أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأربعاء 12 أذار 2014

مصير 5.5 مليون طفل سوري مجهول

 لندن، نيويورك، بيروت – «الحياة»، أ ف ب

تقدمت قوات النظام السوري مدعمة بعناصر من «حزب الله» في مزارع ريما المجاورة لمدينة يبرود في القلمون قرب حدود لبنان، في وقت أدى تفجير انتحاري في مقر كردي في شمال شرقي البلاد إلى مقتل وجرح 27 شخصاً. وحذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) من أن مستقبلاً مجهولاً يواجه ما يصل إلى 5.5 مليون طفل سوري. (للمزيد)

وأفادت وكالة الانباء السورية (سانا) عن صدور مرسوم قضى بحظر دخول أي شخص إلى البلاد أو الخروج منها، إلا لمن يحمل جواز سفر ساري المفعول أو أي وثيقة تقوم مقامه مؤشراً عليها سمة دخول (فيزا) من إحدى البعثات الديبلوماسية السورية في الخارج، ما يعني فرض التأشيرات على مواطني الدول العربية.

وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، إن قوات النظام مدعومة بـ «حزب الله» و «قوات الدفاع الوطني» سيطروا على «أجزاء واسعة» من منطقة مزارع ريما في القلمون قرب يبرود، عقب اشتباكات مستمرة منذ نحو أربعة أسابيع مع مقاتلين معارضين، لافتاً إلى أن «ثلاثة مقاتلين من الكتائب الإسلامية المعارضة قتلوا خلال اشتباكات على أطراف مدينة يبرود» قرب حدود لبنان. وكان الطيران المروحي صعّد أمس قصفه بـ «البراميل المتفجرة» ليبرود.

وفي شمال شرقي البلاد، اعتقلت «قوات الأمن الداخلي الكردية» (أسايش) ثلاثة من تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) كانوا ضمن مجموعة مؤلفة من ستة مقاتلين هاجمت فندق هدايا وسط مدينة القامشلي، الذي يُعد مقراً لمبنى البلدية التابع للمجلس التنفيذي للإدارة الذاتية الديموقراطية التابعة لـ «الاتحاد الديموقراطي الكردي» بزعامة صالح مسلم، حيث قام الثلاثة الآخرون بتفجير أنفسهم بأحزمة ناسفة، ما أسفر عن مقتل ثلاثة مواطنين وأربع سيدات وجرح 20 آخرين، وفق «المرصد».

وفي حلب، بينما واصل الطيران قصف أحياء مختلفة منها، أعدم المسلحون من «داعش» أمس بـ «عشرات الرجال في ريف جرابلس (قرب حدود تركيا) بينهم 30 رجلاً قتلوا بالرصاص والسلاح الأبيض في منطقة الشيوخ» في ريف حلب.

في غضون ذلك، بدأت منظمات دولية إعلان حجم الكارثة الإنسانية لمناسبة مرور ثلاثة أعوام على اندلاع الاحتجاجات السبت المقبل، إذ حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في عمان من أن مستقبل 5.5 مليون طفل سوري بات «معلقاً في الهواء» بينهم مليون طفل يتعرضون للأذى الأكبر بسبب النزاع.

وفي بيروت، أفادت «فرانس برس» في تقرير عن سورية، أن النزاع «أدى إلى تدهور الوضع الإنساني إلى مستويات لم يكن ممكناً تصورها قبل ثلاث سنوات، خصوصاً في المناطق المحاصرة من قبل القوات النظامية، حيث إن بعض السكان بات يسد رمقه بأطعمة مخصصة للحيوانات، فيما يكتفي آخرون بالقشور والفضلات».

وبدأ النظام مناقشة مشروع قانون للانتخابات الرئاسية، يتضمن شروطاً أكثر تشدداً من الدستور الحالي، ما يقطع الطريق تماماً على المعارضين، خصوصاً المقيمين في الخارج على المشاركة.

وفي نيويورك، كثف المبعوث الدولي- العربي الأخضر الإبراهيمي لقاءاته الثنائية مع أعضاء مجلس الأمن تمهيداً للإحاطة التي سيقدمها بعد ظهر الخميس، وإلى الجمعية العامة للأمم المتحدة صباح الجمعة بتوقيت نيويورك، وفق مسؤول في الأمم المتحدة.

وأجرى الإبراهيمي محادثات مع عدد من سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في المجلس بينهم السفيرة الأميركية سامنثا باور أمس الأول والسفير البريطاني مارك ليال غرانت أمس.

ووفق ديبلوماسيين في مجلس الأمن، فإن إحاطة الممثل الخاص أمام المجلس «ستتناول نتائج جولة المفاوضات في جنيف٢ ورؤيته للمرحلة المقبلة، وسيستمع الى أسئلة من أعضاء المجلس تتناول سبل تعزيز فرص التوصل إلى حل سياسي والعوائق الأساسية التي تواجه ذلك».

وبدأت المعارضة السورية اتصالات مع أعضاء المجلس استباقاً لجلستي مجلس الأمن والجمعية العامة، على أن يصل وفد منها إلى نيويورك يضم عضوي «الائتلاف الوطني السوري» المعارض هادي البحرة وعبد الأحد اصطيفو غداً.

وأفادت وكالة الانباء السورية (سانا) عن صدور مرسوم قضى بحظر دخول أي شخص إلى البلاد أو الخروج منها، إلا لمن يحمل جواز سفر ساري المفعول أو أي وثيقة تقوم مقامه مؤشراً عليها سمة دخول (فيزا) من إحدى البعثات الديبلوماسية السورية في الخارج، ما يعني فرض التأشيرات على مواطني الدول العربية.

الجيش النظامي صار قبالة يبرود وإصابة “أمير القلمون” في “النصرة” واشنطن ترى أن الأسد يشعر “بثقة أكبر” والإبرهيمي لا يجد “مخرجاً”

العواصم الأخرى – الوكالات

واشنطن – هشام ملحم – نيويورك – علي بردى

أفادت مصادر عسكرية أن قوات سورية نظامية يدعمها مقاتلون من “حزب الله” اللبناني بسطت سيطرتها الكاملة على منطقة زراعية على الطرف الشمالي لمدينة يبرود آخر معقل كبير لمقاتلي المعارضة قرب الحدود اللبنانية شمال دمشق.

وأوضحت، استناداً إلى اتصالات مع مقاتلين على الأرض، أن الجيش النظامي قتل العشرات من مقاتلي المعارضة لدى سيطرته على منطقة مزارع ريما خارج البلدة. وقال أحدها: “صار الجيش الآن قبالة يبرود مباشرة”.

ومن شأن السيطرة على يبرود مساعدة القوات السورية على تأمين الطريق البري الذي يربط معقله على ساحل البحر المتوسط مع دمشق ويقطع خط الامدادات على مقاتلي المعارضة عبر الحدود من لبنان. وقال “المرصد السوري لحقوق الإنسان” الذي يتخذ لندن مقراً له، إن الطيران السوري أسقط براميل متفجرة على مزارع ريما وأحياء في يبرود.

وأعلنت “جبهة النصرة” الموالية لتنظيم “القاعدة” في بيان في حسابها بموقع “تويتر” للتواصل الاجتماعي، إصابة “أميرها” في منطقة القلمون ابو مالك في يبرود، بعد استهداف لمجموعة مسلحة في حي القامعيـة في يبــرود”.

وفي وقت سابق، أعلنت الجبهة مقتل أحد أبرز قيادييها العسكريين في قرية مورك التابعة لمحافظة حماه بوسط سوريا. وقالت في بيان أوردته منتديات جهادية، إن “جبهة النصرة (لأهل الشام) تزف إليكم نبأ استشهاد أبا محجن الجزراوي في معارك في قرية مورك تقبله الله في عليين”.

وكان “مجلس قيادة جيش الإسلام في سوريا ـ الجبهة الإسلامية”، أعلن الأحد الماضي، مقتل أحد قيادييه العسكريين البارزين، قائد “كتيبة الحق المبين” أبو طارق الشحود، في مورك ايضاً.

انفجار القامشلي

وفي منطقة أخرى، أعلن المرصد إن ثلاثة متشددين من تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” (داعش) فجروا ستراتهم الناسفة في فندق “هدايا” الذي يضم مجلسا للحكم المحلي بقيادة حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي في مدينة القامشلي الكردية في شمال شرق البلاد. وأضاف أن ثمانية مدنيين منهم أربع سيدات قتلوا في الهجوم وأصيب أكثر من 20. وأكد ناطق باسم الاتحاد القوة السياسية الأقوى في المنطقة الكردية السورية سقوط هؤلاء القتلى.

وقال موظفون من المجلس المحلي إن أحد الانتحاريين كان امرأة.

إعدامات “داعش”

إلى ذلك، تحدث المرصد عن اعدام “داعش” 22 شخصا، بينهم 12 مسلحا من المعارضة، اثر سيطرتهم على منطقة في ريف مدينة جرابلس بشمال سوريا. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي: “اعدم عناصر من الدولة الاسلامية في العراق والشام 22 شخصا على الاقل بالرصاص والسلاح الابيض، اثر سيطرتهم اليوم على منطقة الشيوخ في ريف مدينة جرابلس” قرب الحدود التركية. وكانت “الدولة” فرضت سيطرتها الكاملة الشهر الماضي على مدينة جرابلس الحدودية مع تركيا. ويخوض جهاديو “الدولة” منذ مطلع كانون الثاني معارك ضد تشكيلات اخرى من المعارضة السورية، ادت الى مقتل اكثر من ثلاثة آلاف شخص.

الأسد

في دمشق، شدد الرئيس السوري بشار الاسد لدى استقباله وفدا برلمانيا روسيا، على ان “دور روسيا اساسي وحيوي في عالم اليوم لانها اعادت التوازن الى العلاقات الدولية بعد سنوات طويلة من هيمنة القطب الواحد” في اشارة الى الولايات المتحدة.

ورأى ان “الولايات المتحدة ودول الغرب لا تريد بناء شركات حقيقية، بل دولاً تابعة تخضع لاملاءاتها، لذلك تعمل على زعزعة الدول التي لا تتفق مع سياساتها”. واعرب عن “تقدير الشعب السوري لمواقف روسيا الداعمة لصمود سوريا”.

وافادت الوكالة العربية السورية للانباء “سانا” ان اعضاء الوفد قدموا الى الاسد في نهاية اللقاء “شهادة عضوية في اكاديمية بطرس الاعظم للعلوم وقلدوه ميدالية الاكاديمية تقديرا لدفاعه عن المصالح الوطنية لشعبه… ودوره في تمتين العلاقات السورية – الروسية”.

واشنطن

¶ في واشنطن، قال مدير وكالة الاستخبارات المركزية “سي أي اي” جون برينان ان الاسد يشعر “بثقة أكبر” بوضعه العسكري بعد التقدم الميداني الذي احرزته قواته العام الماضي، بعدما كانت قد تعرضت لضربات قوية من الثوار والمعارضة، مشيرا الى انه لا تزال للجيش السوري النظامي قدرة نارية ضخمة.

واعتبر برينان الذي كان يرد على سؤال عن سوريا بعد كلمة القاها أمام “مجلس العلاقات الخارجية” بواشنطن، انه يجب الاعتراف بان المعارضة المسلحة تستحق التقدير لانها لا تزال تحارب. واشار الى ان الاسد يحاول ابقاء سيطرته على المناطق الغربية في سوريا والطرق التي تربط دمشق وحلب وحمص وحماه والسيطرة على هذه المدن، واستعادة بعض المناطق التي كان قد خسرها في السابق. واضاف ان الاقتتال بين قوى المعارضة التي تريد اطاحة الاسد قد اضر بها، وان الهجمات الانتحارية التي تشنها قوات “جبهة النصرة” و”الدولة الاسلامية في العراق والشام” على فصائل المعارضة الاخرى أعطت الاسد فرصة لمراقبة الوضع والاستفادة منه.

لكنه شدد على مأساة الشعب السوري “التي جلبها النظام السوري على شعبه، بما في ذلك استخدام البراميل المتفجرة، والاسلحة الكيميائية وقتل 150 الف شخص”. وبعدما أفاد انه زار حلب في السابق، قارن بين ما رآه عندما زارها ووضعها الآن. ولفت الى تشريد تسعة ملايين نسمة داخليا واقليميا، وقال ان الاسد بات جاذبا مغناطيسيا للعناصر المتطرفة والارهابيين الذين جاؤوا الى سوريا كي يشنوا “ما يؤمنون به كجهاد اسلامي عنيف، ولاستخدام سوريا منصة يقفزون منها الى خارج سوريا، الامر الذي يقلقنا جدا، وهذا ما ركزت عليه في اتصالاتي ولقاءاتي مع نظرائي العام الماضي”.

الإبرهيمي

وفي نيويورك، صارح الممثل الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الأخضر الإبرهيمي ديبلوماسيين بأنه “لم يعد يرى مخرجاً للمأزق” الذي وصلت العملية السياسية التي بدأت في مؤتمر جنيف الثاني، مستبعداً أن يدعو في الوقت الحاضر الى عقد جولة ثالثة من المحادثات بين الحكومة السورية و”الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة”.

وكشف ديبلوماسي طلب عدم ذكر اسمه أن الابرهيمي سمع “تمنيات” من الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي – مون “ألا يهمل مهمته” على رغم “رفض القوى المتحاربة الدخول في محادثات سلام جديّة” وعلى رغم “تردي العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا بسبب ما يحصل في شبه جزيرة القرم في أوكرانيا”. وقال ديبلوماسي آخر إن الابرهيمي “يحاول تلمس استخدام طلقة أخيرة في جعبته تتمثل بنقل التركيز على اللاعبين الإقليميين، وخصوصاً السعودية وايران وتركيا، عوض الاعتماد فقط على التوافق الأميركي – الروسي”، علماً أن عدداً من مندوبي الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن تمنوا عليه “التريث بضعة أيام” قبل أن يطلب اعفاءه من مهمته، وخصوصاً أنه قال لبعضهم: “لم يعد لي شغل في سوريا”.

لغز سجى الدليمي وصفقة الراهبات

عائلتها تجمع «جهاديي» سوريا والعراق

صفقة الراهبات من اجل سجى حميد الدليمي و١٦ مليون دولار، وعائلة عراقية تشارك في «الجهاد» السوري والعراقي على الجبهات، وفي فصائل متعددة، جعلت منها عنصرا تتقاطع عنده «جبهة النصرة» وتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) و«الكتيبة الخضراء».

قد لا يغلق السجال بسرعة في الصفقة التي أدت إلى مبادلة الراهبات المعلوليات بـ١٥٠ معتقلة لدى الحكومة السورية. ولن يخرج قبل وقت طويل، تفسير لتصريحات رئيسة الدير بيلاجيا سياف المنتصرة لخاطفيها، من «متلازمة استوكهولم» والتعاطف المرضي للضحية مع خاطفها، أم من الاعتقاد الصادق للراهبة المسيحية مع من أساء إليها.

لكن الصفقة بين «النصرة» والاستخبارات القطرية تمت في النهاية، بعد مفاوضات دامت أشهرا، لم يفارقها أبدا اسم سجى حميد الدليمي، هدف العملية الأولى. فالأرملة العراقية، التي تقترب من الثلاثين من العمر، كانت دافعا رئيسيا لاختطاف الراهبات المعلوليات، ومحور المفاوضات التي دارت على جميع المسارات، قبل أن تصل إلى القناة القطرية، وتنجح.

فعندما أطلق سراحها على الحاجز الأخير للجيش اللبناني في عرسال، مع ابنيها أسامة وعمر وشقيقتها الصغيرة هاجر، استأنفت الطريق الذي قطع عليها اعتقالها من قبل الأمن السوري صبيحة الأول من تشرين الأول الماضي، عندما كانت تهم بلقاء أبيها حميد الدليمي في دير عطية، وعقد زواجها الثاني على «مجاهد» ليبي في «الكتيبة» الخضراء في يبرود، بعد أن كان قد خطبها من والدها قبل أشهر.

لكن الوصول إلى يبرود سبقته مفاوضات معقدة، اتضح في كل مراحلها أن إطلاق سراحها من سجنها السوري، هو مفتاح الحل، وان اللوائح التي كان يرفعها أبو عزام الكويتي إلى الأمن العام اللبناني، والتي اقتربت من ألف اسم نسائي، لم تكن أكثر من تغطية للهدف الحقيقي، سجى الدليمي، التي احتفلت «النصرة» بها وحدها، بينما كانت المطالب والأسماء تهبط إلى ما يقارب الـ 150 اسما في النهاية.

وكادت العملية كلها تتعطل، بانتظار أن تعبر الدليمية الحاجز الأخير نحو عرسال فيبرود، بينما لم يعبأ المفاوضون بمصير من تبقى من المعتقلات. وخلال المفاوضات الأولى في كانون الأول الماضي، طرح أبو عزام الكويتي شرط إطلاق سراحها مع ابنيها وشقيقتها هاجر، كمقدمة لأي مفاوضات وبادرة حسن نية من الحكومة السورية تجاه المفاوضين وهو ما رفضه السوريون على الفور.

فمن هي الدليمية؟

اكتسبت سجى الدليمي، منذ اللحظة الأولى لاعتقالها، أهمية كبيرة بنظر «النصرة» و«داعش» و«الكتيبة الخضراء»، ليس لموقعها «الجهادي» الشخصي، وإنما لتقاطع علاقات أفراد عائلتها بين المجموعات «الجهادية» الثلاث، في العراق وسوريا. فالشابة العراقية هي الابنة الكبرى لحميد إبراهيم الدليمي، ووالدها هو احد «أمراء داعش» في سوريا، التي دخلها مع إخوة «الجهاد»، ومع أبي محمد الجولاني، منذ اللحظات الأولى للقتال في سوريا. وقتل الدليمي، الذي يعد ممولا ومؤسسا لـ«داعش»، في عملية عسكرية للجيش السوري في دير عطية في 30 أيلول الماضي.

ورغم أنها نشأت على مهنة الحلاقة النسائية والخياطة في الانبار وعامرية بغداد، إلا انها تعرفت على «الجهاد» عن قرب من خلال زوجها العراقي الأول فلاح إسماعيل جاسم، وهو احد قادة «جيش الراشدين»، والذي قتله الجيش العراقي خلال معارك الانبار في العام ٢٠١٠.

وتنخرط عائلة الدليمي بأسرها في «الجهاد»، وبرزت من شقيقاتها دعاء. ففي الثامن من أيلول العام ٢٠٠٨ دخلت دعاء حميد الدليمي تاريخ «الجهاد» العراقي، بوصفها الانتحارية الأولى التي «تخفق» في تفجير نفسها في تجمع كردي في اربيل. وكانت الدليمية الانتحارية قد لفت جسدها بحزام من ستة كيلوغرامات من مادة «سي فور»، ثأرا لزوجها حارث أمير «الدولة الإسلامية» في منطقة العامرية في بغداد، والذي قتله «الجيش الإسلامي»، لكن عطلا تقنيا أدى إلى نجاة اربيل من مجزرة.

ويقود شقيقها عمر الدليمي وحدة تابعة لـ«داعش» في القلمون. وفي صفوف «الكتيبة الخضراء» قاتل شقيقهما الصغير خالد، ذو الخمسة عشر عاما على جبهة قارة قبل سقوطها بيد «حزب الله» والجيش السوري في تشرين الثاني الماضي. وتجمع علاقات واسعة العائلة الدليمية، بقادة «النصرة» في يبرود و«داعش»، حيث عمل والدها قبل وفاته، إلى جانب «أمير جبهة النصرة» في القلمون أبي مالك التلي.

الأسد يتفقد النازحين خارج دمشق

بيروت- (رويترز): قالت وسائل الاعلام الحكومية إن الرئيس السوري بشار الأسد تفقد المهجرين في بلدة عدرا الاربعاء في ظهور نادر خارج العاصمة دمشق.

وقال التلفزيون الحكومي إن الأسد تفقد مركز ايواء مهجرين نزحوا بسبب القتال في عدرا التي تقع على مسافة نحو 20 كيلومترا شمال شرقي العاصمة السورية والتي سيطر عليها لفترة وجيزة مقاتلو المعارضة قبل ثلاثة أشهر.

وأظهرت صورة نشرت على حساب الرئاسة في موقع تويتر الأسد يرتدي سترة داكنة وقميصا أبيض وهو يتحدث إلى مجموعة من النساء عند مبنى قالت وسائل الاعلام انه مركز إيواء الدوير.

وقال التلفزيون السوري إن الأسد استمع لاحتياجاتهم وأبلغهم بأن الدولة تواصل تأمين المستلزمات الاساسية للمهجرين الى ان يعود الجميع الى منازلهم في عدرا وغيرها.

وظهر الأسد في مناسبات عامة قليلة منذ بدء الصراع السوري قبل ثلاث سنوات. والزيارة التي قام بها الاربعاء تعكس ثقته المتزايدة بعد 18 شهرا من تحدي معارضيه سلطته في العاصمة.

وتقع عدرا على الطريق السريع الرئيسي الذي يمتد من دمشق شمالا الى حمص التي قاتل الجيش السوري لتأمينها من مقاتلي المعارضة خلال العام الماضي. وهي قريبة أيضا من معاقل المعارضة شرقي دمشق التي تحاصرها قوات الأسد.

وهرب كثير من سكان عدرا في ديسمبر كانون الاول عندما سيطر مقاتلون معارضون سنة على جزء من البلدة وقتلوا 28 شخصا في هجوم طائفي استهدف الدروز والمسيحيين والعلويين وهي الطائفة التي ينتمي اليها الاسد.

وكان عدد السكان في عدرا يبلغ نحو 100 الف نسمة بينهم علويون ودروز ومسيحيون وسنة قبل تفجر الصراع.

وبدأت احتجاجات سلمية ضد أكثر من 40 عاما من حكم عائلة الاسد ثم تحولت الى صراع مسلح بعد ان شنت السلطات حملة صارمة ضد المتظاهرين ثم الى حرب أهلية قتل فيها 140 الف شخص.

وتقاتل قوات الاسد المدعومة من ايران وحزب الله اللبناني الشيعيين ضد قوات المعارضة السورية التي تلقى دعما من جهاديين أجانب سيطروا على معظم وسط البلاد. ورفضت السلطات نداءات المعارضة للاسد بالتنحي وتستعد لانتخابات رئاسية في وقت لاحق هذا العام.

المعارضة السورية: النظام يضرب المسيحيين بالمسيحيين في يبرود

علاء وليد- الأناضول: قالت الهيئة العامة للثورة السورية الأربعاء، إن النظام استقدم ميليشيات شعبية مسيحية موالية له من عدة مناطق في دمشق وريفها (جنوب) لتدعيم قواته وقوات حزب الله اللبناني، في معاركهما في “يبرود” بمنطقة القلمون جنوبي البلاد ضد قوات المعارضة التي تسيطر على المدينة التي تعد من أقدم المدن المسيحية في العالم.

وفي تصريح لوكالة (الأناضول) عبر الهاتف، قال عامر القلموني، الناطق باسم الهيئة (تنسيقية إعلامية تابعة للمعارضة) في القلمون، إن النظام السوري زجّ خلال اليومين الماضيين، بميليشيات شعبية مسيحية استقدمها من بلدة صيدنايا بريف دمشق، وحيي القصاع وباب توما المسيحيين في العاصمة دمشق للمشاركة مع قواته وقوات حزب الله اللبناني في المعارك التي يخوضانها ضد قوات المعارضة في يبرود منذ نحو شهر.

وأوضح القلموني، أن “ما يثبت ذلك هو سقوط عدد من الجرحى في صفوف تلك الميليشيات، وعرف منهم ميشيل إبراهيم، يوشا رمزي، زين رمزي، فادي عيسى، بيان الشامي”.

وأضاف أن النظام أخذ “يضرب المسيحيين بالمسيحيين ويستجدي أي وسيلة لتحقيق نصر مزعوم في يبرود أمام الموالين له”.

ولم يبيّن الناطق مصدر معلوماته، أو كيفية حصوله على أسماء الجرحى.

ولفت القلموني إلى أن النظام استعان بتلك الميليشيات بعد الخسائر الكبيرة التي منيت بها قواته، وقوات حزب الله، إضافة إلى مقاتلي لواء “أبو الفضل العباس″، الذي يضم مقاتلين عراقيين شيعة، وميليشيات شعبية موالية له استقدمها مؤخراً للمشاركة في المعارك بعد فشل كل تلك القوات في السيطرة على المدينة.

ولم يتسنّ الحصول على تعليق فوري من النظام السوري حول ما أورده القلموني.

ومنذ نحو شهر، تشن قوات النظام السوري بدعم من مقاتلي حزب الله، حملة عسكرية واسعة على مدينة “يبرود” بمنطقة القلمون، التي يقطنها سكان مسلمون ومسيحيون، بغية استعادة السيطرة عليها من قوات المعارضة، إلا أنها لم تتمكن إلا من استعادة حي في بلدة السحل شمالي المدينة، بحسب ما اعترفت به المعارضة.

ومنطقة القلمون هي سلسلة جبلية تقع جنوب غربي سوريا، وتسمى سلسلة جبال لبنان الشرقية، وتشكل حداً فاصلاً بين لبنان وسوريا، وتضم من الجهة السورية عشرات المدن والبلدات، أبرزها: دير عطية ومعلولا والنبك ويبرود وغيرها.

وتعتبر المنطقة ذات أهمية استراتيجية كونها تقع على الطريق الدولي الذي يربط العاصمة بمنطقة الساحل التي ينحدر منها الرئيس السوري بشار الأسد وعدد من أركان نظامه، وانطلاقاً من كونها منطقة حدودية مع لبنان.

قناة فضائية تابعة للنظام تتهمهن بـ’الخيانة’ لأنهن ‘تناسين شكر الجيش

هجوم اعلامي سوري كبير على راهبات معلولا بدعوى شكرهن قطر و’الارهابيين’

دمشق ـ وكالات ـ ‘القدس العربي’: اعلن وزير الاعلام السوري عمران الزعبي ان دمشق افرجت عن 25 شخصا فقط مقابل افراج مجموعة مسلحة عن راهبات معلولا، فيما اتهمت قناة ‘سما’ الفضائيّة والمقرّبة من النّظام السوري الراهبات بـ ‘الخيانة’، لانهن ‘تناسين شكر الجيش السوري’.

وكان المدير العام للامن العام اللبناني عباس ابراهيم، الذي قاد عملية التفاوض بالتعاون مع مسؤول استخباراتي قطري، اكد شمول الصفقة اطلاق ‘اكثر من 150 سجينة’، وهو ما اكده كذلك ناشطون معارضون.

وقال الزعبي في تصريحات للتلفزيون الرسمي السوري مساء الاثنين ‘أن العدد الحقيقي للذين أطلق سراحهم مقابل الافراج عن راهبات دير مار تقلا في معلولا (…) هو 25 شخصا ممن لم تتلطخ أيديهم بدماء الشعب السوري’، نقلتها وكالة الانباء الرسمية ‘سانا’.

اضاف ‘كل ما يقال خلاف ذلك غير صحيح وهو من قبيل التكهنات والمبالغات’.

وكان اللواء عباس ابراهيم اعلن الاحد عند نقطة جديدة يابوس السورية الحدودية مع لبنان، ان ثمة ‘موقوفات وسجينات تم اطلاق سراحهن’، وان ‘العدد اكثر من 150′. واتى هذا التصريح اثناء انتظار وصول الراهبات اللواتي نقلن من مكان قريب من مدينة يبرود السورية، وتسلمهن الامن العام اللبناني في جرود بلدة عرسال (في شرق لبنان)، قبل نقلهن الى نقطة المصنع الحدودية مع سوريا، فجديدة يابوس.

وافادت مصادر معارضة قريبة من عملية الافراج ان 141 سيدة وعددا ‘قليلا’ من الرجال اطلقوا، في مقابل الافراج عن 13 راهبة وثلاث سيدات كن يعملن معهن في دير مار تقلا، احتجزن منذ كانون الاول/ ديسمبر بعيد دخول مقاتلين معارضين الى بلدة معلولا الاثرية المسيحية شمال دمشق.

ونفى الزعبي اي دور لقطر، الداعمة للمعارضة السورية، في الافراج عن الراهبات. وقال ‘عملية تحرير الراهبات جرت من دون أي اتصالات سورية قطرية مباشرة أو غير مباشرة على الاطلاق، بل كانت الجهات الامنية اللبنانية والتي مثلها اللواء عباس ابراهيم (…) على اتصال مع الاجهزة المختصة فى سوريا’.

وشدد على ان الحديث عن اتصالات سورية قطرية ‘هو محاولة لترويج بعض الافكار وتسميم الاجواء وتحريض الرأي العام’.

ووجه بعض مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي من مؤيدي الرئيس بشار الاسد، ووسائل اعلام قريبة من النظام، انتقادات للراهبات بعد الافراج عنهن، على خلفية شكرهن لدور قطر، وقولهن ان الخاطفين، وهم عناصر من جبهة النصرة المتطرفة، عاملوهن معاملة جيدة.

وكتب احد المستخدمين على موقع ‘فيسبوك’ للتواصل الاجتماعي ‘من العار على الراهبات ان يشكرن من يقوم بذبح السوريين وتدمير سوريا والاولى بهن ان يشكرن الجيش السوري البطل ودمائه الزكية’.

وقالت فضائية ‘سما’ في نشرتها الإخباريّة إنّ ‘كل السوريين يشاركون صلوات الشّكر لله على عودة الراهبات المختطفات محررات الى عوائلهنّ، لكن أن تنسى راهبة تمّ تحريرها او تتناسى الجيش العربي السوري ودماء شهدائه، فذاك يندرج في خانة الخيانة، أو على الأقل، الانحراف عن الوطن برأي كثير من المتابعين’.

وأضافت: ‘موقفٌ أقلّ ما يقال عنه أنّه صادم، موجع، حين تقول من نذرت نفسها لخدمة الربّ ما لا يقوله ابناء سوريا الذين عاشوا محنتها يوماً بيوم وساعة بساعة، ودفعوا، لأجل ان تظلّ سوريا مهداً للعيش المشترك، الدّم والروح ضريبة انتماءٍ ووطنيّة وكرامة’.

وقالت مذيعة القناة ‘لعلّ ما قالته تلك الرّاهبة في ثلاث جمل: ‘شكر قطر والدفاع عن المسلّحين ومدح انسانيّتهم’، تصريح لا مسؤول ولا مقبول ولا وطنيّ، يقول السّوريّون، بل يرقى الى مستوى وصمة العار’، مضيفةً: ‘مئة يوم في بناءٍ فاره سكنوا لكن كان بالنسبة للسوريين هذا البناء سجناً ومعتقلاً وأسراً سيقت إليه راهبات لا ذنب لهنّ، حتى تأتي احداهن وتقول على مرأى ومسمع من العالم ما قالت، يجعلنا نحن السوريين، من مختلف المشارب الذين ندين أي سوري أو عربي يمتدح سافكي دمنا ومخرّبي بلدنا يجعلنا نقف ونعيد النّظر ونطالب من اخطأ بأن يعتذر، وذلك أضعف الإيمان’.

فشل جنيف 2 جرد أوباما من ورقة التين… وحان الوقت لسياسة متشددة تهزم القاعدة والنظام

إبراهيم درويش

لندن ـ ‘القدس العربي’ دعت صحيفة ‘واشنطن بوست’ إدارة الرئيس باراك أوباما لانتهاج سياسة أكثر عدوانية تجاه نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وقالت في افتتاحيتها إن عدم قدرة الولايات المتحدة على التركيز إلا على أزمة دولية في وقت واحد كانت بمثابة المنحة للرئيس السوري بشار الأسد وحرفت الإنتباه في الوقت نقسه عن إفلاس سياسة إدارة أوباما.

فمع غزو روسيا لأوكرانيا، واصل الأسد حملة البراميل المتفجرة دون مضايقة أو ملاحظة من أحد، حيث تقوم مروحياته برمي حاويات مليئة بالحديد وعوادم السيارات والمسامير ومحشوة بالمتفجرات على البنايات والمدارس والمستشفيات، مشيرة إلى أن آخر هدف من أهداف النظام كان بلدة يبرود على الحدود مع لبنان.

وفي المناطق الأخرى واصل النظام حرب التجويع للمدنيين المحاصرين في انتهاك واضح لقرار مجلس الأمن قبل أسبوعين. وعلقت الصحيفة على تقرير منظمة العفو الدولية ‘أمنستي انترناشونال’ الذي تحدث عن موت 194 على الأقل من سكان مخيم اليرموك الفلسطيني منذ حصاره في تموز/يوليو العام الماضي.

وبحسب التقرير فالأسباب التي قادت لوفاتهم كانت الجوع وقلة المواد الطبية ورصاص القناصة.

وأضافت الصحيفة أن الأسد لم يف بمواعيده المتعلقة بتدمير ترسانته من الأسلحة الكيماوية، ومضى موعدان لتسليم الأسلحة، ويقول المفتشون الدوليون أن موعد 15 آذار/مارس لتدمير 12 موقع لإنتاج الأسلحة سيمران كغيرهما. وقالت إن انتخابات مزيفة يتم التحضير لها لحصول الأسد على رئاسة جديدة تمتد لسبع سنوات أخرى، ويأتي هذا بعد رفض نظام الأسد مناقشة المرحلة الإنتقالية في مؤتمر جنيف-2 وهو ما أدى لانهيار المحادثات.

ورقة التين

وترى أن انهيار مؤتمر جنيف جرد إدارة أوباما من ورقة التين التي استخدمتها للتغطية على فشلها لبناء سياسة عملية حول سوريا. فقد ظل وزير الخارجية جون كيري يزعم وبالإنسجام مع روسيا، أن الولايات المتحدة ستسخدم مؤتمر جنيف لإنهاء حكم الأسد. وعندما تم الكشف عن تلك الفنتازيا بدأ أوباما كما تقول يلمح لاستراتيجية جديدة، حيث قال في 11 شباط/فبراير ‘نواصل استكشاف كل طريق ممكن لحل المشكلة’.

ولو حدث تغيير في السياسة الأمريكية فلم يلاحظه أحد. مشيرة إلى شهادة مساعد وزير الخارجية ويليام بيرنز أمام لجنة الشؤون الخارجية الأسبوع الماضي والتي عبر فيها النائب الديمقراطي رئيس لجنة الشؤون الخارجية والنواب البارزون في الحزب الجمهوري عن دهشتهم من عدم تحرك الإدارة.

وقال النائب الديمقراطي روبرت مينديز ‘أتساءل فيما إن كنا ملتزمين بتغيير ميزان المعركة’. فيما قال مساعد وزير الخارجية ويليام بيرنز بوضوح إن سوريا تمثل الآن ‘تحد ضخم’ للمصالح الأمريكية و’تحتاج استراتيجية أمريكية ثابتة وشاملة’.

وكما قال ماثيو أولسون ، مدير المركز القومي لمكافحة الإرهاب فقد’أصبحت سوريا المكان الأبرز للجماعات المرتبطة بالقاعدة تستخدمه للتجنيد والتدريب والتسليح، وينمو فيها عدد من المتطرفين الذين يرغب بعضهم القيام بعمليات في الخارج’.

وعندما سأل النواب بيرنز ماذا ستفعل الإدارة لم يقدم سوى إجابات غامضة مثل ‘نبحث عن طرق لدعم المعتدلين في داخل المعارضة’ والتنسيق مع الدول الداعمة للمقاتلين.

وكما لاحظ السناتور بوب كروكر ‘نسمع هذا الكلام منذ عام ، ومنذ أن بدأنا نسمعه أحدس أن مئات الآلاف من الناس ماتوا’.

وفي النهاية تقول على إدارة أوباما أن ترد على الهجوم الروسي ضد أوكرانيا، وهذا يجب أن لا يقلل من التهديدات الخطيرة التي تمثلها سوريا للمصالح الأمريكية أو تبرر موقف الرئيس السلبي. وقد حان الوقت لاتخاذ خطوات حاسمة لتحقيق الأهداف الأمريكية للوقوف أمام طموحات القاعدة، ووقف تقدم الجيش السوري الذي استطاع بمساعدة من حزب الله تحقيق بعض التقدم في منطقة حلب والقلمون وحول دمشق.

إسرائيل تراقب

وقد كان دخول حزب الله الحرب إلى جانب النظام السوري مصدر ارتياح لإسرائيل لأنه اشغل الجماعة اللبنانية بحرب جانبية، وفي الوقت نفسه تنظر إليه نظرة خوف لأن مقاتلي الحزب يحصلون على خبرات جديدة في حرب المدن وقتال الجماعات المعارضة لنظام بشار الأسد، رغم أنه تكبد خسائر فادحة في المعارك التي شارك فيها في بلدة القصير العام الماضي وحملة جبال القلمون الحالية.

وتقول صحيفة ‘نيويورك تايمز′ إن الطريقة الوحيدة التي يسد فيها بشار الأسد الدين لحزب الله هي بتزويده بأسلحة متقدمة وتعزيز ترسانته العسكرية التي قد يستخدمها لاحقا ضد إسرائيل حسب مسؤولين عسكريين إسرائيليين.

وبحسب ضابط إسرائيلي فلدى حزب الله ما بين 4.000- 5.000 مقاتل، وهو عدد كبير ويشكل عبئا على الحزب من جهة ويعتبر نقطة تميز، وأضاف الضابط الذي لم يذكر اسمه ‘ليس لدي شك في زيادة ثقة حزب الله بنفسه بسبب التجربة السورية’. ولا يزال الإسرائيليون يتذكرون حربهم الفاشلة على الحزب في تموز/يوليو 2006 حيث قتل فيها أكثر من ألف لبناني، وعشرات الإسرائيليين و استمرت شهرا وانتهت بوقف إطلاق للنار توسطت فيه الأمم المتحدة.

واعتبر الكثير من الإسرائيليين الحرب فاشلة مع أن بعض المحللين في إسرائيل قالوا إنها عملت على ردع حزب الله بدرجة ما.

تغيير في أساليب التدريب

ومنذ عام 2006 والجبهة مع لبنان هادئة مع أن المخططين العسكريين منشغلون بالتخطيط للحرب التي يقولون إنها قادمة لا محالة.

وفي ضوء الحرب التي يخوضها حزب الله في سوريا والتجربة التي حصل عليها قادة الحزب فيها فستكون الجولة الثانية صعبة وفيها تحد كبير للإسرائيليين على ما يقول المسؤولون. وبحسب غابي سيبوني، مدير برنامج الشؤون العسكرية والإستراتيجية في معهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب، فهذه الخبرة لا تشترى، أي الحرب في سوريا.

ويقول سيبوني وغيره من المحللين الإسرائيليين إنه يجب عدم التقليل من خبرة حزب الله في سوريا خاصة أن مقاتلي الحزب لا يقاتلون جيوشا نظامية بل قوات الجيش الحر والجماعات الجهادية، وهذه الخبرة هي محل اهتمام المسؤولين الإسرائيليين الذين يقولون إنه لا يمكن استبدالها أو التقليل من أهميتها.

وتضيف الصحيفة إن تجربة الحزب في سوريا دفعت الجيش الإسرائيلي لتدريب قواته على معارك المدن بدلا من التركيز على الحرب التقليدية التي تواجه فيها دبابة دبابة أخرى. ويتدرب الجيش الإسرائيلي اليوم على سيناريوهات يقاتل فيها مقاتلون مسلحون بصواريخ مضادة للدبابات.

فمنذ عامين تم نقل معظم التدريب العسكري للجيش الإسرائيلي من الصحراء في الجنوب لمناطق الجليل الجبلية التي تشبه تضاريسها المناطق في سوريا ولبنان.

وفي الوقت نفسه تقوم إسرائيل بعمليات سرية لحرمان الحزب من امتلاك أسلحة متقدمة. ومع أن إسرائيل لم تنف أو تؤكد علاقاتها بسلسلة من الغارات الجوية التي قامت بها خلال العام الماضي وضربت فيها أهدافا في سوريا، إلا أن القيادة الإسرائيلية أكدت أنها لن تتوانى بالتحرك لمنع نقل أسلحة متقدمة من سوريا لحزب الله مثل الصواريخ الدقيقة ضد السفن الحربية او صواريخ أرض- جو.

وتعبر إسرائيل عن قلقها من إمكانية حصول حزب الله على العربات الموجهة المعروفة بـ ‘يو إي في’.

في الجولان

ويقول المسؤول العسكري البارز إن حزب الله بنظام حديث للدفاع أرض جو وعربات موجهة وقدرات سايبرية حديثة سيكون حزبا مختلفا، مما سيعزز شهيته لمواجهة جديدة مع إسرائيل.

وكان حزب الله قد اتهم الحكومة الإسرائيلية بتنفيذ هجوم على واحد من مواقعها الشهر الماضي وهو تحول لافت للإنتباه نظرا لالتزامه بالصمت في أحدث كهذه. وبعد أيام أطلقت إسرائيل قذائف من مرتفعات الجولان على مجموعة من الرجال قالت إنهم كانوا يحاولون زرع متفجرات في المنطقة المنزوعة السلاح، مع أن وكالة الأنباء السورية ‘سانا’ اتهمت إسرائيل بإطلاق النار وجرح سبعة من رجال الأمن. ويؤشر الحادث إن صح لمحاولة حزب الله العمل في هذه المنطقة القريبة من إسرائيل.

ورغم ذلك فالقتال في سوريا تتفوق إيجابياته على سلبياته بالنسبة لحزب الله مما يرفع من سقف المواجهة حسب محللين إسرائيليين. ويقول إيلي كرمون من المعهد الدولي لمكافحة الإرهاب في هرتسليا إن القتال في سوريا بالنسبة لحزب الله ‘وجودي’ نظرا للعلاقة التاريخية بين الحزب ونظام الأسد وإيران.

ومنذ عام 2006 راكم حزب الله أسلحة متقدمة، كي تستخدم ضد إسرائيل حالة نفذت هذه تهديداتها وضربت المنشآت النووية الإيرانية.

وتشير الصحيفة إلى أن إسرائيل استفادت من الفوضى في سوريا وقامت بسلسلة من الغارات دون خوف من رد انتقامي، يضاف إلى أن صورة حزب الله قد شوهت في العالم العربي بسبب مشاركته في سوريا بدلا من مواجهة إسرائيل. وتأثرت صورة الحزب أكثر بسبب انتقال الحرب للبنان من خلال سلسلة من الهجمات الإنتحارية والتفجيرات. ويرى يورام شويتزر أن سوريا لحزب الله بمثابة ‘فيتنام، أفغانستان أو العراق’.

ويعلق أن الثمن الذي يدفعه حزب الله أكثر من الذي يجنيه. لكن الثمن الفادح في الحرب الأهلية السورية يدفعه المدنيون، ففي تقرير لمنظمة ‘انقذوا الأطفال’البريطانية فإن النظام الصحي السوري منهار بشكل أثر على الأطفال حديثي الولادة الذين يتجمد بعضهم في الحاضنات، وذكر تقرير آخر لمنظمة الطفولة العالمية ‘يونيسيف’ أن أكثر من 5 ملايين طفل سوري تأثروا بالحرب التي تدور منذ ثلاثة أعوام. وذكر تقرير أمنستي أن حصار اليرموك الفلسطيني أسفر عن وفاة 194 شخصا العام الماضي.

تجويع المعضمية

وفي تقرير لصحيفة ‘التايمز′ تحدثت عن استخدام النظام السوري ‘التجويع′ كسلاح وأنه أجبر السكان على أكل الكلاب والقطط. ويتحدث كاتب التقرير توم كوغلان مع شخص أطلق على نفسه اسم قصي زكريا الذي يصفه بأنه أحد الاصوات البارزة التي ظهرت أثناء حصار المعضمية.

وقد استطاع زكريا الهروب من الحي المحاصرإلى لبنان، حيث سيقف أمام الأمم المتحدة ويلقي فيه كلمة في الأسابيع المقبلة حول الدمار الذي حل بالأحياء المحيطة بدمشق وما يقول عنه ‘سلاح التجويع′. ويقول كوغلان إن اسم زكريا الحقيقي هو قاسم عيد الذي يصف وضعا مشوشا للحرب الأهلية التي يتفكك فيها كل طرف، ويشعر فيه الثوريون الحقيقيون الذين بدأوا الثورة بالإحباط وخيبة الأمل.

ويقول عيد أن الوضع دفع بالكثيرين لتقديم تنازلات قاسية. ويرى أن ‘سلاح التجويع أنجع من السلاح الكيميائي’، ويضيف أنه ‘مؤلم، فسلاح التجويع يترك الكثير من الآثار على السكان، لانه يكسر العلاقات الإجتماعية ويفكك اواصر العائلة’.

اتفاق هدنة

وكان سكان بلدة المعضمية قد وافقوا في كانون الثاني/يناير على هدنة مع النظام بعد عام من الحصار والقصف بالقنابل والهجوم الكيميائي والتجويع بحيث أجبر الناس على أكل لحوم الكلاب والقطط. ومقابل رفعهم علم الحكومة سمح لهم النظام بالحصول على كميات محدودة من الغذاء والمواد الأساسية، وقد وافقت أحياء أخرى على اتفاقيات من هذا النوع. وخلال الفترة التي عقدت فيها محادثات جنيف-2 تحسنت الأوضاع مما أدى إلى عودة 6.000 امرأة وطفل لأحيائهم.

ولكن انهيار المحادثات أثر على أوضاع الأحياء التي اتفقت مع جيش النظام حيث عادت الأمور لوضعها السابق ولم يعد يسمح للمواد الغذائية بالدخول إليها. وهو ما وضع ضغوطا على مقاتلي الجيش السوري الحر الذين تنازلوا عن هدفهم بإسقاط النظام مقابل تخفيف معاناة سكان الأحياء هذه.

ويقول عيد’ لم نخسر أهدافنا ولم نتخل عن مطالبنا ولكن علينا أن نكون واقعيين عندما نتعامل مع ظروفنا، وقدرة المجتمع الدولي على مساعدتنا أم لا’. وأضاف أن الأمر يتعلق بالأجندات المتعددة التي تعمل في ظل الثورة السورية سواء في الداخل والخارج حيث يتحدث كل طرف أنه يعمل من أجل الثورة مع أنه يعمل لمصالحه’. ويقول عيد إنه حصل على وعد من الحكومة بمرور آمن، وتم نقله في بداية شهر شباط/فبراير الماضي للسجن في مركز الفرقة الرابعة.

ويشير إلى أن التنافس ليس مقتصرا على فصائل المقاتلين بل هو واضح في حالة الحكومة حيث تتنافس المخابرات الجوية مع المخابرات العسكرية وكل منها يحاول نسبة المفاوضات لنفسه. ويقول إن المخابرات الجوية حاولت التحقيق معه لكن الجيش رفض، ونجح كما يقول بالهروب في ظروف لم يشرحها، وجاء هروبه بعد اتفاق الحكومة مع المقاتلين الذي أدى إلى إطلاق سراح الراهبات اللاتي اختطفن من بلدة معلولا.

عائلات مسلمة تزوّد الشرطة البريطانية بمعلومات عن أبنائها لمنعهم من السفر إلى سوريا

لندن ـ يو بي اي: كشفت مسؤولة بارزة في شرطة لندن، أن عائلات مسلمة تزوّد الشرطة البريطانية بمعلومات عن أبنائها الجهاديين لمنع سفرهم إلى سوريا، بعد تبنّي الشرطة نهجاً أقل صرامة في مجال مكافحة الإرهاب.

وقالت، كريسيدا ديك، مساعدة قائد شرطة لندن لصحيفة ‘التايمز′، امس الثلاثاء، إن عائلات مسلمة ‘تزوّد الشرطة بالكثير من المعلومات لتجنّب رؤية أبنائها يذهبون للقتال في سوريا إلى جانب الجماعات المعارضة، والتي يرتبط بعضها بتنظيم القاعدة’.

وأضافت ‘حصلنا على الكثير من المعلومات من أسر تتصل بنا للإعراب عن قلقها من احتمال سفر أخ أو ابن أو شقيقة أو صديق للمشاركة في القتال في سوريا، بعد أن أصبحت وحدات مكافحة الإرهاب لدينا أكثر تناغماً في التعامل مع الجاليات التي تخدمها’.

وأشارت مساعدة قائد شرطة لندن إلى أن الأخيرة ‘حصلت على الكثير من المعلومات، وتريد زيادة نسبة السكان الذين يتصلون بها لطلب المساعدة’.

وقالت ‘نحن نعمل بشكل فعّال مع تلك الأسر، مع أن المسألة معقدة جداً وخاصة إذا نتج عنها اعتقال أحد أفرادها’. وكثّفت شرطة مكافحة الإرهاب البريطانية في الآونة الأخيرة عمليات مراقبة المتطرفين الذين يسافرون إلى سوريا، وألقت القبض على نحو 20 واحداً منهم خلال 2014، بالمقارنة مع 24 في العام الماضي بأكمله.

وتضع بريطانيا التحذير الأمني من وقوع هجوم ارهابي عند درجة كبير حالياً، ما يعني أن الهجوم هو احتمال قوي، على سلم من خمس درجات أدناها منخفض وأعلاها حرج.

الى ذلك إعتقلت الشرطة البريطانية 4 أشخاص في مدينة مانشستر، امس الثلاثاء، للاشتباه بتورّطهم بنشاطات ‘إرهابية’ في سوريا.

وقالت هيئة الإذاعة البريطانية ‘بي بي سي’ إن شرطة مانشستر أكدت اعتقال 3 رجال، اثنان منهم في الـ29 من العمر والثالث في الـ 18، وامرأة في الـ21 من العمر، وتقوم وحدة مكافحة الإرهاب في شمال غرب بريطانيا باستجوابهم الآن.

وأضافت أن شرطة مانشستر تفتش عدداً من المنازل بعد اعتقالها الأشخاص الأربعة بشبهة الإعداد أو التحريض على أعمال الإرهاب، والسفر أو دعم القتال في مناطق الحرب. ونسبت ‘بي بي سي’ إلى قائد وحدة مكافحة الإرهاب في شمال غرب بريطانيا، طوني مول، قوله إن ‘العملية جارية منذ خريف عام 2013، رداً على تزايد عدد الأفراد الذين يسافرون من مناطق شمال غرب بريطانيا إلى ساحات القتال في سوريا’.

وأضاف مول ‘هناك خطر حقيقي بأن هؤلاء الأشخاص يمكن أن يشكلوا تهديداً على مجتمعاتنا عند عودتهم إلى المملكة المتحدة’.’

وكثّفت شرطة مكافحة الارهاب البريطانية في الآونة الأخيرة عمليات مراقبة المتطرّفين الذين يسافرون إلى سوريا، وألقت القبض على أكثر 20 واحداً منهم خلال العام 2014 الجاري، بالمقارنة مع 24 في العام الماضي بأكمله.

دمشق تغلق سفاراتها في الرياض والكويت وواشنطن

في خطوة غير متوقعة أغلقت دمشق سفاراتها في الرياض والكويت وواشنطن. القرار «غير سياسي» بحسب مصادر «الأخبار»، وسببه «مضايقات تتعرّض لها البعثات الدبلوماسية السورية»

من دون سابق انذار أو «مقدمات دبلوماسية»، أغلقت دمشق سفاراتها في الرياض والكويت وواشنطن. مصادر دبلوماسية سورية أكّدت لـ«الأخبار» أنّ لا بعد سياسياً لهذا الموضوع. وأرجعت ذلك إلى مضايقات تتعرّض لها البعثات الدبلوماسية السورية في تلك الدول، خصوصاً مسائل تجديد الإقامات أو تحرّك داخل هذه البلدان

أو منح دبلوماسين جدد تأشيرات دخول، أو تضييق على الدبلوماسيين السوريين خلال دخولهم وخروجهم. كذلك أوضحت المصادر أنّ ما حدث لا يسمّى «اغلاق للسفارات» رغم خلّوها من العاملين فيها، بل هو استدعاء من قبل وزارة الخارجية للدبلوماسيين للعودة إلى بلدهم من دون تعيين بدلاء عنهم.

وكانت معظم الدول المعادية للحكومة السورية تريد أن تقفل سفارات دمشق فيها، لكنها اصطدمت بالأمر الواقع الذي يقضي باستحالة القيام بذلك بسبب احتفاظ الدولة السورية بشرعيتها الدولية، اذ انها الوحيدة المخوّلة اصدار جوازات سفر وأوراق رسمية لمواطنيها.

ونشر الموقع الرسمي للسفارة السورية في السعودية إعلانا على صفحته الرئيسية، موجّها إلى «مواطني الجمهورية العربية السورية المقيمين بالسعودية»، قائلاً فيه «نرجو ممّن تقدّم بطلب معاملة قنصلية، ولم يقم باستلامها التوجه للسفارة السورية بالرياض لاستلامها بموعد أقصاه 10 أيام من تاريخ اليوم 11 آذار 2014».

وسبق أن أغلقت السلطات السعودية، في آذار عام 2012، سفارتها في سوريا بشكل كامل، وغادر دمشق، حينها، جميع الدبلوماسيين السعوديين الذين يقدّر عددهم بـ 25، كما غادر حرس السفارة وهم سعوديون أيضاً وعددهم 15، وذلك بعد شهر من طلب السعودية من السفير السوري فيها مغادرة أراضيها نتيجة «استمرار العنف والعمليات العسكرية» في سوريا.

بينما أعلنت السفارة السورية في واشنطن عن اعتذارها عن عدم استقبال معاملات تمديد وتجديد جوازات السفر للمتواجدين في الولايات المتحدة وكندا بدءاً من تاريخ 10/ 3/ 2014 لـ«أسباب فنية». في سياق آخر، وفي وقت يعمل فيه «الائتلاف» المعارض على تحصيل شرعية عربية ودولية عبر العمل على شَغْل مقعد سوريا في جامعة الدول العربية والأمم المتحدة، وعلى التشكيك في الانتخابات الرئاسية المقبلة، التقى رئيسه أحمد الجربا، الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي لمطالبته بتسليم «الائتلاف» مقعد سوريا الشاغر في قمة الكويت في 25 و26 آذار الجاري، بحسب مصدر في «الائتلاف». وكان المتحدث باسم «الائتلاف»، لؤي الصافي، قد لفت في بيان إلى أنّ اعتراض وزراء خارجية 3 دول عربية والتنافس بين القوى السياسية للمعارضة السورية حالا دون تسليم الجامعة العربية مقعد سوريا الشاغر منذ عام 2011 للائتلاف المعارض خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة يوم الأحد.

وأقرّ وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم في آذار من العام الماضي، في قمة عقدت في الدوحة، منح مقعد سوريا لـ«الائتلاف» حال تشكيله لهيئة تنفيذية، وذلك بالرغم من تحفّظ كل من الجزائر والعراق وإعلان لبنان النأي بنفسه عندما طرحت المسألة للنقاش، وهو ما حققه «الائتلاف» بتشكيل الحكومة المؤقتة.

في سياق آخر، رأت مصادر المعارضة السورية في الخارج أنّ الشروط التي تضمّنها مشروع الانتخابات العامة، الذي يناقشه البرلمان السوري منذ أيام، تقصي غالبية أعضاء المعارضة عن الترشح لرئاسة الجمهورية، وفُصّلت لتناسب الرئيس الحالي بشار الأسد، وذلك لـ«كون غالبيتهم لا تنطبق عليهم شروط الترشيح، خاصة في ما يتعلق بالإقامة داخل البلاد لمدة عشر سنوات متواصلة عند تقديم طلب الترشيح، وغير محكوم بجناية لكون النظام أصدر أحكاماً جائرة على معارضيه وفق محاكمات صورية وأخرى عسكرية». ورأت المصادر، حسبما نقلت وكالة «الأناضول»، أنّ على الرئيس بشار الأسد «الرحيل وتسليم السلطة وليس إعداد مشروع انتخابات على مقاسه ليستمر جلوسه على كرسي الحكم». ووافق البرلمان السوري، في جلسته أول من أمس، على الانتقال إلى إقرار مشروع قانون الانتخابات العامة «مادة مادة»، بعد عرضه للمداولة العامة ومناقشته من قبل لجنتي الداخلية والإدارة المحلية والشؤون الدستورية والتشريعية، بحسب وكالة «سانا» الرسمية. وذكرت الوكالة ذاتها، أمس، أنّ مشروع القانون وفقاً لأسبابه الموجبة يأتي «نظراً لصدور قانون الانتخابات العامة النافذ بالمرسوم التشريعي رقم 101 لعام 2011 قبل نفاذ الدستور الجديد الذي تمت المصادقة عليه عام 2012، وعدم تضمنه أحكام انتخاب رئيس الجمهورية واقتصاره على انتخابات مجلس الشعب والمجالس المحلية». كذلك أفادت الوكالة بأن مشروع القانون سببه «الحاجة إلى تعزيز الرقابة القضائية والعمل الديمقراطي إضافة إلى إعادة النظر في قانون الانتخابات العامة النافذ وتضمينه أحكاماً تفصيلية لانتخاب رئيس الجمهورية».

(الأخبار، أ ف ب، الأناضول)

وضع انساني مهين في سوريا بعد ثلاث سنوات من إندلاع الثورة

أ. ف. ب.

أدى النزاع السوري الى تدهور الوضع الانساني الى مستويات لم يكن ممكناً تصورها قبل ثلاث سنوات خاصة في المناطق المحاصرة من قبل جيش الأسد. فبعض السكان باتوا يسدون رمقهم بأطعمة مخصصة للحيوانات، فيما يكتفي آخرون بالقشور والفضلات.

بيروت: على وقع استمرار العنف، تتكاثر الصور المريعة لاطفال باتوا أشبه بهياكل عظمية، أو آلاف الاشخاص البؤساء ينتظرون بيأس وصول المساعدات.

البؤس والعوز

وباتت مناطق مثل مخيم اليرموك ومدينة حمص وغوطة دمشق، مرادفًا للبؤس والعوز بسبب الحصار الذي يفرضه نظام الرئيس بشار الاسد. وتقول السلطات انها تريد بذلك الضغط على “الارهابيين” (في اشارة الى مقاتلي المعارضة) لإخراجهم، الا أن الامم المتحدة ومنظمات حقوقية مثل منظمة العفو الدولية تتهم النظام باستخدام الجوع “كسلاح حرب”.

وتعرقل توزيع المساعدات ايضًا في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة، مجموعات مسلحة مناهضة للمنظمات الدولية مثل برنامج الاغذية العالمي الذي يؤكد أن خمسمئة الف شخص يعيشون في مناطق يصعب الوصول اليها، لا يتلقون المساعدة الغذائية التي يحتاجون اليها.

كارثة اليرموك

وقبل اندلاع النزاع السوري منتصف آذار/مارس 2011، كان مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوب دمشق منطقة شعبية وتجارية يقيم فيها 170 الف شخص. وتحول المخيم في اواخر كانون الاول/ديسمبر 2012، الى ساحة معركة، ويخضع منذ حزيران/يونيو لحصار مطبق.

ويعيش في المخيم حاليًا نحو اربعين الف مدني فلسطيني وسوري في ظروف معيشية مريعة، ويعاني 60 بالمئة منهم على الاقل من سوء التغذية بحسب “العفو الدولية”، فيما توفي اكثر من 120 شخصًا جوعاً، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وهذا ما حدا بكريستوفر غانيس المتحدث باسم وكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) للقول لوكالة فرانس برس، “تضاف الى قاموس لاانسانية الانسان تجاه اخيه (الانسان) كلمة جديدة هي اليرموك”.

وبثت المنظمة مؤخرًا شريطًا مصورًا وصورًا تظهر الآلاف من سكان هذا المخيم المحاصر، تبدو على وجوههم علامات الجوع والتعب، وهم ينتظرون مساعدات الاونروا في شارع تصطف على طرفيه المباني المدمرة.

واضاف غانيس “ان الناس اضطروا لاكل اطعمة مخصصة للحيوانات وهناك نساء توفين اثناء الولادة لعدم توفر العناية” اللازمة.

وتصف منظمة العفو الدولية حصار اليرموك بأنه اكثر الحصارات “دموية” في سوريا.

مآسٍ ومعاناة

واكدت سحر (56 عامًا) المقيمة في المخيم لوكالة فرانس برس عبر الانترنت انها خسرت “20 كيلوغراماً” من وزنها منذ بدء الحصار، وهي تعاني اضافة الى ضعفها من نقص السكر في الدم وترقق العظام.

وقالت هذه السيدة التي فقدت زوجها وابنها في اعمال العنف، بتأثر “هذا العوز يشكل اهانة لكرامتنا”.

وبالنسبة اليها والى آلاف المدنيين الآخرين، بات تناول وجبة لائقة بمثابة ذكرى بعيدة المنال. وروت “قبل بضعة ايام جلب بعض الجيران باذنجانا وارزا من ببيلا”، البلدة التي تبعد خمسة كيلومترات عن المخيم.

واستطردت وهي تحبس دموعها “كانت المرة الاولى التي اتناول فيها وجبة منذ اشهر.. شعرت بأنني استعيد قواي”. اضافت “لقد نسينا تقريباً ما معنى الطهو”.

يموتون جوعًا

كذلك تعكس شهادات عديدة جمعتها فرانس برس من اليرموك واماكن أخرى الوضع المذل في بلد كان يتمتع قبل بدء النزاع بالاكتفاء الذاتي.

واشار جاسم وهو ناشط في اليرموك، الى أن “الناس يموتون في منازلهم ويصبحون طعاماً للفئران قبل أن يعلم بهم الجيران”.

ومنذ 18 كانون الثاني/يناير، وزعت الاونروا نحو ثمانية آلاف طرد من المواد الغذائية، لكنها “قطرة ماء في بحر”، بحسب الوكالة.

ولا يقل حدة عن ذلك نقص الادوية والبنزين والكهرباء.

الأساسيات باتت كماليات

ولفت طارق، وهو معلم في الغوطة الشرقية التي كانت معروفة بخصوبة ارضها وبساتينها، الى “امور كانت عادية قبل الحصار مثل التلفزيون والتدفئة، لكنها اصبحت الآن من الكماليات”.

وقال في اتصال معه ايضاً عبر سكايب “إن سعر كيلو الطحين ارتفع من 50 الى 750 ليرة (من 0,30 الى 5 دولارات اميركية)، وليتر المازوت من 20 الى 1700 ليرة (0,13 الى 11 دولارًا)”.

واضاف طارق الذي يدرس في طوابق تحت الارض خوفاً من عمليات القصف على ضوء الشموع ومصابيح الجيب، “اننا نقوم بحفر الابار مثل ايام زمان، لكن المياه فيها ملوثة كثيرًا”.

جيش الأسد لا يرحم

وقد فرض الجيش السوري طوقاً على بلدات واحياء عدة مثلما حصل في حمص، حيث قامت الامم المتحدة باجلاء 1500 مدني خائري القوى في شباط/فبراير.

وفي مطلع اذار/مارس قالت لجنة التحقيق التابعة للامم المتحدة حول انتهاكات حقوق الانسان في سوريا إن “اكثر من 250 الف شخص يخضعون لحصار في سوريا” و”عليهم الاختيار بين الجوع والاستسلام” موجهة اصبع الاتهام الى القوات النظامية، وكذلك الى المعارضين الذين يحاصرون قرى موالية للنظام.

ويضاف هذا الرقم الى حصيلة مريعة اصلاً، مع اكثر من 140 الف قتيل جراء النزاع، واكثر من تسعة ملايين من اللاجئين والنازحين، واكثر من 2,2 مليون طفل محرومين من المدرسة، فضلاً عن تدمير أو تضرر نحو 50 بالمئة من مستشفيات البلاد.

القضاء الأوروبي يصادق على العقوبات ضد بشرى الأسد

أ. ف. ب.

لوكسمبورغ: صادق القضاء الأوروبي الخميس على العقوبات التي أقرها الاتحاد الأوروبي ضد شقيقة الرئيس السوري بشار الأسد، على اعتبار أنها مرتبطة جدا بالنظام لمجرد كونها من أفراد الاسرة.

 وبشرى الأسد هي كذلك أرملة نائب رئيس الأركان السابق آصف شوكت.

 وأدرجت بشرى الأسد على لائحة العقوبات التي تبناها الاتحاد الأوروبي ضد سوريا والمتمثلة بمنع التأشيرات وتجميد الأرصدة.

 وتم تجميد أموال بشرى الأسد داخل الاتحاد الأوروبي، ومنعت من الدخول أو العبور عبر أراضي الدول الأعضاء في الاتحاد.

وتطالب بشرى الأسد بإلغاء القرار الأوروبي.

وصرحت المحكمة الأوروبية الخميس أن “حقيقة أن السيدة الأسد هي شقيقة الرئيس السوري كافية بحد ذاتها” لكي يكون الاتحاد الأوروبي “قادرا على اعتبارها مرتبطة بالمسؤولين في سوريا”.

 وأوضحت أن “مجرد خضوع سوريا لحكم العائلة (…) أمر يستطيع المجلس الأوروبي أخذه بالاعتبار”.

 وأشارت المحكمة إلى أن “أهداف المجلس قد تفشل إذا لم تشمل الخطوات المقيدة سوى مسؤولي النظام السوري ذلك لأن المسؤولين المعنيين سيكونون قادرين على الالتفاف على تلك القيود عبر أقربائهم”.

 ولفتت المحكمة إلى المقتطفات المأخوذة من مواقع إلكترونية، والتي تبين الدور السياسي لبشرى الأسد، “الأمر الذي يؤكد ارتباطها بالنظام السوري”.

ثلاثة انتحاريين يستهدفون مقرا لقوات «الآسايش» الكردية بالقامشلي.. واتهامات لـ«داعش»

«اليونيسيف» قلقة على مصير 5.5 مليون طفل سوري

بيروت: ليال أبو رحال لندن: عضوان الأحمري

ارتفعت وتيرة القصف النظامي على مدينة يبرود، أمس، بموازاة اشتباكات عنيفة على محاورها كافة، وصفها ناشطون بأنها «الأعنف» منذ بدء المعارك في القلمون، في حين هزت ثلاثة انفجارات بأحزمة ناسفة مدينة القامشلي في محافظة الحسكة، حيث اتهم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي تنظيم داعش بتنفيذها قرب أحد مراكزه.

في موازاة ذلك، حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) من أن «مستقبل 5.5 مليون طفل سوري بات معلقا في الهواء، بينما يسبب العنف وانهيار الخدمات الصحية والتعليمية والضيق النفسي الشديد وتدهور الوضع الاقتصادي للعائلات في تدمير جيل كامل».

وقالت في تقرير أصدرته أمس بعنوان «تحت الحصار، الأثر المدمر على الأطفال خلال ثلاثة أعوام من النزاع في سوريا»، إن «الأطفال الذين يتعرضون للأذى الأكبر هم مليون طفل داخل سوريا عالقون في المناطق المحاصرة أو في مناطق من الصعب الوصول إليها أو تقديم المساعدات الإنسانية فيها بسبب استمرار العنف».

وأفاد تقرير «اليونيسيف» بأنه «في بعض الحالات، والتي تعد الأسوأ، جرى استهداف الأطفال والنساء الحوامل عمدا من قبل القناصة مما تسبب بمقتلهم أو إصابتهم بجراح»، موضحا فيما يتعلق بالدول المضيفة، أن «1.2 مليون طفل سوري أصبحوا لاجئين»، عدا عن أن «إمكانية وصولهم إلى المياه النقية والطعام المغذي وفرص التعليم محدودة للغاية».

وأكدت «اليونيسيف»، أن «مليوني طفل هم بحاجة إلى دعم نفسي وعلاج»، داعية المجتمع الدولي إلى «الوقف الفوري لدوامة العنف الوحشية في سوريا»، و«خلق بيئة مناسبة لحماية الأطفال من الاستغلال والأذى وتعليم الأطفال ومساعدة شفاء الأطفال من الداخل بواسطة العناية النفسية ودعم المجتمعات والحكومات المضيفة».

وقال ممثل «اليونيسيف» لدى دول الخليج، السفير الدكتور إبراهيم الزيك، إن الوضع الإنساني في سوريا يتفاقم بشكل يمثل خطورة على مستقبل ملايين الأسر وتحديدا الأطفال. وأشار الزيك في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» إلى أن مشكلة الأطفال السوريين هي الملف الأهم والأبرز لدى اليونيسيف الآن. وأضاف «هناك ملايين الأطفال السوريين لم يعرفوا معنى كلمة مدرسة، ويواجهون خطر الهجرة واللجوء، وهم موزعون بين عدة دول، والجيل الذي نتحدث عنه بحاجة ماسة إلى التعليم وإلى الطمأنينة كذلك».

وأكد الزيك أن الأطفال السوريين المهجرين والمفقودين كذلك يواجهون مستقبلا مجهولا بالنسبة للاستقرار على جميع المستويات، ومنها المستوى النفسي، ويقول «التفكير الأساسي لدينا الآن هو تأمين تعليم جيد وغذاء ومسكن لهم، والعمل مع عائلاتهم مباشرة، لإشعار هؤلاء الأطفال بالسكينة وطمأنتهم. وأنا أعتبر أن الأزمة التي يواجهها الأطفال السوريون حاليا تعتبر من أشنع وأبشع الأزمات التي تواجه الأطفال في العصر الحديث، هناك من تم تنزيحه داخل بلاده، وهناك من تم تهجيره، وهناك أطفال دمرت مدارسهم وهم على مقاعد الدراسة».

ويرى الزيك أن المجتمع الدولي يجب أن يضع نصب عينيه حل الأزمة السورية بما لها من تبعات، وأن يضع أزمة الأطفال السوريين على قائمة الأولويات لتفادي كارثة إنسانية في المستقبل القريب.

ميدانيا، استهدف ثلاثة انتحاريين فندقا في مدينة القامشلي ذات الغالبية الكردية في شمال شرقي سوريا، يستخدمه أحد الأحزاب الكردية كمقر لمكاتب أمنية وخدمية تابعة له. وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن «خمسة أشخاص على الأقل، بينهم ثلاث نساء، قتلوا في حين أصيب أكثر من 20 آخرين بجراح جراء تفجير ثلاثة مقاتلين من (الدولة الإسلامية في العراق والشام) لأنفسهم بأحزمة ناسفة».

وأشار المرصد إلى أن الفندق يضم مكاتب خدمية تابعة للمجلس التنفيذي المؤقت للإدارة الذاتية الديمقراطية لمقاطعة الجزيرة. ونقل عن موظفين في الفندق قولهم، إن «من ضمن الذين هاجموا وفجروا أنفسهم امرأة، كما ألقي القبض على مقاتل رابع كان من ضمن الذين هاجموا المبنى، عشية الذكرى السنوية العاشرة للانتفاضة الكردية، التي تعرف باسم (انتفاضة القامشلي)».

وفي حين أفادت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) بأن الانفجار نجم عن «تفجير ثلاثة إرهابيين انتحاريين يرتدون أحزمة ناسفة أنفسهم في فندق هدايا»، قال الناشط المدني في القامشلي سالار الكردي لـ«الشرق الأوسط»، إن «الفندق خالٍ من نزلائه منذ فترة وتستخدمه قوات (الأسايش) الكردية، إحدى الأذرع العسكرية لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، مقرا لعدد من مكاتبها الأمنية في القامشلي».

وتعد القامشلي أكبر المدن ذات الغالبية الكردية في سوريا، ويعدها الأكراد بمثابة عاصمة محافظة الحسكة، وتقع في منطقة حدودية مع تركيا والعراق، شمال دمشق بنحو 750 كيلومترا.

وانسحبت القوات النظامية من غالبية مناطق الأكراد صيف عام 2012، في خطوة عُدت تكتيكية بهدف تشجيعهم على عدم التحالف مع مسلحي المعارضة. وخاض المقاتلون الأكراد في الأشهر الماضية، وغالبيتهم من عناصر اللجان الشعبية المرتبطة بحزب الاتحاد، معارك ضد عناصر «الدولة الإسلامية في العراق والشام» التي تسيطر، بحسب ناشطين، على ريف القامشلي بالكامل باستثناء منطقة تل براك الخاضعة لجيش العشائر المحلية. واتهم ناشطون تنظيم داعش بتنفيذ التفجيرات الانتحارية. وأشار الناشط الكردي سالار في تصريحاته لـ«الشرق الأوسط» إلى «علامات استفهام حول اتهام (داعش)، إذ إن القوات النظامية حضرت قبل ربع ساعة من التفجير وحاصرت الفندق، واشتبكت مع العناصر الكردية الموجودة فيه». وأشار إلى «إلقاء القوات النظامية نحو تسع قنابل صوتية قبل حدوث الانفجارات الثلاثة بأحزمة ناسفة وفق ما أعلنه حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي».

وفي حلب، قصف الطيران النظامي منطقة دوار الجندول، بموازاة «اشتباكات عنيفة في حي الأشرفية وفي منطقة الشيخ نجار ومنطقة المجبل وفي منطقة المداجن قرب مدينة السفيرة». ونقل المرصد السوري معلومات عن إعدام مقاتلي «داعش» مواطنين اثنين من بلدة الشيوخ الفوقان يعقب سيطرتهم فجر أمس على البلدة واعتقالها سبعة آخرين بتهمة التعامل مع لواء «جبهة الأكراد» و«مقاتلي الكتائب الإسلامية». كما أفاد بمعلومات عن «إعدامه عشرة مقاتلين من الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة والتمثيل بجثامينهم، بحسب ناشطين، وسط حركة نزوح كبيرة للأهالي من البلدة». ولم تسلم مناطق في حي مساكن هنانو وطريق مخيم حندرات من قصف بالبراميل المتفجرة، تزامنا مع غارات جوية على أطراف بلدتي الأتارب وبيانون وعلى معمل في بلدة حيان بريف حلب. وكان مقاتلو «داعش» سيطروا أمس على منطقة الشيوخ الفوقاني وجسر جرابلس قرب مدينة عين العرب (كوباني) عقب اشتباكات عنيفة مع مقاتلي لواء جبهة الأكراد ومقاتلي الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة.

وفي الرقة، شن الطيران النظامي غارة استهدفت المشفى الوطني في المدينة، شمال سوريا، ما أدى إلى تضرر أقسام طبية فيه وتسجيل عدة إصابات في صفوف الكادر الطبي، إضافة إلى أضرار مادية كبيرة، قال أحد العاملين فيه إنها قد تؤدي إلى توقف قسم الكلى عن العمل بشكل كامل، وازدياد معدل الوفيات بين مرضى الكلى. وفي ريف دمشق، احتدمت حدة المعارك صباح أمس في مدينة يبرود بمنطقة القلمون، بين كتائب المعارضة من جهة والقوات النظامية وحزب الله اللبناني، من جهة أخرى. وأفاد مكتب «أخبار سوريا» بقصف نظامي بالبراميل المتفجرة والقنابل العنقودية استهدف المدينة، إلى جانب قصف مدفعي عليها.

الائتلاف المعارض يسعى لتسلم مقعد سوريا الشاغر في الجامعة العربية

قيادي يقلل من شأن اعتراض بعض الدول الأعضاء

القاهرة: سوسن أبو حسين بيروت: «الشرق الأوسط»

قالت مصادر عربية مطلعة أمس إن رئيس «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» أحمد الجربا، حاول أمس إقناع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، بحق المعارضة السورية في تسلم مقعد سوريا في الجامعة العربية، مؤكدا له أن «مؤسسات الائتلاف جاهزة لشغل المقعد». لكن المصادر ذاتها قالت إن مضمون الرد الذي تلقاه الجربا أفاد بـ«ترحيل هذا الموضوع إلى القمة العربية، التي تعقد أواخر الشهر الحالي في الكويت، لمراجعته، لأن القرار السابق الصادر عنها، يقضي بالعمل على تمكين الائتلاف من شغل المقعد، ما يخول ممثليه من إلقاء كلمات في اجتماعات مجلس الجامعة على مستوى القمة والاجتماعات الوزارية».

وكان العربي استقبل الجربا في مقر الجامعة ظهر أمس، لكن الأخير رفض، عقب اللقاء، الكشف عما توصل إليه اللقاء، في حين كان الائتلاف قال في بيان صادر عنه إن محور المباحثات خلال اللقاء الثنائي هو «إمكانية تسلم مقعد سوريا الشاغر في الجامعة لعربية على خلفية قرار قمة الدوحة العام الماضي».

وفي حين أوضح مصدر في «الائتلاف» أن «اللقاء جاء لاستكمال الأمور المطلوبة لتسلم المقعد وفقا لقرار قمة الدوحة رقم 580 وقرار المجلس الوزاري رقم7595 العام الماضي، في خطوة يؤمل أن تتحقق قبل القمة العربية المرتقبة في الكويت»، أشار عضو الائتلاف والمجلس الوطني هشام مروة إلى أن «ظروفا سياسية من الممكن أن تؤخر قرار العربي، لكن حصولنا على المقعد بات بحكم المؤكد بعد قرار الجامعة واشتراطها وجود جسم تنفيذي لدى المعارضة».

وقال مروة، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «هذا الجسم يتمثل بالحكومة المؤقتة المنبثقة عن الائتلاف، مما يعني أن الأخير أنجز ما عليه في الإطار التنظيمي لتسلم مقعد سوريا الشاغر في الجامعة العربية»، مذكرا بأنه «سبق للائتلاف أن أرسل قبل أيام إلى رئاسة الجامعة العربية مذكرة اقترح فيها تسمية رئيس اللجنة القانونية فيه المعارض هيثم المالح، المقيم في مصر، لشغل مقعد سوريا في الجامعة».

ونفى مروة «وجود أي تناقض بين تسلم المعارضة لمقعد سوريا في الجامعة العربية في حين لا يزال ممثل النظام السوري يشغل مقعد سوريا في الأمم المتحدة»، مذكرا بـ«المثال الليبي حين أعطت الجامعة مقعد الدولة الليبية للمجلس الانتقالي لمساعدته على تحقيق الانتصار الدبلوماسي ضد النظام الذي كان يقتل شعبه». وقال إن «حصولنا على مقعد الجامعة العربية يشكل مقدمة لحصولنا في وقت لاحق على مقعد سوريا في الأمم المتحدة»، مشيرا إلى «زيارة سيجريها رئيس الائتلاف، الجربا، إلى نيويورك لبحث موضوع مقعد سوريا في الأمم المتحدة».

وقلل مروة من «أهمية معارضة عدد من الدول العربية في الجامعة كالعراق مثلا تسلم الائتلاف مقعد سوريا»، لافتا إلى أن «معارضتها ليست بجديدة وسبق لها أن عارضت قرار قمة الدوحة بالعمل على تمكين الائتلاف من تسلم مقعد سوريا». وأشار إلى أن «تحفظ مصر على تنفيذ القرار يجري احتواؤه من خلال لقاءات يجريها رئيس الائتلاف مع القيادات المصرية».

مناصرو النظام السوري يشنون حملة ضد راهبات معلولا بعد إشادتهن بحسن معاملة «النصرة»

دمشق: 25 معتقلا أفرج عنهم فقط.. ولا اتصالات مع قطر

بيروت: «الشرق الأوسط»

شن مناصرو النظام السوري هجوما قاسيا على راهبات دير معلولا المفرج عنهن ضمن صفقة التبادل على خلفية تصريحهن بأن جبهة «النصرة» قد عاملتهن بطريقة «جيدة»، تزامنا مع إعلان وزير الإعلام السوري عمران الزعبي أن «25 معتقلا فقط» جرى الإفراج عنهم من السجون السورية مقابل إطلاق راهبات معلولا، نافيا «وجود أي اتصالات سورية – قطرية مباشرة أو غير مباشرة على الإطلاق» لإنجاز عملية التبادل.

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» عن الزعبي قوله إن «عملية تحرير الراهبات جرت من خلال جهات الأمن اللبنانية، والتي مثلها اللواء عباس إبراهيم، المدير العام للأمن العام اللبناني، الذي كان على اتصال مع الأجهزة المختصة في سوريا». واعتبر الوزير السوري أن «كل حديث عن اتصالات سورية قطرية مباشرة أو غير مباشرة ليس صحيحا على الإطلاق، بل هو محاولة لترويج بعض الأفكار وتسميم الأجواء وتحريض الرأي العام». كما نفى أي «كلام بأن أحدا من الذين أطلق سراحهم غادر سوريا»، وإنما «كانت هناك خيارات أمامهم وهم طلبوا العودة إلى عائلاتهم وموجودون الآن لدى ذويهم».

وكانت مصادر المعارضة أكدت أن «إطلاق سراح الراهبات جاء في إطار صفقة تم بموجبها الإفراج عن أكثر من 150 معتقلة، بوساطة قطرية لبنانية، حيث وصلت الراهبات المفرج عنهن أول من أمس إلى العاصمة السورية دمشق».

وأثارت تصريحات الراهبات حول المعاملة الحسنة التي تلقينها من قبل عناصر «جبهة النصرة» الذين كانوا يحتجزونهن غضب مؤيدي النظام السوري حيث امتلأت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي الموالية أو المؤيدة للنظام بالشتائم ضد الراهبات. ونالت رئيسة دير معلولا بيلاجيا سياف النصيب الأكبر من شتائم المؤيدين بعد أن خصت الأخيرة «جبهة النصرة» بالشكر.

وعلى الرغم من أن إعلاميي القنوات الرسمية حاولوا خلال النقل المباشر الذي جرى في الحدود اللبنانية – السورية عند معبر جديدة يابوس، الحصول على تصريحات تفيد بأن الراهبات تعرضن لمعاملة سيئة لدى «النصرة»، فإن هذه المحاولات باءت بالفشل بسبب إصرار الراهبات الثلاث عشرة على تأكيد أنهن لم يتعرضن للأذى خلال فترة اختطافهن، مما زاد من غضب الموالين للنظام ودفعهم إلى كيل الشتائم ضد التلفزيون الرسمي أيضا الذي نقل وقائع وصول الراهبات إلى دمشق دون أي اعتراض على تصريحات الراهبات.

وانضم لاحقا إلى الحملة الهجومية ضد راهبات معلولا تلفزيون «سما» الموالي للنظام السوري، متهما إياهن في نشراته الإخبارية بـ«الخيانة» و«نكران الجميل»، وحمل على عدم شكرهن «الجيش العربي السوري».

ولم توفر الحملة النظام السوري نفسه، حيث دعاه بعض الموالين من أبناء الطائفة العلوية عبر صفحاتهم في موقع «فيسبوك» إلى العمل «لإطلاق سراح مختطفات ومختطفين في ريف اللاذقية ومدينة عدرا العمالية في ريف دمشق بدلا من التفاوض على تحرير راهبات». وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أشار إلى حالة استياء شديد داخل أوساط الطائفة العلوية التي تدعم النظام السوري ويتحدر منها الرئيس بشار الأسد، بعد عملية التبادل التي أفضت إلى الإفراج عن راهبات معلولا، بسبب موافقة النظام على عمليات تبادل مختطفين إيرانيين أو لبنانيين، مقابل الإفراج عن معتقلين ومعتقلات في سجونه، ورفضه عمليات تبادل مختطفين مدنيين من أبناء الطائفة العلوية. ونقل «المرصد» عن أحد أهالي الأسرى العلويين قوله «على ما يبدو فإن حزب الله والإيرانيين هم أهم من أبنائنا لدى النظام». وتعتبر صفقة تبادل الراهبات اللواتي كن في دير مار تقلا بمعلولا بريف دمشق الثالثة من نوعها التي يجري بموجبها الإفراج عن معتقلين ومعتقلات من سجون النظام. وكانت الصفقة الأولى أبرمت مطلع عام 2013، وقضت بالإفراج عن أكثر من ألفي معتقل سوري مقابل إفراج «لواء البراء» في الغوطة الشرقية عن عشرات الضباط الإيرانيين اعتقلهم على طريق مطار دمشق الدولي. كذلك أفرج لواء عاصفة الشمال عن تسعة لبنانيين من الطائفة الشيعية في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، اختطفوا قرب مدينة أعزاز في ريف حلب على الحدود التركية السورية، مقابل الإفراج عن معتقلات سوريات في السجون النظامية.

بعد مقتل زوجها في سوريا.. أرملة بلجيكية مسلمة تسعى لتجنيد أخريات

سيدات يتجاوبن مع الدعوة ولكن لا يعرفن كيفية الوصول

بروكسل: عبد الله مصطفى

عبر وسائل التواصل الاجتماعي وجهت أرملة بلجيكية شابة موجودة حاليا في سوريا، رسالة تحفز فيها الآخرين على القدوم للمشاركة في الجهاد المسلح.

وقالت وسائل الإعلام البلجيكية إن أرملة بلجيكية تبلغ من العمر 20 سنة تدعى نورا، لقي زوجها حتفه في العام الماضي خلال العمليات القتالية في سوريا، وجهت دعوة عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» تحت اسم «أم خطاب»، إلى كل من يعرفونها كي يحضروا إلى سوريا ويحملوا السلاح. وجاءت الاستجابة الأولى من جانب سيدتين من سكان مدينة أنتورب (شمال البلاد)، وعلقتا بالقول: «نريد أن نأتي ولكن لا نعرف كيف؟». وردت «أم خطاب» بالقول: «سوف أصلي من أجل تسهيل الأمور والنجاح في الوصول». وأضافت أنها هي أيضا واجهت مشكلات مع رجال الشرطة ولكنها نجحت في آخر المطاف، وهي الآن في سوريا، في صفوف ما يعرف بـ«الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش).

ونشرت «أم خطاب» فيديو يصورها وهي تحمل سلاح كلاشنيكوف وتطلق منه الرصاص من نافذة سيارة يقودها شخص آخر، وغطت وجهها وهي تهتف بالقول: «في سبيل الله».

وفي منتصف العام الماضي نقل الإعلام البلجيكي عن والدة الفتاة نورا تصريحات جاء فيها أن ابنتها أصبحت أرملة ولديها طفلة من زوجها طارق (20 سنة) الذي قتلته عناصر مجهولة في حلب بسوريا التي ذهب إليها للقتال هناك. وشاهدت نورا مقتل زوجها أمام عينيها وكانت آخر كلماته لها: «أحبك.. وسنلتقي في الجنة». ورفض منفذو الحادث قتل نورا وقالوا لها: «ستعيشين حتى تحكي ما حدث وتتذكري هذا المشهد دائما». هذا ما جاء على لسان والدة نورا وذلك بعد أن تلقت اتصالا هاتفيا من ابنتها حول ظروف الحادث.

وقالت السيدة، وهي مغربية الأصل، إنها تزوجت من بلجيكي وأنجبت نورا التي سافرت في يونيو (حزيران) الماضي إلى سوريا. وأضافت: «كنا نعيش في المنزل حياة عادية وعلى الطريقة الإسلامية ودون أي تشدد». وتابعت السيدة التي انفصلت عن زوجها البلجيكي فيما بعد: «ابنتي عاشت حياتها العادية وعندما وصلت إلى مرحلة عمرية معينة ارتبطت بأصدقائها وكانت تخرج معهم». وحسب تقارير إعلامية في بروكسل جاء مقتل الشاب البلجيكي من أصول مغاربية برصاصة في رأسه وقبل ثلاثة أيام فقط من الموعد الذي أبلغ به أهله قرار العودة إلى بلجيكا بعد أن شارك لمدة تسعة أشهر في القتال في سوريا.

وكانت تقارير إعلامية بلجيكية أفادت بتزايد أعداد القتلى بين صفوف الشبان البلجيكيين الذين سافروا للقتال في سوريا ضمن صفوف «جبهة النصرة». واختلفت الآراء حول أعدادهم، فهناك من يتحدث عن وجود ما بين 60 إلى 80 شابا. وتؤكد مصادر أخرى أن الأمر يتعلق بما لا يقل عن مائتي شخص. بينما تقول مصادر أوروبية إن هناك ما لا يقل عن 600 شاب من عدة دول أوروبية سافروا للقتال في سوريا عبر الحدود مع دول مجاورة وخاصة تركيا.

مشروع قانون جديد يفصّل الترشح للانتخابات على مقاس الأسد

يقصي المعارضين كون غالبيتهم «لا تتوافر فيهم الشروط»

لندن: «الشرق الأوسط»

في خطوة متوقعة، وافق مجلس الشعب السوري على عرض قانون جديد للانتخابات العامة للمداولة العامة ومناقشته من قبل لجنتي الداخلية والإدارة المحلية والشؤون الدستورية والتشريعية، استعدادا لإقراره قبل حلول موعد الترشح لمنصب رئاسة الجمهورية، مع قرب انتهاء الفترة الدستورية للرئيس بشار الأسد في 7 يوليو (تموز) المقبل.

وذكرت الوكالة السورية للأنباء، أن مشروع القانون وفقا لأسبابه الموجبة يأتي «نظرا لصدور قانون الانتخابات العامة النافذ بالمرسوم التشريعي رقم 101 لعام 2011 قبل نفاذ الدستور الجديد، جرت المصادقة عليه عام 2012 وعدم تضمنه أحكام انتخاب رئيس الجمهورية واقتصاره على انتخابات مجلس الشعب والمجالس المحلية».

كما بررت الوكالة مشروع القانون بـ«الحاجة إلى تعزيز الرقابة القضائية والعمل الديمقراطي، إضافة إلى إعادة النظر في قانون الانتخابات العامة النافذ وتضمينه أحكاما تفصيلية لانتخاب رئيس الجمهورية».

ويشترط مشروع القانون في المرشح لمنصب رئيس الجمهورية أن يكون «متما الـ(40) من عمره في بداية العام الذي يجري فيه الانتخاب، ومتمتعا بالجنسية السورية بالولادة من أبوين متمتعين بتلك الجنسية بالولادة، وأن يكون متمتعا بحقوقه السياسية والمدنية وغير محكوم بجناية أو جنحة شائنة أو مخلة بالثقة العامة ولو رد إليه اعتباره». كما يشترط في المرشح «ألا يكون متزوجا بغير سورية، وأن يكون مقيما بسوريا مدة لا تقل عن 10 سنوات إقامة دائمة متصلة عند تقديم طلب الترشيح، وألا يحمل أي جنسية أخرى غير الجنسية السورية، وألا يكون محروما من ممارسة حق الانتخاب». كما يتضمن «عدم قبول طلب الترشيح إلا إذا كان طالبه حاصلا على تأييد خطي لترشيحه من 35 عضوا على الأقل من أعضاء مجلس الشعب، ولا يجوز لأي من هؤلاء الأعضاء أن يؤيد أكثر من مرشح واحد لرئاسة الجمهورية».

يشار إلى أن أعضاء مجلس الشعب الحالي فازوا في الانتخابات التشريعية التي جرت عام 2012 من الموالين للنظام السوري، حيث قاطعت المعارضة الانتخابات، كما انكفأ السوريون من المناوئين للنظام عن المشاركة في التصويت.

ومن المتوقع أن يرشح الأسد نفسه رئيسا لولاية رئاسية ثالثة وسط تأكيدات من مسؤولين بالنظام لترشحه لولاية جديدة، وإطلاق حملات ترويج على المستوى الشعبي لحض الأسد على الترشح، كما فرض على أصحاب المحال التجارية في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام طلاء أبواب محالهم بألوان العلم السوري الذي يرفع النظام، للدلالة على تأييد بقاء نظام الأسد في السلطة، مع تنظيم مسيرات في عدة أحياء ومناطق، قالت وسائل الإعلام إنها خرجت لتأييد العلميات العسكرية لقوات النظام ولسياسته. وكان الأسد صرح في حوارات سابقة له مع وسائل إعلامية بأنه لن يتردد في الترشح في حال أراده الشعب السوري، أما إذا شعر بعكس ذلك فإنه لن يترشح.

ويرى مراقبون أنه حتى لو لم تجر الانتخابات الرئاسية فهناك إمكانية اللجوء لمادة في الدستور تسمح بتمديد ولاية الأسد لسنة أو سنتين، وذلك لتعذر إجراء الانتخابات الرئاسية في الظروف الاستثنائية الحالية التي تمر بها البلاد، مع تأكيد أن الانتخابات الرئاسية في حال جرت ضمن الشروط التي يفرضها النظام، فإن الأسد سيفوز بلا أدنى شك. وكانت صفحة «بشار الأسد» في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» أطلقت منذ فترة حملة «تجديد العهد» لإعادة انتخاب الأسد في الانتخابات الرئاسية المقبلة.

وترفض أطياف من المعارضة، وتؤيدها دول في مقدمتها الولايات المتحدة، أن يترشح الأسد لانتخابات الرئاسة المقبلة، بينما يقول الأسد إنه لا يرى أي مانع من الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة. ورأى ناشطون في دمشق أن مشروع القانون الجديد للانتخابات العامة «جرى تفصيله على مقاس بشار الأسد». وقال أبو أحمد الشامي الذي قرأ نص المشروع إنه لا يستغرب ذلك، بل هو متوقع «وكما نجح النظام في تمرير الانتخابات التشريعية وجاء بأزلامه من حظيرة المخابرات ليحتلوا مقاعد مجلس الشعب كاملة، وأقروا دستورا على مقاس بشار كما سبق لأسلافهم أن أقروا دستورا على مقاس والده، هم الآن سينجحون في تمرير هذا القانون من أجل بقاء الأسد».

بدورها، ترى مصادر في المعارضة أن مشروع قانون الانتخابات العامة، يقصي المعارضة كون غالبيتهم لا تنطبق عليهم تلك الشروط، خاصة فيما يتعلق بالإقامة داخل البلاد لمدة عشر سنوات متواصلة عند تقديم طلب الترشيح، وأغلبهم فروا من بطش النظام، وكذلك شرط (غير محكوم بجناية) وأغلبهم أصدر النظام أحكاما جائرة بحقهم وفق محاكمات صورية وأخرى عسكرية. وترفض المعارضة الانتخابات في ظل الأوضاع الجارية بالبلاد، حيث أكثر من نصف سكان البلاد (23 مليون نسمة) باتوا نازحين داخل وخارج البلاد، وهناك أكثر من مائتي ألف قتيل ومثل هذا العدد مفقودين.

إعدامات ميدانية لـ «داعش» شمالاً وتفجير انتحاري في القامشلي

«يونيسيف»: سوريا أخطر الأماكن على الأطفال

  حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) أمس، من أن مستقبل 5،5 ملايين طفل سوري بات «معلقاً في الهواء»، معتبرة أن سوريا «في بعض الحالات هي الأسوأ حيث يتم استهداف الأطفال والنساء الحوامل عمداً من قبل القناصة« حسب التقرير الصادر عن المنظمة الدولية أمس.

وأعدم تنظيم «داعش» 22 شخصاً في ريف مدينة جرابلس في شمال سوريا اثر سيطرتهم على المنطقة، وفي ريف الحسكة سقط عدد من القتلى والجرحى في تفجير انتحاري في فندق يضم مكاتب «للإدارة الذاتية الديموقراطية» التي تتولى شؤون المناطق الكردية في المناطق القريبة من تركيا.

فقد حذر تقرير لمنظمة الامم المتحدة للطفولة (يونيسف) من ان مستقبل 5،5 ملايين طفل سوري بات «معلقا في الهواء»، منهم نحو مليون طفل يتعرضون للاذى الاكبر بسبب النزاع الدائر منذ نحو ثلاث سنوات في سوريا. ونبّه التقرير الذي حمل عنوان «تحت الحصار، الأثر المدمر على الأطفال خلال ثلاثة اعوام من النزاع في سوريا» من ان «مستقبل 5،5 ملايين طفل في داخل سوريا ولاجئين في دول الجوار معلق في الهواء بينما يتسبب العنف وانهيار الخدمات الصحية والتعليمية والضيق النفسي الشديد وتدهور الوضع الاقتصادي للعائلات في تدمير جيل كامل».

وذكر تقرير «يونيسف« أنه «بعد ثلاث سنوات من الصراع والاضطرابات فإن سوريا تعد الآن أحد أخطر المناطق على الأرض بالنسبة للأطفال»، وأضاف التقرير أن آلاف الأطفال فقدوا حياتهم وأطرافهم إلى جانب كل أوجه طفولتهم بالفعل.

وقالت المنظمة في تقريرها انه «بينما يقترب النزاع في سوريا من نقطة تعيسة أخرى، أصبح عدد الأطفال المتأثرين نتيجة الأزمة ضعف ما كان عليه قبل عام». واوضحت ان «الأطفال الذين يتعرضون للأذى الأكبر هم مليون طفل داخل سوريا عالقين في المناطق المحاصرة او في مناطق من الصعب الوصول اليها او تقديم المساعدات الانسانية فيها بسبب استمرار العنف».

ونبهت المنظمة الدولية الى «معاناة الأطفال وعائلاتهم العالقين في المناطق الخاضعة للحصار على مدى شهور طويلة، اذ ينقطع اولئك الأطفال عن الاغاثة ويعيشون بين دمار المباني ويعانون للحصول على الطعام». واضافت ان «الاطفال في تلك المناطق يعيشون بدون أي نوع من الحماية او الرعاية الصحية او الدعم النفسي والوصول المحدود للغاية الى المدارس».

واوضح التقرير انه «في بعض الحالات، تعتبر هي الأسوأ، تم استهداف الأطفال والنساء الحوامل عمداً من قبل القناصة مما تسبب بمقتلهم او اصابتهم بجراح». وفيما يتعلق بالدول المضيفة، اكد التقرير ان «1,2 مليون طفل سوري اصبحوا لاجئين يعيشون في خيام او في المجتمعات المضيفة التي تعاني هي أيضاً من الضغط» مشيرا الى ان «امكانية وصول اولئك الأطفال الى المياه النقية والطعام المغذّي وفرص التعليم محدودة للغاية».

وتؤكد اليونيسف ان «مليوني طفل هم بحاجة الى دعم نفسي وعلاج».

ويقول انثوني ليك المدير التنفيذي لليونيسف انه «بالنسبة لأطفال سوريا فإن الثلاثة اعوام الماضية كانت الأطول في حياتهم». وتساءل ليك «هل عليهم تحمل عاما آخر من المعاناة؟».

واشار التقرير الى انه «بعد ثلاث اعوام اضطر اطفال سوريا ان يكبروا قبل سنهم».

وتقدر اليونيسف ان «واحداً من بين كل عشر اطفال يعمل الآن وان من بين كل خمس حالات زواج بين اللاجئات السوريات في الأردن فان حالة واحدة هي لطفلة تحت سن ال18 عاما».

ودعت اليونسيف المجتمع الدولي الى «الوقف الفوري لدوامة العنف الوحشية في سوريا وضمان الوصول المباشر الى مليون من الأطفال الذين لم نتمكن من الوصول اليهم».

كما دعت الى «بيئة مناسبة لحماية الأطفال من الاستغلال والأذى وتعليم الأطفال ومساعدة شفاء الأطفال من الداخل بواسطة العناية النفسية ودعم المجتمعات والحكومات المضيفة». ويقول ليك ان «على هذه الحرب ان تنتهي ليتمكن الأطفال من العودة الى بيوتهم واعادة بناء حياتهم الآمنة مع عائلاتهم واصدقائهم. هذه السنة المدمرة الثالثة يجب ان تكون الأخيرة».

ويأتي التقرير تزامنا مع الذكرى السنوية الثالثة للنزاع الذي بدأ بتظاهرات سلمية ضد نظام بشار الاسد في 15 اذار. وقامت قوات الاسد بقمع المعارضة، واوقعت الحرب منذ ذلك الحين 140 الف قتيل كما فر 2,5 مليون سوري من بلادهم ونزح 6,5 مليون شخص اخرين من منازلهم داخل سوريا.

ويستضيف لبنان حاليا العدد الاكبر من اللاجئين السوريين (905 الاف لاجئ)، يليه الاردن (575 الف لاجئ) ثم تركيا (562 الف لاجئ) والعراق (216 الف لاجئ) ومصر (145 الف لاجئ).

واعدمت «داعش» أمس 22 شخصا، بينهم 12 مسلحا من المعارضة، اثر سيطرتهم على منطقة في ريف مدينة جرابلس في شمال سوريا، بحسب ما افاد المرصد السوري.

في غضون ذلك، ارتفع الى ثمانية اشخاص على الاقل عدد قتلى الهجوم الانتحاري الذي شنه عناصر من الدولة الاسلامية في مدينة القامشلي ذات الغالبية الكردية في شمال شرق سوريا.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس «اعدم عناصر من الدولة الاسلامية في العراق والشام 22 شخصا على الاقل بالرصاص والسلاح الابيض، اثر سيطرتهم اليوم على منطقة الشيوخ في ريف مدينة جرابلس» قرب الحدود التركية.

واشار الى ان القتلى هم «12 مسلحا من المعارضة على الاقل، وعشرة رجال آخرين لم يعرف ما اذا كانوا يحملون السلاح».

وكانت الدولة الاسلامية فرضت سيطرتها الكاملة الشهر الماضي على مدينة جرابلس الحدودية مع تركيا.

ويخوض جهاديو الدولة الاسلامية منذ مطلع كانون الثاني، معارك ضد تشكيلات اخرى من المعارضة السورية، ادت الى مقتل اكثر من ثلاثة آلاف شخص، بحسب المرصد.

ويتهم المعارضون عناصر هذا التنظيم بارتكاب «ممارسات مسيئة» تشمل عمليات القتل والخطف، وتطبيق معايير متشددة للدين.

في ريف الحسكة (شمال شرق)، قال المرصد «ارتفع الى ثمانية بينهم اربع سيدات، عدد المواطنين الذين استشهدوا في هجوم مقاتلين من الدولة الاسلامية في العراق والشام على مبنى فندق هدايا وسط مدينة القامشلي».

وادى الهجوم الى اصابة اكثر من عشرين شخصا، بحسب المرصد الذي كان اشار في حصيلة اولية الى مقتل خمسة اشخاص.

وافادت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) عن وقوع الهجوم، قائلة انه ادى الى «استشهاد خمسة مواطنين واصابة ثمانية آخرين».

واوضح المرصد ان ستة عناصر هاجموا الفندق الذي بات يستخدم كمبنى يضم مكاتب خدماتية «للادارة الذاتية الديموقراطية» التي تتولى شؤون المناطق الكردية في شمال سوريا.

وقال ان ثلاثة من العناصر دخلوا الفندق وفجروا انفسهم، في حين تمكنت قوات الامن الداخلي الكردية (الاسايش) من توقيف المهاجمين الآخرين.

وتعد القامشلي اكبر المدن ذات الغالبية الكردية في سوريا، ويعدها الاكراد بمثابة عاصمة محافظة الحسكة. وانسحبت القوات النظامية من غالبية مناطق الاكراد صيف العام 2012، في خطوة اعتبرت تكتيكية بهدف تشجيعهم على عدم التحالف مع مسلحي المعارضة.

وخاض المقاتلون الاكراد في الاشهر الماضية، وغالبيتهم من عناصر اللجان الشعبية المرتبطة بحزب الاتحاد، معارك ضد عناصر الدولة الاسلامية في العراق والشام، وتمكنوا من طردهم من مناطق واسعة.

في ريف دمشق، قال المرصد ان القوات النظامية السورية وعناصر «جيش الدفاع الوطني» وحزب الله «سيطروا على اجزاء واسعة من منطقة مزارع ريما في القلمون، عقب اشتباكات مستمرة منذ نحو اربعة اسابيع مع مقاتلين من جبهة النصرة والدولة الاسلامية والكتائب الاسلامية المقاتلة«.

وتقع هذه المنطقة على مقربة من مدينة يبرود، آخر معاقل مقاتلي المعارضة في منطقة القلمون. وتقدمت القوات النظامية في الاسابيع الماضية في محيط يبرود، وسيطرت على بلدات وتلال محيطة بها.

ويسعى النظام الى السيطرة على التلال المحيطة بيبرود لتصبح المدينة تحت مرمى النيران، ليكمل بذلك سيطرته على منطقة القلمون الجبلية الحدودية مع لبنان، بهدف تأمين الطريق بين دمشق والساحل، وقطع خطوط امداد المقاتلين من مناطق متعاطفة معهم في شرق لبنان.

ا ف ب، رويترز، يو بي أي

المعارضة متمسكة بدرعا والأسد يتفقد مهجرين بعدرا

                                            صدّ الجيش السوري الحر محاولات من جيش النظام لفك الحصار عن منطقة غرز الإستراتيجية في درعا (جنوبي البلاد)، وذلك وفقا لمصادر بالجيش الحر للجزيرة. من جهة أخرى، عرض التلفزيون السوري اليوم صورا للرئيس السوري بشار الأسد وهو يتفقد مركزا في عدرا بريف دمشق قيل إنه يأوي مهجرين.

ووفقا للمصادر، فإن قوات النظام شنّت على بلدة النعيمة في درعا أكثر من عشر غارات جوية، كما أمطرت البلدة بقذائف المدفعية والدبابات.

وذكرت المصادر أن المعارضة استولت على ثلاث شحنات من أصل أربع ألقتها قوات النظام بالمظلات لجنودها المحاصرين في المنطقة وتحتوي على مؤن وذخيرة. وتضم منطقة غرز المحاصرة صوامع للحبوب وسجنا مركزيا ومحطة للغاز.

وفي أطراف دمشق، شنّ الجيش النظامي قصفا صاروخيا استهدف شارع الثلاثين في مخيم اليرموك جنوبي دمشق -حسب ناشطين- إلا أنهم لم يحددوا الخسائر الناجمة عن القصف.

وذكر موقع مسار برس تعرض العديد من الأشخاص لإصابات جراء قصف قوات النظام بالمدفعية حي جوبر بدمشق.

إلا أن ناشطين أفادوا بأن الجيش الحر تمكن من تدمير دبابة وعربة شيلكا بصاروخ كونكورس على جبهة ريما في منطقة القلمون بريف دمشق.

البراميل المتفجرة

أما في حلب (شمال البلاد)، فقد استأنف الجيش النظامي مسلسل استهدافه المدينة وريفها بـالبراميل المتفجرة بعد أن كان توقف بسبب هطول الأمطار الذي شل حركة الطيران.

ففي حي مساكن هنانو بحلب، قال ناشطون إن قوات النظام ألقت برميلا متفجرا أدى إلى مقتل شخص على الأقل وإصابة آخرين بجراح متفرقة.

وتمكن الجيش الحر في حلب من إعطاب دبابة لقوات النظام في منطقة الشيخ نجار. كما قتل الجيش الحر عددا من قوات النظام في حي النقارين بحلب إثر استهدافهم بالهاون.

كما أُعلن أن فيلق الشام استهدف بصواريخ غراد مقار جيش النظام في بلدتي نبل والزهراء بريف حلب، كما استهدف الجيش الحر بقنابل محلية الصنع مقار قوات النظام في حي الأشرفية بحلب.

أما في ريف حمص، فذكرت شبكة شام أن قوات النظام قصفت بالمدفعية الثقيلة مدينة الحولة ومدينة قلعة الحصن.

كما استهدفت قوات النظام عدة بلدات بريف حماة الشرقي والشمالي عبر إطلاق صواريخ من مطار حماة العسكري.

وأمس، وثق ناشطون مقتل 87 شخصا في سوريا بينهم خمس سيدات وسبعة أطفال وخمسة قتلى تحت التعذيب.

الأسد يتفقد

من جهة أخرى، عرض التلفزيون السوري اليوم صورا للرئيس السوري بشار الأسد وهو يتفقد مركزا في عدرا بريف دمشق قيل أنه يأوي مهجرين.

ونقل التلفزيون عن الأسد قوله إن الدولة تواصل تأمين المستلزمات الأساسية للمهجرين إلى أن يعود الجميع إلى منازلهم في عدرا وغيرها.

وتقع عدرا شمال شرقي دمشق، وكانت مسرحا لمعارك بين مسلحي المعارضة وقوات النظام التي أطلقت في ديسمبر/كانون الأول الماضي هجوما واسع النطاق لإخراج مقاتلي المعارضة منها.

الائتلاف يطالب بالسلاح لإجبار الأسد على الحل السياسي

دبي – قناة العربية

دعا رئيس حكومة ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية أحمد طعمة المجتمع الدولي إلى العمل لتغيير موازين القوى على الأرض، وتلبيةِ مطالب الثوار، ومدِهم بالسلاح النوعي لإجبار النظام على قبول الحل السياسي في سوريا.

وأضاف طعمة أن المعارضة أثبتت للعالم بعد انتهاء مفاوضات جنيف 2 أن النظام لا يريد الحل السياسي ويريد فقط الحل الأمني وسحقَ المعارضة بشتى الوسائل.

وأعلنت الكتل المنسحبة من الائتلاف السوري المعارض في بيان لها استئناف نشاطها السياسي في الائتلاف بعد فشل مفاوضات جنيف 2، ودعت الكتل جميع الأعضاء الذين استقالوا من الائتلاف في مرحلة سابقة، إلى العودة، بحسب تقرير لقناة “العربية”، يوم السبت الماضي.

وكان قبول التفاوض مع النظام السوري في جنيف 2 دون شروط مسبقة تضمن رحيل الأسد عن السلطة محط خلاف وانقسام في صفوف ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية.

ويبدو أن الخلاف في طريقه للزوال مع إعلان المكتب الإعلامي للائتلاف عودة 44 عضواً إلى صفوفه بعد انسحابهم في وقت سابق.

وجاءت عودة الأعضاء المنسحبين إلى حضن الائتلاف السوري المعارض بعد فشل جلسات التفاوض التي جمعت وفدي النظام والائتلاف المعارض في جنيف 2، وسط خلاف بين الطرفين حول أولويات التفاوض.

وبينما سعى النظام إلى التركيز على ما يصفه بمكافحة الإرهاب، اعتبرت المعارضة أن حل الأزمة سياسياً مرتبط ببحث تشكيل هيئة حكم انتقالي في سوريا.

%65 من اللاجئين السوريين يخشون عدم العودة لسوريا

عمّان، جنيف – فرانس برس

خلصت دراسة أجرتها منظمة “أوكسفام” الإغاثية بمناسبة مرور ثلاث سنوات على اندلاع الأزمة السورية إلى أن 65% من اللاجئين السوريين في الأردن يخشون عدم التمكن من العودة إلى سوريا رغم رغبتهم الشديدة بالعودة.

وأضافت المنظمة أن “اللاجئين المشمولين في الدراسة يخشون من عدم استطاعتهم رؤية سوريا مرة أخرى”.

وأشارت المنظمة إلى أن الدراسة شملت 1015 شخصا في ثلاث مناطق في الأردن الذي يستضيف نحو 600 ألف لاجئ سوري.

ووجدت أنه “رغم أن الأغلبية الكاسحة من اللاجئين ترغب بالعودة إلى سوريا، أعرب ثلث من تم سؤالهم فقط عن أنهم يتوقعون العودة إلى الوطن، إلا أن 78% من هؤلاء أوضحوا أنهم لا يعلمون متى يمكن أن يحدث ذلك”.

وحضت المنظمة المجتمع الدولي على “المساعدة وبصفة عاجلة، على إنهاء الأزمة حتى يتمكن اللاجئون، وكذلك النازحون داخل سوريا، من العودة إلى ديارهم كي يبدؤوا إعادة بناء حياتهم”.

وأجريت الدراسة بمناسبة الذكرى السنوية الثالثة للنزاع الذي بدأ بتظاهرات سلمية ضد نظام بشار الأسد في 15 مارس2011، قبل أن يتحول إلى نزاع مسلح أوقع حتى الآن 140 ألف قتيل. وفر 2.5 مليون سوري من بلادهم، ونزح 6.5 مليون شخص من منازلهم داخل سوريا.

وفي سياق متصل، قالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، الثلاثاء، إن افتتاح مخيم ثالث للاجئين السوريين في الأردن الشهر الماضي “يأتي في الوقت المناسب” مع ارتفاع أعداد السوريين الذين يعبرون الحدود إلى المملكة إلى نحو 600 يوميا.

ورحبت المفوضية “بقرار الحكومة الأردنية هذا الأسبوع فتح مخيم ثالث للاجئين (مخيم الأزرق) خلال أسابيع من الآن في 30 أبريل”.

وأضافت أن المخيم الواقع على بعد نحو 100 كلم شرق عمان “سيساعد على تخفيف الضغط عن مخيم الزعتري الرئيسي في الأردن والذي يزدحم بأعداد كبيرة من اللاجئين”.

يذكر أنه يوجد في الأردن مخيم آخر أصغر هو مخيم “مريجب الفهود” الذي يؤوي نحو 4000 لاجئ.

سوريا.. الجيش يقترب من السيطرة على يبرود

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

فرضت القوات الحكومية السورية مدعومة بمقاتلين من حزب الله اللبناني، الأربعاء، سيطرتها على أجزاء من شمالي مدينة يبرود في القلمون بريف دمشق الشمالي، حيث تحتدم المعارك في هذه المدينة منذ أكثر من شهر.

وقالت مصادر حكومية إن قوات الجيش وحزب الله تسيطر على مزارع ريما شمال يبرود، وأصبحوا الآن قبالة يبرود مباشرة.

ومن شأن سيطرة القوات الحكومية السورية على يبرود، تعزيز قدرته على تأمين الطريق البري الذي يربط معاقل النظام على الساحل مع العاصمة دمشق، وقطع خط الإمدادات على مقاتلي المعارضة عبر الحدود من لبنان.

من جهة أخرى، شنت القوات الحكومية المتمركزة على جبل قاسيون المطل على دمشق قصفا على حي جوبر، وفقا لناشطين، فيما استهدف مقاتلو حزب الله اللبناني بلدة بيت سحم جنوبي العاصمة بالرشاشات الثقيلة من جهة السيدة زينب.

وفي غوطة دمشق الشرقية اندلعت اشتباكات بين الجيشين الحر والحكومي في محيط إدارة الدفاع الجوي بالمليحة، مع استمرار القصف على مدينة دوما.

ظهور نادر للأسد

في زيارة نادرة له، تفقد الرئيس السوري بشار الأسد أوضاع نازحين في مركز في عدرا بريف دمشق، حسبما أفاد التلفزيون السوري الأربعاء،.

وقال التلفزيون إن “الأسد يتفقد أحوال المهجرين في مركز إيواء الدوير بعدرا في ريف دمشق، ويجول في أماكن إقامة المهجرين في مركز الدوير ويستمع لاحتياجاتهم”.

وقال الأسد إن “الدولة تواصل تأمين المستلزمات الأساسية للمهجرين إلى أن يعود الجميع إلى منازلهم في عدرا وغيرها”.

ويعود آخر ظهور علني للأسد إلى يناير، حين شارك في صلاة في مسجد في دمشق.

الأسد ينال ميدالية العلوم الروسية ويعلن إنهاء موسكو لـ”هيمنة القطب الواحد

دمشق، سوريا (CNN) — قال الرئيس السوري، بشار الأسد، إن دور روسيا في العالم اليوم بات “أساسيا وحيويا” معتبرا أن موسكو “أعادت التوازن إلى العلاقات الدولية بعد سنوات طويلة من هيمنة القطب الواحد، على حد تعبيره، وذلك في لقاء له مع أعضاء من البرلمان الروسي أثناء تلقيه ميدالية “أكاديمية بطرس الأعظم” للعلوم.

وذكرت وكالة الأنباء السورية أن الوفد الروسي منح الأسد الميدالية وشهادة عضوية في الأكاديمية “تقديراً لدفاعه عن المصالح الوطنية لشعبه وجهوده في تعزيز القدرات الحكومية والدفاعية لبلده ودوره في تمتين العلاقات السورية الروسية” على حد تعبيرها.

من جانبه، قال الأسد إن روسيا “أعادت التوازن إلى العلاقات الدولية بعد سنوات طويلة من هيمنة القطب الواحد، معبرا عن “تقدير الشعب السوري لمواقف روسيا الداعمة لصمود سوريا” على حد قوله.

ورأى الأسد أن الولايات المتحدة ودول الغرب “لا تريد بناء شراكات حقيقية بل دول تابعة تخضع لإملاءاتها لذلك تعمل على زعزعة استقرار الدول التي لا تتفق مع سياساتها.”

أما الوفد الروسي، فقال إن شعب بلاده ” أدرك منذ البداية أن الحرب التي تتعرض لها سوريا تستهدف استقلالية قرارها ووحدة وحضارة شعبها” بحسب ما نقلت الوكالة السورية.

الائتلاف الوطني مخاطبا الامم المتحدة والفاتيكان: نظام الاسد يشعل نار الفتنة الطائفية بسورية

روما (12 آذار/مارس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

طالب الائتلاف الوطني السوري المعارض الامين العام للأمم المتحدة وبابا الفاتيكان بـالتدخل العاجل والفوري لحماية المدنيين” السوريين، محذرا من أن نظام الاسد يعمل على “إشعال نار الفتنة الطائفية” في البلاد

كما دعا الائتلاف في بيان “أطياف الشعب السوري الثائر إلى التمسك بالوحدة الوطنية”، وعدم الوقوع في “فخ التفرقة الذي ينصبه نظام الأسد في محاولات يائسة لتفكيك المجتمع السوري والقضاء على ثورته”.

ورأى الائتلاف “إن عجز المجتمع الدولي عن وضع حد للجرائم التي ترتكبها قوات الأسد على مدار ثلاث سنوات، ساهم ولا يزال بشكل مباشر وغير مباشر في تشجيع هذه القوات والميليشيات التابعة لها على ارتكاب المزيد من الجرائم بحق الأبرياء في سورية”.

ووصف الائتلاف “استمرار القصف والقتل من قبل قوات النظام لبلدة الزارة والحصن بريف حمص” بـ”التهديد للسلم الأهلي وإشعال لنار الفتنة الطائفية”، لذلك “ندعو الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وبابا الفاتيكان فرنسيس إلى التدخل العاجل والفوري لحماية المدنيين”، حسب البيان.

وأعلن الائتلاف “الاشادة بمواقف الجيش السوري الحر والتزامهم بضبط النفس والتخلق بمبادئ الثورة السورية ومثلها العليا”، مشددا على أن “أي خرق للعهود والمواثيق الدولية سيظل محل إدانة، وسيحاسب مرتكبوه كائناً من كانوا أمام قضاء عادل ونزيه”.

الأسد يتفقد النازحين خارج دمشق

بيروت (رويترز) – قالت وسائل الإعلام الحكومية إن الرئيس السوري بشار الأسد تفقد المهجرين في بلدة عدرا يوم الأربعاء في ظهور نادر خارج العاصمة دمشق.

وقال التلفزيون الحكومي إن الأسد تفقد مركز إيواء مهجرين نزحوا بسبب القتال في عدرا التي تقع على مسافة نحو 20 كيلومترا شمال شرقي العاصمة السورية والتي سيطر عليها لفترة وجيزة مقاتلو المعارضة قبل ثلاثة أشهر.

وأظهرت صورة نشرت على حساب الرئاسة في موقع تويتر الأسد يرتدي سترة داكنة وقميصا أبيض وهو يتحدث إلى مجموعة من النساء عند مبنى قالت وسائل الإعلام إنه مركز إيواء الدوير.

وقال التلفزيون السوري إن الأسد استمع لاحتياجاتهم وأبلغهم بأن الدولة تواصل تأمين المستلزمات الأساسية للمهجرين إلى أن يعود الجميع إلى منازلهم في عدرا وغيرها.

وظهر الأسد في مناسبات عامة قليلة منذ بدء الصراع السوري قبل ثلاث سنوات. والزيارة التي قام بها يوم الأربعاء تعكس ثقته المتزايدة بعد 18 شهرا من تحدي معارضيه سلطته في العاصمة.

وتقع عدرا على الطريق السريع الرئيسي الذي يمتد من دمشق شمالا إلى حمص التي قاتل الجيش السوري لتأمينها من مقاتلي المعارضة خلال العام الماضي. وهي قريبة أيضا من معاقل المعارضة شرقي دمشق التي تحاصرها قوات الأسد.

وهرب كثير من سكان عدرا في ديسمبر كانون الأول عندما سيطر مقاتلون معارضون سنة على جزء من البلدة وقتلوا 28 شخصا في هجوم طائفي استهدف الدروز والمسيحيين والعلويين وهي الطائفة التي ينتمي اليها الأسد.

وكان عدد السكان في عدرا يبلغ نحو 100 ألف نسمة بينهم علويون ودروز ومسيحيون وسنة قبل تفجر الصراع.

وبدأت احتجاجات سلمية ضد أكثر من 40 عاما من حكم عائلة الأسد ثم تحولت إلى صراع مسلح بعد أن شنت السلطات حملة صارمة ضد المتظاهرين ثم إلى حرب أهلية قتل فيها 140 ألف شخص.

وتقاتل قوات الأسد المدعومة من إيران وحزب الله اللبناني الشيعيين ضد قوات المعارضة السورية التي تلقى دعما من جهاديين أجانب سيطروا على معظم وسط البلاد. ورفضت السلطات نداءات المعارضة للأسد بالتنحي وتستعد لانتخابات رئاسية في وقت لاحق هذا العام.

(إعداد رفقي فخري للنشرة العربية – تحرير أميرة فهمي)

المفوض السامي لشؤون اللاجئين يحذر من نسيان أزمة اللاجئين السوريين

واشنطن (رويترز) – قال أنطونيو جوتيريس المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن المفوضية يجب أن تتخذ استعدادتها لاحتمال نزوح أعداد كبيرة من القرم بسبب الأزمة الأوكرانية لكن خوفه الأكبر يتمثل في حدوث “كارثة محققة” إذا تحول اهتمام المجتمع الدولي عن الصراع في سوريا.

وأضاف جوتيريس في مقابلة مع رويترز أن جهود الولايات المتحدة وروسيا -اللتين تفجر خلاف بينهما بسبب الوضع في أوكرانيا- لعقد لقاء بين طرفي الصراع السوري بعد انهيار محادثات جنيف الشهر الماضي لا تحقق تقدما يذكر.

وقال في المقابلة التي أجريت أثناء زيارته واشنطن لبحث أزمة اللاجئين السوريين “من الواضح أن هذا التوتر المحيط بأوكرانيا لن يخدم المسألة في وقت نحتاج فيه لجمع أكثر البلدان المعنية بالأمر ومحاولة إيجاد سبيل لإقرار السلام في سوريا.”

ومضى قائلا “أرجو أن يدرك من تقع عليهم أهم مسؤولية في الشؤون العالمية أن نسيان سوريا سيكون كارثة محققة.”

واحتدم التوتر بين واشنطن وموسكو بسبب سيطرة روسيا على منطقة القرم الأوكرانية وهو الأمر الذي دفع العلاقات بين البلدين لبلوغ واحد من أدنى مستوياتها منذ الحرب الباردة.

وهددت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون بفرض عقوبات على روسيا التي قالت إن أهل القرم -الذين يمثل ذوو الأصول الروسية أغلبية صغيرة منهم- يجب أن يكون لهم الحق في اختيار الانفصال في استفتاء من المقرر إجراؤه يوم الأحد المقبل.

وقال جوتيريس إن المفوضية تستعد لاحتمال نزوح أعداد كبيرة من سكان القرم وإنها أوفدت فرقا إلى أوكرانيا لمتابعة الموقف.

وأضاف قائلا “نؤهب أنفسنا لأي تحرك سكاني … لم يحدث هذا حتى الآن بشكل كبير ونأمل أن نتفادى هذا.”

وتابع “نرجو ألا تتطور المسألة على نحو يجبر أعدادا كبيرة من الناس على النزوح. لدينا ما يكفي من مشاكل اللاجئين والنازحين في العالم ونرجو ألا نواجه نزوحا كبيرا جديدا.”

لكنه قال إنه يخشى أن تؤدي التوترات بين روسيا والغرب بسبب أوكرانيا إلى تفاقم الانقسامات داخل مجلس الأمن الدولي فيما يتعلق بسوريا. وخلال الصراع السوري عرقلت روسيا والصين ثلاثة قرارات بمجلس الأمن تدين الحكومة السورية وتهدد بفرض عقوبات عليها.

وعن إمكانية تسوية الصراع السوري قال جوتيريس “لا أظن أن هناك ما يدعو للتفاؤل.”

وأضاف “نرى الحرب تمتد وتمتد وتمتد.. ليس فقط على نحو يخلف عواقب إنسانية مأساوية مع معاناة الشعب السوري الهائلة بل أيضا على نحو يمثل خطرا شديدا على السلام والأمن في العالم.”

وفي تكرار لما قاله زعماء سياسيون من أنه لا سبيل لتسوية الصراع إلا من خلال الحوار السياسي قال جوتيريس إن الأمر يتطلب “دبلوماسية كتومة” بين اللاعبين الرئيسيين -الولايات المتحدة والسعودية وروسيا وإيران- لتضييق هوة الخلافات وتفادي حدوث جمود طويل الأمد في المحادثات.

وتابع بقوله “لم يمكن قط تسوية أزمة دولية كبرى دون قدر كبير من الدبلوماسية الصامتة الكتومة وراء الكواليس لدعم العملية الدبلوماسية العلنية.”

ومع اقتراب دخول الصراع السوري عامه الرابع هذا الأسبوع وفرار المزيد من السكان من الحرب حذرت الأمم المتحدة من أن السوريين على وشك أن يتصدروا قائمة اللاجئين بدلا من الأفغان.

وهناك الآن أكثر من 2.5 مليون سوري مسجلين لدى الأمم المتحدة كلاجئين في بلدان مجاورة مثل لبنان وتركيا والأردن والعراق لكن جوتيريس يعتقد أن أكثر من ثلاثة ملايين فروا من الصراع.

وقال جوتيريس “من اللازم أن يحشد المجتمع الدولي دعما للبنان ودعما للأردن ودعما لكل دول الجوار الأخرى ليتأكد أنها قادرة على التكيف مع التحدي والحفاظ على استقرار المنطقة.”

ومع استحواذ سوريا على معظم تمويل الأمم المتحدة المخصص للاجئين قال جوتيريس إن تمويل عمليات المنظمة الدولية في جمهورية أفريقيا الوسطى وجنوب السودان ومالي وجمهورية الكونجو الديمقراطية ضعيف.

من ليزلي روتون

(إعداد أمل أبو السعود للنشرة العربية – تحرير دينا عادل)

القاعدة تخطف روح الثورة السورية بعد ثلاث سنوات

كيليس على الحدود التركية السورية (رويترز) – عمت البهجة بين اللاجئين السوريين في هذا الموقع الحدودي عندما سمعوا أنباء تحرير بلدتهم أعزاز – لا من قوات بشار الأسد بل من مقاتلي القاعدة الذين أخضعوهم لنظام يستخدم التعذيب والإعدام بقطع الرأس في العلن.

ورأى السوريون الذين ثاروا قبل ثلاث سنوات على حكم عائلة الأسد المستمر منذ 43 عاما أن العيش تحت حكم الجهاديين السنة المتشددين الذين قالوا إنهم جاؤوا لحمايتهم من فظائع الأسد أسوأ حتى من العيش تحت حكم الأسد نفسه.

ولا يرجح مسار الحرب حتى الان كفة أي من الجانبين – لا الأسد ولا المعارضة المسلحة – لكن معارضيه الأجانب يتزايد شعورهم بأن المعركة من أجل سوريا أضحت عملية ذات محورين حيث لا تقل هزيمة الجهاديين أهمية عن الإطاحة بالأسد.

وفي مقابلات مع رويترز تحدث السوريون النازحون من المناطق التي سقطت تحت سيطرة الجماعات المرتبطة بالقاعدة عن الطريقة التي فرض بها الجهاديون على غيرهم من المسلمين تفسيرهم القاسي والمتسم بالعنف في كثير من الحالات للإسلام.

وكان كثير من السوريين يأملون عندما بدأت الانتفاضة في مارس آذار 2011 ضمن موجة انتفاضات الربيع العربي إما في الاصلاح وما في نهاية سريعة لحكم الأسد.

ولكن بعد مرور ثلاث سنوات ما زال الاسد في السلطة وتعرض مواطنوه للغازات السامة والتجويع والنفي والقصف مع بقاء مرتكبي كل هذه الأعمال بمنأى عن العقاب.

إذ سرعان ما وجد كثير ممن نجحوا في البداية في تحرير أجزاء كبيرة من شمال سوريا من سيطرة الحكومة أنفسهم تحت نير جهاديين أجانب.

وقد اجتذب الصراع السوري مقاتلين أجانب يفترض أنهم احتشدوا للوقوف مع إخوانهم المسلمين ضد الأسد لكنهم وجهوا بنادقهم نحو جماعات المعارصة المنافسة.

وهم يتهمون تلك الجماعات بالردة لعدم اتباعها تفسيرهم المتشدد للإسلام وهو تفسير يقول قدامى مقاتلي المعارضة إنه دخيل على التقاليد السورية.

والأولوية بالنسبة إلى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام الذي يستلهم نهج القاعدة هي كما صرح أحد مقاتليه لرويترز إقامة خلافة إسلامية في الشرق الأوسط على أعتاب أوروبا وليس محاربة الأسد.

وضع متشابك

يتسم الوضع في مناطق شمال سوريا وشرقها بالفوضى حيث تتوزع فيها عشرات من جبهات القتال التي يتواجه فيها مقاتلو المعارضة مع القوات الحكومية أو مع جهاديين متطرفين.

وفقدت المعارضة السورية في الخارج المعترف بها دوليا مصداقيتها لدى المقاتلين في الميدان الذين باتوا يستخفون بأعضائها على أنهم ثوار فنادق خمسة نجوم يتشاحنون في اجتماعات لا تهم أحدا تعقد في أماكن مثل اسطنبول وجنيف.

وفي الوقت نفسه شهدت المنطقة حملة على الدولة الاسلامية في العراق والشام التي انسحبت الى معاقلها المتاخمة لحدود العراق وهي حملة لم تقتصر المشاركة فيها على الجماعات المعتدلة والجماعات الاسلامية المنتمية للتيار الرئيسي للاسلام السياسي بل وشارك فيها المقاتلون المنافسون المرتبطون بالقاعدة مثل مقاتلي جبهة النصرة التي تتألف في أغلبها من سوريين وتركز على محاربة الحكومة.

ويزيد تعقيد الأمور أن إيران والسعودية تريان في سوريا جبهة متقدمة للتنافس الشيعي السني بينهما على النفوذ في العالم العربي.

وتقول الأمم المتحدة إن اللاجئين السوريين يوشكون على تجاوز الافغان إلى المرتبة الأولى كأكبر مجموعة من اللاجئين في العالم. فقد فر زهاء 2.4 مليون نسمة حتى الآن من الصراع الذي أودى بحياة 140 ألف شخص في سوريا.

وقال سركيس ناعوم وهو كاتب صحفي لبناني وخبير في شؤون سوريا “تخيلي أسوأ سيناريو موجود في سوريا نحنا رايحين على طريق البوسنة… في تأخير هتاخد وقت طويل يمكن 7 ( 8 سنين لحد ما الدول الكبرى تقدر تجد حلا.”

وقال مسؤول خليجي إن القوى العالمية تدرك الآن أن عدم التدخل كان خطأ زاد عدد الأفراد الذين يحتمل أن يكونوا إرهابيين ويمثلون خطرا في المنطقة وخارجها.

وأضاف أن هناك الآن هدفين في سوريا هما هزيمة هؤلاء “الإرهابيين” و”التعجيل بخروج الأسد”.

الجهاديون الأجانب

والمعلومات المؤكدة شحيحة للغاية لكن أحد الخبراء يقدر عدد مقاتلي القاعدة في سوريا بنحو 25 ألفا. ويقدر عدد الأجانب بعشرة الآف أجنبي ألفان منهم من أوروبا.

وفي داخل سوريا يتحدث السكان عن غياب القانون والترويع وعن حالة من الفوضى وانهيار سلطة الدولة.

ويسيطر الأسد على معظم الأراضي في المنطقة الممتدة من دمشق إلى ساحل البحر المتوسط والتي تضم أغلب أبناء طائفته العلوية الشيعية وغيرها من الأقليات.

وإلى الشمال يسيطر مقاتلون سنة معتدلون على المنطقة الواقعة قرب الحدود التركية بينما شدد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام قبضته على المنطقة الممتدة بحذاء نهر الفرات نحو العراق والتي تتيح له الاتصال بالقاعدة في العراق.

وفي شمال شرق البلاد أقام الأكراد شكلا من أشكال الحكم الذاتي على غرار ما يتمتع به الاكراد العراقيون في شمال العراق.

أما في الجنوب فيسيطر مقاتلون سنة على المناطق الممتدة من درعا قرب الأردن إلى القنيطرة الواقعة تحت سفوح مرتفعات الجولان.

وتنطوي هذه الصورة على تبسيط شديد لمدى التفتت في سوريا حيث يختلف الممسكون بزمام السيطرة من حي إلى حي بل من وشارع إلى شارع ومن نقطة تفتيش إلى أخرى لكن الواقع المسيطر هو أنه لا غلبة لا للأسد ولا للمعارضة المسلحة.

شقاء

كان تدفق الجهاديين على البلاد نذيرا فيما بدا بتغير الموازين في غير صالح الأسد لكن واقع الأمر أنه جلب الشقاء على السوريين الذين يعيشون في مناطق سيطرة المعارضة وشوه قضيتهم بربطها بالإرهاب. وإفادات من عاشوا هذا الواقع مروعة.

ويستعيد عبد الله خليل وهو نشط عمره 25 عاما وطالب يدرس الشريعة ذكرى الفرح بتحرير أعزاز عام 2011.

وقال “حررنا أعزاز رمضان 2011. فرحنا كتير وبدأنا نشتغل على تنظيم البلاد والإغاثة لحد ما بدأ المهاجرون يوصلوا.”

وأضاف “أول شيء دخلوا على أعزاز وعملوا معسكرات وكان بقيادة مهاجر من مصر معروف بأبوعبيده المهاجر… كان بيدرب الشباب على السلاح. أول شيء قال في المظاهرة ممنوع التصفيق والغناء وبعدين اغتالوا مرشد الثورة الشيخ يوسف لأنه كان معتدل.

“كانوا بيقولوا لنا احنا كفار مرتدين ونحن لا نطبق الشريعة وماشيين على الخطيئة.”

وتابع “الإسلام موجود كثير في سوريا بس مش هذا النوع من الإسلام. هم شوهوا الدين وشوهوا الثورة.”

ويصف بعض النشطاء نزاعا داخل القاعدة. ويقولون إن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام بقيادة العراقي المخضرم ابو بكر البغدادي حاول في إطار ذلك النزاع السيطرة على جبهة النصرة التي يقودها أبو محمد الجولاني لكن أيمن الظواهري الذي خلف أسامة بن لادن في زعامة القاعدة رفض.

وقالوا إن المقاتلين السوريين ظلوا مع الجولاني وجبهة النصرة لكن الامر انتهى بأعزاز إلى الوقوع تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية المعروف اختصارا باسم داعش. وعندها عرف أهل المنطقة ما الذي تعنيه الأعلام السوداء التي يرفعها الجهاديون الساعون لإقامة الخلافة.

وقال محمود عثمان (27 عاما) وهو نشط من حلب “أول شيء عملوه ان دخلوا على طلاب روضة 5 سنين 6 سنين وبدهم يفصلوا الصبيان عن البنات وبعدين بدأوا يروحوا على مدارس البنات ويشوفوا إذا البنات ملتزمين بلبس الخمار ويطلبون الزواج منهن.

“الأهل بطلوا يرسلوا بناتهم على المدرسة.”

الأولوية ليست للأسد

وحرمت القاعدة التدخين والموسيقى وأي اختلاط بين الرجال والنساء ما لم تجمعهم قرابة وثيقة. وقال نشطاء إنهم فرضوا جزية على المسيحيين. وأعدموا بعض الرجال في الساحات العامة لأنهم حاربوا مع الجيش السوري الحر المعارض.

وقال عثمان “كنا نسمع عنهم بالافلام الآن بنشوفهم في الواقع. كله عندهم حرام الموسيقى حرام والافراح حرام والدخان حرام.”

ويقول سكان في أعزاز إن مقاتلي تنظيم داعش انسحبوا إلى معقلهم في الرقة إلى الشرق بعد أن أعلن بعض علماء الدين المحليين شرعية قتالهم.

وقال نشطاء إن الحكومة لم تمس البلدات مسا أثناء سيطرة مقاتلي داعش عليها ولم تقصفها بالبراميل المتفجرة إلا بعد أن غادروها ويقولون إن هذا دليل على أن الأسد يريد أن تكون الغلبة لأكثر الإسلاميين تشددا في مناطق المعارضة حتى يستطيع أن يصور حربه على أنها معركة مع القاعدة.

ويشير الأسد إلى أعدائه بشكل متكرر على أنهم إرهابيون.

ويصف خالد إبراهيم (30 عاما) وهو من الرقة وكان يعمل في مجال الإعلان قبل الحرب منطقته بأنها محافظة تابعة لتنظيم داعش يحكمها الإرهاب. وقال إنهم يعدمون في كل يوم جمعة في ميدان عام نشطاء ومقاتلين من الجيش السوري الحر وبعض الأشخاص ممن يمارسون النهب سواء بالسيف أو رميا بالرصاص.

وقال هو وآخرون إن كل من عمل مع منظمة غير حكومية أجنبية أو إحدى وسائل الاعلام الأجنبية يعتبر “عميلا للكفار”.

وقال أبو ثائر (25 عاما) وهو طالب يدرس علوم الكمبيوتر ونشط إعلامي احتجزه تنظيم داعش مع مقاتلين من الجيش السوري الحر وموظفين لدى منظمات غير حكومية “كان احد يدخل علينا بالسيف ويقولوا لنا انتوا كفرة مرتدين جيناكم بالدبح بدنا نقطع رقابكم. كان الواحد يشتهي الموت كل يوم.

“كانوا بدأوا أول شيء بتعذيب الجيش الحر وكل يوم يعذبوا الواحد. يوم يقطعوا اصبعه يوم يقطعوا شقفة من اذنه.”

وانشق أبو علاء (25 عاما) على تنظيم داعش ويقيم الان في كيليس.

وكان قبل انضمامه لداعش عضوا في الجيش السوري الحر. وقاتل ستة أشهر مع الجهادي المخضرم المعروف بالاسم المستعار ابو عمر الشيشاني وهو القائد التابع لداعش الذي استولى على قاعدة جوية حكومية قرب حلب الصيف الماضي.

وسجن أبو علاء وهرب من السجن بعد أن حاول مساعدة أصدقاء قبض عليهم وتعرضوا للتعذيب ثم أعدموا.

وقال أبو علاء “كانوا عم بيعذبوا بالكهرباء وبالضرب.”

وأضاف “قاموا بتصفية عدد كبير على أساس إن هدول عملاء للغرب.”

ولم يبذل أبو خالد الجندي السابق في الجيش السوري والضابط في تنظيم داعش الآن جهدا يذكر لنفي هذه الإفادات المروعة.

وتحدث خلال اتصال به في شمال سوريا عن طريق خدمة سكايب عن شبكة في الخارج تعمل في بلدان من بينها فرنسا وبريطانيا من خلال المساجد ومن خلال وسائط التواصل الاجتماعي والإنترنت.

وقال “ما عندنا أي مشكلة عندنا مقرات خاصة بنا وعندنا بعض الجوامع وعندنا ناس في الجوامع تعرف أشخاص بدهم يجاهدوا ما في شيء صعب أي شخص بيقدر يتواصل معنا على الفيسبوك أو عن طريق آخرين ما عندنا أي مشكلة ان يأتينا مجاهدون. عم بيجينا من أوروبا ومن شيشنيا ومن العراق وأفغانستان والسعودية وليبيا والكويت والأردن ومصر واليمن وتركيا وبريطانيا وفرنسا” مضيفا أن لداعش زهاء ستة آلاف مقاتل.

وزاد عدد مقاتلي داعش بانضمام 500 جهادي فروا من سجن أبو غريب في العراق و700 اخرين أطلق سراحهم من سجن صيدنايا العسكري قرب دمشق فيما اعتبر في دوائر المعارضة والدوائر الغربية محاولة من جانب الأسد لتعزيز قوات الجهاديين في سوريا على حساب التيار الرئيسي للمعارضة المسلحة.

وقال ابو خالد “تنظيم دولة الإسلام هو إقامة دولة الخلافة الإسلامية التي تستقطب المسلمين في كل انحاء العالم. عندنا مخيمات تدريب في سوريا والعراق وهدفنا هو قتال الكفار إن كان بشار أو الجيش الحر.”

وأضاف “الكافر يقطع رأسه وواجب المرأة أن تتبع الشريعة.”

من سامية نخول

(اعداد عمر خليل للنشرة العربية – تحرير سيف الدين حمدان)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى