أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأربعاء 14 حزيران 2017

القوات النظامية تريد حماية «خطوط الإمداد» في البادية

لندن، واشنطن، موسكو – «الحياة»

واصلت القوات النظامية السورية وميليشيات حليفة هجومها الواسع في البادية السورية بعدما وصلت قبل أيام إلى الحدود العراقية. وأفيد بأن جزءاً من القوات المشاركة في هجوم البادية تقدم شرق مدينة تدمر للوصول إلى بلدة آرك وتقليص المسافة الفاصلة عن بلدة السخنة آخر البلدات الواقعة في ريف حمص قبل الوصول إلى مواقع القوات النظامية التي يحاصرها تنظيم «داعش» في محافظة دير الزور. لكن ناشطين معارضين قالوا إن «داعش» شن هجوماً مضاداً وحقق تقدماً في مواجهة القوات المتقدمة.

في موازاة ذلك، قالت وحدة الإعلام الحربي التابعة لـ «حزب الله»، إن القوات النظامية حققت تقدماً مفاجئاً ضد «داعش» في المنطقة الصحراوية الواقعة غرب الرقة. وباتت الصحراء السورية الشاسعة المسرح الرئيس للحرب في الأسابيع الماضية مع تسابق القوى المتصارعة لانتزاع الأراضي التي كانت تحت سيطرة «داعش» الذي يتراجع على جبهات عدة. وأفاد «الإعلام الحربي» بأن القوات النظامية توغلت جنوباً حتى طريق إثريا- الطبقة السريع، على بعد نحو 32 كيلومتراً من مواقعه جنوب مسكنة. واستخدم «داعش» الطريق لمهاجمة مواقع على طول خط إمداد الحكومة الرئيسي إلى حلب قرب إثريا، ومن شأن السيطرة عليه بالكامل أن تساعد في تقدم القوات النظامية في عمق الصحراء وسط البلاد. وأفيد في هذا الإطار بأن القوات النظامية سيطرت على قرى رجم عسكر وبئر إنباج وظهر أم باج وجب عزيز وجب الغانم وأبو صوصة وجب أبيض بعد انسحاب «داعش» منها.

وأكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» تقدم القوات النظامية في المنطقة الواقعة قرب حقل نفط الرصافة. وذكر أن تقدم القوات النظامية سيخفف الضغط عن طريق إثريا- خناصر، وهو جزء من خط إمداد الحكومة إلى حلب. وشنت القوات النظامية في الأسابيع الماضية هجمات لطرد «داعش» من طريق سلمية- إثريا، وهو جزء من الطريق ذاته.

ونقل «الإعلام الحربي» عن «مصدر عسكري» تأكيده أن «الجيش السوري وحلفاءه سيطروا على مساحة 100 كلم مربع في بادية تدمر جنوب المدينة وشمال شرقيها»، في حين أورد «المرصد السوري» أن الاشتباكات تتواصل «في محور منطقة آرك بريف حمص الشرقي»، حيث «حققت قوات النظام تقدماً اليوم (أمس) وسيطرت على نقاط ومواقع… لتقترب بذلك أكثر من المحطة الثالثة وبلدة آرك التي أصبحت بحكم الساقطة نارياً». وأضاف أن «داعش» نفذ في المقابل هجوماً مضاداً استهدف «تمركزات لقوات النظام في محيط تلة الصوانة شمال غربي مدينة تدمر بريف حمص الشرقي، في محاولة للسيطرة على المنطقة»، متحدثاً عن «اشتباكات عنيفة بين الطرفين» أسفرت عن «خسائر بشرية في صفوفهما».

وفي موازاة ذلك يدافع «داعش» بشراسة عن مواقعه في أحد الأحياء المحاذية للمدينة القديمة في الرقة، عاصمة خلافته المفترضة، أمام تقدم «قوات سورية الديموقراطية». ومنذ دخولها إلى المدينة في السادس من الشهر الجاري، تمكنت «سورية الديموقراطية» من السيطرة في شكل كامل على حي المشلب في الجهة الشرقية وحي الرومانية في الجهة الغربية، وهي سعت أمس إلى بسط سيطرتها الكاملة أيضاً على حي الصناعة المحاذي للمدينة القديمة في الرقة، حيث يتحصن «داعش» ويقاوم بشراسة على رغم غارات «التحالف الدولي». وتشكل السيطرة على حي الصناعة، وفق «المرصد»، بداية المعركة الحقيقة في الرقة، إذ إن «قوات سورية الديموقراطية» ستدخل منه إلى وسط المدينة انطلاقاً من المدينة القديمة. وأفاد «المرصد» بأن وسط المدينة «سيشهد معركة الرقة الرئيسية»، مشيراً إلى الأنفاق الكثيرة التي حفرها عناصر «داعش» في هذا الجزء من المدينة. وتعد أحياء وسط المدينة الأكثر كثافة سكانياً، وهو ما يعقّد العمليات العسكرية، لا سيما أن «داعش» يعمد إلى استخدام المدنيين «دروعاً بشرية».

 

ماتيس: الضربات ضد قوات موالية للحكومة السورية «دفاع عن النفس»

واشنطن – رويترز

قال وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس اليوم (الثلثاء)، إن الضربات التي وقعت في الأسابيع القليلة الماضية ضد قوات موالية للحكومة السورية كانت «دفاعاً عن النفس»، وإن الولايات المتحدة ستتخذ كل الإجراءات اللازمة لحماية قواتها في سورية.

وأسقطت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي طائرة من دون طيار تابعة لقوات موالية لحكومة سورية، بعدما أطلقت النار صوب قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة من دون أن تسبب إصابات.

وفي اليوم نفسه، ضربت الولايات المتحدة شاحنتين تابعتين لقوات موالية للحكومة السورية قرب بلدة التنف الجنوبية. وقالت روسيا السبت الماضي، إنها «أبلغت الولايات المتحدة أن من غير المقبول أن تضرب واشنطن قوات موالية للحكومة في سورية».

وفي سياق منفصل، قال رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة جوزيف دانفورد اليوم، إن «الخلاف بين قطر ودول عربية أخرى، لا يؤثر على العمليات العسكرية الأميركية»

وأضاف أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ «نتابع ذلك عن كثب، لكننا نحصل على تعاون جيد من جميع الأطراف للتأكد من أن بمقدورنا مواصلة التنقل بحرية من وإلى قطر»

 

روسيا تتوقع انطلاق جولة جديدة من محادثات آستانة وجنيف مطلع تموز

موسكو – «الحياة»

رجح نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، أن تنطلق جولة جديدة من محادثات آستانة حول الأزمة السورية في بداية شهر تموز (يوليو) المقبل، وأن تعقد الجولة المقبلة من المفاوضات السورية في جنيف، بعدها مباشرة.

وأشار بوغدانوف إلى أنّ بداية شهر تموز المقبل، ستشهد جولة من محادثات الحل السياسي في سورية، التي تنعقد في العاصمة الكازاخية. ونقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية، عن «بوغدانوف» قوله، إن المحادثات ستجرى بعد شهر رمضان تلبية لرغبة الدولتين الضامنتين تركيا وإيران. وتابع موضحاً: «يجري الآن بحث هذه المسألة، لكن هناك رغبة لدى زملائنا، الشركاء المسلمين، أولهم الأتراك والإيرانيون… ربما بعد رمضان مباشرة، في بداية تموز على الأرجح. لديهم الآن شهر رمضان، يليه العيد، ثم سيبدأ كل شيء في آستانة. أعتقد أن جنيف ستكون بعدها مباشرة. العمل جار فيها».

ولم تعلن المعارضة السورية بعد عن تلقيها دعوات بخصوص حضور «آستانة 5»، كما لم يصدر تصريحات عنها بعد بخصوص الوفد المشارك.

كما لم يعلن النظام عن علمه بالموعد الجديد لمحادثات آستانة.

وكان من المقرر أن تُعقد جولة آستانة خلال الأسبوع الجاري، قبل أن تعلن وزارة الخارجية الكازاخية عن تأجيلها إلى «أجل غير مسمى» بناء على طلب من الدول الضامنة.

وكانت الجولة الرابعة من محادثات العاصمة الكازاخستانية آستانة، حول سورية قد جرت في الثالث والرابع من أيار (مايو) الماضي، وأسفرت عن اعتماد الدول الضامنة لاتفاق وقف إطلاق النار في سورية مذكرة تفاهم حول إقامة 4 مناطق لتخفيف التصعيد لمدة 6 أشهر، دخلت حيز التنفيذ اعتبارا من 6 أيار 2017.

وينصّ الاتفاق على إنشاء أربع مناطق «آمنة» في سورية هي الغوطة الشرقية، ومحافظة إدلب، ومناطق من الجنوب السوري، ومناطق من ريف اللاذقية، مع وقف الطلعات الجوية للنظام ضدّ فصائل المعارضة.

وعلى رغم تراجع حدّة المعارك في الأراضي السورية وتركز أغلبها في مناطق سيطرة «تنظيم داعش»، إلا أنّ النظام خاض معارك عنيفة ضدّ فصائل المعارضة في الجنوب السوري والبادية، في إطار «سباق التقدّم» إلى شرق سورية.

وكانت الجولة السادسة من محادثات جنيف انتهت، في الـ19 من الشهر الفائت، وتناولت مسألة تشكيل دستور جديد، حيث سلم المبعوث الأممي إلى سورية وفدي المعارضة والنظام وثيقة حول تشكيل آلية لمناقشة الدستور، والتي تضمن عدم وجود أي فراغ دستوري، أو قانوني في أي مرحلة خلال عملية الانتقال السياسي.

 

الأمم المتحدة: أعداد مذهلة من القتلى المدنيين في ضربات التحالف بالرقة السورية

(رويترز): قال محققون في جرائم حرب تابعون للأمم المتحدة الأربعاء، إن الضربات الجوية المكثفة التي يشنها التحالف دعماً لحملة تنفذها قوات مدعومة من واشنطن على الرقة معقل تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، تسبب “خسائر مذهلة في أرواح المدنيين”.

 

وبدأت قوات سوريا الديمقراطية وهي مجموعة من الفصائل الكردية والعربية المسلحة يساندها التحالف الذي تقوده واشنطن، مهاجمة الرقة قبل أسبوع بهدف استعادتها من قبضة تنظيم “الدولة”(داعش). واستعادت قوات سوريا الديمقراطية مدعومة بضربات التحالف الجوية الكثيفة أراضي إلى الغرب والشرق والشمال من المدينة.

 

وقال باولو بينيرو رئيس لجنة التحقيق لمجلس حقوق الإنسان، إن الاتفاقات العشرة بين الحكومة السورية والجماعات المسلحة لإجلاء المقاتلين والمدنيين من مناطق محاصرة، بما في ذلك شرق حلب “تصل في بعض الحالات إلى جرائم حرب” لأن المدنيين ليس أمامهم “خيار”.

 

تنظيم «الدولة» يستعيد الأحياء التي خسرها في الرقة وجيش النظام يتقدم غرب المدينة

«البنتاغون» على علم بـ»الممر الإيراني» على الحدود السورية العراقية

عواصم ـ وكالات ـ «القدس العربي»: استعاد تنظيم «الدولة الإسلامية» أغلب الأحياء التي خسرها ليل الإثنين / الثلاثاء في مدينة الرقة شمال شرق سوريا.

وقال سكان محليون، أمس الثلاثاء، إن «تنظيم داعش استعاد شارع 23 شباط وشارع سيف الدولة والمنصور وسط المدينة، وإن قوات سورية الديمقراطية تراجعت الى منطقة السور الأثري شرق المدينة على أطراف حي الصناعة».

وأشاروا إلى أن ذلك جاء بعد قيام عناصر تنظيم «الدولة» بالالتفاف من جهة نهر الفرات جنوب المدينة واستعادوا الأحياء التي انسحبوا منها ليلاً .

وأكد السكان أن عددا كبيرا من «قوات سوريا الديمقراطية»(قسد) سقطوا بين قتيل وجريح وأن عددا منهم سقطوا أسرى بيد التنظيم .»

ولفتوا أن طائرات التحالف الدولي شنت عدة غارات على المدينة دمرت إحداها مبنى قرب مستشفى الطب الحديث وسط المدينة، كما شنت الطائرات غارات على أطراف المدينة الشمالية والشرقية .

جاء ذلك فيما قالت وحدة الإعلام الحربي التابعة لجماعة «حزب الله» اللبنانية، أمس الثلاثاء، إن حليفها الجيش السوري حقق تقدما مفاجئا ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» في المنطقة الصحراوية الواقعة غربي الرقة.

وباتت الصحراء السورية الشاسعة المسرح الرئيسي للحرب في الأسابيع القليلة الماضية، مع تسابق قوى متناحرة لانتزاع أراض من التنظيم المتشدد الذي يتراجع ببطء على عدة جبهات.

وتمثل المنطقة بين أثريا والطبقة إلى الغرب من الرقة، المعقل الرئيسي للتنظيم في سوريا، أهمية للجيش نظرا لإمكانية استخدامها لمهاجمة بلدات وخطوط إمداد للحكومة.

وقال الإعلام الحربي لـ»حزب الله» إن الجيش توغل جنوبا حتى طريق أثريا – الطبقة السريع على بعد حوالى 32 كيلومترا من مواقعه جنوبي مسكنة.

وأضاف أن الجيش سيطر على قرى رجم عسكر وبئر إنباج وظهر أم باج وجب عزيز وجب الغانم وأبو صوصة وجب أبيض من التنظيم.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان أيضا إن الجيش السوري تقدم في المنطقة. ويقع حقل نفط الرصافة بالقرب منها.

وذكر المرصد أن تقدم الجيش سيخفف الضغط على طريق أثريا – خناصر، وهو جزء من خط إمداد الحكومة إلى حلب.

الى ذلك قال مصدر رفيع في وزارة الدفاع الأمريكية، الإثنين، إن «البنتاغون» على اطلاع تام بوصول ميليشيات مدعومة إيرانياً إلى الحدود السورية العراقية، وفتحها ممرا مع الحدود العراقية.

وأوضح المصدر لوكالة «الأناضول» مفضلاً عدم ذكر اسمه، أن الميليشيات وصلت إلى حدود البلدين من مناطق سيطرة قوات الجيش السوري الحر، المدعومة أمريكياً.

وأردف: «نحن على علم بوصول قوات موالية للنظام السوري إلى حدود سوريا – العراق، وفتحهم معبراً بين النظام والعراق»، في إشارة إلى»الممر الإيراني».

وتابع : «يمكن لقوات النظام وحلفائه تنفيذ عمليات في أي مكان في سوريا، ما لم تشكل تهديداً علينا وعلى القوات التي ندربها في معسكر التنف (قرب الحدود السورية العراقية) ضد تنظيم داعش».

ولفت إلى أن بلاده لا تسعى للاحتفاظ بموطئ قدم لها في المنطقة، وأن الولايات المتحدة لا تنفذ عمليات من أجل كسب قطعة أرض في المنطقة. واستدرك المصدر أن إيران لها تأثير من شأنه «عدم الاستقرار» في المنطقة.

وشدد على أن «فتح القوات الموالية للنظام المدعومة من إيران، ممرا بين الحدود السورية العراقية لا يشكل مصدر قلق لوزارة الدفاع الأمريكية في الوقت الراهن».

 

أرملة ابن عم بشار الأسد تتقدم بطلب لجوء في ألمانيا

برلين ـ تقدمت أرملة ابن عم الرئيس السوري بشار الأسد، فاطمة مسعود الأسد، بطلب لجوء في ألمانيا.

 

وتعيش فاطمة الأسد في أحد مراكز الإقامة المؤقتة في منطقة فارندورف في شمال الراين وستفاليا، وفق صحيفة “Westfälische Nachrichten” نقلا عن السلطات المحلية.

 

وبحسب الصحيفة، “فقد تم رفض طلب المرأة والتي تحمل الجنسيتين السورية إلى جانب اللبنانية، حيث أعلنت أنها سوف تقدم تظلم وستستأنف قرار المحكمة”.

 

وأعلن ممثل السلطات شمال الراين وستفاليا أنه لا يعلم سبب تقديم فاطمة طلب اللجوء.

 

وأضافت الصحيفة أن فاطمة تعرضت لاعتداءات متكررة في مركز الإقامة المؤقتة من قبل سوريين من داخل المركز.

 

«قسد» تسيطر على 30٪ من الرقة… وقيادي كردي ينفي أي اتفاق مع تنظيم «الدولة»

كامل صقر

دمشق ـ «القدس العربي»: قالت مصادر محلية في مدينة الرقة لـ «القدس العربي» إن «قوات الحماية الكردية» و«قوات سوريا الديمقراطية» تمكنت من السيطرة على حوالي ثلاثين في المئة من مدينة الرقة التي يسيطر عليها تنظيم «الدولة» منذ العام 2014.

وأضافت أن التقدم الميداني الأبرز للميليشيات الكردية حصل مع ساعات الفجر الأولى ليوم أمس الثلاثاء وأن هذا التقدم شمل أحياء عدة أبرزها المشلب، والجزرة، والرومانية، والصناعة. وأضافت تلك المصادر أن أهالي الرقة استيقظوا على أغانٍ من التراث الكردي تصدح في عدد من أحياء المدينة وأن البعض اعتقد أن إطلاق تلك الأغاني يوحي بأن القوات الكردية سيطرت على كامل المدينة ليتبين فيما بعد أن السيطرة لا تشمل سوى أحياء عدة لا تشكل ثلث مساحة مدينة الرقة.

وأضافت المصادر ذاتها أن أربع كتائب كبيرة ورئيسية من قوام عناصر تنظيم «الدولة ـ داعش» مازالت مرابطة في الرقة فيما انسحب العشرات من مقاتلي التنظيم نحو مناطق عدة أبرزها الريف الجنوبي الشرقي للمدينة وتحديداً نحو بلدة معدان وآخرون اتجهوا نحو وسط البادية السورية إلى بلدة السخنة الواقعة منتصف المسافة بين مدينة تدمر التاريخية ومدينة دير الزور فيما انسحبت مجموعات أخرى من التنظيم إلى مدينة البوكمال الحدودية القريبة من العراق.

في السياق ذاته، نفى قيادي كردي يقيم في بلدة عفرين الكردية شمالي ريف حلب في اتصال مع «القدس العربي» الأنباء التي تحدثت عن اتفاق جرى بين تنظيم داعش والميليشيات الكردية ينص على إخلاء التنظيم لمدينة الرقة مقابل ضمان الأكراد لسلامة العناصر المنسحبين منها. وأضاف المصدر أنه لا يوجد ما يسمى «ديوان العشائر» لدى التنظيم وهو ما جرى الترويج له على أنه عراب هذا الاتفاق مع الأكراد.

وتابع بالقول إن ما حصل أنه ومنذ معارك مدينة الطبقة قبل أسابيع عدة جرى اتفاق بين القوات الكردية وعدد من وجهاء العشائر في ريف الرقة على أن كل عنصر سوري ينتمي لتنظيم «الدولة» يُلقي سلاحه ويستسلم فإن القوات الكردية تضمن سلامته وتنقله إلى مخيمات النازحين شريطة أن يكون هذا العنصر سورياً حصراً وفق قول المسؤول الكردي الذي قال إنه ليس ثمة أي اتفاق مع التنظيم لإخلاء المدينة وإن المعارك معه حامية وشرسة وفق وصفه.

 

معارك عنيفة على أبواب الرقة القديمة… فصائل المعارضة تعلن أحياء درعا والبلدات المحيطة بها منطقة منكوبة

تنظيم «الدولة» يدعو مقاتليه «للثبات» وأنصاره في الغرب لشن هجمات

عواصم ـ وكالات ـ «القدس العربي»: دافع تنظيم الدولة الإسلامية أمس الثلاثاء بشراسة عن مواقعه في احد الاحياء المحاذية للمدينة القديمة في الرقة امام تقدم قوات سوريا الديمقراطية الهادف لطرد تنظيم «الدولة» من معقله الابرز في البلاد. وتخوض «قوات سوريا الديمقراطية»، تحالف فصائل عربية وكردية، منذ اسبوع بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن معارك داخل الرقة تزامناً مع اعلانها «المعركة الكبرى لتحرير» المدينة.

وقالت المتحدثة باسم حملة «غضب الفرات» لاستعادة الرقة جيهان الشيخ احمد «تدور اشتباكات عنيفة مع داعش الذي يلجأ بشكل كبير إلى الالغام والقناصة ويرسل بين الحين والآخر السيارات المفخخة». ومنذ دخولها إلى المدينة في السادس من الشهر الحالي، تمكنت «قوات سوريا الديمقراطية» من السيطرة بشكل كامل على حي المشلب في الجهة الشرقية وحي الرومانية في الجهة الغربية.

وسعت هذه القوات الثلاثاء لبسط سيطرتها الكاملة ايضاً على حي الصناعة (شرق) المحاذي للمدينة القديمة حيث يتحصن تنظيم الدولة الإسلامية بشكل كبير. وبرغم غارات التحالف الدولي على مواقعهم، يتصدى الجهاديون بشراسة لتقدم «قوات سوريا الديمقراطية». وأوضح مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن ان «حي الصناعة لا يزال غير آمن بالكامل بسبب الهجمات المتكررة من قبل عناصر التنظيم».

 

المدنيون «أولوية»

 

وتشكل السيطرة على حي الصناعة، حسب المرصد، بداية المعركة الحقيقية في الرقة إذ أن «قوات سوريا الديمقراطية» ستدخل منه إلى وسط المدينة انطلاقاً من المدينة القديمة.

واكد عبد الرحمن «سيشهد وسط المدينة على معركة الرقة الرئيسية»، مشيراً إلى الأنفاق الكثيرة التي حفرها الجهاديون في هذا الجزء من المدينة حيث يتحصن عدد كبير منهم.

وتعد احياء وسط المدينة الأكثر كثافة سكانية، ما يعقد العمليات العسكرية لا سيما وأن تنظيم «الدولة» يعمد إلى استخدام المدنيين كـ»دروع بشرية»، حسب شهادات اشخاص فروا من مناطق سيطرته. وأوضح ابو محمد، من حملة «الرقة تذبح بصمت» التي تنشط سراً داخل المدينة وتوثق انتهاكات التنظيم، ان «غالبية سكان الاحياء الواقعة عند اطراف المدينة فروا منها، بعضهم غادر الرقة تماماً وبعضهم الآخر نزح إلى احياء وسط المدينة حيث يقيمون في مدارس خالية او في منازل اقرباء لهم».

ويضيف «تجدر مراعاة الكثافة السكانية في وسط المدينة حفاظاً على أرواح المدنيين». وكان يعيش في مدينة الرقة التي استولى عليها الجهاديون في 2014، نحو 300 الف مدني، بينهم 80 الف نازح من مناطق سورية أخرى. الا ان الآلاف فروا خلال الاشهر الأخيرة من المدينة ليبقى فيها 160 الف شخص وفق تقديرات الأمم المتحدة. ويعاني اهل الرقة حاليا من أوضاع معيشية صعبة، وفق «الرقة تذبح بصمت»، نتيجة انقطاع الكهرباء والنقص في المياه واغلاق المحال التجارية وخاصة الافران.

ومع تقدم «قوات سوريا الديمقرطية» أكثر في حملة الرقة وتصاعد حدة المعارك، سجل ارتفاع في حصيلة الضحايا المدنيين جراء غارات التحالف الدولي. ووثق المرصد السوري مقتل أكثر من 60 مدنياً في مدينة الرقة نتيجة المعارك والغارات الجوية منذ بدء الهجوم على المدينة الاسبوع الماضي.

ودعت منظمة «هيومن رايتس ووتش» الثلاثاء التحالف الدولي و»قوات سوريا الديمقراطية» إلى «جعل حماية المدنيين واحترام حقوق الإنسان من الأولويات أثناء استرداد الرقة من تنظيم الدولة». وطلبت المنظمة الدولية «اتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة لتفادي الخسائر في صفوف المدنيين (…) وتوفير المرور الآمن للمدنيين الفارين وتقديم الدعم الكافي للنازحين».

وقالت لما فقيه، نائبة مديرة قسم الشرق الأوسط في «هيومن رايتس ووتش»، «ليست معركة الرقة من أجل هزيمة داعش فحسب، انما أيضاً لحماية ومساعدة المدنيين الذين عانوا من حكم داعش ثلاث سنوات ونصف».

ومنذ سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على مدينة الرقة، يعيش سكانها في خوف دائم من احكام الجهاديين المتشددة. ويغذي هؤلاء الشعور بالرعب في مناطق سيطرتهم من خلال الإعدامات الوحشية والعقوبات من قطع الأطراف والجلد وغيرها التي يطبقونها على كل من يخالف احكامهم او يعارضها.

واضافت لما فقيه أن على التحالف الدولي والقوات المقاتلة ان «تظهر بوضوح أن أرواح وحقوق (…) المدنيين في الرقة هي أولوية موازية من أولويات الهجوم». وبدأت قوات سوريا الديمقراطية في مطلع تشرين الثاني/نوفمبر حملة «غضب الفرات» لطرد تنظيم «الدولة» من الرقة. وتمكنت مذاك من السيطرة على مناطق واسعة في محافظة الرقة وقطعت طرق الامداد الرئيسية للجهاديين إلى المدينة من الجهات الشمالية والشرقية والغربية، قبل ان تشن هجومها مباشرة عليها.

وأعلن مجلس محافظة درعا الحرة الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة جنوب سوريا امس الثلاثاء أحياء مدينة درعا والبلدات المحيطة بها منطقة عسكرية بعد الحملة العسكرية التي تشنها قوات النظام .

وقال في بيان إن « أحياء مدينة درعا البلد والبلدات المحيطة بها كافة من النعيمة واليادودة مناطق منكوبة، نظرًا لما تتعرض له هذه المناطق من عمليات قصف ممنهج من قبل قوات النظام وحلفائها».

وأضاف البيان أن «القصف أدى إلى تدمير البنى التحتية في درعا البلد وأحيائها، حيث تعرضت المستشفيات الميدانية لدمار واسع وخرجت معظمها عن الخدمة، وهذا ما يخالف كل الشرائع السماوية والقانون الدولي». وناشد المجلس في بيانه « المنظمات الحقوقية والإنسانية كافة في العالم وجميع الدول التي بقي لديها حس انساني، أخلاقي أن تقوم بمساعدة الأهالي وإغاثتهم».

وفي سياق متصل، تعرضت أحياء مدينة درعا وأريافها امس لقصف مكثف من قبل الطيران الحربي التابع للنظام، كما استهدفت المروحيات بالبراميل المتفجرة قرى الجسري وأم خرز وقصير الصايغ والثلاج، بالتزامن مع غارات جوية استهدفت قرية آيب، بريف درعا. وتتعرض أحياء مدينة درعا التي تسيطر عليها قوات النظام لقصف من قبل فصائل المعارضة سقط خلال عشرات القتلى والجرحى .

وتستمر قوات النظام في حملتها العسكرية على مدينة درعا، سعياً منها إلى السيطرة على المحافظة، بيد أن المعارك التي دارت مؤخراً انتهت معظمها إلى صالح فصائل المعـارضة.

وكانت قوات النظام أعطت فصائل المعارضة مدة 48 ساعة انتهت ظهر أمس لأجل خروج المسلحين من درعا البلد ومخيم النازحين، وحشدت قوات النظام والمسلحون الموالون لها قوات كبيرة منذ بداية الشهر الجاري لاقتحام أحياء درعا التي تسيطر عليها المعارضة.

 

تنظيم «الدولة»

 

ودعا تنظيم «الدولة» في رسالة صوتية نشرت الاثنين مقاتليه في سوريا والعراق إلى «الثبات» في الدفاع عن معاقلهم الأخيرة في سوريا والعراق، كما دعا انصاره في الغرب وآسيا وروسيا وسواها إلى «اغتنام» ما تبقى من شهر رمضان لشن هجمات.

وقال المتحدث باسم التنظيم الشيخ أبي الحسن المهاجر في رسالة بثتها مؤسسة الفرقان الجهادية على الانترنت «نذكّر اخواننا المجاهدين واهل الإسلام عامة باغتنام ما تبقى من هذا الشهر الفضيل» لشن هجمات على «اعداء الاسلام» في «ارض الخلافة» وفي العالم اجمع.

واضاف في الرسالة وعنوانها «ولما رأى المؤمنون الأحزاب» ومدتها حوالي 25 دقيقة «الى اخوة العقيدة والايمان في أوروبا وامريكا وروسيا واستراليا وغيرها، لقد اعذر إخوانكم في أرضكم، فثبوا على أثرهم واقتدوا بصنيعهم واعلموا ان الجنة تحت ظلال السيوف».

كما ناشد المتحدث الجهاديين في العراق وسوريا الدفاع عن آخر معاقل التنظيم الجهادي. وقال «يا جندي الخلافة (…) ما هي والله إلا ميتة واحدة وقتلة واحدة»، محذراً الجهاديين في العراق «اياكم ان تمضي عليكم ليالي هذا الشهر الفضيل الا وقد اذقتم قطعان الرفض والمرتدين صنوف القتل والدمار، وها هم اليوم قد حلوا بساحتكم، فلا خير في عيش يدوس فيه احفاد المجوس خلال ديار حكمتموها بشرع الله، فاحكموا الكمائن والعبوات وافلقوا الهام ضربا بالقناصات، وابيدوا جمعهم عصفا بالمفخخات».

كما توجه إلى الجهاديين في سوريا قائلاً لهم «دونكم النصيرية وملاحدة الأكراد وصحوات الردة في الشام، ثبوا عليهم وثبة الأُسد الغضاب، وادخلوا عليهم من كل باب، ولا يفوتنكم حظكم من هذا الشهر».

وخاطب المتحدث ايضاً «جنود الإسلام في ولايات سيناء ومصر وخراسان واليمن وغرب افريقيا والصومال وليبيا وتونس والجزائر وكل مكان، واصلوا جهادكم والزموا ثغوركم ورباطكم».

كما دعا المتحدث الجهاديين في إيران إلى شن هجمات على غرار الاعتداءين غير المسبوقين اللذين استهدفا طهران في 7 حزيران/يونيو واوقعا 17 قتيلاً وتبناهما التنظيم الجهادي. وقال «يا ابناء اهل السنة من جنود الخلافة في ارض فارس بارك الله صنيعكم باعداء الملة والدين لقد شفيتم الصدور وادخلتم على المسلمين السرور واوقعتم بالمشركين ما كانوا يحذرون فواصلوا الضربات، فان بيت دولة المجوس اوهن من بيت عنكبوت».

ولم يفت الشيخ ابي الحسن المهاجر الاشارة إلى الفيليبين حيث يخوض جهاديون بايعوا تنظيم الدولة الإسلامية معارك في مدينة مراوي ضد القوات الحكومية. وقال «يا ابناء الخلافة في شرق آسيا نبارك لكم فتح مدينة مراوي، فالله الله بالثبات».

 

أسبوع على مواجهات الرقة: حرب شوارع وقودها المدنيون

محمد أمين

يدخل الصراع على مدينة الرقة السورية، أبرز معقل لتنظيم “داعش”، أسبوعاً ثانياً، بعدما حققت قوات مدعومة من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية تقدماً واضحاً في شرقي المدينة وغربها، وسط مؤشرات على نية التنظيم خوض “حرب شوارع” لاستنزاف القوات المهاجمة، في وقت حذر فيه ناشطون وفعاليات مدنية من مأساة إنسانية تطاول عشرات آلاف المدنيين العالقين في المدينة، بدأت ترتسم معالمها.

وتحتدم المعارك داخل مدينة الرقة بين “قوات سورية الديمقراطية” وقوات “النخبة” السورية من جهة، ومسلحي تنظيم “داعش” من جهة أخرى. وأكد المتحدث باسم قوات “النخبة”، محمد خالد الشاكر، لـ”العربي الجديد”، أنه لا صحة لأنباء تداولها ناشطون مساء الإثنين، عن انهيار التنظيم في الرقة وانسحاب مقاتليه منها، مشيراً إلى أن “النخبة” تقوم بتثبيت نقاط سيطرة بالقرب من السور القديم، شرقي المدينة.

ووصف الشاكر منطقة القتال في شرقي الرقة بـ”الصعبة”، مشيراً إلى أن “تقدّم مائة متر نحو الأمام ربما يحتاج يومين”، بسبب مقاومة يبديها مسلحو التنظيم، وبسبب الألغام وأعمال القنص من قِبل هؤلاء المسلحين الذين “يرتدون لباساً مدنياً للتمويه”، وفق الشاكر. وأوضح أن انتزاع السيطرة على أهم معقل للتنظيم في سورية “ليس بالسهولة التي يتوقعها البعض”، مشيراً إلى أن الشائعات التي يطلقها البعض عن انسحاب مسلحي التنظيم من مدينة الرقة “تضر ولا تنفع”. وكشف أن قوات “النخبة” تتجهز للانطلاق شمالاً باتجاه سوق الغنم لانتزاع السيطرة عليه، لافتاً إلى أن هذه القوات بات لها وجود في الجبهة الشمالية التي لم تحقق فيها “قوات سورية الديمقراطية” اختراقاً مهماً منذ بدء المعارك في السادس من الشهر الحالي.

وأكدت مصادر “قوات سورية الديمقراطية” أن الأخيرة لا تزال تخوض اشتباكات عنيفة داخل حي حطين، غربي المدينة، مشيرة إلى وجود اشتباكات في أطراف مقرات الفرقة 17 العسكرية التي كانت تابعة لقوات النظام قبل سيطرة التنظيم عليها منتصف عام 2014، بعد أشهر من سيطرته على الرقة. كما أفادت مصادر محلية مطلعة، لـ”العربي الجديد”، بأن شارعي سيف الدولة والمنصور وامتداد شارع 23 شباط باتجاه حي الصناعة، ومنطقة قصر البنات الأثرية، شرقي المدينة، “باتت مرصودة نارياً”، مشيرة إلى أن التنظيم أخلاها من مسلحيه.

وأشار ناشطون إلى أن قلب مدينة الرقة يتعرض يومياً لقصف مكثف من مدفعية “قوات سورية الديمقراطية” وطيران التحالف الدولي، وهو ما يؤدي إلى مقتل مدنيين أغلبهم أطفال ونساء، مؤكدين فناء عائلات بأكملها تحت ركام منازلها. ونشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، أمس الثلاثاء، صوراً لأطفال قُتلوا في الرقة نتيجة القصف المدفعي والغارات الجوية المكثفة التي تواصل تدمير ما تبقّى من معالم المدينة ومرافقها الحيوية.

كما أكدت مصادر محلية أن أهالي الرقة “قاموا بتحويل حديقة جامع الرقة القديم إلى مقبرة يدفنون فيها قتلى القصف لتعذّر وصولهم إلى مقابر المدينة جراء الاشتباكات الدائرة في المدينة”. وكشفت هذه المصادر أن هناك نحو 150 ألف مدني داخل الرقة بينهم آلاف الأطفال، يعيشون ضمن ظروف “مأساوية”، مجددة الطلب من القوات المهاجمة تأمين ممرات آمنة قبل حدوث كارثة لا تقل عن الكارثة التي تحدث في مدينة الموصل، شمالي العراق. وأوضحت المصادر أن الرقة تعاني من نقص حاد في المواد الغذائية، إضافةً إلى نقص كبير لحليب الأطفال، والأدوية والمعدات الطبية، في ظل انقطاع الكهرباء التام، والمتواصل منذ 10 أيام بعد توقف المولدات لعدم توفر الوقود، مبينة أن الأفران داخل المدينة بدأت بالتوقف الواحد تلو الآخر. وأكدت أن “حالة الذعر والخوف تهيمن على الأهالي، الذين تقطعت بهم السبل”، مشيرة إلى أن التنظيم قام بقتل عدة أشخاص بتهمة تهريب مدنيين إلى مناطق سيطرة “قوات سورية الديمقراطية” في منطقة عين عيسى، شمال المدينة. وأطلق ناشطون سوريون، أمس الثلاثاء، حملة على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو إلى إنقاذ المدنيين في الرقة، داعين منظمات دولية للتدخّل كي لا يتحول المدنيون إلى وقود للحرب على تنظيم “داعش”.

من جهتها، دعت منظمة “هيومن رايتس ووتش”، أمس الثلاثاء، التحالف الدولي و”سورية الديمقراطية” إلى “جعل حماية المدنيين واحترام حقوق الإنسان من الأولويات أثناء استرداد الرقة من تنظيم داعش”. وطلبت المنظمة “اتخاذ كل الاحتياطات الممكنة لتفادي الخسائر في صفوف المدنيين وتوفير المرور الآمن للمدنيين الفارين وتقديم الدعم الكافي للنازحين”.

ويشارك في معركة الرقة التي اعتبرتها “سورية الديمقراطية” معركة “تاريخية”، كلٌ من: وحدات حماية الشعب الكردية، وحدات حماية المرأة الكردية، جيش الثوار، جبهة الأكراد، لواء الشمال الديمقراطي، قوات العشائر، لواء مغاوير حمص، صقور الرقة، لواء التحرير، لواء السلاجقة، قوات الصناديد، المجلس العسكري السرياني، مجلس منبج العسكري، مجلس دير الزور العسكري. كما تشارك في المعركة قوات “النخبة” التي تتبع لرئيس الائتلاف الوطني السوري الأسبق أحمد الجربا، وقوات “الحماية الذاتية”، وفق بيان صدر عن “سورية الديمقراطية”، أشارت فيه إلى أن المعركة “تلقى مساندة من مجلس الرقة المدني، ومجلس سورية الديمقراطية، ووجهاء ورؤساء عشائر المنطقة”.

وبعد أسبوع من المعارك، حققت القوات المهاجمة تقدماً في غربي وشرقي المدينة، إذ انتزعت السيطرة على أربعة أحياء هي: المشلب، والصناعة في الشرق، والسباهية والرومانية في الغرب. ومن المرجح أن يلجأ مقاتلو التنظيم إلى التمترس في أحياء قلب المدينة لخوض “حرب شوارع”، وهو ما سيؤدي إلى تحويل الرقة إلى “أطلال” جراء القصف الجوي والمدفعي. ولم تستطع “قوات سورية الديمقراطية” تحقيق اختراق جنوب نهر الفرات، جنوب غربي الرقة، من شأنه تغيير معادلة الصراع، إذ لم تصل بعد إلى قرية كسرة شيخ الجمعة، الواقعة جنوب الرقة، ما يعني أن التنظيم لا يزال يحتفظ بمخرج هروب جنوبي المدينة إلى معاقله في البادية السورية، أو إلى محافظة دير الزور شرقاً حيث لا يزال يسيطر على الطريق الدولي الذي يربط الرقة بدير الزور. كما لا يزال التنظيم يسيطر على كامل ريف الرقة الشرقي جنوب نهر الفرات، والذي يضم عشرات القرى وبلدات هامة، منها معدان، والسبخة على الحدود الإدارية التي تفصل محافظة الرقة عن محافظة دير الزور التي يسيطر التنظيم على أغلبها، ومن المرجح أن تكون ميدان معركة وجود يخوضها التنظيم بين عدة أطراف تهاجمه، وتساعده الجغرافيا الممتدة على الصمود أكثر.

 

الرقة: هل يقلب “أبو حمزة الأميركي” المعادلة؟

خليل عساف

تحققت اختراقات عسكرية مهمة على طول خطوط القتال بين تنظيم “الدولة الإسلامية” و”قوات سوريا الديموقراطية” التي يدعمها “التحالف الدولي”، بعد أسبوع واحد من بدء المجابهة المباشرة في عملية “تحرير” الرقة. ونجحت “قوات النخبة” المتحالفة مع “قسد” في التقدم من الجهة الشرقية للرقة، وتمكنت من السيطرة على حي المشلب، وصولاً إلى مقام الصحابي أويس القرني وباب بغداد الأثري، وحارة المختلطة بما فيها “المنطقة الصناعية”. وتشتبك “النخبة”، التي يتزعمها رئيس “الإئتلاف” الأسبق أحمد الجربا، الآن مع مقاتلي “داعش” المتمركزين في الأحياء الواقعة داخل المدينة القديمة، المُحاطة بسور أثري مبني من اللبن يرجع إلى العصر العباسي. وباتت “قوات النخبة” على مسافة تقل عن كيلومترين من وسط المدينة.

 

ونجح إنزال مظلي أميركي في منطقة مساكن “شركة ساريكو” في كسر دفاعات تنظيم “الدولة” شمالي المدينة، بالإضافة إلى سيطرة “قسد” على أجزاء من “الفرقة 17” ومعمل السكر إلى الشرق منها. ومن الجهة الشمالية الغربية وصلت طلائع “قسد” إلى مفرقي الجزرة والسباهية، المتجاورين، وهما آخر الأحياء العشوائية المحيطة بالمدينة، ويفصلهما عن التوسع العمراني الحديث للمدينة أوتوستراد يربط شمالي الرقة بجنوبها وأتوستراد حلب-الرقة-ديرالزور عبر الجسر الجديد.

 

وما يثير الانتباه أن الجبهة الغربية الجنوبية، باتجاه البادية “الشامية”، هادئة تماماً. وهذه المنطقة تشمل الريف المجاور لمطار الطبقة العسكري وقرية السحل، مسقط رأس والي تنظيم “داعش” في الرقة علي موسى الشواخ. هذا الهدوء ربما تفسره محاولة الأميركيين و”قسد” كسب قلوب الناس هناك، لما يحمله ذلك من رمزية تساهم في ترتيبات ما بعد “داعش” في الرقة.

 

هذا التقدم على الأرض قلّص رقعة سيطرة “داعش” في المدينة إلى أقصى حد لها منذ مطلع العام 2014، فانحصرت في صندق مفتوح لا يزيد طوله من الشرق والغرب عن 10 كيلومترات، فيما لا يزيد عرضه عن 6 كيلومترات في أحسن الأحوال. الصندوق المفتوح نحو نهر الفرات، من الجهة الجنوبية للمدينة، سيبقى مفتوحاً ربما لإتاحة الفرصة لتسلل مقاتلي التنظيم نحو البادية وديرالزور أو لانسحاب قد يُتفق عليه ويجري في أي لحظة وفق ما تُشير إليه المعطيات العسكرية على الأرض والتكتيكات المعمول بها بين التنظيم و”التحالف”. إذ قد تُعقد تسويات اللحظة الأخيرة ويتم فتح طريق لإجلاء المقاتلين، كما حدث سابقاً في الطبقة والمنصورة، في ريف الرقة الغربي.

 

حصر القتال ضمن هذه الرقعة الضيقة، قد يحد من أهمية وفعالية أساليب القتال التقليدي، كما قد يُقلص استعمال السلاح الثقيل، وخاصة مدفعية الميدان والهاون التي تسببت حتى الآن بأكبر الأذى للمدنيين في أحياء وسط المدينة، لصالح حرب المدن وتكتيكاتها من مفخخات وكمائن وعمليات قنص.

 

وكانت تكتيكات الطرفين، المهاجم والمدافع، قد بقيت على حالها منذ أن أطلق “التحالف الدولي” ما عُرِفَ بـ”عملية العزم الصلب” ضد “داعش” في أيلول/سبتمبر 2014. إذ يفتح طيران “التحالف” طريق التقدم أمام القوات الأرضية عبر استخدام تكتيك الأرض المحروقة، ما يدفع مفارز “داعش” إلى التشتت أو الهرب، بينما تبسط القوات الزاحفة نفوذها بالتدريج. وتحدث استثناءات من حين لآخر يقوم فيها التنظيم بعمليات التفاف يستخدم فيها انغماسيين أو سيارات مفخخة لإيقاع أكبر قدر ممكن من الخسائر في صفوف العدو أو تأخير تقدمه، وهذا ما حدث قبل يومين في حي المشلب، شرقي مدينة الرقة، وبالقرب من مدرسة حطين داخل المدينة.

 

إلّا أن الجديد في أدوات “التحالف” في معركة الرقة هو استخدامه لثلاث مرات حتى الآن قنابل الفوسفور الأبيض. “التحالف” اعترف الإثنين باستخدام هذا السلاح المحرم دولياً، لكنه برر ذلك بأن “قانون النزاع المسلح” يقول: “يُسمَح باستخدام طلقات الفوسفور الأبيض للتعيين والإخفاء والتعليم بطريقة تراعي بشكل كامل الآثار الجانبية على المدنيين والمباني المدنية”.

في هذه الأثناء لا تكاد سماء مدينة الرقة تخلو من طيران “التحالف” الحربي، الذي دمَّر خلال الساعات الماضية مبنى سكنياً من أربعة طوابق في الجزء الغربي من المدينة، من دون ورود أنباء عن أساب الاستهداف أو الخسائر البشرية الناجمة عنه.

 

وعلى الصعيد الإنساني، تزداد أوضاع المدنيين سوءاً مع الانقطاع الدائم والكلي للكهرباء وفقدان معظم المواد الغذائية والارتفاع الهائل لإسعاد مواد الطاقة وشح الأدوية وفقدانها من الصيدليات. وتوقف القطاع الطبي نهائياً عن تقديم خدماته باستثناء مستشفى وحيد يعاني نقصاً كبيراً في الكادر البشري. وما زاد الأمور سوءاً أن مقبرة المدينة في تل البيعة، أصبحت تحت سيطرة “قسد” ما اضطر الأهالي إلى دفن قتلاهم في الحدائق العامة؛ حديقة “7 نيسان” وفي حرم “قصر البنات” الأثري.

 

ويسقط نحو 20 مدنياً، قتيلاً يومياً، داخل الرقة، منذ بدء اقتحام المدينة في 6 حزيران/يونيو. وقالت حملة “الرقة تذبح بصمت”، الثلاثاء، إن “قوات سوريا الديموقراطية” قامت “بتهجير من تبقى من سكان حي المشلب إلى مخيم عين عيسى شمال الرقة”، وسط أنباء عن إقامة مركز اعتقال ضخم أنشأته بالقرب من بلدة عين عيسى في الريف الشمالي. الأمر الذي يوحي بأن المعركة داخل المدينة قد تطول، كما يثير مخاوف الأهالي من عمليات سلب ونهب وحرق لبيوتهم وممتلكاتهم سبق أن حدثت أعمال مشابهة لها في سلوك وتل أبيض وحمام التركمان، في ريف الرقة الشمالي في حزيران/يونيو 2015 وفي عدد من قرى وبلدات محافظة الحسكة قبلها ببضعة أسابيع.

 

الأنباء المتواترة عن تعيين التنظيم قائداً عسكرياً جديداً للرقة يحمل الجنسية الأميركية، ويُكنى “أبو حمزة”، هو أمرٌ يُفهم منه أن التنظيم حسم أمره في إطالة أمد معركة الرقة، إذ يُعرف عن المهاجرين ميلهم إلى الاستشراس في القتال والمواجهة، فيما يميل نظراؤهم المحليون إلى عقد المصالحات وإلقاء السلاح. كما يبدو، من جهة أخرى، أن التنظيم يرغب في اقتناص رمزية الموقف، حيث يقود أميركي المواجهة الأخيرة في الرقة ضد قوات تديرها بلاده ويُشكِّل جنودها نسبة لا بأس فيها من القوام البشري للقوات المهاجمة، لأول مرة في سوريا.

 

وزير خارجية قطر: الأسد”حجر عثرة”بيننا وبين موسكو

قال وزير الخارجية القطرية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إن هناك تبايناً بين الدوحة وموسكو بشأن مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد، إذ ترى قطر أنه من غير المقبول أن يتمتع الأسد بحق الترشح لانتخابات رئاسية في سوريا، بينما ترى موسكو عكس ذلك.

 

وفي مقابلة مع صحيفة “فيدوموستي” الروسية، نشرت الثلاثاء، قال الوزير القطري إن مستقبل الأسد يشكل “حجر عثرة” في العلاقة بين البلدين، على الرغم من أن موسكو والدوحة متفقتان على وحدة سوريا، والحفاظ على الاستقرار في المنطقة.

 

وأشار الشيخ محمد إلى أن موسكو لديها قناعة تتمثل في أن الرئيس السوري يجب أن “يترشح في الانتخابات وله حق البقاء في السلطة في حال فوزه. إلا أننا لا نعترف بمثل هذا الحق لهذا المجرم”، خصوصاً و أن الأسد “قتل أكثر من 400 ألف” سوري، وهذا يدفع إلى طلب محاسبته على أعماله.

 

وأشار وزير خارجية قطر إلى أن علاقة الدوحة مع الأسد “كانت قوية” قبل أن تندلع الاحتجاجات في سوريا، وهذا حمل قطر على الطلب منه إجراء إصلاحات استجابة لمطالب الناس، إلا أنه رفض الفكرة، واتخذت قطر قرار “دعم المعارضة المعتدلة”.

 

في هذا السياق، ووسط الاتهامات التي توجه إلى الدوحة بدعم جماعات متشددة في سوريا، قال الشيخ محمد “السعودية، والإمارات، وتركيا، وحتى أوروبا وبريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة دعمت هذه المجموعات (..) هل يعني ذلك أننا جميعاً دعمنا الإرهابيين؟”.

 

وعن التصريحات الأميركية المتناقضة حول الأمة الخليجية في اعقاب قطع السعودية والإمارات والبحرين ودول أخرى علاقاتها مع قطر وفرض حصار عليها، قال وزير خارجية قطر إن موقف الولايات المتحدة الرسمي تجاه الأزمة واضح وهي تدعو إلى “رفع الحصار وحل المشكلة عن طريق الحوار”.

 

درعا:حملة النظام تتصاعد..والنشطاء يطلقون ال”تحرك لأجل درعا

استهدفت مليشيات النظام، الإثنين، أحياء مدينة درعا البلد، بقنابل “النابالم” الحارقة، تزامناً مع استمرار قصف المدينة بالمدفعية والصواريخ والبراميل المتفجرة. المسؤول الإعلامي في الدفاع المدني عامر أبا زيد، قال إن “النظام ألقى عشرات قنابل النابالم على أحياء المدينة، ما أدى إلى إصابة 10 مدنيين على الأقل بجروح وحروق”. وأضاف أن “القنابل أدت إلى اندلاع حرائق هائلة في عدد كبير من المنازل، وخاصة في حي المنشية الذي يشهد اشتباكات عنيفة بين فصائل المعارضة وقوات النظام”.

 

فصائل المعارضة العاملة ضمن “غرفة عمليات البنيان المرصوص” كانت قد تمكّنت من تدمير دبابتين لمليشيات النظام وتفجير عربة شيلكا، وقتل 30 من مليشيات النظام، على جبهة مخيم درعا. حصيلة قصف النظام على أحياء درعا المحررة، بلغت الإثنين وحده، 52 صاروخاً محلي الصنع من نوع “فيل”، وألقت مروحيات البراميل 28 برميلاً متفجراً، و30 لغماً بحرياً، بالإضافة إلى عشرات الغارات الجوية من المقاتلات الروسية وتلك التابعة للنظام. واستهدفت مليشيات النظام بقذائف المدفعية الثقيلة بلدة اليادودة ومدينة طفس في ريف درعا الغربي.

 

“المرصد السوري لحقوق الإنسان” قال إن العملية العسكرية في درعا أوكلت لقوات النظام من “الفرقة الرابعة” و”حزب الله” اللبناني، وهناك قصف جنوني من قبل طائرات النظام الحربية والمروحية على أحياء مدينة درعا بالتزامن مع قصف صاروخي من قبل النظام على المدينة، بعد فشل قوات النظام في تحقيق تقدم على حساب الفصائل. ومني “حزب الله” بخسائر في مدينة درعا قبل أيام.

 

وتستمر حملة مليشيات النظام ليومها التاسع على مدينة درعا البلد، رغم أنها مصنفة ضمن مناطق “تخفيف التوتر” التي أقرها “مؤتمر أستانة” في 4 أيار/مايو. ودفعت مليشيات النظام بالمزيد من التعزيزات العسكرية إلى المدينة، وتتضمن أسلحة متطورة.

 

وأطلق نشطاء من درعا حملة “تحرك لأجل درعا”، وجاء فيها: “تتعرض محافظة درعا منذ يوم الخميس 1/6/2017 لحملة عسكرية همجية نتيجة محاولات اقتحام الأحياء المحررة في مدينة درعا والقرى والمدن المحيطة بها من قبل قوات الأسد مدعومة بميليشيات حزب الله اللبناني، وحركة النجباء العراقية، ولواء الفاطميون الأفغاني، بالإضافة لميلشيات إيرانية وأفغانية أخرى، وذلك باستعمالها مختلف أصناف الأسلحة التي تستهدف المدنيين من براميل متفجرة وصواريخ أرض-أرض قصيرة المدى إضافة لاستعمال النابالم الحارق المحرم دولياً، وتستمر هذه القوات بقصف المدينة جوياً ومدفعياً مستهدفة المدنيين والمؤسسات الخدمية مخلفة مجازر يومية ودماراً هائلاً. ومن المهم الإشارة إلى أن هذه المحاولات يترتب عليها مخاطر إنسانية تهدد مقومات الحياة لأكثر من 70 ألف مدني صامد في أحياء المحافظة ومدنها وقراها. كما أنها تعيق سير العملية السياسية والوصول للعدالة”.

 

الناطق باسم الحملة، مراسل “المدن” أحمد الحوراني، قال إن الهدف منها هو لكشف ما تتعرض له أحياء مدينة درعا المحررة، إذ تجاوز عدد الغارات الجوية 90 غارة، وأسقط قرابة 455 برميلاً متفجراً بعضها من النابالم الحارق المحرم دولياً، وقصفت المدينة بقرابة 500 صاروخ أرض-أرض من نوع “فيل”، خلال أسبوع واحد. وأضاف حوراني أن الهدف هو “فضح ممارسات الدول الضامنة لمخرجات أستانة والتي تصدرت الحملة العسكرية على درعا، خاصة روسيا وإيران”. وتابع: “من الضرورة فضح تلك الدول في عدم جديتها بانهاء معاناة الشعب السوري والتعامل بمنطق العصابة ومحاولة فرض الحل العسكري لا السياسي”.

 

ويكمل بيان الحملة بالقول: “نتيجة لهذا المنعطف الخطر الذي يهدد صمود محافظة درعا مهد الثورة وشرارة انطلاقها، نعلن إطلاق حملة تحرك لأجل درعا، التي تهدف لتعزيز صمود أهالي درعا ضد هجمات قوات الأسد والميليشيات الأجنبية، و إيصال ما يحدث في درعا من مجازر إلى كافة شعوب العالم، في ظل تعامي الدول الغربية والعربية والجهات الإعلامية عن هذه المجازر، ودعمهم لنظام بشار الأسد. كما تهدف هذه الحملة لإدانة إجرام قوات الأسد وروسيا وإيران والمطالبة بإيقاف القصف الهمجي العشوائي، وتذكير العالم بأن أهل درعا يتعرضون بشكل يومي لعمليات قتل ممنهجة بحمم الطائرات الروسية والصواريخ الإيرانية وسكاكين حزب الله اللبناني بمباركة من قوات بشار الأسد”.

 

الغوطة الشرقية وتبعات السقوط “الصامت” لحوش الضواهرة بيد النظام

أيمن أبو المجد

تضاربت الأنباء عن سيطرة قوات النظام على بلدة حوش الضواهرة في الغوطة الشرقية. “جيش الإسلام” المرابط على تلك الجبهة يتحدث يومياً عن قيامه بعمليات صدّ لمحاولات قوات النظام اقتحام البلدة مستخدمةً الأسلحة الثقيلة في ظل قصف صاروخي عنيف. ويقول “جيش الإسلام” إنه يقوم يومياً بإفشال هذه المحاولات، ويدمر أعداداً من الآليات المقتحمة، وينفي نبأ سيطرة النظام على البلدة. وقد بثّ بعض الناشطين صوراً قالوا إنها من داخل حوش الضواهرة، ومن بينها صورة لأحد المساجد لينفوا نبأ سقوطها.

 

في حين تتحدث رواية أخرى عن سيطرة قوات النظام على معظم البلدة، إذ لم يتبق منها سوى الحي الغربي الذي تجري المعارك فيه. أبو محمد الضواهري، أحد أبناء القرية، قال لـ”المدن”: “منذ حوالي 15 يوماً لم تتوقف المعارك في البلدة، إذ تقوم قوات النظام بقصفها بشكل عنيف. ولا يمكننا الوصول إلى بيوتنا ومزارعنا، وقد تمكن النظام من السيطرة على معظم أحياء البلدة ما عدا الحي الغربي الذي فيه جامع صلاح الدين الأيوبي، الذي تم تصويره”. وأضاف الضواهري: “تبعد قوات النظام عن الجامع مسافة 100 متر تقريباً. وقد خسرنا مساحات من الأرض المزروعة والتي لم نتمكن من الوصول إليها بسبب احتدام المعارك في الفترة الماضية”.

 

ويتكتم إعلام النظام على سير المعارك الجارية في حوش الضواهرة، حتى لا يظهر في موقع منتهك اتفاق “مناطق تخفيف التصعيد” الذي تم التوقيع عليه في مؤتمر أستانة الأخير مطلع أيار/مايو. ويحاول النظام قضم المناطق، بصمت، كما فعل مطلع العام 2016 بعد الإعلان عن هدنة مدتها شهراً، استغلها بالسيطرة على أكبر قلاع منطقة المرج؛ “المعهد الزراعي” والفضائية ومزارع شاهر.

 

إستراتيجية قوات النظام تكون دائماً بالتقدم باتجاه الثكنات والقطع العسكرية التي تسيطر عليها المعارضة. وتسعى قوات النظام للتقدم باتجاه “كتيبة الباتشورا” والتي تبعد عنها الآن مسافة تقل عن كيلومتر واحد. وتأتي أهمية الكتيبة بسبب اشرافها على طريق أوتايا–دوما، الذي يُعتبر شريان منطقة المرج الحالي، وطريق الإمداد العسكري من دوما إلى المنطقة. وفي حال وصلت قوات النظام إلى “كتيبة الباتشورا” فقد تتوقف عن الاقتحام على هذا المحور، لتنتقل إلى محور “فوج النقل” في الشيفونية، ذي الأهمية الاستراتيجية لإطلاله على طريق أوتايا-دوما، بشكل مباشر، بالإضافة لاشرافه على “مزارع العب”، العمق الاستراتيجي لمدينة دوما.

 

وحاولت قوات النظام استغلال الاقتتال الداخلي بين فصائل الغوطة الشرقية للتقدم باتجاه “كتيبة بيت نايم” إلا أنها فشلت بعدما تكبدت خسائر كبيرة.

 

سقوط بلدة حوش الضواهرة، لا يعني سقوطها لوحدها فحسب، فهي خط الدفاع الأخير عن طريق إمداد أوتايا-دوما، وفي حال سيطرت قوات النظام على الحي الغربي فيها فستنتقل المعارك إلى الأراضي الزراعية ما سيكشف طريق الإمداد. وهذا الطريق هو المنفذ الوحيد من مدينة دوما إلى ما تبقى من بلدات منطقة المرج لم تسقط بيد قوات النظام سابقاً، وهي أوتايا وحوش الصالحية والزريقية وحزرما والنشابية وبيت نايم.

 

مصير تلك البلدات والقرى يشبه إلى حد ما مصير بلدات القطاع الجنوبي التي حاصرتها مليشيات النظام بطريقة “فكي الكماشة”، وأجبرت أهلها على النزوح منها. وسبق أن انسحب “جيش الإسلام” من القطاع الجنوبي، في فترة الاقتتال الداخلي السابق قبل أكثر من عام، بحجة قطع طريق إمداده من قبل “جبهة النصرة” و”فيلق الرحمن”.

 

ومع تقسيم الغوطة الشرقية الحالي، نتيجة الاقتتال الداخلي، فقد بات يحدّ بلدات المرج من الغرب بلدة الأشعري التي تسيطر عليها “هيئة تحرير الشام”. وفي حال قُطع طريق دوما–أوتايا، من قبل قوات النظام، سيبقى طريق الأشعري هو المنفذ الوحيد للمدنيين باتجاه مدن الغوطة. ومع استمرار الاشتباكات اليومية بين “الهيئة” و”جيش الإسلام” في الأشعري، لا يمكن معرفة إذا ما كان “جيش الإسلام” قد قرر الانسحاب من المنطقة ليتركها لـ”فيلق الرحمن” و”هيئة تحرير الشام” ليرابطوا عليها، أم قد تقبل “هيئة تحرير الشام” بفتح طريق إمداد عسكري لـ”جيش الإسلام” للوصول إلى نقاط رباطه في المرج؟ أم قد يتم شقّ طريق ترابي في الأراضي الزراعية ليكون حلاً إسعافياً لقوات “جيش الإسلام”.

 

أحد القادة العسكريين لـ”هيئة تحرير الشام” قال: “لو أردنا الوصول لطريق أوتايا لوصلنا إليه من أجل السيطرة على جميع مزارع الأشعري، لكن الوصول لهذا الطريق وقطعه سيكون حجة علينا بأننا قطعنا عليهم طريق الإمداد الوحيد، وسيتم اتهامنا بالتسبب في سقوط ما تبقى من بلدات منطقة المرج كما حصل العام الماضي في القطاع الجنوبي. والآن تركنا هذا الطريق لنراعي المعارك الدائرة بين جيش الإسلام وقوات النظام في حوش الضواهرة”.

 

مخاطر سقوط ما تبقى من بلدات منطقة المرج بيد قوات النظام ستكون على مستويات متعددة؛ فقد تكون طيّاً للصفحة الأخيرة لهذه المنطقة، كما طويت صفحة القطاع الجنوبي، وهنا لن يتبقَى من الغوطة الشرقية سوى قطاعي دوما والأوسط. أما على المستوى الإنساني فسيتم تهجير حوالي 1500 عائلة معظمهم من النازحين يعيشون أساساً في ظروف سيئة. وعلى المستوى الزراعي فسيلحق سقوط هذه المنطقة الضرر بجميع أهالي الغوطة الشرقية، عبر خسارة آخر السلال الغذائية للغوطة. وتتجاوز مساحة هذه المنطقة 15 كيلومتراً مربعاً، ومن بعدها لن يتبقَى من الأراضي الزراعية في الغوطة إلا مزارع الأشعري والعب والمساحات التي تفصل بين مدن الغوطة.

 

ولا يكتفي النظام حالياً بمحاولة التقدم من جهة حوش الضواهرة، فحسب، وإنما يحاول الاقتحام من محاور الريحان وأتوستراد حمص ومن بيت نايم، لكن قواته لم تتمكن من إحراز إي تقدم على هذه المحاور.

 

“قاعدة حميميم” الروسية وجّهت رسائل غير مباشرة لأهالي الغوطة الشرقية تحذرهم من خطر وجود “هيئة تحرير الشام” بينهم، وهي التي يعتبرها الروس، بالإضافة إلى تنظيم “الدولة الإسلامية”، فصائل “إرهابية” مستثناة من اتفاق “مناطق تخفيف التصعيد”. ويتضمن التحذير إمكانية قصف مناطق المدنيين التي تتواجد فيها “هيئة تحرير الشام”، ويطلب من الناس العمل على إخراج “الهيئة” من الغوطة. وقد تم استهداف مدينة عين ترما مؤخراً بثلاثة صواريخ “فيل”، للمرة الأولى بعد سيطرة النظام على أحياء دمشق الشرقية، وهذا ما اعتبره الأهالي رسالة تحذير لهم من عمليات عسكرية جديدة. كما عادت قوات النظام مؤخراً لاستهداف مدينة دوما وحي جوبر الدمشقي، بشكل يومي، بقذائف الهاون، بحجة الرد على مصادر النيران التي تستهدف مدينة دمشق ومخيم الوافدين. فهل سيكتفي النظام بمعركة حوش الضواهرة، الصامتة، ويتابع تقدمه في المناطق الزراعية؟ أم سيخرج النظام عن صمته الإعلامي، ويعلن فتح معركة جوبر، بحجة قتال “هيئة تحرير الشام”، لإتمام سيطرته على آخر أحياء دمشق المحررة؟

 

دير الزور ملاذ داعش كما كانت إدلب ملاذا للنصرة

تتداخل الحرب على تنظيم داعش مع باقي ساحات المواجهة في سوريا، الأمر الذي يخلق حالة من الإرباك في فك شفرات المشهد السوري، ويرى مراقبون أن الثابت أن الولايات المتحدة تتخذ من إنهاء وجود التنظيم في الرقة أولوية لها وأن الأخير يدرك أنه لا مناص من الانسحاب حيث الوجهة الأقرب دير الزور.

 

دمشق – تحرز قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة تقدما في الجهتين الشرقية والغربية لمدينة الرقة، الأمر الذي قد يضطر التنظيم إلى الانسحاب من الجهة الجنوبية غير المحاصرة.

 

ولا يستبعد مراقبون حصول سيناريو مشابه لمحافظة إدلب، حيث أن هناك توجها لحصر تنظيم داعش في رقعة جغرافية واحدة هي محافظة دير الزور المحاذية للحدود العراقية والتي يسيطر التنظيم على معظمها.

 

وتحولت محافظة إدلب خلال السنوات الأربع الماضية من عمر الصراع في سوريا إلى معقل رئيسي لجبهة فتح الشام (تنظيم النصرة قبل إعلانها فك الارتباط التنظيمي مع القاعدة) المدعومة قطريا وتركيا، رغم وجود فصائل أخرى مؤثرة في هذه المحافظة على غرار حركة أحرار الشام.

 

وهناك اليوم تساؤلات تطرح حول مصير إدلب، وعما إذا كانت ستتعرض لحملة عسكرية كبرى من النظام السوري، أم أن تركيا ستتكفل بتحجيم جبهة فتح الشام تدريجيا، خاصة مع ورود معطيات أنها بصدد تشكيل جيش كبير في المحافظة يجمع العديد من الفصائل، لإنهاء احتكار الجبهة، تمهيدا لضربها.

 

وترتبط تركيا باتفاقيات مع الجانب الروسي من ضمنها ضرورة وقف دعم جبهة فتح الشام وإنهاء وجودها باعتبارها تنظيما إرهابيا، في مقابل تحقيق تعاون مثمر بين الجانبين ما يسمح لأنقرة بالمناورة مع الولايات المتحدة التي تدعم الوحدات الكردية العدو الأبرز لتركيا على الساحة السورية.

 

ويرى محللون أن اختيار محافظة دير الزور بالذات لتكون الجهة التي يلجأ إليها داعش بعد استنفاد فرص بقائه في الرقة على ضوء الحملة الكبرى التي تشنها قوات سوريا الديمقراطية ليس اعتباطيا.

 

ويهدف الدفع بالتنظيم صوب دير الزور إلى ضرب عصفورين بحجرة واحدة، وهو تسهيل عملية القضاء عليه في سوريا خاصة وأن المحافظة تعد الثانية من حيث حضور التنظيم بعد الرقة، كما أنه سيكون بالإمكان محاصرته من جميع الجهات: شمال شرق سوريا، والوسط، والجنوب الشرقي، والغرب (من الجهة العراقية).

 

والنقطة المهمة أيضا في الحسابات الأميركية أن الدفع بالتنظيم صوب دير الزور سيساهم في خلط حسابات نظام الرئيس بشار الأسد وداعميه الإيرانيين، وعرقلة مفاعيل تقدمهم صوب الحدود العراقية السورية.

 

وأعلنت إيران مؤخرا أنها نجحت في اختراق الخطوط الحمراء الأميركية بفتح ميليشياتها معبرا على الحدود العراقية السورية.

 

وعرضت وكالة تسنيم التابعة للحرس الثوري الإيراني صورا لقائد فيلق القدس قاسم سليماني وهو يصلي على الحدود بين البلدين رفقة عناصر قالت إنهم من لواء “فاطميون” الأفغاني.

 

 

جيمس ماتيس: الضربات الأميركية ضد القوات الموالية للحكومة السورية دفاع عن النفس

وفي تصريح له الثلاثاء اعتبر مستشار المرشد الأعلى لإيران علي أكبر ولايتي أن “التواصل الذي حصل أخيرا بين قوات الحشد الشعبي والقوات العراقية من جهة، والجيش السوري وحلفائه من جهة أخرى في الحدود العراقية السورية يعتبر نصرا استراتيجيا لحلفاء إيران ومحور المقاومة الذي يبدأ من طهران وينتهي في لبنان، مرورا بالعراق وسوريا لمواجهة الكيان الصهيوني وحُماته”.

 

ويرى معارضون سوريون أن هذا التقدم لو تحقق فعليا فإن مصداقية الإدارة الأميركية ستصبح على المحك خاصة وأنه لا يمكن الاعتداد بالضربات الخجولة التي شنتها طائرات التحالف على الميليشيات الإيرانية في هذا الجانب، والتي اعتبرها وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس الثلاثاء أنها لا تتعدى حدود “الدفاع عن النفس”.

 

في مقابل ذلك يرى خبراء عسكريون أن السماح لإيران بفتح ثغرة على حدود سوريا والعراق إنجاز ظرفي يمكن نسفه في أي لحظة في ظل الغلبة الجوية لواشنطن، وأن الأمر يبقى رهين التوافقات الأميركية الروسية.

 

ويشير هؤلاء إلى أن الولايات المتحدة الآن تضع في قمة أولوياتها إخلاء الرقة من أي وجود لداعش، والذي قد يتحقق بسرعة غير متوقعة، مع تداول معطيات عن أن المئات من عناصر التنظيم بدأوا بالانسحاب صوب محافظة دير الزور على وقع اشتداد المعارك بالقرب من المدينة القديمة في الرقة.

 

وقالت المتحدثة باسم حملة “غضب الفرات” لاستعادة الرقة جيهان الشيخ أحمد، الثلاثاء، “تدور اشتباكات عنيفة مع داعش الذي يلجأ بشكل كبير إلى الألغام والقناصة ويرسل بين الحين والآخر السيارات المفخخة”.

 

ومنذ دخولها إلى المدينة في السادس من الشهر الحالي، تمكنت قوات سوريا الديمقراطية من السيطرة بشكل كامل على حي المشلب في الجهة الشرقية وحي الرومانية في الجهة الغربية.

 

وتسعى هذه القوات لبسط سيطرتها الكاملة أيضا على حي الصناعة (شرق) المحاذي للمدينة القديمة حيث يتحصن تنظيم الدولة الإسلامية بشكل كبير.

 

وتشكل السيطرة على حي الصناعة بداية المعركة الحقيقية في الرقة، إذ أن قوات سوريا الديمقراطية ستدخل منه إلى وسط المدينة انطلاقا من المدينة القديمة.

 

وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان “سيشهد وسط المدينة معركة الرقة الرئيسية”، مشيرا إلى الأنفاق الكثيرة التي حفرها الجهاديون في هذا الجزء من المدينة حيث يتحصن عدد كبير منهم.

 

وتؤكد مصادر من داخل الرقة أن التنظيم يحاول جاهدا عرقلة تقدم قوات سوريا الدمقراطية ولكن دفاعاته آخذة في الانهيار ولن تكون له من فرصة سوى الفرار صوب دير الزور أو ريف حلب، الأمر الذي يسعى الجيش السوري والميليشيات الداعمة للحيلولة دونه.

 

وقالت وحدة الإعلام الحربي التابعة لميليشيا حزب الله اللبنانية، الثلاثاء، إن حليفها الجيش السوري حقق تقدما مفاجئا ضد داعش في المنطقة الواقعة غربي الرقة.

 

وتمثل المنطقة بين أثريا والطبقة إلى الغرب من الرقة، أهمية كبرى للنظام نظرا لإمكانية استخدام داعش لها لمهاجمة بلدات وخطوط إمداده. وأوضح الإعلام الحربي لحزب الله أن الجيش توغل جنوبا حتى طريق أثريا-الطبقة السريع على بعد حوالي 32 كيلومترا من مواقعه جنوبي مسكنة.

 

ولطالما استخدم التنظيم الطريق لمهاجمة مواقع على طول خط إمداد الحكومة الرئيسي إلى حلب قرب أثريا ومن شأن السيطرة عليه أن تساعد الجيش في التقدم إلى الصحراء.

 

وأكد المرصد تقدم الجيش لافتا إلى أن ذلك سيخفف على الأخير الضغط على طريق أثريا-خناصر وهو جزء من خط إمداد الحكومة إلى حلب.

 

قطر تحتضن اجتماع كبار المانحين لدعم سوريا  

دعا مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أحمد المريخي ممثلي كبار المانحين لسوريا إلى إظهار مزيد من الدعم الإنساني وبشكل فعال.

 

وقال المريخي في كلمته أمام اجتماع مجموعة كبار المانحين لدعم سوريا الذي تستضيفه الدوحة اليوم الأربعاء إن الأزمة السورية أثبتت أنها تجاوزت حدود سوريا الجغرافية.

 

كما أعرب عن أمله في أن تساهم جميع الأطراف المتصارعة في سوريا في تخفيف القيود والسماح للمنظمات الإنسانية بإيصال مساعداتها إلى المحتاجين.

 

من جهته، جدد الأمين العام لوزارة الخارجية لدولة قطر أحمد الحمادي حرص الدوحة على الاستمرار في الاضطلاع بأدوارها الإنسانية في سوريا في ظل ما قال إنه عجز المجتمع الدولي عن التوصل إلى حل ينهي الأزمة.

 

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

حي القابون بدمشق مصير أسوأ من التهجير  

مصير الحاجة أم محمود المصري في حي القابون بدمشق هو صورة مصغرة لما يواجهه ما تبقى من العائلات في الحي الذي هجر أهله منه الشهر الماضي، ولكن بعضهم تشبث بما تبقى من منزله وأرضه بعد ضمانات من النظام لم يفِ بها.

 

قوات النظام المدججة بالسلاح اجتاحت منزل الحاجة أم محمود دون مراعاة لحرمات المنازل وأهلها، وهمت العناصر بسرقة أثاث المنزل رغم بساطته، لكن الحاجة لم تصبر على عدوانهم، فحاولت اعتراضهم فكانت رصاصات الضابط التي مزقت جسدها الهرم أسرع من محاولتها، ليعود زوجها ويجد المنزل قد خلا من أثاثه وحلت مكانه الدماء.

حي القابون الدمشقي بات خاليا من أغلب أهله الذين هُجروا بفرض قوات النظام اتفاق تهجير على الأهالي والمعارضة المسلحة منتصف الشهر الماضي، ولم يبق في الحي سوى عشرات العائلات التي آثرت البقاء فيه وفي ما بقي من منازلها والعيش مع ذكرياتهم متشبثين بأرضهم، وذلك بعد تقديم ضمانات عديدة من قوات النظام بشكل مباشر أو عن طريق لجنة المفاوضات.

 

لكن الضمانات لم تنفذ فعليا على الأرض، والأوضاع الإنسانية تزداد سوءا، فقوات النظام تستمر في فرض حصار على الحي وتمنع خروج الأهالي منه إلا في ساعات محددة ولمدة محددة و رفقة عنصر من قوات النظام يشرف على كل ما يتم شراؤه، كما أنه لديه السلطة لمنع شراء أي سلعة.

سجن دون أسوار

وبات الحي أشبه بسجن من دون أسوار، بحسب وصف الحاج أبو سامر -وهو أحد المتبقين في الحي- الذي أشار إلى أن قوات النظام أفرغت 90% من أثاث المنازل، ولا أحد بإمكانه الاعتراض.

 

ويضيف أبو سامر أن قوات النظام تمنعهم من زيارة أقاربهم في دمشق، مشيرا إلى أن الخروج من الحي يقتصر على شراء بعض المستلزمات اليومية فقط.

 

ولم تكتف قوات النظام بسرقة المنازل، بل أحرقت العديد منها بتهمة استخدامها من قبل مقاتلي المعارضة كمقار ومكاتب إعلامية وإغاثية، في عمل انتقامي بحسب ما أفاد به الناشط فادي الصيرفي.

 

ويقول الصيرفي “بعد خروجنا إلى إدلب وصلنا خبر من أحد جيراننا بأن قوات النظام أحرقت مكتبنا الإعلامي وأخبرت الأهالي بأن كل مكان وطأته أقدام من وقف بوجه الدولة مصيره الحرق”، واعتبر الصيرفي ذلك تطبيقا لمقولة قوات النظام “الأسد أو نحرق البلد”.

 

وتمنع قوات النظام أهالي حي القابون الذين نزحوا منه في وقت سابق إلى المناطق الخاضعة لسيطرته من العودة للحي، كما أنها لم تسمح لهم حتى بمعرفة مصير منازلهم أو الاطلاع عليها، بحجة وجود ألغام ومتفجرات زرعتها المعارضة المسلحة، وتعدهم بالعودة حالما تنتهي عمليات التفتيش ونزع الألغام وتفجير الأنفاق، في محاولة للمماطلة -بحسب متابعين- ضمن خطة التغير الديمغرافي.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

أمريكا تنشر راجمات طويلة المدى داخل الأراضي السورية

واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) — كشف ثلاثة من المسؤولين العسكريين الأمريكيين حصريا لـCNN عن قيام الجيش الأمريكي بنقل نظام الراجمات الصاروخية الأمريكية المتطورة السريعة الحركة HIMARS “هيمارس” من الأردن إلى داخل الأراضي السورية للمرة الأولى منذ بدء العمليات الأمنية الأمريكية في ذلك البلد، وقامت بنشره قرب قاعدة التدريب التي يديرها التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن في منطقة التنف الحدودية.

 

ويوفر نظام “هيمارس” القادر على إطلاق الصواريخ حتى مسافة 300 كيلومتر دفعا قويا للجهود العسكرية الأمريكية في تلك المنطقة التي تركزت الأنظار عليها مؤخرا بعد سلسلة من الضربات الجوية التي نفذها طيران التحالف ضد قوات موالية للنظام السوري تنشط بالقرب منها.

 

ولفتت المصادر العسكرية الأمريكية إلى أنها المرة الأولى التي يدخل فيها النظام المنقول على متن شاحنات ضخمة إلى الأراضي السورية مباشرة، ولكنها ليست المرة الأولى التي يُستخدم في سوريا، إذ سبق لواشنطن أن لجأت إليه في شمال البلاد دعما لـ”قوات سوريا الديمقراطية” في عملياتها ضد تنظيم داعش، كما استخدم الجيش الأمريكي مدافع من نوع M777 لدعم القوات نفسها.

 

وسبق للقوات الأمريكية أن استخدمت الصواريخ التي يطلقها النظام لضرب أهداف تابعة لداعش من قواعد أمريكية موجودة على الحدود السورية في الأردن وتركيا. كما استُعملت الصواريخ نفسها ضد معاقل داعش في العراق.

 

وكانت منطقة التنف قد شهدت مواجهة جوية الأسبوع الماضي، إذ أعلن الجيش الأمريكي أن إحدى مقاتلاته أسقطت طائرة بدون طيار إيرانية الصنع كانت تٌستخدم لدعم قوات موالية للنظام السوري. وقال العقيد راين ديلون، الناطق باسم التحالف الدولي لمحاربة داعش، إن الجيش الأمريكي عزز وجوده في منطقة التنف ردا على تعزيزات من موالين للنظام السوري.

 

وكان مسؤولون أمريكيون قد قالوا لـCNN في وقت سابق إن قوات موالية للنظام ولإيران تحاول تعزيز وجودها في المنطقة وخلق ما أطلقوا عليه اسم “الحزام الاستراتيجي” الذي يمكنه أن يربط إيران برا بالبحر الأبيض المتوسط.

 

مبادرة فرنسية وشيكة يقودها ماكرون لتسوية النزاع بسوريا

دبي – قناة العربية

تعكف #باريس حالياً على بلورة مبادرة سياسية دبلوماسية لتسوية النزاع في #سوريا، حسب ما نقلته صحيفة “الشرق الأوسط” عن مصادر دبلوماسية أكدت أن السلطات الفرنسية تكثف اتصالاتها مع موسكو وواشنطن وبلدان عربية حول هذا الموضوع.

ووفقا للصحيفة، فإن الإعلان عن المبادرة الفرنسية سيأتي من قبل الرئيس إيمانويل #ماكرون الذي يسعى لإعادة #فرنسا وأوروبا إلى دائرة الاتصالات بعد أن تم تهميشها في الفترة الأخيرة.

إلا أنه وفقا للمصادر نفسها، فإن المبادرة الحالية لا زالت بحاجة إلى وقت لإنضاجها.

 

القوات السورية والميليشيات الإيرانية تفتح الحدود بين العراق وسورية

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 13 يونيو 2017

 

روما ـ رغم التهديدات الأمريكية بقصف كل من يقترب من قاعدة التنف العسكرية ومعبر التنف قرب الحدود السورية – العراقية، قال وسائل الإعلام الرسمية السورية إن قوات النظام والميليشيات الرديفة لها قد استطاعت فتح الطريق الدولي بين سورية والعراق، وأكّدت أن الشاحنات بدأت تعبر الحدود بين البلدين لأول مرة منذ سنوات، دون أن تنشر صوراً أو أفلاماً حديثة تؤكد ذلك.

 

وقال مصدر عسكري سوري إن الجيش السوري والقوات الرديفة تمكّنت من الوصول إلى الحدود العراقية، وأنه يجري العمل على إزالة كافة الألغام والمفخخات التي خلفها مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية في الصحراء، تمهيداً لفتح حركة العبور بشكل كامل بين العراق وسورية.

 

وقال مصدر عسكري سوري رسمي في بيان بثّ عبر مقطع فيديو على الانترنيت إن الجيش السوري تمكّن من تنظيف نحو 20 ألف كم2 خلال أربعة أسابيع، والوصول إلى الحدود السورية – العراقية، وأضاف “لقد تقدم الجيش لمسافة تصل إلى 200 كم لتفويت الفرصة على ما يسمى (التحالف الدولي) لقطع طريق سورية – العراق في منطقة التنف، وتأتي أهمية هذا الإنجاز في فتح طرق الإمداد مع العراق الشقيق”.

 

ووفق المصادر السورية المتطابقة، فقد وصلت طلائع قوات النظام والميليشيات المرافقة لها التابعة لإيران إلى الحدود العراقية شمال شرق معبر التنف.

 

وقال مصدر في المعارضة السورية المسلحة من مدينة تدمر وسط سورية إن الميليشيات التابعة لإيران تخضع لإدارة مباشرة من قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، وأكّد لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء أن سليماني يقوم شخصياً بتوجيه القوات التي تسعى لعبور البادية والوصول إلى الحدود السورية – العراقية، سعياً بتأمين طريق بري بديل عن طريق الشمال السوري الذي يُسيطر عليه أكراد سوريون يُسيطرون على تلك المنطقة من الشمال السوري بدعم أمريكي مباشر.

 

إلى ذلك قال مصدر عسكري آخر في الجبهة الجنوبية التابعة للمعارضة السورية إن هدف قوات النظام هو الوصول إلى مدينة دير الزور شمال شرق سورية، بينما الغاية الأساس للميليشيات الإيرانية المرافقة لقوات النظام السوري والمُشرفة عليها هو فتح طريق من العراق عبر سورية نحو الساحل السوري.

 

وكانت الولايات المتحدة قد حذّرت قوات النظام السوري والميليشيات العراقية واللبنانية التي تشرف عليها إيران من الاقتراب من معبر التنف وقاعدة التنف العسكرية التي يُسيطر عليها جنود أمريكييون ونرويجيون، وقصفت رتلاً عسكرياً للميليشيات الموالية لإيران في النصف الأول من الشهر الماضي، وتسبب بتدميره، كما ألقت منشورات الأسبوع الماضي تُحذّر فيها من اقتراب هذه القوات من المعبر والقاعدة، وهو ما يتناقض مع ما تؤكده المصادر العسكرية التابعة للنظام السوري.

 

وإن تمكنت قوات النظام السوري والمجموعات التابعة لإيران، عراقية ولبنانية، من التقدم للحدود

 

السورية – العراقية، فإن هذا يعني نجاح إيران في فتح (كوريدور) جديد بين البلدين للأسلحة والمقاتلين، بعد أن أُغلق الممر السابق الذي يعبر من شمال وشمال شرق سورية نحو محافظتي طرطوس واللاذقية غرب سورية، ونحو معسكرات حزب الله اللبناني في لبنان.

 

وتقول وسائل الإعلام السورية الرسمية إن “الصحراء المفتوحة، والتضاريس المعقدة، والظروف المناخية القاسية، لم تمنع وصول مقاتلي الجيش وحلفائه إلى الحدود السورية العراقية، حيث أثبتوا خلال عمليتهم العسكرية قدرتهم على التعامل والتكيف مع جميع الظروف مهما اشتدت قسوتها، وصدوا عشرات الهجمات الداعشية الإرهابية ليُعلنوا بعدها تحرير آلاف الكيلومترات المربعة من البادية السورية”.

 

وقلّلت وكالة الأنباء الرسمية السورية من قوة قوات التحالف وقالت في تقرير لها اليوم (الثلاثاء) “إن الأهمية العسكرية والاقتصادية لانتصارات الجيش العربي السوري في البادية السورية، تُضاف إلى الأهمية الاستراتيجية والسياسية حيث برهن للعالم أجمع أن الجيش وحلفاءه هم القوة الوحيدة القادرة على سحق الإرهاب رغم أنوف داعميه بشكل مباشر أو غير مباشر، حيث حاول تحالف واشنطن عبثاً عرقلة تقدم الجيش باعتداءات سافرة على الجحافل المتقدمة فكانت الرسالة الواضحة لكل ذي بصيرة أن داعش هو حصان طروادة لواشنطن للعودة إلى المنطقة وخرق سيادات الدول والقوانين الدولية”.

 

وقال مصدر عسكري للوكالة نفسها إن وحدات من الجيش السوري بالتعاون مع “القوات الحليفة” نفّذت “عمليات ناجحة اتسمت بالسرعة والدقة بمشاركة مختلف صنوف القوات في بادية تدمر، أحكمت خلالها السيطرة على مساحة 100 كم2 جنوب مدينة تدمر وشمالها الشرقي”.

 

مجلس درعا يناشد المنظمات الدولية بمساعدة المدنيين

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 13 يونيو 2017

 

 

روما- ناشد المجلس المحلي لمحافظة درعا جنوبي سورية، كافة المنظمات الحقوقية والدولية، بـ”تقديم المساعدة لأهالي المدينة، وإيقاف الحملة العسكرية الشرسة التي يشنها نظام الأسد وحلفائه على المدينة.“

 

وقال المجلس “إن عمليات القصف المستمرة تسببت بتدمير البنى التحتية وتعرض كافة المشافي الميدانية للدمار وخروجها عن العمل، معتبراً أن هذه الأفعال يخالف جميع المواثيق الدولية والعهود”، حسبما جاء في بيان نقلته عنه الدائرة الإعلامية للائتلاف الوطني السوري المعارض

 

وأعلن المجلس المحلي أن “مدينة درعا وكافة البلدات المحيطة بها وعلى الأخص حي المنشية، مناطق منكوبة، وأكد على ضرورة تقديم الدعم والإغاثة لأهالي المدينة”.

 

وتتهم المعارضة “قوات النظام والميليشيات الإيرانية” بأنها “استهدفت أحياء مدينة درعا خلال الفترة الواقعة ما بين 4 حتى 12 حزيران/يونيو بأكثر من 500 برميلاً متفجراً و500 صاروخاً من طراز (أرض – أرض)، وأغار الطيران الروسي بما يقارب 100 غارة جوية على أحياء المدينة”.

 

ولقد أدان الائتلاف الوطني بشدة هذه “الحملة التصعيدية”، وقال إن الهجمات هي “خرق واضح لقرارات مجلس الأمن والتزامات الأطراف فيها”.

 

وطالب الائتلاف الوطني كافة أعضاء المجتمع الدولي بـ”تحمل مسؤولياتهم تجاه الاستخدام المتكرر لبراميل النابالم الحارقة والعشوائية والمحرمة دولياً من قبل قوات النظام والأطراف الداعمة له بحق المدنيين السوريين”، وحذر من “استمرار الصمت على هذه الحملة الإجرامية الهمجية”.

 

المقاتلون الأكراد السوريون يحررون عبيدا من أيدي الدولة الإسلامية

من رودي سعيد وإلن فرنسيس

 

القامشلي (سوريا)/بيروت (رويترز) – استعبد مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية نورا خلف لثلاث سنوات فقد اقتادوها من قريتها الصغيرة بالعراق إلى الأراضي الخاضعة لسيطرتهم في سوريا واشتروها وباعوها خمس مرات قبل أن تتحرر أخيرا مع أطفالها الأسبوع الماضي.

 

تقول قيادية بوحدات حماية المرأة الكردية لرويترز إن نورا واحدة من الكثير من اليزيديات اللاتي عقد المقاتلون الأكراد العزم على تحريرهن من قبضة التنظيم المتشدد في عمليات سرية.

 

وأطلقت الوحدات على العملية اسم “حملة انتقام لنساء سنجار” موطن الأقلية اليزيدية بالعراق التي اجتاحها المتشددون في صيف عام 2014.

 

وقال شهود ومسؤولون عراقيون إن المتشددين ذبحوا واستعبدوا واغتصبوا الآلاف حين اجتاحوا شمال العراق ومارسوا التطهير ضد الأقلية اليزيدية. ويعتقد أن نحو ثلاثة آلاف امرأة ما زلن في الأسر.

 

وقالت نسرين عبد الله القيادية في وحدات حماية المرأة إن نحو 200 امرأة وطفل من شمال العراق تحررن في أجزاء مختلفة من سوريا حتى الآن.

 

أنقذتهن وحدات حماية الشعب الكردية ووحدات حماية المرأة التي تتألف من النساء فيما وصفتها بأنها عمليات سرية في أراض تخضع لسيطرة الدولة الإسلامية بدأت العام الماضي. وامتنعت نسرين عن كشف المزيد من التفاصيل لأسباب أمنية.

 

وأضافت أن الوحدات الكردية بدأت هذه المهمة في إطار الحملة التي تشنها وتدعمها الولايات المتحدة لاستعادة الرقة معقل التنظيم المتشدد في سوريا.

 

وبدأ تحالف من جماعات كردية وعربية تتصدره وحدات حماية الشعب التوغل في الرقة الأسبوع الماضي بعد الزحف على المدينة منذ نوفمبر تشرين الثاني.

 

وقالت نسرين “من وقتها لهلأ و نحن نجاهد إنه نحرر اليزيديات يلي أسرى عند داعش”. وأضافت أن المقاتلين الأكراد اتصلوا بها ووضعوا “مخططا بشكل مناسب” لتحريرها دون أن يمسها سوء.

 

* كلمة سر

 

قالت نورا إن مقاتلا بالدولة الإسلامية استعبدها منذ عام في محافظة حماة السورية وإن أبناءها كانوا معها حين هربهم رجل لم تكشف عن هويته في العملية التي نسقتها وحدات حماية الشعب الكردية.

 

وأضافت أن الخطة وضعت بفضل القواعد التي يفرضها تنظيم الدولة الإسلامية وتمنع المقاتلين من أخذ هواتفهم المحمولة إلى جبهة القتال. ترك الجهادي الذي كان يحتجز نورا هاتفه في المنزل مما سمح لها بالاتصال بشقيقها الذي طلب بدوره المساعدة من وحدات حماية الشعب.

 

وقالت نورا (24 عاما) “كان أبو عمير يترك هاتفه في البيت عندما يذهب للرباط. كنت حافظة لرقم أخي”.

 

في النهاية تم إبلاغ نورا بأن عليها انتظار اتصال من رجل سيأتي لإنقاذها. أخبرها بكلمة سر متفق عليها حتى تعرف أن الرحيل معه آمن.

 

وقالت لرويترز في مدينة القامشلي السورية بالشمال الشرقي الذي يسيطر عليه الأكراد “أنا مسرورة في إقامتي هنا، وبعد استراحتي هنا سوف أذهب لألتقي بأخي”. وستعود قريبا إلى منطقة سنجار الجبلية.

 

وبعد أن خطف مقاتلو الدولة الإسلامية نورا وأطفالها الأربعة عام 2014 نقلوها عبر مناطق مختلفة من شمال العراق بصحبة عشرات النساء من بلدتها كوجو في سنجار. وقالت “لا أعرف حتى الآن ما الذي جرى لزوجي”.

 

وقالت نورا إن في إحدى المراحل حين كانت أسيرة حبسها المتشددون في سجن تحت الأرض في الرقة وفي فترة أخرى احتجزوها بسجن في تدمر.

 

وأضافت “اقتادنا إلى سوق تحت الأرض وكان هذا السوق لبيع النساء، حيث كانوا يعرضوننا أمام عناصر التنظيم وكل واحد منهم يختار الفتاة التي تعجبه”. وأجبرها المقاتلون على خدمتهم والطهي لهم وضربها البعض واغتصبوها مرارا.

 

والآن تقيم نورا وأطفالها في مركز إيواء تديره هيئة المرأة التابعة للإدارة التي يقودها الأكراد في شمال شرق سوريا.

 

وقالت نسرين القيادية بوحدات حماية المرأة إن الوحدات توصل النساء لأقاربهن في شمال العراق من خلال التنسيق مع لجنة من اليزيديين حول سنجار.

 

وقبل شهرين أنقذ المقاتلون الأكراد أيضا ابنة نورا البالغة من العمر سبعة أعوام التي بيعت قرب الرقة وأرسلوها إلى أقاربها في سنجار.

 

وقالت نسرين “ونورا كمان رح نسلمها عن طريق هيئة المرأة… و رح تشوف بنتها هنيك كمان”.

 

ومضت قائلة “يلي بتم تحريرن صرلن سنوات بعيدين عن أهلن، العيشة بين هيدول الدواعش… بيفرض عليهن انحلال وانسلاخ. حقيقة في صعوبة من هالنقطة… بنفيستهن عقد يعني فمشان هيك لازملن اهتمام نفسي”.

 

(إعداد دينا عادل للنشرة العربية – تحرير محمد اليماني)

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى