أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأربعاء 11 تموز 2012


أنان: الأسد اقترح إنهاءً «تدريجياً» للعنف بدءاً من المناطق الأكثر سخونة

جنيف، طهران، بغداد – «الحياة»، أ ف ب، رويترز

قال المبعوث الدولي-العربي للأزمة السورية كوفي انان في مؤتمر صحفي في طهران أمس، إن الرئيس السوري بشار الأسد اقترح انهاء الصراع في سورية خطوة بخطوة، بدءاً من المناطق الأكثر سخونة التي تشهد أسوأ أعمال عنف. وأضاف وفقاً لنسخة من حديثه في المؤتمر الصحافي وزعتها الأمم المتحدة: «اقترح (الأسد) وضع منهج تدريجي يبدأ من بعض المناطق التي شهدت أسوأ أعمال عنف، في محاولة لاحتوائه فيها والبناء خطوة بخطوة على ذلك لإنهاء العنف في البلاد كافة». ورفض ذكر تفاصيل، قائلاً إن الخطة بحاجة إلى مناقشتها مع المعارضة السورية.

وأكد انان وجهة نظره بأن إيران يمكن أن تلعب دوراً إيجابياً في التوصل لحل سياسي في سورية، وأوضح اجتماع عقدته القوى الكبرى في جنيف يوم 30 حزيران (يونيو)، أنه لن تكون هناك المزيد من العسكرة للصراع، وقال انان بهذا الصدد «إن هذا يعني فعلياً أننا يجب أن نسعى لحل سياسي وليس الاستمرار في تسليح الناس في الصراع».

وأضاف: «أنا متأكد من أن الأمر سيكون كذلك، وأنه يجب وضع خطط جدية للغاية لجمع الأسلحة التي وصلت إلى الايادي الخاطئة وضمان أن الحكومة -الحكومة التي تشكل أو الحكومة الحالية- ستسيطر على استخدام الأسلحة النارية والسلاح، أي سلطة واحدة وسلاح واحد».

وبعد محادثاته في طهران، وصل انان الى بغداد لإجراء محادثات مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي حول سورية.

وأكد الناطق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ مضمون المحادثات التي سيجريها انان، وقال إنه «سيناقش الوضع في سورية» مع المالكي. وهي المرة الاولى يزور فيها انان العراق منذ تعيينه موفداً للأمم المتحدة والجامعة العربية لحل الازمة السورية. ومن المقرر ان يُطلع أنان مجلس الامن الدولي اليوم على نتائج محادثاته في دمشق وطهران وبغداد.

وخلال محادثاته في طهران، حصل انان على دعم القيادة الايرانية لجهوده لحل الازمة السورية.

واعلن وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي عقب المباحثات أمس: «اننا ننتظر من انان ان يواصل تحركه حتى النهاية لإعادة الاستقرار والهدوء في سورية والمنطقة».

واكد صالحي أن «ايران جزء من حل» الازمة السورية، منتقداً الدول الغربية والعربية من دون ان يسميها، التي تعزل طهران في هذا الملف. وجدد الموفد الدولي الأمل في إشراك إيران في البحث عن حل في سورية.

وحذر انان في مؤتمر صحافي مقتضب مع صالحي، أن «هناك خطراً أن تخرج الازمة السورية عن السيطرة وتمتد الى المنطقة»، معتبراً أن «بإمكان إيران أن تلعب دوراً إيجابياً». وكان أنان أعلن أنه اتفق مع الأسد على طرح من أجل وقف أعمال العنف سيناقشه مع «المعارضة المسلحة».

كما التقى انان امين المجلس الاعلى للامن القومي سعيد جليلي، الذي رد على مساعي الغرب لإقصاء ايران واستبعادها من مساعي حل الازمة في سورية، من خلال انتقاد مشروعية مشاركة الولايات المتحدة في تلك المساعي.

وقال: «نظراً لسوابقها، فإن دولاً مثل الولايات المتحدة الاميركية التي أيدت الديكتاتوريين وانتهجت ممارسات معادية للديموقراطية، لا يمكنها المساهمة في حل» في سورية.

ونقلت عنه وسائل الاعلام الايرانية قوله، إن «الحكومة الاميركية جزء من المشكلة وليس من الحل».

وكان صالحي قال ليلة اول من امس، إن الشعب السوري يجب ان تتاح له حرية اختيار رئيسه بنفسه في الانتخابات المقررة عام 2014، وان على الدول ان تتجنب حتى ذلك الحين مفاقمة إراقة الدماء من خلال التدخل على الارض في الصراع الدائر هناك. وقال صالحي في مقابلة اجرتها معه رويترز في أبو ظبي: «لا يوجد حاكم يظل حاكماً ابدياً، ولهذا فإنه في حالة السيد بشار الأسد ستجرى انتخابات رئاسية بحلول 2014، والتي يتعين ان نترك فيها الاحداث تسير في مجراها الطبيعي». وقال صالحي إن «قطاعاً كبيراً» من المتمردين ينتمي لجماعات متشددة متطرفة، في تأييد لتأكيد الأسد بانه يقاتل «ارهابيين» مسلحين من الخارج. وأضاف: «هناك الكثير من الاسلحة التي يتم تهريبها إلى سورية. اشخاص كثيرون من دول مختلفة يتدفقون على سورية ويرفعون السلاح ضد الحكومة. هذا يؤدي إلى تفاقم الموقف».

سورية: معارك عنيفة في دير الزور وحمص وريف دمشق

دمشق، بيروت – «الحياة»، أ ف ب، رويترز

واصلت القوات النظامية السورية قصف الأحياء الخارجة عن سيطرتها في مدينة حمص، خاصة جورة الشياح، في حين حصدت الاشتباكات وأعمال العنف عشرات القتلى والجرحى من المدنيين والقوات الحكومية. وأفادت «شبكة شام» الإخبارية المعارضة والهيئة العامة للثورة السورية، أن قوات الجيش السوري أقدمت على ردم العشرات من آبار مياه الشرب بمنطقة شمال اللجاة بمحافظة درعا، وذلك في محاولة لحرمان عناصر «الجيش السوري الحر» من مصادر المياه أثناء تحركهم والضغط على السكان المحليين لمنعهم من التعاون مع الجيش الحر. وفي دمشق وريفها، اقتحمت قوات الأمن السوري بساتين داريا بريف دمشق والقدم وكفرسوسة في دمشق وسط سماع أصوت انفجارات وإطلاق رصاص.

ووثقت لجان التنسيق المحلية في سورية سقوط 28 قتيلاً امس بنيران قوات الجيش النظامي معظمهم في دير الزور وريف حلب وحمص. واستمر القصف العنيف بالمدفعية والهاون والصواريخ على عدد من المناطق في مدن دير الزور وحمص ودرعا وريف دمشق وحلب واللاذقية، حيث تهدم العديد من المنازل.

وأشارت اللجان إلى سقوط 12 قتيلاً في دير الزور وسبعة في ريف حلب بينهم ثلاثة مجهولي الهوية، وأربعة في حمص بينهم طفلان، واثنين في كل من إدلب وريف دمشق وواحد في درعا. من جهة أخرى، ذكرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان ومركز دمشق لحقوق الإنسان توثيقهما 26 قتيلاً بينهم ثلاثة أطفال وستة تحت التعذيب.

ولفت المرصد السوري لحقوق الانسان الى تجدد القصف على احياء جورة الشياح والقرابيص والخالدية في مدينة حمص بوسط سورية من قبل «القوات النظامية التي تحاصر هذه الاحياء الثائرة في محاولة للسيطرة عليها». واضاف ان مواطناً قتل في حي البرزة الدمشقي تحت التعذيب بعد اعتقاله منذ اكثر من شهر من قبل قوات الامن، بينما «شهد حي المهاجرين انتشاراً لقوات الامن ولمسلحين تابعين للقوات النظامية».

وفي مدينة درعا جنوب البلاد، تعرضت عدة احياء صباح امس لقصف عنيف من قبل القوات النظامية تركز بشكل اساسي على أحياء درعا البلد ودرعا المحطة ومخيم النازحين، ما ادى الى سقوط جرحى.

ولفت المرصد الى سماع اصوات انفجارات عدة في حي طريق السد مترافقاً مع حظر تجول في المدينة وانتشار كثيف لقوات النظام وتمركز القناصة على أسطح المنازل. كما شهدت بلدة نصيب على الحدود السورية الاردنية بعد منتصف ليل الإثنين «اشتباكات عنيفة بين الكتائب الثائرة المقاتلة والقوات النظامية»، بحسب المرصد.

وفي محافظة حلب (شمال)، شهدت بلدات تل رفعت ومنغ بريف حلب بعد منتصف ليل الإثنين «قصفاً عنيفاً من قبل القوات النظامية المتمركزة في مطار منغ العسكري»، وفق المرصد، الذي اشار الى ان ذلك «ترافق مع حركة نزوح للأهالي». وأوضح المرصد ان مقاتلين معارضين قتلا خلال اشتباكات على مداخل مدينة اعزاز. كما قتل في مدينة دير الزور شرق سورية، سائق متطوع لسيارة اسعاف إثر إصابته بإطلاق رصاص فجراً في المدينة التي شهدت «اشتباكات عنيفة بين مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة والقوات النظامية السورية، التي قتل اربعة من عناصرها خلال اشتباكات دوار الدلة»، وفق المرصد.

كما هاجم مقاتلون معارضون القسم الغربي من مدينة دير الزور بقذائف آر بي جي، وتعرضت احياء عدة في المدينة لقصف من قبل القوات النظامية التي تحاول السيطرة عليها، وفق المرصد، الذي اشار ايضا الى تعرض مدينة الموحسن في ريف دير الزور لقصف من قبل القوات النظامية في محاولة للسيطرة عليها.

وبلغت حصيلة القتلى اول من امس 89 شخصاً، بينهم 31 مدنياً و24 مقاتلاً معارضاً وما لا يقل عن 34 من القوات النظامية.

إلى ذلك، قال المرصد السوري امس، إن 17 ألفاً و129 شخصاً قتلوا خلال الانتفاضة المندلعة ضد الرئيس السوري بشار الاسد منذ 16 شهراً.

وقال المرصد إن 11 ألفاً و897 شخصاً على الاقل مدنيون، لكنه أضاف انه لا يستطيع ان يجزم كم منهم اصبح من المقاتلين الذين انضموا الى حركة مسلحة قادها منشقون عن الجيش السوري.

وذكر المرصد ان نحو 884 منشقاً قتلوا خلال الحملة القمعية التي استهدفت حركة الاحتجاج التي بدأت في ربيع عام 2011 وتحولت الآن الى تمرد مسلح.

وقال ان العدد الاجمالي للقتلى يشمل أفراد قوات الامن التي مازالت موالية للاسد وقتل منها 4348 فرداً.

وقالت السلطات السورية من قبل إن أكثر من 2600 من أفراد قوات الامن قتلوا، لكنها لم تقدم أي احصاء جديد منذ بضعة اشهر. وقال مسؤولو الامم المتحدة في نيسان (ابريل) إن اكثر من عشرة آلاف قتلوا في اعمال العنف في سورية لكنهم لم يقدموا اي تقديرات منذ ذلك الحين.

في موازاة ذلك، قال مصدر سوري إن السلطات السورية أحبطت ليل الإثنين – الثلاثاء محاولة تسلل «مجموعات ارهابية مسلحة» من لبنان الى الاراضي السورية. وذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) امس، ان السلطات احبطت محاولة تسلل «مجموعات ارهابية مسلحة» قادمة من لبنان الى سورية الليلة الماضية في مواقع عدة من ريف تلكلخ (حمص) وتمكنت من ايقاع خسائر كبيرة في صفوفها.

وأسفر الاشتباك عن مقتل وإصابة عدد من «الإرهابيين»، فيما أصيب عنصر من الجهات المختصة بجروح، بحسب الوكالة.

وأوضحت الوكالة ان «المجموعات الارهابية استهدفت مواقع حرس الحدود على الجانب السورى بنيران اسلحتها في مواقع جسر قمار وجسر ابو سويد ومعابر هرموش والعرموطة والعريضة ونورا والدالية، محاوِلةً التسلل عدة مرات الى الاراضي السورية».

وصول مركب على متنه 25 مهاجراً سورياً إلى إيطاليا

روما- يو بي أي

أعلنت السلطات الإيطالية عن وصول 25 مهاجراً سورياً غير شرعي إلى الشواطئ الإيطالية على متن مركب.

ونقلت وكالة أنباء “آكي” الإيطالية عن قوات خفر السواحل أنها رصدت فجر اليوم “مركباً للهجرة غير الشرعية في مياه البحر الأيوني كان متجهاً نحو شواطئ كاتنزارو بإقليم كالابريا يحمل 25 مهاجراً”.

وأضافت أن زوارق الدورية اصطحبت المركب إلى الشاطئ، حيث تبيّن أن على متنه 12 امراة و4 أطفال والباقي من الرجال، لافتة إلى أن بعض النساء كن يعانين من حالة صحيّة سيّئة.

وذكرت الشرطة أن المهاجرين أخبروها أنهم “سوريون خرجوا من بلدهم منذ 10 أيام في رحلة إلى الأراضي الإيطالية ومنها إلى ألمانيا”.

وأشارت الشرطة إلى أنه تم إيداع المهاجرين في إحدى الأبنية التي وفّرتها البلدية لهم.

سيدا: سنبحث مع لافروف اقتراحات محددة لحل الأزمة في سورية

موسكو-يو بي أي

قال رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا انه سيبحث خلال لقائه مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عدداً من الإقتراحات المحددة لتسوية الأزمة في سورية.

وأوضح سيدا في حديث لوكالة “إيتارتاس” في موسكو أنه “وصلنا إلى هنا للبحث مع روسيا، عن سبل تؤدي إلى انتهاء الأزمة في سورية”.

وأضاف “لدينا اقتراحات وأفكار محددة، ونريد نقلها” الى الجانب الروسي.

يشار إلى انه بالإضافة إلى لقاء لافروف، سيلتقي وفد المجلس الوطني السوري كلاً من المبعوث الرئاسي الروسي الخاص إلى الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف وأعضاء من لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الفدرالي الروسي.

«أصدقاء سورية» شركاء في اجتماع جنيف وإعلانه

من حوار مع كوفي أنان *

كلام القوى الكبرى عن «انتقال سياسي» في سورية في اجتماع جنيف في 30 حزيران (يونيو) المنصرم لا يحدد موعداً لهذا الانتقال. ألا يمنح عدم التحديد هذا فرصةً أخرى لبشار الاسد لكسب الوقت؟

– لم يحدد موعداً يؤطِّر عملية الانتقال السياسي لتسليط الضوء على مسألة أن الأمر يعود الى السوريين أنفسهم وليس الى المجتمع الدولي، فنحن لا نرغب في فرض أي شيء عليهم. ومن اهداف اجتماع جنيف إحياء مساعي المشاركين (دول غربية وعربية وتركيا وروسيا والصين) الرامية الى حل سياسي، ودعوة حكومات المنطقة الى توسل دالّتها على الاطراف السوريين لحملهم على التزام مثل هذا الحل.

> يبدو أنك تراهن على النفوذ الروسي. ما الذي يحملك على افتراض ان للنظام الروسي مصلحة في «إرساء» مرحلة انتقالية أو أداء دور بناء في سورية؟

– روسيا، شأن غيرها من الدول الضالعة في الملف السوري، لها مصالح في سورية والمنطقة، وحين ننطلق من مبدأ ان ثمة مصلحة للنظام الروسي في الأمدين المتوسط والبعيد (في التوصل الى حل)، لا بد أن يبرز سؤال: ما السبيل الى حماية هذه المصالح؟ فمن الأفضل ان تتعاون الدول للحفاظ على وحدة سورية وعدم تجزئتها، للحؤول دون تمدد المشكلة السورية الى دول الجوار، ودون انفلات الأوضاع فيها من عقالها. لذا، من مصلحة روسيا وغيرها من الدول التعاون والتنسيق في ما بينها.

> هل السيناريو الأكثر واقعية هو مساهمة الروس في تغيير الوجهة السياسية في سورية، مع إبقاء الجهاز الأمني الوثيق الارتباط بهم؟

– جعبتي خاوية من جواب، فثمة عوامل كثيرة متشابكة، ووراء الحوادث أعداد كبيرة من اللاعبين. لروسيا طبعاً نفوذ في سورية، ولكنني لا أعتقد بأنها القوة الوحيدة المؤثرة في سير الحوادث.

> هل تلمح إلى إيران؟

– إيران لاعـب مهم في سورية، ويجـب ان تـشـارك في الحل، فنـفوذها لا ينكر. يستوقفني دوران الـكـلام على روسيا ودورها والـتلمـيح الخجول الى دور إيـران والسـكوت عن ارسال دول أخرى السلاح والمال (الى جهات سورية) وتأثيرها مباشرة في الوضع الميداني. كل الدول تزعم انها تريد حلاً سلمياً، لكنها تلتزم مبادرات فردية وجماعية تقوض القرارات الصادرة عن مجلس الامن. ويثير تسليط الأضواء على روسيا دون غيرها من اللاعبين غضب الروس.

> ترى المعارضة السورية أن إعلان اجتماع جنـيف تشوبـه المسـاومـات والتنازلات امام روسيا تحديداً…

– المؤسف ان تتخذ المعارضة السورية مثل هذا الموقف، فإعلان جنيف صاغته مجموعة من الدول، 80 في المئة منها ينضوي في مجموعة اصدقاء سورية. لذا، يبدو قول المعارضة إنها تعرضت «للخيانة» مستهجناً. اجتماع باريس هو فرصة عظيمة يفترض بأصدقاء سورية، فرنسا والولايات المتحدة والكويت وتركيا، اقتناصها لشرح الأمر للمعارضة السورية وتوضيح الأمور لها.

* مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سورية، عن «لوموند» الفرنسية، 7/7/2012، إعداد منال نحاس

أنان يحصل على دعم إيران لمهمته: الأسد اقترح خطوات تدريجية لوقف العنف

من المقرر أن يطلع المبعوث الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا كوفي أنان اليوم اعضاء مجلس الامن على نتائج اتصالاته في عدد من دول المنطقة بعدما حصل في طهران أمس على دعم القيادة الايرانية لجهوده لحل الازمة السورية، بينما رفضت الادارة الاميركية مقولة الدور الايجابي لطهران في هذه الازمة الذي ينادي به المبعوث المشترك. وتواصلت أعمال العنف في سوريا وأوقعت استنادا الى المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ لندن مقراً له 56 قتيلاً، مع اعلان موسكو توجه سفن حربية روسية الى مرفأ طرطوس السوري، الامر الذي لم تجد فيه الولايات المتحدة أمرا غير عادي. (راجع العرب والعالم)

وأعلن أنان الذي انتقل من طهران الى بغداد اثر لقائه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي: “غدا الاربعاء (اليوم) سأطلع مجلس الامن (على نتائج جولته) وانا متأكد من انه سيتخذ الاجراء المناسب، كما سيتخذ قراراً في شأن المراقبين الذين تنتهي مهمتهم في الحادي والعشرين من الشهر الجاري”. واضاف :”جئت الى المنطقة لمناقشة الازمة السورية واخذتني رحلتي الى دمشق وطهران والان في بغداد، وحصلت على فرصة لمناقشة هذا الامر مع الزعماء للبحث في وقف القتل من اجل الشعب السوري وكذلك لضمان عدم انتقال الصراع السوري الى جيرانه”.

وفي طهران، حذر أنان في مؤتمر صحافي قصير مع وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي من ان “هناك خطرا ان تخرج الازمة السورية عن السيطرة وتمتد الى المنطقة”، مكررا ان “في امكان ايران ان تلعب دورا ايجابيا”.

وقال ان الرئيس السوري بشار الاسد الذي التقاه الاثنين في دمشق “اقترح وضع منهج تدريجي يبدأ من بعض المناطق التي شهدت أسوأ أعمال عنف في محاولة لاحتوائه فيها والبناء خطوة خطوة على ذلك لانهاء العنف في مختلف أنحاء البلاد”. وأضاف انه يحتاج الى البحث في الاقتراح مع المعارضة السورية ولا يمكنه الادلاء بمزيد من التفاصيل.

ولم يتضح كيف أو أين يخطط لاتمام ذلك مع زعماء المعارضة الذين يقولون انه لا يمكن تحقيق انتقال سلمي ما لم يتخل الاسد عن سلطاته أولا.

وقال صالحي: “اننا ننتظر من أنان ان يواصل تحركه حتى النهاية لاعادة الاستقرار والهدوء في سوريا والمنطقة”. واكد ان “ايران جزء من حل” الازمة السورية منتقدا، من غير ان يسميها، الدول الغربية والعربية التي تعزل طهران في هذا المجال.

واشنطن

وفي واشنطن، سارع الناطق باسم البيت الابيض جاي كارني الى الرد على كلام أنان الذي اشار فيه الى “الدور الايجابي” لايران. وقال في الطائرة الرئاسية التي نقلت الرئيس باراك أوباما الى ولاية ايوا :”لا اعتقد ان في امكان احد ان يقول جدياً ان ايران كان لها تأثير ايجابي على التطورات في سوريا”.

لكنه كرر التعبير عن رغبته في  تطبيق خطة أنان الاساسية. وقال: “نعتقد انه من الضروري ان تدعم المجموعة الدولية الخطة، وان تطبق هذه الخطة وان يجري الانتقال الذي تدعو اليه هذه الخطة من دون الرئيس الاسد”. واضاف: “لا نزال متشككين جدا في رغبة الاسد في الوفاء بتعهداته”، محذراً من ان “الاصطفاف خلف بشار الاسد يعني الاصطفاف خلف طاغية ووضع بلادك في الجانب الخاطىء”.

من جهة أخرى، اعتبر البيت الابيض ان توجه مجموعة من السفن الحربية الروسية الى مرفأ طرطوس السوري لا يشكل امرا غير عادي. وقالت ايرين بيلتون الناطقة باسم مجلس الامن القومي المعني بالسياسة الخارجية لدى الرئاسة الاميركية ان “لدى روسيا قاعدة امداد وصيانة في مرفأ طرطوس السوري وفي هذه الحال لا سبب لدينا للاعتقاد ان هذا التحرك ليس روتينياً”.

وكانت وكالة “انترفاكس” الروسية المستقلة نقلت عن مصدر “عسكري – ديبلوماسي” ان مجموعة من السفن الحربية الروسية بقيادة السفينة “الاميرال تشاباننكو” المضادة للغواصات غادرت ميناء سيفيرومورسك قرب مورمانسك في شمال غرب روسيا متجهة الى ميناء طرطوس، القاعدة البحرية الروسية الوحيدة في المتوسط. وقال ان هذه العملية “ليست مرتبطة بتفاقم الوضع في سوريا”.

إيران تطلب من أنان منع تهريب السلاح الى سوريا

اعلن نائب وزير الخارجية الايراني حسين امير عبداللهيان انه شدد في لقائه مع الموفد الدولي والعربي الى سوريا كوفي انان على ضرورة مراقبة الحدود السورية لمنع تهريب السلاح الي هذا البلد.

واضاف عبداللهيان اليوم، في تصريح لوكالة الانباء الايرانسة “ارنا”، ان خطة انان لوقف العنف في سوريا لم تحقق النتائج المرجوة منها والسبب في ذلك يعود الي مسألة تهريب السلاح من بعض الدول الي الداخل السوري.

وقال عبد اللهيان: “عبرنا لانان عن قلقنا ازاء العراقيل التي تضعها بعض الدول امام تنفيذ خطته ودخول السلاح الي سوريا حيث ان المجموعات “الارهابية” في سوريا والمرتبطة ببعض الدول الاجنبية، تنشط بشكل واسع ما افضي الي دفع المطالب الشعبية الى الظل”.

واضاف عبداللهيان ان طهران اكدت لانان بأن الموضوع المهم في الوقت الحاضر هو مراقبة الحدود السورية لمنع تدفق السلاح الي المجموعات “الارهابية” لوقف العنف لان هذا الموضوع سيتيح الفرصة لتوجيه الاوضاع في سوريا نحو الحالة الطبيعية.

واعلن عبداللهيان انه تم التأكيد خلال زيارة انان لطهران، علي ان الحل السوري ليس عسكريا ولا أمنيا بل هو حل سياسي في اطار خطة انان بنقاطها الست والتي هي في الحقيقة نفس خطة اصلاحات الرئيس السوري بشار الاسد.

(ارنا)

سيدا في موسكو اليوم… وسفن عسكرية تتجه إلى طرطوس

روسـيا تعرض اسـتضافة محادثات موسـعة حول سـوريا

أعربت روسيا أمس، عن استعدادها لاستضافة اجتماع جديد لـ«مجموعة العمل» حول سوريا، مقترحة توسيع المشاركين ليشملوا دولا أخرى بينها ايران، فيما أفادت تقارير بأن روسيا أرسلت مدمرة إلى سوريا أمس، وأن أربع سفن روسية أخرى في طريقها إلى طرطوس.

إلى ذلك، يقوم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بزيارة رسمية الى روسيا في 18 تموز الحالي، حسبما ذكرت ذلك وكالة أنباء الأناضول نقلا عن المكتب الإعلامي لرئاسة الوزراء التركية، وقالت إنه من المتوقع أن تكون الأزمة السورية الموضوع الرئيسي لهذه الزيارة.

وقال نائب وزير خارجية روسيا ميخائيل بوغدانوف «من جانبنا، نؤكد ترحيبنا بعقد اجتماع دوري لـ«مجموعة العمل» في موسكو، من دون أن نقف بالضد من جنيف، واذا اعتقد المبعوث الخاص وأعضاء اللجنة بأن ذلك سيكون أكثر ملاءمة، ففي هذه الحالة نرى حيوية عقد هذا الاجتماع». وأضاف «أقول ايضا، سنستمر بالعمل من أجل توسيع عدد المشاركين فيه».

وحسب قوله فإن «موسكو تأسف، لأنه بسبب موقف عدد من شركائنا، لم تشارك ايران والمملكة العربية السعودية في اجتماع جنيف، على الرغم من دورهما المؤثر. ونحن على ثقة من أنه كان بإمكان عدد من الدول المجاورة لسوريا، مثل الاردن ولبنان التي لم تحضر هي الاخرى الى اجتماع جنيف، أن تساهم بفعالية في أعمال الاجتماع، لان من مصلحتها استقرار الاوضاع الامنية في سوريا».

وذكر بوغدانوف ايضا أن البيان الختامي الصادر عن اجتماع جنيف يشير الى أن من حق المبعوث الخاص كوفي أنان، دعوة «مجموعة العمل» الى الاجتماع. وقال «لم يعارض أحد اقتراح عقد مثل هذا الاجتماع في موسكو. ونحن ننتظر من المجموعة الجديدة التي شكلت في جنيف بجهود مشتركة، ان يكون لها ردود فعل محددة بخصوص المسألة السورية. وهذا طبعا يتطلب تحضيراً تاماً وإجراء اتصالات مكثفة كما بين اللاعبين الخارجيين، كذلك مع الاطراف السورية، لإيجاد نقاط مشتركة».

وأضاف المسؤول الروسي ان «من المهم بالنسبة لنا، ان تعمل المعارضة السورية على وضع قاعدة موحدة للاعتراف بعدم وجود بديل للتسوية السلمية المبنية على القوانين والأعراف الدولية المعترف بها، والاشتراك من أجل ذلك في الحوار الشامل مع الحكومة السورية».

بالاضافة الى ذلك أشار بوغدانوف الى «ان أي أحاديث عن فشل خطة أنان، هي غير أخلاقية ولها أضرار سياسية، لان نتائجها ستكون، شئنا أم أبينا، زيادة توتر في مواقف الأطراف، وهذا يعني أن من يرى المسألة بهذا الشكل، فإنه عمليا يكون مسؤولا عن استمرار إراقة الدماء والقتل والمآسي في سوريا».

وقال بوغدانوف: «من الصعب علينا أن نتصور أن يحق لمنتدى دولي يعمل ضمن الأطر القانونية، أن يحل مثل هذه المسألة (بقاء الرئيس السوري بشار الأسد أو تنحيه)، التي هي ضمن السيادة السورية فقط. من هنا أريد أن أؤكد أن موقف روسيا لا يتحدد بالتمسك بشخصيات معينة». وبحسب قوله «فإن مصير زعيم هذه الدولة، أو تلك يجب ان يقرره الشعب بالاستناد الى التشريعات السارية».

وفي إشارة الى تصريحات بعض المسؤولين الاجانب حول كون «البيان الختامي» الصادر عن اجتماع جنيف، يشير الى ضرورة استقالة الرئيس السوري، قال ان تلك «ما هي إلا تفسيرات ذاتية للبيان». وأضاف موضحا ان «مثل هذه التصريحات يمكن ان تصنف فقط على أنها تفسيرات غير مسؤولة للاتفاقيات التي تم التوصل اليها. وحسب قناعتنا الاكيدة، فإن الوثائق الدولية يجب عدم تفسيرها كما نشاء، بل يجب فهم صياغتها بدقة».

ويزور موسكو اليوم رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا، حيث يلتقي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وعدداً من المسؤولين.

من جانب آخر، أفاد مصدر في البحرية الروسية بأن روسيا أرسلت مدمرة إلى سوريا، ونقلت وكالة «انترفاكس» عن مصدر عسكري آخر قوله إن أربع سفن روسية أخرى في طريقها إلى سوريا أيضا. ونسبت «انترفاكس» إلى المصدر قوله إنه لا علاقة بين مهمة السفن والصراع في سوريا.

وأضافت الوكالة الروسية نقلا عن المصدر أن السفن تحمل جنودا من مشاة البحرية في مهمة تدريب فضلا عن كميات من الاغذية والمياه والوقود لمنشأة الصيانة والإصلاح التابعة للبحرية الروسية في ميناء طرطوس السوري. وشوهدت المدمرة «سمتليفي» التي قامت بدوريات قبالة ساحل سوريا في نيسان وأيار الماضيين وهي تغادر ميناء سيباستوبول المطل على البحر الأسود.

وأضاف مصدر البحرية «سمتليفي غادرت الميناء في طريقها إلى سوريا… يتوقع أن تصل إلى المضائق التركية صباح غد (اليوم)». وقال متحدث باسم الأسطول الروسي في البحر الأسود إن السفينة أبحرت لكنه أحجم عن تأكيد وجهتها، فيما قال المصدر العسكري لـ«انترفاكس» إن ثلاث سفن إنزال ومدمرة مضادة للغواصات من أسطول روسيا الشمالي غادرت ميناء سفرمورسك في طريقها إلى طرطوس.

(أ ف ب، رويترز، أ ب، أ ش أ)

روسيا تعرض استضافة «مجموعة عمل» موسعة حول سوريا تشمل إيران

خطة أنان أمام مجلس الأمن اليوم: إنهاء العنف تدريجاً

جددت موسكو عرضها استضافة مؤتمر لـ«مجموعة العمل» حول سوريا بعد توسيعها، في الوقت الذي اكد فيه المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا كوفي أنان من طهران أمس، ضرورة الدور الايراني «الايجابي» في حلّ الازمة السورية، الذي جددت أميركا رفضه.

انان الذي يطلع مجلس الأمن اليوم على نتائج محادثاته، انتقل من طهران الى بغداد حيث التقى أيضا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، وحذر من انتقال العنف السوري إلى الدول المجاورة، وقال إن الرئيس السوري بشار الأسد قدم اقتراحا لـ«إنهاء العنف تدريجا»، انطلاقا من المناطق التي شهدت اكبر قدر منه، بينما أكدت طهران دعمها خطته وشددت على وقف تسليح المعارضين في الداخل.

وواصلت القوات المسلحة السورية لليوم الرابع مناوراتها العسكرية بمشاركة وحدات من تشكيلات القوى الجوية التي نفذت مشروعا تكتيكيا عملياتيا بالذخيرة الحية في محاكاة لظروف المعركة الحقيقية حيث مثل الطيران المقاتل مهمات صد الضربات الجوية المعادية المفترضة وشارك الطيران القاذف في تنفيذ مهمات التأثير الناري على الأهداف المعادية وتدميرها في حين قامت المروحيات القتالية بتقديم الدعم الناري للقوات. وتضمن المشروع تنفيذ إنزال جوي خلف خطوط العدو المفترض. وحضر المشروع رئيس هيئة الأركان العامة للجيش والقوات المسلحة العماد فهد جاسم الفريج يرافقه عدد من كبار ضباط القيادة العامة.

أنان

وحذر انان في مؤتمر صحافي عقده بعد مباحثاته مع المالكي من توسع اعمال العنف في سوريا لتصل قرب الحدود مع العراق. وقال «اجريت نقاشا جيدا مع رئيس الوزراء نوري المالكي وكان مثلنا قلقا جدا من اعمال العنف والقتل وابدى دعمه لخطة النقاط الست وآلية تطبيقها».

واضاف أنان «جئت الى المنطقة لمناقشة الازمة السورية واخذتني رحلتي الى دمشق وطهران والآن في بغداد، وحصلت على فرصة لمناقشة هذا الامر مع القادة لبحث… وقف القتل من اجل الشعب السوري وكذلك لضمان عدم انتقال الصراع السوري الى جيرانه». واكد انان «سأغادر الليلة وغدا (الاربعاء) سأوجز لمجلس الامن وانا متأكد من ان المجلس سيتخذ الاجراء المناسب، وكذلك سيتخذ قرارا في ما يتعلق بالمراقبين الذين تنتهي مهمتهم في 21 من تموز الحالي».

واضاف أنان «اعتقد اننا بحاجة الى ان نواصل ضغوطنا، ونحن بحاجة الى ان نفعل ذلك بصورة بناءة». كما قال «يجب ان نكون خلاقين من اجل وقف العنف، لقد حاولنا ذلك على المستوى الوطني، في 12 نيسان الماضي لكن (المحاولة) لم تنجح، والآن هناك جيوب عنف جدية حول العراق». وتابع قائلا «لقد شاهدنا الوضع المأساوي في سوريا وعمليات القتل ومعاناة الناس، رجالا ونساء واطفالا… هؤلاء الابرياء الذين علقوا وسط اعمال العنف». وأكد أن «جميع الذين تحدثت معهم، كانوا يشاطرونني نفس القلق والحاجة بالنسبة لنا اليوم هي وقف هذا القتل».

وفي طهران قال أنان إن «الأسد قدم اقتراحا ببناء مقاربة تدريجية في بعض المناطق حيث لدينا عنف شديد، لمحاولة احتواء العنف في هذه المناطق، وخطوة بخطوة، التدرج نحو انهاء العنف في انحاء البلاد».

وقال أنان إن «طهران قدمت دعمها لانهاء الصراع، ويجب أن تكون جزءا من الحل»، مضيفا «وجودي هنا يثبت أنني اعتقد ان ايران يمكنها لعب دور ايجابي، وعليها لذلك أن تكون جزءا من الحل في الازمة السورية»، مؤكدا أنه تلقى» التشجيع والتعاون» من الحكومة الايرانية.

واعلن وزير الخارجية علي اكبر صالحي عقب مباحثات مع موفد الامم المتحدة والجامعة العربية «اننا ننتظر من انان ان يواصل تحركه حتى النهاية لاعادة الاستقرار والهدوء في سوريا والمنطقة». واكد ان «ايران جزء من حل» الازمة السورية منتقدا بدون ذكرها الدول الغربية والعربية التي تعزل طهران في هذا الملف ومنوها «بحيادية» انان.

وقال أمين المجلس الأعلى الايراني للامن القومي سعيد جليلي إن «السبيل الوحيد لحل الازمة السورية يجب ان يكون من قبل الشعب والحكومة السوريين ومن دون تدخل اجنبي». واضاف «ان تاريخ بعض الدول مثل اميركا في دعم الدكتاتوريين والممارسات اللاديموقراطية، يدل على ان هذه الدول لا يمكن ان تكون جزءا من حل الازمة السورية، وان شعوب المنطقة تعتبر الادارة الاميركية سببا في قسم هام من مشاكل المنطقة ولا تساعد على حلها».

ورأى جليلي «ان حل الازمة السورية يكمن في الديموقراطية وليس ارسال الاسلحة والاعمال الارهابية». وتابع ممثل قائد الثورة الاسلامية قائلا «ان الحوار السياسي في سوريا يجب ان يكون متزامنا مع وقف اطلاق النار، داعيا المراقبين الدوليين الى السعي لمنع تهريب الاسلحة وتسلل المسلحين الى سوريا».

لكن المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني قال في تصريح صحافي «لا اعتقد ان بامكان احد ان يقول جديا ان ايران كان لها تاثير ايجابي على التطورات في سوريا».

وكرر كارني التعبير عن رغبته في ان يتم تطبيق خطة انان الاساسية، وقال «نعتقد انه من الضروري ان تدعم المجموعة الدولية الخطة، وان تطبق هذه الخطة وان يجري الانتقال الذي تدعو اليه هذه الخطة بدون الرئيس الاسد». واضاف «لا نزال متشككين جدا حيال رغبة الاسد في الوفاء بتعهداته» محذرا من ان «الاصطفاف خلف الاسد يعني الاصطفاف خلف طاغية ووضع بلادك على الجانب الخاطئ».

روسيا

من جهته، قال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف «من ناحيتنا يمكنني تأكيد أننا سنرحب بتنظيم جلسة اعتيادية لمجموعة عمل في موسكو.» وكرر بوغدانوف موقف روسيا بأن أي اجتماعات مماثلة في المستقبل يجب أن تشمل دولا أخرى لها نفوذ في الشأن السوري أي إيران والسعودية. وقال «تأسف موسكو لأن إيران والسعودية لم تحضرا في جنيف بسبب مواقف عدد من شركائنا».

كما أكد بوغدانوف تمسك موسكو باتفاق جنيف، ورفضها ما قامت به جهات غربية، من إعادة تفسير للاتفاق على أساس أجنداتها السياسية للأزمة السورية.

وأفاد مصدر في البحرية الروسية بأن روسيا أرسلت مدمرة إلى سوريا، ونقلت وكالة «انترفاكس» عن مصدر عسكري آخر قوله إن أربع سفن روسية أخرى في طريقها إلى سوريا أيضا. ونسبت «انترفاكس» إلى المصدر قوله إنه لا علاقة بين مهمة السفن والصراع في سوريا.

وقالت متحدثة باسم مجلس الامن القومي الأميركي ان «لدى روسيا قاعدة امداد وصيانة في مرفأ طرطوس السوري». واضافت «في الحالة هذه لا سبب لدينا للاعتقاد ان هذا التحرك (للسفن) ليس روتينيا».

إلى ذلك، قتل 56 شخصا في سوريا بينهم مسعف في الهلال الاحمر السوري قضى خلال قيامه باسعاف جرحى في دير الزور في شرق البلاد. والقتلى هم 18 مدنيا و18 عسكريا و16 مقاتلا معارضا وجنديا منشقا، ولم يعرف ما اذا كان الاشخاص الاربعة الذين قضوا في استهداف حافلة بعبوة ناسفة في ريف حماه الغربي من المدنيين او العسكريين، بحسب «المرصد السوري لحقوق الانسان».

(«السفير»، أ ف ب، رويترز، أ ب)

روسيا ستواصل تسليم سورية انظمة مضادات جوية

موسكو ـ (ا ف ب) – نقلت وكالة انباء انترفاكس الاربعاء عن مساعد مدير الجهاز الفدرالي للتعاون العسكري فياتشيسلاف دزيركالن قوله ان روسيا ستواصل تسليم سوريا انظمة مضادات جوية.

وقال المسؤول “سنواصل تطبيق عقد تسليم انظمة مضادات جوية” مشيرا الى انها معدات “ذات طابع محض دفاعي”.

سيدا يفشل في اقناع موسكو بوقف دعمها للاسد وإنفجار أمام وزارة النفط السورية في دمشق

دمشق ـ (ا ف ب) – (يو بي اي) ـ فشل رئيس المجلس الوطني السوري المعارض عبد الباسط سيدا في اقناع المسؤولين الروس الذين التقاهم الاربعاء في موسكو بوقف دعمهم لنظام الرئيس السوري بشار الاسد الذي يشترط المجلس تنحيه قبل البحث في اي مرحلة انتقالية.

جاء ذلك فيما إنفجرت عبوة ناسفة، الأربعاء، أمام وزارة النفط في منطقة العدوي في العاصمة السورية دمشق.

وقال أحد سكّان المنطقة ليونايتد برس إنترناشونال، إن عبوة ناسفة كانت موضوعة في إحدى السيارات أمام وزارة النفط في العدوي في دمشق، إنفجرت وأدت الى مقتل أحد الأشخاص داخل السيارة.

وأضاف أنه سُمع إطلاق رصاص لمدة قصيرة في منطقة العباسيين إثر حدوث الإنفجار.

وتشهد سوريا منذ 15 آذار/مارس عام 2011 مظاهرات تطالب بإصلاحات وبإسقاط النظام، تحوّلت الى مواجهات بين قوى مسلّحة وأجهزة الأمن الحكومية، أدّت الى مقتل الآلاف من الطرفين.

وفيما تتهم المعارضة الحكومة بأنها تقصف البلدات وتقتل من تصفهم بـ”المتظاهرين السلميين”، تقول السلطات السورية إنها تخوض حرباً مع من تصفهم بـ”المجموعات الإرهابية المسلّحة” التي تقول إنها مدعومة من الخارج، وتتحدث عن إستقدام المعارضة آلاف المقاتلين العرب والأجانب من أصحاب الخلفيات الأصولية للمشاركة في القتال.

وجاءت زيارة سيدا على رأس وفد من المجلس الوطني الى روسيا غداة تقدم موسكو بمشروع قرار الى مجلس الامن لتمديد تفويض بعثة المراقبين الدوليين في سوريا من دون الاشارة الى احتمال فرض عقوبات.

وقال سيدا لصحافيين عقب انتهاء محادثاته مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف “اؤكد باسم كل المعارضة الشعبية في سوريا ان الحوار غير ممكن ما لم يرحل الاسد. لكن روسيا لها راي اخر”.

وقال عضو المكتب التنفيذي في المجلس ورئيسه السابق برهان غليون “لم نلاحظ تغيرات في الموقف الروسي. كنت هنا قبل سنة والموقف (الروسي) لم يتغير”.

واوضح منذر ماخوس، العضو في المجلس، “تباحثنا في الموقف الروسي ونحن نتفهم موقف (المسؤولين الروس) بشكل افضل. لكن موسكو لم تغير موقفها وهي تعتقد ان الاسد لا يزال يحظى بدعم غالبية الشعب السوري”.

وكان سيدا وصف في مستهل المباحثات مع لافروف ما يجري في سوريا بانه “ليس مجرد خلاف بين المعارضة والحكومة، بل ثورة”، معتبرا انه يشبه “ما شهدته روسيا عند انهيار الاتحاد السوفياتي في العام 1991 عندما سارت على طريق الديموقراطية”.

وقال لافروف قبل الاجتماع على انه يريد اغتنام الفرصة “ليوضح مرة اخرى” موقف موسكو من الازمة السورية والداعي الى “الحوار” بين اطراف النزاع.

وشدد على “ضرورة وقف العنف بجميع اشكاله من جميع الاطراف باسرع وقت يمكن” وفتح “حوار بمشاركة الحكومة ومجموعات المعارضة”، من اجل “الاتفاق على عناصر ومهل العملية الانتقالية”.

ووافقت مجموعة العمل الدولية حول سوريا التي تضم الاعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الامن الدولي وتركيا ودولا تمثل الجامعة العربية في 30 حزيران/يونيو في اجتماع عقدته في جنيف على مبادىء مرحلة انتقالية في سوريا تنص خصوصا على تشكيل حكومة تضم وزراء من الحكومة الحالية ومعارضين.

الا ان المعارضة السورية اعلنت رفضها البحث في اي عملية انتقالية قبل تنحي الاسد.

وقدمت موسكو الثلاثاء الى الاعضاء ال14 في مجلس الامن الدولي مشروع قرار يمدد لمدة ثلاثة اشهر مهلة التفويض المعطى لبعثة المراقبين الدوليين الموجودة في سوريا بقرار من مجلس الامن للتحقق من وقف لاطلاق النار اعلن في 12 نيسان/ابريل ولم يتم الالتزام به. ولا يلحظ المشروع الروسي الذي حصلت فرانس برس على نسخة منه على فرض اي عقوبات.

وتنتهي في 20 تموز/يوليو مهلة مهمة المراقبين.

ويطالب المشروع السلطة والمعارضة السوريتين ب”البدء فورا بتطبيق” خطة الموفد الدولي الخاص كوفي انان للحل في سوريا وتنفيذ توصيات مجموعة العمل الدولية.

في باريس، اعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو الاربعاء ان مشروع القرار الروسي الجديد حول سوريا في مجلس الامن الدولي ” دون توقعات القسم الاكبر من الاسرة الدولية”.

واعتبر فاليرو انه “من الضروري نقل كافة السلطات التنفيذية الى هيئة حكومية انتقالية (في سوريا)”.

ورفضت الولايات المتحدة الثلاثاء كلام مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان حول دور “ايجابي” لايران في الازمة السورية.

وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني “لا اعتقد ان بامكان احد القول جديا ان ايران كان لها تاثير ايجابي على التطورات في سوريا”.

في دمشق، رأت صحيفة البعث السورية الاربعاء ان الحوار “كان خيارا استراتيجيا كما أكد الرئيس الأسد، (لكن) إذا لم يؤد الى نتيجة لا بد من الاستمرار في مكافحة الإرهاب”.

ميدانيا، شهدت دمشق وريفها صباح الاربعاء اشتباكات بين القوات النظامية السورية والمقاتلين المعارضين تلتها حملة مداهمات واعتقالات واسعة، بينما يتركز القصف على احياء مدينة حمص (وسط) الخارجة عن سيطرة النظام، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وافاد المرصد عن استهداف مجموعة من المقاتلين المعارضين حافلة صغيرة في ريف ادلب في شمال غرب البلاد، كانت تقل “احد عشر عنصرا من الجيش النظامي والاستخبارات ما ادى الى اصابتهم جميعا”.

ورجح مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن في اتصال مع وكالة فرانس برس “مقتل معظم العناصر ال11 واحد المقاتلين المعارضين” في العملية.

واكد المرصد في بيانات متلاحقة مقتل 12 شخصا في سوريا الاربعاء نصفهم من المدنيين، نتيجة اعمال عنف في مناطق مختلفة.

ويصعب التثبت من اعداد الضحايا في سوريا من مصدر مستقل منذ اعلنت الامم المتحدة التوقف عن احصاء القتلى اواخر العام 2011، بينما يتعذر التاكد من الوقائع الميدانية والامنية بسبب القيود المفروضة على الحريات الاعلامية.

ايران رحبت بمبادرته.. ومدمرة روسية في طريقها لطرطوس

عنان يقترح خطوات تدريجية لانهاء العنف في سورية ويحذر من انتقال الصراع إلى الدول المجاورة

بغداد ـ طهران ـ دمشق ـ وكالات: قال وسيط السلام الدولي كوفي عنان الثلاثاء إن الرئيس السوري بشار الأسد اقترح انهاء الصراع في سورية خطوة بخطوة بدءا من المناطق التي تشهد أسوأ أعمال عنف، في وقت تتجه سفن حربية روسية الى مرفأ طرطوس السوري، في مؤشر جديد لدعم موسكو للنظام السوري.

وأبلغ مصدر في البحرية الروسية رويترز أن روسيا أرسلت مدمرة إلى سورية الثلاثاء، ونقلت وكالة انترفاكس عن مصدر عسكري آخر قوله إن أربع سفن روسية أخرى في طريقها إلى سوريا أيضا. ونسبت انترفاكس إلى المصدر قوله إنه لا علاقة بين مهمة السفن والصراع في سورية.

وأضافت نقلا عن المصدر أن السفن تحمل جنودا من مشاة البحرية في مهمة تدريب فضلا عن كميات من الاغذية والمياه والوقود لمنشأة الصيانة والإصلاح التابعة للبحرية الروسية في ميناء طرطوس السوري. وشوهدت المدمرة سمتليفي التي قامت بدوريات قبالة ساحل سورية في نيسان (أبريل) وأيار(مايو) وهي تغادر ميناء سفاستوبول المطل على البحر الأسود صباح امس.

وأضاف مصدر البحرية الذي تحدث الى رويترز مشترطا عدم نشر اسمه ‘سمتليفي غادرت الميناء في طريقها إلى سورية… يتوقع أن تصل إلى المضائق التركية صباح الاربعاء’. واعتبر البيت الابيض الثلاثاء ان توجه مجموعات من السفن الحربية الروسية الى مرفأ طرطوس، لا يشكل امرا غير عادي.

وقال المصدر العسكري لانترفاكس إن ثلاث سفن إنزال ومدمرة مضادة للغواصات من أسطول روسيا الشمالي غادرت ميناء سفرمورسك في طريقها إلى طرطوس.

ومن جهته قال عنان الذي كان يتحدث الى الصحافيين بعد اجراء محادثات في ايران انه يحتاج الى بحث الاقتراح مع المعارضة السورية ولا يمكنه الإدلاء بمزيد من التفاصيل. ولم يتضح كيف أو أين يخطط لاتمام ذلك مع زعماء المعارضة الذين يقولون انه لا يمكن تحقيق انتقال سلمي ما لم يتخل الاسد عن سلطاته أولا.

واعلن وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي عقب مباحثات مع عنان الثلاثاء ‘اننا ننتظر من عنان ان يواصل تحركه حتى النهاية لاعادة الاستقرار والهدوء في سورية والمنطقة’.

وجدد الموفد الدولي الذي زار طهران الثلاثاء بعد دمشق، وانتقل منها الى بغداد للقاء رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، الامل في اشراك ايران في البحث عن حل في سورية، مشددا على ضرورة عدم انتقال الصراع في سورية إلى الدول المجاورة.

في هذا الوقت، جدد المجلس الوطني السوري المعارض عشية زيارة رئيسه عبد الباسط سيدا لموسكو تمسكه برحيل الرئيس بشار الاسد قبل البحث بأي مرحلة انتقالية

ودعا نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف الثلاثاء الى اجتماع جديد لـ’مجموعة العمل’ حول سورية، موضحا ان بلاده لا تعارض ان تستضيف جنيف مثل هذا الاجتماع.

وقال بوغدانوف ان موسكو تأسف ‘لغياب ايران والسعودية وهما دولتان لهما تأثير كبير على الوضع (في سورية) عن اجتماع جنيف نتيجة لمواقف بعض شركائنا’، معربا ايضا عن امله في مساهمة دبلوماسية للبنان والاردن البلدين المجاورين لسورية.

واعلن المجلس الوطني السوري في بيان الثلاثاء ان عبد الباسط سيدا سيؤكد خلال لقائه المسؤولين الروس ‘على رحيل رأس النظام وزمرته الحاكمة قبل بدء أي مفاوضات لترتيب انتقال السلطة’، مشددا على دعم الجيش السوري الحر ‘بكافة أشكال الدعم بصفته احدى أذرع الثورة’.

ميدانيا، شهدت دمشق الثلاثاء اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين، فيما تواصل قصف الاحياء الخارجة عن سيطرة الحكومة السورية في مدينة حمص خصوصا جورة الشياح.

وحصدت اعمال القصف والاشتباكات في مناطق مختلفة امس 13 قتيلا بينهم سبعة مدنيين.

لافروف: متمسكون بموقفنا تجاه الأزمة السورية

بعيد استقباله وفداً من «المجلس الوطني السوري» في موسكو، أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، اليوم، تمسّك بلاده بموقفها تجاه الأزمة السورية، داعياً إلى بدء حوار يتيح للسوريين فرصة تقرير مصيرهم بأنفسهم، الأمر الذي أسف له مسؤولون سوريون معارضون، فيما اقترحت روسيا مشروع قرار دولي يقضي بتمديد مهمة بعثة المراقبين في سوريا لمدة 3 أشهر إضافية.

أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، اليوم، تمسّك روسيا بموقفها تجاه الأزمة السورية، داعياً الحكومة السورية وجميع أطياف المعارضة إلى بدء حوار يتيح للسوريين فرصة تقرير مصيرهم بأنفسهم، وذلك في ختام اجتماعه بوفد من «المجلس الوطني السوري».

ونقلت وسائل إعلام روسية عن لافروف قوله «إننا إذ أيدنا خطة (مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا) كوفي أنان، أكدنا تمسكنا بضرورة وقف فوري لكل أشكال العنف من قبل جميع الأطراف، والتحول لحوار بمشاركة الحكومة والمجموعات المعارضة كافة، يقوم السوريون خلاله بتقرير مصير بلادهم بدءاً من الاتفاق على أبعاد ومدة العملية الانتقالية».

وقال لافروف «نريد أن نفهم ما هي آفاق توحيد صفوف جميع أطياف المعارضة السورية على قاعدة الحوار مع الحكومة، وفق ما تنص عليه خطة كوفي أنان التي أقرها مجلس الأمن الدولي»، معرباً عن ارتياحه لهذه الفرصة لإجراء حوار مباشر مع ممثلي المجلس الوطني السوري في هذه الفترة المهمة بالنسبة إلى سوريا، ومؤكداً على رغبته في توضيح موقف موسكو من الأزمة السورية لأعضاء الوفد، وإزالة جميع التساؤلات والشكوك.

واشار لافروف إلى أن الجانب الروسي يسعى للحصول على المزيد من التفاصيل حول علاقات «المجلس الوطني السوري» مع مختلف مجموعات المعارضة، وبالدرجة الأولى المعارضة الداخلية.

من جهتهم، أسف مسؤولون من المعارضة السورية، اليوم، لأن روسيا لم تغير موقفها بخصوص الأزمة في سوريا، حيث شدد عضو المكتب التنفيذي في «المجلس الوطني السوري» برهان غليون، على أنه «لم نلاحظ تغيرات في الموقف الروسي. كنت هنا قبل سنة والموقف (الروسي) لم يتغير».

وفي وقت سابق من اليوم، أعلن رئيس المجلس، عبد الباسط سيدا، انه سيبحث خلال لقائه مع لافروف، عدداً من الاقتراحات المحددة لتسوية الأزمة في سوريا، موضحاً في حديث لوكالة «إيتارتاس» الروسية «وصلنا إلى هنا للبحث مع روسيا، عن سبل تؤدي إلى انتهاء الأزمة في سوريا»، مضيفاً: «لدينا اقتراحات وأفكار محددة، ونريد نقلها» الى الجانب الروسي.

وفي سياق متصل، اقترحت روسيا في مجلس الأمن الدولي مشروع قرار يقضي بتمديد مهمة بعثة المراقبين في سوريا لمدة 3 أشهر إضافية، فيما تنتهي ولايتها الحالية في 20 يوليو/تموز الجاري.

وقال النائب الأول للمبعوث الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة، ألكسندر بانكين، لصحافيين روس في نيويورك إنه «يبدو لنا ان فترة 3 أشهر كافية.. لا يمكنني أن أقول ان هذه فترة نموذجية (لمهمة المراقبين)، لكن في الظروف الراهنة، ونظراً للوضع المتطور بشكل ديناميكي، تبدو هذه الفترة كافية بالنسبة إلينا»، مشيراً إلى أن مشروع القرار الذي تقدمت به روسيا في مجلس الأمن لا يتسبب بأية خلافات، مضيفاً انه يهدف بشكل رئيسي الى «دعم جهود (المبعوث الخاص) كوفي أنان ودعم التفاهمات التي جرى التوصل إليها في اجتماع مجموعة العمل في جنيف في 30 حزيران/يونيو».

وشدد بانكين على ان روسيا مستعدة لقبول التمنيات التي أدرجها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في تقريره الأخير، الذي يتعلق بعمل بعثة المراقبين في سوريا، لافتاً إلى أن ذلك «يتعلق بإعادة النظر ببعض آليات عملها، التي تتضمن عناصر مراقبة مدنية وعسكرية، في بعض القطاعات، ونشر أكثر مرونة بحسب الظروف التي نأمل أن تتخذ شكلاً أفضل وبطريقة إيجابية».

(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)

البريد الخاص: الأزمة تتفـاقم و«البيزنس» يزدهر

بعيد اندلاع الأزمة السورية، أعلن رجل الأعمال السوري، رامي مخلوف، ابن خال الرئيس السوري بشار الأسد، طلاقه من العمل التجاري والانتقال إلى العمل الخيري والتنموي. مزيد من الملفات السورية المسربة من موقع «ويكيليكس»، والتي حصلت عليها «الأخبار»، تسلط الضوء على بعض أعمال مخلوف خلال مراحل الأزمة الطويلة وتفاصيل من محفظته الاستثمارية. وتبين الملفات أن إعلان الأخير ترك الأعمال التجارية ليس دقيقاً، وهو ما يتجلى بوضوح في الرسائل المتبادلة بين عدد من الشخصيات الاقتصادية.

مزيد من الملفات، تظهر تفاصيل قيام مؤسس بنك قطر الدولي الإسلامي (QIIB) الشيخ علي بن عبد الله آل ثاني ببيع أسهمه في «بنك سوريا الدولي الاسلامي» (SIIB)، مستبقاً فرض العقوبات على المصرف كما تكشف الأرباح التي حققها من هذه العملية. أما بطء الأداء الحكومي وعجزه عن مواكبة متطلبات الإصلاح بالسرعة المطلوبة فيتجلى في مذكرة وجهها وزير الاقتصاد والتجارة السابق، نضال الشعار عبر وزير شؤون رئاسة الجمهورية منصور عزام إلى الأسد تضمنت كذلك اقتراحات بشأن تنشيط الحركة الاقتصادية

رامي مخلوف مستمر بالعمل التجاري لا الخيري

في 17 حزيران 2011، أعلن التلفزيون الرسمي السوري أن رجل الأعمال رامي مخلوف قرر التخلي عن أعمال التجارة وتكريس ثروته وحياته للمشاريع الخيرية ومشاريع التنمية، في تنازل واضح يتماشى مع أحد المطالب الأساسية للمحتجين في سوريا. حينها، خرج رامي مخلوف متعهداً بترك الأعمال وبيع أسهمه في «سيرياتل» البالغة 40 في المئة، وتخصيص عائداتها فقط إلى العمل الإنساني والتعويضات لعائلات الذين قتلوا، لكن عدداً قليلاً فقط من المتابعين أخذ كلامه على محمل الجدفي ظل وجود اعتقاد على نطاق واسع بأن مخلوف سيطر على جزء كبير من الاقتصاد السوري مستخدماً نفوذه في القطاع المالي، السياحي المطاعم، العقارات والكثير غير ذلك.

«ملفات سوريا» المسربة، التي ينشرها موقع «ويكيليكس»، والتي حصلت عليها «الأخبار» تشير إلى أن شكوك البعض في تحول مخلوف المفاجئ إلى «رجل خير» مبررة.

رسائل البريد الإلكتروني المتبادلة، تشمل موظفين رفيعي المستوى في شركة «شام كابيتال» وهي واحدة من كبرى الشركات السورية، المملوكة بشكل رئيسي من قبل مخلوف. وتشير الرسائل إلى أنه كان يشتري حصصاً كبيرة، وبنحو تدريجي، في عدد من المصارف أبرزها «بنك قطر الوطني – سوريا» (QNBS)، قبل وبعد اعلانه التخلي عن الأعمال التجارية.

في الخامس من شهر أيار 2011، أرسل باسل شعبان، وسيط مالي يدير فرع «شام كابيتال» في حلب، ملف «بي دي أف» إلى المدير التنفيذي لشركة «شام كابيتال»، سفيان هيكل، وعنوانه «التقرير اليومي: 5/5/ 2011 (عملية السيد مخلوف).

ويتضمن الملف، تفصيلاً لعمليات بيع وشراء أسهم رامي مخلوف من خلال «شام كابيتال»، بمبلغ مقدر بـ50 مليون ليرة سورية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن ملاحظة استثمار كبير في «بنك قطر الوطني – سوريا» (doc-id 1110515).

بعد عشرة أيام، تلقى هيكل رسالة بريد الكتروني اضافية من الوسيط المالي المساعد زين البيلاني، تتعلق بالمعلومات التي استحصل عليها في ما يتعلق بالأسهم السورية، من منتدى مناقشة عن السوق السورية وحالة الاقتصاد، بالتزامن مع دخول الاحتجاجات شهرها الثالث.

ويشير بيلاني إلى أن بعض المعلقين يتساءلون حول ما اذا كان مخلوف سيبقى من المشاركين في السوق بشكل من الأشكال.

وكتب يقول: «بعد التكهنات، حول ما اذا كان السيد مخلوف سيدخل السوق أم لا، رامي عطار، أشار إلى أن مشتري أسهم «بنك قطر الوطني – سوريا» من «شام كابيتال» هو الأرجح رامي مخلوف، مستنداً في ذلك إلى كمية الأسهم الكبيرة التي يتم شراؤها وأن شركة الوساطة هي «شام كابيتال».

وتطرق بيلاني إلى طرفة سمعها حول أن شركة «شام كابيتال تتبع بابا نويل وليس العكس»، مضيفاً بتهكم «بس بابا نويل ما لو قد سهم بنك قطر، هذا البنك يللي بقرب عليه بيحرق أصابيعه»، قبل أن يوضح أن بابا نويل في هذه الحالة هو نفسه رامي مخلوف. (doc-id 1793670).

أما في 28 حزيران 2011، أي بعد 11 يوماً من اعلان مخلوف تركه مجال تجارة الأعمال، أرسل باسل شعبان رسالة بريد الكتروني إلى سفيان، تطرق فيها إلى المحفظة الاستثمارية لمخلوف وشخص آخر، وأوضح فيها حجم عمليات الشراء التي وقعت في الفترة الممتدة من 4 أيار حتى اليوم الذي تم فيه إرسال البريد الإلكتروني. ضمن محفظة مخلوف، يتبين أن «بنك قطر الوطني – سوريا» يتقدم على جميع البنوك الأخرى بـ33.343 ألف سهم (doc-id 1793541).

أما في الأشهر اللاحقة، بينما كان مخلوف يشتري كميات كبيرة من أسهم «بنك قطر الوطني – سوريا»، فبدأ الأخير بشراء كمية كبيرة من الأسهم في بنك سوريا الدولي الاسلامي (doc-id 997874, doc-id 934059).

استثمارات مخلوف لم تتوقف عند هذه النقطة. في بداية العام الحالي، تظهر المحفظة الاستثمارية للأسبوعين الثاني والثالث من شهر كانون الثاني، أن الأخير اشترى أسهماً تقدر قيمتها بما مجموعه 126,576,155 ليرة سورية (تقريباً 2 مليون دولار)، في مقابل بيع أسهم تقدر قيمتها بـ8,666,251 ليرة سورية (تقريباً 135,093 دولاراً)، حيث احتل «بنك قطر الوطني – سوريا» و«بنك سوريا الدولي الاسلامي» هذه العمليات (doc-id 972444, doc-id 882125)

قطريون يهرّبون اموالهم قبل رمضان

تظهر ملفات «وكيليكس» أن الشيخ علي بن عبد الله آل ثاني، مؤسس بنك قطر الدولي الإسلامي (QIIB)، بادر إلى بيع أسهمه في «بنك سوريا الدولي الاسلامي» (SIIB)، بسرعة قرابة الأسبوع الأخير من شهر تموز 2011.

فبعد أربعة أشهر من الاحتجاجات السورية، وقبيل أسابيع محدودة من بداية شهر رمضان، تُظهر رسائل إلكترونية متبادلة بين كرم دباغ، وهو وسيط أسهم لشركة «شام كابيتال»، وبين المدير الأول في بنك قطر الدولي الإسلامي، محمد غياث والمدير التنفيذي لشركة «شام كابيتال»،سفيان هيكل، وجود طلب لبيع الأسهم والعمليات التي جرت.

ويتبين أنه تم بيع ما لا يقل عن 100 ألف سهم لآل ثاني، كما تبين أن الأرباح وضعت في حسابه في «بنك سوريا الدولي الاسلامي» (doc-id 1791179).

وتكشف رسالتان الكترونيتان، أرسلتا في العشرين والرابع والعشرين من شهر تموز، وتتضمنان ملفات «بي دي أف»، تفاصيل حساب الشيخ علي بن عبد الله آل ثاني.

وفي التفاصيل، أنه تم بيع 25 ألف سهم من «بنك سوريا الدولي الاسلامي» في الثامن عشر من شهر اتموز، أعقبها بيع 21,145 ألف سهم في العشرين من تموز، وأخيراً بيع 103,850 ألف سهم في 21 من الشهر نفسه.

وتم تحويل مردود عمليات البيع هذه إلى حساب آل ثاني في «بنك سوريا الدولي الاسلامي» (doc-id 878210, doc-id 931161).

الجدير ذكره، انه في الواحد والثلاثين من شهر أيار الماضي، أعلن «بنك قطر الدولي الإسلامي» تخليه عن مقعده في مجلس إدارة «بنك سوريا الإسلامي الدولي» وسحب ممثله من المجلس بعد القرار الذي اتخذته وزارة الخزانة الأميركية بفرض عقوبات ضد البنك السوري.

وتظهر احدى الرسائل المتبادلة بين هيكل وأحد الزبائن، قيام المدير التنفيذي للشركة، بالشرح أن «شام كابيتال» مملوكة من «مجموعة راماك»، التي يعد مخلوف رئيسها التنفيذي ورئيس مجلس إدارتها، فضلاً عن «شركة الرمز للأوراق المالية»، وهي شركة ذات مسؤولية محدودة تأسست في أبوظبي خلال العام 1998. ووفقاً لهيكل، يعد مرتضى الدندشي الشريك والمدير المنتدب من قبل «الرمز للأوراق المالية» doc-id 981633.

أنباء عن انشقاق السفير السوري في بغداد

أسامة مهدي

قال الناطق باسم الحكومة العراقية انه لاعلم له بانشقاق السفير السوري في بغداد نواف الفارس عن النظام السوري الا ان وكيل وزارة الخارجية العراقية لبيد عداوي اكد انشقاق السفير.

قال الناطق بأسم الحكومة العراقية علي الدباغ انه ان لا علم للحكومة بانشقاق السفير السوري في بغداد نواف الفارس عن النظام السوري واضاف قائلا في تصريح بثته فضائية العراقية الرسمية “الحكومة العراقية لا علم لها بانشقاق السفير السوري في بغداد”.

والفارس هو أول سفير لسوريا لدى العراق بعد انقطاع العلاقات بين البلدين وكان قد تولى عدة مهام منها محافظ  دير الزور  واللاذقية وإدلب والقنيطرة على التوالي.

ورغم أن وزارة الخارجية العراقية العراقية لم تؤكد أو تنفي خبر الانشقاق إلا أن لبيد عباوي الوكيل في الوزارة أكد لقناة سكاي نيوز العربية علم وزارته بانشقاق السفير السوري.  ويعتبر فارس واحداً من أبرز المسؤولين في النظام السوري الذي ينشق بعد العميد مناف طلاس ابن وزير الدفاع السوري السابق  وتوجهه إلى العاصمة الفرنسية باريس قبل ايام.

السفير السوري في بغداد نواف الفارس

وكان نواف الفارس عيّن سفيراً لسوريا في العراق في ايلول (سبتمبر) عام 2008 وهو مسؤول في حزب البعث الحاكم وكان قد تولى عدة مهام حيث عين أميناً لفرع الحزب بدير الزور في الفترة من عام 1994 إلى عام 1998 ثم محافظاً للاذقية بين عامي 1998 و2000 وبعدهاً محافظاً لإدلب من عام 2000 إلى 2002 وأخيراً محافظاً للقنيطرة عام 2002  وذلك قبل تعيينه سفيراً لسوريا لدى العراق.

يذكر أن الفارس من دير الزور وينتمي لعشائر العكيدات ذات الامتداد الكبير في العراق الأمر الذي قد يكون ساعد في تأمين انشقاقه عن دمشق حيث تمتد الحدود بين البلدين اتلى 600 كيلومترا.

ويأتي انشقاق السفير السوري في سياق انشقاقات في صفوف الجيش النظامي وانشقاق مسؤولين كبار في مؤسسات الدولة. وشهدت قوات الجيش النظامي انشقاقات عديدة منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011 لتتحول إلى ثورة مسلحة، ولكن الفارس هو الدبلوماسي الأول الذي يعلن انشقاقه عن نظام الأسد.

وامس اكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي خلال مباحثات مع انان دعمه جهود المبعوث الاممي لإيجاد حل للازمة في سوريا وقال “نعلم ان مهمتكم صعبة ولكن لابد من بذل الجهود لوقف القتل وإيجاد حل سياسي يحقق الاهداف المشروعة للشعب السوري “. واشار الى امكانية انعكاس الأوضاع في سورية على العراق والمنطقة سلبا وإيجابا داعيا الى التحلي بأقصى درجات المسؤولية في التعامل مع الأوضاع في سوريا .

واوضح المالكي ان الوقت ليس وقت تصفية حسابات بين هذا الطرف او ذاك ، مشددا على ضرورة ان تنصب كل الجهود على كيفية إيقاف القتل وحقن الدماء وإيجاد حل سلمي يحقق اهداف الشعب السوري كما نقل عنه بيان صحافي لمكتبه الاعلامي مشيرا ايضا الى ان المالكي قد عبر عن خشيته من تنامي التطرف نتيجة تصاعد وتيرة العنف والقتل قائلا “علينا العمل لتطويق النار وإطفائها بدل صب الزيت عليها”.

وكان وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري اكد الخميس الماضي ان بلاده متخوفة من تأثيرات تسليح المعارضة والنظام في سوريا على اوضاعه الداخلية أمنيا وسياسيا واعتبر مؤتمر جنيف الاخير بداية للتغيير في سوريا واشار الى ان مسلحي القاعدة يتدفقون الان من العراق على سوريا . وأضاف زيباري خلال مؤتمر صحافي في بغداد ان في العراق مخاوف من تاثير هذه الاوضاع عليه امنيا وسياسيا لذلك فانه معني بما يجري في سوريا وضرورة درء مخاطر امتداد النزاع الى الدول المجاورة.  واشار في هذا السياق الى تصاعد التوتر بين سوريا وتركيا والمناوشات على الحدود السورية اللبنانية. وحول موقف العراق من النظام في سوريا فيما اذا استلمت المعارضة السلطة اوضح زيباري ان للعراق حاليا علاقات مع المعارضة ودعاها الى بغداد للحوار مشيرا الى ان علاقات بلاده ستكون انذاك مع الشعب السوري ومن يمثله فليس للعراق حساسية في هذا الامر.

وقال مسؤولون عراقيون خلال الاشهر الماضية أن هناك حركة تهريب للسلاح والمقاتلين باتجاه سوريا التي كانت تتهم في السابق بانها قدمت دعمًا ماليًا وعسكريًا ولوجستيًا لجماعات “جهادية” متمردة في العراق.

وتشترك سوريا مع العراق بحدود تمتد لحوالي 600 كلم، يقع اكثر من نصفها تقريبًا في محافظة الانبار الغربية المحاذية لسوريا .

سيدا يفشل في اقناع موسكو بوقف دعمها للاسد

أ. ف. ب.

زار رئيس المجلس الوطني السوري، أبرز ائتلافات المعارضة السورية في الخارج، الأربعاء، موسكو للتشديد أمام القادة الروس على رفضه أي عملية انتقالية سياسية قبل تنحي الرئيس السوري بشار الأسد.

موسكو: اعلن عبد الباسط سيدا رئيس المجلس الوطني السوري المعارض في موسكو الاربعاء ان الدعم الروسي لنظام بشار الاسد هو الذي يتيح استمرار اعمال العنف في سوريا.

وقال سيدا خلال مؤتمر صحافي بعد لقائه وزير الخارجية سيرغي لافروف “نرفض السياسة الروسية – ايا كانت مسمياتها – لأن هذه السياسة الداعمة للنظام تتيح استمرار العنف”.

وقد فشل عبد الباسط سيدا في اقناع المسؤولين الروس الذين التقاهم الاربعاء في موسكو بوقف دعمهم لنظام الرئيس السوري بشار الاسد الذي يشترط المجلس تنحيه قبل البحث في أي مرحلة انتقالية.

وجاءت زيارة سيدا على رأس وفد من المجلس الوطني الى روسيا غداة تقدم موسكو بمشروع قرار الى مجلس الامن لتمديد تفويض بعثة المراقبين الدوليين في سوريا من دون الاشارة الى احتمال فرض عقوبات.

وقال سيدا لصحافيين عقب انتهاء محادثاته مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: “اؤكد باسم كل المعارضة الشعبية في سوريا أن الحوار غير ممكن ما لم يرحل الاسد. لكن روسيا لها رأي آخر”.

وقال عضو المكتب التنفيذي في المجلس ورئيسه السابق برهان غليون: “لم نلاحظ تغييرات في الموقف الروسي. كنت هنا قبل سنة والموقف (الروسي) لم يتغيّر”.

واوضح منذر ماخوس، العضو في المجلس، “تباحثنا في الموقف الروسي ونحن نتفهم موقف (المسؤولين الروس) بشكل افضل. لكن موسكو لم تغيّر موقفها وهي تعتقد أن الاسد لا يزال يحظى بدعم غالبية الشعب السوري”.

وكان سيدا وصف في مستهل المباحثات مع لافروف ما يجري في سوريا بأنه “ليس مجرد خلاف بين المعارضة والحكومة، بل ثورة”، معتبرًا أنه يشبه “ما شهدته روسيا عند انهيار الاتحاد السوفياتي في العام 1991 عندما سارت على طريق الديموقراطية”.

وقال لافروف قبل الاجتماع على أنه يريد اغتنام الفرصة “ليوضح مرة أخرى” موقف موسكو من الازمة السورية والداعي الى “الحوار” بين اطراف النزاع.

وشدد على “ضرورة وقف العنف بجميع اشكاله من جميع الاطراف باسرع وقت ممكن”، وفتح “حوار بمشاركة الحكومة ومجموعات المعارضة”، من اجل “الاتفاق على عناصر ومهل العملية الانتقالية”.

وبعد وقت قصير على انتهاء المحادثات، اعلنت موسكو أنها ستواصل تسليم الحكومة السورية انظمة مضادات جوية.

ونقلت وكالة انباء انترفاكس عن مساعد مدير الجهاز الفيدرالي للتعاون العسكري فياتشيسلاف دزيركالن قوله: “سنواصل تطبيق عقد تسليم انظمة مضادات جوية”، مشيرًا الى انها معدات “ذات طابع محض دفاعي”.

ووافقت مجموعة العمل الدولية حول سوريا، التي تضم الاعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الامن الدولي وتركيا ودولاً تمثل الجامعة العربية، في 30 حزيران/يونيو في اجتماع عقدته في جنيف، على مبادىء مرحلة انتقالية في سوريا تنص خصوصًا على تشكيل حكومة تضم وزراء من الحكومة الحالية ومعارضين.

الا أن المعارضة السورية اعلنت رفضها البحث في أي عملية انتقالية قبل تنحي الاسد.

وقدمت موسكو الثلاثاء الى الاعضاء الـ14 في مجلس الامن الدولي مشروع قرار يمدد لمدة ثلاثة اشهر مهلة التفويض المعطى لبعثة المراقبين الدوليين الموجودة في سوريا بقرار من مجلس الامن للتحقق من وقف لاطلاق النار اعلن في 12 نيسان/ابريل ولم يتم الالتزام به. ولا يلحظ المشروع الروسي الذي حصلت فرانس برس على نسخة منه على فرض أي عقوبات.

وتنتهي في 20 تموز/يوليو مهلة مهمة المراقبين.

ويطالب المشروع السلطة والمعارضة السوريتين بـ”البدء فوراً بتطبيق” خطة الموفد الدولي الخاص كوفي انان للحل في سوريا وتنفيذ توصيات مجموعة العمل الدولية.

في باريس، اعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو الاربعاء أن مشروع القرار الروسي الجديد حول سوريا في مجلس الامن الدولي ” دون توقعات القسم الاكبر من الاسرة الدولية”.

واعتبر فاليرو أنه “من الضروري نقل كافة السلطات التنفيذية الى هيئة حكومية انتقالية (في سوريا)”.

ورفضت الولايات المتحدة الثلاثاء كلام مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان حول دور “ايجابي” لايران في الازمة السورية.

وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني: “لا اعتقد أن بامكان احد القول جديًا أن ايران كان لها تأثير ايجابي على التطورات في سوريا”.

في دمشق، رأت صحيفة البعث السورية الاربعاء أن الحوار “كان خيارًا استراتيجيًا، كما أكد الرئيس الأسد، (لكن) إذا لم يؤدِ الى نتيجة لا بد من الاستمرار في مكافحة الإرهاب”.

ميدانيًا، شهدت دمشق وريفها صباح الاربعاء اشتباكات بين القوات النظامية السورية والمقاتلين المعارضين تلتها حملة مداهمات واعتقالات واسعة، بينما يتركز القصف على احياء مدينة حمص (وسط) الخارجة عن سيطرة النظام، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وافاد المرصد عن استهداف مجموعة من المقاتلين المعارضين حافلة صغيرة في ريف ادلب في شمال غرب البلاد، كانت تقل “احد عشر عنصراً من الجيش النظامي والاستخبارات ما ادى الى اصابتهم جميعا”.

ورجح مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن في اتصال مع وكالة فرانس برس “مقتل معظم العناصر الـ11 واحد المقاتلين المعارضين” في العملية.

واكد المرصد في بيانات متلاحقة مقتل 12 شخصًا في سوريا الاربعاء نصفهم من المدنيين، نتيجة اعمال عنف في مناطق مختلفة.

ويصعب التثبت من اعداد الضحايا في سوريا من مصدر مستقل منذ أن اعلنت الامم المتحدة التوقف عن احصاء القتلى اواخر العام 2011، بينما يتعذر التأكد من الوقائع الميدانية والامنية بسبب القيود المفروضة على الحريات الاعلامية.

مجلس الأمن يستمع اليوم إلى نتائج جولة أنان في سوريا وإيران والعراق

قال إن الأسد عرض خطوات تدريجية لإنهاء العنف.. وبغداد تبلغه عدم وقوفها إلى جانب نظام دمشق

واشنطن: هبة القدسي بغداد: حمزة مصطفى لندن: «الشرق الأوسط»

أعلن موفد الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا، كوفي أنان، أمس، عقب زيارته المفاجئة إلى بغداد، أنه سيطلع مجلس الأمن الدولي اليوم (الأربعاء) على نتائج محادثاته في المنطقة، التي شملت زيارته إلى دمشق وطهران قبل بغداد، حول الأزمة السورية.

وحذر أنان في مؤتمر صحافي عقده بعد مباحثاته مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، من توسع أعمال العنف في سوريا لتصل قرب الحدود مع العراق. وقال أنان خلال المؤتمر الصحافي: «أجريت نقاشا جيدا مع رئيس الوزراء نوري المالكي، وكان مثلنا قلقا جدا من أعمال العنف والقتل، وأبدى دعمه لخطة الست نقاط وآلية تطبيقها».

وأضاف: «جئت إلى المنطقة لمناقشة الأزمة السورية وأخذتني رحلتي إلى دمشق وطهران والآن في بغداد، وحصلت على فرصة لمناقشة هذا الأمر مع القادة لبحث وقف القتل من أجل الشعب السوري، وكذلك لضمان عدم انتقال الصراع السوري إلى جيرانه».

وأكد أنان «سأوجز (الأربعاء) مجلس الأمن.. وأنا متأكد أن المجلس سيتخذ الإجراء المناسب، وكذلك يتخذ قرارا في ما يتعلق بالمراقبين الذين تنتهي مهمتهم في 21 من الشهر الحالي». وأضاف: «أعتقد أننا بحاجة إلى أن نواصل ضغوطنا، ونحن بحاجة أن نفعل ذلك بصورة بناءة».

وقال: «يجب أن نكون خلاقين من أجل وقف العنف.. لقد حاولنا ذلك على المستوى الوطني، في 12 أبريل (نيسان) الماضي، لكن (المحاولة) لم تنجح، والآن هناك جيوب عنف جدية حول العراق»، مضيفا: «لقد شاهدنا الوضع المأساوي في سوريا، وعمليات القتل ومعاناة الناس، رجالا ونساء وأطفالا، هؤلاء الأبرياء الذين علقوا وسط أعمال العنف». و«جميع الذين تحدثت معهم، كانوا يشاطرونني نفس القلق، والحاجة بالنسبة لنا اليوم؛ هي وقف هذا القتل».

من جهته، صرح الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية، علي الدباغ، لـ«الشرق الأوسط» إن «العراق يعتبر أن مقاربة أنان باستمزاج رأي العراق، سواء بوصفه رئيسا للمجموعة العربية الآن، أو بوصفه بلدا مجاورا لسوريا ولديه موقف معروف من هذه الأزمة، تعتبر مقاربة جيدة».

وكشف الدباغ أن «أنان خلال لقائه رئيس الوزراء نوري المالكي كان يطرح أسئلة أكثر مما يتلقى إجابات، وكان يهمه معرفة الكثير»، مشيرا إلى أن «الحكومة العراقية أبلغته دعمها لمبادرته لإيجاد حل لهذه الأزمة، لا سيما أنها مبادرة متوازنة، تضاف إليها النقاط الست في مؤتمر جنيف.. وبالتالي فإنها قابلة للتطبيق على أرض الواقع إذا ما توافرت لها فرص النجاح؛ وهي متوافرة إلى حد كبير، حيث إن هذه المبادرة باتت مدعومة الآن إقليميا ودوليا». وأكد الدباغ أن «العراق أبلغ أنان أيضا أن الوضع في سوريا معقد، وبالتالي لا يمكن لدول معينة أن تنفرد بالحل، بل لا بد أن تكون هناك رؤية مشتركة ومتوازنة للجميع».

وحول ما إذا كانت هناك علاقة بين زيارته إلى إيران ومن ثم مجيئه إلى العراق، قال الدباغ: «لا علاقة طبعا لزيارته بإيران ومجيئه إلى العراق.. وأود أن أشير هنا بوضوح إلى أن رؤيتنا في العراق لحل الأزمة السورية تختلف عن رؤية إيران، كما أنها تختلف عن رؤية تركيا. فنحن لسنا مع النظام، ولكننا ضد إسقاطه بالطرق العسكرية لأن سوريا بلد جار للعراق.. وأي تغيير غير محسوب فيها من شأنه أن يؤثر على العراق بشكل مباشر».

وزيارة أنان المفاجئة إلى العراق هي الأولى له منذ أن أصبح مبعوثا للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا. ووصل أنان إلى العراق آتيا من طهران، التي جددت أمس دعمها الكامل لخطته، في محاولة وضع حد للأزمة السورية. وأعرب أنان مجددا في طهران عن الأمل في إشراك إيران في البحث عن حل في سوريا، وهو ما ترفضه الدول الغربية والمعارضة السورية حتى الآن، وتتهم طهران بدعم نظام دمشق عسكريا.

وكان وزير الخارجية الإيراني، علي أكبر صالحي، استبق زيارة أنان لطهران، وقال أول من أمس إن «الشعب السوري يجب أن تتاح له حرية اختيار رئيسه بنفسه في الانتخابات المقررة عام 2014»، مؤكدا في مقابلة أجرتها معه «رويترز» في أبوظبي أن الأسد يجب أن يبقى في منصبه حتى انتخابات 2014، وأنه «على الدول أن تتجنب حتى ذلك الحين عدم تفاقم إراقة الدماء من خلال التدخل على الأرض في الصراع الدائر هناك».

بينما قال أنان في مؤتمر صحافي في طهران، أمس، إن الأسد اقترح إنهاء الصراع في سوريا خطوة بخطوة بدءا من المناطق التي تشهد أسوأ أعمال عنف.

ووفقا لنسخة من حديثه وزعتها الأمم المتحدة، قال أنان: «اقترح الأسد وضع منهج تدريجي، يبدأ من بعض المناطق التي شهدت أسوأ أعمال عنف، في محاولة لاحتوائه فيها والبناء خطوة بخطوة على ذلك لإنهاء العنف في كافة البلاد»، ورفض ذكر تفاصيل قائلا إن الخطة بحاجة إلى مناقشتها مع المعارضة السورية.

لكن يشار إلى أن ما جاء في النسخة التي وزعتها الأمم المتحدة، حول محادثات أنان مع الأسد، يتناقض مع ما نشر من تسريبات ببعض المواقع الإخبارية القريبة من النظام السوري، ومنها «سوريا الآن»، الذي أشار – على عكس أنان – إلى أن الأسد كان يفند طروحات أنان حول وسائل الالتزام بالخطة، وأن أنان هو من طرح أفكارا حول المناطق المحدودة لبدء تنفيذ الخطة ووقف إطلاق النار. وجاء على لسان أنان حسب الموقع «فلنحاول مجددا.. مراقبونا سيتوصلون إلى اتفاق مع المجموعات المسلحة في أي منطقة نتفق على العمل فيها. وفي المقابل، نريد منكم بادرة حسن نية في أي نقطة نتوافق على الانطلاق منها. بادرة من قبلكم تتمثل في وقف إطلاق النار من جهتكم ومن طرف واحد قبل وقت قليل من سريان وقف النار المتبادل، ولو لمدة 4 ساعات مثلا».

إلى ذلك، أعربت وزارة الخارجية الأميركية عن تطلعها للاستماع إلى نتائج جولة أنان في سوريا وإيران والعراق خلال جلسة مجلس الأمن صباح اليوم بنيويورك، وقال باتريك فينتريل، المتحدث باسم الخارجية: «إذا كان النظام السوري مستعدا للتوقف فورا والكف عن العنف، فإن ذلك سيكون موضع ترحيب، لكننا لم نر ذلك حتى الآن.. وسوف ننتظر أن نسمع من السيد أنان ما لديه حول نتائج محادثاته في جلسة مجلس الأمن». وتشكك فينتريل في جدوى إشراك إيران في المحادثات، وقال: «لدينا قلق حيال سلوك إيران المدمر في سوريا، ونريدهم أن يتوقفوا عن إعطاء الدعم المادي المباشر لآلة القتل السورية».

علي حيدر.. مندوب الأسد «المحتمل» للتفاوض الذي ترفضه المعارضة السورية

ريما فليحان لـ«الشرق الأوسط»: يدعي المعارضة وتم توظيفه لخدمة النظام

بيروت: كارولين عاكوم

في لقائه الأخير مع المبعوث الدولي كوفي أنان، طرح الرئيس السوري بشار الأسد علي حيدر، وزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية، وهو منصب مستحدث في الحكومة السورية، ليكون المفاوض باسم النظام إذا نجحت المحاولات في الوصول بالوضع السوري إلى مرحلة الحوار.

ورغم أن حيدر هو رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي، فالأسد يعتبره معارضا، واصفا إياه بالقول: «هو ليس من الفريق الموالي بل من المعارضة، وقد قتل ابنه على أيدي المسلحين ورغم ذلك تسامى على جراحه من أجل مشروع المصالحة الوطنية. وهو رئيس لأحد الأحزاب المعروفة بصدقيتها في سوريا وخارجها»، إضافة إلى أنه كان زميل الأسد في الجامعة نفسها خلال دراستهما طب العيون.

أما المعارضة التي يرفض أطرافها ليس فقط محاورة علي حيدر كشخص؛ يدعي أنه معارض ويرأس حزبا لا يختلف بمنهجيته عن حزب البعث، يعترضون على مبدأ الحوار من الأساس، وهذا ما عبرت عنه ريما فليحان، عضو المجلس الوطني والناطقة باسم لجان التنسيق المحلية في سوريا، قائلة لـ«الشرق الأوسط»: «يبدو أن الرسالة لم تصل للعالم لغاية اليوم. نرفض أي حوار بوجود هذا النظام ورئيسه الذي لا يزال يطرح اسما للتفاوض وكأن الموضوع بالنسبة إليه محسوم أو أن المعارضة ستقبل بأمر كهذا». مضيفة: «ما أجمعت عليه المعارضة في مؤتمر القاهرة يجيب بشكل واضح على هذا الرفض، لا حوار مع النظام قبل رحيل الأسد، ومن سيحاور قبل رحيله هو يدعي المعارضة تم توظيفه لخدمة النظام». وتسأل فليحان: «كيف يمكن لشخص قتل ابنه على أيدي شبيحة النظام أن يبقى مؤيدا له، ويقبل بمنصب في حكومته؟»، لافتة إلى «أن هذا الواقع هو خير دليل على من هو علي حيدر وكيف هي سياسته وما هي أهدافه».

من جهته، يرفض ياسر النجار، عضو المجلس الوطني والمجلس الأعلى لقيادة الثورة في سوريا، المحاورة مع النظام السوري بغض النظر عن الاسم الذي يحاول الرئيس الأسد طرحه كمعارض. ويؤكد لـ«الشرق الأوسط» أن ابن حيدر كان من الناشطين خلال الثورة السورية، وقد قتل على أيدي قوات النظام خلال مشاركته في إحدى المظاهرات، مضيفا: «في الفترة الأخيرة، لعب حيدر دورا سلبيا في قمع الاحتجاجات وإسكات الأصوات التي علت من داخل الحزب القومي معترضة على سياسة الحزب الموالية للنظام، حتى أنه عمد إلى فصل عدد منهم»، مشيرا إلى أن أعضاء الحزب المعارضين لهم حضورهم في تحركات الثورة السورية ويشاركون في المظاهرات.

ويعرف حيدر عن موقف الحزب الذي يرأسه من الأزمة السورية بالقول: «نحن في الحزب السوري القومي الاجتماعي، جزء من المعارضة السلمية ولا نرفع السلاح لإسقاط النظام، ونرى أن حمل السلاح يأخذ الحراك الشعبي إلى موقع فيه مصلحة للنظام. كذلك نرى أن هذا السلاح يعطل عملية التغيير الديمقراطية التي انتهجناها منذ عام 2002 في سبيل تحقيق تغيير بنيوي شامل وعميق». معتبرا أن من يحملون السلاح ضد النظام، ينفذون غالبا أجندات خارجية.

مع العلم بأنه كان قد وصف مؤتمر جنيف بـ«الجنين المشوه»، معتبرا أن التوافق الدولي المزمع إعلانه لن يعلن قبل الانتخابات الأميركية.

عشية وصول سليمان.. باريس تناشد اللبنانيين عدم استجلاب الأزمة السورية

الخارجية الفرنسية: السلطات السورية تمثل تهديدا للسلام والأمن الإقليميين

باريس: ميشال أبو نجم

استبقت باريس وصول الرئيس اللبناني ميشال سليمان في زيارة عمل لفرنسا تدوم يومين يلتقي خلالها الرئيس فرنسوا هولاند ورئيسي مجلسي النواب والشيوخ كلود برتولون وجان – بيار بيل بإصدار بيان نددت فيه بأعمال العنف التي جرت على الحدود اللبنانية السورية «في الأيام الأخيرة»، وطالبت سوريا بـ«الاحترام الصارم لسيادة وسلامة الأراضي اللبنانية وفق ما تنص عليه قرارات الأمم المتحدة».

واعتبرت الخارجية الفرنسية، في البيان الذي أصدرته أمس، أن استمرار أعمال العنف يبين أن «السلطات السورية تمثل خطرا على السلام والأمن الإقليميين، بسبب استمرار سياسة القمع الدموي التي تمارسها منذ 15 شهرا»، ونوهت بالإجراءات التي قرر لبنان اتخاذها لضبط الحدود مع سوريا «من أجل ضمان سلامة الحدود وأمن المواطنين اللبنانيين».

وسيكون الوضع على الحدود المشتركة بين لبنان وسوريا وتطورات الملف السوري على رأس جدول المباحثات التي سيجريها الرئيس سليمان مع نظيره هولاند في باريس الذي يستقبله مساء الخميس ويجري معه جولة مباحثات يليها عشاء عمل.

ووضعت المصادر اللبنانية والفرنسية هذه الزيارة في إطار «المشاورات» التي تحصل دوريا بين باريس وبيروت على خلفية تخوف فرنسا من تداعيات الأزمة السورية على استقرار لبنان. وناشدت المصادر الدبلوماسية الفرنسية اللبنانيين تفادي استيراد النزاع السوري إلى لبنان الأمر الذي سيكون له أسوأ الآثار على السلم الداخلي والاستقرار اللبناني.

ولا تجد فرنسا «حرجا» في تفهم وقبول سياسة «النأي بالنفس» التي ينتهجها لبنان رسميا منذ اندلاع الأزمة السورية. غير أن مصادر فرنسية قالت سابقا لـ«الشرق الأوسط» إن «باريس لا تقبل أمرين تعتبرهما بمثابة (خطين أحمرين): الأول، دخول قوات سوريا إلى لبنان والثاني تسليم لبنان للاجئين سوريين إلى الأراضي اللبنانية». وبحسب مصادر فرنسية دبلوماسية، فإن باريس ستنظر في ما يطلبه الرئيس اللبناني في موضوع المساعدات التي يحتاجها الجيش اللبناني. كذلك فإن الرئيس هولاند «سيطمئن» نظيره اللبناني إلى استمرار بقاء باريس في إطار قوة اليونيفيل الدولية المنشورة ما بين نهر الليطاني والحدود اللبنانية – الإسرائيلية. وأخيرا، فإن هولاند سيعيد تأكيد التزام فرنسا بدعم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان وبتطوير العلاقات الثنائية بين الطرفين في «كافة المجالات».

أما على صعيد الملف السوري، فقد جددت باريس أمس دعوتها لضباط الجيش السوري للانشقاق عن النظام معربة عن أملها في أن يزداد عديد هؤلاء الذين يرفضون «تنفيذ أوامر القتل والقمع» الصادرة إليهم من السلطات السورية. وحتى الآن، ما تزال باريس تقول رسميا إنه «لا علم لديها» عن وجود العميد مناف طلاس، ابن وزير الدفاع الأسبق مصطفى طلاس، الذي غادر سوريا أوائل الأسبوع الماضي.. إلا أن مصادر واسعة الإطلاع في باريس أفادت أن طلاس الابن موجود في فرنسا.

وسيكون الملف السوري كذلك موضع تباحث بين الرئيس هولاند وولي عهد أبوظبي وقائد القوات المسلحة الإماراتية الشيخ محمد بن زايد الذي يستقبله بعد ظهر الخميس بحضور وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد. ويلتقي الأخير لاحقا نظيره الفرنسي لوران فابيوس.

السويداء تنتفض والآلاف يخرجون للتظاهر

ناشطون يتحدثون لـ«الشرق الأوسط» عن اقتحامات تنفذها قوات الأمن في المدينة ذات الغالبية الدرزية

بيروت: «الشرق الأوسط»

تعيش محافظة السويداء جنوب سوريا أجواء من التوتر والغضب بعد قيام قوات الأمن السورية بقتل اثنين من أبنائها المناهضين لنظام الحكم. ويقول ناشطون إن المدينة – ذات الغالبية الدرزية – عاشت خلال الأسبوع الماضي ما يشبه «حالة العصيان المدني، ردا على ممارسات العناصر المؤيدة لنظام الرئيس بشار الأسد».

وكان أهالي السويداء قد شيعوا الشاب معين رضوان الذي قتل إثر انفجار عبوة ناسفة، اتهم ناشطون معارضون المخابرات السورية بزرعها في أحد شوارع المدينة.

ويشير سعد، أحد الناشطين الموجودين في المدينة، في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «التشييع تحول إلى مظاهرة حاشدة ضد النظام، حيث رفع الشهيد من «مقام عين الزمان» في الشارع المحوري للمحافظة، وانطلق المشيعون به نحو ساحة سمارة في وسط مركز مدينة السويداء حاملين أعلام الاستقلال، ومرددين هتافات للشهيد وشعارات تطالب بإسقاط النظام، وأخرى تناصر المحافظات المحاصرة حمص ودرعا ودير الزور وحماه».

ويلفت الناشط المعارض إلى أن «أجهزة الأمن وميليشيات الشبيحة في المدينة، التي لم تتدخل في تشييع رضوان، كانت موجودة في بلدة القريا مسقط رأس القائد والزعيم سلطان باشا الأطرش في تشييع صفوان شقير، الذي سقط أيضا في حادثة التفجير ذاتها»، لافتا إلى أن «قوات من الجيش النظامي اقتحمت شوارع السويداء وبدأت بإطلاق النار والغاز المسيل للدموع بشكل عشوائي.. واشتبك الشبيحة مع بعض الشباب في محيط المظاهرة».

ويقول ناشطون إنه «على إثر هذه الحادثة قامت قوات الأمن السورية مدعومة بعناصر من الشبيحة بمحاصرة بلدة القريا في محافظة السويداء، وأطلقت النار بكثافة، ثم بدأت حملة مداهمة وتمشيط للأحياء واعتقالات للناشطين الذين يناهضون النظام».. وأضافوا أن «حصارا فرض على بعض المنازل، وتم اقتحام منزل الناشط سلامة مراد وتكسير محتوياته واعتقال ولديه جبران وربيع، إضافة إلى اقتحام منازل أخرى واعتقال آخرين». ويلاحظ الكثير من الناشطين أن المظاهرات في السابق كانت تنحصر على أطراف مدينة السويداء وبأعداد قليلة، أما الآن فإن مظاهرات بالآلاف تخرج في قلب المدينة، حيث بلغ عدد المتظاهرين في الأيام الماضية نحو 3000 إلى 4000 متظاهر.

وتعد هذه الاقتحامات التي تنفذها قوات الأمن السورية في المدينة ذات الغالبية الدرزية الأولى من نوعها منذ بداية الثورة ضد نظام الأسد.

ويرد ناشطون من المدينة هذه الاقتحامات إلى أسباب عدة، أبرزها فشل الأمن السوري في ضبط المحافظة عن طريق إشغال سكانها بالصراع في ما بينهم بين مؤيد ومعارض، وتخويفهم من البديل السني في حال سقط النظام الحالي، إضافة إلى فشل محاولات خلق فتنة بين أهل السويداء الدروز وأهل درعا السنة إثر عملية خطف حافلة تقل عناصر شرطة معظمهم من السويداء.

ويرى ناشطون فاعلون في الحراك الحاصل داخل المدينة أن عملية اقتحام القريا بما تحمله من رمزية لأهالي السويداء رسالة واضحة مفادها أن السلطة مستعدة للأسوأ، أي للعمليات العسكرية ضد هذه المحافظة في حال استمرت بالانخراط في صفوف الثورة، مؤكدين أن النظام استنفد ورقة المحاباة مع هذه المحافظة واللعب على الوتر الطائفي فيها لتحريضها ضد جوارها.

يذكر أن مدينة السويداء يحدها من الشمال العاصمة دمشق، ومن الجنوب الأردن، ومن الشرق مرتفع الرطبة، ومن الغرب سهول حوران، وتعد المعقل الرئيسي لطائفة الموحدين الدروز في سوريا.

روسيا ترسل سفنا حربية إلى سوريا.. وتعرض استضافة محادثات «سلمية»

البيت الأبيض يعتبر التحرك الروسي البحري روتينيا

لندن: «الشرق الأوسط»

بينما دعا نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أمس لاجتماع جديد لـ«مجموعة العمل» حول سوريا، وتستقبل روسيا هذا الأسبوع مسؤولين من المعارضة السورية، في محاولة لإيجاد حل للأزمة العالقة، أكدت مصادر إخبارية نقلا عن مصادر عسكرية روسية أن سفنا حربية روسية في طريقها إلى ميناء طرطوس السوري. وأبلغ مصدر في البحرية الروسية وكالة رويترز أن روسيا أرسلت مدمرة إلى سوريا أمس، ونقلت وكالة إنترفاكس عن مصدر عسكري آخر قوله إن أربع سفن روسية أخرى في طريقها إلى سوريا أيضا. ونسبت إنترفاكس إلى المصدر قوله إنه لا علاقة بين مهمة السفن والصراع في سوريا.

وأضافت نقلا عن المصدر أن السفن تحمل جنودا من مشاة البحرية في مهمة تدريب، فضلا عن كميات من الأغذية والمياه والوقود لمنشأة الصيانة والإصلاح التابعة للبحرية الروسية في ميناء طرطوس السوري.

وقلل البيت الأبيض من شأن توجه السفن الحربية الروسية إلى مرفأ طرطوس السوري، وقالت إيرين بيلتون، المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي المعني بالسياسة الخارجية لدى الرئاسة الأميركية، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «لدى روسيا قاعدة إمداد وصيانة في مرفأ طرطوس السوري، لا سبب لدينا والحالة هذه يدعونا لاعتقاد أن هذا التحرك ليس روتينيا».

وأضاف مصدر البحرية، الذي تحدث إلى رويترز مشترطا عدم نشر اسمه: «سمتليفي غادرت الميناء في طريقها إلى سوريا اليوم (أمس).. يتوقع أن تصل إلى المضايق التركية صباح غد (اليوم)». وقال متحدث باسم الأسطول الروسي في البحر الأسود إن السفينة أبحرت، لكنه أحجم عن تأكيد وجهتها. وأضاف المتحدث فياتشسلاف تروخاتشيوف «أبحرت السفينة.. لا يمكنني أن أقول لكم أي شيء آخر». وقال المصدر العسكري لإنترفاكس إن ثلاث سفن إنزال ومدمرة مضادة للغواصات من أسطول روسيا الشمالي غادرت ميناء سفرمورسك في طريقها إلى طرطوس. وأرسلت موسكو في أواخر العام الماضي قطعا بحرية إلى المياه المقابلة للسواحل السورية من بينها حاملة الطائرات الأميرال كوزنتسوف.

فيما أشارت وكالة الصحافة الفرنسية إلى أن ثلاث سفن حربية روسية لنقل الجند غادرت بقيادة سفينة القيادة الأدميرال تشابننكو، المتخصصة في مطاردة الغواصات، ميناء سيفيرومورسك القريب من مورمانسك شمال غربي روسيا متجهة إلى ميناء طرطوس، على أن تنضم إليها سفينتان حربيتان خلال الرحلة.

وتأتي تلك التحركات العسكرية بعد يوم واحد من تقارير إخبارية أكدت فيها مصادر عسكرية روسية إلغاء تعاقدات عسكرية، تشمل طائرات هجومية، للسلطات السورية، طالما ظلت الأزمة والعنف مستمرين. وهو ما بدا كمؤشر جديد على تغيير في الموقف الروسي حيال الأزمة السورية، والذي ظل حليفا للرئيس السوري بشار الأسد طيلة 16 شهرا من تصاعد الاحتجاجات.

وفي غضون ذلك، دعا نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أمس إلى اجتماع جديد لـ«مجموعة العمل» حول سوريا، في حين تستقبل روسيا هذا الأسبوع مسؤولين من المعارضة السورية.

وأوضح بوغدانوف كما نقلت عنه وكالة إنترفاكس: «من جهتي يمكنني أن أؤكد فقط أننا نرحب بتنظيم اجتماع جديد لمجموعة العمل في موسكو»، قبل أن يضيف أنه «لا يعارض أن تستضيف جنيف مثل هذا الاجتماع».

وينتظر وصول الرئيس الجديد للمجلس الوطني السوري المعارض الكردي عبد الباسط سيدا اليوم إلى موسكو لإجراء محادثات أيضا بعد مؤتمر «أصدقاء الشعب السوري» الأسبوع الماضي في باريس، الذي قاطعته روسيا والصين. كما أعرب بوغدانوف عن تأييده لمشاركة السعودية وإيران في المحادثات حول الأزمة السورية، وفيما يتعلق بالرئيس السوري بشار الأسد، أعلن بوغدانوف معارضته لأن يتم تحديد مصيره «من قبل منتدى دولي يتصرف في إطار قضائي»، لأن ذلك «من صلاحيات السيادة السورية حصرا».. كما نقلت إنترفاكس عن بوغدانوف قوله إن «موسكو لا تؤيد الأسد»، وأضاف أن «روسيا ليست مرتبطة بأي شخصيات بعينها».

رئيس شعبة المخابرات الجوية في الرقة يعترف بإعدام العسكريين وممارسات النظام ضد المدنيين

قال في شريط فيديو إن عناصر من «الجيش الحر» اعتقلته

بيروت: ليال أبو رحال

بث ناشطون على موقع «يوتيوب» اعترافات عقيد متقاعد يعمل كرئيس لمفرزة (شعبة) المخابرات الجوية في الرقة ويدعى عبد الحكيم العبدالله، ادعى فيها أن عناصر من «الجيش السوري الحر» ألقت القبض عليه في ريف دير الزور.

وقال العبدالله في شريط مصور بدا فيه متلعثما أكثر من مرة وعينه متورمة: «أنا العقيد المتقاعد عبد الحكيم العبدالله أعمل بعقد مدني في إدارة المخابرات الجوية اعتبارا من 1 – 7 – 2010 لمدة عام قابل للتجديد، وعينت رئيس مفرزة المخابرات الجوية في الرقة». وأشار إلى أنه «تم إلقاء القبض عليه من قبل عناصر (الجيش الحر)، لواء طارق بن زياد، في ريف دير الزور بتاريخ 6 – 7 – 2012 الساعة العاشرة صباحا أثناء توجهه إلى فرع دير الزور للمخابرات الجوية في مهمة عمل تتعلق بالوضع الأمني في محافظة الرقة وتداعيات الحراك الشعبي في المنطقة المذكورة».

وأشار إلى وجود معلومات بحوزته عن «ممارسات النظام بحق المتظاهرين السلميين والمواطنين الآمنين»، متحدثا عن «هدم منازل بالعربات والدبابات والغاية من ذلك تدمير البنية التحتية للمواطن وجعله عاجزا وبحاجة دائمة للتمسك بهذا النظام».

وأشار العبدالله إلى «إعدامات للعسكريين وهي عبارة عن انشقاقات يتم السيطرة عليها من قبل قادة الوحدات وقادة الأجهزة الأمنية ورؤساء الدوريات»، لافتا إلى أن «هذه الإصابات تطرح على أنها بحسب تعبير النظام من فعل ما يسمى بعصابات (الجيش الحر) لإظهارها أمام المدنيين وجعلهم يحقدون على الجيش الحر».

وقال العبدالله: «حصل في الرقة قتل عدد من العسكريين وهناك لائحة بهذا العدد وهناك تعاميم للضرب بيد من حديد ضد المجموعات الإرهابيـــــة كما يصفهـــــــا النظام الفاسد وتعاميم على الأجهزة الأمنية كافة بالتصدي للمتظاهرين وهي موجودة لدى الأجهزة الأمنية كافة».

المجلس الوطني السوري يذكر بثوابته قبل وصوله اليوم إلى موسكو

نشار لـ«الشرق الأوسط»: الحد الأدنى هو تنحي الأسد

بيروت: ليال أبو رحال

يبدأ وفد رفيع من المجلس الوطني السوري برئاسة الدكتور عبد الباسط سيدا اليوم زيارته إلى موسكو، تلبية لدعوة وزارة الخارجية الروسية لإجراء مباحثات رسمية مع الجانب الروسي بشأن تطورات الوضع في سوريا، وذلك بعد يومين على استقبال موسكو المعارض السوري البارز ميشال كيلو واقتراحه اختيار العميد مناف طلاس لإدارة المرحلة الانتقالية في سوريا ما بعد الرئيس السوري بشار الأسد؛ الذي ووجه باستنكار موسع من كافة أطياف المعارضة السورية.

وتأتي زيارة وفد المجلس الوطني إلى موسكو اليوم غداة مواقف لافتة أعلنها المبعوث الأممي إلى دمشق كوفي أنان بعد لقائه الأسد وانتقاله إلى طهران، لناحية إشارته إلى منهجية جديدة لوقف العمل سيطرحها مع «المعارضة المسلحة»، بحسب توصيفه. كما تتزامن الزيارة مع إعلان روسيا استعدادها لاستضافة اجتماع جديد لبحث الأزمة السورية تشارك فيه القوى الكبرى. واستبق المجلس الوطني وصوله إلى موسكو ببيان أعلن فيه توجه رئيسه إلى روسيا، مؤكدا التزامه «بخط الثورة ومطالب الشعب السوري وهمومه وإرادته أمام شعبنا وثورتنا، ونعلنه بفخر أمام العالم أجمع». واختصر المجلس الوطني أبرز هذه الالتزامات بـ«العمل على إسقاط النظام بكل رموزه، والتأكيد على رحيل رأس النظام وزمرته الحاكمة قبل بدء أي مفاوضات لترتيب انتقال السلطة ودخول البلاد في المرحلة الانتقالية».

كما شدد على «دعم الجيش السوري الحر بكافة أشكال الدعم، بصفته إحدى أذرع الثورة والمدافع عن المتظاهرين والضامن الأساسي لاستمرار سلميتها.. إلى جانب عدم الإفلات من العقاب لكل من ارتكب الجرائم بحق الوطن والشعب، وذلك وفق القانون العادل، ومطالبة المجتمع الدولي بقرارات تحت الفصل السابع من مجلس الأمن، تفرض على النظام إيقاف أعمال القتل والمجازر الجماعية بحق الشعب، وتأمين حماية المدنيين بكل السبل الممكنة».

وفي سياق متصل، قال عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني، سمير نشار، لـ«الشرق الأوسط» إن تأكيد المجلس ثوابته عشية توجهه إلى موسكو هو «رسالة مسبقة لكل التأويلات والقراءات الخاطئة التي قد تكون مقصودة للإساءة ربما إلى المجلس الوطني، كما يشكل رسالة أردنا إيصالها إلى الحكومة الروسية قبل وصول وفد المجلس إليها وفيها تأكيد تمسكنا بهذه الثوابت التي لا يمكن لنا التخلي عنها».

وشدد نشار على أن «وفد المجلس الوطني سيؤكد في روسيا أن إسقاط نظام الأسد وتنحيه هو النقطة الأولى التي يجب بحثها قبل الدخول في أي تفصيل أو اتفاق»، موضحا في الوقت عينه «ألا مؤشرات إيجابية لزيارة روسيا بعد سلسلة التصريحات السلبية الصادرة مؤخرا سواء عن الجانب الروسي أم عن أنان»، مؤكدا أن «الحد الأدنى الذي نقبل به للاشتراك في أي حل أو في حكومة انتقالية هو تنحي بشار الأسد، ولن نتنازل عن تضحيات السوريين ودمائهم لا للروس ولا أنان».

ولفت المعارض السوري إلى أن «المجلس الوطني استمع خلال وجوده في باريس لنصائح دول شقيقة وصديقة؛ أشارت إلى تحول ربما يكون قد طرأ على الموقف الروسي.. وبإمكان المجلس أن يعرف مدى حجمه من خلال زيارة إلى روسيا». وأضاف: «عقدنا أكثر من اجتماع في المكتب التنفيذي لبيان إيجابيات الزيارة وسلبياتها، وتم التوافق على إرسال وفد من المجلس الوطني تلبية لدعوة الخارجية الروسية لرصد حجم التحول في الموقف الروسي واختبار كم هو حقيقي في التخلي عن الأسد أم لا».

وكان عدد من أعضاء المجلس الوطني عقدوا مؤتمرا صحافيا في موسكو، أكدوا فيه تمسكهم بإسقاط نظام الأسد كخطوة أساسية لحل الأزمة في بلادهم. وقالت مسؤولة العلاقات الخارجية في المجلس، بسمة قضماني، إن «أي مفاوضات بشأن الأزمة يجب أن تكون برعاية الأمم المتحدة وبضمانة المجتمع الدولي».

معارك عنيفة في حمص ودير الزور ودمشق.. وسقوط نحو 50 قتيلا

المرصد السوري يتحدث عن مقتل أكثر من 17 ألف سوري منذ اندلاع الثورة

بيروت: بولا أسطيح

بينما تستمر محاولات قوات الأمن السورية منذ أكثر من أسبوع لاقتحام مناطق وأحياء يسيطر عليها الجيش السوري الحر في مدينة حمص وريفها، وفي وقت أفيد فيه عن اقتحامات ومداهمات واسعة النطاق تنفذها هذه القوات في العاصمة دمشق وريفها، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 17 ألفا و129 شخصا قتلوا خلال الانتفاضة المندلعة ضد الرئيس السوري بشار الأسد منذ 16 شهرا.

وقال المرصد إن 11 ألفا و897 شخصا على الأقل مدنيون، لكنه أضاف أنه لا يستطيع أن يجزم كم منهم أصبح من المقاتلين الذين انضموا إلى حركة مسلحة قادها منشقون عن الجيش السوري.

وذكر المرصد أن «نحو 884 منشقا قتلوا خلال الحملة القمعية التي استهدفت حركة الاحتجاج التي بدأت في ربيع عام 2011 وتحولت الآن إلى تمرد مسلح »، مؤكدا أن «العدد الإجمالي للقتلى يشمل أفراد قوات الأمن التي ما زالت موالية للأسد وقتل منها 4348 فردا». وكانت السلطات السورية أعلنت في وقت سابق أن أكثر من 2600 من أفراد قوات الأمن قتلوا، لكنها لم تقدم أي إحصاء جديد منذ بضعة أشهر.

وبالأمس قال ناشطون إن العمليات الأمنية والعسكرية التي يشنها النظام في حمص ودرعا ودير الزور وحلب ودمشق أدت إلى مقتل ما يزيد عن 50 شخصا في أنحاء متفرقة في البلاد.

ومن حمص تحدث عضو لجان التنسيق المحلية سليم قباني لـ«الشرق الأوسط» عن «فشل كل محاولات قوات الأمن السورية لاقتحام مناطق القصير وتلبيسة والرستن في ريف حمص، وكذلك اقتحام أحياء جورة الشياح وحي القصور وأحياء حمص القديمة في مدينة حمص». وأشار قباني إلى «اشتباكات عنيفة ومستمرة بين عناصر الجيش النظامي وعناصر الجيش السوري الحر في هذه المناطق في ظل استخدام النظام للطيران العمودي لقصف الأحياء المدنية قصفا همجيا ووحشيا». وبينما وصف قباني الوضع الإنساني العام في حمص بـ«السيئ جدا»، أوضح أن قصف يوم أمس ترك أضرارا كبيرة في قلعة الحصن الأثرية. وكان المرصد السوري لفت إلى تجدد القصف على أحياء جورة الشياح والقرابيص والخالدية في مدينة حمص بوسط سوريا من قبل «القوات النظامية التي تحاصر هذه الإحياء الثائرة في محاولة للسيطرة عليها».

وقال ناشطون إن القصف تجدد بالمدفعية الثقيلة والهاون على مدينة القصير بمحافظة حمص واستهدف منازل المدنيين، وسمعت أصوات انفجارات تهز المدينة التي تعاني من نقص حاد في المواد الغذائية والكوادر الطبية، وسقط جرحى بمدينة الرستن وانهار عدد كبير من المنازل نتيجة نيران الطيران العمودي والدبابات، بحسب الهيئة العامة للثورة.

وفي دمشق أفاد المرصد عن اقتحام القوات النظامية لحي القابون، وقال ناشطون إن «قوات الأسد اعتقلت عددا كبيرا من الأشخاص خلال حملة مداهمات واسعة النطاق، وذلك بحثا عن «مطلوبين للسلطات» في منطقة (عدرا) بريف دمشق». وأضافوا أن مواطنا قتل في حي البرزة الدمشقي تحت التعذيب بعد اعتقاله منذ أكثر من شهر من قبل قوات الأمن، بينما «شهد حي المهاجرين انتشارا لقوات الأمن ولمسلحين تابعين للقوات النظامية».

ويأتي هذا في الوقت الذي أفادت فيه الهيئة العامة للثورة السورية بأن بلدتي قطنا ودير العصافير بريف دمشق تعرضتا «لقصف وحشي» من قبل الجيش النظامي.

وفى مدينة درعا قالت لجان التنسيق المحلية إن عدة أحياء تعرضت لقصف عنيف من قبل القوات النظامية تركز بشكل أساسي على أحياء درعا البلد ودرعا المحطة ومخيم النازحين، ما أدى إلى سقوط جرحى.

ولفت المرصد السوري إلى سماع أصوات انفجارات عدة في حي طريق السد، مترافقا مع حظر تجول في المدينة وانتشار كثيف لقوات النظام وتمركز القناصة على أسطح المنازل. كما شهدت بلدة نصيب على الحدود السورية الأردنية بعد منتصف ليل الاثنين «اشتباكات عنيفة بين الكتائب الثائرة المقاتلة والقوات النظامية»، بحسب المرصد.

وبث ناشطون صورا لقصف بقذائف الهاون تعرضت له بلدة بصر الحرير بدرعا صباح الثلاثاء، وتلقت أحياء مدينة درعا، خصوصا حي الأربعين، وابلا من القذائف سقط على إثره عدد من الجرحى، وتهدم عدد من المساكن وسط حملة دهم للمنازل من لدن قوات الأمن والجيش السوريين. وقالت شبكة «شام» إن انفجارات كبيرة سمعت يوم أمس في حي طريق السد بمدينة درعا مع إطلاق نار كثيف في محيط الحي والقذائف تتساقط بكثرة، مع حظر تجول في المدينة وانتشار كثيف لقوات النظام وتمركز القناصة على أسطح المنازل.

وبالتزامن أفادت شبكة «شام» والهيئة العامة للثورة السورية بأن قوات الجيش السوري أقدمت على ردم العشرات من آبار مياه الشرب بمنطقة شمال اللجاة بمحافظة درعا، وذلك في محاولة لحرمان عناصر الجيش الحر من مصادر المياه أثناء تحركهم والضغط على السكان المحليين لمنعهم من التعاون مع الجيش الحر.

وفي محافظة حلب أفاد المرصد بتعرض بلدات تل رفعت ومنغ بريف حلب بعد منتصف ليل الاثنين «لقصف عنيف من قبل القوات النظامية المتمركزة في مطار منغ العسكري»، لافتا إلى «ترافق ذلك مع حركة نزوح للأهالي». وأوضح المرصد أن مقاتلين معارضين قتلا خلال اشتباكات على مداخل مدينة إعزاز.

وقتل في مدينة دير الزور سائق متطوع لسيارة إسعاف إثر إصابته بإطلاق رصاص فجرا في المدينة التي شهدت «اشتباكات عنيفة بين مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة والقوات النظامية السورية التي قتل أربعة من عناصرها خلال اشتباكات دوار الدلة»، بحسب المرصد.

كما هاجم مقاتلون معارضون القسم الغربي من مدينة الزور بقذائف «آر بي جي»، وتعرضت أحياء عدة في المدينة لقصف من قبل القوات النظامية التي تحاول السيطرة عليها، بحسب المرصد الذي أشار أيضا إلى تعرض مدينة الموحسن في ريف دير الزور لقصف من قبل القوات النظامية في محاولة للسيطرة عليها.

في المقابل، ذكرت وكالة الأنباء السورية أن مجموعة مسلحة اغتالت يوم أمس طبيبا في دوار الكرة الأرضية بمحافظة حلب. ونقلت عن مصدر بالمحافظة أن المجموعة ترصدت الطبيب، ويدعى الدكتور عبد الباسط عرجة، في دوار الكرة الأرضية أثناء ذهابه بسيارته إلى عمله في مخبر التحاليل الطبية الذي يمتلكه في حي سيف الدولة بحلب، وأطلقت النار عليه مما أدى إلى إصابته، حيث تم نقله إلى مستشفى حلب الأهلي مفارقا الحياة.

وفي سياق متصل، قال ضابط المظلات النقيب إيهاب بيطار إنه سرب لمعارضي النظام السوري في إدلب على مدى أشهر خططا سرية خاصة بعمليات للجيش السوري، وأضاف بيطار الذي انشق عن الجيش السوري وهرب إلى تركيا أن ما شاهده في سوريا في الأشهر الأخيرة كان مخيفا للغاية، حيث تم إعدام اثنين من الجنود المنشقين، ودهس الجيش عددا من أفراده المنشقين عنه في مدينتي إدلب وسراقب بالدبابات.

وقال النقيب المنشق إنه من السابق لأوانه القول إن العميد مناف طلاس، وهو أحد قادة الحرس الجمهوري، قد انشق عن النظام، مضيفا أنه لا يعرف إذا كان قد انشق أم ربما ذهب لباريس حاملا رسالة من النظام.

الجيش السوري الحر يستعد لـ«معركة دمشق» النهائية

العقيد رياض الأسعد لـ«الشرق الأوسط»: حسمها سيكون خلال أسابيع معدودة

بيروت: كارولين عاكوم

في ظل تطور العمليات العسكرية التي يقوم بها «الجيش الحر»، الذي يؤكد قياديون فيه منذ فترة أن قدراته العسكرية والمعنوية شهدت تطورا ملحوظا في المرحلة الأخيرة، إضافة إلى وجوده «المؤثر» في العاصمة السورية، والحديث اليومي عن اشتباكات تدور في قلب دمشق مع القوات النظامية – بات الحديث عن اقتراب المعركة الحاسمة في دمشق ليس بالأمر المستحيل أو البعيد، على حد تأكيد عدد من الضباط في «الجيش الحر»، الذين يعتبرون أن معنويات قوات النظام تتدهور يوما بعد يوم؛ مدللين على ذلك بتزايد عدد الانشقاقات، ولا سيما في الرتب العليا. وهذا ما يؤكده أيضا، قائد «الجيش الحر»، العقيد رياض الأسعد، الذي يقول لـ«الشرق الأوسط»: «الاستعدادات لبدء معركة دمشق جارية على قدم وساق، لا سيما أن معركة العاصمة – التي يجب أن تكون الأخيرة والحاسمة – تتطلب استعدادات وحسابات خاصة، وهذا مما أدى إلى تأخير المعركة، التي بمجرد أن تبدأ، ستحسم في فترة قصيرة لا تتجاوز الأسابيع المعدودة»، مضيفا: «أما اليوم، فيمكن القول إن الوضع اختلف، وبات بإمكاننا اتخاذ القرار في الوقت المناسب، بعدما بات (الجيش الحر) يتبع سياسة الاستيلاء على مستودعات الأسلحة التابعة للنظام، إضافة إلى تلك الموجودة على الحواجز». ونفى الأسعد المعلومات التي أشارت إلى تسلم «الجيش الحر» «صواريخ مضادة للمدرعات وصواريخ أرض/جو لإسقاط المروحيات، التي يمكن أن تستخدمها قوات الأسد لمنع الثوار من دخول العاصمة».

وفي حين رفض الأسعد الإفصاح عن أماكن وجود «الجيش الحر» بالتحديد في دمشق، قال: «وجودنا واضح من خلال العمليات التي نقوم بها، في دمشق أو في ريفها، وهناك عدد من هذه العلميات نفذت في أماكن عدة من العاصمة، ليست ببعيدة عن القصر الجمهوري». وعن أهمية وصول المعركة إلى دمشق وبالتالي إلى القصر الجمهوري المعروف بتحصيناته، أجاب الأسعد «ليس القصر الجمهوري الذي يحسم المعركة، بل المهم هو الاستيلاء على القطع العسكرية المحيطة به، ولا سيما الفرقة الرابعة وقوات القصر الجمهوري»، مؤكدا أن «بدء المعركة في دمشق سينعكس إيجابا على وتيرة الانشقاقات، ولا سيما في صفوف القيادات عندما يتأكد الجميع أن النظام بات في نهايته».. وأكد الأسعد أن النظام السوري كان قد أصدر تعميما، «اعتبر فيه كل الضباط السنّة خلايا نائمة وأمر بتصفيتهم، وذلك بعد اعتقاله أكثر من 3000 ضابط».

من جهته، اعتبر بشار الحراكي، عضو الأمانة العامة في المجلس الوطني السوري، أن معركة دمشق الحاسمة أصبحت قريبة. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «الاستعداد لهذه المعركة ليس جديدا، فـ(الجيش الحر) يعد لها منذ فترة طويلة، وخير دليل على ذلك العمليات العسكرية التي تنفذ في العاصمة، إضافة إلى وجوده في دمشق وريفها حيث تستقر الكتائب التي تقوم أيضا بالعمليات في العاصمة».

ولفت الحراكي إلى أن «قدرات (الجيش الحر) لم تكن تسمح له ببدء معركة دمشق، أما اليوم وبعد التطور في عملياته التي استهدفت مواقع في العاصمة واستيلائه على أسلحة، أصبح من الممكن القول إن (الجيش الحر) بات مستعدا لهذه المعركة».. ويرى الحراكي أن «الأمور بدأت تقترب من النهاية، والحسم لن ينتظر أن تفي الدول بوعودها لتسليح (الجيش الحر)، بعدما أصبح الأخير جاهزا لخوض معركته»، مضيفا أن «قوات النظام المنتشرة في كل المناطق السورية أصبحت منهكة ومشتتة، وحتى تلك التي تحيط بالقصر الجمهوري تم استخدامها في العمليات التي تنفذ خارج العاصمة، إضافة إلى نسبة الانشقاقات المتزايدة التي تفوق تلك التي يعلن عنها، ومن بينها قطع عسكرية بكاملها وضباط برتب عالية».

ويذكر أن المعارك العسكرية بين طرفي النزاع شهدت تطورا ملحوظا في الأسبوعين الأخيرين، ووقعت اشتباكات عنيفة بين «الجيش الحر» وقوات النظام في العاصمة وضواحيها. إذ دارت، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، في الأسبوع الأخير من الشهر الماضي، اشتباكات عنيفة في أحياء القابون وقدسيا والهامة ودمر في ريف دمشق حول مراكز الحرس الجمهوري ومنازل ضباط الحرس وعوائلهم، على بعد نحو ثمانية كيلومترات من ساحة الأمويين وسط العاصمة السورية، لافتا إلى انتشار ملحوظ للأمن في دمشق، «لا سيما في الشوارع والأحياء التي توجد فيها مراكز أمنية ومبان حكومية والمنطقة المحيطة بالقصر الجمهوري».

كذلك، أشارت معلومات صحافية إلى أن «المعارضة السورية تعد العدة والخطط الميدانية لدخول دمشق بهدف خوض المعركة الحاسمة مع نظام الرئيس بشار الأسد، والجيش السوري الحر يجهز 30 ألف عنصر».. وكشفت المعلومات أن «اجتماعات عقدت في تركيا جمعت قيادة الجيش السوري الحر بأجهزة استخباراتية وعسكرية من دول عربية وغربية لبحث كل التفاصيل اللوجيستية اللازمة لنقل المعركة بالكامل إلى قلب دمشق».

ولفتت إلى أن «نقل المعارك إلى شوارع دمشق سيؤدي إلى خروج الأسد من دمشق باتجاه مدينة اللاذقية الساحلية على الأرجح، وهذا أمر حيوي على المستوى الرمزي والمعنوي، لأنه سيرسل رسالة إلى الداخل السوري والعالم بأن الأسد لم يعد رئيسا لسوريا، مما يعزز فرص إلقاء القبض عليه أو قتله أو هروبه إلى خارج البلاد».

النظام السوري يختبر دفاعاته الجوية.. ويقول: نتصرف من موقع القوة السياسية والتفاوضية والميدانية

عضو بالمجلس الوطني لـ«الشرق الأوسط»: استعراض العضلات دليل انهيار تام

بيروت: بولا أسطيح

بالتزامن مع اختبار القوات السورية المسلحة لدفاعاتها الجوية، في اليوم الثالث للمناورات العسكرية التي تجريها منذ يوم السبت الماضي، منفذة مشروعا تكتيكيا – عملياتيا باستخدام الصواريخ القتالية الحقيقية والمدفعية المضادة للطيران لصد هجوم جوي وأرضي معادٍ مفترض، قرر النظام السوري رفع سقف خطابه السياسي ليؤكد أنه يتصرف اليوم من موقع القوة، وأنه «جاهز لصد أي هجوم عليه من أي نوع كان».. وهو ما وضعته قوى المعارضة في إطار «استعراض العضلات، بعدما حُشر النظام في الزاوية وتخلى عنه آخر حلفائه الروس».

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» بالأمس عن وزير الدفاع السوري داود عبد الله راجحة، قوله إن بلاده لن تسمح «للإرهاب في الداخل وللأعداء في الخارج بالنيل من صمودها»، مجددا تأكيده أن سوريا «بعزيمة شعبها وتماسك جيشها وحكمة قيادتها لن تسمح للإرهاب في الداخل وللأعداء في الخارج بأن ينالوا من صمودها وصلابة مواقفها المبدئية الثابتة».

وكانت صحيفة «البعث» الناطقة باسم حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم أكّدت في افتتاحيتها أمس أن سوريا «تتصرف اليوم من موقع القوة السياسية والتفاوضية والميدانية، من دون أن يعني ذلك الاستقواء على أحد، ومن دون أن ينفي ذلك أيضا أن الاحتمالات تبقى مفتوحة»، مشددة على أن «سوريا ستكون مستعدة لكل طارئ».

في هذا الوقت، تواصل القوات السورية مناوراتها العسكرية التي تشارك فيها القوات البرية والجوية والبحرية، ونفذت مؤخرا تشكيلات من الدفاع الجوي «مشروعا تكتيكيا – عملياتيا باستخدام الصواريخ القتالية الحقيقية والمدفعية المضادة للطيران لصد هجوم جوي وأرضي معاد مفترض في مختلف ظروف الموقف القتالي»، بحسب ما ذكرت وكالة «سانا»، لافتة إلى أن رجال الدفاع الجوي أظهروا «مقدرة عالية على كشف الأهداف المعادية المفترضة ومتابعتها وتدميرها بكفاءة فائقة ومهارة متميزة باستخدام السلاح الحديث والمتطور». وبينما قلل الجيش السوري الحر في وقت سابق من أهمية هذه المناورات، مؤكدا عدم قدرة النظام على تنفيذ مناورات برية في ظل سيطرة الجيش الحر على 60 في المائة من الأراضي السورية، اعتبر عضو الأمانة العامة في المجلس الوطني خالد خوجة أن «تصريحات رموز النظام الأخيرة – كما المناورات العسكرية – تندرج كلها في إطار استعراض العضلات؛ بعدما حشر في الزاوية وتخلى عنه آخر حلفائه الروس»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «ما يقوم به النظام حاليا يعكس حالته النفسية المذرية، بعدما أصبح غير قادر على التصدي حتى لهجمات الجيش السوري الحر، وبالتالي فهو مكبل اليدين في الميدان».

ورأى خوجة أن الرئيس السوري بشار الأسد يعمل حاليا على «استعراض كامل قوته مضاعفا استخدام العنف، بعدما استنفد كل ما لديه ولم يترك خطا للرجعة»، وأضاف «النظام يمر بحالة من الانهيار التام حاليا، والمناورات لا تعني شيئا، خاصة بعدما تجاوز الروس النظام وباتوا يخاطبون قوى المعارضة».

وعن تعاطي القوات المسلحة السورية خلال مناوراتها مع هجوم معاد مفاجئ، قال خوجة «الشعب السوري لم يعد يعول على تدخل عسكري خارجي من الناتو أو غيره، بعدما أصبح عناصر الجيش الحر يسيطرون على 60 في المائة من الأراضي السورية، كما أن المجتمع الدولي غير آبه بكل المناورات التي ينفذها النظام إن كان بحرا أو جوا أو برا».

بدوره، لفت الخبير الاستراتيجي العميد المتقاعد هشام جابر إلى أن «الهدف الرئيسي من المناورات التي يجريها النظام السوري هو الرد المباشر على المتحدثين في مؤتمر أصدقاء سوريا في باريس الذين شجعوا الانشقاقات، خاصة أن المناورات التي تجري تشكل فرصة ذهبية للراغبين في الانشقاق». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «الرئيس السوري أراد من خلال المناورات القول بأن الجيش السوري لا يزال قويا ومتماسكا، على الرغم من أن الإحصاءات الأخيرة تدل على أن 40 في المائة من الشعب السوري لا يزال داعما للنظام فيما يعارضه بشدة 40 في المائة، ويطالب الـ20 في المائة البقية بالاستقرار ولا يتعاطفون أو يعادون النظام».

وشدّد جابر على أنه «لا النظام قادر على حسم الأزمة السورية عسكريا، ولا قوى المعارضة المسلحة»، لافتا إلى أن «ما يجنب سوريا التفكك والحرب الأهلية هو فقط حل سياسي وتفاهم دولي كبير يخرجها مما هي تتخبط به».

توقيف رجل أعمال سوري معارض بتهمة “التحريض على العصيان

وجّه القضاء السوري تهمة “التحريض على العصيان” إلى القيادي المعارض ورجل الأعمال محمد بسام الملك الذي اعتقلته قوات الأمن صباح اليوم، حسبما أفاد رئيس المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية المحامي أنور البني لوكالة “فرانس برس”، موضحاً بالقول: “استجوب قاضي التحقيق اليوم عضو غرفة تجارة دمشق وعضو المكتب التنفيذي لهيئة التنسيق الوطني لقوى التغيير الديمقراطي في سوريا محمد بسام الملك (65 عاماً) وقرر توقيفه بتهمة التحريض على العصيان”.

وأوضح البني أن الموضوع يتعلق بالإضراب الذي قام به تجار دمشق احتجاجاً على مجزرة الحولة في نهاية أيار التي قتل فيها 108 أشخاص بينهم 49 طفلاً، وأوضح البني أن دورية من الأمن قامت باعتقال الملك صباح اليوم واستجوبه الأمن قبل ان يحيله الى القضاء.

ويملك محمد بسام الملك محلات تجارية كبيرة تعنى خصوصا ببيع الادوات الكهربائية في دمشق وحصصًا في مجمعات تجارية، ويعتبر من كبار رجال الاعمال في العاصمة السورية، كما أنه كان في عداد وفد هيئة التنسيق الوطني لقوى التغيير الديمقراطي التي زارت موسكو وبكين في الفترة الأخيرة لعرض موقفها من الأزمة السورية.

(أ.ف.ب.)

توقيف ناشط سوري معارض لدى وصوله إلى بيروت قادماً من القاهرة

أوردت وكالة “فرانس برس” أن السلطات الأمنية اللبنانية أوقفت في نهاية الأسبوع الماضي الناشط السوري زكريا مطلق (26 عاماً) لدى وصوله إلى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت قادماً من القاهرة. وأكد مسؤول في الأمن العام اللبناني للوكالة أن مطلق أُوقف لأنه “مطلوب بموجب تعميم” على الأجهزة الأمنية المعنية “وقد تم تسليمه إلى الجيش اللبناني”.

وحول هذا الموضوع، قال الناشط السوري كنان علي لـ”فرانس برس” إن مطلق “أُوقف في مطار بيروت في الثامن من تموز” الحالي، وأضاف: “كان مطلق قد غادر سوريا قبل نحو خمسة أشهر، بعدما أُصيب في شباط لدى تواجده في حي بابا عمرو” في حمص الذي سيطرت عليه القوات النظامية السورية في مطلع آذار الماضي. وتابع علي: “كان مطلق من أوائل الناشطين الذين تعرضوا للاعتقال في سوريا حين اندلعت الثورة، وقد تم إجباره على الظهور على شاشة التلفزيون (السوري) في أيار 2011 و”الاعتراف” بأنه كان على علاقة بالجماعات الإرهابية المسلّحة”، وأشار علي إلى أن مطلق “عاد لينضم إلى الثورة في حمص بعد الإفراج عنه”، ثم اصيب في القصف وسافر الى السعودية لتلقي العلاج، وبعد السعودية، انتقل الى مصر لبعض الوقت.

(أ.ف.ب.)

سيدا: أي حل بمعزل عن رحيل الأسد لا معنى له.. وغليون: النظام خبير باجهاض المبادرات

لفت رئيس “المجلس الوطني السوري” عبد الباسط سيدا إلى أن الوفد الذي التقى القيادة الروسية في موسكو أبلغها بأن “الشعب السوري يطالب برحيل النظام الاستبدادي في سوريا وعلى رأسه بشار الاسد وأن أي حل بمعزل عن رحيل نظام الأسد لا معنى له”، مشدداً على “أن سوريا المستقبل ستكون عامل استقرار في المنطقة”.

وفي مؤتمر صحافي مع عضو المجلس برهان غليون اثر انتهاء المحادثات، لفت سيدا إلى “أهمية المصالح المشتركة بين الشعبين السوري والروسي ولكن ليس مع نظام الاسد”، وقال في هذا الخصوص: “الجانب الروسي ليس متمسكاً بالاسد والمؤسسات القمعية المرتبطة بالنظام ولكن عندما نذهب الى التفاصيل نرى أن هناك تبايناً بيننا وبينهم إلا أننا  طالبنا الجانب الروسي بضرورة اصدار قرار من مجلس الامن وفق الفصل السابع”.

من جهته لفت غليون الى أن “الشعب السوري لا يراهن على الديبلوماسية الدولية والمجتمع الدولي لا يزال يدور في حلقة مفرغة ويطلق مبادرات يرفضها النظام السوري، لذلك ما يقوم به المجلس هو لوضع روسيا امام مسؤولياتها لانه اذا استمر الوضع كذلك فهذا سيصبح كارثي على سوريا ومصالح روسيا في المنطقة”. وقال: “رهاننا هو على الشعب السوري، فنحن اليوم في مرحلة انقلاب موازين القوى لمصلحة المعارضة وليس عملاً صديقاً أن تساوي روسيا بين الضحية والجلاد وتغطي النظام بمجلس الامن وتعطي السلاح للنظام الذي يقتل بها أبناء الشعب السوري”.

وأشار غليون الى أن “الثورة سوف تحسم بالداخل حتى لو غيّرت روسيا موقفها والاسد سوف يقاتل حتى النهاية ولا خيار امام الشعب السوري الا الثورة حتى النهاية واسقاط النظام”، متابعاً “كلما اجهض الاسد مبادرة يقدمون له مبادرة جديدة لاطالة الوقت علّه يحسم عسكرياً”، وأضاف: “ما قيمة المبادرة التي تعطى للنظام السوري، خاصة واننا لا نشارك ولا نشاور بها وهي لا تعنينا ولا تعني الشعب السوري وكلها مبادرات لاطالة عمر النظام والسماح له بالقضاء على الثورة السورية”.

فشل محادثات المعارضة السورية بروسيا

                                            ذكرت تقارير إخبارية روسية أن المحادثات بين المجلس الوطني السوري مع مضيفيه الروس فشلت في التوصل إلى تفاهم مشترك بشأن ما يجري بسوريا، وسط إصرار موسكو على موقفها الذي تعتبره المعارضة مؤيدا للرئيس بشار الأسد، وتشديد المجلس على ألا حل بدون “خوض حرب تحرير شعبية” لإجبار الأسد على الرحيل.

وأكد رئيس المجلس عبد الباسط سيدا على أن “مواقف الجانبين لا تزال متباعدة” وأن روسيا لم تغير موقفها مما يجري، لافتا إلى أن “الشعب السوري يعاني من التغطية السياسية الروسية للأزمة”.

وطالب وفد المعارضة -في لقاء بموسكو اليوم مع وزير الخارجية سيرغي لافروف- الجانب الروسي بضرورة إصدار قرار من مجلس الأمن وفق الفصل السابع، لكن لافروف رفض ذلك الطلب.

وفي المقابل شدد سيدا على أن “أي حل للأزمة في سوريا بمعزل عن رحيل نظام بشار الأسد لا معنى له” واعتبر أن “ما تشهده سوريا ثورة شعبية وليس نزاعا بين المعارضة والنظام”.

من جانبه قال عضو المكتب السياسي ورئيس المجلس السابق برهان غليون إن الوفد حاول إبلاغ المسؤولين الروس بأن “ما يحدث في سوريا ليس في مصلحة موسكو”، قائلا إنه “ليس أمام الشعب السوري من خيار إلا خوض حرب تحرير شعبية”.

مبادرات للقتل

وحمل بشدة على تعدد المبادرات الرامية إلى عطاء الأسد مزيدا من الوقت وقال “ما قيمة هذه المبادرات؟ كل ما فشلت مبادرة جاؤوا بمبادرة أخرى لإعطاء الأسد فرصة أخرى للقتل”.

وقد تقدم وزير الخارجية الروسي أثناء لقائه مع وفد المعارضة السورية، بحسب ما قاله في وقت سابق اليوم عبد الباسط سيدا، “بمبادرة جديدة سيستمر الحوار حولها في لقاءات لاحقة”.

وأكد لافروف في تصريحات صحفية تمسك روسيا بموقفها تجاه الأزمة السورية، داعياً الحكومة السورية وجميع أطياف المعارضة إلى بدء حوار يتيح للسوريين فرصة تقرير مصيرهم بأنفسهم.

ومما زاد من تعقيد الموقف بحسب محللين ما أعلنه مسؤولون روس من أن موسكو ستواصل تزويد دمشق بأنظمة دفاع جوي وفقا لعقود موقعة في السابق.

وفي غضون ذلك قالت مصادر دبلوماسية إن موسكو اقترحت مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي بشأن الأزمة السورية لا يتطرق إلى فرض عقوبات على أطراف النزاع.

وقال إيغور بانكين -نائب المندوب الروسي بالأمم المتحدة- إن المشروع أرسل إلى بقية أعضاء مجلس الأمن. وأوضح بانكين أن مشروع القرار يهدف إلى توفير المزيد من الدعم لجهود المبعوث الأممي العربي المشترك إلى سوريا، كوفي أنان وتنفيذ خطته.

تمديد البعثة

كما يقترح المشروع تمديد بعثة مراقبة الأمم المتحدة في سوريا لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ويدعو جميع الأطراف إلى الوقف الفوري لأعمال العنف.

ولا ينص المشروع على التهديد بفرض عقوبات على نظام بشار الأسد أو المعارضة السورية.

واعتبرت فرنسا أن المشروع الروسي “لا يرقى إلى مستوى تطلعات الجزء الأكبر من المجتمع الدولي”. وجدد المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو دعوة بلاده لقرار دولي يدعم خطة أنان تحت الفصل السابع.

وفي هذه الأثناء، يطلع أنان مجلس الأمن اليوم على نتائج مباحثاته في المنطقة بشأن الأوضاع في سوريا.

وقام أنان بزيارة مفاجئة للعراق -هي الأولى منذ تكليفه ببحث الأزمة السورية- قادما من طهران التي جددت دعمها الكامل لخطته لمحاولة وضع حد للأزمة الدائرة في سوريا منذ أكثر من 16 شهرا. كما كان قد التقى الأسد قبل يومين في دمشق.

وقال -في مؤتمر صحفي عقده بعد مباحثاته مع رئيس الوزراء العراقي ببغداد- إنه ناقش مع نوري المالكي ضرورة بذل كل الجهود الممكنة لوقف أعمال القتل في سوريا, والبحث عن ضمانات تمنع امتداد الصراع إلى الدول المجاورة.

عشرات القتلى واقتحامات بحماة

                                            أفادت الشبكة السورية لحقوق الإنسان اليوم بمقتل 31 شخصا برصاص قوات الأمن، معظمهم في إدلب ودير الزور وحلب، وسط استمرار الاقتحامات والاشتباكات بين الجيشين النظامي والحر وتواصل القصف على عدد من المناطق. وكانت حصيلة قتلى أمس بنيران الأمن قد بلغت 71.

ويشهد حي القدم الدمشقي منذ فجر اليوم اشتباكات بين القوات النظامية والجيش الحر، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وأضاف أنه سُمع بعيد منتصف الليلة الماضية صوت انفجار شديد في دمشق، مشيرا إلى أن حي المزة بوسط دمشق شهد مساء الثلاثاء خروج مظاهرة “ضمت مئات الشبان، طالبت بإسقاط النظام السوري ومحاكمة أركانه”.

قصف واشتباكات

من جهتها أشارت لجان التنسيق المحلية إلى اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وجيش النظام بمنطقة البساتين، في محاولة لاقتحام حي القدم من قبل جيش النظام.

ولفتت إلى أن ريف دمشق شهد تحرك رتل من دبابات الفرقة الرابعة باتجاه صحنايا والمنطقة الغربية، بينما شهدت سبينة اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وجيش النظام بالأسلحة المتوسطة.

وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن حي كفرسوسة في العاصمة السورية شهد صباح اليوم مداهمات نفذها الأمن والجيش مدعومين بالمدرعات في عدد من البساتين، وذلك بعدما سبقها فجرا انتشار كثيف على طريق دمشق-درعا الدولي وإغلاق كافة المداخل والمخارج.

وأضافت الهيئة أن قوات الأمن والشبيحة مدعومة بالمدرعات تطوق حارة المحكمة وشارع الزيتون في القلمون والقطيفة في ريف دمشق.

كما تعرض حي الخالدية وجوبر في حمص للقصف بقذائف الهاون منذ الصباح، وتحدثت شبكة شام الإخبارية عن قصف بالطيران المروحي على مدينة القصير، مع تحليق كثيف لهذه الطائرات في سماء المدينة.

كما تواصلت الاشتباكات العنيفة بين الجيشين الحر والنظامي في بلدة إعزاز بريف حماة.

وفي حماة اقتحمت القوات النظامية مدينة صوران حيث نفذت إعدامات ميدانية لبعض الأشخاص واعتقالات عشوائية مع حرق وهدم وسلب للمنازل، وسط إطلاق نار كثيف والبدء بحملة تفتيش دقيقة وإغلاق كامل لجميع الطرقات، وسط تحليق للطيران في سماء المدينة بحسب شبكة شام الإخبارية.

ضبط الحدود

وفي ريف حماة، حاصر الجيش قرية كوكب وسط مخاوف من حدوث مجزرة جديدة وإطلاق نار كثيف باتجاه المنازل وتحليق للطيران العسكري وحركة نزوح كبيرة من قبل أهالي القرية خوفاً من اقتحام القرية.

وفي موضوع متصل قال قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي إن الجيش سيغلق “الثغرات التي يستخدمها المسلحون على الحدود  اللبنانية السورية”، في إطار الخطة التي أقرها مجلس الوزراء حول تعزيز وجود الجيش على الحدود.

وأشار في حديث صحفي إلى الحاجة لوجود لواء “من أجل إحكام القبضة بشكل أفضل” على الخط الحدودي، “علما بأن قواتنا موجودة في أماكن التوتر، وما نريد أن نفعله هو تعزيز دورها”.

وفي لبنان أيضا، قال شهود عيان إن حالة من التوتر سادت صباح اليوم الحدود اللبنانية السورية بعد قصف ليلي أسفر عن جرح سيدة وتسبب في نزوح عائلات.

وقال أحد الناشطين في منطقة وادي خالد الحدودية لوكالة الأنباء الألمانية، إن القصف ورصاص القناصة أصاب محلات ومنازل خلال الليل.

وزادت حدة التوتر على الحدود بين البلدين الأسبوع الماضي بعد مقتل ثلاثة أشخاص بقذيفة هاون انطلقت من الجانب السوري.

مشروع القرار الروسي بشأن سوريا

وزعت روسيا في العاشر من يوليو/تموز 2012 على أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة مشروع قرار بشأن سوريا يتضمن عدة نقاط نوجزها في التالي:

– التمديد ثلاثة أشهر لتفويض بعثة مراقبي الأمم المتحدة إلى سوريا الذي ينتهي في العشرين من يوليو/تموز الجاري، حتى يمكنها “تحويل التركيز من مراقبة الالتزام بهدنة لا وجود لها إلى العمل لإيجاد حل سياسي للصراع”.

– “الأخذ في الاعتبار” للتوصيات التي قدمها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي أوصى بخفض عدد المراقبين العسكريين (300 حاليا) إلى نحو مائة.

– لا يحدد مشروع القرار الروسي عدد أفراد مهمة الأمم المتحدة في سوريا، لكنه يشدد على الحاجة إلى أن تكون لديهم قدرات مراقبين عسكريين “لإجراء عمليات فعالة للتحقق وتقصي الحقائق”.

– يدعو “الأطراف السورية جميعا” إلى ضمان سلامة أفراد مهمة الأمم المتحدة، وعدم المساس بحريتها في التحرك والوصول، ويشدد على أن المسؤولية الرئيسية في هذا الشأن تقع على كاهل السلطات السورية.

– إعطاء بعثة مراقبي الأمم المتحدة في سوريا “دورا سياسيا أكبر”.

– “يجدد التأكيد” على دعم خطة المبعوث الأممي العربي المشترك كوفي أنان، ويطالب السلطة والمعارضة السوريتين بـ”البدء فورا في تطبيق” هذه الخطة، وتنفيذ التوصيات الصادرة عن مجموعة العمل بشأن سوريا خلال اجتماعها في الثلاثين من الشهر الماضي في جنيف.

– يحث مشروع القرار أيضا كل الأطراف على الكف عن كل أعمال العنف.

– ينص على أن مسألة إيجاد حل سياسي للأزمة في سوريا تعود للشعب السوري.

– لا يتضمن مشروع القرار أي تهديدات بعقوبات محتملة ضد النظام السوري، مكتفيا بالإشارة إلى أن مجلس الأمن “سيقيم تطبيق هذا القرار، وسيدرس اتخاذ تدابير لاحقة إذا لزم الأمر”.

– المندوب الروسي في الأمم المتحدة إيغور بانكين قال إن القرار الروسي “ليس تحت الفصل السابع” من ميثاق الأمم المتحدة. وأضاف أن “هذه مسألة مبدئية في نظرنا، لأننا نعتقد أن المبعوث الخاص (كوفي أنان) يقوم بجهد يستحق الثناء”.

يذكر أن واشنطن والأعضاء الأوروبيين في مجلس الأمن دعوا لإصدار قرار بموجب الفصل السابع من الميثاق الأممي، الذي يسمح للمجلس باتخاذ إجراءات تتراوح من العقوبات الدبلوماسية والاقتصادية إلى التدخل العسكري.

انشقاق السفير السوري بالعراق

                                            أعلن السفير السوري في العراق نواف الفارس اليوم الأربعاء انشقاقه عن نظام الرئيس بشار الأسد، لينضم إلى مسؤولين سياسيين وعسكريين سبقوه إلى ترك النظام, في حين نفت بغداد علمها بانشقاقه.

وعُين الفارس سفيرا لبلاده لدى العراق عام 2008, وتولى قبل ذلك مسؤوليات سياسية وحزبية وأمنية في سوريا.

فقد عمل محافظا للقنيطرة واللاذقية وإدلب, وشغل منصب أمين حزب البعث في دير الزور. كما تولى مسؤوليات أمنية، بينها رئاسة فرع الأمن السياسي في محافظة اللاذقية, وهو خريج كلية الشرطة.

وتعليقا على خبر انشقاق الفارس, قال المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ إنه لا علم لحكومته بذلك. ويأتي الإعلان عن انشقاق الفارس بعد أيام فقط من مغادرة العميد بالحرس الجمهوري السوري مناف طلاس بلاده إلى فرنسا، في ما يبدو أنه انشقاق.

ولقي الانشقاق المفترض للعميد طلاس ترحيبا من المعارضة السورية التي رأت في هذا التطور ضربة كبيرة للنظام في سوريا, كما رحبت به دول غربية بينها الولايات المتحدة وفرنسا.

ويعد مناف طلاس مقربا من الرئيس السوري, وكان والده مصطفى طلاس وزيرا للدفاع. وغادر الوزير الأسبق سوريا قبل أشهر مع أفراد من أسرته إلى باريس بحجة تلقي العلاج.

وفي مارس/آذار الماضي أعلن عبده حسام الدين معاون وزير النفط السوري انشقاقه عن النظام وانضمامه إلى الثورة، احتجاجا على قمع الاحتجاجات المطالبة بالتغيير التي اندلعت منتصف مارس/آذار 2011.

كما شملت الانشقاقات المؤسسة الدينية بانشقاق الشيخ عبد الجليل السعيد مدير مكتب مفتي سوريا أحمد حسون.

روسيا تدعو لاجتماع بشأن سوريا

                                            أنان: إيران يجب أن تكون جزءا من حل الأزمة

أعلنت روسيا استعدادها لاستضافة اجتماع جديد لبحث الأزمة السورية تشارك فيه القوى الكبرى. وتأتي الدعوة الروسية في الوقت الذي تزور فيه مجموعات معارضة سورية موسكو لإجراء محادثات بشأن الصراع في البلاد.

وعقد اليوم عدد من أعضاء المجلس الوطني السوري مؤتمرا صحفيا في موسكو أكدوا فيه على تمسكهم بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد كخطوة أساسية لحل الأزمة في بلادهم.

وفي المؤتمر قالت مسؤولة العلاقات الخارجية بالمجلس بسمة قضماني، إن أي مفاوضات بشأن الأزمة يجب أن تكون برعاية الأمم المتحدة وبضمانة المجتمع الدولي.

وكان المجلس الوطني السوري أعلن في وقت سابق أن رئيسه عبد الباسط سيدا سيزور موسكو غدا تلبية لدعوة من وزارة الخارجية الروسية، وأن سيدا سيؤكد خلال لقائه بالمسؤولين الروس تمسكه بمطلب رحيل الأسد ونظامه عن الحكم قبل التباحث حول المرحلة الانتقالية في البلاد.

وبين المجلس أنه سيؤكد مطالبته المجتمع الدولي بإصدار قرارات “تحت الفصل السابع من مجلس الأمن، تفرض على النظام إيقاف أعمال القتل والمجازر الجماعية بحق الشعب، وتأمين حماية المدنيين بكل السبل الممكنة”.

ومن موسكو كذلك وجه أمس رئيس المنبر الديمقراطي السوري المعارض ميشيل كيلو دعوة إلى روسيا للقيام بدور إيجابي للتوصل إلى حل سلمي في بلاده. واقترح خلال محادثات مع قيادات روسية اختيار مناف طلاس -الذي تردد مؤخرا انشقاقه عن النظام السوري- لإدارة المرحلة الانتقالية في سوريا ما بعد بشار الأسد.

بدورها انتقدت مديرة المركز العربي الأميركي للأبحاث فرح الأتاسي دعوة المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية الخاص بالأزمة السورية كوفي أنان لبدء حوار بين نظام دمشق مع المعارضة السورية المسلحة، وقالت إن أنان كان من المفترض أن يقدم مقترحاته للسلام في مؤتمر أصدقاء الشعب السوري الذي عقد قبل يومين في باريس وليس من دمشق أو طهران.

وقد انتقد رئيسُ المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر العميد الركن مصطفى الشيخ تصريحات ميشيل كيلو، وقال إنه لن يكون هناك تقدم في مسار الثورة إذا لم تشكل حكومة وطنية انتقالية منبثقة من مؤتمر وطني جامع لكل أطياف المعارضة.

أنان في طهران

في هذه الأثناء قال كوفي أنان إنه يتوجب أن تكون إيران جزءا من حل الأزمة السورية، وذلك عقب محادثات أجراها في طهران مع وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي.

وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع صالحي أوضح أنان أن وجوده في طهران يبرهن على قناعته بأن إيران يمكن أن تلعب دورا إيجابيا في حل الأزمة السورية.

وكانت اعترضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على السماح لإيران -الحليف القوي لدمشق- بأن تلعب دورا في جهود حل الأزمة السورية.

طهران من جانبها جددت دعمها الكامل لخطة أنان في محاولة وضع حد للأزمة السورية، معتبرة أنه يجب مواصلتها “حتى النهاية” لإرساء الاستقرار في المنطقة.

وأعلن وزير الخارجية علي أكبر صالحي عقب مباحثات مع أنان أن بلاده تنتظر أن  يواصل تحركه حتى النهاية لإعادة الاستقرار والهدوء في سوريا والمنطقة.

وتأتي زيارة أنان لطهران عقب مباحثات أجراها أمس مع الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق.

وقال أنان إنه اتفق مع الرئيس السوري على منحى جديد للتعامل مع الصراع في سوريا سينقله إلى المعارضة.

ويكليكس: آلاف الجنيهات لتصميم حديقة قصر الأسد

العربية.نت

بدأت الصحف الأمريكية والبريطانية بنشر الرسائل المسربة الأولى لموقع ويكليكس عن سوريا من أصل أكثرَ من مليوني رسالة تحدثت عن حياة البذخ التي يعيشُها الأسد، وعن قيامه بدفع مبالغ مالية لمؤسسة أمريكية لتحسين صورته في الغرب، بحسب رويترز.

بينها رسالةٌ تحدثت عن قيام الرئيس الأسد بدفع مبالغ مالية لمؤسسة “براون لويد جيمس” الأمريكية للعلاقات العامة مقابل الترويج لإصلاحات ادعى الأسد أنه يقوم بها العام الماضي.

ونقلت الصحيفة عن ويكيليكس أن الحملة تلك التي أطلقتها المؤسسة الأمريكية تزامنت مع حملة قمع يومية شنّتها قوات الأسد ضد المحتجين السوريين.

وأضافت الصحيفة أن المؤسسة الأمريكية ذاتها نشرت كذلك سيرة ذاتية بعبارات مشرقة لزوجة الرئيس السوري أسماء في مجلة “فوغ الأمريكية”، التي بدورها نشرت مقالات عن أسماء وصفتها فيها بأنها “السيدة الأولى الأكثر إشراقاً وجاذبية”.

تصميم القصر الصيفي

رسائل أخرى مسرّبة عن ويكيليكس نشرتها صحيفة “the telegraph البريطانية” .

إحداها تحدثت عن حصول عضو في مجلس اللوردات البريطاني على آلاف الجنيهات الاسترلينية لإعادة تصميم القصر الصيفي للرئيس الأسد.

وجاء في الصحيفة نقلاً عن ويكيليكس ”أن اللورد كينيل وورث تعاقد على إنشاء حديقة فاخرة جديدة تتضمن ميزة مائية مدهشة في المقر الريفي للرئيس الأسد بالقرب من مدينة اللاذقية الساحلية”.

وأضافت الصحيفة “أن اللورد كينيلورث الذي يدير شركة للبستنة المناظرية أرسل فاتورة مقدارها 24 ألف جنيه استرليني إلى مكتب الرئيس الأسد في يوليو من العام الماضي”.

هتافات بإعدام الرئيس قرب الأمن الجنائي في دمشق

قطع طرقات الميدان ومداهمات وإطلاق رصاص في كفر سوسة

دمشق – جفرا بهاء

فشلت كل محاولات النظام السوري بإبقاء دمشق خارج خارطة الثورة السورية، فلا إغلاق طرقاتها نفع، ولا نشر الشبيحة ورجال الأمن بسلاحهم الكامل في شوارع العاصمة أتى بفائدة.

قطعت شوارع الميدان، كما جرت مواجهات عنيفة بين رجال الجيش الحر والجيش النظامي في حي القدم والعسالي، وخرجت مظاهرة في حي ركن الدين بساحة شمدين قريبا من الأمن السياسي.

طرقات الميدان تم قطعها أمس، وتم نشر قصاصات الأوراق في كل تلك الشوارع، ليتركوا مهمة لم تلك الوريقات التي تحتوي على شعارات الثورة “سورية حرة، الشعب يريد إسقاط النظام..” لرجال الأمن.

وغطت أعلام الثورة وأصوات الهتاف “حرية للأبد غصب عنك يا أسد” على سماء الميدان، ليتدخل الأمن والشبيحة كالعادة بإطلاق الرصاص ومهاجمة البيوت ومداهمتها دون أن يكون لذلك أي دور في تراجع الناس عن التظاهر، فانتقلت المظاهرة من حي القاعة لحي الزاهرة ومن ثم إلى قرب جامع الدقاق وإلى سوق أبو حبل.

يجري التنسيق دائماً بين الأحياء، يتم الاتفاق على موعد لتشتيت انتباه الأمن والشبيحة، ولا تنطلق المظاهرات في وقت واحد، وإنما يفصل بينها بعض الوقت، فإذا ما تمت مهاجمة واحدة بدأت الأخرى ليضطر رجال النظام إلى اختصار عملية القمع والانتقال إلى مكان آخر.

قرب الأمن الجنائي

منطقة باب مصلى في قلب دمشق معروفة لكل سكان المدينة بأنها تضم فرع الأمن الجنائي، وتمتلئ غالبا وفي جميع الأوقات برجال الشرطة والأمن.

ويبدو أن هيبة النظام باتت من المنسيات لدى ذلك الشباب، فتظاهروا أمام الأمن الجنائي رغم معرفتهم بوجود الأسلحة داخله، وحملوا علم الثورة وتعالى هتاف “الشعب يريد إعدام الرئيس”.

عسكرة في كفر سوسة

سمعت أصوات انفجارات من بساتين داريا وكفر سوسة اليوم صباحاً، وانطلقت حملة مداهمات في حي الليوان هناك.

تحولت شوارع كفر سوسة إلى ما يشبه الثكنة العسكرية، وإن كان ذلك لم يمنع أصوات التكبير شبه اليومية، وتبدو تلك الأصوات كالوسواس الذي يكاد يصيب رجال النظام بالجنون، ويطغى شعور بأنهم استنفدوا وسائل القمع والقتل والاعتقال والتنكيل دون أن يستطيعوا أن يحجزوا أصوات المكبرين والهاتفين في قلب دمشق.

وتأتي كفر سوسة في صدارة الأحياء التي تبث خوفاً شديداً لدى المؤيدين، لتوسط الحي دمشق، ولكونه مليء بالمراكز الأمنية وصلة وصل بين أكثر الأماكن حيوية في العاصمة.

وإن كان سكان كفر سوسة اعتادوا قطع الطرقات والتظاهر والتكبير، فإن النظام لم يترك وسيلة قمعية لم يستخدمها معهم من إطلاق للرصاص، مروراً بالاعتقال وانتهاء بإغلاق الطرقات المؤدية لكفر سوسة.

لا خوف في دمشق

تتظاهر دمشق يومياً، وحملت علم الثورة السورية بطريقة واضحة الاختلاف عما قبل شهر من الآن، ويتساءل كثيرون من أين حصل أولئك الشباب على كل تلك الجرأة في قدس أقداس النظام السوري العاصمة دمشق.

وإن كان السوريون يطلقون على بابا عمرو اسم “حرم الثورة” فإن المؤيدين يسمون دمشق “عاصمتهم”.

ولكن يبدو أن تلك التسمية سقطت سقوطاً مدوياً مع غياب مسيرات المؤيدين الكاملة عن الشوارع وسيطرة مظاهرات الثوار عليها.

وبدأت دمشق تأخذ دور التظاهر بدلا عن باقي المدن التي لا يتوقف قصفها ليلاً ولا نهاراً، إذ طالما تظاهرت حمص وهتفت لإسقاط الأسد، وكذلك حماة ودير الزور وإدلب، ولكنها الآن مشغولة بدفن موتاها وإحصاء أعدادهم التي تزيد بطريقة جنونية.

سيدا وغليون يفشلان في إقناع موسكو بوقف دعمها للأسد

روسيا أعلنت أنها ستواصل تسليم الحكومة السورية أنظمة مضادات جوية

العربية.نت

فشل رئيس المجلس الوطني السوري عبدالباسط سيدا في إقناع المسؤولين الروس الذين التقاهم، اليوم الأربعاء، في موسكو بوقف دعمهم لنظام الرئيس السوري بشار الأسد الذي يشترط المجلس تنحيه قبل البحث في أي مرحلة انتقالية.

وجاءت زيارة سيدا على رأس وفد من المجلس الوطني الى روسيا غداة تقدم موسكو بمشروع قرار الى مجلس الأمن لتمديد تفويض بعثة المراقبين الدوليين في سوريا، من دون الإشارة إلى احتمال فرض عقوبات.

الشعب السوري يعاني بسبب موقف موسكو

وقال سيدا، خلال مؤتمر صحافي بعد لقائه وزير الخارجية سيرغي لافروف: “نرفض السياسة الروسية – أياً كانت مسمياتها – لأن هذه السياسة الداعمة للنظام تتيح استمرار العنف الشعب السوري لايزال يعاني بسبب موقف روسيا في مجلس الأمن الدولي، حيث استخدمت موسكو حق الفيتو لعرقلة مشروعي قرار ضد النظام السوري.

وتابع سيدا قائلاً: “نتيجة لذلك تستمر أعمال القتل والقصف ويستخدم النظام السوري الأسلحة التي سلّمتها روسيا له لقمع شعبه”، معتبراً أن “المسؤولية القانونية والأخلاقية يجب أن تجعل روسيا تتدخل لإرغام النظام السوري على وقف قتل شعبه”.

وأقر أعضاء في وفد المجلس الوطني السوري بعد المباحثات مع لافروف بأنهم فشلوا في إقناع موسكو بأن على الرئيس السوري بشار الاسد أن يرحل وإقامة نظام سياسي جديد. إلا أن سيدا أكد أن الوضع قد يتغير في حال غيرت روسيا موقفها “لأنها الحليف الرئيسي لدمشق”.

وختم سيدا قائلاً: “يشعر النظام السوري بأنه يحظى بدعم إيران وروسيا. وفي حال لم يكن هناك دعم ثقافي ومعنوي وعسكري روسي لم يكن في إمكان نظام دمشق مواصلة سياساته في قمع شعبه”.

لا تغيير في الموقف الروسي

وفي وقت سابق من اليوم قال سيدا للصحافيين عقب انتهاء محادثاته مع لافروف: “أؤكد باسم كل المعارضة الشعبية في سوريا ان الحوار غير ممكن ما لم يرحل الاسد. لكن روسيا لها رأي آخر”.

ومن جانبه أشار عضو المكتب التنفيذي في المجلس ورئيسه السابق برهان غليون الى أنه “لم نلاحظ تغيرات في الموقف الروسي. كنت هنا قبل سنة والموقف (الروسي) لم يتغير”.

وأوضح منذر ماخوس، العضو في المجلس قائلاً: “تباحثنا في الموقف الروسي ونحن نتفهم موقف المسؤولين الروس بشكل أفضل. لكن موسكو لم تغير موقفها وهي تعتقد أن الأسد لايزال يحظى بدعم غالبية الشعب السوري”.

وكان سيدا وصف في مستهل المباحثات مع لافروف ما يجري في سوريا بأنه “ليس مجرد خلاف بين المعارضة والحكومة، بل ثورة”، معتبرا أنه يشبه “ما شهدته روسيا عند انهيار الاتحاد السوفييتي في عام 1991 عندما سارت على طريق الديمقراطية”.

تسليم أنظمة مضادات جوية إلى سوريا

وقال لافروف قبل الاجتماع على إنه يريد اغتنام الفرصة “ليوضح مرة أخرى” موقف موسكو من الأزمة السورية والداعي الى “الحوار” بين أطراف النزاع.

وشدد على “ضرورة وقف العنف بجميع أشكاله من جميع الأطراف بأسرع وقت يمكن” وفتح “حوار بمشاركة الحكومة ومجموعات المعارضة”، من أجل “الاتفاق على عناصر ومهل العملية الانتقالية”.

وبعد وقت قصير على انتهاء المحادثات، أعلنت موسكو أنها ستواصل تسليم الحكومة السورية أنظمة مضادات جوية.

ونقلت وكالة أنباء “إنترفاكس” عن مساعد مدير الجهاز الفدرالي للتعاون العسكري فياتشيسلاف دزيركالن قوله “سنواصل تطبيق عقد تسليم أنظمة مضادات جوية”، مشيرا الى أنها معدات “ذات طابع محض دفاعي”.

مشروع قرار روسي

ومن جانب آخر قدمت موسكو أمس الثلاثاء الى الأعضاء الـ14 في مجلس الأمن الدولي مشروع قرار يمدد لمدة ثلاثة أشهر مهلة التفويض المعطى لبعثة المراقبين الدوليين الموجودة في سوريا بقرار من مجلس الأمن للتحقق من وقف إطلاق النار الذي أعلن في 12 ابريل/نيسان والتي تنتهي مهمتها في 20 يوليو/تموز.

ولا يلحظ المشروع الروسي الذي حصلت “فرانس برس” على نسخة منه على فرض أي عقوبات، بينما يطالب المشروع السلطة والمعارضة السوريتين بـ”البدء فورا بتطبيق” خطة الموفد الدولي الخاص كوفي عنان للحل في سوريا وتنفيذ توصيات مجموعة العمل الدولية.

وتعليقاً على مشروع القرار الروسي، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو اليوم الأربعاء إن النص الروسي أتى “دون توقعات القسم الأكبر من الأسرة الدولية”، مشدداً على ضرورة “نقل كافة السلطات التنفيذية الى هيئة حكومية انتقالية (في سوريا)”.

سيدا: روسيا ليست متمسكة بالأسد

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

عبر مسؤولون من المعارضة السورية الأربعاء عن أسفهم لأن روسيا لم تغير موقفها بخصوص الأزمة في سوريا وذلك في ختام مباحثاتهم مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.

قال رئيس المجلس الوطني السوري عبدالباسط سيدا بعد لقائه الأربعاء وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ومسؤولين روس آخرين، إنه وجد أن الجانب الروسي يعاني من التباين، إزاء الأزمة السورية.

وأضاف سيدا خلال مؤتمر صحفي في موسكو، أن المسؤولية تلزم الحكومة الروسية بالتدخل ودفع الحكومة السورية للكف عن قتل السوريين بدم بارد، مشيراً إلى أنه حصل على وعد من الجانب الروسي سيتم وقف إرسال الشحنات العسكرية إلى سوريا.

وأوضح أن ما يحدث في سوريا ليس خلافاً بين الحكومة والمعارضة، وإنما “ثورة ضد سلطة الاستبداد التي يرأسها الرئيس السوري بشار الأسد”.

وشدد سيدا على ضرورة رحيل الأسد وحكومته عن السلطة، موضحاً أن الجانب الروسي غير متمسك بوجود الأسد على رأس السلطة.

وأكد سيدا على أهمية المصالح المشتركة بين الشعبين الروسي والسوري ولكن ليس مع نظام الأسد، مشيراً إلى احترام الجانب الروسي لإرادة الشعب السوري.

ومن جانبه قال الرئيس السابق للمجلس الوطني وعضو المكتب التنفيذي في المجلس برهان غليون، خلال المؤتمر الصحفي ذاته، إن الشعب السوري لا يعول كثيراً على الحلول الدبلوماسية، وأن الحل سيكون من خلال الثورة، واصفاً “الدبلوماسية بأنها تسير بسرعة النملة” و”الثورة السورية تسير بسرعة البرق”.

وأشار غليون إلى أن الأسد اختار الأسلوب القمعي الممنهج ضد الاحتجاجات، مضيفا أن في حالة تغيير روسيا لموقفها فإن بشار الأسد لن يتخلى عن الحكم وسيحارب حتى النهاية.

وقال غليون: “لم نلاحظ تغيرات في الموقف الروسي.. كنت هنا قبل سنة والموقف الروسي لم يتغير”.

وكان سيدا قال في مستهل محادثات مع لافروف إن سوريا تشهد “ثورة” حالياً.

وأوضح سيدا أن “الأحداث في سوريا ليست مجرد خلاف بين المعارضة والحكومة، بل “ثورة”، مشبها الوضع في بلاده بما شهدته روسيا عند انهيار الاتحاد السوفيتي في العام 1991، بحسب وكالة فرانس برس.

وأضاف سيدا أن “الثورة” في سوريا “تشبه ما حصل في روسيا عندما سارت على طريق الديمقراطية”.

من جهته، أعرب لافروف عن ارتياحه لإمكان إجراء محادثات مباشرة في هذه المرحلة الحاسمة بالنسبة إلى سوريا، وشدد على أنه يريد اغتنام الفرصة ليوضح موقف موسكو من الأزمة السورية داعيا إلى الحوار بين أطراف النزاع.

يأتي ذلك فيما أكد سيدا قبل زيارته لموسكو أنه سيشدد أمام القادة الروس على رفضه أي عملية انتقالية سياسية قبل تنحي الرئيس السوري بشار الأسد.

وقالت المتحدثة باسم المجلس الوطني السوري بسمة قضماني الثلاثاء في موسكو “نتوجه إلى روسيا، وهي دولة ذات أهمية أساسية بالنسبة لسوريا، ونأمل أنها ستساعدنا على طي الصفحة المرتبطة بالنظام السابق والانتقال إلى نظام ديموقراطي جديد”.

وأضافت “من غير الممكن القيام بأي حوار مع النظام الحاكم. لا يمكننا التحدث سوى عن طريقة الانتقال إلى نظام سياسي مختلف”.

وأعلن المجلس الوطني السوري تمسكه بتحقيق “مطالب الشعب السوري” خصوصا تنحي الرئيس بشار الأسد و”زمرته الحاكمة” قبل البحث بأي مرحلة انتقالية في البلاد.

وحاول قيادي معارض آخر هو ميشال كيلو توجيه رسالة مماثلة في موسكو الاثنين داعيا روسيا إلى المساهمة في “استقرار الوضع” في سوريا.

من جانبه قال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف إن محادثات الأربعاء ستتركز على تنفيذ خطة الانتقال السياسي التي قدمها المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا كوفي أنان.

وتعتبر روسيا، حليفة دمشق، لاعبا رئيسيا في الملف السوري، حيث أعاقت إصدار قرارين في الأمم المتحدة يدينان القمع وترفض وقف دعمها لنظام بشار الأسد على رغم الانتقادات الدولية.

وكرر بوغدانوف الثلاثاء موقف روسيا الذي يشدد على أن مستقبل الرئيس الأسد يختص “حصرا بسيادة سوريا”.

وفي 30 يونيو، اتفقت الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي (الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، روسيا والصين) إضافة إلى تركيا وممثلين عن الجامعة العربية، خلال اجتماع في جنيف على أسس الانتقال السياسي في سوريا.

ويأتي ذلك فيما أرسلت روسيا الثلاثاء لشركائها في مجلس الأمن الدولي مشروع قرار يمدد تفويض بعثة مراقبي الأمم المتحدة في سوريا لكنه لا يلحظ أي تهديد بعقوبات.

وينص مشروع القرار الذي حصلت فرانس برس على نسخة منه، على “التمديد 3 أشهر لتفويض” بعثة مراقبي الأمم المتحدة في سوريا الذي ينتهي في 20 يوليو “مع الأخذ في الاعتبار” التوصيات التي قدمها الأمين العام للأمم المتحدة بان غي مون.

معارض سوري: السفير ببغداد انشق ونعمل لضمان سلامته

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — أكد معارضون سوريون نبأ انشقاق سفير بلادهم في العراق، نواف الفارس، عن نظام الرئيس بشار الأسد، مشيرين إلى أنهم في مرحلة ترتيب إجراءات ضمان سلامته، بينما نفت الحكومة العراقية علمها بانشقاق الفارس، الذي شغل في بلاده مناصب سياسية وأمنية عديدة.

وأكد أكثر من عضو بالمجلس الوطني السوري، التجمع الأكبر للمعارضة السورية، نبأ انشقاق الفارس عن نظام دمشق، ليكون بذلك أعلى دبلوماسي يتخذ موقفاً مماثلاً منذ بداية الحراك الشعبي المناهض لحكم الرئيس بشار الأسد.

وقال عضو المجلس، حسان شلبي، لـCNN بالعربية، إن السفير المنشق “بطريقه حالياً إلى منطقة آمنة.”

وأضاف شلبي أنه يعمل بشكل مقرب مع أوساط له اتصالات معها في العراق من أجل ضمان سلامته، في حين قال زميله في المجلس، عماد الدين الرشيد، لـCNN، إن السفير المنشق ما زال في العراق.

من جهتها، أعلنت الحكومة العراقية عدم علمها بانشقاق السفير السوري في بغداد عن نظام الأسد.

ونقلت شبكة الإعلام العراقي الرسمية عن المتحدث باسم الحكومة، علي الدباغ، قوله إن بغداد “لا علم لها بانشقاق السفير السوري.”

وكان الفارس قد تولى عدة مناصب سياسية وأمنية قبل تحوله إلى السلك الدبلوماسي، إذ كان رئيسا لفرع الأمن السياسي باللاذقية، كما تولى منصباً حزبياً كبيراً في محافظة دير الزور قبل أن يصبح محافظا لعدة محافظات حتى عام 2008، عندما عُين سفيراً بالعراق ليكون أول سفير لدمشق فيها منذ عقود.

ويأتي انشقاق الفارس بعد أيام من مغادرة العميد  مناف طلاس، نجل وزير الدفاع الأسبق، العماد مصطفى طلاس، دمشق متجهاً إلى فرنسا ليصبح بذلك أبرز قيادي عسكري ينشق عن نظام الرئيس بشار الأسد.

تحفظ أوروبي بشأن دور إيجابي لإيران إزاء الأزمة السورية

بروكسل (11 تموز/يوليو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

تحفظ مسؤولو الإتحاد الأوروبي على الحديث عن أي دور إيجابي لإيران في حل الأزمة في سورية، مكتفين بالترحيب الجهود التي يبذلها المبعوث الدولي العربي كوفي أنان في هذا الصدد

وفي هذا الإطار، أشار مايكل مان، المتحدث باسم الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، إلى أن مسؤولي الإتحاد يعتقدون أن على جميع أطراف المجتمع الدولي العمل على ضمان تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في اجتماع مجموعة العمل حول سورية في جنيف نهاية شهر حزيران/يونيو الماضي والقاضي بالشروع بعملية سياسية في سورية

ولم يأت المتحدث في تصريح لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء اليوم على ذكر إيران، مكتفياً بالإشارة إلى ضرورة حشد الجهود من أجل وقف العنف وتجنب زيادة تسليح الصراع في سورية. وقال “نحن نقف إلى جانب أي جهد من شأنه تحقيق هذين الهدفين، إذ أن زيادة التسليح تحمل مخاطر كبيرة تتجاوز الحدود السورية”، وفق تعبيره

ورداً على سؤال بشأن نتائج مباحثات أنان في دمشق، وصف مان بـ”الإيجابي” التوصل إلى الاتفاق مع الحكومة السورية على وقف العنف، وأضاف موضحا “إنه أمر إيجابي، ونحن نرى أن على كافة الأطراف الإمتناع عن استخدام العنف”

ويذكر أن الإتحاد الأوروبي دأب على التشديد على ضرورة التشاور مع كافة الأطراف الإقليمية والدولية في سبيل إيجاد حل للأزمة في سورية، ولكنه كان دائماً يتحفظ على الدور الإيراني في هذا الشان

وكان المبعوث الدولي العربي، الذي لم يحضر اجتماع جنيف، قد قام أمس بزيارة إلى كل من طهران وبغداد مباشرة بعد عودته من دمشق حيث أعلن التوصل إلى اتفاق مع الحكومة السورية على وقف العنف “ستتم مناقشته مع المعارضة المسلحة”، حسبما نقل عنه من دمشق

السلطات السورية تعتقل عضو مجلس إدارة غرفة تجارة دمشق بسبب موقفه من الإضراب

روما (11 تموز/ يوليو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

قال محام ناشط في الدفاع عن حقوق الإنسان في سورية إن السلطات الأمنية السورية اعتقلت اليوم (الأربعاء) عضو مجلس إدارة غرفة تجارة دمشق وقيادي معارض على خلفية موقفه من إضراب تجار دمشق في المرتين الماضيتين في أيار/ مايو وحزيران/ يونيو الماضيين، وأحالته للقضاء لمحاكمته

وأوضح المحامي أنور البني، رئيس المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء إلى أن دورية أمنية تابعة لفرع أمن الدولة الداخلي اعتقلت صباح اليوم رجل الأعمال بسام الملك عضو مجلس إدارة غرفة تجارة دمشق وعضو المكتب التنفيذي في هيئة تنسيق قوى التغيير الديمقراطي، وأحالته للقضاء حيث استجوبه قاضي التحقيق وقرر توقيفه وإحالته لسجن عدرا ووجه له تُهم التحريض على العصيان على خلفية موقفه المؤيد لإضراب تجار دمشق الذي أعلنوه في الشهرين الماضيين وتشديده أمام مسؤولين سوريين على ضرورة عدم تكسير محال التجار لفك الإضراب

وكان الملك قد اعتبر في تصريحات سابقة لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء أن إضراب تجار دمشق هو “رسالة شديدة اللهجة” للنظام السوري، وأكّد على أنه عفوي غير منظّم، وقرر الانسحاب من اجتماع ضم مجلس إدارة غرفة تجارة دمشق ومسؤول أمني سوري رفيع في القصر الجمهوري بعد أن طلب منه أن لا تتدخل الأجهزة الأمنية بالإضراب وأن تسحب عناصرها من أسواق دمشق ولا تدمّرها

المجلس الوطني المعارض : دعم روسيا للأسد يسمح باستمرار العنف في سوريا

اعتبر المجلس الوطني السوري المعارض أن “دعم روسيا لنظام الرئيس السوري بشار الأسد يسمح باستمرار أعمال العنف في سوريا”.

وقال عبد الباسط سيدا رئيس المجلس ” نرفض السياسة الروسية -أيا كانت مسمياتها- لأن هذه السياسة الداعمة للنظام تسمح باستمرار العنف”.

وأضاف ان “الشعب السوري لا يزال يعاني بسبب موقف روسيا في مجلس الامن الدولي واستخدامها حق الفيتو لعرقلة مشروعي قرار ضد الحكومة السورية”.

وأوضح أنه ” نتيجة لذلك تستمر اعمال القتل والقصف ويستخدم النظام السوري الاسلحة التي سلمتها روسيا له لقمع شعبه “.

وجاءت تصريحات سيدا عقب محادثاته ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في موسكو.

فشل

وكان أعضاء المجلس قد أعلنوا فشلهم في اقناع موسكو بتغيير موقفها من الأزمة السورية وضرورة رحيل الرئيس السوري.

وقال سيدا ” أؤكد باسم كل المعارضة الشعبية في سوريا أن الحوار غير ممكن ما لم يرحل الأسد. لكن روسيا لها رأي آخر”.

أما عضو المكتب التنفيذي في المجلس برهان غليون فقال ” إننا لم نلاحظ تغيرات في الموقف الروسي، كنت هنا قبل عام والموقف الروسي لم يتغير”.

وأضاف عضو المجلس منذر ماخوس ” لقد تباحثنا في الموقف الروسي ونحن نتفهم موقف المسؤولين الروس بشكل أفضل، لكن موسكو لم تغير موقفها وهي تعتقد أن الرئيس السوري بشار الأسد لا يزال يحظى بدعم غالبية الشعب السوري”.

وترفض موسكو الدعوة للإطاحة بالرئيس الأسد من السلطة قائلة إن المستقبل السياسي للسوريين يجب ألا يفرض من الخارج.

وجاءت هذه المحادثات قبل ساعات من تقديم مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي عنان ملخصا أمام مجلس الأمن الدولي يتناول نتائج جولته في دمشق وطهران وبغداد.

“انشقاق سفير”

من جهة أخرى قال مراسل بي بي سي في بغداد إن وزارة الخارجية العراقية رفضت تأكيد أو نفي اخبار انشقاق السفير السوري في العراق نواف الفارس ، وكانت انباء قد تحدثت عن انشقاق الفارس عن نظام الاسد

“مشروع قرار روسي”

في غضون ذلك، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية أن مشروع القرار الروسي الجديد حول سوريا في مجلس الأمن الدولي “دون التوقعات الدولية”.

وقال برنار فاليرو ” من الواضح أن مشروع القرار الروسي دون توقعات القسم الأكبر من الأسرة الدولية”.

وأضاف فاليرو انه ” من الضروري نقل كافة السلطات التنفيذية إلى هيئة حكومية انتقالية” وشدد على ضرورة توقف أعمال العنف وبدء انسحاب قوات الأمن السورية والأسلحة الثقيلة من المدن ووقف القمع الذي تمارسه السلطات ضد المعارضة السلمية”.

وكانت روسيا قد وزعت في وقت سابق مسودة قرار في مجلس الأمن يمدد تفويض بعثة مراقبي الأمم المتحدة في سوريا، لكنه لا يشمل أي تهديد بعقوبات.

وينص مشروع القرار على “التمديد ثلاثة اشهر لتفويض” بعثة مراقبي الأمم المتحدة في سوريا الذي ينتهي في 20 يوليو / تموز “مع الاخذ في الاعتبار” التوصيات التي قدمها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.

وكان بان كي مون قد أوصى في تقرير رفعه الى مجلس الامن الاسبوع الماضي بخفض عدد المراقبين العسكريين، واعطاء بعثة مراقبي الامم المتحدة في سوريا دورا سياسيا اكبر.

ويجدد مشروع القرار الروسي “التأكيد” على دعم خطة السلام التي تقدم بها عنان وأن مسألة ايجاد حل سياسي للازمة في سوريا تعود للشعب السوري.

ولا يتضمن مشروع القرار اي تهديدات بعقوبات محتملة، مكتفيا بالاشارة الى ان مجلس الامن “سيقيم تطبيق هذا القرار وسيدرس اتخاذ تدابير لاحقة اذا لزم الامر”.

BBC © 2012

سهيل دحدل يشرح بالتفصيل ما جرى بلقاء المنبر الديمقراطي مع الخارجية الروسية

في موسكو جرى اللقاء بين وفد من المنبر الديمقراطي والخارجية الروسية .. بالبداية كان الاجتماع الاول بين الوفد وبين السيد ميخائيل بوغدانوف وهو ممثل الرئيس الروسي بالشرق الاوسط ونائب وزير الخارجية والذي يعتبر المطبخ الروسي للقرارات الروسية في المنطقة وكان معه عدة شخصيات منها السفير الروسي بسوريا وشخصيات اخرى وكان اللقاء ودي للغاية حيث ابتدأ السيد ميشيل كيلو الحديث بالتعريف وأسهب في شرح وتحليل سياسي رائع ومتقن ومحترف للازمة السورية ومشاكلها وطرق لحلها ولمدة اكثر من عشرين دقيقة استمر شرح السيد ميشيل وكان أبرز ما تكلم عنه هو المأزق الذي وضعنا به النظام ووضع نفسه وجر المنطقة الى ماهو نحن عليه حاليا وايضا طرح عدة من الحلول وكان احدها تشكيل لجنة مشتركة او هيئة استشارية متمثلة بتشكيلة من كافة اطياف المعارضة مع بعض الشخصيات الروسية للدفع بإتجاه حل سياسي بالمنطقة يؤدي بالنهاية الى رحيل الاسد وكافة رموز نظامه بشكل سريع ويكون لروسيا دورا مشتركا فيه مع المعارضة وللصراحة لمسنا ارتياحا من السيد بوغدانوف من كلام السيد ميشيل ومن ثم تكلم الدكتور حازم نهار بشكل هادىء ومتزن كعادته بتحليل منطقي للمرحلة الانتقالية وملامحها منطلقا من مؤتمر توحيد المعارضة في القاهرة والاوراق التي صدرت عنه وكان كلامه ايضا رزينا وموزونا وبعدها شرح السيد سمير عيطة بعضا مما يجري على الساحة السورية والدولية بشكل كافي ووافيوبعدها تنقل الحديث بين السيد زكريا السقال والسيد محمد مخلوف الذين شرحوا للجانب الروسي عن الموقف الدولي وعن الدور الروسي الذي يجب على روسيا ان تلعبه بالفترة المقبلة ومن ثم تكلمت انا عن بعض المعاناة التي يعانيها الشعب السوري وذكرت ان سلوكية النظام اوصلتنا لحالة انسانية متردية وهو يقف عقبة في طريق عمل المنظمات والفرق الاغائية .وتحدثت عن حالات النزوح الداخلية والخارجية منها بالتفصيل عن اماكنها واعدادها وتوزعها وان الحالة الانسانية بشكل عام تقف شاهدا على معاناة السوريين وذكرت ايضا ان على روسيا ان تكون واضحة برسالتها اذا قررت الوقوف بجانب الشعب السوري لا النظام عن طريق مد يد العون له واكدت على اننا في سوريا لم نعش يوما اي حالة تطرف ولا نتناغم معها ولكن سلوكية النظام وعنفه دفعنا الى ذلك مكرهين وختمت ان بناء الدولة الديمقراطية التي تضمن استقرار الحياة في سوريا تقتضي رحيل الاسد وعائلته ويجب ان يكون لروسيا دور اساسي في ذلك .

فرد السيد بوغدانوف ان رحيل الاسد هو شأن سوري ونحن لسنا متمسكين فيه فأجابه السيد ميشيل بأنك تعلم ان رحيل الاسد بات ازمة دولية وليست فقط سورية.

بعد اجتماع استمر لساعة من الزمن او اكثر انتقلنا الى مكتب السيد سيرغي لافروف الذي بعد الترحيب الشديد بدأ الحديث بعدة جوانب اذكر منها

روسيا البلد في العالم الذي لا يزال على اتصال مع المعارضة لتحقيق الاتفاقيات وان مصالحنا تتماشى تماما مع ما جرى في جنيف.

إن مواقفكم منطقية واننا موافقين على ان النظام السوري قد اخطأ وتأخر بالاصلاحات.

يجب ان يكون الحوار شاملا لان الكثير من السوريين يؤيدون النظام.

هناك اتصالات بين المسيحين في سوريا وروسيا ومن مصالحنا الحفاظ على هذه الاتصالات .

لا توجد علاقة خاصة مع بشار الاسد فهو عندما اصبح رئيسا زار اوربا اكثر من روسيا.

اننا نقف موقف الحقيقة من الوضع ولسنا منحازين للنظام.

ينص البيان الختامي لجنيفما يمكن ان يكون اساسا للعمل والمجلس الوطني والجيش الحر قد رفض البيان ويريدنا التعامل على اساس البند السابع لمجلس الامن .

سؤال للاوربيين ..ماذا سيحصل بعد دعوات رحيل الاسد رغم انه رفض هذه الدعوات ؟؟

نسمع من الزملاء ان روسيا والصين اذا رفعت يدها عن الاسد سيرحل!!! هذا كلام فارغ لاننا لا ندعم بشار الاسد وهو لن يسمع من روسيا والصين اذا طلبتا منه الرحيل.

سوف لا ندعم التدخل الخارجي في مجلس الامن .

الخليجيين الذين يدعموا التسليح لا يفعلوا اي شيء ليدعموا الحوار الوطني .

اننا نحصل على المعلومات من المصادر المختلفة وخصوصا من الروس المتزوجين من سوريين في سوريا وهم اكثر من ثلاثين الفا ومن الصحفيين العاملين هناك.

في حمص حرب اهلية حقيقية والبعض يسميها ستالينغراد.

اعلن بانكي مون عن النزاع الطائفي ويتم قتل المواطنيين حسب الطائفة.

يقلقنا اخبار عن وجود تنظيم القاعدة في سوريا ومقاتلين من ليبيا مثل كتيبة الفاروق وغيرها والسلطات والصليب الاحمر مستعدة لعمليات الاجلاء.

يجب نزع السلاح من جميع الاطراف وليس النظام وحده ومن الضروري ان تؤثر القوى الخليجية على القوى المسلحة.

طبعا بدأنا كمجموعة بتفكيك وتحليل لكل تلك المعلومات والمخاوف التي تكلم عنها السيد لافروف بشكل منسجم ومتناغم بشكل رائع جدا وبكل لحظات الردود منا كان هناك موافقة وايجابية وخصوصا من السيد بوغدانوف الذي سيقوم بدوره برفع تقرير للسيد لافروف عما تكلمنا به سابقا وزاد السيد ميشيل كيلو بالنهاية عدة نقاط من اهمها..

انتم لن تكونوا رابحين اذا خرج الاسد منتصرا بعد تدمير سوريا .

الحوار يريد حوارا يبقيه بالسلطة وهذا غير مقبول ابدا.

وبعدها جرى حديث مفتوح عن عدة مواضيع اذكر منها

الاماكن التي من الممكن ان يرحل ايها الاسد ولو ان السيد لافروف قال لا اظنه سيرحل وانه سيبقى في سوريا كما رأينا بحالة حسني مبارك فقلنا له فليذهب الى ايران فضحك وقال اظن ان شافيز واسبانيا قد عرضت عليه القدوم الى بلادهما

وأشار السيد لافروف بأن روسيا مستعدة لاستقبال المعارضة السورية على اراضيها لعقد مؤتمرات او تقديم اي مساعدة.

وانوه الى انه لم يأتي بسياق الحديث نهائيا ذكر اسم مناف طلاس بأي شكل من الاشكال وحتى لم يذكر اي اسم نهائيا بإستثناء اسم فاروق الشرع كونه شخصية من الممكن ان تلقى قبولا بالشارع السوري للتفاوض على نقل السلطة

عيطة ونهار : روسيا ليست متمسكة بالنظام السوري

روسيا اليوم

قال عضو المنبر الديمقراطي السوري سمير عيطة إن روسيا ليست متمسكة بالنظام السوري، وأعرب عن أمله في أن تخرج روسيا بـ “خطوات ملموسة لأنها تشكل عنصرا مهما في الحل”. ودعا عيطة القيادة الروسية إلى الانتقال من الدور الممانع إلى قوة تلعب دورا في الحفاظ على سورية، والوقوف مع مطالب الشعب السوري. وقال: “يجب أن يكون لروسيا دور فعال في الفترة الانتقالية”.

ووصف عيطة اللقاء مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأنه كان صادقا، وجدياً. وأشار إلى أن وفد المنبر الديمقراطي الذي لبى دعوة وزارة الخارجية الروسية لزيارة موسكو، أوضح وجهة نظره كجزء من المعارضة لما يجري في سورية في شكل كامل.

ومن جانبه قال ميشيل كيلو رئيس وفد المنبر الديمقراطي الذي التقى لافروف إن الجانب الروسي لم يقدم مشروعا محددا للفترة الانتقالية. وجدد رفض المعارضة الحوار مع “نظام يقتل شعبه” لأنه مثل هذا الحوار غير مجدٍّ على حد وصفه، واعتبر أن الحوار وسيلة إلى هدف، وهو قيام سورية ديمقراطية. وشدد على أنه “لا حوار لا يقود إلى الديمقراطية”. وأوضح كيلو أن الوفد لفت انتباه الجانب الروسي إلى أن موسكو ترى المشكلة باعتبارها مشكلة شخص، وحذر من أن سورية برمتها “تدمر وربما تشطب، وهي مصلحة أمريكية إسرائيلية”. وقال إنه حث القيادة الروسية على “رؤية مشكلة بشار الأسد ضمن الاطار الأكبر، وحينها يتضح أنها مشكلة ثانوية”.

وبدوره قال عضو الوفد حازم نهار إنهم صارحوا الجانب الروسي بأن “سمعة روسيا سيئة على مستوى قطاع كبير من المعارضة وعلى المستوى الشعبي”، وذكر أن النقاط والمرتكزات السياسية الروسية هي ذاتها ولم تتغير. وأعرب عن خيبة أمله من أن “التبدل الكبير في الموقف الروسي الذي يتوازى مع مطالب الشعب السوري لم يتحقق”.

وتساءل نهار مستغربا: “لماذا هذا التمسك الروسي بالنظام السوري؟”، وقال إن الوفد صارح “الزملاء الروس” بأن “روسيا مازالت في دائرة العرقلة، ولم تعرض حتى الآن مبادرة حقيقية تتقاطع مع طلب شريحة كبيرة من الشعب السوري”.

وأعرب نهار عن اعتقاده بأن الأرضية التي تنطلق منها موسكو هي “الخوف، وليس الثقة؛ الخوف من فقدان سورية، إضافة إلى الخوف من الإسلام السياسي”. وأكد أنه كلما تأخرت روسيا في إطلاق مبادرتها الخاصة فإن “الخطر يزداد من انتشار الإسلام السياسي. وأوضح نهار أن أي نظام مقبل في سورية سوف ينهج ذات السياسة الخارجية في ضرورة تحرير الجولان، ودعم الشعب الفلسطيني.

وفيما يخص صفقات الأسلحة شدد كيلو على أن المنبر الديمقراطي يؤيد تزويد سورية بأحدث الأسلحة التي تحمي البلاد وحدودها، لأن إسرائيل تملك أسلحة حديثة، فيما أعلن أن المنبر ضد تزويد النظام بأسلحة “لقتل المدنيين”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى