أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأربعاء 14 أيلول 2016

موسكو تتهم المعارضة بخرق الهدنة

موسكو، لندن، نيويورك، بيروت، أنقرة، جنيف، رائد جبر، «الحياة»، رويترز، أ ف ب

تدخل الهدنة الشاملة في سورية يومها الثاني وسط نشر الجيش الروسي عناصر لـ «المراقبة» على طريق الكاستيلو التي سيتم عبرها إدخال مساعدات إنسانية إلى أحياء المعارضة في شرق حلب، بالتزامن مع مطالبة الأمم المتحدة بـ «ضمانات أمنية» لنقل المساعدات من الحدود التركية إلى حلب، في وقت أمل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتحويل الهدنة إلى وقف دائم للنار. وأعلنت دمشق إسقاط طائرة حربية إسرائيلية وأخرى للاستطلاع، الأمر الذي نفته تل أبيب.

وأوضح مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية أمس، أن المملكة «تتابع باهتمام بدء سريان الهدنة الموقتة في سورية»، وأكد المصدر «أهمية التزام نظام بشار الأسد وحلفائه بهذا الاتفاق، وأن يؤدي إلى استئناف العملية السياسية في سورية وفق إعلان جنيف1، وقرار مجلس الأمن 2254 المفضي إلى الانتقال السلمي للسلطة».

وساد هدوء نسبي عموم سورية أمس، خلال اليوم الأول لتطبيق الهدنة، فيما قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن موسكو ستكشف تفاصيل الاتفاق الروسي- الأميركي لأنها «تخشى من تحريفه بغية حماية تنظيم «النصرة» من الغارات الروسية والأميركية». ورأى لافروف خلال مؤتمر صحافي أمس، أن «بعض الجهات يسعى إلى شطب تنظيم «جبهة النصرة»، الذي غيّر اسمه أخيراً إلى «جبهة فتح الشام»، من قائمة الإرهاب الدولي، وبذلك إنقاذه من الاستهداف في إطار تنفيذ الاتفاق الروسي- الأميركي حول سورية». وأتبعت وزارة الخارجية الروسية كلام لافروف ببيان دعت فيه الولايات المتحدة إلى استخدام نفوذها على بعض الجماعات المسلحة التي ترفض التوقف عن قتال قوات الحكومة السورية.

وقالت روسيا امس ان قوات النظام السوري تحترم الهدنة لكنها اتهمت مسلحي المعارضة بانتهاكها 23 مرة.

وقال المسؤول العسكري الكبير فيكتور بوزنيكير في تصريح متلفز ان «قوات الحكومة السورية اوقفت بالكامل اطلاق النار باستثناء مناطق تحرك مسلحي تنظيم الدولة الاسلامية وجبهة النصرة». واضاف «للأسف هذا الامر لا ينطبق على الوحدات المسلحة التابعة للمعارضة المعتدلة المدعومة من الولايات المتحدة».

إلى ذلك، أعلنت قيادة القوات الروسية في سورية أنها بدأت نشر نقاط مراقبة في عدد من المناطق تنفيذاً للاتفاق. ونقلت وكالتا الأنباء الروسيتان «إنترفاكس» و «ريا نوفوستي»، أن عسكريين روساً أقاموا نقطة مراقبة على طريق الكاستيلو، محور الطرق الأساسي لنقل المساعدات الغذائية إلى الأحياء الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة. وقالت الوكالتان إن عسكريين اتخذوا موقعاً وأقاموا «مركز مراقبة متحركاً»، من دون أن توضحا ما إذا كان الجيش السوري الذي يسيطر على هذا الطريق قد انسحب.

وفي نيويورك، قال ديبلوماسي في مجلس الأمن إن الاتفاق الروسي الأميركي على التوصل إلى وقف لإطلاق النار في سورية «سيشكل غطاءً للحكومة السورية يحميها من المحاسبة على استخدام أسلحة كيماوية»، مستبعداً أن «يتحرك ملف المحاسبة في المجلس قريباً، رغم تأكيد لجنة التحقيق الدولية ضلوع النظام السوري في هذه الجريمة».

وكان مقرراً أن يتسلم مجلس الأمن أمس الثلثاء التقرير الرابع والأخير للجنة التحقيق الدولية المشتركة بين الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية، لكن صدور التقرير أرجئ إلى اليوم الأربعاء «لأسباب تقنية»، وفق مطلعين. ويتوقع أن يعقد مجلس الأمن جلسة مشاورات حول التقرير الرابع في وقت لاحق الشهر الحالي.

وبرزت أمس إشكالية تتعلق بسعي تركيا إلى إدخال مساعدات غذائية إلى حلب خلال الهدنة، إذ قال مصدر مسؤول في الخارجية السورية: «تعقيباً على التصريحات الصادرة عن النظام التركي بشأن عزمه إدخال مواد يدّعي أنها مساعدات إنسانية إلى مدينة حلب، فإن الجمهورية العربية السورية تعلن رفضها إدخال مثل تلك المواد من أي جهة كانت، بما في ذلك وبشكل خاص النظام التركي، من دون التنسيق مع الحكومة السورية والأمم المتحدة».

وقال الموفد الدولي الخاص لسورية ستيفان دي ميستورا في مؤتمر صحافي أمس إن اتفاق وقف النار في سورية يبدو صامداً بصورة عامة، مشيراً إلى أن هناك 20 شاحنة مساعدات جاهزة للتحرك إلى حلب في انتظار ضمانات من الحكومة السورية التي لم تعط بعد موافقتها. وتابع أن مركزاً روسياً – أميركياً سيراقب الهدنة وتنسيق دخول المساعدات.

إلى ذلك، نفى الجيش الإسرائيلي إعلاناً رسمياً صدر في دمشق عن إسقاط الدفاعات الصاروخية السورية طائرة حربية إسرائيلية وأخرى للاستطلاع فوق جنوب سورية. وقال الكولونيل بيتر ليرنر الناطق باسم الجيش الإسرائيلي إن «صاروخي أرض- جو أطلقا من سورية بعد المهمة التي نفّذها (الطيران الإسرائيلي) ليلاً على مواقع للمدفعية السورية، ولم يكن أمن الطيران في خطر في أي وقت».

 

كيري يتمسك بـ «الفرصة الأخيرة» للحل في سورية

واشنطن – رويترز

قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري اليوم (الأربعاء)، إن الهدنة في سورية تمثل الفرصة الأخيرة للإبقاء على سورية موحدة، محاولاً تفنيد انتقادات للاتفاق بين بلاده وروسيا على هدنة في سورية، قائلاً إن من دونه كان العنف سيزيد بدرجة كبيرة وكان كثير من السوريين سيذبحون أو يضطرون للفرار من بلدهم.

وأضاف كيري في مقابلة مع برنامج «مورنينغ إيديشن» في الإذاعة الوطنية العامة «إنها فرصة أخيرة للإبقاء على سورية موحدة»، مضيفاً «إذا فشلنا في الإيقاف الآن ولم نتمكن من الجلوس إلى الطاولة سيزيد القتال بدرجة كبيرة».

وحاول كيري تفنيد انتقادات للاتفاق بين بلاده وروسيا على هدنة في سورية، قائلاً إن من دونه كان العنف سيزيد بدرجة كبيرة وكان كثير من السوريين سيذبحون أو يضطرون للفرار من بلدهم.

من جانبه، قال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إنه لا بد من فصل المعارضة المعتدلة في سورية عن «الجماعات الإرهابية» من أجل تعزيز الهدنة الهشة هناك.

وأضاف قائلاً في مؤتمر عبر الهاتف مع الصحافيين إن وقف إطلاق النار في سورية يبعث على الأمل في التوصل لتسوية سلمية للصراع.

ونص الاتفاق الذي توصل إليه كيري مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في جنيف الجمعة على هدنة سبعة أيام يقل خلالها العنف ويزيد توزيع المساعدات الإنسانية.

وإذا صمدت الهدنة سيبدأ الجيشان الأميركي والروسي في تنسيق الضربات الجوية ضد «جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة) وتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في منطقة متفق عليها من سورية.

وتهدف الخطة إلى جمع الأطراف السورية المتحاربة في محادثات حول فترة انتقالية يتنحى خلالها الرئيس بشار الأسد.

وكان مسؤولون كبار في الجيش والاستخبارات في الولايات المتحدة انتقدوا الاتفاق، قائلين إنه لا يمكن الوثوق بروسيا التي ستقدم لها الولايات المتحدة بمقتضى الاتفاق معلومات عن ضرباتها الجوية لمواقع المتشددين.

 

النمسا تدعو إلى قمة أوروبيّة مصغّرة حول الهجرة

فيينا، روما – أ ف ب، رويترز

أعلنت النمسا أنها دعت دولاً عدة في البلقان إضافة إلى هنغاريا وألمانيا واليونان، إلى قمة مصغرة حول أزمة المهاجرين تُعقد في 24 أيلول (سبتمبر) الجاري، في العاصمة فيينا.

وقالت ناطقة باسم المستشارية النمسوية: «تمت دعوة البلدان العشرة المعنية أكثر من سواها بأزمة اللاجئين. الهدف مواصلة المحادثات حول المسائل المهمة لمستقبل الاتحاد الأوروبي، خصوصاً قضية اللاجئين بعد قمة براتيسلافا الأوروبية».

وإضافة الى المستشارة الألمانية أنغيلا مركل ورئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تسيبراس، وجِّهت الدعوة إلى رؤساء وزراء كل من سلوفينيا وكرواتيا وصربيا وألبانيا وهنغاريا وبلغاريا ورومانيا ومقدونيا، الذين وافقوا مبدئياً على المشاركة. وستتركز المناقشات على مراقبة الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي، وإعادة مَن لا تنطبق عليهم شروط اللجوء إلى بلدانهم وعملية دمج اللاجئين. وصرح المستشار النمسوي الاشتراكي الديموقراطي كريستيان كيرن، من لوبليانا أول من أمس: «لا نحتاج فقط إلى أقوال بل إلى أفعال».

وستحضر أزمة المهاجرين على جدول أعمال القمة الأوروبية غير الرسمية يوم الجمعة المقبل، في براتيسلافا. وأثارت فيينا استياء أثينا حين نظمت في شباط (فبراير) الماضي، اجتماعاً ضم دولاً عدة من منطقة البلقان لمناقشة كيفية التعامل مع مئات المهاجرين الذين كانوا يصلون يومياً الى اليونان ويواصلون طريقهم إلى بقية دول أوروبا. ولم يُدع أي مسؤول يوناني إلى هذا الاجتماع.

من جهة أخرى، أنقذ خفر السواحل الإيطالي عشرات المهاجرين من زوارق مكدسة أول من أمس، ليُضافوا إلى ألوف أُنقذوا من البحر المتوسط في الأيام الأخيرة.

وأنقذ حرس السواحل الإيطالي 350 شخصاً من زوارق مطاط في 3 عمليات إنقاذ منفصلة أول من أمس، مع استمرار المهاجرين الطامحين في الوصول إلى أوروبا بالقيام بالرحلة الخطرة. وكان هناك طفل صغير بين الناجين حمله أحد أفراد حرس السواحل إلى زورق إنقاذ قبالة إيطاليا. وقال حرس السواحل الإيطالي إنه أنقذ 2300 مهاجر السبت الماضي، بعد تنفيذ 18 عملية إنقاذ في البحر المتوسط، و1100 آخرين من 8 زوارق مطاط وزورقين آخرين يوم الأحد. وتفيد بيانات المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، بأن 115 ألف مهاجر وصلوا إلى إيطاليا حتى نهاية آب (أغسطس) الماضي.

 

صمود وقف إطلاق النار في سوريا واستعدادات لأعمال إغاثة

روسيا تدعو التحالف الدولي لقصف «النصرة»… وتنشر عسكرييها في حلب للمراقبة

عواصم ـ وكالات ـ «القدس العربي»: صمد بشكل أساسي امس الثلاثاء وقف إطلاق النار الذي اتفقت عليه الولايات المتحدة وروسيا وبدأت بحذر استعدادات لأعمال إغاثة هناك حاجة ملحة لها في المناطق المحاصرة بما فيها مدينة حلب. ودخلت الهدنة في سوريا والتي وصفت بأنها «الفرصة الأخيرة» للسلام حيز التنفيذ في اول يوم كامل امس الثلاثاء، حسبما افاد سكان في عدد من المناطق، موضحين انهم قضوا ليلة هادئة هي الأولى منذ اشهر.

وتوقف صوت المدافع مع بدء سريان اتفاق الهدنة بموجب اتفاق امريكي روسي عند مغيب شمس الاثنين. ومن المتوقع ان يتبعها خطوة ثانية تتمثل بتوزيع مساعدات انسانية عاجلة للسكان. وانتهز السكان فرصة الهدوء وتوقف القتال للخروج إلى الشوارع والاحتفال باول ايام عيد الاضحى حتى منتصف الليل. واكد المرصد السوري لحقوق الإنسان ان جبهات القتال الرئيسية في حلب ودمشق وادلب «كانت هادئة تماماً».

وقال وزير الخارجية الامريكي جون كيري للصحافيين في الخارجية الامريكية «نعتقد ان الحل الواقعي والممكن الوحيد للنزاع هو حل سياسي في نهاية المطاف»، لكنه رأى أن «من المبكر جداً الخروج بخلاصات» حول الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ قبل ساعات. وأضاف «أحض جميع الأطراف على دعم (الاتفاق) لانه قد يكون الفرصة الأخيرة المتوافرة لإنقاذ سوريا موحدة».

 

«تمكنا من النوم»

 

وعم الارتياح في عدد من المدن والبلدات وبخاصة تلك التي تسيطر عليها الفصائل المسلحة وشهدت قصفا يومياً. ففي مدينة تلبيسة (ريف حمص) التي تسيطر عليها الفصائل المقاتلة وتعرضت في الفترة التي سبقت الهدنة لقصف عنيف، اكد الناشط حسان ابو نوح ان القصف توقف. واكد لفرانس برس «في العادة نسهر طوال الليل مع الطائرات، لكن نشكر الله، نمنا هذه الليلة».

كما اكد ناشط اخر من ريف ادلب (شمال غرب)، حيث اسفرت الغارات عن مقتل 13 شخصاً الاثنين، ان الليلة كانت هادئة ايضاً. وقال الناشط في مدينة سلقين (ريف ادلب) نايف مصطفى «النوم كان مريحاً هذه المرة، والليلة كانت مميزة». الا انه عبر عن تحفظه لان «الناس يتوقعون أن يستمر الهدوء خلال فترة العيد فقط».

واعلنت الأمم المتحدة «عن استعدادها لإيصال مساعدات انسانية بصورة عاجلة لمستحقيها بعد دخول الاتفاق حيز التطبيق»، حسبما افادت المتحدثة باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية.

ولم تعلن المعارضة والفصائل المقاتلة التي تكبدت خسائر ميدانية خلال الفترة الاخيرة، موقفاً حاسماً من الهدنة. وطلبت الهيئة العليا للمفاوضات التي تضم ممثلين عن اطياف واسعة من المعارضة السياسية والمسلحة «ضمانات» من حليفها الامريكي حول تطبيق الاتفاق، مبدية «تحفظها» على «الاتفاق المجحف». لكن المهمة تبدو صعبة لان النزاع معقد ومتشعب الأطراف. ورغم التوصل إلى اتفاق الهدنة، اكد الرئيس السوري بشار الاسد «تصميم الدولة على استعادة كل المناطق» في سوريا، مستبعداً أي أفق لحل سياسي سريع. وليلاً أصدرت فصائل المعارضة المسلحة بياناً عددت فيه «جملة من تحفظاتها على هذا الاتفاق المجحف» بدون ان ترفضه رسمياً.

وأخذت الفصائل على الهدنة خلوها من «اي ضمانات حقيقة او آليات مراقبة او عقوبات واضحة وزاجرة» واستثناءها «جبهة فتح الشام في حين غضت الطرف كليا ًعن الميليشيات الطائفية الاجنبية التي تقاتل مع النظام (..) وهو ما نعتبره ازدواجية مريبة ومرفوضة للمعايير».

وبموجب الاتفاق، يمنع القيام بأي أعمال قتالية لمدة 48 ساعة يعاد تجديدها في المناطق التي تتواجد فيها المعارضة المعتدلة باستثناء المناطق التي تتواجد فيها «جبهة فتح الشام» وتنظيم «الدولة».

ويجب ان يمتنع النظام السوري بحسب كيري، عن القيام بغارات «على المناطق التي تتواجد فيها المعارضة والتي تم الاتفاق عليها». إلا ان مقاتلي الفصائل المسلحة متحالفون في عدد من المناطق مع «جبهة فتح الشام» التي تعتبرها واشنطن وموسكو «ارهابية». الا ان مسؤولاً في وزارة الدفاع الامريكية (البنتاغون) صرح بانه حتى اذا صمدت الهدنة لسبعة ايام فان ذلك لا يعني بدء التعاون بشكل تلقائي. وقال ان «المهل قصيرة لكن الريبة كبيرة».

ويستثني الاتفاق الجماعات الجهادية من تنظيم «الدولة الإسلامية» وجبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً قبل فك ارتباطها بتنظيم القاعدة) اللذين يسيطران على مناطق واسعة في البلاد، على غرار الاتفاق السابق الذي تم التوصل اليه شباط/فبراير الماضي واستمر لاسابيع.

 

«الريبة كبيرة»

 

وسيؤدي الاتفاق في حال استمرار تطبيقه إلى تعاون غير مسبوق بين روسيا والولايات المتحدة لمواجهة التنظيمين الجهاديين.

وتسعى راعيتا الاتفاق موسكو حليفة النظام وواشنطن التي تدعم الفصائل المقاتلة عبر تطبيق الاتفاق إلى التشجيع على استئناف المحادثات بين النظام والمعارضة لوضع حد للنزاع الذي اسفر عن مقتل 290 ألأف شخص ودفع العديدين للهجرة او النزوح وبروز تنظيم «الدولة».

وأقام عسكريون روس نقطة مراقبة على طريق الكاستيلو محور الطرق الأساسي لنقل المساعدات الغذائية إلى احياء فصائل المعارضة في حلب كبرى مدن شمال سوريا، كما ذكرت وكالتا الانباء الروسيتان «انترفاكس» و»ريا نوفوستي» اللتان لديهما صحافيون في المكان. وقالت الوكالتان ان عسكريين اتخذوا موقعاً واقاموا «مركز مراقبة متحرك».

ولم توضح الوكالتان ما إذا كان الجيش السوري الذي يسيطر على هذا الطريق قد انسحب. وينص الاتفاق الروسي الامريكي الذي تم التوصل اليه الجمعة على ممر انساني بلا عراقيل للمناطق المحاصرة كما في حلب، وخصوصاً عبر جعل طريق الكاستيلو «خالياً من السلاح».

وصرح الكولونيل سيرغي سابيستين المسؤول في المركز الروسي لمراقبة وقف اطلاق النار «ستكون هذه الطريق السبيل الرئيسي لايصال المساعدات الإنسانية إلى حلب»، حسبما نقلت عنه وكالة «انترفاكس».

واشار موقع «المصدر نيوز» المطلع والموالي للنظام ان قيادة الجيش السوري اصدرت الاوامر لقوات النخبة المنتشرة على هذه الطريق بالتراجع لمسافة كيلومتر إلى شمال الطريق لافساح المجال امام الجنود الروس لاقامة ممر انساني على طول هذه الطريق.

وكان الجيش الروسي اعلن مساء الاثنين انه سيتم نشر مجموعات مماثلة من العسكريين الروسي في مشرقة (شمال محافظة حلب) وحماة (وسط). وحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف امس الثلاثاء التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة على مواصلة اعتبار «جبهة النصرة» التي غيرت اسمها إلى «جبهة فتح الشام» منظمة إرهابية وتنفيذ ضربات على مواقعها.

وقال لافروف في مؤتمر صحافي «لدي مهمة ملحة للغاية الآن وهي عدم السماح بخفض قائمة (المنظمات الإرهابية).» وأضاف «لا يوجد لدي سبب لعدم الثقة في (وزير الخارجية الأمريكي) جون كيري لكن ما نراه على الأرض (في سوريا) هو أن التحالف يحجم بشدة عن قصف مواقع جبهة النصرة.»

وقال لافروف إنه سيطلب نشر الاتفاق الروسي الأمريكي الذي تم التوصل إليه في 9 أيلول/سبتمبر بشأن وقف الأعمال القتالية في سوريا كاملاً.

واكد مساعد وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف الاثنين ان «المبعوث الدولي ستافان دي ميستورا سيدعو جميع الأطراف (للمحادثات) في بداية تشرين الاول/اكتوبر على الارجح».

 

واشنطن تتراجع عن السماح لقوات النظام السوري بقصف «جبهة النصرة» وتنظيم «الدولة»

تمام البرازي

واشنطن ـ «القدس العربي»: تراجعت واشنطن عن تصريحات وزير خارجيتها جون كيري والتي سمح فيها لقوات النظام السوري باستهداف «جبهة فتح الشام» ـ النصرة سابقاً والمرتبطة بتظيم القاعدة ـ وتنظيم «الدولة».

وقال جون كيربي الناطق بإسم الخارجية الأمريكية في محاولة لتبرير تصريحات وزير الخارجية الامريكي «ان الاتفاق الأمريكي الروسي الذي أعلن الجمعة الماضية وبدأ تطبيقه الاثنين لا يوجد فيه أي بند يسمح للطيران السوري الحربي بأن يقصف اي مواقع. وان هدف الاتفاق الرئيس هو منع القوات الجوية التابعة للنظام السوري من الطيران وقصف اي منطقة تتواجد فيها قوات المعارضة السورية او جبهة النصرة».

وطالما قالت الولايات المتحدة إنه ينبغي وقف تحليق القوات الجوية التابعة للرئيس السوري بشار الأسد لكنها بدت في الأسابيع الأخيرة وكأنها تتراجع عن هذه الدعوة قائلة إن «بوسع قوات الأسد توجيه ضربات بمناطق تنشط فيها جماعة مرتبطة بالقاعدة وتنظيم الدولة ولا توجد بها جماعات معارضة معتدلة».

ويشرح كيربي «اما هدف إنشاء لجنة التطبيق المشتركة المعروفة إختصاراً بـ(جي أي سي) فهو لتنسيق العمليات العسكرية بين الولايات المتحدة وروسيا ولا يمكن لأي فريق (اي النظام السوري) ان يكون فيها او يشترك في تلك العمليات».

اي أنه بعد أسبوع من وقف العمليات العدائية في سوريا منذ الاثنين الماضي فإن تلك اللجنة ستجري إقامتها اذا تم الالتزام بالوقف للقيام بعمليات امريكية روسية ضد تنظيم «الدولة» و«جبهة النصرة».

 

مئات من المقاتلين الشيوعيين والناصريين المعارضين في معضمية الشام يتصالحون مع الأسد بعد تسليم أسلحتهم ويتحضرون للانضمام إلى الفرقة الرابعة

زيد عبد اللطيف

دمشق ـ «القدس العربي»: أقدم قرابة 300 عنصر من المعارضة السورية المسلحة في مدينة معضمية الشام ممن يتبعون للحزب الشيوعي السوري، والتيار الناصري قبل يومين على تسوية أوضاعهم مع النظام السوري بالعموم ومع الفرقة الرابعة التي يديرها ماهر الأسد «شقيق» رئيس النظام على وجه التحديد، بعد أن قاموا بتسليم الأسلحة التي بحوزتهم إلى قوات النظام والخروج إلى مراكزه لتسوية أوضاعهم، تمهيداً لتجنيدهم ضم ملاك الفرقة الرابعة حصراً خلال الأشهر المقبلة.

الإعلام الرسمي التابع للنظام السوري نشر العديد من المقاطع المصورة للمقاتلين المعارضين وهم مصطفين لتسليم أسلحتهم في طوابير، هاتفين بحياة بشار الأسد وأخيه ماهر، ومؤكدين استعدادهم للعودة إلى «حضن الوطن» والقتال بجانب الفرقة ضد بقية السوريين الموالين للثورة في البلاد.

الفرقة الرابعة التي يديرها ماهر الأسد، أعطت المقاتلين المعارضين كافة ممن قاموا بتسوية أوضاعهم معها من أبناء معضمية الشام «إجازة عسكرية» لستة أشهر، ليكون تاريخ انتهاء الإجازة المقدمة لهم موعداً رسمياً لتجنديهم في صفوفها بشكل كامل، من تسليحهم وتقديم الرواتب لهم، ومن ثم فرزهم لقتال المعارضة التي كانوا يتبعون إليها قبل يومين فقط.

قبل عملية التسوية الأخيرة التي قام بها المقاتلون الشيوعيون والناصريون كانت هنالك عملية تسوية أولى لقرابة 117 عنصرا من المعارضة غالبيتهم من الطيف المعارض ذاته، بالإضافة إلى عدد قليل جداً من المقاتلين الإسلاميين في المدينة، علماً أن النسبة العظمى من المقاتلين الإسلاميين يرفضون التطبيع مع الأسد ويفضلون الرحيل نحو الشمال السوري على تسوية الأوضاع معه.

القائد الميداني في المعارضة السورية في معضمية الشام رائد أبو الحسن قال: «المقاتلون المعارضون الذين قاموا بتسوية أوضاعهم مع الفرقة الرابعة مشهورون للغاية في المدينة في أعمال تجارة «التهريب»، وكانت هنالك شكوك ضئيلة جديدة حولهم بعملاتهم للنظام السوري، ولكن التسوية الأخيرة كشفت خفايا ما كنا نجهل».

القيادي قال لـ «القدس العربي» خلال اتصال هاتفي خاص معه: مدينة معضمية الشام تحتوي آلاف المقاتلين المعارضين للأسد، نصفهم من أصحاب التوجه الإسلامي المعادي للأسد، أما «لواء الفجر» الذي يتبع إليه هؤلاء المقاتلون فهو يميل للحزب الشيوعي والتوجه الناصري ويرى ما يجري في سورية «مؤامرة خارجية يجب تداركها»، وقائد اللواء يعتبر من المرحب به لدى النظام السوري، علماً بأن ابنه الأكبر معتقل في سجون دمشق منذ أعوام.

المصدر العسكري نوه إلى أن غالبية الذين سووا وضعهم مع الفرقة هم من العناصر المنشقة عن قوات النظام أو المتخلفين عن الخدمة العسكرية لديه، مشيراً إلى إن السلاح الذي بحوزتهم والعتاد كان مصدر قلق لبقية المقاتلين المعارضين بسبب عدم معرفة مصدره فيما سبق، وأن التسوية كشفت وأكدت أن مصدر تلك الأسلحة كان النظام السوري الذي عمل على تجنيدهم في وقت سابق لمثل هذه الأوقات.

القيادي المعارض رأى أن قيام هؤلاء المقاتلين بالهتاف لـ «بشار الأسد، ماهر الأسد، العميد غسان بلال ـ مدير مكتب ماهر، والهتاف للمخابرات الجوية» هو «وصمة عار على كل من قبل بالأسد الذي ضرب المدينة بالكيميائي، وقتل خلال الأعوام الستة ما يزيد عن ألفين من أبنائها»، مؤكداً أنهم لن يطبعوا مع الأسد مهما كانت الضريبة من حرب غير متكافئة، وأن الرحيل عن المدينة أهون بكثير من مصافحة النظام السوري، على حد وصفه.

وفيما يخص آخر ما توصلت إليه مفاوضات إخراج المقاتلين الرافضين للتسوية مع الأسد قال القيادي أبو الحسن: المدينة تخوض معركة أعصاب شديدة مع الفرقة الرابعة والضباط الروس، وأن طرف النظام متخبط لدرجات كبيرة، حيث أقدم خلال عشرة أيام من التفاوض على تغير وجهة الرحيل خمس مرات، وحتى الساعة لم تستقر المفاوضات ولم تصل إلى اتفاق شامل.

كما أكد المصدر، بأن المقاتلين الرافضين للتسوية مع الأسد حددوا شروطهم بأن تكون الوجهة محافظة إدلب في الشمال السوري، ولكن الفرقة الرابعة والضباط الروس ما زالوا يرفضون هذه الوجهة، فهم يريدون أن تكون الوجهة مدينة جرابلس على الحدود السورية – التركية، وهذه الوجهة مرفوضة لدى المعارضة في المدينة.

يذكر أن، مدينة معضمية الشام في غوطة دمشق الغربية، تعتبر أقرب الحصون التي تتمترس فيها المعارضة على تخوم دمشق من الجهة الغربية، وتضم المدينة قرابة 43 ألف مدني، وآلاف المقاتلين المعارضين، كما أن النظام السوري يحاصر المدينة بشكل كامل، فيما سمح في الآونة الأخيرة بإدخال المواد الغذائية إليها بشكل كبير عقب البدء في عملية التفاوض للخروج منها.

 

النزاع في سوريا أوقع أكثر من 300 ألف قتيل

بيروت ـ ا ف ب: أسفر النزاع الدامي الجاري في سوريا عن مقتل أكثر من 300 ألف شخص منذ اندلاعه في منتصف آذار/ مارس 2011، بينهم 9 آلاف شخص قتلوا خلال أكثر من شهر، وفق حصيلة جديدة أوردها المرصد السوري لحقوق الإنسان الثلاثاء.

وكانت حصيلة سابقة للمرصد، الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له ويضم نشطاء في عدد من المناطق السورية، أفادت في 8 آب/أغسطس عن مقتل 292817 شخصا حتى 31 تموز/يوليو في هذا النزاع.

وأعلن المرصد عن هذه الحصيلة غداة البدء بتطبيق هدنة في سوريا تم التوصل إليها بموجب اتفاق روسي – امريكي بهدف وضع حد للنزاع.

وذكر المرصد «ارتفعت حصيلة الخسائر البشرية التي تمكن المرصد من توثيقها خلال الأشهر الـ 66 من انطلاقة الثورة السورية إلى 301781 في 18 آذار/مارس 2011 وحتى دخول الهدنة في 12 أيلول/سبتمبر» حيز التنفيذ.

واوضح ان من بين القتلى المدنيين 15099 طفلا و10018 امرأة.

كما أحصى المرصد مقتل 52359 مقاتلا من الفصائل المقاتلة والإسلامية وقوات سوريا الديموقراطية التي تشكل الوحدات الكردية المكون الأبرز فيها، بالإضافة إلى 52031 جهاديا بينهم أجانب.

في المقابل، قتل 107054 من قوات النظام والمسلحين الموالين لها والمتحالفين معها، بينهم 59006 جنود و1321 عنصرا من حزب الله اللبناني.

ووثق المرصد أيضا مقتل 3645 شخصا مجهولي الهوية.

 

إسرائيل تقصف موقعا للجيش السوري في الجولان والنظام يرفض دخول المساعدات التركية إلى حلب

عواصم ـ وكالات ـ «القدس العربي» ـ من احمد المصري: ساد الهدوء الحذر في سوريا بعد ساعات من بدء تنفيذ الهدنة بموجب اتفاق أمريكي- روسي، حسبما أفاد أمس الثلاثاء ناشطون في عدد من المناطق، فيما استهجنت فصائل المعارضة السورية استثناء «جبهة فتح الشام»، «النصرة» سابقا، من الهدنة التي توصلت إليها الولايات المتحدة وروسيا.

وأعربت فصائل المعارضة السورية، التي وافقت على الهدنة الأمريكية الروسية في سوريا، عن استهجانها لاستثناء جبهة «فتح الشام» من الهدنة، والتهديد بضربها في ظل عدم الحديث من قبل الأطراف الدولية عن الميليشيات الشيعية التي جلبتها إيران للقتال في سوريا.

وقالت الفصائل في بيان صدر عنها عشية سريان اتفاق الهدنة إن عدم استبعاد الميليشيات من الهدنة يمثل ازدواجا في المعايير، ويقلل من فرص نجاحها، وإن الروس والنظام السوري سيلجآن لضرب جماعات المعارضة المشاركة في الهدنة بحجة «فتح الشام».

وأشارت إلى أن «جبهة فتح الشام» لم تقم بأي أنشطة خارج الحدود السورية، بينما الميليشيات «الطائفية»، كما أسماها البيان، تقاتل إلى جانب الحكومة السورية، وتعمل عبر الحدود من العراق ولبنان وإيران.

وقال البيان إن الاتفاق تجاهل المناطق المحاصرة، ولم يقدم ضمانات ضد الحكومة التي تفرض اتفاقات محلية على المناطق المحاصرة، مثلما حدث مؤخرا في بلدة داريا قرب دمشق.

ودخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ عند الساعة السابعة مساء الاثنين (16:00 ت .غ)، وكانت الليلة هادئة، بحسب هذه المصادر.

وقال حسان أبو نوح، الناشط المعارض في بلدة تلبيسة (ريف حمص)، «في العادة نسهر طوال الليل مع الطائرات، لكن نشكر الله، نمنا هذه الليلة».

وتمكن السكان القاطنون في القطاع الواقع تحت سيطرة الفصائل المسلحة في حلب، ثاني مدن البلاد وأبرز جبهة حرب في سوريا، من السهر لغاية منتصف الليل للاحتفال بعيد الأضحى الذي صادف أول أيّامه الاثنين.

وعبر الناشط في مدينة سلقين (ريف إدلب) عن ارتياحه لان «النوم كان مريحا هذه المرة، والليلة كانت مميزة». وأضاف «يتوقع الناس أن يستمر الهدوء خلال فترة العيد فقط».

وأعلنت دمشق موافقتها على الاتفاق الذي توصلت اليه موسكو وواشنطن الجمعة والتزامها بتطبيق «نظام التهدئة على أراضي الجمهورية العربية السورية لمدة سبعة أيام».

جاء ذلك فيما قالت إسرائيل إن طائراتها قصفت موقعا للجيش السوري أمس الثلاثاء بعد سقوط قذيفة مورتر طائشة من سوريا في الجانب الذي تسيطر عليه من هضبة الجولان، ونفت ما أورده بيان سوري عن إسقاط طائرة حربية إسرائيلية وطائرة بدون طيار.

وقالت قيادة الجيش السوري في بيان إن الطائرات الحربية الإسرائيلية هاجمت موقعا للجيش السوري في الساعة الواحدة صباح أمس الثلاثاء بالتوقيت المحلي (22:00 بتوقيت غرينتش) في ريف القنيطرة.

وقال الجيش الإسرائيلي إن طائراته هاجمت أهدافا في سوريا بعد ساعات من سقوط قذيفة مورتر في هضبة الجولان. واحتلت إسرائيل الجولان من سوريا في حرب حزيران/ يونيو 1967.

وقال الجيش السوري إنه أسقط طائرة حربية إسرائيلية وطائرة بدون طيار بعد الهجوم الإسرائيلي.

وفي نفي لإسقاط أي من طائراته قال الجيش الإسرائيلي في بيان «أُطلق صاروخان أرض- جو من سوريا بعد مهمة استهداف مواقع مدفعية سورية. لم تتعرض سلامة الطائرات (الإسرائيلية) في أي مرحلة للخطر».

وأكدت دمشق أمس الثلاثاء رفضها إدخال مساعدات إنسانية إلى حلب ولا سيما من تركيا من دون التنسيق مع حكومتها ومع الأمم المتحدة، حسبما نقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن مصدر في وزارة الخارجية.

وأكد مصدر مسؤول في الخارجية، بحسب سانا، «تعقيبا على التصريحات الصادرة عن النظام التركي بشأن عزمه إدخال مواد يدعى أنها مساعدات إنسانية الى مدينة حلب فإن الجمهورية العربية السورية تعلن رفضها إدخال مثل تلك المواد من أي جهة كانت بما في ذلك بشكل خاص من النظام التركي دون التنسيق مع الحكومة السورية والأمم المتحدة».

وكانت أنقرة أعلنت أنها بدأت «الاستعدادت لنقل مساعدات إنسانية إلى حلب» كبرى مدن شمال سوريا التي تعاني وضعا إنسانيا كارثيا، حسبما أورد بيان للخارجية التركية السبت.

وأضاف مصدر الخارجية السورية «لا يحق لتركيا أن تدعي حرصها على الشعب السوري او أن تدعي مكافحة الإرهاب خاصة في مدينة حلب حيث كانت مساعداتها للإرهاب بلا حدود الأمر الذي أدى إلى كل القتل والدمار الذي شهدته مدينة حلب».

 

روسيا تقول إنها منعت هجوما لتنظيم الدولة على مدينة تدمر السورية

موسكو- رويترز- قال مسؤول رفيع في الجيش الروسي إن الطيران الحربي الروسي قصف مجموعة من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية كانوا يستعدون لشن هجوم على مدينة تدمر السورية.

 

وأضاف المسؤول فيكتور بوزنيخير للوكالة أن القوات المسلحة الروسية قتلت 250 مسلحا ودمرت نحو 15 سيارة نقل صغيرة محملة بالمدافع الرشاشة والمدافع المضادة للطائرات.

 

وتابع قوله “المعركة ضد الدولة الإسلامية مستمرة.”

 

كيري واثق من فشل الهدنة السورية…وعسكر أميركا ضد الاتفاق

واشنطن ــ أحمد الأمين

أبرزت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، الخلافات داخل إدارة الرئيس باراك أوباما وتضارب وجهات النظر بين وزيري الخارجية جون كيري والدفاع آشتون كارتر بشأن الاتفاق الروسي الأميركي بشأن وقف إطلاق النار في سورية، وخصوصاً في الشق المتعلق بالتعاون العسكري مع روسيا، العدو العسكري التقليدي للولايات المتحدة.

ونقلت “نيويورك تايمز”، في عددها الصادر اليوم الأربعاء، عن أحد مساعدي وزير الخارجية الأميركي، أن “كيري أقر في الجلسات الخاصة مع المقربين منه بأن اتفاق وقف إطلاق النار في سورية، الذي توصل اليه مع نظيره الروسي سيرغي لافروف لن ينجح، إلا أنه أكّد على ضرورة أن تواصل واشنطن المحاولات من أجل إنهاء الحرب في سورية، وإيجاد تسوية سياسية قبل انتهاء ولاية الإدارة الأميركية الحالية”.

وبرأي كيري فإن “الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو الوحيد القادر على إلزام طائرات النظام السوري بإخلاء الأجواء”. كما يعتقد أن الحد من المواجهات العسكرية في سورية يساعد على إبعاد رئيس النظام بشار الأسد.

ويرى أيضاً أنه من الضروري كبح جماح الأسد عن استهداف المدنيين، وهذا الأمر يمكن أن يتحقق من خلال اتفاق مع الروس، خاصة أنه منذ أن دخل الروس في الحرب السورية فإنه بات بإمكانهم الضغط على الأسد في ما يريدونه منه.

ويأمل كيري أن تؤدي التهدئة الحالية إلى اتفاق سياسي يدفع الأسد إلى التنحي عن السلطة، ليضيف بذلك نجاحاً إلى نجاحات أخرى حققها خلال وجوده على رأس الدبلوماسية الأميركية، ومنها توقيع الاتفاق النووي مع إيران، ما قد يعوض الفشل على صعيد عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.

غير أن الدائرة العسكرية، متمثلة بوزير الدفاع آشتون كارتر، تصر، بحسب الصحيفة، على رفض اتفاق التهدئة الذي وقعه كيري مع نظيره لافروف في جنيف نهاية الأسبوع الماضي.

وعن سبب رفض الاتفاق، أوضحت الصحيفة، أن كارتر ومسؤولين آخرين في وزارة الدفاع اعترضوا على النقطة المتعلقة بالتنسيق العسكري بين روسيا والولايات المتحدة الأميركية لاستهداف الجماعات التي توصف بأنها “إرهابية”، إذ عبّر كارتر في اتصال هاتفي مع كيري بأنه لا يمكن الموافقة على مثل هذه النقطة، وأن مسؤولين داخل البنتاغون ما زالوا غير مقتنعين بها.

ووفقاً للسكرتير الصحافي للبيت الأبيض، جوش إرنست، فإن “هناك بعض الأسباب التي تدفع بعض المسؤولين في البنتاغون إلى التشكيك بقدرة الروس على تنفيذ عمليات تتوافق مع الآليات التي تقوم بها واشنطن خلال استهداف هذه الجماعات”.

وبحسب الصحيفة الأميركية، فإن الاتفاق زاد من الهوة بين وزير الدفاع ووزير الخارجية، على الرغم من أن تفاصيل الاتفاق تمت مناقشتها لساعات بين الرئيس باراك أوباما والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وأشارت “نيويورك تايمز” إلى أن الخلاف بين كيري وكارتر، أنهاه موقف أوباما لصالح الموافقة على الاتفاق مع الروس رغم استمرار رفض العسكريين الأميركيين في مشاركة أي معلومات عسكرية مع الروس في ظل غياب الثقة بين الجانبين.

 

النظام السوري يخرق الهدنة مجدداً في حلب وإدلب

أحمد حمزة

واصلت قوات النظام السوري، اليوم الأربعاء، خرقها للهدنة التي تم التوصل إليها، ضمن اتفاقٍ روسي ـ أميركي، مستهدفةً مناطق في حلب وإدلب.

وقالت مصادر ميدانية في شمال سورية، لـ”العربي الجديد”، إن “طيران النظام الحربي، شن غارة بالصواريخ، على أطراف مدينة خان شيخون، التي تسيطر عليها المعارضة السورية وتقع بأقصى ريف إدلب الشمالي، المتاخم لريف حماة الشمالي”.

كما أكّدت المصادر، أن “قوات النظام قصفت بالمدفعية، ظهر اليوم، حي الصاخور، كما تعرضت قرية المرحمية جنوب حلب، لقصفٍ مماثل، جُرح على إثره شخص واحد على الأقل”، فيما “استهدف قصفٌ جوي قرية كفرناها” بريف المحافظة الغربي.

وبدأت الهدنة السورية، مساء الإثنين الماضي، ونجحت فعلاً بتقليص كثافة قصف النظام الجوي إلى أدنى مستوياتها، كما توقفت إثرها المواجهات العسكرية في مختلف الجبهات التي كانت مشتعلة في سورية، على الرغم من أن النظام انتهك الاتفاق نحو ثلاثين مرة خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، بحسب ما ذكر “الائتلاف الوطني السوري”.

ورصد “الائتلاف الوطني السوري”، ثمانية وعشرين خرقاً، للهدنة في يومها الثاني، من قبل قوات النظام والمليشيات المساندة له، ذاكراً أن غالبية الخروقات تم تسجيلها في محافظتي حلب وحماة، أمس الثلاثاء، فضلاً عن الخروقات الجديدة التي تم تسجيلها اليوم.

في سياق آخر، قال الناشط الإعلامي الذي يتحدر من حلب، منصور حسين لـ”العربي الجديد”، إنه “لم يصل أي شحنة مساعدات إلى مناطق حلب الشرقية ظهر اليوم”، مشيراً إلى أن “الوضع عند طريق الكاستيلو ما زال على حاله، منذ عصر أمس، حيث انتشرت وحدات عسكرية روسية هناك للإشراف كما يبدو على اتفاق دخول المساعدات”، الذي يرفض النظام تنفيذه.

ونقلت وكالة “سانا” التابعة للنظام، عن مصدر “مسؤول في الخارجية”، إن دمشق “ترفض إدخال مساعدات إنسانية إلى حلب لا سيما من النظام التركي، من دون التنسيق مع الحكومة السورية والأمم المتحدة”.

وكان المبعوث الأممي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، قال إنه “لم نتلق، حتى الآن، إذناً من النظام السوري بإدخال المساعدات الإنسانية”، مشيراً إلى أنه و”بعد مرور أربع وعشرين ساعة على بدء سريان الهدنة الروسية الأميركية، الأراضي السورية شهدت أعمال عنف، لكنها في الوقت ذاته انحسرت بشكل كبير”. وأضاف أنه “يعتين على النظام السوري السماح بدخول شاحنات المساعدات الإنسانية إلى حلب”.

 

“هيومن رايتس ووتش”: روسيا تتورّط بسورية وتتنصل من اللاجئين

نيويورك ــ العربي الجديد

قالت منظمة “هيومن رايتس ووتش” إنّ روسيا لا تفي بالتزاماتها تجاه اللاجئين السوريين، مشيرة إلى أنّ ما تقدمه موسكو “يكاد لا يُذكر”، فيما يتورط جيشها إلى حدّ كبير في سورية.

ولفتت المنظمة، في تقرير، اليوم الأربعاء، إلى “القصور الكبير” في نظام طلب اللجوء في روسيا، والذي يمنع أغلب طالبي اللجوء السوريين الذين وصلوا للأراضي الروسية، من الحصول على الحماية التي يستحقونها بموجب القانون الدولي.

 

وذكرت المنظمة أنّ روسيا لم تعرض منذ عام 2011 إعادة توطين لاجئين سوريين، وادّعى المسؤولون الروس بأنّ مسألة استقبال لاجئين سوريين في روسيا “ليست على الأجندة”.

 

وقال مدير برنامج اللاجئين في المنظمة بيل فريليك، إنّ “روسيا متورطة بقوة في النزاع السوري لكنها لم تفعل شيئاً يُذكر في مساعدة 11 مليون إنسان فقدوا ديارهم ومعاشهم نتيجة للنزاع. روسيا لديها الموارد لأن تفعل أكثر من ذلك، لكن لم تُظهر بعد أية بادرة على تحركات متناسبة مع قدراتها”.

 

ووفقاً “لتحليل حصص المساهمة العادلة” الصادر عن منظمة “أوكسفام” الخيرية الدولية، والذي يخص المساعدات السورية على مدار السنوات القليلة الماضية، فإنّ نصيب روسيا من عبء تمويل الأعمال الإنسانية هو في حدود 13 %، في الوقت الذي لا تساهم فيه إلا بـ 1 بالمائة من نصيبها العادل من المساهمات، وهي أدنى نسبة من بين 32 دولة مشمولة بالدراسة.

وبحسب “وكالة الهجرة الاتحادية الروسية”، فإنّ نحو 12 ألف سوري يتواجدون في روسيا اليوم، بينهم طلاب لديهم تأشيرات إقامة سارية أو أشخاص معهم تأشيرات عمل، وبينهم أيضاً من كانوا يعيشون في روسيا من قبل بدء الثورة، في حين أنّ سوريين اثنين فقط حصلا على وضع لاجئ منذ عام 2011، فيما حصل نحو 1300 آخرين على حماية لاجئين مؤقتة، وهي فئة حماية أدنى درجة.

 

وبحسب الوكالة أيضاً، فإنّ نحو 2000 سوري لديهم شكل من أشكال الإقامة القانونية في روسيا، فيما يعيش الآلاف غيرهم من دون تنظيم أوضاعهم.

 

في المقابل وثقت “هيومن رايتس ووتش” هجمات عسكرية نفذت في سورية بدعم روسي، وأدت إلى تعريض المدنيين للخطر.

 

وأوضحت المنظمة أنّ “القوات الروسية قامت بعمليات مشتركة مع قوات حكومية سورية بمهاجمة مستشفيات ومدارس، كما استخدمت ذخائر عنقودية وأسلحة حارقة، وهي أصناف من الأسلحة المحظورة دولياً، وهجمات عشوائية”.

 

وطالب التقرير روسيا بانتهاز فرصة اجتماعات القمة المقبلة للأمم المتحدة في 19 أيلول/ سبتمبر الحالي، حول أزمة اللاجئين العالمية للالتزام بتحمل نصيبها من المسؤولية، بما يتوافق مع قدراتها.

 

هل صلى الأسد في داريا فعلاً ؟؟

شكك ناشطون سوريون معارضون بصحة الفيديو الذي يصور رئيس النظام السوري بشار الأسد وهو يصلي صلاة العيد في مدينة داريا الاثنين، معتبرين الفيديو قديماً ونشر قبل يوم واحد من العيد عبر حساب قناة “الإخبارية السورية” الرسمية في “يوتيوب”.

 

ورفع الفيديو إلى “يوتيوب” بتاريخ 11 أيلول/سبتمبر، وهو ما فسره ناشطون موالون للنظام السوري بأنه اختلاف في التوقيت العالمي الذي يعتمده “يوتيوب” لا أكثر، معتبرين تلك الاتهامات غير منطقية، لسبب واحد هو عدم حاجة النظام السوري للفبركة بعد سيطرته على داريا بالكامل، إثر اتفاق إخلاء المدينة من سكانها مطلع الشهر الجاري.

 

من جهة أخرى، لفت ناشطون معارضون الأنظار لموقع مسجد سعد بن معاذ الذي صلى فيه الأسد، لكونه يقع على أطراف داريا بالقرب من مطار المزة العسكري، والتي يسيطر عليها النظام منذ عام 2013، معتبرين الموضوع ككل “حركة تمثيلية تافهة، الهدف منها أظهار البنايات وهي غير متضررة كثيرا والمسجد سليم. وطبعا يخافون دخول وسط داريا، ربما خوفاً من شهداء داريا في القبور!”.

 

وبغض النظر عن مصداقية الحدث، يثير فيديو وصور الأسد الأخيرة في داريا المدمرة تفاعلاً كبيراً عبر السوشيال ميديا، ليس من ناحية البكاء على المدينة وما حل بها، بل من ناحية استنكار “الطريقة التي يتشفى بها رموز النظام من المعارضين بطرق استفزازية”، تظهر مدى “الحقد” الذي يحمله النظام للشعب، وكيفية استخدام المناسبات الدينية لهذه الأغراض، والرسائل المختلفة التي يريد النظام إيصالها عموماً، والتي يظهر فيها “منتصراً” ضد المدينة الصغيرة التي استعصت عليه سنوات كثيرة، ليعتبرها كثير من السوريين “أيقونة للثورة السورية”.

 

وغرد أحدهم في “تويتر”: “لا العيد، ولا الهدنة منعا طاغية سوريا الجبان من قتل المدنيين العزل، بينما يستعرض بطولته بالصلاة على أطلال داريا التي أذلته طوال سنوات”، وكتب آخر: “حافظ الأسد لم يدخل حماة طوال حياته بعد تهجير نصف أهلها. بشار اسد دخل داريا بعد خمس سنوات لكن بعد تهجير كل أهلها”.

 

في ضوء ذلك، كتبت “شبكة الثورة السورية” في “فايسبوك”: هذه الصورة كلفت بشار الاسد وعصابته 10 آلاف برميل متفجر، وآلاف القتلى من الميليشيات المستوردة وفرق الموت الطائفية من العراق ولبنان وأفغانستان. هذه الصورة كلف تصويرها قتل و تهجير 500 ألف نسمة من بيوتهم، من داريا”، مضيفة أن نتائج فيديو الأسد في داريا “لم تزد السوريين إلا ازدراءً واحتقاراً لهم، و عزيمةً على المضي قدماً بأن تكون صلاته في المرة القادمة داخل إحدى المجارير المظلمة في المهاجرين بدمشق!”.

 

المعارضة ترفض الانتشار الروسي في الكاستللو..والمساعدات عالقة

خالد الخطيب

ساعات قليلة وتنتهي المرحلة الأولى من الهدنة الروسية-الأميركية والتي دخلت حيز التنفيذ عند السابعة من مساء الاثنين، والتي تستمر 48 ساعة قابلة للتجديد في حال نجاحها. وكانت الهدنة خلال ساعاتها الأولى هشة في حلب، ولم يدخل حتى الآن أي شحنة مساعدات إنسانية، كما هو مقرر في بنود الاتفاق.

 

وتبدو المعارضة الحلبية بمختلف فصائلها، وحتى “جبهة فتح الشام” المستثناة من الهدنة، ملتزمة بوقف إطلاق النار إلى حد ما، على الرغم من تحفظاتها بشأن بنود الاتفاق الذي اعتبرته فرصة جديدة لدعم النظام على حسابها.

 

ولم تكن الهدنة مثالية كما هو مأمول منها، بل تخللتها خروق منذ انطلاقتها، ففي حلب سُجل أكثر من 25 خرقاً لقوات النظام والمليشيات، والتي استهدفت بالمدفعية والرشاشات الثقيلة عدداً من جبهات القتال في ريف حلب الجنوبي، في القراصي وزيتان وخان طومان. كما شهد ريف حلب الشمالي خروقاً متكررة خلال الساعات الماضية، فاستهدفت قوات النظام والمليشيات مدن وبلدات بيانون وحيان وعندان وحريتان بالمدفعية الثقيلة والرشاشات. وقصفت قوات النظام مواقع المعارضة في حلب القديمة بعدد من القذائف المدفعية وكذلك استهدفت محيط الكليات العسكرية جنوب غربي حلب.

 

كما شهدت أجواء مناطق المعارضة في حلب وريفها تحليقاً جوياً من الطيران الروسي والمروحي التابع للنظام، ليل الثلاثاء/الأربعاء، وشنت المقاتلات الحربية غارات بالصواريخ الموجهة والرشاشات الثقيلة على طريق دمشق–حلب الدولي، وطال القصف الجوي أيضاً خان طومان وأطراف كفرناها في ريف حلب الغربي. ولم يُسجل خلال هذه الفترة مقتل مدنيين بفعل القصف، رغم وجود وفيات ناتجة عن اصابات سابقة بفعل القصف الجوي والمدفعي.

 

وعلى الأرض، نشرت روسيا كتيبة عسكرية مع عتادها الكامل، الثقيل والمتوسط، في منطقة الكاسللو شمالي حلب، وفي الوقت ذاته بقيت قوات النظام والمليشيات محافظة على مواقعها على جانبي الطريق وفي الملاح وأطراف الليرمون والخالدية، ولم تنسحب منها بعد تمركز القوات الروسية، في خرق جديد للاتفاق أيضاً. ففي اتفاق الهدنة، تفاصيل وإجراءات أمنية وضمانات على الأرض، لانتشار قوات النظام والمعارضة، والمسافة التي تفصل قوات الطرفين عن الطريق لحمايته. ولم يتحقق من هذه التفاصيل أي شيء على الأرض بعد.

 

القائد العسكري لـ”غرفة عمليات الراشدين” النقيب أمين ملحيس، قال لـ”المدن” إن الفيديو الذي بثه التلفزيون الروسي الرسمي حول استهداف طريق الكاسللو من قبل المعارضة، كاذب. وهو فيديو تمثيلي يهدف إلى تجريم المعارضة واتهامها بخرق الهدنة وبالتحديد في الممر الذي من المفترض أن تمر منه المساعدات الإنسانية. وأوضح ملحيس أن المعارضة ملتزمة بوقف إطلاق النار، لكن النظام والمليشيات وروسيا هم من يخرقون الهدنة في حلب.

 

وأبدى النقيب أمين تشاؤمه إزاء استمرار وقف إطلاق النار، وسريان الهدنة بالشكل الأمثل الذي أعلنت عنه الأطراف الراعية، واعتبر أمين أن الهدنة سوف تسير بعكس الاتجاه الإنساني الذي فرضت من أجله، أي لتعزيز سيطرة النظام بحلب، ومنح القوات الروسية شرعية نشر قواتها على الأرض من دون أي رقابة أممية.

 

وأشار النقيب أمين إلى أن التواجد الروسي الواضح شمالي حلب سيكون انطلاقة لمرحلة جديدة من الصراع المسلح، أكثر دموية، لأنه يركز على أهداف وخطط مستقبلية توسعية؛ فالقوات التي حطت رحالها في الكاستللو ليست مهمتها مراقبة سريان وقف إطلاق النار وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية كما هو معلن، بل تهدف لإكمال الطوق على المدينة وفصلها على الريف المُحرر، وتأمين مناطق النظام في حلب، والعمل على تقطيع أوصال غرب المدينة وريفها الممتد حتى إدلب.

 

وكانت قافلة مساعدات إنسانية تركية مؤلفة من ثلاثين شاحنة، قد دخلت الثلاثاء، معبر باب الهوى، وهي تنتظر إلى الآن، داخل الحدود السورية، ضمانات أمنية لتأمين وصولها إلى الأحياء الشرقية المحاصرة في حلب. وأبدى النظام رفضه إدخال أي مساعدات إنسانية إلى حلب المحاصرة، من أي جهة، وبالتحديد من تركيا، من دون التنسيق معه.

 

ورفض “المجلس المحلي لمدينة حلب المحررة”، وعدد من الفعاليات المدنية والإغاثية، أي انتشار لقوات روسية على طريق الكاستللو، باعتبارها طرفاً معادياً، ولا يحق لها أن تشرف على إدخال المساعدات، ولا يمكن ضمان حيادها. وقال المجلس المحلي في بيان، إنه “يثق بجميع الأطراف السورية من باب الهوى حتى ما قبل طريق الكاستللو، والمجلس المحلي يوافق على مجمل الخطة التي اقترحتها الهدنة لتوصيل المساعدات إلى حلب عن طريق الكاستللو، مع وجود بعض ملاحظات لا يمكن التنازل عنها مطلقاً”. وتحفظات المجلس هي عدم فك الأقفال إطلاقاً من الطرف المشرف على طريق الكاستللو، و”تسمية مجلس مدينة حلب كطرف مشرف على مراقبة عملية استلام الشحنات ومطابقتها لا الحكومة السورية”. كما تحفظ المجلس على وجود الطرف الروسي على الكاستللو، واعتبره “غير مقبول لعدم حياده”. وأكد على تضمين الشحنات المحروقات والأدوية والطحين والقمح، ومواد ومعدات أخرى لازمة للمدينة طلبها مجلس المدينة، ورفض تركها “في بند الاحتمال في فترة لاحقة”.

 

وعاشت الأحياء الشرقية المحاصرة في حلب حالة من الترقب خلال أيام العيد التي بدت هادئة نوعاً ما، ونزل الحلبيون إلى الشوارع والأسواق التي يباع فيها عدد من أنواع السلع الغذائية المخزنة والخضروات المزروعة محلياً في الحدائق المنزلية. وينتظر أكثر من 350 ألف شخص مساعدات إنسانية لم تدخل إليهم منذ تموز/يوليو، قبل فرض الحصار من قبل النظام على الأحياء الشرقية وإغلاق طريق الكاستللو.

 

من جانب آخر، أعلنت كتائب وألوية منضوية في “الجبهة الشامية” وعاملة في حلب المحاصرة، في بيان لها عزل قيادة “الجبهة”، وعزت القرار إلى تقصير القيادة وعدم فاعليتها في مشاريع جمع الفصائل وتوحيدها. وجاء ذلك بعد ساعات من قرار قيادة “الجبهة الشامية” بإقالة القائد العسكري لقطاع كرم الجبل في حلب أبو عبدالرحمن.

 

وردت المؤسسة الأمنية التابعة للجبهة، والعاملة في المدينة، ببيان تؤكد فيه ولاءها لقيادة الجبهة، وقامت القيادة العامة وعدد من الألوية والكتائب التابعة لها بالمثل، في بيان نشر الثلاثاء، وقالت فيه إنها تؤيد قرار قائد الجبهة حسام أبو ياسين، بخصوص قائد قطاع كرم الجبل، وأنهم ملتزمون بكامل توجيهات وقرارات الجبهة. وشهدت الجبهة خلال الأيام الماضية انشقاق “لواء أحرار سوريا” وسبقها بفترة قصيرة عدد من الكتائب التابعة لـ”ثوار الشام” بقيادة النقيب شاكردي التي احتجت على توزيع مواقع القيادة في الجبهة.

 

الاتفاق مع موسكو يعمق الخلافات في واشنطن

عمّق الاتفاق بين واشنطن وموسكو حول سوريا، الخلاف بين وزارة الخارجية الأميركية ووزارة الدفاع، إذ إن لدى وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر تحفظات شديدة على خطة استهداف لتنظيم “الدولة الإسلامية” و”جبهة فتح الشام” بغارات مشتركة بين الولايات المتحدة وروسيا.

 

وسلّطت صحيفة “نيويورك تايمز” الضوء على هذا الخلاف، وقالت إن كارتر كان من بين مسؤولين في الإدارة الأميركية، وقفوا ضد الاتفاق، خلال مؤتمر عبر الهاتف مع البيت الأبيض، الأسبوع الماضي. كما أن عدداً من المسؤولين في البنتاغون يعارضون تبادل المعلومات مع موسكو حول أهداف لـ”داعش” في سوريا، بحسب ما ينص الاتفاق، بعد انقضاء سبعة أيام من دون أعمال عنف.

 

وتسوق الصحيفة قرائن على عدم نجاح مهام كيري دوماً، فتقول إن أول مشروع كبير لإحياء محادثات السلام في الشرق الأوسط انهار قبل انقضاء السنة الأولى من تسلّم كيري لعمله، لكن خطته في سوريا تأخذ اندفاعة قوية جراء التوصل إلى اتفاق مع إيران حول برنامجها النووي. إلا أنه رغم ذلك، فإن الصفقة السورية أعقد بكثير، وهذه الحقائق اعترف بها كيري في وزارة الخارجية، الاثنين الماضي، لأن في الساحة السورية لاعبين آخرين خارج ثنائية واشنطن-موسكو، ولكل واحد من أولئك حصة.

 

ومع مرور أول يوم كامل من اتفاق وقف إطلاق النار، كانت الانتهاكات غير ملحوظة، لكن ترافق ذلك مع جو من انعدام الثقة العميق بين الأطراف في سوريا. وتتعزز تلك الشكوك مع عدم تلقي الأمم المتحدة تأكيدات على العبور الآمن لقوافل المساعدات، فضلاً عن عدم الحصول على الإذن المطلوب من الحكومة السورية لإدخال شحانات المساعدات، التي تصطف جنوب تركيا، على الحدود مع سوريا.

 

هذه الفجوة بين كيري وكارتر تعكس، بحسب “نيويورك تايمز”، حالة من الصراع لدى الرئيس الأميركي باراك أوباما لسياسته في سوريا، الذي فضّل “زيادة تصويب النار” سياسياً على أن تكون في الميدان، حيث قتل أكثر من 400 ألف شخص بحسب تقديرات الأمم المتحدة، وتشريد أكثر من ستة ملايين، ما أدى إلى اندلاع أزمة اللاجئين في أوروبا. ولكن في المقابل، فإن الحفاظ على أعداد كبيرة من القوات البرية الأميركية خارج سوريا، سمح لروسيا بمساحة لتضطلع بدور أكبر في سوريا، سواء في ساحة المعركة أو على طاولة المفاوضات.

 

وتتمحور مخاوف البنتاغون من أن يكشف تبادل المعلومات مع موسكو بشأن “فتح الشام” و”داعش”، خطة الولايات المتحدة الاستخباراتية في استهداف مواقع التنظيمين، ليس في سوريا فحسب، بل في مناطق أخرى وضد جهات أخرى، ما قد يحقق لموسكو فرصة لاستخدام تلك الميزات، وازدياد المواجهات في البحر والجو حول البلطيق وأوروبا.

 

وتعكس الصحيفة وجهة نظر الرافضين للاتفاق مع موسكو بشأن سوريا، بالقول إن التدخل العسكري الروسي لدعم الأسد كان في ظاهره لمحاربة “الدولة الإسلامية”، إلا أنه أيضاً كان لمحاربة الولايات المتحدة، من خلال ضرب القوات الروسية للثوار الذين تدعمهم واشنطن في سوريا. وقد دخلت أميركا في تنسيق النشاط العسكري مع موسكو في سوريا، إلا أن ذلك التنسيق ظلّ محدوداً واقتصر على تجنب الصدامات في الجو، من دون التطرق إلى وقف استهداف موسكو للثوار المدعومين من واشنطن.

 

غزو روسيا شبه جزيرة القرم، والحرب التي تلت ذلك على شرق أوكرانيا، دفعت إدارة أوباما إلى زيادة نشر الأسلحة الثقيلة والعربات المدرعة وغيرها من المعدات، في بلدان حلف شمال الأطلسي، في أوروبا الوسطى والشرقية، وهي خطوة قال مسؤولو الإدارة إنها تهدف إلى ردع روسيا. هذا العام، دوى صوت الطائرات الروسية فوق السفن الحربية الأميركية في بحر البلطيق. وقال مسؤولون في المخابرات الأميركية في تموز/يوليو، إنهم يعتقدون أن الحكومة الروسية كانت وراء سرقة رسائل البريد الإلكتروني والمستندات من “اللجنة الوطنية الديموقراطية”.

 

وختمت الصحيفة بالقول، إن مقياس حساسية الاتفاق، لأطراف في واشنطن ومجموعة واسعة من البلدان، ومجموعات المعارضة، أن وزارة الخارجية الأميركية تخفي نص الاتفاق مع الروس، ولم تفرج حتى عن ورقة تلخص وقائعه.

 

المساعدات الإنسانية على الحدود التركية بانتظار موافقة دمشق

دينا أبي صعب

انخفاض ملحوظ في مستوى العنف، بعد انقضاء الساعات الأربع والعشرين الأولى على دخول الاتفاق الروسي-الاميركي حيز التنفيذ، رأى فيه المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا مدخلاً لتمرير شاحنات المساعدات الإنسانية الى المناطق المحاصرة والمحتاجة، لكن يبدو أن العملية لن تتم بسهولة.

 

عشرون شاحنة جاهزة لعبور الحدود التركية، تنفيذاً لخطة وضعها مكتب عمل دي ميستورا، بمساعدة روسية، رسمت خط سير المساعدات، انطلاقاً من الحدود التركية، عبوراً بطريق الكاستللو، وصولاً الى حلب الشرقية بشكل أساسي، فيما تنطلق من دمشق عملية موازية تستهدف ايصال المساعدات الى حلب الغربية ومناطق أخرى.

 

المتحدث باسم مكتب تنسيق المساعدات الانسانية في الأمم المتحدة جينس لايرك، قال إن قوافل المساعدات وعمال الاغاثة “جاهزون لايصال المساعدات الى المناطق المحاصرة وصعبة الوصول، بما فيها حلب الشرقية حيث يقبع نحو 250 الى270 الف شخص لم تصلهم المساعدات منذ أوائل يوليو (تموز) الماضي، لكننا بحاجة ليعود السلام قبل الانطلاق، ونأمل ان تسمح اعادة العمل بوقف الاعمال العدائية بعبور المناطق بسهولة، نريد الوصول الى بيئة آمنة لا يتعرض فيها العاملون في المنظمات الانسانية لخطر الموت عند ايصال المساعدات”.

 

وكان المبعوث الدولي حذراً باختيار كلماته، عندما تحدث عن هذا الجانب خلال مؤتمره الصحافي، الثلاثاء، حيث قال إن “الحكومة السورية لم تمنح التصريحات بعد للسماح بدخول المساعدات الانسانية”،  لكنه عاد ليناقض نفسه في اجابة على سؤال للصحافيين بالقول “سنستخدم نظام UNMM الذي لا يستند إلى إذن مسبق من الحكومة السورية بحسب الاتفاق بين الروس والاميركيين”. وأضاف “الروس ناقشوا الموضوع مع الحكومة السورية، قوافل المساعدات ستختم بأختام الامم المتحدة ولن تنزع عنها الاختام إلا داخل حلب، وحينها نكتب تقريرنا النهائي عن مسار العملية الانسانية”.

 

وبقي المبعوث الدولي على مسافة من الجدل الحاصل بين إعلان تركيا عن نيتها إيصال المساعدات والقوافل التجارية الى شرق حلب، ورفض الخارجية السورية لهذه العملية برمتها، حيث قالت في بيان إنها لن تسمح بإدخال أي مساعدات إلى أي منطقة من دون التنسيق معها ومع الأمم المتحدة، ما دفع دي ميستورا إلى القول إنه يجب أن تكون المساعدات ممهورة بختم الأمم المتحدة، لأنها الطرف المسؤول عن هذه العملية ضمن الاتفاق الروسي-الأميركي.

 

لكن مصادر في جنيف، تعتبر أن تأخير إيصال المساعدات مرتبط بشكل أساسي بوقف هجمات “فتح الشام”، وبمدى “جدية الجانب الاميركي في استهداف هذا التنظيم”؛ هذه النقطة تخضع لتنامي حالة عدم الثقة المتبادلة بين الطرفين، خصوصاً أن روسيا تخشى تكرار هفوات قرار وقف الاعمال العدائية (27 شباط/فبراير الماضي)، حيث اتهمت أطرافاً في المعارضة، وجبهة النصرة بشكل خاص، آنذاك، باستغلال الهدنة لادخال أسلحة ومقاتلين عبر الحدود التركية. وتقول مصادر روسية في جنيف إن “نحو عشرة آلاف مقاتل، وأعتدة عسكرية متطورة، ومئة صاروخ مضاد للطائرات أدخلت خلال الهدنة الماضية الى شرق حلب”، وتشير هذه الاوساط الى ان روسيا تسعى لاستهداف “فتح الشام” بضربات روسية-أميركية مشتركة، ولدعم الاتفاق بين واشنطن وموسكو بقرار من مجلس الامن، يمنع “شرعنة هذا التنظيم او توسيعه الى حد يضمن بقاءه عائقاً في مواجهة الجيش السوري النظامي”.

 

ويبدو أن تثبيت وقف إطلاق النار ليس شرطاً لإدخال المساعدات فقط، بل عليه تبنى خطة العمل المستقبلية التي اقرها وزيرا الخارجية الاميركية جون كيري، والروسية سيرغي لافروف خلال محادثات جنيف (9 سبتمبر/أيلول)، وفيه أيضاً ربط دي ميستورا مسألة تحريك العملية السياسية، التي سيحدد موعدها بناء على متابعة عمل غرفة العمليات المشتركة الأميركية-الروسية في جنيف، واجتماعات مجلس الامن، والجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك في 21سبتمبر/أيلول، والمجموعة الدولية لدعم سوريا في23 من الشهر عينه.

 

داعش في القلمون الشرقي: تقاطع مصالح مع النظام

منير الربيع

دخول داعش يهدف إلى تهجير المدنيين

منذ بدأ الحديث الجدي عن دخول الاتفاق الاميركي الروسي حول سوريا حيز التنفيذ، كان تنظيم داعش يكثّف تحركاته العسكرية باتجاه القلمون الشرقي. في مصطلحات التنظيم، فإن منطقة القلمون تقع جنوبي دولته، أو المنطقة الجنوبية منها، وتمثّل أهمية كبرى بالنسبة إليه لجهة التوسّع في ظل الانكماش الذي يعيشه التنظيم في شمال سوريا. منذ أيام، والتنظيم يحشد في اتجاه المنطقة، وفيما يعتبر البعض أن الهدف هو السيطرة على البترا والجبل الشرقي وجبل الأفاعي، هناك من لديه نظرة أخرى تفيد بأن التنظيم يتقدم بلا أي استهداف من طائرات النظام أو الطيران الروسي أو الأميركي، لغاية أساسية هي دخول مناطق محيطة بدمشق، على أن يهجّرها من سكانها، كما فعل في غير منطقة.

 

أصحاب هذه النظرة يعتبرون أن التنظيم يريد دخول المناطق التي مازال المدنيون فيها، كالرحيبة والضمير، بهدف تهجير أهلها بذريعة محاربة الإرهاب. وقد يسعى إلى التقدم في اتجاه الغوطة للغاية نفسها. ويقول هؤلاء إن أحداً ممن يدعون محاربة التنظيم لم يوجه لعناصره وقواته أي طلقة خلال تنقلاته.

 

مازالت الاشتباكات في القلمون الشرقي مستمرة. بدأ التنظيم هجومه في جبل الأفاعي والمحسة، ومن اتجاه ريف حمص الشرقي. ويهدف من خلال ذلك إلى السيطرة على البترا، أولاً لأنها مليئة بالذخائر النوعية، وثانياً لأنها تؤثر على طرق استراتيجية مغلقة حالياً تصل الشمال السوري بالقلمون الشرقي. وهي طرق نوعية وسرية حربية خاصة بفصائل المعارضة، وفق أحد القادة الميدانيين.

 

ويقول المصدر إن “الأمور صعبة بالنسبة إلى الشرقي ما لم يتم فتح أعمال عسكرية ضخمة في تلك المنطقة”، لافتاً إلى أن ألوية السيف العمري في القلمون الشرقي هي من تسلم غرفة العمليات العسكرية ضد تنظيم داعش، وتسعى إلى توحيد الجهود مع مختلف الفصائل.

 

استطاعت الفصائل امتصاص الصدمة، وعملت على التصدي لهجمات متتالية، وتمكنت من استعادة السيطرة على مواقع سقطت في الهجوم الأول. وعملت على تشكيل غرفة عمليات تضم الجميع.

 

وتلفت المصادر إلى أن التنظيم يكثف من استخدام أسلوب المفخخات في هجماته بهدف بث الرعب في صفوف المعارضين وبسبب فتح ثغرات للتقدم في بعض المواقع. لكن المساعي التي تبذلها الفصائل تُفشل هذا الأسلوب، وفق المصادر، عبر اكتشاف العربات واطلاق النار عليها أو على سائقيها قبل بلوغ الأهداف.

 

وتضع مصادر معارضة الهجوم الذي تشنّه داعش على تلك المنطقة في إطار تقاطع المصالح مع النظام السوري والأطراف الحليفة له، وسط غض طرف دولي روسي واميركي عن تحركات التنظيم في تلك المنطقة. وتسأل المصادر لماذا لا يهاجم التنظيم مناطق إشتباك النظام والمعارضة أثناء المعارك، أو في فترات التفاوض والهدن، معتبرة أن الهدف من ذلك هو تقوية ورقة النظام بذريعة التصدي للإرهاب، واستمرار عمليات القصف بحجة محاربة التنظيم، كما تسقط ورقة إيقاف سلاح الجو، بهدف استمرار الفرز في تلك المنطقة المحيطة بالعاصمة.

 

«قبول مشروط» للهدنة بـ48 ساعة.. والهدوء يسود جبهات سوريا

كارولين عاكوم

استمرت المباحثات والاجتماعات المكثفة بين أطراف المعارضة السياسية والعسكرية حتى الساعات الأخيرة التي سبقت موعد سريان الهدنة في سوريا عند الساعة السابعة من مساء أمس، قبل أن يعلن مصدر في المعارضة موافقة الفصائل عليها مع بعض التحفظات على بنودها، وذلك بعد اجتماع طارئ لقادتها عقد بعد الظهر.

 

ووصف مصدر بارز في «الهيئة العليا التفاوضية» الوضع بـ«المعقد»، قائلا لـ«الشرق الأوسط»: «نعيش حالة ترقب في ظل غياب أي مؤشرات على إمكانية التزام النظام وروسيا بها، واستمرار القصف طوال ساعات اليوم (أمس)، إضافة إلى غموض في تفاصيل الاتفاق»، مشيرا إلى أن الفصائل ستمنح الهدنة فترة يومين لمعرفة مدى تجاوب الطرف الآخر والتزامه بها، مع احتفاظها بحق الردّ، وبعد ذلك يبنى على الشيء مقتضاه.

 

من جهته، أكد الائتلاف الوطني تعامله معها بشكل إيجابي مطالبا بآليات لمراقبتها. وقال في بيان له: «إن الجيش الحر وفصائل الثورة ستتعامل بإيجابية مع الهدنة وهي تملك حق الدفاع عن الشعب والثورة في حال قيام النظام وحلفائه بأي عدوان، وستعتبرها أعمالا مناقضة للاتفاق تستوجب الرد».

 

وساد الهدوء معظم الجبهات في سوريا خلال الساعة الأولى لبدء الهدنة، بحسب ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، وأعلنت روسيا أن وقف إطلاق النار سيشمل جميع الأراضي السورية، إلا أنها، بحسب المسؤول العسكري الروسي سيرغي رودسكوي، ستستمر في ضرب «أهداف إرهابية»، في حين قال النظام السوري إنه سيلتزم بها 7 أيام وسيحتفظ لنفسه بحق الرد على الخروقات.

 

وكانت الهيئة العليا للمفاوضات قد طالبت صباح أمس، بضمانات حول تطبيقه مشككة بالتزام النظام، فيما رحّبت وحدات حماية الشعب الكردية به مؤكدة التزامها بوقف الأعمال العدائية.

 

ونحو الساعة السادسة من مساء أمس، أي قبل موعد بدء الهدنة بساعة واحدة، قال مصدر لوكالة «رويترز» إن الفصائل المعارضة الرئيسية اتخذت قرار الالتزام بالهدنة رغم التحفظات الشديدة والملاحظات المتعلقة بالاتفاق. وذكر المصدر أنه جرى إبلاغ الولايات المتحدة بالموافقة بالفعل.

 

وأشار المصدر إلى أن البيان سيحظى بدعم الجماعات الأكبر، وبينها أحرار الشام وهي الجماعة المتشددة التي انتقدت الاتفاق علانية. وأضاف أن «استهداف جبهة فتح الشام ومعاملتها بطريقة مختلفة عن الجماعات الشيعية المدعومة من إيران، والضغط علينا، وتوقع أننا سنقبل بحزمة تتضمن قصف (فتح الشام)، سيخلق مشكلات داخلية كثيرة، وهذا يحدث بالفعل على الأرض وهناك كثير من التوتر».

 

وشدّد: «نريد استبعاد أي احتمال لمواجهة داخلية، بالقول بوضوح، بأننا لا نوافق أو ندعم فكرة استهداف (فتح الشام)، لأن الجانب الآخر لديه جماعات ينطبق عليها التصنيف ذاته، لكنها تتحرك بحرية وبغطاء داخل سوريا».

 

وأكد أن الجماعات المسلحة ستواصل العمل مع (جبهة فتح الشام) لأنه من المستحيل فصل القوات التي تحارب جنبا إلى جنب. وقال: «من وجهة نظرنا هذا هو النشاط المعتاد ولم يتضح بعد كيف ستتعاون الولايات المتحدة وروسيا في استهداف الجماعات المحظورة».

 

وأكّد أسامة أبو زيد، المستشار القانوني للجيش الحر، أنه حتى قبل وقت قصير من بدء موعد الهدنة، كانت المعارضة مستمرة في معاركها، ولم يكن هناك أي قرار لقادة الجبهات بالاستمرار أو التوقف عن القتال. وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «لا شك أن الجميع يعيش حالة ترقّب لا سيما لناحية مدى التزام النظام وروسيا بالهدنة، مع التأكيد أن الفصائل متفقة على أهمية إيصال المساعدات إلى المناطق المحاصرة، وبالتالي فإن أي قرار سنأخذه سيكون الأولوية فيه هو لإيصال المساعدات، وهو الموضوع الذي أخذ حيزا كبيرا من المباحثات وكان السبب الرئيسي في عدم التعامل بسلبية شاملة مع الاتفاق والتمهل قبل إصدار أي قرار حاسم». ولفت أبو زيد إلى تحفظات المعارضة التي ترتكز بشكل أساسي على صعوبة فصل مناطق «جبهة فتح الشام» عن فصائل المعارضة، إضافة إلى تجاهل الفصائل الأجنبية التي تقاتل إلى جانب النظام، ومحاولة العمل على التغيير الديموغرافي في حلب. وأضاف: «كذلك علينا معرفة الجهة التي ستملأ الفراغ مكان (فتح الشام) التي نص الاتفاق على استهدافها، وهو الأمر الذي سيستفيد منه النظام، إضافة إلى المعايير التي اتبعت لتكون موضع استهداف إلى جانب (داعش)، علما بأنه لم يتم إعادة تصنيفها بعد إعلان انفصالها عن (القاعدة)، وهذا التصنيف يجب أن يكون بناء على قرار من مجلس الأمن وهو ما لم يحدث».

 

وقال المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات، سالم المسلط، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «رد الهيئة العليا للمفاوضات مبني على المشاورات مع المكونات السياسية وفصائل الجيش الحر».

 

وأضاف: «نريد أن نعرف الضمانات، وآلية تطبيق هذه الاتفاقية، ما التصنيف الذي تم اعتماده بالنسبة للإرهاب، وما الرد على المخالفات؟». وشكك في التزام النظام السوري بالاتفاق، مشيرا إلى أن النظام وحليفته موسكو يعتبران «جميع فصائل الجيش الحر إرهابا».

 

وقال: «لا خلاف على (داعش)، والتشدد مرفوض أيضا في سوريا. ولكن المشكلة في أن تعتبر فصائل مقاومة إرهابية، أنا أتحدث عن فصائل معتدلة، فيما تستثنى الفصائل الإيرانية و(حزب الله) المصنف إرهابيا على قائمة الإرهاب الأميركية».

 

وبموجب الاتفاق، يمتنع النظام السوري، الذي أعلن التزامه في الاتفاق، عن القيام بأي أعمال قتالية في المناطق التي تتواجد فيها المعارضة المعتدلة، التي سيتم تحديدها بدقة وفصلها عن المناطق التي تتواجد فيها «جبهة فتح الشام».

 

كما ينص على وقف كل عمليات القصف الجوي التي يقوم بها النظام في مناطق أساسية سيتم تحديدها، ووقف، خصوصا، القصف بالبراميل المتفجرة واستهداف المدنيين. فيما تلتزم المعارضة باتفاق وقف الأعمال القتالية. ويمتنع الطرفان عن شن هجمات وعن محاولة إحراز تقدم على الأرض. ومن أبرز نقاط الاتفاق إدخال مساعدات إنسانية إلى المناطق المحاصرة التي يصعب الوصول إليها، بما فيها حلب.

 

وبعد مرور سبعة أيام على تطبيق وقف الأعمال القتالية وتكثيف إيصال المساعدات، تبدأ الولايات المتحدة بالتنسيق مع الروس تنفيذ ضربات جوية مشتركة ضد «جبهة فتح الشام» وتنظيم داعش.

 

مع العلم، أن نائب الأمين العام لـ«حركة أحرار الشام»، علي العمر، كان قد أعلن أن الاتفاق «لا يحقق أدنى أهداف شعبنا الثائر وهو ضياع لكل تضحياته ومكتسباته، وهو توافق يسهم في تثبيت النظام وتطويق الثورة أمنيا وعسكريا»، مشيرا إلى رفض الحركة للبند الذي تتعهد بموجبه واشنطن بإقناع فصائل المعارضة بفك تحالفها مع «جبهة فتح الشام». وبعد ساعات على إعلان العمر، عاد المتحدث باسم «أحرار الشام» أحمد قره علي، ليؤكد لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، أن «الحركة لم تتخذ موقفا من الاتفاق، وسيَصدر بيان يوضح الموقف بشكل كامل، والمشاورات مستمرة مع الفصائل الأخرى». وتوصلت الولايات المتحدة وروسيا إلى اتفاق لوقف النار في سوريا نهاية فبراير (شباط) الماضي سقط بعد شهرين على بدء تطبيقه. واعتبر استثناء «جبهة النصرة» من الاتفاق السابق أحد أهم أسباب عدم نجاحه نتيجة تحالفها مع فصائل أخرى.

 

النظام يخرق الهدنة بأرياف دمشق وحلب والقنيطرة  

سجلت اليوم خروقات في أرياف العديد من المحافظات السورية في ثالث أيام الهدنة التي أبرمت بين واشنطن وموسكو، وتمثلت الخروقات في قصف لقوات النظام على المعارضة وأحياء سكنية في مناطق متفرقة من البلاد.

وقال مراسل الجزيرة إن قوات النظام السوري قصفت أطراف مدينة عربين في الغوطة الشرقية بريف دمشق ومنطقة تل كردي القريبة من دوما، وأضاف أن قوات النظام فتحت نيران رشاشاتها الثقيلة والمتوسطة على مواقع تابعة للمعارضة المسلحة في منطقة المرج شرقي الغوطة.

 

وأفاد مراسل الجزيرة بأن مواقع لجيش الفتح التابع للمعارضة في الراموسة جنوبي حلب تعرضت لقصف مدفعي من قوات النظام، كما شنت طائراته غارات استهدفت بلدة كفرناها في ريفها.

 

وفي ريف إدلب (شمال غرب) المجاور لريف حلب، قال مراسل الجزيرة إن أشخاصا أصيبوا بجروح في قصف لطائرات النظام على الأحياء السكنية في بلدة معردبسي التي تسيطر عليها المعارضة في محيط سراقب، وأضاف المراسل أن القصف أسفر أيضا عن دمار لحق بالممتلكات والمنازل.

 

وهذا هو الخرق الثاني للهدنة في إدلب وريفها من النظام منذ سريانها قبل ثلاثة أيام، ويفترض أن تستمر سبعة أيام.

ريف القنيطرة

وفي ريف القنيطرة الشمالي (جنوب غرب)، استهدف النظام السوري قريتي جباتا الخشب وطرنجة وتلة الحميرية، وأضاف مراسل الجزيرة أن المنطقة شهدت استقدام النظام لتعزيزات في محاولة منه لاستعادة التلة التي سيطرت عليها المعارضة قبل دخول الهدنة حيز التنفيذ.

 

ويشهد ريف القنيطرة المتاخم للجولان السوري المحتل معارك محتدمة بين النظام والمعارضة. وكانت فصائل -بينها حركة أحرار الشام وجبهة فتح الشام ومجموعات من الجيش السوري الحر- قد أطلقت قبل أيام معركة “قادسية الجنوبية” سعيا منها لربط مناطق سيطرتها في القنيطرة بريف دمشق الغربي المحاصر.

 

من جهة أخرى، قال مراسل الجزيرة إن عناصر من قوات النظام تسللت بعمق نحو كيلومتر واحد باتجاه مدينة داعل بريف درعا، وذلك في إطار محاولة قوات النظام التقدم باتجاه طريق دمشق درعا القديم، وأضاف المراسل إن قوات النظام باشرت بعد ذلك بناء سواتر ترابية على طول جبهة القتال في محيط مدينة داعل من الجهة الشرقية.

 

كما استهدفت قوات النظام المتمركزة في مطار الثعلة بريف السويداء (جنوب غرب) بالقصف المدفعي أطراف بلدة أم ولد ومحيط تل الشيخ حسن في ريف درعا الشرقي، وأضاف المراسل أن قصفا آخر لقوات النظام بالمدفعية أيضا استهدف محيط بلدة عقربا في ريف درعا الشمالي.

 

وذكرت وكالة أنترفاكس الروسية نقلا عن مصادر عسكرية أن القوات الروسية صدت هجوما لتنظيم الدولة على مدينة تدمر وسط سوريا.

 

وكانت روسيا قالت في وقت سابق إن نظام الهدنة الحالي في سوريا هش للغاية، وإن المهمة الرئيسية هي الفصل بين المعارضة المعتدلة والمجموعات التي وصفتها بالإرهابية, ولا يمكن مواصلة التقدم دون ذلك.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2016

 

روسيا تدعو لتمديد الهدنة بسوريا 48 ساعة أخرى

العربية.نت ووكالات

أفادت وكالة انترفاكس نقلا عن جنرال بالجيش الروسي بأن موسكو تؤيد تمديد وقف إطلاق النار في سوريا 48 ساعة أخرى.

وأعلن الجيش الروسي أنه قصف أمس الثلاثاء مواقع لتنظيم داعش شمال تدمر.

فيما قال فيكتور بوزنيخير المسؤول العسكري الروسي لوكالات أنباء روسية إن رئيس مركز مراقبة وقف إطلاق النار التابع لروسيا في سوريا سيبحث مع نظيره في منشأة أميركية في الأردن اليوم تمديد وقف إطلاق النار في سوريا.

ونقلت الوكالات عنه القول إن الرجلين سيبحثان تنفيذ واشنطن لما يخصها من الاتفاق الذي توسطت فيه الولايات المتحدة وروسيا بشأن الهدنة.

وكان الكرملين قد أعلن صباح الأربعاء، أن الهدنة في سوريا هشة لكنها تمنح الأمل في الوصول إلى حل سلمي للصراع.

وأضاف الهدف الرئيسي من الهدنة هو فصل المعارضة المعتدلة عن “الجماعات الإرهابية”.

من جهته، قال السياسي السوري المعارض جورج صبرا اليوم الأربعاء إنه لا يثق كثيرا في أن الهدنة التي توسطت فيها روسيا والولايات المتحدة ستصمد لفترة أطول من هدنة سابقة حدت من القتال في سوريا مؤقتا هذا العام.

وقال صبرا لـ”رويترز” في مقابلة عبر الهاتف “ليس هناك كبير ثقة بأن هذه الهدنة يمكن أن تصمد أكثر من سابقتها.” وأضاف أن إصرار النظام على التحكم في مسألة المساعدات يعرقل إدخالها إلى حلب بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.

وأضاف أنه من السابق لأوانه الحديث عن أي استئناف لمحادثات السلام وأن الأمر يتوقف على تنفيذ البنود الإنسانية في قرار وافقت عليه الأمم المتحدة العام الماضي.

 

سوريا.. دي ميستورا يحمل النظام مسؤولية تأخر المساعدات

دبي – قناة العربية

صمد اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا مع البدء باستعدادات أممية لإغاثة المناطق المحاصرة وسط شكوك حول نوايا روسيا التي عمدت إلى إقامة نقطة مراقبة على طريق الكاستيلو، المعبر الوحيد لإدخال المساعدات إلى حلب.

وعلى الرغم من بعض التقارير عن أعمال عنف متفرقة فإن الاتفاق ككل يبدو أنه صامد، ومستوى العنف أقل مقارنة مع الأيام والأسابيع السابقة، وكما قلت فإننا توقعنا مثل هذه البداية المتفاوتة لوقف الأعمال العدائية، وبدأت تطفو على السطح إشكالية أخرى وتهدد معها اتفاق الهدنة.

 

فتأخر دخول المساعدات إلى المناطق المحاصرة في حلب رغم جاهزيتها، أرجعه المبعوث الأممي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، إلى رفض النظام إعطاء تصريحات لقوافل الإغاثة بالعبور.

وسارعت روسيا إلى إنشاء نقطة مراقبة متنقلة على طريق الكاستيلو، نقطة التفتيش هذه تأتي لضمان خلو المحور الأساسي لدخول المساعدات من السلاح وفقا للاتفاق الروسي الأميركي. خطوة سرعان ما لاقت انتقادات واسعة وتشكيكا من المعارضة في نوايا موسكو.

من جانبه، طالب المجلس المحلي للمناطق التي تسيطر عليها المعارضة في حلب، بأن يكون هو المشرف الوحيد على استقبال المساعدات وليس النظام السوري وحلفاؤه.

 

الجيش السوري مستعد للانسحاب من الكاستيلو .. بشرط

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قال الجيش الروسي، الأربعاء، إن الجيش السوري مستعد للانسحاب المرحلي من طريق الكاستيلو في حلب، ولفت جنرال روسي إلى أن مقاتلات بلاده أحبطت هجوما لتنظيم داعش الإرهابي قرب حمص.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن الجيش الروسي، إن الجيش السوري مستعد لتنفيذ انسحاب مرحلي متزامن مع انسحاب قوات المعارضة من طريق الكاستيلو القريب من حلب في التاسعة من صباح الخميس، وفق وكالة “رويترز”.

 

وكانت اتفاق الهدنة الذي توصلت إليه روسيا وأميركا الجمعة الماضية، ينص على نزع السلاح على طريق الكاستيلو شمالي حلب.

 

وتهدف هذه الخطوة إلى فتح الطريق أمام إيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين في المناطق المحاصرة بحلب.

 

تمديد الهدنة

 

وفي السياق، قال الجنرال في هيئة الأركان الروسية فيكتور بوزنيخير أن بلاده تؤيد تمديد العمل بالهدنة في سوريا 48 ساعة، التي تنتهي مساء اليوم الأربعاء.

 

وأضاف أن الفصائل السورية المعارضة خرقت الهدنة 60 مرة في الساعات الـ48 الماضية، لافتا إلى أن معظم هذه الخروق ارتكبتها جماعة “أحرار الشام”.

 

وأشار إلى أن الجيش الروسي أحبط هجوما لداعش قرب مدينة تدمر التاريخية بمحافظة حمص وسط سوريا، موضحا أن الطيران الروسي قصف مجموعة من مقاتلي التنظيم كانوا يستعدون لشن هجوم على المدينة.

 

وأضاف بوزنيخير أن القوات الروسية قتلت 250 مسلحا ودمرت نحو 15 سيارة نقل صغيرة محملة بالمدافع الرشاشة والمدافع المضادة للطائرات.

 

وكان الجيش الروسي قد أعلن الثلاثاء أن وقف إطلاق النار في سوريا يشهد تماسكا رغم الخروق التي اتهمت المعارضة السورية بارتكابها، لكن الأخيرة اتهمت قوات الحكومة بخرق الهدنة خصوصا في حلب.

 

مرصد: النظام وروسيا “يعمدان تدمير المراكز الحيوية في سورية

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 14 سبتمبر 2016

روما-اتّهم مرصد حقوقي سوري قوات النظام والقوات الروسية الحليف لها بـ”تعمّد استهداف المنشآت الحيوية”، في المناطق التي تُسيطر عليها المعارضة السورية، وأشارت إلى أن هذين الطرفين كانا السبب الأساسي بدمار البنى التحتية السورية وتخريب المنشآت العامة.

 

ووثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، المحسوبة على المعارضة، “وجود 128 اعتداءً وتدميراً لمنشأة حيوية مدنية سورية خلال شهر آب/ أغسطس الماضي وحده، كان النظام وروسيا السبب في 114 اعتداء منها، أي ما نسبته 90% من الحالات تقريباً”.

وفصّلت الشبكة، التي تعني بتوثيق الانتهاكات وجرائم الحرب في سورية، هذه الاعتداءات على المراكز الحيوية، وقالت إن “النظام قصف 52 مركزاً حيوياً، فيما قصف سلاح الطيران الروسي 62 مركزاً، وتسبب تنظيم الدولة الإسلامية بتدمير أربعة مراكز، فيما كان من حصة فصائل المعارضة المسلحة ثلاثة، وقوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة واحداً”.

وذكرت الشبكة وقوع 38 استهداف للبنى التحتية، كالمستشفيات والمدارس والمؤسسات الحكومية والمساجد والأسواق وغيرها، من بينها 25 لمراكز تربوية و9 لمساجد و32 لمراكز طبية ومستشفيات، و5 لمخيمات لاجئين و17 لمجمعات سكنية”.

 

وذكرت الشبكة أن النظام السوري والقوات الروسية الحليفة له، يقومان بـ”قصف وتدمير مُمنهج للبنى التحتية السورية، وللمنشآات والمراكز الحيوية، من اجل إفشال أي نموذج يقدم بديلاً عن النظام”، وهو الأمر الذي يتسبب بموجات نزوح من المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية إلى مناطق سيطرة النظام.

وأشارت في هذا السياق إلى “قيام الطيران السوري بإلقاء أكثر من 12 ألف برميل متفجر خلال فترة الـ 12 شهراً الماضية، من بينها 1379 برميلاً في شهر آب/أغسطس وحده، تسببت خلال هذا الشهر بمقتل 111 مدنياً نحو نصفهم من الأطفال والنساء، مكذّباً التصريحات والتقارير الروسية التي تؤكد توقف النظام عن استخدام البراميل المتفجرة المحظورة والتي تتسبب بجرائم حرب ضد المدنيين”.

 

وطالبت الشبكة بـ”فرض حظر على توريد السلاح إلى النظام السوري، وتوقف روسيا عن دعمه بغاراتها، وتفعيل القرارات الصادرة عن مجلس الأمن، وتحويل جرائم النظام إلى محكمة الجنايات الدولية”.

 

المرصد السوري لم يرصد وفيات في أول 48 ساعة من الهدنة

بيروت (رويترز) – قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنه لم يسجل حالة وفاة واحدة لمدنيين أو مقاتلين جراء القتال في الساعات الثماني والأربعين الأولى من وقف إطلاق النار في سوريا الذي بدأ العمل به ليل الاثنين.

 

والهدنة التي توسطت فيها روسيا والولايات المتحدة هي ثاني محاولة هذا العام لوقف الحرب الأهلية المستمرة منذ خمسة أعوام في سوريا.

 

وروسيا داعم رئيسي للرئيس السوري بشار الأسد بينما تدعم الولايات المتحدة بعض الجماعات المعارضة التي تسعى للإطاحة به.

 

(إعداد سيف الدين حمدان للنشرة العربية- تحرير أحمد حسن)

 

لافروف لكيري: على أمريكا فعل المزيد لدعم وقف إطلاق النار في سوريا

موسكو (رويترز) – قالت وزارة الخارجية الروسية إن روسيا دعت الولايات المتحدة يوم الأربعاء للوفاء بتعهدها بإبعاد مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة “تحت وصاية واشنطن” عن جبهة فتح الشام التي كانت تعرف باسم جبهة النصرة وغيرها من الجماعات.

 

وقالت الوزارة في بيان إن هذا الطلب جاء على لسان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف خلال اتصال هاتفي مع نظيره الأمريكي جون كيري.

 

وتابعت الوزارة القول إن لافروف وكيري بحثا أيضا مقاتلة جبهة فتح الشام وتنظيم الدولة الإسلامية بصورة مشتركة.

 

(إعداد سيف الدين حمدان للنشرة العربية- تحرير أحمد حسن)

 

شاحنات المساعدات المتجهة لسوريا تنتظر في منطقة الحدود التركية

من عثمان أورسال وجون ديفيسون

جيلفيجوزو (تركيا)/بيروت (رويترز) – تنتظر قافلتان من المساعدات عبرتا الحدود التركية متجهتين إلى سوريا في المنطقة الفاصلة بين حدود البلدين للحصول على تصريح بالتحرك صوب حلب يوم الأربعاء. يأتي ذلك بينما أدت الخلافات بين الطرفين المتحاربين إلى تأخير تسليم المعونات لليوم الثالث من تطبيق وقف إطلاق النار.

 

وعبرت القافلتان اللتان تضم كل منهما نحو 20 شاحنة محملة بالأغذية والطحين إلى الأراضي السورية يوم الثلاثاء قادمتين من بلدة جيلفيجوزو الحدودية التركية التي تبعد نحو 40 كيلومترا غربي حلب ولكنهما لم تتمكنا من التقدم كثيرا بعد تجاوزهما النقطة الحدودية التركية.

 

وهذا التأخير مؤشر على المصاعب التي تعتري وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة وروسيا يوم الجمعة. وتأمل واشنطن أن يحيي الاتفاق محادثات السلام الرامية لإنهاء الحرب الأهلية متعددة الأطراف في سوريا.

 

واستقطب الصراع قوى إقليمية ودولية وتسبب في أزمة لاجئين في الشرق الأوسط وأوروبا وأسهم في إحياء حركة إسلامية دولية متشددة وأثار موجة من الهجمات في مختلف أنحاء العالم.

 

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن ما يزيد كثيرا عن نصف مليون شخص يعيشون تحت الحصار في سوريا التي أدى الصراع فيها إلى مقتل مئات الآلاف وتشريد أكثر من 11 مليونا.

 

وصدرت يوم الأربعاء عن موسكو وواشنطن تصريحات إيجابية بشأن الاتفاق حيث قال الكرملين إنه يزيد الآمال بالتوصل إلى حل سلمي للأزمة بينما قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن الاتفاق هو “آخر فرصة” للإبقاء على وحدة سوريا.

 

لكن جورج صبرا المسؤول في المعارضة السورية قال إن العدد الكبير للانتهاكات التي شهدتها الهدنة السابقة قوض الثقة في الاتفاق وإن من السابق لأوانه كثيرا الحديث عن استئناف محادثات السلام التي توقفت في أبريل نيسان.

 

وتابع في حديث مع رويترز أن “ما يعانيه هذا الاتفاق للحقيقة هو عدم وجود آليات عمل لتنفيذه على الأرض” وافتقاره لأي نظام لمعاقبة منتهكيه. واتهم الحكومة وحلفاءها بارتكاب انتهاكات صغيرة بهدف تعطيل الأهداف الأخرى للهدنة مثل إيصال المعونات اللازمة للمناطق المحاصرة.

 

وفي الوقت نفسه اتهم الجيش السوري المعارضين بارتكاب انتهاكات عديدة منذ تطبيق وقف إطلاق النار.

 

ومنذ بدء العمل باتفاق وقف إطلاق النار يوم الاثنين بعد وساطة أمريكية وروسية كان الهدف الأول للمجتمع الدولي هو إيصال المساعدات إلى حلب التي شهدت أشرس المعارك في الشهور الأخيرة وهي مقسمة إلى قطاعات تسيطر عليها الحكومة والمعارضون.

 

وفي وقت سابق هذا الشهر قام الجيش السوري بمساعدة القوة الجوية الروسية والفصائل الشيعية بتجديد حصاره لشرق حلب الذي تسيطر عليه المعارضة. ويعيش فيه 250 ألف شخص على الأقل. وإذا ما تمكنت القوات الحكومية من انتزاع تلك السيطرة على المنطقة من المعارضة فستكون تلك دفعة كبيرة لجهود الرئيس السوري بشار الأسد.

 

وقال ديفيد سوانسون المتحدث باسم مكتب تنسيق شؤون المساعدات الإنسانية لرويترز “الأمور تستغرق وقتا أطول مما كنا نرجوه.” وأضاف أن شاحنات الأمم المتحدة العشرين الموجودة على الحدود “مستعدة للتحرك”.

 

وقال سوانسون إن الخلافات بين الطرفين المتحاربين تعوق إيصال المساعدات إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة بشرق حلب.

 

وأضاف “بعض الجماعات تسعى للحصول على مكاسب سياسية من هذا.. وهذا شيء نريد استبعاده.”

 

وقال مسؤول ثان في الأمم المتحدة إن تسليم المساعدات إلى حلب يستلزم المرور بعدد كبير من نقاط التفتيش التي تديرها قوات تابعة للمعارضة وأخرى للحكومة السورية وإنه ما زالت هناك حالة من عدم اليقين بشأن ما إذا كانت المعونة ستمر بسلام منها.

 

لكن المسؤول المعارض صبرا حمل دمشق المسؤولية قائلا إن إصرار الحكومة على السيطرة على المساعدة يعرقل تسليمها لحلب بمقتضى الاتفاق.

 

وقالت الحكومة السورية إنها سترفض تسليم أي مساعدات للمدينة لا يتم التنسيق فيها معها ومع الأمم المتحدة وخصوصا المساعدات القادمة من تركيا التي تدعم المعارضين الذين يقاتلون حكومة الرئيس بشار الأسد.

 

وتقول الأمم المتحدة إنه يتعين عليها الحصول على تصريح من دمشق من أجل دخول معظم المساعدات. وكانت الأمم المتحدة قد انتقدت مرارا الحكومة السورية لفرضها قيودا على وصول المساعدات لاسيما في المناطق المحاصرة ولاستبعادها مواد حيوية من قوافل المساعدات.

 

ونتيجة لذلك يسلم الجزء الأكبر من الإمدادات إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة عبر نقاط حدودية يسيطر عليها المعارضون تحاشيا لوجوب الحصول على موافقة الحكومة.

 

ويسمح ذلك للأمم المتحدة بجلب إمدادات على الرغم من وجود قيود سياسية. لكن ذلك يعرضها لخطر أكبر وفي الوقت نفسه لا يعالج معاناة الذين لا يمكن الوصول إليهم. وهم موجودون في مناطق واقعة تحت حصار شديد تسعى الأمم المتحدة للوصول إليها من خلال الهدنة.

 

وأدى وقف إطلاق النار إلى تقليل المعارك في مختلف أنحاء البلاد بين القوات الحكومية السورية والمعارضين. لكن هدنة مماثلة أبرمت في فبراير شباط انهارت تدريجيا وتصاعدت حدة العنف إلى مستويات شديدة ولا سيما حول حلب.

 

وقال ستافان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا يوم الثلاثاء إن الأمم المتحدة ما زالت تنتظر أن تصدر دمشق رسائل تسمح بتسليم المساعدات.

 

وقال مسؤول تركي إنه ليس من المتوقع أن تعبر مزيد من الشاحنات الحدود يوم الأربعاء قبل أن يتضح الموقف.

 

وقال سوانسون إن الأمم المتحدة مستعدة أيضا لتسليم المساعدات “إلى مواقع أخرى محاصرة يصعب الوصول إليها… ولكن ذلك لن يجري قبل أن يصير الوصول إليها ممكنا.”

 

(إعداد سيف الدين حمدان للنشرة العربية- تحرير أحمد حسن)

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى