكل محدود جداً على أمل تغير الأوضاع»، مستدركاً: «لكن بالمقابل تصلنا حجوزات واستفسارات يومية عن نية الآلاف العبور إلى أوروبا في حال انهيار الاتفاق وتخفيف السلطات التركية قبضتها عن الساحل».

فاضل محمد، شاب سوري يؤكد لـ«القدس العربي» أنه عازم على الذهاب إلى أوروبا بكل الطرق الممكنة، لكنه قال: «أنتظر الوقت المناسب، الآن نهاية الشتاء والأجواء ما زالت صعبة، والأمن التركي شدد إجراءاته، لكن أملنا كبير أن يتغير الموقف التركي ونحن نتابع يومياً الأنباء عن احتمال انهيار الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي».

ويقول ياسين (33 عاماً) من العراق: «ليس أمامنا خيارات اصطحبت عائلتي من العراق إلى تركيا لكي أصل إلى أوروبا، الحياة هنا غالية جداً وأنا لا أقدر على ذلك، وفي أقرب فرصة ممكنه سأصطحب عائلتي إلى أوروبا مهما كانت المخاطر فلن تكون أسوأ من الظروف السابقة التي مررنا بها».

باسل (21 عاماً) فلسطيني من غزة، يقول: «بعد أشهر من الإجراءات حصلت على فيزا إلى تركيا بحجة الدراسة، وبعد أشهر من المحاولات خرجت من معبر رفح لإسطنبول، ليس لدي المال الكافي وأعيش ظروف صعبة هنا، سأذهب إلى اليونان ومن ثم إلى ألمانيا في أقرب فرصة».

وأضاف: «نضع آمال كبيرة على انهيار الاتفاق وانتهاء الحظر التركي، يقولون انه ربما ينهار خلال شهر، أنا لا استطيع الانتظار هنا أكثر من ذلك، حتى لو لم ينهار الاتفاق سأركب البحر إلى اليونان وسأجرب ماذا سيحصل، لم يعد لدي ما أخسره».

وفي مقابل تأكيد أردوغان على عدم تلبية شروط الاتحاد، أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرولت، الاثنين، أن على تركيا التي وصفها بـ»الشريك الصعب» في الاتحاد الأوروبي، أن تلبي الشروط التي فرضها الأخير لتطبيق مبدأ إعفاء الأتراك من تأشيرات الدخول.

وقال الوزير أنه «طالما لم تلب تركيا كل الشروط فلن يتم تطبيق مبدأ الإعفاء»، مضيفاً: «الاتحاد يفرض 72 معياراً لإعفاء الأتراك من تأشيرات الدخول.. لا يزال هناك عدة معايير لم تحترم منها دولة القانون التي على تركيا تطبيقها».

وفي لهجة تصالحيه، أعرب أردوغان، الاثنين، عن أمله في أن يؤدي إعفاء الأتراك من التأشيرات لدخول فضاء شنغن إلى تسريع مفاوضات انضمام بلاده إلى الاتحاد الأوروبي، مؤكداً أن عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي «هدف استراتيجي»، وذلك بعد يوم واحد من قوله: فاليسير الاتحاد الأوروبي من طريق ونحن في طريق آخر».

من المقرر، أن يعقد البرلمان الأوروبي جلسة خاصة اليوم الأربعاء لبحث آخر ما توصلت إليه إجراءات رفع تأشيرة دخول المواطنين الأتراك إلى دول الاتحاد، في اجتماع هام سيؤشر إلى أي مدى يمكن أن يرضخ الاتحاد لتهديدات أردوغان وتفادي تدفق عشرات وربما مئات آلاف اللاجئين الجدد.

 

اللاجئون السوريون في الأردن.. وقف الدعم الطبي يفاقم معاناتهم

عمان – هبة أبو طه

تدعو هند اللاجئة السورية في الأردن، الله ليشفي والدتها التي تعاني شللا نصفيا إثر جلطة دماغية أصابتها، وأن يخفف عنها معاناتها وآلامها، إذ لا تستطيع العائلة الفقيرة غير الدعاء، بعد قرار مجلس الوزراء الأردني الصادر في نهاية عام 2014، بمعاملة اللاجئين السوريين في المراكز الصحية الحكومية والمستشفيات، كالأردنيين الذين ليس لديهم تأمين صحي.

 

تقطن هند في منطقة أم نوارة (إحدى المناطق الفقيرة في العاصمة عمان)، وكانت قد قدمت إلى الأردن بحثا عن حياة كريمة تعيشها وعائلتها بطمأنينة، لكنها اليوم تتمنى العودة إلى مسقط رأسها سورية.

 

هروب من الحرب إلى شقاء اللجوء

 

تقول هند “أشعر بالقهر كل يوم لعدم تمكننا من علاج الوالدة. حتى الطعام أصبح حلما لعائلتي”، تضيف بغضب “كنت أظن أن صفة اللجوء ستكسبني أنا وشقيقتي ووالدتي وزوجة أخي وطفلتها، حقوقنا الأساسية في تأمين العلاج والسكن والغذاء”. تتابع والحزن باد على وجهها، “لم يحتمل قلبي رؤية والدتي وهي تتألم بشدة أمامي، اضطررت إلى إسعافها، قبل فترة وجيزة إلى مستشفى حكومي، هناك أخبروني أنها بحاجة للبقاء في المستشفى لمراقبة حالتها الصحية، ذهبت للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين آملة بأن تقدم لي العون، ولكنها رفضت. فما كان لي إلا أن استلفت من أحد معارفي مبلغ تسعين دينارا أردنيا، ذهب كله لسداد فاتورة العلاج. وتم إجبارنا على الخروج من المستشفى، رغم حاجة والدتي الماسة للبقاء تحت المراقبة”.

 

عائلة هند واحدة من أصل ست عائلات وثق حالاتها “العربي الجديد”، لأسر تشكو عجزها حتى عن تأمين أبسط أنواع العلاج للمرضى من أفرادها، من بين هؤلاء أم يحيى التي لا يختلف حالها عن حال أم هند، فهي الأخرى تحلم بشراء دواء و”حفاظات” وعلاج لابنها ذي السبعة وعشرين عاما المصاب بشلل كامل.

 

تقول أم يحيى التي تقطن في حي وادي عبدون في وسط عمان، “كان ولدي يعالج في سورية إلى أن أجبرتنا الظروف التي تعيشها بلادي على اللجوء للأردن، لم أستطع إكمال علاجه لضيق الحال”. وتضيف “لا يوجد من يعيننا، فولدي الآخر، محمود، عمل في حمل الألواح وتنزيلها إلى أن أصيب بشد عضلي، وابني الثالث مات في سورية خلال الثورة”.

 

وتتشابه قصص هؤلاء السيدات، وإن اختلفت التفاصيل. ومنهن الأرملة أم أيمن، التي لديها خمسة أبناء، والتي تتنهد حين تقول “لا نطلب قصورا نسكنها. لا نريد سوى الحماية من المرض والجوع كي نحيا ليوم تنتهي فيه محنتنا ونعود إلى أرضنا، للأسف نحن هربنا من موت إلى موت آخر، تحت معاناة المرض والجوع”. وأيضا، أم عادل، البالغة من العمر ستين عاما، وتعاني مرضا في القلب، وظروفا مشابهة لسابقاتها. تقول “أنا لم أعد أهتم بالغذاء بالدرجة الأولى بعد إيقاف الدعم الطبي، ما يشغلني الآن هو تحصيل خمسين دينارا من أي فاعل خير، لأشتري بها دواء”.

 

استياء متزايد من رفع الدعم

 

لم يتوقف المتطوعون والناشطون في إغاثة اللاجئين السوريين من إبداء تخوفهم واستيائهم من ازدياد الضرر الواقع على الحالات الكثيرة من المرضى والمصابين في الحرب، منذ قرر مجلس الوزراء الأردني معاملة اللاجئين السوريين كمعاملة الأردنيين غير المؤمَّنين في تشرين الثاني/نوفمبر، من عام 2014، وحتى اليوم، إذ ينبه الناشط الأردني في إغاثة السوريين محمود صدقة، إلى خطورة الاستمرار في وقف الدعم الطبي. ويشير بشكل خاص إلى أصحاب الأمراض المزمنة ومن يعانون من السرطان وغسيل الكلى وحالات الخداج، مبديا تخوفه من عدم قدرة اللاجئين على تحمل تكاليف العلاج. ويحمل صدقة المسؤولية الكاملة لتردي أوضاع اللاجئين الصحية للمفوضية.

 

في المقابل، يدافع مدير التأمين الصحي في الأردن الدكتور خالد أبو هديب، عن وجهة النظر الرسمية من الأمر، قائلا لـ”العربي الجديد”:”كان السوريون في بداية لجوئهم يتلقون العلاج من دون أن يسألوا عن إمكانية الدفع، بعد ذلك تعهدت المفوضية بسداد تكاليف علاجهم إلى أن ارتفعت المبالغ المطلوبة من المفوضية بشكل كبير جدا، ولم تعد قادرة على الالتزام بالدفع، مما شكل عبئا على الأردن في تحمل الكم الهائل من المطالبات المالية”.

 

ويضيف “احتراما منّا للأشقاء السوريين، كان القرار بأن تتم معاملتهم كمعاملة الأردني من حيث الفاتورة العلاجية؛ أي لا يتحمل أية نفقات إضافية على عكس المغتربين الآخرين”.

 

وفي السياق، يوضح الناطق باسم مفوضية شؤون اللاجئين في الأردن محمد حواري، أنه تم تصنيف اللاجئين إلى فئات حسب درجة الاحتياج، قائلا لـ”العربي الجديد”، “من يحظى بالعلاج هم الأكثر احتياجا أما الفئات الاخرى فيتم علاجها على حسب الإمكانات، ولدى حاجة أحدهم للعلاج يذهب إلى أحد مراكز العون الطبي، ومن ثم تشكل لجنة فورا وتقيم الحالة لترفعها للمفوضية ويتم علاجها حسب الإمكانية، وأما حالات الولادة فيجب الإخطارعنها قبل فترة، وتتكفل المفوضية بتكاليف الولادة، كما يوجد لدينا خدمة جديدة تسمى المساعدة النقدية للعلاج من خلال صرف مبلغ مالي للاجئ، ويقوم هو بدفعه للطبيب وهذا يوفر الكثير من المصاريف”.

 

شكاوى من المماطلة وسوء المعاملة

 

بـ”طبقية وتعال” تعاملت الموظفة المسؤولة في المفوضية مع هند، واكتفت بالرد على شكواها، حول حاجة أمها إلى توفير نفقات العلاج سريعا، قائلة على حد قول اللاجئة السورية “لا نستطيع تقديم كل المساعدة التي تريدينها من تأمين سكن وعلاج، عليك بالعودة أنت وعائلتك للمخيم مرة أخرى”، وتتساءل هند “لماذا نحن مسجلون بالمفوضية كلاجئين في حين يرفضون مساعدتنا؟”.

 

من جانبها، تقول أم يحيى “جاءت لجنة من المفوضية لزيارتنا، واطلعت على حال ابني المصاب بالشلل وسجلت في أوراقها: وجود حالة إنسانية في منزلي تتطلب المساعدة، ثم غادرت اللجنة، وحتى الآن لم أحصل على أية مساعدة من المفوضية”.

 

وردا على هذه الشكاوى، استهجن الناطق باسم المفوضية محمد حواري، الادعاءات السابقة بخصوص المماطلة وسوء المعاملة. ويوضح “نحن لا نسمح للموظفين بالمفوضية بالاعتداء على أي لاجئ بكلمات جارحة، فنحن المظلة التي تحميه بعد أن فقد أغلى ما عنده وهو الوطن”.

 

5000 أسرة على قائمة الانتظار

 

يرجع محمد حواري تقصير المفوضية في بعض الجوانب إلى قلة الموارد المالية والتمويل، لافتا إلى أن المفوضية قدمت مساعدات نقدية إلى نحو 32400 عائلة سورية، من أصل 633000 لاجئ سوري مسجل لديها.

 

ورغم تقديم المساعدات لهذا العدد إلا أن 5000 أسرة، ما زالت على قوائم الانتظار، للمرضى الذين يحتاج علاجهم إلى التمويل والدعم.

 

ومن جهتها تقول نسرين خزنة، عضو مجلس إدارة منظمة سوريات عبر الحدود (تأسست منذ أكثر من أربع سنوات، وتم تسجيلها في بريطانيا والأردن): “أصبح عدد الجرحى غير معقول، فقررنا إنشاء مركز للمصابين في الأردن، لكننا نشكو أحيانا من قلة التمويل، خاصة للسوريين من غير المصابين في أحداث الثورة، ما نعيشه كارثة بحجم وطن، لا أحد يساعدنا على علاج المرضى سوى منظمة أطباء بلا حدود و منظمة “الهاندي كاب” لمساعدة المعاقين، وبعض المتطوعين”.

 

وبينت أنهم تمكنوا من علاج 337 رجلا، و28 امرأة، و 40 طفلا منذ عام 2012 إلى عام 2015.

 

حقوقيا، يرى أمجد شموط، رئيس مركز الجسر لحقوق الإنسان، أن “تدفق اللاجئين بشكل كبير على الأردن فرض واقعا إنسانيا مؤلما جدا، وشكل عبئا على المنظمات الدولية التي لم تعد تتوافر لديها الإمكانات اللازمة في تقديم الدعم وتوفير خدمات الإغاثة والرعاية”.

 

بدوره، يطالب محمد الحسيني، مدير مركز هوية (منظمة مجتمع مدني تهتم بتطوير المجتمع)، “الدولة الأردنية بالضغط على المجتمع الدولي لتغطية تكاليف اللجوء السوري، لأن وضع البلاد لا يتحمل ذلك، خاصة أن المجتمع الدولي لم يغط سوى جزء ضئيل من خطة الاستجابة لحاجيات اللاجئين”.

 

وفي الوقت نفسه، يؤكد الحسيني ضرورة التزام الأردن بالإطار العام لحقوق الإنسان، إذ يتوجب على الدولة الأردنية حماية اللاجئين وتأمين الحياة والعيش الكريم لهم، مضيفا “لا يعقل أن يحرم اللاجئ من الدواء والغذاء والعمل، فإما التكفل بتأمين احتياجاته كلاجئ أو السماح له بالعمل بشكل رسمي”.

 

سورية: غارات بريف حلب والنظام يحشد قواته بالغوطة

أحمد حمزة

شن الطيران الحربي صباح اليوم الأربعاء، غارات جديدة في مناطق بريف حلب الجنوبي، بعد يومٍ واحد من تجدد الهجمات الجوية  على أحياءٍ بالمدينة وريفها، بينما حشدت قوات النظام قواتٍ وآليات عسكرية على أطراف منطقة المرج، وسط الغوطة الشرقية لدمشق.

 

وأفاد ناشطون وشهود عيان في حلب، بأن الطيران الحربي جدد استهدافه صباحاً، لبلدة خان طومان، التي كانت فصائلُ عسكرية مقاتلة للنظام السوري، سيطرت عليها يوم الجمعة الماضي، بعد معارك استمرت لساعات، مع المليشيات الأجنبية المتحالفة مع النظام.

 

وكانت عدة مناطق بريفي حلب الجنوبي والغربي، تعرضت أمس لهجمات جوية، بلغت نحو 75 غارة، كما استهدف الطيران الحربي، حيي القاطرجي وكرم الجبل الواقعين بمدينة حلب، رغم الإعلان عن تمديد “نظام التهدئة” هناك، لثلاثة أيامٍ إضافية، بدءاً من ليل الإثنين – الثلاثاء، لكن ساعات الصباح الأولى اليوم تشهد هدوءاً حذراً في أحياء المدينة.

 

” من جهة أخرى، أحبطت فصائل مسلحة في المعارضة السورية ليل أمس، محاولة تقدمٍ لقوات النظام في ريف حمص الشمالي، إذ أكد المتحدث باسم “مركز حمص الإعلامي” محمد السباعي لـ”العربي الجديد”، أن مقاتلي الفصائل “أحبطوا محاولات قوات الأسد التسلل على جبهة حاجز زكبو المحرر في الجبهة الغربية”.

 

كما تحدث عن “تفجير آلية عسكرية للنظام، وإفشال محاولة تسلل أيضاً، على الجبهة الجنوبية بمدينة تلبيسة، وأن الثوار في جيش التوحيد يستهدفون بالمدافع والرشاشات الثقيلة قوات النظام المتمركزة بمعسكر ملوك”.

 

بموازاة ذلك، أكدت مصادر محلية في ريف دمشق لـ”العربي الجديد”، أن “قوات النظام تحشد منذ يوم أمس دبابات وجنودا في منطقة المرج وسط الغوطة الشرقية”، فيما “يبدو أنها تستعد لشن هجومٍ جديدٍ هناك”، إذ تحاول منذ أشهر التقدم بمناطق المرج”.

 

ولفتت المصادر إلى “شن الطيران الحربي يوم أمس أكثر من 12 غارة في مناطق وسط الغوطة” التي تسعى قوات النظام للتقدم فيها، وسلخ مناطق القطاع الجنوبي وأبرزها زبدين ودير العصافير، عن مناطق سيطرة المعارضة شمالي الغوطة.

 

إيران تحمّل روسيا مسؤولية خسائرها في حلب

طهران تتوعد بالانتقام من المتسببين بنكستها في خان طومان وارتباك كبير جراء تزايد أعداد القتلى الإيرانيين.

لندن – قال مراقبون للشأن الإيراني إن البلاد تعيش حالة حرب حقيقية في سوريا، مع ما يستدعيه ذلك من إصدار بيانات عسكرية وإطلاق تصريحات استنهاض واستنفار لرفد الجهد الحربي لتبرير تنامي أعداد الخسائر البشرية في صفوف “المستشارين” الإيرانيين.

وتعتبر إيران نفسها في حالة حرب منذ أن أعلنت عن إرسال قوات خاصة من اللواء 65 التابع للجيش الإيراني، وليس للحرس الثوري وفيلق القدس، بما يعني أن الدولة الإيرانية، وليس جناحها المحافظ فقط، متورطة مباشرة في العمليات العسكرية في سوريا.

 

ويأتي الانخراط الإيراني متكاملا برا مع التدخل الروسي جوا، رغم تباين أجندات الطرفين على النحو الذي يدفع روسيا إلى سحب تغطيتها لمعركة حلب بعد التفاهم مع واشنطن، إلى جانب الإعلان عن سحب كل طائراتها من طراز “سوخوي 25” المتواجدة في سوريا، فيما تعتبر إيران ونظام الرئيس بشار الأسد أن معركة حلب ضرورة لا تراجع عنها.

 

وقد بدت الأوساط الإيرانية مرتبكة في الأيام الأخيرة جراء تزايد أعداد القتلى الإيرانيين. فقد أعلنت طهران رسميا عن سقوط 34 عنصرا بين قتيل وجريح في معركة خان طومان (15 كيلومترا جنوب غرب حلب)، فيما قالت مصادر في المعارضة السورية إن الرقم أكبر من ذلك بكثير وقــد يصل إلى المئات.

 

ونقلت تقارير عن منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة، معلومات قالت المنظمة إنها حصلت عليها من داخل قوات الحرس الثوري، تفيد بأن معركة خان طومان التي وقعت يوم الجمعة الماضي، أفشلت خطة إيرانية لاحتلال حلب، تعمل عليها قوات الحرس الثوري منذ أشهر.

 

وتعتقد أوساط دبلوماسية أن لمعركة خان طومان بعدا استخباراتيا عالي المستوى، ذلك أن الهجوم استند على معلومات قد يكون مصدرها أجهزة إقليمية أو دولية.

 

واعترف أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران اللواء محسن رضائي بأن مدينة خان طومان “تعرضت لهجوم مباغت” وتمت السيطرة عليها وانتزاعها من قبضة قوات النظام والمستشارين الإيرانيين.

 

ووصفت صحف إيرانية المعركة بـ”الغارة الأميركية” على الهدنة، في الوقت الذي قال فيه رضائي إنه “تم إسناد التكفيريين بغطاء ناري من قبل قوات الجيشين السعودي والتركي” في هذه المعركة.

 

ويتطور الخطاب الإيراني في توصيف انخراط طهران في الحرب السورية من “الدفاع عن المراقد”، إلى مكافحة الإرهابيين والتكفيريين، على حد قول علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الإيراني الأعلى.

 

وعادة ما يكون التوصيف الأول موجّها للداخل المتديّن في بعده المذهبي الشيعي، فيما يستهدف التوصيف الثاني، الذي يتبناه دبلوماسيون مخضرمون في حكومة الرئيس حسن روحاني، التماهي مع الخطاب الدولي في الحرب ضد الإرهاب.

 

وعزت طهران خسائرها الأخيرة في ريف حلب إلى تقصير روسيا العسكري وفق وكالتي أنباء “فارس” و”تسنيم” المقربتين من الحرس الثوري الإيراني. وقالت وكالة “تسنيم” إن “ثقة روسيا بالوعود الأميركية كانت وراء تراخي قواتها في حلب، مما تسبب في إلحاق خسائر كبيرة في صفوف الحرس الثوري”.

 

ويرى مراقبون أن تأكيد طهران على أسر 6 من جنودها في سوريا، وفق تصريحات إسماعيل كوساري رئيس لجنة الدفاع بالبرلمان الإيراني، يعني أنه لم يعد بالإمكان إخفاء الأمر، خصوصا وأن التململ الشعبي المضمر بات يأخذ أشكالا علنية.

 

وأشاروا إلى بيان أصدره الحرس الثوري يدعو فيه الإيرانيين إلى “الهدوء”، في معرض التعليق على خسائر الأيام الأخيرة في سوريا.

 

وتناقلت وسائل إعلام مقربة من إيران أنباء تتحدث عن انتقال الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري للإشراف على “معركة حلب”. وتعتبر أوساط المعارضة السورية أن هذه التسريبات هي مناورات إعلامية تهدف إلى رفع معنويات القوات الإيرانية في سوريا.

 

وإذا كانت هذه المعلومات صحيحة فستعني إعادة الاعتبار لسليماني وفيلق القدس في الحرب السورية، لا سيما بعد ظهور أعراض تململ داخل الجيش الإيراني، عبّر عنها بمواربة القائد العام للجيش الإيراني عطا الله صالحي، حين اعتبر أن تواجد عناصر من اللواء 65 التابع للجيش جاء تطوعيا، أي لا يخضع لأوامر من قيادة الجيش.

 

ويرى خبراء أنه لا مجال في الوقت الحاضر لتراجع إيران عن انخراطها الكامل في الحرب السورية، ما يفسر إرسال مستشار المرشد الأعلى الإيراني للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي إلى دمشق، وتأكيد مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبداللهيان استمرار بقاء “المستشارين العسكريين الإيرانيين في سوريا”.

 

ولا تريد إيران استمرار الهدنة. وتشنّ كافة الأوساط العسكرية والدبلوماسية الإيرانية هجوما ضد وقف إطلاق النار.

 

واعتبر أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني أن ما حدث في خان طومان بريف حلب، أثبت أن مخاوف إيران كانت صحيحة وتتناسب مع واقع الساحة، وأن “وقف إطلاق النار إنما هو فرصة تستغلها الدول الداعمة لترميم التنظيمات الإرهابية”.

 

كيري يحذر روسيا من (المستنقع السوري)

شدد على ضرورة إيجاد حل سياسي

إيلاف- متابعة

حذر جون كيري روسيا من الغرق في المستنقع السوري، مشددًا على ضرورة إيجاد حل سياسي لحرب امتدت أكثر من خمس سنوات، قائلاً: “في الحقيقة هي أكثر من حرب”.

 

واشنطن: قال وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، إن لدى روسيا عددًا من المصالح في سوريا، مؤكدًا على أهمية دفعها باتجاه التوصل إلى حل سياسي إذا أرادت تفادي ما وصفه بـ”المستنقع السوري.”

 

جاء ذلك في مقابلة مع كيري اجرتها CNN حيث قال: “روسيا تتصيد الحل السياسي الذي تريده في سوريا، ولا يعني هذا بالضرورة أن تلك معادلة يمكن العمل بها، ونحن نفهم ذلك جيدًا، ولكن ما كان بإمكاننا التوصل إلى وقف إطلاق للنار المبدئي دون روسيا، وذلك أدى إلى انقاذ آلاف الأرواح، حرفيًا.”

 

وردًا على سؤال حول ما الذي يدفع الوزير للاعتقاد بأن روسيا شريك بالفعل في ما يتعلق بوقف إطلاق النار بسوريا والتوصل إلى حل سياسي، في الوقت الذي هي فيه شريك لبشار الأسد؟ قال كيري: “هل هذا الوضع مثالي؟ لا، هل هناك مشاكل أخرى يجب العمل عليها؟ نعم، هذه حرب امتدت لخمسة أعوام، وفي الحقيقة هي أكثر من حرب.”

 

وتابع قائلاً: “لدى روسيا مصلحة في عدم انغماسها بسوريا، ولديها مصلحة أيضا في عدم التحول إلى هدف بالنسبة للعالم السني بأكمله ويطاردها كل جهادي في المنطقة.”

 

وأضاف الوزير الأميركي: “روسيا لديها مصلحة جوهرية -هذا مكلف للغاية، والاقتصاد الروسي لا يتصاعد ولديهم تحديات أخرى- ما أعنيه هو أن لدى روسيا الكثير على الطاولة، وإذا أرادت روسيا حقًا تفادي المستنقع في سوريا، فإن عليها إيجاد حل سياسي في البلاد.”

 

داعش يقطع طريق امداد بين حمص وتدمر

في هجوم يعد الاوسع للتنظيم منذ شهرين

أ. ف. ب.

قطع داعش طريق إمداد مهمة بين حمص وتدمر، حيث تسيطر قوات النظام السوري على هاتين المدينتين بعد استعادتهما بمساعدة من الطيران الروسي قبل نحو شهرين.

 

بيروت: تمكن تنظيم الدولة الإسلامية الثلاثاء من قطع طريق إمداد رئيسية بين حمص وتدمر، بعد أسابيع من استعادة الجيش السوري السيطرة على المدينة الأثرية، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

 

وقال المرصد السوري إن تنظيم الدولة الإسلامية “تمكن من قطع طريق الإمداد الرئيسية بين حمص وتدمر قرب مطار التيفور العسكري بعد شنه هجومًا من شرق حمص”.

 

وتسيطر قوات النظام السوري على هاتين المدينتين، بعدما تمكن الجيش في نهاية مارس بدعم من الطيران الروسي من استعادة السيطرة على مدينة تدمر المدرجة على لائحة اليونيسكو للتراث العالمي.

 

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن “تمكن التنظيم من قطع الطريق يأتي في إطار هجوم هو الاوسع له منذ استعادة الجيش بدعم روسي السيطرة على تدمر” في 27 مارس.

 

وأضاف: “تدور اشتباكات عنيفة بين قوات النظام وتنظيم داعش في المنطقة”، مشيرًا الى أن “داعش يحيط بتدمر من كل الجهات باستثناء الجهة الجنوبية الغربية”، موضحًا أن أقرب نقاط تواجد التنظيم تبعد عشرة كيلومترات عن تدمر.

 

ولفت عبد الرحمن إلى أن طريق الامداد التي قطعها تنظيم الدولة الإسلامية “هي الطريق الرئيسية من حمص الى تدمر، لكنها ليست الوحيدة لوجود طرق فرعية أخرى”.

 

وأسفرت الحرب في سوريا عن مقتل أكثر من 270 ألف شخص، وتهجير وتشريد الملايين منذ العام 2011.

 

لاجئون سوريون يساندون كندا في محنتها  

لا تزال الحرائق الهائلة التي تجتاح شمال شرق مقاطعة ألبيرتا في غرب كندا- التي انتقل لاجئون سوريون للإقامة فيها حديثا- خارجة عن السيطرة و”تلتهم اليابس والأخضر” وفق مصادر رسمية. ويتوقع رجال المطافئ الكنديون أن تتطلب عملية إخماد هذه الحرائق أشهرا. الأمر الذي دفع سلطات البلاد إلى إجلاء سكان مدينة بورت ماكموري، المتضررة.

ووجد 1500 شخص من سكان المدينة أنفسهم الآن مجبرين على السكن في مدارس مدينة كالغاري، الواقعة جنوب المقاطعة. وقد تحرك اللاجئون السوريون هناك لرد الجميل، ومساعدة المواطنين المنكوبين الذين عملوا على مساعدتهم عندما لجؤوا إليها هربا من الحرب التي تعصف بوطنهم.

 

تتحدث اللاجئة ريتا خنشت عن دوافعها في مساعدة المنكوبين في تصريح لصحيفة “كالغاري هيرالد المحلية” وتقول: “لقد فقدنا أيضا كل شيء في غضون لحظة قصيرة. وعندما أتابع الأخبار وأرى هول معاناة هؤلاء السكان، أتذكر نفس المعاناة التي عايشتها من قبل. فأنا أشعر بآلامهم التي تحز في قلبي”.

 

وفي محاولة لتنسيق جهود المساعدة للمنكوبين، لجأ اللاجئون إلى موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك ونظموا حملة بعنوان “اللاجئون السوريون يدعمون كالغاري”. وهكذا تحول العمل الخيري الذي انطلق قبل شهور عبر موقع فيسبوك لمساعدة اللاجئين السوريين بمدينتهم الجديدة كالغاري، ليصبح الآن منصة لحشد الدعم لضحايا الحرائق الهائلة في بورت ماكموري.

فكرة الحملة الجديدة تنسب إلى ناصر نادر وريتا خنشت، وهما لاجئان سوريان يعيشان في كالغاري. وقد بادرا بتنفيذها بعدما اتضح حجم الحرائق الهائلة التي أتت على الأخضر واليابس في شمال شرق مقاطعة ألبيرتا.

 

وقام ناصر نادر بنشر نداء على صفحة خاصة باللاجئين السوريين للمساعدة -ولو بالقليل مما لديهم- لإعانة أولئك الذين التهمت نيران الحرائق بيوتهم.

 

 

جمع تبرعات

وعقب النداء الذي أطلقه ناصر نادر، بدأ اللاجئون السوريون استخدام صفحات الفيسبوك لتنظيم عملية جمع التبرعات للمنكوبين، وقام سايما جمال وسام نمورا أيضا ومتطوعون سوريون آخرون بجمع التبرعات والمواد الضرورية للإغاثة.

 

وفي حديث لقناة سي تي في نيوز الإخبارية تحدثت سايما جمال عن مشاعر الفخر التي انتابتها عندما رأت كيف بادرت الأسر السورية إلى تقديم المساعدة للمنكوبين الكنديين.

 

وقالت المتحدثة “يجب أن نعلم أن هؤلاء اللاجئين لا يملكون سوى القليل. فكل ما يملكونه في بيوتهم كانوا قد حصلوا عليه تبرعا من آخرين”.

 

جرائم النظام بحلب.. الحاجة لتوثيق قانوني  

أحمد العساف-غازي عنتاب

 

أحدث القصف الجوي السوري والروسي خسائر كبيرة في الإنسان والبنيان بمدينة حلب، وحجم الدمار وعدد القتلى وخاصة في صفوف الأطفال والنساء شاهد ماثل للعيان على جرائم النظام السوري التي لا يغفل عنها القاصي ولا الداني، حسب تعبير عضو مجلس مدينة حلب محمد زكريا أمينو في حديثه للجزيرة.

 

ويؤكد أمينو أن لا أحد من المعارضة أو الجيش الحر يمتلك الطيران لكي يقصف حلب بالصواريخ ويحدث دمارا كبيرا، موضحا أن معظم القصف الذي بدأ يوم 21 أبريل/نيسان الماضي تركز على أهداف مدنية بحتة، حيث قصف مستشفى القدس بحي السكري بصواريخ شديدة الانفجار قتلت 65 مدنيا أغلبهم نساء وأطفال وأفراد من الطاقم الطبي، من بينهم طبيب الأطفال الوحيد في المدينة.

 

كما استهدف القصف مخبز العامرية -الذي كان يؤمن مادة الخبز لأكثر من 300 عائلة- وعطلّه عن الخدمة، ومستوصفًا بحي المرجة يقدم الخدمات الطبية لأهالي الحي، ومحطة تعقيم المياه بحي باب النيرب، مما أسفر عن دمار جزئي وإصابة عدد من كادر المحطة وآليات داخلها بشكل أخرجها عن الخدمة.

 

مستودع أدوية في حي المواصلات تابع لمنظومة الإسعاف دُمّر هو الآخر بالكامل، مما حرم مدينة حلب من كميات كبيرة وهامة من المواد الطبية، كما لم تسلم المناطق الأثرية من الاستهداف المباشر كأحياء باب الحديد والجلوم وغيرها.

 

توثيق الانتهاكات

وبعد إيراده هذه الأمثلة، يشدد عضو مجلس مدينة حلب أمينو على أن ما تعرضت له حلب يعد جريمة حرب وفق القانون الدولي، وأن مجلس المدينة عمل “على توثيق هذه الجرائم بالصور والفيديوهات وإفادات ذوي الضحايا والشهود من المدنيين، وأيضا معاينة الواقع وما حدث فيه”، مشيرا في حديثه للجزيرة نت إلى حاجتهم لمركز توثيق قانوني متخصص لتوثيق هذه الجرائم لتكون أدلة قانونية.

 

ويقول أمينو إن الهدف من هذا التوثيق تجهيز ملف لانتهاكات النظامين السوري والروسي ضد الإنسانية وما ارتكباه من جرائم حرب في حلب وسوريا، لكي يقدم يوما للمحكمة الجنائية الدولية تمهيدًا لمحاسبة نظام الأسد ومن شاركه بقصف الأماكن المدنية، موضحا في الوقت نفسه أن هذه المهمة لا تدخل في صلب عمل مجلس المدينة، ولكن غياب مركز للتوثيق دفع المجلس لذلك.

صعوبات قانونية

المحامية ديالا شحادة من جهتها أكدت إمكانية قبول جميع التقارير والبلاغات المرفوعة من أفراد أو حكومات أو جماعات حول جرائم تدخل ضمن اختصاص المحكمة الجنائية الدولية، وتعتبر دليلا جنائيا إذا ما كانت موثقة بشكل قانوني وغير قابلة للرد والطعن من قبل مكتب الدفاع الموكل بالدفاع عن الأشخاص المتهمين بارتكاب هذه الجرائم الموثقة.

 

وقالت المحامية التي عملت لدى المحكمة الدولية وفقا لنظام روما الأساسي -الذي أنشأ المحكمة الجنائية الدولية- للجزيرة نت “نعم يمكن قبول تقارير صادرة عن مؤسسات موجودة داخل سوريا حول جرائم الحرب أو ضد الإنسانية أو جرائم الإبادة الجماعية، المهم في هذه الحالة أن تكون هذه التقارير موثقة بشكل مهني وبمعايير مقبولة”.

 

وأشارت إلى أن التوثيق يتراوح بين الصور والتسجيلات الصوتية المرئية والمسموعة، والتقارير الطبية وشهادات الشهود وشهادات الوفاة.

 

وأوضحت المحامية نفسها أنه يصعب تقييم التقرير الذي يعده مجلس مدينة حلب دون الاطلاع عليه، داعية للاستعانة بمحام محلي ليكون التقرير مطابقا للمعايير الدولية سواء قدم إلى محكمة العدل الدولية أو محكمة محلية مستقبلا. وأكدت أنه عندما تكون لمن يقوم بعملية التوثيق صفة رسمية، فإنه يضفي على التقرير ميزة ويجعله أقوى ضد الطعن المقدم من قبل الدفاع.

 

ولا يتعلق الأمر بتوثيق جرائم ضد الإنسان والبنيان بحلب، بل بجرائم ضد تراث حضاري ومناطق أثرية استهدفها الطيران الحربي للنظام السوري والروسي، وهو أمر تصنفه معايير اليونسكو بأنه جريمة ضد الإنسانية يمكن مقاضاة المسؤولين عنها على غرار الدعوى التي رفعت ضد من دمروا تراث إسلامي في منطقة تمبكتو بدولة مالي.

 

غارات روسية عنيفة على ريف إدلب وحلب 

أغارت طائرات روسية وسورية على أحياء في حلب شمالي سوريا بعيد غارات مكثفة على الريفين الجنوبي والغربي للمدينة بمشاركة الطائرات الروسية التي قتلت 14 شخصا في بلدة بنّش بريف إدلب.

 

فقد أفاد مراسل الجزيرة في حلب أن طائرات روسية شنت عدة غارات على أحياء بني زيد و سليمان الحلبي والبريج في الجزء الذي تسيطر عليه المعارضة المسلحة من مدينة حلب.

 

كما نفذ طيران النظام والطيران الروسي أكثر من 75 غارة جوية على بلدات خان طومان والعيس والخالدية وأورم الكبرى وكفرناها وخان العسل في ريفي حلب الجنوبي والغربي، كما استهدفت طائرات النظام بالبراميل المتفجرة بلدتي عندان وحيان بريف حلب الشمالي, مما أسفر عن أضرار مادية.

 

وجاء استهداف هذه الأحياء في حلب رغم إعلان روسيا عن تمديد الهدنة -أو ما سمته موسكو وواشنطن نظام التهدئة- في المدينة لثلاثة أيام إضافية بدءا من منتصف الليل مساء الثلاثاء.

وقبل دقائق من الغارات الروسية, قصفت طائرات حربية حيي القاطرجي وكرم الجبل في حلب. وجاء هذا القصف بعد هدوء نسبي ساد لعدة أيام إثر حملة جوية بدأت يوم 21 أبريل/نيسان الماضي, وقتل فيها أكثر من مئتي مدني.

 

وكان مراسل الجزيرة أفاد بأن طائرات روسية وسورية شنت اليوم أكثر من 75 غارة جوية على بلدات خان طومان والعيس والخالدية جنوب حلب, وأورم الكبرى وكفرناها وخان العسل غربها.

 

وأضاف المراسل أن الغارات الجوية ترافقت مع قصف مدفعي وصاروخي بمئات القذائف والصواريخ. كما استهدفت طائرات النظام السوري بالبراميل المتفجرة بلدتي عندان وحيان بريف حلب الشمالي, مما أسفر عن أضرار مادية.

 

ويأتي هذا القصف الجوي والبري العنيف بعد فشل محاولات قوات النظام االسوري لاستعادة بلدة خان طومان (15 كلم جنوب غربي حلب) التي تشرف على طريق دمشق-حلب.

 

وكان جيش الفتح تسانده جبهة النصرة قد سيطر نهاية الأسبوع الماضي على بلدة خان طومان وقتل وأسر ما لا يقل عن عشرين عسكريا إيرانيا, وآخرين من حزب الله اللبناني, فضلا عن عناصر من مليشيات أجنبية وجنود نظاميين سوريين.

 

وقد قالت فصائل سورية مسلحة إنها قتلت عددا من جنود النظام السوري والمليشيات الموالية لها خلال معارك على محور العيس جنوب حلب.

قتلى بإدلب

وبالتوازي مع استهداف العديد من البلدات في ريف حلب, استهدفت طائرة روسية اليوم الثلاثاء سوقا شعبيا في بلدة بّنش بريف إدلب الجنوبي الشرقي، مما أسفر عن مقتل 14 شخصا -بينهم نساء وأطفال- وإصابة عشرات آخرين.

 

وأفاد مراسل الجزيرة في ريف إدلب أدهم أبو الحسام بأن مدينة بنش تعرضت لغارتين متتاليتين تفصل بينهما أقل من دقيقتين، مشيرا إلى حدوث إصابات عديدة في صفوف فرق الإسعاف والدفاع المدني أيضا.

 

وقال إن العديد من القتلى تحولوا إلى أشلاء بسبب شدة الانفجار، مضيفا أن القصف استهدف السوق الرئيسي ومواقع إستراتيجية أخرى في المدينة.

 

معارك حمص

وفي تطورات منفصلة, قالت وكالة أعماق التابعة لتنظيم الدولة إن مقاتليه أسقطوا اليوم طائرة مروحية تابعة للنظام السوري قرب منطقة حويسيس في ريف حمص الشرقي.

 

وتحدثت الوكالة عن تقدم مقاتلي التنظيم باتجاه مطار “تي.فور” العسكري التابع للقوات النظامية السورية بعد سيطرتهم عل حاجزين. وكانت قالت إن عشرين جنديا نظاميا سوريا قتلوا في المعارك الدارة في محيط المطار.

 

وكان تنظيم الدولة الإسلامية هاجم قبل أيام حقلي “شاعر” و”المهر” للنفط والغاز بريف حمص. وتحدثت مواقع موالية له عن استيلاء مقاتليه على آليات وأسلحة من الحقل الأول.

 

رجل أعمال سوري ملم بخمس لغات يلملم القمامة باسطنبول

سرقوه وخسر رأسماله.. فأحضر عربة خشبية يجرها في الشوارع كل يوم ليعيش

لندن – العربية.نت

يتحدثون في تركيا منذ يومين، عن رجل أعمال سوري، تشرد مع عائلته مع من لجأ إليها من سوريين بمئات الآلاف فروا من بطش النظام، وفيها خسر كل رأسماله وانتهت به الحال للعمل في ما يشبه المزبلة، يلملم الورق والكرتون على عربة يجرها في الشوارع، وهو الذي كان رجل أعمال بحلب، حيث ولد قبل 44 سنة، وفق ما ورد عنه في “وكالة الأناضول” بخدمتها التركية، ومنها انتقلت قصته إلى وسائل إعلام، اعتبرته واحدا من ضحايا النظام البائسين.

نادر ابراهيم، ألمت “العربية.نت” بمعلومات عنه نشرتها صحيفة “حرييت” المحلية بطبعتها الإنجليزية أمس، نقلا عن الوكالة، وفيها أنه واصل عمله كرجل أعمال في تركيا أيضا حين وصل إليها، الا أن روليت الدنيا دارت عليه بما لم يكن يشتهيه: خسر رأسماله وسرقوه، وأصبح بلا أي حيلة، لذلك اضطر للعمل جامعا للورق والكرتون، بأجر 100 ليرة تركية يوميا، أي تقريبا 34 دولارا، بالكاد تكفيه وتكفي زوجته وابنيه، المقيمين مع أقرباء له في لبنان.

“نهبوا كل أموالي وسرقوني”

ذكر للوكالة أنه يتقن 5 لغات، بينها الفرنسية والإنجليزية، وتعلمهما أثناء دراسة الاقتصاد في المغرب، ثم أقام مدة بعد التخرج في إسبانيا وإيطاليا، وفيهما تعلم لغتي البلدين، وبعدها اشتغل بأعمال تجارية في سوريا، إلا أنه اضطر وعائلته للخروج منها “بسبب القذائف” وحين وصل إلى تركيا أقام الجميع سنة كاملة في شقة فندقية بمدينة “أدرنة” في القسم الأوروبي من البلاد، وهناك حدث ما ليس على البال ولا بالحسبان.

تعرض نادر ابراهيم في “أدرنة” لعملية احتيال ممن كان يأمل أن يشاركوه عمله التجاري، واختصر للوكالة ما حدث بعبارة: “نهبوا كل أموالي بحجة تأسيس عمل، وسرقوا أموالي” فصبر على ما جرى وراح يتنقل بين الولايات التركية بحثا عن عمل، منفقا في الوقت نفسه على عائلته مما بقي معه من مال، حتى لم يعد في جيبه إلا الفراغ.

ولم يجد حلا بعد أن خسر المال وفقد الأمل بالحصول على عمل، إلا بالكي المؤلم عليه كعلاج أخير: أرسل زوجته وابنيه إلى لبنان، ثم عمل بنصيحة من ساعدوه حين حلت به الحال في اسطنبول، وشمّر عن ساعديه وأحضر عربة خشبية، نراها بفيديو تعرضه “العربية.نت” الآن، وبدأ يعمل بجمع الورق والكرتون عليها من شوارع المدينة، يجرها كل يوم بالأجر الزهيد يتقاضاه ممن يعالجون ما يجمع لتصنيعه من جديد، والباقي نراه ونسمعه في الفيديو.

 

سيناريو لسقوط الأسد على يد استخباراته

في ظل التباعد والغموض ما بين الموقف الأميركي، من جهة، والروسي، من جهة أخرى، والدولي، بشأن مصير رئيس النظام السوري بشار الأسد، ومواصلة القوات الروسية دعمها قواته ضد المعارضة السورية، وبقاء الأزمة السورية معلقة ما بين مبررات الدفاع عن مؤسسات الدولة وذرائع الحرب على الإرهاب، ودفاع الروس عن مصالحهم على حساب حياة السوريين، ثمة سيناريو يتم طرحه في الساعات الأخيرة، تمثل بأن يقوم جهاز استخباري لدى الأسد بمحاصرته والقيام بما يشبه الانقلاب عليه، كحل “سحري” للأزمة السورية.

ويقوم هذا الاحتمال الذي ذكرته شبكة “شام” الإخبارية المعارضة منذ يومين، على افتراض أن الأسد قد يفاجئ ضباطه وجنوده بالاستعداد للهرب “وتركهم في ساحة الحرب” مما يدفع برئيس فرع المخابرات الجوية، على سبيل المثال، للقيام “بمحاصرة القصر الجمهوري”. كما نقلت الوكالة السورية المعارضة في تقريرها، وأضافت متسائلة: “ماذا لو انقلبت الأفرع الأمنية على بشار الأسد”؟

وتساءلت الوكالة في تقريرها الذي نشرته بتاريخ الثامن من الجاري، عمّا سيحصل لو قامت إحدى الفضائيات الإيرانية ببث صور “لوزير الدفاع التابع للنظام وهو يردّد البيان رقم1″؟ أي إعلان الانقلاب على الأسد.

وجاء في التقرير أن هذا السيناريو سيكون مقبولا “من المجتمع الدولي ليكون مخرجاً للقضية في سوريا” عوضاً من “المهدئات” التي لا تكف عن استخدام عبارات الحفاظ “على مؤسسات الدولة والدستور”.

ويعلق التقرير على ما تورده جهات دولية بخصوص الحل في سوريا، عبر تذرع تلك الجهات بالمخاوف “من انهيار مؤسسات الدولة” فينفي حقيقة ما يتم تداوله في هذا الشأن، على اعتبار أن مؤسسات الدولة التي تتحدث عنها الجهات الدولية المعنية بالحل في سوريا، هي مؤسسات “إخضاع كافة المواطنين لإرادة أجهزة الأمن التي ما هي إلا ميليشيات ومافيات”. وبالتالي: “فعلى أي مؤسسات يخافون”؟

وأكدت الوكالة السابقة أن رحيل الأسد “هو الحل الأمثل الذي سيرمي الى انهيار سلطة الحكم الذي كان شبه امبراطورية”.

يذكر أن مصادر مختلفة تحدثت عن تململ ضرب صفوف ضباط الأسد وجنوده في وقت سابق، بسبب كثرة عدد الضحايا وعدم قدرة الأسد على حل أزمة بلاده التي كان هو المتسبب الرئيس فيها، إلا بالمزيد من إعلان الحروب هناك وهناك، مما خلف المزيد من القتلى في صفوف مناصريه وزاد في خراب البلاد وعدد الضحايا ودفع الناجين منهم الى اللجوء والتشرد.

 

حلب.. قتلى وجرحى من ميليشيا حزب الله

تعرضت المناطق الشمالية في حلب إلى غارات مكثفة

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أفادت مصادر للمعارضة السورية، الأربعاء، بوصول أكثر من 10 مصابين إلى مستشفى تشرين العسكري في مدينة حلب من عناصر حزب الله، فيما قتل 9 عناصر من مسلحي الميليشيا في معارك قرب جبل عندان.

وأوضحت المصادر أن 9 عناصر قتلوا من بينهم المقدم مصلح يونس مسؤول الحملة العسكرية الأخيرة لحزب الله في جبل عندان، بعد معارك عنيفة دارت بين القوات الحكومية والمليشيات الموالية لها وفصائل المعارضة السورية.

 

وأضافت المصادر أن جيش الفتح أكد مقتل مجموعة مؤلفة من 5 عناصر من الميليشيات الإيرانية على محاور خان طومان بريف حلب شمالي سوريا.

 

وأشارت إلى أن أكثر من 70 غارة جوية شنتها الطائرات الحربية على خان طومان والبلدات المحيطة في محاولة من القوات الحكومية والميليشيات الموالية لها في التقدم لاستعادة السيطرة على النقاط التي خسروها.

 

قصف متبادل في حلب

 

وتعرضت أحياء عدة في مدينة حلب السورية لقصف متبادل بين القوات الحكومية والفصائل المقاتلة ليلا، على رغم تمديد الهدنة التي يفترض أن تنتهي منتصف ليل الأربعاء الخميس.

 

وفي وسط سوريا، استمر تنظيم داعش في قطع طريق إمداد رئيسي للقوات الحكومية بين مدينتي حمص وتدمر، حيث تدور اشتباكات عنيفة بين الطرفين في محيط مطار عسكري.

 

وفي حلب، استهدفت غارات جوية للقوات الحكومية مواقع للفصائل المقاتلة في حيي المواصلات وسليمان الحلبي، قبل أن يتجدد القصف الجوي بالرشاشات الثقيلة بعد منتصف الليل على حيي الميسر والقاطرجي، ما تسبب بإصابة شخصين بجروح على الأقل.

 

وفي غرب حلب، أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى سقوط قذائف بعد منتصف الليل على حيي حلب الجديدة وقرب حي الحمدانية الخاضعين لسيطرة القوات الحكومية.

 

رياض حجاب يطالب المجتمع الدولي بـ”لجم” الأسد وحلفائه ووقف “حملته الدموية” على حلب

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — أكد رئيس الوزراء السوري المنشق ورئيس اللجنة العليا للمفاوضات، رياض حجاب، أن استمرار المحادثات حول حل الأزمة السياسية في سوريا يرتبط بتنفيذ قرارات مجلس الأمن على الفور، وذلك في تصريحات له بعد مشاركته في اجتماع مجموعة دعم سوريا في العاصمة الفرنسية باريس.

 

وشدد حجاب على أهمية “ربط استمرار العملية السياسية بالتنفيذ الفوري وغير المشروط لقرارات مجلس الأمن، وخاصة فيما يتعلق بوقف العنف، ورفع المعاناة عن الشعب السوري وفك الحصار وإيصال المساعدات لمن هم في حاجة إليها، وإطلاق سراح المعتقلين ووقف تنفيذ أحكام الإعدام وغيرها من الإجراءات التعسفية التي يمارسها نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد في حق المدنيين،” حسبما نقل موقع “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية”.

 

وأشار حجاب إلى تصاعد العنف في سوريا في الفترة الأخيرة، قائلا، إنه “سيكون له تبعات ميدانية وإنسانية خطيرة، إذ يؤدي القصف الهمجي إلى تفاقم أزمة اللجوء إلى دول الجوار.. والوضع الإنساني المتدهور في مدينة حلب وسائر المحافظات السورية جراء تصعيد النظام عمليات القصف الجوي والمدفعي على المناطق الآهلة بالسكان.”

 

ودعا حجاب المجتمع الدولي إلى وقف العمليات العدائية والتصدي “للانتهاكات المروعة التي يرتكبها النظام وحلفاؤه بحق المدنيين في مختلف المحافظات السورية،” على حد تعبيره. واستطرد حجاب متحدثا عن حلب: “ارتكب النظام وحلفاؤه فيها عدداً من المجازر المروعة في الأيام الماضية،” مشيراً إلى “النوايا المبيتة لتصعيد الأعمال العدائية من خلال حشد المزيد من الميليشيات الطائفية ومجموعات المرتزقة لدعم قوات النظام في حملته الدموية على المدينة.”

 

وطالب حجاب بالتخفيف من معاناة الشعب السوري عبر: “فك الحصار عن المدن والمناطق المحاصرة، وتمكين الوكالات الإنسانية من توصيل المساعدات إلى جميع من هم في حاجة إليها، والإفراج عن جميع المعتقلين، ووقف عمليات القصف الجوي والمدفعي والهجمات ضد المدنيين والأهداف المدنية، ووقف عمليات التهجير القسري، ووقف تنفيذ أحكام الإعدام، وذلك وفق المواد 12 و13 و14 من قرار مجلس الأمن 2254/2015.”

 

أردوغان: ما يحدث في سوريا هو تصفية لحسابات قديمة.. وسقوط القذائف على كليس جزء من الحسابات

أنقرة، تركيا (CNN)— قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إن ما يحدث في سوريا هو تصفية لحسابات قديمة لافتا إلى أن القذائف التي تسقط على منطقة كليس هي جزء من هذه الحسابات وليست ناجمة عن تمرد بضعة إرهابيين هناك على حد تعبيره.

 

جاء ذلك بحسب ما نقلته وكالة أنباء الاناضول التركية، شبه الرسمية على لسان اردوغان حيث قال: “نعلم جيدًا، الآلام التي يعيشها سكان كليس، ولحل هذه المسألة، جميع الخيارات مطروحة على الطاولة، وحاليا، تتواصل جميع العمليات العسكرية، المتعلقة بهذه المسألة، دون هوادة.”

 

وتابع اردوغان قائلا: “في كل حقبة، تتركز المخططات والأطماع على منطقتنا، نظرًا لأهميتها الاستراتيجية، ومنذ أعوام طويلة، أعادوا تشكيل منطقتنا، باستخدام القومية الانفصالية، عبر اتباع سياسة فرق تسد.. اليوم يحاولون السيطرة على منطقتنا من خلال المنظمات الإرهابية، وهدفهم الأساسي، هو خنق دول المنطقة، والحد من طاقاتها وإمكانياتها، عبر تهديدات هذه المنظمات، وتحقيق حالة مستدامة من عدم الاستقرار، بدلًا من الاستقرار الدائم.”

 

وفيما يتعلق بملف اللاجئين، قال أردوغان: “أسسنا مخيمات ومراكز لإيواء اللاجئين، وهؤلاء (الاتحاد الأوروبي) يقولون لنا أرسلوا لنا المشاريع كي نرسل لكم الأموال، هذا استهزاء بأصالة الشعب التركي،” وفقا لما نقلته الوكالة.

 

روسيا تفشل في إقناع مكون من الهيئة العليا للمفاوضات بالانشقاق لتشكيل تحالف جديد

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 10 أيار/مايو 2016

روما- أكّدت مصادر في المعارضة السورية إن روسيا تسعى لشق صف الهيئة العليا للمفاوضات عبر إقناع أحد مكوناتها بترك الهيئة والانضمام لمنصات أخرى تملك طروحات قريبة من الطرح الروسي لحل الأزمة السورية، لكن المحاولة الروسية باءت “بفشل نسبي”.

وأوضحت المصادر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء أن مسؤولين روس حاولوا إقناع أعضاء من هيئة تنسيق قوى التغيير الديمقراطي المعارضة بترك الهيئة العليا للمفاوضات لتشكيل تحالف مع جماعة مؤتمر موسكو وجماعة مؤتمر القاهرة وجماعة قاعدة حميميم العسكرية، مع وعد بممارسة ضغوط دولية للاعتراف بهذا التحالف كطرف مُفاوض في مؤتمر جنيف3، وإعلان هذا التحالف عن الموافقة للعودة إلى طاولة المفاوضات التي عُلّقت دون أن يتم تحديد موعد جديد للجولة الثالثة.

 

وأشارت المصادر إلى أن المنسق العام لهيئة التنسيق رفض العرض الروسي للانسحاب من الهيئة العليا وتشكيل تحالف جديد، مع موافقته على مبدأ ضرورة عودة وفد الهيئة العليا للمفاوضات إلى طاولة المفاوضات.

 

وتتهم جهات سورية معارضة روسيا بـ”استثمار الموقف الحرج في سورية”. وذكرت أنها “تتحرك على أكثر من صعيد لإضعاف المعارضة السورية وتفتيت روابطها، حيث حاولت التحرك في مجلس الأمن من أجل وضع حركة (أحرار الشام) و(جيش الإسلام) على قائمة المنظمات الإرهابية، كما حاولت مع أطراف من وفد الهيئة العليا للمفاوضات، تعتبرهم معتدلين، لإقناعهم بالانشقاق عنه والانخراط في وفد موحّد مع منصّات موسكو والقاهرة وقاعدة حميميم، والدخول في حوار مع النظام وفق التصور الروسي، المتطابق بجزء كبير منه مع تصور النظام السوري”.

 

محققون دوليون يطالبون الدول بوقف جرائم الحرب في سوريا

جنيف (رويترز) – قال محققون دوليون في جرائم الحرب بسوريا في بيان إنه يجب أن تمنع الدول التي تدعم عملية السلام في سوريا الأطراف المتحاربة من مهاجمة أهداف غير مشروعة مثل المستشفيات.

 

وقالت لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة إن من الأهمية البالغة أن تعمل الدول الساعية لإنهاء الصراع في سوريا على ضمان أن تحمي الأطراف المتحاربة المدنيين لكن ما حدث هو أن القصف الجوي والبري والصاروخي كان يستخدم بكثافة في الهجمات الأخيرة على أهداف مدنية.

 

وقال باولو بينيرو رئيس اللجنة في البيان “عدم احترام قوانين الحرب يجب أن تكون له عواقب على الجناة.”

 

(إعداد علا شوقي للنشرة العربية – تحرير أمل أبو السعود)

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى