أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأربعاء 13 نيسان 2016

«معركة حلب» تشتد عشية مفاوضات جنيف

طهران، لندن، بيروت، دمشق، نيويورك -محمد صالح صدقيان، «الحياة»، رويترز، أ ف ب

اشتدت المعارك بين القوات النظامية وميلشيات موالية من جهة وفصائل معارضة للسيطرة على تلة استراتيجية جنوب حلب عشية بدء مفاوضات السلام في جنيف اليوم، في وقت قصفت المدفعية التركية لليوم الثاني ريف حلب الشمالي لضرب مواقع «داعش» الذي سيطر أمس على معظم مخيم اليرموك جنوب دمشق. وتبادلت الأطراف الدولية والإقليمية المنخرطة في سورية الاتهامات إزاء المسؤولية عن خرق الهدنة، وسط تأكيد المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا بعد محادثاته في إيران أمس، على ضرورة استعجال بحث «الانتقال السياسي» في سورية.

وأعلنت «حركة النجباء» الشيعية التي تقاتل إلى جانب الجيش السوري على جبهة ريف حلب الجنوبي إن عناصرها «شنوا هجوماً واسعاً من محاور عدة» وتمكّنوا من «استعادة وتحرير مدينة العيس وتلتها الإستراتيجية» جنوب حلب. لكن هذا الإعلان بدا متسرعاً، إذ إن التقدم الذي حققته الحركة في بداية الهجوم سرعان ما تمكنت فصائل المعارضة من قلبه وطرد المهاجمين من معظم المواقع التي سيطروا عليها. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن اشتباكات عنيفة دارت «بين القوات النظامية والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) من جهة أخرى، في محيط بلدة العيس بريف حلب الجنوبي، في محاولة من قوات النظام للسيطرة على المنطقة، حيث تمكنت الفصائل من استعادة نقاط كانت القوات النظامية تقدمت إليها، وسط تنفيذ طائرات حربية المزيد من الغارات على مناطق الاشتباك».

ونقلت وكالة «رويترز» عن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو قوله إن الجيش التركي قصف الثلثاء أهدافاً لـ «داعش» في شمال سورية رداً على قصف عبر الحدود أصاب بلدة كلس في جنوب شرقي تركيا. وقال: «أمس واليوم سقطت صواريخ تابعة لتنظيم داعش الإرهابي على كلس وأصابت 21 مواطناً». وأضاف: «تصدت قواتنا المسلحة على الفور وفقاً لقواعد الاشتباك وأصابت أهدافاً تابعة لداعش».

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية مقتل عسكريين روسيين في تحطم مروحيتهما قرب مدينة حمص وسط سورية، مشيرة إلى أن المروحية لم تتعرض لإطلاق نار.

وقال المسؤول الفلسطيني أنور عبد الهادي: «شن داعش هجوماً على عدد من مواقع حليفه السابق في اليرموك (جنوب دمشق) تنظيم جبهة «النصرة» وحقق تقدماً كبيراً بعد أن سيطر على نحو 60 في المئة منه».

وأجرى دي ميستورا أمس محادثات مع نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبد اللهيان حيث «سمع منه قلقاً حيال مشاركة بعض الفصائل المتهمة بالإرهاب في المفاوضات وانتهاك وقف إطلاق النار من قبل هذه الفصائل»، لكنه أعرب عن «ارتياحه لوصول المحادثات السورية إلی هذه المرحلة المتقدمة»، وفق مصادر إيرانية. ونقلت مصادر عن دي ميستورا قوله إن المحادثات تناولت ثلاثة أمور: «أولاً، الحفاظ على وقف العمليات القتالية. ثانياً، إيصال المساعدات الإنسانية إلى جميع المناطق المحاصرة. ثالثاً، بدء عملية سياسية تؤدي إلى انتقال سياسي، وهذا أمر جوهري وعاجل».

ووجهت السفيرة الأميركية في الامم المتحدة سامنتا باور رسالة شديدة اللهجة الى «الدول التي لديها نفوذ على النظام السوري» بأن عليها أن «تمارس نفوذها للتأكد من التقيد بالالتزامات وبوقف الأعمال القتالية» خصوصاً في حلب، تحت طائلة تقويض نجاح العملية السياسية. وقدم دي مستورا إحاطته الى مجلس الأمن أمس عبر دائرة الفيديو من طهران.

 

باريس تندد بـ «مهزلة الانتخابات» في سورية

باريس – أ ف ب، رويترز

ندّدت فرنسا اليوم (الأربعاء)، بما أسمته «مهزلة الانتخابات» التشريعية التي يجريها النظام السوري في المناطق الواقعة تحت سيطرته، مشددة على أن الانتخابات الوحيدة التي يعتد بها في سورية هي تلك الملحوظة في خريطة الطريق التي وضعتها الأمم المتحدة.

وقال الناطق باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال، إن الانتخابات التشريعية التي تجرى الأربعاء في سورية «تمت من دون حملة انتخابية فعلية، وتحت إشراف نظام قمعي، ومن دون مراقبة دولية».

وأضاف أن «المدعوين للمشاركة في هذه الانتخابات هم فقط سكان منطقة محدودة، في حين استبعد منها ملايين السوريين النازحين أو اللاجئين في الخارج».

وذكر نادال أن قرار مجلس الأمن الرقم 2254 الذي صدر في كانون الأول (ديسمبر)، ينص على إجراء انتخابات بعد تشكيل هيئة انتقالية وإقرار دستور جديد للبلاد. وأضاف أن هذه الانتخابات «يجب أن تجرى تحت إشراف الأمم المتحدة ووفقاً للمعايير دولية لجهة الشفافية والنزاهة».

وتندد المعارضة السورية والعديد من الدول الغربية بإجراء هذه الانتخابات التي تعتبر الثانية في سورية منذ بدء الأحداث في العام 2011.

وانطلقت صباح الأربعاء، الانتخابات التشريعية السورية بمشاركة أكثر من ثلاثة آلاف مرشح، لانتخاب 250 عضواً برلمانياً وسط مخاوف من تصاعد العنف قبل استئناف مفاوضات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة في جنيف.

وفتحت المراكز الانتخابية التي تجاوز عددها السبعة آلاف أبوابها في السابعة، ومن المقرر أن تستمر حتى السابعة مساء. وتم تمديد فترة التصويت خمس ساعات إضافية.

وتعد هذه ثاني انتخابات تشريعية سورية تجرى في ظل الحرب المستمرة منذ أكثر من خمس سنوات. وتقول الحكومة السورية إن الانتخابات تجرى بما يتوافق مع جدول زمني حالي يتطلب إجراءها كل أربع سنوات. وقالت روسيا إن الانتخابات لا تتعارض مع محادثات السلام، وإنها تتوافق مع الدستور.

 

عدد مقاتلي «داعش» عند أدنى مستوى في عامين

واشنطن، كولورادو (الولايات المتحدة) – رويترز

قال نائب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين في جلسة لمجلس الشيوخ اليوم (الثلثاء)، إن عدد مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في سورية والعراق عند أدنى مستوى له في العامين الماضيين.

وقال بلينكين في شهادة أعدت ليدلي بها أمام اللجنة الفرعية للمخصصات: «في واقع الأمر… تقييمنا هو أن عدد عناصر داعش هو الأدنى منذ أن بدأنا مراقبة قوتهم البشرية في العام 2014».

من جهة ثانية، قال نائب وزير الدفاع الأميركي روبرت ورك اليوم، إن الجيش الأميركي يشن هجمات إلكترونية على «داعش» للمرة الأولى في إطار تصعيد الجهود المنسقة لزيادة الضغط على التنظيم المتشدد.

وذكر ورك للصحافيين على متن طائرة عسكرية في طريقها إلى قاعدة جوية في كولورادو، إنهم «يتعرضون إلى ضغط شديد. وخلال الستة أشهر الأخيرة هزمناهم في كل مرة نستهدف فيها إحدى مواقعهم المحصنة. لقد غادروا وتقهقروا».

وأضاف أن الولايات المتحدة وقوات التحالف تمارس الضغط على التنظيم المتطرف من كل الاتجاهات عبر استخدام أي قدرات عسكرية متاحة بما في ذلك الهجمات الإلكترونية لإلحاق الهزيمة بالتنظيم.

 

حلب معركة الحسم بين النظام و”النصرة” محادثات في جنيف وانتخابات في سوريا

المصدر: و ص ف، رويترز)

تواجه الهدنة في سوريا خطر الانهيار عشية معاودة محادثات السلام في جنيف، في ظل استعدادات يقوم بها النظام و”جبهة النصرة” لمعركة حاسمة في محافظة حلب في شمال البلاد. وتنظم السلطات السورية اليوم انتخابات نيابية هي الثانية منذ بدء النزاع السوري في آذار 2011، لا يتوقع ان تحمل أي مفاجأة، لأنها محسومة سلفاً لمصلحة النظام.

وتكثفت المعارك حول مدينة حلب بين القوات النظامية من جهة و”جبهة النصرة” وعدد من الفصائل المقاتلة من جهة أخرى على جبهات تقع على امتداد الطريق الدولي بين حلب ودمشق.

وأفاد “المرصد السوري لحقوق الإنسان” الذي يتخذ بريطانيا مقراً له أن عشرات من مقاتلي الحكومة قتلوا في هجوم كبير للسيطرة على بلدة تلة العيس قرب الطريق السريع بين حلب ودمشق أمس.

وقال مسلح من المعارضة يقاتل في المنطقة إن الهجوم بدأ فجراً بدعم من غارات جوية روسية ومقاتلين إيرانيين. وأكد أن المهاجمين تكبدوا خسائر فادحة.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن الذي يتخذ سوريا مقراً له: “هناك تجدد ملحوظ للعمليات العسكرية وخصوصاً في محافظة حلب بالمقارنة مع شهر آذار”.

وبعد اعلان قوات النظام نيتها شن حملة برية واسعة هدفها السيطرة على كامل المدينة، شهدت المناطق الشرقية من مدينة حلب في اليومين الأخيرين غارات جوية بعد أسابيع من الهدوء في ظل الهدنة. وشنت قوات النظام الاثنين غارات عدة بالطائرات الحربية على احياء الصالحين والميسر وطريق الباب وقاضي عسكر، واستخدمت البراميل المتفجرة في القصف للمرة الأولى منذ اعلان روسيا عدم استخدامها مجدداً منذ قرابة ستة أشهر، ونتج من ذلك سقوط ثمانية قتلى و15 جريحاً جميعهم من المدنيين.

وعلى رغم عدم حدوث غارات جوية الثلثاء، إلا ان حركة السكان قلت في شوارع المدينة وأسواقها خشية تكرار الغارات، بعدما اعتاد السكان ممارسة حياتهم طبيعياً والذهاب الى الأسواق والحدائق.

وقال مسؤول كبير مقرب من الحكومة السورية إن الهدنة انهارت فعلاً. وأضاف المسؤول وهو ليس سورياً وطلب عدم ذكر اسمه لأنه يدلي بتقويم شخصي: “على الأرض الهدنة غير موجودة… مستوى التوتر في سوريا سيزيد في الأشهر المقبلة”.

 

محادثات جنيف

وفي جنيف، تعاود المحادثات بين وفدين من الحكومة والمعارضة السورية اليوم. وقد وصل بعض أعضاء الهيئة العليا للمفاوضات التي تمثل إئتلاف المعارضة السورية الرئيسي إلى جنيف. وصرح الناطق باسم الأمم المتحدة أحمد فوزي بأن من المقرر أن تبدأ المحادثات اليوم.

وفي طهران، التقى المبعوث الخاص للأمم المتحدة الى سوريا ستافان دو ميستورا نائب وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان الذي تضطلع بلاده بدور أساسي في سوريا حيث تقدم الى جانب روسيا دعماً عسكرياً لنظام الرئيس بشار الاسد.

وصرح دو ميستورا بأنه وأمير عبد اللهيان اتفقا على أهمية استمرار وقف الأعمال العدائية ووصول المساعدات الى كل سوري وعلى “الحاجة الملحة الآن الى عملية سياسية تؤدي إلى انتقال سياسي”. وأضاف إنه يرغب في أن تكون الجولة التالية من محادثات جنيف “قوية تماماً” في اتجاه انتقال سياسي.

وقال عبد اللهيان: “أحد بواعث القلق الرئيسية لدينا في سوريا هو زيادة نشاطات الجماعات المسلحة في الأيام الأخيرة وتصاعد انتهاكات وقف النار مما قد يضر بالعملية السياسية”.

 

الانتخابات

وتتزامن معاودة المحادثات مع انتخابات نيابية في سوريا يتنافس فيها أكثر من 3500 مرشح بعد انسحاب أكثر من سبعة آلاف مرشح آخرين، على 250 مقعداً، استناداً الى صحيفة “الوطن” المقربة من السلطات نقلاً عن رئيس اللجنة القضائية العليا للانتخابات هشام الشعار. وبين المرشحين خمسة من أعضاء الوفد الحكومي المفاوض الى جنيف.

ودعت المعارضة السورية الى مقاطعة الانتخابات، واصفة إياها بأنها “غير شرعية”.

 

باريس قلقة

وفي باريس، أبدت فرنسا التي تدعم المعارضة أيضاً قلقها لإنتهاك الهدنة في سوريا وألقت التبعة النظام. وصرح الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية رومان نادال للصحافيين: “فرنسا تعبر عن قلقها من تجدد العنف خلال الأيام الأخيرة. وتحذر من أن عواقب الهجوم الذي يشنه النظام وحلفاؤه على حلب والغوطة الشرقية يشكل تهديداً لوقف الاعمال العدائية”.

 

موسكو: لم نناقش خطة أميركية بديلة حول سوريا

أكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، الاربعاء، أن موسكو لم تُناقش أي خطة أميركية بديلة حول سوريا. تصريحات ريابكوف جاءت تعليقاً على تقارير إعلامية تحدّثت عن وجود خطة بديلة أعدّتها الولايات المتحدة في حال فشل المفاوضات السورية. وقال ريابكوف للصحافيين: “من وقت لآخر، يظهر حديث عن خطة ما (ب). لا نعلم شيئاً عن أي خطة بديلة، ولا أحد ناقشها معنا، نحن نعمل على وقف الأعمال القتالية. وإذا وُجدت هذه الخطة، في شكل انتقال إلى عمل عسكري ممكن، فإن ذلك يثير قلقاً وخيبة أمل كبيرين”.

وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية أفادت، الثلاثاء، بأن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي ايه) أعدت خطة خاصة بتسليح المعارضة السورية المعتدلة في حال فشل الهدنة، وتهدف الخطة إلى تزويد المعارضة بأسلحة تسمح لها بتوجيه ضربات إلى الطائرات الحربية السورية، وإلى مواقع مدفعية القوات الحكومية.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في الاستخبارات الأميركية ونظيراتها الإقليمية قولهم إن الاستخبارات الأميركية أكدت لحلفائها أن “تسليم الأسلحة سيتمّ فقط في حال فشل الهدنة وانهيار التسوية السياسية واستئناف القتال”. وزعمت الصحيفة أن رسالة سريّة نقلها مسؤولون أميركيون لنظرائهم الروس تُفيد بأن “العودة إلى القتال الكامل في سوريا سيضع الطيارين الروس في خطر حقيقي”. وكانت “وول ستريت جورنال” كشفت في شهر شباط الماضي أن كبار المستشارين العسكريين للرئيس الأميركي باراك أوباما يمارسون ضغوطاً على البيت الأبيض لإعداد الخطة “ب” لمواجهة القوات الروسية في سوريا.

وأشار المصدر إلى أن رؤساء الأجهزة الاستخبارية في منطقة الشرق الأوسط بحثوا خلال اجتماع سري الاستعدادات لهذه الخطة قبيل بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار في 27 شباط الماضي، كما أجروا اتصالات فيما بعد لمتابعة هذه الاستعدادات. هذا ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين قولهم إنه من غير الواضح إن كان تكثيف المساعدات الأميركية للمعارضين في سوريا، من شأنه أن يُساعد خصوم الأسد في استعادة المواقع التي فقدوها على خلفية تقدّم الجيش السوري بدعم الطيران الروسي.

ولم يستبعد المسؤولون اقتراح خيارات عدة “لزيادة الضغوط على موسكو”، منوّهين بأن الحديث يدور ليس عن توسيع برنامج تسليح المعارضة فحسب، بل وعن تقديم الدعم الاستخباراتي للمعارضين “المعتدلين” لتمكينهم من تفادي التعرّض لغارات روسية وشنّ هجمات أكثر فعالية ضدّ القوات الحكومة.

كما أشارت الصحيفة إلى وجود خيار آخر يتعلّق بفرض مزيد من العقوبات الاقتصادية على روسيا، إلا أنها اعتبرت لجوء واشنطن إلى هذا الخيار أمراً قليل الاحتمال.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول كبير في الإدارة الأميركية قوله إن قبول وزير الخارجية الأميركي جون كيري البيان المشترك حول وقف إطلاق النار في سوريا، هو “سعي لاختبار موثوقية موسكو. وفي حال لم تلتزم روسيا بالاتفاق سيكون من الضروري الاعتماد على الخطة البديلة”.

 

(“موقع السفير”، “وول ستريت جورنال”، “روسيا اليوم”)

 

سوريا: سقوط مروحيّة روسية ومقتل طاقمها وقوات النخبة الإيرانية تتكبد خسائر فادحة في حلب

الأمم المتحدة «لن تتعامل» مع انتخابات النظام وفرنسا تنتقد تهديد هجماته للهدنة

حلب ـ «القدس العربي» ووكالات: أعلنت وزارة الدفاع الروسية مقتل عسكريين روسيين في تحطم مروحيتهما قرب مدينة حمص في سوريا، فيما ذكرت مصادر مقربة من فصائل المعارضة السورية المسلحة أن قوات النخبة الإيرانية تكبدت عشرات القتلى في اشتباكات رافقت هجمات قوات النظام السوري على حلب (شمال).

وذكرت المصادر أن قوات من لواء النخبة الإيرانية «65» وقوّات عراقية مساندة للنظام السوري، قامت بعد منتصف الليلة قبل الماضية بالتقدم من بلدة الحاضر التي يتمركزون فيها وتبعد أربعة كيلومترات شرقي بلدة العيس، وبتغطية نارية كثيفة من 20 راجمة للصواريخ والطيران الحربي الروسي والسوري، وقد زاد عدد القذائف التي سقطت على قرى العيس وإكاردا والزربة وبانص عن ألف قذيفة، وشارك في الهجوم أكثر من أربعين غارة جوية أطلقت صواريخ فراغية.

وأضافت المصادر أنه بعد هذا التمهيد الناري استطاعت هذه القوات الوصول عند الساعة الثالثة والنصف فجر الثلاثاء إلى تل العيس من الجهة الشرقية المعروفة بـ»تلة الوالي»، ومن ثم قامت الفصائل المسلحة السورية وبضمنها «جبهة النصرة»، و»الفرقة 13» و»أجناد الشام» وفصائل أخرى بشّن هجوم معاكس على هذه الميليشيات وأوقعوها بعدة كمائن، وبعد اشتباكات ضارية لأكثر من خمس ساعات استطاعت الفصائل المعارضة إرجاع هذه الميليشيات إلى النقطة التي انطلقت منها شرقي ساقية المياه وكبدتها خسائر فادحة، وقدّرت مصادر الناشطين السوريين عدد القتلى بأكثر من سبعين قتيلا كما تكبّدت القوات المهاجمة ثلاث دبابات ومدفعا.

وحذرت فرنسا من أن هجمات قوات النظام السوري على حلب والغوطة الشرقية لدمشق، تُهدد وقف إطلاق النار في سوريا، كما تهدد مفاوضات السلام.

وأعرب المتحدث باسم الخارجية الفرنسية، رومان نادال، في مؤتمر صحافي أمس الثلاثاء، عن قلقه إزاء استئناف أعمال العنف في سوريا مجدداً.

وأضاف نادال «فرنسا تُحذر النظام السوري وحلفاءه (دون تسمية دول بعينها) من أن هجماتهم على حلب والغوطة الشرقية تُهدد وقف إطلاق النار، إضافة إلى أن نظام (بشار) الأسد، وداعميه سيتحملون المسؤولية عن حدوث أزمة إنسانية جديدة بسبب هذه الهجمات، وعن فشل مفاوضات السلام».

وتواجه الهدنة في سوريا خطر الانهيار عشية استئناف مفاوضات السلام في جنيف، في ظل استعدادات يقوم بها النظام و»جبهة النصرة» لمعركة حاسمة في محافظة حلب في شمال البلاد. وقالت وزارة الدفاع الروسية «قتل عنصرا طاقم وانتشلت جثتاهما خلال عملية إنقاذ ونقلتا إلى قاعدة حميميم» في شمال غرب سوريا، موضحة أن الحادث وقع منتصف ليل الاثنين الثلاثاء.

وأضافت أن «المروحية لم تستهدف بإطلاق نار»، وان فريقا من الخبراء يحقق في موقع الحادث لتوضيح أسبابه.

من جهته أكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أنه لم يتم إسقاط المروحية بل تحطمت بسبب «عطل فني ما».

وبذلك يرتفع إلى سبعة عدد العسكريين الروس الذين قتلوا خلال مهمات منذ بدء التدخل الروسي في سوريا في 30 ايلول/سبتمبر، بعد مقتل قائد طائرة حربية وعنصر في مشاة البحرية ومستشار عسكري وعنصرين في القوات الخاصة، فيما انتحر جندي روسي بحسب رئاسة الأركان.

وأعلنت الأمم المتحدة أنها «لا تتعامل» مع الانتخابات البرلمانية التي سيجريها النظام السوري في المناطق الخاضعة لسيطرته اليوم الأربعاء، مشيرة إلى أنها تركز على مفاوضات جنيف .جاء ذلك على لسان فرحان حق، نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، في مؤتمر صحفي بمقر المنظمة الدولية في نيويورك أمس الثلاثاء.

وقال حق: «نحن لا نتعامل مع تلك الانتخابات، وتركيزنا الآن منصب على جولة المحادثات المقبلة المزمع انطلاقها في جنيف غداً (اليوم)، ومن جانبنا نسعى أن تضمن جميع أطراف الأزمة عدم انزلاق العنف في سوريا إلى نطاق أكبر».

وتنظم السلطات السورية اليوم الأربعاء انتخابات تشريعية في المناطق التي يسيطر عليها الجيش السوري هي الثانية منذ بدء النزاع السوري في آذار/مارس 2011، ولا يتوقع أن تحمل أي مفاجأة، كونها محسومة سلفا لصالح النظام.

وأعربت واشنطن عن قلقها بشأن «تصاعد العنف» في الآونة الأخيرة في سوريا، واحتمال انتهاك وقف إطلاق النار الذي تم بتوافق أمريكي روسي، وهو سار إجمالا مع خروقات منذ نحو شهر ونصف.

جاء ذلك فيما قال أحمد داود أوغلو رئيس الوزراء التركي إن الجيش التركي قصف أمس الثلاثاء أهدافا لتنظيم «الدولة الإسلامية» في شمال سوريا ردا على قصف عبر الحدود أصاب بلدة في جنوب شرق تركيا.

وأضاف داود أوغلو أن الجيش كان يرد على هجمات على بلدة كلس القريبة من الحدود السورية. وقال في كلمة لأعضاء حزبه الحاكم في البرلمان «أمس واليوم سقطت صواريخ تابعة لتنظيم داعش الإرهابي على كلس وأصابت 21 مواطنا.» وأضاف «تصدت قواتنا المسلحة على الفور وفقا لقواعد الاشتباك وأصابت أهدافا تابعة لداعش.»

وفي آذار/مارس قتل اثنان منهما طفل بهجوم صاروخي في كلس.

وقال رئيس بلدة كلس حسن كارا إن قذيفتين سقطتا على البلدة إحداهما سقطت على منطقة شق طرق والأخرى سقطت في العراء. وأضاف أن عددا من المصابين هم عمال في البلدية.

وعادة ما يرد الجيش التركي على مثل هذه الهجمات بقصف أهداف داخل سوريا. وتركيا من خصوم الرئيس السوري بشار الأسد وتدعم مقاتلي المعارضة في الحرب المستمرة منذ خمس سنوات.

 

وفيتان جديدتان في “مضايا” السورية مع تواصل حصار النظام لها

دمشق- الأناضول- توفيت رضيعة ورجل مسن صباح الأربعاء، في بلدة مضايا غرب دمشق، لتضاف إلى عشرات الوفيات الأخرى خلال الأشهر الماضية مع تواصل الحصار المفروض عليها من قبل قوات النظام السوري وحزب الله اللبناني.

وأفاد مصدر طبي من البلدة (تابع للمعارضة) للأناضول، أن الطفلة واسمها بروج الزيبق توفيت صباح الأربعاء بعد أربعة أيام من ولادتها، بسبب نقص الرعاية الطبية وسوء تغذية الأم، الناجم عن النقص الكبير في المواد الغذائية في البلدة جراء الحصار.

وأوضح المصدر نفسه أن رجلا مسناً مريضاً ويدعى عبدالله أحمد الدرساني، توفي كذلك بسبب قلة الأدوية، وانعدام المستلزمات والمعدات الطبية، وأشار إلى أن محاولات الطاقم الطبي الموجود في مضايا لإخراجه من البلدة باءت بالفشل رغم المناشدات التي وجهها للأمم المتحدة وطواقم الهلال الأحمر السوري.

وتحاصر قوات النظام السوري وحزب الله اللبناني بلدة مضايا (خاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة) منذ نحو 10 أشهر، حيث تسبب الحصار بوفاة ومقتل أكثر من 70 شخصاً بسبب الجوع ونقص الدواء والمستلزمات الطبية والألغام.

 

فرنسا: انتخابات سوريا “صورية” ينظمها نظام قمعي

باريس – رويترز – قالت وزارة الخارجية الفرنسية، إن الانتخابات البرلمانية الجارية في سوريا الأربعاء “صورية” ينظمها “نظام قمعي”، مضيفة أن الانتخابات القابلة للتطبيق يمكن أن تجري فقط بعد انتقال سياسي ودستور جديد.

وقال رومان نادال المتحدث باسم الوزارة في إفادة صحفية يومية الأربعاء، “تشجب فرنسا هذه الانتخابات الصورية التي ينظمها النظام… إنها تجري دون حملة وتحت رعاية نظام قمعي ودون مراقبة دولية.”

وأضاف أن الانتخابات الصحيحة فقط هي التي تجري بمقتضى قرار للأمم المتحدة يمهد الطريق أمام انتقال في البلاد.

 

روسيا: انتخابات سوريا تهدف إلى تجنب فراغ تشريعي لحين وضع دستور جديد

موسكو – رويترز – قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الأربعاء، إن الانتخابات السورية التي تجري الأربعاء، تهدف إلى تفادي فراغ تشريعي قبل إجراء انتخابات مبكرة بموجب دستور جديد.

وأضاف في إفادة صحفية “يجب أن تتفق الأطراف السورية على دستور جديد بشأن رؤيتهم للكيانات اللازمة لضمان انتقال راسخ لنظام جديد”، و”هناك تفاهم بالفعل بخصوص صدور دستور جديد كنتيجة لهذه العملية السياسية تجري على أساسه انتخابات مبكرة.”

وتابع “لكن قبل أن يحدث يذلك يجب أن نتفادى أي فراغ تشريعي… هذه الانتخابات التي تجري اليوم تهدف للقيام بهذا الدور وهو عدم السماح بحدوث فراغ تشريعي.”

 

نتنياهو: على الأسد نسيان الجولان

الناصرة ـ «القدس العربي»: اعترف رئيس الوزراء الإسرائيلي بالقيام بعشرات الهجمات في سوريا وطالب رئيسها بشار الأسد بنسيان هضبة الجولان لأن تل أبيب، حسب قوله، «لن تسلّم الجولان لأحد».

جاء ذلك خلال زيارة لنتنياهو إلى الجولان تابع فيها تدريبات عسكرية وتـجـــول في المنطقة وأثنى على جيشه وجهازه الأمني الذي «يسمح بسريان الحياة الاعتيادية في الجانب الإسرائيلي، مقابل حالة الفوضى في سوريا». وهدد بالحرب في حال اقتضت الحاجة لذلك.

 

القبض على «أحد صائدي اللاجئين» في بلغاريا

صوفيا – د ب أ: ألقت الشرطة البلغارية أمس الثلاثاء القبض على أحد من يطلقون على أنفسهم اسم «صائدي اللاجئين» والذي اعترف على مقطع مصور على الإنترنت بأنه أمسك هو ومساعدوه وبعيدا عن الشرطة بثلاثة مهاجرين على المنطقة الحدودية مع تركيا.

وأظهر مقطع الفيديو اللاجئين مكتوفي الأيدي خلف ظهورهم وقد أجبروا على الجلوس والنظر إلى الأرض.

وأوضح النائب العام في بلغاريا سوتير زازاروف أن «محاولات لعب دور شرطة الحدود تمثل مخالفة قانونية واضحة» وإن هذه المخالفة ستلاحق بالشكل المطلوب مشيرا في ذلك إلى مجموعات أخرى تطوعت بالقيام بدوريات والإمساك باللاجئين على الحدود مع تركيا.

وأقيم سياج على طول الحدود البلغارية مع تركيا والتي تمتد لمسافة نحو 90 كيلومترا.

 

حارس في سجن في الرقة… سبايا في الفلوجة وأغاني أليسا قرب بغداد… أبو علي «جهادي متردد» يستعيد تجربة أربعة أشهر في مناطق «الدولة»: سارد حكايات أم ينقل الواقع؟

إبراهيم درويش

لندن ـ «القدس العربي»: هناك الكثير من القصص التي خرجت من مناطق تنظيم «الدولة» في العراق والشام وتحدث فيها هاربون عن حياتهم في ظل التنظيم. وهي مزيج من الخيال والحقيقة وفيها أحياناً قدر من المبالغة التي ترغب في خلق جو من الإثارة.

وأعمدة كل تجربة هي الوحشية والإعدام والخيبة من «يوتوبيا الدولة الإسلامية» وأن الجنة الموعودة تحولت إلى جحيم لا يطاق وكل هذا يستدعي البحث عن مخرج.

وتتميز كل التجارب التي تنشر بالحديث عن بعد السبايا والاتجار بالجنس لدى أفراد التنظيم أو تلك التي تتحدث عن إعدامات في الساحات العامة ووحشية وفساد بين أفراد التنظيم.

وشملت سلسلة البرامج التي قدمتها القناة الثالثة في «بي بي سي» الشهر الماضي عن «الجنس في أماكن غريبة» رحلة في تجارة الجنس في روسيا والبرازيل وتركيا. وفي هذا البلد التقت مقدمة البرنامج ستاسي دولي مع هاربتين من مناطق التنظيم حيث تحدثت إحداهن عن تجربة زواجها من أحد مقاتلي تنظيم «الدولة» في الرقة.

ومن هنا فقصة أبو علي السوري المولود في الكويت وحامل الجنسية الأردنية لا تختلف في حيثياتها إلا في التفاصيل.

وفي تقرير طويل نشرته صحيفة «الغارديان» وأعده روبرت أف وورث عن أبو علي الذي التقاه في مدينة أورفة التركية القريبة من الحدود مع سوريا سرد الهارب من مناطق «الدولة» قبل 3 أشهر بمساعدة مهربين ومتعاطفين قصته مع «جنة داعش».

فتحة في السياج

بدأت رحلة أبو علي وهي الهوية التي أعطيت له حالة اجتيازه الحدود التركية إلى سوريا في صباح يوم من كانون الثاني يناير عام 2015 حيث وقف هذا الشاب الصغير الحجم وحيداً على الحدود التي تفصل بلدة أكاكالي عن الحدود السورية.

وكان الجو مشمساً لكنه بارد ولم يكن هناك الكثيرون في المكان. ونظر الشاب بتردد حوله ثم تقدم من زبال واستجمع شجاعته وأخبره أنه يريد العبور للطرف الآخر من الحدود.

وبعد دفع 75 ليرة تركية، دله الزبال على فتحة صغيرة في السياج الحدودي يستطيع العبور منها إلى الجنة الموعودة عند تنظيم «الدولة». ومن الفتحة دخل وبدأ في الركض غير مبال لصيحات أحد الحراس الأتراك الذي انتبه إليه. وظل يركض حتى وصل وجهته، وولد من جديد وباسم جديد.

جاءت رحلة أبو علي إلى «الدولة» في وقت لم تثمر فيه الحملة الدولية التي قادتها الولايات المتحدة نتائج واقعية، فبعد أشهر من القصف الجوي ظل التنظيم محافظاً على مناطقه بل وكان يتوسع بشكل متزايد وهو ما أكد من حقيقة الرؤية الدعائية التي يبثها إلى أتباعه والمتعاطفين معه حول العالم.

وكانت دعاية التنظيم مجموعة من الصور الصارخة عن إعدام صحافيين أجانب وقطع رؤوس مناوئين والإتجار بسبايا الحرب.

وزادت هذه الصور من جاذبيته لدى الشبان خاصة. وكما يقال في الأمثال «راحت السكرة وجاءت الفكرة» وهذا هو الحال الذي وصل إليه أبو علي الذي لم يكتشف الجنة بل جهنم، ورويداً رويداً اختفت الحماسة وحلت محلها الخيبة والشعور بمأساة كوميدية الأبعاد كما يعلمنا وورث.

فالتجربة في ظل التنظيم والتي دفعت بآلاف من الشباب حول العالم إلى صفوفه ليست كما تظهر في الصور الجميلة التي ينشرها مكتبه الإعلامي. وجاء الهروب بعد اكتشافه وهو الرجل الذي قضى حياته مدخناً ويشرب الكحول لا يصلح لميدان القتال.

الطريق إلى الجنة

بدأت قصة أبو علي عندما اكتشف في سن الـ 38 أنه بحاجة لتغيير نمط حياته وأمل بالحصول على وظيفة مكتبية من الوظائف التي أعلن عنها التنظيم تساعده على أن يكون رجلاً صالحاً.

وكان قبل سفره إلى تركيا يعمل مع والده في مدينة حلب والذي اعتاش من مهمة تخليص السيارات بدفع الرشاوى للمؤسسات ذات العلاقة في «الدولة» وهي كثيرة. ويتذكر أبو علي أيام عمله «كنت أصحو في التاسعة صباحاً ثم أذهب إلى المكتب، أشرب القهوة وأوقع بعض الأوراق ثم أعود إلى البيت». كانت حياة فاسدة ولكنها سهلة.

وكان يذهب في الليل للبارات والنوادي الليلية. وتغير كل شيء مع بداية الإنتفاضة ودخول المقاتلين إلى شرقي حلب عام 2012. وفي تفاصيل السيرة الشخصية التي يقدمها وورث عن أبو علي أنه مولود في الكويت ويحمل الجنسية الأردنية وبدأ بالتحول نحو الإلتزام الإسلامي هرباً من الواقع حوله. وأن زوجته تركت البيت لخلافات بينه وبين عائلتها وأنه قرر شراء تذكرة والسفر إلى اسطنبول ومنها إلى الجنوب حيث بدأت رحلته. فبعد تسلله من فتحة السياج الحدودي ظل يركض حتى قابل مجموعة من الأشخاص الملتحين والمسلحين وسألوه عن سبب هروبه فأجاب أنه «هارب إليهم».

وحسب رواية الجهادي المتردد، فقد رحب الجهاديون به رغم وصوله وحيداً وبدون توصية. وزاد ترحيبهم عندما علموا أنه أردني. وعلقوا «نريد عرباً كي ينضموا لصفوفنا وليس فقط الأجانب».

وبعد ساعة من الزمن جاءت سيارة ونقلته إلى بيت ضيافة حيث التقى هناك عدداً من القادمين الجدد الذين كانوا يحاولون التأقلم مع حياتهم الجديدة. ووصف أبو علي المكان بأنه «مثل المطار» فقد التقى أمريكيين وبريطانيين وفرنسيين وأشخاصاً من جنسيات مختلفة.

وقضى أبو علي خمسة أيام في بيت الضيافة حيث كان مسؤول المكان سورياً فقد إحدى رجليه في معركة. وكان دائماً باسماً وأي شيء يطلبه منه القادمون يجيب «ما في مشكلة». وفي هذه الفترة كان المسؤولون يتحققون من هوية القادمين.

وضبط أبو علي وهو يدخن وبدلاً من معاقبته أعطي محاضرة وطلب منه الإمتناع عن العادة السيئة. وكان أبو علي واضحاً منذ البداية بأنه لم يكن يريد القتال «قلت لهم لا أريد القتال ولكن وظيفة إدارية» وردوا: لا مشكلة ولكن عليك الحصول على تدريب ديني وعسكري كأي شخص آخر.

ويقول إن التدريب على الذبح بدأ في بيت الضيافة حيث أصر مسؤوله على قيام المتطوعين الأمريكيين والبريطانيين بذبح الدجاج الذي كان في بيت الضيافة من أجل تدريبهم على ذبح «الكفار».

ولم يرتح أبو علي لوصف المسؤول مقاتلي الجيش السوري بالكفار. ورغم رفع صوته ومحاولته الجدال إلا أن المسؤول أسكته وطلب تأجيل النقاش حتى ينهي دورة في الشريعة.

في الطريق إلى الرقة

بعد خمسة أيام في بيت الضيافة قيل للمتطوعين إن ساعة الرحيل حانت. ونقل أبو علي في حافلة صغيرة مع 15 متطوعاً جديداً إلى مدينة الرقة.

وبعد يوم فيها نقلوا في حافلة إلى كهوف جبل بلعاس المطلة على حمص حيث قيل لهم إن معسكر التدريب على فهم الشريعة سيعقد هناك.

وقضى أبو علي هناك اسبوعين حيث كان وبقية المجندين يبدأون يومهم بالصلاة والتدريبات الرياضية ثم العودة إلى الكهف والإستماع لدروس الشريعة التي لم يكن يفمهمها الكثيرون نظراً لأميتهم وعدم معرفتهم باللغة العربية.

وبعدها كان يقدم لهم الإفطار المكون من الجبن والخبز القديم. ويستمر البرنامج حتى المساء حيث كانوا يتجمعون في الكهف للاستماع للبيانات والأخبار التي تعرض عليهم من جهاز كمبيوتر عبر شاشة منصوبة على الجدار.

ويتذكر أبو علي ليلة طلب فيها أمير المعسكر من المجندين الجلوس في الكهف من أجل مناسبة خاصة وتبين فيما بعد أنها عرض لإحراق الطيار الأردني معاذ الكساسبة حيث تحدث الأمير أن طريقة قتل الطيار مبررة حسب الشريعة لأنه قام بإلقاء القنابل على المسلمين.

ويقول أبو علي أن عرض فيلم إحراق الطيار كان بمثابة امتحان ولاء له خاصة أنه كان الأردني الوحيد بين المجندين. ويقول إن الأمير حقق معه لعدم موافقته على ما جاء في الشريط.

وقال له في بداية هذه الدورة الدينية كنت كافراً أما الآن فأنت مسلم حقيقي. ومنذ تلك اللحظة بدأ كما أخبر الصحافي وورث يشك في كل شيء حوله.

التدريب

بعد اسبوعين من الدروس الشرعية حضرت الحافلات ونقلت المجندين إلى منطقة جديدة فيها مغاور حيث ابتدأ التدريب العسكري واتبع الروتين نفسه: الإستيقاظ مع أذان الفجر والصلاة ثم التدريب والتعلم على استخدام بنادق إي كي- 47 والقنابل اليدوية.

وكان المجندون يركضون كثيراً ويظل أبو علي في آخر الصف حيث كان المدرب يصيح عليه فيجيب أنه جاء لعمل مكتبي وليس التدريب العسكري. في اليوم الأخير من التدريب اجتمع الأمير مع المجندين وطلب منهم ترديد قسم الولاء للتنظيم. وبعدها حالاً تم توزيع المجندين على عدد من المجموعات. ووجد أبو علي نفسه مع مجموعة طلب منها السفر إلى العراق وعندما احتج قائلاً إنه وعد بالعمل في الرقة نظر إليه المدرب نظرة قاسية وذكره بقسم الولاء الذي ردده.

بعد أيام من السفر في الحافلة وصل المقاتلون الجدد وعددهم 12 شخصاً إلى بلدة القارمة الواقعة غرب العاصمة بغداد. وقابلهم ضابط عراقي بزي مدني واخبرهم بدون مقدمات عن مهمتهم الجديدة وهي السيطرة على تل ترابي يسيطر عليه الجيش العراقي. وعندما اعترض أبو علي على فكرة قيام 12 مقاتلاً بمواجهة وحدة من الجيش العراقي رد الضابط مندهشاً وقال «الله معكم وستنتصرون».

وكانت الخطة بشن الهجوم في الساعة الثالثة صباحاً وعندما طلب قائد المجموعة من أبو علي لبس حزام ناسف، تساءل عن السبب وقال للقائد «أنت بحاجة للذهاب إلى الجنة أكثر مني» وهو ما لم يعجب القائد. وطلب منه حراسة راجمة صواريخ روسية الصنع ورد بأنه لا يعرف استخدامها.

ووجد له القائد في النهاية مهمة للعمل في الفريق الطبي. وقام لساعات عدة بجر الجرحى من ساحة المعركة التي استمرت مدة يومين حيث فشلت المجموعة في السيطرة على التل الترابي. في اليوم الثالث قرر أبو علي وزميل آخر لقبه أبو حسن مواجهة مسؤول القيادة في القارمة واحتجوا على مشاركتهم في الحرب.

ورغم شعور القائد بالقرف منهما إلا أنه قرر نقلهما إلى أماكن أقل خطورة. وكان أبو علي يتوقع العقوبة المشددة وزميله إلا أن التنظيم نسيهما لفترة حيث أقاما في بيت مجهز بالتلفزيون وبكل الأدوات وقضيا الوقت وهما يشاهدان الأفلام وفيديو كليب للمغنية اللبنانية أليسا. واكتشف أبو علي أن أبو حسن كان لصاً سابقاً انضم إلى التنظيم طمعاً في المال. وكان يمنح راتبا 150 دولاراً. وفي القصة الدرامية لأبو علي حكاية ضبطه مرة أخرى وهو يدخن ودخول مقاتل كردي عليهما وهما يتابعان الأفلام ونقلهما فيما بعد إلى الفلوجة وهي المحطة الرابعة في رحلة هذا الجهادي المتردد.

مع السبايا

وفي المدينة هذه تصل الحبكة ذروتها حيث ينقل إلى بيت للضيافة مزدحم بالسكان وفيه يستمع إلى صوت صبيتين وهما تضحكان ويكتشف أنهما من السبايا الأزيديات اللاتي أسرن من شمال العراق.

وكان عمر الصبيتين 13 و 14 عاماً حيث قدمتا هدية إلى حاكم الفلوجة. وسمع أبو علي عن السبايا الأزيديات مع أنه لم يقابل بنفسه واحدة منهن. ومع ذلك فقد اندلعت مشادة بين المقيمين في بيت الضيافة حول من يحق له أخذ الصبيتين. وعندها دخل رجل بزي عسكري يبدو أنه قائد وسأل عن السبايا حيث قام بقتلهما وأداً للفتنة بين المقاتلين.

ويعلق وورث أن حماسة أبو علي تلاشت كما هو شأن الكثير من المهاجرين الذين اشتكوا من القتل الذي لا داعي له وكذا من المحسوبية التي تتميز بها إدارة التنظيم والنفاق.

ولأن المتطوعين لم يتوقعوا حياة متقشفة كالتي وجدوها في ديار «الخلافة» فقد بدأ بعضهم بالبحث عن طرق للهروب. ولا توجد أعداد دقيقة حول من استطاع الهرب إلا أن منظمة معادية لتنظيم داعش سمعت عن رغبة الكثيرين بالهروب وقامت بتنظيم شبكة تهريب.

وقابل الكاتب منشقاً آخر عن التنظيم ولقبه أبو عبدالله، شارك في السيطرة على الرقة ومن ثم عمل في الجناح الأمني وقام بزرع قنابل والكشف عن العملاء الذين أعدموا لاحقاً. إلا أن خيبة أمله بالتنظيم بدأت نهاية صيف 2014 عندما انتفضت قبيلة الشعيطات ضد التنظيم في دير الزور حيث تم قتل حوالي ألف من أبنائها.

ولم يكن أبو عبدالله يعرف الكثير عن القبيلة لكنه أوكل بمهمة حماية قافلة من الشاحنات قرب بلدة السلوك التي لم تكن تبعد عن مكان المجزرة. واكتشف أبو عبدالله أن الشاحنات كانت تحمل جثث القتلى حيث تم رميها في واد يعرف بالحوطة. وفي تلك اللحظة بدأ أبو عبدالله يشك بالجماعة التي عول عليها لتحرير بلدته.

ومع ذلك استمر يقاتل في صفوف التنظيم مدة 6 أشهر أخرى وراقب فيها كيف تملص أحد القادة من العقاب نظراً لعلاقته مع قيادة الصف الأول. وعندما قرر الهروب ركب دراجته واتجه نحو وادي الحوطة والتقط فيلماً للجثث المتعفنة.

العودة إلى سوريا

بعد أسابيع في الفلوجة حمل أبو علي أمتعته ونقل مع عدد من المجندين في حافلة اتجهت نحو الرقة. وكان يعرف أبو علي أنه ومن معه سيتعرضون للعقاب.

وحالة وصولهما الرقة صودرت أسلحتهم ونقلوا إلى ملعب رياضي يعرف بنقطة 11 حيث تم احتجازهم في غرفة أرضية.

وبعدها نقلوا إلى مكان احتجاز آخر مقيدين ومعصوبي العيون. وكانوا يعتقدون أنهم سيموتون لا محالة إلا أن قائداً ظهر وخاطبهم قائلاً «أيها الأخوة لا تقولوا لا نريد القتال أبداً ولكن قولوا نفضل القتال في سوريا» وأضاف أن التنظيم قرر منحهم فرصة أخيرة.

ووافق الجميع وبعد يوم نقل أبو علي لمهمته الأولى وهي العمل كحارس في سجن الملعب. وعلمته الأسابيع الثلاثة التي قضاها في السجن أنه لا يستطيع مواصلة الحياة في ظل تنظيم «الدولة» ولا تحمل العنف الذي يمارسه أفراده.

جبهة الشمال

في نهاية مهمته في السجن نقل مرة أخرى إلى الشمال قريباً من حلب حيث وجد نفسه في ساحة الحرب. وعندها سأل قائده السوري عن سبب مشاركته في القتال. وقال إنه جاء للعمل وليس الحرب التي لا يصلح لها. واستمع القائد له بضيق وسمح له بالبقاء في الصفوف الخلفية.

وفي اليوم التالي جاء بأعذار جديدة وقال لقادته إنه مصاب بحالة عصبية بسبب إدمانه على الكحول قبل انتمائه للتنظيم. وتم تحويله من قائد إلى آخر حيث تعب منه الجميع وأعطاه تونسي ورقة طبية تعفيه من المشاركة وقال «نحن في الحقيقة لسنا بحاجة لأشخاص مثلك. ووجد نفسه في الأيام التالية في منزل في مدينة منبج التي لا تبعد كثيراً عن ساحة المعركة. وفي المنزل استطاع الحصول على تغطية لهاتفه وتلقى رسالة من زوجته التي سألت عنه وأحواله.

ورغم تردده في الرد إلا أنه قرر الكتابة لها معتذراً عن أخطائه. وفي تلك اللحظة شعر برغبة الرحيل عن «الدولة».

وتذكر صديقاً مغربياً كان معه في الفلوجة وهرب إلى تركيا حيث تواصل معه عبر الوتساب ونصحه بالسفر إلى الرقة. وفي اليوم التالي ركب حافلة إلى هناك. وقضى يومه في مقهى للإنترنت قبل أن تصل رسالة تطلب منه السفر إلى تل أبيض.

وذهب إلى محطة الحافلات حيث وجد حافلة متجهة نحو تل أبيض. ووصل إليها مساء حيث بحث عن مقهى للإنترنت وانتظر وصول الرسالة الثانية. وبعد انتظار طويل ومليء بالترقب ظهرت دراجة صرخ سائقها «الطعام جاهز، نأسف للتأخير».

وكان سائق الدراجة من مجموعة تطلق على نفسها «ثوار الرقة» والتي بدأت تساعد الراغبين في الهرب من مناطق التنظيم، وهي مجموعة مكونة من 1.200 مقاتل وتعمل مع الجيش السوري الحر. ومعظم المقاتلين من الرقة ولديهم علاقات داخل مناطق تنظيم «الدولة». وقابل بعض عناصر المجموعة أبو علي عند وصوله للحدود في 25 أيار/مايو 2015 أي بعد أربعة أشهر من دخوله إلى سوريا.

دراسة مسحية

وعلى العموم تقدم قصة أبو علي حالة من الخيبة التي تعتري المتطوعين. وهي في النهاية صورة عن رفض أيديولوجية التنظيم. فقد كشفت دراسة مسحية لمواقف الشباب العرب عن تراجع شعبية التنظيم.

ووجدت الدراسة المسسحية للشباب العرب لعام 2016 أن نسبة 13% فقط تدعم داعش وهي أقل من نسبة 19% في العام الماضي. واعتبرت نسبة 50% التنظيم أكبر مشكلة تواجه الشرق الأوسط بزيادة عن نسبة 37% المسجلة العام الماضي. إلا أن المشاركين من 16 دولة عربية تحدثوا عن مشاكل البطالة كسبب رئيسي وراء انضمام الشباب لتنظيم «الدولة».

وكشفت الدراسة عن طموحات 200 مليون عربي. ففي تقريرها السنوي وجدت أنه بعد خمسة أعوام على الربيع العربي يفضل معظم الشبان الإستقرار على الديمقراطية. وذكرت نسبة 36% أن العالم العربي يعيش في وضع جيد في تراجع كبير للآمال التي حملها معه الربيع العربي.

واعتبرت نسبة 53% أن الحفاظ على الإستقرار أهم من نشر الديمقراطية (28%). ففي عام قالت نسبة 92% أن حلم الديمقراطية الأكبر الذي يطمح له العرب. وقامت الدراسة المسحية على 3.500 مشارك تتراوح أعمارهم ما بين 18-24 عاماً.

وقالت نسبة 47% إن العلاقات السنية ـ الشيعية متدهورة. وقالت نسبة 52% أن الدين عامل مهم في الخلاف السعودي والإيراني. ورأت نسبة 39% أن الحرب في سوريا هي حرب بالوكالة واعتبرتها نسبة 29% ثورة فيما وصفتها نسبة 22% بالحرب الأهلية.

 

تنظيم «الدولة» يتبنى اغتيال صحافي سوري في مدينة غازي عنتاب التركية

إسماعيل جمال

إسطنبول ـ «القدس العربي»: توفي أمس الثلاثاء الصحافي السوري محمد زاهر شرقاط الذي يعمل في إحدى القنوات السورية المحلية متأثراً بجراح أصيب بها الأحد، بعد أن أطلق عليه مجهول النار من مسدس كاتم للصوت في مدينة غازي عنتاب التركية، في هجوم تبناه تنظيم «الدولة الإسلامية» الذي كان شرقاط يهاجمه بقوة عبر برامجه التلفزيونية.

وأوضحت مصادر سورية وتركية متطابقة أن الصحافي شرقاط توفي متأثراً بجراحه التي أصيب بها يوم الأحد الماضي، حيث أطلق عليه مجهول، رصاصة من مسافة صفر على رأسه من الخلف، مستخدماً مسدساً مزوّداً بكاتم للصوت، بمدينة غازي عنتاب جنوب شرق تركيا.

وشرقاط هو ناشط إعلامي في المعارضة السورية، قبل أن ينضم إلى العمل كصحافي في قناة «حلب اليوم»، وسبق أن تعرض لمحاوله اغتيال منذ ثلاثة أشهر.

وتبنى تنظيم «الدولة» عملية الاغتيال، وأكد في بيان نشرته وكالة «أعماق» التابعة للتنظيم، الاثنين، مسؤوليته عن العملية التي نفذت الأحد.

وقالت الوكالة: إن «مفرزة أمنية تابعة للتنظيم أطلقت النار يوم أمس (الأحد) على الإعلامي زاهر الشرقاط، الذي يقدم برامج معادية للدولة الإسلامية»، حسب تعبيرها، مشيرةً إلى أن الشرقاط تعرض لطلقة في الرأس من مسدس كاتم للصوت، أمام مقر عمله في مدينة غازي عنتاب.

وليست هذه المرة الأولى التي يستهدف فيها التنظيم الإعلاميين والصحافيين السوريين في مدينة غازي عنتاب، إذ نفذ خلال الأشهر القليلة الماضية سلسلة من الاغتيالات طالت ناشطين وصحافيين، من بينهم نشطاء في حملة «الرقة تذبح بصمت» حيث قتل 3 منهم ذبحاً، بالإضافة إلى الصحافي السوري ناجي جرف، الذي قتل في غازي عنتاب أيضاً بمسدس كاتم للصوت. وأدان المكتب الإعلامي للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية عملية الاغتيال.

 

كيري يطالب لافروف بتحديد مناطق تنظيم «الدولة» و«النصرة» وعدم مهاجمة المجموعات السورية الأخرى ويؤكد الانتخابات غير مشروعة

تمام البرازي

واشنطن ـ «القدس العربي»: أعربت الخارجية الأمريكية عن قلقها الشديد لخطط هجوم النظام السوري ضد مدينة حلب حيث تتواجد فيها مجموعات معارضة وقعت على اتفاق وقف الأعمال العدائية. وقال مارك تونر نائب الناطق باسم الخارجية الأمريكية «اننا نعمل مع الروس واعضاء المجموعة الدولية لدعم سوريا لإبقاء الضغط على كل الأطراف للإلتزام بوقف اطلاق النار، ان تقويمنا للخروقات يشير إلى ان أغلبية الخروقات قام بها النظام السوري، اننا نعبر عن قلقنا للوضع وان على كل الأطراف عدم استغلال وقف اطلاق النار للسيطرة على المزيد من المناطق أو القيام بهجمات على هذه المجموعات التي اوقفت اطلاق النار، اننا نحاول ان نضاعف جهودنا في الايام المقبلة لتثبيت وقف الأعمال العدائية».

وأشار تونر إلى ان الولايات المتحدة «قلقة جداً من زيادة العنف مؤخراً وخرق وقف الأعمال العدائية في سوريا، وقام وزير الخارجية الأمريكية جون كيري بالاتصال بنظيره الروسي سيرغي لافروف هاتفياً للإعراب عن قلقه عما يجري، وتباحث حول بذل المزيد من الجهود لتثبيت وقف اطلاق النار، وضرورة تحديد مواقع المجموعات المقاتلة المختلفة حتى نتأكد ان العمليات العسكرية تستهدف تنظيم الدولة وجبهة النصرة فقط».

وأضاف تونر ان «كيري قال للافروف انه شاهد تقارير ان النظام السوري يعد لإعادة السيطرة على حلب، وهذا أمر يثير القلق، وانه يجب تحديد المناطق التي تتواجد فيها مجموعات مقاتلة وقعت على وقف الأعمال العدائية وتفريقها عن تنظيم الدولة وجبهة النصرة خاصة ان الخطوط بينهم متداخلة».

مشيراً إلى ان «تنظيم الدولة والنصرة أهداف مسموح بها لأنهما لم يوقعا على وقف الأعمال العدائية».

واعترف الناطق بأن «وقف الأعمال العدائية لم يكن تاماً لكنه خفف بشكل كبير مستوى العنف واذا خرج عن مساره قبل بدء الجولة الجديدة من المفاوضات سيؤدي إلى احتمالات عدم نجاح هذه المحادثات، التي يجب ان تحقق تقدماً حقيقياً، ويجب ان نركز على المفاوضات المقبلة ونضمن اجواء هادئة لها، وان انهيار وقف الأعمال العدائية سيؤدي إلى انهيار المحادثات وانهيار كل شيء والعودة إلى الوراء اشهراً».

وعندما سئل عن عواقب خرق وقف اطلاق النار أجاب تونر «ان هذا سيكون مثل النقاش عن عدد الملائكة الذين يمكن ان يقفوا على رأس دبوس لأن كل شيء سينهار اذا انهار وقف اطلاق النار كلياً».

وأضاف الناطق «اننا نرى الانتخابات السورية في 13 نيسان/ابريل غير شرعية لأنها لا تمثل ارادة الشعب السوري وان هناك محادثات جنيف حول رسم عملية التحول السياسي وهو الحل النهائي للنزاع في سوريا، لذلك فإن اجراء انتخابات في هذه الظروف وسط أوضاع مضطربة أمر سابق لأوانه ولا يمثل الشعب السوري، وان هناك دوراً للنظام السوري في العملية الانتقالية وفقاً لقرار مجلس الامن الدولي وبيان جنيف وسيؤدي إلى اجراء انتخابات حرة وعادلة، وان مشاركة النظام في العملية الانتقالية يضمن وجود نوع من الحوكمة ويمنع بروز الفراغ، ولكن في الوقت نفسه ان الاسد لا يمكن ان يكون جزءاً من مستقبل سوريا».

 

مارسيل خليفة يصرخ في وجه الأمن العام اللبناني: «ارحمنا وحلّ عنّا»

بعد منع أغنية نجله بزعم «الإساءة للدين» والتلميحات الجنسية

بيروت – «القدس العربي» ـ من ريما شري: تسبب مقطع من أغنية «كيرياليسون» لبشار خليفة، نجل الفنان مارسيل خليفة، بإصدار الأمن العام اللبناني قرارا بمنع الأسطوانة الجديدة «يا بلد»، التي تتضمن الأغنية، اعتبر فيه أنها تحتوي على «كلام مسيء إلى الذات الإلهيّة».

ونشر الفنان مارسيل صورة عن بيان الأمن العام عبر صفحته الرسمية على «فيسبوك»، وقد ظهر في الصورة نص البيان الرسمي الذي نوّه إلى أنه إذا رغب الفنان بإعادة إدخال هذا الألبوم الى لبنان فعليه حذف الأغنية المذكورة منه.

لكن مارسيل فضل التعليق عبر مخاطبة ابنه بشار، الطفل الذي يبحث عن بلد في البعيد البعيد، وذلك من خلال رسالة نشرها على صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، ووجهها إلى الأمن العام متسائلا: «ليس لنا وطن يا ولدي وربما من حسن حظنا أن وطننا هو وطن الأغنيات والموسيقى والجمال. ما هذا «البلد» يا ولد»؟

وجاء في نص الرسالة التي استخدمها مارسيل لتذكير بشار، طفل الخامسة آنذاك، برحلة على طريق المنفى يقف فيها على حافة الشارع الطويل يبحث عن بلد في البعيد، ليعود بعد سنين ويجد «زنزانة مفتوحة لأغنيتك لأنها تمّس بالذات، ذات البلد الإلهيّة كما جاء على لسان الأمن العام اللبناني الطويل».

وذكّر مارسيل بشار في الرسالة نفسها بقصيدة «أنا يوسف يا أبي» لمحمود درويش التي غناها وواجه دعوى قضائية لأنها تضمنت تلحينا لآية قرآنية، وتمت تبرئة مارسيل لاحقاً. وقال مارسيل عنها في الرسالة: يا أبي أما زلت تذكر أغنية «يوسف» وكيف رافقتني ذات يوم من سنة 1999 إلى قصر العدل في مدينتنا «بيروت» لحضور جلسة دعوى الحق العام على تحقير الشعائر الدينيّة من خلال الموسيقى والأغنية. كان الواقع وما زال يتعرّض لعمليّة انقطاع الوعي وبالطبع إن الأغنية لا تكون مقدسّة الى هذا الحد للادعاء عليها ولكن… هذا هو حَدْ البلد».

يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها مارسيل للتضييق والرقابة. فقد منعت وزارة الداخلية خليفة العام الماضي من دخول الكويت لإقامة حفل غنائي لغنائه آيات من سورة يوسف وتفاديا لمواجهة مع قوى إسلامية.

وفي عام 2007 صوّت 32 نائبا بحرينيا من أصل 40 في البرلمان البحريني على تشكيل لجنة تحقيق حول مهرجان «ربيع الثقافة» الذي احتوى عرضه الافتتاحي مشاهد من «مجنون ليلى» المأخوذ عن كتاب للشاعر البحريني قاسم حداد قام بتلحينه مارسيل خليفة، والتي اعتبرها الإسلاميون «لقطات استعراضية خليعة»، وصوّت المجلس الذي يسيطر عليه النواب الإسلاميون لصالح الاقتراح وحظي بالأغلبية عند التصويت عليه. وأصدر مارسيل آنذاك بالاشتراك مع حداد بياناً بعنوان «جئنا لنعلن أن الحب يستهجن الإرهاب الفكري».

وتوجه مارسيل في الرسالة باعتذار لابنه بشار عن «خيبة» الأمل قائلا: «نعتذر منك يا ولدي وأنت في أولى محاولاتك تصاب بخيبة أمل في بلد يفقد فيه الإنسان ذلك «الأمل» بشكل يومي ساحق في غياب العدالة والحرمان من الحريات والحقوق الأصليّة وكل ذلك سبب مباشر لكل هذه الانهيارات والانفجارات والانحطاط الحضاري الذي نتدهور فيه منذ سنوات».

وأضاف: «لم تستطع يا بلد أن تفلت من براثن الأمن العام الحريص على «الأمن» والحريّة والأخلاق والدين وما شابه ذلك فاعتقل الأغنيّة».

وختم مارسيل: لن يموت البلد، لن يخطفوه الى الأبد. والى الأمن العام «اللبناني» نصرخ: ارحمنا وحلّ عنّا.

 

سورية: شهر على حصار حي الوعر تحت سياسة “التركيع

ريان محمد

مضى شهر على فرض النظام السوري حصاراً خانقاً، على حي الوعر في مدينة حمص (وسط)، آخر معاقل المعارضة في المدينة، التي اصطلح على تسميتها من قبل المعارضة بـ”عاصمة الثورة”؛ في ظل منع حركة المدنيين، ودخول المواد الغذائية والطبية، ما يزيد من معاناة أكثر من 100 ألف مدني محاصرين في الحي، معظمهم من الأطفال والنساء.

وكان النظام أغلق في الـ13 من الشهر الماضي جميع المعابر، التي كانت مفتوحة أمام حركة المدنيين، وإدخال المساعدات الإنسانية، عقب رفض الفصائل المعارضة تطبيق المرحلة الثالثة من اتفاق الهدنة، الذي ينص على افتتاح القصر العدلي والسماح بدخول الموظفين والشرطة، قبل تنفيذ كامل المرحلة الثانية، وخاصة بند إطلاق سراح المعتقلين من الحي، والبالغ عددهم أكثر من 7 آلاف معتقل، الأمر الذي رفض النظام تطبيقه طالباً تأجيله إلى أجل غير مسمى.

وقال المتحدث باسم “مركز حمص الإعلامي” محمد السباعي، في حديث مع “العربي الجديد”، “أعاد النظام سيناريو الحصار الخانق على حي الوعر، والذي يتخلله القصف المتقطع وعمليات القنص، التي تستهدف الشوارع الرئيسة والفرعية دون تمييز بين طفل أو رجل أو امرأة، ما يتسبب بسقوط جريح على الأقل يومياً بسبب القناصات التي تطلق رصاصها المتفجر على الشوارع”.

وأضاف السباعي، أنّ “حواجز القوات النظامية المنتشرة على أطراف الحي تستمر بفرض حصار شديد على أهالي الوعر من خلال منع دخول وخروج المدنيين، مانعة إدخال أي نوع من أنواع الأغذية والمواد التجارية إلى الحي، وحتى مادة الطحين أصبحت على وشك النفاذ من المنازل، في حين توجد أعداد كبيرة من الأطفال المحرومين من الحليب والمكملات الغذائية، ما يزيد مخاوف أهالي الحي من استمرار الحصار في ظل صمت الأمم المتحدة لما يفعله النظام من خروقات متكررة لكلا الهدنتين المحلية والدولية المبرمة في سورية”.

وتابع “اليوم لا يوجد أي تاجر يدخل أي نوع من المواد الغذائية إلى الحي، ولقد تجولت بالحي وزرت منازل عدّة فيه، العائلات بالحي يتناولون وجبة واحدة في اليوم، في حين إن توفر بعض الطحين لدى قلة من العائلات فإنهم يتناولون وجبتين”.

وبحسب المتحدث، فإن “النظام بدأ بسياسة جديدة في الحي لإثارة الصراعات بين الأهالي، إذ عمد اليوم على إدخال نحو 1000 ربطة خبز لنحو 20 ألف عائلة، ما سبب الكثير من البلبلة بين الأهالي، ورغم توزيعها على العائلات بالرغيف، إلى أن معظم العائلات لم تحصل على أي رغيف”.

ورأى السباعي، أن “النظام يسعى عبر إعادة الحصار وإدخال كميات قليلة من الخبز، الضغط على فصائل المعارضة المسيطرة على الحي لإركاعهم وإرضاخهم لإرادة النظام، وبالتالي التخلي عن مطلب إطلاق سراح المعتقلين”.

 

انطلاق أولى جلسات جنيف (3) السوري

أنس الكردي

تبدأ أولى جلسات الجولة الثالثة من مفاوضات جنيف السورية، اليوم الأربعاء، بين وفد الهيئة العليا للتفاوض عن المعارضة ومبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا، وسط توقعات أن تكون هيئة الحكم الانتقالية أولوية النقاش.

وأعلنت هيئة التفاوض العليا عبر حسابها الرسمي على موقع “تويتر”، أنّ الاجتماع سيبدأ عند الساعة الخامسة والنصف مساءً، على أن يتبع اللقاء مؤتمر صحافي.

ووصل وفد الهيئة العليا للمفاوضات إلى مقر إقامته في فندق “رويال” في مدينة جنيف السويسرية، أمس الثلاثاء، فيما سيتأخر وصول وفد النظام السوري حتى يوم الجمعة، بسبب انشغاله بالانتخابات التشريعية.

ومن المتوقع أن يكون الاتفاق على الدخول في مفاوضات مباشرة، بغية مناقشة هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات محور المباحثات بين الطرفين، استناداً إلى القرار 2254، بعد تأكيد المعارضة السورية مراراً وتكراراً على هذه النقطة.

وكان المبعوث الأممي إلى سورية، قد أكّد كذلك، يوم الإثنين، في دمشق، أن “الجولة الثالثة من المفاوضات بالغة الأهمية”، مضيفاً أننا “سنركز بشكل خاص على عملية الانتقال السياسي، وعلى مبادئ الحكم (الانتقالي) والدستور”.

من جانبه، دعا وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إلى عدم السماح بفراغ السلطة في سورية لحين وضع دستور جديد، معتبراً أن المحادثات السورية -السورية في جنيف يجب أن تسفر عن إجراء انتخابات مبكرة.

وقال لافروف، إنّ “هناك تفهماً أن هذه العملية يجب أن تسفر عن وضع دستور جديد وإجراء انتخابات مبكرة بموجبه. لكن طالما لم يحدث ذلك، يجب عدم السماح بالفراغ القانوني والفراغ في مجال السلطة التنفيذية في سورية. يجب أن تؤدي الانتخابات التي تُجرى اليوم، هذا الدور”.

وأضاف “نعتبر الانتخابات التشريعية ضماناً لعمل مؤسسات الحكم في سورية التي ينص عليها الدستور الحالي للبلاد”.

 

باريس تندد بـ”مهزلة الانتخابات” في سورية

باريس ــ العربي الجديد

نددت فرنسا اليوم الأربعاء بما أسمته “مهزلة الانتخابات” التشريعية التي يجريها النظام السوري في المناطق الواقعة تحت سيطرته، وشددت على أن الانتخابات الوحيدة التي يعتد بها في سورية هي تلك الملحوظة في خريطة الطريق التي وضعتها الأمم المتحدة.

 

وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية، رومان نادال، إن الانتخابات التشريعية التي تجري الأربعاء في سورية “تمت من دون حملة انتخابية فعلية، وتحت إشراف نظام قمعي، ومن دون مراقبة دولية”، وفق ما نقلته وكالة “فرانس برس”.

 

وتابع المتحدث “إن المدعوين للمشاركة في هذه الانتخابات هم فقط سكان منطقة محدودة، في حين استبعد منها ملايين السوريين النازحين أو اللاجئين في الخارج”.

 

وذكر المتحدث أن قرار مجلس الأمن رقم 2254 الذي صدر في ديسمبر/ كانون الأول ينص على إجراء انتخابات بعد تشكيل هيئة انتقالية وإقرار دستور جديد للبلاد.

 

وأضاف المتحدث أن هذه الانتخابات “يجب أن تجري تحت إشراف الأمم المتحدة وحسب معايير دولية لجهة الشفافية والنزاهة”.

 

وتندد المعارضة السورية والعديد من الدول الغربية بإجراء هذه الانتخابات التي تعتبر الثانية في سورية منذ بدء الثورة عام 2011.

 

وبدأت “مهزلة” الانتخابات اليوم في مراكز المدن في محافظات دمشق واللاذقية وطرطوس وحمص والسويداء وحماة، وبشكل جزئي في محافظات أخرى وهي حلب ودرعا ودير الزور، بينما خرجت محافظتان مع ريفهما عن نطاق سيطرته، وهما إدلب والرقة، فضلاً عن محافظة ريف دمشق التي تسيطر قوات المعارضة على معظمها.

 

ووسط إجراءات أمنية مشدّدة، فتح أكثر من 7 آلاف مركز انتخابي أبوابه لاختيار 250 عضواً في البرلمان (مجلس الشعب)، من أصل نحو 3500 مرشح بعد غربلتهم، حيث تقدم للمشاركة أكثر من 11 ألف مرشح.

 

الجيش التركي يقصف مواقع لـ”داعش” شمال سورية

أنس الكردي

استهدف الجيش التركي، اليوم الأربعاء، مواقع لتنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) في ريف حلب الشمالي، بعد سقوط ثلاث قذائف على أماكن متفرقة من مدينة كيليس الحدودية مع سورية.

وقال الصحافي عدنان الحسين، المتواجد قرب الحدود السورية التركية، لـ”العربي الجديد”، إنّ المدفعية التركية قصفت كل صوران واحتميلات، إضافة إلى قرى حدودية، تابعة لسيطرة تنظيم الدولة”، مبيّناً أن “القصف أدى إلى أضرار مادية كبيرة”.

في السياق نفسه، ذكرت مصادر أمنية لوكالة “رويترز”، أنّ الجيش التركي يرد بإطلاق النار داخل سورية.

وأفادت قناة “تي أر تي”، التابعة لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون التركية، أن 3 قذائف سقطت من الجانب السوري على أماكن متفرقة من مدينة كيليس التركية.

وجرح ستة مدنيين، في ولاية كيليس التركية، بعد سقوط قذيفتين من الأراضي السورية على المدينة.

وحول مصدر هذه القذائف، رجّح الحسين أنّ “تكون من قبل الوحدات الكردية، لأنها مطلة بشكل أقرب على ولاية كيليس، حيث تبعد الوحدات أقل من تسعة كيلومترات، في حين أن المسافة التي تفصل مناطق سيطرة التنظيم عن كيليس تبلغ قرابة 12 كيلومترا، ومن الصعب أن تصل قذائف الهاون إليها”.

ولفت الصحافي السوري أيضاً، إلى أن الجيش التركي يقصف كذلك، أماكن سيطرة الوحدات الكردية، إذ تتعرض تل رفعت ومنغ ودير جمال ومريمين إلى قصف بين الفينة والأخرى.

وتشهد المناطق الحدودية مع تركيا معارك مستمرة بين قوات المعارضة السورية ومقاتلي تنظيم “داعش”، فيما تبرز باتجاه الجنوب الغربي من هذه المناطق اشتباكات بين قوات المعارضة والوحدات الكردية، وتقوم المدفعية التركية باستهداف التنظيم والوحدات على السواء.

 

انتخابات الأسد.. بمن حضر وما توفر على الأرض

عدنان أحمد

بدأت، صباح اليوم الأربعاء،”مسرحية” الانتخابات التشريعية التي يجريها النظام السوري في المناطق التي يسيطر عليها في البلاد، والتي تشمل مراكز المدن في محافظات دمشق واللاذقية وطرطوس وحمص والسويداء وحماة، وبشكل جزئي في محافظات أخرى وهي حلب ودرعا ودير الزور، بينما خرجت محافظتان مع ريفهما عن نطاق سيطرته، وهما إدلب والرقة، فضلاً عن محافظة ريف دمشق التي تسيطر قوات المعارضة على معظمها.

ووسط إجراءات أمنية مشدّدة، فتح أكثر من 7 آلاف مركز انتخابي أبوابه لاختيار 250 عضواً في البرلمان (مجلس الشعب)، من أصل نحو 3500 مرشح بعد غربلتهم، حيث تقدم للمشاركة أكثر من 11 ألف مرشح.

وقالت السلطات، إنّه سيكون بإمكان النازحين الفارين مما سمته “المناطق الساخنة” التصويت في أماكن وجودهم. وتشمل هذه المناطق محافظات حلب وإدلب ودير الزور والرقة.

وقدرت السلطات عدد الناخبين المهجّرين من محافظة الرقة، بنحو 125 ألفاً في حين تجاوز عدد الناخبين المهجرين من أبناء محافظة إدلب 150 ألفاً، من دون أن يتم تحديد عدد مهجري محافظتي حلب ودير الزور. ومن بين ألفي صندوق اقتراع في دمشق، هناك 540 لمحافظات دير الزور والرقة وحلب وريفها وإدلب ودرعا.

وتدعي السلطات، أنه في الانتخابات السابقة عام 2012، كان هناك نحو 10 ملايين شخص يحق لهم المشاركة في الاقتراع، لكن نصفهم فقط أدلوا بأصواتهم. ومن المتوقع أن يكون عدد المشاركين أقل بكثير في هذه الانتخابات، بالنظر لاستفحال الحرب، وهجرة الملايين إلى خارج البلاد.

وتجري الانتخابات هذه المرة على أساس “التعددية الحزبية” وفق الدستور، الذي تم الاستفتاء عليه في فبراير/شباط عام 2012، حيث يشارك “حزب البعث” في الانتخابات في قائمة مستقلة سميت “الوحدة الوطنية”، ومن المتوقع أن تفوز بمعظم المقاعد، كما حصل في الانتخابات السابقة، حين شارك في قائمة “الجبهة الوطنية التقدمية”، التي تضم بعض الأحزاب الضعيفة التي تدور جميعها في فلك السلطة. وحصل “البعث” في الانتخابات السابقة على ثلثي مقاعد البرلمان، تاركاً للمستقلين 53 مقعداً.

وقد سمح للعسكريين في هذه الانتخابات أن يدلوا بأصواتهم على الهوية العسكرية في أقرب مركز انتخابي، لهم بعدما صدر أخيراً مرسوم تشريعي بتعديل المادة الخاصة بمنع العسكريين من الترشح إلى مجلس الشعب أو الانتخاب ليسمح لهم بالانتخاب فقط.

 

ويلاحظ أن العديد من قادة مليشيات الحرب رشحوا أنفسهم للانتخابات، بصفتهم مدنيين، على اعتبار أنهم لا يحملون رتباً عسكرية. كما أن هناك حضورا لافتا للفنانين والكتاب ممن انحازوا بشدّة للنظام في الأزمة الراهنة مثل الفنانين زهير رمضان، عارف الطويل، وأحمد اسكندر والمخرج نجدت أنزور.

 

كذلك، أدلى رئيس النظام بشار الأسد وعقيلته أسماء بصوتيهما، في مكتبة الأسد الوطنية الواقعة في ساحة الأمويين في وسط دمشق. وعلق الأسد على مشاركته للمرة الأولى وعقيلته بالاقتراع في الانتخابات التشريعية، مدعياً “ترانا نشارك اليوم عبر الإدلاء سوية بصوتينا وهي أول مرة نقوم بذلك كرئيس للجمهورية وعقيلته ومن الطبيعي أن نكون من المساهمين اليوم في هذا الاستحقاق كمواطنين سوريين يدافعون عن الاستحقاق الدستوري بكل ما يمثله الدستور بالنسبة لنا سواء كسوريَّيْن أو كسوريين”.

وقالت السلطات، إنّها افتتحت مركزاً إعلامياً في فندق “الشيراتون” بدمشق، لمساعدة وسائل الإعلام على توفير “التغطية الإعلامية وتأمين كل التجهيزات ومعدات النقل للقنوات والإذاعات التي ستواكب هذا الاستحقاق الدستوري” .

ومن جهته، قال وزير إعلام النظام، عمران الزعبي، إنّ “إجراء انتخابات مجلس الشعب هو استحقاق دستوري منصوص عليه في الدستور، ولا بد من احترام الدستور كونه يعبر عن إرادة السوريين والمشاركة في الانتخابات رسالة إلى الداخل والخارج”.

 

واعتبر الزعبي، في حوار مع التلفزيون الرسمي أن “العملية السياسية المطروحة لحل الأزمة في سورية قضية منفصلة عن الاستحقاق الدستوري، والدستور النافذ يبقى نافذاً حتى اللحظة التي يحل محلها دستور جديد”.

ومن المتوقع، أن تكون الانتخابات الحالية هي الأخيرة التي تجري على طريقة النظام السوري إذا ما أتيح للعملية السياسية الجارية حالياً في جنيف أن تنجح، حيث من المقرر إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية جيدة في غضون 18 شهراً تحت إشراف دولي، وبمشاركة جميع القوى السياسية.

 

اللاذقية: نتائج الانتخابات جاهزة

أسعد أحمد العلي

لن يكلفك الإدلاء بصوتك في الانتخابات التشريعية التي تجري في مناطق سيطرة النظام، سوى إرسال رقم بطاقتك الشخصية عبر “واتساب”، أو عبر أي تطبيق أخر، ليصوت أي شخص عنك. الحبر السري غائب عن كثير من مراكز التصويت، وذلك لإعطاء المواطنين المتحمسين فرصاً متعددة للتصويت في أماكن متعددة.

 

المراقبون البعثيون يتابعون، بكل دقة وشفافية، سير انتخاب “القوائم البعثية” في المحافظات. وأمناء الصناديق يحددون ويشطبون الأسماء في القوائم، من دون إيلاء أدنى أهمية لرأي المنتخب ورغبته. فالسلطة تحتاج فقط لحضورك الفيزيائي أو الافتراضي، ولكنها ستصوت عنك. وسائل الإعلام الإيرانية والعراقية حاضرة دوماً لتغطية الحدث، إلى جانب الإعلام “الوطني”. فالتجربتان “الديموقراطيتان” في إيران والعراق لن تكتملا من دون نقل تفاصيل العملية “الديموقراطية” السورية. المهم هو إيصال الصورة المرغوبة إلى الخارج، بأن العملية حقيقية، مطلوبة وشرعية، وفقاً للدستور.

 

ولا يمكن للمتابعين تجاهل حالة الصدمة التي يعيشها مؤيدو النظام تجاه مجريات هذه الانتخابات، فقوائم المرشحين الصادرة عن حزب “البعث العربي الاشتراكي”، والتي تعرف باسم “قائمة الوحدة الوطنية”، فائزة لا محالة. كانت تلك صفعة جديدة للموالين من قيادتهم الحكيمة. وتتكرر في “قائمة الوحدة الوطنية” اسماء المرشحين المعروفين بتورطهم في عمليات فساد كبيرة، تم التستر عليها وطي ملفاتها بانسيابية بالغة. كما أن تسريب اسماء الفائزين في عدد من المحافظات، وأولها اللاذقية وطرطوس، قبل يومين من انطلاق العملية رسمياً، اعتبره موالون للنظام استهانة بتضحيات الشباب الذين قدموا أرواحهم للتصدي للمؤامرة “الكونية” التي تستهدف وجود البلاد وكينونتها، وتحاول منع قيام الانتخابات التي تؤكد استمرار المؤسسات الحكومية التي يديرها النظام.

 

التعاطي مع موضوع التسريبات جاء متوقعاً، ورغم الصدمة قوبل الترويج لمقاطعة الانتخابات بحدود دنيا من الاستجابة، والكثير من أبناء القرى الساحلية التي قدمت أبنائها دفاعاً عن النظام، أصروا على الادلاء بأصواتهم، كرمى لأرواح من رحل من ذويهم. أما في مدينة اللاذقية، فالموظفون وطلاب الجامعات ومراجعو الدوائر الحكومية، يعتبرون عماد إنجاح العملية، طالما أن الصناديق موجودة في المدارس والكليات والمديريات الحكومية، على اختلاف أنواعها. حتى المشافي الحكومية شملها توزيع الصناديق، وأجبر المرضى على المشاركة، طالما هم قادرون على المشي. الخوف من كتابة تقارير تشي بمقاطعة الموظف أو العامل للانتخابات دفعت الكثيرين للإسراع إلى الصناديق. لكن لا يخلو الأمر من وجود بعض المؤمنين بنظرية المؤامرة التي تحيكها دول لا تريد لهذه العملية ان تحدث لإبطال شرعية النظام السوري، ولعل “الحلفاء يرفضونها قبل الأعداء”، كما يقول العديد منهم في جلساتهم المغلقة.

 

لم تختلف الحملات الانتخابية للمرشحين عما عهده المواطن السوري قبل انطلاق الثورة؛ اللافتات العشوائية الموزعة هنا وهناك، والتي سقطت عفوياً مع أول عاصفة مطرية حصلت الثلاثاء، شوّهت التلوث البصري القائم سلفاً، وأضافت إلى الطنبور أوتاراً. حفلات “حزب البعث” الذي اعتاد إقامتها للترويج لمرشحيه “الناجحين سلفاً”، حضرت بخطاباتها الحماسية التي ستتصدى للإمبريالية والمؤامرة الكونية، من دون نسيان الأغاني الوطنية والدبكات الحماسية التي أثارت اشمئزاز الكثير من أهالي قتلى قوات النظام، خاصة وأنها تزامنت مع اشتباكات جبل التركمان في ريف اللاذقية الشمالي، والتي اوقعت قتلى وجرحى مرّت سيارات الإسعاف التي تقلهم إلى جانب حلقات الدبكة.

 

حضور نسائي لافت برز ضمن أسماء المرشحين المستقلين، وهو أمر أتى بتوجيه أمني، لإبراز أهمية المرأة في المجتمعات التي يحكمها النظام. مرشحات قدمن أنفسهن بناء على شكل الوجه، وتعديلات “الفوتوشوب” التي أظهرتهن بشكل متميز، وسط غياب تام لأي برنامج انتخابي لهن أو للمرشحين الباقين. ما جعل الناخب يختار مرشحته المفضلة هو لون الشعر وشكل العينين وصفاء البشرة، أما المرشحون المستقلون الذكور، فلجأ البعض منهم إلى توزيع علب السمن وربطات الخبز، في محاولة يائسة للحصول على مقعد برلماني. فقرار القيادة “الحكيمة” في اختيار الناجحين، قبل خوض الانتخابات، هو الفيصل.

 

مرشحو المحافظات الخارجة عن سيطرة النظام كانت لهم حصة في “العرس الديموقراطي” العظيم، في محافظة اللاذقية. صور ولافتات ولوحات إعلانية لمرشحين عن حلب وإدلب وديرالزور ظهرت أيضاً ضمن المشهد الفوضوي. وجرى التركيز على مخيمات النازحين، حيث وزّعت صناديق انتخابية فيها، وأجبر النازحون على ممارسة حقهم الانتخابي. وذلك يُدرج كبند في خطة النظام لإنجاح المشروع ومحاولة الاستفادة من وجود النازحين في معقل النظام.

 

آلاف المواطنين، ترشحوا لدخول مجلس لن يتسع سوى لمئتين وخمسين منهم، الرقم أثار الجدل حول سبب هذا الإقدام الكبير على انتخابات تعرف نتائجها سلفاً. الإجابة بسيطة، هناك نوعان من المرشحين، أولهم تحركه الأجهزة الأمنية، والثاني يسعى وراء القرض المعفى من الضرائب، الذي يحصل عليه المرشح بمجرد قبول أوراقه من قبل “الهيئة العليا للانتخابات”. ومبلغ القرض الذي يصل إلى مليون ليرة سورية، يعتبر صيداً ثميناً في زمن يعاني السوريون فيه من ضائقة مالية كبيرة، دفعت الكثيرين منهم لخوض هذه المعركة الخاسرة،

 

خوجة لـ”المدن”: الهدنة منهارة في سوريا

ديالا منصور

توجه أعضاء وفد الهيئة العليا للمفاوضات إلى جنيف، للبدء بجولة المحادثات الجديدة، التي تبدأ الأربعاء 13 نيسان/أبريل الحالي، في ظل استمرار التصعيد العسكري للنظام وحلفائه، بالرغم من سريان اتفاق “وقف الأعمال العدائية في سوريا” الذي دخل حيز التنفيذ في 27 شباط/فبراير الماضي.

 

الرئيس السابق للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، عضو الهيئة العليا للمفاوضات خالد خوجة، قال إن الوضع الميداني في سوريا عاد إلى الحالة العسكرية التي كان عليها قبل الهدنة، مشيراً إلى أن الهدنة في حالة انهيار كامل في ظل عودة القوى الجوية الروسية، وخاصة في ظل ما يجري في حلب، والغارات الجوية التي نفذها الطيران الروسي على مناطق في حلب وحماة خلال الأيام الأخيرة. وأكّد خوجة لـ”المدن”، أن النظام لم يلتزم بتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2254 المتعلق بسوريا، وخاصة البندين رقم 12 و13، مشيراً إلى عدم فك الحصار، أو إطلاق سراح المعتقلين، إضافة إلى عدم ادخال مساعدات إلا خلال الأسبوع الأول من الهدنة.

 

وأشار خوجة إلى أن الوفد التفاوضي سيناقش المواضيع الإنسانية في جنيف، موضحاً أن هذه البنود “فوق كل تفاوض”. وأكّد على أساسية موضوع هيئة الحكم الانتقالي، ولفت إلى وجود دراسة تفصيلية للمعارضة حول هذا الموضوع. واعتبر أن اعادة أجواء الهدنة ضرورياً، حيث أشار إلى عودة الحياة المدنية في ظل الأسابيع الأولى من الهدنة برغم الخروقات التي كانت تحصل، وأكد أن الفصائل العسكرية لن تقف مكتوفة الأيدي في ظل استمرار النظام وحلفائه في “الحالة العسكرية”، انطلاقاً من حق الفصائل في الدفاع عن نفسها.

 

ويرى خوجة أن ما جرى في جنيف حتى الآن هو “تمارين تفاوضية”، حيث لم تعقد مفاوضات مباشرة، حتى الآن، ما بين وفدي الحكومة السورية والمعارضة. وأشار إلى أن دور المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، هو العمل كوسيط أو ميّسر للمسار التفاوضي وليس موجّهاً له، مؤكداً على أن المبعوث الدولي لم يطرح أي حل متوافق عليه من جميع الأطراف.

 

واعتبر أن “الآمال بحل سياسي غير موجودة الآن”، خاصة في ظل عدم الانسحاب الروسي من سوريا، وأن الانسحاب الفعلي يجب أن “يشمل الانسحاب البري للقوات العسكرية الخبراء الروس، إضافة إلى إزالة منظومة صورايخ اس-400”. وشدد على أن “القوى الثورية” لم تتخل عن الخيار العسكري، وأن مساري الحل، العسكري والسياسي، متوازيان.

 

يأتي ذلك بالتوازي مع انطلاق الانتخابات التشريعية السورية، حيث فتحت مراكز الاقتراع أمام الناخبين السوريين لاختيار 250 نائباً، من أصل 3500 مرشح، يتنافسون للوصول إلى مقاعد البرلمان. وتجري الانتخابات في كل المحافظات السورية ما عدا محافظتي إدلب والرقة، اللتين تقعان خارج سيطرة النظام السوري.

 

وخلال إدلائه بصوته في المركز الانتخابي المقام داخل مكتبة الأسد وسط دمشق، قال الرئيس السوري بشار الأسد “إن الشعب السوري كان واعيا خلال السنوات الماضية لهذه النقطة ولذلك رأينا الحماس لدى المواطنين للمشاركة في كل الاستحقاقات الدستورية السابقة سواء كانت الرئاسية أو التشريعية.. وهو ما نراه اليوم أيضا من خلال المشاركة الواسعة من جميع شرائح المجتمع وخاصة في موضوع الترشح الذي شهد عددا غير مسبوق في أي انتخابات برلمانية في سورية عبر العقود الماضية”.

 

وأضاف بحسب تصرحات نقلتها عنه وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا”: “المشاركة في هذه الانتخابات شملت مختلف مكونات المجتمع وفي مقدمتها عائلات فقدت أبناءها بسبب الإرهاب وعائلات الشهداء والجرحى ممن قدموا أرواحهم أو أجسادهم في سبيل الدفاع عن الوطن.. والوطن هو أرض وشعب ومؤسسات ومن يجمع بين كل هذه العناصر هو الدستور.. لذلك كله ترانا نشارك اليوم عبر الإدلاء سوية بصوتينا وهي أول مرة نقوم بذلك كرئيس للجمهورية وعقيلته ومن الطبيعي أن نكون من المساهمين اليوم في هذا الاستحقاق كمواطنين سوريين يدافعون عن الاستحقاق الدستوري بكل ما يمثله الدستور بالنسبة لنا سواء كسوريَّين أو كسوريين.. كما أنه من الطبيعي أن نشهد حماسا كبيرا من المواطنين وهو ما رأيناه في الساعات الأولى من هذه الانتخابات”.

 

دمشق لا تعارض المفاوضات المباشرة.. وطهران ترى اقتراب الحل

أعلن نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، الثلاثاء، أن دمشق لا تعارض إجراء مفاوضات مباشرة مع المعارضة في جنيف. وقال في مقابلة مع وكالة “تاس” الروسية إن المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا “كان يصر حتى الآن على أن تجري كل المفاوضات بوساطته”، إلا أن دمشق لا تمانع إجراء مفاوضات مباشرة، مؤكداً على ضرورة إشراك الأكراد فيها.

 

وكشف المقداد أن الجانب السوري ينوي إدخال “بعض التعديلات” على وثيقة دي مستورا التي طرحها في نهاية الجولة السابقة، من دون أن يتطرّق إلى التفاصيل، معتبراً أنه يجب بحث هذه الوثيقة خلال المفاوضات المقبلة.

 

في غضون ذلك، أعلن مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، عن دخول المفاوضات السياسية بين الحكومة السورية وممثلي المعارضة “مرحلة جديدة”، واقتراب “أفق الحل السياسي” للأزمة السورية.

 

تصريحات عبد اللهيان أتت في أعقاب لقائه دي مستورا في طهران، الثلاثاء. وأشار المسؤول الإيراني إلى دعم بلاده لجهود المبعوث الدولي، داعياً الأطراف الإقليمية والدولية إلى “اتخاذ خطوات أساسية ومهمة لدعم مكافحة الإرهاب والمفاوضات السياسية في سوريا، والامتناع عن الاجراءات المتعارضة والتي لاتصب لصالح سوريا وشعبها”.

 

وأشار عبداللهيان إلى أن المحادثات تطرقت إلى التأكيد على “عدم إشراك التنظيمات الإرهابية في مفاوضات الأمم المتحدة”، لكنه إعتبر إلى أن قائمة الجماعات المصنفة إرهابية “لازالت من المواضيع الغامضة في هذه المفاوضات”.

 

من جهته، وصف دي مستورا مباحثاته في طهران بـ”المهمة والحيوية”، وقال للصحافيين إنه تم خلالها “التأكيد علي نزع فتيل الحرب في سوريا وإرسال المساعدات الانسانية واستمرار المسار السياسي لحل الأزمة في سوريا”.

 

في السياق، نقل عضو الوفد البرلماني الروسي ألكسندر يوشينكو، الذي زار الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق، الثلاثاء، عن الأسد قوله إن النظام الفدرالي لن يساهم في توحيد سوريا بل سيدمّرها.

 

وقال يوشينكو، وهو نائب عن الحزب الشيوعي الروسي في مجلس الدوما، إن الرئيس السوري شدّد على ضرورة إصدار قانون حول علمانية الدولة في سوريا، وأن يحظى أي مشروع دستور سوري جديد بموافقة الشعب، وإن على هذا الدستور الجديد أن يحمي الشعب السوري برمته، الأغلبية والأقلية.

 

بدوره، أشار النائب الروسي سيرغي غافريلوف، الذي حضر اللقاء، إلى أن الأسد يؤمن بإمكان تسوية الأزمة السورية في إطار حوار جنيف. أما عضو الوفد السيناتور الروسي دميتري سابلين، فنقل عن الأسد تعهده “ببذل جهوده القصوى من أجل حماية المسيحيين في سوريا”، وإنه حذّر من خطر تحول سوريا ودول أخرى في الشرق الأوسط إلى “إمارات متطرفة تهدد العالم برمته، في حال خروج المسيحيين من المنطقة”.

 

النظام السوري استعان بمعارض لتحليل البيانات عن الثورة

هكذا وصلت وثائق جرائم الأسد إلى أيدي المحققين

ترجمة عبدالاله مجيد

لم تكن عملية ايصال المئات من الوثائق، وآلاف الصور التي توثّق جرائم بشار الأسد ضدّ السوريين، إلى المحققين الدوليين، مهمة سهلة بالمرة، لكنّ النظام أخطأ في استعانته بشخصيات لا تكنّ له أي احترام أو ولاء، فساعد هؤلاء على توثيق تلك الجرائم ثم سرّبوها إلى المحققين.

 

لندن: قطع المحقق السوري رحلته المعهودة 100 مرة تقريبًا، بالشاحنة العتيقة نفسها دون أي حمولة.

 

كانت المسافة الى الحدود تمتد نحو 65 كلم عبر 11 نقطة تفتيش يتمركز فيها مقاتلون من المعارضة، حيث اصبحوا يعتقدون انه محامٍ من اهل المنطقة، حكمت مصائبه في زمن الحرب بأن يمر على مقطع الطريق الخاضع لسيطرتهم.

 

وكان احيانًا يجلب لهم وجبات خفيفة وماء ويحرص على شكرهم لحماية المدنيين من امثاله.

 

وذات يوم من ايام الصيف، حمَّل شاحنته بأكثر من 100 الف وثيقة رسمية سورية كانت مدفونة في حفر ومخبأة في مغارات وبيوت مهجورة، متجهًا بها نحو الحدود.

 

انطلق في ساعة الغروب تتقدمه ثلاث سيارات استطلاع اكدت إحداها لاسلكيًا عدم وجود نقاط تفتيش جديدة. وكانت الحدود مغلقة ولكن جنود البلد المجاور سمحوا له بالمرور.

 

واستمر في رحلته الى أن وصل الى سفارة غربية، حيث ترك حمولته لإيصالها بطريقة مأمونة الى المحامي الاميركي كريس انغيلز.

 

إلى أوروبا الغربية

 

وبعد عقد امضاه انغيلز في تدريب كوادر العدالة الجنائية الدولية في البلقان وافغانستان وكمبوديا، يقود الآن وحدة جرائم النظام السوري في لجنة العدالة والمساءلة الدولية التي شُكلت عام 2012.

 

وتمكن اشخاص يعملون للجنة خلال السنوات الماضية من تهريب ما يربو على 600 الف وثيقة حكومية خارج سوريا، كثير منها وثائق من اجهزة استخباراتية وأمنية سرية للغاية. وفي مقر اللجنة في اوروبا الغربية تُمسح كل وثيقة ضوئيًا وتُعطى رقمًا وتُخزن تحت الأرض.

 

وتكلل عمل اللجنة مؤخرًا بمذكرة قانونية في 400 صفحة تعزو التعذيب المنهجي وقتل عشرات آلاف السوريين الى سياسة مكتوبة رُسمت بموافقة رئيس النظام بشار الأسد، وينفذها جلاوزة النظام الذين يرفعون تقارير عن ارتكاباتهم الى مسؤوليهم في دمشق.

 

توثيق غنيّ

 

وقال ستيفن راب الذي عمل ست سنوات سفير الولايات المتحدة المتجول لقضايا جرائم الحرب، لمجلة نيويوركر، إن توثيق اللجنة لجرائم النظام السوري “أغنى من أي شيء رأيته وأي شيء تابعته في هذا المجال”. ولكن مجلس الأمن الدولي وحده القادر على احالة جرائم النظام الى المحكمة الجنائية الدولية.

 

وفي ايار/مايو 2014 استخدمت روسيا والصين حق الفيتو لإجهاض مشروع قرار يمنح المحكمة ولاية على الجرائم التي ارتكبتها جميع اطراف النزاع.

 

في هذه الأثناء، أصبح احصاء عدد القتلى في سوريا مهمة مستحيلة تقريبًا، وتوقفت الأمم المتحدة عن محاولة احصائهم منذ اكثر من عامين.

 

ولكن المنظمات التي تتابع النزاع تقدر عدد القتلى حتى الآن بنحو 500 الف شخص مع تصاعد وتيرة القتل كل عام ونزوح زهاء 5 ملايين سوري الى البلدان المجاورة واوروبا.

 

خلية أزمة بعثية

 

حين اندلعت الانتفاضة ضد نظام الأسد في آذار/مارس 2011 شُكلت “خلية ازمة” كانت تجتمع كل ليلة في مقر القيادة القطرية لحزب البعث وسط دمشق لبحث استراتيجية اخماد المعارضة.

 

وكان هذا يتطلب معلومات مفصلة عن كل احتجاج. لذا طلبت الخلية تقارير من اللجان الأمنية والأجهزة الاستخباراتية في كل محافظة ثائرة. وقررت خلية الأزمة توظيف شخص لتولي العمل الورقي.

 

كان احد المتقدمين عبد المجيد بركات، وهو شاب في الرابعة والعشرين نال مؤخرًا شهادة الماجستير في العلاقات الدولية، وكان يعمل في وزارة التربية.

 

وخلال مقابلته في نيسان/ابريل درس مسؤول بعثي كبير سيرة حياته. وحين سُئل بركات كيف يحل الأزمة الناشئة اجاب ان الحكومة لكي تتفادى أي رد فعل مسلح على قمع المعارضة يجب ان تقدم بعض التنازلات وتنفذ اصلاحات معتدلة.

 

معارض لتحليل البيانات!

 

وفوجئ بركات الذي انضم في بداية الاحتجاجات الى احدى اللجان الثورية الأولى بتعيينه موظفًا في مقر خلية الأزمة. فالنظام في عجالته لرفع كفاءة خلية الأزمة قام بتوظيف معارض لتحليل تقارير أمنية سرية من سائر انحاء البلاد.

 

وكانت أكثر من 150 صفحة تصل الى مكتب بركات في غالبية الأيام عن الأخطار التي تهدد النظام، من خط الشعارات على الجدران الى ما يُنشر على فايسبوك وصولاً الى التهديدات الجدية مثل وجود مجموعات مسلحة.  وكان بركات يقرأ كل شيء ويكتب ملخصات يقدمها الى مسؤوله الذي يرفعها الى خلية الأزمة لدراستها في كل اجتماع.

 

لم يُسمح قط لبركات بدخول غرفة الاجتماعات، ولكنه كان يرى من يحضرها، بمن فيهم قياديون في حزب البعث ونائب الرئيس وشقيق الأسد الأصغر ماهر، الذي ادرجه الاتحاد الاوروبي على القائمة السوداء بوصفه “المشرف الرئيسي على العنف ضد المتظاهرين”.

 

بداية التسريب

 

بعد فترة قصيرة على عمل بركات في مقر خلية الأزمة بدأ يسرب الوثائق. وكان يصور الوثائق في دورة المياه ويرسل النسخ المصورة الى اشخاص في المعارضة على صلة به.

 

وكانت خطته ان يسرق اكبر عدد ممكن من المعلومات ثم يغادر سوريا.

 

ولكن كل تسريب كان يزيد شكوك مقر خلية الأزمة ويزيد احتمالات ان يكتشف النظام آجلا أو عاجلا وجود مدسوس فيه.

 

وقام رئيس الخلية المركزية لادارة الأزمة باستجواب بركات عن التسريبات، فيما قال موظف آخر في مقر الأزمة لبركات ان سكرتيره يتجسس عليه.

 

فقرر بركات ان يغادر سوريا ولكن بعد ان يسرق محاضر الاجتماعات التي كانت محفوظة في مكاتب اعضاء الخلية.

 

كما خطط لسرقة المراسلات بين خلية الأزمة وديوان الرئاسة ومكتب رئيس الوزراء ومكتب وزير الداخلية.  وذات يوم من ايام استراحة ازمة الخلية في شباط/فبراير، نهب بركات مكاتبها واخذ كل ما يستطيع ان يحمله من الوثائق قبل ان ينطلق بسيارته نحو 400 كلم شمالاً باتجاه الحدود التركية.

 

إلى المحكمة الجنائية الدولية

 

كانت قوات النظام تسيطر على المعبر الحدودي. وتمكن بركات من التسلل والاقامة في فندق باسم مستعار قبل ان يكتشف احد في دمشق غيابه. وبعد شهر حين تأكد بركات من مغادرة والدته سوريا بسلام خرج الى العلن، وقال في تصريحات تلفزيونية انه يريد ان تذهب الوثائق التي هربها الى المحكمة الجنائية الدولية.

 

كان مصدر الكثير من الوثائق التي سرقها بركات أو وقعت بأيدي فصائل المعارضة، اجهزة امنية ـ استخباراتية بعيدة عن العاصمة دمشق.

 

وهي تشير الى قرارات اتخذتها الخلية المركزية لإدارة الأزمة ولكن لاستكمال السلسلة كانت لجنة العدالة والمساءلة الدولية تحتاج الى ملاحظات من هذه الاجتماعات.

 

وقال بركات الذي يعيش في اسطنبول لمجلة نيويوركر إن المحامي كريس انغيلز ومحللاً زاراه في عام 2014 لفحص وثائقه.

 

واضاف “انهما أمضيا ثلاثة ايام هناك يسألان بتفاصيل مستفيضة عن العمل الذي قدمت به وكيف كانت تُعقد الاجتماعات”.

 

وقاما ايضا بتصوير الأوراق المهربة واكد بركات لهما انه سيقدم النسخ الأصلية إذا أُحيلت القضية الى المحكمة الجنائية الدولية.

 

الأوامر

 

مساء 5 آب/اغسطس 2011 عقدت خلية الأزمة اجتماعها الاعتيادي في مقر القيادة القطرية لحزب البعث. وبحسب وثائق لجنة العدالة والمساءلة الدولية، فإن اعضاء في الخلية عزوا انتشار الاحتجاجات الى “التراخي في التعامل مع الأزمة وضعف التنسيق بين الأجهزة الأمنية”.

 

واصدرت خلية الأزمة اوامر، اولاً بتنفيذ حملات دهم يومية تستهدف منظمي الاحتجاجات، “ومن يشوهون صورة سوريا في الاعلام الخارجي”.

 

وثانيًا، بعد “تطهير كل قاطع”، على رجال الأمن التنسيق مع البعثيين وميليشيات الأحياء لضمان عدم عودة هؤلاء الناشطين.

 

وثالثا، تُشكل لجان تحقيق مشتركة لاستجواب المعتقلين وتُرسل النتائج الى سائر فروع الأجهزة الأمنية لاستخدامها في تحديد أهداف جديدة.

 

واصبحت هذه السياسة أحد الأركان الأساسية في قضية لجنة العدالة والمساءلة الدولية ضد مسؤولين في النظام السوري.

 

وبين وثائق بركات من دمشق و600 الف صفحة جمعتها اللجنة من سائر انحاء سوريا، تمكن محللون في اوروبا من اقتفاء هذه الأوامر عبر سلاسل قيادية متوازية عديدة وصولاً الى خلية الأزمة.

 

وكان المسؤول الأول هشام اختيار رئيس مكتب الأمن القومي في حزب البعث.

 

الاعتقالات

 

في مئات الافادات التي قدمها شهود وجدت لجنة العدالة والمساءلة الدولية انماطًا ثابتة في التحقيق تمارسها جميع فروع الأجهزة الأمنية. إذ كان الأشخاص يُعتقلون عملاً بسياسة خلية الأزمة.

 

والى جانب “تحديد اهداف جديدة”، كانت نتائج التحقيق توزع على الأجهزة الأمنية المختلفة. ويُعتقل الأشخاص عادة في ظروف لاانسانية طيلة اشهر أو سنوات دون تهمة أو محاكمة.

 

ولم تكن الاعترافات المنتزعة بالتعذيب تخدم اغراضًا واضحة لجمع المعلومات، ولكنها تبرقع عملية الاعتقال بستار قانوني، وإن كان مهلهلاً. فبعد الاعتراف بارتكاب جرائم عنيفة يمكن ان يواجه الناشطون المعارضون تهماً خطيرة وإذا أُدينوا بها يبقون محبوسين سنوات. كما تكرس الاعترافات الوهم القائل بوجود مؤامرة واسعة ضد سوريا نتيجة إقرار المعتقلين بالتحريض على الفتنة أو الخيانة.

 

وكان الخط الأخير لسياسة خلية الأزمة يأمر رؤساء الفروع الأمنية بأن يقدموا دورياً أسماء رجال الأمن “غير الحازمين أو غير المتحمسين”.

 

وفي احدى الحالات الموثقة، توسل المحقق بالمعتَقل الذي يعذبه أن يعترف بارتكاب جريمة لكي لا يتهمه النظام بالتقصير في عمله.

 

المستشفى 601

 

يروي الناشط مازن حمادة الذي هرب الى هولندا انه تعرض الى التحقيق والتعذيب سبع أو ثماني مرات.

 

ونتيجة التعذيب أُصيب بالتهاب في عينه التي بدأت تتقيح وكان مصاباً بالغنغرينا في ساقه ويبول دمًا.

 

وذات يوم في اوائل عام 2013، بعد نحو عام قيد الاعتقال، ابلغه ضابط التحقيق أنه سيُرسَل الى المستشفى رقم 601 العسكري في قاعدة المزة. وقال له أن ينسى اسمه وان اسمه الآن هو 1858.

 

كان حمادة سمع بالمستشفى 601 من معتقلين آخرين أُرسلوا اليه، والقلة الذين عادوا منه حذروه قائلين: “انه ليس مستشفى بل مسلخ”. ورغم حالة حمادة فإن حراسه ضربوه اثناء نقله الى المستشفى.

 

واستخدم احدهم انبوبًا اخضر في ضربه. وكان رجال الأمن في سوريا يسخرون من المعتقلين بتسمية هذه الأداة الأخضر الابراهيمي، الذي كان وقتذاك المبعوث الدولي الى سوريا.

 

استفاق حمادة ذات ليلة وطلب استخدام دورة المياه لقضاء حاجة. وانهال عليه احد الحراس الذي رافقه بالضرب طول الطريق الى المرافق الصحية.

 

وفي المرافق الصحية وجد في احد المكعبات كومة من الجثث مهشمة وزرقاء وجثتين أُخريين في المكعب الثاني ، كان اصحابهما نحيفين بلا عيون.

 

وكانت هناك جثة اخرى قرب المغسلة. فغادر حمادة المرافق الصحية مرعوبًا ولكن الحارس أعاده وقال له ان يتبول على الجثث لكنه لم يستطع.

 

وبحسب تحقيقات الأمم المتحدة، فإن المعتقلين الموتى “يُحفظون في المرافق الصحية” في العديد من فروع الأجهزة الأمنية في دمشق.

 

ورأى حمادة جنودًا سكارى في جيش النظام دخلوا المستشفى حيث ذبح احدهم مريضًا طلب دواء، وأمر مريضًا آخر بأن يسحل جثته الى المرافق الصحية.

 

وقال الجندي انه عزرائيل ملك الموت. وجاء في تقرير الأمم المتحدة عن المستشفى 601 “ان العديد من المرضى تعرضوا الى التعذيب حتى الموت في هذه المنشأة”.

 

صور قيصر

 

تأكدت شهادة حمادة عن الفظائع التي تُرتكب في المستشفى 601 بنحو 55 الف صورة فوتوغرافية هربها ضابط في الشرطة العسكرية عُرف باسم قيصر.

 

وكانت مهمة قيصر قبل الحرب توثيق مواقع الجرائم وحوادث المرور التي تقع للعسكريين في دمشق وتحميل الصور على كومبيوترات الحكومة ثم طباعتها وربطها بتقارير الوفيات.

 

ولكن جثث الضحايا بعد اندلاع الانتفاضة عام 2011 كانت جثث المعتقلين التي تُجمع كل يوم من فروع الأجهزة الأمنية وتُنقل الى المستشفيات العسكرية.

 

وفي المستشفى 601 صور فريق قيصر جثث الضحايا في المشرحة وفي مرأب السيارات.

 

وكانت كل جثة جرى تصويرها تحمل رقمًا خاصًا مثل رقم حمادة ـ 1858 ـ  كُتب على ورقة أو شريط أو صدر الضحية أو جبهته بلون غامق. وكان فريق قيصر يصور اكثر من 50 جثة يوميًا.

 

غادر قيصر سوريا في آب/اغسطس 2013 ومعه فلاش ذاكرة مخبأ في جواربه. وبقيت الصور طي الكتمان الى ان تحدث قيصر مع فريق دولي من المحققين وخبراء جمع الأدلة في مطلع عام 2014.

 

وجرى حتى الآن التعرف على هويات نحو 730 ضحية. وتعرف حمادة على العديد ممن كانوا معه في زنزانة واحدة.

 

نهاية اللعبة

 

قال سفير الولايات المتحدة المتجول السابق لقضايا جرائم الحرب ستيفن راب لمجلة نيويوركر، إنه عندما يأتي يوم الحساب ستكون الأدلة المتوفرة أفضل بكثير مما توفر في حالات مشابهة منذ محاكمات نورنبرغ.

 

واعرب الخبيران القانونيان بيل وايلي وكريس انغيلز عن اعتقادهما بأنه إذا أُحليت هذه الملفات الى القضاء الدولي ستكون لدى لجنة العدالة والمساءلة الدولية أدلة كافية لإدانة بشار الأسد واركان نظامه بارتكاب عدة جرائم ضد الانسانية، بينها القتل والتعذيب واعمال لاانسانية أخرى.

 

في هذه الأثناء، يحضر حمادة في هولندا جلسات للعلاج الطبيعي من اجل اعادة تأهيل أطرافه التي هشمها النظام.

 

وهو يتعلم الهولندية وينظم احتجاجات ضد الأسد في الساحات العامة، ويتساءل عن مصير ابناء عمه وشقيقه وزوج اخته والعديد من اصدقائه المفقودين.

 

وقال باكيًا “أين هم؟ هل هم احياء؟ هل هم اموات؟ وشقيقته في سوريا تطلب من سلطات النظام شهادة وفاة زوجها ولكن بلا جدوى.

 

ورغم وجود حمادة في بلد آمن، فإنه وصف حياته بأنها “تعاسة” كل يوم “تعاسة في تعاسة، انها موت، انها حياة موت”، حتى يُحال المسؤولون عن تعاسته وموت اهله واصدقائه الى العدالة.

 

استئناف محادثات السلام السورية في جنيف

أ. ف. ب.

جنيف: تستأنف بعد ظهر الاربعاء جولة جديدة من المحادثات غير المباشرة بين ممثلين عن الحكومة السورية والمعارضة في جنيف، في وقت تشهد المناطق الخاضعة لسيطرة النظام انتخابات تشريعية على وقع انقسامات غير مسبوقة وتصعيد عسكري يهدد بانهيار الهدنة.

 

ويستهل الموفد الدولي الخاص الى سوريا ستافان دي ميستورا جولة المفاضات الجديدة التي وصفها من دمشق قبل يومين بانها “بالغة الاهمية” باجتماع يعقده الاربعاء مع وفد الهيئة العليا للمفاوضات الممثل للمعارضة السورية.

 

ولن يصل الوفد الحكومي الى جنيف قبل الخميس او الجمعة بعد انتهاء الانتخابات التشريعية التي يخوضها خمسة من اعضاء الوفد المفاوض.

 

وانتهت الجولة الاخيرة من محادثات جنيف في 24 اذار/مارس من دون تحقيق اي تقدم حقيقي باتجاه التوصل الى حل سياسي للنزاع الذي تسبب بمقتل اكثر من 270 الف شخص منذ منتصف اذار/مارس 2011.

 

وقال يحيى العريضي، عضو الوفد الاستشاري المرافق للوفد المفاوض الممثل للمعارضة الى جنيف لوكالة فرانس برس الاربعاء “ان الوفد المفاوض سيعقد جلسة تمهيدية مع السيد دي ميستورا اليوم ولن يتطرق الى عرض موضوع محدد، لكنه سيشدد في الوقت ذاته على ان موضوعا واحدا مدرجا على جدول اعماله وهو الانتقال السياسي، بما يسنجم مع ما يطرحه الموفد الدولي وتتضمنه القرارات الدولية”.

 

واعتبر ان دي ميستورا “في وضع لا يحسد عليه وذهب الى الاماكن الصعبة كروسيا وايران قبل استئناف المفاوضات لعلمه ان هناك طرفا اصعب في دمشق” مضيفا ان الموفد الدولي “اشبه اليوم بمن يسير وسط حقل من الالغام”.

 

وبحسب العريضي، فإن “النظام يدرك جيدا ان انجاح الحل السياسي يعني نهايته ونقطة الخلاف الاساسية اليوم هي اي نهاية تراد لهذا النزاع”.

 

ولا يزال مستقبل الرئيس السوري بشار الاسد نقطة الخلاف الرئيسية بين طرفي النزاع والدول الراعية لهما، اذ تصر المعارضة على رحيله مع بدء المرحلة الانتقالية فيما تعتبر دمشق ان مستقبله ليس موضع نقاش ويتقرر عبر صناديق الاقتراع فقط.

 

وترى موسكو، ابرز حلفاء الاسد وداعميه سياسيا وعسكريا، ان المحادثات ينبغي ان تفضي الى وضع دستور جديد.

 

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مؤتمر صحافي مع نظيرته الارجنتينية سوزانا مالكورا الاربعاء “من الواضح ان نتيجة العملية السياسية يجب ان تكون وضع دستور جديد تُجرى على اساسه انتخابات مبكرة”.

 

وتعتبر طهران من جهتها ان المطالبة برحيل الاسد “خط احمر” يجب عدم تخطيه.

 

3500 مرشح

 

ويتزامن استئناف المفاوضات مع اجراء النظام السوري انتخابات تشريعية في مناطق سيطرته، يتنافس فيها 3500 مرشح يزيد عمرهم عن 25 عاما لشغل 250 مقعدا في مجلس الشعب، بحسب رئيس اللجنة القضائية العليا المشرفة على الانتخابات هشام الشعار.

 

ويتوقع خبراء ان تكون نتائج الاقتراع مماثلة لتلك التي خلصت اليها انتخابات ايار/مايو العام 2012. وحاز حزب البعث الذي يقود البلاد بيد من حديد منذ نحو نصف قرن، وقتها على غالبية المقاعد برغم مشاركة عدد من الاحزاب الاخرى المرخص لها فيها.

 

وتصف المعارضة هذه الانتخابات بـ”غير الشرعية”. وقال العريضي ان تنظيمها في هذا التوقيت “يضرب عرض الحائط كل الجهود الدولية المبذولة (…) لا سيما ان نتائجها محسومة سلفا”.

 

وقال متحدث باسم الحكومة البريطانية في جنيف ان تنظيم الانتخابات “يظهر الى اي حد (هذا النظام) منفصل عن الواقع” مشددا على ان “تنظيم انتخابات حرة ونزيهة يصبح ممكنا فقط بعد تشكيل هيئة حكم انتقالي وتوقف المعارك”.

 

في حين وصفت الخارجية الفرنسية الانتخابات بالسورية ب”المهزلة”. ورفض دي ميستورا في وقت سابق التعليق على هذه الانتخابات، موضحا ان الانتخابات الوحيدة المخول التعليق عليها هي تلك المنصوص عليها في خارطة الطريق وفق الامم المتحدة.

 

وبحسب القرار الدولي 2254، تبدأ خارطة الطريق بمفاوضات بين النظام والمعارضة وتنص على وقف لاطلاق النار وتشكيل حكومة انتقالية في غضون ستة اشهر وتنظيم انتخابات خلال 18 شهرا.

 

وبخلاف موسكو وباريس اللتين انتقدتا دعوة دمشق لاجراء الانتخابات، رات موسكو ان تنظيمها “لا يعيق عملية السلام”. واعتبر لافروف ان تنظيم الانتخابات هدفه “الحؤول دون وقوع الفراغ” في السلطة السورية، مضيفا “وهذه هي نظرتنا للامور”.

 

تهديد الهدنة

 

في غضون ذلك، يواجه وقف الاعمال القتالية في مناطق سورية عدة خطر الانهيار، في ظل استعداد كل من قوات النظام وجبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سوريا) والفصائل المقاتلة وتنظيم الدولة الاسلامية لمعركة حاسمة في محافظة حلب في شمال البلاد.

 

ويستثني الاتفاق الصامد منذ 27 شباط/فبراير على رغم الانتهاكات، كل من تنظيم الدولة الاسلامية وجبهة النصرة اللذين يسيطران حاليا على اكثر من نصف الاراضي السورية، الا ان انخراط جبهة النصرة في تحالفات عدة مع فصائل مقاتلة، ومشاركة الفصائل في المعارك وتوسع هذه المعارك، عناصر من شأنها ان تهدد الهدنة

 

ولحظ المرصد السوري لحقوق الانسان “تجددا ملحوظا في العمليات العسكرية وخصوصا في محافظة حلب بالمقارنة مع شهر اذار/مارس”. وتتقاسم قوات النظام والجهاديون والاكراد السيطرة على محافظة حلب “التي تملك مفتاح السلام او الحرب في سوريا”، بحسب عبد الرحمن.

 

ووفق المرصد، ارسلت القوات النظامية الاثنين تعزيزات الى جنوب وشرق وشمال محافظة حلب. كما عززت جبهة النصرة وحلفاؤها مواقعهم في المنطقة.

 

وكان رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي اعلن الاحد وفق ما نقلت وسائل اعلام روسية ان الجيش يعد مع “شركائه الروس” لـ”تحرير حلب”.

 

لكن الجنرال سيرغي رودسكوي من قيادة اركان الجيش الروسي عاد واكد الاثنين انه “من غير المقرر شن اي هجوم على حلب”. واعرب دي ميستورا الثلاثاء عن قلقه امام مجلس الامن الدولي ازاء تصعيد المعارك في سوريا.

 

دموع قائد القوات البرية الإيرانية تشيع قتلاه في حلب

أسماء العتيبي

تضاربت الأنباء حول عدد القتلى الإيرانيين بمعارك ريف حلب خلال اليومين الماضيين، فبينما قال قائد القوات البرية في الجيش الإيراني العميد «أحمد رضا بوردستان»، إن 4 من الكوماندوس الإيرانيين المعروفين بذوي القبعات الخضراء، قتلوا بمعارك العيس ومحيطها بريف حلب الجنوبي، أفادت مصادر المعارضة السورية بمقتل أكثر من 50 عنصرا من القوات الإيرانية والميليشيات التابعة لها بنفس المعارك.

 

وقال بوردستان خلال مراسم تشييع الضباط الأربعة من القوات الخاصة، الثلاثاء، إن «القبعات الخضراء من اللواء 65 التابع للقوات البرية، تمكنت من قتل 200 مسلح من جبهة النصرة وغيرها من الجماعات المسلحة، خلال المواجهات التي شهدتها حلب خلال الأيام الماضية»، بحسب ما نقلت عنه وكالة «تسنيم».

 

ونشرت «تسنيم» ووكالات إيرانية أخرى الثلاثاء، صورا لـ«بوردستان» وهو يبكي أثناء تشييع القتلى الأربعة من القبعات الخضراء وهم كل من الضابط برتبة نقيب «مرتضى زرهرند» من مدينة خراسان الشمالية، والعقيد «مجتبى ذو الفقار نسب»، والملازم «مجتبى يد اللهي» من طهران، والملازم الأول «محسن قيطاسلو».

 

كما أعلن الجيش الإيراني عن مقتل خامس عناصره على يد الثوار في سوريا، وأحدث القتلى هو العقيد «حمدالله بخشنده»، وهو ضابط في القوات الخاصة الإيرانية.

 

وكان نائب رئيس قيادة التنسيق في القوات البرية الإيرانية، اللواء «علي آراسته»، أعلن قبل نحو أسبوع، إرسال بلاده قوات خاصة من اللواء 65، ووحدات أخرى إلى سوريا.

 

وكانت «شبكة شام» الإخبارية المعارضة قد أفادت بوجود أنباء عن «مقتلة كبيرة حلّت بالميليشيات الإيرانية بين الحاضر والعيس بكمينين محكمين» نفذتهما «جبهة النصرة» و «الجيش الحر»، مشيرة إلى أكثر من 50 قتيلاً تناثرت جثثهم في المزارع والحقول وعلى الطرقات، من دون أن يتمكن المهاجمون من «التقدم باتجاه العيس».

 

كذلك أوردت «الدرر الشامية» معلومات تؤكد «قتل نحو 50 عنصرا من اللواء 65 (الإيراني) على يد الثوار بالقرب من تلة العيس خلال محاولتهم اقتحام قرية العيس وتلتها».

 

من جهة أخرى، أفادت مصادر سورية أن طيران نظام الأسد استهدف في غاراته الجوية عن طريق الخطأ مجموعات تابعة للميليشيات الأجنبية التي تقاتل إلى جانب قواته في منطقة العيس بريف حلب الجنوبي، وأكدت أن هناك حوالي 20 عنصرا من القوات الإيرانية وعناصر من ميليشيا حزب الله اللبناني من بين القتلى.

 

وعلى مدى الأيام الماضية فشلت جميع محاولات القوات الإيرانية والميليشيات الأفغانية وعناصر ‫‏حزب الله للتقدم في منطقة العيس وريف ‫‏ حلب الجنوبي.

المصدر | الخليج الجديد+ متابعات

 

الأسد ينظّم “انتخاباته” على وقع ترنّح الهدنة

إنطلقت “الإنتخابات التشريعية” التي دعا إليها نظام الرئيس السوري بشار الأسد لانتخاب 250 عضواً مفترضًا في البرلمان السوري، وسط مخاوف من عودة تصاعد العنف وذلك قبل استئناف مفاوضات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة في جنيف، وفي ظل مواقف من الفصائل السورية المُعارضة رافضةً لـ”مهزلة” الانتخابات، ومواقف دولية مشكّكة بها وبنتائجها.

 

وقد فتحت المراكز الانتخابية التي تجاوز عددها السبعة آلاف أبوابها في السابعة من صباح يوم الأربعاء حتى السابعة مساء، ضمن ثاني انتخابات تشريعية سورية تجري في ظل الحرب المستمرة منذ أكثر من خمس سنوات.

 

وتقول الحكومة السورية إن الانتخابات “تجري بما يتوافق مع جدول زمني حالي يتطلب إجراءها كل أربع سنوات”، في حين تعتبر روسيا أن “الانتخابات لا تتعارض مع محادثات السلام”، وأنها “تتوافق مع الدستور”.

 

إلا أن اتفاق الهدنة الذي كانت وافق عليه نظام الأسد وعدد كبير من الجماعات المعارضة المسلّحة في شباط الماضيـ بات معرّضاً للانهيار بسبب اشتداد القتال بين قوات الحكومة السورية وجماعات مسلحة قرب حلب.

 

ويسلط التصعيد الضوء على المشهد القاتم بالفعل بالنسبة لمحادثات السلام المقرر أن تستأنف هذا الأسبوع في جنيف.

 

وفيما ينظر معارضو الأسد إلى التصويت باعتباره غير مشروع ومستفز، أدلى الأسد وعقيلته بصوتيهما في مكتبة الأسد في دمشق. في المقابل قالت فرنسا أن الانتخابات الجارية في سوريا “عار” كونها تنظّم من قبل “حكومة ظالمة”.

 

وقال القاضي هشام الشعار رئيس اللجنة العليا للانتخابات البرلمانية الوكالة العربية السورية للأنباء إن “العملية الانتخابية تسير بشكل جيد ولم تسجل أي شكوى أو إشكالات حتى هذه اللحظة والإقبال على المراكز الانتخابية جيد.

 

(وكالات)

 

الكشف عن وثائق سرية تدين الأسد ونظامه  

كشفت مجلة نيويوركر الأميركية عن أضخم ملف من الوثائق السرية المسربة من سوريا، والتي تثبت المسؤولية الجنائية للرئيس بشار الأسد عن عمليات قتل وتعذيب جماعي منذ بدء الثورة السورية.

وفي أوسع عمل تحقيقي في الجرائم والانتهاكات في سوريا منذ بدء الثورة، أوردت مجلة نيويوركر أن المحققين تمكنوا من تسريب ستمئة ألف وثيقة إلى خارج سوريا، بينما بقي نحو خمسمئة ألف وثيقة أخرى داخلها.

 

وتحدثت مصادر من لجان التحقيق عن صعوبة إخراج الملفات بسبب حجمها، وقالت إن الدفعة الأولى اجتازت 11 حاجزا للنظام.

 

وقالت المجلة إن الأسد كان يطلع على قرارات “الخلية المركزية لإدارة الأزمة” التي تم تشكيلها بداية الثورة لقمع المظاهرات، حيث كان الأسد شخصيا يراجع تلك القرارات ويعدلها.

 

وفي اتصال للجزيرة، قال الصحفي الاستقصائي بمجلة نيويوركر بن توب، وهو الذي كشف عن الوثائق السرية، إن الوثائق تكشف عن اعتقال عشرات الآلاف وتعذيبهم وقتلهم في مراكز الاعتقال من قبل النظام خلال الثورة.

وأضاف أن الوثائق تبين أن الأوامر لم تتضمن التعذيب والقتل بل كانت للاعتقال والتحقيق، وتابع “ولكن ما رأيناه أن الإساءة والانتهاكات حصلت بشكل ممنهج داخل مراكز الاعتقال، وكانت قيادات عليا بمن فيها الأسد على علم بذلك” لافتا إلى أن المحققين أثبتوا تسلسل إدارة التعذيب والقتل من أعلى درجات القيادة ما يعني إمكانية استخدام هذه الأدلة في محاكم دولية.

 

من جهته، قال ستيفين راب -الذي قاد فرق الادعاء بالمحاكم الجنائية الدولية في رواندا وسيراليون- إن الوثائق تعد من أغنى ما قدم للجنة الادعاء الدولية، وتضم سجلا يفوق ما كان موجودا خلال محاكم نورمبرغ التي أقيمت عام 1945 ضد مرتكبي الجرائم النازية.

 

وفي سياق متصل، قال مدير مكتب البيانات والمعلومات بخلية إدارة الأزمة سابقا عبد المجيد بركات للجزيرة إن معظم الوثائق التي سربت وتعود إلى بدايات الثورة وفي مرحلتها السلمية عام 2012 تحمل توقيع الأسد، مضيفا أن كثيرا من الوثائق تم ربطها بحوادث حقيقية وقعت وتخللتها انتهاكات.

 

وأوضح بركات، وهو أول من قام بتسريب وثائق سرية للنظام السوري سنة 2012، أن الهيئة العليا للمفاوضات (المعارضة) لم تتجاوب بشكل إيجابي مع فريق المحققين للاستفادة من الوثائق المسربة، الأمر الذي تسبب بعدم استثمار المعارضة لهذا الملف سياسيا.

 

دمشق.. اعتقالات مستمرة وترهيب متواصل  

سلافة جبور-دمشق

مع بزوغ فجر 27 من فبراير/شباط الفائت، اتخذت الحاجة السبعينية أم خالد مجلسا لها قبالة باب منزلها الكائن بحي برزة شرق دمشق، كي تنتظر قدوم ابنها المعتقل منذ أربعة أعوام في سجون النظام السوري.

 

فاتفاق الهدنة ووقف إطلاق النار الذي انطلق في التاريخ المذكور بين قوات النظام والفصائل المعارضة، لم يعنِ لتلك السيدة، سوى فرصة لرؤية ابنها المغيّب منذ شهور تعجز عن إحصاء عددها.

 

وتقول أم خالد لـ الجزيرة نت إن أملا جديدا تولّد لديها عقب ذلك الاتفاق الذي ترعاه كل من روسيا والولايات المتحدة، لكنه أمل أخذ بالتضاؤل يوما بعد يوم، خاصة مع استمرار الاعتقالات العشوائية بشكل يومي في دمشق.

 

ورغم “تعهد كافة أطراف النزاع السوري بالعمل على الإفراج المبكر عن المعتقلين، خصوصا النساء والأطفال” وذلك وفق مبادئ وشروط اتفاق وقف الأعمال العدائية في سوريا، إلا أن خرق النظام لهذا البند بدا واضحا منذ اليوم الأول للاتفاق، وذلك طبقا لتوثيقات العديد من المنظمات والناشطين الحقوقيين.

 

اعتقال تعسفي

فقد وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان حوالي 450 حالة اعتقال تعسفي على يد قوات النظام في مارس/آذار الفائت، مقابل الإفراج عن حوالي 250 شخصا من مراكز الاعتقال المختلفة التابعة للنظام.

 

وأكدت الشبكة الحقوقية في تقريرها مطلع الشهر الجاري “عدم حدوث أي تقدم يُذكر في قضية المعتقلين رغم تضمينها في بيان وقف الأعمال العدائية” مطالبة بـ “وقف عمليات الاعتقال التعسفي والاختفاء القسري، والإفراج الفوري عن كافة المحتجزين، والكشف عن مصير آلاف المغيبين دون وجه حق، إضافة للسماح للمراقبين الدوليين والمنظمات المعنية بزيارة مراكز الاحتجاز النظامية وغير النظامية دون قيد أو شرط”.

 

كما أشارت إلى أن 99% من حالات الاحتجاز في سوريا تنفذها القوات الحكومية، في حين تعتبر الفصائل المعارضة والتنظيمات الإسلامية والقوات الكردية مسؤولة عن حالات اعتقال محدودة في أنحاء البلاد.

 

سياسة وترهيب

وفي دمشق، أشار الناشط عمر الشامي لاستمرار قوات النظام باتباع ذات السياسة منذ خمس سنوات وحتى الآن، وهي سياسة تتمثل باعتقال الناشطين وترهيب المدنيين بهدف إحكام السيطرة على العاصمة والتي تعد أهم معقل للنظام في البلاد التي فقد السيطرة على أجزاء واسعة منها.

 

وأضاف الشامي في حديث للجزيرة نت “يعمل النظام السوري منذ اندلاع الثورة وفق منهج يقتضي بتفريغ مناطق سيطرته من كافة المعارضين له، وذلك باتباع أساليب ترهيبية يُعدّ الاعتقال والسوْق للخدمة العسكرية الإلزامية أهمها، حيث نجحت هذه الطرق بدفع الآلاف للسفر خارج البلاد”.

 

كما أشار الناشط الإعلامي إلى أن اتفاق الهدنة الساري منذ أكثر من أربعين يوما لم يغيّر من حال الاعتقالات العشوائية في دمشق، حيث تستمر حملات المداهمة التي تنفذها قوات الأمن بحثاً عن ناشطين أو مطلوبين للخدمة العسكرية، كما أن الحواجز المنتشرة في معظم أحياء العاصمة ما زالت تشكّل مصدر رعب لكثير من السكّان الذين باتوا يفضّلون السير على الأقدام لمسافات طويلة على المرور قرب الحواجز والتعرّض لكافة أشكال المضايقات.

 

ويرى الناشط الدمشقي أن العمل على الإفراج عن المعتقلين يجب أن يكون على رأس أي شروط تضعها المعارضة للتفاوض مع النظام السوري، نظرا لظروف الاعتقال اللاإنسانية والتي أدت لوفاة الآلاف داخل مراكز الاعتقال التابعة لقوات الأمن على مرأى ومسمع العالم كله، والذي لم يحرّك ساكنا حتى اليوم لإنقاذ السوريين من مأساتهم.

 

مقتل ضابط جديد من القوات الإيرانية الخاصة بسوريا  

أعلنت وسائل إعلام إيرانية عن مقتل ضابط من القوات الخاصة التابعة للجيش الإيراني في سوريا، ليلتحق بعشرات القتلى الإيرانيين من عسكريين وضباط من القوات الخاصة والحرس الثوري الإيراني.

 

ويأتي الإعلان عن مقتل الضابط بعد يومين من الإعلان عن مقتل أربعة من القوات الخاصة خلال الاشتباكات جنوب مدينة حلب شمالي سوريا، ليرتفع عدد القتلى العسكريين الإيرانيين إلى 230 منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

 

وكانت وكالة تسنيم المقربة من الحرس الثوري الإيراني ومواقع إخبارية إيرانية أخرى قالت في وقت سابق إن من بين القتلى العقيد مجتبى ذو الفقار نسب، والملازمين مجتبى يد اللهي ومحسن قياسطلو.

 

وأضافت أن هؤلاء قتلوا خلال قيامهم بمهامهم مستشارين عسكريين في سوريا، حسب تعبيرها.

 

كما يأتي مصرع عناصر القوات الخاصة بعد أيام من إعلان أمير علي أراسته نائب منسق القوات البرية في الجيش الإيراني أن بلاده أرسلت عناصر من الوحدات الخاصة -المعروفة بأصحاب القبعة الخضراء التي تشكل اللواء 65- للقيام بما سماها مهام استشارية في سوريا.

 

جبهة النصرة تنشر اعترافات لأسير من حزب الله  

نشرت جبهة النصرة في سوريا مقطعا مصورا قالت إنه لاعترافات أسير لديها من عناصر حزب الله اللبناني.

ويظهر في المقطع الشاب الأسير الذي قال إنه من مواليد 1990، وهو متأثر بإصاباته.

 

وقال الأسير إنه انضم لحزب عام 2010، وشارك معه في معركة القصير ومعركة جرود القلمون ورأس معرى وجرود عرسال.

 

وأكد أنه شارك في الهجوم على بلدة العيس في حلب ضمن عناصر حزب الله التي كانت تقاتل إلى جانب قوات النظام بدعم من مقاتلين إيرانيين وعراقيين وأفغانيين.

 

وأوضح الشاب أنه أصيب بمعركة بلدة العيس في رجله وكتفه، ووقع بعدها أسيرا لدى جبهة النصرة.

 

مباحثات جنيف اليوم وتحذيرات من انهيار هدنة سوريا  

تنطلق اليوم الأربعاء مباحثات جنيف لإيجاد سياسي في سوريا حيث وصل وفد المعارضة إلى مقر إقامته، وسط تحذيرات دولية من انهيار الهدنة بسبب احتدام القتال على جبهة حلب بشكل خاص.

 

وقال المبعوث الأممي الخاص لسوريا، الذي أطلع مجلس الأمن أمس على الوضع هناك، إن من المهم أن يستمر وقف القتال في سوريا وإيصال المعونات الإنسانية، خاصة المدن والبلدات المحاصرة.

وأعرب دي ميستورا -أمام أعضاء المجلس الـ 15 باتصال عبر الدائرة التلفزيونية من طهران- عن قلقه إزاء تصعيد المعارك في محافظة حلب شمال البلاد، وأجزاء من محافظة حماة ودمشق.

 

ويصل المبعوث الأممي جنيف اليوم بعد جولة التقى خلالها المسؤولين بدمشق وعمان وطهران وموسكو والرياض، تمهيدا للجولة الجديدة من المحادثات التي يتوقع أن تبحث عملية الانتقال السياسي.

 

ويعمل دي ميستورا بموجب قرار لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أقر في ديسمبر/كانون الأول، ويحدد عملية سياسية تشمل إجراء انتخابات بعد تشكيل حكومة تحظى بمصداقية والموافقة على دستور جديد.

 

وقد وصل وفد المعارضة السورية برئاسة أسعد الزعبي إلى جنيف أمس، ويضم كلا من كبير المفاوضين محمد علوش، وسهير الأتاسي.

 

أما وفد النظام السوري فمن المتوقع أن يصل متأخرا، بحجة الانشغال بتنظيم الانتخابات البرلمانية المقررة اليوم، كما تقول دمشق.

 

يُشار إلى أن الجولة السابقة من مفاوضات جنيف -التي اختتمت قبل ثلاثة أسابيع بعدما استمرت عشرة أيام- لم تحرز تقدما يُذكر في ظل عدم ظهور دلائل على إمكانية التوصل إلى حل وسط بشأن القضية الأصعب المتعلقة بمصير رئيس النظام السوري بشار الأسد.

 

تحذيرات

وعقب جلسة مجلس الأمن المغلقة أمس الثلاثاء، أشارت سفيرة الولايات المتحدة الأممية سامانثا باور إلى تراجع النظام السوري في التزامه بوقف إطلاق النار، وبالسماح بوصول المساعدات، مما يهدد عملية السلام.

 

ودعت باور -في مؤتمر صحفي- موسكو إلى ممارسة ضغوط على حليفتها دمشق “لتعود إلى التزامها بتطبيق البرنامج” (وقف الأعمال العدائية والسماح بإيصال المساعدات) مؤكدة وجود مؤشرات على التراجع في ذلك.

 

وعن احتدام القتال في جبهة حلب، أعربت باور عن “قلقها الشديد” إزاء خطط سوريا لشن هجوم بدعم من روسيا، محذرة من كارثة إنسانية وتهديد للعملية السياسية.

 

وبينما ألقت إيران باللائمة على من وصفتهم بالجماعات المسلحة في تصاعد الانتهاكات قائلة إن ذلك قد يضر بالعملية السياسية، وجهت فرنسا الاتهام إلى النظام السوري في شن الهجمات على حلب والغوطة الشرقية بريف دمشق محذرة من انهيار وقف الأعمال العدائية.

 

يُذكر أن مجلس الأمن الدولي اعتمد بالإجماع، يوم 26 فبراير/شباط الماضي، قرارا أميركيا روسيا برقم 2254 حول “وقف الأعمال العدائية” بسوريا، والسماح بـ “الوصول الإنساني للمحاصرين”.

 

غير أن مسؤولا كبيرا مقربا من الحكومة السورية -وهو غير سوري- أفاد لرويترز بأن “الهدنة على الأرض غير موجودة” مرجحا أن يزداد مستوى التوتر في سوريا خلال الأشهر المقبلة.

 

التدخل الروسي في سوريا كان بطلب من إيران

العربية.نت – رمضان الساعدي

خلافاً لما صرحت به سلطات الكرملين فإن حضور روسيا العسكري في سوريا كان بطلب تقدمت به إيران رسميا، لإنقاذ بشار الأسد حسب ما نشرته جريدة “كيهان” الإيرانية التي يديرها مستشار خامنئي حسين شريعتمداري يوم أمس الثلاثاء.

وقال سعد الله زارعي رئيس “معهد دراسات الفكر” التابع للحرس الثوري الإيراني في مقال بصحيفة كيهان، إن روسيا أرسلت قواتها إلى سوريا بعد يومين من زيارة الوفد العسكري الإيراني لموسكو، حيث طلب الوفد إرسال قوة جوية وصاروخية إلى الحرب في سوريا.

هذا في حين تقول الرواية الروسية إن التدخل العسكري الروسي في الأراضي السورية بدأ بتاريخ 30 سبتمبر 2015، بعد أن طلب الرئيس السوري بشار الأسد حضورا عسكريا من موسكو ووافق مجلس الاتحاد الروسي على تفويض الرئيس فلاديمير بوتين استخدام القوات المسلحة الروسية خارج البلاد.

وقال زارعي إن طلب إيران جاء بسبب حاجة القوات الموالية لنظام الأسد وحلفائه العسكريين في سوريا إلى “صدمة”، إثر الانتصارات التي حققتها المعارضة في مناطق مثل إدلب وشيخ مسكين وسخنه.

وكشف المحلل الإيراني التابع للحرس الثوري أن قوات بلاده تتحكم في معارك في الوسط والشمال والجنوب السوري بشكل مباشر، مناقضا بذلك تصريح السلطات الإيرانية أن مشاركة قواتها يقتصر على “العمل الاستشاري” فقط.

وأضاف رئيس “معهد دراسات الفكر” أن إيران منذ وقت طويل توفر “الأسلحة الاستراتيجية” لقوات بشار أسد ومواليه من حزب الله وغيرهم بغية الاستمرار في المعارك في سوريا.

وكان علي أكبر ولايتي المستشار الأعلى للمرشد خامنئي قد كشف بما يدعم تصريحات زارعي حول التنسيق الروسي الإيراني، في مقابلة تلفزيونية أن “طهران لن تجد شريكا موثوقا مثل روسيا في العالم” بعد أن أثنى على الدور الروسي الداعم لبشار الأسد في سوريا.

 

طلاب جامعات النظام السوري.. قتل وتهديد وطائفية علنية

قتيلتان من جامعة حمص.. والفاعلون شباب علويون

حمص – أسامة أبوزيد

قتل أمس الثلاثاء طالبتان من جامعة مدينة حمص (جامعة البعث)، وذلك بإطلاق نار من قبل شبان في نفق الجامعة على مروة نضال الأتاسي (20 عاماً)، طالبة في كلية الحقوق، والطالبة ميساء دندشي (20 عاماً)، طالبة في كلية الهندسة المدنية، لتخسر حمص زهرتين من أزهارها المتفتحة مجدداً.

رفضت مروة وميساء الخروج والسفر واللحاق بأهلهما، الذين هجروا البلاد إلى تركيا ولبنان منذ سنوات، وذلك من أجل إكمال تعليمهما ودراستهما وعدم تدمير مستقبلهما.

وقد تعرضت مروة وميساء لتهديدات عديدة في الفترة الأخيرة، من قبل طلاب علويين قد دخلوا الجامعة عنوةً بشكل فجائي، ولبسوا لباس الطالب الشبيح الذي كان يتابع تحركات الطلاب وأفعالهم، ويسأل عن هذا وذاك في عمل لا يقوم به إلا رجال الأمن المدربون.

انفلات أمني لشبيحة النظام

في مدينة يسيطر عليها النظام ويفرض سلطته وهيمنته عليها، في حين تغيب هذه السلطة عن الكثير من الأشخاص الذين وظفهم في مؤسساته وفرضهم في جامعاته وزرعهم هنا وهناك مع إعطائهم كامل الصلاحية تحت مسمى “الشبيحة”.

“بات الأمن غائباً في أحياء حمص المحتلة، فالشبيح الذي يحتاج لسيارةٍ يستطيع ببساطة أخذها من صاحبها، وإذا ما رفض يتم ضربه وإزلاله بقسوة”، كلمات تحدث بها طارق حمص مراسل مركز حمص في الأحياء المحتلة، والذي أفاد “العربية.نت” بأن شبيحة النظام قد انتشروا بكثرة في الفترة الأخيرة وتوغلوا في جميع الأحياء واستوطنوا الكثير من المنازل، هذا غير إدخال الشبيحة لجامعة البعث وانخراطهم مع طلاب الجامعة، وهم أصحاب سلطة قوية لا يمكن لأحد الوقوف في وجههم حتى وإن كان ضابطاً يحمل رتبةً على كتفيه.

الفتاتان قد ذهبتا للنفق من أجل سحب موادهما الجامعية، والنفق معروف بأنه المكان الأول الذي يخدم جامعة البعث، ويقوم بتلبية جميع الطلبات، كما يوجد في الجامعة الكثير من شبيحة النظام الذين اعتبروا أنفسهم طلابا جامعيين، وهم لا يحملون شهادة إعدادية.

“مروة وميساء” كانتا من الفتيات المحافظات والمجتهدات، ويتم دائماً تهديدهما وقذفهما بالكلام المسيء لطائفتهما السنية من بعض الأشخاص العلويين الحاقدين، وذلك بسبب نسبتهما التي ترجع لعوائل حمص الأصليين.

يعرف عن نظام الأسد منذ أحداث حماه في الثمانينيات حقده الطائفي ومحاسبته لأفراد من عوائل شتى لا تربطهم علاقة بمن كان يعمل في تلك الأحداث، وقد أفنوا آلاف الأشخاص فقط لقرابتهم بأسماء رمزية ظهرت في تلك الأحداث، لذا اليوم لا يمكن استغراب قيام مثل هذه الأفعال في مدينة حمص فنظام الأسد نظام استبدادي طائفي حاقد على كل الطوائف الأخرى ولا يستطيع الحكم إلا بالحديد والنار.

 

دي ميستورا: نظام الأسد يعرقل دخول المساعدات

دبي- قناة العربية

شهدت الساعات الأخيرة التي تسبق انطلاق الموعد الرسمي لمحادثات جنيف حول الأزمة السورية، حراكا سياسيا نشطا.

ففي اجتماع مغلق، اطلع مجلس الأمن على تقرير المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا عبر دائرة تلفزيونية على نتائج محادثاته تحضيراً لجنيف.

إلى ذلك، نقل مراسل العربية في نيويورك عن مصادر دبلوماسية أن دي ميستورا أشار خلال التقرير إلى أن نظام الأسد هو من يعيق وصول المساعدات الإنسانية في سوريا.

وفي الوقت الذي أرسل تقريره إلى مجلس الأمن، استمر دي ميستورا في متابعة جولته المكوكية على عدد من الدول المعنية بالملف السوري، فبعد زيارته دمشق انتقل إلى طهران.

من جانبها، أبلغت إيران التي تشارك في الحرب السورية، دي ميستورا بخشيتها من تصاعد خروقات الهدنة ما قد يضر بمحادثات السلام بحسب حسين أمير عبد اللهيان نائب وزير الخارجية الإيراني.

في حين أبلغت واشنطن القلقة من الأوضاع الميدانية موسكو عبر وزير الخارجية جون كيري قلقها من احتمال شن النظام السوري هجوماً يخرق اتفاق وقف الأعمال القتالية في حلب. وذلك بعد إعلان مسؤولين في دمشق التحضير للهجوم بالتعاون مع القوات الروسية، الأمر الذي نفت موسكو مشاركتها به.

كذلك اعتبرت فرنسا أيضا أن هجمات قوات النظام وخرقها للهدنة في حلب والغوطة الشرقية تهدد وقف إطلاق النار.

يذكر أن استئناف مفاوضات جنيف يتزامن مع انتخابات تشريعية يجريها النظام الأربعاء، في وقت دعت المعارضة السورية إلى مقاطعتها واصفة إياها بغير الشرعية. في حين أكدت الأمم المتحدة أنها غير معنية بها.

في المقابل، يجري النظام السوري انتخابات تشريعية رغم أن البلاد تشهد تصعيدا في أعمال العنف بعد ستة أسابيع على وقف إطلاق النار.

 

أسرة سورية بألمانيا فقدت 4 أطفال.. وعثرت على قبر الأول

روما- فرانس برس

اكتشفت عائلة لاجئة سورية تقيم في ألمانيا، بفضل برنامج تلفزيوني، قبر أحد أبنائها، الذي فقد في حادث غرق أثناء عبور البحر المتوسط في أغسطس 2014.

وروت صحيفة “لا ستامبا” قصة أمجد وتهاني اللذين تمكنا في الأيام الأخيرة من زيارة قبر محمد، الذي كان في الرابعة من العمر عندما قضى غرقا، في مدفن بلدة ريبيرا قرب اغريجنتي في صقلية.

وفي الثاني من أغسطس 2014 كان زورق أبحر من ليبيا على متنه 250 مهاجرا غرق في المتوسط. وفقد عشرات الأشخاص، وتم إغاثة البعض ومن بينهم أمجد (36 عاما) ميكانيكي السيارات وزوجته تهاني (33 عاما) أستاذة الإنجليزية.

 

أمجد وتهاني لم يكفا عن البحث عن أولادهما الأربعة

ولم يكف أمجد وتهاني عن البحث عن أولادهما الأربعة، لأنهما على قناعة بأنه تم إنقاذهم من قبل زورق آخر. كما بات للثنائي اليوم صبي في شهره السابع.

واتصل الأب والأم بالصليب الأحمر الألماني الذي اتصل بدوره ببرنامج “كي لا فيستو؟” (من رآه) التلفزيوني الإيطالي الشهير.

ولدى مشاهدة البرنامج تذكر عنصر من الأدلة الجنائية في اغريجنتي وجه الصبي بعد العثور على جثته، أثناء تشريحها.

وقال المسؤول عن هذه الدائرة جوفاني جوديتشي للصحيفة: “اتصلنا بأسرة محمد، ويوم والجمعة بفضل تضامن كبير نجحنا في جلب الوالدين”.

وفي دائرة شرطة اغريجنتي عرض على الوالدين ملابس محمد وأحذيته وسترة الإنقاذ التي كان يرتديها، لكن ذلك لم يكن كافيا. وتعرف الأب والأم على ابنهما من خلال الصور التي التقطت له في المشرحة.

واقتاد الشرطيون الوالدين إلى مقبرة ريبيرا على بعد حوالي 50 كيلومترا من اغريجنتي حيث دفن الصبي.

وقال الوالد “بات لمحمد قبر. الآن سنواصل البحث عن أطفالنا الآخرين” رنا (6 سنوات) وعمر (عامان) وإسراء (11 شهرا).

 

سورية: انتخابات برلمانية بمقاطعة المعارضة وغياب الرقابة وعدم اكتراث شعبي

روما (13 نيسان/أبريل) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

وسط مقاطعة تامة من كل أطياف المعارضة السورية، وعدم اكتراث شعبي واضح، أصرّ النظام السوري على إجراء انتخابات نيابية لا تعني بالنسبة للسوريين الكثير وسط تعطيل دور المجلس وهيمنة البعث ومفاصل السلطة والأجهزة الأمنية على المجلس النيابي وتعطيل مهامه الأساسية بالقوانين والدستور

 

وفيما تقول وسائل الإعلام الرسمية السورية أن الإقبال كثيف جداً على المشاركة في هذه الانتخابات، وتؤكد على وجود ازدحام في المراكز الانتخابية، يقول مقيمون في العاصمة دمشق إن السلطات دفعت موظفي إدارات الدولة ومؤسساتها للمشاركة في الانتخابات كما منعت طلبة الجامعة من الخروج دون القيام بإدلاء أصواتهم

 

وفيما لا تشهد بعض المدن السورية أي انتخابات بسبب الحالة الأمنية وقصف النظام المستمر لها أو محاصرتها، كحلب ودير الزور والرقة وأرياف دمشق ودرعا وحلب وإدلب وحماة والقنيطرة، أكدت مصادر في المعارضة السورية لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء أن المدن التي يسيطر عليها النظام شهدت حضوراً متواضعاً للمشاركين في الانتخابات، وقدّرت نسبة المشاركين بنحو عشرة بالمائة ممن يحق لهم الانتخاب

 

وسط مقاطعة واسعة لها، وعدم اعتراف دولي وإقليمي وعربي بها، بدأت اليوم الانتخابات النيابية السورية بمشاركة نحو 3500مُرشّح يتنافسون على 262مقعداً في مجلس الشعب، وهي الدورة الثانية منذ انطلاق الثورة السورية عام2011

 

ووضعت السلطات السورية قوائم خاصة بها تدعمها، كقائمة الوحدة الوطنية وقائمة شام وغيرها، حيث من المتوقع أن تنجح هذه القوائم دون منافس كعادتها كل دورة انتخابية، ويخصص 12%من المقاعد للنساء، فيما يسيطر حزب البعث وأحزاب الجبهة وبعض الأحزاب المُرخّصة من قبل السلطات على أكثر من 70%من المقاعد

 

وترفض المعرضة السورية على اختلاف توجهاتها هذه الانتخابات، كما ترفضها أيضاً شريحة واسعة من السوريين، خاصة وأنها تأتي وسط حالة حرب يشنها النظام السوري على الرافضين لوجوده، وأوضاعاً أمنية واقتصادية سيئة، وهيمنة كاملة للنظام على الانتخابات وغياب أي نوع من أنواع الرقابة عليها، سواء المحلية منها أم العربية أم الدولية

 

وتسود قناعة واسعة بين السوريين بأن أغلب المرشحين، بمن فيهم المستقلين هم من الأشخاص المرتبطين بالنظام وأجهزته الأمنية واستخباراته، حتى لو كانوا من أديان ومذاهب وقوميات مختلفة

 

وأعلن أكراد سورية أنهم سيقاطعوا الانتخابات، وكذلك أعلن آشورييها وسريانها، فيما تغيبت عن أجواء الانتخابات بقية المكونات القومية السورية

 

وأكّد حقوقيون سوريون معارضون لوكالة (آكي) الايطالية للأنباء أن من بين المترشحين لإشغال مقعد في مجلس النواب “مجرمو وأمراء حرب، وأبرز قادة ميليشيات ارتكبت مجازر بحق المدنيين، كميليشيات الدفاع الوطني، ومنهم أيضاً مقاتلون سابقون في ميليشيات طائفية”، كما أكّدوا على أن نسبة الحاصلين على تعليم فوق الأساسي منخفضة مع وجود الكثير من الأميين أو شبه الأميين بين المرشحين”، وأكّدوا على أن السلطات الأمنية “تلاعبت بالتمثيل وغيّرت قيود نفوس بشكل عاجل وغير نظامي من أجل أن يترشح أشخاص في مناطق غير مناطق إقاماتهم”، وفق ذكرهم

 

ورغم أن الحرب قتلت في سورية ما يُعتقد بأنه يقارب المليون شخص من كل الأطراف، وشرّدت نحو سبعة ملايين سوري في الداخل وهجّرت أربعة ملايين خارج سورية، إلا أن ذلك لم يمنع من قيام المترشحين للمجلس النيابي من إقامة الحفلات والمآدب والخيام الانتخابية الساهرة، ونشر ناشطون معارضون صوراً لرئيس مجلس النواب وهو يشارك في حلقات رقص شعبي مع مسؤولين رسميين آخرين ترويجاً للانتخابات

 

وأكّد سكان من درعا والحسكة وحمص أن الموالين للنظام ينتخبون بالنيابة عن أقاربهم وذويهم عبر اصطحاب البطاقات الشخصية لهم وتقديمها في المراكز الانتخابية دون حضورهم، كما يجمع بعض أعضاء حزب البعث وقادة ميليشيات البطاقات الشخصية لمناصريهم لتقديمها للمراكز الانتخابية، وهو مخالف لأبسط قواعد الانتخابات

 

وتنتشر قناعة على نطاق واسع بين السوريين بأن قوائم الناجحين في الانتخابات مُعدّة سلفاً، وهي تنتظر انتهاء الانتخابات الصورية لإعلانها بشكل رسمي، أي أنها “محسومة سلفاً” وفقاً لتعبير يتداوله السوريون

 

إلى ذلك أكّدت مصادر في المعارضة أن جميع رجال الدين المترشحين هم ممن وافقت عليهم وزارة الأوقاف، وبعضهم مرتبط بالسلطات الأمنية وبعضهم يحظى بقرب من مفتي الجمهورية أحمد بدر حسون، فيما يُشارك العسكريون ورجال الأمن والشرطة في الإدلاء بأصواتهم بشكل إلزامي

 

وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد أعلن عن يوم 13 نيسان/أبريل موعداً للانتخابات النيابية، فيما رفضتها الأمم المتحدة وأعلنت عدم تعاملها مع هذه الانتخابات، كما رفضها المبعوث الأممي المُشرف على مفاوضات مؤتمر جنيف الثالث وقال إنها يجب أن تجري هي والانتخابات الرئاسية بعد توافق الأطراف في جنيف وليس قبله

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى