أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأربعاء 14 أذار 2018

 

 

 

روسيا تلوّح بـ «عواقب وخيمة» إذا قصفت أميركا سورية

أنقرة، لندن – «الحياة»، رويترز

 

تدخل الأزمة السورية عامها الثامن غداً مع وجود جبهتيْن مشتعلتيْن في ريف دمشق وعفرين شمالاً، وارتفاع سقف التهديدات المتبادلة بين واشنطن وموسكو التي حذّرت أمس من أنها ستردّ على أي ضربة لسورية. وفي ضوء التصعيد الأميركي- الروسي، برز أمس تنبيه وزير الخارجية التركية مولود جاويش أوغلو من أن فشل محادثات منتظرة مع واشنطن في خصوص منبج يعني عملية عسكرية تركية في البلدة، فيما تواصل القوات التركية إطباق حصارها على مدينة عفرين، وسط مخاوف على مصير حوالى 700 ألف شخص محاصر في المنطقة.

 

وبعد ساعات من إعلان الولايات المتحدة أنها قد تضطر إلى «التحرك» في سورية، في ظلّ تقاعس مجلس الأمن عن فرض تنفيذ وقف نار في الغوطة الشرقية، حذّر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من أن أي ضربة عسكرية أميركية ستكون عواقبها «وخيمة». وبدت تصريحات رئيس الأركان الروسي فاليري غيراسيموف أشد حزماً، إذ أكّد أن الجيش سيردّ على أي ضربة أميركية على سورية، وسيستهدف أي صواريخ ومنصات إطلاق تشارك في مثل هذا الهجوم. وقال إن لدى بلاده «معلومات موثقة» بأن واشنطن تخطط لقصف دمشق حيث تتمركز قوات روسية، من مستشارين عسكريين وأفراد من الشرطة العسكرية ومراقبين لوقف إطلاق النار.

 

ويبدو أن مساعي الولايات المتحدة إقرار مشروع قرار جديد في مجلس الأمن لوقف النار، سيصطدم برفض روسيا التي تواصل دعم القوات النظامية لإخراج فصائل المعارضة السورية من آخر معاقلها قرب العاصمة. وفيما تسعى واشنطن أيضاً في مجلس الأمن إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية جديدة في شأن الكيماوي السوري، أعربت موسكو عن خشيتها من أن تعمد فصائل إلى استخدام أسلحة محظورة وإلصاقها بالقوات النظامية كذريعة لشنّ الولايات المتحدة هجوماً على دمشق.

 

وكما في الغوطة، تتسارع التطورات الميدانية في عفرين التي أعلن الجيش التركي أمس أن قواته طوّقتها، بمساعدة فصائل «الجيش السوري الحر»، فيما تواصل إحكام حصارها على المدينة، معقل «وحدات حماية الشعب» الكردية. وذكرت وكالة «الأناضول» أن القوات التركية فتحت «معبراً آمناً» للمدنيين الراغبين في المغادرة، فيما اتهم الأكراد أنقرة بانتهاج سياسة تغيير ديموغرافي في المنطقة.

 

وانتقدت فرنسا مجدداً العملية العسكرية في عفرين، وقال وزير الخارجية جان إيف لودريان أمس، إن مخاوف تركيا «المشروعة» في شأن أمن حدودها لا تبرر «إطلاقاً» العملية الجارية. وأضاف أمام الجمعية الوطنية: «إذا كان القلق حيال الحدود مشروعاً بالنسبة الى تركيا… فإن هذا لا يبرّر على الإطلاق توغل القوات التركية عميقاً في منطقة عفرين».

 

وفي خصوص الوضع في منبج، أعلن جاويش أوغلو أمس أن بلاده والولايات المتحدة ستشرفان على انسحاب مقاتلي «وحدات حماية الشعب» من البلدة. وأضاف للصحافيين أثناء توجهه إلى موسكو، أن الطرفين سيضعان «خطة لتأمين» منبج خلال محادثات متوقعة في 19 الجاري، محذراً في الوقت ذاته من أن القوات التركية ستنفذ عملية عسكرية إذا فشل ذلك. وأوضح أن تركيا لم تتقدم بأي طلبات بعد للحكومة السورية في ما يتعلق بمبنج، مشيراً إلى أن أنقرة ستراقب عملية سحب الأسلحة التي زودت الولايات المتحدة المقاتلين الأكراد بها، في خطوة تسببت في توتر العلاقات بين البلدين الحليفين في حلف شمال الأطلسي.

 

غير أن «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) أعلنت أنها ليست على علم بأي اتفاق تركي- أميركي يتعلق بمنبج.

 

وقال مسؤول العلاقات الخارجية في «قسد» ريدور خليل لوكالة «رويترز»: «ليس لدينا أي علم عن أي اتفاق تركي أميركي في هذا الخصوص… لكن ما نعلمه جيداً أن وحدات حماية الشعب والمرأة انسحبت من منبج رسمياً بعد عملية تحريرها في 15 آب (أغسطس) 2016، وتم تسليم أمور الدفاع والحماية والإدارة إلى مجلس منبج العسكري وقوات الأمن الداخلي ومجلس منبج المدني».

 

وفي الغوطة الشرقية، أكّدت فصائل المعارضة بقاءها في المنطقة ودفاعها عنها «حتى النهاية» في وجه الهجوم البري والجوي للنظام الذي نجح في تقطيع أوصالها، فيما بدأت أول من أمس عمليات الإجلاء الطبي للمدنيين من المنطقة عبر معبر مخيّم الوافدين.

 

في غضون ذلك، عادت جبهة درعا جنوب البلاد، إلى واجهة الأحداث حيث شنّت القوات النظامية غارات على مناطقها لليوم الثاني على التوالي، علماً أن المحافظة هي إحدى مناطق خفص التوتر المنبثقة عن اتفاق أميركي- روسي- أردني وُقّع الصيف الماضي. وعلى أثر استهداف المنطقة، دعت واشنطن إلى عقد اجتماع عاجل في الأردن لـ «مراجعة» الوضع في المنطقة.

 

روسيا تقول إن واشنطن تخطط لضرب دمشق وتتعهد «الرد عسكرياً»

موسكو – رويترز

 

قالت روسيا اليوم (الثلثاء) إن لديها معلومات بأن الولايات المتحدة تخطط لقصف الحي الذي تتركز فيه الادارات الحكومية في دمشق بذرائع ملفقة، مشيرة إلى أنها سترد عسكرياً إذا شعرت بأن أرواح الروس في خطر من مثل هذا الهجوم.

 

وقال رئيس هيئة الأركان العامة الروسية فاليري غيراسيموف إن موسكو لديها معلومات بأن المسلحين في منطقة الغوطة الشرقية يخططون لاصطناع هجوم بأسلحة كيماوية ضد المدنيين وإلقاء اللوم على الجيش السوري.

 

وأضاف أن الولايات المتحدة تنوي استغلال الهجوم المصطنع ذريعة لقصف الحي الحكومي في دمشق حيث يتمركز روس من مستشارين عسكريين وأفراد من الشرطة العسكرية ومراقبين لوقف إطلاق النار.

 

وقال غيراسيموف في بيان: «في حال وجود خطر على أرواح جنودنا، ستستهدف القوات المسلحة الروسية الصواريخ والمنصات التي تستخدم في إطلاقها».

 

ولم يذكر موعد الهجوم المزعوم أو يقدم أدلة تفصيلية لدعم تأكيداته. واتهمت روسيا مسلحي المعارضة في السابق بالإعداد لاستخدام مواد سامة في الغوطة الشرقية حتى يتسنى لهم لاحقاً اتهام دمشق باستخدام أسلحة كيماوية.

 

وتنفي دمشق مزاعم غربية بأن قواتها استخدمت أسلحة كيماوية.

 

وكانت سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة نيكي هايلي حذرت أمس من أن واشنطن «ما زالت مستعدة للتحرك إذا تعين علينا ذلك» في حال تقاعس مجلس الأمن عن اتخاذ إجراء في شأن سورية، وذلك في ظل استمرار هجوم القوات الحكومية على الغوطة الشرقية من دون هوادة.

 

مقتل عشرة مقاتلين موالين لدمشق في غارات تركية على حاجز لهم قرب عفرين

بيروت: قتل عشرة مقاتلين موالين لدمشق الأربعاء جراء غارات تركية استهدفت حاجزاً لهم على الطريق الوحيد المؤدي من مدينة عفرين باتجاه مناطق سيطرة قوات النظام، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

 

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس “استهدفت غارات تركية فجراً حاجزاً لمقاتلين موالين للنظام، يقع جنوب شرق مدينة عفرين على الطريق المؤدي باتجاه بلدة نبل، ما تسبب بمقتل عشرة مقاتلين على الأقل”، بعد حصيلة أولية أفادت بمقتل تسعة.

 

وتشن تركيا وفصائل سورية موالية لها منذ 20 كانون الثاني/ يناير هجوماً واسعاً ضد منطقة عفرين، تقول إنه يستهدف وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة من واشنطن والتي تصنفها أنقرة “إرهابية”.

 

وتمكنت منذ بدء هجومها من السيطرة على نحو 60 في المئة من مساحة المنطقة، وباتت تطوق حالياً مدينة عفرين وتسعين قرية في ريفها بشكل شبه كامل.

 

وترصد هذه القوات المنفذ الوحيد المؤدي من عفرين باتجاه بلدتي نبل والزهراء المواليتين للنظام واللتين وصلهما الآلاف من النازحين في الأيام الأخيرة.

 

وبحسب المرصد، يتحدر ثمانية من القتلى من بلدة نبل.

 

ومع تقدم القوات التركية، يسلك المدنيون وفق المرصد طرق تهريب عدة ويسيرون على الاقدام لمسافات طويلة خشية من اقتراب المعارك.

 

وتشهد مدينة عفرين اكتظاظاً سكانياً جراء حركة النزوح الكبيرة إليها. ويقدر المرصد عدد المقيمين فيها حاليا بنحو 350 ألفاً بالاضافة الى عشرات الآلاف في القرى المجاورة لها. (أ ف ب)

 

بملفات سورية شائكة.. الدول الضامنة تعود إلى طاولة أستانة الخميس/محمد شيخ يوسف

تعود عجلة مؤتمر أستانة حول سوريا للدوران باجتماع ينطلق، الخميس في العاصمة الكازاخية، بين الدول الضامنة، وهي تركيا وروسيا وإيران.

ويأتي هذا الاجتماع بعد مؤتمر الحوار السوري، في مدينة سوتشي الروسية، يوم 30 يناير/ كانون ثان الماضي.

وسيكون “أستانة 9″ هو الأول في عام 2018، إذ عقد الاجتماع الأخير في ديسمبر/ كانون أول الماضي.

وهذا الاجتماع تقني لن يحضره وفدا النظام والمعارضة السورية وإنما الدول الضامنة.

وتعقد اجتماعات تحضيرية الخميس للقاء وزراء الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، والروسي سيرغي لافروف، والإيراني جواد ظريف، الجمعة.

وبموازاة الاجتماع، يعقد جاويش أوغلو محادثات ثنائية في موسكو مع الجانب الروسي، الأربعاء والخميس.

جدول أعمال مكثف

الفترة السابقة شهدت تطورات كبيرة في الملف السوري، أبرزها هجوم النظام وحلفائه المتواصل على منطقة الغوطة الشرقية بريف دمشق؛ ما أدى إلى سقوط آلاف القتلى والجرحى، وتقسيم المنطقة إلى ثلاثة قطاعات محاصرة، والتضييق على قوات المعارضة.

وتحت وطأة القصف الدموي أصدر مجلس الأمن الدولي، في 24 فبراير/ شباط الماضي، القرار رقم 2401، الذي طالب جميع الأطراف بوقف إطلاق النار فوراً، لمدة ثلاثين يوماً، بهدف إيصال المساعدات الإنسانية للمحتاجين في المناطق المحاصرة، وإجلاء الجرحى.

لكن النظام وحلفاءه لم يلتزموا بالقرار، إذ يواصلون قصف الغوطة الشرقية، حيث يعيش نحو 400 ألف مدني تحاصرهم قوات النظام منذ عام 2012، وهي آخر معقل رئيسي للمعارضة قرب دمشق، وضمن مناطق خفض التوتر، التي تم الاتفاق عليها، عام 2017، في أستانة.

كما أطلق الجيشان التركي و”السوري الحر”، منذ 20 يناير/ كانون ثان الماضي، عملية “غصن الزيتون”، لتطهير منطقة عفرين شمالي سوريا من تنظيمي “ب ي د/بي كا كا” و”داعش”، وإعادة الأهالي إلى مناطقهم، مع اتخاذ التدابير اللازمة لتجنيب المدنيين أية أضرار.

المعتقلون وإزالة الألغام

في ختام اجتماعات “أستانة 8″، في ديسمبر/ كانون أول 2017، اتفقت الدول الضامنة، ضمن إجراءات بناء الثقة، على تشكيل مجموعتي عمل حول المعتقلين والمفقودين، وتبادل الأسرى والجثث، وإزالة الألغام من المناطق التاريخية.

فيما قرر مؤتمر الحوار الوطني في سوتشي، يوم 30 يناير/ كانون ثان الماضي، تشكيل لجنة من الأطراف السورية لإجراء إصلاح دستوري، وناشد الأمم المتحدة تعيين مبعوث خاص، لمساعدة اللجنة في العمل تحت سقف المنظمة الدولية.

ووفق معطيات متوفرة، فإن ملف المعتقلين وإزالة الألغام، وإجراءات بناء الثقة عامة، سيكون الحاضر الأبرز في جولة أستانة المقبلة، كا سيسجل ملف إعداد اللجنة الدستورية حضوراً قوياً، لدعم العملية السياسية في جنيف.

ووجهت الدعوة إلى مبعوث الأمم المتحدة الخاص بسوريا، ستيفان دي ميستورا، لحضور اجتماعات أستانة، ومن المنتظر أن يحضر بالفعل، بعد تشاوره مع الأمين العام للمنظمة الدولية، أنطونيو غوتيريش.

كما سيكون ملف مناطق خفض التوتر حاضراً، خاصة مع الخروقات المستمرة من جانب النظام بحق هذه المناطق، ولا سيما الغوطة الشرقية وإدلب، وريف حلب (شمال غرب).

“أستانة-1″.. تتويج الهدنة

انطلق مسار أستانة بأول اجتماع، يومي 23و24 يناير/ كانون ثانٍ 2017، عقب توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا بين النظام والمعارضة، بالعاصمة التركية أنقرة، يوم 29 ديسمبر/ كانون أول 2016.

توقيع الاتفاق جاء بعد تقدم قوات النظام بشكل كبير في مدينة حلب، ووفر الاتفاق للمعارضة خروجاً آمناً من المناطق المحاصرة في المدينة.

بعدها بدأ مسار أستانة يحضّر بين تركيا وروسيا وإيران لتثبيت وقف إطلاق النار، وأعلنت الدول الثلاث الاتفاق وضمنته.

عُقدت الجولة التالية “أستانة 2″ في 15 و16 فبراير/ شباط 2017، وانتهت دون بيان ختامي، وجرى الحديث بين الدول الضامنة حول تشكيل لجان متابعة لمراقبة وقف إطلاق النار.

ورفضاً لاستمرار خروقات قوات النظام، لم تحضر المعارضة الجولة الثالثة “أستانة 3″، يومي 14 و15 مارس/ آذار 2017، وخلصت المحادثات إلى الاتفاق على تشكيل لجنة ثلاثية، تضم تركيا وروسيا وإيران، لمراقبة الهدنة.

“أستانة-4″.. خفض التوتر

بعد فترة من عدم الثقة ضربت مسار أستانة؛ جراء استمرار الخروقات لوقف إطلاق النار، لاسيما من طرف النظام السوري، عُقد اجتماع “أستانة 4″، بمشاركة المعارضة، في 3 و4 مايو/ أيار 2017.

رغم تعليق المعارضة مشاركتها في اليوم الأول من المؤتمر، إلا أنها شاركت في الجلسة الرسمية الختامية، وجرى فيها توقيع الدول الثلاث الضامنة على اتفاق المناطق الأربع الآمنة في سوريا.

وشملت مناطق خفض التوتر: مناطق جنوبي سوريا، وأجزاء من محافظات حلب (شمال)، وحماة (وسط) واللاذقية (غرب).

لكن رغم الاتفاق، استمرت الخروقات.

وفي “أستانة 5″، يومي 4 و5 يوليو/تموز 2017، جرى الحديث عن آليات لمراقبة مناطق خفض التوتر، ونشر قوات فيها.

لكن الاجتماع فشل في التوصل إلى توافقات بشأن القوات التي ستنتشر في هذه المناطق، وجرى الاتفاق على تشكيل لجان فنية تجتمع لاحقاً لمناقشة ما لم يتم التوافق عليه.

“أستانة-6″.. إضافة إدلب

بعد انقطاع دام أكثر من شهرين، عادت الاجتماعات بجولة “أستانة 6″، في 14 و15 أيلول/ سبتمبر 2017، وأعلنت الدول الضامنة توصلها إلى اتفاق لإنشاء منطقة خفض توتر في إدلب (شمال غرب).

هذا الاتفاق اعتبر إنجازاً كبيراً في الجولة السادسة، وقابله تعثر في ملف المعتقلين، إذ لم تتوصل الأطراف الضامنة إلى اتفاق بشأنه، ما شكّل خيبة أمل كبيرة، خاصة لدى المعارضة وتركيا.

ومنذ منتصف ديسمبر/ كانون أول 2017، تواصل القوات المسلحة التركية تحصين مواقع نقاط المراقبة على خط “إدلب -عفرين”، لمراقبة منطقة خفض التوتر في إدلب، وفق الاتفاق.

“أستانة-7″.. ملف المعتقلين

فشلت اجتماعات “أستانة 7″، نهاية أكتوبر/ تشرين أول الماضي، في التوافق بشأن تبادل الأسرى والمعتقلين، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية دون انقطاع إلى المناطق المحاصرة.

وشددت الدول الضامنة على أنه لا حل عسكرياً للنزاع في سوريا، وأن تسويته لن تكون إلا وفق عملية سياسية، على أساس تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2254 (الصادر في 18 ديسمبر/ كانون أول 2015).

ودعت إلى ضرورة استفادة الأطراف المتصارعة من الظروف المواتية على الأرض، لتنشيط العملية السياسية في جنيف، وفق البيان الختامي المشترك.

ووافقت الدول الضامنة، بحسب البيان، على مناقشة مقترح روسيا حول عقد مؤتمر حوار سوري في إطار مسار جنيف.

ودعت الأطراف المتصارعة إلى “اتخاذ كل الإجراءات لدعم الثقة بينها، بما فيها الإفراج عن المعتقلين والمحتجزين، وتسليم جثث القتلى، والبحث عن المفقودين، بهدف توفير الظروف للعملية السياسية، ودعم ثابت لوقف إطلاق النار”.

وتقرر في اجتماع “أستانة 8″، يومي 21 و22 من كانون الأول/ ديسمبر الماضي، تشكيل مجموعتي عمل حول ملف المعتقلين وإزالة الألغام.(الأناضول)

القدس العربي

 

 

طبول الحرب تقرع في درعا بعد ثمانية أشهر من الغياب

دمشق – «القدس العربي»:عادت محافظة «درعا» جنوبي سوريا، إلى الواجهة مجدداً بعد غياب امتد لأشهر ثمانية، لتمزق غارات النظام السوري الجوية على مدن وبلدات المحافظة، اتفاق خفض التصعيد، الذي أبرم عقب اتفاق روسي أمريكي سري في العاصمة الأردنية – عمان في شهر تموز- يوليو من عام 2017.

طائرات النظام السوري، وبحسب ما أكدته مصادر محلية في محافظة درعا، نفذت أكثر من عشر غارات جوية، طالت العديد من المدن والبلدات، ومنها «بصر الحرير – الغارية الغربية – الصورة ومنطقة اللجاة»، وأوقعت العديد من الإصابات في صفوف المدنيين، بينهم أطفال.

وشهدت العديد من المناطق في محافظة درعا، وأبرزها ريف درعا الشرقي، حركة نزوح للأهالي نحو الحدود السورية الأردنية، بالتزامن مع غارات النظام السوري، والحشود العسكرية المتبادلة بين قوات النظام والمعارضة السورية في الريف الشرقي، الملاصق للأوتوستراد الدولي الذي يربط المحافظة بالعاصمة – دمشق.

قوات النظام السوري، أرسلت تعزيزات عسكرية ثقيلة إلى المنطقة، مؤلفة من 20 دبابة ومدرعة محمولة على ناقلات، إضافة إلى سيارات عسكرية وأخرى مدنية على متنها عناصر من النظام السوري، كما عززت قوات النظام السوري مواقعها في مدينة درعا، وفق ما نقلته وكالة «نبأ» المعارضة، والعاملة في محافظة درعا. هجمات النظام السوري، والتي تبدو كأنها ضربات استباقية للمناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية، بعد تواتر الأخبار عن حشود ضخمة للجيش السوري الحر في المحافظة، تمهيداً لمعارك يخوضها ضد مواقع النظام السوري، بهدف تخفيف الضغط العسكري عن الغوطة الشرقية، التي تشهد حملة عسكرية كبرى للنظام السوري بإسناد جوي من المقاتلات الحربية الروسية.

مساجد محافظة درعا دعت إلى «النفير» استجابة لنداء الغوطة الشرقية بفتح الجبهات في الجنوب السوري، فيما نقلت وكالة «الأناضول» التركية، عن مصادر خاصة، وصول قرابة 200 ضابط وجندي من القوات الأمريكية إلى قاعدة التنف قرب الحدود السورية- الأردنية – العراقية، بالإضافة لوصول عدداً آخر من الضباط البريطانيين إلى الحدود السورية – الأردنية. ورجحت المصادر، بأن العملية التي تخوضها الولايات المتحدة الأمريكية والجيش البريطاني بالتعاون مع الجبهة الجنوبية «الجيش الحر»، قد تتمحور حول ضرب الميليشيات الشيعية التي تديرها إيران، شمالي درعا، والقنيطرة، مع احتمالية تمدد العمليات نحو البادية السورية، وسط البلاد. مصادر مطلعة، قالت لـ «القدس العربي»: معارك المعارضة السورية المرتقبة في الجنوب السوري، ضد قوات النظام والميليشيات الإيرانية، تم تأجليها أكثر من مرة، بفعل ضغوط عربية وأمريكية. وأشارت المصادر، إلى أن الضغوط الدولية الممارسة على الجيش السوري الحر، والتي تطالبه بضبط النفس أكثر، لم تنجح بكبح عجلة الحشود العسكرية للمعارضة، والتي تواصلت وبشكل كبير، على عدة جبهات. مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية، قال، وفق ما نقلته «رويترز»: واشنطن دعت إلى عقد اجتماع عاجل في الأردن، بسبب قلقها من تقارير تفيد بوقوع هجمات في درعا، وأوضح المسؤول الأمريكي أنه إذا صحت التقارير بشأن غارات لطائرات النظام فإنها تمثل انتهاكاً صريحاً لوقف إطلاق النار. المتحدث العسكري باسم قاعدة «حميميم» العسكرية الروسية في سوريا «أليكسندر إيفانوف»، اعترفت بدوره، بقيام المقاتلات الحربية للنظام السوري، بتنفيذ غارات جوية على درعا، إلا إنه اعتبر بأن هذه الضربات لا تمثل إذعاناً ببدء التحرك العسكري نحو المنطقة الجنوبية. وأشار المتحدث الروسي، إلى أن القاذفات الروسية لم تشارك في الضربات الجوية ضد من وصفه بـ «المتطرفين» في المنطقة الجنوبية حتى الآن.

 

ضمن استراتيجية روسيا والنظام… بداية تهجير محيط العاصمة وإنهاء تجربة «خفض التصعيد»

هبة محمد

دمشق – «القدس العربي» : انتهت تجربة «خفض التصعيد» التي آتت أكلها على حساب الثورة السورية، بعد ان وظفتها روسيا لخدمة النظام السوري، في مناطق رئيسية عدة مثلت اهم معاقل المعارضة المسلحة، بدءاً من درعا جنوبي سوريا مروراً ببلدات جنوب دمشق وريف دمشق الشرقي «الغوطة الشرقية»، وصولاً الى ريف حمص الشمالي وإدلب، على أن تكون روسيا ضامناً للاتفاق، واثمرت التجربة في قلب موازين القوى على الأرض بعد الاتفاق على تجميد الجبهات، الامر الذي أفسح الطريق امام النظام السوري لاستعادة السيطرة على مساحات شاسعة كان يحسب حسابها ويعد لها ترسانة عسكرية ضخمة.

وفي هذا الإطار قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف امس الثلاثاء «إن إقامة المزيد من مناطق عدم التصعيد في سوريا ليس أولوية في الوقت الحالي» زاعماً تعهد بلاده بوقف اطلاق النار في الغوطة الشرقية حيث قال للصحافيين «إن من المهم منع انتهاك اتفاقات وقف إطلاق النار في الغوطة الشرقية، وهو أمر يعتزم تناوله مع وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو الذي يزور موسكو».

كما انه ليس هناك ما يشير الى اهتمام امريكي حقيقي بالواقع السوري، بقدر ما هو مراقبة عن بعد للمستنقع الروسي الإيراني في سوريا، بيد انه لا مانع من إخطارات البيت الأبيض لروسيا بين الحين والآخر، حيث حذرت واشنطن من انها ما زالت مستعدة للتحرك إذا تعين عليها ذلك في حالة تقاعس مجلس الأمن الدولي عن اتخاذ إجراء بشأن سوريا، فيما نقلت وكالة الإعلام الروسية امس الثلاثاء عن فاليري جيراسيموف رئيس الأركان قوله ان بلاده سترد على أي ضربة أمريكية على سوريا وستستهدف أي صواريخ ومنصات إطلاق تشارك في مثل هذا الهجوم، ونقلت الوكالة عن جيراسيموف قوله إن موسكو سترد إذا تعرضت أرواح الجنود الروس في سوريا للخطر.

وبالرغم من مرور اكثر من 20 يوماً على الحملة الدموية على الغوطة الشرقية ودخولها اسبوعها الرابع، دعت الولايات المتحدة مجلس الأمن أخيراً، إلى المطالبة بوقف لإطلاق النار لمدة 30 يوماً في دمشق والغوطة الشرقية، فيما كانت روسيا قد صرحت بأن «وقف القتال الذي طلبته الأمم المتحدة لا ينطبق على المقاتلين في الغوطة الشرقية.

 

تهجير جديد

 

في غضون ذلك انتهت امس الثلاثاء عملية تهجير مدنيي ومقاتلي حي «القدم» جنوب العاصمة دمشق، الذي يعيش هدنة مع النظام السوري بالرغم من حصاره منذ عام 2012، وأفادت مصادر أهلية لـ»القدس العربي» أن قوافل المهجرين التي خرجت من حي القدم برفقة سيارات الهلال الأحمر السوري، تضم أربعين حافلة، تقل قرابة 1800 شخص من مقاتلي المعارضة والمدنيين، الذين رفضوا مصالحة النظام والتسوية، وقد وصلت الى الشمال السوري.

حي القدم الذي يخضع لحصار من قبل نظام الأسد منذ أكثر من خمس سنوات، تم عزله عن باقي بلدات جنوبي دمشق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة، بعد دخول تنظيم الدولة الى مخيم اليرموك وحي العسالي والحجر الأسود منذ سنوات.

وذكرت وسائل إعلام موالية أنه تنفيذاً لاتفاق سابق بين النظام السوري وفصائل المعارضة في حي القدم جنوبي دمشق، خرج عدد من الحافلات الكبيرة ترافقها حافلات صغيرة تحمل على متنها أكثر من 1000 شخص بينهم أكثر من 300 مسلح من «أجناد الشام» والباقي أفراد أسرهم من الحي باتجاه محافظة إدلب، وتحدثت المصادر عن بسط قوات النظام سيطرتها على النقاط الأربع التي تمتد من جنوبي «الحجر الأسود» وصولاً إلى جنوبي منطقة العسالي.

 

إجلاء 35 مريضاً

 

وبالتوازي مع تهجير حي القدم، ابرم جيش الإسلام اتفاقاً مع روسيا يقضي بإجلاء 35 مريضاً من أهالي الغوطة الشرقية مقابل اطلاق سراح مجموعة أسرى للنظام من سجون جيش الإسلام، وبناء عليه أجلت منظمة «الهلال الأحمر السوري» الثلاثاء 35 مريضاً مدنياً من أهالي الغوطة الشرقية لدمشق لتلقي العلاج ضمن مشافي العاصمة، وأعلن محمد علوش، المسؤول السياسي لدى «جيش الإسلام» أنه تم التوصل إلى تفاهم مع النظام عبر بعثة للأمم المتحدة في سوريا، للسماح بخروج الجرحى من الغوطة، مقابل إطلاق سراح أسرى للنظام في سجون «جيش الإسلام»، واتى ذلك بعد ان اعلن «جيش الإسلام» توصله إلى اتفاق مع روسيا يقضي بخروج مرضى وجرحى من الغوطة الشرقية لتلقي العلاج على دفعات، بسبب ظروف «الحرب» والحصار ومنع إدخال الأدوية واستهداف المشافي والنقاط الطبية منذ ست سنوات.

ونفى المتحدث باسم هيئة «جيش الإسلام» حمزة بيرقدار الأخبار التي تناقلتها وسائل الإعلام التابعة للنظام السوري وروجت لها، عن قيام جيش الإسلام بإجراء مفاوضات مع نظام الأسد وروسيا بخصوص إخراج مقاتليه من الغوطة الشرقية او اخراج الاسلحة الثقيلة، مضيفاً «لا عقيدتنا ولا ثوريتنا، تسمح ببيع دماء المجاهدين الذين حرروا أرجاء الغوطة»، مؤكدا ان «جيش الإسلام باق في الغوطة الشرقية».

 

ميدانياً

 

يواصل النظام السوري بدعم وغطاء روسي ومساندة الميليشيات الإيرانية توغله في عمق الغوطة الشرقية التي قسمت الى ثلاثة أجزاء رئيسية، عقب عزل «دوما» وحرستا» اكبر مدينتين شرقي العاصمة عن بعضهما إضافة الى محاصرة القطاع الأوسط الذي يضم نحو 17 بلدة وفصله عن القسم الشمالي للغوطة الذي يمثل مدينة «دوما».

كما قتل 7 مدنيين وأصيب العشرات في إحصائية أولية جراء غارات جوية للمقاتلات الحربية الروسية والسورية على مدن وبلدات الغوطة الشرقية، حيث قتل 4 مدنيين في مدينة سقبا عقب هجمات جوية وقصف صاروخي على المنطقة. وذكر مصدر من الدفاع المدني السوري لـ»القدس العربي» ان كلاً من سقبا وجسرين وحمورية ودوما وعين ترما وزملكا تعرضت لقصف عنيف اسفر عن ضحايا وعالقين تحت الأنقاض فضلاً عن الدمار الواسع، فيما تجاوز عدد القذائف المدفعية الـ 50 قذيفة، كما انتشلت فرق الدفاع جثث الأطفال والضحايا من تحت الأنقاض في مدينة سقبا، وأُصيب عدد من المدنيين يوم الثلاثاء بقصف بالقنابل العنقودية، على مدينة كفربطنا، وتعرضت مدينة عربين لغارات جوية، تسببت بدمار كبير في الأبنية السكنية والمراكز الخدمية.

 

مقتل 1201 مدني

 

وقالت مديرية صحة ريف دمشق إن 1201 مدني قتلوا وأصيب 8804 آخرون بجروح متفاوتة خلال ثلاثة أسابيع من حملة قوات النظام السوري المدعومة من روسيا على مدن وبلدات غوطة دمشق الشرقية، وأوضحت المديرية في بيان اطلعت عليه «سمارت» الثلاثاء، أن عدد القتلى الأطفال بلغ 209 فيما قتلت 213 امرأة، مشيرة الى ان عدد العمليات الجراحية خلال الفترة بين 19 شباط و12 آذار بلغ 2231 عملية، معظمها جراحات عظمية وعامة، فيما بلغ عدد حالات الاستشفاء 894 وحالات العناية 631 حالة. وأشارت المديرية إلى مقتل طبيبين وأربعة ممرضين ومسعفين بينهم امرأة جراء استهداف المشافي والنقاط الطبية المتواجدة في المنطقة.

وقال المنسق الأمم المتحدة المقيم في سوريا علي الزعتري، امس الثلاثاء، إنه من المتوقع إجلاء مدنيين من الغوطة الشرقية في ريف دمشق، منهم حالات صحية خاصة، وفق وكالة رويترز، ودعت الأمم المتحدة الاثنين دعوتها جميع الأطراف المعنية بالصراع في سوريا، إلى تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2401 المتعلق بوقف القتال، وفرض هدنة مدتها 30 يوماً، لإيصال المساعدات الإنسانية، ولفت الأمين العام إلى «ضرورة أن يكون إجلاء المرضى والجرحى أمراً ممكناً، وأن يكون رفع الحصار وتسريع العمل الإنساني ممكنين».

 

الأسوأ على أطفال سوريا

 

فيما نشرت صحيفة «غارديان» البريطانية، تقريراً لمارتن شلوف بعنوان «خائفون داخل بيوتهم وخارجها – 2017 أسوأ عام على أطفال سوريا»، حسب يونيسف، وذكر التقرير: «إن أطفال سوريا الذين نشأوا خلال الحرب يعانون من الإصابات الجسدية، ومن سوء التغذية فضلاً عن الصدمات النفسية، مشيراً إلى أنه «لا يبدو هناك أي بارقة أمل لتحسن أحوالهم».

وأضاف أن «جيلاً من الأطفال السوريين يواجهون اضطرابات نفسية، ومعرضون للخطر أكثر من وقت مضى، لاسيما مع مقتل عدد من الأطفال هو الأعلى على الإطلاق في عام 2017، بنسبة تزيد عن 50 في المئة عان عام 2016». وأشار إلى «تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) أكد أن عام 2017 هو أسوأ عام على شباب سوريا، مع اقتراب النزاع من بدء عامه الثامن، ونقل كاتب التقرير عن «خيرت كابالاري» المدير الإقليمي للمنظمة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، قوله إن «أطفال سوريا يعانون من الندوب الداخلية والخارجية التي لن تزول». وقالت المنظمة إن نصف عدد النازحين السوريين البالغ عددهم 6.1 مليون نازح داخل سوريا هم من الأطفال، مضيفة أن أحدث الإحصائيات تشير إلى أن نحو 6550 شخصاً ينزحون يومياً في سوريا.

 

ملامح اتفاق منبج «غير النهائي»: طرد الوحدات الكردية ونشر قوات أمريكية وتركية وتشكيل مجالس محلية

إسماعيل جمال

إسطنبول – «القدس العربي»: لأول مرة عقب أشهر طويلة من الخلافات الحادة والمتصاعدة بين تركيا والولايات المتحدة حول الوحدات الكردية في سوريا، ظهرت مؤشرات قوية على التوصل إلى تفاهمات شبه نهائية بين أنقرة وواشنطن تتعلق بسحب وحدات حماية الشعب الكردية من منبج وتعزيز التعاون بين الجانبين في شمالي سوريا بشكل عام.

وعلى الرغم من وجود تفاؤل تركي باحتمال تطبيق التفاهمات مع واشنطن هذه المرة ولو جزئياً في منبج فقط، لا يُخفي كبار المسؤولين الأمريكيين انعدام الثقة بالولايات المتحدة وتأكيدهم على أن تقييمهم لتطوير التقارب الأخير سيكون بناءً على الأفعال وليس الأقوال. ومنذ أيام بدأت المصادر الرسمية التركية ووسائل إعلام أمريكية الحديث عن توافقات غير نهائية جرى التوصل إليها بين الجانبين خلال الأيام الماضية، وعقب ساعات من تصريحات الناطق باسم الحكومة التركية، كشف وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو تفاصيل جديدة عن المتوقع حصوله خلال الفترة المقبلة. وقال جاويش أوغلو: «تنظيم ب ي د الإرهابي سوف يتم طرده من منبج، وسيحل مكانه قوات أمريكية وتركية سوف تتولى حفظ الأمن والاستقرار في المدينة»، لكنه عاد وهدد بأنه في حال لم يتم الاتفاق على ذلك بشكل نهائي وتطبيقه فإن تركيا سوف تهاجم منبج.

الحراك الأخير الذي تشهده العلاقات التركية الأمريكية بدأ عقب وصول الخلافات إلى ذروتها عقب انطلاق عملية «غصن الزيتون» التي ينفذها الجيش التركي ضد الوحدات الكردية المدعومة من أمريكا في عفرين، وما أعقبها من زيارة لوزير الخارجية الأمريكي إلى أنقرة ولقاءه نظيره التركي والرئيس رجب طيب أردوغان.

هذه الزيارة التي وصفتها جميع الأطراف بأنها كانت «صعبة للغاية» نتج عنها الاتفاق على تشكيل 3 لجان تبحث في حل الخلافات عملياً بين الجانبين، كان أبرزها اللجنة المتعلقة بالشأن السوري وملف الوحدات الكردية والتي اجتمعت يومي 8 و9 من الشهر الجاري في واشنطن، حيث جرى التوصل إلى توافقات معينة خاصة حول ملف منبج على أن يتم حسم هذه التوافقات بشكل نهائي خلال الاجتماع المقرر بين تيلرسون وجاويش أوغلو في التاسع عشر من الشهر الجاري. ولفت الوزير التركي إلى أنه جرى الاتفاق على أن تكون منبج البداية «وفي حال نجاح هذا النموذج سوف يتم تعميمه على باقي المناطق لتطهيرها من مسلحي ب ي د الإرهابي، ستكون هناك مجالس إدارات لكن لن نقبل بتواجد الإرهابيين».

وقال: «سيتم تحديد تفاصيل خريطة الطريق بشأن منبج خلال الاجتماع المرتقب بين الوفدين الأمريكي والتركي في التاسع عشر من مارس/ آذار الجاري»، مضيفاً: «خارطة الطريق ستتضمن جدولاً زمنياً لانسحاب عناصر «ي ب ج» الإرهابي من منبج إلى شرقي نهر الفرات، وتفاصيل عن طريقة الانسحاب.. تركيا ستراقب عملية الانسحاب لحظة بلحظة كما ستتابع أيضاً عملية إعادة تسليم الأسلحة الأمريكية التي كانت واشنطن قد قدمتها إلى ب ي د/ ي ب ك الإرهابي بحجة محاربة داعش».

وعقب اجتماع الحكومة التركية مساء الاثنين، قال الناطق باسمها بكير بوزداغ إن «تركيا جددت للولايات المتحدة في الاجتماع بأنها لا تريد وجود أي إرهابي من «بي كا كا» أو «ب ي د» أو «ي ب ك» أو «داعش» في مدينة منبج السورية، أو أي إرهابي متخف تحت غطاء ما تسمى بـ «قوات سوريا الديمقراطية». وشدد بوزداغ على تصميم بلاده على «تطهير منبج من الإرهابيين، بالوسائل التي تطهر فيها حالياً منطقة عفرين، في حال عدم التوصل إلى تفاهم في اجتماعات اللجنة المقبلة»، مؤكداً أن «تركيا ستأخذ بعين الاعتبار من الآن فصاعدا الإجراءات لا الأقوال، من الواضح أن هناك أزمة ثقة بيننا».

وتعتبر منبج أبرز ملفات الخلاف بين أنقرة وواشنطن، حيث تعهدت الولايات المتحدة لتركيا عام 2016 بسحب الوحدات الكردية من منبج عقب إنهاء الحرب على تنظيم الدولة في المدينة، لكن تركيا اتهمت الإدارات الأمريكية بالكذب وعدم الإيفاء بالوعود، وهددت بمهاجمة منبج على غرار عفرين. وقبل أيام، جدد أردوغان تهديده بتوسيع عملية عفرين إلى مناطق أخرى في شمالي سوريا، وقال: «عندما نطرد الإرهابيين (من عفرين) سنخرجهم من منبج وعين العرب وتل أبيض ورأس العين والقامشلي». وعقب نشر وسائل إعلام أمريكية تقارير عن وقف مفاجئ للعمليات الأمريكية من قاعدة إنجيرليك في تركيا وبدء تقليص القوات هناك تمهيداً لانسحاب تدريجي، نفت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، هذه الأنباء، واعتبرت أنها «شائعات عارية عن الصحة، وإنها مجرد تأملات».

 

أردوغان يأمل في تطويق كامل عفرين بحلول مساء اليوم

عدنان علي

 

حققت عملية “غصن الزيتون” التي تقودها تركيا في عفرين، شمالي سورية، المزيد من التقدم وسيطرت، اليوم الأربعاء، على قرية جديدة، فيما أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن أمله في أن يتم تطويق المدينة بالكامل بحلول مساء اليوم.

 

وقالت غرفة عمليات معركة “غصن الزيتون”، إن فصائل “الجيش السوري الحر” المدعومة من الجيش التركي سيطرت، صباح اليوم، على قرية اليابسة في محور بلبل بريف عفرين بعد معارك مع المليشيات الكردية.

 

وأعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عن أمله في أن تتمكن قوات عملية غصن الزيتون من دخول مركز مدينة عفرين، مساء اليوم الأربعاء، على أقصى تقدير، قبل أن يستدرك مصدر في الرئاسة التركية تصريحات أردوغان، ليشير إلى أن الرئيس كان يقصد “تطويقاً كاملاً” لعفرين السورية بحلول مساء الأربعاء.

 

وأوضح أردوغان في خطاب ألقاه أثناء لقائه بممثلي المخاتير في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، أنّ قوات غصن الزيتون تتخذ كافة أشكال الحذر والحيطة، وتعمل حاليا على إخراج المدنيين من عفرين بواسطة سيارات عبر ممر خاص.

 

وتابع أردوغان قائلاً: “تم تحييد حوالي 3500 إرهابي وتطهير نحو 1300 كيلومتر مربع من الأراضي خلال العملية (غصن الزيتون) التي دخلت يومها الـ54”.

 

وفي معرض انتقاده للتحالف الدولي لمكافحة تنظيم “داعش” الإرهابي، قال أردوغان: “قوات التحالف الدولي ساعدت الإرهابيين على حفر الأنفاق في الجبال، لأنهم (الإرهابيون) لا يملكون هذا القدر من الذكاء”.

 

في غضون ذلك، استهدف الطيران الحربي التركي حاجزًا لمليشيات بلدتي نبل والزهراء، شمالي حلب، ما أدى إلى مقتل ثمانية عناصر وإصابة العشرات.

 

وذكرت صفحات موالية للنظام السوري، اليوم، أن ثمانية عناصر من نبل والزهراء قتلوا جراء قصف من الطيران التركي استهدف مواقعهم في حاجز الحرش بالقرب من قرية الزيارة القريبة من مركز مدينة عفرين.

 

ونشرت وسائل إعلام النظام السوري بيانًا قالت إنه من أهالي نبل والزهراء، جاء فيه “إن ما قامت به الطائرات التركية من استهداف لمواقع الحلفاء في نبل والزهراء وأسفر عنه سقوط عدد من الشهداء ‏المدنيين يشكل عدوانًا إضافيًا على الشعب والدولة السورية”.

 

واعتبر البيان أن “المدافعين عن قرى المنطقة، بما فيها نبل والزهراء، لهم حق الرد على أي اعتداء ويحذرون من أي تكرار ‏لهذه الاعتداءات”.

 

وقالت مصادر محلية إن الطيران التركي قصف مدخل عفرين من الجهة الجنوبية، بعد تسليم “وحدات حماية الشعب” الكردية الحاجز الموجود فيها للقوات الشعبية من نبل والزهراء.

 

وتسلمت قوات ومجموعات تتبع لقوات النظام، الاثنين الماضي، ثماني مناطق في الجهة الجنوبية الشرقية من عفرين، في إطار تفاهم روسي – تركي، حيث قالت مصادر موالية للنظام إنه تم تسلم كل من مناطق كيمار، الزيارة، برج القاص، باشمرا، باصوفان، دير الجمال، تل رفعت، قرية ومطار منغ، معتبرة أن الأمر يأتي في سياق منع تقدم القوات التركية والفصائل التي تعمل تحت قيادتها.

 

وكانت تركيا هددت سابقا باستهداف أي قوة عسكرية تشارك إلى جانب المليشيات الكردية في المعارك بعفرين.

 

وتسعى فصائل “الجيش الحر” المدعومة من تركيا إلى السيطرة على مركز مدينة عفرين، وبقيت أمامها نحو ثلاث قرى لحصار المركز بالكامل، وفق ما ذكرت مصادر من الجيش الحر المشارك في العملية.

 

إلى ذلك، أعلنت رئاسة الأركان التركية القضاء على 3444 من عناصر الوحدات التركية حتى الآن في إطار عملية “غصن الزيتون”.

 

وقال بيان آخر للجيش التركي إن جنديا تركياً قتل خلال العمليات العسكرية في عفرين، ما يرفع عدد القتلى من الجنود الأتراك إلى 45 جندياً منذ بداية العملية.

 

كما ذكر مصدر في الجيش الحر أن أحد عناصره قتل إضافة إلى عنصر من مليشيات “وحدات حماية الشعب” الكردية، فجر اليوم، خلال اشتباكات عند قرية بصلحايا، جنوب شرق مدينة عفرين.

 

وأوضح المصدر أن المليشيات الكردية حاولت التسلل إلى القرية التي سيطر عليها “الحر” أخيراً، حيث دارت اشتباكات بين الطرفين أدت لمقتل مقاتل من الجيش الحر وجرح ثلاثة آخرين، ومقتل وجرح عدد من عناصر الوحدات الكردية وأسر آخر.

 

من جهة أخرى، وصلت مئات العائلات النازحة من منطقة عفرين إلى مدينة أعزاز المجاورة والواقعة تحت سيطرة الجيش السوري الحر.

 

ودخلت إلى المدينة نحو 300 عائلة معظمها من العرب، برفقة قوات من الجيش التركي والجيش الحر، حيث جرى تأمينها في أحياء بالمدينة، من أصل نحو 400 عائلة كانت تنتظر قرب قرية قسطل للنزوح إلى خارج عفرين.

 

وقالت مصادر محلية إن الجيشين التركي والحر يعملان على إنشاء مخيم قرب قرية كفر جنة لاستقبال العوائل المتبقية في القسطل، والتي ستأتي لاحقا.

 

على صعيد آخر، ذكر مصطفى سيجري، رئيس المكتب السياسي للواء المعتصم التابع لـ”الجيش السوري الحر”، أن تركيا منحت ذوي قتلى “الجيش الحر” وجرحاه المشاركين في عملية “غصن الزيتون” العديد من الميزات، وعلى رأسها منح ذوي القتيل الجنسية التركية.

 

وأوضح سيجري في سلسلة تغريدات على حسابه بـ”تويتر”، أنه سيتم منح عائلة القتيل أيضاً

شقة سكنية مجانًا، وتمنح عائلته مبلغا وقدره 30 ألف ليرة تركية، كما سيمنح المصابون أصحاب الإعاقة الدائمة حق الحصول على الجنسية التركية إضافة إلى مبلغ مالي.

 

غارات متواصلة للنظام وروسيا على الغوطة الشرقية وسقوط قتلى

عدنان علي

واصل الطيران الحربي التابع للنظام السوري وروسيا قصف مناطق الغوطة الشرقية، اليوم الأربعاء، وسقط مزيد من القتلى في منطقة عربين وكفربطنا وحزة، فيما ردت موسكو على تهديدات أميركية بإمكانية استهداف النظام السوري بسبب استخدامه أسلحة كيميائية في الغوطة الشرقية.

 

وقال الدفاع المدني السوري إن شخصين قتلا وأصيب آخرون نتيجة غارات جوية استهدفت فجر اليوم بلدة عربين فيما استهدفت غارات أخرى بلدتي كفربطنا وحزة ما أدى إلى سقوط 5 قتلى في حزة و قتيلين في كفر بطنا، إضافة إلى العديد من الإصابات، في حين قامت قوات النظام باستهداف مدينة دوما بالقذائف المدفعية.

 

وذكر ناشطون محليون أن مدنياً قتل وجرح آخرون إثر قصف جوي روسي بصواريخ محملة بقنابل عنقودية على بلدة حزة. كما استهدفت الطائرات الحربية الأحياء السكنية في جسرين بثلاثة غارات جوية، وكذلك مدينة حرستا.

 

إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن أكثر من 300 شخص غادروا الغوطة الشرقية منذ فتح الممر الإنساني. وقال المتحدث باسم مركز المصالحة الروسي في سورية اللواء فلاديمير زولوتوخين إنه “منذ فتح الممر الإنساني غادر أكثر من 300 شخص منطقة الغوطة الشرقية، وتم خروج معظمهم في الأيام الأخيرة”.

 

وكان ما يسمى بمركز المصالحة الروسي في سورية توصل أمس الثلاثاء إلى اتفاق مع “جيش الإسلام” العامل في الغوطة برعاية أممية بشأن خروج عدة مجموعات من المدنيين تصل إلى نحو ألف شخص وتشمل خاصة الجرحى ومرافقيهم.

 

وبناء على هذا الاتفاق خرج أمس نحو 147 مدنياً من مدينة دوما. ويقضي الاتفاق بإخراج أصحاب الحالات المرضية ومرافقيهم على دفعات للعلاج في دمشق وضمان سلامتهم وإرجاعهم إلى الغوطة بعد انتهاء العلاج، في حين سيغادر بعضهم إلى خارج سورية، بحسب جيش الاسلام.

 

واستبعدت مصادر محلية في الغوطة تحدث إليها “العربي الجديد” صحة الرقم الذي أوردته “الدفاع الروسية” معتبرة أن روسيا تتعمد المبالغة في أرقام المغادرين لأهداف سياسية.

 

من جهة أخرى، استنكرت وزارة الخارجية الروسية تهديدات المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي بتوجيه ضربات إلى النظام السوري على خلفية استخدامه أسلحة كيميائية في الغوطة الشرقية.

 

وقالت الخارجية الروسية في بيان لها إن “مثل هذه التصريحات المدوية وغير المسؤولة للمندوبة الأميركية تثير استياء وقلقا شديدا”.

 

وأضافت أن موسكو، وعلى خلفية هذه التصريحات “تشعر بقلق بالغ إزاء المعلومات حول تحضير المسلحين لتمثيلية باستخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين، واتهام الحكومة السورية بها، وذلك تمهيدا لتبرير ضربات أميركية أحادية الجانب ضد دمشق والمؤسسات الحكومية السورية”.

 

وأضافت الخارجية الروسية أن “مثل هذه العمليات الإجرامية قد تمثل خطرا على حياة المستشارين العسكريين الروس، بمن فيهم مسؤولو مركز المصالحة، الموجودون في المؤسسات بدمشق وفي مواقع وزارة الدفاع السورية. وفي هذا الحال سيتخذ ما ينبغي من التدابير للرد على ذلك”.

 

وكانت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي، أعلنت خلال اجتماع مجلس الأمن الدولي الاثنين الماضي أن بلادها ستتدخل في سورية في حال تقاعس مجلس الأمن عن التحرك.

 

كما حملت وزارة الدفاع الأميركية أمس الثلاثاء روسيا مسؤولية الجرائم التي يرتكبها نظام الأسد في الغوطة الشرقية.

 

وقال المتحدث باسم البنتاغون إريك باهون “نحث روسيا على حمل نظام الأسد على التوقف عن البطش بالمدنيين السوريين الأبرياء والسماح بوصول المساعدات التي تشتد الحاجة إليها إلى سكان الغوطة الشرقية والمناطق النائية الأخرى”.

 

وفي معرض رده على تصريحات رئيس الأركان الروسية، فاليري غيراسيموف، أن بلاده تمتلك معلومات تفيد بأن الولايات المتحدة تخطط لضرب مواقع للنظام في دمشق، طالب المتحدث روسيا بالتوقف عن اختلاق أمور غرضها الإلهاء.

 

غارة للنظام السوري تقتل الناشط أحمد حمدان

جلال بكور

قُتل الناشط الإعلامي معارض النظام السوري، أحمد حمدان، اليوم الأربعاء، جراء قصف من قوات النظام على مدينة حمورية في غوطة دمشق الشرقية المحاصرة.

 

وقال الناشط عمر خطيب، لـ”العربي الجديد”، إن “الزميل والناشط والإعلامي أحمد حمدان قضى خلال عمله على توثيق الانتهاكات في الغوطة المحاصرة، وذلك نتيجة غارة من طيران النظام السوري على مدينة حمورية”.

 

ويعمل أحمد حمدان مع “مركز الغوطة الإعلامي” على نقل وتوثيق الجرائم التي ترتكبها قوات النظام السوري والطيران الروسي في الغوطة المحاصرة، وكان عضواً في “رابطة الإعلاميين” في الغوطة الشرقية المحاصرة.

 

 

عُرف حمدان (25 عاماً) بالتفاؤل والابتسامة الدائمة، على الرغم من الحياة القاسية التي تعيشها الغوطة الشرقية منذ قرابة خمسة أعوام في ظل الحصار الخانق الذي يفرضه النظام.

 

يُذكر أن القصف على الغوطة المحاصرة أسفر أمس، عن مقتل الناشط الإعلامي، بشار العطار أبو زاهر الذي يعمل على توثيق الانتهاكات في “المكتب الإعلامي الموحد” في مدينة عربين.

 

المعارضة السورية تتقدم في ريف حماة بمعركة “الغضب للغوطة

عدنان علي، جلال بكور

 

سيطرت المعارضة السورية المسلحة، اليوم الأربعاء، على قريتين والعديد من المواقع في ريف حماة وسط البلاد، بعد معارك عنيفة مع قوات النظام والمليشيات المساندة لها.

 

وأطلقت فصائل عدّة في المعارضة، اليوم، معركة ضد قوات النظام والمليشيات المساندة لها، في ريف حماة الشمالي، وذلك نصرة للغوطة الشرقية، التي تشهد قصفاً متواصلاً من الطيران الحربي التابع للنظام السوري، خلّف مجازر عدّة، خلال الأيام الماضية.

 

وأعلن فصيل “جبهة تحرير سورية” السيطرة، ضمن غرفة عمليات “الغضب للغوطة”، على كافة مواقع النظام السوري، في قريتي الحماميات وكرناز، في ريف حماة الشمالي الغربي.

 

في المقابل، تحاول قوات النظام، بمساندة الطيران الحربي الروسي والمليشيات الموالية لها، استعادة السيطرة على ما خسرته اليوم في ريف حماة، حيث تدور معارك عنيفة في محاور الحماميات وكرناز.

 

وقالت مصادر محلية لـ”العربي الجديد”، إن المعركة التي سميت “الغضب للغوطة” يشارك فيها كل من “جيش العزة” و”جبهة تحرير سورية” و”جيش الأحرار” و”الجيش الثاني” و”جيش النخبة” و”الفوج 111″ و”الفرقة الأولى مشاة” و”جيش الشعب”، إضافة إلى “تجمع أهل الشام”، و”لواء شهداء التريمسة”، و”لواء الحمزة”.

 

وتأتي المعركة عقب دخول وفد استطلاع تركي إلى ريف حماة الغربي، وتجوّله في المناطق المحاذية لقوات النظام في المنطقة.

 

إلى ذلك، أكّد ناشطون مقتل ثلاثة مدنيين من عائلة واحدة وجرح آخرين نتيجة غارات لطائرات حربية على بلدة قلعة المضيق في حماة.

 

واستهدفت الغارات أيضاً بلدة كفرنبودة وقرية الصخر وكفر زيتا والأربعين والجيسات في ريف حماة، بينما قصفت قوات النظام مدينتي اللطامنة وكفرزيتا التي خرج المستشفى المحلي فيها عن الخدمة، قبل يومين، نتيجة القصف الجوي من طائرات حربية روسية.

 

وتزامن القصف، مع قصف مضاد من “الجيش السوري الحر” استهدف مواقع قوات النظام في حاجز الحماميات القريب من بلدة السقيلبية.

 

وفي إدلب، قصف الطيران الحربي الروسي بلدة كفرسجنة في ريف إدلب الجنوبي، الأمر الذي أدى إلى مقتل مدني وإصابة آخرين بجروح، وفق “مركز إدلب الإعلامي”.

 

كما طاول القصف المدفعي لقوات النظام مدينة جسر الشغور، ما أدى إلى إصابة طفل وامرأة.

 

وكان أصيب أربعة مدنيين ليل الثلاثاء-الأربعاء، بقصف جوي روسي على مدينة بنش في إدلب، فيما تحدث “مركز إدلب الإعلامي” عن ارتفاع عدد القتلى إلى تسعة، نتيجة الغارة الجوية الروسية التي طاولت حي القصور في مدينة إدلب، الليلة الماضية.

 

وفي دمشق، تشهد منطقتا مخيم اليرموك والحجر الأسود جنوبي العاصمة، حركة نزوح كثيفة باتجاه منطقتي يلدا وببيلا المجاورتين، وذلك بعد اشتداد القصف وتكرر الغارات الحربية على المنطقة.

 

ووقعت اشتباكات عنيفة، أمس، بين قوات النظام وتنظيم “داعش” المسيطر على المنطقة، وذلك بعد خروج مقاتلي المعارضة من منطقة القدم المجاورة.

 

ودارت الاشتباكات على محاور حي القدم، والحجر الأسود، وشارع الثلاثين في مخيم اليرموك؛ ما أسفر عن وقوع قتلى وإصابات بين الجانبين، فيما شن الطيران الحربي التابع للنظام غارات جوية عدّة على منطقة الحجر الأسود.

 

وفي جنوب البلاد، أعلنت “الشرطة الحرة”، اليوم، تعليق الدوام المدرسي في جميع مناطق مدينة درعا حتى إشعار آخر.

 

ودعت “الشرطة الحرة”، المدنيين، إلى عدم التواجد في الأماكن العامة، وذلك في ضوء تواصل قصف النظام الجوي والمدفعي لأحياء المدينة بشكل يومي.

 

تركيا: السجن المؤبد لقاتل عروبة وحلا بركات

ذكرت وكالة أنباء “الأناضول” الرسمية التركية أن محكمة قضت بالسجن المؤبد على رجل قتل طعنا ناشطة سورية وابنتها الصحافية المولودة في الولايات المتحدة.

 

 

وتم العثور على جثتي عروبة بركات (60 عاماً) وحلا بركات (23 عاماً) في منزلهما بإسطنبول في أيلول/سبتمبر الماضي، وفي وقت لاحق، ألقت الشرطة القبض على ابن عم القتيلة، أحمد بركات، الذي اتهمه الادعاء بارتكاب جريمة القتل.

 

وأفادت “الأناضول” بأن محكمة اسطنبول دانت، الثلاثاء، بركات بتهمة القتل وأصدرت بحقه حكمين بالسجن المؤبد من دون أي عفو أو إطلاق سراح مشروط. قالت الوكالة التركية أن بركات اعترف في البداية بقتلهما بعد شجار حول أموال، لكنه نفى تورطه في وقت لاحق.

 

وادعى المتهم خلال جلسة الاستماع، الثلاثاء بأنه تم تضليله من قبل مترجم أخبره بأنه سيحصل على عقوبة مخففة إذا اعترف بالجريمة.

 

مهجرو حي القدم الدمشقي إلى مخيم ميزناز في إدلب

وصلت الدفعة الثانية من مهجري حي القدم الدمشقي، ليل الثلاثاء/الأربعاء، إلى مشارف منطقة الباب في ريف حلب الشمالي الشرقي، ولم يسمح لها بالدخول بسبب تأخر الهلال الأحمر التركي بالتنسيق مع مليشيات النظام لاستلامهم وإدخالهم إلى المنطقة، بحسب مراسل “المدن” خالد الخطيب.

 

مصدر عسكري معارض أكد لـ”المدن” أن 7 حافلات تقل الدفعة الثانية المكونة من 350 مُهجّراً، معظمهم من الأطفال والنساء، كانت قد توقفت في منطقة أبو الزندين جنوبي مدينة الباب في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام. ولم يسمح للقافلة بالدخول، وهناك احتمال كبير لتوجهها إلى إدلب في حال لم تتم عملية الدخول، الأربعاء. وأوضح المصدر أن الأهالي العالقين في منطقة أبو الزندين جنوبي الباب وجهوا نداء استغاثة للإسراع في عملية إدخالهم إلى منطقة “درع الفرات” في ريف حلب الشمالي الشرقي، خوفاً من أعمال انتقامية قد تقوم بها مليشيات النظام ضدهم.

 

وكانت قد وصلت، الثلاثاء، أكثر من 20 حافلة تُقل المئات من المهجّرين من حي القدم الدمشقي إلى منطقة قلعة المضيق في ريف حماة الشمالي الغربي، الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة. وقامت فرق الدفاع المدني، بمساعدة الهلال الأحمر التركي، بنقل المُهجّرين بشكل مباشر إلى مخيم ميزناز في ريف حلب الغربي، والذي يقع في المنطقة الفاصلة بين بلدة حزانو شمالي إدلب ومدينة الأتارب قرب قرية كفر حلب في ريف حلب الغربي.

 

ويقدر عدد المهجرين الذين وصلوا مخيم ميزناز المؤقت بـ1400 شخص، أغلبهم من النساء والأطفال. ومن المفترض أن يؤمن المخيم إقامة مؤقتة لمهجري حي القدم الدمشقي، لشهرين تقريباً، حتى يتمكّن المُهجّرون من البحث عن منازل، أو يتم نقلهم إلى مخيمات دائمة بمساعدة المنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة.

 

وتقيم العائلات حالياً في خيام جماعية كبيرة، ويقدم مركز الإيواء المؤقت ثلاث وجبات رئيسية من الطعام، يومياً، بالإضافة إلى تقديم سلال غذائية وأدوية ومواد تنظيف وملابس. وفي المخيم نقطتان طبيتان؛ واحدة للنساء وأخرى للرجال.

 

وقد تم إنشاء مخيم ميزناز المؤقت في الربع الأخير من العام 2017، وهذه ليست المرة الأولى التي يستقبل فيها مُهجّرين، فقد استقبل سابقاً مُهجّرين من بلدة عرسال اللبنانية الحدودية مع سوريا، وكذلك العائلات التي فرت من منطقة عقيربات في ريف حماة الشرقي أثناء المعارك بين “الدولة الإسلامية” ومليشيات النظام العام 2017. كذلك استقبل المخيم النازحين الذين فروا من المناطق شرقي سكة الحجاز. ولا يسمح بالإقامة في المخيم المؤقت لفترات طويلة، لأنه مخصص لاستقبال الحالات الطارئة فقط.

 

تحرير الشام” تتقدم على خصومها.. وتضيّق على الأهالي

أحرزت  “هيئة تحرير الشام”، تقدماً جديداً على حساب “جبهة تحرير سوريا” في ريف حلب الغربي، وسيطرت على قريتي بسرطون والهباط، واستعادت السيطرة على قرية عاجل وتلة النبي نعمان، وعدداً من التلال التي تفصل مناطق التقدم عن بلدة عين جارة الاستراتيجية، بحسب مراسل “المدن” خالد الخطيب.

 

عضو المكتب الإعلامي في “تحرير سوريا” محمد أديب، أكد لـ”المدن”، استخدام “الهيئة” للمدفعية الثقيلة من عيار 130 ملم، وصواريخ محلية الصنع من نوع “فيل”، خلال تمهيدها نحو قرى بسرطون والهباط وعاجل، ما تسبب بنزوح معظم الأهالي، ووقوع إصابات في صفوف المدنيين.

 

وأوضح أديب أن تقدم “الهيئة”، خلال الساعات الماضية، يعود إلى اتباعها سياسة القصف العشوائي التي لا تفرق بين مدني أو عسكري. وقد دفع التصعيد الناري العنيف من قبل القوات المهاجمة إلى انسحاب “تحرير سوريا” نحو المناطق الخلفية، حفاظاً على أرواح المدنيين.

 

وطال قصف “الهيئة”، بالمدفعية والهاون، بلدة عين جارة، بعدما سيطرت على مجموعة تلال حاكمة في المنطقة بالقرب من قرية عاجل، والتي تشرف على منطقة واسعة في محيطها القريب الذي يعتبر من أبرز معاقل “حركة الزنكي” التابعة لـ”تحرير سوريا”. ومن المتوقع أن تشهد الساعات القادمة معارك عنيفة بين الطرفين بعدما اقتربت “الهيئة” من مركز ثقل خصومها غربي حلب. وقد تتعرض لهجمات معاكسة في أي لحظة، ما قد يزيد من خسائرها البشرية، التي كانت مرتفعة في ريف حلب الغربي، منذ بدء الاقتتال بين الطرفين في إدلب وريف حلب.

 

مصدر عسكري معارض أكد لـ”المدن”، أن “الهيئة” تمنع دخول بعض المواد والسلع الغذائية الضرورية، والمحروقات، إلى المناطق التي تسيطر عليها “تحرير سوريا” و”أولوية صقور الشام” في ريفي إدلب وحلب الغربي، وفي الغالب تسمح بدخول كميات قليلة من المواد التي ترتفع أسعارها بشكل كبير في المناطق الخارجة عن سيطرتها. وأوضح المصدر أن “الهيئة” منعت، الثلاثاء، شاحنات محملة بمواد اغاثة ومحروقات، وطحين، وغيرها من السلع الضرورية من الدخول إلى مدينة أريحا في ريف ادلب، والتي تخضع لسيطرة “ألوية صقور الشام”.

 

انشقاق عناصر من السويداء عن جبهات النظام في الغوطة

وصل إلى السويداء، مؤخّراً، نحو 28 عسكريّاً منشقًّاً عن قوّات النظام التي تقتحم الغوطة، بينهم خمسة عناصر، وضابط علوي برتبة نقيب من أبناء الساحل السوريّ، بحسب مراسل “المدن” همام الخطيب.

 

وبحسب مصادر “المدن”، فإنّ نحو 50 عسكريّاً درزياً من أبناء محافظة السويداء، معظمهم من ملاك “الفرقة الرابعة” كانوا قد انشقوا منذ بداية الحملة على الغوطة الشرقيّة، في شباط/ فبراير، رافضين المشاركة في العمليات.

 

وانشقّ معظم هؤلاء العسكريّين من دون سلاحهم، ومكثوا في العاصمة دمشق، إلى أن تمّ تأمين بعضهم إلى محافظة السويداء. وبلغ عدد الواصلين، بحسب المصادر ذاتها نحو 28 عسكريّاً، من بينهم خمسة عناصر وضابط برتبة نقيب من الساحل.

 

وتضم محافظة السويداء أكثر من أربعين ألف مطلوب للخدمة العسكرية الإلزامية والاحتياطية، ما بين متخلف وفار ومنشقّ.

 

وكانت قد انتشرت مؤخّراً دوريّات أمنيّة مشتركة، تؤازرها مليشيات محليّة، على الطرق الرئيسة والفرعيّة المهمّة وفي الساحات، في مدينة السويداء، وعلى طريق دمشق-السويداء. وادّعت الجهات الأمنيّة أنّ مهمة هذه الدوريّات هي مكافحة الجريمة في المحافظة، بينما رأى معظم أهالي السويداء في هذه الخطوة تمهيداً لسحب المطلوبين لقوات النظام، من المحافظة، وسحب سلاح القوى الأهليّة الخارجة عن سلطة النظام، وفي مقدمتها سلاح “رجال الكرامة”.

 

الغوطة الشرقية: المعارضة تشنّ هجوماً معاكساً في حرستا

أطلقت قوات المعارضة، الأربعاء، عملاً عسكرياً مشتركاً ضد مليشيات النظام بين مدينتي دوما وحرستا في الغوطة الشرقية، بهدف فك طوق المليشيات عن حرستا وفتح طريق بين المدينتين، بحسب مراسل “المدن” منتصر أبو زيد.

 

وانطلق هجوم قوات المعارضة من محوري دوما وحرستا على مواقع النظام الفاصلة بينهما، وتمكنت المعارضة من إحراز تقدم على الأرض، من دون أن يتم الإعلان عن ذلك بشكل رسمي.

 

وجاء هجوم المعارضة بعدما عزلت مليشيات النظام حرستا عن بقية مناطق الغوطة، وبدأت بمحاولات لاقتحامها برياً، من جميع المحاور، بغطاء جوي من الطيران الحربي الروسي، وباستخدام الأسلحة المحرمة دولياً كالنابالم الحارق والقنابل العنقودية.

 

وتواصل مليشيات النظام، مدعومة بالطيران الحربي الروسي، لليوم الثالث على التوالي، محاولة التوغل بين بلدتي حمورية وعربين، لفتح ثغرة كي تتقدم برياً، وتقطع طريق عربين حمورية الرئيسي، الواصل إلى زملكا في عمق الغوطة.

 

وشن الطيران الحربي الروسي وطيران النظام، أكثر من 350 غارة جوية على الغوطة الشرقية، منذ صباح الثلاثاء، تركز معظمها على عربين وحمورية، مستهدفة محاور أرض الصوا وحارة الساروت في عربين، وأرض الشرق الفاصلة بين حمورية وعربين، كما استهدفت الغارات بلدات جسرين وسقبا وزملكا وكفربطنا وعين ترما وحرستا.

 

كما صعدت المليشيات قصفها على مختلف مدن الغوطة بالبراميل المتفجرة وراجمات صواريخ “سميرتش” وقذائف الهاون، واستمر التصعيد لـ24 ساعة من دون توقف، ما تسبب بمقتل 43 مدنياً في مختلف بلدات الغوطة، وإصابة العشرات.

 

وأخلى الهلال الأحمر العربي السوري، الثلاثاء، 25 حالة مرضية حرجة من مدينة دوما، معظمها من النساء والأطفال والشيوخ، برعاية الأمم المتحدة، وبموجب اتفاق بين الأمم المتحدة و”جيش الإسلام”.

 

وقال رئيس المكتب السياسي في “جيش الإسلام” ياسر دلوان، لـ”المدن”: “بعد الاتفاق الأول بين الأمم المتحدة وجيش الإسلام، والذي تم من خلاله سابقاً إخراج دفعة من الحالات الإنسانية، جاء هذا الاتفاق الثاني لإخراج 25 حالة مرضية من الغوطة الشرقية من المرضى المسجلين قديماً. وبالفعل تم لإخراج هذه الدفعة. ويمكن ان يتم إخراج دفعة ثانية للعلاج خارج سوريا”.

 

وأضاف دلوان: “يرحب جيش الإسلام بتفعيل دور الأمم المتحدة ونشاطها على أرض الغوطة. ولقد كان هذا النشاط ثمرة إخراج معتقلي جبهة النصرة من سجون جيش الإسلام إلى الشمال السوري، بضمانات الأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري، والآن يتم إخراج هذه الحالات المرضية برعاية الأمم المتحدة أيضاً”.

 

واخرجت 17 حالة مرضية، على دفعتين، في 27 و28 كانون الأول/ديسمبر 2017، بموجب اتفاق بين الأمم المتحدة و”جيش الإسلام”، لإجلاء الحالات الحرجة من الغوطة الشرقية.

 

هل يعود “داعش” للتمدد في البادية السورية؟

سيباستيان حمدان

باتت البادية السورية الملجأ الأخير لتنظيم “الدولة الإسلامية”، عقب خسارته مناطق شاسعة شرقي سوريا. الطبيعة الجغرافية للمنطقة، ومجالات النفوذ الدولي والإقليمي فيها، جعلا لتنظيم “الدولة” موضع قدم في أربع مناطق في البادية: بادية البوكمال وأجزاء من الشريط الحدودي السوري–العراقي، وعمق بادية تدمر بالقرب من مدينة السخنة، وأطراف مدينة القريتين بالقرب من جبال القلمون، بالإضافة إلى بادية السويداء.

 

ويتواجد “داعش” في تلك المناطق، فعلياً، منذ أواخر العام 2013 حتى العام 2016، ونفذ سلسلة من الانسحابات الكبيرة منها نحو محافظة الرقة شمالاً، تلبية لنداء قادته لمواجهة حملة “التحالف الدولي” و”قوات سوريا الديموقراطية” التي انتهت بالسيطرة على الرقة نهاية العام 2017.

 

وعقب سيطرة “قسد” على المناطق شرقي نهر الفرات، وسيطرة مليشيات النظام على المنطقة غربي نهر الفرات، نفذ التنظيم سلسلة من الانسحابات، للمئات من مقاتليه، نحو عمق البادية السورية. وتعتبر البادية المنطقة الأولى التي لم تتمكن قوات النظام من فرض السيطرة أمنياً عليها، منذ ما قبل اندلاع الثورة السورية في أذار/مارس 2011. ويعود ذلك نسبياً لمساحتها الشاسعة. ولطالما كانت البادية الملجأ الأول لتجار المخدرات، والمركز لعملياتهم “التجارية” نحو دول الجوار.

 

وتحوي البادية على جبال ومواقع إستراتيجية، ذات تحصين طبيعي كبير، ويصعب أن تتأثر بعمليات القصف الجوي، وتصعب السيطرة عليها برياً، في حال اتخذت كموقع عسكرية؛ كجبل مكحول في عمق الشامية، وجبل الصفا بالقرب من بادية السويداء، ومنطقة الأبيار في منطقة صريخي بالبادية الشامية، ومنطقة الثكنات بالقرب من “قاعدة الزكف” التي تتواجد فيها قوات أميركية، وأيضاً في الجبال المطلة على تدمر غربي مدينة السخنة.

 

مصادر “المدن” قالت إن مساحات كبيرة من البادية هي تحت سيطرة، غير كاملة، لقوات النظام، في حين سيطر التنظيم على البعض من المواقع المهمة، ومنها منطقة الثكنات قرب قاعدة الزكف، وتل الصفا الذي انسحبت منه مليشيا “حزب الله” اللبنانية مؤخراً عقب الضربات الجوية الإسرائيلية. كما يسيطر “داعش” أيضاً على وادي الوعر وتلال السخنة، ومنطقة الوديان في بادية البوكمال.

 

وتتركز سيطرة “داعش”، حالياً، في منطقة الوديان من بادية البوكمال، وهي منطقة صحراوية تحوي على بعض المنازل الصغيرة المتناثرة، وتقدر مساحتها بنحو 180 كيلومتراً مربعاً. وتمتد سيطرة التنظيم إلى مواقع جبلية بالقرب من مدينة السخنة، يتخذها التنظيم كمنطلق لعملياته العسكرية ضد قوات النظام في محطة “تي 2” النفطية.

 

وأشارت مصادر “المدن”، إلى أن التنظيم يتواجد في مساحات مشتتة تصل لأكثر من 120 كيلومتراً مربعاً، في مناطق قريبة من قاعدة الزكف ومنطقة وادي الوعر. واتخذ التنظيم من الثكنات العسكرية التي كانت تتبع لقوات “حرس الحدود” السورية مواقعاً له، وهي مفتوحة على الشريط الحدودي السوري-العراقي، ومفتوحة على منطقة السخنة، مركز العمليات الحالي للتنظيم.

 

وبالقرب من مدينة القريتين، في ريف حمص، المطلّة على جبال القلمون، يتواجد التنظيم بشكل محدود جداً، عبر أفراد لا يملكون سلاحاً ثقيلاً، وينتشرون في الجبال والمغارات المطلة على المنطقة.

 

وفي بادية السويداء، ينتشر التنظيم في جبل الصفا، على أطراف قرية طربا. ويتواجد عدد من مسلحي “داعش” بسلاح متوسط، وينفذون عمليات خطف وطلب للفدية ضد سكان القرى الدرزية غرباً، وهو ما يشكل عنصراً جديداً في نمو التنظيم الذي يعاني من مشاكل مالية.

 

“التحالف لا يستهدف تنظيم داعش الإرهابي في عمق البادية السورية”، بحسب ما قالته مصادر مطلعة من “قاعدة التنف” العسكرية الأميركية لـ”المدن”. وأفادت المصادر بأن “التحالف” دائماً ما يشاهد قافلات تتبع للتنظيم، تمر من مناطق تخضع للنفوذ الروسي، أو على مقربة منها. ولا تقوم قوات “التحالف” بقصف تلك القوافل، وفقاً للاتفاقيات الأخيرة بين روسيا وأميركا، التي تنص على عدم النشاط في مناطق نفوذ الطرف الآخر. وفي حوادث متعددة، وعبر الخط الساخن بين الطرفين، أبلغت قوات من “قاعدة التنف” الجانب الروسي بوجود قوافل لـ”داعش” في مناطق نفوذها، ولكن الروس لم يقوموا باستهدافها.

 

وأضافت المصادر أن”قوات التحالف، وتحديداً القوات في قاعدة التنف، لن تقوم في الوقت الحالي، بأي مهام عسكرية، إلا في حال الخطر الشديد على قواتها من داعش أو من مليشيات النظام. وستقوم تلك القوات بدور دفاعي. ويتركز نشاط قوات التحالف، حالياً، على مساعدة السوريين ضمن منطقة 55 التي تخضع لاتفاقية مناطق خفض التصعيد، في مجال الإغاثة والمجال الإنساني”.

 

مليشيا “حزب الله” التي تواجدت في مواقع متعددة من بادية الشام، انسحبت إلى مواقع لها في قاعدة السين العسكرية، ومزرعة الإماراتي، وبات تواجدها محدوداً في تلال البادية، باستثناء بعض التلال التي يتخذها “فيلق القدس” مقرات له بالقرب من بيار القصب وتل دكوة، وهي مناطق مطلة على ثكنات تابعة لـ”الفوج 16″ الذي تسيطر عليه بشكل مباشر قوات إيرانية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى