أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأربعاء 15 كانون الثاني 2014

«داعش» تحكم سيطرتها على كامل مدينة الرقة

الرياض – خالد العمري؛ لندن – «الحياة»

سعى النظام السوري في الساعات الماضية إلى أخذ زمام المبادرة بالتقدم في اتجاه مواقع سيطرة المعارضة المسلحة في محافظة حلب الشمالية على وجه الخصوص، مستغلاً انخراط المعارضين في مواجهات دامية مع «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش). وأعلنت الحكومة السورية أن الجيش النظامي وسّع سيطرته على بلدات محيطة بمدينة النقارين، في مسعى واضح للتقدم شمالاً بهدف قطع خط إمداد المعارضة عن الأحياء الخاضعة لسيطرتها في مدينة حلب. واستدعى تقدم قوات الرئيس السوري بشار الأسد استنفاراً للمعارضة المسلحة التي أفيد بأنها تحشد مقاتليها بهدف صد الهجوم على حلب واستعادة المناطق التي خسرتها في الأيام الماضية.

لكن تطورات جبهة حلب لم تحجب تطورات ميدانية أخرى قد لا تقل أهمية بل يمكن أن تكون لها انعكاسات بعيدة المدى. اذ تمكنت «داعش» من إحكام سيطرتها على كامل مدينة الرقة، مركز المحافظة التي تحمل إسمها، بعدما انسحبت فصائل المعارضة الأخرى التي كانت تتواجه معها. وهذه المرة الأولى التي تصبح فيها مدينة الرقة بكاملها تحت سيطرة تنظيم «داعش» المرتبط بفرع «القاعدة» في العراق. كما أفيد بأن مقاتلاً من «الدولة الإسلامية» فجّر نفسه في رتل لمقاتلين إسلاميين مناهضين في محافظة إدلب (شمال غربي سورية)، ما أدى إلى مقتل ثمانية منهم.

وينعقد اليوم في الكويت مؤتمر ضخم للمانحين بهدف جمع أكثر من ستة بلايين دولار لمساعدة السوريين، سواء النازحين داخل بلدهم أم اللاجئين في الدول المجاورة.

وعشية المؤتمر أوضحت الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسية كاثرين آشتون، في الرياض أمس، أن أهم النقاط التي ستطرح في اجتماع المانحين اليوم إيجاد موارد كافية لإرسال المعونات إلى سورية، والتأكد من كيفية توصيلها إلى المحتاجين، و «هذا تحد كبير». وحول نتائج اجتماع «جنيف 2» في شأن سورية وإمكان تنفيذها على أرض الواقع، قالت: «أهم شيء في جنيف 2 متابعة نتائج ما حدث في اجتماع جنيف 1»، مضيفة أن المبعوث الدولي – العربي الأخضر الإبراهيمي أوضح أنه يريد تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في «جنيف 1». وقالت: «نحن نشعر بالتأثير المدمّر على الأراضي السورية وعلى اللاجئين خارج الحدود السورية، والمأمول من جنيف 2 التوصل إلى حل يكون نواة بداية توقف القتال في سورية».

ميدانياً، نقل «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عن مصادر متطابقة «إن الدولة الإسلامية في العراق والشام سيطرت بشكل كامل على مدينة الرقة، عقب اشتباكات استمرت لأيام، وانسحاب لواء مقاتل مبايع لجبهة النصرة من منطقة الرميلة التي كانت تدور فيها اشتباكات عنيفة مع الدولة الإسلامية». ومدينة الرقة هي مركز المحافظة الوحيد في سورية الخارج عن سيطرة النظام.

وجاءت سيطرة «داعش» على مدينة الرقة في وقت أشار «المرصد» إلى تقدم القوات النظامية نحو الساتر الغربي عند أطراف «الفرقة 17» والذي كان يسيطر عليه مقاتلو حركة إسلامية مقاتلة انسحبوا منه قبل أيام، نتيجة المواجهات ضد «الدولة الإسلامية» على ما يبدو.

وذكر «المرصد» أن عناصر من الفرقة 17 شوهدوا وهم يزرعون الغاماً ارضية في الأطراف الغربية لمقرهم الضخم والذين كانت الحكومة تتولى مده بالمؤن من خلال إنزال جوي بسبب سيطرة المعارضة على معظم أرجاء محافظة الرقة.

وأورد «المرصد» أيضاً معلومات عن قيام «الدولة الإسلامية» بسليم معبر تل أبيض في الرقة إلى مجلس محلي في المدينة.

وفي محافظة حلب، أشار «المرصد» إلى وقوع اشتباكات عنيفة بين مقاتلي «داعش» وبين مقاتلي كتائب اسلامية وأخرى غير إسلامية في مدينة جرابلس. وتزامن ذلك مع «استقدام الكتائب المقاتلة تعزيزات عسكرية الى محيط منطقة النقارين في الجهة الشرقية من مدينة حلب التي تسيطر عليها القوات النظامية في محاولة من الكتائب المقاتلة لاستعادة السيطرة على المنطقة».

وفي واشنطن، دانت الادارة الاميركية «قرار زير الخارجية الايراني جواد ظريف زيارة ضريح عماد مغنية، القيادي السابق في حزب الله والمسؤول عن عمليات ارهابية شنيعة ذهب ضحيتها أبرياء، بينهم أميركيون».

وقال البيت الأبيض في بيان من الناطقة باسمه كايتلين هايدن ان «العنف غير الانساني الذي اعتمده مغنية ويستمر فيه حزب الله في المنطقة، بدعم مالي ومادي من ايران، خلف تداعيات مضرة جدا على استقرار لبنان والمنطقة». واعتبر البيت الأبيض أن زيارة ظريف للضريح «ترسل الرسالة الخطأ وستزيد من التشنج في المنطقة».

حرب «أردوغان – غولن» تطاول مؤسسة إغاثة مقربة من الحكومة

أنقرة – يوسف الشريف

نفذت قوات مكافحة الإرهاب في تركيا حملة تفتيش واعتقالات طاولت مؤسسة الإغاثة الإنسانية المحلية المحسوبة على حكومة رجب طيب أردوغان، بحجة البحث عن قيادات في تنظيم «القاعدة» متهمين بتأمين سلاح ومجندين للقتال في سورية.

واتهم مسؤولون في مؤسسة الإغاثة الإنسانية التي اكتسبت شهرة في أيار (مايو) 2010، حين اقتحم كوماندوس إسرائيليون سفينتها «مرمرة» تنفيذاً لحصار بحري مفروض على قطاع غزة، وقتلوا 9 أتراك على متنها، رجال شرطة من جماعة رجل الدين فتح الله غولن بالوقوف وراء الحملة لتصفية حسابات مع الحكومة، في إطار الحرب المستعرة بينهما.

وفي حصيلة الحملة، أوقفت الشرطة التركية 25 مشتبها بانتمائهم إلى «القاعدة»، بينهم المسؤول الثاني في المؤسسة عن الشرق الأوسط إبراهيم شن، والمسؤول الأول في تركيا هالص بايانجوك، فيما أعلن فرار ثلاثة مسؤولين إلى سورية، بينهم اثنان يعملان مع المؤسسة في كيليس في مدينة عنتاب على الحدود السورية.

واحتج مسؤولو المؤسسة في مؤتمر صحافي على التفتيش «غير القانوني» لمقرهم ومصادرة مستنداته، نافين علاقتهم بـ «القاعدة». وقال محامي المؤسسة أوغور يلدرم: «ستحقق الحكومة مع مسؤولي الأمن الذين زجوا اسم المؤسسة في هذه الحملة التي نتهم جماعة غولن بالوقوف وراءها، إضافة إلى إسرائيل التي تزعجها نشاطات الإغاثة التي ننفذها في غزة وسورية».

وبعد ساعات أقالت وزارة الداخلية قائد عمليات مكافحة الإرهاب دولت شينغي من منصبه، من دون توضيح الأسباب. واعتبر الصحافي أحمد شق الذي كان أول من نبّه إلى «خطورة» تغلغل رجال غولن في أجهزة الأمن أن «الجماعة تواصل عبر هذه الحملة تضييق الخناق على أردوغان، وتضيف إلى تهم الفساد الموجهة إلى حزبه (العدالة والتنمية) تهم دعم الإرهاب».

لكن الحملة جاءت بعد توقيف شاحنات تركية خلال تهريبها أسلحة إلى سورية، ورد الحكومة بالقول إن «الشاحنات نقلت مواد إغاثة»، ثم بإصدار أوامر لنقل قادة أمنيين أشرفوا على العملية من مناصبهم، وتغيير المحققين العاملين فيها.

إلى ذلك، أعلن أردوغان استعداده لتعليق مشروع رفعته حكومته إلى البرلمان لتعديل قانون إعادة هيكلة القضاء إذا حصل توافق مع المعارضة على صيغة وسط، وذلك بعد لقائه الرئيس عبدالله غل الذي شدد على ضرورة التوافق مع المعارضة على المسألة، لأنه سيصعب عليه المصادقة على المشروع المقترح حتى لو أقرّه البرلمان، كون أي قانون يصدر بلا اتفاق مع المعارضة حول إعادة هيكلة القضاء سيلقي بظلاله على حياد القضاء واستقلاله.

الائتلاف السوري المعارض يتهم النظام باستخدام “غازات سامة” قرب دمشق

دمشق ـ أ ف ب

اتهم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الأربعاء نظام الرئيس بشار الأسد باستخدام “غازات سامة” في قصف مدينة داريا جنوب غرب دمشق الاثنين، ما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص.

وربط الائتلاف في بيان أصدره اليوم، بين الهجوم وقرب انعقاد مؤتمر “جنيف 2” حول الأزمة السورية الذي سيشارك فيه ممثلون للنظام والمعارضة.

ودان الائتلاف “الهجوم الذي نفذته قوات النظام على مدينة داريا ليل الإثنين 13 كانون الثاني/يناير”، مطالباً في بيان اصدره اليوم “المجتمع الدولي ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية بالتحقيق في التقارير التي تفيد بقيام نظام الأسد باستخدام الغازات الكيماوية السامة في ذلك الهجوم”.

ودعا إلى “اتخاذ الإجراءات اللازمة في حال تم التحقق من نقض النظام وانتهاكه للاتفاق المتعلق بتسليم أسلحته الكيماوية”.

ووافقت دمشق في أيلول (سبتمبر) الماضي على اتفاق روسي- أميركي للتخلص من ترسانتها الكيماوية، تلاه قرار من مجلس الأمن يحدد منتصف العام 2014 موعداً لإتمام هذه العملية التي تشرف عليها بعثة مشتركة من الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية.

وأتى القرار اثر هجوم كيماوي قرب دمشق في 21 آب (اغسطس) أودى بحياة المئات، واتهمت المعارضة ودول غربية النظام به. وهددت واشنطن حينها بشن ضربة عسكرية ضد دمشق ردا على الهجوم.

ونقلت الشحنة الاولى من الأسلحة الكيماوية السورية إلى سفينة دنماركية الأسبوع الماضي، على أن تجمع المواد المتبقية في مرفأ اللاذقية (في غرب سوريا) وتنقل الى ايطاليا، تمهيدا لتدميرها على متن سفينة أميركية.

وقال مصدر في المكتب الطبي التابع للمجلس المحلي في داريا (معارضة) لـ”فرانس برس” عبر الانترنت إن الهجوم “تم بقنابل غازية”، مشيراً إلى مقتل شخص على الفور، واثنين آخرين في وقت لاحق.

وأوضح أن المصابين ظهرت عليهم أعراض “التشنج العصبي والاختناق وانقباض الحدقات (في العينين) وزيادة المفرزات اللعابية”، وان مستشفى المدينة “لا يملك أدوية نوعية وخاصة بمعالجة التسمم بالغازات الكيماوية”.

وتحاصر قوات النظام مدينة داريا منذ أكثر من عام، وتدور في شكل منتظم معارك عنيفة على محاورها، مع قصف وغارات شبه يومية عليها في محاولة من القوات النظامية للسيطرة عليها.

واعتبر الائتلاف أن “الحملات الهمجية الاخيرة تمثل الموقف الحقيقي لنظام الاسد من استحقاقات الحل السياسي التي لم يعد يعرف كيف يتنصل منها”.

وأضاف: “بعد حملة القصف بالبراميل على حلب بهدف الضغط على أعضاء الائتلاف ودفعهم لرفض المشاركة (في جنيف-2)، ها هو (النظام) يستخدم الغازات السامة ضد المدنيين في محاولة يائسة لإفشال أي جهود لتوحيد الموقف قبل أيام من تصويت الهيئة العامة في الائتلاف على قرارها بخصوص جنيف 2”.

وتعرضت مناطق عدة واقعة تحت سيطرة المعارضة في مدينة حلب (شمال) وريفها خلال الشهر الماضي لقصف عنيف “بالبراميل المتفجرة” من الطيران الحربي السوري، أدى إلى مقتل أكثر من 600 شخص في ثلاثة اسابيع.

ومن المقرر ان تتخذ المعارضة في 17 كانون الثاني (يناير)، موقفاً نهائياً من المشاركة في المؤتمر الدولي الذي يبدأ أعماله في 22 كانون الثاني في مدينة مونترو السويسرية، ويستكملها في جنيف.

وتشهد صفوف المعارضة انقساماً حول المؤتمر، لا سيما من خلال تلويح المجلس الوطني السوري ـ أحد أبرز مكونات الائتلاف ـ بالانسحاب منه في حال قرر الائتلاف المشاركة في المؤتمر الهادف للتوصل إلى حل للنزاع المستمر منذ منتصف آذار (مارس) 2011.

الأمم المتحدة تلغي توصيل شحنة امدادات بعد إصرار سورية على طريق خطير

بيروت ـ رويترز

قال متحدث باسم الأمم المتحدة إن إطلاق رصاص أرغم الأمم المتحدة على الغاء توصيل شحنة أغذية ولقاحات لشلل الأطفال إلى منطقة محاصرة في دمشق بعد أن طالبتها الحكومة السورية بالمرور عبر طريق غير مباشر وخطير.

واتهم عمال إغاثة في سورية السلطات بتعطيل الامدادات إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة وتهديد القوافل بالطرد إذا حاولت تفادي العقبات البيروقراطية لمساعدة عشرات آلاف المحاصرين جراء الصراع المستمر منذ ثلاثة أعوام. وتلقي سورية باللوم على هجمات مقاتلي المعارضة في تعطيل وصول إمدادات الاغاثة.

ومعظم الشحنات متوقفة جراء حصار قوات موالية للرئيس بشار الأسد، إلاّ أن إمدادات الاغاثة عطلها أيضاً مقاتلو المعارضة الذين يطوقون بلدتين شماليتين.

وقالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) إن دمشق صرحت لقافلة من ست شاحنات بامداد ستة آلاف شخص بالغذاء وعشرة آلاف شخص بلقاحات شلل الأطفال وبامدادات طبية لمخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين حيث توفي 15 شخصا بسبب سوء التغذية كما يحاصر القتال 18 ألفا.

وقال كريس جانيس، المتحدث باسم الأونروا في بيان إن السلطات السورية طلبت استخدام المدخل الجنوبي لليرموك. وأضاف أن هذا يعني القيادة 20 كيلومتراً “عبر منطقة تشهد صراعاً مكثفاً ومسلحاً به تواجد قوي ونشط لبعض من أكثر الجماعات الجهادية تطرفاً”.

وعندما مرت القافلة من نقطة التفتيش الجنوبية أرسلت القوة الحكومية السورية التي ترافقها جرافة لإزالة حطام من على الطريق وأطلق مجهولون النار عليها.

وقال جانيس إنه كان هناك اطلاق نار كما أطلقت قذيفة مورتر قرب القافلة وطلبت القوة الأمنية السورية من قافلة أونروا التراجع. وأضاف أنه لم يصب أحد.

ويوجد في سورية نصف مليون لاجئ فلسطيني. وقبل بدء الانتفاضة الشعبية في سوريا عام 2011 كان كثيرون يعيشون في مخيم اليرموك على الطرف الجنوبي من العاصمة السورية. ومنذ ذلك الوقت فر نحو 70 ألفا من سكان المخيم.

والباقون محاصرون منذ شهور مع مقاتلي المعارضة الذين تحاصرهم الحكومة. ويقول نشطاء معارضون إن الحكومة تستخدم الجوع كسلاح حرب ضد شعبها. ودعت الأمم المتحدة الى مساعدتها على الوصول إلى هذه المناطق.

وتقول الحكومة السورية إن مقاتلي المعارضة هم المسؤولون عن اطلاق النار على قوافل الاغاثة.

وقال جانيس “وسط تقارير عن انتشار سوء التغذية على نطاق واسع في اليرموك ووسط تقارير عن وفاة نساء اثناء الانجاب بسبب نقص الرعاية الصحية ووسط تقارير عن أطفال يأكلون طعام الحيوانات من أجل البقاء على قيد الحياة هذا ما حدث لقافلة الاونروا.

“هذه نكسة مخيبة للآمال بشكل كبير بالنسبة لسكان اليرموك الذين يعيشون في ظل أوضاع معيشية غير انسانية.”

مقتل أمير “داعش” البلجيكي في سراقب السورية

بيروت – أ ف ب

قتل “أمير” في الدولة الاسلامية في العراق والشام في شمال غربي سورية بإطلاق نار عليه من مقاتلين معارضين، في هجوم يأتي وسط معارك عنيفة تدور منذ ايام بين هذا التنظيم الجهادي وتشكيلات اخرى من المعارضة السورية، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

الى ذلك، افرجت الدولة الاسلامية المرتبطة بـ”القاعدة”، عن عشرات المقاتلين الذين احتجزتهم خلال الايام الماضية في الرقة شمال البلاد، وفق المرصد الذي اشار الى تعرض المدينة اليوم لقصف جوي من طيران النظام.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: “قتل أبو البراء البلجيكي، وهو أمير الدولة الاسلامية في العراق والشام في مدينة سراقب (في محافظة ادلب)، بإطلاق نار عليه صباح اليوم في الحي الشمالي من المدينة”.

واشار الى ان “مقاتلين من الكتائب الاسلامية تسللوا الى المدينة وتمركزوا في احد الابنية، واطلقوا النار على أبو البراء خلال تنقله مع مجموعة تابعة له”، مشيراً الى مقتل أحد عناصر هذه المجموعة وإصابة آخر.

وتعد سراقب ابرز معقل للدولة الاسلامية في ادلب، وتشهد منذ ايام معارك بين عناصرها ومقاتلي المعارضة الذين يحاولون السيطرة عليها. وقال عبد الرحمن ان “مئات من عناصر الدولة الاسلامية ما زالوا فيها”.

واوضح ان “أبو البراء” هو “بلجيكي من اصل جزائري، وتوعد في الايام الماضية باللجوء الى السيارات المفخخة” في حال تواصل المعارك بين عناصر الدولة الاسلامية ومقاتلين من المعارضة السورية.

ولجات “الدولة الاسلامية” في ردها على المجموعات التي تقاتلها وابرزها “الجبهة الاسلامية” و”جبهة ثوار سورية” و”جيش المجاهدين”، الى عمليات انتحارية عدة، غالبيتها بسيارات مفخخة، تسببت بمقتل العشرات.

وبدأت المعارك بين الطرفين اللذين كانا يقاتلان في خندق واحد ضد النظام السوري في 3 كانون الثاني (يناير) الجاري.

ويتهم مقاتلو الكتائب الدولة الاسلامية بعمليات خطف وقتل واعتقالات عشوائية والتشدد في تطبيق الشريعة الاسلامية واستهداف المقاتلين والناشطين الاعلاميين. وادت هذه المعارك الى مقتل 700 شخص على الاقل، وفق المرصد.

وخلال الايام الماضية، تقدم مقاتلو الكتائب في حلب وادلب، فيما تقدمت الدولة الاسلامية في محافظة الرقة، وباتت تتفرد بالسيطرة على مدينة الرقة، مركز المحافظة الوحيد الخارج عن سيطرة النظام.

وافاد المرصد الاربعاء بأن “الدولة الاسلامية في العراق والشام افرجت مساء الثلثاء عن عشرات الاسرى من عناصر الكتائب الاسلامية المقاتلة” الذين احتجزتهم خلال معارك الايام الماضية.

وكان المرصد افاد الثلثاء بسيطرة الدولة الاسلامية في شكل كامل على مدينة الرقة التي تعد معقلاً رئيساً لها، بعد انسحاب لواء مقاتل منها عقب اشتباكات استمرت اياماً.

منّاع: صفقة روسية ـ أميركية لاعتبار “الائتلاف” ممثلاً للمعارضة السورية

لندن ـ يو بي أي

أعلن رئيس فرع المهجر في “هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي” السورية المعارضة، هيثم منّاع، أن الهيئة لن تشارك في مؤتمر “جنيف 2″، مؤكداً أن راعيي المؤتمر، الولايات المتحدة وروسيا، توصّلتا إلى صفقة لاعتبار “الائتلاف الوطني” ممثلاً للمعارضة في المؤتمر.

وقال منّاع لـ”يونايتد برس انترناشونال” اليوم الأربعاء “اتخذنا قرار عدم حضور ‘جنيف 2’ لأن كل الشروط المتعلقة بوجود قوي لوفد المعارضة الوطنية السورية لم تتوفر، ولوضع كل فصائل المعارضة السورية أمام سياسة الأمر الواقع ومطالبتها ببذل كل ما في وسعها لإنجاح هذا المؤتمر خلال 4 أيام تفصل بين قرار الائتلاف وافتتاح المؤتمر” في 22 كانون الثاني/يناير الجاري.

وأضاف “هذه الطريقة في عقد مؤتمر يقرر مصير شعب ودولة لا يمكن وصفها بأنها جدية، إلاّ إذا كان القرار الدولي وحده سيّد الموقف ويملي على السوريين الإنصياع للإرادة الدولية في سيناريو أُعد سلفاً لتقرير مصيرهم، ولذلك نعتقد أن مؤتمر ‘جنيف 2’ سيكون مجرّد احتفالية بروتوكولية لن يتم خلالها طرح المهمات الأساسية المناطة به بصورة جدية”.

وعمّا إذا كانت هيئة التنسيق تلقت دعوة للمشاركة في “جنيف 2″، قال منّاع “وفق فقرة أساسية في إعلان ‘جنيف 1’، يتم تشكيل وفد المعارضة السورية بالاتفاق، وبمحاورين فعليين لهم تمثسل وازن، وجاءت هذه الفقرة في رسالة الدعوة التي وجهها الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إلى الائتلاف (الوطني المعارض)، وكان من المفترض أن يوجهها للأطراف المعنية في المعارضة السورية وليس لطرف واحد”.

وأشار إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة “أعلمنا بدعوة الآخرين لكنه لم يوجّه دعوة مباشرة إلى هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي، مع أنه جرى التأكيد خلال النقاشات التي جرت على أن نعمل معاً لتشكيل وفد وازن ومقنع للمعارضة السورية، لكن هذه الطريقة غير جدية ولا يمكن أن تقود إلى تشكيل وفد للمعارضة خاصة وأن الطرف المدعو، وهو الائتلاف، لم يقرر ما إذا كان سيذهب إلى ‘جنيف 2’ أم لا حتى الآن”.

وقال منّاع “أظن أن هناك صفقة روسية ـ أميركية قدّمت للوفد الأميركي هدية لاعتبار الطرف الذي تعترف فيه الولايات المتحدة كممثل للمعارضة، وهو الائتلاف، المدعو الوحيد من المعارضة السورية إلى ‘جنيف 2’، مقابل مسائل أساسية ستكون على حساب إعلان ‘جنيف 1’، وعلى حساب البرنامج الضروري لخروج سورية من دولة أمنية إلى دولة قانون، والتخلي عن بنود أساسية في ذلك الإعلان”.

وأضاف “سيتم، وللأسف، إدخال بنود جديدة في مؤتمر ‘جنيف 2’ تطيل من أمد التفاوض، وتدخلنا في سباق ماراثوني بدلاً من أن نكون في سباق لمسافة 500 متر، وبالتالي نحن لا نعرف الأجندة الزمنية ولم تقدّم الحكومة السورية أية تسهيلات تجعل الأجواء في البلاد متقبلة للتفاوض السياسي، وسنذهب إلى المؤتمر ولدينا رهائن سواء من أعضاء الوفد أو من النساء والأطفال والمعاقين المعتقلين في سجون السلطات السورية”.

وقال إن الضغوط التي يواجهها الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية “كبيرة لأن يذهب إلى ‘جنيف 2’ حتى ولو تركه نصف أعضائه، كما أن وضع الائتلاف لا يسمح له بامتلاك الاستقلال السياسي الذي نملكه في هيئة التنسيق، لذا فإن الضغوط هي التي ستحدد موقفه في 17 كانون الثاني/يناير الحالي”.

وشدد منّاع على أن المبادرة التي طرحتها هيئة التنسيق لعقد اجتماعات تشاورية مع أكبر عدد من القوى السياسية داخل سوريا وخارجها “ليست رداً على ‘جنيف 2’ وليست في الوقت نفسه معركة مع المؤتمر، وإنما استجابة لحاجة حقيقية لعقد مؤتمر على غرار مؤتمر القاهرة للمعارضة السورية لكي ينبثق عنه هذه المرة صوت جامع وقوي قادر على التأثير في الداخل والخارج عوضاً عن أن يكون مجرد مفعول به مصلوب في المعادلة السورية”.

وأضاف “بدأنا اليوم مشاورات مع كل الأحزاب المعارضة خارج هيكل هيئة التنسيق في دمشق الآن، ثم سنعقد لقاءات تشاورية أخرى في المحافظات السورية وفي الخارج للتحضير الجيد وبشكل جماعي لمؤتمر المعارضة السورية المقبل، والذي نأمل أن نعقده في أقرب فرصة ممكنة”.

وكان منّاع وصف في سابقاً مسؤول الملف السوري بوزارة الخارجية الأميركية السفير روبرت فورد بـ “بريمر سوريا”، وشكك في إمكانية نجاح مؤتمر “جنيف 2” بسبب الصلاحيات التي يتمتع بها.

وقال إن “الصلاحيات التي يملكها فورد في تقرير مصير ‘جنيف 2’ تتجه نحو إفشال هذا المؤتمر من خلال اقتراحاته القائمة على المحاباة والموالاة، وليس على الكفاءات والقدرة الفعلية على تشكيل وفد معارض قادر على الدفاع عن الحقوق المشروعة لحراك الشعب السوري”.

قاعة مؤتمر جنيف 2 جاهزة في انتظار الوفود / واشنطن لخفض دعم الائتلاف إذا لم يحضر وغول لتغيير الموقف التركي

العواصم – الوكالات

جنيف – موسى عاصي

باتت القاعة الرقم 16 في الطبقة الخامسة من المبنى “A” في مقر الأمم المتحدة في جنيف جاهزة لاستقبال وفدي سوريا (النظام والمعارضة) اعتباراً من 24 كانون الثاني الجاري، بعد جلسة الافتتاح في 22 منه بمدينة مونترو، والمتوقع أن تستمر حتى ساعة متقدمة من المساء، نظراً الى كثرة طالبي الكلام في هذه الجلسة من ممثلي الدول، ولاضطرار الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون الى السفر في الليلة ذاتها.

القاعة عادية جداً، مستطيلة تتسع لعشرات الأشخاص، ولكن لن يدخلها سوى 22 شخصاً فقط، تسعة لكل من الوفدين السوريين (أو 15 شخصاً لكل وفد) وأربعة لوفد الأمم المتحدة برئاسة الممثل الخاص المشترك للمنظمة الدولية وجامعة الدول العربية لوفد الأخضر الإبرهيمي. وسيجلس الفريقان السوريان وجهاً إلى وجه، تفصل بينهما مساحة خمسة أمتار حداً أدنى، لكنهما لن يتحدثا مباشرة، بل سيوجه كل منهما الحديث إلى الإبرهيمي، الموجود مع وفده في الجهة الفاصلة بين الطرفين، والذي سيتولى إدارة النقاش، كما سيطرح أسئلة كل وفد على الآخر.

وإلى الوفدين ووفد الإبرهيمي، سينتظر مساعدون تقنيون لكل فريق سوري في غرف جانبية وهم خبراء قضائيون وعسكريون خصوصاً، يعود إليهم الفريقان عند الحاجة إلى استشارة. وهؤلاء المساعدون ليسوا وحدهم من سيراقب من بعد مسار التفاوض، بل سينتظر فريقا المرجعيتين للمفاوضات، الولايات المتحدة وروسيا، كل في مقر ممثليته الديبلوماسية في جنيف للتدخل عند الحاجة، وسيعود إليهما الإبرهيمي بنفسه اذا واجه صعوبات في ضبط الأمر، ولطلب الضغط على هذا الفريق أو ذاك.

لكن جهوزية القاعة قبل أكثر من أسبوعين على انطلاق المؤتمر شيء، وجهوزية الأطراف الذين ستحتضنهم هذه القاعة شيء آخر. قبل أيام من الموعد المحدد لجنيف2، بدا الإبرهيمي في حالة من الإحباط لم تمر عليه منذ توليه الملف السوري خلفاً للامين العام السابق للامم المتحدة كوفي انان (مطلع أيلول 2012). واستناداً الى من زاروه في الأيام الاخيرة، فهو بدأ يضع انعقاد المؤتمر في الموعد المحدد في حال من الشك، والسبب طبعاً ما وصلت اليه المعارضة السورية المتمثلة بـ”الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” من انقسام على نفسها، وحركة الانسحابات من الائتلاف والتي تهدد بالانهيار التام قبل 22 كانون الثاني.

وفي انتظار موعد المؤتمر، تجهد الدول الراعية للائتلاف السوري انطلاقاً من مؤتمر “أصدقاء الشعب السوري” الذي انعقد في باريس الأحد الماضي على خط المنسحبين أو المهددين بالانسحاب من الائتلاف لإقناعهم بالموافقة على حضور جنيف2، خصوصاً أن البيان الصادر بعد لقاء باريس والذي يحمل اسم وثيقة باريس، هدفه الأول بما تضمن إقناع المنسحبين بجدية مؤتمر جنيف وثبات موقف هذه الدول على أن هدف المؤتمر هو إزاحة الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة، وأن هذا السيناريو يبدأ بنقل السلطة إلى هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات.

ضمانات لبيان باريس؟

لكن للمنسحبين (ومعظمهم قوى ذات طابع إسلامي) وللمهددين بالانسحاب (وهم أعضاء “المجلس الوطني السوري”) رأي آخر، فهؤلاء لا ثقة لهم ببيانات “أصدقاء الشعب السوري”، ويذكرون بالبيان الذي صدر عن اجتماع هذه الدول في لندن في نهاية أيلول2013 وتضمن شروطاً لجنيف 2 كفتح ممرات إنسانية ورفع الحصار عن بعض المناطق، إلى مطلب تنحي الأسد، و”أي من هذه البنود لم يتحقق وخصوصاً على المستوى الإنساني”.

وقال سفير الائتلاف في فرنسا عضو “المجلس الوطني السوري” منذر ماخوس الذي يعارض المشاركة في جنيف 2، لـ”النهار” أن “البيان يبقى نظرياً فهو من دون ضمانات لتنفيذه، وتنفيذه يبقى مرتبطاً بموازين القوى”. أما عن احتمال مشاركة “المجلس الوطني السوري” والمنسحبين في وفد التفاوض إلى جنيف2، فأكد أن هذا “الأمر في حاجة إلى تشاور”.

تحذير اميركي – بريطاني

وفي تطور مواز، كشف مسؤولون غربيون لصحيفة “النيويورك تايمس” ان وزير الخارجية الاميركي جون كيري ابلغ الائتلاف السوري ان واشنطن قد تقلص الدعم الذي تقدمه للمعارضة اذ قرر الائتلاف الذي سيجتمع في 17 كانون الثاني عدم الذهاب الى جنيف.

الى ذلك، نقلت هيئة الاذاعة البريطانية “بي بي سي” وصحيفة “الغارديان” البريطانية عن مسؤول في الائتلاف طلب عدم ذكر اسمه ان “الولايات المتحدة وبريطانيا قالتا لنا: يجب ان تشاركوا في مؤتمر جنيف…لقد ابلغونا بوضوح شديد انهم سيوقفون دعمهم لنا واننا سنخسر صدقيتنا لدى المجموعة الدولية اذا لم نشارك في المؤتمر”.

“هيئة التنسيق”

من جهة أخرى، قال رئيس “هيئة التنسيق الوطنية” السورية المعارضة حسن عبد العظيم الموجود في دمشق لـ”النهار” ان “الهيئة لم تتلق اي دعوة لجنيف 2، كما اشيع، وهي ترفض ان تتمثل تحت مظلة الائتلاف لان لنا كياننا ونظرتنا لحل الازمة السورية التي تتناقض مع رؤية الائتلاف العاجز عن حل الخلافات بين اعضائه حول حضور جنيف 2 حتى الساعة”.

غول

وفي تطور لافت، دعا الرئيس التركي عبد الله غول الى تغيير سياسة بلاده حيال سوريا بعد سنوات من معارضتها لنظام الرئيس السوري بشار الاسد. وقال لسفراء اتراك خلال لقاء في انقرة: “اعتقد ان علينا ان نعيد تقويم ديبلوماسيتنا وسياساتنا الامنية نظرا الى الوقائع في جنوب بلادنا (في سوريا)”. وأضاف: “نحن ندرس ما يمكن ان نفعله للخروج بوضع يخدم مصلحة الجميع في المنطقة”، مشيرا الى ان ذلك يتطلب “الصبر والهدوء … وعند الضرورة الديبلوماسية الصامتة”. واوضح ان “الوضع الحالي يشكل سيناريو خاسرا لكل دولة ونظام وشعب في المنطقة. ولا توجد حلول سحرية ويا للأسف لهذا الوضع”.

حرب «ثلاثية الأبعاد» في الشمال السوري

الجيش يتقدم في ريف حلب ونحو سجنها

علاء حلبي

أعلن الجيش السوري سيطرته على بلدات ونقاط عدة «مهمة» شرق مدينة حلب، في خطوة جديدة ضمن خطته التي تقضي بحصار المسلحين داخل الأحياء التي يسيطرون عليها، وعزل ريف حلب الشمالي عن الشرقي وقطع كل طرق الإمدادات عن المسلحين المحاصرين، في وقت تشتد فيه المعارك بين الفصائل المسلحة، ليبدو المشهد في الشمال السوري بمثابة «حرب ثلاثية الأبعاد»، بين فصائل مسلحة معارضة و«إسلامية» و«جهادية» من جهة، وتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) من جهة ثانية، والجيش السوري، المستفيد الأكبر من هذه الحرب، من الجهة الثالثة.

وذكرت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية، في بيان، إن الجيش بالتعاون مع «الدفاع الوطني» أحكم، بعد عمليات عسكرية ناجحة، سيطرته الكاملة على مناطق النقارين، الزرزور، الطعانة، الصبيحية، المرتفع 53 في الريف الشرقي لمدينة حلب.

وفي حين اعتبر البيان أن «هذا الانجاز الجديد الذي حققته قواتنا المسلحة يعزز أمن المنطقة المحيطة بمطار حلب الدولي، ويمهد الطريق للقضاء على الإرهابيين المرتزقة في ريف حلب الشرقي والشمالي، ويحكم السيطرة على المدينة الصناعية والطرق المؤدية من منطقة الباب إلى مدينة حلب»، كشف مصدر عسكري ميداني، لـ«السفير»، أن من شأن هذه الخطوة أن تفك الحصار عن سجن حلب المركزي المحاصر منذ أكثر من تسعة أشهر الذي لم يعد يبعد سوى بضعة كيلومترات عن هذه المناطق.

وقال المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه: «أصبحنا الآن على أبواب المدينة الصناعية، حيث يتم الآن الإعداد لعملية عسكرية جديدة للسيطرة عليها ما يعني فك الحصار عن السجن المركزي الذي لا يبعد سوى نحو ثلاثة كيلومترات عن المدينة الصناعية «، موضحاً أن «من شأن السيطرة على المدينة الصناعية العمل على إعادة افتتاح هذه المنشآت بعد تأمينها لتعود لعملها، ما يحرك العجلة الاقتصادية في حلب ويؤمن فرص عمل لعدد كبير من المواطنين، الأمر الذي من شأنه أن يحفز بعض من حمل السلاح لأسباب مادية على ترك سلاحه والعودة إلى عمله».

وإضافة للتقدم نحو سجن حلب المركزي والأحياء الشرقية لمدينة حلب، ذكر المصدر العسكري أن السيطرة على بلدة نقارين بالتحديد تفتح الباب أمام تقدم الجيش نحو الريف الشمالي الشرقي، والريف الشرقي لحلب، حيث بات الطريق إلى مدينة الباب وقراها مفتوحاً، وكذلك الحال بالنسبة لمدينة منبج شمال شرق حلب ودير حافر في الشرق على أوتوستراد حلب – الرقة .

وفي وقت تتبادل فيه بعض أطراف المعارضة في حلب الاتهامات «بترك جبهات القتال، والانشغال بالاقتتال الداخلي، ما أدى إلى سقوط هذه المناطق بيد الجيش»، يؤكد المصدر العسكري أن ما يجري على الأرض يجري وفق الخطة المحددة سابقا، إلا أنه يشير إلى أن هذا الاقتتال «سهّل مهمة الجيش، الذي يتقدم الآن بخطى أسرع من سابقتها».

وكان مصدر معارض كشف لـ«السفير» في تشرين الثاني الماضي، أن الخطة التي يعتقد أن الجيش السوري يتبعها في حلب، ويدور الحديث عنها في أروقة المعارضة تشير إلى «إمكانية إتباع النظام السيناريو نفسه الذي نفذه في حمص وريف دمشق، والذي يقوم على قطع طرق الإمدادات الرئيسية للمناطق التي تسيطر عليها المعارضة، ومحاصرتها في مناطق وكتل متفرقة، ما سيؤدي إلى إضعافها، قبل أن يتغلغل فيها ببطء من دون أية خسائر». كما جرى الحديث حينها عن أن «النظام سيعمل على قطع الإمدادات القادمة من الريف الشمالي، عن طريق تقدم قواته من جهة البلليرمون، كما سيعمل على التقدم باتجاه المدينة الصناعية، ما يعني إطباق الحصار على الأحياء الواقعة في القسم الشرقي الشمالي من حلب، وعزلها عن الريف الشمالي، الذي يشكل خط الإمداد الأول لمسلحي المعارضة عن طريق تركيا، من جهة، وعزلها عن المناطق الشرقية الجنوبية الممتدة إلى ريف إدلب من جهة أخرى».

وأفاد المصدر حينها أن فصائل المعارضة عقدت اجتماعات عدة لتفادي هذا «السيناريو»، حيث تم الاتفاق على خطوات عدة يجب اتباعها، منها «الانتقال إلى مرحلة الهجوم، وإشعال مناطق ثانية بغية إلهاء النظام عن تطبيق خطته، وإيجاد صيغة اتفاق داخلي بين الفصائل المعارضة لتأمين الجبهة الداخلية»، وهو أمر يبدو أن ما حدث على الأرض يعاكسه تماماً، إثر اندلاع الاقتتال بين الفصائل المعارضة مع «داعش».

وبالتوازي مع تقدم الجيش وسيطرته على مناطق عدة شرق مدينة حلب، نجح «داعش» باستعادة المبادرة والانتقال من مرحلة «الدفاع» أمام الفصائل المسلحة التي تحاربه، عبر سيطرته على مدينة الباب الإستراتيجية وقرى محيطة بها إستراتيجية شمال شرق حلب، إضافة إلى تشديد قبضته على القرى والبلدات التي يسيطر عليها في الريفين الشمالي والجنوبي لحلب (يسيطر التنظيم بشكل شبه كامل على اعزاز، حريتان، رتيان، ديرجمال، كفر حمرة، زيتان، حردتنين، أورم ، معرستي ، ماير، منغ، مرعناز، الباب، بزاعة، قباسين، تادف، مريمين، دير حافر).

وكشف مصدر «جهادي»، لـ«السفير»، أن «داعش» يعمل خلال هذه الفترة على الإعداد لتنفيذ هجمات عدة على قرى في الريف الشمالي لحلب، يسيطر عليها كل من «لواء التوحيد»، التابع لجماعة «الإخوان المسلمين»، و«حركة أحرار الشام» السلفية «الجهادية»، أبرزها قرى مارع، تل رفعت، بيانون، مشيراً إلى أن الخطط التي وضعها التنظيم تقضي بتنفيذ هجمات «انتحارية» يتبعها هجوم مسلح. وقال المصدر: «يعمل التنظيم في الوقت الحالي على تأمين المناطق التي يسيطر عليها لضمان جبهته الداخلية، قبل البدء بأية خطوات لاحقة».

وعلى المقلب الآخر انتقلت الفصائل التي تقاتل «داعش» إلى مرحلة الدفاع عن المناطق التي سيطرت عليها، وذلك بعد طرد «جهاديي داعش» من معظم أحياء حلب الخاضعة لسيطرة المعارضة، حيث تعمل هذه الفصائل بدورها على تأمين «جبهتها الداخلية» عن طريق مداهمة منازل ومقرات يعتقد أنهت تابعة لـ«داعش»، وسط تبادل الاتهامات بين الفصائل المقاتلة لـ«داعش» والتنظيم بانتهاكات وتنفيذ عمليات إعدام ميدانية بين الطرفين.

ويعتبر أبرز هذه الانتهاكات قيام «داعش» بإعدام عدد من «جهاديي حركة أحرار الشام» في مدينة الباب، وقيام مسلحين تابعين لـ«أحفاد الرسول»، التابع لـ«جبهة ثوار سوريا» باختطاف والدة وشقيقة احد «جهاديي داعش» في منطقة الانذارات بحلب، و«اغتصاب والدة وشقيقة الجهادي قبل إطلاق سراح الوالدة والإبقاء على الشقيقة البالغة من العمر 17 عاماً»، وفق ما ذكرت صفحات ومواقع مؤيدة للفصائل التي تقاتل «داعش»، والتي انتقدت هذا التصرف.

وعلى صعيد الوضع الداخلي في مدينة حلب، لم تسجل الأيام الماضية أي تغير يذكر، باستثناء سيطرة وحدة من عناصر الجيش السوري على بناءين في منطقة سيف الدولة، استعاد مسلحو المعارضة السيطرة عليهما بعد معارك بسيطة، وذلك بالتوازي مع تقدم بطيء للجيش السوري في حي بني زيد القريب من منطقة الليرمون، ما سيفتح الباب لسيطرة الجيش على منطقة البلليرمون والاقتراب من السيطرة على دوار الجندول الاستراتيجي، الأمر الذي سيفضي إلى تأمين الجبهة الشمالية لمدينة حلب، وقطع الإمدادات عن المسلحين.

علاء حلبي

مؤتمر الكويت: مليار دولار لدعم سوريا

حصلت جهود الامم المتحدة الانسانية في سوريا على دعم مالي كبير بعدما تعهد مانحون بينهم الولايات المتحدة ودول خليجية عربية، بتقديم مليار دولار لدعم سوريا، وذلك خلال مؤتمر المانحين في الكويت اليوم.

وأعلن أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح تبرع بلاده بمبلغ 500 مليون دولار من القطاعين الحكومي والأهلي لدعم الوضع الإنساني في سوريا. كما أعلنت الولايات المتحدة التبرع بمبلغ 380 مليون دولار في حين تبرعت كل من قطر والمملكة العربية السعودية بستين مليون دولار.

وهو المؤتمر الدولي الثاني للمانحين لدعم الوضع

الانساني في سوريا والمنعقد حاليا في الكويت ويحضره الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ويسعى إلى مساعدة المنظمة الدولية في تحقيق هدفها بجمع 6.5 مليار دولار لسوريا والدول المجاورة العام الحالي. وقال وزير الخارجية الامريكي جون كيري “أفخر بأن أعلن اليوم نيابة عن الرئيس (باراك) اوباما مساعدات إضافية قيمتها 380 مليون دولار.”

كما أعلن وزير خارجية قطر خالد العطية تبرع

بلاده بمبلغ 60 مليون دولار لمساعدة الشعب السوري.

وقال وزير المالية السعودي ابراهيم العساف إن بلاده ستزيد الاعتمادات المخصصة لبرامج دعم اللاجئين السوريين بمبلغ 60 مليون دولار ليصل المبلغ المتاح للإنفاق خلال الفترة المقبلة الى 250 مليون دولار.

وكان مؤتمر مماثل للمانحين عقد في الكويت العام الماضي تعهد بتقديم 1.5 مليار دولار استخدمت في سوريا ودول مجاورة لتوفير الحصص الغذائية والأدوية ومياه الشرب وأماكن الإيواء.

وقالت هيئة التتبع المالي التابعة للأمم المتحدة إنه في المجمل لم تتلق المنظمة الدولية سوى 70 في المئة من المبالغ التي تم التعهد بتقديمها الى سوريا في العام 2013.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة الذي يرأس المؤتمر “حتى في ظل أفضل الأوضاع فقد أدى القتال إلى تراجع سوريا لأعوام بل لعقود.” وأمل أن تجمع

محادثات السلام في جنيف في 22 الشهر الحالي

الحكومة السورية مع المعارضة على مائدة المفاوضات.

وتابع “أتمنى أن تطلق (المحادثات) عملية سياسية لاقامة كيان حاكم انتقالي بسلطات تنفيذية موسعة والأهم أن تنهي العنف.”

وقال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أمس،

إنه قدم حصصا غذائية لعدد قياسي يبلغ 3.8 مليون شخص في سوريا في كانون الأول الماضي إلا أنه لم يتمكن من الوصول إلى المدنيين في المحافظات الشرقية والبلدات المحاصرة قرب العاصمة.

وأبدى قلقه من تقارير عن سوء التغذية في مناطق محاصرة خاصة بين الأطفال ودعا إلى تسهيل عملية الوصول لهذه المناطق.

ويقول برنامج الأغذية العالمي إنه بحاجة إلى جمع 35 مليون دولار أسبوعيا للوفاء بالاحتياجات الغذائية داخل سوريا وفي الدول المجاورة.

وأرسلت الكويت العام الماضي أكثر من 300 مليون دولار للأمم المتحدة من أجل حملة الاغاثة الطارئة لتصبح أكبر دولة مانحة لسوريا من الشرق الأوسط. والولايات المتحدة هي أكبر دولة مانحة على مستوى

العالم.

ميقاتي يقترح على المجتمع الدولي اقامة مخيمات للاجئين داخل سوريا

الكويت- (أ ف ب): طالب رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي الاربعاء المجتمع الدولي بالبحث جديا في امكانية اقامة مخيمات للاجئين داخل الاراضي السورية، وذلك لتخفيف الاعباء عن دول الجوار لاسيما لبنان.

كما دعا ميقاتي المجتمع الدولي إلى مساندة لبنان ماليا لمساعدته على تحمل أعباء استضافة اللاجئين السوريين على ارضه.

واكد ميقاتي أمام مؤتمر المانحين لاغاثة الشعب السوري في الكويت انه يتم حاليا “تسجيل معدل ثلاثة آلاف نازح يوميا” إلى لبنان الذي بات فيه “النازحون السوريون يشكلون ربع عدد السكان تقريبا”.

وقال “لاجل تخفيف العبء عن كاهل لبنان ودول الجوار بشكل عام، ادعو المجتمع الدولي للاخذ بجدية امكانية اقامة مخيمات آمنة في الاراضي السورية تبقي السوريين في بلدهم”.

واضاف “لحين تحقيق العودة الآمنة، نناشدكم عدم السماح للنموذج الانساني الذي إتبعه لبنان بتعاطيه مع هذا الملف أن يفشل، لأنه بفشله تقتلون الانسانية في العالم ويكون كل ما يقال عن الانسان وحقوقه مجرد شعارات فارغة”.

وفي مؤتمر صحافي عقده في الكويت، قال ميقاتي انه يمكن التنسيق مع الحكومة السورية بشان مخيمات اللاجئين على الاراضي السورية.

وقال “هناك بعض الاماكن هادئة في سوريا بالامكان التحدث مع الحكومة السورية لانشاء مثل هذه المخيمات”.

وناشد ميقاتي “كل الدول الشقيقة والصديقة والمجتمع الدولي لمد يد العون للبنان لمواجهة الانعكاسات السلبية على الاقتصاد اللبناني”.

واشار في هذا الصدد إلى انشاء صندوق خاص بالتعاون مع البنك الدولي لتمويل اعمال الاغاثة للاجئين السوريين.

ويستضيف لبنان حاليا العدد الاكبر من اللاجئين السوريين (905 الاف لاجئ)، يليه الاردن (575 الف لاجئ) ثم تركيا (562 الف لاجئ) والعراق (216 الف لاجئ) ومصر (145 الف لاجئ)

البرلمان الأردني يطالب بطرد سفير دمشق بعد بيان ساخر يسيء لنائب إنتقد بشار الأسد

عمان- القدس العربي: أعلن رئيس البرلمان الأردني أنه سيطالب رسميا بطرد السفير السوري في عمان وإعتباره شخصا “غير مرغوب فيه” بسبب تجاوزه الأعراف الدبلوماسية وإلإساءة العلنية التي تقدم بها ضد عضو في مجلس النواب الأردني.

وبدأت تلوح في الأفق أزمة جديدة بين سفير دمشق في عمان الجنرال بهجت سليمان وبين مؤسسة البرلمان الأردني هذه المرة بسبب ألفاظ حادة إستخدمها الأخير في بيان أصدره تعليقا على خطاب لعضو البرلمان عبدلله عبيدات.

ووصف السفير سليمان النائب عبيدات بانه “نكره” ويتلفظ بألفاظ بذيئة.

وإعتبر رئيس المجلس النيابي الأردني المهندس عاطف طراونة بأن  بيان السفير سليمان يتجاوز كل الخطوط الحمراء معلنا بأنه سيرسل مذكرة للمطالبة بطرده بإسم البرلمان الأردني لرئيس الوزراء عبدلله النسور.

ولم توضح الحكومة الأردنية موقفها من هذه الأزمة بين البرلمان والسفارة السورية في عمان  لكن المزاج البرلماني مستاء ومنزعج من اللغة التي يستخدمها سفير دمشق في التعليق على  مناقشات البرلمان.

وبدأت القصة أصلا عندما إقترح عضو النواب الأردني بأن الرئيس السوري بشار الأسد سيواجه عمرا قصيرا وأن فترة حكمه ستكون محدودة، التعليق الذي أغضب السفير سليمان.

وأثار بيان سفارة دمشق عاصفة جدل وسط النواب الأردنيين وفيما يلي نصه:

هناك مخلوق نَكِرة، يسمّى (عبدالله عبيدات) ويُقال عنه أنّه (نائب أردني) لم يكتفِ بـ”البذاءة والسفاهة”، بل أضاف إلى ذلك ارتهانه لنواطير الغاز والكاز، ولبيادق المحور الصهيو- وهّابي.

وهذا المخلوق، أطلق العنان للسفاهة والإبتذال، ووجَّهَ سيلاً من الشتائم للشعب السوري عَبْرَ التطاول على رمزه وقائده (أسد بلاد الشام: الرئيس بشّار الأسد).

وكان من الأجدر بهذا الشتّام .. المسمّى (عبدالله عبيدات) أن يقوم بواجبه في التمثيل الصحيح لمَن يَعْتَبر نفسه أنّه يمثّلهم، لا أن يفتري عليهم، ويحشر أنفه في مواضيع هي أكبر منه بآلاف المرّات، بل وأكبر من مشغّليه وأسياد مشغّليه.. إلّا إذا كان هذا الموتور مضطراً لتقديم كشف حساب لمشغّليه ولأسياد مشغّليه، وراء الحدود الشامية، فحينئذ يتحوّل إلى ممثِّل لهؤلاء وليس لأبناء الأردن الشقيق.

والغريب أنّ هذا المخلوق الذي يقال عنه أنّه (نائب في البرلمان الأردني)، جعل من نفسه إلهاً قرّر بأنّ (حياة الرئيس الأسد قد أصبحت قصيرة).. ولا نقول لهذا المعتوه المسمّى (عبدالله عبيدات) بل نقول لمشغّليه وأسياد مشغّليه:

[زَعَمَ الفَرَزْدَقُ أنْ سَيَقْتُلُ مِرْبَعاً أبْشِرْ بِطُولِ سَلامَة يا مِرْبَعُ ]

رسالة لبشار الأسد: ‘حياتك قصيرة وحكمك محدود’ واقتراب من ملفات ‘حساسة’ وتحذير من انفجار داخلي

بسام البدارين

عمان ـ ‘القدس العربي’: سقف الجرأة ارتفع بوضوح عند رصد خطابات أعضاء البرلمان الأردني أمس الأول بمناسبة مناقشات الموازنة المالية للدولة وسط تعاظم الجدل السياسي حول مشروع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري وبروز دعوات صريحة لأول مرة تطرح تساؤلات بعنوان ضرورة إعادة النظر بطرق عرض موازنة المؤسسات العسكرية.

التصويت على الموازنة في البرلمان الأردني بمثابة تجديد للثقة من عدمها بحكومة الرئيس عبدلله النسور الذي قدم مشروعا للموازنة على إيقاع رفع أسعار المحروقات وارتفاع كلفة المعيشة مجددا.

بدا لافتا أن عضو البرلمان تامر بينو طالب ضمنيا بتوضيحات أكثر لسبل تحديد مخصصات الإنفاق العسكري في بيانات الحكومة المالية حرصا على الشفافية ودرءا للتساؤلات كما قال بعد الخطاب المثير الذي ألقاه خلال مناقشات الموازنة المالية.

ولأول مرة أيضا توقع فعاليات لجنة النزاهة البرلمانية على مذكرة تطالب بالتحقيق في طرق وآليات إعتماد جوائز مؤسسة مهمة تمنح الجوائز للمبدعين والمتميزين باسم مبادرات عابرة للحكومة بعنوان ‘التمكين الديمقراطي’. وهنا كشف النائب مصطفى الرواشدة رئيس لجنة مراقبة النزاهة عن أن لجنته ستقوم بتشكيل لجنة تحقيق للوقوف على كافة تفاصيل نتائج برنامج التمكين الديمقراطي الذي أعلن عن جوائزه مؤخراً.

وبدا لافتا أيضا تركيز عضو المجلس محمد حجوج على الخسائر المتوقعة من التعاطي مع مشروع كيري خصوصا في مخاطره المتعددة على الأردن وفلسطين والخدمات التي يمكنه تقديمها للجانب الإسرائيلي كما اوضح حجوج نفسه لـ’القدس العربي’.

حجوج حذر مجددا الحكومة الأردنية من كلفة مرتفعة جدا إذا ما تفاعلت مع العبث الذي يقترحه كيري على المنطقة في الوقت الذي شغل فيه شكل المنطقة في المرحلة اللاحقة بحصة وافرة من خطابات النواب في اليوم الأول علما بأن رئيس المجلس عاطف طراونة أرجأ نقاشات اليوم الثاني بسبب إفلات النصاب القانوني الصالح لعقد جلسة.

جلسة النقاش شهدت خطابات لـ16 عضوا في البرلمان حجب ثلاثة منهم علنا الثقة مسبقا عن موازنة الحكومة فيما سجل النائب محمود الخرابشة أول المفاجآت بعدما كان أول المتحدثين عندما اتهم حكومة النسور بأنها تستغل الواقع السياسي الذي تمر به المنطقة وانكسار ثورات الربيع العربي في إفلاس الناس وزيادة الضرائب ورفع الأسعار والإستمرار في تنفيذ ما تراه مناسبا ما سيقودنا ليس فقط إلى الثورة ضد الحكومة أو الدولة بل سيقود إلى الهلاك المحتوم.

وحذر الخرابشة من أن الأوضاع الداخلية باتت مهيأة للإنفجار في أي لحظة’، فقد أكد أن القضية الفلسطينية تتعرض للتصفية الإجبارية من قبل القوة الأعظـم واشـنطن وأذنابها بالمنطقة، وهناك ضغوط علينا للقبول بما تقبله السلطة الفلسطينية مقابل المال.

‘كوكتيل’ من النقاشات ساد جلسة المناقشة الوحيدة حيث وجه عضو البرلمان عبدلله عبيدات سيلا من الإنتقادات الحادة تخللها ‘شتائم’ طالت القيادة السورية وتحديدا الرئيس بشار الأسد الذي تحدث النائب الأردني عن سياساته الحمقاء التي أودت بسوريا إلى التهلكة. عبيدات تحدث عن بشار الأسد قائلا ‘حياتك أصبحت قصيرة ووجودك في الحكم أصبح محدودا’.

على هامش النقاشات نفسها تبنى العضو البرلماني البارز خليل عطية توقيع مذكرة بعشرين نائبا تدعو إلى عقد جلسة طارئة للبرلمان تناقش ما يجري في مخيم اليرموك من تجويع وقتل للاجئين الفلسطينيين وهي مبادرة تظهر أيضا لأول مرة في البلاد.

الأسد خلال لقائه ظريف: الفكر الوهابي يهدد العالم

دمشق- (أ ف ب): اعتبر الرئيس السوري بشار الأسد خلال استقباله وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الاربعاء، أن “الفكر الوهابي بات يهدد العالم”، داعيا الجميع إلى المساهمة في “استئصاله”.

وافاد التلفزيون الرسمي السوري في شريط اخباري عاجل أن “الرئيس الأسد يحذر خلال لقائه وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف من أن خطر الفكر الوهابي بات يهدد العالم بأسره وليس دول المنطقة فحسب”.

واضاف “الشعب السوري وبعض شعوب المنطقة باتت تعي خطورة الفكر الوهابي، ويجب على الجميع المساهمة في مواجهته واستئصاله من جذوره”.

وكان ظريف وصل صباحا الى مطار دمشق الدولي حيث استقبله نظيره السوري وليد المعلم.

وتأتي هذه الزيارة قبل اسبوع من مؤتمر جنيف-2 المخصص للأزمة بمشاركة ممثلين للنظام والمعارضة، والذي لم تدع اليه إيران، أبرز الحلفاء الاقليميين لنظام الرئيس الاسد.

وأعرب ظريف خلال لقائه الأسد عن “دعم إيران لسوريا قيادة وشعبا في سعيها لانجاح مؤتمر جنيف-2″، مؤكدا أن “حل الازمة بيد السوريين انفسهم”، وذلك بحسب ما نقل التلفزيون السوري.

ونقلت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) عن ظريف قوله لدى وصوله الى المطار، ان زيارته تهدف إلى “المساعدة في خروج المؤتمر الدولي المزمع عقده حول سوريا، جنيف-2، بنتائج لصالح الشعب السوري”.

وأكد انه “سيعمل على تنسيق المواقف والسعي البناء لاعادة الهدوء والامن الى سوريا”، داعيا “الاطراف كافة إلى العمل على مكافحة التطرف والارهاب الذي بات يهدد الجميع″.

وكان من المقرر ان يعقد ظريف القادم من عمان، مؤتمرا صحافيا في السفارة الايرانية الساعة 16,30 (14,30 ت غ). الا ان المؤتمر الغي “بسبب ضغط برنامج عمله”، بحسب مصدر دبلوماسي ايراني.

ودعت الامم المتحدة 26 دولة للمشاركة في المؤتمر الذي يبدأ في مدينة مونترو السويسرية في 22 كانون الثاني/ يناير، ويستكمل في جنيف في الرابع والعشرين من الشهر نفسه.

وترفض المعارضة مشاركة ايران في المؤتمر بسبب دعمها العسكري للنظام. كما تتحفظ واشنطن الداعمة للمعارضة السورية على المشاركة الايرانية.

واعتبر وزير الخارجية الاميركي جون كيري الاثنين ان طهران ستكون “موضع ترحيب” و”مدعوة” الى مؤتمر جنيف، اذا وافقت على مبادئ الانتقال السياسي التي حددها مؤتمر جنيف الاول في 30 حزيران/يونيو 2012.

في المقابل، تدعو موسكو التي يزورها ظريف الخميس، الى مشاركة ايران في جنيف-2.

وتأتي زيارة ظريف الى دمشق في ختام جولة اقليمية شملت لبنان والعراق والاردن. واعلن ظريف في بيروت الاثنين ان الاطراف التي تحول دون مشاركة بلاده في المؤتمر “ستندم” على عدم مساهمة طهران في التوصل لحل سياسي للازمة السورية.

وقال ان طهران “ترفض اي شكل من اشكال الشروط المسبقة على حضورها”.

الموت الجماعي يطرق أبواب مخيم اليرموك

دمشق- الأناضول: أكد المتحدث باسم لجان التنسيق المحلية في مخيم اليرموك رامي أبو عبدالله أن أبناء المخيم الذين تقدر أعدادهم بـ 20 ألف شخص باتوا يقتاتون على الأعشاب التي تنبتها الأرض في الحدائق، بعد حصار مطبق تفرضه قوات النظام السوري على المخيم الذي يشكل اللاجئون الفلسطينيون والنازحون السوريون من الجولان المحتل، معظم أبنائه.

وأشار أبو عبد الله إلى أنَّ النظام السوري يتبع سياسة التجويع أو الاستسلام، بحق أبناء مخيم اليرموك ودوما وداريا والحجر الأسود، وأنه شخصياً منذ يومين لم يتناول سوى الحشائش، وأنَّ المواد الغذائية على ندرتها تباع بعشرة أضعافها.

وأوضح أبو عبد الله أنَّ المخيم قد يشهد حالات موت جماعية، في حال استمرار الحصار، وأنَّ مأساة المخيم لا تتمثل بالجوع فقط بل بنقص المواد الأساسية كالدواء والوقود والكهرباء والماء والكوادر الطبية بعد مقتل آخر طبيب بالمخيم على يد قوات النظام، لافتاً أنَّ إسعاف مرضى المخيم إلى المشافي الميدانية في الحجر الأسود يتم تحت مرمى قناصة النظام.

وحول ما يتعرض له مخيم اليرموك تحدث البوسني “ساتكو موياغيتش”  لمراسل الأناضول عن تجربة الجوع نفسها التي عاشها قبل عشرين عاماً على يد القوات الصربية قائلاً ” قبل 22 عاما وتحديدا في عام 1992 وعلى مقربة من أوربا كنا نذبح على مرأى من الجميع ، فيما كان العالم منشغلاً بالألعاب الأولمبية في مدينة برشلونة الإسبانية، كان الأوربيون حينها يشيحون بوجوههم عن المشاهد المأساوية التي تنقلها شاشات التلفزيون من البوسنة بتغير المحطات ومشاهدة دوري كرة السلة الأميركية، وهذا ما يحدث تماما اليوم في سوريا، فذاك العالم سيستمتع بمشاهدة أولمبياد الألعاب الشتوية في مدينة سوتشي الروسية، وثمة أناس في مخيم اليرموك يفتك بهم الجوع من كل طرف.

أجهزة استخبارات أوروبية تعقد لقاءات مع مسؤولين سوريين

واشنطن- (يو بي اي): ذكرت صحيفة (وول ستريت جورنال) أن أجهزة استخبارات أوروبية التقت سراً ممثلين عن الرئيس السوري بشار الأسد لبحث معلومات تتعلق بمتشددين أوروبيين يقاتلون في سوريا، في لقاءات هي الأولى من نوعها منذ سحب سفراء الدول الأوروبية من سوريا بعد الأزمة.

وقالت الصحيفة نقلاُ عن مسؤولين غربيين ومسؤولين في الشرق الأوسط، إن الإجتماعات هدفت إلى جمع معلومات عن 1200 “جهادي” أوروبي على الأقل تعتقد جهات غربية أنهم انضموا للقتال في سوريا بظلّ قلق أوروبي من أن يشكلوا خطراً على بلدانهم لدى عودتهم.

وأشارت الصحيفة إلى أن المحادثات تركزت عن كثب على المتشددين وازدياد قوة القاعدة في سوريا وهي ليست انفتاحاً دبلوماسياً واسعاً.

غير أن خصوم الأسد في المعارضة السورية أعربوا عن قلهم من أن يعني ذلك بداية تقبل الغرب فكرة بقاء الأسد في السلطة. كما أنهم متخفون من أن يتسع تشارك المعلومات إلى جانب الجهود الدولية لنزع السلاح الكيميائي السوري ليصبح تعاوناً أوسع في محاربة الجماعات الإرهابية في سوريا، ما يدعم موقف الأسد بأنه لا بد من بقائه من أجل محاربة “القاعدة”.

ونقلت الصحيفة عن شخصين أن مسؤولاً متقاعداً من جهاز (أم أي 6) البريطاني كان أول من زار دمشق في منتصف الصيف بالنيابة عن الحكومة البريطانية. وقال دبلوماسيون ومسؤولون مطلعون إن عناصر في الاستخبارات الألمانية والفرنسية والإسبانية يجرون محادثات مع مسؤولين حكوميين في دمشق منذ تشرين الثاني/ نوفمبر وهم يتوجهون إلى سوريا عبر بيروت.

غير أن المسؤولين أشاروا إلى أن الولايات المتحدة ليست على صلة بهذه الزيارات.

وأكد متحدث باسم الإستخبارات الإسبانية أن مدريد تتشارك المعلومات مع دمشق حول مواطنين إسبان يتوجهون إلى سوريا للإنضمام إلى جماعات متشددة لكنه رفض تقديم تفاصيل إضافية.

وقال متحدث باسم نائب وزير الأمن الداخلي “أجل إننا نتبادل المعلومات.. لقد أعربت اسبانيا باستمرار عن قلقها من المخاطر التي يشكلها أولئك الإرهابيون”.

ورفض مسؤولون في وزارات الخارجية الفرنسية والألمانية والبريطانية التعليق.

وقالت الصحيفة، إن ممثلين من بريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، وإسبانيا، التقوا عدداً من المسؤولين السوريين، بينهم مدير مكتب الأمن القومي، علي مملوك.

وهدفت الإجتماعات لجمع معلومات حول ما إذا كان المقاتلون على قيد الحياة وأماكن تواجدهم ومع أي جماعات مسلحة يتحالفون من أجل تحديد مدى تشددهم.

المقداد: انقسام بين الاستخبارات والمسؤولين الغربيين بشأن قتال الاسلاميين في سوريا

لندن- (أ ف ب): اشار نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في حديث لهيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) إلى وجود “انقسام” بين اجهزة الاستخبارات الغربية والقادة السياسيين في البلدان الغربية لجهة الموقف الواجب اتخاذه في مواجهة تمدد المقاتلين الاسلاميين في سوريا.

وقال المقداد في مقابلة عرضت (بي بي سي) مقتطفات منها ان “الكثير” من الممثلين عن اجهزة الاستخبارات الغربية زاروا دمشق، من دون الخوض في تفاصيل هذه الزيارات.

واشار إلى أن دولا عدة اتصلت بالنظام السوري للتنسيق بشأن التدابير الامنية، من دون تحديد الدول المعنية.

وخلص المسؤول السوري إلى الاعتبار انه بالنظر الى مطالبة هذه البلدان بالتعاون الامني، يبدو ان ثمة انقساما بين المسؤولين الأمنيين الغربيين من جهة والزعماء السياسيين الذين يطالبون الرئيس السوري بشار الأسد بالتنحي عن السلطة من جهة اخرى.

ونقلت بي بي سي عن مصادر وصفتها بالمطلعة قولها ان ممثلين عن اجهزة الاستخبارات الأمريكية والبريطانية والالمانية زاروا دمشق “ليس فقط للبحث في مسألة اعتقال مواطنين اجانب لكن ايضا للتحدث في مواضيع اوسع مرتبطة بالامن” خصوصا التهديد المتزايد الذي يمثله المقاتلون الاسلاميون.

واشارت إلى انه من الصعب جدا تأكيد حقيقة هذه الاتصالات ومداها.

ورفضت وزارة الخارجية البريطانية الاربعاء الادلاء بأي تعليق، مؤكدة لوكالة فرانس برس انها “لا تدلي بتعليقات مرتبطة بالمسائل الاستخبارية”.

ويزداد مشهد النزاع السوري المستمر منذ اذار/ مارس 2011 والذي اودى بحياة أكثر من 130 الف شخص، تعقيدا. وقد اتسعت رقعة المعارك بين قوات النظام السوري ومقاتلي المعارضة لتشمل معارك بين معارضي النظام انفسهم خصوصا بين المقاتلين الجهاديين وباقي فصائل المعارضة المسلحة. كذلك يستمر الانقسام واضحا بين ممثلي المعارضة السياسية خصوصا حيال مسألة المشاركة في مؤتمر جنيف 2 للسلام في سوريا والمزمع انطلاقته في 22 كانون الثاني/ يناير.

وقال شيراز ماهر الباحث في المركز الدولي بشأن الحركات المتشددة في جامعة كينغز كولدج في لندن ان ما بين 200 و366 بريطانيا ذهبوا إلى سوريا للقتال. واضاف في تصريحات الاربعاء لـ(بي بي سي) ان “الأكثرية الساحقة (من هؤلاء المقاتلين) يودون البقاء في سوريا” في حين عاد “30 الى 50″ منهم الى بريطانيا.

من جهته تحدث الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الثلاثاء عن 700 شاب فرنسي واجنبي انطلقوا من الاراضي الفرنسية للمشاركة في المعارك في سوريا، في ظاهرة وصفها بـ”المقلقة”.

الجيش الحر: 3 قتلى وعشرات الإصابات في قصف بالغازات السامة على ريف دمشق

واشنطن ولندن تهددان المعارضة السورية بوقف الدعم رفضت المشاركة في جنيف2

عواصم ـ وكالات: حذرت واشنطن ولندن المعارضة السورية من انهما قد توقفان دعمهما لها في حال لم تشارك في مؤتمر جنيف-2 المرتقب عقده في 22 كانون الثاني/يناير، كما نقلت وسائل اعلام بريطانية عن مسؤول في الائتلاف الوطني السوري المعارض.

وقال هذا المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه ان ‘الولايات المتحدة وبريطانيا قالتا لنا: يجب ان تشاركوا في مؤتمر جنيف’ بحسب ما نقلت البي بي سي وصحيفة ‘الغارديان’.

واضاف ‘لقد ابلغونا بوضوح شديد انهم سيوقفون دعمهم لنا واننا سنخسر مصداقيتنا لدى المجموعة الدولية اذا لم نشارك في المؤتمر’.

وسيقرر الائتلاف الوطني السوري المعارض المنقسم بشدة حول هذه المسألة، الجمعة ما اذا كان سيشارك في هذا المؤتمر ام لا.

وبحسب ‘بي بي سي’ فإن المسؤول تساءل ‘ما هو البديل’ امام واشنطن ولندن قائلا ‘انهما في مواجهة ديكتاتور قاس استخدم اسلحة كيميائية من جهة، وتنظيم القاعدة من جهة اخرى. فمع من سيتحاورون ان لم يكن معنا؟’.

واكد ايضا ان فرنسا لا تمارس مثل هذه الضغوط. وقال ان ‘فرنسا طلبت منا المشاركة لكن عبر القول (نحن معكم مهما كان قراركم). انه الموقف نفسه الذي اعتمدته السعودية وتركيا’ اللتان هما ايضا ضمن مجموعة اصدقاء سوريا بحسب ما اوردت وسائل الاعلام.

جاء ذلك فيما قال الجيش السوري الحر، امس الثلاثاء،’إن 3 أشخاص قتلوا وأصيب العشرات بحالات اختناق وضيق تنفس نتيجة تعرض’مدينة داريا بريف دمشق (جنوبي سوريا)’لقصف بقنابل تحوي غازات’سامة من قبل قوات النظام.

وأعلن المجلس العسكري في دمشق وريفها التابع للجيش الحر، ان 3 أشخاص قتلوا وأصيب العشرات بحالات اختناق وضيق تنفس واختلاج نتيجة تعرض الجبهة الشرقية لمدينة’داريا بريف دمشق’لقصف من قبل قوات النظام بقنابل تحوي غازات’سامة، مساء الاثنين.

ولم يذكر المجلس العسكري نوع القنابل التي تم إلقاؤها على المدينة أو الوسيلة التي تم القصف بها، إلا أنه أرفق ببيانه مقاطع فيديو تظهر مصابين في المشفى يعانون من حالات اختناق شديد قال المجلس إنهم مصابون نتيجة استنشاقهم غازات سامة في داريا، ولم يتم التأكد من صحة المقاطع من مصدر مستقل.

سفير الائتلاف السوري في قطر: الحل الوحيد أمامنا هو تأجيل جنيف2

الأكراد يحددون أسماء ممثليهم مع وفد المعارضة في المؤتمر

عواصم ـ وكالات: قال نزار الحراكي سفير الائتلاف السوري المعارض لنظام بشار الأسد’في قطر، امس الثلاثاء، إن الحل الوحيد أمام الائتلاف للمشاركة بفعالية في جنيف2 هو المطالبة بتأجيل المؤتمر لشهرين أو ثلاثة.

وفي تصريح، أوضح الحراكي الذي أعلن مع أكثر من 40 عضواً من الائتلاف انسحابهم منه قبل أيام بسبب انقسام’المواقف من المشاركة في جنيف، إنه ‘يتوجب’على الائتلاف أن يتخذ قراراً جريئاً وحاسماً بالمطالبة بتأجيل موعد انعقاد جنيف2 المقرر في 22 كانون الثاني/يناير الجاري، لشهرين أو ثلاثة وذلك لإعادة ترتيب أوراقه وتنظيم صفوفه واتخاذ قرار موحّد داخله’.

وأضاف مؤكداً ‘الائتلاف يملك هذا الحق خاصة أن’بدونه لن يعقد المؤتمر’.

وحول سبب رأيه هذا، بيّن السفير أن الائتلاف’ينوي اتخاذ قراره النهائي في الذهاب إلى جنيف من عدمه في اجتماع هيأته العامة في’17 كانون الثاني/يناير الجاري أي قبل انعقاد المؤتمر بخمسة أيام، وهذا أمر ‘غير منطقي كون التحضير للمشاركة في المؤتمر يحتاج لأشهر’.

وحول احتمال عودة المنسحبين من الائتلاف’عن قرارهم’أم لا، قبيل اجتماع الهيئة العامة المرتقب، أشار السفير إلى أن موقف ‘كتلة المنسحبين’، كان وما يزال واضحاً وهو ‘عدم الذهاب إلى جنيف في حالة التشتت والضعف التي يعانيها الائتلاف’.

وأضاف بالقول ‘لا نريد أن نذهب إلى جنيف لنلتقط الصور التذكارية أو لنبصم على قرارات إذعان وضعف’، حسب تعبيره.

وأعلن 41 عضواً أي نحو ثلث اعضاء الائتلاف البالغ عددهم 123 عضواً، انسحابهم من الائتلاف، في 6 كانون الثاني/يناير الجاري، وبرروا ذلك في بيان أصدروه ‘نظراً لخروج الائتلاف عن ثوابت الثورة السورية’وأهدافها، وبعد انسداد وفشل كل المحاولات لإصلاح هذا الجسم السياسي وانفصاله عن الواقع وعجزه عن تحمل مسؤولياته وبُعده عن تمثيل القوى الثورية والمدنية في سوريا’، ولم يتم البت في أمر انسحاب الأعضاء’أو يقدموا استقالات مكتوبة إلى رئيس الائتلاف حتى الساعة (9.30) تغ. وحول الموعد الذي من المفترض أن تتخذ فيه كتلة المنسحبين قرارها في المشاركة في اجتماع 17 كانون الثاني/يناير الجاري، لفت الحراكي إلى أن الأمر يعود إلى الكتل التي يمثلها المنسحبون’في الائتلاف، إلا أنه ألمح إلى أن الموقف ‘لا يمكن أن يتغير خلال ساعات قليلة خاصة أنه لا يوجد تغيير في المعطيات’.

وأشار إلى أن المنسحبين سيعقدون اليوم الأربعاء أوغدا الخميس، اجتماعاً يقررون فيه بشكل نهائي موقفهم من اجتماع 17 كانون الثاني/يناير وإمكانية حضورهم له أم لا.

وعن تعليقه على تصريحات رئيس الائتلاف أحمد الجربا الأخيرة والمؤيدة لـ’عدم وجود بشار الأسد في مستقبل سوريا’، وهو يعتبر المطلب الأول للمنسحبين من أجل المشاركة في جنيف،’أوضح السفير أن ‘هذا الشعار سمعناه مراراً من الأمريكان منذ بداية الثورة السورية في آذار/مارس 2011، ورئيس الائتلاف يقوم فقط بتكراره’.

وختم بالقول ‘لا نريد تصريحات بل نريد وقائع على الأرض تحقق تطلعات الشعب السوري’.

وقال الجربا’في مؤتمر صحافي عقده بعد انتهاء اجتماع أصدقاء سوريا في باريس، الاثنين،’إنه ‘لا مكان للأسد في مستقبل سوريا’، لافتا إلى أنهم لم يتخذوا قرارا نهائيا بشأن المشاركة في مؤتمر جنيف2.

ولم ينس سفير الائتلاف في قطر التي تعد داعماً رئيسياً’للمعارضة، أن يشير إلى أن الخلاف الحاصل داخل الائتلاف ‘ليس خلافا شخصيا وإنما خلافا في الرؤية والمواقف’.

وما يزال هنالك خلاف حاد بين النظام السوري والمعارضة والدول التي تدعمهما على شروط مفاوضات جنيف2 وفي مقدمتها مصير بشار الأسد، وأعلن النظام السوري مؤخراً موافقته رسمياً على حضور المؤتمر لكن دون’شروط مسبقة، في حين أن المعارضة لم تحسم موقفها من حضور المؤتمر.

الى ذلك كشف مصدر في الائتلاف السوري المعارض امس الثلاثاء أن أكراد سوريا حددوا ممثليهم ضمن وفد المعارضة السورية الذي سيشارك في مؤتمر جنيف 2 المرتقب في 22 الشهر الجاري في مدينة مونترو السويسرية قرب جنيف.

وقال المصدر إن الوفد الكردي إلى جنيف ضمن الائتلاف يتألف من كاميران حج عبدو، وهو طبيب مقيم في ألمانيا وعضو في المجلس الوطني الكردي عن حزب يكيتي، ومحمد عبدو كدو وهو عضو أيضا في المجلس الوطني أيضا بصفته مستقلا وسيكون الوفد الكردي برئاسة عبد الحكيم بشار، أحد نواب رئيس الائتلاف السوري المعارض الذي يرأسه احمد الجربا.

وتعتبر هذه هي المرة الأولى التي تكشف فيها إحدى تشكيلات المعارضة السورية عن أسماء وفدها المشارك في جنيف 2 .

وأوضح المصدر أن ‘رئيس الائتلاف أحمد الجربا سيدرس مع أعضاء الائتلاف في 17 الجاري دعوة أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون لحضور جنيف، لاسيما أن جوهر العملية الانتقالية سيكون بأياد سورية، من خلال عدد من الخطوات الأساسية، تبدأ بالاتفاق على جسم حكم انتقالي يتمتع بصلاحيات تنفيذية كاملة، يتمّ تشكيله بتوافق من الطرفين السلطة والمعارضة وفق بنود جنيف1 والحفاظ على المؤسسات العامة في سوريا’.

وذكر المصدر أن جنيف ينص ‘على استعادة الأجهزة العسكرية والأمنية وجميع مؤسسات الدولة والدوائر الحكومية كي تؤدي عملها بمهنية وبما يتوافق مع معايير حقوق الإنسان، وأن تعمل تحت قيادة عليا تكرس الثقة العامة وتحت سلطة جسم الحكم الانتقالي’.

وتشير جميع الترجيحات إلى أن الائتلاف سيشارك بوفد يضم ممثلين عن أبرز مكونات المجتمع السوري الاجتماعية والسياسية والدينية.

 ‘العفو الدولية’ تدعو مؤتمر المانحين في الكويت إلى إنهاء الأزمة الإنسانية في سوريا

عواصم ـ وكالات: دعت منظمة العفو الدولية المجتمع الدولي الدولي امس الثلاثاء إلى التحرك لإنهاء معاناة الملايين من المدنيين السوريين، والذين قالت إن الكثير منهم معرضون لخطر الموت جوعاً ويواجهون نقصاً حاداً في الرعاية الطبية والمأوى الملائم، وذلك غداة انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة للمانحين الدوليين في الكويت.

وقالت المنظمة أن من يعيشون داخل سوريا هم من بين الأكثر تضرراً من الأزمة الدائرة فيها، بمن فيهم 6.5 مليون شخص نزحوا داخلياً، فيما لا يزال العديد من الذين تقطعت بهم السبل في المناطق الواقعة تحت الحصار من قبل القوات الحكومية ويواجهون نقصاً حاداً في الغذاء ويموتون جوعاً، كما يُعاني السوريون الذين فروا إلى الدول المجاورة من ظروف معيشية صعبة في مخيمات اللاجئين.

واضافت أن بعض الدول قدّمت مساهمات مالية سخية لضحايا الأزمة في سوريا، غير أن البعض الآخر بما في ذلك دولة الامارات العربية المتحدة، التي تُعد واحدة من أغنى دول مجلس التعاون الخليجي، قدّمت وعوداً بشأن المساعدات لكنها لم تتحقق بالكامل فيما قدّمت روسيا، التي اظهرت اهتماماً سياسياً كبيراً بالأزمة السورية، الحد الأدنى فقط من المساهمات في الجهود الإنسانية.

وحثّت المنظمة قادة العالم على ‘تكثيف جهودهم في مؤتمر الكويت للمانحين الدوليين لتأمين المال المطلوب لنداء الأمم المتحدة الرامي إلى جمع 6.5 مليار دولار من أجل توفير المساعدات الحيوية للناس الأكثر تضرراً من النزاع في سوريا’.

كما حثّت الحكومة السورية على ‘رفع الحصار عن السكان المدنيين في المدن والمناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة’، ودعتها إلى جانب جماعات المعارضة المسلحة إلى ‘السماح للمنظمات والوكالات الإنسانية بالوصول غير المقيّد لمساعدة السكان المدنيين’.

وقال فيليب لوثر مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية ‘إن استجابة العالم للأزمة السورية حتى الآن غير كافية على الإطلاق، وتم في نهاية العام الماضي جمع 70′ فقط من نداء الأمم المتحدة الذي يُعد الأكبر من نوعه في تاريخها، وهذا يعني أن المساعدات الحيوية قُطعت عن بعض الضحايا الأكثر عرضة للصراع الوحشي والذين تُركوا لمواجهة أشهر الشتاء المرير مع الحد الأدنى من الموارد’.

وأضاف لوثر ‘لا يمكن للعالم أن يكرر أخطاء السنة الماضية، لأن عروض المساعدة لن تحدث أي فرق إذا فشلت تلك المساعدة في الوصول إلى المحتاجين، ويتعين على القوى العالمية هذا العام وخاصة التي تمتلك منها الوسائل المالية للقيام بذلك، ضمان الوفاء بوعودها’.

ويفتتح أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح اليوم الأربعاء ‘مؤتمر المانحين 2′ لدعم الشعب السوري بمشاركة 69 دولة و22 منظمة، حيث يترأس الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون جلسات المؤتمر،الذي يستمر يوما واحدا.

وعشية انطلاق المؤتمر الدولي الثاني لمانحي الشعب السوري الذي تستضيفه الكويت وجه أمير الكويت نداء استغاثة إلى المواطنين والمقيمين ومؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص والشخصيات الاعتبارية،للمسارعة والمشاركة في الحملة الوطنية لمسيرة الخير والعطاء لإغاثة الشعب السوري. واعتبر أن عدم التجاوب مع جهود رفع المعاناة عن السوريين ‘وصمة عار في جبين المجتمع الدولي،سيسجلها التاريخ وتتناقلها الأجيال’، متمنيا ‘الاستجابة العاجلة لهذا النداء ولمؤازرة الحملة الوطنية المباركة والمشاركة فيها بما تجود به النفوس،سواء بالتبرع المادي أو العيني عبر الجمعيات الخيرية المعتمدة رسميا’.

كان رئيس الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية الدكتور عبدالله المعتوق أعلن في تصريح صحافي أن الهيئة ‘دعت 165 منظمة إنسانية وشخصية خيرية و70 جمعية خيرية من الكويت وخارجها لحضور مؤتمر المنظمات غير الحكومية المانحة للشعب السوري الذي عقد امس على هامش المؤتمر الدولي الثاني للمانحين’.

وأوضح المعتوق أن ‘إجمالي ما تم إنفاقه على برامج إغاثة الشعب السوري منذ مؤتمر المنظمات غير الحكومية العام الماضي بلغ أكثر من 190 مليون دولار بزيادة بلغت أكثر من سبعة ملايين على تعهدات الجمعيات الخيرية الخليجية والإسلامية التي تم إطلاقها خلال المؤتمر’.

الجماعات الإسلامية المتشددة: نفوذ عابر للحدود

دوتشيه فيليه ـ عززت الجماعات الإسلامية المتشددة وجودها في العراق وسوريا مستفيدة من الصراع الدائر هناك. وتدّعي هذه الجماعات وقوفها إلى جانب الشعوب لكن إيديولوجيتها المتشددة وجنوحها للعنف يدفع بالكثيرين إلى مواجهتها بالسلاح.

أثار خبر قتل نحو 50 رهينة مطلع الأسبوع ( 06 يناير/ كانون الثاني 2014 ) على يد منتمين لداعش ( الدولة الإسلامية في العراق والشام ) كثيرا من الذعر لدى المجتمع الدولي. وأظهرت الجريمة جدية الخطر الذي أصبحت تشكله هذه الجماعات الإسلامية المتشددة، المتمركزة في شمال وشرق سوريا.

وكان من بين الرهائن المقتولين، صحفيون وموظفو إغاثة بالإضافة إلى مدنيين. وقد جرت الجريمة في حي قاضي عسكر في حلب القديمة التي تسيطر عليها جماعة داعش الإسلامية المتشددة. وتسعى هذه الجماعة وغيرها من المجموعات الإسلامية المسلحة إلى إقامة دولة إسلامية في العراق والشام.

وجود قوي للإسلاميين

يبلغ عدد الإسلاميين المتشددين المسلحين من السُنة الموجودين في سوريا حاليا حوالي 100 ألف شخص، يتوزعون على حوالي مائتي جماعة مختلفة. و تقاتل هذه الجماعات لتحقيق هدفين اثنين، فهي من جهة تريد الإطاحة بنظام بشار الأسد، ومن جهة أخرى تريد إنشاء دولة إسلامية لكن دون وجود رؤية موحدة بين مختلف المجموعات الإسلامية حول شكل هذه الدولة.

وتعتبر جبهة النصرة أكبر هذه الجماعات من حيث العدد، إذ يفوق عدد عناصرها 15 ألف مقاتل. أما مقاتلو داعش فيبلغ عددهم نحو 7 آلاف مقاتل.

أكثر الأعمال دموية تُنسب لجماعة داعش، التي تُتهم مرارا بخطف مدنيين وتعذيبهم وتصفيتهم. ولا يقتصر النشاط المتزايد لهذه الجماعة على سوريا بل أمتد ليشمل العراق أيضا. ففي الأسابيع الأخيرة عززت داعش ( الدولة الإسلامية في العراق والشام) وجودها في محافظة الأنبار بعد تغللها في مدينتي الرمادي و الفلوجة حيث تخوض معارك دامية ضد الجيش العراقي الذي يحاول طردها منها. وهكذا اتخذ مقاتلو هذه الجماعة من مدن الصحراء ملجأ لهم.

المتشددون يستغلون احتياجات السكان

نجح كثير من المتشددين الإسلاميين في دخول سوريا عبر الحدود العراقية التي يصعب مراقبتها حسبما يرى خبير الشرق الأوسط في المعهد الألماني للدراسات العالمية والإقليمية شتيفان روزيني.

فبعد الحرب الأمريكية في العراق انتقل كثير من الجهاديين من سوريا لقتال القوات الأمريكية، لكن منذ 2011 تغيرت وجهة المقاتلين الإسلاميين نحو سوريا. فكما يوضح روزيني ” في عام 2013 وحده نجح تنظيم القاعدة في تحرير حوالي 600 شخص من أعضائه من السجون العراقية وانتقلوا بعدها للقتال في سوريا”.

ويستغل المقاتلون الإسلاميون احتياجات المواطنين في سوريا والعراق لأجل تحقيق أغراضهم. ففي العراق مثلا يشعر بعض السنة بتهميشهم من طرف حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي المنتمي للتيار الإسلامي الشيعي، وهو ما يجعل كثير من المناطق ذات الأغلبية السنية، خاصة الواقعة على الحدود السورية، تتعاطف مع الجماعات السنية المتشددة ظنا منها بأنها هي القادرة على حمايتها والدفاع عن حقوقها.

وفي سوريا أيضا أصبحت بعض الجماعات الجهادية تساهم بدورها ولو جزئيا في الحياة العامة من خلال تزويد السكان بالحاجات الأساسية من مأكل وملبس، مما عزز وجودها في بعض المناطق. لكن، وبسبب إيديولوجيتها المتشددة وجنوحها للعنف أصبح كثير من الناس يبتعدون عنها، بل يواجهونها بالسلاح في سوريا والعراق كما يؤكد الخبير شتيفان روزيني.

النظام السوري المستفيد الأكبر؟

حسب المصدر السوري لحقوق الإنسان، أسفرت المواجهات بين الجماعات الإسلامية في سوريا نهاية الأسبوع الماضي عن مصرع نحو 270 شخص. وقد دفع هذا الوضع بأحد قياديي جبهة النصرة وهو محمد الجولاني إلى توجيه رسالة مصورة، بثتها قناة الجزيرة القطرية، ودعا فيها إلى وقف القتال بالقول ” نحن نؤمن بإسلام يتسع للفصائل المنافسة، لكن مجموعات غادرة استغلت ذلك لتنفيذ مخططات الغرب أو تحقيق مصالحها الخاصة”.

انتشار الإرهاب في سوريا يصب في مصلحة حكومة الأسد التي أصبحت من خلال ذلك تجد مبررا لإلصاق صفة الإرهاب بكل فصائل المعارضة. و قد أعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية (ناسا) بأن قضية الإرهاب ستكون على رأس جدول أعمال الحكومة السورية في مؤتمر السلام حول سوريا المقرر تنظيمه نهاية يناير الجاري.

سوريا: المفاجآت سيدة الموقف

 تتوالى المفاجآت في ما يخص الأزمة السورية. ففي الوقت الذي ما تزال المعارك مندلعة منذ أسبوعين بين تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” وكتائب من الجيش الحر، تعود المواقف السياسية لتتصدر الحدث السوري.

المفاجآت، وإن كانت تشير التوقعات إلى لزوم صدورها عن الأميركيين والروس، ولا سيّما بعد اجتماع وزير الخارجية الأميركية، جون كيري، ونظيره الروسي، سيرغي لافروف، الأخير في باريس، إلا أنها، على سبيل المثال، جاءت الثلاثاء، من هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي، بعد رفضها المشاركة في “جنيف 2″، إذ قالت في بيان وجهته للشعب السوري، نشرته الأربعاء، إن “المشاكل الداخلية للائتلاف” علّقت قراره في المشاركة في مؤتمر “جنيف 2” مضيفة “وها نحن على بعد أيام من المؤتمر في حالة ضبابية عامة تقودنا كمعارضة وطنية إلى أن نكون الطرف الأضعف في هذا المؤتمر.

وحملت الهيئة في بيانها، روسيا وأميركا، المسؤولية في الوضع الراهن، موضحة “لم يبذل الطرف الروسي أي جهد يذكر من أجل قيام السلطات السورية بخطوات إيجابية نحو المجتمع السوري، وتنازل في أول مناسبة عن التكوين الثلاثي الرأس لوفد المعارضة السورية (هيئة التنسيق الوطنية، الائتلاف الوطني، الهيئة الكردية العليا) تاركاً للطرف الأمريكي مهمة اختزال صوت المعارضة ووفدها بمن يقع في فلكها. كذلك لم يكن الطرف الأمريكي حريصاً على التمثيل الوازن والمقنع للمعارضة”.

على الصعيد الدولي كان الأبرز موقفٌ تركي مختلف. صدر هذه المرة عن الرئيس التركي، عبدالله غول، وجاء خلال لقائه بسفراء أتراك في أنقرة، حين اعتبر أن على أنقرة التفكير في ما يمكن أن تفعله للخروج من الأزمة السورية بصيغة تخدم الجميع في المنطقة، داعياً إلى تغيير سياسة بلاده في التعامل مع الأزمة السورية.

 ورأى غول أن ذلك الأمر يتطلب هدوءاً وصبراً و”دبلوماسية صامتة”، مؤكداً أن لا “حلول سحرية” للخروج من هذا الوضع. الموقف التركي الجديد يأتي بعدما داهمت القوات الأمنية مكاتب لجمعية أهلية عند الحدود التركية السورية، يشتبه قيامها بتهريب الأسلحة إلى سوريا.

على الطرف المقابل، قال نائب وزير الخارجية السورية، فيصل المقداد إن “مسؤولي أجهزة استخبارات بعض البلدان الغربية المناهضة للرئيس بشار الأسد زاروا دمشق”. الزيارة وبحسب المقداد، كانت تهدف إلى مناقشة التعاون الأمني مع النظام السوري.

 ولم يتطرق المقداد إلى تفاصيل أكثر حول هذا الموضوع، لكنه برر ذلك، خلال مقابلة مع قناة “بي بي سي”، بالقول إن “هذه الاتصالات تظهر في ما يبدو وجود خلاف بين السلطات السياسية والمسؤولين الأمنيين في بعض البلدان”. وأضاف “البعض يقولون إنهم يستكشفون الاحتمالات، بينما يقول البعض الآخر إنهم يرغبون في التعاون معنا أمنياً لأن الإرهابيين الذين يرسلونهم من أوروبا الغربية إلى تركيا ثم إلى سورية تحولوا إلى مصدر تهديد لهم”.

 ميدانياً، تتواصل انتصارات الكتائب المعارضة على تنظيم “الدولة الإسلامية” في إدلب، إذ أعلن نشطاء مقتل أمير التنظيم “أبو البراء البلجيكي” في سراقب في ريف إدلب.

وقال الناشط، أبو كفاح، في حديث لـ”المدن” إن الجيش الحر تقدم باتجاه سوق سراقب وسط اشتباكات عنيفة ومتصاعدة يشهدها هذا المحور” مشيراً إلى أن “الجهة الشرقية للمدينة تشهد اشتباكات بين الجيش الحر وعناصر التنظيم في شارع مستشفى الإحسان، ومن الجنوب تتركز الاشتباكات في المنطقة القريبة من جسر سراقب، أما من الغرب، فالاشتباكات تدور من امتداد فرن سراقب وحتى المدرسة الثانوية”.

 وأضاف “الاشتباكات الجارية في الحي الغربي أوقعت بعض الإصابات في صفوف المدنيين، وسط صعوبة في وصول سيارات الإسعاف إلى هذه المنطقة”، مرجحاً أن تكون “سراقب خالية من عناصر التنظيم في غضون 24 ساعة”.

إلى ذلك تستمر معاناة المحاصرين في مخيم اليروموك جنوب العاصمة دمشق، حيث أعلنت الأمم المتحدة إلغاء قافلة الإمدادات التي فشلت مجدداً في دخول المخيم بسبب استهدافها، بحسب ما قال الناطق باسم الأمم المتحدة.

 وفي هذا الخصوص قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين “الأونروا” إن دمشق أعطت تصريحاً للقافلة بالدخول إلى مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين طالبة منها الدخول من الجهة الجنوبية للمخيم. الناطق الرسمي باسم “الأونروا”، كريس جانيس، أوضح أن طلب النظام من القافلة الوصول إلى المخيم من المدخل الجنوبي يعني المرور في منطقة “تشهد صراعاً مكثفاً ومسلحاً فيه وجود قوي ونشط لبعض من أكثر الجماعات الجهادية تطرفاً”.

 وأضاف بالقول إن القافلة التي كانت ترافقها قوة أمنية تعرضت إلى إطلاق نار عندما كانت جرافة تتقدم القافلة، قدمتها القوات الحكومية، لإزاحة الركام عن الطريق، من قبل مجهولين، مؤكداً أن قذيفة مورتر سقطت قرب القافلة ما أدى إلى طلب القوة الأمنية من القافلة أن تتراجع.

وأمام فشل إدخال المساعدات إلى مخيم اليرموك، طالبت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في بيان أصدرته الأربعاء، المسلحين في المخيم بالخروج منه لإنقاذ السكان، كما طالبت بـ”رفع الحصار عن المخيم” في إشارة إلى النظام السوري الذي يفرض يحاصر المخيم منذ ثمانية أشهر.

وتشير إحصائيات الناشطين إلى أن 50 شخصاً لقوا مصرعهم في المخيم بسبب نقص الغذاء، كان آخرهم مريم عبد الرحيم (70عاماً)، التي أعلن عن وفاتها الأربعاء، بسبب الجفاف وانعدام الرعاية الصحية.

معارضون في الداخل السوري يرفضون المشاركة في مؤتمر جنيف-2

أ. ف. ب.

دمشق: اعلنت هيئة التنسيق الوطنية من المعارضة السورية في الداخل الاربعاء رفضها المشاركة في مؤتمر جنيف-2 المقرر عقده في 22 كانون الثاني/يناير، معترضة على “اختزال الطرف الاميركي” ل”صوت المعارضة”، في اشارة الى تكليف الائتلاف السوري المعارض تشكيل وفد موحد للمعارضة.

 وجاء في بيان صادر عن هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي “قرر المكتب التنفيذي لهيئة التنسيق الوطنية رفض حضور مؤتمر جنيف بالشروط والمعطيات التي يتم انعقاده بها”.

 واوضح ان “الأمم المتحدة والدولتين الراعيتين (الفدرالية الروسية والولايات المتحدة)” طالبت “الائتلاف بتشكيل وفد وازن للمعارضة السورية في جنيف تحت مظلة الائتلاف. وجرى إعلام هيئة التنسيق الوطنية بهذه المعطيات في 13 كانون الثاني/ديسمبر بتسليمها صورة من رسالة الدعوة الموجهة إلى رئيس الائتلاف الوطني السوري” احمد الجربا.

واضاف البيان “لا يمكن وصف هذه الطريقة في عقد مؤتمر يقرر مصير شعب ووطن ودولة بالجدية. اللهم إلا إذا كان القرار الدولي وحده سيد الموقف. والمطلوب منا كسوريين أن ننصاع للإرادة الدولية في سيناريو قد أعد سلفا لتقرير مصيرنا”.

 ومع اشارة الهيئة الى ان هذا ليس وحده سبب امتناعها عن الحضور، الا انها قالت ان الطرف الروسي “تنازل (…) عن التكوين الثلاثي الراس لوفد المعارضة السورية (هيئة التنسيق، الائتلاف، الهيئة الكردية العليا) تاركا للطرف الاميركي مهمة اختزال صوت المعارضة ووفدها بمن يقع في فلكه”.

 واشارت الى ان “المشاكل الداخلية للائتلاف علقت قراره في المشاركة في جنيف، وها نحن على بعد ايام من المؤتمر في حالة ضبابية عامة تقودنا كمعارضة وطنية الى ان نكون الحلقة الاضعف في هذا المؤتمر”.

 وتساءل البيان “كيف يمكن ان يكون للمعارضة السورية وفد واحد وبرنامج صلب واحتضان شعبي داعم ولم يقرر الائتلاف الذي اختارته الدولتان الراعيتان ممثلا للشعب السوري حتى اليوم الموافقة على الحضور. (…) وما العمل في حال تفكك هذا البنيان قبل ايام من جنيف؟”.

 كما تطرق البيان الى اسباب اخرى لامتناعه عن الحضور بينها عدم توفير “المناخ الايجابي لانجاح المؤتمر” من خلال وقف “القصف العشوائي” الذي تمارسه السلطة واطلاق النساء والاطفال من المعتقلات وتسهيل عمليات الاغاثة والافراج عن المخطوفين وتخفيف العقوبات الدولية المفروضة على سوريا.

 وتابع البيان ان الطرف الروسي “لم يبذل أي جهد يذكر من أجل قيام السلطات السورية بخطوات إيجابية نحو المجتمع السوري”.

 واضاف “كيف ندخل المؤتمر وعضوان في وفدنا وراء القضبان (عبد العزيز الخير ورجاء الناصر) وأعضاء آخرون ممنوعون من السفر؟”، في اشارة الى توقيف السلطات السورية عددا من اعضاء الهيئة ومنع آخرين من الخروج من سوريا.

وتابع “هل يمكن التفاوض مع سلطة لم توقف القصف العشوائي بالبراميل على المدن؟”، واصفا هذا العمل بانه “جريمة حرب”.

 ويلتئم الائتلاف الوطني الجمعة في اسطنبول لاتخاذ قرار نهائي في شأن المشاركة في جنيف. وهدد المجلس الوطني السوري، احد ابرز مكوناته بالانسحاب من الائتلاف في حال تقررت المشاركة في جنيف-2.

 ويبدأ المؤتمر الدولي حول سوريا الذي ستشارك فيه 26 دولة الى جانب النظام والمعارضة في مدينة مونترو السويسرية في 22 كانون الثاني/يناير، على ان تستانف المفاوضات بين الوفدين السوريين (النظام والمعارضة) في 24 كانون الثاني/يناير في جنيف في حضور الموفد الدولي الى سوريا الاخضر الابراهيمي وعرابي الوفدين موسكو وواشنطن.

مؤتمر الكويت يهدف لجمع 6,5 مليارات دولار و”العفو الدولية” تحث على الاستجابة

منظمات غير حكومية تتعهد بـ400 مليون دولار لإغاثة السوريين

                                             (أ ف ب، يو بي أي، رويترز)

تعهدت منظمات غير حكومية امس بتقديم 400 مليون دولار للمساعدة في اغاثة السوريين المتضررين جراء النزاع المستمر في بلادهم، وذلك بحسبما افاد مشاركون في اجتماع لهذه المنظمات في الكويت، وذلك قبل يوم من عقد المؤتمر الدولي الثاني للمانحين في الكويت الذي يفتتحه أمير الدولية الشيخ صباح السالم الصباح ويشارك فيه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ويهدف إلى جمع 6,5 مليارات دولار.

وتعهدت الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية التي مقرها الكويت بتقديم 142 مليون دولار بينما تعهدت المنظمات الاخرى المشاركة في الاجتماع بالمبلغ المتبقي.

وقالت الهيئة في بيان نقلته وكالة الانباء الكويتية الرسمية ان هذه الاموال ستذهب الى السوريين اللاجئين الى خارج الاراضي السورية جراء النزاع الذي اسفر عن مقتل اكثر من 130 الف شخص وعن ملايين اللاجئين والنازحين.

وكان اجتماع مماثل عقد في الكويت العام الماضي اسفر عن تعهدات بتقديم 182 مليون دولار للسوريين.

مؤتمر المانحين

ويأتي اجتماع الأمس في الكويت عشية مؤتمر المانحين الدولي الثاني الذي يعقد في العاصمة الكويتية من اجل سوريا.

ويهدف المؤتمر الى جمع 6,5 مليارات دولار لصالح اكثر من 13,4 مليون سوري يعيشون في ظروف بالغة الصعوبة في سوريا او في الدول المجاورة.

وكانت الامم المتحدة وصفت هذا النداء بانه الاكبر في التاريخ لصالح ازمة انسانية واحدة.

وسيراس الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاجتماع الذي سيعقد الاربعاء على مستوى الوزراء وسيفتتحه امير الكويت الشيخ صباح الاحمد الصباح.

ويفترض ان تشارك 69 دولة و24 منظمة في الاجتماع الذي يستمر يوما واحدا.

وكانت الامم المتحدة قالت انها بحاجة لـ2,3 ملياري دولار لتأمين مساعدات لـ9,3 ملايين سوري في الداخل السوري و4,2 ملايين دولار للاجئين الذين يفترض ان يتضاعف عددهم هذه السنة ليصل الى 4,1 ملايين شخص.

وقبل وصوله الى الكويت حذر بان كي مون من ان الوضع في سوريا يتدهور ودعا المانحين الى المساهمة في بلوغ الهدف المالي للمؤتمر.

وكان المؤتمر الذي استضافته الكويت العام الماضي لصالح سوريا انتهى بتعهدات بتقديم 1,5 مليار دولار للسوريين، وقد تمت تغطية هذه التعهدات بنسبة 75% بحسب مسؤول كويتي.

“العفو الدولية”

وعشية مؤتمر الكويت، دعت منظمة العفو الدولية المجتمع الدولي الدولي إلى التحرك لإنهاء معاناة الملايين من المدنيين السوريين، والذين قالت إن الكثير منهم معرضون لخطر الموت جوعاً ويواجهون نقصاً حاداً في الرعاية الطبية والمأوى الملائم.

وقالت المنظمة “إن الناس الذين يعيشون داخل سوريا هم من بين الأكثر تضرراً من الأزمة الدائرة فيها، بمن فيهم 6,5 ملايين شخص نزحوا داخلياً، فيما لا يزال العديد من الذين تقطعت بهم السبل في المناطق الواقعة تحت الحصار من قبل القوات الحكومية ويواجهون نقصاً حاداً في الغذاء ويموتون جوعاً، كما يُعاني السوريون الذين فروا إلى الدول المجاورة من ظروف معيشية صعبة في مخيمات اللاجئين”.

واضافت أن بعض الدول قدّمت مساهمات مالية سخية لضحايا الأزمة في سوريا، غير أن البعض الآخر قدم وعودا بشأن المساعدات لكنها لم تتحقق بالكامل فيما قدّمت روسيا، التي اظهرت اهتماماً سياسياً كبيراً بالأزمة السورية، الحد الأدنى فقط من المساهمات في الجهود الإنسانية.

وحثّت المنظمة قادة العالم على “تكثيف جهودهم في مؤتمر الكويت للمانحين الدوليين لتأمين المال المطلوب لنداء الأمم المتحدة من أجل توفير المساعدات الحيوية للناس الأكثر تضرراً من النزاع في سوريا”.

كما حثّت الحكومة السورية على “رفع الحصار عن السكان المدنيين في المدن والمناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة”، ودعتها وجماعات المعارضة المسلحة إلى “السماح للمنظمات والوكالات الإنسانية بالوصول غير المقيّد لمساعدة السكان المدنيين”.

وقال فيليب لوثر مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية “إن استجابة العالم للأزمة السورية حتى الآن غير كافية على الإطلاق، وتم في نهاية العام الماضي جمع 70% فقط من نداء الأمم المتحدة الذي يُعد الأكبر من نوعه في تاريخها، وهذا يعني أن المساعدات الحيوية قُطعت عن بعض الضحايا الأكثر عرضة للصراع الوحشي والذين تُركوا لمواجهة أشهر الشتاء المرير مع الحد الأدنى من الموارد”.

وأضاف لوثر “لا يمكن للعالم أن يكرر أخطاء السنة الماضية، لأن عروض المساعدة لن تحدث أي فرق إذا فشلت تلك المساعدة في الوصول إلى المحتاجين، ويتعين على القوى العالمية هذا العام وخاصة التي تمتلك منها الوسائل المالية للقيام بذلك، ضمان الوفاء بوعودها”.

واشار إلى أن مؤتمر الأمم المتحدة للمانحين الدوليين في الكويت “يمثل فرصة لقادة العالم لاثبات أنهم لم يتخلوا عن الشعب السوري”.

الاتحاد الأوروبي

وفي بروكسل، اعلن الاتحاد الاوروبي انه سيزيد مساعدته الانسانية لضحايا النزاع 165 مليون يورو، لكنه يعرب عن اسفه لاستمرار النظام السوري وبعض المجموعات المسلحة في منع الوصول الى المناطق المدمرة.

وقد تم الاعلان عن هذه المساعدة الجديدة امس عشية المؤتمر الثاني للدول المانحة الذي تنظمه الامم المتحدة في الكويت.

وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قالت المفوضة الاوروبية المسؤولة عن المساعدة الانسانية كريستالينا جورجيفا “نلاحظ ان الوضع مستمر في التدهور. لم يحصل اي تحسن سواء بالنسبة الى السوريين في الداخل او بالنسبة الى اللاجئين في البلدان المجاورة”.

ومن اجل مواجهة هذا الوضع، تدعو جورجيفا الاعضاء الاخرين في المجموعة الدولية الى الاقتداء بالاتحاد الاوروبي الذي يعد الى حد كبير المانح الاكبر لسوريا، اذ قدم ما يفوق الملياري يورو منذ بداية النزاع.

وفي شأن المنظومة الصارمة للعقوبات التي يطبقها الاتحاد الاوروبي على سوريا منذ 2011 قالت جورجيفا إنه تم تخفيفها في الفترة الاخيرة للافساح في المجال امام استيراد الادوية. وقد تم ايضا تعديل تجميد التحويلات المصرفية لتسهيل شراء مواد غذائية. واضافت ان على المجموعة الدولية “بما فيها روسيا وايران” ابرز داعمين لدمشق ان “تتحد لممارسة ضغط على الاطراف حتى يتيحوا وصول المساعدة الى المناطق المدمرة”، وخصوصا منطقة حلب.

وقالت جورجيفا انه من جراء المعارك بين المعارضة ومسلحي “داعش” في الاسابيع الاخيرة، “نشهد تجزئة داخل سوريا وهذه التجزئة تزيد من تعقيد توزيع المساعدة ومن المتعذر احيانا معرفة الجهة التي نتفاوض معها”.

واوضحت المفوضة ان بعض المجموعات الاسلامية “هي الاكثر تصميما على عرقلة وصول المساعدة” من خلال مهاجمة العاملين في المنظمات الانسانية او من خلال منع حملات التلقيح ضد شلل الاطفال.

ومن اجل تسهيل المفاوضات مع النظام حول توزيع المساعدة، ينوي الاتحاد الاوروبي ان يعيد في القريب العاجل اثنين او ثلاثة دبلوماسيين، احدهم خبير في منظمة ايكو الاوروبية للمساعدة، الى بعثته في دمشق.

وهذه البعثة لم تقفل خلافا لسفارات معظم البلدان الاوروبية، لكنها تعمل من دون موظفين اجانب.

وقالت جورجيفا ان بلدان الاتحاد الاوروبي قبلت حوالى 60 الف سوري منذ بداية النزاع. واضافت “لكن معظم اللاجئين لا يريدون العيش في اماكن بعيدة لان هدفهم هو العودة الى بلادهم”.

برنامج الأغذية

وقالت المتحدثة باسم برنامج الاغذية العالمي التابع للامم المتحدة اليزابيث بيرس ان البرنامج نقل أطعمة لعدد قياسي بلغ 3,8 ملايين شخص في سوريا في كانون الاول لكن مازال من الصعب الوصول الى مدنيين في المحافظات الشرقية والبلدات المحاصرة قرب العاصمة.

وعبر البرنامج عن قلقه بشأن تقارير عن حالات سوء تغذية في المناطق المحاصرة وخاصة بين الاطفال الذين حوصروا في الحرب الاهلية المستمرة منذ ثلاث سنوات ودعا الى السماح بالوصول اليهم.

وقالت المتحدثة في افادة صحفية في جنيف “برنامج الاغذية العالمي يشعر بقلق بالغ بشأن أشخاص يعيشون في مناطق تحت الحصار. يتوقع ان يتدهور موقف الغذاء بدرجة كبيرة”. وحاول البرنامج عدة مرات خلال الشهور القليلة الماضية الوصول الى المناطق المحاصرة في دمشق وحولها، وخاصة المعضمية والنشابية وحرستا واليرموك دون نجاح.

وقالت المتحدثة “نشعر بقلق بالغ بشأن سوء التغذية لدى الاطفال وخاصة في تلك المناطق المحاصرة”.

وأضافت بيرس ان القتال في الرقة ودير الزور حال دون وصول قوافل المساعدات الى اشخاص في تلك المحافظات الشرقية للشهر الثاني على التوالي.

ويهدف برنامج الاغذية العالمي الذي وزع امدادات اغذية على 3,4 ملايين شخص في تشرين الثاني الى الوصول الى 4,25 ملايين شخص في كانون الثاني الجاري رغم الطقس الشتوي

وفي عام 2013 جلب البرنامج 100 الف متر مكعب من الاغذية الى سوريا. وقالت بيرس “هذا يعادل (حمولة) 58 طائرة عملاقة”.

قلق أردني

وفي عمّان، أعرب رئيس الحكومة الأردنية عبد الله النسور، امس، عن خشيته من أن ينسى المجتمع الدولي الصعوبات التي تواجهها بلاده “جراء الأوضاع الصعبة التي تعاني منها”.

وقالت رئاسة مجلس الوزراء في بيان أن النسور أبلغ وزير الخارجية الجزائري رمضان العمامرة الذي يزور عمان أن “موقع الاردن الجغرافي في ظل اقليم مضطرب أوجد وضعا اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا صعبا نتيجة تداعيات الاحداث الاقليمية عليه واستقباله لموجات من اللجوء الانساني القسري”.

وأضاف أن “العالم يتعاطف ابتداء مع الأردن في هذه القضايا ولكن بعد فترة يتم نسيان هذه القضايا ونحن نأمل بدعم أشقائنا في الجزائر للوقوف مع الأردن في مواجهة هذه التحديات”.

تفجير بحلب واتهامات للنظام باستخدام غازات سامة

                                            قتل 26 إثر انفجار سيارة مفخخة بمدينة حلب، وسقط عدد آخر من القتلى في قصف شنته قوات النظام على مواقع بالعاصمة دمشق وعدد من المناطق السورية، فيما اتهم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة في سوريا النظام باستخدام الغازات السامة في قصف استهدف داريا بريف دمشق الاثنين الماضي.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن سيارة ملغومة وضعها مسلحون على صلة بتنظيم القاعدة انفجرت، مما أدى إلى مقتل 26 شخصا على الأقل غالبيتهم من مسلحي المعارضة.

وتشهد مناطق شمال وشرق سوريا التي يسيطر عليها مسلحو المعارضة موجة هي الأسوأ من نوعها من الاشتباكات منذ اندلاع الصراع في سوريا، حيث قتل مئات الأشخاص في اقتتال بين تحالف من جماعات المعارضة المسلحة وبين مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام المرتبطة بالقاعدة.

وفي وقت سابق اليوم، قتل قيادي في تنظيم الدولة إثر إطلاق نار عليه من مقاتلين معارضين بمدينة سراقب في محافظة إدلب.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن -في اتصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية- إن القتيل هو أبو البراء البلجيكي، واستهدف من قبل مسلحين من المعارضة عندما كان مع مجموعة تابعة له، مشيرا إلى مقتل أحد عناصر هذه المجموعة وإصابة آخر.

وأوضح أن “أبو البراء هو بلجيكي من أصل جزائري، توعد في الأيام الماضية باللجوء إلى السيارات المفخخة” في حال تواصل المعارك بين عناصر تنظيم الدولة والمقاتلين من المعارضة السورية.

ورصد ناشطون اشتباكات عنيفة بين مسلحي المعارضة وتنظيم الدولة عند مداخل بلدة رتيان بريف حلب، وذكرت شبكة سوريا مباشر أن الجيش الحر دمر عربة تابعة لتنظيم الدولة وقتل طاقمها في بلدة رتيان، وأوضحت أن الجيش الحر استهدف مقرات التنظيم داخل الفوج 46 بالقرب من بلدة الأتارب.

وأعلن الجيش الحر سيطرته على بلدة جبرين إعزاز في ريف حلب الشمالي بعد طرد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية منها.

وقالت شبكة سوريا مباشر إن اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة اندلعت منذ ساعات الصباح الأولى بين عناصر تنظيم الدولة الإسلامية والجبهة الإسلامية بمحيط المركز الثقافي الذي يعد آخر مقرات تنظيم الدولة في مدينة جرابلس بريف حلب، كما أشارت الشبكة إلى بدء المفاوضات بين الطرفين من أجل تسليم عناصر تنظيم الدولة أنفسهم الذين اشترطوا بدورهم أن يكون التسليم لصالح حركة أحرار الشام التابعة للجبهة الإسلامية.

قصف واشتباكات

من جانب آخر، ذكر ناشطون أن عددا من القتلى سقطوا جراء قصف قوات النظام مدينة الزبداني في ريف دمشق، وأكد الناشطون أن قوات النظام ألقت براميل متفجرة على المدينة، وأعقب ذلك قصف مدفعي شمل معظم أحيائها، بينما دارت اشتباكات بين قوات المعارضة والنظام في عدة مواقع حول المنطقة.

وتحدثت شبكة سوريا مباشر عن استهداف قوات النظام مزارع تحيط بمدينة خان الشيح في ريف العاصمة بالراميل المتفجرة. وكان سكان تلك المزارع قد هجروها قبل نحو شهر، بسبب القصف المركز على المنطقة.

وذكرت شبكة شام أن عددا من قذائف الهاون سقطت على منطقة العدوى بدمشق، وأكدت أن قوات النظام مصحوبة بعناصر من الشبيحة قامت بحملة دهم واعتقال في مساكن برزة.

وقالت وكالة مسار برس إن الجيش الحر قتل ثلاثة عناصر من قوات النظام خلال اشتباكات في بلدتي القاسمية والبلالية بريف دمشق.

وقطعت قوات المعارضة الطريق العام الواصل بين القنيطرة ودمشق، كما اندلعت اشتباكات أسفرت عن جرحى في منطقة المرج بالغوطة الشرقية، بحسب ما أفاد به ناشطون.

وقال المجلس المحلي في مدينة داريا إن الطيران المروحي واصل إلقاء البراميل المتفجرة على الأحياء السكنية في المدينة، وأوضح المجلس أن قصفا مدفعيا من جبال المعضمية التي تتمركز فيها الفرقة الرابعة يستهدف المدينة بشكل يومي، بينما تتواصل الاشتباكات العنيفة بين الجيشين الحر والنظامي منذ أكثر من أربعة أيام في الجهة الجنوبية الشرقية للمدينة.

غازات سامة

واتهم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة في سوريا نظام الرئيس بشار الأسد باستخدام غازات سامة في قصف مدينة داريا يوم الاثنين الماضي، وطالب في بيان أصدره اليوم “المجتمع الدولي ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية بالتحقيق في التقارير التي تفيد بقيام نظام الأسد باستخدام الغازات الكيميائية السامة في ذلك الهجوم”.

ودعا الائتلاف في بيان اليوم إلى “اتخاذ الإجراءات اللازمة في حال تم التحقق من نقض النظام وانتهاكه للاتفاق المتعلق بتسليم أسلحته الكيميائية”.

وربط الائتلاف بين الهجوم وقرب انعقاد مؤتمر جنيف2 حول الأزمة السورية الذي يسعى لجمع ممثلين عن السلطة والمعارضة للتوصل لحل للأزمة المستمرة منذ نحو ثلاث سنوات.

وقال مصدر في المكتب الطبي التابع للمجلس المحلي في داريا  لوكالة الصحافة الفرنسية إن الهجوم “تم بقنابل غازية”، مشيرا إلى مقتل شخص على الفور، واثنين آخرين في وقت لاحق.

وأوضح أن المصابين ظهرت عليهم أعراض “التشنج العصبي والاختناق وانقباض الحدقات (في العينين) وزيادة المفرزات اللعابية”، وأن مستشفى المدينة “لا يملك أدوية نوعية وخاصة بمعالجة التسمم بالغازات الكيميائية”.

وتحاصر قوات النظام مدينة داريا منذ أكثر من عام، وتدور بشكل منتظم معارك عنيفة على محاورها، مع قصف وغارات شبه يومية عليها في محاولة من القوات النظامية للسيطرة عليها.

الأسد يحذر من “التطرف” ويبحث جنيف2 مع ظريف

حذر الرئيس السوري بشار الأسد من خطر ما وصفه بالتطرف على منطقة الشرق الأوسط وباقي أنحاء العالم، وبحث مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف -الذي يزور دمشق- مآلات مؤتمر جنيف2 المزمع عقده خلال أسبوع لبحث الأزمة السورية.

وبحسب وكالة الأنباء السورية (سانا) فإن الأسد حذر من أن خطر ما سماه الفكر الوهابي بات يهدد العالم بأسره وليس دول المنطقة فحسب، مؤكدا أن سوريا “وبعض شعوب المنطقة باتت تعي خطورة هذا الفكر الإرهابي ويجب على الجميع المساهمة في مواجهته واستئصاله من جذوره”.

ومن جانبه، أكد الوزير الإيراني أن “بلاده حريصة على توحيد الجهود بين دول المنطقة لمواجهة هذه التحديات ومكافحة الإرهاب لتحقيق الأمن والاستقرار فيها”.

وكان ظريف أعلن لدى وصوله إلى دمشق قادما من بغداد في وقت سابق اليوم أنه سيعمل على تنسيق المواقف لإعادة الهدوء إلى سوريا، وأوضح أن الهدف من زيارته هو المساعدة في خروج مؤتمر جنيف2 بنتائج لصالح الشعب السوري.

وخلال جولة شملت لبنان والعراق والأردن أكد ظريف “ضرورة تضافر جهود  الدول والشعوب لمواجهة ظاهرة الإرهاب والتطرف التي تهدد الجميع في المنطقة”، وشدد على أن الحل الوحيد للأزمة في سورية سياسي عبر الحوار بين  السوريين أنفسهم.

المشاركة بجنيف2

وقبل التوجه إلى سوريا، اتهم ظريف -الذي تعد بلاده أبرز الحلفاء الإقليميين للنظام السوري- دولا لم يسمّها بالضغط على الأطراف المعنية بمؤتمر جنيف2، وهو ما أدى إلى فرض شروط مسبقة على إيران لحضور المؤتمر، لكن إيران رفضت ذلك.

وترفض المعارضة السورية مشاركة إيران في المؤتمر بسبب دعمها العسكري للنظام. كما تتحفظ واشنطن -الداعمة للمعارضة- على المشاركة الإيرانية، في حين تدعو موسكو -التي يزورها ظريف غدا الخميس- إلى مشاركة إيران في جنيف2 الذي يعقد بمبادرة روسية أميركية.

وكانت واشنطن ولندن هددتا الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة بإعادة النظر في دعمهما له إذا لم يشارك في مؤتمر جنيف2. ويتوقع أن يحسم الائتلاف موقفه من المشاركة بجنيف2 في غضون الأيام القليلة المقبلة.

وفي الشأن نفسه أعلنت هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي في سوريا رفضها حضور جنيف2، وقالت إنها لن تقبل بتمرير حلول على حساب المشروع الوطني الديمقراطي.

وأوضحت الهيئة في بيان لها اليوم أنها لن تكون طرفا في أي توافق دولي يوظف المأساة السورية في تقاسم أدوار والانصياع لسيناريوهات أعدت سلفا لتقرير مصير السوريين.

وقالت الهيئة إن روسيا لم تبذل أي جهد لإقناع النظام بخطوات إيجابية، وتنازلت عن التكوين الثلاثي لوفد المعارضة من هيئة التنسيق والائتلاف المعارض والهيئة الكردية العليا، بينما لم تكن أميركا حريصة على التمثيل المتوازن للمعارضة. ودعت الهيئة إلى عقد مؤتمر وطني سوري جامع، يعيد إلى المعارضة مكانتَها.

وكان وزيرا الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف دعوَا إلى وقفٍ لإطلاق النار بسوريا يبدأ من حلب، وأوضحا أن إنهاء الصراع يجب أن يكون سلميا، وقالا إن جنيف2 يجب أن يخصص لتطبيق مقررات جنيف1. أما دمشق فاعتبرت أن أي شرط مسبق لجنيف2 سيؤدي إلى “فشله”.

تعاون أمني

في هذه الأثناء، قال فيصل مقداد -نائب وزير الخارجية السوري، في تصريحات صحفية اليوم الأربعاء- إن مسؤولي أجهزة استخبارات بعض البلدان الغربية المناهضة للرئيس بشار الأسد زاروا دمشق لمناقشة التعاون الأمني مع حكومته.

وقال مقداد في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) “لن أدخل في التفاصيل ولكن الكثيرين منهم زاروا دمشق بالفعل”. وأضاف أن هذه الاتصالات تظهر فيما يبدو وجود خلاف بين السلطات السياسية والمسؤولين الأمنيين في بعض البلدان المناوئة للأسد.

وقد ساندت القوى الغربية المعارضة السورية بالكلمات، لكنها أحجمت عن تقديم مساعدات مادية مع استغلال جماعات مرتبطة بتنظيم القاعدة لفراغ السلطة في المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة.

وتشعر البلدان الغربية بالقلق لوجود جهاديين إسلاميين أجانب في صفوف مقاتلي المعارضة، سافروا إلى سوريا للانضمام إلى القتال الذي مضى عليه قرابة ثلاثة أعوام للإطاحة بالأسد.

وقال مقداد “بصراحة لقد تغيرت الروح”. وأضاف قوله إنه حينما تطلب هذه البلدان التعاون الأمني مع سوريا فإن هذا علامة فيما يبدو على انفصام بين القيادات السياسية والأمنية.

وسئل مقداد: هل يؤكد أن الاستخبارات البريطانية أجرت اتصالات مع سوريا، فرد بقوله “تلقينا طلبات من عدة دول بالطبع، البعض منهم ينتظرون ما سيسفر عنه مؤتمر جنيف والبعض يقولون إنهم يستكشفون الاحتمالات، بينما يقول البعض الآخر إنهم يرغبون بالتعاون معنا أمنيا لأن الإرهابيين الذين يرسلونهم من أوروبا الغربية إلى تركيا ثم إلى سوريا تحولوا إلى مصدر تهديد لهم”.

تفاقم معاناة فلسطينيي اليرموك ومساع لإنهاء الأزمة

                                            لا تزال أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في مخيم اليرموك في العاصمة السورية دمشق مثيرة للقلق حيث ارتفع عدد ضحايا الجوع والحصار إلى 47 قتيلا على الأقل، فيما تسعى عدة أطراف فلسطينية وإقليمية لإنهاء معاناة من تبقى في المخيم الذي لم يسلم من دوامة العنف التي تشهدها البلاد منذ نحو ثلاث سنوات.

وقد شيع أهالي مخيم اليرموك أمس مسناً توفي جراء سوء التغذية والنقص الشديد في الغذاء والدواء. وكان المركز الإعلامي السوري أفاد أمس الثلاثاء بمقتل ثلاثة أشخاص بينهم طفل في مخيم اليرموك جنوبي دمشق، جراء استهداف النظام مظاهرة تندد بحصار المخيم كانت متوجهة نحو حاجز دوار البطيخة الذي تتمركز عنده قوات النظام.

في هذه الأثناء، أصدرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) بيانا أوضحت فيه حقيقة ما جرى لقافلة المعونات الإنسانية، التي كان يُفترض أن تدخل إلى مخيم اليرموك الاثنين الماضي.

وقالت أونروا إنها فشلت في إدخال مساعدات غذائية إلى مخيم اليرموك المحاصر منذ ستة أشهر جنوبي دمشق من مدخله الشمالي الواقع تحت سيطرة قوات النظام.

وقد طلبت قوات النظام من قافلة المساعدات الدخول للمخيم من جهته الجنوبية الواقعة على بعد عشرين كيلومترا من المدخل الشمالي، ويقع المدخل الجنوبي على خط النار بين فصائل المعارضة وقوات النظام.

وقد تعرضت القافلة لإطلاق نار قال ناشطون إنه جاء من قبل حواجز النظام، وهو ما اضطرها إلى العودة دون وصول المساعدات إلى المخيم.

دعوات للحل

في غضون ذلك تتواصل الدعوات من أجل العمل على تسهيل وصول المساعدات إلى المخيم، إذ طالب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه  كافة القوى المتنازعة في سوريا بفتح ممر آمن في داخل مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين.

ودعا عبد ربه في مؤتمر صحفي لقيادة المنظمة في رام الله إلى إدخال المساعدات العاجلة لسكان المخيم وإخراج الجرحى وفك الحصار عنه.

ونقل مراسل الجزيرة نت في رام الله عوض الرجوب عن ياسر عبد ربه قوله إن مخيم اليرموك يحتل أولوية بالنسبة للقيادة الفلسطينية نظرا لحجم المعاناة التي تصيب أبناء هذا المخيم.

وفي المؤتمر الصحفي نفسه، شدد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عبد الرحيم ملوح على ضرورة معالجة ملف مخيم اليرموك بشكل عاجل، مشيرا إلى اتصالات مع كل الأطراف بهدف تأمين وصول المساعدات إلى مستحقيها.

ومن جانبها، قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن اللاجئين الفلسطينيين في مخيم اليرموك يزّج بهم في أتون الأزمة السورية، وأكدت في بيان صادر عنها أنها تبذل جهوداً متواصلة ومكثّفة مع كل الأطراف المعنية لإنهاء أزمة مخيم.

وحثت حماس حاملي السلاح في المخيم إلى الخروج منه إنقاذاً لحياة أكثر من خمسين ألفاً من المدنيين، واعتبرت إنقاذهم مما هُمْ فيه مسؤولية مشتركة فلسطينياً وعربياً وإسلامياً ودوليا.

وناشدت حماس المنظمات الحقوقية والدولية والإقليمية تحمُّل مسؤولياتها، وذكرت بأن الحصار القاتل دخل شهره السابع ودعت إلى رفعه فوراً وفتح خطٍ إغاثي للمحاصَرين.

حصار مطبق

وتقول منظمة “هيومن رايتس ووتش” التي تتخذ من نيويورك مقرا لها -في بيان أمس الثلاثاء- إن السلطات السورية “لا تسمح بالوصول إلى المناطق المحاصرة ولا للمدنيين بمغادرة المدن، حيث يحتجز حوالي 288 ألف شخص من دون أي مساعدة أو بقدر قليل منها”.

وتفرض قوات النظام السوري حصارا على مناطق عدة يسيطر عليها مقاتلو المعارضة، لا سيما في ريف دمشق ومخيم اليرموك بالعاصمة، وفي حمص.

ورأت المنظمة أن على روسيا وإيران الداعمتين لدمشق “بشكل خاص” أن تضغطا على سوريا “لتزيل العقبات أمام دخول المساعدات الإنسانية”.

ولكن الخارجية الروسية حملت المعارضة مسؤولية إعاقة دخول المساعدات لمخيم اليرموك، على الرغم من أنه يخضع لحصار مطبق من قبل القوات النظامية والمتحالفين معها.

كما دعت الثلاثاء الأطراف -التي تتمتع بالنفوذ مع المعارضة السورية- إلى ممارسة ضغط عليها لكي تسمح بنقل المساعدات الإنسانية إلى مخيم اليرموك.

مخيم اليرموك.. احتضار الأيدي الصغيرة

                                            أحمد يعقوب-دمشق

مشاهد الموت القادم من مخيم اليرموك للاجئين الفسطينيين في سوريا لا تزال تهز مشاعر من رآها حيث تقف أمهات نحيلات يبكين أطفالهن الذين يحتضرون ثم يموتون جوعا بينما يكابد آخرون من كبار السن للنجاة وسط حصار النظام السوري للمخيم منذ عدة شهور.

ويجتاح المخيم غضب عارم لعدم سماح النظام لشاحنات المساعدات الغذائية والدوائية بالدخول إليه، بل وقيام جنود الأسد بإطلاق الرصاص الحي على تلك الشاحنات، حسب ناشطين.

ويعزو الناشط في المخيم رامي السيد في حديث للجزيرة نت سبب إلقاء اللوم على منظمة التحرير الفلسطينية إلى الوعود التي وصفها الأهالي “بالكاذبة” والتي أطلقها مرارا وتكرارا العديد من مسؤولين رفيعي المستوى بشأن فك الحصار عن المخيم الذي يضم نصف عدد اللاجئين الفلسطينيين في سوريا تقريبا.

وعن ترقب الأهالي لوصول المساعدات، يقول السيد إنه بعد التصريحات التي أدلى بها مسؤولون فلسطينيون لوسائل الإعلام عن فتح الطريق لإدخال مواد إغاثية إلى مخيم اليرموك أمس الاثنين، توجه المدنيون -الذين اعتادوا الاعتصام داخل المخيم- إلى معبر اليرموك في “ساحة الريجة”، متفائلين بدخول الأطعمة والمواد الدوائية لكنهم لم يجدوا شيئا.

بل العكس تماما، يضيف السيد، فما هي إلا دقائق حتى بادرت قوات النظام ومجموعات تابعة لأمين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة-أحمد جبريل لإطلاق النار العشوائي باتجاه المدنيين المتجمهرين، مما أدى لمقتل ثلاثة، بينهم طفل، وجرح آخرين.

مسرحية مكررة

وترافق كل ذلك مع إعلان حالتي وفاة جديدتين، إحداهما جراء الجوع، والأخرى جراء نقص الأدوية لعلاج أحد المصابين، ليرتفع إلى 46 عدد الذين قضوا من الجوع في مخيم اليرموك من أصل 68 لقوا مصرعهم في جنوب العاصمة، حسب مصادر طبية.

ولم تدخل قوافل المساعدات مباشرة من المعبر المطل على مخيم اليرموك، بل التفت واتجهت نحو منطقة “حجيرة” التابعة للنظام، حيث أطلق عليها النار، حسب ما يقول المتحدث باسم مجلس قيادة الثورة في دمشق فاروق الرفاعي.

ويضيف الرفاعي أن قافلة المساعدات توقفت عند معبر “علي الوحش” قرب منطقة يلدا لمدة ساعة بانتظار فتحه، ولكن المفاجأة كانت بإطلاق الدبابات الموجودة في بساتين يلدا وحجيرة النار عليها، مما جعل سائقي الشاحنات يلوذون بالفرار تاركين القافلة بما حملت.

وعن هوية مطلقي النار يقول الرفاعي -بغضب- إن في بساتين هذه المنطقة توجد عناصر شيعية من لواء أبو الفضل العباس العراقي، وعناصر من حزب الله إضافة إلى قوات النظام.

ولا يرى الرفاعي سوى تفسيرين لما حدث، إما أن منظمة التحرير والنظام “يكذبان” على المدنيين ويقومان فقط بتمثيل هذه المسرحية المكررة، أو أن النظام لا يقدر على ضبط المجموعات التي تقاتل إلى جانبه ولا يستطيع السيطرة عليها، على حد قوله.

وخلص أنه “للأسف الشديد، إخوتنا في المنظمة لا توجد لديهم إجابة سوى تكرار لازمة أن المجموعات المسلحة هي من تقوم بإطلاق النار على القوافل، وتمنعها من الدخول إلى المخيم”.

“الجبهة الإسلامية” تعلن مقتل قائد داعش في سراقب

الجيش الحر يحرر 124 شخصاً معتقلاً لدى التنظيم في سجن السرايا

دبي – قناة العربية

قالت الجبهة الإسلامية “إنها تمكنت من قتل قائد تنظيم داعش، أبوالبراء الجزائري، في سراقب بريف إدلب”، في الوقت الذي أعلن اليوم عن وفاة شخص جراء الجوع بفعل الحصار الذي تفرضه قوات الأسد على حي اليرموك، وبذلك ارتفع عدد موتى الجوع الى 49 شخصاً.

وفي سياق آخر، سيطر الجيش الحر على قريتي كفرة وكفر كلبين في ريف حلب، بعد اشتباكات عنيفة خاضها ضد تنظيم داعش.

وبعد أن استقر تمركزه على أطرافها منذ أيام، نجح الجيش الحر في التوغل الى مركز المدينتين الاستراتيجيتين في الجبهة الشمالية، مجبراً عناصر داعش على الانسحاب منهما.

وسجّل الجيش الحر تقدماً نوعياً آخر في ريف حلب، باقتحامه مدينة جرابلس، وتوسيع نفوذه فيها، إضافة الى تحريره 124 معتقلاً لدى داعش في سجن السرايا، بحسب ناشطين، لتقتصر الاشتباكات بين الطرفين بالقرب من المركز الثقافي، آخر معاقل التنظيم في المدينة.

وتزامنت سيطرة الجيش الحر على كفرة وكفركلبين وجرابلس مع اشتباكات عنيفة يخوضها الأخير ضد تنظيم داعش، على عدة محاور في المناطق التي سيطر عليها الحر أخيراً في ريف حلب.

ويستميت داعش من أجل الحفاظ على ما تبقى له من مناطق سيطرة في ريف إدلب، ولأجل ذلك أرسل التنظيم رتلاً من التعزيزات العسكرية الى الدانا وسراقب.

أما مدينة الرقة التي باتت تقبع بالكامل تحت سيطرة داعش، بعد اشتباكات عنيفة أعقبها انفصال كافة فصائل الجيش الحر المقاتلة التي كانت تتمركز في المدينة، ففرض فيها التنظيم حظراً للتجوال بهدف تمشيطها ومنع أيّ محاولات جديدة لتوغل الجيش الحر الى داخلها.

تركيا تتراجع وتدرس تغيير سياساتها تجاه سوريا

غول أكد أن حل الأزمة يتطلب الصبر والهدوء والدبلوماسية الصامتة

دبي – قناة العربية

قبل أسبوع من انعقاد مؤتمر جنيف 2 لحل الأزمة السورية، ظهر موقف تركي لافت، إذ دعا الرئيس التركي عبد الله غول إلى تغيير سياسة بلاده تجاه سوريا، بعدما كانت تدعو لرحيل الأسد. وقال غول إن أنقرة تدرس ما يمكن فعله للخروج بوضع يخدم مصلحة الجميع في المنطقة.

وأضاف غول أن ذلك يتطلب الصبر والهدوء، وعند الضرورة الدبلوماسية الصامتة، على حد وصفه. وصرح خلال لقاء بسفراء أتراك في أنقرة أن على تركيا أن تعيد تقييم دبلوماسيتها وسياساتها الأمنية نظراً إلى الوقائع في جنوب البلاد.

كما شدد الرئيس التركي على أن الوضع الحالي يشكل سيناريو خاسراً لكل دولة ونظام وشعب في المنطقة، وأنه لا توجد حلول سحرية لهذا الوضع.

يأتي هذا بعد أن داهمت القوى الأمنية بالأمس مكاتب جمعية أهلية على الحدود التركية السورية، اشتباهاً بتهريبها أسلحة إلى الداخل السوري.

جنيف 2.. قرار الائتلاف لن يؤثر على دعمه

مهند الشناوي – أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أثارت الضغوط التي تشكلها قوى غربية على الائتلاف الوطني السوري لحضور مؤتمر السلام حول سوريا، المعروف باسم “جنيف 2″، تساؤلات حول مدى ارتباط تلك المشاركة بالمساعدات التي تقدمها قوى غربية لاعبة في الأزمة للمعارضة السورية.

ويحاول الغرب جاهدا توحيد جماعات المعارضة قبل أيام من موعد أول محادثات مباشرة بين المعارضة والنظام السوري، المقرر إجراؤها في 22 يناير الجاري.

ولم يحسم الائتلاف قراره بشأن ما إذا كان سيحضر هذه المحادثات، وأجل ذلك حتى نهاية الأسبوع الجاري.

لكن محللين وخبراء قللوا من شأن أي تأثير محتمل لقرار الائتلاف على المساعدات الغربية التي تتلقاها المعارضة، ليس بسبب رغبة الغرب في دعم المعارضة بشكل مباشر، وإنما بالنظر إلى النتائج السلبية الأخرى التي قد تترتب على ذلك.

ويقول مدير الشبكة العربية العالمية في لندن، غسان إبراهيم، إنه لا يمكن للغرب إيقاف مساعداته – على قلة تأثيرها – للمعارضة السورية.

والشبكة العربية العالمية مؤسسة إعلامية مستقلة ومركز دراسات استراتيجية لشؤون العالم العربي في مختلف المجالات.

وتابع إبراهيم لـ”سكاي نيوز عربية”: “المساعدات الإنسانية ليست محورا للنقاش، والمساعدات السياسية والعسكرية إذا منعت عن المعارضة والائتلاف بشكل خاص، فسيجد المجتمع الدولي أنه بذلك يعاقب نفسه، لأن إيقافها سيصب في مصلحة المقاتلين المتشددين غير المقبولين من الغرب، وسيخدم أيضا النظام السوري”.

وأكد: “المجتمع الدولي في ورطة وليست المعارضة، وعليه الاستمرار في تقديم المساعدات، ولا يمكن لأي طرف أن يجبر المعارضة على المشاركة في جنيف 2 بطريقة الابتزاز”.

ويتفق مع إبراهيم، مدير مركز الشرق للدراسات في دبي سمير التقي، حيث قلل من تأثير قرار الائتلاف بالمشاركة من عدمها، على الدعم الذي تحصل عليه المعارضة.

وأشار التقي إلى أنه “حتى الآن لا يوجد خطر مباشر بأن تدخل العلاقات بين الطرفين (المعارضة والقوى الداعمة لها) في أزمة”.

لكن التقي قال لـ”سكاي نيوز عربية” إن “الدعم الغربي قد يتأثر إذا رفض الائتلاف المشاركة، ولكن ليس كل الدعم الغربي”، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة “لا تقدم شيئا فعليا للمعارضة. هم يضغطون ظاهريا على النظام لكن حقيقة الأمر ليس لديهم ما يقدمونه، وبالتالي ليس لديهم ما يمنعونه عن المعارضة إذا رفضت”.

وشدد التقي أن “المعارضة السورية بحاجة إلى دعم سياسي وليس ماليا”، موضحا: “لا أميركا ولا روسيا تمكنتا حتى من انتزاع ممر آمن للسماح للمحاصرين بالخروج من أماكن القتال في سوريا”.

الائتلاف يرد على أنباء تعاون دولي مع الأسد ضد “داعش

اسطنبول، تركيا (CNN)– وصف لؤي صافي، الناطق الرسمي باسم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، الأربعاء، تصريحات فيصل المقداد، مساعد وزير الخارجية السوري حول قيام مسؤولين بأجهزة استخبارات غربية، بالالتقاء مع مسؤولين من النظام لمناقشة إمكانية التعاون الأمني مع حكومة الأسد خوفا من وصول الإرهاب إلى أوروبا، بأنها “محاولة مضحكة.”

الائتلاف المعارض: كل 12 دقيقة يقتل شخص في سوريا

ونقل تقرير نشر على الموقع الرسمي للائتلاف على لسان صافي، قوله: إن النظام “يحاول من الظهور من خلالها تضليل الرأي العام، بعد تعريته أمام المجتمع الدولي، والكشف عن وحدة القيادة بين داعش والنظام، بأنه الداعم الأول والحقيقي للإرهاب في المنطقة.”

الخارجية السورية: تصريحات اجتماع باريس “أقرب للأوهام”

وتابع صافي قائلا: “ذلك يعكس رغبة الأسد بخلط الأوراق، بغية استجداء العواطف الدولية، لفك الحصار الدولي المفروض عليه من قبل دول العالم.”

الجربا: توافق بين أصدقاء سوريا على عدم وجود مستقبل للأسد بالبلاد

وأشار صافي إلى أن “الإرهاب هو الوسيلة التي يحاول نظام الأسد استخدامها من أجل تمكين استبداده والاحتفاظ بالسلطة، دون الاكتراث بدماء السوريين التي ربما تنزف نتيجة لذلك.”

بان كي مون: نصف السكان في سوريا يحتاجون إلى مساعدات عاجلة

قال بان إن نحو 9.3 ملايين سوري يحتاجون إلى مساعدات إنسانية عاجلة

قال الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إن مؤتمر المانحين المنعقد في الكويت بشأن الأزمة الإنسانية في سوريا حصل على تعهدات بجمع مبلغ 2.4 مليارات دولار في نهاية الأربعاء علما بأن المنظمة الدولية تطالب بمبلغ 6.5 مليارات دولار للتعامل مع الأزمة المتفاقمة.

وأضاف بان أن “نصف سكان سوريا يحتاجون إلى مساعدات إنسانية عاجلة. نحو 9.3 ملايين شخص يحتاجون إلى مساعدات عاجلة”.

واضطر الكثير من السوريين إلى النزوح عن منازلهم سواء داخل سوريا أو خارجها باتجاه الدول المجاورة.

وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من مئة ألف شخص قتلوا منذ بدء الثورة في مارس/آذار 2011.

وكان بان يخاطب المشاركين في مؤتمر المانحين بالكويت بهدف جمع الموارد المالية المطلوبة للتعامل مع الأزمة الإنسانية المتفاقمة في سوريا.

وتطالب الأمم المتحدة بجمع مبلغ 6.3 ملايين دولار خلال السنة الحالية بهدف التعامل مع الأزمة الإنسانية علما بأن هذا المبلغ هو أكبر مبلغ تسعى المنظمة الدولية لجمعه للتعامل مع أزمة واحدة.

وتعاني مخيمات اللاجئين السوريين صعوبات في توفير احتياجات اللاجئين. كما تفيد بعض التقارير بأن الناس يموتون جوعا في بعض المناطق المحاصرة داخل البلد.

وتتهم منظمات حقوق الإنسان السلطات السورية بتعمد منع وصول المساعدات إلى بعض المناطق المنكوبة.

وتقول منظمة هيومان رايتس ووتش إن المانحين ينبغي أن “يعوا أن التكلفة الإنسانية للأزمة تضاعفت بشكل كبير بسبب سياسة سوريا التي تتعمد عرقلة وصول المساعدات إلى المحتاجين”.

سوريا

يقول ناشطون إن 28 شخصا ماتوا جوعا في مخيم اليرموك

ونقلت المنظمة عن بعض الناشطين قولهم إن 28 شخصا ماتوا جوعا يوم 5 نياير/كانون الثاني الحالي في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين الواقع جنوبي دمشق.

تعاون استخباراتي

ومن جهة أخرى، قال نائب وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، لبي بي سي إن ممثلي أجهزة استخبارات غربية زاروا سوريا لمناقشة سبل مكافحة الجماعات الإسلامية المتشددة التي تنشط في سوريا.

وأضاف مقداد أن هناك انقساما في الغرب بين المسؤولين الأمنيين والسياسيين الذين يصرون على رحيل الرئيس السوري بشار الأسد.

ومضى مقداد للقول إن العديد من الحكومات الغربية “أدركت أخيرا أن لا بديل عن قيادة الأسد”.

وأردف نائب وزير الخارجية السوري قائلا “العديد من البلدان اتصلت بالحكومة السورية بهدف إعادة دبلوماسييها إلى دمشق”.

وقالت وزارة الخارجية البريطانية إنها لا تعلق على القضايا الاستخباراتية.

وتقول كبيرة مراسلي بي بي سي للشؤون الدولية إن مصادر مطلعة أخبرتها بأن مسؤولين أمنيين من سوريا وبلدان غربية عقدوا اجتماعا في سوريا.

وقال الائتلاف الوطني السوري تعليقا على هذه التقارير “إذا صحت هذه التقارير، ستظهر تناقضا واضحا بين أقوال وأفعال أصدقاء سوريا”.

وأضاف الائتلاف أن المعارضة هي التي تحارب “المجموعات الإرهابية” مثل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ( داعش) والتي أصر على أنها “مرتبطة بنظام الأسد”.

BBC © 2014

هيئة التنسيق السورية تقاطع جنيف2 وتدعو لمؤتمر جامع للمعارضة

روما (15 كانون الثاني/يناير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أعلنت هيئة تنسيق قوى التغيير الديمقراطي المعارضة في سورية الاربعاء مقاطعتها لمؤتمر جنيف2 كونه “يختزل صوت المعارضة ووفدها بمن يقع في فلك الطرف الامريكي”، ودعت إلى مؤتمر وطني ديمقراطي سوري جامع لـ”إعادة مكانة المعارضة ودورها في العملية السياسية” بالبلاد

وفي بيان الأربعاء، أشارت إلى أنه “لم يتم التعامل بجدية مع أي من مطالب الهيئة والمنظمات الديمقراطية الأخرى بتوفير المناخ الإيجابي لإنجاح المؤتمر”. وانتقدت هيئة التنسيق روسيا التي “لم تبذل أي جهد يذكر من أجل قيام السلطات السورية بخطوات إيجابية نحو المجتمع السوري، وتنازلت في أول مناسبة عن التكوين الثلاثي الرأس لوفد المعارضة السورية (هيئة التنسيق الوطنية، الائتلاف الوطني، الهيئة الكردية العليا) تاركة للطرف الأمريكي مهمة اختزال صوت المعارضة ووفدها بمن يقع في فلكها”

وأضافت هيئة التنسيق “لن نقبل باستغلال الوضع المأساوي للمجتمع السوري من أجل تمرير أية حلول على حساب المشروع الوطني الديمقراطي الذي كان وراء خروج مئات الآلاف من السوريين في كل المحافظات ومن كل الفئات مطالبين بالخلاص من الفساد والاستبداد، ولن نكون طرفاً في أي توافق دولي يوظف المأساة السورية في تقاسم أدوار ولعبة أمم”، وفق البيان

وتساءلت “هل يمكن التفاوض مع سلطة لم توقف القصف العشوائي بالبراميل على المدن، وهل يمكن أن نعتبر جريمة الحرب هذه واحداً من موضوعات المساومة والضغط للوفد الحكومي”، على حد وصفها

ودعت هيئة التنسيق إلى “المبادرة لاجتماعات تشاورية مع أكبر عدد من القوى السياسية داخل وخارج سورية من أجل عقد مؤتمر وطني ديمقراطي سوري جامع يعيد للمعارضة مكانتها ودورها في العملية السياسية ويشكل قوة مدافعة عن مصالح وطموحات الشعب السوري”، على حد وصفه

مانحون يتعهدون بتقديم 2.4 مليار دولار مساعدات لسوريا

الكويت (رويترز) – تعهدت دول غربية وخليجية يوم الأربعاء بتقديم أكثر من 2.4 مليار دولار لدعم جهود الأمم المتحدة الانسانية في سوريا التي دمرها الصراع المستمر منذ ثلاث سنوات والذي ترك الملايين ما بين مشرد أو جائع أو مريض.

وجاءت التعهدات استجابة لمناشدة أطلقتها الأمم المتحدة الشهر الماضي لجمع 6.5 مليار دولار لسوريا في عام 2014 وكانت الأكبر في تاريخ المنظمة الدولية التي تقول إن الصراع أدى إلى عودة مكاسب التنمية في سوريا 35 عاما إلى الوراء حيث يعيش أكثر من نصف السكان الآن في فقر.

إلا أن المنظمة الدولية لم تتلق سوى حوالي 70 بالمئة فقط من المبالغ التي تم التعهد بتقديمها لسوريا في مؤتمر للمانحين في العام الماضي وهو ما يشير إلى سأم المانحين لعدم ظهور نهاية للعنف في الأفق.

وقالت فاليري آموس منسقة شؤون الإغاثة بالأمم المتحدة إن كل أطراف الصراع أظهروا “تجاهلا تاما لمسؤولياتهم التي تمليها عليهم القوانين الدولية لحقوق الانسان.”

وقالت آموس في المؤتمر الدولي الثاني للمانحين لدعم الوضع الانساني في سوريا الذي عقد في الكويت وشاركت به 69 دولة “الأطفال.. النساء.. الرجال محاصرون وجوعى ومرضى ويفقدون الأمل.”

وأعلن أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح تعهد بلاده بتقديم 500 مليون دولار من القطاعين الحكومي والأهلي لدعم الوضع الإنساني في سوريا.

كما أعلنت الولايات المتحدة التعهد بمبلغ 380 مليون دولار في حين تعهدت كل من قطر والمملكة العربية السعودية بستين مليون دولار.

وأعلن الاتحاد الأوروبي التبرع مبلغ 225 مليون دولار وتبرعت بريطانيا بمبلغ 165 مليون دولار.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون إن التعهدات الإجمالية تجاوزت 2.4 مليار دولار.

وكان مؤتمر مماثل للمانحين عقد في الكويت العام الماضي تعهد بتقديم 1.5 مليار دولار استخدمت في سوريا ودول مجاورة لتوفير الحصص الغذائية والأدوية ومياه الشرب وأماكن الإيواء.

وجاءت أكبر التبرعات خلال هذا المؤتمر من حكومات دول الخليج العربية التي تدعم مقاتلي المعارضة السورية الذين يحاولون الاطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.

وتجنبت الكويت إبداء الدعم لأي من طرفي الصراع وعبرت عن قلقها من الطبيعة الطائفية للصراع.

وقال بان الذي رأس المؤتمر “حتى في ظل أفضل الأوضاع فقد أدى القتال إلى تراجع سوريا لأعوام بل لعقود.”

وأضاف “أشعر بقلق لأن الجانبين يستخدمان العنف ضد النساء والبنات لتشويه وامتهان انسانية بعضهما البعض. أدعو إلى وقف فوري لهذه الانتهاكات التي تضر الأفراد وتقوض مستقبل سوريا.”

وكان بان أبدى أسفه من قبل لعدم تلقي المنظمة الدولية كل التبرعات التي جرى التعهد بها خلال المؤتمر السابق مع عدم وصول ما بين 20 و30 بالمئة من المبالغ حتى الآن.

وقال بان للمؤتمر في كلمته يوم الأربعاء إنه يأمل أن تجمع محادثات السلام المقررة في سويسرا في 22 يناير كانون الثاني الحكومة السورية مع المعارضة على مائدة المفاوضات رغم أن خصوم الأسد ما زالوا منقسمين بشدة بخصوص ما إذا كانوا سيشاركون في المحادثات.

وقال بان “أتمنى أن تطلق (المحادثات) عملية سياسية لاقامة كيان حاكم انتقالي بسلطات تنفيذية كاملة والأهم أن تنهي العنف.”

وحث قوات المعارضة على إرسال وفد موحد وقال إن منظمي المحادثات لم يتمكنوا من الاتفاق بخصوص ما إذا كانت إيران ستشارك.

وقال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة يوم الثلاثاء إنه قدم حصصا غذائية لعدد قياسي بلغ 3.8 مليون شخص في سوريا في ديسمبر كانون الأول إلا أنه لم يتمكن من الوصول إلى المدنيين في المحافظات الشرقية وبلدات محاصرة قرب العاصمة.

وأبدى البرنامج قلقه من تقارير عن سوء التغذية في مناطق محاصرة خاصة بين الأطفال ودعا إلى تسهيل عملية الوصول لهذه المناطق.

وقال متحدث باسم الأمم المتحدة يوم الأربعاء إن اطلاق نار دفع الأمم المتحدة إلى إلغاء توصيل شحنة أغذية ولقاحات لشلل الأطفال إلى منطقة محاصرة في دمشق بعد أن طالبتها الحكومة السورية بالمرور عبر طريق غير مباشر وخطير.

واتهم عمال اغاثة في سوريا السلطات بتعطيل الامدادات إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة وتهديد المنظمات بالطرد. وتلقي سوريا باللوم على هجمات مقاتلي المعارضة في تعطيل وصول امدادات الاغاثة.

ويقول برنامج الأغذية العالمي إنه بحاجة إلى جمع 35 مليون دولار أسبوعيا للوفاء بالاحتياجات الغذائية داخل سوريا وفي الدول المجاورة.

وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يوم الإثنين إن الحكومة السورية وبعض مقاتلي المعارضة قد يكونون مستعدين للسماح بمرور امدادات الاغاثة الانسانية وتنفيذ وقف لاطلاق النار واتخاذ اجراءات أخرى لبناء الثقة.

من سيلفيا وستال ووارن ستروبل

(اعداد مصطفى صالح للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)

سوريا: اجهزة استخبارات غربية تتصل بدمشق لبحث التعاون الأمني

دبي (رويترز) – قال نائب وزير الخارجية السوري فيصل مقداد في تصريحات أذيعت يوم الأربعاء إن مسؤولي أجهزة استخبارات بعض البلدان الغربية المناهضة للرئيس بشار الأسد زاروا دمشق لمناقشة التعاون الأمني مع حكومته.

وتشير هذه الخطوة ان صحت الى زيادة مخاوف الغرب بشأن المسلحين الأجانب في صفوف المعارضة.

وقال وزيرا الخارجية الامريكي والفرنسي انهما لا يعلمان شخصيا بمثل هذه الاتصالات لكنهما لم يذهبا الى حد نفي حدوثها.

وقال مقداد ان مسؤولين بأجهزة مخابرات غربية زاروا دمشق لإجراء محادثات. وأُذيعت تصريحاته بعد يوم واحد من تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال وجاء به ان جهازي المخابرات الفرنسي والاسباني أُجريا اتصالات بحكومة الاسد. ونشرت وسائل اعلام فرنسية تقارير مماثلة.

وقال مقداد في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) “لن أدخل في التفاصيل ولكن الكثيرين منهم زاروا دمشق بالفعل.”

وأي إشارة الى ان دولا غربية تجري محادثات مع حكومة الاسد يمكن ان تعقد علاقات هذه الدول مع جماعات المعارضة المدعومة من الولايات المتحدة واوروبا ومع دول الخليج التي تمول المعارضة.

وسئل وزير الخارجية الامريكية جون كيري عن ذلك فقال انه لا يعلم بمثل هذه الاتصالات.

وقال كيري للصحفيين في الكويت حيث يقوم بزيارة “لا أعلم شيئا عن هذا. بالقطع ليس تحت إشرافي.”

وفي باريس رفض وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس التعليق غير انه قال عند الالحاح عليه بالسؤال ان موقفه هو “نفس موقف” كيري.

وكانت صحيفة لوفيجارو الفرنسية ذكرت في ديسمبر كانون الاول ان مسؤولين من المديرية العامة للامن الخارجي في فرنسا ذهبوا الى دمشق لمناقشة التعاون بشأن الارهابيين. وقالت ان دمشق ردت بأنها ستفعل ذلك اذا اعادت فرنسا فتح سفارتها.

وقالت وزارة الخارجية البريطانية انها لن تعلق على أمور تخص المخابرات. ولم يتسن الحصول على تعليق من مسؤولين في المانيا أو اسبانيا.

وتساند قوى غربية المعارضة السورية قولا لكنها لم تقدم لها مساعدات مادية مع استغلال جماعات مرتبطة بتنظيم القاعدة لفراغ السلطة في المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة.

وفي سبتمبر ايلول تخلت الولايات المتحدة عن خطط لتوجيه ضربات صاروخية لسوريا لمعاقبتها على استخدام اسلحة كيماوية لتنهي بذلك تكهنات استمرت اكثر من عامين بأن الغرب قد يتدخل في مواجهة الاسد مثلما فعل مع الزعيم الليبي معمر القذافي في 2011.

وبموجب اتفاق توسطت فيه روسيا وافق الاسد في المقابل على التخلي عن أسلحته الكيماوية وهو تحرك يتطلب تنفيذه قدرا من التعاون مع الدول الغربية.

وتشعر البلدان الغربية بالقلق لوجود جهاديين إسلاميين أجانب في صفوف مقاتلي المعارضة سافروا الى سوريا للانضمام إلى القتال المستمر منذ قرابة ثلاثة أعوام للإطاحة بالأسد.

وقال مقداد “بصراحة لقد تغيرت الروح… تلقينا طلبات من عدة دول لتنسيق التدابير الامنية” مضيفا انه حين تسعى هذه البلدان لتعاون أمني مع سوريا فإن هذا علامة فيما يبدو على شقاق بين القيادات السياسية والأمنية.

ويقول الاسد دائما ان الانتفاضة ضده يديرها ارهابيون وان الدعم الغربي للمعارضة يضر بمصالح الدول الغربية نفسها.

وذكرت الوكالة العربية السورية للانباء (سانا) يوم الأربعاء انه “حذر من ان خطر الفكر الوهابي بات تهديدا للعالم بأسره وليس دول المنطقة فحسب.”

وكان الاسد يتحدث مع محمد جواد ظريف وزير خارجية ايران الحليف الرئيسي لبلاده.

وقالت وول ستريت جورنال يوم الثلاثاء نقلا عن دبلوماسيين ومسؤولين على معرفة بالوضع ان جهازي المخابرات الفرنسي والاسباني يجريان محادثات مع مسؤولين حكوميين في دمشق منذ نوفمبر تشرين الثاني وانهم توجهوا الى سوريا قادمين من بيروت.

ويقول مسؤولون بريطانيون وفرنسيون ان مئات من أبناء البلدين يقاتلون في سوريا الى جانب المعارضة.

ويأتي مصدر القلق الاساسي من الدولة الاسلامية في العراق والشام المرتبطة بالقاعدة والتي يقودها اجانب اكتسبوا خبرة من الحروب في العراق والشيشان وليبيا.

(إعداد علي خفاجي للنشرة العربية – تحرير أمل أبو السعود)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى