أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأربعاء 14 شباط 2018

 

دمشق ترفض لجنة لتعديل الدستور بإشراف دولي

بيروت، دمشق، موسكو – «الحياة»، أ ف ب، رويترز

 

في ضربة لمساعي التوصّل إلى ركائز حل سياسي للأزمة السورية، رفض النظام أمس جهود الأمم المتحدة لتشكيل لجنة لصياغة دستور جديد للبلاد، وهي النتيجة الرئيسة التي خرج بها مؤتمر «الحوار الوطني السوري» في سوتشي الشهر الماضي. تزامن ذلك مع تصاعد الخلافات الدولية على الساحة السورية، خصوصاً التجاذب الأميركي– الروسي، والهوة التي تزداد اتّساعاً بين أنقرة وواشنطن.

 

وبرز اعتراض النظام السوري على جهود تشكيل «لجنة سوتشي» وتصويبه على المبعوث الدولي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا. واعتبر معاون وزير الخارجية السوري أيمن سوسان في مؤتمر صحافي في دمشق أن «أي لجنة ليست سورية تشكيلة ورئاسة وأعضاء، نحن غير ملزمين بها ولا علاقة لنا بها».

 

وقال سوسان إن البيان الختامي للمؤتمر حدّد «مهام اللجنة وولايتها وعدد أعضائها الذين يجب أن يكونوا حكماً من المشاركين في سوتشي»، في إشارة إلى رفض دمشق مشاركة أعضاء من «هيئة التفاوض لقوى الثورة والمعارضة» التي قاطعت المؤتمر، لكنها أكدت تعاونها في تشكيل لجنة دستورية إذا كانت تحت إشراف الأمم المتحدة.

 

وهاجم المسؤول السوري دي ميستورا، معتبراً أن «سبب البلبلة هو التفسيرات المشوّهة» التي يقدمها، فيما أن «المؤتمر لم يعطه أي سلطة على أي شيء على الإطلاق وهو يلعب دور ميسّر الأعمال وليس الوسيط»، بحسب تعبيره.

 

وكان دي ميستورا أعلن أنه سيحدد المعايير الخاصة بأعضاء اللجنة وسيختار حوالى 50 شخصاً من النظام والمعارضة وجماعات مستقلة، فيما لفتت مصادر بعد انعقاد المؤتمر إلى أن دمشق غير راضية عمّا توصل إليه.

 

وهدّد سوسان إسرائيل بـ «مفاجآت أكثر» في حال شنّت مزيداً من الهجمات على الأراضي السورية، بعد إسقاط الدفاعات الجوية السورية مقاتلة إسرائيلية من طراز «أف-16» السبت. في المقابل، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، أن تل أبيب «تواصل التحرك لحماية مصالحها من دون قيود».

 

وصعّد كل من موسكو وأنقرة من لهجة اتهاماتهما إلى واشنطن في شأن تعاملها مع الملف السوري. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن الولايات المتحدة تعمل على إنشاء «ما يشبه الدولة» على الضفة الشرقية لنهر الفرات حتى الحدود العراقية، ما يقوّض وحدة أراضي البلاد»، فيما حذّر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من أن قرار الولايات المتحدة تقديم دعم مالي لـ «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) «سيؤثر» قطعاً في القرارات التي سنتخذها»، في وقت تواصل أنقرة عمليتها العسكرية ضد المقاتلين الأكراد شمال غربي سورية. وأتى ذلك بعد إعلان «البنتاغون» تخصيص مبلغ 550 مليون دولار لتدريب «قسد» وتجهيزها وتأسيس القوة الأمنية الحدودية.

 

ميدانياً، أصبحت محافظة إدلب خالية بالكامل من تنظيم «داعش» بعدما أعلنت المعارضة السورية ومصادر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس أن حوالى 400 من مسلحي التنظيم سلّموا أنفسهم إلى الفصائل المقاتلة بعد معارك عنيفة على جبهة الخوين في الريف الجنوبي للمحافظة، وذلك بعد أيام على وصولهم إلى المنطقة بعد فتح ممرّ لهم من جانب قوات النظام، وفق موقع «المرصد» ومصادر المعارضة.

 

وذكرت غرفة عمليات «دحر الغزاة» المشكلة من فصائل مقاتلة في بيان، إنها «تمكنت بعد اشتباكات عنيفة دامت أكثر من ثلاثة أيام، من قتل وجرح العشرات من فلول التنظيم، وأسر من تبقى منهم في بلدة الخوين جنوب شرقي إدلب»، وأشارت إلى أنها «أنهت كابوس» دخول التنظيم إلى المحافظة.

 

إدلب خالية من «داعش» بعد «استسلام» مقاتليه

بيروت – أ ف ب

 

سلم مقاتلون من تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) مع أفراد من عائلاتهم أنفسهم اليوم (الثلثاء) إلى فصائل إسلامية مقاتلة في محافظة ادلب السورية، لتصبح المحافظة بأكملها خالية من التنظيم، وفق ما أكد ناطق معارض والمرصد السوري لحقوق الإنسان.

 

وأفاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن بأن «نحو 250 مقاتلاً من تنظيم داعش مع عائلاتهم، أي 400 شخص بالإجمال، كانوا محاصرين في منطقة الخوين (جنوب محافظة إدلب) سلموا أنفسهم إلى تحالف فصائل إسلامية في إدلب»، تقاتل قوات النظام السوري و«داعش» على حد سواء.

 

من جهة أخرى، قال الناطق باسم فصيل «جيش النصر» أبو المجد الحمصي إنه «تدور اشتباكات طاحنة منذ فجر أمس (…) ودكت مدفعيتنا أوكارهم في منطقة الخوين حتى رضخوا لتسليم أنفسهم». وأضاف أنه سيتم عرض مقاتلي التنظيم أمام «المحكمة المختصة، وسيتم التحقيق معهم للقضاء على الخلايا التي زرعوها».

 

وأوضح عبد الرحمن أنه بعد أن سلموا أنفسهم، باتت محافظة إدلب «خالية من التنظيم».

 

وكانت فصائل مقاتلة وإسلامية طردت التنظيم في العام 2014 من محافظة ادلب، ولم يتمكن من العودة إليها إلا قبل أسابيع مستغلاً المعارك الدائرة بين الجيش السوري من جهة والفصائل الإسلامية وأبرزها «هيئة تحرير الشام» (النصرة سابقاً) من جهة ثانية.

 

وتمكن التنظيم إثر ذلك من التوسع في المنطقة الحدودية بين محافظات حلب (شمال) وحماة (وسط) وإدلب.

 

وأعلن الجيش السوري في التاسع في شباط (فبراير) طرد التنظيم من كامل محافظتي حلب وحماة، مشيراً الى أنه لم يبق تحت سيطرته سوى جيبً صغيرً في ريف إدلب الجنوبي.

 

وبذلك باتت المحافظات الثلاث اليوم خالية من وجود التنظيم الذي مني العام الماضي بسلسلة هزائم ميدانية مع خسارته غالبية المناطق التي سيطر عليها في العام 2014 في سورية والعراق المجاور. وبات محاصراً اليوم في جيوب محدودة في سورية.

 

المعارضة تعلن القضاء على «داعش» في ريف إدلب

بيروت – «الحياة»

 

بعد أيام من تمكّن مسلحي تنظيم «داعش» من الوصول إلى ريف إدلب، أعلنت فصائل المعارضة السورية و»هيئة تحرير الشام» القضاء على التنظيم في المنطقة، فيما استسلم مئات عناصر التنظيم أمس بعد معارك عنيفة.

 

وكشف «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن 400 عنصر من داعش على الأقل وعائلاتهم سلموا أنفسهم برفقة عشرات الجرحى الذين كانوا معهم للفصائل المعارضة في إدلب. وأكدت مصادر متقاطعة أن الاستسلام حصل في منطقة الخوين التي سيطر عليها التنظيم أول من أمس في الريف الجنوبي الشرقي لإدلب، حيث دارت معارك عنيفة في الأيام الأخيرة منذ وصول التنظيم إلى المنطقة عبر ممرّ فتحته له قوات النظام من ريف حلب الجنوبي وريف حماة الشمالي الشرقي وفق المرصد والمعارضة.

 

وفي السياق ذاته، أعلنت فصائل «الجيش السوري الحر» وفصائل مقاتلة أخرى و»هيئة تحرير الشام» في بيان، القضاء على «داعش» جنوب شرقي إدلب وأسر المئات من عناصره.

 

وذكرت غرفة عمليات «دحر الغزاة» في بيان، إن «الفصائل والكتائب تمكنت بعد اشتباكات عنيفة دامت لأكثر من ثلاثة أيام، من قتل وجرح العشرات من فلول التنظيم، وأسر من تبقى منهم في بلدة الخوين جنوب شرقي إدلب»، مشيرةً إلى أنها «أنهت كابوس» دخول التنظيم إلى المحافظة.

 

ولفت البيان إلى أن الأسرى «سيعامَلون حسب مقتضيات العدالة والقانون والضرورات الأمنية، وستكشف الغرفة حقائق التعاون والتنسيق بين التنظيم من جهة، والنظام السوري وداعميه من جهة ثانية».

 

وأضاف البيان أن «النظام سبق ونقل مجموعات كبيرة من التنظيم من منطقة عقيربات بحماة عبر مناطق سيطرته إلى ريف إدلب الشرقي، وضم إليهم مجموعات من فلول التنظيم الهاربة من الرقة ودير الزور ليقاتلون إلى جانبه في ريف حماة الشمالي، وإدلب الشرقي، والذين سلموا مناطقهم للنظام بعد انتهاء مهمتهم». وطالبت الفصائل المجتمع الدولي «بالإسراع في محاكمة النظام، لتنسيقه مع التنظيم ودعمه الإرهاب».

 

وذكرت «هيئة تحرير الشام» في بيان، أنها «خاضت لأكثر من أربعة أشهر أعنف المعارك مع خوارج «داعش» في ريفي حماة الشرقي وإدلب الجنوبي، بعد تمرير النظام لهم إلى المناطق المحررة».

 

وأوضح القيادي في «حركة أحرار الشام الإسلامية» حسام سلامة، في تصريح لوكالة أنباء «سمارت»، أن عدد الأسرى يبلغ 400 تقريباً، وسلموا أنفسهم بسلاحهم الفردي والمتوسط، وبينهم جنسيات أجنبية إضافة إلى نسبة قليلة من العائلات. وأكد أن العناصر سلموا أنفسهم ضمن اتفاق «استسلام» وبشرط الأمان على أرواحهم فقط، مردفاً: «الأمان لا يشمل كبار مجرميهم».

 

إلى ذلك، أشار «المرصد» إلى حال من الاستنفار في إدلب نتيجة تصاعد عمليات الاغتيال التي تطاول مقاتلين وقادة عسكريين في ريف المحافظة، والتي أدت خلال الأيام الأخيرة إلى مقتل حوالى 29 شخصاً بينهم 5 مدنيين. واستهدف تفجير سيارة تابعة لـ»تحرير الشام» أمس، الطريق الواصل بين محمبل وجسر الشغور، ما أدى إلى مقتل عنصرين وإصابة آخرين بجروح، بعد يوم من مقتل 12 شخصاً في مسلسل تفجيرات ضرب المنطقة.

 

وفي الغوطة الشرقية لدمشق، عاودت قوات النظام خرق الهدوء في المنطقة، الذي ساد بعد منتصف ليل الاثنين – الثلثاء، إذ استهدفت مدينة دوما بأكثر من 20 قذيقة، ما أدى إلى مقتل 3 أشخاص، من بينهم طفلان على الأقل إضافة إلى إصابة 10 آخرين بجروح وفق «المرصد».

 

تيلرسون يلتقي وفد المعارضة السورية في عمان

عمان – أ ف ب، رويترز

 

التقى وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون اليوم (الاربعاء) في عمان وفداً من هيئة التفاوض السورية المعارضة برئاسة نصر الحريري، لعقد اجتماع مغلق.

 

وضم وفد المعارضة في الاجتماع، الذي عقد في احد فنادق عمان الكبرى، الى جانب الحريري كل من رئيس هيئة التنسيق الوطنية السورية حسن عبد العظيم، وعبد الاله فهد، وعباب خليل، وفدوى العجيلي من تحالف قوى المعارضة.

 

وقبل وصول تيلرسون، التقى من الخارجية الاميركية ديفيد ساترفيلد وريتش اوتزن اعضاء الوفد السوري، وتحدثا معهم في شأن مؤتمر الحوار السوري في منتجع سوتشي الروسي، وأخبروهم بأن الوزير رحب بأفكارهم حول سير ألامور.

 

وقال تيلرسون بعد مصافحته أعضاء الوفد: «انا سعيد بلقائكم»، ثم التقط معهم بعض الصور التذكارية قبل ان يدخلوا في اجتماع مغلق.

 

وكانت روسيا استضافت في 30 كانون الثاني (يناير) الماضي مؤتمراً للحوار في شأن سورية في منتجع سوتشي على البحر الاسود، اتفق فيه المشاركون على تشكيل لجنة تقوم باعادة صياغة دستور لسوريا ما بعد الحرب.

 

وشهد المؤتمر مشاركة مئات السوريين، غالبيتهم من الموالين للحكومة مقابل عدد اقل من المعارضين، وانتهت بالاتفاق على تشكيل لجنة لصياغة «اصلاح دستوري».

 

وأعلن مبعوث الأمم المتحدة الى سورية ستافان دي ميستورا في ختام مؤتمر سوتشي، أن اللجنة الدستورية المتفق عليها ستضم ممثلين لهيئة التفاوض المعارضة المشاركة في محادثات جنيف.

 

وفي غضون الزيارة، تعهدت الولايات المتحدة تقديم مساعدات مالية لخمس سنوات أخرى، في مذكرة تفاهم من المقرر توقيعها في عمان، وفق ما أشار مسؤول أردني.

 

وقال المسؤول، الذي طلب عدم نشر اسمه لأن التفاصيل غير معلنة رسميا بعد، إن «المذكرة الجديدة غير الملزمة توفر ما لا يقل عن 1.275 بليون دولار سنويا بدءا من 2018». وكانت مذكرة التفاهم المماثلة السابقة لثلاث سنوات.

 

ماكرون يهدد بضرب سورية في حال ثبت استخدام كيماوي ضد المدنيين

باريس – أ ف ب

 

هدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس (الثلثاء)، بتوجيه «ضربات» إلى النظام السوري في حال ثبت الحصول على دلائل عن استخدام أسلحة كيماوية ممنوعة ضد مدنيين.

 

وقال ماكرون أمام جمعية الصحافة الرئاسية: «سنضرب المكان الذي خرجت منه (هذه الأسلحة)، أو حيث تم التخطيط لها. سنضمن التقيد بالخط الأحمر»، مضيفا «إلا أننا اليوم لا نملك في شكل تؤكده أجهزتنا الدليل عن استخدام أسلحة كيماوية تحظرها الاتفاقات ضد سكان مدنيين».

 

وتابع الرئيس الفرنسي «فور توافر الدليل سأقوم بما أعلنته»، مع تأكيده بأن «الأولوية تبقى لمكافحة الإرهابيين والمتطرفين».

 

وفي ما يتعلق بالنظام السوري، أوضح ماكرون: «سنتمكن من توصيف الأمور قبل نهاية النزاع، ربما نعلم المزيد بعد انتهاء النزاع، لكن الأمر يتعلق بالعدالة الدولية، وليس بتوجيه ضربات عسكرية آليه».

 

ودعا ماكرون إلى عقد اجتماع دولي في شأن سورية، معرباً عن أمله بأن يعقد الاجتماع «في المنطقة» إذا أمكن. وتابع «تقدمت باقتراحات عدة. وليس لدي هاجس بعقد اجتماع في شأن سورية في باريس».

 

وكان الرئيس الفرنسي قال لدى استقباله نظيره الروسي فلاديمير بوتين في باريس في 29 أيار (مايو) الماضي إن «أي استخدام للأسلحة الكيماوية في سورية سيدفع فرنسا للرد فوراً».

 

وأضاف «أعلنت وجود خط أحمر واضح جداً من جانبنا: استخدام سلاح كيماوي من أي جهة كانت سيؤدي إلى رد فعل ورد فوري من جانب الفرنسيين».

 

وأوضحت واشنطن أن ستة هجومات بالكلور سُجلت منذ بداية كانون الثاني (يناير) الماضي في مناطق تسيطر عليها فصائل معارضة، حيث أفيد عن عشرات الإصابات نتيجة الاختناق.

 

ونفت الحكومة السورية في أواخر كانون الثاني الماضي استخدام أسلحة كيماوية، بينما نددت موسكو، بما اعتبرته «حملة دعائية»، مشيرة إلى أن «الفاعلين لم يعرفوا».

 

وكانت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورنس بارلي قالت الجمعة الماضي إن «عدم تأكيد حصول هجمات كيماوية مفترضة في سورية يحمل على القول إنه لم يتم تجاوز الخط الأحمر الذي حدده الرئيس ماكرون للقيام برد فرنسي».

 

ورداً على سؤال لإذاعة «فرانس إنتر» في شأن الخط الأحمر الذي حدده الرئيس ماكرون، أجابت: «حتى الآن، ونظراً لانعدام تأكيد حول ما حصل، وعواقب ما حصل، لا يمكننا أن نقول إننا في المكان الذي تتحدثون عنه».

 

«الخوذ البيضاء» في سورية تعاني من نقص في التمويل

باريس – أ ف ب

 

أعلن نائب رئيس منظمة «الخوذ البيضاء» عبد الرحمن المواس أمس (الثلثاء) في باريس، أن العاملين في مجال الدفاع المدني في مناطق المعارضة السورية، يعانون من نقص كبير في التمويل.

 

وقال المواس في اختتام لقاء في باريس مع أحد مستشاري الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: «نعمل على وضع موازانتنا لعام 2018، وانخفضت بمقدار ستة ملايين دولار».

 

وأضاف أن «الولايات المتحدة وبريطانيا كانتا أبرز المساهمين في التمويل عام 2017»، رافضاً تحديد الدول التي خفضت تمويلها.

 

وتابع المواس أيضاً أن «خفض الموازنة من 18 إلى 12 مليون دولار سيجبر الخوذ البيضاء على عدم قبول متطوعين جدد، مع العلم أن إعمال العنف تتواصل في سورية».

 

وذكرت المنظمة أن حوالى 400 مدني قتلوا أو جرحوا الأسبوع الماضي، نتيجة الغارات الجوية لطائرات النظام على الغوطة الشرقية قرب دمشق. ويعمل 300 عنصر من «الخوذ البيضاء» في هذه المنطقة.

 

وأوضح المواس أن المعارك المتواصلة في الغوطة الشرقية يمكن أن تؤدي إلى أزمة إنسانية مشابهة لتلك التي شهدتها حلب خلال حصار أحيائها الشرقية، قبل استعادتها من قبل قوات النظام في كانون الأول (ديسمبر) 2016.

 

واتهم النظام السوري «مباشرتهم استهداف المستشفيات، وهذا ما حدث بالسابق في حلب»، مضيفاً في كلامه عن الغوطة الشرقية «لم يبق لديهم سوى القليل من المواد الغذائية وأسعارها غالية جداً».

 

وطلب المواس من الرئيس الفرنسي تكثيف جهوده للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في سورية.

 

وحصل وثائقي أعدته «نتفليكس» العام الماضي عن عمل «الخوذ البيضاء» على جائزة “أوسكار”، وتم حالياً ترشيح وثائقي آخر بعنوان «آخر رجال حلب» للفوز بأوسكار.

 

وأشار المواس إلى أن «الخوذ البيضاء» فقدت 218 متطوعاً منذ عام 2013، في حين أصيب 500 آخرون خلال الفترة نفسها.

 

تيلرسون يلتقي وفدا من المعارضة السورية برئاسة الحريري في عمان

عمان: التقى وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون الأربعاء في عمان وفدا من هيئة التفاوض السورية المعارضة برئاسة نصر الحريري.

 

وضم وفد المعارضة في الاجتماع المغلق الذي عقد في أحد فنادق عمان الكبرى إلى جانب الحريري كل من حسن عبد العظيم رئيس هيئة التنسيق الوطنية السورية وعبد الاله فهد وعباب خليل وفدوى العجيلي من تحالف قوى المعارضة.

 

وقبل وصول تيلرسون التقى ديفيد ساترفيلد وريتش اوتزن من الخارجية الأمريكية اعضاء الوفد السوري وتحدثا معهم حول مؤتمر الحوار السوري في منتجع سوتشي الروسي الذي اختتم اعماله في 31 كانون الثاني/ يناير الماضي وأخبروهم بأن الوزير رحب بأفكارهم حول سير ألامور.

 

ثم وصل تيلرسون الذي صافح أعضاء الوفد وقال “أنا سعيد بلقائكم” ثم التقط معهم بعض الصور التذكارية قبل أن يدخلوا في اجتماع مغلق.

 

واشار الحريري في تغريدة إلى عقد “لقاء هام مع وزير الخارجية الأمريكي ركزنا فيه على ضرورة البدء الفوري بتطبيق البنود الإنسانية ومحاسبة مجرمي الحرب وضرورة التحرك لمحاسبة النظام لاستخدامه السلاح الكيميائي والالتزام بالعملية السياسية في جنيف والالتزام باتفاقيات خفض التصعيد”.

 

وكانت روسيا الداعمة للنظام السوري استضافت في 30 كانون الثاني/ يناير الماضي مؤتمرا للحوار حول سوريا في منتجع سوتشي على البحر الاسود، اتفق فيه المشاركون على تشكيل لجنة تقوم باعادة صياغة دستور لسوريا ما بعد الحرب.

 

وشهد المؤتمر مشاركة مئات السوريين غالبيتهم من الموالين للحكومة مقابل عدد اقل من المعارضين، وانتهت بالاتفاق على تشكيل لجنة لصياغة “اصلاح دستوري”.

 

لكن غاب عنه ممثلو هيئة التفاوض المعارضة المشاركة في مفاوضات جنيف، بالاضافة الى الأحزاب الكردية التي اخذت على موسكو غضها النظر عن هجوم تركيا على منطقة عفرين في شمال سوريا.

 

وأعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا في ختام مؤتمر سوتشي أن اللجنة الدستورية المتفق عليها ستضم ممثلين لهيئة التفاوض المعارضة المشاركة في محادثات جنيف. (أ ف ب)

 

إيران تدافع عن وجودها العسكري في سوريا وتطالب القوات الأمريكية بالخروج من هناك

لندن: قال علي أكبر ولايتي المساعد الكبير للزعيم الأعلى الإيراني الأربعاء إن التواجد العسكري الإيراني في سوريا مشروع وجاء بناء على دعوة من دمشق.

 

وأضاف ردا على تصريح لوزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون في وقت سابق الأربعاء بأن على إيران سحب قواتها من سوريا “التواجد العسكري الإيراني في سوريا جاء بعد دعوة من الحكومة السورية”.

 

ونقلت عنه وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء قوله ردا على سؤال عن تصريحات تيلرسون “من يجب أن يغادروا سوريا هم من دخلوها دون إذن من الحكومة السورية الشرعية”. (رويترز)

 

الاستخبارات الأمريكية تُقر بسعي “بي كا كا” لإقامة منطقة مستقلة في سوريا

واشنطن: عرض مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية، دانيال كوتس، تقريرًا على الكونغرس، يقر بأنّ تنظيم “ي ب ك” هو “ميليشيا بي كا كا في سوريا”، وأنه يسعى لإقامة منطقة مستقلة.

 

وقدّم كوتس التقرير الذي يتضمن تقييمًا للتهديدات العالمية بالنسبة للاستخبارات الأمريكية، خلال جلسة للجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، الأربعاء.

 

وجاء في التقرير الاستخباراتي أن “ي ب ك” هو ميليشيا منظمة “بي كا كا” في سوريا، وعلى الأرجح سيسعى لإقامة منطقة مستقلة هناك، لكنه سيواجه مقاومة من تركيا وروسيا وإيران.

 

ونهاية الشهر المنصرم، ظهر في تحديث الموقع الالكتروني لوكالة الاستخبارات المركزية “سي آي إيه”، اسم تنظيم “ب ي د/ بي كا كا” ضمن المنظمات الإرهابية الأجنبية في سوريا.

 

وأشارت “سي آي إيه”، إلى أن “صالح مسلم”، هو زعيم ذراع “بي كا كا” في سوريا.

 

بينما استخدمت الناطقة باسم الخارجية الأمريكية هيذر ناورت، قبل أيام، اسم “بي كا كا” مباشرة بدلًا من “ي ب ك” أثناء حديثها عن عناصر تنظيم “ب ي د/ بي كا كا” بمنطقة عفرين شمالي سوريا. (الأناضول)

 

عفرينيون في تركيا يحلمون بالعودة لديارهم عقب نجاح غصن الزيتون

شانلي أورفه- محمد فاتح أصلان: ينتظر الكثير من الكرد والعرب السوريين اللاجئين إلى تركيا، هربا من ظلم وضغوطات ميليشيات ب ي د/ بي كا كا، تطهير منطقة عفرين وجوارها من التنظيم المسلح لتحقيق حلمهم في العودة إلى ديارهم.

 

وفي هذا السياق، قال ميري أحمد، سوري كردي من قرية جلبل بريف عفرين، ولاجئ في ولاية شانلي أورفة جنوب شرق تركيا، للأناضول، إن مسلحو ب ي د/ أجبرته وأقرباؤه على النزوح من القرية بعدما سلبت منهم كافة أموالهم.

 

وأضاف أحمد “اضطررت للجوء مع أقربائي إلى تركيا، هربا من ظلم ب ي د/ بي كا كا، تاركين خلفنا منازلنا وأراضينا”.

 

وأكد على أن “عملية غصن الزيتون تعتبر أكبر مصدر أمل لنا في عودتنا إلى الديار، وإن شاء الله سيتمكن الجيش التركي من تحرير منطقة عفرين وإنهاء الظلم فيها، إذ سنعود حينها إلى وطننا وبيتنا وأراضينا وسنواصل حياتنا هناك”.

 

من جانبه، قال اللاجئ السوري محمد عبد الله، أفاد للأناضول، أنهم يُعتبرون الأصحاب الحقيقيين لمنطقة عفرين، وأن ميليشيات ب ي د سلبت منهم أراضيهم.

 

وأعرب عبد الله عن حنينه الكبير لدياره وأرضه، قائلا “اضطررنا لترك منازلنا وأراضينا هربا من التنظيم المسلح، نشعر بشوق كبير للوطن، وانتعشت لدينا أمال العودة بفضل إطلاق تركيا عملية غصن الزيتون”.

 

وأردف “ننتظر بفارغ الصبر انتهاء عملية غصن الزيتون، إن شاء الله ستحرر المنطقة من التنظيمات الإرهابية وسنعود إلى منازلنا وأراضينا في منطقة عفرين لنعيش فيها بأمان مجددا”.

 

وعبّر عبد الله عن بالغ إيمانه في تحرير منبج وباقي المناطق من الميليشيات المسلحة، عقب تحرير منطقة عفرين، لتنعم كامل المنطقة بالأمن والاستقرار مجددا.

 

بدوره، أكد اللاجئ يوسف حمدو، لمراسل الأناضول، أن “تركيا لم تفتح أبوابها لنا فقط، إنما تخوض حربا أيضا بهدف تطهير مناطقنا من الميليشيات المسلحة”.

 

وأعرب حمدو عن جزيل امتنانه لتركيا لحسن استضافتها لهم، لافتا إلى أن لا مكان في العالم يحل مكان الوطن.

 

وأضاف قائلا “عقب تحرير تركيا منطقة عفرين من ب ي د، ستقوم بتسليمها لأهاليها الحقيقيين، تماما كما فعلت في مدينة الباب عقب تحريرها من تنظيم داعش، وسيعود اللاجئون إلى ديارهم ووطنهم للعيش فيها بسلام”.

 

وأوضح حمدو أن “منطقة عفرين ستنعم بالأمن والاستقرار عقب العملية بعد القضاء على الظلم والإرهاب فيها”.

 

ومنذ 20 يناير/ كانون الثاني الماضي، تتواصل عملية “غصن الزيتون” التي أطلقتها القوات المسلحة التركية والجيش السوري الحر، مستهدفة المواقع العسكرية لتنظيمي “ب ي د/ بي كاكا” والدولة الاسلامية “داعش” في عفرين، مع اتخاذ التدابير اللازمة لتجنيب المدنيين أية أضرار.

 

وأعلنت رئاسة الأركان التركية في بيان لها، يوم الثلاثاء، أن الجيش التركي تمكن من تحييد ألف و439 مسلحا منذ انطلاق العملية، فضلا عن تحريره 53 نقطة من الميليشيات، بينها 35 قرية، و14 قمة وجبلا استراتيجيا. (الأناضول)

 

واشنطن بوست”: الحرب السورية تتحول إلى نزاع إقليمي ومخاوف من توسعها لحروب بين دول

لندن – “القدس العربي” – من إبراهيم درويش

 

كتبت مراسلة صحيفة “واشنطن بوست” ليز سلاي أن الحرب التي بدأت كتظاهرات سلمية ضد نظام بشار الأسد أًضحت اليوم بمثابة تكالب دولي للسيطرة على ما تبقى من بلد دمرته الحرب. وتحت سماء مزدحمة بالطائرات تعود إلى أكثر من عشر دول، تعمل على الأرض تشكيلة من القوى المتنافسة التي تواجه بعضها البعض في مجموعات تسبب الدوار للمراقب. فالحلفاء في معركة يتحولون إلى أعداء في معركة أخرى. وتتصادم القوات الروسية والأمريكية والتركية والإيرانية وبشكل متزايد على الأرض.

 

وعلى مدى أسبوع واحد فقدت روسيا وتركيا وإيران مقاتلات عسكرية. وتحاول الولايات المتحدة منع القوى التي تدعمها إيران من التقدم بشكل تدفع القوات الأمريكية للتورط شيئا فشيئا في سوريا. ويقول سامي نادر الباحث في معهد المشرق للدراسات الاستراتيجية “المخاطر عالية” مضيفًا إن “هناك حرباً باردة في سوريا وأي تصعيد قد يعبد الطريق أمام حروب دولية وإقليمية خاصة أن القوى العظمى موجودة مباشرة على الأرض ليس عبر الجماعات الوكيلة كما هو الحال في الماضي”.

 

أجندات جديدة

 

وتضيف سلاي أن المواجهة الأخيرة تأتي بعد سنوات من المواجهة التي لم تعد فيها الجماعات المشاركة في الحرب الأهلية تعتمد على نفسها بل على القوى الخارجية من أجل البقاء والحصول على السلاح والجنود بل والأجندات الجديدة. ومع “انتصار” بشار الأسد على المعارضة ولم يتبق في يد تنظيم “الدولة” سوى منطقة صغيرة على الحدود السورية – العراقية بدأت الجماعات المتنافسة تتقاتل على تشكيل مستقبل البلاد وبالتالي تحديد نتيجة الحرب. ويسيطر النظام السوري على الجزء الأكبر من البلاد وحوالي نصف الأراضي تقع تحت السيطرة الإسمية للموالين لنظام الأسد.

 

وتأتي الولايات المتحدة في المرتبة الثانية حيث تسيطر على نسبة 27% مع الموالين لها من الأكراد ومعظمها مناطق كانت تحت سيطرة تنظيم “الدولة”. وتقول الولايات المتحدة إنها ستظل موجودة في سوريا حتى يتم التوصل إلى تسوية بشكل يثير سؤالاً حول طول المدة التي ستبقى فيها.وتسيطر تركيا على جيب في الشمال وشنت في الشهر الماضي عملية ضد الجيب الكردي “عفرين”.

 

وتقول الصحيفة إن تعقيد الحرب كان واضحاً في الطريقة التي تقاتل فيها دولتان من أعضاء الناتو على طرفي النزاع. فتركيا تواجه المقاتلين الأكراد الذين يحظون بدعم تكتيكي من الولايات المتحدة وتدعم النظام السوري ميليشيات قبلية تهاجم الأكراد المدعومين من الولايات المتحدة والمستشارين الأمريكيين في شرقي سوريا. وتسيطر روسيا على ميزان القوى العام في سوريا حيث أصبحت قوة متسيدة بعد تدخلها لصالح الأسد في عام 2015 . وتلعب بشكل غير مريح دور المقاتل وصانع السلام.

 

وفي الوقت نفسه عززت الحرب موقع إيران التي تمثل تهديداً على النزاع الأوسع. وقدمت طهران الدعم العسكري والمالي للنظام بشكل ساعده على استعادة مناطق خسرها منذ بداية الحرب. وراقبت إسرائيل توسع التأثير الإيراني وميليشياتها بنوع من القلق. وعلى طول الحدود تواجه إسرائيل اليوم كوماندوز من قوات الإيرانيين بمن فيهم مقاتلون من حزب الله وجماعات شيعية عراقية تحدت القوات الأمريكية في العراق أثناء الغزو.

 

قوانين اللعبة

 

وتقول سلاي إن المواجهة التي حدثت في نهاية الأسبوع وإسقاط السوريين مقاتلة إسرائيلية بصواريخ روسية زادت من مخاطر المواجهة على الأرض السورية. ونقلت الصحيفة ما قاله تشاغاي تزوريل، مدير المخابرات الإسرائيلية قوله إن “كل واحد يفكر في اليوم التالي” مضيفا ” يتوقع الروس والإيرانيون على حصة عادلة بعدما أنقذوا النظام ومن المهم في هذا الوقت أن نؤثر على الطريقة التي تتشكل فيها سوريا”. وقال إن إطلاق طائرة بدون طيار نحو إسرائيل اجتازت إيران “الخط الأحمر” و “لم يكن هجوماً بل امتحاناً لحدود قوانين اللعبة. وبالنسبة للإيرانيين لا يوجد أحسن من فحص حدود اللعبة بدون ملاحقة وعلينا أن لا نسمح لهم”.

 

وحولت إدارة دونالد ترامب اهتمامها من ملاحقة تنظيم “الدولة” إلى مواجهة التأثير الإيراني. وبناء على الاستراتيجية التي أعلنت عنها وزارة الخارجية الشهر الماضي فستحتفظ الولايات المتحدة بـ 2.000 جندي لمنع التأثير الإيراني وتأمين جيران سوريا. وتعهدت إيران بعدم السماح للولايات المتحدة البقاء في سوريا بشكل يفتح الباب أمام تداخل بين المواجهة الأمريكية- الإيرانية والمواجهة الإيرانية- الإسرائيلية. وترى أن اندلاع المواجهة يترك تركيا وإيران والولايات المتحدة أمام روسيا التي تستطيع خفض التوتر وبحسب تزوريل فالروس “هم القوة المسيطرة في سوريا وأثبتوا أنهم يستطيعون السيطرة”. مضيفاً أن روسيا تريد تعزيز إنجازاتها في سوريا. ولكن بعض المحللين يتساءلون فيما إن كانت روسيا تملك التأثير الكافي على كل اللاعبين منع التصعيد وخروجه عن السيطرة.

وقالت روسيا إنها لم تكن عارفة بخطط الميليشيات الموالية للنظام وإنها ستهاجم القاعدة الأمريكية. ويقول سلمان الشيخ المستشار الذي يتوسط بين الجماعات السورية “لدى الروس نفوذ أكثر مما نتوقع ولكن ليس بالدرجة التي نريد” مشيراً إلى أن النزاع يتحول من حرب بين جماعة وأخرى لدولة ضد أخرى. وقال إن الحرب في سوريا لا تخفت ولن تتوقف.

 

لافروف: واشنطن تخطط للبقاء في سوريا إلى الأبد

موسكو- الأناضول: انتقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الموقف الأمريكي في سوريا، واتهم الولايات المتحدة بالرغبة في البقاء إلى الأبد في سوريا، والسعي لإنشاء شبه دولة فيها.

وفي مؤتمر صحافي في موسكو مع نظيره البلجيكي، أمس، قال لافروف، إن الولايات المتحدة تتخذ خطوات أحادية تهدد وحدة الأراضي السورية. واعتبر أن الولايات المتحدة تخطط للبقاء في سوريا لفترة طويلة وربما إلى الأبد.

وأضاف «تقول الولايات المتحدة إنها ترغب في البقاء إلى أن تنطلق عملية سياسية مستقرة مقبولة للجميع، وهذا يعني تغيير النظام».

وأضاف «في اعتقادي فإن الخطوات التي تتخذها الولايات المتحدة في سوريا، تهدف إلى إنشاء شبه دولة تمتد من شرقي نهر الفرات وحتى الحدود العراقية». وقال إن الولايات المتحدة قامت، على الرغم من اعتراض الجميع وخاصة تركيا، بتقديم دعم مادي كبير إلى «قوات سوريا الديمقراطية»، و»ب ي د/ بي كا كا» عبر إنشاء قوة حدودية.

وتابع «نعرف نظرة تركيا للمجموعات الكردية المختلفة، ويمكن تقييم هذه النظرة بطرق مختلفة، إلا أن تجاهلها بشكل كامل يعتبر ضيق أفق، وها نحن نرى الوضع الذي تسبب به ضيق الأفق هذا بما في ذلك (منطقة) عفرين (شمالي سوريا)». وأعاد لافروف، موقف بلاده الداعم لمشاركة الأكراد في العملية السياسية في سوريا، قائلا إنهم «جزء لا يتجزء من المجتمع السوري».

 

مسؤول عسكري لـ «القدس العربي»: تغيرت معادلات المواجهة بين دمشق وتل أبيب وصارت «الغارة بالغارة»

كامل صقر

دمشق ـ «القدس العربي»: بعد دقائق قليلة من سقوط المقاتلة الإسرائيلية الرشيقة F16 كانت فرق الهندسة الإسرائيلية تتفحص حطام الـ F16 وتأمل أن تجد ما يُشير إلى طرف خيط تستدل به في تحديد طبيعة التطوير الصاروخي الذي تُجريه دمشق في صمت مطلَق في مراكزها البحثية، وصل الخبراء إلى موقع الحطام وكلهم ثقة أن دمشق أفرجت عن أحد أسرارها واستخدمت صاروخاً من الجيل الجديد، لكن نكسةً أصابتهم حينما لم يجدوا سوى الأثر الذي يُحدثه صاروخ الـ SA5. لم تكن تل أبيب تتوقع أن تستخدم دمشق صاروخاً من الأجيال القديمة فيفلقَ الـ F16 إلى نصفين في عرض السماء.

تمنت تل أبيب لو أن المواجهة الجوية التي حصلت فجر السبت قد كشفت جديداً مخفياً في الدفاعات السورية المضادة للطائرات، تمنت إسرائيل لو أن طائرة الـ F16 تم إسقاطها بنسخة صاروخية مطورة وحديثة أنتجتها مؤخراً مراكز البحوث العلمية السورية في مكان ما، تمنت لو أنها حصلت على معلومة جديدة بخصوص التعديلات الصاروخية التي تُجريها دمشق في موقع ما تحت أطباق الأرض لا سيما على مستوى تكنولوجيا التوجيه ودقة الإصابة، وذلك بعد أن عجزت سبع وعشرون عملية جوية وصاروخية إسرائيلية على مدى سبع سنوات من الوصول إلى أهدافها العميقة.

يقول مسؤول عسكري سوري لـ «القدس العربي»: تغيرت معادلات المواجهة بين دمشق وتل أبيب وصارت الغارة بالغارة هي أساس تلك المعادلة، لكن معادلة السرية العسكرية السورية المحيّرة للعقل الإسرائيلي بقيت على حالها، ويُضيف: ثمة ألغاز كثيرة في الترسانة الصاروخية ومنظومة الدفاع الجوي السورية، هذه الألغاز زادت وتعقدت أكثر مع وجود الخبراء الإيرانيين في سوريا. وتابع بالقول: ننصح إسرائيل بعدم اختبار ترسانتنا الدفاعية والصاروخية الجديدة.

وأضاف: رغم غزارة الهجوم الإسرائيلي الجوي فجر يوم السبت باستخدام ثماني مقاتلات من طرازي F16 و F15، رغم ذلك لم تجرِ ملاحقتها إلا بأجيال قديمة من الصواريخ السورية، سألته: لماذا لم تُلق دمشق بأنظمة دفاع جديدة لصد الهجوم الإسرائيلي، فاكتفى بالقول: لم تتطلب المعركة أكثر من ذلك، أطلقنا أكثر من 20 صاروخاً كانت كافية لإنهاء الهجوم الإسرائيلي.

في آخر غارة إسرائيلية على مركز البحوث العلمية بـ»جمرايا» لم تصل الصواريخ الإسرائيلية الثلاثة إلى المركز الشهير، جرى تدميرها قبل بلوغها الهدف، لم تتمكن تل أبيب حتى الآن من تحديد نوع الصواريخ السورية التي اعترضت الصواريخ الإسرائيلية المُغيرة على جمرايا. ليست بلدة «جمرايا» وحدها التي تحتضن مركزاً بحثياً عسكرياً متطوراً، ثمة مراكز أخرى في مواقع أخرى من الجغرافيا السورية في ريف دمشق وريف حماه وريف حمص وفي أماكن أخرى، الأهم من ذلك أن مختبرات التطوير العسكري لا يمكن الوصول إليها بأي نوع من السلاح.

يقول المسؤول العسكري السوري: يساهم الروس في إعادة بناء منظومة الدفاع الجوي السورية، وهي مهمة لم يُنكرها الروس بل أعلنوها صراحة، والإيرانيون يساهمون أيضاً في إعادة بناء ما تضرر من منظومة الدفاع السورية.

 

خبير عسكري: روسيا المستفيد الأول من إسقاط المقاتلة الإسرائيلية

متسائلاً «هل تقبل المصالح الإيرانية والروسية القسمة على 2»

عبد الرزاق النبهان

حلب – «القدس العربي» : اعتبر المحلل العسكري والاستراتيجي العقيد فايز الأسمر، أن إسقاط النظام السوري لمقاتلة إسرائيلية من طراز إف 16، جاء بإيعاز وبضوء أخضر روسي، في محاولة من الأخيرة لخلق مبررات أكثر أمام إسرائيل لتكثف من ضرباتها على مواقع إيرانية في سوريا.

وأوضح في تصريح لـ «القدس العربي» أن التصعيد العسكري الإسرائيلي ضد القوات الإيرانية المتواجدة في سوريا يخدم روسيا بالدرجة الأولى التي تسعى إلى تقليم أظافر إيران في سوريا، لأن تعاظم دور إيران في سوريا يتضارب مع المصالح الروسية بسبب تداخل مناطق نفوذهما في الجغرافيا السورية.

وأضاف الأسمر، كذلك فإن التصعيد العسكري يعطي لروسيا دوراً سياسياً أكبر في المنطقة ويجعل منها صمّام أمان، مشيراً إلى احتجاج السفير الإسرائيلي في روسيا على إسقاط الطائرة، معتبراً أن هذه الطريقة من الاحتجاج تشير إلى غضب إسرائيلي من روسيا.

وتابع العقيد أن روسيا في هذه الحالة جنت المكاسب من وراء إسقاط الطائرة، فهي من جهة ستحجم الوجود الإيراني الذي صار منافساً لها، ومن جهة أخرى ضمنت حاجة إسرئيل لها التي تعارض وجود إيران في سوريا.

وبشأن قراءة النظام لهذا السيناريو الذي قد يؤدي إلى ضعف إيران حليفته الأكبر، قال الأسمر، إن النظام يحاول خلق حالة من التوافق ما بين روسيا وإيران في سوريا، واستدرك متسائلاً «لكن هل تقبل المصالح الإيرانية والروسية في سوريا القسمة على الطرفين».

واستطرد قائلاً «لولا تدخل إيران البري وروسيا الجوي لسقط النظام منذ الأشهر الأولى للثورة، ولذلك فإن تنازل طرف لطرف غير وارد».

وفي تعليقه على القراءة السابقة والدور الروسي المحتمل وراء حادثة إسقاط المقاتلة الإسرائيلية، شاطر الخبير العسكري العقيد أديب عليوي، الأسمر في الرأي الذي يذهب إلى أن إيعازاً روسياً للنظام وراء إسقاط الطائرة.

ولكنه لم يتفق مع الأهداف الروسية التي تحدث عنها الأسمر، حيث رأى في تصريح لـ «القدس العربي»، أن روسيا تعاني من ضغط أمريكي بجعل مستقبل روسيا في سوريا على المحك، بدليل المجازر التي ترتكبها روسيا يوميًا في الغوطة الشرقية وإدلب، والتي تشير إلى تأزم من يقوم بها.

وأضاف عليوي، «كذلك لو لاحظنا ما حصل في دير الزور من ضربات أمريكية للقوات الإيرانية والروسية التي كانت تتحضر للهجوم على مركز قيادة عمليات أمريكي هناك، فإننا ندرك تماماً مدى مأزق روسيا اليوم في سوريا، وهي التي فشلت حتى في دفع مؤتمر سوتشي للأمام».

وبناء على ما سبق اعتبر عليوي أن إيعاز روسيا للنظام بإسقاط طائرة إسرائيلية بصاروخ روسي الصنع من طراز إس 200، هي «محاولة هروب للأمام من روسيا، نتيجة الضغط الأمريكي الذي تتعرض له في سوريا، وكذلك محاولة لخلط الأوراق بشكل غير مسبوق».

وبشأن مستقبل التنسيق الروسي – الإسرائيلي في سوريا، رأى عليوي أن إسرائيل قد تضغط أكثر على روسيا في الفترة المقبلة، لأن إسرائيل تدرك تماماً بأنه لا يمكن للنظام السوري إطلاق صاروخ إس200 من دون الحصول على إذن موسكو.

 

«غصن الزيتون»: تَقدُّم عسكري بطيء ونوايا دولية لاستنزاف الجيش التركي في حرب طويلة

في ظل دعم أمريكي للأكراد وتنسيق عالٍ بين «الوحدات» وقوات النظام السوري

هبة محمد

دمشق ـ «القدس العربي»: يواصل الجيشان «التركي والحر» تقدمهما البطيء في محيط مدينة عفرين التي لا زالت وحدات الحماية الكردية تفرض سيطرتها عليها، وسط تأكيدات بوجود تنسيق عالٍ المستوى بين وحدات الحماية الكردية وقوات النظام السوري بعد تجديد دعوة الأكراد للنظام بارسال تعزيزات عسكرية لهم بهدف صد الهجمات المشتركة من القوات التركية وفصائل الجيش الحر المنخرطة معها في معارك «غصن الزيتون» بهدف الانتقال إلى مرحلة الهجوم من اجل استعادة السيطرة على المناطق التي خسرتها القوات الكردية والتي تقدر بـ 52 نقطة تشمل جبالاً وقرى وتلالاً استراتيجية، الامر الذي يدخل الجيش التركي في معارك استنزاف طويلة الأمد.

القائد العام للميليشيات الكردية سيبان حمو أكد في تصريح صحافي لقناة الميادين الموالية للنظام السوري على وجود تنسيق مع قوات النظام لصد العمليات العسكرية التي تشنها القوات المشتركة على المنطقة، مطالباً «الجيش السوري بتحمل مسؤولياته تجاه عفرين بعد العدوان التركي» ويصب ذلك في اطار محاولة الأكراد استثمار التطورات الراهنة من اجل استكمال مخططاتهم الانفصالية بدعم وتوجيه من الإدارة الامريكية التي خصصت وزارة دفاعها (البنتاغون) 300 مليون دولار من موازنة 2019، لتدريب وتجهيز ميليشيا «قوات سوريا الديمقراطية»، كما خصصت 250 مليون دولار للقوة الأمنية الحدودية، وفق وثيقة مشروع موازنة 2019، حسب الأناضول، الأمر الذي رأت فيه القيادة التركية استفزازاً يهدد امنها القومي ويشرعن انشاء دولة مصطنعة على حدودها حيث حذّر رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، امس الثلاثاء، من أن بلاده ستقضي بشكل «فوري»، على أي تهديد لحدودها مهما كان مصدره، وذلك في خطاب له قبيل حضوره المؤتمر السادس لحزب العدالة والتنمية، وقال يلدريم: «فليعلم الجميع أننا سنقضي فورًا على أي تهديد لحدودنا أيا يكن مصدره، وسنحبط مخططات الواهمين بإنشاء دولة على حدودنا».

 

تذرّع أمريكي

 

وأضاف رئيس الوزراء التركي ان الإدارة الأمريكية «كانت تتذرّع في دعمها لتنظيم «ب ي د/ بي كا كا» الإرهابي في سوريا بالقول إنها مجبرة على فعل ذلك لمواجهة تنظيم «داعش» الإرهابي، إلا أن «داعش» انتهى الآن، فلماذا تستمر في دعم «ب ي د/ بي كا كا» وتقديم السلاح له؟ مشيراً إلى ان واشنطن قد منح الميليشيات الكردية» 550 مليون دولار من أموال دافعي الضرائب الأمريكيين، وهذا المبلغ هو فقط ما تم إعلانه بشكل رسمي، في حين تصل كامل قيمة الدعم الذي يحصل عليه الإرهابيون إلى 3 مليارات دولار».

واعترف وزير الدفاع الأمريكي (البنتاغون) جيم ماتيس، بأنّ قسما من عناصر ميليشيا حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي «ب ي د»، التي تدعمها تحت ما يسمى «قوات سوريا الديمقراطية»، توجهت إلى عفرين من المناطق الأخرى في سوريا الخاضعة لسيطرتها، بعد عملية غصن الزيتون.

وبيّن ماتيس، أنّ العملية التي تجري في عفرين «غصن الزيتون» «شتت تركيز» الأكراد داخل ميليشيات «قوات سوريا الديمقراطية»، حسب وكالة الأناضول، وقال الوضع في عفرين «شتت تركيز نحو 50 بالمائة أو أكثر أو أقل من قوات سوريا الديمقراطية، يرون أصدقاءهم يتعرضون لهجوم في عفرين، وهذا ما يشتت تركيزهم، وثمة بعض الوحدات التي توجهت إلى هناك. وأشار إلى أنّ تركيا الدولة الوحيدة (في حلف شمال الأطلسي «ناتو») التي تشهد «تمرداً مسلحاً» داخل حدودها في إشارة إلى حزب العمال الكردستاني «ب ك ك» الإرهابي، مضيفاً «لا ننكر إطلاقاً القلق المشروع لتركيا حيال أمن حدودها مع سوريا».

وقالت هيئة الأركان التركية في بيان، إن 31 جندياً قتلوا وجرح 143 آخرون، منذ بدء عملية «غصن الزيتون» في عفرين، وفق وسائل إعلام تركية.

 

تقدم بطيء

 

ميدانياً فقد استعاد الجيشان السوري الحر والتركي، أمس الثلاثاء، السيطرة على قرية «عمرو سيمو» التابعة لناحية بلبل، قرب مدينة عفرين شمال حلب، وحسب مصدر عسكري في غرفة عمليات «غصن الزيتون» فإن «عناصر الفرقة الخامسة وجيش النخبة ومجموعة فصائل أُخرى بالتعاون مع الجيش التركي، تمكنوا من سيطرة على القرية الواقعة شمالي مدينة عفرين بعد ان عاودت القوات الكردية السيطرة عليها مطلع الشهر الحالي».

ووفقاً لمصادر مطلعة فقد شنت القوات المهاجمة معركة على مواقع تسيطر عليها عناصر وحدات الحماية الكردية المنتشرين في القرية، وسط قصف مدفعي وجوي تركي على مواقع الميليشيات الكردية، وكانت «غصن الزيتون» قد سيطرت قبل يوم على قرية (المحمدية) وتلة (العمارة) وبرجها وسواترها الطويلة التابعة لناحية جنديرس بريف مدينة عفرين، عقب مواجهات عنيفة.

وشيعت الوحدات الكردية 18 عنصرًا من المشاركين في صد الهجمات في منطقة عفرين، قالت إنهم قتلوا خلال اشتباكات مع الجيش الحر والجيش التركي، كما أعلنت قوات «الأسايش» الكردية عن مقتل ثلاثة من عناصرها في الاشتباكات، وفق بيان نشرته على موقعهم الرسمي.

في هذه الاثناء يواصل الجيش التركي تعزيز قواته الخاصة ونقاط المراقبة المنشرة شمالي سوريا بأرتال عسكرية ضخمة وآليات وذخائر حيث تشهد المعابر الحدودية استمراراً لدخول الارتال الضخمة إلى محيط منطقة عفرين، فيما تواصل الاستخبارات التركية بمشاركة فرق إزالة المتفجرات تمشيط مناطق عفرين السورية لإزالة المتفجرات والألغام التي زرعتها الوحدات الكردية قبيل انسحابها من المناطق التي أرغمت على التراجع منها في محيط مدينة عفرين.

 

تيلرسون: «غصن الزيتون» حرفت مسار المعركة ضد الجهاديين شرقي سوريا

 

الكويت – أ ف ب: حذر وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون في الكويت أمس من ان العملية العسكرية التركية في شمالي سوريا ضد قوات كردية متحالفة مع واشنطن أدت إلى «حرف مسار» معركة التحالف الدولي ضد تنظيم «الدولة» في شرق البلاد.

وقال تيلرسون في مؤتمر صحافي في ختام اجتماع للدول الاعضاء في التحالف الدولي لمحاربة التنظيم المتطرف «لقد حرفت مسار معركتنا ضد تنظيم الدول في شرق سوريا بعدما انتقلت قوات من هناك باتجاه عفرين» في شمال سوريا. وتابع «نعتقد انه من المهم ان تعي (انقرة) آثار (العملية العسكرية) على مهمتنا وهي الانتصار على تنظيم الدولة».

وبدأت تركيا في 20 كانون الثاني/يناير عملية «غصن الزيتون» ضد وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها انقرة «ارهابية» وهي حليفة واشنطن في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية.

وفي شرق سوريا، تقاتل قوات سوريا الديموقراطية المدعومة ايضاً من واشنطن تنظيم الدولة الإسلامية في اخر الجيوب التي يسيطر عليها في محافظة دير الزور. ومنذ بدء الهجوم، حذرت تركيا مراراً واشنطن من ان مدينة منبج (على بعد حوالى 100 كلم شرق عفرين) قد تكون هدفها المقبل وتسيطر عليها ايضا وحدات حماية الشعب الكردية إلى جانب قوات أمريكية. ودعا الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الجنود الأمريكيين إلى الانسحاب من منبج تفادياً لاي مواجهات مباشرة بين البلدين الحليفين في الحلف الاطلسي. ويزور وزير الخارجية الأمريكي انقرة الخميس والجمعة للقاء نظيره التركي مولود تشاوش اوغلو واردوغان.

 

جلسة لمجلس الأمن حول سورية… والنظام يحضر لهجوم بالغوطة

عدنان علي

في وقت يعقد مجلس الأمن الدولي، اليوم الأربعاء، جلسة خاصة لمتابعة التطورات في سورية، خصوصاً في الغوطة الشرقية التي أطلق مجلس محافظة ريف دمشق الحرة، أمس نداءَ استغاثة لمجلس الأمن، تحضر مليشيات “النمر” التي يقودها سهيل الحسن، لبدء حملة عسكرية ضد الغوطة المحاصرة والعصية على قوات النظام.

 

ويستمع مجلس الأمن، خلال جلسة اليوم، إلى تقرير من المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا، حول جهوده لإحياء المحادثات بين النظام السوري والمعارضة غداة إعلان النظام رفض أي دور للوسيط الدولي في تشكيل اللجنة الدستورية التي جرى التوافق عليها في مؤتمر الحوار الوطني في سوتشي.

 

كما تستعد كل من الكويت والسويد لإعادة طرح مشروع قرار بشأن الأوضاع الإنسانية في سورية بعد أن عرقلت روسيا مشروعا مماثلا قبل أيام.

 

وعقد خبراء من الدول الـ15 الأعضاء في المجلس اجتماعات في مقر البعثتين الكويتية والسويدية في محاولة للحصول على إجماع على مشروع القرار المقترح الذي يتألف من ثماني فقرات تطالب الأطراف المعنية في الحرب السورية بالالتزام فوراً بهدنة إنسانية وبوقف العنف في كل أنحاء البلاد لمدة شهر كامل بغية السماح بإيصال المعونة والخدمات الإنسانية والإجلاء الطبي للمصابين بأمراض وجروح حرجة، إضافة إلى تسهيل دخول قوافل الأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري إلى كل المناطق المطلوبة استناداً إلى تقييم الحاجات الذي تعده الأمم المتحدة.

 

وكانت الحكومة السورية المؤقتة عقدت مؤتمرا صحافيا مشتركا مع مجلس محافظة ريف دمشق الحرّة، أمس الثلاثاء، وجّها خلاله نداءَ استغاثة لمجلس الأمن من أجل “الوقوف أمام مسؤولياته القانونية والأخلاقية واتخاذ الإجراءات اللازمة لإيقاف المجازر التي يرتكبها النظام السوري ضد المدنيين في الغوطة الشرقية”.

 

في غضون ذلك، ذكرت مصادر عسكرية قريبة من النظام السوري أن مليشيات “النمر” التي يقودها سهيل الحسن، تستعد لبدء حملة عسكرية في الغوطة الشرقية.

 

ونقل موقع “مراسلون سوريون” الموالي للنظام عن تلك المصادر، قولها إن “قوات النمر بدأت التحضيرات العسكرية للانتقال إلى جبهة الغوطة الشرقية لدمشق لبدء عملية عسكرية ضد فصائل المعارضة العاملة فيها”.

 

كما نشرت صفحة “عمليات قوات النمر” على “فيسبوك”، صورة من محيط الغوطة الشرقية، مشيرة إلى أن مليشيات النمر تحضر لعملية عسكرية في دمشق.

 

وكانت تلك المليشيات قامت بدور رئيسي في سيطرة قوات النظام على مناطق واسعة في ريفي إدلب وحماة خلال الأشهر الأخيرة، إضافة لدورها في السيطرة على عدة أحياء من حلب المحاصرة وريفها، وكذلك في محافظتي دير الزور ومحيط الرقة، حيث تعتبر من أبرز المجموعات المقاتلة في صفوف قوات النظام.

 

يذكر أن قوات النظام أخفقت خلال الفترة الماضية في فك الحصار عن إدارة المركبات بمدينة حرستا بالغوطة الشرقية، ولم تنجح سوى في فتح ممر مشاة من جهة البساتين الفاصلة بين حرستا وعربين.

 

غارات أميركية قتلت 200 من المرتزقة الروس وموسكو تنفي

نشر موقع “بلومبيرغ” الأميركي تقريراً خاصاً، أمس الثلاثاء، كشف فيه تفاصيل جديدة عن هجوم الأسبوع الماضي، الذي قالت القوات الأميركية إنه كان على قاعدة عسكرية في محافظة دير الزور، شرق سورية، مبيناً أن الأميركيين قتلوا عدداً من المرتزقة الروس، فيما نفى الكرملين هذه المعلومات.

 

وكشف الموقع الأميركي أن حوالى 200 مرتزِق، معظمهم من الروس ماتوا في العملية الفاشلة على القاعدة الأميركية في منطقة دير الزور القريبة من حقول النفط الغنية التي يسيطر عليها المقاتلون الأكراد الذين تدعمهم الولايات المتحدة.

 

وبحسب الموقع، فإن الهجوم الروسي ربما كان من دون ترتيب أو معرفة من القيادة الروسية.

 

في المقابل، أكد الجيش الروسي أن “لا معرفة أو علاقة له بالهجوم على القاعدة الأميركية”، وقبلت وزارة الدفاع الأميركية تصريحاتهم. ووصف وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس الأمر بـ”المحير”.

 

وأكد ماتيس، في حديثه للصحافيين في أوروبا، أنه أحيط علماً بهذه التقارير الإعلامية، غير أنه استدرك بالقول “لا أستطيع أن أفيدكم بأي شيء حيال ذلك، فنحن لم نتلق أي شيء بشأن الأمر في القيادة المركزية أو البنتاغون (وزارة الدفاع)”، بحسب “رويترز”.

 

وقال المتحدث باسم القوات الأميركية، الجنرال توماس فيل، إنّ “قوات التحالف كانت على اتصال مستمر مع النظراء الروس قبل وأثناء وبعد الهجوم الذي أحبط ولم يكن له داع”.

 

وبدأ الهجوم على بُعد 8 كيلومترات من خط خفض التوتر شرقي نهر الفرات في السابع من شباط/فبراير. وقال فيل إن المهاجمين استخدموا الدبابات والمدفعية وراجمات صواريخ متعددة. وقال إن العربات التي رجعت نحو الغرب لم يتم استهدافها.

ووفقاً لموقع “بلومبيرغ” فإن حصيلة القتلى هي خمسة أضعاف خسائر الروس منذ تدخلهم العسكري في سورية عام 2015. ويتزايد حسب قائد مرتزِق، الذي قال في مكالمة هاتفية إن عدداً من مقاتليه يتلقون العلاج في مستشفى عسكري في سانت بطرسبرغ وموسكو.

 

وبحسب مدير منظمة مرتبطة بالكرملين وتعمل على تقوية العلاقات مع الانفصاليين الأوكرانيين، ألكسندر لونوف، فهناك عدد كبير من الروس الذين قُتلوا أو جرحوا في الهجوم كانوا من المحاربين السابقين على الجبهة الأوكرانية. ولا يعرف من يقوم بدفع رواتب المقاتلين إلى جانب رئيس النظام بشار الأسد.

 

ولفت الموقع إلى أن هناك مصفاة نفط مهمة في دير الزور مولت عمليات تنظيم “داعش”، ويريد نظام الأسد استخدامها في عمليات إعادة إعمار سورية، وذلك بحسب المحلل في شؤون الشرق الأوسط في مجلس الشؤون الدولية في موسكو يوري بارمين.

 

وأشار بيان وزارة الدفاع الروسية للمصفاة في دير الزور حيث اتهمت الولايات المتحدة باستخدام وجودها غير الشرعي في سورية “للسيطرة على الثروات الاقتصادية”، بحسب “فرانس برس”.

 

ونقل الموقع عن النائب والدبلوماسي السابق ويعمل حالياً محللاً سياسياً في موسكو، فلاديمير فرولوف، إن الهجوم يمثل أول اشتباك بين القوتين منذ حرب فيتنام.

 

وقال: “هذه فضيحة كبرى وسبب لأزمة دولية حادة” و”لكن روسيا ستتظاهر وكأن شيئاً لم يحدث”.

 

ورفض المتحدث باسم الرئيس فلاديمير بوتين، ديمتري بيسكوي التعليق على التقارير قائلاً إن الحكومة تتابع الأرقام والبيانات المتعلقة بالقوات المسلحة.

 

الخارجية الروسية:الحديث عن قتلى روس في سوريا “معلومات مضللة

نفت وزارة الخارجية الروسية بشكل قطعي، الأربعاء، تقارير إعلامية غربية تحدثت عن مقتل مئات الروس، نتيجة ضربات وجهها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في سوريا، ووصفتها بأنها مضللة. وقال مصدر بالوزراء للصحافيين، إن “المعلومات عن مئات القتلى الروس هي معلومات كلاسيكية مضللة”.

 

وكانت صحيفة “بزنس إنسايدر” الأميركية، قد نشرت شريط فيديو للغارة الجوية التي قام بها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة على موقع للجيش السوري بمدينة دير الزور. وذكر التحالف أن سبب توجيهه هذه الضربة هو “هجوم غير مبرر” على مقر “لقوات سوريا الديموقراطية” المدعومة من قبلها.

 

وقال مساعدون للمتعاقدين مع الجيش الروسي الذين يقاتلون مع قوات النظام السوري، إن عدداً كبيراً من القتلى سقط بين المتعاقدين عندما حصل الإشتباك في دير الزور.

 

المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قال، الأربعاء، إنه لا يمكن استبعاد وجود مدنيين روس في سوريا ولكن ليس لهم صلة بالقوات المسلحة الروسية. وأضاف تعليقاً على مقتل العشرات منهم، إنه ليس لديه أي معلومات عن مثل هؤلاء القتلى.

 

من جانبه أعلن رئيس لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب الروسي الجنرال فلاديمير شامانوف، عن وجود جهات تبالغ وتتحدث عن قصد عن سقوط ضحايا روس جراء ضربات أميركية ليل 8 شباط/فبراير، بالقرب من ديرالزور في سوريا، مشيراً إلى عدم وجود معلومات مؤكدة عن ذلك.

 

وقال شامانوف للصحافيين “إذا حكمنا من خلال تحليل الاستخبارات، هناك الكثير من العلامات التي تشير إلى أن أحدهم يبالغ. لذلك، هناك تحقيق مفصل حول صحة هذه المعلومات، لكن لا وجود لشيء مؤكد”.

 

في السياق، قال مسؤولون أميركيون، إن طائرة أميركية بدون طيار دمرت دبابة روسية الصنع طراز (تي-72) في سوريا، الأحد، ولم تسفر الضربة التي نفذتها الطائرة (إم.كيو-9 ريبر) قرب الطابية عن مقتل أي فرد من قوات التحالف أو القوات المحلية التي يدعمها.

 

وخلال إفادة مع صحافيين، رفض اللفتنانت جنرال جيفري هاريجيان وهو أكبر ضابط بسلاح الجو الأميركي في الشرق الأوسط، التكهن بشأن من كان يقود الدبابة. لكن “رويترز” نقلت عن مسؤول أميركي قوله، إن اثنين على الأقل من القوات الموالية للحكومة السورية قتلا في الضربة.

 

وقال الجيش الأميركي إنه دمر الدبابة بعدما دخلت مرمى نيران القوات الموالية للولايات المتحدة مدعومة بغطاء مدفعي، فيما قلّل وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس من شأن الحادث، قائلاً “ربما لا يعدو الأمر أن يكون مجرد شخصين يقومان بشيء ما. لا أود أن أضخمه وأصفه بأنه هجوم كبير”.

 

الغوطة الشرقية: هل يستعد “جيش الإسلام” لمهاجمة القطاع الأوسط؟

اتهم ناشطون “جيش الإسلام” برفع جاهزيته العسكرية، والتحضير لعملية عسكرية في القطاع الأوسط من الغوطة الشرقية، بذريعة القضاء على “جبهة النصرة”. وقال ناشطون إن “جيش الإسلام” طلب من جميع مقاتليه في مدينة دوما الالتحاق بألويتهم ورفع الجاهزية القتالية، وأرسل المقاتلين إلى معسكرات سرية، كما حدث في نوبات الاقتتال الداخلي السابقة في العامين 2016 و2017.

 

مصدر من الغوطة الشرقية، قال لـ”المدن”، إن النظام يهدد “جيش الإسلام” باستمرار قصف دوما إن لم يباشر هجومه فوراً على “المتطرفين”، مشيراً إلى أن “وفداً من قيادة جيش الإسلام خرج للتفاوض مع النظام في دمشق خلال حملة النظام الأخيرة على الغوطة الشرقية”.

 

وكان “جيش الإسلام” قد سحب جميع أجهزة الهاتف المحمولة من عناصره في المقرات، قبل ثلاثة أيام، بذريعة وجود مخبرين “عواينية” يتواصلون مع النظام ما تتسبب في سقوط نقاط رباط، وفق ما ذكره مصدر عسكري لـ”المدن”. وقال المصدر إن “توقيت قرار سحب أجهزة الهاتف من العناصر، مع بعض القرائن الأخرى، يشير إلى أن جيش الإسلام يجهز لعمل ضد فصائل القطاع الأوسط”.

 

ونفى “جيش الإسلام” أي مزاعم تتحدث عن هجوم مرتقب له على القطاع الأوسط. وبحسب ما قاله مصدر من “جيش الإسلام” لـ”المدن”، فإن “إعلاميين في القطاع الأوسط يعملون على تأجيج الصراع بين فصائل الغوطة الشرقية، وهو ما سينعكس على الغوطة بشكل كامل”. وأضاف: “مناطق سيطرة جيش الإسلام تتقاسم القصف ومحاولات اقتحام النظام مع باقي مناطق الثوار في الغوطة الشرقية”.

 

وفي السياق، اتهم القيادي في “جيش الإسلام” سعيد درويش، عبر تسجيل صوتي، بعض الأشخاص بترويج الكذب، وقال: “جيش الإسلام لا يجهز شيئاً ضد إخوانه في فيلق الرحمن، ولا نكنّ إلا كل محبة للفيلق”، واعتبر أن “مثل هذه الرسائل تؤثر سلباً على قلوب أهالي الغوطة المكلومة”.

 

ويبدو أن النظام يحضّر لعملية عسكرية برية تتبع حملة القصف المكثف التي طالت معظم مدن وبلدات الغوطة الشرقية، وقتلت أكثر من 446 مدنياً، وجرحت ما يزيد عن 3077. مصدر عسكري قال لـ”المدن”: “قوات النمر التابعة لنظام الأسد تحشد لعمل عسكري في الغوطة الشرقية، ويبدو أنها تعمل على إعادة سيناريو مدينة حلب”. وأضاف: “لا أتوقع إذا كان جيش الإسلام سيقوم بعمل ضد الفصائل العسكرية في القطاع الأوسط يساعد النظام في حملته الأخيرة، لا سيما أن أي عمل عسكري للنظام على الغوطة قد يكون على مناطق جيش الإسلام”.

 

وكانت مصادر موالية للنظام قد ذكرت، الثلاثاء، وجود استعدادات لدى مليشيا “قوات النمر” التي يقودها العميد سهيل الحسن، لبدء عملية عسكرية ضد فصائل المعارضة في الغوطة الشرقية. مصادر في المعارضة نشرت صورة لأحد قتلى “قوات النمر”، وقالت إنه قتل على يد ثوار الغوطة الشرقية.

 

الرستن تنتفض ضد “تحرير الشام

شهدت مدينة الرستن في ريف حمص الشمالي المُحاصر، الثلاثاء، تظاهرة ضد تواجد عناصر لـ”هيئة تحرير الشام” في نقطة تابعة لـ”الهيئة” على أطراف المدينة. وطالبت التظاهرة التي توجهت إلى تلك النقطة بخروج العناصر من المدينة وإنهاء أي تواجد لـ”الهيئة” فيها. وتدخل بعض قادة الجيش الحر في الرستن لحل الخلاف، وتم التوصل إلى اتفاق بخروج عناصر “الهيئة” من النقطة وتسليمها لـ”لواء رجال الله”، بحسب مراسل “المدن” محمد أيوب.

 

النقمة كانت قد تصاعدت بين أهالي الرستن على تصرفات “الهيئة” وسط اتهامها بتصفية شخصيات من الجيش الحر ومن أهالي المدينة تحت ذرائع “شرعية” وإعدام بعض الأهالي بعد محاكمتهم في محكمة “الهيئة” بتهم مختلفة، من دون السماح لهم بالدفاع في المحكمة عن أنفسهم.

 

إلا أن حادثة اغتيال الطيار المدني وأحد وجهاء مدينة الرستن فايز خليل المدني، ظهيرة الإثنين، فجرت الموقف ضد “الهيئة”. إذ أطلق عنصران من “الهيئة” الرصاص على المدني، أثناء تواجده في متجره للذهب. وحاول العنصران الفرار، إلا أن دورية تابعة لـ”مديرية منطقة الرستن الحرة” قامت باعتقالهم، بالتعاون مع عناصر من “لواء رجال الله”.

 

والمغدور المدني، هو أحد أعضاء اللجنة المكلفة من فعاليات الريف الحمصي، لتوقيع اتفاق الكهرباء مقابل الكهرباء مع النظام، والذي طالما عارضته “هيئة تحرير الشام”.

 

مدير “منطقة الرستن الحرة” العقيد مصعب أيوب، قال لـ”المدن”: “عبر معلومات قدمها شهود عيان، تبين للدورية أن مسلحين ملثمين يستقلون دراجة نارية لاذوا بالفرار باتجاه الطريق الترابي المؤدي إلى خارج المدينة. فقامت الدورية بملاحقتهم بمؤازرة من لواء رجال الله، حيث وقع تبادل لإطلاق النار ما أدى إلى إصابة احد الملثمين وعنصرين من الدورية ومن اللواء، قبل أن نلقي القبض على الجناة، الذين نُقلوا إلى مقر قيادة المنطقة”.

 

وأضاف أيوب أن التحقيق الأولي في “المديرية” بيّن أن الجناة هم من عناصر “تحرير الشام”، وبعد إكمال التحقيق معهم تمت إحالتهم للقضاء المختص في محكمة الرستن.

 

قادة فصائل الجيش الحر في الرستن عقدوا اجتماعاً طارئاً مع “مجلس الشورى الثوري في الرستن” وممثلين عن محكمة الرستن وعن “المحكمة العليا في ريف حمص الشمالي” ووجهاء المدينة، لبحث الموضوع. وأكد المجتمعون على ضرورة التوسع في التحقيق مع الجناة لمعرفة خلفية عملية الاغتيال، وعلاقتها بعمليات اغتيال سابقة مماثلة، وضرورة اتخاذ موقف موحد من “هيئة تحرير الشام” في حال ثبت تورط قيادة “الهيئة” فيها.

 

مصدر خاص قال لـ”المدن”، إن قيادة “تحرير الشام” في المنطقة أرسلت إلى وجهاء مدينة الرستن بأنها مستعدة للرضوخ لأي حكم يصدر بحقها بخصوص عملية الاغتيال، مؤكدة أنها لا تنكر انتماء الجناة لها، ولكنها أوضحت أن العملية عبارة عن تصرف فردي لعناصرها وهي غير مسؤولة عنه، ولا علم لها به بشكل مسبق.

 

داعش” إلى الجنوب الدمشقي: خطة النظام لانهاء المعارضة

رائد الصالحاني

شهدت المنطقة المحاصرة جنوبي العاصمة دمشق، دخول 15 أجنبياً على الأقل خلال الأيام الماضية، على دفعتين، من معبر القدم–عسالي، إحدى نقاط التماس بين المنطقة المُحاصرة ومدينة دمشق، والخاضعة لسيطرة قوات النظام.

 

مصادر “المدن” قالت إن جميع الذين دخلوا المنطقة هم مُهاجرون ينتمون إلى جنسيات مختلفة، قادمين من ريف إدلب الجنوبي، حيث انتهى وجود “داعش” مؤخراً. الدخول تمّ بتنسيق كامل وتسهيل من “فرع فلسطين” و”فرع الدوريات” التابعين لـ”الأمن العسكري”. ووصلت الدفعتان في سيارات تابعة لـ”الدولة الإسلامية”، وبسلاح فردي وكميات كبيرة من المال.

 

الدفعة الأولى كانت وصلت قبل أسبوع تقريباً، وضمّت أربعة أشخاص، بينهم عراقي وتونسي، وجميعهم أمراء وقادة عسكريون في التنظيم. فيما وصلت الدفعة الثانية قبل يومين، وضمت أربعة أطباء مختصين وقادة عسكريين وشرعيين. ومن المتوقع، بحسب مصادر “المدن”، وصول دفعة جديدة خلال الأيام المُقبلة.

 

وفور وصول الدفعة الأولى، تم تعيين أحدهم، عراقي الجنسية، أميراً للشرعيين، وتعيين مهاجر آخر قائداً عسكرياً، وسط أنباء عن نيّة جديّة لتغيير الأمير الحالي للتنظيم في المنطقة “أبو العز دهمان”، وتعيين أحد المُهاجرين الذين وصلوا إلى المنطقة مؤخراً بدلاً منه.

 

ويُسيطر تنظيم “داعش” منذ أواخر العام 2014 على أجزاء واسعة من الجنوب الدمشقي، ويبسط سيطرته على أحياء الحجر الأسود والتضامن والعسالي، وأجزاء كبيرة من مخيم اليرموك، وتعتبر جبهاته باردة مع النظام السوري منذ سيطرته على المنطقة، يتخللها قصف وعمليات “انغماسية” بين الحين والآخر.

 

وزار المهاجرون الأربعة، بعد وصولهم إلى المنطقة، السجون التابعة للتنظيم، ووعدوا بإطلاق سراح أصحاب التُهم الصغيرة خلال أيام قليلة، إضافة لزيارة نقاط التماس على الجبهات مع “تحرير الشام” وقوات النظام وفصائل المعارضة، وأمروا بتعزيز النقاط بالمزيد من العناصر وفتح مستودعات السلاح وحشد بعض القوات على جبهة “هيئة تحرير الشام” التي يحاصرها التنظيم غربي مخيم اليرموك، تحضيراً لعمل عسكري قد يستهدف “الهيئة” في الفترة القادمة.

 

مصادر “المدن” في المنطقة، أكدت أن الأمراء الأربعة أجروا جولات متكررة في الأسواق الشعبية، والتقوا بعشرات الأهالي وسألوهم عن الأحوال المعيشية والخدمية، ومدى رضاهم عن قيادة التنظيم وسير الأمور في مناطق “الخلافة”، وسط وعود بالتغيير الجذري وعودة المنطقة إلى ما كانت عليه “في عهد ازدهارها” أثناء سيطرة التنظيم على مساحات واسعة في سوريا والعراق.

 

وبدأ المُهاجرون الأربعة منذ الساعات الأولى لوصولهم، تحضير مشاريع خدمية لـ”عوام المسلمين”، في مناطق سيطرة التنظيم جنوبي دمشق، وأخبروا الناس أنهم سيقومون بتزويج الشبان العزاب، والمتزوجين من الرجال الراغبين بزوجة أخرى، وطلبوا البدء بتسجيل اسماء الراغبين بالزواج، وتقديم اللوائح للقيادة في أسرع وقت، فضلاً عن تفعيل مشاريع الإطعام للفقراء والمحتاجين وذوي قتلى التنظيم في المنطقة، بالإضافة إلى بدء التحضير لتجهيز مشفى ميدانياً تزامناً مع وصول الأطباء الأجانب الأربعة الاختصاصيين إلى المنطقة، وسط حديث عن إنشاء مشفى خاص للنساء في الفترة المقبلة.

 

وللحد من عمليات الهروب من المنطقة، بعد خروج العشرات إلى درعا وادلب عبر حواجز النظام، أمر المهاجرون الأربعة بتعزيز النقاط العسكرية ونشر قناصين وتسيير دوريات على مدار الساعة، على جميع الطُرقات الواصلة باتجاه حاجز “معمل بردى” الذي يُعد نقطة الخروج الأبرز من المنطقة باتجاه مناطق سيطرة النظام.

 

القيادة الحالية للتنظيم كانت قد قامت بتسديد كافة المستحقات المترتبة عليها لعناصرها، وكفالة الأيتام وما إلى ذلك، بعد انقطاع مصادر التمويل منذ أكثر من ستة أشهر. ملايين الليرات السورية، مجهولة المصدر، وصلت إلى مناطق سيطرة التنظيم جنوبي دمشق مطلع شباط/فبراير.

 

مهمة المُهاجرين الجدد لإعادة هيكلة التنظيم والسيطرة على الفوضى التي تعم المنطقة في الوقت الحالي، تأتي نتيجة تدهور الوضع الأمني وخروج العشرات بين قياديي وعناصر التنظيم خارج المنطقة. كما أن من مهامهم إجراء صلح بين الأمراء المتصارعين داخلياً، وسط أنباء شبه مؤكدة عن عودة الأمير السابق للتنظيم عبدالله طيّارة الملقب بـ”أبو صيّاح فرّامة”، وأحد مؤسسيه في الجنوب الدمشقي إلى واجهة الأحداث، وذلك بعد عودة عائلته منذ فترة قريبة إلى مخيم اليرموك قادمين من مكان مجهول. وطيّارة أحد معتقلي صيدنايا سابقاً، وخرج من المنطقة نحو الرقة بصفقة غامضة مع النظام قبل عامين تقريباً.

 

وكان التنظيم قد شنّ حملة اعتقالات ضخمة طالت عدداً من الأمراء والقياديين والعناصر، الأسبوع الماضي، بتهم تهريب النحاس والأجهزة الالكترونية المسروقة باتجاه مدينة دمشق عبر حاجز القدم–عسالي. كما شن التنظيم حملة طالت خلية تهريب تعمل على نقل الراغبين بالخروج من المنطقة من مخيم اليرموك إلى نقاط التماس مع النظام، فضلاً عن جلد عدد من الشبان في الساحات العامة بتهمة تهريب الدخان، في خطوة تُعتبر ردّ هيبة للتنظيم أمام الناس بعد الفلتان الأمني الذي ضرب المنطقة خلال الأشهر الماضية.

 

دخول الأمراء المهاجرين إلى المنطقة وإجراء تغييرات جذرية داخل التنظيم بهذه السرعة، قد يتضمن سيناريوهات متوقعة للمنطقة الجنوبية بدمشق بشكل عام، قد يكون هجوم التنظيم لاستئصال “هيئة تحرير الشام” منها هو البداية، كون “الهيئة” هناك هي الأصغر والأقل قوة، ثم سيلي ذلك هجوم التنظيم على فصائل المعارضة المسلحة في البلدات الثلاث المجاورة؛ يلدا، ببيلا، بيت سحم، بهدف توسيع رقعة سيطرة التنظيم. وذلك بدعم وتنسيق كاملين مع النظام، الذي يريد أن يُنهي المنطقة الجنوبية من دون تدخل عسكري مُباشر، حالياً، واستخدام “الدواعش” لتلك العملية التي تهدف الى إنهاء وجود المعارضة في المنطقة.

 

تصاعد التوتر التركي الأميركي عشية زيارة تيلرسون لأنقرة

قال وزير الخارجية التركية مولود جاويش أوغلو الثلاثاء، إنّ ثناء المسؤولين الأميركيين على جهود تركيا في مكافحة التنظيمات الإرهابية، لم تعد تكفي لطمأنة بلاده، مضيفاً أنّ أنقرة تنتظر من الإدارة الأميركية الإقدام على خطوات تتناسب مع روح التحالف الاستراتيجي القائم بين الجانبين.

 

وأكد جاويش أوغلو في مقابلة مع قناة “تي آر تي” التركية، أنّ الولايات المتحدة لم تلتزم بوعودها حيال وقف التعامل مع “الوحدات” الكردية في الشمال السوري، وأنّ الشعب التركي لم يعد ينظر لواشنطن كدولة صديقة. وتابع قائلاً: “لسنا حمقى، وندرك كل ما يجري في المنطقة، ونرى تطورات الأحداث في الساحة وكيفية تعاملهم مع تلك التطورات”.

 

وعن الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية الأميركية ريكس تيلرسون إلى أنقرة، قال جاويش أوغلو “لم يبق أمامنا سوى خيارين إثنين، إمّا أن نصلح العلاقات أو أن نفسدها تماماً، لكننا سنسعى من أجل الإصلاح”.

 

ورداً على سؤال حول تعاون القوات الأميركية مع “وحدات الحماية” في منبج، قال “انظروا إلى حال الدولة التي تقول بأنها تقود مكافحة الإرهاب، هل تريدون أن تؤسسوا دولة مستقلة، هل تستهدفون تركيا، أم ترغبون في تقسيم سوريا؟، عليكم أن تكونوا واضحين في هذا الخصوص”.

 

من جهته، إنتقد وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، الموقف الأميركي في سوريا، واتهم الولايات المتحدة بالرغبة في البقاء إلى الأبد في سوريا. وقال في مؤتمر صحفي في موسكو مع نظيره البلجيكي الثلاثاء، إن الولايات المتحدة تتخذ خطوات أحادية تهدد وحدة الأراضي السورية.

 

وإعتبر أن الولايات المتحدة تخطط للبقاء في سوريا لفترة طويلة وربما إلى الأبد. وأضاف “تقول الولايات المتحدة إنها ترغب في البقاء إلى أن تنطلق عملية سياسية مستقرة مقبولة للجميع، وهذا يعني تغيير النظام”.

 

وأضاف لافروف “في اعتقادي فإن الخطوات التي تتخذها الولايات المتحدة في سوريا، تهدف إلى إنشاء شبه دولة تمتد من شرق نهر الفرات وحتى الحدود العراقية”. وقال إن الولايات المتحدة قامت، على الرغم من اعتراض الجميع وخاصة تركيا، بتقديم دعم مادي كبير إلى “قوات سوريا الديموقراطية”، والوحدات الكردية عبر إنشاء قوة حدودية.

وتابع “نعرف نظرة تركيا للمجموعات الكردية المختلفة، ويمكن تقييم هذه النظرة بطرق مختلفة، إلا أن تجاهلها بشكل كامل يعتبر ضيق أفق، وها نحن نرى الوضع الذي تسبب به ضيق الأفق هذا بما في ذلك منطقة عفرين”.

 

تيلرسون إستبق زيارته إلى أنقرة من ضمن جولة يقوم بها في الشرق الأوسط، بالتأكيد على أن تنظيم “داعش” لا يزال يشكل تهديداً على المنطقة. وأضاف في كلمة خلال إجتماع لـ”التحالف الدولي ضد داعش” يعقد في الكويت، أن “انتهاء العمليات القتالية الرئيسية ضد التنظيم، لا يعني أن التحالف الدولي الحق به هزيمة دائمة”.

 

وكان البنتاغون قد أعلن ليل الإثنين، تخصيص 300 مليون دولار من ميزانيته لعام 2019، لتدريب وتجهيز “قوات سوريا الديموقراطية” التي تشكل “وحدات حماية الشعب” الكردية جزءاً كبيرا منها. كما خصص 250 مليون دولار للقوة الأمنية الحدودية التي أسستها “قسد”.

 

وطالب البنتاغون في وثيقة مشروع ميزانية الوزارة لعام 2019 التي نشرتها وكالة “الأناضول”، بتخصيص مبلغ 1.4 مليار دولار لبرامج التدريب والتسليح المُدرجة في إطار مكافحة تنظيم “داعش” في سوريا والعراق.

 

وفي ميزانية العام 2018، رصدت وزارة الدفاع الأميركية، مبلغ 500 مليون دولار لتدريب وتجهيز “قوات سوريا الديموقراطية”. كما خصصت مبلغ 850 مليون دولار لعمليات تدريب وتسليح قوات “البشمركة” في إقليم شمال العراق.

 

دحر الغزاة” تأسر مئات “الدواعش”.. والخلايا الأمنية تنشط

ألقت غرفة عمليات “دحر الغزاة”، الثلاثاء، القبض على 340 عنصراً من “الدولة الإسلامية”، بينهم أطفال ونساء، بعدما فتحت لهم مليشيات النظام معبراً من شمالي حماة، إلى جنوبي إدلب. وقال بيان صادر عن الغرفة، إن النظام وحليفيه الروسي والإيراني، قاموا بنقل الدواعش عبر مناطق سيطرتهم نحوة بلدة الخوين “كي يقاتلوا جنباً إلى جنب ضد الثوار وفصائل الجيش الحر”، وأحبطت الغرفة تلك “المؤامرة”، وكشفت “خيوط التنسيق والتعاون الأمني المباشر بين هذه المجموعات الداعشية” والنظام وإيران. وتابع البيان: “وتمكنت بعد اشتباكات عنيفة دامت لأكثر من 3 أيام، من قتل وجرح العشرات من فلول التنظيم، وأسر من تبقى منهم، بالمئات، في بلدة الخوين، وسيعامل هؤلاء الأسرى حسب مقتضيات العدالة والقانون والضرورات الأمنية”.

 

وكانت “الدولة الإسلامية” قد حققت أول تقدم لها على حساب المعارضة المسلحة و”تحرير الشام” في ريف إدلب الجنوبي، وسيطرت على قريتي الخوين الكبير وأرض الزرزور شمال شرقي أبو دالي. وحاول التنظيم التمدد أكثر في المنطقة المحيطة والسيطرة على قرى أم خلاخيل وتل أغبر التي دخل بعض المواقع فيها، لكنه انسحب منها أمام هجمات المعارضة و”تحرير الشام”. تنظيم “الدولة” انسحب من قريتي أم صهريج والسويرات شمالي أبو دالي لصالح مليشيات النظام، بعد تقدمه على حساب المعارضة غرباً، بحسب مراسل “المدن” خالد الخطيب.

 

تقدم التنظيم في ريف إدلب الجنوبي، جاء بعد سلسلة من الهجمات ومحاولات التقدم التي بدأت الجمعة. وعلى الرغم من أن فصائل المعارضة في غرفة عمليات “دحر الغزاة”، و”تحرير الشام”، كانت قد عززت في وقت سابق نقاطها في المنطقة، وهيأت نفسها للمواجهة، إلا أن التنظيم نجح في التغلغل، ونفذ عمليات التفاف ليلي على مقار ونقاط المعارضة و”تحرير الشام”، واستخدم عناصره العبوات والأحزمة الناسفة في أكثر من موقع، الأمر الذي سهل عليه بسط سيطرته على نقاط متقدمة. كذلك كان للخلايا الأمنية التابعة للتنظيم دور كبير في مساعدة رأس الحربة المتقدم وتصدع دفاعات المعارضة.

 

وشنّت عمليات “دحر الغزاة” و”تحرير الشام” هجمات معاكسة، ليل الاثنين/الثلاثاء، وتمكنت من استعادة أجزاء واسعة من قرية أرض الزرزور، وقتلت 10 عناصر للتنظيم، واستهدفت بالمدفعية والصواريخ القرى التي تنطلق منها هجمات “الدولة” قرب أبو دالي، والتي سلمتها مليشيات النظام للتنظيم مؤخراً. وقالت المعارضة إنها أعطبت آليات عسكرية وسيارات للتنظيم  في قريتي النيحة وشم الهوى، منطلق عمليات التنظيم جنوبي ادلب.

 

قائد غرفة عمليات “دحر الغزاة” النقيب ناجي أبو غيث، أكد لـ”المدن”، أن التحقيقات الأولية مع عناصر التنظيم الأسرى أشارت إلى أن عدد العناصر الذين دخلوا إلى المنطقة بمساعدة مليشيات النظام يزيد عن 300 عنصر، ويمتلكون أسلحة وذخائر متنوعة، وهي في الغالب رشاشات خفيفة ومتوسطة.

 

في السياق، شهدت إدلب وريفها، الإثنين، أكبر موجة تفجيرات انتحارية، استهدفت عدداً من القرى والمدن، من قبل الخلايا التابعة لتنظيم “الدولة”، والتي تضم أعضاء سابقين في “لواء الأٌقصى” وعناصر من التنظيم تسللوا بمساعدة مليشيات النظام إلى ريف ادلب خلال الأيام القليلة الماضية.

 

خلايا التنظيم زرعت عبوة ناسفة على طريق معر شمارين، ما تسبب بجرح عدد من المدنيين كانوا يستقلون سيارة زراعية. في حين قتل 3 مدنيين، بينهم امرأة، بتفجير دراجة نارية في مدينة خان شيخون. وعثر على جثتين لمقاتلين من المعارضة، ألقيتا في المنطقة الواقعة بين بلدتي معصران وبابيلا. وقُتِلَ عنصران من “تحرير الشام” بإطلاق نار في قرية بابيلا. عبوات أخرى تم زرعها في المسطومة والهبيط وأريحا، وغيرها من القرى والبلدات جنوبي وشرقي ادلب. الحصيلة الأكبر من القتلى والجرحى وقعت في بلدة معر مصرين في تفجير دراجة نارية أمام مخفر البلدة، تسبب بمقتل 9 أشخاص.

 

الأجهزة الأمنية التابعة لفصائل المعارضة في عمليات “دحر الغزاة”، كثّفت من تواجد عناصرها على الحواجز في ريف ادلب الجنوبي، بشكل خاص، وألقت القبض على عدد من عناصر التنظيم وأنصاره قرب التمانعة، وتم تفكيك عدد من العبوات الناسفة التي زُرِعَت على  طرق المواصلات المؤدية إلى جبهات القتال قرب الخوين الكبير. كذلك أكدت “تحرير الشام” أنها نفذت حملة أمنية استهدفت خلايا التنظيم في ادلب، تمكنت خلالها من القبض على مجموعة من أمنيي التنظيم بينهم امرأة.

 

وفي ظل تصاعد الفلتان الأمني في إدلب وتقدم التنظيم في الريف الجنوبي، أعلن في خان شيخون عن تشكيل لجان أمنية محلية، وبعد ساعات تم القبض على عنصر تابع للتنظيم في سوق المدينة يرتدي حزاماً ناسفاً. وطالب الأهالي بتعميم التجربة الأمنية في خان شيخون على بقية المناطق المحررة، باعتبارها الأفضل في ظل انعدام التنسيق الأمني بين فصائل المعارضة و”تحرير الشام”.

 

تيلرسون: ندعم تركيا في حربها “ضد الإرهاب

قال وزير الخارجية الأميركية ريكس تيلرسون، إن انتهاء العمليات الرئيسية ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”، لا تعني إطلاقاً أن الولايات المتحدة وحلفاؤها في التحالف الدولي قد هزموا التنظيم بشكل نهائي.

 

وأوضح تيلرسون خلال اجتماع للتحالف الدولي في الكويت، الثلاثاء، أن “انتهاء العمليات القتالية الرئيسية لا يعني أننا ألحقنا هزيمة دائمة بتنظيم الدولة الإسلامية. ما زال تنظيم الدولة الإسلامية يمثل تهديدا خطيرا لاستقرار المنطقة ووطننا ومناطق أخرى في العالم”.

 

وحذّر تيلرسون من أن مقاتلي “داعش” يحاولون كسب أراض في دول أخرى، بعد هزيمتهم في العراق واقتراب هزيمتهم في سوريا. وأضاف يجب ألا يُسمح للتاريخ بتكرار نفسه في أماكن أخرى”. وتابع “في العراق وسوريا يحاول تنظيم الدولة الإسلامية التحول إلى تمرد وفي أماكن أخرى مثل أفغانستان والفلبين وليبيا وغرب أفريقيا وغيرها يحاول الاختفاء وتشكيل ملاذات آمنة”. وأعلن أن واشنطن قررت تقديم مساعدات إضافية قيمتها 200 مليون دولار لتحقيق الاستقرار في المناطق التي تم طرد تنظيم “داعش” منها في سوريا.

 

من جهة ثانية، قال وزير الخارجية الاميركية، إن واشنطن تشعر بالقلق إزاء الأحداث الدائرة في شمال غربي سوريا، في إشارة إلى عملية “غصن الزيتون” التي أطلقتها تركيا بالتعاون مع فصائل من المعارضة السورية في 20 يناير/كانون الثاني، لطرد مقاتلي “وحدات حماية الشعب” الكردية من مدينة عفرين.

 

ولفت تيلرسون إلى أنه يدرك تماماً “المخاوف الأمنية المشروعة” لدى تركيا. وأضاف “ندرك المخاوف الأمنية لتركيا وهي عضو في حلف شمال الأطلسي… سوف نقف إلى جانب حليفتنا في حلف شمال الأطلسي في حربها ضد الإرهاب”.

 

في المقابل، جدد الرئيس التركي رجب طيب أرودغان هجومه على الولايات المتحدة بسبب علاقتها مع المقاتلين الأكراد في سوريا، واعتبر أن تقديم دعم مالي من واشنطن إلى “وحدات الحماية” سيؤثر على قرارات أنقرة.

 

وفي كلمة له أمام أعضاء حزب “العدالة والتنمية” في البرلمان، قال أردوغان إن واشنطن عضو في حلف شمال الأطلسي، وعليها الالتزام بالقانون الداخلي للحلف. وأضاف “هناك من ينزعج من شن تركيا لعملية غصن الزيتون، وهذا يجعلنا نتساءل عن قوانين حلف الناتو، لذا على حلف الناتو الدفاع عن تركيا والوقوف معها أثناء دفاعها عن أمنها القومي لأنها دولة عضو بالحلف”. وتابع “الناتو ليس أميركا، فإن كافة الدول متساوية في القرارات داخل هذا الحلف، وعلينا جميعا أن نحترم”.

 

وأردف أردوغان “إن ​عملية درع الفرات​ كان لتركيا الحق بالقيام بها وكذلك غصن الزيتون، وذلك للمحافظة على سلامة أرضنا وأمن شعبنا ولو كنّا تأخرنا بعملية غصن الزيتون إلى الصيف، كان الإرهابيون سيواصلون حفر الأنفاق واستكمال إنشاء القلاع والحصون”، وأوضح أن “إن القوات المسحلة التركية كشفت العديد من الممرات التي قامت الوحدات الإرهابية الكردية بحفرها تحت الأرض لإنشاء ممرات إرهابية تحت حدودنا”.

 

تيلرسون: على إيران سحب جنودها وميليشياتها من سوريا

قال إن الولايات المتحدة لديها خطة متطورة للسلام في الشرق الأوسط

عمّان: «الشرق الأوسط أونلاين»

قال وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، اليوم (الأربعاء)، خلال زيارة للأردن إنه يتعين على إيران سحب جنودها والميليشيات التي تدعمها من سوريا، مشيرا إلى انزعاج الولايات المتحدة من المواجهة في الآونة الأخيرة بين إيران وإسرائيل.

 

في المقابل، دافع علي أكبر ولايتي مساعد المرشد الإيراني علي خامنئي عن وجود بلاده العسكري في سوريا، وقال إنه وجود «مشروع» وجاء بناء على دعوة من النظام.

 

ونقلت وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء عن ولايتي قوله ردا على سؤال عن تصريحات تيلرسون “من يجب أن يغادروا سوريا هم من دخلوها دون إذن من الحكومة السورية الشرعية”، على حد قوله.

 

وكشف تيلرسون في مؤتمر صحافي مع نظيره الأردني أيمن الصفدي في عمّان، أن الولايات المتحدة لديها خطة متطورة للسلام في الشرق الأوسط كان يجري تطويرها منذ عدة أشهر. وقال: «الرئيس ترمب ملتزم بالسلام في الشرق الأوسط»، مضيفا أن «الوضع النهائي للقدس وحدودها أمر عائد للأطراف». وتابع أن الولايات المتحدة تحتاج لإيجاد سبيل لمواصلة العمل في اتجاه واحد مع تركيا حليفتها في حلف شمال الأطلسي، معربا عن أمله في إجراء محادثات بشأن التعاون للحد من التهديدات لتركيا.

 

من جانبه، قال الصفدي إن حل الدولتين هو المسار الوحيد للسلام الشامل. وفيما يتعلق بالأزمة السورية أشار إلى أن الحل يجب أن يكون وفق القرار 2254 وجنيف.

 

من جهة أخرى، التقى وزير الخارجية الأميركي في عمّان وفدا من هيئة التفاوض السورية المعارضة برئاسة نصر الحريري.

 

وضم وفد المعارضة في الاجتماع المغلق الذي عقد في أحد فنادق عمان الكبرى إلى جانب الحريري كلا من حسن عبد العظيم رئيس هيئة التنسيق الوطنية السورية وعبد الإله فهد وعباب خليل وفدوى العجيلي من تحالف قوى المعارضة.

 

وقال تيلرسون بعدما صافح أعضاء الوفد: «أنا سعيد بلقائكم»، ثم التقط معهم بعض الصور التذكارية قبل أن يدخلوا في اجتماع مغلق.

 

وأشار الحريري في تغريدة إلى عقد «لقاء مهم مع وزير الخارجية الأميركي ركزنا فيه على ضرورة البدء الفوري بتطبيق البنود الإنسانية ومحاسبة مجرمي الحرب وضرورة التحرك لمحاسبة النظام لاستخدامه السلاح الكيماوي والالتزام بالعملية السياسية في جنيف والالتزام باتفاقيات خفض التصعيد».

التعليقات

 

موسكو غاضبة بعد مقتل «مرتزقة روس» بغارة أميركية في دير الزور

موسكو: {الشرق الأوسط}

ضجة كبرى في روسيا ونقاشات غاضبة أطلقتها تسريبات عن تعرض وحدات من «المرتزقة الروس» الذين يقاتلون في سوريا إلى جانب قوات النظام، لضربة عنيفة من الجيش الأميركي في دير الزور ليل الخميس الماضي.

 

وحصلت «الشرق الأوسط» على تسجيلات لمكالمات هاتفية أجراها ناجون من «المجزرة»، وفقاً لوصف بعضهم، تحدثوا فيها عن تفاصيل الهجوم المفاجئ ونتائجه، وانتقدوا فيها بقوة السلطات الروسية «التي تجنبت حتى الإشارة إلى الكارثة وكأننا لسنا بشرا».

 

التسجيلات تسربت من أوكرانيا حيث ينشط «زملاء» لـ«المرتزقة الروس» في المعارك الدائرة هناك في شرق البلاد، في إطار ما يعرف بـ«جيش فاغنر» للمرتزقة.

 

ونشرت على نطاق واسع تفاصيل عن مشاركة هذا الجيش إلى جانب قوات النظام في معارك استهدفت السيطرة على مواقع نفطية في سوريا. وفي 3 اتصالات هاتفية أجراها ناجون من القصف الأميركي مع أصدقائهم، أوضح المتحدثون تفاصيل ما جرى في تلك الليلة. واللافت أنه قبل تسريب التسجيلات مباشرة، أثار متطوعون روس في أوكرانيا ضجة حول «المأساة» التي تعرض لها رفاقهم في سوريا، مما دفع بالناشط البارز في الحرب الأوكرانية إيغور ستيرلوف الذي شغل سابقا منصب «وزير الدفاع» في «جمهورية دونيتسك» التي أعلنت انفصالاً أحادي الجانب عن أوكرانيا، إلى إصدار بيان ساخط، انتقد فيه بقوة «الصمت الرسمي» تجاه الحادثة، وأكد أنه «تم تدمير وحدتين في (جيش فاغنر) بشكل كامل، وتم تحميل جثث القتلى في شاحنتي (كاماز)»، منبها من يتعاقد لـ«العمل في سوريا» بأنه سيواجه «الإهمال والتجاهل».

 

ضجة في موسكو بعد مقتل «مرتزقة روس» بضربة دير الزور

موسكو: رائد جبر

ضجة كبرى في روسيا ونقاشات غاضبة أطلقتها تسريبات عن تعرض وحدات من «المرتزقة الروس» الذين يقاتلون في سوريا إلى جانب قوات النظام السوري، لضربة عنيفة في ليل 8 فبراير (شباط) الحالي قرب دير الزور من جانب القوات الأميركية أسفرت عن مقتل عدد كبير منهم.

 

وحصلت «الشرق الأوسط» على تسجيلات لمكالمات هاتفية أجراها ناجون من «المجزرة» وفقا لوصف بعضهم، تحدثوا فيها عن تفاصيل الهجوم المفاجئ ونتائجه، وانتقدوا فيها بقوة السلطات الروسية «التي تجنبت حتى الإشارة إلى الكارثة وكأننا لسنا بشرا».

 

التسجيلات تسربت من أوكرانيا حيث ينشط «زملاء» لـ«المرتزقة الروس» في المعارك الدائرة هناك في شرق البلاد، في إطار ما يعرف بـ«جيش فاغنر»، وهو يضم تشكيلات مسلحة غير نظامية تدفع رواتب مجزية للمتعاقدين معها في مقابل تنفيذ عمليات عسكرية خاصة. ونشرت على نطاق واسع تفاصيل عن مشاركة هذا الجيش إلى جانب قوات النظام في معارك استهدفت السيطرة على مواقع نفطية في سوريا. ونشط بقوة قبل ذلك في الحرب الدائرة في أوكرانيا إلى جانب الانفصاليين المدعومين من جانب موسكو، لكن الحكومة الروسية لا تعترف رسميا بوجود «الجيش الخاص» في سوريا ولا تدرج عادة خسائره ضمن الخسائر العسكرية الروسية المعلنة.

 

وفي 3 اتصالات هاتفية أجراها ناجون من القصف الأميركي مع أصدقائهم، أوضح المتحدثون تفاصيل ما جرى في تلك الليلة. وفيما يلي بعض التفاصيل التي وردت فيها مع التحفظ على عبارات الشتائم الساخطة التي تخللت العبارات:

 

في التسجيل الأول، قال المتصل إن «المعلومات التي نشرت في وسائل إعلام عن أن الضربة استهدفت الجيش السوري كاذبة (…) جماعتنا تعرضوا لهجوم عنيف». مضيفا: «الوحدة الخامسة دمرت بالكامل… 200 من 900 (قتلوا). كنا محاصرين وأغلقوا الطريق أمامنا، 4 مروحيات شاركت في الهجوم المباشر. لم يكن معنا إلا بنادق… لا مضادات».

 

وأشار التسجيل الثاني: «كانوا يعرفون (الأميركيون) أننا روس… انهمر القصف بشكل جنوني. كثير من الجثث. الضربات المكثفة استمرت عدة دقائق ولم ينج أحد. جماعتنا لا يسألون عنا، تجنبوا حتى الإعلان عن الحادثة. لا يتعاملون معنا باعتبارنا بشرا».

 

وفي التسجيل الثالث، أوضح المتحدث أن «الوحدة الخامسة والوحدة الثانية دمرتا تماما، حتى أمس أحصوا 177 قتيلا في الوحدة الخامسة. لم يكن أمام الشباب أي فرصة للنجاة. فيكتوروفيتش مات أيضا. كان يفصلنا 300 متر فقط، تعرضنا لفخ. أعتقد أن المجموع بين 200 و215. شاهدنا العلم الأميركي على بعد مسافة قبل أن تصل الطائرات».

 

اللافت أنه قبل تسريب التسجيلات الصوتية مباشرة، آثار متطوعون روس في أوكرانيا ضجة حول «المأساة» التي تعرض لها رفاقهم في سوريا، مما دفع بالناشط البارز في الحرب الأوكرانية إيغور ستيرلوف الذي شغل سابقا منصب «وزير الدفاع» في «جمهورية دونيتسك» التي أعلنت انفصالا من جانب واحد عن أوكرانيا، إلى إصدار بيان ساخط، انتقد فيه بقوة «الصمت الرسمي» تجاه الحادثة، وأكد أنه «تم تدمير وحدتين في (جيش فاغنر) بشكل كامل، وتم تحميل جثث القتلى في شاحنتي (كاماز)»، منبها من يتعاقد لـ«العمل في سوريا» بأنه سيواجه «الإهمال والتجاهل».

 

وكان ستيرلوف أشار إلى فصائل من «(جيش فاغنر) انتقلت للقتال في السودان بعد أوكرانيا وسوريا». كما كتب قائد المقاتلين الروس في أوكرانيا إيغور غيركين أن «هذه أسوأ حصيلة منذ بداية الحرب، لم يسبق أن تكبدنا مثل هذه الخسائر. الوحدة الهجومية الخامسة أبيدت، ولدينا 644 بين قتيل وجريح».

 

وفجرت تلك الإعلانات نقاشات واسعة في روسيا، على مواقع التواصل الاجتماعي، وطالب كثيرون وزارة الدفاع بتقديم توضيحات لما يجري في سوريا. لكن الأبرز كان إعلان السياسي غريغوري يافلينيسكي الذي ينافس الرئيس فلاديمير بوتين في انتخابات الرئاسة المقبلة عن تفاصيل الهجوم على الروس قرب دير الزور ليكون أول شخصية سياسية تتحدث بشكل مباشر وعلني عن الموضوع. وطالب يافلينيسكي المرشح عن حزب «يابلوكا» اليميني بوتين بكشف «تفاصيل عملية القتل الجماعي لمواطنين روس في سوريا». وشدد على ضرورة أن «يعلن الكرملين حقيقة ما يجري»، معلنا أن «من حق كل مواطن روسي أن يعرف بعد مرور سنتين على التدخل الروسي في سوريا، تعداد القوات الروسية العاملة هناك؛ في شقيها النظامي أو المتعاقدين مع الشركات الخاصة».

 

بهذه الطريقة، دخلت حادثة استهداف المرتزقة الروس على خط الحملات الانتخابية الرئاسية في محاولة من يافلينيسكي للضغط على الكرملين لكشف تفاصيل ما يجري. وآثار السياسي الروسي نقاشات حول أنه «ليس مقبولا تأكيد وزارة الدفاع أنه ليس لديها جنود قرب دير الزور، أو في المناطق التي يقتل فيها المتعاقدون الروس»، أو «كيف يمكن السماح بإعلانات الوزارة المتكررة عن أنها لا تتحمل مسؤولية تحركات مواطنين روس، سافروا عبر الرحلات النظامية والأجهزة الروسية تعرف جيدا أنهم يقاتلون في سوريا».

 

وذهب أنصار يافلينيسكي إلى مطالبة البرلمان الروسي بإثارة الملف ووضع أسئلة أمام وزارة الدفاع حول: «لماذا يشارك مواطنون روس في حرب برية في سوريا؟». وأشار بعضهم إلى أن «الرئيس ووزارة الدفاع أعلنا أن الحرب الأهلية في هذا البلد انتهت، وأن روسيا تقوم بسحب قواتها النظامية، بينما تسمح بموت عشرات أو مئات من المقاتلين غير النظاميين».

 

إلى ذلك، أعلن الكرملين أنه لا معلومات لديه عن تقارير بشأن مقتل مرتزقة روس في سوريا، قائلا إنه لا علم لديه سوى عن وجود أفراد من القوات المُسلحة الروسية.

 

ثلث سوريا ونفطها تحت سيطرة أميركا وحلفائها

لافروف يحذّر من التقسيم… وإردوغان يذكِّر بـ«الصفعة العثمانية»

واشنطن: معاذ العمري أنقرة: سعيد عبد الرازق موسكو: {الشرق الأوسط}

كشف وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون أمس، أن الولايات المتحدة الأميركية وحلفاءها يسيطرون على 30 في المائة من الأراضي السورية وحقول النفط، علماً بأن مساحة سوريا تبلغ 185 ألف كيلومتر مربع.

 

وقال تيلرسون عقب انتهاء أعمال الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد «داعش» في الكويت أمس: «نحن نشطاء تجاه الدفع نحو (مفاوضات جنيف)، وهناك جهود لتوحيد المعارضة». وأضاف: «نعمل مع روسيا، التي لها النفوذ والتأثير على نظام (بشار) الأسد لتحضره إلى (جنيف) من أجل الوصول إلى سوريا موحدة».

 

جاء ذلك تزامناً مع عقد نحو 15 وزير دفاع، يمثلون دولاً في التحالف الدولي، اجتماعاً في روما ناقشوا خلاله مواصلة تحركهم المشترك. وقال وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس في الطائرة التي أقلته إلى العاصمة الإيطالية «سنتحدث عن المستقبل». وتطرق خصوصاً إلى ضرورة إعادة إطلاق الخدمات العامة في المناطق الواقعة شرق سوريا التي طرد منها تنظيم داعش على أيدي «قوات سوريا الديمقراطية» المدعومة من الولايات المتحدة.

 

في المقابل، حذَّر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من «خطوات أحادية خطرة» تقوم بها الولايات المتحدة شرق سوريا، قائلاً إن تلك الخطوات «تهدّد بتقويض وحدة البلاد». وأشار إلى قناعة روسية بأن واشنطن «تعمل على ترسيخ وجود طويل جداً وربما للأبد في سوريا».

 

وأثار إعلان واشنطن عن تقديم دعم مالي إلى «قوات سوريا الديمقراطية» التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية قوامها الأساسي غضباً في تركيا قبل زيارة لتيلرسون يبدأها مساء الخميس بلقاء الرئيس رجب طيب إردوغان، الذي حذر واشنطن من «صفعة عثمانية».

 

إلى ذلك، أكدت مصادر متقاطعة أمس استسلام المئات من عناصر «داعش» الذين كانوا يهاجمون في الأيام الماضية مناطق خاضعة لفصائل المعارضة في ريف إدلب الجنوبي، فيما أفيد عن استنفار واستياء عارم يسود المحافظة بعد مقتل 70 شخصاً خلال 4 أيام نتيجة سلسلة تفجيرات استهدفت قياديين ومقرات لـ«هيئة تحرير الشام».

 

واشنطن وحلفاؤها يسيطرون على 30 % من سوريا

«التحالف الدولي» يضع خططاً لتعزيز الاستقرار وتحقيق تسوية سياسية بموجب «2254»

واشنطن: معاذ العمري روما – الكويت – لندن: «الشرق الأوسط»

كشف وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، أمس، عن أن الولايات المتحدة وحلفاءها يسيطرون على 30 في المائة من الأراضي السورية وحقول النفط، علما بأن مساحة سوريا 185 ألف كيلومتر مربع.

وقال تيلرسون، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الكويتي الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح عقب انتهاء أعمال الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد «داعش» في الكويت أمس: «لم نلعب دورا خاطئا (في سوريا). نحن نشطاء تجاه الدفع نحو (جنيف)، وهناك جهود لتوحيد المعارضة». وأضاف: «نحن نعمل مع روسيا، التي لها النفوذ والتأثير على نظام (بشار) الأسد لتحضره إلى (جنيف) للوصول إلى سوريا موحدة».

وأشار إلى أن «داعش» ظهر في ظروف الصراع والفوضى؛ إذ استول على قدر كبير من الأراضي، وأن المهمة الأولى هي حرمان «داعش» من تجنيد المقاتلين والتخطيط لهجمات أخرى.

إلى ذلك، ناقش نحو 15 وزير دفاع في التحالف الدولي في روما، مواصلة تحركهم المشترك، كما ناقشوا خصوصا مصير مقاتلي تنظيم داعش المعتقلين في سوريا. وقال وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس في الطائرة التي أقلته إلى روما: «سنتحدث عن المستقبل». وتطرق خصوصا إلى ضرورة إعادة إطلاق الخدمات العامة في المناطق الواقعة شرق سوريا والتي طرد منها تنظيم داعش حتى يمكن استئناف الحياة العادية.

وتتخوف الولايات المتحدة من أن يعود «داعش» إلى هذه المناطق، إذا لم يتمكن الناس من أن يستعيدوا سريعا حياة يومية قريبة من الوضع الطبيعي. وهم لا يريدون أن ينتظروا البرامج الكثيفة لإعادة إعمار سوريا التي يمكن أن يؤدي إليها حل سياسي برعاية الأمم المتحدة.

لكن المسؤولة في وزارة الدفاع الأميركية كاثي ويلبارغر شددت على أن تتمحور المناقشات حول المسألة الشائكة المتعلقة بمصير الأجانب الذين انضموا إلى صفوف «داعش»، مثل المتطرفين البريطانيين اللذين أسرتهما في يناير (كانون الثاني) الماضي «قوات سوريا الديمقراطية».

ولا تريد الولايات المتحدة، التي تجد صعوبة في محاكمة المعتقلين منذ سنوات في قاعدة غوانتانامو بكوبا، أن تأخذ على عاتقها محاكمة ألكسندرا كوتيه والشفيع الشيخ، اللذين كانا في مجموعة من 4 أشخاص، سماها رهائنها «البيتلز» بسبب لكنتهم الإنجليزية.

وأوضحت ويلبارغر المسؤولة عن الأمن الدولي في وزارة الدفاع الأميركية، للصحافيين الذين يرافقون ماتيس في جولته: «نعمل مع التحالف حول مسألة المقاتلين الأجانب المعتقلين، ونتوقع أن يعود هؤلاء المعتقلون إلى بلدانهم التي يتعين عليها التكفل بأمرهم».

لذلك لا ترغب الحكومة البريطانية في أن يعود إلى الأراضي البريطانية هذان السجينان المتهمان بأنهما مسؤولان عن اعتقال وقطع رؤوس نحو 20 رهينة، خصوصا من الغربيين، وبينهم الصحافي الأميركي جيمس فولي الذي قطع رأسه في 2012.

ولا تريد الولايات المتحدة من جهة أخرى أن يبقى السجناء في سوريا التي لا يسودها الاستقرار الكافي، للتأكد من أن هؤلاء المتطرفين لا يمكن أن يعودوا إلى حمل السلاح، وحيث يمكن أن تكتظ مراكز الاعتقال التي تتولاها «قوات سوريا الديمقراطية».

ويجد التحالف العربي – الكردي، المتحالف مع الولايات المتحدة، نفسه مضطرا للتعامل مع آلاف المتطرفين الذين وقعوا في الأسر بفضل الانتصارات العسكرية للتحالف، ومنهم مئات من الأجانب الذين أسروا أو استسلموا منذ سقوط الرقة.

وبالإضافة إلى هذه المسألة الحساسة، ستتناول المناقشات موضوع مواصلة المعارك في وادي الفرات الذي لجأ إليه آخر المتطرفين، والعملية العسكرية التركية في منطقة عفرين الحدودية ضد «وحدات حماية الشعب» الكردية؛ المكون الكردي في «قوات سوريا الديمقراطية».

وكان بيان وزراء خارجية التحالف قال: «سنعمل من أجل تعزيز مكاسبنا حتى الآن ومنع عودة ظهور (داعش) من خلال دعم الإصلاحات المتبعة من قبل القطاعين السياسي والأمني في العراق، ومن خلال قرار مجلس الأمن (2254) الملتزم بالتوصل لحل سياسي في سوريا، وذلك من أجل المساعدة في معالجة الأسباب الجذرية وراء ظهور (داعش)». وأشار البيان إلى مجموعات العمل المنبثقة عن التحالف؛ بينها «مجموعة العمل الخاصة بإرساء الاستقرار التي ستقوم في سوريا بتنسيق ودعم جهود تحقيق الاستقرار، وذلك بهدف تقوية الحكم الموثوق والشامل وغير الطائفي وفقا ودعما لقرار مجلس الأمن (2254)».

وكان ماتيس قال إن الهدف الأساسي لقوات التحالف الدولي «هو القضاء على (داعش)»، موضحا أن المعركة لم تنته بعد؛ إذ شهدت المنطقة قتالاً شديداً في الأيام الماضية بين الطرفين.

وقال إن التنسيق في العمليات العسكرية جار مع القوات الروسية في سوريا، وإن حادثة هجوم قوات النظام السوري على القوات الأميركية شرق الفرات «واجهتها أميركا بالمثل، وتم إطلاق النار عليهم للدفاع عن أنفسهم»، مؤكداً أن أميركا «لن تدخل في حرب مع قوات النظام السوري؛ إذ إنها لا تريد أن توسع أمد الحرب، بل تريد أن تركز على القضاء على (داعش) الذي لا يوجد له راع في العالم، بعكس (حزب الله) اللبناني الذي ترعاه إيران».

وأضاف: «لا نعلم لماذا هاجمت قوات النظام السوري قواتنا العسكرية في سوريا، ولا نعلم إذا ما كانت القوات الروسية معهم أم لا، ولكن من حقنا الدفاع عن أنفسنا، وبعد أن هاجمت تلك القوات قواتنا في الميدان، تم التصدي لهم. قال لنا الروس في البداية إنه لم تكن لديهم قوات هناك، وأعتقد أن الأمر ما زال قائما، ولكن ليس لدينا وضوح تام بشأن ما تقوم به قوات النظام هناك؛ إذ ليس لديهم ما يكسبونه من قتالنا، وجار العمل والتنسيق مع روسيا في ذلك».

ونفى وزير الدفاع الأميركي أن تكون القوات الأميركية شاركت في الغارات التي شنتها القوات الإسرائيلية على قوات النظام السوري، و«من المثير للاهتمام أنه في كل مكان نجد مشكلة في الشرق الأوسط، تجد إيران تقف وراء ذلك»، مضيفاً: «سواء كنت في اليمن أو بيروت، أو في سوريا، أو في العراق، تجد دائما إيران تشارك وتقف سببا».

وأضاف: «إذا كنت تعيش في المنطقة، فليس هناك شك فيما تفعله إيران. إذا كنت تعيش في البحرين والشرطة هناك قد ضبطت متفجرات، فهذا بلا شك قادم من إيران. إذا كنت تعيش في المملكة العربية السعودية فستجد حطاماً للصواريخ الإيرانية هناك على أراضيها، أو كنت قد وجدت قوارب متفجرة… القوارب التي تسيطر عليها عن بعد في البحر الأحمر، يمكنك أن ترى إيران (…)… لذلك القوات الإسرائيلية لها الحق المطلق في الدفاع عن نفسها، ولا يتعين عليهم الانتظار حتى يموت مواطنوهم تحت هجوم القوات الإيرانية أو السورية أو ميليشيات (حزب الله) اللبناني». وفي ما يخص العلاقات الأميركية – التركية، قال ماتيس إن تركيا تعد الدولة الوحيدة في حلف الناتو الذي تواجه ممارسات متمردة ونشطة داخل حدودها، مفيداً بأن واشنطن تساعد أنقرة، وكذلك تساعد عددا من الدول من حيث الدفاع الصاروخي ومكافحة الإرهاب؛ «وما زلنا نعمل على مجالات الخلاف».

وأوضح ماتيس أن «الطريقة الوحيدة التي تمكن أميركا من القضاء على (داعش) بأسرع ما يمكن، هي الوقوف مع تركيا، ولكن لديهم مخاوف أمنية مشروعة على طول الحدود مع سوريا، وواشنطن لا ترفض شيئا من ذلك، وكبار القادة العسكريين الأميركيين والأتراك يجتمعون باستمرار من أجل القضاء على (داعش)».

 

غضب إضافي تركي من أميركا بسب تمويل الأكراد السوريين

تيلرسون يلتقي إردوغان مساء غد

أنقرة: سعيد عبد الرازق

أثار إعلان واشنطن عن تقديم دعم مالي إلى «قوات سوريا الديمقراطية» الذي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية قوامها الأساسي غضباً في تركيا التي تواصل حملتها العسكرية «غصن الزيتون» في عفرين بشمال سوريا، والتي تستهدف الوحدات الكردية بالأساس. وعمق الإعلان حالة التوتر بين أنقرة وواشنطن الحليفتين في حلف شمال الأطلسي (ناتو) قبل أقل من يومين من زيارة وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون التي يبدأها مساء الخميس بلقاء الرئيس رجب طيب إردوغان قبل لقائه نظيره التركي مولود جاويش أوغلو بعد غد لبحث جملة من القضايا الخلافية بين البلدين في مقدمتها الملف السوري والدعم الأميركي لـ«الوحدات» الكردية.

 

وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن قرار الولايات المتحدة تقديم الدعم المالي لوحدات حماية الشعب الكردية «سيؤثر على قرارات تركيا». وأضاف، في كلمة أمام أعضاء الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية الحاكم في البرلمان الثلاثاء، أن «ستار مسرحية تنظيم داعش الإرهابي في سوريا والعراق أُسدل، ولا يحق لأحد التذرع به بعد الآن». وأضاف: «سنستعرض أمامهم (الأميركيون) جميع الحقائق خلال زيارة وزير خارجيتهم لتركيا». وتابع أن حلف شمال الأطلسي لا يعني الولايات المتحدة وحدها؛ فجميع أعضاء الحلف متساوون مع الولايات المتحدة.

 

وجاءت تصريحات أردوغان بعد أن طلبت وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون مبلغ 300 مليون دولار إضافية لتدريب وتجهيز قوات الدفاع الذاتي التي تتألف في الغالب من وحدات حماية الشعب الكردية، و250 مليون دولار لبناء وتجهيز «قوة أمن حدودية» مع قوات الدفاع الذاتي في سوريا.

 

وبينما اعتبر إردوغان أن فصل النهاية قد كتب في الحرب على داعش، وبالتالي لم تعد هناك ذريعة لدى واشنطن للاستمرار في تقديم الدعم للوحدات الكردية، قال وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون خلال اجتماع وزراء خارجية دول التحالف الدولي للحرب على داعش بقيادة أميركا، في الكويت أمس، إن انتهاء العمليات القتالية الرئيسية ضد تنظيم داعش لا يعني أن الولايات المتحدة وحلفاءها ألحقوا هزيمة دائمة بالتنظيم. وأضاف أن واشنطن قررت تقديم مساعدات إضافية قيمتها 200 مليون دولار لتحقيق الاستقرار في المناطق المحررة بسوريا.

 

في السياق ذاته، عبر نائب رئيس الوزراء التركي هاكان جاويش أوغلو عن استياء بلاده من تخصيص البنتاغون 550 مليون دولار لدعم الميليشيات الكردية «بحجة مكافحة داعش»، قائلا إن استمرار الولايات المتحدة في مواقفها الداعمة لهم سيدخل علاقات البلدين في «مأزق يصعب الخروج منه». وذكر جاويش أوغلو في مقابلة تليفزيونية أمس أننا (تركيا) نعلم أنه في داخل الإدارة الأميركية هناك آراء متضاربة حول دعم الميليشيات الكردية.

 

وكان رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم دعا الإدارة الأميركية إلى التصرف بعقلانية، والتوقف عن التعامل مع «التنظيمات الإرهابية» في سوريا، وقال خلال مؤتمر صحافي مع نظيره المقدوني زوران زاييف في أنقرة مساء أول من أمس، إن «اعتماد الولايات المتحدة على تنظيم إرهابي للقضاء على تنظيم إرهابي آخر، لا يتوافق مع تصرفات دولة ذات اعتبار ومكانة».

 

وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن تحالف قوات سوريا الديمقراطية (قسد) بدأ مؤخرا في تدريب قوات أمن داخلي وأمن حدود.

 

وجاء في تقرير صدر، أول من أمس، عن لجنة مفتشي البنتاغون بخصوص الميليشيات الكردية يتعلق بالفترة بين أكتوبر (تشرين الأول) وديسمبر (كانون الأول) الماضيين، أن «قوات سوريا الديمقراطية تخطط لإعادة تشكيل قوات مكافحة الإرهاب».

 

ولفت التقرير إلى أن عدد الجنود الأميركيين في سوريا زاد لأربعة أضعاف، إذ يبلغ في الوقت الراهن ما يقرب من ألفي جندي، وأن الولايات المتحدة دربت 12.500 جندي في سوريا، من بينهم أكثر من 11 ألفاً من قوات سوريا الديمقراطية (قسد) «من أجل تحقيق الاستقرار والأمن في المناطق المحررة».

 

وأوضح التقرير أن «وزارة الدفاع أعلنت أن الجيش الأميركي قام بتجهيز قوات سوريا الديمقراطية، وأنه سيقوم بتعقب الأسلحة المقدمة لا سيما تلك الممنوحة لوحدات حماية الشعب الكردية حتى يتم التأكد من أنها تستخدم في الأهداف الصحيحة».

 

وعلى صعيد عملية «غصن الزيتون» قال إردوغان إن الحرص الشديد الذي يبديه الجيش التركي تجاه سلامة المدنيين في عفرين أثناء تنفيذ عملية غصن الزيتون هو سبب البطء في تقدم العملية. وأضاف: «لولا حرصنا الشديد على سلامة المدنيين في عفرين لاجتحنا المدينة فورا، ولكانت العملية قد انتهت منذ أيام دون وقوع أي خسائر في صفوفنا». وانتقد إردوغان بعض أعضاء أحزاب المعارضة التركية «لقيامهم بتشويه صورة العملية عبر نشر الأكاذيب ومحاولة الترويج بأن تركيا تستهدف المدنيين في عفرين» على حد قوله. في السياق ذاته، قال السكرتير العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرغ، تعليقاً على عملية «غصن الزيتون»، إن أنقرة لديها مخاوف أمنية مشروعة ولها الحق في تبديدها، موضحاً أن أياً من أعضاء الحلف لم يتعرض لهجمات إرهابية مثل التي تشهدها تركيا.

 

كيف وصل صاروخ “سام 5” الذي أطلقته قوات الأسد إلى “إسرائيل”؟

عبدالله حاتم – الخليج أونلاين

ثلاثة صواريخ هي التي أطلقها النظام السوري، فجر السبت الماضي، 10 فبراير 2018، كانت تحاول التصدي لغارات إسرائيلية على أهداف سورية وإيرانية، واحد منها أدى لإسقاط مقاتلة إسرائيلية، لكن الحديث والشكوك حول سيناريو إطلاقها ومكان سقوطها ما يزال يثير تساؤلات منطقية.

 

صاروخان من أصل 3 سقطا في الأردن ولبنان، وفق ما أكد مصدر أمني أردني ذكر أن صاروخاً مضاداً للطائرات سقط شمالي المملكة، يرجح أن يكون مصدره سوريا، لكنه لم يتسبب في أضرار.

 

وأوضح المصدر، في بيان رسمي، أن الصاروخ الدفاعي من نوع “سام 5” سقط في شمالي الأردن، مشيراً إلى أن “الدفاعات الجوية السورية تمتلك هذا النوع من الصواريخ”.

 

وفي لبنان عثرت القوى الأمنية على بقايا صاروخ وشظايا في منطقة سهل سرعين وسهل علي النهري في منطقة قريبة من الحدود اللبنانية السورية شرقي لبنان، وأكدت وزارة الدفاع اللبنانية أن الصاروخ من طراز “سام 5” أرض جو أطلق من الناحية السورية.

 

– كيف وصل الثالث لحدود “إسرائيل”؟

 

لكن الصاروخ الثالث سقط في الجزء السوري من الجولان المحتل، وتحديداً في بلدة “بريقة”، وقد وصل- بحسب معلومات من داخل البلدة حصل عليها “الخليج أونلاين”- إلى الجانب الإسرائيلي عن طريق “عملاء” له قاموا بنقله- بعد سقوطه في سوريا- إلى الحدود المحتلة لتنفيذ غاية معينة لإسرائيل.

 

ووفق هذه المعلومات فإن الصاروخ الذي وصل إلى “إسرائيل” كان من طراز “سام 5” الروسي الصنع، وذلك عن طريق عملاء لها سبق أن زرعتهم تل أبيب في تلك المنطقة الحدودية، لرصد العمليات القتالية بين المعارضة السورية وتنظيم “داعش” وجبهة النصرة والنظام السوري، بالإضافة إلى مراقبة تقدم قوات المليشيات الإيرانية باتجاه الحدود مع الجولان المحتل.

 

ويمتلك النظام السوري منظومة صارويخ “سام 5” الدفاعية، وهي منظومة دفاع جوية روسية بعيدة المدى، تستخدم للتصدي للأهداف المتوسطة إلى عالية الارتفاع، وقد صممت هذه المنظومة أساساً للدفاع عن مساحات واسعة من الأرض ضد المقاتلات المهاجمة والطائرات الاستراتيجية، وهو ما يشكل خطراً واضحاً لا يمكن لتل أبيب السكوت عليه والرد ببضع غارات فقط ضد النظام.

 

وتتألف كل بطارية “سام 5” من 6 قواذف صواريخ ورادار تحكم بالنيران يمكن أن توصل بمحطة للرادارات بعيدة المدى.

 

كما يتميز صاروخ “سام 5” بميزة مهمة؛ وهي أنه يمكن تحويله إلى صاروخ باليستي، حيث إنه يمكن تعديله ليحمل رأساً حربياً شديد الانفجار أو حتى رأساً نووياً بحصيلة 25 كيلو طن، وبهذا فإنه يستخدم بهذه الحالة كمساند هام للصواريخ الباليستية الأساسية في توجيه ضربة للدول المجاورة القريبة، أو حتى تضليل نظام الدروع الصاروخية والتشويش على راداراتها وتضليلها عبر إطلاق كمية لا بأس بها منه إلى أرض العدو.

 

وصدرت روسيا أعداداً من هذه المنظمة إلى دول عديدة، عقب انهيار الاتحاد السوفييتي، منها كوريا الشمالية والهند وسوريا وإيران وهنغاريا وبولندا.

 

– دور ميداني لهدف واضح

 

ووفق هذه المعلومات فإن الشبكة الاستخباراتية التي أسسها الموساد، أسهمت في التوغل العسكري الإسرائيلي من جهة بلدة “بئر عجم” في منطقة هضبة الجولان، بريف المحافظة الجنوبي الغربي لمسافة 1 كم داخل الأراضي السورية في سبتمبر الماضي، والقصف الذي أدى لمقتل ما لا يقل عن 10 عناصر من “داعش” بالقرب في ريف القنيطرة الحدودية مع الجولان المحتل.

 

ومنذ يوليو الماضي تضغط “إسرائيل” على أمريكا وروسيا من أجل إقامة منطقة عازلة في جنوبي سوريا؛ بهدف إبعاد المليشيات الإيرانية و”حزب الله” اللبناني عن المنطقة الحدودية، بحسب صحيفة “التايمز” البريطانية.

 

وقد أولت “إسرائيل” موضوع “المنطقة العازلة” في محادثات وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، ونظيره الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، أهمية بالغة، وأكد ليبرمان أنها “إحدى كبريات المشكلات لإسرائيل في سوريا”.

 

وتمتد المنطقة التي تسعى “إسرائيل” إليها، وفق ما كشفت عنه صحيفة “أوراسيا”، في نوفمبر الماضي، على بعد أكثر من 30 ميلاً إلى الشرق من الجولان المحتل، متجاوزة مدينة درعا، كما ستشمل مدينة السويداء.

 

وإثر هذه الضغوط وجه زعيم النظام السوري بشار الأسد، عقب لقاء بوتين – نتنياهو أواخر يناير الماضي، رسالة تضمنت تعهداً بعدم الحرب، وعدم السماح لمن يريد الحرب بالاقتراب من الحدود مع “إسرائيل”، في إشارة إلى “القوات الإيرانية”، بحسب ما ذكر موقع “ديبكا” الإسرائيلي الاستخباراتي.

 

الرسالة- وفق “ديبكا”- وجهها الأسد إلى بنيامين نتنياهو الأسبوع الماضي، ونقلتها جهة أوروبية إلى القدس المحتلة، ويشير محللون استخباراتيون إسرائيليون إلى أن هذه المبادرة بطمأنة تل أبيب جاءت منه بشكل مباشر.

 

والجولان هضبة تتبع إدارياً لمحافظة القنيطرة السورية، احتلت في حرب العام 1967، وأثار بيان إسقاطها جدلاً واسعاً؛ حيث يؤكد مسؤولون سوريون أن وزير الدفاع حينها، حافظ الأسد، أعلن سقوطها قبل ساعات من وصول الجيش الإسرائيلي إليها، واحتل ثلثي مساحتها الإجمالية وهي 1860 كم2، والبعيدة 60 كم إلى الغرب من مدينة دمشق.

 

حالياً يوجد أكثر من 30 مستوطنة يهودية في الجولان المحتل. وجراء الحرب داخل سوريا منذ 2011، تسقط قذائف بين الحين والآخر على الهضبة المحتلة، يتبعها رد إسرائيلي غالباً، لكن “خط فض الاشتباك” المقام منذ حرب العام 1973 ساده الهدوء نسبياً.

 

فورين بوليسي: إيران تلعب بالنار في سوريا

قال خبيران عسكريان إسرائيليان إن إيران تلعب بالنار إذا ما ظنت أنها تستطيع تغيير قواعد اللعبة فيما يتعلق بتصرفات إسرائيل في سوريا.

 

وزعم كل من أموس يادلين وآري هيشتاين أن إسقاط الطائرة أف 16 الإسرائيلية من قبل الدفاعات السورية السبت الماضي لن يُحدث تغييرا جوهريا في التوازن الإستراتيجي بالشرق الأوسط.

 

وبرأي الخبيرين، فإن إيران تسعى لإعادة صياغة “قواعد اللعبة” بالتحكم بأفعال إسرائيل في سوريا مع تقدم قوات نظام دمشق على حساب المعارضة المسلحة، وأوضحا أن الاشتباكات التي وقعت على حدود إسرائيل الشمالية مطلع الأسبوع الجاري تُقرأ في هذا السياق.

 

ولأنها المرة الأولى خلال ثلاثة عقود من الزمن التي تسقط فيه طائرة إسرائيلية بنيران أعدائها، فقد كان رد فعل بعض المحللين الفوري أنهم اعتبروا أن الصراع في المنطقة دخل “مرحلة إستراتيجية جديدة”.

 

وأعلن أمين عام مجلس الأمن القومي الإيراني أن زمان “الكر والفر” قد ولى، في إشارة إلى الغارات الجوية الإسرائيلية على سوريا، بل إن موقع “ويلا” الإخباري الإسرائيلي رأى أن تلك الأحداث ليست سوى نذير شؤم بما سيقع على طول الجبهة الشمالية لإسرائيل.

 

غير أن يادلين وهيشتاين اعتبرا في مقالهما المشترك بمجلة فورين بوليسي الأميركية أن كلا من المسؤول الإيراني والموقع الإخباري الإسرائيلي جانبهما الصواب، إذ لا ينبغي -برأيهما- تضخيم حادثة إسقاط الطائرة أف 16، لأنها لا تمثل “لحظة فارقة” من شأنها تغيير الميزان الإستراتيجي في الشرق الأوسط.

 

وبحسب الخبيرين، فإن ما أطلقا عليه المحور الإيراني خفف من حدة لهجته بعد الضربات الإسرائيلية التي أعقبت إسقاط الطائرة. حتى روسيا حثت في بيان جميع الأطراف على ممارسة ضبط النفس، كما أن نظام الرئيس بشار الأسد بالكاد يستطيع الصمود في وجه “جيش متطور ومحترف كالجيش الإسرائيلي”.

 

ولما كان النظام السوري “في حالة يُرثى لها”، فإن الأسد يبدو حريصا على إعادة إعمار بلده “المدَمر” أكثر من تحمل وطأة الهجمات التي تشنها إسرائيل ردا على “الاستفزازات الإيرانية”.

 

تجدر الإشارة إلى أن أموس يادلين جنرال سابق في سلاح الجو الإسرائيلي، وهو الملحق العسكري الحالي في سفارة بلاده بواشنطن. أما آري هيشتاين فيعمل مساعدا خاصا لمدير معهد دراسات الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب.

المصدر : فورين بوليسي

 

انظر إلى الطيران الأميركي يدمر دبابة روسية في سوريا

لندن – العربية.نت

ظهر فيديو اليوم الأربعاء لمقاتلة أميركية وهي تدمر دبابة T-72 روسية السبت الماضي في الشرق السوري، في غارة جاءت بعد أيام من قصف أميركي قتل مساء الأربعاء وصباح الخميس الماضيين أكثر من 100 مسلح من مليشيات يدعمها نظام الأسد، وأحبط مع قوات محلية مدعومة من قوات التحالف بقيادة واشنطن، هجوما كبيرا كانت تعده تلك المليشيات، المكوّن بعضها من مرتزقة روس، زودهم النظام بالثقيل من أسلحته، وبينها الدبابة التي دمرتها الطائرة الأميركية قرب بلدة “طابية الجزيرة” بمحافظة دير الزور، بحسب ما نرى فيديو عن الاتيان عليها كليا أدناه.

 

وكان مسؤول أميركي، طلب من “رويترز” عدم ذكر اسمه، قال عن غارات الأربعاء والخميس الماضيين، إن “القوات الموالية للنظام السوري كانت تضم نحو 500 فرد في تشكيل كبير مترجل تدعمهم مدفعية ودبابات وأنظمة صواريخ متعددة الفوهات وقذائف مورتر” مضيفا أن الغارات استهدفت قوات موالية للنظام السوري، إثر هجوم شنته على وحدات من #قوات_سوريا_الديمقراطية المدعومة أميركيا، وعلى بعد 8 كيلومترات شرقي نهر الفرات “وهو خط فاصل لمنطقة خفض التصعيد” المتفق عليها مع روسيا.

 

أما الدبابة التي دمرتها الطائرة الأميركية، فنفى متحدث باسم الكرملين علم الحكومة الروسية بها، كما بمقتل مواطنين روس، طبقا لما قرأت “العربية.نت” عنها وعن الفيديو في موقع صحيفة Daily Mail البريطانية اليوم، والتي عرضته من دون ذكر لمصدره. كما نفى المتحدث علم الحكومة الروسية بوجود مرتزقة روس في سوريا، ممن ذكرت تقارير سابقة أن 600 منهم تم قتلهم حتى الآن.

 

الأمم المتحدة: قافلة إغاثة صغيرة تصل الغوطة الشرقية

دبي – العربية نت

 

قالت #الأمم_المتحدة والهلال الأحمر العربي السوري على تويتر، إن قافلة إغاثة من 9 شاحنات تنقل إمدادات صحية وغذائية لما يصل إلى 7200 شخص وصلت إلى #الغوطة_الشرقية الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة قرب دمشق، الأربعاء.

 

والقافلة هي الأولى منذ أواخر نوفمبر/تشرين الثاني التي تدخل الغوطة الشرقية حيث يعيش نحو 400 ألف مدني تحت الحصار.

 

وتأتي بعد شهور من مناشدة الأمم المتحدة لحكومة النظام السوري إصدار الأوراق اللازمة ووقف إطلاق النار.

 

بعد التصعيد.. أول قافلة مساعدات تدخل الغوطة الشرقية

بيروت- فرانس برس

 

دخلت قافلة مساعدات إنسانية إلى الغوطة الشرقية المحاصرة قرب #دمشق الأربعاء، هي الأولى منذ أشهر، وتأتي بعد الغارات الدموية التي استهدفت المنطقة، الأسبوع الماضي، وفق ما أعلنت الأمم المتحدة.

 

وأفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في سوريا في تغريدة على موقع تويتر “عبرت أول قافلة مشتركة بين وكالات الأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري لهذا العام خطوط النزاع باتجاه النشابية في #الغوطة_الشرقية”.

 

وتقل القافلة وهي الأولى التي تدخل المنطقة منذ آواخر تشرين الثاني/نوفمبر “مواد غذائية ومستلزمات صحية لـ7200 شخص” محاصرين.

 

يذكر أن الغوطة الشرقية تعرضت منذ مطلع الأسبوع الماضي وعلى مدة خمسة أيام متواصلة لتصعيد في الغارات التي شنتها قوات النظام، ما تسبب بمقتل 250 مدنياً وإصابة أكثر من 775 آخرين بجروح.

 

ويأتي إدخال قافلة المساعدات إلى الغوطة الشرقية بعد دعوة الأمم المتحدة في السادس من الشهر الحالي إلى “وقف فوري للأعمال العدائية لمدة شهر كامل” في جميع أنحاء سوريا، “للسماح بإيصال المساعدات والخدمات الإنسانية، وإجلاء الحالات الحرجة من المرضى والجرحى”.

 

ومنذ العام 2013، فرضت قوات النظام حصاراً محكماً على الغوطة التي تعد راهناً آخر معقل الفصائل المعارضة قرب دمشق. ويزيد التصعيد الذي يتجدد بين الحين والآخر من معاناة نحو 400 ألف مدني يعيشون في المنطقة وسط نقص فادح في المواد الغذائية والمستلزمات الطبية.

 

كاتب إسرائيلي: بنيامين نتنياهو قرر قصف كل سوريا وبوتين أوقف العملية باتصال

 

لندن، بريطانيا (CNN) — قال الكاتب والباحث الإسرائيلي، رونان بيرغمان، وهو أحد أبرز صحفيي التحقيقات في إسرائيل، إن المنطقة كانت على حافة انفجار حرب شاملة ليلة سقوط الطائرة الإسرائيلية بصواريخ من الجانب السوري بعدما وجّه رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، أوامره لتوجيه ضربات بالغة القسوة على عموم سوريا، قبل أن يتلقى اتصالات من موسكو.

 

وقال بيرغمان، في مقابلة مع CNN تناولت التأثيرات المتوقعة للاتهامات الموجهة لنتنياهو على الوضع الأمني لإسرائيل والمنطقة في ظل ما يحصل في سوريا: “سيكون هناك من يقول أن نتنياهو سيكون مسرورا بوجود توتر في الشمال لإزاحة النظر عن مشاكله القانونية، ولكن ما حصل خلال الأيام الماضية هو أن الشرق الأوسط كان على حافة تفجّر حرب جديدة.”

 

وتابع الكاتب الإسرائيلي موضحا: “بعد اعتراض الطائرة الإيرانية بدون طيار لاحقت طائرات إسرائيلية قافلة إيرانية داخل الأراضي السوري، وآنذاك جرى إسقاط إحدى الطائرات، وردت إسرائيل بضربات واسعة ضد مراكز الدفاع الجوي السورية وكان هناك خطة لتنفيذ حملة من الضربات على كل سوريا بدرجة من القوة القاسية كي تفهم سوريا أن عليها ألا تتدخل في الصراع ما بين إيران وإسرائيل.”

 

ولفت بيرغمان إلى أن كل العملية توقفت بعدما اتصل الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بنتنياهو وهو غاضب بسبب سقوط بعض القذائف الإسرائيلية قرب مراكز لقوات روسية، ما دفع نتنياهو إلى توجيه الأوامر للجيش من أجل وقف الهجوم وإلغاء خطة توجيه الضربات القاسية لسوريا، معتبرا أن ذلك “يُظهر من هو السيد الحقيقي في الشرق الأوسط، وهو روسيا وليس أمريكا” وفق تعبيره.

 

وعكس بيرغمان مدى خيبة الأمل لدى الجانب الإسرائيلي بسبب غياب الدور الأمريكي قائلا: “إسرائيل تمنت على واشنطن مرارا ممارسة الضغط على روسيا كي لا تسمح بنشاط إيراني على حدودها ولكن هذه الجهود الإسرائيلية ذهبت هباء.”

 

وختم بالقول: “وأحد المسؤولين الإسرائيليين الذين زاروا واشنطن كثيرا مؤخرا قال لي إننا لا نفهم ما الذي يحاول الأمريكيون فعله بسياستهم الشرق أوسطية فهم انسحبوا من الشرق الأوسط وليس لديهم التزام حقيقي بأمن إسرائيل سوى على مستوى الخطاب والكلمات. لقد نسقت إسرائل مع روسيا تكتيكيا لضمان عدم تعرض الطائرات والجنود الروس للاستهداف خلال الضربات الإسرائيلية ولكن نتنياهو فشل في إقناع بوتين بأخذ القلق الاستراتيجي الإسرائيلي بالاعتبار.”

 

الكرملين: المدنيون الروس في سوريا لا صلة لهم بالجيش الروسي

موسكو (رويترز) – قال متحدث باسم الكرملين يوم الأربعاء إنه لا يمكن استبعاد وجود مدنيين روس في سوريا ولكن ليس لهم صلة بالقوات المسلحة الروسية.

المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف يصل لحضور اجتماع مع مسؤولين خارج موسكو يوم السابع من ديسمبر كانون الأول 2017. تصوير: سيرجي كاربوخين – رويترز.

 

وكان أشخاص على صلة بمتعاقدين مع الجيش الروسي يقاتلون مع قوات الحكومة السورية قالوا إنه سقط عدد كبير من القتلى بين المتعاقدين عندما اشتبكت قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة مع قوات موالية للحكومة في دير الزور بسوريا في السابع من فبراير شباط.

 

وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين في مؤتمر صحفي عبر الهاتف إنه ليس لديه أي معلومات عن مثل هؤلاء القتلى.

 

إعداد علا شوقي للنشرة العربية – تحرير سها جادو

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى