أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأربعاء 11 كانون الثاني 2017

 

 

“الضامن” الروسي للهدنة يؤيد الهجوم على وادي بردى

موسكو – رائد جبر؛ لندن – «الحياة»

شنّت القوات الحكومية السورية، مدعومة بعناصر من «حزب الله» اللبناني، هجوماً جديداً وُصف بأنه «عنيف» على منطقة وادي بردى قرب العاصمة السورية، بالتزامن مع موقف لافت لرئاسة الأركان الروسية التي أعلنت أن «عملية تحرير ريف دمشق توشك على الانتهاء». ويُعد ذلك أول مؤشر إلى أن موسكو باتت لا تعتبر المعارك قرب العاصمة السورية خرقاً لوقف النار الساري منذ 30 كانون الأول (ديسمبر) برعاية مباشرة من «الضامنين» الروسي والتركي. (للمزيد)

في الوقت ذاته، أعلنت روسيا وكازاخستان انتهاء التحضيرات لاستضافة مفاوضات سورية في آستانة، وأكدت موسكو أن الدعوة «ستوجه قريباً» إلى المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا للمشاركة في «رعاية المفاوضات إلى جانب روسيا وتركيا وإيران». ونقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية عن النائب الأول لوزير الخارجية الكازاخي مختار تليوبردي، أن «آستانة أنجزت التحضيرات اللازمة لاستضافة المحادثات»، لكنه أشار إلى أن بلاده لن تتدخل في مسار العملية التفاوضية التي «تعتمد على المشاركين» فيها.

وأكد ديبلوماسي روسي أن دعوة «سترسل قريباً» إلى دي ميستورا، معرباً عن الأمل بأن تشارك الأمم المتحدة في رعاية المفاوضات المنتظرة إلى جانب موسكو وأنقرة وطهران. ولكن برز أمس احتمال تأجيل موعدها المقرر مبدئياً في 23 الشهر الجاري، بسبب تطورات الأوضاع الميدانية، لا سيما في ريف دمشق، وقال ديبلوماسي إن «هذا الأمر وارد».

في غضون ذلك، أكد مسؤول «مكتب تمثيل روج آفا» (منطقة الإدارة الكردية في شمال سورية) في باريس خالد عيسى الثلثاء، أن الأكراد السوريين ليسوا مدعوين إلى مفاوضات آستانة. وقال عيسى، وهو من حزب الاتحاد الديموقراطي، لوكالة «فرانس برس»: «يبدو أن هناك فيتو على وجودنا»، في إشارة إلى تركيا التي رفضت مشاركة الأكراد في المفاوضات. وتخوض قوات تركية حالياً معارك ضارية إلى جانب فصائل سورية ضد تنظيم «داعش» قرب مدينة الباب آخر معاقل التنظيم في ريف حلب الشرقي. وتؤكد أنقرة أن هدفها بعد الباب طرد المسلحين الأكراد من مدينة منبج القريبة.

وشن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، هجوماً لاذعاً على واشنطن التي اتهمت موسكو بأن «مساهمتها في مكافحة داعش في سورية تكاد تكون صفراً». وقال شويغو إن بيانات وزارة الدفاع الأميركية «تتحدث كما يبدو عن بلد آخر وليس عن سورية».

في الوقت ذاته، أجمل رئيس الأركان الروسي فاليري غيراسيموف، حصيلة عمليات بلاده في سورية خلال العام المنصرم، مشيراً إلى «القضاء على تشكيلات كبيرة للإرهابيين في ريفي حماة وحمص، وتطهير ريف اللاذقية منهم». وأضاف أن «عملية تحرير ريف دمشق توشك على الانتهاء، كما فتح الطريق الرئيسي الذي يربط دمشق بشمال البلاد. وتم تحرير حلب والقريتين (في حمص)».

ميدانياً، سجّل ناشطون أمس، هجوماً جديداً شنته القوات الحكومية السورية و «حزب الله» اللبناني على منطقة وادي بردى التي تتحصن فيها فصائل المعارضة قرب دمشق، من دون تسجيل تقدّم لافت في هذه المنطقة الاستراتيجية التي تتحكم بمصادر تزويد دمشق بإمدادات المياه. وتعاني العاصمة السورية من انقطاع في التغذية بالماء منذ أكثر من 20 يوماً، على خلفية الهجوم على وادي بردى.

على صعيد آخر، أكد ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أن عملية الإنزال التي نفذتها قوة خاصة أميركية الأحد الماضي في ريف دير الزور (شرق سورية)، أدت إلى قتل «أبو أنس العراقي» المشرف على ديوان بيت المال المركزي لدى «داعش».

 

«انتهاء التحضيرات» لمفاوضات آستانة … ومعلومات عن إمكان إرجائها

موسكو – رائد جبر

أعلنت روسيا وكازاخستان انتهاء التحضيرات لاستضافة مفاوضات سورية في آستانة، وأكدت موسكو أن الدعوة «ستوجه قريباً» للمبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا للمشاركة في «رعاية المفاوضات الى جانب روسيا وتركيا وإيران».

ونقلت وكالة أنباء «انترفاكس» الروسية عن النائب الأول لوزير الخارجية الكازاخي مختار تليوبردي أن «آستانة أنجزت التحضيرات اللازمة لاستضافة المحادثات»، لكنه أشار في الوقت ذاته إلى أن بلاده لن تتدخل في مسار العملية التفاوضية و «نحن مستعدون لتقديم منصة للحوار، أما العملية التفاوضية والقضايا المطروحة فهي تعتمد على المشاركين في هذه المفاوضات».

بالتزامن، أكد ديبلوماسي روسي أن الدعوة للمشاركة في الاجتماع «سترسل قريباً» إلى دي ميستورا. وأوضح أن مجموعات العمل الخاصة بسورية في جنيف «لم ترسل الدعوة بعد، لكنه (دي ميستورا) سيتلقى قريباً الدعوة»، معرباً عن أمل بأن تشارك الأمم المتحدة في رعاية المفاوضات المنتظرة الى جانب موسكو وانقرة وطهران.

وبرز أمس احتمال تأجيل الموعد المقرر للمؤتمر في 23 من الشهر الجاري الى وقت لاحق، بسبب تطورات الأوضاع الميدانية وخصوصاً في ريف دمشق، وقال ديبلوماسي إن «هذا الأمر وارد» لكن لم تصدر رسمياً أي إشارة من جانب موسكو في هذا الشأن.

ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنه «يتم حالياً إنهاء عملية استعادة ريف دمشق من الإرهابيين بعد تحرير حلب وبلدة القريتين بريف حمص»، في موقف لافت بعدما كانت اعتبرت عند إعلان وقف النار أن الهدنة تنسحب على ريف دمشق.

وشن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو هجوماً لاذعاً أمس، على واشنطن التي اتهمت موسكو بأن «مساهمتها في مكافحة تنظيم داعش في سورية تكاد تكون صفراً». وقال شويغو ان بيانات وزارة الدفاع الأميركية «تتحدث كما يبدو عن بلد آخر وليس عن سورية»، مشيراً إلى أن القوات الجوية الروسية «نفذت المهمة الرئيسية التي حددها الرئيس فلاديمير بوتين في سورية، على الرغم من عدم تلقيها أي دعم من جانب التحالف الدولي». وشدد على أن عملية محاربة الإرهاب في سورية مستمرة، معرباً عن أمل بـ «انضمام طيران وقوات تابعة لدول أخرى لهذه الجهود».

وأشار إلى أن «جهود روسيا وشركائها سمحت بالتوصل إلى اتفاق حول عقد لقاء في آستانة في شأن تسوية الأزمة السورية وإطلاق عملية سياسية للتفاوض حول وقف إطلاق النار».

في الوقت ذاته، أجمل رئيس الأركان الروسي فاليري غيراسيموف حصيلة عمليات بلاده في سورية خلال العام المنصرم، وقال إن التحالف الدولي، في المقابل، لم يحقق أي نتائج ملموسة خلال عملياته ضد «داعش» المستمرة منذ عامين ونصف. وذكر بأن التحالف وجّه خلال هذه الفترة قرابة 6.5 آلف ضربة إلى مواقع الإرهابيين، فيما تجاوز عدد الضربات الروسية نهاية أيلول (سبتمبر) الماضي، 71 ألف ضربة، تم توجيهها خلال أكثر من 19 ألف طلعة قتالية للطائرات الروسية.

وقال غيراسيموف إن عمليات القوات الروسية سمحت بتحقيق نقلة نوعية في محاربة الإرهاب في سورية. وذكر بأن الفترة منذ إطلاق العملية الروسية، شهدت «القضاء على تشكيلات كبيرة للإرهابيين في ريفي حماة وحمص، وتطهير ريف اللاذقية من الإرهابيين». وأضاف أن «عملية تحرير ريف دمشق توشك على الانتهاء، كما تم فتح الطريق الرئيسي الذي يربط دمشق بشمال البلاد. وتم أيضاً تحرير حلب والقريتين»، مشيراً إلى ما وصفه بـ «تحرير أكثر من 12 ألف كيلومتر مربع من الأراضي السورية بما في ذلك 499 مدينة وبلدة».

 

غارات لقوات النظام السوري على مناطق عدة وموسكو تؤكد موعد محادثات استانا

بيروت – أ ف ب – صعدت قوات النظام غاراتها الاربعاء، على مناطق عدة تحت سيطرة الفصائل المعارضة في شمال سوريا وقرب دمشق، تزامناً مع تأكيد موسكو ان مفاوضات السلام المرتقبة في استانا ستعقد في 23 من الشهر الحالي.

 

وبعدما تراجعت وتيرة الغارات والمعارك على الجبهات الرئيسية منذ بدء الهدنة في 30 كانون الاول/ديسمبر بموجب اتفاق بين موسكو ابرز داعمي دمشق، وانقرة الداعمة للمعارضة، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان الاربعاء بأن “الطائرات الحربية التابعة لقوات النظام صعدت قصفها بعد منتصف الليل على مناطق عدة في محافظة حلب (شمال)”.

 

واستهدفت الغارات وفق المرصد، بلدات عدة تحت سيطرة الفصائل المعارضة في ارياف حلب، ابرزها الأتارب وخان العسل في ريف حلب الغربي.

 

وسمع مراسل لفرانس برس في المنطقة دوي غارات عنيفة بعد منتصف الليل تزامناً مع تحليق للطائرات الحربية.

 

وفي محافظة ادلب (شمال غرب) التي يسيطر عليها ائتلاف فصائل اسلامية مع جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا)، استهدفت طائرات حربية تابعة لقوات النظام بلدة تفتناز بعد منتصف الليل.

 

وافاد المرصد عن مصرع ثلاثة مقاتلين من فصيل اسلامي جراء الغارة.

 

وشاهد مراسل لفرانس برس مبنى منهاراً بالكامل جراء هذه الغارة. وقال ان متطوعين من الدفاع المدني عملوا طيلة الليل على رفع الركام والبحث عن الضحايا تحت الانقاض.

 

وتشهد الجبهات الرئيسية في سوريا منذ 30 كانون الاول/ديسمبر، وقفاً لاطلاق النار بموجب اتفاق روسي تركي. ومنذ ذلك الحين، تراجعت وتيرة الغارات والقصف على معظم المناطق تحت سيطرة الفصائل المعارضة من دون ان تتوقف بالكامل.

 

ويستثني الاتفاق، وهو الأول بغياب أي دور لواشنطن التي كانت شريكة موسكو في اتفاقات هدن سابقة لم تصمد، التنظيمات المصنفة “ارهابية” وعلى راسها تنظيم الدولة الاسلامية. وتصر موسكو ودمشق على ان الاتفاق يستثني ايضاً جبهة فتح الشام، وهو ما تنفيه الفصائل المعارضة الموقعة على الاتفاق والمدعومة من انقرة.

 

ويزيد هذا التباين من صعوبة تثبيت الهدنة بسبب وجود فتح الشام ضمن تحالفات مع فصائل اخرى مقاتلة في مناطق عدة خصوصاً في محافظة ادلب، ابرز معقل متبق للفصائل بعد خسارتها مدينة حلب الشهر الماضي.

 

– انتظار ورش الصيانة –

 

وتعرضت بلدات عدة في منطقة المرج في الغوطة الشرقية لدمشق الاربعاء لغارات جوية هي الاولى منذ بدء الهدنة وفق المرصد، وتسببت بمقتل سيدة على الاقل واصابة تسعة آخرين بجروح.

 

وتشهد المنطقة منذ بدء الهدنة، معارك بين قوات النظام وحلفائه من جهة والفصائل المعارضة والاسلامية من جهة اخرى، ترافقت مع قصف مدفعي وصاروخي من قبل النظام.

 

وفي منطقة وادي بردى، خزان مياه دمشق، تستمر المعارك العنيفة بين الطرفين تزامنا مع ضربات جوية وقصف مدفعي وصاروخي لقوات النظام التي استقدمت تعزيزات اضافية بحسب المرصد، في وقت لا تزال المياه مقطوعة بفعل المعارك عن معظم احياء دمشق منذ 22 الشهر الماضي.

 

ونقل التلفزيون السوري الرسمي في شريط عاجل الاربعاء عن محافظ دمشق انه “تم الاتفاق مع المسلحين (..) على دخول ورشات الصيانة الى نبع عين الفيجة خلال الساعات القادمة”.

 

وتشهد المنطقة معارك منذ 20 كانون الاول/ديسمبر اثر هجوم بدأته قوات النظام للسيطرة على المنطقة او دفع مقاتلي المعارضة الى اتفاق “مصالحة” مشابه لما شهدته مدن عدة في محيط دمشق في الاشهر الاخيرة.

 

وبعد يومين من المعارك، تضررت احدى مضخات المياه الرئيسية في عين الفيجة، ما ادى الى قطع المياه بالكامل عن معظم دمشق بحسب المرصد السوري. وتبادل طرفا النزاع الاتهامات بالمسؤولية عن قطع المياه.

 

وقالت الامم المتحدة ان 5,5 مليون شخص في دمشق محرومون من المياه او يعانون من نقص فيها جراء ذلك.

 

وفي حين تنفي الفصائل المعارضة بالمطلق وجود مقاتلين من جبهة فتح الشام في وادي بردى، قال الرئيس السوري بشار الاسد في مقابلة الاثنين ان المنطقة “تحتلها النصرة.. وبالتالي فهي ليست جزءاً من وقف إطلاق النار”. واعتبر ان دور الجيش العمل على “تحرير” المنطقة.

 

– “لا تأجيل”-

 

ومن شان استمرار الهدنة ان يسهل انعقاد محادثات السلام التي يتضمنها اتفاق وقف اطلاق النار والتي من المقرر عقدها في استانا، عاصمة كازاخستان.

 

وبعد ايام من تحذير تركيا من ان “الانتهاكات المتكررة لوقف اطلاق النار” قد تهدد المحادثات، اوضح مصدر دبلوماسي روسي الاربعاء انه “في الوقت الحالي ليس هناك معلومات حول ارجاء اللقاء”.

 

واضاف “وعليه فإن موعد 23 كانون الثاني/يناير لا يزال ساريا”، لافتا الى انه يتم اعداد قائمة بأسماء المشاركين في المحادثات.

 

وكان وزير الخارجية التركي مولود تشاوش اوغلو صرح في وقت سابق ان المحادثات يمكن ان تتم في استانا في الموعد ذاته اذا صمدت الهدنة.

 

ويفترض ان تلي محادثات استانا جولة مفاوضات في جنيف في الثامن من شباط/فبراير برعاية الامم المتحدة.

 

وتشهد سوريا نزاعاً دامياً تسبب منذ اندلاعه في العام 2011 بمقتل اكثر من 310 آلاف شخص وبدمار هائل في البنى التحتية وبنزوح وتشريد اكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

 

الحكومة السورية تتوصل إلى اتفاق مبدئي مع المعارضة لحل أزمة وادي بردى

دمشق – د ب أ – أكد محافظ ريف دمشق علاء إبراهيم الاربعاء، التوصل إلى اتفاق مبدئي مع قادة المجموعات المسلحة في وادي بردى لحل مشكلة انقطاع المياه عن العاصمة السورية.

 

وكشف المحافظ عن “عقد اجتماع مع قادة الفصائل المسلحة بحضور القائد العسكري السوري في وادي بردى انتهى باتفاق مبدئي لخروج المسلحين الغرباء عن وادي بردى باتجاه ريف إدلب وتسوية أوضاع المسلحين من أبناء المنطقة”.

 

ولفت المحافظ إلى أنه بموجب الاتفاق ستدخل القوات الحكومية السورية إلى المنطقة لتطهيرها من الألغام والعبوات الناسفة تمهيدا لدخول فرق الصيانة والإصلاح إلى عين الفيجة لإصلاح الأعطال والأضرار التي لحقت بمضخات المياه والأنابيب نتيجة الاعمال القتالية.

 

وشدد المحافظ على أن الاتفاق مبدئي وليس نهائيا حيث خرج قادة المجموعات المسلحة من الاجتماع وتوجهوا إلى عين الفيجة لإقناع المسلحين الغرباء بالمغادرة متحدثاً عن مهلة مدتها ساعتين لنقل الجواب بالموافقة وإلا ستتم مواصلة العملية العسكرية لتحرير عين الفيجة.

 

وتتهم الحكومة السورية المسلحين الذين يسيطرون على المنطقة بقطع المصدر الرئيسي للمياه بشكل متعمد عن العاصمة دمشق، بينما يقول المسلحون إن ضربات النظام على المنطقة هي التي تسببت في الأضرار.

 

قاصر في صفوف قوات «الحماية الشعبية»الكردية يقتل والدته في ريف محافظة الحسكة

عبد الرزاق النبهان

الحسكة ـ «القدس العربي»: أقدم طفل قاصر يقاتل ضمن صفوف قوات الحماية الشعبية، الجناح العسكري لـ»حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي»، يوم السبت، على قتل والدته في مدينة الجوادية في ريف محافظة الحسكة، شمال شرقي سوريا، وذلك بعد عودته من معسكر تدريبي لتلك القوات.

وقال الناشط الإعلامي عرفان آزاد في حديث خاص لـ «القدس العربي»: إن الطفل أحمد معاذ حيدر، الذي التحق قبل نحو ثلاثة أسابيع ضمن صفوف الوحدات الكردية يبلغ من العمر 15 عاماً، أطلق النار على والدته التي تدعى فهيمة السيد من سلاحه الكلاشنيكوف بعد عودته إلى منزله في مدينة الجوادية بريف الحسكة في إجازة إسبوعية.

وأضاف أن والدته فهيمة السيد أصيبت بطلقتين، الأولى في صدرها، والأخرى اخترقت منطقة تحت الفم وخرجت من الرأس، دون أن تفلح محاولة الجيران في عملية إسعافها إلى المستشفى من أجل إنقاذها نتيجة النزيف الشديد، الذي أدى إلى وفاتها على الفور . وأشار آزاد إلى أن الطفل القاصر أحمد معاذ حيدر كان طالباً في الصف العاشر الثانوي قبل التحاقه بمعسكر قوات حزب الاتحاد، وكان قد انضم أخيراً إلى حركة الشبيبة «جوانن شورشكر»، التابعة لـ»حزب الاتحاد الديمقراطي» دون موافقة والديه.

وأكد آزاد على أن الغموض مازال يلف الحادثة، فيما لو كانت مشاجرة بين الطفل وأهله حول انضمامه إلى صفوف وحدات «الاتحاد» وإهمال السلاح واللعب به داخل المنزل، لافتا إلى أن الجهاز الأمني للوحدات الكردية «الأسايش» ألقى القبض على الطفل المجند في صفوفه فور انتشار الخبر بين أهالي المنطقة.

وحمّل الناشط السياسي الكردي مسعود دولي، مسؤولية حادثة القتل لحزب الاتحاد الديمقراطي الذي يواصل عبر أجهزته العسكرية خطف الأطفال القاصرين من مقاعد الدراسة في المناطق الكـردية، بـغية ضمهم لدى قوات وحدات الحماية الشعبية. وأضـاف دولي في تصريح خاص لـ «القدس العـربي»، أن قيام الاتحاد الديمقراطي بتجنيد الأطفال ضمن صـفوف قواته يعـتبر مخـالفـاً للمواثـيق والعهود الدولـية التـي وقّع عليـها مع منظـمة نداء جنـيف قبـل حـوالي سـنة.

وطالب الاتحاد الديمقراطي بتفعيل الاتفاقية الموقعة مع منظمة نداء جنيف، وتسريح الاطفال الذين يقاتلون ضمن صفوفه والتوقف عن تجنيد الاطفال للحد من ظاهرة انتشار السلاح التي تسببت في ارتكاب عدة جرائم قتل خلال الفترة الماضية وفق كلامه.

يشار إلى أن المناطق التي يسيطر عليها حزب الاتحاد الديمقراطي في شمال شرقي سوريا، كانت قد شهدت في الآونة الأخيرة حوادث إطلاق نار متكررة لاسيما بين الأطفال، وأودت هذه الحوادث بحياة أكثر من شخص وفق توثيق ناشطين.

 

فصائل المعارضة السورية تنعى «اتفاق وقف إطلاق النار» في ظل استمرار خروقات النظام

منار عبد الرزاق

حلب ـ «القدس العربي»: أعلن قادة في فصائل المعارضة السورية، انهيار اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في العاصمة التركية انقرة بضمانات (روسية- تركية)، في ظل استمرار قوات النظام، والميلشيات الموالية له في خرق ذاك الاتفاق، ومحاولة التقدم في مناطق المعارضة، على أكثر من جبهة، بتمهيد جوي، ومدفعي مكثّف.

حيث عبّر عددٌ منهم، عن استيائهم من استمرار النظام السوري والميلشيات الموالية له، بخرق اتفاق إطلاق النار، والاستمرار في الهجوم على «وادي بردى» في الريف الدمشقي، متعهدين النظام، وحلفاءه، في منشورات عبر مواقع التواصل الاجتماعي بـ»انتظار ما يسوء النظام وحلفاءه».

وقال قائد فصيل «جيش المجاهدين» الموقع على اتفاق وقف إطلاق النار، المقدّم أبو بكر في تغريدة له عبر موقع «تويتر»: «عندما وافقنا على الهدنة كانت لحماية أهلنا بوادي بردى والغوطة، أما وقد نكثتم وهذا عهدنا بعلوج فارس انتظروا منا مايسوؤكم».

واتفق عدد من قادة الفصائل الموقعة على اتفاق وقف إطلاق النار مع تغريدة قائد فصيل «جيش المجاهدين»، حيث عبّروا في تغريدات مشابهة، عن قرب انهيار الاتفاق، متوعدين بأعمال «تسوء النظام وحلفاءه».

في هذا السياق، اعتبر قائد فصيل «جيش إدلب الحر»، المقدم فارس بيوش، خلال حديثه لـ «القدس العربي» أنّ الاتفاق في حكم المعطّل، بسبب الخروقات المتكررة من قبل النظام السوري، وعدم التزام الضامن الروسي بتعهداته، بل ومشاركته في كثير من الأحيان في تلك الخروقات.

وأشار إلى أنّ فصائل المعارضة متفقة على موقف واحد، منوهاً إلى صدور بيان في هذا الخصوص خلال الساعات القليلة القادمة.

ووقعت تسعة فصائل معارضة على اتفاق لوقف إطلاق النار في العاصمة التركية «أنقرة» في آخر يوم من عام 2016، يقضي بوقف الأعمال القتالية على كافة الأراضي السورية، في وقت شهد الاتفاق أكثر من ناحية خلافية ما بين شموليته لـ «جبهة فتح الشام»، وكذلك عدد من المناطق في ريف دمشق وغيرها.

وقال الناطق باسم «تجمع فاستقم كما أمرت»، عمار سقار لـ «القدس العربي» إنّ الفصائل تعتبر نفسها في حلٌ من الاتفاق، بسبب استمرار كذب من وصفها بـ»عصابات النظام»، إضافة إلى استمرار الصمت الدولي، فضلاً عن الخروقات الكبيرة للهدنة، من قبل النظام، وحلفائه، وخاصة في منطقة «وادي بردى».

وأكدّ سقار أنّ قبول الفصائل لاتفاق وقف إطلاق النار في العاصمة التركية أنقرة، «أتى للتخفيف من معاناة الأهالي في الداخل السوري، وحقناً للدماء، من خلال أي مبادرة تُحقق مطالب الشعب السوري».

وخرق النظام السوري والميلشيات الموالية له، عشرات المرات، اتفاق وقف إطلاق من خلال التقدّم في منطقة وادي بردى في ريف دمشق، ومحيط العاصمة، وكذلك في ريف حلب الجنوبي، بالتزامن مع شنّه لعشرات الغارات الجوية على عدد من المناطق في ريفي حلب، وإدلب، فضلاً عن عدة مناطق في ريف دمشق.

وعلّق الناطق باسم «حركة أحرار الشام»، المتحفظّة على الاتفاق، أبو يوسف المهاجر في تصريح خصّ به «القدس العربي» على الخروقات، بالقول: «الهدنة منتهية، كونها لم تستثن أي منطقة من الأراضي السوري، وكان أضخم تلك الخروقات في وادي بردى، ولذلك فإن معظم القيادات أعلنت فشلها».

وبالرغم من تحفظ من التقتهم «القدس العربي» على ما تمتلكه المعارضة كبديل عسكري، عن استمرار وقف إطلاق النار، إلا أنّ الناشط الميداني أبو محمد المعري أكدّ لـ»القدس العربي» أنّ فصائل المعارضة، «لا تمتلك خيارات عسكرية مجدية، سوى تجاوز الخطوط الحمر، المرسومة من قبل المجتمع الدولي، وشنّ هجمات على معاقل النظام الرئيسية في الساحل السوري، والعاصمة دمشق».

واعتبر المعري، وهو اسم ترميزي، «أنّ أي معركة يقوم بها مقاتلو المعارضة، في أي مكان، غير الساحل والعاصمة، لن تكون سوى معارك عبثية، وحرب استنزاف، لن تضر النظام في شيء، وستجلب المزيد من الغارات الجوية للنظام وحليفه الروسي، على المناطق الخارجة عن سيطرته في ريفي إدلب وحلب».

 

سياسة الحرب النفسية: سيناريو جديد ينتهجه النظام السوري في درعا

عامر الحوراني

درعا ـ «القدس العربي»: يتبع إعلام النظام السوري سياسة الحرب النفسية في محافظة درعا، جنوبي سوريا، والتي نجح من خلالها بقلب صورة ما يحصل في المنطقة، من خلال ترويجه الشائعات التي تقول إن أهالي المناطق المحررة قبلوا بتسلميه إدراة مدنهم، وتسوية أوضاعهم، متغنياً بعودة معظم المدنيين لحضن الوطن حسب ادعاءاته.

وأوضح الإعلامي الميداني حبيب كسابرة لـ»القدس العربي»، أن إعلام النظام الرسمي أعلن أخيراً في مدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، عن عقد مصالحة وطنية فيها، لتسوية أوضاع المدنيين ومسلحي المعارضة، إلا أنه أوهَم مشاهديه بذلك، وما حدث يقول العكس.

وفي روايته للتفاصيل، يقول: إن بعض الموظفين في الدوائر الحكومية وضعاف النفوس والمحسوبين على ثوار المدينة، لبوا مطالب النظام في عقد تسوية لأوضاعهم مقابل تصويرهم على أنهم يمثلون أهالي وثوار الصنمين، ليتمكن النظام من خلال إعلامه بترويج الشائعات حول تنفيذ تسوية في المدينة، وقلب حقيقة ما يحصل.

وأفاد أبو عمر، أحد سكان مدينة الصنمين لـ «القدس العربي»، أن النظام بدأ عمليته بفرض حصار خانق على المدينة منتصف تشرين الثاني/نوفمبر استمر طيلة الشهر، حيث منع إدخال المواد الغذائية والأدوية للأهالي، ما تسبب في رفع أسعار السلع فيها، وانتقل عقب ذلك للمطالبة بعقد تسوية مع أهالي ومسلحي المدينة.

وأشار إلى أن مدينة الصنمين تحيطها عدة ثكنات ومواقع عسكرية نظامية من جميع الجهات، أسهمت في إنجاح الحصار فعلياً، لافتاً إلى أن النظام السوري هدد الأهالي بأنهم سيلاقون مصير حلب إن لم يرضخوا لرغباته.

وبيّن، أن تناقل ناشطي وإعلاميي المعارضة للأخبار التي يصدرها النظام وترويجهم لها سببه «الجهل»، ما ساعد النظام في ترسيخ صورة نجاحه في استعادة السيطرة على الصنمين، و»إعادة أهلها لحضنه» حسب وصفه، مشيراً إلى أن ما سبق لم يغيّر من حال فصائل المعارضة بالمدينة، الأمر الذي ينفي ما يبثه إعلام النظام عن تسليم أنفسهم وأسلحتهم له.

ويتخذ النظام الأسلوب ذاته في بلدة محجة المحاذية لطريق دمشق – درعا الدولي، إذ أن رئيس فرع الأمن العسكري وفيق الناصر، أرسل رسالة عبر رئيس بلدية محجة لمقاتلي المعارضة والأهالي، عرض عليهم تسوية أوضاعهم، بعد أن تمكنت قوات النظام من السيطرة على منطقة الوردات شرق البلدة، ما ولّد حالة من التوتر النفسي بين الأهالي وخاصة مع فرض النظام حصار خانق على البلدة نهاية كانون الأول/ديسمبر 2016، حسب الصحفي أحمد المجاريش من درعا.

وأردف المجاريش، أن مقاتلي المعارضة رفضوا عرض النظام بتسوية أوضاعهم، بعد أن علموا ببنود التسوية، التي تقضي بإخراج من يرفض المصالحة إلى إدلب، وتسليم أسلحتهم للنظام، وتسوية أوضاع من يريد البقاء في البلدة من أهالي ومسلحين، كما استقدم ثوار البلدة تعزيزات من باقي الفصائل المقاتلة بالمحافظة وشكّلوا غرفة عمليات عسكرية للوقوف بوجه تقدم النظام نحوها.

وشدّد المجاريش في حديثه لـ «القدس العربي»، على أن وفيق الناصر رئيس فرع الأمن العسكري يعمل على المصالحات بمحافظة درعا لمكاسب شخصية وإعلامية، وباجتهاده الشخصي.

ويرى الناشط الحقوقي عاصم الزعبي، أن النظام في محافظة درعا يتبع أكثر من أسلوب في تنفيذ خططه، وأكبر مثال على ذلك، هو بدء النظام بعملية «دبيب النمل» في درعا، والتي يتّبع فيها إستراتيجية الحصار الهادئ للمناطق الخاضعة لفصائل المعارضة، ومنع إدخال أيّ من مقومات الحياة إليها، كما فعل في الفقيع وأخيراً في الصنمين.

وأكمل، أنه في المرحلة الثانية للحصار كان على النظام البدء بعمليات عسكرية سريعة، لكن الهدنة التي بدأ سريانها يوم الجمعة 30 كانون الأول/ديسمبر، كانت بمثابة صدمة للنظام الذي كان من المحتمل أن يوشك على اجتياح بلدة محجة وارتكاب المجازر بحق أهلها، في ظل التشرذم الذي تعيشه فصائل المعارضة جنوبي سوريا.

وانتهج النظام السوري سياسة الصدمة، التي تمكن من خلالها الإيقاع بأكثر من 40 مقاتلا معارضا، خلال كمين نصبه لهم في كتيبة المهجورة شرق بلدة ابطع بريف درعا، إذ يحاول من خلال هذه السياسة إضفاء نصر معنوي لجنوده، والتأثير سلباً على الناحية النفسية لمقاتلي المعارضة، وفق حديث الزعبي لـ»القدس العربي».

وأورد المكتب الإعلامي لبلدة محجة، عبر صفحته على «فيسبوك»، أن عناصر وفيق الناصر التابعين للنظام تراجعوا إلى مواقعهم في اللجاة، عند ملاحظتهم تلبية فصائل الجيش الحر لنداء الفزعة الذي أطلقه ثوار البلدة، وتهديدهم باستهداف معاقل النظام العسكرية في حال أقدم على المساس ببلدة محجة وأهلها.

 

الأمم المتحدة تدعو إلى الوصول الفوري إلى وادي بردى لاستعادة تدفق المياه إلى دمشق

عبد الحميد صيام

نيويورك (الأمم المتحدة) «القدس العربي»: أعربت الأمم المتحدة اليوم عن قلقها إزاء استمرار حرمان خمسة ملايين ونصف المليون شخص في مدينة دمشق وما حولها من المياه الجارية، وذلك بسبب الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية للمياه جراء الأعمال العدائية المستمرة في منطقة وادي بردى.

فقد أدى الاقتتال في وادي بردى منذ 22 كانون الأول/ديسمبر، إلى تشريد ما يقدر بعشرة آلاف شخص، بمن في ذلك سبعة آلاف وخمسمئة تم تسجيلهم من قبل الهلال الأحمر العربي السوري في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة.

وقال المتحدث باسم الأمين العام، ستافان دو جاريك: «أفادت الفرق الفنية من سلطات المياه السورية بأنها لم تستطع الوصول إلى البنية التحتية التالفة للمياه لتقييم الأضرار. ولا تزال المفاوضات جارية من أجل إتاحة إصلاح البنية التحتية والتوصل إلى اتفاق في المنطقة. وتدعو الأمم المتحدة جميع الأطراف إلى السماح بالوصول الفوري وغير المقيد والمستمر من أجل استعادة توفير المياه».

وتوفر الأمم المتحدة وشركاؤها للنازحين حزم المساعدات لفصل الشتاء والبطانيات وأدوات المطبخ وغيرها من المساعدات الطارئة، كما قامت الأمم المتحدة بتجهيز الإمدادات الإنسانية تحسباً لنزوح مزيد من الأشخاص.

وقد وصلت يوم السبت الماضي أول قافلة إنسانية مشتركة في عام 2017 تحمل المساعدات الإنسانية من المواد الغذائية ومستلزمات الصحة والتعليم إلى أربعين ألف شخص من الرجال والنساء والأطفال في منطقة معضمية الشام، حيث كانت آخر قافلة إنسانية قد وصلت إلى تلك المنطقة المحاصرة في 23 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

 

الائتلاف الوطني السوري: مؤتمر أستانة ينتابه الفشل

محمد أمين

بدأت في العاصمة التركية أنقرة اجتماعات بين الجانب التركي وقادة في فصائل المعارضة السورية المسلحة، وشخصيات معارضة، وناشطين مدنيين، للتداول في مختلف القضايا الملحة، أبرزها اتفاق وقف إطلاق النار، ومؤتمر أستانة الذي أوضح متحدث باسم الائتلاف الوطني السوري أنه “مؤتمر ينتابه الفشل”.

ووصفت مصادر في المعارضة السورية اجتماعات أنقرة بـ”التشاورية”، مشيرةً في تصريحات لـ”العربي الجديد”، إلى أن اللقاءات تهدف إلى تبيان وجهة النظر التركية حيال العديد من القضايا، وتبرير موقفها مما حدث في مدينة حلب أخيراً، وخروج المعارضة من أحيائها الشرقية، بناءً على اتفاق روسي تركي.

 

وأكدت المصادر أن المعارضة السورية “لم تحسم أمرها بعد” من مسألة الموافقة على الذهاب إلى مؤتمر أستانة، في ظل عدم التزام النظام، ومليشيات إيرانية، باتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ في الثلاثين من الشهر الماضي.

وفي هذا السياق، قلل رئيس الدائرة الإعلامية في الائتلاف الوطني السوري، أحمد رمضان، في تصريحٍ لـ “العربي الجديد”، من أهمية مؤتمر أستانة، موضحاً أن “الاجتماع بحد ذاته ليس فيه جديد، وينتابه الفشل”، مشدداً على أنّه يستند إلى اتفاق وقف إطلاق النار لمدة شهر، وهو ما لم يحصل، أي أن الذريعة التي أفشلت مفاوضات جنيف، هي نفسها تستخدم الآن لإفشال الجهد الحالي”.

وكانت المعارضة السورية قد علّقت مشاركتها في مفاوضات جنيف، التي ترعاها الأمم المتحدة، في أبريل/نيسان من العام الماضي، بسبب عدم التزام النظام وحلفائه بالقرار 2254 الصادر عن مجلس الأمن الدولي أواخر عام 2015، الذي دعا في شقه الإنساني إلى فك الحصار عن المناطق المحاصرة، وتسهيل دخول مساعدات إنسانية، وإطلاق سراح المعتقلين.

وأكد رمضان أن روسيا “تخلّت” عن اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في أنقرة، على الرغم من أنها الضامن للنظام فيه، مشيراً إلى تصريح رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، الجنرال فاليري غيراسيموف، الثلاثاء، والذي قال فيه “إن تحرير ريف دمشق من الإرهابيين في سورية في مرحلته النهائية”، وهو ما عُد “تغطية” من موسكو على خروقات قوات النظام ومليشيات إيرانية تساندها في منطقة وادي بردى، شمال غربي العاصمة دمشق، وفي الغوطة الشرقية.

وتحاول موسكو “تهميش” و”تحييد” عناوين ومرجعيات الثورة الرئيسية، كالائتلاف الوطني السوري، والهيئة العليا للمفاوضات، ودفع عسكريين معارضين وقادة فصائل مسلحة إلى واجهة المشهد السياسي، في مسعى لتثبيت رؤيتها للحل السياسي، من خلال الرهان على انقسامات داخل قوى وتيارات المعارضة.

وبحسب عددٍ من أعضاء الائتلاف الوطني السوري، فإن الائتلاف بصدد اتخاذ “موقف رسمي” حيال محاولات موسكو إلغاء دوره في الحراك السياسي.

وأشار رمضان إلى أن المحاولات الروسية لتجاوز المرجعيات السياسية للثورة “ليست جديدة”، مبرزاً أنها “باءت بالفشل، لأنها تمثل التفافاً على ثورة السوريين، وتضحياتهم”، مؤكداً أن “روسيا لن تحصد من خلال التفاوض ما عجزت عنه عبر العدوان”.

 

قتلى وجرحى بقصف للنظام السوري على إدلب ووادي بردى

عدنان علي

واصلت قوات النظام السوري ومليشيا حزب الله قصف قرى وادي بردى بريف دمشق الغربي بمختلف الأسلحة المدفعية والصاروخية، وخاصة قرية بسيمة وأطراف قرية دير مقرن، وذلك في إطار محاولتها اجتياح المنطقة، وطاول خرق قوات النظام لاتفاق وقف إطلاق النار مناطق أخرى، خصوصاً في إدلب، ما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى.

 

وقالت “الهيئة الإعلامية” في وادي بردى إن “مقاتلي المعارضة في منطقة وادي بردى صدوا هجوم قوات النظام ومليشيا حزب الله على المنطقة، والذي ترافق مع قصف بعشرات الغارات والصواريخ، طاول خاصة قرية بسيمة بأكثر من 50 صاروخا من نوع فيل، إضافة إلى عدد كبير من قذائف المدفعية والدبابات، فيما ألقت مروحيات النظام عدة براميل متفجرة، بعضها محمل بمادة النابالم الحارقة”.

 

ووصفت الهيئة الاشتباكات بأنها الأعنف منذ بداية الحملة العسكرية على وادي بردى، وتمكن مقاتلو المعارضة خلالها من قتل وإصابة عدد من قوات النظام وإجبار من تبقى على الانسحاب، إضافة إلى إعطاب دبابتين وعربة “شيلكا”.

 

وأوضحت أن القصف أسفر عن مقتل شاب وإصابة سبعة آخرين بينهم امرأتان في قرية عين الفيجة إثر سقوط قذيفة هاون خلال ساعات الليل، فيما تعمل قناصة النظام على تقطيع أوصال قرى وادي بردى باستهدافها المستمر لأي حركة في الطرقات أو حتى المنازل على مدار ساعات اليوم.

 

من جهتها، أعلنت مليشيا حزب الله عن مقتل أحد عناصرها خلال المعارك المتواصلة في المنطقة، وقد عززت المليشيا وقوات النظام وجودهما بوضع نقاط عسكرية جديدة تضم دبابات ومدافع ثقيلة على التلال المشرفة على وادي بردى، كما بدأت بتجريف المنحدرات لإنشاء طرق عسكرية جديدة في محاولاتها اقتحام الوادي.

 

وفي محافظة إدلب، قتل ثلاثة أشخاص، فجر اليوم الأربعاء، جراء قصف بالطيران الحربي استهدف مدينة تفتناز بريف إدلب، كما شنت طائرات حربية عدة غارات ليلية استهدفت أطراف مدينة إدلب.

واستهدف القصف الجوي مناطق في ريف حلب الغربي، خاصة حي الراشدين وسوق الجبس وبلدات المنصورة والأتارب وخان العسل وريف المهندسين، بالتزامن مع قصف صاروخي مكثف استهدف المناطق ذاتها من قبل قوات النظام، بينما تعرضت أماكن في منطقة الملاح، بريف حلب الشمالي، لقصف من قبل الطيران الحربي بـ4 غارات على الأقل.

 

وطاول القصف فجر اليوم، مدينة الرستن وقرية الزعفرانة بريف حمص الشمالي.

 

وفي جنوب العاصمة دمشق، دارت اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، ومقاتلي المعارضة داخل مخيم اليرموك ترافقت مع استهداف من قبل قوات النظام بالرشاشات الثقيلة للمنطقة.

 

وفي محافظة درعا، جنوبي البلاد، يعيش الأهالي في حوض اليرموك الغربي معاناة كبيرة بسبب خضوع منطقتهم التي يسيطر عليها جيش “خالد بن الوليد” المبايع لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، للحصار من جانب فصائل “الجيش الحر”.

 

وقد أعلن “مجلس محافظة درعا الحرة” أن “فصائل الجيش الحر فتحت ممرا للمدنيين في القرى المحاصرة عبر طريق العلان الواصل بين قريتي سحم الجولان ونافعة، وذلك أمام الحالات الإنسانية من المدنيين”.

 

غير أن فصائل المعارضة العاملة في درعا، منعت أكثر من ألف مدني من أهالي منطقة حوض اليرموك من العودة إلى منازلهم، بعد السماح لهم بالدخول إلى مناطق سيطرة الفصائل للحصول على المواد التموينية.

 

وقالت مؤسسة “نبأ” الإعلامية إن “حواجز تابعة للجيش الحر، منعت عودة حوالي 1500 مدني معظمهم من النساء والأطفال، إلى منطقة حوض اليرموك، حيث ما زال عشرات السكان يفترشون الأرض قُرب حاجز بلدة تسيل، بانتظار أن يسمح لهم بالعبور إلى بلدة عين ذكر لعدم وجود مأوى لهم.

 

مدير عمليات الصليب الأحمر الدولي: عملنا أُخضع لمعايير طائفية

جراه: عبد الرحمن عرابي

يكشف مدير عمليات الشرق الأدنى والأوسط في “اللجنة الدولية للصليب الأحمر”، روبرت مارديني، في حوار مع “العربي الجديد”، أن أطراف النزاع في سورية تُقيد العمل الإنساني، من خلال وضع شروط سياسية وطائفية لتقديم المساعدات الإنسانية للمواطنين. وأشار مارديني، في حديث لـ”العربي الجديد”، إلى “نجاح بعثات الصليب الأحمر في خرق خطوط القتال في سورية أكثر من 50 مرة خلال العالم الحالي لإيصال مساعدات إنسانية للمدنيين”.

بالنظر إلى نتائج استطلاع رأي “الناس حول الحرب”، هل يمكن القول إن العالم أصبح أقل إنسانية؟

من الصعب القول إن العالم أصبح أقل إنسانية، خصوصاً مع وجود عوامل تفاؤل عديدة حملتها نتائج الاستطلاع. وأهمها استمرار إيمان أكثرية من شملهم الاستطلاع بوجوب وضع حدود للعنف في الحروب وحماية المدنيين ورفض استهداف كوادر الصحة والمستشفيات. كما جددت النتائج إيمان المواطنين حول العالم بأهمية القانون الدولي الإنساني، ودوره في الحد من دموية الحروب.

أظهرت النتائج أرقاماً مُقلقة على صعيد قبول الرأي العام للتعذيب. ما هو تعليقكم؟

بالفعل، فقرة التعذيب أثارت حالة من القلق والمفاجأة لدينا، لأنه ورغم رفض أكثر من نصف من شملتهم الدراسة للتعذيب، وجدنا قبولاً واسعاً للتعذيب بهدف الحصول على معلومات عسكرية، وهو أمر خاطئ، لأن مبدأ التعذيب مرفوض، ويتسبب باستمرار دورة الوحشية والانتقام ويُصعّب من المصالحة الوطنية في مرحلة ما بعد النزاع. كما أثبتت دراسات موضوعية عديدة أن انتهاج التعذيب لا ينعكس إيجاباً على الصعيد العسكري.

كيف تتعاملون مع المناطق الأكثر حساسية على الصعيد الإنساني في مناطق عملكم، لا سيما في حلب والغوطة وتعز والموصل؟

المنطلق الأول لعملنا الإنساني هو بناء حوار مع مُختلف أطراف النزاع لإيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين. ورغم الأهوال التي أظهرتها وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي خلال العام الحالي، فقد تمكنّا من خرق خطوط القتال أكثر من 50 مرة وإيصال المساعدات للمدنيين المحاصرين، نتيجة للحوار القائم مع أطراف النزاع. هناك صعوبات قائمة طبعاً بسبب تعدد أطراف النزاع وتنوع توصيفاتها التي لا نتبناها. لكننا حريصون على قبولنا من مختلف أطراف النزاع لضمان سلامة طواقمنا وإيصال المساعدات.

كيف تقيمون اتفاق البلدات السورية الأربع (الفوعة وكفريا مقابل الزبداني ومضايا) بصفتكم جهة شاركت في ضمان الاتفاق من الناحية الإنسانية؟

نحن نتعامل مع أمر واقع، وهو وجود مدنيين محاصرين في البلدات الأربع لديهم احتياجات إنسانية عديدة. والاتفاق المُبرم هو ذو طابع سياسي، لكنه نجح في تأمين جزء من المساعدات المطلوبة. وأحد أبرز السلبيات في هذا الاتفاق هو تقييد العمل الإنساني بقيود سياسية وطائفية مرتبطة بطبيعة النزاع القائم، وليس بالحاجات الإنسانية للمدنيين المُحاصرين.

هل برأيكم سيؤدي تصاعد اليمين في الولايات المتحدة وأوروبا إلى تراجع الدعم المادي والمعنوي للعمل الإنساني؟

لا يزال إجراء تقييم كهذا مبكراً، لكنني أستطيع القول إن العامل الأساسي والحاسم في استمرار تقديم عملنا الإنساني هو اعتماد الحيادية وعدم التحيّز. وهي قيم ساعدتنا على تأمين ميزانيتنا طوال 150 عاماً (تاريخ عمل الصليب الأحمر الدولي). وأود الإشارة إلى أن ميزانيتنا لا تزال مدعومة ومستقرة حتى يومنا هذا.

العربي الجديد

 

ريف حمص الشمالي: من سمّم عناصر “فتح الشام”؟

قام مسلحون مجهولون بقتل رجل عجوز وامراة، الأربعاء، رمياً بالرصاص في بلدة تلذهب، في ريف حمص الشمالي، بعد عملية تسميم تعرض لها عناصر من “جبهة فتح الشام”. والقتيلان من أقرباء منفذ عملية التسميم.

 

وكانت أنباء قد تحدّثت عن مقتل ثلاثة عناصر من “جبهة فتح الشام”، مساء الثلاثاء، ووقع آخرون بين مصاب ومتسمم، في صفوف إحدى مجموعاتها. وتشير التفاصيل الأولية إلى أن “أبو داود”، أحد عناصر “فتح الشام”، قد قام، ولأسباب مجهولة حتى الآن، بتسميم رفاقه، قرب بلدة ديرفول في ريف حمص الشمالي، ثم ألقى قنبلة عليهم. وتبع ذلك إطلاق نار واشتباك في المقر ذاته، سقط بنتيجته “أبو داود” قتيلاً.

 

ورغم تكتم “فتح الشام” وعدم إصدارها أي بيان أو توضيح بشأن الحادثة، فقد أفاد نشطاء ومدنيون في المنطقة، أنّ ما يقرب من عشرين شخصاً، سقطوا بين متسمم وجريح، وقد تم نقلهم إلى مستشفى ميداني قريب، في وقت انطلقت فيه نداءات من مساجد المنطقة تدعو إلى التبرع بالدم. كما أفاد النشطاء أن القتلى والمصابين كانوا عناصر ملتحقين بدورة شرعية تنظمها الجبهة.

 

طريقة القتل باستخدام السمّ في الطعام، تعيد الى الأذهان ما حدث قبل عامين، حين قضى الشيخ أبو يوسف الآغا، مع بعض أفراد عائلته، إثر تناولهم وجبة طعام مسمومة. وحملت العملية يومها توقيع “داعش” الذي كان موجوداً في المنطقة ذاتها، التي تنتشر فيها اليوم مجموعات “جبهة فتح الشام”. ولعل ذلك ما ساهم في نسب العملية الأخيرة، إلى “أخوة المنهج” الأعداء في السياسة. ومن أول التكهنات، أن “أبو داود” ليس سوى “داعشي” مندس في صفوف “فتح الشام” بحسب ما يقول النشطاء.

 

وقد يبدو هذا التكهن مستعجلاً، لكنه لا يخلو من وجاهة بالاستناد إلى قبول قيادة “فتح الشام” كثيراً من العناصر المشكوك في توجهها والمعروفة بماضٍ من الولاء لـ”داعش”. ولعل آخر انضمام لعناصر من هذه الشريحة كان اندماج “جند الأقصى”، بالكامل، منذ شهرين، في “فتح الشام”.

 

كما أن احتمال الاستهداف الاستخباراتي الخارجي، يظل قائماً، مع الفوضى التي تشوب الواقع السوري منذ سقوط حلب الشرقية. فالاستقطابات والتجاذبات التي أعقبت ذلك، لفرض أحد نموذجين للاتحاد بين فصائل المعارضة؛ نموذج المجموعات السلفية الجهادية، ونموذج المجموعات الإسلامية المعتدلة مع تشكيلات الجيش السوري الحر. ومنذ ذلك الحين اتضح وجود ميل لفرض فرز حاد يعزل التشكيلات الجهادية عن تشكيلات المعارضة، في مسعى دولي، تبدو روسيا وتركيا أول الساعين له. وهو الأمر الذي أكدته الوقائع التي تلت الإعلان بعد أيام، إذ تلقت الجبهة ضربات جوية في الشمال السوري، نجم عنها مقتل عدد من عناصرها وبعض شخصياتها القيادية.

 

وادي بردى: لماذا تغيرت لهجة المفاوض الروسي؟

هارون الأسود

يواصل النظام ومليشياته حملته العسكرية على قرى وادي بردى، من دون تحقيق أي اختراق عسكري، أو حلّ لأزمة المياه في العاصمة دمشق ومحيطها.

 

وجددت المدفعية الثقيلة التابعة للنظام، قصفها منازل المدنيين في قرى الحسينية وديرمقرن وبسيمة وعين الفيحة، ما اعتبر تنفيذاً لتهديدات على لسان المُفاوض الروسي الذي توعد بالتصعيد العسكري وتسوية قرى وادي بردى أرضاً، و”تحويلها إلى صحراء”.

 

الصحافي والناشط علي دياب، أكد لـ”المدن”، أن المفاوض الروسي قال لممثلي الوادي إنه “سيجعل الغربان تأكل من جثث أهل الوادي”. وأشار نشطاء إلى أن المُفاوض الروسي، كان قد رفع درجة التهديد، بعدما قام عناصر من مليشيات النظام بملء سيارته بالبضائع والفودكا والتبغ. وأكد مطلعون على سير المفاوضات أن المسؤول الروسي رفع تقريراً إلى مراجعه الروسية اتهم فيها أهل الوادي بالتواسط للدفاع عن “جبهة النصرة”، رغم كل التقارير التي تؤكد أن لا وجود يُذكر لـ”جبهة فتح الشام” في وادي بردى. تهديدات المُفاوض الروسي جاءت عقب رفض الأهالي شروط “المصالحة” التي يريدها النظام، بما تتضمنه من تهجير قسري لهم.

 

وكان رئيس هيئة الأركان الروسية، قد أعلن الثلاثاء عن “اقتراب عملية تحرير ريف دمشق من نهايتها”، ما اعتبر عدم إلتزام روسي بـ”وقف إطلاق النار” الموقع مع تركيا، ومحاولة للتصعيد على الأرض، تماشياً مع رغبة مليشيات النظام و”حزب الله” في “تطهير” محيط دمشق الشمالي الغربي من المعارضة، كونه أصبح موقعاً تستخدمه مليشيا “حزب الله” لتصنيع السلاح وتخزينه وتمريره إلى لبنان.

 

وتزامن ذلك مع استمرار استهداف قرى الوادي بالبراميل المتفجرة والصواريخ الفراغية، ما تسبب في مقتل مدني وسقوط سبعة جرحى. واستهدفت مليشيات النظام منابع عين الفيجة، بشكل مباشر، بقذائف الهاون والمدفعية الثقيلة، ما زاد من حجم الأضرار في حوض النبع الذي يعد خزان مياه للعاصمة دمشق.

 

وتدخل محاولات اقتحام وادي بردى، أسبوعها الرابع، وتشترك فيها مليشيات “حزب الله” اللبناني و”الدفاع الوطني” و”درع القلمون” و”الحرس الجمهوري” و”القوات الخاصة”، وتتوزع الجبهات بغطاء جوي من مروحيات البراميل، والطيران الحربي.

 

ويستمر وصول تعزيزات الحرس الجمهوري و”الدفاع الوطني”، بشكل شبه يومي، إلى محور بسيمة، من منطقة الأشرفية، وأعقب ذلك محاولة اقتحام تصدت لها المعارضة، وأعلنت عن عطب دبابتين وعربة شيلكا وقتل عدد من الجنود. مليشيات النظام ردّت باستهداف محور بسيمة بصواريخ أرض-أرض مُحمّلة بالكلور، ما أوقع إصابات وحالات اختناق في صفوف المدنيين. وشنّ الطيران الحربي أكثر من 15 غارة جوية، واستهدف مروحي البراميل المحور بأكثر من ثلاثين برميلاً متفجراً.

 

وعلى محور كفير الزيت، يستمر وصول تعزيزات مليشيات “حزب الله” و”درع القلمون”، اللتين تشتركان مع وحدات من “القوات الخاصة” في إدارة العمليات العسكرية، بشكل مباشر، في جرود المنطقة. محاولات الاقتحام عبر محور كفير الزيت مازالت مستمرة، رغم خسارة المليشيات ثلاث دبابات، خلال الأيام الماضية. أما على محور عين الفيجة، فدارت اشتباكات عنيفة لصدّ محاولة اقتحام مليشيات “حزب الله” و”الحرس الجمهوري” على منابع الفيجة ومحيطها، وتمكن مقاتلو المعارضة من قتل عنصرين أثناء محاولة مجموعة مشاة التسلل عبر جبل الهوات المحيط بالمحور.

 

ولم تهدأ الاشتباكات في جبهة الحسينية، التي يحاول “حزب الله” و”درع القلمون”، والحرس الجمهوري، المتمركز في محيطها، التسلل إليها مستفيدين من الغطاء الجوي والقصف التمهيدي. كما تحاول المليشيات تنفيذ اقتحامات من نقاط أخرى، خاصة على محور بلدة دير مقرن.

 

وتستهدف جميع المحاور، يومياً، بصواريخ أرض-أرض من نوع “فيل”، وقذائف الهاون والمدفعية الثقيلة والدبابات، فيما تفصل كافة قرى الوادي عن بعضها، بسبب استهداف الطرق بينها، بالرشاشات المتوسطة والثقيلة والقناصات وعربات الشيلكا. وتحاول مليشيات النظام توسيع الجبهات ومحاور القتال، عبر تجريف المرتفعات الجبلية المحيطة بالمنطقة، لتسهيل تمركز نقاط جديدة لها، تضم عربات وآليات ورشاشات ثقيلة.

 

وتهدف العمليات العسكرية إلى خرق عسكري، أو رفع نسبة الخسائر البشرية والمادية، عند الأهالي، للضغط على المعارضة كي ترضخ، وتدخل في “مصالحة شاملة”. كما تسعى مليشيات النظام إلى شق صف المعارضة، و”لجنة المفاوضات الموحدة” المنبثقة من “التحالف الدفاعي المشترك”، عن طريق عرض “مصالحات” انفرادية مع قريتي سوق وادي بردى وكفر العواميد، اللتين لا تتعرضان لمستوى القصف الذي يستهدف المناطق المحيطة بهما، وتشكلان ملجأ للمدنيين الهاربين من الحرب. مليشيات النظام باتت تُهدد سوق وادي بردى وكفر العواميد بالقصف المباشر، أو شن هجمات عسكرية عليهما، في حال عدم قبولهما بمشاريع “المصالحات” التي تضع المعارضة أمام خيار “الحافلات الخضراء” لنقلهم إلى الشمال السوري، أو قوافل عسكرية تقلهم إلى جبهات القتال مع مليشيات النظام، بعد تجنيدهم في صفوفها. وترفض المعارضة المسلحة ووجهاء المنطقة، تلك الخيارات، جملة وتفصيلاً.

 

وتعاني مناطق وادي بردى، من نقص حاد في المواد الأساسية؛ الغذائية والطبية، جراء استمرار الحصار منذ أكثر من عام، وتزامناً مع الحملة العسكرية المستمرة منذ ثلاثة أسابيع. وتتفشى الأمراض بشكل متزايد، نتيجة استخدام المياه غير المُعقّمة، عدا عن ارتفاع حصيلة الجرحى بشكل يومي وسط عجز عن إجراء عمليات إسعافية أو جراحية، بسبب تدمير النقاط الطبية بفعل القصف الممنهج.

 

تمرّد «الدولة الإسلامية» الجديد.. مستقبل التنظيم بعد خسارة الأرض

ترجمة وتحرير شادي خليفة – الخليج الجديد

في أواخر العام الماضي، أصدرت استخبارات الجيش العراقي تحذيرًا أمنيًا إلى جنوب صلاح الدين، التي كانت قد استعادت السيطرة عليها مؤخرًا، حيث هدّدت مجموعة متمرّدة من تنظيم الدولة بذبح الحجاج الشيعة الذين كانوا في طريقهم إلى المواقع المقدّسة في سامرّاء. وبالرغم من تحقيق الجيش العراقي تقدّمًا ملحوظًا في استعادة السيطرة على الأنبار وشمال ديالى وصلاح الدين، كانت الأخبار نافذة على الواقع. لقد أشارت أكثر من أي شيءٍ آخر إلى هذا النوع من النشاط المسلّح الذي عصف بالعراق منذ عام 2004 حتّى عام 2008، وأثار تساؤل: هل يمكن لبغداد حقًا إنهاء الحرب؟

 

مهما قد تأمل قوات الأمن، بعد الهزيمة، لا يتخلّى عناصر «داعش» بسهولة عن قضيتهم ولا يقومون بتغيير ولائهم. هم فقط يغيرون تكتيكاتهم. وكما تجمّع عناصر «داعش» من جماعات متفرّقة مثل أنصار الإسلام وأنصار السنة وتنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين والدولة الإسلامية في العراق، فهم يعودون الآن إلى أمان الوحدات المتمرّدة الصغيرة. ورغم أنّ أعلام هذه الجماعات تدور بانتظام، يبقى حاملوها هم نفس الأشخاص.

 

ومثال على ذلك خلية «داعش» من المتمرّدين التي تعمل في المستنقعات بالقرب من بحيرة حمرين. وسبق وأن سيطرت «داعش» على الأراضي القريبة من المستنقعات، لكن تمّ تحريرها في ديسمبر/ كانون الأول عام 2014. والآن، تتحكّم القوّات الكردية والميليشيات الشيعية في جانب من المنطقة، وباقي المنطقة يحكمها الحكومة الفيدرالية العراقية. ويعمل هذا التقسيم على جعل المستنقعات أرضًا مثالية لعناصر «داعش» السابقين لإطلاق حملات التمرّد على الجانبين. ومؤخرا، كانوا قادرين حتّى على تدمير أبراج الكهرباء التي تغذّي العديد من القرى.

 

يترأس مجموعة المتمرّدين البالغ قوامها 100 شخص، رجل شرطة محلي سابق يبلغ 39 عامًا ويدعى «أحمد حسن عبد». انضم أولًا للقاعدة في مسقط رأسه، ثمّ غادر ليقاتل في أماكن أخرى. ولاحقًا، ظهر مع مجموعة من المسلحين المحليين في مقطع فيديو لـ «داعش» وهي تستولي على الموصل. والآن مع فقدان «داعش» للأرض، عاد ليدير تمرّدًا يشبه أسلوب القاعدة ولكن تحت علم «داعش».

 

وأبو أنس، متمرّد آخر يبلغ 38 عامًا، كان يعمل سائق شاحنة في شمال ديالى، ويملك سيرة ذاتية مشابهة. وعلى الرغم من أنّه لم يكن متدينًا بشكل خاص، إلّا أنّه انضمّ للقاعدة عام 2008. وعندما خرجت «داعش»، انضمّ لها على الفور ونقل عائلته إلى الموصل. وفي مرحلةٍ ما، عاد ليشارك الآن في خلية «داعش» عند حمرين.

 

الرجال مثل هؤلاء فعالون جدًا. ليس فقط لأنّهم من ذوي الخبرة في الحرب غير التقليدية، فهم أيضًا على دراية بالأرض ويتصفون بالالتزام. لكنّ ذلك ينبع أكثر من الضرورة لا الاختيار. فأسماؤهم ووجوههم ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالقاعدة و«داعش»، الأمر الذي يعني أنّ لديهم القليل من الخيارات غير مواصلة القتال. وظهورهم الواضح في الحرب يجعل من المستحيل لهم الارتداد أو الاختباء، وإذا ألقت السلطات العراقية القبض عليهم، سيقضون أحكامًا بالسجن لفتراتٍ طويلة أو يواجهون الإعدام. وعند هذه النقطة، سيفضّلون القيام بعملية انتحارية بدلًا من الاستسلام. وذكرت «داعش» نفسها نموًا في عدد هذه العمليات مؤخرًا.

 

بالإضافة إلى المسلحين، تعتمد خلايا «داعش» على السكان المدنيين في الأماكن القريبة، وبعضهم يقف بشكل كبير إلى جانب المقاتلين. وبهذا، مع صغر حجم تلك المجموعات، واتساع الأراضي، يكون من الصعب على القوات الأمنية تحديد أماكن المتمردين. وفي المقابل، يتعين على القوّات الأمنية الاعتماد على مخبرين من المدنيين. لكن العديد من المحليين لا يتكلمون، على الأقل لأي شخص متحالف مع بغداد. وعلى الرغم من أنّ الأسلحة ما زالت تأتي من المناطق التي تسيطر عليها «داعش» في الموصل والحويجة، يوفّر المدنيون المحليون الجزء الأكبر من الطعام والمعلومات والتغطية.

 

ولا ينبع دعم المدنيين فقط من الخوف. فوفق استطلاع أجري بالقرب من منطقة حمرين في أكتوبر/تشرين الأول عام 2016، بعد تحريرها على يد القوّات الكردية، اعترف عدد كبير من الناس علنًا أن بعض جوانب الحياة، في الحقيقة، كانت أفضل تحت حكم «داعش» ممّا كانت عليه من قبل. وعلى وجه الخصوص، أعطى الناس درجات عالية للأمن الذي وفّرته «داعش» ونظام المحاكم الشرعية الخاص بالتنظيم.

 

في مثل هذه الظروف، فإنّ التمرّد بالقرب من حمرين والمناطق الأخرى التي تشبهها قد يسير في اتجاهين. الجانب الأول، قد يصبح أقل نشاطًا مع الوقت. ومع سقوط الموصل والحويجة، لن يفقد المتمرّدون فقط مصدرهم الرئيسي من الأسلحة، ولكن مصدر الدعم المعنوي أيضًا. ومن المؤلم أيضًا أنّ المدنيين الذين يعتمدون على المجموعة هم في حال سيئة أيضًا. فالكثير من النزوح قد تركهم غير قادرين على إعالة أنفسهم فضلًا عن إعالة مجموعة من المقاتلين. ويعتقد «شيرزاد بوانوري»، الذي قاد حركة التمرّد الكردية ضد «صدّام حسين» في نفس المنطقة، أنّ «خلايا (داعش) النائمة، مع الوقت، لن تقل قدرتهم فقط على التمرّد، ولكن ستقل رغبتهم في فعل ذلك أيضًا».

 

على الجانب الآخر، من بين عناصر «داعش» المنتشرين في أنحاء البلاد والفقر بين السكان العرب السنّة، ستستمر أعداد المتمرّدين في الارتفاع، وكذلك قوّتهم. ووفقًا لزعيم سابق لجماعة أنصار السنّة المرتبطة بالقاعدة، والتي عملت في منطقة بحيرة حمرين بين أعوام 2004 و2007، ولاحقًا أصبحت جزءًا من «داعش» في العراق، «سيحاول الآن الكثير من الناس أصحاب الخبرات في الموصل العودة إلى هنا من أجل الاستمرار في العمليات، ومع الوقت، سيزيد شغف الشباب المحلي بالانضمام إليهم».

 

وأيًا كان سيحدث، يتفق «بوانوري» وزعيم أنصار السنّة على شيء واحد، الكرة الآن في ملعب الحكومة العراقية، وبالأخص في علاقتها مع السكان المحليين السنّة. ومن المؤكّد أنّ أي ثغرات في جانب الأمن أو المصالحة سيتم استغلالها من قبل عناصر «داعش» المتبقين الذين هم مستعدّون ومنتظرون بالفعل لاستغلال الظلم الطائفي والمشاكل الاقتصادية للسكان المحليين. وستمثّل المشاكل الاقتصادية للعراق تحدّيًا صعب الحل بسبب الانخفاض الحالي في سعر النفط، لكن قد يساعد المجتمع الدولي بالمساعدات الإنسانية والإنمائية. وفي الوقت نفسه، يعود الأمر للسلطات المحلية وبغداد لمعالجة الظلم الطائفي الذي أشعل الصراع. وفي هذا الصدد، توجد مساحة قليلة للتفاؤل.

المصدر | فورين أفيرز

 

هجوم للنظام بريف دمشق وغارات على حلب وإدلب  

تواصل قوات النظام والمليشيات هجماتها وقصفها على الغوطة الشرقية ووادي بردى في ريف دمشق، ما تسبب بسقوط قتلى وجرحى مدنيين، كما قصفت طائرات روسية وأخرى للنظام السوري مناطق في حلب وإدلب وقتلت عدة مدنيين.

 

وأكد ناشطون مقتل امرأة وإصابة عدة مدنيين بينهم نساء وأطفال، إثر قصف قوات النظام مدينة دوما وبلدتي حزرما وأوتايا بالغوطة الشرقية.

 

وذكرت وكالة مسار برس أن فصائل المعارضة تصدت لهجوم قوات النظام على حزرما، ودمرت دبابة لها.

 

وفي غرب دمشق، أفادت الهيئة الإعلامية في وادي بردى بمقتل مدني وجرح آخرين في قصف بـ البراميل المتفجرة على قرية بسيمة، مضيفة أن المعارضة المسلحة قتلت أفرادا من قوات النظام خلال صدها هجوما كبيرا لقواته وعناصر من حزب الله.

 

من جهة أخرى، قال مراسل الجزيرة إن نساء وأطفالا كانوا من بين ضحايا قصف النظام على بسيمة وبلدات وادي بردى، مشيرا إلى أن خمس مروحيات كانت تقصف الوادي ببراميل يحوي بعضها مادة النابالم.

 

محاور أخرى

وفي ريف حلب الغربي، قال مراسل الجزيرة إن قتيلا وعدة جرحى سقطوا جراء استهداف الطيران الحربي بلدة بابيص، كما قال ناشطون إن طائرات روسية وسورية قصفت بلدات المنصورة وخان العسل والأتارب.

 

وفي ريف إدلب، قال مراسل الجزيرة إن طائرة يعتقد أنها تابعة للتحالف استهدفت سيارة بيك آب ودراجتين ناريتين تابعة لجبهة فتح الشام في مناطق متفرقة بمدينة سراقب، ما أسفر عن مقتل عدة أشخاص ممن كانوا على متنها وإصابة آخرين بجروح وصفت بالخطرة.

 

وأضاف مراسل الجزيرة أن هوية الأشخاص الذين كانوا على متن الآليات لم تعرف بعد.

 

وقبل ذلك، أفاد المراسل بمقتل ثلاثة أشخاص وإصابة آخرين بجروح خطرة في قصف طائرات روسية على أحياء مدينة تفتناز بريف إدلب الليلة الماضية، كما قصفت الطائرات أطراف مدينتي إدلب ومعرة مصرين وبلدة معارة النعسان، ما أسفر عن نشوب حرائق ودمار كبير في الأبنية.

 

وفي حماة، قالت وكالة مسار برس إن المعارضة قصفت بالصواريخ تحصينات قوات النظام في بلدة الربيعة الموالية، بينما قصفت مدينة مورك وبلدة عطشان بالمدفعية.

 

وأضافت الوكالة أن عدة جرحى سقطوا في مدينة الرستن بريف حمص جراء غارتين للطيران الحربي بالصواريخ الفراغية، وأن قتلى وجرحى سقطوا أيضا في قصف مماثل على مدينة داعل شمالي درعا.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

روسيا وتركيا تؤكدان ضرورة الالتزام بالهدنة بسوريا  

أعلنت روسيا أن وزير خارجيتها سيرغي لافروف اتفق مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو أمس الثلاثاء على ضرورة الالتزام بوقف إطلاق النار في سوريا مع مواصلة القتال ضد ما سماها الجماعات الإرهابية.

 

وبحث لافروف وجاويش أوغلو خلال محادثة هاتفية بينهما تفاصيل الاجتماع حول الوضع في سوريا المزمع عقده في أستانا عاصمة كزاخستان في 23 يناير/كانون الثاني الجاري، بحسب مصدردبلوماسي روسي.

 

وتابع المصدر “في الوقت الحالي ليس هناك معلومات حول إرجاء اللقاء. وعليه فإن موعد 23 يناير/كانون الثاني لا يزال ساريا”.

 

وكانت تركيا حذرت مؤخرا من أن الانتهاكات المتكررة للهدنة الهشة السارية في سوريا منذ أواخر ديسمبر/كانون الأول يمكن أن تهدد هذه المحادثات بين ممثلي النظام والمعارضة.

 

وذكرت الخارجية الروسية في بيان أن لافروف وجاويش أوغلو تطرقا في المكالمة الهاتفية كذلك إلى قضايا “ملحة” في العلاقات الثنائية بين بلديهما، دون ذكر مزيد من التفاصيل.

 

في غضون ذلك، أكد خالد عيسى مسؤول مكتب تمثيل منطقة الإدارة الكردية في شمال سوريا المعروف باسم (مكتب تمثيل روج أفا) في باريس أن الأكراد السوريين ليسوا مدعوين إلى المفاوضات بشأن سوريا أواخر يناير/كانون الثاني الجاري في كزاخستان برعاية روسية تركية.

 

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن عيسى -وهو من حزب الاتحاد الديمقراطي- القول “لسنا مدعوين إلى أستانا، يبدو أن هناك فيتو على وجودنا”.

 

والاتحاد الديمقراطي أبرز فصيل كردي في سوريا، لكن أنقرة تعتبره مجموعة إرهابية مرتبطة بحزب العمال الكردستاني التركي المحظور الذي يخوض حربا ضد تركيا منذ أكثر من ثلاثين عاما.

 

وقال عيسى “يبدو أن ممثلي الفصائل المسلحة (المعارضة) وحدهم سيتلقون دعوة للتفاوض مع النظام السوري في أستانا، بلا ممثلين (للمعارضة) السياسية”.

 

من جهتها، تجتمع هذه المعارضة السياسية الممثلة في الهيئة العليا للمفاوضات الجمعة في الرياض لبحث عملية أستانا، بحسب مصادر دبلوماسية والمعارضة.

 

وحتى الآن لم يحدد الموعد أو لائحة المدعوين إلى المفاوضات التي يفترض أن تشكل قاعدة لعملية سياسية جديدة تنطلق في فبراير/شباط بجنيف برعاية الأمم المتحدة.

 

وتابع عيسى مشددا “إذا كانت هناك إرادة لحل سلمي في سوريا فلا يمكن ألا يؤخذ الأكراد في الاعتبار”، وأضاف “آمل ألا نكون غائبين عن حل دولي”.

 

ومضى المسؤول الكردي السوري إلى القول “لدينا مشروع سياسي ألا وهو الفدرالية الديمقراطية لسوريا برمتها، ونحن مستعدون للتفاوض مع نظام (دمشق) بضمانات دولية”.

 

وكان أكراد سوريا قد أعلنوا في مارس/آذار الماضي من جانب واحد إنشاء منطقة الإدارة الكردية في المناطق التي يسيطرون عليها بحكم الأمر الواقع شمالي البلاد.

 

غير أن العملية العسكرية البرية التركية المسماة “درع الفرات” التي بدأت في أغسطس/آب الماضي على طول الحدود مع سوريا قضت على محاولات الأكراد تأمين استمرارية جغرافية لمناطقهم في شمال سوريا.

 

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

تركيا تتهم حلفاء لها بتسليح وحدات حماية الشعب  

قال ويسي قايناق نائب رئيس الوزراء التركي اليوم الأربعاء إن حلفاء لتركيا ما زالوا يقدمون السلاح لوحدات حماية الشعب الكردية السورية، و”تساءل ما الذي يمكن أن تفعله جماعة إرهابية على طاولة السلام؟”.

 

وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو قال الاثنين الماضي إن بلاده تعتقد أن الولايات المتحدة لن تستمر في الأخطاء التي ارتكبتها خلال الفترة الماضية، وتنتظر منها وقف تعاونها مع وحدات حماية الشعب الكردية.

 

كما أكد جاويش أوغلو في وقت سابق رفض بلاده مشاركة وحدات حماية الشعب الكردية في محادثات سلام سورية في أستانا عاصمة كزاخستان.

 

وكان رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم قد اتهم في وقت سابق قوات حماية الشعب الكردية وتنظيم الدولة بإرسال أسلحة متطورة جدا إلى حزب العمال الكردستاني لاستخدامها في هجمات ضد تركيا، مما صعب مهمة بلاده في الحرب على ما سماه “الإرهاب”.

 

وتعتبر أنقرة وحدات حماية الشعب وهي الذراع العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي منظمة إرهابية وامتدادا لحزب العمال الكردستاني، بينما تعد هذه الوحدات أقوى حلفاء الولايات المتحدة في قتال تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

الأسد يتلقى رداً قاسياً من مرشح فرنسي للرئاسة

باريس – فرانس برس

قال مرشح اليمين إلى انتخابات الرئاسة الفرنسية، فرنسوا فيون، الأربعاء، إن رئيس النظام السوري بشار الأسد “ديكتاتور ومراوغ”، وذلك رداً على “ترحيب” الأسد بموقف فيون حيال سوريا.

وأضاف خلال مقابلة مع قناة “بي إف إم” الفرنسية، إن “بشار الأسد ديكتاتور ومراوغ. أود أن ألفت انتباه وسائل الإعلام الفرنسية إلى حقيقة أنه ليس من الضروري القبول بتلاعبات بشار الأسد”.

وكان الأسد قال رداً على سؤال حول فيون في مقابلة بثتها الاثنين العديد من وسائل الإعلام الفرنسية، إن “خطابه حول الإرهابيين أو حول أولوية مكافحة الإرهاب دون التدخل في شؤون الدول الأخرى هو موضع ترحيب”.

وأكد فيون الذي يؤيد حواراً مع جميع أطراف النزاع في سوريا “من الواضح أنه مراوغ. قيام ديكتاتور بإدلاء تصريحات أمام قنوات التلفزيون الفرنسية حول السياسة الفرنسية هو مراوغة”.

وتابع “لا أؤيد بقاء الأسد في السلطة، فهو ديكتاتور لديه ماض دموي. أقول فقط إن بشار الأسد يحظى بدعم قسم من الشعب، وإن الدبلوماسية الفرنسية والغربية أقصتا نفسهيما من النزاع السوري برفضهما فكرة التحدث مع الأسد”.

وكان فيون قال منتصف تشرين الثاني/نوفمبر، خلال مناظرة تلفزيونية بين المرشحين عن اليمين، إنه سيعيد في حال انتخابه فتح “منصب دبلوماسي على الأقل في دمشق لكي تكون هناك قناة اتصال مع النظام السوري”.

ويقيم المرشح اليميني للرئاسة علاقات جيدة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حليف النظام السوري.

 

وادي بردى.. النظام يعلن دخول عمال صيانة والمعارضة تنفي

أعلن التلفزيون التابع للنظام السوري أن النظام وفصائل المعارضة توصلت إلى اتفاق يقضي بدخول فرق الصيانة إلى وادي بردى لإصلاح محطات المياه التي تغذي العاصمة دمشق.

وقال محافظ ريف دمشق إن مقاتلي المعارضة والنظام اتفقوا على دخول عمال الصيانة إلى نبع عين الفيجة في وادي بردى، وهو ما نفته المعارضة السورية المسلحة.

وكان الجيش الحر قد تصدى لهجوم عنيف شنته قوات الأسد وميليشيات حزب الله اللبناني على عدد من محاور منطقة وادي بردى في اليوم العشرين للحملة العسكرية التي تقودها هذه الأطراف للسيطرة على المنطقة.

وأوضح المكتب الإعلامي لقوى الثورة السورية في ريف دمشق، أن الهجوم الأخير تم عبر محاور وادي بسيمة وعلى أطراف قرية كفر الزيت، وأنه انتهى دون إحراز أي تقدم لقوات النظام وميليشيات “حزب الله” على محاور القتال.

واستهدفت القوات المهاجمة المنطقة بأكثر من 500 صاروخ وقذيفة.

يذكر أن حصار وادي بردى يشمل نحو 100 ألف مدني يعيشون في ظل تهديد متواصل ونقص في المواد الأساسية.

هذا واعتبرت مصادر المعارضة السورية أن إشارة رئيس هيئة الأركان الروسية بشأن اقتراب المرحلة النهائية لما وصفه بعملية “تحرير ريف دمشق من الإرهابيين” هي بمثابة شرعنة للعملية العسكرية التي تستهدف وادي بردى.

وكانت الأمم المتحدة قد وصفت، في وقت سابق من الشهر الحالي، انقطاع المياه عن 5.5 مليون نسمة في دمشق بسبب المعارك الدائرة بين النظام والمعارضة، بأنها “جريمة حرب”.

ورأى رئيس مجموعة العمل حول المساعدة الإنسانية لسوريا في الأمم المتحدة، يان إيغلاند، خلال مؤتمر صحافي في جنيف، أنه من الصعب معرفة الجهة المسؤولة عن هذا الوضع.

وقال إيغلاند: “في دمشق وحدها 5.5 مليون شخص حرموا من المياه أو تلقوا كميات أقل، لأن موارد وادي بردى غير قابلة للاستخدام بسبب المعارك أو أعمال التخريب أو الاثنين معاً”.

وقدرت الأمم المتحدة بـ4 ملايين عدد سكان العاصمة وضواحيها المتضررين من انقطاع المياه منذ 22 ديسمبر/كانون الأول حتى الآن.

 

سوريا.. الاتفاق على دخول عمال الصيانة إلى نبع عين الفيجة

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

نقل التلفزيون السوري عن محافظ ريف دمشق قوله اليوم الأربعاء إن الحكومة اتفقت مع مقاتلي ا لمعارضة في وادي بردى على دخول عمال الصيانة إلى نبع عين الفيجة الذي لحقت به أضرار والذي يمد العاصمة باحتياجاتها من المياه.

وكانت إمدادات النبع قد توقفت في أواخر الشهر الماضي مما خفض إمدادات المياه إلى 70 في المئة من سكان دمشق والمناطق المحيطة التي يزودها بالماء.

 

بالمقابل نفت مصادر من المعارضة لسكاي نيوز عربية حدوث مثل هذا الاتفاق.

 

من جانب آخر،  أفادت مصادرنا في سوريا بمقتل ثلاثة قياديين  وجرح آخرين بغارات جوية روسية استهدفت مقراً عسكرياً للواء الحق التابع للمعارضة السورية ضمن غرفة عمليات جيش الفتح في إدلب شمالي سوريا.

 

وقالت مصادر محلية إن القتلى هم ممثل اللواء في جيش الفتح ــ وقيادي ميداني، والقائد العسكري للواء أبو نامس حق، قتلوا بالغارات الروسية في ريف إدلب قرب مدينة تفتناز بالريف الشمالي الشرقي.

 

واشنطن تدعو لمشاركة الأكراد في مؤتمر أستانة والمعارضة تستبعد

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 11 كانون الثاني/يناير 2017

روما – شدد مارك تونر، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، على ضرورة مشاركة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري في مؤتمر أستانة، المرتقب عقده في الربع الأخير من الشهر الجاري، والذي لم يدعَ إليه الحزب الذي يتملك ذراعاً عسكرياً في سورية (قوات سورية الديمقراطية)، و(وحدات حماية الشعب) الكردية، وهو ما ترفضه المعارضة السورة وتركيا على حد سواء.

 

وقال تونر إن هذا الحزب الكردي، “له من يمثله داخل الساحة السورية، ويجب أن يُسمع صوتهم في المساع المطروحة للبحث عن أي حل طويل الأمد”.

 

وجاءت تصريحات المتحدث باسم الخارجية التركية بعد يوم واحد من إعلان (وحدات حماية الشعب) رغبتها بإقامة علاقات جيدة مع تركيا، وتشديدها على أن موقفها “محايد” تجاه الصراع الدائر في جنوب شرق تركيا بين الحكومة التركية وحزب العمال الكردستاني الذي تُصنفه أنقرة كفصيل إرهابي، في محاولة لفصل هذه القوات عن هذا الحزب الكردي.

 

وقال مصعب دريج، القيادي في الجيش الحر في شمال سورية، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “هذا الكلام غير صحيح بالمطلق، فكل الوقائع على الأرض تؤكد أن الوحدات الكردية في سورية هي جزء لا يتجزأ من العمال الكردستاني، وهناك مئات المقاتلين من هذا الحزب يقاتلون في صفوف الوحدات، كما أن غالبية قياديي الوحدات الكردة العسكريين هم من جبال قنديل من حزب العمال الكردستاني، وكل فصائل هذه الوحدات ترفع صور أوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني إلى جانب العلم الكردي، ولا تخفي قيادات حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري إعلانها علناً أنه جزء من المشروع الأوجلاني الساعي لدولة كردية” وفق قوله.

 

وتعتبر الولايات المتحدة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي وأذرعه العسكرية، حليفاً أساسياً لها في قتال تنظيم الدولة (داعش) في شمال سورية، وتحاول فرضهم على المفاوضات في أستانة وجنيف، فيما تعتبرهم المعارضة السورية “جزءاً من النظام، وحليفاً مباشراً ووثيقاً له”، خاصة، وفق مصادر المعارضة، و”أن التنسيق بين الطرفين مازال في أحسن مستوياته في الحسكة والقامشلي والعديد من المناطق في شمال سورية، كما أن هناك حواجز عسكرية مشتركة للطرفين حول حلب”.

 

وقال مصدر من الهيئة العليا للمفاوضات لوكالة (آكي) “من المستبعد أن تقبل المعارضة السورية إشراك الحزب الكردي في مفاوضات أستانة إلى طرف المعارضة، لكنها لن تستطيع في الغالب رفض مشاركته فيما لو أخذ مكاناً إلى جانب النظام السوري في طاولة المباحثات، وهو ما يسعى قدري جميل، رئيس حزب الإرادة الشعبية المعارض، المقرب من النظام السوري، لضمانه بالحد الأدنى”، وفق تعبيره.

 

فصائل المعارضة السورية المسلحة تواصل اجتماعاتها لحسم المشاركة بـ “أستانة

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 11 كانون الثاني/يناير 2017

روما- تواصل فصائل المعارضة السورية المسلحة، وناشطون سياسيون معارضون، الاجتماعات في العاصمة التركية أنقرة، بهدف الاتفاق على تثبيت الهدنة وآليات مراقبتها ومعاقبة من يخرقها، وتكثيف المشاورات بشأن مؤتمر أستانة المفترض أن يُعقد قبل نهاية الشهر الجاري في العاصمة الكازاخية.

وأكد رئيس الدائرة الإعلامية في الائتلاف الوطني المعارض، أحمد رمضان، أن اجتماعًا تشاوريًا سيعقد اليوم (الأربعاء) بين الجانب التركي وناشطين سوريين وممثلين عن الفصائل المسلحة وقد يستمر ليومين.

ووفق مصادر من الفصائل المعارضة المسلحة المشاركة بالاجتماعات، فإن الروس “مارسوا ضغوطاً من أجل استثناء بعض المناطق السورية من الهدنة، ومن بينها ريف دمشق والوعر بحمص، كما شددوا خلال الاجتماعات على أن مؤتمر أستانة لن يطرح مصير الرئيس السوري، ولن يُطالب بتغيير النظام السوري، وإنما سيضع أرضية مشتركة وسطية تسمح ببدء المفاوضات بين المعارضة والنظام في جنيف”، وفق ما قالت لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء.

وفي هذا السياق، قالت المصادر إن ممثلين عن فصائل المعارضة المسلحة الموقّعة على “اتفاق أنقرة” للهدنة نهاية الشهر الماضي، عرضوا على الوفدين الروسي والتركي “ضرورة وقف خرق إطلاق النار في وادي بردى كشرط لحضور أستانة، وإدخال لجنة أممية للوقوف على خروقات النظام ومليشياته في تلك المنطقة، والسماح للجان الصيانة التي يمنعها النظام بالوصول إلى نبع الفيجة لإصلاح مضخات المياه التي تسمح بتزويد جزء من العاصمة دمشق بمياه الشرب، لكن الروس وافقوا فقط على الطلب الأخير، ومن المفترض أن نتدخل لجان الصيانة اليوم إلى الوادي”، حسب تأكيدها.

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية، اليوم (الأربعاء) عن مصدر دبلوماسي روسي لم تُسمّه، تأكيده أن مؤتمر أستانة بكازاخستان من أجل تسوية النزاع في سورية، سيُعقد في 23 كانون الثاني/ناير الحالي، نافياً وجود أي معلومات عن تأجيله.

 

إلى ذلك، قال مصدر دبلوماسي فرنسي، لوكالة (آكي) الايطالية للأنباء، إن روسيا تحاول طرح مبدأ تشكيل حكومة سورية انتقالية، تضم وزراء من النظام والمعارضة والمستقلين، وشدد على أن مجموعة أصدقاء سورية التي تضم عدداً كبيراً من الدول، لن تقبل بمثل هذا الطرح إطلاقا، وتُصر على ضرورة تشكيل هيئة حكم انتقالية بصلاحيات كاملة وفق ما نص عليه جنيف 1 عام 2012، وكل القرارات الأممية التالية له. وقال المصدر الدبلوماسي إن ما يطرحه الروس هو  “محاولة لترويض المعارضة السورية” على حد وصفه.

وكانت المُعارضة السياسية السورية قد اعتبرت اجتماعات أنقرة بين الروس والأتراك من جهة، وممثلي فصائل المعارضة السورية وسياسيين معارضين من جهة أخرى بمثابة “اختبار لمدى جدية موسكو في التعامل مع خروقات النظام في أكثر من منطقة، وخاصة وادي بردى”، وأكّدت أن نتائج هذه المباحثات ستحدد قرار المشاركة في أستانة من عدمه.

في السياق مُتّصل، قال رئيس هيئة الأركان الروسية، الجنرال فاليري غيراسيموف، إن “تحرير ريف دمشق من الإرهابيين في سورية في مرحلته النهائية”، ما اعتبرته المعارضة السورية “ضوءاً أخضر” للنظام ولحزب الله لمواصلة عملياتهم العسكرية في وادي بردى بريف دمشق الغربي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى