أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأربعاء 12 تشرين الأول 2016

تجدد الغارات على حلب وموسكو وطهران تريدان حلاً سياسياً

نيويورك – «الحياة» ، لندن، باريس، أنقرة، موسكو، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب

تجددت الغارات الروسية على الأحياء الشرقية في حلب بوتيرة هي الأعنف منذ نحو أسبوع حيث قتل 12 مدنياً على الأقل. واتفق وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف والإيراني محمد جواد ظريف، على بدء جهود ديبلوماسية لحل الأزمة السورية بعد محادثات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أنقرة. ولوحت الحكومة التركية بـ «إجراءات في شرق الفرات إذا رصدت «أنشطة إرهابية».

وبعد أيام من الهدوء النسبي، تجددت الغارات على الأحياء السكنية حوالى الساعة الثانية عشرة ظهر أمس واستهدفت بشكل خاص أحياء القاطرجي والميسر وقاضي عسكري وبستان القصر. وأحصى «المرصد السوري لحقوق الإنسان» مقتل 12 مدنياً بينهم أربعة أطفال على الأقل « نتيجة غارات روسية كثيفة على حيي بستان القصر والفردوس»، مشيراً إلى أن الكثيرين لا يزالون تحت الأنقاض. وأضاف أن «الغارات الروسية اليوم هي الأعنف على الأحياء السكنية منذ نحو أسبوع».

وتنفذ القوات النظامية منذ 22 أيلول (سبتمبر) هجوماً على الأحياء الشرقية في حلب وتدور منذ ذلك الحين اشتباكات على محاور عدة، إلا أن الجيش النظامي أعلن في الخامس من الشهر الجاري «تقليص» عدد الضربات الجوية والمدفعية على مواقع الفصائل. وتركز القصف الجوي منذ ذلك الحين على مناطق الاشتباك في المدينة، وتحديداً حي الشيخ سعيد (جنوب) وحي بستان الباشا (وسط).

وقتل خمسة أطفال على الأقل وأصيب 15 تلميذاً بجروح في قذيفة صاروخية أطلقتها فصائل معارضة استهدفت مدرسة «ذات النطاقين» للتعليم الأساسي في مدينة درعا، وفق «وكالة الأنباء السورية الرسمية» (سانا).

وأعلنت وزارة الخارجية الروسية أن لافروف ونظيره الإيراني اتفقا خلال مكالمة هاتفية على ضرورة بدء مساع ديبلوماسية جديدة لحل الأزمة في سورية. وذكرت الوزارة في بيان أن لافروف وظريف قالا إن الأزمة في سورية لا يمكن حلها إلا من خلال اتفاق سياسي، وذلك بعد يوم من محادثات ألكسندر لافرينييف مبعوث الرئيس الروسي مع رئيس المجلس القومي الإيراني علي شمخاني حول سورية.

جاء ذلك في ظل استمرار توتر روسي- غربي كان آخر تجلياته إلغاء بوتين زيارة كانت مقررة إلى باريس في 19 من الشهر الجاري لافتتاح «المركز الروحي والثقافي الأرثوذكسي الروسي».

وقال وزير الخارجية البريطاني للبرلمان: «إذا استمرت روسيا على نهجها الحالي أعتقد أن هذا البلد العظيم معرض لخطر أن يصبح دولة مارقة وإلى «رماد»، داعياً الجماعات المناهضة للحرب إلى الاحتجاج أمام السفارة الروسية. وقال: «كل الأدلة المتاحة تشير إلى مسؤولية روسية عن هذا العمل المروع»، في إشارة إلى هجوم على قافلة مساعدات إنسانية في ريف حلب. وأضاف: «تصرفات (الرئيس بشار) الأسد وموسكو تثير الاشمئزاز ويجب تكثيف الضغط عليهما من خلال العقوبات. مرتكبو الجرائم في سورية يجب أن يقدموا إلى المحكمة الجنائية الدولية وبوتين سيحول روسيا إلى رماد إن استمر في سياساته». لكنه أضاف: «الحل الوحيد في سورية تحقيق هدنة والتقدم بالحل السياسي ويجب أن يتوقف القصف الروسي على سورية أولاً».

وإذ أفاد «المرصد» بأن فصائل المعارضة السورية المنضوية في عملية «درع الفرات» سيطرت خلال يومين على 16 قرية وتقترب من بلدة دابق أحد معاقل «داعش» شمال حلب، قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم لأعضاء في البرلمان إن تركيا قد تتخذ إجراءات شرق نهر الفرات في سورية إذا رصدت «أنشطة إرهابية»، قائلاً إن اقتراح هيلاري كلينتون مرشحة الحزب الديموقراطي في انتخابات الرئاسة الأميركية تسليح الأكراد الذين يقاتلون «داعش» في سورية «غير أخلاقي» ولا يليق بحليف في حلف شمال الأطلسي (ناتو).

وفي نيويورك كثفت دول عربية وغربيةاجتماعاتها لإعداد تحرك في الجمعية العامة لإعادة طرح مسألة المحاسبة على الجرائم المرتكبة في سورية لا سيما التغيير الديمغرافي التي تعد جريمة حرب.

وقال ديبلوماسي معني إن «مجموعات إقليمية عدة، بينها عربية بقيادة سعودية، وأخرى غربية بقيادة أميركية، تتبادل الأفكار حالياً تمهيداً للدعوة الى اجتماع في الجمعية العامة يطرح مسألة المحاسبة بخيارات جديدة».

وأوضحت مصادر مطلعة أن خيارات المحاسبة تستند الى «أرض أكثر صلابة من أي وقت سابق، خصوصاً أن لجنة دولية مستقلة تابعة للأمم المتحدة أكدت أن الحكومة السورية استخدمت بالفعل أسلحة كيماوية، وهو تطور لم يكن متاحاً العام الماضي».

 

موسكو: تصريحات جونسون تعكس خوفه الهستيري

لندن، موسكو – رويترز

وصفت وزارة الدفاع الروسية، اليوم، الاتهامات التي وجهها وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون لروسيا أمس بأنها شنت هجوما على قافلة مساعدات في سورية وتخاطر بالتحول إلى «دولة مارقة» بأنها «هستيريا الخوف من روسيا».

وقال الناطق باسم الوزراة ايغور كوناشينكوف في بيان: «لم تكن هناك طائرات روسية في منطقة قافلة المساعدات المتجهة إلى حلب، هذه حقيقة»، وذلك بعدما قال الوزير البريطاني إن الأدلة تشير إلى مسؤولية روسيا عن الهجوم.

وكان جونسون قال في كلمة أمام البرلمان البريطاني: «إذا استمرت روسيا على نهجها الحالي أعتقد أن هذا البلد العظيم معرض لخطر أن يصبح دولة مارقة»، داعياً الجماعات المناهضة للحرب للاحتجاج أمام السفارة الروسية. وتابع: «كل الأدلة المتاحة تشير إلى مسؤولية روسية عن هذا العمل المروع»، في إشارة إلى استهداف القافلة.

واعتبر جونسون، رئيس بلدية لندن السابق المعروف بتصريحاته الخارجة عن المألوف، ان جماعات مناهضة الحروب لا تعبر عن غضب كاف من النزاع في حلب، وذلك في معرض رده على سؤال من النائب العمالية آن كلويد التي دعت الى تظاهرات مليونية امام السفارات الروسية في العالم اجمع، وقالت: «اود ان ادعو مرة اخرى جميع من يهتمون بمعاناة المدنيين السوريين الى الاحتجاج امام السفارة الروسية في لندن وفي عواصم العالم ابتداء من اليوم».

واثناء النقاش في البرلمان، اتهم العديد من اعضاء البرلمان روسيا بارتكاب جرائم حرب في سورية، فقال وزير التنمية الدولية السابق اندرو ميتشل ان المقاتلات البريطانية يمكن ان تساعد في فرض منطقة حظر طيران لمنع غارات القصف الروسية.

وقال ميتشل وهو من حزب «المحافظين» الحاكم ان «على المجتمع الدولي مسؤولية الحماية (..) واذا كان ذلك يعني مواجهة القوة الجوية الروسية دفاعيا نيابة عن الابرياء على الارض الذين نحاول حمايتهم، علينا ان نفعل ذلك».

وقارن ميتشل بين تصرفات روسيا وتصرفات القوات النازية خلال الحرب الاهلية الاسبانية في ثلاثينات القرن الماضي.

 

ألمانيا تحتفي بـ «بطولة» 3 لاجئين سوريين

برلين – إسكندر الديك

حيّت ألمانيا «أبطالاً»، بعدما احتجز ثلاثة لاجئين سوريين، مواطناً لهم طاردته الشرطة لاشتباهها في سعيه إلى تنفيذ هجوم إرهابي، مستلهماً تفجيرات تنظيم «داعش»، وتسليمه إلى الشرطة.

وقد يساهم ذلك في الحدّ من مشاعر مناهضة لحوالى مليون مهاجر استقبلتهم ألمانيا أخيراً، أجّجتها تنظيمات يمينية متطرفة رفضت سياسة «الأبواب المفتوحة» التي انتهجتها المستشارة أنغيلا مركل، وقلّصت للمرة الأولى شعبية حزبها المحافظ إلى أقلّ من 30 في المئة.

واعتقلت الشرطة السوري جابر البكر (22 سنة) في مدينة لايبزغ الإثنين، بعدما دهمت شقته الجمعة الماضي في مدينة كيمنتس في ولاية ساكسن، إثر مراقبته أشهراً، ووجدت نحو 1.5 كيلوغرام من مواد شديدة الانفجار، مشابهة لمواد استُخدمت في تفجيرات باريس وبروكسيل.

وأشار قائد شرطة مقاطعة ساكسن، يورغ مايكلس، إلى أن المتفجرات كانت «جاهزة تقريباً» للاستخدام، مرجّحاً أن البكر كان يحضّر «حزاماً ناسفاً يخفيه في سترة».

وقال مدير جهاز الاستخبارات الداخلية هانس- يورغ ماسين، إن جهازه تلقّى معلومات في أيلول (سبتمبر) الماضي، تفيد بتخطيط «داعش» لشنّ «هجمات على بنية تحتية ومحطات (قطارات) ومطارات في أوروبا الغربية، وخصوصاً ألمانيا». وأضاف: «استغرقنا الأمر حتى الخميس من الأسبوع الماضي، لاكتشاف الشخص المكلّف تنفيذ الاعتداء». ولفت إلى أن الأمر بتوقيفه صدر الجمعة، بعدما اشترى غراءً لاصقاً ساخناً، «إذ اعتبرنا أنه المادة الكيماوية الأخيرة اللازمة لصنع قنبلة»، والتي «يستخدمها أفراد يريدون تنفيذ هجمات انتحارية».

وذكر ماسين أن «معلومات استخباراتية» ترجّح ارتباط البكر بـ «داعش»، مضيفاً أن «أجهزة استخبارات» أبلغت بلاده أنه «كان يريد مهاجمة قطارات في ألمانيا، قبل أن يتّضح» أنه سيستهدف مطاراً في برلين.

وأوردت صحيفة «بيلد» الشعبية أن البكر نشر بعد وصوله إلى لايبزغ، خبراً كاذباً على صفحة على موقع «فايسبوك» يستخدمها لاجئون سوريون، أفاد بوصوله حديثاً إلى ألمانيا وحاجته الماسة إلى مكان للنوم، فاتصل به السوريون الثلاثة لمساعدته، وذهبوا إلى محطة قطارات ونقلوه إلى شقة أحدهم.

ونقلت الصحيفة عن أحدهم، ويُدعى محمد أ.، أن السوريين انتبهوا لاحقاً إلى صورة للبكر وضعتها الشرطة على الصفحة ذاتها في «فايسبوك»، مع تعميم بالعربية بالبحث عنه. وفيما كان البكر نائماً مساء الأحد، ناقش السوريون الثلاثة مع مواطنين لهم عبر «فايسبوك»، هل أنه الفار الذي تبحث عنه الشرطة، ثم كبّلوه بشريط كهربائي، رافضين عرضه دفع ألف يورو و200 دولار لإطلاقه، كان يحتفظ بها في حقيبة ظهر، مع سكين. وبعدما عجزوا عن إفهام الشرطة هاتفياً، صوّره أحدهم وذهب في سيارة أجرة إلى أقرب مركز للشرطة التي سارعت إلى إرسال رجال أمن قبضوا عليه فيما كان سوري يحاول تثبيت المشبوه على الأرض أثناء محاولته فكّ قيوده. وقال محمد أ.: «أنا ممتنّ جداً لألمانيا التي استقبلتنا، ولا يمكن أن نسمح له بأن (يؤذي) الألمان».

ووصل البكر إلى ألمانيا قبل سنة، وحصل على لجوء موقت. وأوردت وسائل إعلام أنه كان على اتصال بـ»داعش» الذي درّبه على صنع متفجرات واستخدامها.

وقالت ناطقة باسم الحكومة الألمانية إن مركل «شكرت» اللاجئين السوريين الذين ساهموا في اعتقال البكر، وتتجنّب السلطات كشف هوياتهم خشية تعرّضهم لانتقام. كما أعرب رئيس حكومة ولاية ساكسن ستانيسلاف تيليش، عن شكر عميق، فيما تحدث رئيس بلدية لايبزغ بوركهارد يونغ عن «نجاح ضخم ضد الإرهاب، يُظهر أن غالبية كبرى من الأجانب وطالبي اللجوء الذين يعيشون هنا، تنأى عن هذا النوع من التطرف الإسلامي».

 

موسكو تعتزم تزويد دمشق”درعاً” وسط تصاعد التوتر الروسي – الغربي

المصدر: (و ص ف، رويترز، روسيا اليوم)

تصاعد التوتر الروسي – الغربي بسبب الازمة السورية، إذ ألغى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين زيارة كانت مقررة لباريس في 19 تشرين الأول الجاري غداة اشتراط الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ان تكون سوريا هي الملف الوحيد في المحادثات بينهماـ ودعا وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون الى التظاهر أمام السفارة الروسية في لندن احتجاجاً على العمليات العسكرية الروسية في سوريا. وحذر من ان روسيا تخاطر بجعل نفسها دولة مارقة.

وفي ظل هذا المناخ من التوتر الروسي – الاوروبي ومعاودة المقاتلات الروسية بعد هدوء نسبي في الايام الاخيرة غاراتها الاعنف على حلب (ص8)، قررت موسكو تزويد دمشق “درعاً” جوية وقت تدرس الولايات المتحدة خيارات بديلة بما فيها عسكرية بعد تعليق الاتصالات مع روسيا في شأن وقف النار في سوريا.

وأوردت أنباء صحافية أن روسيا تسعى إلى تعزيز الدفاعات الجوية السورية، وأنها تنظر في امكان تزويد دمشق شحنة من منظومة الدفاع الجوي الصاروخي المدفعي “بانتسير”.

ونقلت صحيفة “إيزفيستيا” عن مصدر مطلع أن صفقة في هذا الشأن كانت عقدت قبل بضع سنوات لكنها لم تنفذ إلا جزئياً لأسباب مالية، مضيفاً أن روسيا قررت الآن تزويد دمشق بالكمية المتبقية من “بانتسير” من دون المطالبة بالتسديد الفوري.

وقالت إن المصدر المطلع رفض تحديد العدد الدقيق لـ”بانتسير” الذي سيرسل إلى الجيش السوري، لكنه أكد أنها لن تقل عن 10 وحدات متكاملة، وإضافة الى ذلك سترسل نقاط قيادة ومحطات رادار إضافية لربط وحدات التشكيل العسكري لهذا السلاح المضاد للطائرات من أجل زيادة فاعليته في مواجهة الغارات الكثيفة.

وكان عقد تصدير “بانتسير” (وترجمة فاعليته الروسية “درع”) قد وُقع بين روسيا وسوريا عام 2008. وعلى رغم أن تفاصيل الصفقة لم يعلنها الطرفان، إلا أن التقديرات تفيد أنها تضم ما بين 36 و50 وحدة ونحو 700 صاروخ، وثمنها يبلغ 730 مليون دولار تقريباً، وآخر قسم من الصفقة سلّم إلى دمشق عام 2013.

وأفاد المصدر أن هذه الوحدات المضادة للطائرات موجودة في المخازن منذ عام 2013 قبل تنفيذ الصفقة كاملة، ويخطط الآن للعمل لإعادة تأهيلها وتحضيرها للنقل.

وقال خبراء مختصون إن قرار موسكو في هذا الشأن دافعه على الارجح الوضع المتوتر حول سوريا والتهديد الأميركي بتوجيه ضربات إلى قوات الرئيس بشار الأسد. ولفتوا الى أن منظومات “بانتسير” ستكون دعماً جيداً لقوات الدفاع الجوي السورية، لأن هذه المنظومة أحدث جيل من هذا النوع المتخصص في إصابة الأهداف الجوية من طائرات ومروحيات وذخائر عالية الدقة وطائرات من دون طيار.

في غضون ذلك، قالت وزارة الخارجية الروسية إن وزير الخارجية سيرغي لافروف ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف اتفقا خلال مكالمة هاتفية على ضرورة بدء مساع ديبلوماسية جديدة لحل الأزمة في سوريا.ونقلت عن الوزيرين أن الأزمة في سوريا لا يمكن حلها إلا من خلال اتفاق سياسي.

وأبدى نائب وزير الدفاع الروسي أناتولي أنطونوف لدى مشاركته في أعمال الدورة السابعة للمنتدى السنوي العسكري حول قضايا الدفاع والأمن في بيجينغ استعداد بلاده للتعامل مع الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى لتسوية الأزمة السورية. وقال إن “موسكو ستواصل، بذل الجهود في محاربة الإرهاب والحيلولة دون تصعيد حدة التوتر في سوريا، بصرف النظر عن الاتهامات الباطلة الموجهة اليها”، مشدداً على أنه لا حل عسكرياً للأزمة في سوريا.

وأعرب “عن خيبة أمل بلاده من تقويض واشنطن الاتفاق الذي توصل اليه وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي جون كيري في جنيف في 9 أيلول الماضي”، مفسرا انهيار اتفاق الهدنة في سوريا “بعدم استعداد، الولايات المتحدة أو عجزها عن الوفاء بالتزاماتها في ما يتعلق بفصل مقاتلي المعارضة المعتدلة عن متطرفي تنظيم جبهة النصرة ، وتحسن الوضع على طريق الكاستيلو، الشريان الاستراتيجي البالغ الأهمية الذي يصل إلى مدينة حلب المحاصرة”.

ووصف قرار واشنطن تعليق تعاونها مع موسكو في سوريا بأنه “انتصار بطعم الهزيمة”، معتبرة أن “الطرف الوحيد الذي يستفيد منه هم الإرهابيون”.

 

لندن

وفي المقابل، قال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون امام مجلس العموم البريطاني: “إذا استمرت روسيا على نهجها الحالي، أعتقد أن هذا البلد العظيم معرض لخطر أن يصير دولة مارقة”، داعيا الجماعات المناهضة للحرب مثل ائتلاف “أوقفوا الحرب” الذي يدعمه زعيم حزب العمال جيريمي كوربين للاحتجاج أمام السفارة الروسية.

وقال جونسون إنه يتعين على الغرب أن يكثف الضغوط على روسيا التي ساعدت في ترجيح كفة الحكومة السورية على مقاتلي المعارضة في الكثير من الجبهات في الصراع. وألقى على روسيا تبعة هجوم على قافلة مساعدات انسانية في سوريا الشهر الماضي.

واكد انه “ينبغي أن نتأكد أن لدينا سبلا مبتكرة في ايصال المساعدات الى حلب وكما قال عدد من الأعضاء ينبغي أن نزيد الضغط على نظام الأسد من خلال العقوبات وعلى الروس من خلال العقوبات”.

حلب: الفصائل المسلّحة تتحضر لهجوم «النفس الأخير»

عبد الله سليمان علي

«فراغُ الجعبة» ليس الهاجس الوحيد الذي يُؤرق قادةَ الفصائل المسلّحة في مدينة حلب ومحيطها القريب. فأمامَهم أيضاً «تضاربُ الأجندات والأولويات»، الذي تجلّى مؤخراً بضغوط تركية متصاعدة لزيادة عديد المسلحين المشاركين في عملية «درع الفرات»، واعتبار المعركة في الريف الشمالي ذات أولوية قصوى لا تتقدمُها أولويةٌ أخرى. وقد تزايدت هذه الضغوط بعد فشل محاولات تجنيد النازحين في مخيمات اللجوء رغم إغرائهم برواتب وتعويضات مالية مُجزية، وهو ما يعني أن المطلوب من الفصائل رفع مُستوى مشاركتها في المعركة ضد «داعش»، على حساب المعركة في حلب التي يبدو أن تركيا تضعُها حالياً في مرتبة متأخرة عن سابقتها.

وهناك أيضاً «عامل الوقت» الذي يدرك قادةُ الفصائل أنه لا يسير لمصلحتهم، خصوصاً في ظلّ الاحتدام الدولي الحاصل على خلفية ما يجري في حلب، وإمكان أن ينعكس هذا الاحتدام سلباً عليهم، لا سيما لجهة تحرّر موسكو من أي التزامات تجاه واشنطن بخصوص ضبط المعركة أو وضع خطوط حمراء من شأنها أن تكبح تقدم الجيش في الأحياء الشرقية من المدينة.

كما أن تصاعد الخلافات بين الفصائل، ووصولها في بعض الأحيان إلى درجة التهديد بالإبادة ضد بعضها بعضاً، بات يشكل عبئاً إضافياً يُثقل كاهلها، ويُقللّ من قدرتها على التقاط الأنفاس، خاصةً أن الجيش السوري، مدعوماً بالطيران الروسي، أخذ يُكثّف في الأيام الأخيرة من ضغوطه العسكرية على هذه الفصائل، عبر شنّ موجات متتالية من الهجمات من دون أن يترك أي فاصل زمني بين موجة وأخرى. وخيرُ مثالٍ على ذلك، الهجمات التي يشهدها حي الشيخ سعيد، الذي يُعتبرُ بوابةَ الأحياء الشرقية، وكان آخر هذه الهجمات، فجر أمس، حيث تمكن الجيش من التقدم إلى بعض النقاط قبل أن ينسحب منها، وسط معلومات تؤكد أن إحدى غايات الجيش في هذه المرحلة من وراء الهجمات المتتالية، هي التأثير على مخزون السلاح لدى الفصائل، من خلال إجبارهم على خوض معارك دفاعية مستمرة.

هذا الواقعُ المُزري وضعَ الفصائل المُسّلحة أمام خيارات محدودة أحلاها مرّ. فإما الاستمرار في وضعية الدفاع ومحاولة التصدي لهجمات الجيش السوري التي لم تتوقف لحظة منذ أيام عدة، لكن مشكلة هذا الخيار أنه يجعل من «فراغ الجعبة» شبحاً ماثلاً أمام أعين قادة الفصائل طوال الوقت، لأن ما يجري استهلاكه من ذخيرة في صدّ الهجمات المتتالية للجيش غير قابل للتعويض بسبب الحصار وانقطاع خطوط الإمداد. أما الخيار الثاني، فهو المبادرة إلى الهجوم، من باب أن فتحَ مستودعات الذخيرة والسلاح لشنّ محاولة أخيرة تهدف إلى فكّ الحصار عن معاقلهم في الأحياء الشرقية يبقى أفضل من استهلاك مخزوناتهم في حرب دفاعية ليس لها أي أفق استراتيجي.

ويبدو أن «جبهة النصرة»، المتحمسة لخيار الهجوم، نجحت في إقناع باقي الفصائل بجدوى هذا الخيار وحظوظه من النجاح، وذلك بعد عدد من الاجتماعات التي عُقدت في الآونة الأخيرة بين قيادات الفصائل لبحث معركة أحياء حلب الشرقية وكيفية التعاطي معها. وما شجّع الفصائل على تبنّي هذا الخيار، برغم أنه سيكون بحكم المغامرة في ظل الحصار المطبق المفروض عليها، هو الحاجة إلى شدّ عصب «جيش الفتح» وحلفائه من الفصائل الأخرى بعد سلسلة الهزائم التي تعرضوا لها، سواء في حلب أو حماه، والتي تزامنت مع اندلاع «الفتنة» بين «أحرار الشام» و «جند الأقصى» التي كادت تطيح وحدة هذا «الجيش» وتمزقه إرباً، لولا مساعي اللحظات الأخيرة التي انتهت بفرض حلٍّ لم يحظ بالحماسة المأمولة.

وفي الاجتماع الأخير الذي عُقد في اليومين الماضيين، اتفقت الفصائل، وعلى رأسها «جيش الفتح» و «فاستقم كما أمرت» و «جيش المجاهدين» و «الجبهة الشامية»، على تبني خيار الهجوم المعاكس. وفي خطوةٍ تشير إلى جدية هذا التبني بحسب مصادر إعلامية مقربة من بعض هذه الفصائل، فقد تمّ الاتفاق على اسم القائد العام لمدينة حلب الذي يُرجح أنه ينتمي إلى «أحرار الشام» واسم القائد العسكري للهجوم وهو من «جبهة النصرة» ويرجح بعض النشطاء الإعلاميين أن يكون أبو حسين الأردني الذي ذكرت معلومات سابقة أنه تولى قيادة «جيش الفتح» مكان أبي عمر سراقب.

وقد يكون الهجوم الذي أطلقته بعض الفصائل في ريف اللاذقية، أمس الأول، تحت مسمى «معركة عاشوراء»، أحد المؤشرات على أن ساعة الصفر بالنسبة للهجوم المعاكس في حلب باتت قريبة. لأن الهدف من إطلاق هذه المعركة التي لم تحرز أي تقدم على الأرض، قد لا يكون سوى محاولة لصرف انتباه الجيش السوري والضغط عليه للتخفيف عن جبهة حلب، وهي الخطوة ذاتها التي اتخذتها الفصائل قبل هجومها الأخير على ريف حلب الجنوبي ومنطقة الكليات، حيث تعمدت استباقه بهجوم في ريف اللاذقية.

وفي هذا السياق، كشف أبو عمر الحلبي، وهو قائد عسكري في «أحرار الشام» لوكالة «قاسيون»، أمس، أن الفصائل ستبدأ معركة كسر الحصار عن مدينة حلب و «أن العمل العسكري المقبل سيشمل الفصائل العسكرية كافة، على أن يكون بمجلس عسكري واحد، وبقيادة قائد عسكري واحد للفصائل كافة، بما فيها جبهة فتح الشام وحركة أحرار الشام الإسلامية»، مشيراً إلى أن الهدف لن يقتصر على كسر الحصار، بل «ستكون حلب بأكملها في قبضة المعارضة السورية».

ودعا الحلبي «المدنيين في حلب الشرقية إلى التحلي بالصبر، لأن الاقتحاميين والانغماسيين سيدخلون إليهم قريباً»، وهو ما يذكّر بتصريحات سابقة أطلقها السعودي عبد الله المحيسني إبان معركة الراموسة والتي تحدث خلالها عن «تحرير كامل حلب» بواسطة «ألف انغماسي»، إلا أن النتيجة كانت كارثية بالنسبة له، سواء لجهة أعداد القتلى الذين سقطوا في منطقة الكليات أو لجهة الخسارة الميدانية المهينة التي لحقت بقواته، وتمكن الجيش من إعادة الطوق على الأحياء الشرقية ومن ثم التقدم شمالاً وجنوباً.

وكان ملهم عكيدي، القائد العسكري في «فاستقم كما أمرت»، قد تحدث قبل أيام عن نية الفصائل شنّ هجوم معاكس، لكنه كان أكثر تواضعاً في تقديراته، حيث وضع احتمال الهزيمة في الحسبان، مشيراً إلى أن أكبر التحديات التي تواجه الفصائل هي الحصار وقطع خطوط الإمداد بالسلاح، وكذلك الافتقار إلى أعداد كافية من المقاتلين لتغطية كل المحاور، وهو ما دفعه إلى طرح اقتراح بتوزيع السلاح على الراغبين بالقتال من دون الاشتراط عليهم الانضمام إلى فصيل معين.

وأياً تكن التحضيرات التي تقوم بها الفصائل المسلحة في سبيل شن هجومها المعاكس، فإن جميع المؤشرات تدلُّ على أنه سيكون «هجوم النفس الأخير» بالنسبة لها لأنها ستكون مضطرة إلى استهلاك القسم الأكبر من مستودعات أسلحتها ومخازن ذخائرها وقذائفها من أجل فتح ثغرة نحو الأحياء الشرقية لا أحد يعلم إذا كانت ستتمكن في حال فتحها من الحفاظ عليها، كما حدث مع ثغرة الراموسة من قبل. كما سيؤثر ذلك على قدراتها الدفاعية بوجه هجمات الجيش السوري التي ستلي هجومها سواء نجح أو فشل. وهذا ما دفع العديد من النشطاء إلى القول إن الهجوم المعاكس سيكون له «طابع انتحاري».

 

مركز حميميم: عدد البلدات السورية المنضمة إلى التهدئة يرتفع إلى 764

موسكو- د ب أ- أعلن المركز الروسي لتنسيق التهدئة في سوريا أن عدد البلدات والقرى السورية التي انضمت إلى المصالحة ارتفع إلى 764، طبقا لما ذكرته وكالة “سبوتنيك” الروسية للانباء الاربعاء.

 

وأفاد المركز الكائن في قاعدة “حميميم” الجوية قرب اللاذقية في بيان أصدره مساء الثلاثاء، بأن ممثلين عن أربع بلدات وقعوا على اتفاقات المصالحة خلال الساعات الـ24 الأخيرة.

 

ورصد المركز، في الوقت ذاته، 46 حالة انتهاك لوقف الأعمال القتالية، موضحا أن المجموعات المسلحة غير الشرعية نفذت 23 عملية استهداف للمواقع الحكومية في محافظة حلب، فيما تم تسجيل 15 حالة خرق من قبل المسلحين في محافظة دمشق، و5 في محافظة حماة، وانتهاكين في اللاذقية وحالة واحدة للخرق في درعا، حسب الوكالة الروسية.

 

المعارضة تحصل على صواريخ «كوبرا» ارض ـ جو وتستخدمها ضد الطيران الروسي في درعا

غارات روسية هي الاعنف منذ ايام على الاحياء الشرقية في حلب تقتل مدنيين بينهم أطفال

عواصم ـ وكالات ـ «القدس العربي»: أورد المرصد السوري لحقوق الإنسان معلومات عن بدء فصائل سورية معارضة استخدام صواريخ «كوبرا» المضادة للطائرات، بالتزامن مع وصول دفعة جديدة من صواريخ «تاو» الأمريكية المضادة للدروع.

ونقل المرصد عن مصادر عدة معلومات تؤكد أن عناصر من الفصائل استخدموا صواريخ «كوبرا» للتصدي لطائرات حربية نفّذت ما لا يقل عن 13 غارة على بلدة داعل بريف درعا الشمالي والتي يسيطر عليها «لواء الكرامة» التابع لـ «الفيلق الأول».

وأكدت مصادر المرصد أن الفصائل «استخدمت قذيفة صاروخية على الأقل من نوع كوبرا، إلا أنها لم تحقق أي هدف بسبب قيام الطائرات الحربية بإلقاء بوالين حرارية بعد تنفيذ غارتها».

ولفت المرصد إلى أنه حصل خلال الأيام الفائتة على معلومات «تؤكد وصول مئات المضادات من نوع كوبرا إلى الفصائل في سوريا، مقبلة من أسواق أوروبا الشرقية بتمويل عربي، فيما دخلت آلاف الصواريخ من نوع غراد إلى مجموعات من الفصائل العاملة في مناطق سورية عدة، بالتزامن مع دخول دفعة من صواريخ التاو الأمريكية إلى مجموعات أخرى في سوريا».

وصواريخ «كوبرا» عبارة عن نظام دفاع جوي صاروخي من نوع أرض – جو قصير المدى يعمل على التوجيه الحراري للصاروخ، ويستخدم من جانب المشاة، كما يطلق من على الكتف بواسطة مقاتل واحد، وفق ما جاء في تقرير المرصد الذي أضاف أنه عادة ما يُستخدم «للأهداف ذات الارتفاع المنخفض حيث يبلغ مدى الصاروخ 3700م بارتفاع يصل إلى 1500م بسرعة 430 متراً بالثانية»

الى ذلك قتل ثمانية مدنيين على الأقل أمس الثلاثاء جراء غارات روسية هي الأعنف منذ أيام على الأحياء الشرقية المحاصرة في مدينة حلب، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «قتل ثمانية مدنيين على الأقل جراء غارات روسية كثيفة على حيي بستان القصر والفردوس في شرق حلب»، موضحا أن «الغارات اليوم (أمس) هي الأعنف على الأحياء السكنية منذ نحو أسبوع».

وتجددت الغارات على الأحياء السكنية في شرق حلب، واستهدفت بشكل خاص أحياء القاطرجي والميسر وقاضي عسكري وبستان القصر.

وفي حي بستان القصر، أدت الغارات إلى تدمير مبنيين بالكامل إثر استهدافهما. ونقل مشاهدته للكثير من الأشلاء فضلا عن ضحايا ممددين على الأرض لم يتمكن السكان من التعرف على هويات العديد منهم.

وقال إن متطوعين من الدفاع المدني كانوا يعملون بأيديهم على رفع الأنقاض بحثا عن الضحايا، مشيرا إلى سحب جثتي طفلين على الأقل.

على جبهة أخرى في ريف حلب الشمالي الشرقي، أفاد المرصد السوري بمقتل عشرة مدنيين من عائلة واحدة وإصابة آخرين بجروح في تفجير انتحاري استهدف بعد منتصف ليل الاثنين الثلاثاء قرية الماشي الواقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية التي تضم فصائل كردية وعربية.

وتدور اشتباكات متقطعة بين تنظيم الدولة الإسلامية وقوات سوريا الديمقراطية في ريف حلب الشمالي الشرقي منذ تمكن الأخيرة في آب/اغسطس الماضي من طرد الجهاديين من مدينة منبج، التي شكلت في عام 2014 أحد أبرز معاقلهم في محافظة حلب.

 

دمشق القديمة على موعد مع شحن طائفي ووجود ضخم لشيعة العراق وإيران استعداداً لذكرى عاشوراء

هبة محمد

دمشق ـ «القدس العربي»: يستمد المدّ الشيعي زخماً وتوسع في عهد رئيس النظام السوري بشار الأسد، لتنتقل حالة التشيّع تدريجيّاً من التوجه المذهبيّ إلى حالة سياسيّة وأمنيّة متغلغلة في أعماق المجتمع السوري، خصوصاً مع تزايد التحدّيات التي تواجه النظام، والتي دفعته إلى الاعتماد المتزايد على عناصر إيرانيين شيعة وقوات حزب الله اللبناني بمساعدة حكومة طهران.

هذا فضلاً عن بسط نفوذ الفصائل العراقية الطائفية وتوسع دائرة انتشارها وتمكن رجالاتها من التغلغل داخل المجتمعات السورية، وسط مخاوف شعبية محلية من تزايد الضغوط على الأكثرية السنية لإحداث تغيير ديمغرافي على أسس وتوجهات طائفية، تعقد الحالة السورية أكثر فأكثر.

ويترافق ذلك مع انتشار ظاهرة الاحتفال بالمناسبات الشيعية وفق طقوس اللطميات وشعار ثارات الحسين، والتي يرى فيها الدمشقيون تغيراً لوجه مدينتهم السنية في معظمها، دون القدرة على نقد الواقع.

وقال الناشط الإعلامي براء وهو الاسم المستعار له لأنه أحد سكان العاصمة دمشق الحاليين، لـ «القدس العربي» ان من يمر خلال فترة اعداد الشيعة لذكرى عاشوراء، من أطراف الشاغور وشارع الأمين وصولاً إلى مدحت باشا والبزورية والحميدية والمسجد الأموي وصولاً لأطراف العمارة وباب توما وما يتفرع عنهم من تشعبات وأسماء أزقة وأسواق، يكاد يصعب عليه حفظ ما يصادفه من أسماء حملات ووفود شيعية تعترضه في طريقه، منها حملة عودة العقيلة عليها السلام، وحملة العباس، وحملة الحسين، وغيرها الكثير، كل منها اتخذ شعاراً مختلفاً وألواناً تنوعت ما بين الاسود والاخضر والاصفر، تراهم يتجولون رجالاً ونساءً أفواجا ً أفواج، في ظل طوق أمني تفرضه أجهز الأمن السوري واللجان الشعبية وعناصر الميليشيات الشيعية وذلك تحت إشراف جهاز أمني خاص يدعى «أمن المقام» مع التدقيق الشديد على مداخل المنطقة الممتدة من الكلاسة وباب السلام إلى مقام السيدة رقية مروراً بالقيمرية ومحيطها وصولاً لشارع الأمين، بيد أن الأمور تبدو شبه عادية خارج هذا الشريط الذي يشهد خلال هذه الايام تجهيزات كبيرة ليوم عاشوراء، في ظل توافد عشرات الوفود الشيعية وبتسهيلات كبيرة من نظام الأسد، فيما يبقى أهالي دمشق يتحسرون على مدينتهم القديمة وما آلت إليه من مظاهر تشييع علنية على مرأى ومسمع منهم، دون أن يتمكنوا من تحريك ساكن.

فلم يعد وصف دمشق بالمدينة المحتلة منصفاً، في نظر المتحدث براء الذي قال إن «تصرفات آل الاسد وشبيحتهم وزعران أفرعهم الأمنية مع سكان المدينة ليس إلا كتصرف المالك بملكه، دون أدنى مقاومة لطغيانهم أو الدفاع عن الحقوق من قبل سكانها، بعد أن أصبحوا ضعفاء لا حول لهم ولا قوة».

دمشق حسب أهلها باتت مدينة مستباحة، يهدد سكانها خطر التهجير القسري والتغيير الديموغرافي في تركيبتها، ليحل مكانهم غرباء شيعة، سلاحهم أقوى من جذور أصحاب الأرض والحق.

وأكد براء: تغييب معالم كثيرة عن أحياء دمشق، التي اكتست بسواد أعلام الشيعة، وثأرهم الأزلي من أبناء دمشق الأموية، برغم عراقتها التاريخية والدينية، وهذا الأمر وإن طالت المدة واختلفت أساليب وحيل النظام وأعوانه من فرس وروس في تنفيذه، سيمتد لا محالة، وخاصة إن بقينا مشتتي الصفوف والتناحرات الفصائلية والمنهجية التي باتت هي دون غيرها ما يشغلنا.

 

درع صاروخي روسي… خطوة تركية تاريخية قد تؤسس لبداية الابتعاد عن حلف «الناتو»

إسماعيل جمال

إسطنبول ـ «القدس العربي»: بينما كان الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين يعلنان حزمة من الاتفاقيات والتفاهمات التاريخية الهامة بين البلدين في مجالات الاقتصاد والطاقة والتعاون المشترك، سربت مصادر في وزارة الخارجية التركية ما يمكن وصفه بـ«الملف الأبرز» في مباحثات الزعيمين لما يحمله من أبعاد إستراتيجية على كافة الأصعدة.

فعلى الرغم من أهمية اتفاقيات رفع مستوى التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري وبناء محطة «أق قويو» لتوليد الطاقة النووية، وخط الغاز الإستراتيجي «ترك ستريم»، إلا أن الحديث عن عرض روسي لبناء منظومة للدرع الصاروخي للجيش التركي كان الأبرز والأكثر حساسية في الملفات المطروحة حتى الآن، لما يحمله من أبعاد إستراتيجية كبيرة.

فالأمر هنا يتعلق بأبرز الملفات حساسية في العلاقة بين تركيا وحلف شمال الأطلسي «الناتو»، الذي يعارض بشدة استخدام تركيا لأي منظومة درع صاروخي غير التابعة للحلف «منظومة الباتريوت»، حيث عمل الناتو في السابق على إفشال أي مساع تركية لشراء منظومة أخرى.

وحسب ما اطلعت عليه «القدس العربي»، فإن موقع «جلوبال فاير بور» أحد أشهر مواقع تصنيف الجيوش عالمياً، وضع الجيش التركي في المرتبة العاشرة عالمياً، كما أنه يعتبر ثاني أقوى الجيوش في حلف شمال الأطلسي «الناتو»، إلا أنه ما زال يفتقد إلى منظومة متطورة للدرع الصاروخي لمواجهة اختراقات الطائرات واحتمال تعرض الأراضي التركي لهجمات صاروخية من محيطها المضطرب.

ورغم مكانة تركيا بالناتو، تتهم الجهات الرسمية التركية الحلف بإهمال أمن بلادها وابتزازها في أصعب الظروف الأمنية التي عاشتها خاصة خلال السنوات الأخيرة، حيث لم ينشر الحلف سوى عدد قليل جداً من بطاريات «الباتريوت» في تركيا حتى عندما تعرضت الأراضي التركية لتهديدات بالغة بسبب الأزمة السورية.

وعقب قيام طائرات حربية تركية بإسقاط مقاتلة روسية على الحدود مع سوريا، نهاية العام الماضي، والدخول في أزمة سياسية وعسكرية حساسة مع موسكو، أقدم الحلف على سحب إحدى بطاريات «باتريوت» التي كان ينصبها في تركيا وترك أنقرة تواجه مصيرها مع روسيا رغم الدعم الكلامي الذي تلقته من قادة الدول الكبرى في «الناتو»، الأمر الذي أثار غضب الحكومة التركية بشكل غير مسبوق وأعاد النقاش الداخلي حول ضرورة الحصول على منظومة متقدمة للدرع الصاروخي لا تقع تحت إمرة قيادة الناتو.

وسائل إعلام تركية نقلت عن مصادر في وزارة الخارجية تأكيدها أن تركيا تنتظر من روسيا عرضا فيما يخص نظام الدفاع الجوي بعيد المدى «درع صاروخي»، لافتاً إلى أن أردوغان وبوتين تباحثا حول الأمر في الاجتماع الثنائي الذي جرى بينهما في إسطنبول، مساء الاثنين، على هامش اجتماع الطاقة الدولي المنعقد في المدينة.

وخلال المؤتمر الصحافي بين الزعيمين، أكد بوتين استعداد بلاده للتعاون المشترك مع تركيا في مجال النظام الدفاعي، معرباً عن أمله في تحويل المباحثات في هذا الصدد إلى تعاون مادي ومحسوس بين البلدين. ومن المنتظر أن يعقد رؤساء الأركان والاستخبارات من تركيا وروسيا اجتماعات تفصيلية، اليوم الأربعاء.

وتأتي هذه التطورات، في الوقت الذي تشهد فيه العلاقات الأمريكية والغربية بشكل عام «الناتو» توتراً غير مسبوق مع روسيا على خلفية استخدام موسكو حق النقص «الفيتو» ضد مشروع القرار الغربي حول حلب في مجلس الأمن الدولي، كما تأتي في ظل توتر مستمر في العلاقات التركية مع واشنطن على خلفية رفض الأخيرة تسليم فتح الله غولن وعدم دعم رؤية أردوغان للأحداث في سوريا والعراق.

وعلى الرغم من أن روسيا وتركيا لم توقعا بعد على اتفاقية «الدرع الصاروخي» إلا أن كافة المعطيات تشير إلى أن أنقرة عازمة على شراء المنظومة من موسكو في أقرب وقت ممكن وذلك بهدف تأمين الأراضي التركية التي تتعرض لتهديدات متزايدة من الخارج وتوجيه رسالة قوية لحلف «الناتو»، وأن تركيا لديها خيارات أخرى من أجل تأمين أمنها القومي بعيداً عن ابتزاز الحلف، كما تصفه وسائل الإعلام التركية.

وفي حال إتمام الاتفاقية بشكل نهائي، تكون تركيا قد دخلت في مواجهة جديدة غير مسبوقة مع «الناتو» الذي يرفض بقوة هذا الأمر ويعتبره تهديداً لدول الحلف، حيث رفض سابقاً مساعي تركية لشراء نظام درع صاروخي من الصين واضطرت تركيا لإلغاء الاتفاقية الأولية بعد انتقادات وضغوط هائلة تعرضت لها من الناتو.

ويبرر الحلف رفضه بأن أي منظومة أخرى غير «الباتريوت» تشكل تهديداً على تماسك أعضاء الحلف والتكامل بينهم، ويصعب ربطها بـ«الباتريوت» وفي حال ربطها يشكل ذلك تهديداً على أمن وسرية المعلومات خاصة إن كانت المنظومة الأخرى تديرها الصين أو روسيا.

ونظرياً، تعتبر تركيا مشمولة ضمن منظومة «الباتريوت» التي يعمل على نشرها «الناتو» في دوله للتصدي لأي هجمات صاروخية محتملة على دول الحلف، حيث بإمكان صواريخ باتريوت أن تدمر في الجو صواريخ باليستية تكتيكية وصواريخ مجنحة وطائرات.

لكن عملياً، بدأ في عام 2012 تشغيل رادار واحد للإنذار المبكر، وأشرف الجيش الأمريكي على تشغيل إحدى وحدات المنظومة من مدينة «ملاتيا»، التي تبعد نحو 650 كيلومتر، من جنوب شرقي العاصمة أنقرة، ولحقها وحدات تم تشغيلها من قبل الجيش الإسباني والألماني، وهو جزء صغير من المنظومة يؤكد محللون عسكريون أنه «غير كافي» لحماية الأراضي التركية من هجمات محتملة.

وفي خضم المشاكل التي عاشتها تركيا مع روسيا وسوريا في السنوات الأخيرة، سحبت واشنطن إحدى وحدات المنظومة التي نشرتها عام 2013 في مدينة غازي عنتاب، قبل أن تتمكن تركيا وبضغط كبير من إقناع ألمانيا بعدم سحب منظومة أخرى كانت تنشرها في الأراضي التركية مقابل بذل تركيا مساعي أكبر لوقف تدفق اللاجئين، وهو ما فُسر على أنه استخدام للمنظومة من قبل الناتو كورقة ضغط وابتزاز ضد تركيا.

ومنذ عدة سنوات، أعلنت تركيا فوز شركة صينية للصناعات الحربية بعطاء لبناء منظومة الدفاع الصاروخي الخاصة بتركيا، وقالت أنقرة إنها ستبدأ مشاورات لبحث تفاصيل العقد مع الشركة الصينية التي رست عليها مناقصة شراء منظومة HQ-9 للدفاع الصاروخي، بعد منافسة مع منظومة «باتريوت» الأمريكية، ومنظومة الاتحاد الأوروبي، ومنظومة «اس 300» الروسية.

وفضلت تركيا آنذاك المنظومة الصينية التي تعتبر نسخة معدلة من منظومة «اس ـ 300 بي» الروسية بتكلفة قاربت الثلاثة مليارات دولار، وهو أقل بمليار دولار من العروض الأخرى التي تم تقديمها، بالإضافة إلى أن الشركة المصنعة كانت ستعمل بشكل مشترك على الأراضي التركية من أجل نقل التقنية إلى الخبراء الأتراك وهو الأمر الذي شددت عليه أنقرة ورفضته العروض الأخرى.

وكان العقد ينص على تزويد الصين لتركيا بمحطات رادار وصواريخ مضادة للطائرات قادرة على تدمير الطائرات والصواريخ، تتوزع في أربع منظومات للدفاع الصاروخي مكونة من 288 صاروخ في 12 وحدة إطلاق. لكن جميع هذه المساعي تجمدت بشكل كامل دون الإعلان عن فشلها نهائياً وذلك بفعل قوة الضغوط التي مارسها الحلف على أنقرة.

وعقب ذلك، بدأت أنقرة مفاوضات لشراء منظومة صواريخ «تي ـ سامب» من إنتاج فرنسي ـ إيطالي مشترك، حيث جرت زيارات عسكرية تركية لمقر الشركة وجرت اختبارات بالذخيرة الحية، دون الإعلان عن التوقيع على اتفاق نهائي.

كما سعت تركيا منذ عام 2006 لبناء منظومة محلية خاصة بها ووقعت الحكومة عقداً مع إحدى شركات الصناعات الدفاعية التركية، لكن هذه المحاولات تجري ببطئ شديد بسبب نقص الخبرة والإمكانيات الفنية، حيث تستمر التجارب على صواريخ قصيرة ومتوسطة المدى لا تفي بكاملة الاحتياجات الدفاعية التركية ولا تستطيع ـ على سبيل المثال- مواجهة الصواريخ بعيدة المدى التي تمتلكها إيران والنظام السوري.

 

مبادرة سعودية قطرية لإنهاء الصراع في سورية

تُسلّم اليوم أكثر من ستين دولة رسالة إلى رئيس مجلس الأمن ، بمبادرة من المملكة العربية السعودية ودولة قطر، للإعراب عن الغضب من التصعيد الخطير للعنف في مدينة حلب السورية، وتدعو الأطراف للمشاركة في عملية سياسية.

وبحسب الرسالة التي تلقت قناة “الجزيرة” نسخة منها، فإنّ المبادرة تدعو المجتمع الدولي إلى إنهاء العنف في سورية، وإلى حماية الشعب السوري من ويلات الحرب.

وتشدد على عدم وجود حل عسكري للصراع في سورية، داعية كل الأطراف إلى المشاركة في عملية سياسية تفضي إلى انتقال سياسي قائم على بيان جنيف وقرارات مجلس الأمن.

كما تحذّر الرسالة مجلس الأمن من الوقوف في الجانب الخاطئ من التاريخ بفشله في مواجهة الفظائع في سورية.

وكان مجلس الأمن قد فشل السبت الماضي في إصدار قرار بشأن سورية، بعد أن استخدمت روسيا حق النقض “الفيتو”، لإبطال مشروع قرار فرنسي يطالب بوقف إطلاق النار في حلب، وفرض حظر للطيران فوق المدينة، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى السكان المحاصرين.

وتأتي هذه المبادرة في وقتٍ تعمل فيه الدول والأطراف المعنية بالصراع السوري والداعمة للمعارضة على درس خياراتها، مع ترقب اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، يوم غد الخميس، مع نظيرهم التركي مولود جاويش أوغلو، في الرياض، والذي سيبحث التطورات في المنطقة وأبرزها الملف السوري.

 

روسيا تنتقم من حلب… والمعارضة السورية تسرع تحركاتها

محمد أمين

تعيد مختلف الأطراف الدولية والسورية ترتيب أوراقها وتحديد خياراتها تجاه الملف السوري للمرحلة المقبلة، في الوقت الذي تستمر روسيا فيه بنهجها عبر الرد على أي خلاف سياسي بالانتقام من المدنيين، وهو ما تُرجم بعودة القصف العنيف على الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة السورية في مدينة حلب. كذلك تعزز موسكو دعمها للنظام السوري، مع توجّهها لتزويده بمنظومة دفاع جوي، وذلك بعدما كانت أعلنت سعيها لإقامة قاعدة عسكرية دائمة في طرطوس السورية، الأمر الذي لم يتأخر النظام لتبريره.

مقابل ذلك، تعمل الدول والأطراف المعنية بالصراع السوري والداعمة للمعارضة على درس خياراتها، مع ترقب اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، يوم غد الخميس، مع نظيرهم التركي مولود جاويش أوغلو، في الرياض، والذي سيبحث التطورات في المنطقة وأبرزها الملف السوري.

فيما ترتفع حدة التوتر الغربي الروسي على خلفية الأزمة السورية، والتي أدت إلى إلغاء زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى باريس والتي كانت مقررة في 19 أكتوبر/ تشرين الأول الحالي، وسط أنباء عن أن بوتين رفض أن تقتصر المباحثات على الشأن السوري. كذلك وجّه وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، تحذيراً إلى روسيا من أنها تخاطر بالتحوّل إلى دولة مارقة إذا واصلت قصف أهداف مدنية في سورية، قائلاً إن القوى الدولية يتعيّن عليها فعل المزيد لمعاقبة موسكو من خلال فرض عقوبات. وأعلن جونسون في كلمة أمام البرلمان أمس أن “كل الأدلة المتاحة تشير إلى مسؤولية روسية” عن الهجوم الذي استهدف قافلة مساعدات إنسانية في سورية قبل فترة، داعياً إلى التظاهر أمام السفارة الروسية احتجاجاً على عمليات موسكو في سورية.

في هذه الأجواء، تبحث المعارضة السورية عن حلول خارج مجلس الأمن الدولي بعد تعطيل موسكو لعمله، واستخدامها الفيتو للمرة الخامسة لإجهاض مشاريع قرارات تحاول إيجاد سبل حل للصراع السوري. وأعلنت المعارضة أنها ستبدأ إجراءات اللجوء إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة لتفعيل مبدأ “الاتحاد من أجل السلام”، لاتخاذ قرار يعادل قرارات مجلس الأمن من حيث القوة التنفيذية. وينص هذا المبدأ على أنه في حال عدم تمكّن مجلس الأمن من مباشرة مسؤوليته الرئيسية في حفظ السلام والأمن الدولي، “تنظر الجمعية العامة في المسألة على الفور بهدف تقديم توصيات مناسبة إلى الأعضاء من أجل اتخاذ تدابير جماعية، بما في ذلك استخدام القوة المسلحة في حالة الإخلال بالسلم أو وقع عمل من أعمال العدوان، وذلك لحفظ السلم والأمن الدولي أو إعادته إلى نصابه”.

وعاود الطيران الروسي ومقاتلات النظام الحربية، أمس الثلاثاء، قصف الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة السورية المسلحة في حلب بالصواريخ الارتجاجية، بعد أيام من الهدوء النسبي. وذكرت مصادر في المعارضة أن القصف استهدف عدة أحياء، منها: بستان القصر، والصالحين، والفردوس، والقاطرجي، مشيرة إلى مقتل وإصابة العشرات من المدنيين، بينهم أطفال. في حين ذكر ناشطون أن فرق الدفاع المدني في المدينة تحاول انتشال جثث قتلى من تحت الأنقاض، وإنقاذ مصابين عالقين. وبدأ الطيران الروسي، ومقاتلات نظام الأسد حملة قصف غير مسبوقة في التاسع عشر من الشهر الفائت إثر انهيار اتفاق هدنة هش رتبته موسكو وواشنطن، وأدت هذه الحملة إلى مقتل وإصابة آلاف المدنيين، وسط إصرار نظام الأسد وحليفيه الروسي والإيراني على خروج المعارضة من مدينة حلب قبل أن تتوقف الحملة، وهو ما دفع الملف السوري إلى مزيد من التأزيم.

ويأتي ذلك مع استمرار موسكو في زيادة دعمها للنظام السوري، وهي تنظر في إمكانية تزويده بشحنة من منظومة الدفاع الجوي الصاروخي المدفعي “بانتسير”، وفق وسائل إعلام روسية. ونقلت صحيفة “إزفيستيا” الروسية عن مصدر مطلع، أمس، أن صفقة بهذا الشأن كانت عقدت منذ عدة سنوات، إلا أنها لم تنفذ إلا جزئياً لأسباب مالية، مضيفاً أن روسيا قررت الآن تزويد النظام بالكمية المتبقية من “بانتسير” من دون المطالبة بالتسديد الفوري. وذكرت الصحيفة أن المصدر رفض تحديد العدد الدقيق لـ”بانتسير” التي سيتم إرسالها إلى قوات النظام، لكنه أشار إلى أنها لن تقل عن 10 وحدات متكاملة، علاوة على ذلك سيتم إرسال نقاط قيادة ومحطات رادار إضافية لربط وحدات التشكيل العسكري لهذا السلاح المضاد للجو بهدف زيادة فعاليته في مواجهة الغارات الكثيفة. وقال خبراء مختصون لصحيفة “إزفيستيا” إن “قرار موسكو بهذا الشأن دافعه على الأرجح الوضع المتوتر حول سورية والتهديد الأميركي بتوجيه ضربات إلى قوات بشار الأسد”.

وكانت روسيا قد أعلنت أنها تعمل على إنشاء قاعدة عسكرية دائمة في ميناء طرطوس، وهو الأمر الذي لم يتأخر النظام لتبريره، إذ أعلن مدير فرع الإعلام في جيش النظام العميد سمير سليمان، أن إنشاء هذه القاعدة “سيعزز قدرات القوات السورية وسيسرع تحقيق النصر على الإرهابيين”. وقال سليمان لوكالة “نوفوستي” الروسية، إن إنشاء هذه القاعدة “سيزيد من القدرات العسكرية لروسيا وسورية وكذلك حلفائهما الذين يحاربون الإرهابيين من أجل الإسراع في وضع حد للإرهاب”.

لكن مقابل رفع التحضيرات العسكرية، أعادت موسكو القول إنها مستعدة للتعامل مع الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى لتسوية الأزمة السورية. وقال نائب وزير الدفاع الروسي أناتولي أنطونوف، أثناء مشاركته في أعمال الدورة السابعة للمنتدى السنوي العسكري حول قضايا الدفاع والأمن في بكين، أمس، إن “موسكو ستواصل بذل الجهود في محاربة الإرهاب والحيلولة دون تصعيد حدة التوتر في سورية بغض النظر عن الاتهامات الباطلة الموجهة ضدها”، مشدداً على أنه “لا يوجد حل عسكري للأزمة في سورية”. وأعرب عن أمله في أن “الولايات المتحدة لم تتخل تماماً عن الوسائل الدبلوماسية لصالح السيناريو العسكري في سورية”، مشيراً إلى أن موسكو لا تزال مستعدة لاستئناف الحوار مع واشنطن بشأن سورية.

في غضون ذلك، وفيما كانت موسكو تعلن إلغاء زيارة بوتين إلى باريس، كان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند يعتبر أنه من المهم مواصلة المحادثات مع روسيا رغم الخلافات الكبيرة معها بشأن سورية ولكن لا جدوى من المباحثات إذا لم تكن “صريحة وحازمة”.

أما تركيا فكانت تؤكد أن “عمليات مكافحة الإرهاب خارج الحدود” (في سورية والعراق) متواصلة بكل حزم. وقال رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، في كلمة له أمام الكتلة النيابية لحزبه، العدالة والتنمية، أمس: “نتحدث (في سورية) دائماً عن غرب الفرات، لكن في حال استمرت الأنشطة الإرهابية شرق الفرات، فإننا مستعدون لفعل ما يلزم هناك أيضاً”.

في هذه الأجواء يأتي تحرك المعارضة السورية باتجاه الأمم المتحدة، وأكد المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة رياض نعسان آغا، في تصريحات لـ”العربي الجديد”، أن إجراءات اللجوء إلى الأمم المتحدة “ستبدأ قريباً” من أجل تفعيل مبدأ “الاتحاد من أجل السلام”، مشيراً إلى أن هناك دولاً شقيقة وصديقة تقف إلى جانب السوريين في هذا الخيار السياسي، مضيفاً: “علينا فعل كل ما ينبغي عمله”.

” وفي سياق التحركات السياسية للمعارضة، حثّ المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب، الحكومة الفرنسية على متابعة جهودها في المحافل الدولية، معبراً خلال اتصال هاتفي مع وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرولت، الاثنين، عن شكره لفرنسا للدور الذي تقوم به للحدّ من المعاناة الإنسانية في سورية وخصوصاً في مدينة حلب، وإنهاء الحصار عن المدن والبلدات وإدخال المساعدات الإنسانية، وإيجاد حل عادل للقضية السورية. وشدد حجاب على ضرورة البحث عن آليات أخرى خارج مجلس الأمن الدولي، بسبب تعطيل روسيا لعمل مجلس الأمن بموقفها ومشاركتها في جريمة قتل الشعب السوري إلى جانب نظام الأسد، داعياً إلى محاسبة من يرتكب الانتهاكات من النظام وحلفائه بحق الشعب السوري وعدم الإفلات من العقاب، وفق بيان صادر عن الهيئة. وكان المندوب الروسي في مجلس الأمن استخدم حق النقض “الفيتو”، السبت الفائت، ضد مشروع القرار الفرنسي – الإسباني.

ولم تقتصر جهود المعارضة السورية على الأمم المتحدة، إذ وجّه رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أنس العبدة، رسالة إلى الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي إياد أمين مدني، طالبه فيها ببذل جهود في المحافل الدولية لوقف الجرائم التي تحدث في سورية. وأشار الائتلاف الوطني، في بيان أمس الثلاثاء، إلى أن العبدة أكد في رسالته ضرورة قيام المنظمة بدور في المحافل الدولية لوضع حد للمأساة الإنسانية، ووقف الجرائم المرتكبة بحق السوريين خصوصاً في مدينة حلب، لإنقاذ حياة أكثر من 300 ألف مدني محاصرين فيها تفتك بهم طائرات روسيا والأسد والمليشيات المتعددة الجنسيات.

كما طالب العبدة منظمة التعاون الإسلامي بتسليم مقعد سورية في المنظمة للائتلاف الوطني كونه الممثل الشرعي للشعب السوري وفق قرارات جامعة الدول العربية، مشيراً إلى أن القوات الروسية قتلت منذ تدخلها في سورية قبل عام 3264 مدنياً، بينهم 911 طفلاً و619 امرأة، وارتكبت أكثر من 169 مجزرة مستهدفة ما لا يقل 417 مركزاً حيوياً، بينهم عشرات المستشفيات والمراكز الطبية وقوافل المساعدات. ولفت العبدة في رسالته إلى أن روسيا استخدمت الأسلحة المحرمة دولياً خلال القصف، وتم تسجيل 147 هجمة روسية بالذخائر العنقودية و48 هجمة بالأسلحة الحارقة.

أما النظام من جهته، فلم يتوانَ عن توجيه انتقادات للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. واعتبرت وزارة خارجية النظام، في بيان، أن بان كي مون “أكد مرة جديدة فشله في احترام أبسط المتطلبات التي توجبها المسؤولية المناطة به، وأهمها الصدق والنزاهة والاستقلالية”، قائلة إنه “ارتضى لنفسه التصرف وفق سياسات بعض الدول إزاء سورية وهو يتحمل مسؤولية قانونية وأدبية في ما آلت إليه الأوضاع عندما وفر مع البعض إحدى مظلات الدعم السياسي للإرهاب التكفيري”.

 

خطاب قومي تركي يُترجَم إعلاميّاً وتربويّاً ويقلق اللاجئين السوريين

إسطنبول ــ باسم دباغ

 

 

يتصاعد الخطاب القومي التركي منذ تنحية أحمد داود أوغلو عن رئاسة الوزراء، بشكل مضطرد، سواء في الإعلام الموالي للحكومة التركية، أو على لسان عدد من المسؤولين الأتراك، مترافقاً مع تصاعد المواجهات مع حزب العمال الكردستاني، ليبلغ هذا الخطاب أوجه مع عملية “درع الفرات” التي شنّتها القوات المسلحة التركية والمعارضة السورية في جرابلس، ومع الخلافات التي اندلعت بين إيران وتركيا حول عملية استعادة السيطرة على مدينة الموصل من قبضة تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش).

ويأتي ذلك مع تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، المثيرة للجدل، حول اتفاقية لوزان التي تُعد بمثابة وثيقة إعلان الجمهورية التركية، إذ اعتبرها، بخلاف الخطاب الرسمي للدولة التركية، وثيقة هزيمة وليس انتصاراً لبقايا الجيش العثماني بعد الحرب العالمية الأولى، الذي لم يستطع استعادة إلا أقل من عشرة في المائة من أراضي السلطة العثمانية، كما أنه لم يستطع حتى استعادة الأراضي التي تم الاتفاق عليها في “الميثاق الملي”، والتي كانت تشمل ولاية الموصل العثمانية بما في ذلك كل من كركوك وأربيل والسليمانية ودهوك، وولاية حلب وشرق تركيا حيث تسكن غالبية تركية تقع الآن داخل أراضي اليونان.

تلقف عدد من كتّاب الأعمدة الأتراك تصريحات أردوغان، ليبدأوا حملة واسعة، تتحدث عن “أحقية تركيا في الموصل”، وفق الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها مع الاحتلال البريطاني قبيل إعلان الجمهورية العراقية. وبحجة أن المنطقة يُعاد رسمها من الأميركيين الآن، أكد كتّاب مشهورون، منهم الكاتب في جريدة “تقويم” المقربة من أردوغان شخصياً، بولنت إرانداج، في مقال له، تحت عنوان “لم ننسَ الموصل”، أن تركيا لم تنسَ قيام الإنكليز برسم الخرائط التي فصلت الموصل وحلب عن الأناضول، مهاجماً حزب الشعب الجمهوري الذي يرفض التدخلات التركية في شؤون الشرق الأوسط.

في غضون ذلك، تستمر وكالات أنباء تركية، بالعمل على تغيير أسماء مدن سورية. فبينما يستخدم الرئيس التركي ورئيس الوزراء بن علي يلدريم، الاسم العربي لمدينة الراعي، تصر وكالات تركية في نسخها العربية حتى، على استخدام كلمة “جوبان باي” للحديث عن مدينة الراعي، بينما وصل الحد في النسخ التركية لصحف موجّهة للداخل التركي إلى تتريك أسماء القرى والبلدات في ريف حلب، بحجج عديدة يأتي على رأسها أن نظام “البعث” في سورية غيّر الأسماء التركمانية للقرى. لكن من غير المفهوم تتريك اسم مدينة الباب إلى “كابي” أي ترجمة حرفية لمعنى كلمة الباب باللغة التركية.

ووصل الأمر بمدير تحرير جريدة “يني شفق” الموالية للحكومة التركية، إبراهيم كاراغول، إلى القول، في مقال له قبل أيام، إنه “علينا أن نقسم خط الحصار الممتد من إيران إلى البحر المتوسط”، وإعادة تأسيس الجمهورية التركية، معتمداً على خريطة الميثاق الملي. وبعد سرده للأحداث التي مرت بها المنطقة خلال السنوات العشر الأخيرة، ممعناً في الحديث عن “المؤامرة”، وضرورة مواجهة ما سماه “المشروع الإيراني”، شدد كاراغول على وجود مشروع تركيا في قلب العمليات الدائرة حالياً لإعادة رسم خريطة المنطقة، ليكون ذلك “بمثابة التأسيس الثاني للجمهورية التركية” بحسب وصفه.

وعلى الرغم من حديثه عن “مشروع تركي متعدد الأمم”، إلا أنه لا يبدو أن طرح كاراغول والمسؤولين الأتراك عموماً له أي علاقة بالمشروع العثماني، بل يبدو أقرب إلى كونه مشروعاً أتاتوركياً معدلاً في فهم تعدد الأمم، وهو المشروع الذي طوّره حزب العدالة والتنمية بعد إنشائه من تحالف اليمين الإسلامي والقومي التركي، ويقوم على الاعتراف بوجود هذه الأمم مع ضمان حكم الأتراك لها، وليس التشارك معها.

وبموازاة هذه القومية المتصاعدة في الخطابين السياسي والإعلامي، يعرب عدد كبير من اللاجئين السوريين في تركيا عن إحساسهم بعدم الارتياح إزاء ظاهرة مستجدة في التعاطي التركي الرسمي معهم؛ فقد أعلنت وزارة التعليم التركية، قبل أيام، وفي إطار عملها على إعادة تنظيم القطاع التعليمي للسوريين وتوسيعه، أنه سيتم اعتماد المنهاج التركي في تعليم جميع السوريين المقيمين على أراضيها خلال الفترة الممتدة بين ثلاث وخمس سنوات مقبلة، ما يعني فقدان جيل كامل من السوريين الذين سيكبرون في تركيا أي علاقة مع لغتهم الأم باستثناء الحديث اليومي. وكان السوريون اللاجئون في تركيا قد أنشأوا مؤسساتهم التعليمية الخاصة اعتماداً على مناهج معدلة باللغة العربية.

” بناءً على هذه المعطيات، يرى كثيرون أن ملامح المشروع التركي الجديد في سورية بالذات، بدأ يأخذ معالم مختلفة عن طرح داود أوغلو الإسلامي الهوية. وبالفعل، بدأت بعض مؤسسات الدولة التركية تضخ أيديولوجية الدولة التركية في عقول السوريين، إذ أكد نائب رئيس الوزراء التركي، ويسي كايناك، قبل أيام ذلك، بقوله “سنُدرّس الطلاب السوريين اللاجئين مناهجنا، سنعطيهم دروساً في التاريخ والقيم لأن المناهج السورية كانت مبنية على أساس العداء للدولة العثمانية والتركية منذ زمن (حافظ) الأسد الأب، فالخرائط الرسمية التي يعتمدونها لا تزال تُظهر ولاية هاتاي التركية داخل حدود سورية”، مضيفاً: “ما يثير الدهشة أكثر أن الحزام الذي يريد حزب العمال الكردستاني وجناحه السوري حزب الاتحاد الديمقراطي إنشاءه في شمال سورية، يتم نقشه في أذهان الأطفال السوريين منذ سنين، وعلينا أن نغيّر هذه المفاهيم”.

 

ارتفاع قتلى غارات روسيا بحلب ومعارك بحماة واللاذقية  

ارتفع إلى 55 قتيلا وعشرات الجرحى حصيلة الغارات الروسية على حلب وريفها أمس الثلاثاء، بينما تواصلت المعارك في حماة واللاذقية. ويتزامن ذلك مع اتفاق النظام والمعارضة على خروج ستمئة مقاتل من بلدتي قدسيا والهامة في ريف دمشق مقابل فك الحصار عن المدنيين.

 

وما يزال نحو 15 شخصاً في عداد المفقودين بحي بستان القصر. وأفاد مراسل الجزيرة في حلب بأن القصف تركز على أحياء الميسر والقاطرجي وبستان القصر وقاضي عسكر والشيخ سعيد التي تخضع للمعارضة المسلحة.

 

وأفادت مصادر محلية بمقتل 14 شخصا وجرح آخرين جراء غارات شنتها طائرات التحالف الدولي على بلدتي منبج وصوران في ريف حلب الخاضعتين لتنظيم الدولة الإسلامية، مما أسفر أيضا عن دمار في الممتلكات.

 

كما قتل وجرح العشرات من عناصر حركة النجباء العراقية الموالية للنظام أثناء استعادة المعارضة نقاط جبهة الشيخ سعيد جنوب حلب. وسقط قتلى وجرحى أيضا عندما نسفت المعارضة مبنى لقوات النظام في حي سليمان الحلبي.

مناطق أخرى

وفي إدلب، قال ناشطون إن غارات استهدفت بلدتي الرويسة والكندة، بينما استأنف فصيل جند الأقصى المنحل اشتباكاته مع حركة أحرار الشام قرب بلدة تحتايا، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من الطرفين رغم الاتفاق على وقف القتال الاثنين.

 

كما أفادت مصادر للجزيرة بأن قوات النظام والمليشيات الموالية استعادت السيطرة على تلال الملك ورشا والبركان والدبابات في ريف اللاذقية، وذلك بعد هجوم مضاد على المعارضة التي سيطرت على تلك النقاط مساء الاثنين.

 

وفي حمص، أفاد مراسل الجزيرة بمقتل شخص وإصابة آخرين جراء قصف جوي على بلدات تلبيسة والحولة والعامرية والغنطو، بينما قالت شبكة شام إن ريف حماة الشمالي شهد معارك تمكنت خلالها المعارضة من تدمير دبابتين ومدفعية ومبنى يتحصن فيه جيش النظام ببلدة كوكب التي استعادتها المعارضة.

 

وفي ريف دمشق، أفادت مصادر للجزيرة بأن النظام والمعارضة توصلا إلى اتفاق تسوية في قدسيا والهامة يقضي بوقف إطلاق النار وخروج مئة شخص من الهامة وخمسمئة شخص من قدسيا مع عائلاتهم إلى إدلب مع تسليم سلاحهم، ثم تسوية أوضاع من تبقى من مقاتلي المعارضة وتشكيل لجان شعبية منهم، مقابل فك الحصار وعودة الماء والكهرباء.

 

ويتزامن ذلك مع اشتباكات بين المعارضة وقوات النظام في الغوطة الشرقية بريف دمشق، وسط غارات جوية أسفرت عن قتيل وجرحى. كما اشتبكت المعارضة مع تنظيم الدولة وقوات النظام في مخيم اليرموك.

 

وفي درعا جنوب سوريا، قتل 12 شخصا -بينهم تسعة أطفال- وجرح آخرون جراء قصف على مدرسة في الجزء الخاضع لسيطرة النظام في المدينة. واتهمت المعارضة النظام بالقصف قائلة إنه افتعل ذلك ليتهمها ويمهد لعملية عسكرية ضدها.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2016

 

تلاسن “حاد” بريطاني روسي بسبب سوريا

نائب بريطاني شبّه روسيا بالنازيين

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

شهد اليومان الأخيران تبادلا لتلاسن حاد بين مسؤولين بريطانيين وروس على خلفية الدور الروسي في العنف المتصاعد الذي تشهده مدينة حلب شمالي سوريا.

واتهم وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون روسيا بأنها هي التي شنت هجوما على قافلة مساعدات كانت متوجهة إلى حلب، فرّدت وزارة الدفاع الروسية، الأربعاء، بالقول إن تلك الاتهامات بسبب “هستيريا الخوف من روسيا”.

 

ولم تكن انتقادات الوزير البريطاني لروسيا الأولى، فقد اتهم النائب البرلماني البارز أندرو ميتشل روسيا باستهداف المدنيين في سوريا بالطريقة ذاتها التي انتهجها “النازيون” في غيرنيكا أثناء الحرب الأهلية الإسبانية في ثلاثينيات القرن الماضي.

 

وأضاف ميتشل وهو نائب عن حزب المحافظين الحاكم ووزير التنمية الدولية السابق إن هجوما وقع الشهر الماضي على قافلة مساعدات تابعة للأمم المتحدة بالقرب من مدينة حلب في شمال سوريا هو “جريمة حرب” ارتكبتها القوات الروسية.

 

من جانبها، نفت موسكو مسؤوليتها عن استهداف قافلة المساعدات، إذ قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف: “لم تكن هناك طائرات روسية في منطقة قافلة المساعدات المتجهة إلى حلب. هذه حقيقة.”

 

روسيا وإيران تتفقان على ضرورة بدء مساع دبلوماسية جديدة لحل أزمة سوريا

موسكو (رويترز) – قالت وزارة الخارجية الروسية إن وزير الخارجية سيرجي لافروف ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف اتفقا خلال مكالمة هاتفية يوم الثلاثاء على ضرورة بدء مساع دبلوماسية جديدة لحل الأزمة في سوريا.

 

وذكرت الوزارة في بيان أن لافروف وظريف قالا إن الأزمة في سوريا لا يمكن حلها إلا من خلال اتفاق سياسي.

 

(إعداد ليليان وجدي للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)

 

حزب الله يتوقع مزيدا من الصراع في سوريا وتصاعد التوتر الإقليمي

بيروت (رويترز) – قال الأمين العام لجماعة حزب الله الشيعية اللبنانية حسن نصر الله يوم الثلاثاء إن الشرق الأوسط في مرحلة توتر متصاعد وإنه لا يبدو أن هناك أفقا لحل سياسي للحرب في سوريا.

 

وقال نصر الله في ظهور تلفزيوني نادر أمام آلاف من أنصاره في بيروت “مشهد المنطقة حاليا هو مشهد توتر وتصعيد ولا يبدو أن هناك مسارات للتفاوض أو الحلول.”

 

وقال نصر الله -الذي تحارب حركته المدعومة من إيران إلى جانب الرئيس السوري بشار الأسد- متحدثا عن سوريا إن الساحة مفتوحة لمزيد من التوتر والتصعيد والمواجهة.

 

لكن نصر الله استغل جزءا كبيرا من خطابه الذي استمر أكثر من ساعة بمناسبة يوم عاشوراء في مهاجمة السعودية لأسباب كثيرة على رأسها الحملة العسكرية للرياض في اليمن.

 

وقال إن القيادة السعودية تدفع المملكة نحو “الهاوية” واتهم الرياض بأنها مسؤولة عن الضربة الجوية على دار عزاء في العاصمة صنعاء يوم السبت أدت لمقتل عشرات الأشخاص.

 

ودعت السعودية -التي تدعم مقاتلي معارضة سوريين- دولا عربية أخرى في وقت سابق من هذا العام لتصنيف حزب الله بأنه منظمة إرهابية في إطار مساعي الرياض لاحتواء نفوذ إيران وتقليص قدرتها على دعم الأسد.

 

وينفي حزب الله ضلوعه في الإرهاب واتهم نصر الله السعودية بدعم الإرهاب في كلمته يوم الثلاثاء.

 

ولوح الآلاف من أنصار حزب الله الذين كانوا يرتدون ملابس سوداء اللون بمناسبة يوم عاشوراء بقبضات أيديهم في الهواء وهم يهتفون “الموت لآل سعود”.

 

(إعداد ليليان وجدي للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)

 

معارضون والمرصد: المقاتلات الروسية تستأنف قصفها العنيف لشرق حلب

بيروت (رويترز) – قال مسؤول بالمعارضة المسلحة والمرصد السوري لحقوق الإنسان إن المقاتلات الروسية استأنفت القصف العنيف لشرق حلب الخاضع لسيطرة مقاتلي المعارضة يوم الثلاثاء بعد عدة أيام من الهدوء النسبي.

 

وقال زكريا ملاحفجي من جماعة فاستقم ومقرها حلب لرويترز إن الضربات الجوية تركزت على حي بستان القصر.

 

وأضاف “القصف استؤنف بضراوة.”

 

وقال المرصد إن عدد قتلى القصف الذي استهدف حي بستان القصر والفردوس وأحياء أخرى ارتفع إلى 25 قتيلا على الأقل بالإضافة إلى عشرات المصابين.

 

وقال سكان وعمال إنقاذ إن 50 مدنيا على الأقل قتلوا جراء ضربات على الجزء الخاضع لسيطرة المعارضة بالمدينة وقرى قريبة يسيطر عليها مقاتلو المعارضة. وأضاف السكان إن الضربات في حي بستان القصر أصابت مركزا طبيا وملعبا للأطفال.

 

وقال الجيش السوري الذي تسانده فصائل مدعومة من إيران إنه عزز سيطرته على دوار الجندول المروري الذي يمثل تقاطع الطرق الرئيسي على المشارف الشمالية لحلب.

 

وقلصت موسكو ودمشق الغارات الجوية في المدينة الشمالية الأسبوع الماضي. وقال الجيش السوري إن ذلك يعود لأسباب منها إتاحة الفرصة للمدنيين لمغادرة المناطق الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة.

 

وقالت الحكومة السورية إن بإمكان المسلحين المتحصنين في حلب المغادرة مع عائلاتهم إذا ألقوا أسلحتهم. وندد المسلحون بهذا العرض ووصفوه بأنه خداع.

 

ويسعى الرئيس السوري بشار الأسد لاستعادة السيطرة بالكامل على حلب التي كانت أكبر مدينة سورية قبل الحرب وباتت مقسمة بين الحكومة والمعارضة.

 

في الوقت نفسه عززت روسيا حليفة الأسد قواتها في سوريا بعد انهيار وقف لإطلاق النار الشهر الماضي.

 

وفي مدينة درعا الجنوبية المقسمة بين الحكومة والمعارضة قال المرصد ووسائل إعلام رسمية إن قصفا نفذته المعارضة المسلحة لمدرسة أسفر عن مقتل خمسة أشخاص على الأقل بينهم أطفال يوم الثلاثاء.

 

ونفى مقاتلو المعارضة إطلاق النار على المدرسة. وتحدث سكان عن سقوط نفس العدد من القتلى.

 

(إعداد حسن عمار للنشرة العربية- تحرير ياسمين حسين)

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى