أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأربعاء 16 تشرين الثاني 2016

 

الأسطول الروسي يدشن حملة مدمرة في سورية

لندن، نيويورك، بيروت، موسكو، حلب – «الحياة»، رويترز، أ ف ب

استعرض الجيش الروسي براً وجواً وبحراً قوته في سورية ودشن حملة مدمرة مع بدء قصف مكثف لإدلب وحمص بالتزامن مع استئناف المروحيات السورية إلقاء «البراميل المتفجرة» على شرق حلب وتدمير مستشفيات ومراكز مدنية في المدينة وريفها، في وقت تبنت اللجنة الثالثة للجمعية العامة للأمم المتحدة مساء أمس، قراراً حول حقوق الإنسان في سورية قدمته السعودية و60 دولة عربية وأجنبية. واستبق السفير السعودي عبدالله المعلمي الحملة التقليدية التي يشنها السفير السوري بشار الجعفري، قائلاً إن «على الجعفري الكف عن تبرير جرائم حكومته»، داعياً الأسرة الدولية إلى عدم تجاهل «المذبحة» التي تتسم بـ «التطهير العرقي» في حلب ومدن سورية أخرى.

وتعد هذه الغارات الأولى في سورية منذ فوز الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، الذي لمح أخيراً إلى إمكان التعاون مع روسيا في الشأن السوري. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الضربات الصاروخية لم تستهدف حلب، في وقت أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن الغارات على حلب تعد «استئنافاً للعملية العسكرية ضد الأحياء الواقعة تحت سيطرة فصائل معارضة في شرق حلب». ونفذت القوات النظامية «غارات وقصفاً بالبراميل المتفجرة على عدد من الأحياء الشرقية للمرة الأولى منذ 18 تشرين الأول (أكتوبر)»، تاريخ تعليق موسكو ضرباتها الجوية قبل يومين من هدنة أعلنتها من جانب واحد للسماح بخروج مدنيين ومسلحين من الأحياء الشرقية المحاصرة.

وتزامن بدء القصف الجوي الكثيف على شرق حلب مع إعلان روسيا تنفيذ أولى الغارات من حاملة الطائرات الأميرال كوزنتسوف التي وصلت الأسبوع الماضي إلى قبالة السواحل السورية تعزيزاً للانتشار العسكري الروسي في سورية. وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو خلال اجتماع مع الرئيس فلاديمير بوتين وقيادة الأركان: «للمرة الأولى في تاريخ الأسطول، تشارك حاملة الطائرات الأميرال كوزنتسوف في عمليات مسلحة» بعدما انطلقت طائرات سوخوي- 33 من على متنها.

وحاملة الطائرات التي توجد قاعدتها في سيفيرمورسك على بحر بارنتس، هي الوحيدة ضمن الأسطول الروسي التي تنقل على متنها مقاتلات «سوخوي- 33» و «ميغ – 29 كي آر» و «ميغ 29- كي يو بي آر» ومروحيات «كا – 52 كي».

وأضاف شويغو أن الجيش الروسي بدأ عملية واسعة النطاق تهدف إلى ضرب مواقع تنظيم «داعش» و «جبهة فتح الشام» (النصرة سابقاً قبل فك ارتباطها بتنظيم القاعدة) في محافظتي إدلب وحمص. وتشارك في العملية الفرقاطة الروسية «الأميرال غريغوروفيتش» التي أطلقت صواريخ عابرة من نوع «كاليبر». وبث موقع «روسيا اليوم» فيديو أظهر استخدام قاعدة صواريخ في الساحل السوري في قصف إدلب وحمص.

ووفق «المرصد»، تعرضت مناطق في ريف حلب الجنوبي وأخرى في ريف حلب الغربي صباح الثلثاء «لقصف من صواريخ أطلقت من البوارج الروسية» في البحر المتوسط. وتضررت ثلاثة مستشفيات في ريف حلب الغربي خلال الساعات الـ24 الأخيرة جراء الغارات. وأفاد «المرصد» ومراسل لـ «فرانس برس» بشن غارات كثيفة استهدفت مناطق عدة أبرزها معرة النعمان وسراقب وأريحا وجسر الشغور. ورجح أن تكون الغارات روسية، نظراً إلى قوتها. وأفاد نشطاء بتدمير مستشفيات ومراكز مدنية، وتم توجيه نداءات لتشكيل فرق طوعية للإنقاذ.

وتحدث «المرصد» عن اشتباكات عنيفة تدور بين «داعش» وفصائل مقاتلة وإسلامية ضمن «درع الفرات» والمدعّمة بقوات وطائرات تركية في ريف مدينة الباب «حيث تمكنت الفصائل من السيطرة على 4 قرى هي حزوان ووقاح وكفيرا وبيشن جرن»، في وقت قال «المرصد» إن معارك عنيفة تدور بين «داعش» و «قوات سورية الديموقراطية» الكردية- العربية شمال غربي الرقة، مشيراً إلى أن طائرات التحالف قدّمت دعماً لـ «سورية الديموقراطية» وساعدتها في السيطرة خلال الـ24 ساعة على نحو 10 مزارع وقرى ومواقع.

في نيويورك، تبنت اللجنة الثالثة للجمعية العامة للأمم المتحدة مساء أمس بغالبية 116 صوتاً قراراً تناول حقوق الإنسان في سورية يدين تصرفات الحكومة السورية وجماعات متطرفة أخرى تنشط في سورية، مثل الميليشيات المدعومة من إيران وتنظيم «داعش» و «جبهة النصرة»، وطالب بإجراءات منها المحاسبة على جرائم حرب. ودان القرار «التصعيد الأخير للهجمات ضد المدنيين في حلب» و «الهجمات العشوائية… بما في ذلك استخدام البراميل المتفجرة في مناطق مدنية». وطالب بـ «مساءلة الأشخاص المسؤولين عن استخدام الأسلحة الكيماوية»، مشيراً إلى أن المحققين الدوليين أكدوا مسؤولية الحكومة السورية عن 3 هجمات على الأقل وتنظيم «داعش» عن هجوم واحد بهذا النوع من الأسلحة.

ودان أيضاً «أعمال التشريد القسري» وما ينشأ عنها من آثار مخيفة على ديموغرافية سورية، مطالباً الأطراف المعنية بالكف عن كل النشاطات التي تدخل في هذا الإطار والتي يمكن أن تشكل جرائم ضد الإنسانية. وصوت ضد القرار 15 دولة وامتنعت 49 دولة عن التصويت بينها لبنان الذي اعترض على ذكر «حزب الله» بسبب تمثيله في الحكومة والبرلمان.

 

استمرار قصف شمال سورية والمساعدات في حلب إلى نفاد

أنقرة، إسطنبول، بيروت، حلب – رويترز، أ ف ب

استهدفت غارات روسية وسورية كثيفة اليوم (الأربعاء) محافظة ادلب في شمال غربي سورية والأحياء الشرقية المحاصرة في مدينة حلب (شمال)، حيث شارفت المساعدات الإنسانية القليلة المتبقية على النفاد في ظل حصار مستمر منذ أربعة اشهر.

واستأنفت قوات النظام السوري أمس بعد توقف لحوالى شهر، قصفها الجوي للأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة في مدينة حلب، تزامناً مع إعلان روسيا عن حملة واسعة النطاق في محافظتي ادلب وحمص (وسط)، ومع تنفيذ اولى الغارات من طائرات انطلقت من حاملة الطائرات اميرال «كوزنتسوف».

وأكد مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن أن «الطائرات الحربية الروسية تستهدف منذ ليل الثلثاء – الأربعاء مناطق عدة في محافظة ادلب، في وقت تواصل قوات النظام قصفها الجوي والمدفعي للاحياء الشرقية في مدينة حلب».

وارتفعت حصيلة قتلى القصف على الأحياء الشرقية اليوم الى «19 مدنيا بينهم خمسة اطفال». وبلغت بالنتيجة حصيلة قتلى القصف منذ استئنافه الثلثاء «27 مدنيا بينهم عشرة اطفال».

وردت الفصائل المعارضة الاربعاء باطلاق القذائف على الأحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام في المدينة.

ويأتي تجدد القصف الجوي على حلب بعد أيام على استعادة قوات النظام كافة المناطق التي خسرتها عند اطراف حلب الغربية، بعد اسبوعين على هجوم شنته الفصائل المعارضة والاسلامية بهدف فك حصار مستمر منذ اربعة اشهر على الاحياء الشرقية، حيث يعيش اكثر من 250 الف شخص في ظروف مأساوية.

وأكد «برنامج الغذاء العالمي» انه قام بآخر عملية توزيع مساعدات في الاحياء الشرقية الأحد. وكانت الأمم المتحدة أعلنت الخميس أن الحصص الغذائية المتبقية في شرق حلب ستنفذ الأسبوع الجاري.

ووزعت منظمة اغاثية في مدينة حلب أمس آخر المساعدات المتوافرة لديها لسكان الأحياء الشرقية.

في محافظة ادلب، افاد «المرصد السوري» بأن القصف الجوي طاول مناطق عدة بينها مدينتا جسر الشغور وخان شيخون، وأسفر كذلك مساء الثلثاء عن مقتل «ستة اشخاص على الاقل، بينهم طفلة» في قرية كفرجالس في ريف ادلب الشمالي.

وقال مدير مركز الدفاع المدني في محافظة ادلب يحيى عرجة «استهدف القصف المدنيين الآمنين في بيوتهم في قرية كفر جالس، وهناك دمار هائل في البيوت».

واستهدفت الغارات الجوية الروسية كذلك مناطق تواجد تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) في ريف حمص الشرقي.

في غضون ذلك، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم إن مقاتلي المعارضة المدعومين من أنقرة يقفون على مسافة كيلومترين فقط من مدينة الباب شمال سورية، وإن من المتوقع أن ينتزعوا السيطرة عليها من تنظيم «الدولة الإسلامية» سريعاً على رغم المقاومة.

وقال مقاتلو المعارضة أمس إنهم سيطروا على قباسين على بعد كيلومترات عدة من الباب تمهيداً لحملة على آخر معقل حضري لـ «داعش» في ريف حلب الشمالي. وتسعى الفصائل التي يهيمن عليها الأكراد أيضاً إلى السيطرة على الباب.

إلى ذلك، قالت «وحدات حماية الشعب» الكردية في بيان إنها ستسحب قواتها من مدينة منبج وتنسحب شرقي نهر الفرات من أجل المشاركة في حملة تحرير مدينة الرقة.

ووصف المبعوث الأميركي الخاص بريت مكجيرك هذه الخطوة بأنها «حدث مهم» قائلاً على حسابه على «تويتر» إن كل «وحدات حماية الشعب» ستغادر منبج بعد تدريب الوحدات المحلية على الحفاظ على الأمن في مواجهة «داعش».

 

روسيا تقصف من المتوسط إدلب وحمص … و «براميل» على شرق حلب

لندن، بيروت، موسكو، حلب – «الحياة»، رويترز، أ ف ب

استأنفت قوات النظام السوري بعد توقف لنحو شهر، ضرباتها الجوية على الأحياء الشرقية المحاصرة في مدينة حلب، تزامناً مع تنفيذ طائرات روسية أولى طلعاتها فوق سورية انطلاقاً من حاملة الطائرات أميرال كوزنتسوف. وتنذر هذه الغارات بجولة جديدة من التصعيد العسكري في حلب التي تشكل جبهة النزاع الأبرز في سورية، وذلك بعد فشل محاولات عدة لإرساء هدنة بين طرفي النزاع.

وذكرت وكالة إنترفاكس للأنباء أن وزارة الدفاع الروسية قالت إن الضربات الصاروخية الروسية لم تستهدف مدينة حلب السورية الثلثاء. وأضافت الوكالة أن الوزارة قالت أيضاً إن الطائرات الروسية والسورية لم تقصف حلب على مدى الثمانية والعشرين يوماً الماضية.

وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن لوكالة «فرانس برس» إن الغارات تعد «استئنافاً للعملية العسكرية ضد الأحياء الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة في شرق حلب».

ونفذت قوات النظام الثلثاء «غارات وقصفاً بالبراميل المتفجرة على عدد من الأحياء الشرقية للمرة الأولى منذ 18 تشرين الأول (أكتوبر)»، تاريخ تعليق موسكو ضرباتها الجوية على شرق حلب قبل يومين من هدنة أعلنتها من جانب واحد للسماح بخروج مدنيين ومقاتلين من الأحياء الشرقية المحاصرة من قوات النظام.

وأحصى «المرصد» مقتل خمسة أشخاص على الأقل جراء هذه الغارات بالإضافة إلى عدد كبير من الجرحى. وأفاد مراسل لـ «فرانس برس» في شرق حلب بأن الطيران الحربي استهدف بشكل خاص أحياء مساكن هنانو والصاخور والفردوس بالبراميل المتفجرة والقنابل المظلية.

وقال إنه شاهد عدداً من الجرحى ينقلون من حي الصاخور داخل سيارة إسعاف إلى المستشفى. وذكر أنه للمرة الأولى ألقت طائرات حربية بالونات حرارية خشية استهدافها بصواريخ مضادة للطيران من الفصائل.

وحذر الجيش النظامي السوري في اليومين الأخيرين من هجوم وشيك عبر رسائل نصية قصيرة وجهها إلى سكان الأحياء الشرقية وأمهل فيها مقاتلي المعارضة 24 ساعة للخروج من حلب أو تسليم أنفسهم قبل «هجوم استراتيجي مقرر» ستستخدم فيه «أسلحة الدقة العالية».

وشن الجيش السوري في 22 أيلول (سبتمبر) هجوماً للسيطرة على الأحياء الشرقية بدعم جوي روسي، وحصل تقدم ثم تقدم مضاد من الفصائل، لتعود المواقع إلى ما كانت عليه قبل الهجوم. وحاولت الفصائل تكراراً كسر الحصار المفروض منذ حوالى أربعة أشهر على الأحياء الشرقية حيث يعيش أكثر من 250 ألف شخص في ظل ظروف مأسوية، مع تعذر إدخال أي نوع من المساعدات إليها منذ تموز (يوليو).

وأعلنت الأمم المتحدة الخميس أن الحصص الغذائية المتبقية في شرق حلب ستنفذ الأسبوع الحالي.

وتزامن بدء القصف الجوي الكثيف على شرق حلب مع إعلان روسيا تنفيذ أولى الغارات من حاملة الطائرات أميرال كوزنتسوف التي وصلت الأسبوع الماضي إلى قبالة السواحل السورية تعزيزاً للانتشار العسكري الروسي في سورية. وتشن موسكو ضربات جوية في سوريا منذ أيلول 2015 دعماً لنظام الرئيس بشار الأسد.

وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو الثلثاء خلال اجتماع مع الرئيس فلاديمير بوتين وقيادة الأركان: «لأول مرة في تاريخ الأسطول الروسي، شاركت حاملة الطائرات أميرال كوزنتسوف في عمليات مسلحة» بعدما انطلقت طائرات سوخوي-33 من على متنها.

وحاملة الطائرات التي توجد قاعدتها في سيفيرمورسك على بحر بارنتــــــس، هي الوحـــــيدة ضمن الأسطول الروسي التي تنقل على متنها مقاتلات سوخوي-33 و «مــــيغ-29 كي آر» و «ميغ 29- كي يو بي آر» وكذلك مروحيات «كا-52 كي».

وأضاف شويغو أن الجيش الروسي بدأ عملية واسعة النطاق تهدف إلى ضرب مواقع تنظيم «داعش» و «جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة سابقاً قبل فك ارتباطها بتنظيم القاعدة) في محافظتي إدلب (شمال غرب) وحمص (وسط).

وتشارك في العملية الفرقاطة الروسية «أميرال غريغوروفيتش» التي أطلقت صواريخ عابرة من نوع «كاليبر». وتعد هذه الغارات الأولى في سورية منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي ألمح مؤخراً إلى إمكان التعاون مع روسيا حول سورية.

ووفق «المرصد»، تعرضت مناطق في ريف حلب الجنوبي وأخرى في ريف حلب الغربي صباح الثلثاء «لقصف من صواريخ أطلقت من البوارج الروسية» في البحر المتوسط. وتضررت ثلاثة مستشفيات في ريف حلب الغربي خلال الساعات الـ24 الأخيرة جراء غارات جوية.

في محافظة إدلب، أفاد «المرصد» ومراسل لـ «فرانس برس» بشن غارات كثيفة استهدفت مناطق عدة أبرزها معرة النعمان وسراقب وأريحا وجسر الشغور. ورجح عبد الرحمن أن تكون الغارات روسية، نظراً لقوتها.

ويسيطر «جيش الفتح» الذي يضم تحالف فصائل إسلامية على رأسها «جبهة فتح الشام» على كامل محافظة إدلب منذ صيف 2015.

وكانت الفصائل المعارضة في حلب حذرت الإثنين من هجوم روسي سوري وشيك على حلب وإدلب.

وأبدى ياسر اليوسف، عضو المكتب السياسي في حركة نور الدين الزنكي، أبرز فصائل حلب، خشيته من ارتكاب «سلاح الجو الروسي ومعه النظام مجازر وجرائم ضد الإنسانية في شمال سورية وتحديداً في حلب وإدلب من خلال استخدام ذخائر محرمة دولياً من الجو والبحر».

واتهم «روسيا والنظام بإفشال مساعي الأمم المتحدة والجهود الدولية كافة الرامية إلى الحد من العنف وإلى حماية المدنيين وإيصال المساعدات إلى المناطق المحاصرة كافة».

وقال المبعوث البريطاني إلى سورية غاريث بايلي على موقع «تويتر»، إن قصف شمال سورية العشوائي من روسيا والنظام السوري يجب أن يتوقف وأن إلقاء «البراميل» على شرق حلب «أمر دنيء».

 

روسيا بدأت عملية واسعة في سوريا وتحذير دولي من انتصار الأسد

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ب، “الغارديان”)

بعد توقف شهر تقريباً، جددت قوات النظام السوري أمس غاراتها على الاحياء الشرقية المحاصرة في مدينة حلب، تزامناً مع تنفيذ طائرات روسية أولى طلعاتها فوق سوريا انطلاقاً من حاملة الطائرات “أميرال كوزنيتسوف”. وتنذر هذه الغارات بجولة جديدة من التصعيد العسكري في حلب التي تشكل جبهة النزاع الابرز في سوريا، وذلك بعد فشل محاولات عدة لارساء هدنة بين طرفي النزاع، فيما حذر المبعوث الخاص للأمم المتحدة الى سوريا ستافان دوميستورا من ان انتصاراً عسكرياً كاملاً لنظام الرئيس بشار الاسد بدل التفاوض على اتفاق سلام سيترك سوريا وأوروبا عرضة لارهاب سني متصاعد، وكذلك الأمر بالنسبة الى العراق.

وقال المبعوث الدولي لصحيفة “الغارديان” البريطانية قبل اجتماعات مع مسؤولين في وزارة الخارجية البريطانية إنه من المستبعد أن يغطي البنك الدولي والاتحاد الاوروبي الكلفة الضخمة لاعادة اعمار سوريا إذا فرضت تسوية بناء على شروط الاسد.

وحذر من أن التركيز فقط على نصر عسكري سيؤدي الى نصر مكلف تتبعه حرب عصابات طويلة ومؤلمة جداً تستمر فيها معاناة السوريين. وأضاف: “في غضون ثلاثة أشهر سيكون هناك مزيد من الاشخاص الذين ينضمون الى داعش. لن نتمكن من كسبهم الى جانبنا الا إذا أمكن التوصل الى حل سياسي”.

الى ذلك، رأى أن سعي الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب الى العمل مع روسيا لهزيمة “داعش” في سوريا صائب، لكنه حضه على المساعدة في الدفع نحو إصلاحات سياسية لمنع الجماعة المتشددة من تجنيد مزيد من المقاتلين.

وأوضح أنه “بكلمات أخرى نوع من الانتقال السياسي في سوريا، وإلا فإن عدداً كبيراً من الأشخاص الآخرين غير الراضين في سوريا قد ينضمون إلى داعش في حين أنهم يقاتلونها الآن”.

 

قصف حلب

ميدانياً، شنّت قوات النظام غارات على عدد من الاحياء الشرقية وقصفتها بالبراميل المتفجرة للمرة الاولى منذ 18 تشرين الاول، تاريخ تعليق موسكو غاراتها الجوية على شرق حلب قبل يومين من هدنة اعلنتها من جانب واحد للسماح بخروج مدنيين ومقاتلين من الاحياء الشرقية التي تحاصرها قوات النظام.

وأحصى “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له مقتل خمسة أشخاص على الاقل جراء هذه الغارت بالاضافة الى عدد كبير من الجرحى.

وافاد مراسل “وكالة الصحافة الفرنسية” في شرق حلب أن الطيران الحربي استهدف خصوصاً احياء مساكن هنانو والصاخور والفردوس بالبراميل المتفجرة والقنابل المظلية. وقال إنه شاهد عدداً من الجرحى ينقلون من حي الصاخور داخل سيارة اسعاف الى المستشفى. وأكد أنها المرة الاولى تلقي طائرات حربية بالونات حرارية خشية استهدافها بصواريخ مضادة للطائرات من الفصائل.

وصرح مدير المرصد رامي عبد الرحمن بان هذه الغارات السورية تعد “استئنافا للعملية العسكرية ضد الاحياء الخاضعة لسيطرة الفصائل المعارضة في شرق حلب”.

وفي اليومين الاخيرين، حذر الجيش السوري من هجوم وشيك عبر رسائل نصية قصيرة وجهها الى سكان الاحياء الشرقية وأمهل فيها مقاتلي المعارضة 24 ساعة للخروج من حلب أو تسليم أنفسهم قبل “هجوم استراتيجي مقرر” ستستخدم فيه “أسلحة الدقة العالية”.

 

روسيا

وتزامنت معاودة الغارات الجوية الكثيقة على شرق حلب مع اعلان روسيا تنفيذ أولى الغارات من حاملة الطائرات “اميرال كوزنيتسوف” التي وصلت الاسبوع الماضي الى السواحل السورية تعزيزا للانتشار العسكري الروسي في سوريا.

وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو خلال اجتماع مع الرئيس فلاديمير بوتين وقيادة الاركان: “للمرة الأولى في تاريخ الاسطول الروسي، شاركت حاملة الطائرات “اميرال كوزنيتسوف” في عمليات مسلحة”، بعدما انطلقت طائرات “سوخوي-33” عن متنها.

وحاملة الطائرات التي قاعدتها في سيفيرمورسك على بحر بارنتس، هي الوحيدة ضمن الاسطول الروسي التي تحمل مقاتلات “سوخوي-33″ و”ميغ-29 كي ار” و”ميغ 29- كي يو بي ار” وكذلك مروحيات “كا-52 كي”.

وكشف شويغو ان الجيش الروسي بدأ عملية واسعة النطاق تهدف الى ضرب مواقع تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) وجبهة “فتح الشام” (“جبهة النصرة” سابقاً) في محافظتي ادلب بشمال غرب سوريا وحمص بوسطها.

وتشارك في العملية الفرقاطة الروسية “اميرال غريغوروفيتش” التي اطلقت صواريخ عابرة من نوع “كاليبر”. وتعد هذه الغارات الاولى في سوريا منذ فوز الرئيس الاميركي دونالد ترامب الذي لمح حديثاً الى امكان التعاون مع روسيا في موضوع سوريا.

وأشار المرصد الى تعرض مناطق في ريف حلب الجنوبي واخرى في ريف حلب الغربي “لقصف بصواريخ أطلقت من البوارج الروسية” في البحر المتوسط.

وتضررت ثلاثة مستشفيات في ريف حلب الغربي خلال الساعات الـ24 الاخيرة جراء غارات جوية.

وفي محافظة ادلب، تحدث المرصد عن غارات كثيفة استهدفت مناطق عدة أبرزها معرة النعمان وسراقب واريحا وجسر الشغور. ورجح عبد الرحمن ان تكون الغارات روسية نظراً الى قوتها.

 

عودة جزئية لـ«عاصفة السوخوي».. ومعركة حلب مؤجلة؟

علاء حلبي

بدأت روسيا المعركة التي كانت تتحضر لها في سوريا، قصفٌ بأسلحة لم يحدث أن استُخدمت في السابق وتصعيدٌ متواتر على جبهات عدة أعاد إلى الأذهان «عاصفة السوخوي»، العملية التي رافقها فتح عشر جبهات في آن واحد العام الماضي، وأدت حينها لاستعادة الجيش السوري السيطرة على عدد من المناطق التي كانت بقبضة المسلحين، منها ريف اللاذقية، كما تم خلالها فرض الطوق على حلب، وجرى تأمين محيط دمشق.

في «العاصفة» الجديدة، زجّت موسكو أسلحة نوعية وثقيلة، مقرونة بتغطية إعلامية مكثفة، تضاف إليها منظومات دفاعية لتحصين الوجود الروسي وحمايته، خالقة بذلك مزيجاً مناسباً لمعركة يُراد لها أن تكون «حاسمة».

حاملة الطائرات «اميرال كوزنيتسوف»، التي وصلت الأسبوع الماضي إلى قبالة السواحل السورية، شاركت، أمس، للمرة الأولى في تاريخها بالعمليات العسكرية، وانطلقت من على متنها طائرات «سوخوي ـ 33» باتجاه الاراضي السورية، وهو أمر قد يُعبِّر عن مدى أهمية المعركة القائمة، خاصة أن «كوزنيتسوف» هي الوحيدة من نوعها ضمن الأسطول الروسي التي تحمل على متنها مقاتلات «سوخوي ـ 33» و«ميغ ـ 29 كي ار» و«ميغ 29 ـ كي يو بي ار»، ومروحيات «كا ـ 52 كي».

وبالإضافة إلى حاملة الطائرات، شاركت أيضاً في العملية العسكرية الفرقاطة الروسية «أميرال غريغوروفيتش»، وقد استهدفت مواقع المسلحين بصواريخ «كاليبر» بعيدة المدى.

إلى ذلك، عززت روسيا تحصين قواتها بعدد من منظومات الدفاع الجوي، أبرزها منظومة «إس ـ 400» وسبع منصات «إس ـ 300» لتغطية الأجواء والمياه الإقليمية السورية وصولاً إلى قبرص، وذلك بحسب وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، الذي أوضح أن «روسيا نشرت هناك أيضا منظومات باستيون الساحلية، التي باتت تحمي الساحل السوري برمّته تقريبا، وهي قادرة على ضرب أهداف على بعد 217 ميلاً في البحر، و450 كيلومتراً على اليابسة».

بموازاة إطلاق العملية العسكرية «الكبيرة»، شددت موسكو أكثر من مرة على أن هذه العملية لن تشمل حلب، حيث من المخطط لها أن تطال إدلب وحمص (معاقل «جبهة النصرة» وتنظيم «داعش»).

وقال شويغو خلال اجتماع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، «إن الضربات الروسية تستهدف بالدرجة الأولى تدمير الإنتاج الصناعي للمواد السامة التي عمد الإرهابيون إلى استخدامها» ضد جنود الجيش السوري والمدنيين.

وفيما تعهد الوزير الروسي بمواصلة الغارات لتدمير ذلك المخزون، أوضح أن «الحديث يدور عن مصانع لا عن ورش.. إنها مصانع فعلاً مخصصة لإنتاج أنواع مختلفة من أسلحة خطيرة للدمار الشامل»، مشيراً إلى أن «الأهداف الرئيسية التي يتم ضربها عبارة عن مخازن ذخيرة وأماكن تمركز ومعسكرات تدريب للإرهابيين، ومصانع لإنتاج أنواع مختلفة من أسلحة الدمار الشامل».

«بنك الأهداف» الذي ضربته موسكو خلال الساعات الأولى من بدء العملية العسكرية في سوريا، تركز تركيزا كبيرا في ريفي حلب الغربي والجنوبي بالإضافة إلى إدلب، حيث طال القصف مواقع فصائل «جيش الفتح» في خان العسل والراشدين قرب حلب وفي سراقب وعدة مواقع أخرى في ريف إدلب.

المحلل السياسي السوري محمد العمري رأى خلال حديثه إلى «السفير» أن الغاية الأساسية من الحملة الروسية الجديدة تتمثل بتدمير الخزان البشري للفصائل الإرهابية، بالإضافة إلى استهداف مخازن الأسلحة وضرب خطوط التواصل بين الفصائل لتدمير بنيتها التحتية والحد من قدرتها في المرحلة الأولى، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن «مجريات الميدان العسكري مقرونة بميدان السياسة بقوة، الأمر الذي يترك الباب مفتوحاً على مصراعيه لتقدم القوات الراجلة على محاور القتال في ريفي حمص وإدلب».

مصدر عسكري سوري أكد لـ «السفير» أن التحضيرات قائمة لفتح جبهات تستهدف مواقع تنظيم «داعش» في محيط حقل الشاعر النفطي وفي محيط مدينة تدمر وحمص، بالإضافة إلى زيادة الضغط على مواقع الفصائل المسلحة في ريف حمص الشمالي.

 

حلب: تأمين الحصار.. والانتظار

في وقت أشعلت فيه القاذفات الروسية جبهة حلب الغربية في استكمال للمشهد الذي بات مرسوماً في المدينة منذ أكثر من أسبوع، تعيش الأحياء الشرقية المحاصرة هدوءاً لم يخرقه سوى صوت قصف متقطع نفذه الجيش السوري على عدة مواقع في أقصى شمال شرق المدينة، حيث استهدف عدة مخازن للأسلحة ومواقع استخدمت لإطلاق قذائف على مراكزه، وفق تأكيد مصدر ميداني تحدث إلى «السفير».

وعلى الرغم من قرار موسكو بتحمية ميادين القتال في إدلب وحمص، إلا أنها استثنت أحياء حلب الشرقية، وهو أمر وضعه مصدر عسكري في سياق الاستراتيجية ذاتها المتبعة في حلب، موضحاً أنه «لا جدوى من فتح معارك تستهدف الأحياء الشرقية المحاصرة بإحكام، والتي ستسقط مع مرور الوقت، المطلوب في الوقت الحالي استهداف المسلحين في معاقلهم وهو ما تقوم به روسيا».

إضافة إلى ذلك، يرى المصدر أن الإبقاء على استثناء أحياء حلب الشرقية من دائرة الاستهداف هو أمر يبقي التواصل السياسي بين الأطراف الدولية مفتوحاً، وذلك في سبيل المحافظة على المسار السياسي الموازي للعمل العسكري، وهو أمر يفهمه القادة العسكريون في الميدان جيدا.

ويبدو أن الحصار المحكم على أحياء حلب الشرقية بدأ يعطي منافعه، حيث ترتفع نبرة الغضب الشعبي ضد الوجود المسلح في المدينة. وذكر مصدر أهلي أن مجموعة كبيرة من المواطنين الغاضبين هاجموا مستودعاً غذائياً في منطقة بستان القصر الخاضعة لسيطرة الفصائل المسلحة، متهمين الفصائل بالتحكم والإتجار بلقمة عيشهم، كما رفعوا شعارات تطالب المقاتلين بالخروج من تلك الأحياء وإنهاء الأعمال المسلحة بداخلها.

وفي العموم، لم تتضح بعد معالم المشهد الجديد الذي ترسمه موسكو في الحرب السورية، خاصة لناحية استخدام أسلحة ثقيلة غير تقليدية مع الإبقاء على برودة جبهات تستلزم اللجوء إلى أسلحة كهذه، وهو أمر قد يبرره الإبقاء على خط التفاوض السياسي مفتوحاً أمام تفاهمات مستقبلية لربما كانت موسكو تتوقع إتمامها مع الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة دونالد ترامب الذي تحادث مع الرئيس فلاديمير بوتين قبل ساعات من بدء الضربات الجديدة.

 

نعيم قاسم بعد عرض عسكري في القصير السورية: حزب الله “أكبر من مقاومة وأقل من جيش

بيروت- أ ف ب- اعلن نائب الامين العام لحزب الله اللبناني الشيخ نعيم قاسم ان الحزب الذي يشارك في النزاع في سوريا المجاورة بات “اكبر من مقاومة”، وذلك بعد ثلاثة أيام على تداول صور عن عرض عسكري ضخم أقامه الحزب في مدينة القصير السورية.

 

وأثارت هذه الصور انتقادات واسعة في اوساط معارضي حزب الله في لبنان، كما دفعت وزارة الخارجية الامريكية إلى التعبير عن قلقها بعد تداول معلومات عن ظهور آليات أمريكية الصنع خلال العرض العسكري.

 

وقال قاسم خلال لقاء في مركز اسلامي، وفق ما نقلت صحيفة السفير اللبنانية الاربعاء، “أصبح لدينا جيش مدرب ولم تعد المقاومة تعتمد على أسلوب حرب العصابات”.

 

الا ان مكتب العلاقات الاعلامية في حزب الله أوضح في وقت لاحق لوكالة فرانس برس أن قاسم قال إن حزب الله “بات أكبر من مقاومة وأقل من جيش” وليس “جيشا مدربا”.

 

وجاءت مواقف قاسم بعد يومين على تداول مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل إعلام محلية صوراً تظهر عشرات المدرعات والدبابات والسيارات المزودة براجمات صواريخ، رفعت عليها رايات حزب الله الصفراء اللون، وقيل انها في منطقة القصير السورية القريبة من الحدود اللبنانية.

 

واوضح قاسم، وفق التصريحات الني نقلتها الصحيفة واكدتها العلاقات الاعلامية للحزب، “أصبحنا أكثر تسلحاً وتدريباً وامتلكنا خبرات متطورة. كل ذلك من أجل حماية لبنان”.

 

وقال “العرض العسكري في القصير هو رسالة واضحة وصريحة للجميع ولا تحتاج لتوضيحات وتفسيرات، لأن أي تفسير سيؤدي إلى إنهاء دلالاتها، وعلى كل جهة أن تقرأها كما هي”.

 

وشدد على ان “التنسيق بيننا وبين القيادة السورية عال جدا والاستعراض العسكري جزء من الممارسة الميدانية”، مؤكدا “نحن موجودون في سوريا ولا نحتاج لتفسير أو تبرير”.

 

وبدأ حزب الله تدخله العلني في سوريا في العام 2013 في مدينة القصير حيث خاض الى جانب الجيش السوري معارك ضارية انتهت بطرد الفصائل المقاتلة من المدينة في حزيران/ يونيو من العام ذاته.

 

ومنذ ذلك الحين، ارسل آلاف المقاتلين الى سوريا وفقد المئات منهم خلال المعارك بينهم قياديون كبار.

 

ويجمع محللون على أن تدخل حزب الله في سوريا ساهم في ترجيح كفة القتال لصالح قوات النظام، في وقت يتهم خصوم الحزب المحليون الحزب بأنه يعرض لبنان المنقسم على خلفية النزاع السوري للخطر.

 

ويمتلك حزب الله الذي تصنفه الولايات المتحدة “ارهابيا”، ترسانة ضخمة من السلاح ويعد قوة سياسية رئيسية في لبنان داعمة للنظام السوري.

 

وجاء استعراض القوى بعد نحو اسبوعين على تعهد الرئيس اللبناني ميشال عون، حليف حزب الله، في خطاب القسم بإبقاء لبنان بعيدا عن نيران النزاعات في المنطقة.

 

ونقلت بعض وسائل الاعلام اللبنانية ان بعض الآليات التي ظهرت في العرض أمريكية الصنع.

 

واعربت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية اليزابيث ترودو الثلاثاء عن قلق بلادها في حال تبين أن هذه الآليات أمريكية الصنع فعلا. وقالت “نحتاج لمعرفة المزيد من المعلومات ولكننا بالطبع سنشعر بالقلق الشديد بحال انتهت تلك المعدات بين يدي حزب الله”.

 

وأكد الجيش اللبناني الذي يتلقى مساعدات عسكرية من واشنطن في بيان الثلاثاء “أن الآليات المذكورة ليست من مخزون الجيش اللبناني وغير عائدة له”.

 

واعتبر الوزير اللبناني السابق اشرف ريفي والمعروف عنه معاداته لحزب الله في تغريدة على تويتر أن “لا جيش للبنان الا الجيش اللبناني”.

 

واضاف “ندعو الجميع لمواجهة عراضات القوة والاستقواء حفاظاً على البلد والمؤسسات”.

 

المرصد: غارات جوية على شرق حلب الخاضع لسيطرة المعارضة تقتل 20 شخصا

بيروت- رويترز- قال المرصد السوري لحقوق الإنسان وعاملين في الإغاثة والطواقم الطبية إن غارات جوية ضربت أهدافا على مقربة من مستشفى للأطفال ومدرسة في شرق حلب الذي تسيطر عليه فصائل مسلحة معارضة للنظام السوري في اليوم الثاني من تجدد القصف الذي شهد مقتل 20 شخصا على الأقل.

 

وشكلت الغارات الجوية جزءا من عملية تصعيد أوسع تشنها الحكومة السورية وحلفاءها بينها روسيا التي أطلقت عملية قصف بالصواريخ على المقاتلين المعارضين يوم الثلاثاء للمرة الأولى انطلاقا من حاملة الطائرات الوحيدة لديها.

 

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الغارات التي شنتها طائرات سورية أو روسية على شرق حلب قتلت سبعة أطفال على الأقل وعامل إغاثة.

 

ونفت موسكو التقارير بأن طائراتها ضربت المدينة في حملة القصف المتجددة مشيرة إلى أنها تلتزم تعليق العمليات العسكرية على حلب.

 

وأشار المرصد إلى أن الأحياء المستهدفة في القصف شملت الشعار والسكري وكرم البيك.

 

ويشير القصف الذي بدأ أمس الثلاثاء فيما يبدو إلى انتهاء هدنة أعلنتها الحكومة السورية وروسيا في 18 أكتوبر تشرين الأول.

 

وقال المرصد وسكان إن شرق المدينة تعرق لقصف بصواريخ طائرات وبراميل متفجرة ألقتها مروحيات فضلا عن نيران المدفعية التي أطلقتها القوات الحكومية.

 

وقال بيبرس مشعل وهو مسعف في منظمة الدفاع المدني السوري في شرق حلب لرويترز “لهذه اللحظة البراميل تسقط بكثافة على حلب.. القصف لا يهدأ.. (القصف) المروحي لا يوقف ولا لحظة.”

 

الأحياء المستهدفة

 

وذكر المرصد أن الغارات أصابت محيط مستشفى للأطفال في حي الشعار ومدرسة في حي صلاح الدين.

 

وقال مضر شيخو وهو ممرض في شرق حلب “تصبّحنا على القصف ولهلق شغال مروحي وحربي”. وأضاف “حرقوا (حي) الشعار أمس واليوم.”

 

في حين قال ابراهيم أبو الليث المسؤول في الدفاع المدني إن أكثر من أربعين غارة استهدفت حي الشعار. وقال “اليوم القصف جدا جدا عنيف.”

 

وقال التلفزيون السوري الرسمي أمس الثلاثاء إن سلاح الجو السوري شارك في الضربات ضد “معاقل إرهابية” في حلب القديمة بينما قالت روسيا إنها ضربت مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة التي غيرت اسمها إلى جبهة فتح الشام في أماكن أخرى من البلاد دون أن تذكر حلب.

 

وقالت قناة الإخبارية السورية الرسمية إن هناك عمليات انتشار واسعة للقوات على عدد من الجبهات الرئيسية في مسرح حلب استعدادا لهجوم بري واسع النطاق. وأضافت القناة أن الهجوم وشيك وفي انتظار ساعة الصفر.

 

ويحظى تجدد العنف في حلب بمتابعة وثيقة في واشنطن حيث أشار الرئيس المنتخب دونالد ترامب إلى أنه سيتخذ نهجا مختلفا عن الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي أيد بعض جماعات المعارضة.

 

وأصبحت حلب أعنف جبهة في الحرب الدائرة في سوريا منذ خمس سنوات ونصف بين القوات الحكومية السورية التي تدعمها روسيا وإيران وفصائل شيعية من جهة وبين مقاتلي المعارضة وأغلبهم من السنة وبعضهم تدعمه تركيا والولايات المتحدة ودول خليجية من جهة أخرى.

 

وقُسمت المدينة منذ سنوات بين قطاع غربي تسيطر عليه الحكومة وأحياء شرقية يسيطر عليها مقاتلو المعارضة.

 

بوتين يشيد بـ”خبرات” عسكرية اكتسبها عسكريون روس في القتال بسوريا

موسكو – الأناضول – أشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء، بالخبرة القتالية التي اكتستبها قوات بلاده من الحرب في سوريا.

 

جاء ذلك خلال اجتماع عقده اليوم مع قيادات وزارة الدفاع الروسية، في المقر الرئاسي بمدينة “سوتشي” الجنوبية.

 

وقال بوتين “يجب العمل بمثابرة من أجل الاستفادة من الخبرة التي اكتسبناها خلال الأعمال القتالية ضد الإرهابيين في سوريا، لدى إجراء التدريبات والاختبارات المفاجئة للقوات”.

 

وعن الدروس المستفادة، أوضح أنه “يجب أن يأخذ المصممون والمهندسون في قطاع الإنتاج الحربي هذه الخبرة بعين الاعتبار لدى تطوير أنواع واعدة من الأسلحة”.

 

وبدأت روسيا مهاجمة مدن سورية منذ نهاية سبتمبر/أيلول 2015، وتقول إن تدخلها يهدف لضرب مراكز تنظيم “الدولة الاسلامية” الإرهابي، في الوقت الذي تُصر فيه واشنطن وعدد من حلفائها، والمعارضة السورية، على أن الضربات الجوية الروسية تستهدف مجاميع مناهضة للأسد، ولا علاقة لها بالتنظيم.

 

وأسفرت الغارات الجوية الروسية عن مقتل وإصابة الآلاف من المدنيين السوريين، بحسب منظمات حقوقية تابعة للمعارضة.

 

وتعاني أحياء حلب الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة، حصاراً برياً كاملاً من قبل قوات النظام السوري وميليشياته بدعم جوي روسي، وسط شحّ حاد في المواد الغذائية والمعدات الطبية؛ ما يهدد حياة نحو 300 ألف مدني فيها.

 

روسيا تستخدم حاملة طائرات في هجوم كبير ضد المعارضة السورية

الكونغرس يناقش قانون «قيصر» لمحاسبة النظام والعقوبات قد تطال طهران وموسكو

عواصم ـ وكالات ـ «القدس العربي»: أصدر رئيس مجلس النواب الأمريكي بول ريان بيانا يقول فيه إن اوباما رفع الفيتو الضمني على مشروع «قانون قيصر» ووافق على تصويت الديموقراطيين لصالحه وجرت أمس مداولاته وحسب مصادر خاصة لـ»القدس العربي» فإن 80 نائباً رعوا هذا المشروع وهذا يدل على وجود اتجاه كبير لإقراره ومن الممكن أن يتم التصويت عليه في أي لحظة.

وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» قد كشفت أن أوباما قد طلب من النواب الديمقراطيين قبل شهرين كي لا يؤثر على مفاوضات كيري ولافروف بخصوص سوريا، فالمشروع يطالب الرئيس الأمريكي بفرض عقوبات على الأسد وعلى كل الجهات التي تدعمه بما فيها إيران وروسيا.

مشروع القانون حسب ما تسرب من نصه يتضمن فرض عقوبات جديدة على نظام الأسد ويطالب الرئيس الأمريكي بمعاقبة أي كيان او مؤسسة تتعامل مع نظام الأسد وجيشه واستخباراته والميليشيات التي تعمل معه.

كما يستهدف القانون يستهدف بشكل مركز مصادر تمويل النظام مثل الطاقة والاتصالات وقطاع الطيران .

قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، أمس الثلاثاء، إن روسيا شنت ضربات صاروخية متزامنة ضد مقاتلي المعارضة السورية، وإنها استخدمت للمرة الأولى حاملة طائرات في القتال.

وأضاف شويغو أن فرقاطة أطلقت صواريخ كروز وأن طائرات انطلقت من حاملة الطائرات الروسية الوحيدة الأميرال كوزنتسوف، كما أُطلقت صواريخ من نظام صاروخي بري متحرك داخل الأراضي السورية.

وقال متحدثا إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في جنوب روسيا، إن القوات الروسية استهدفت مواقع لتنظيم «الدولة الإسلامية» و»جبهة فتح الشام» في محافظتي حمص وإدلب.

وقال شويغو إن الضربات ستستمر. ولم يذكر حلب التي قال مسؤول في الدفاع المدني ومقيم فيها إن الضربات الجوية استهدفت للمرة الأولى منذ أسابيع بضع مناطق في شرق المدينة الذي تسيطر عليه المعارضة.

جاء ذلك بالتزامن مع غارات نفذتها قوات النظام السوري الثلاثاء على الأحياء السكنية في شرق مدينة حلب، هي الأولى منذ نحو شهر، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «نفذت قوات النظام غارات وقصفا بالبراميل المتفجرة على عدد من الأحياء الشرقية في مدينة حلب، للمرة الأولى منذ 18 تشرين الأول/اكتوبر»، تاريخ تعليق موسكو ضرباتها الجوية على شرق حلب قبل يومين من هدنة من جانب واحد لم تحقق هدفها بخروج المدنيين والمقاتلين.

إلى ذلك أعلن الناطق باسم الأمم المتحدة فرحان الحق أن مجموعة أولى من جنود «قوة الأمم المتحدة لمراقبة فك الاشتباك» (اوندوف) عادت إلى الجانب الذي تسيطر عليه سوريا من هضبة الجولان الاثنين، وذلك بعد عامين على انسحابها إثر اشتباكات مع مسلحين مرتبطين بتنظيم «القاعدة».

وقال فرحان الحق إن مزيدا من عناصر هذه القوة سيعودون إلى معسكر الفوار هذا الأسبوع، مؤكدا أن حكومتي سوريا وإسرائيل تؤيدان هذه الخطوة.

وصرح الناطق باسم المنظمة الدولية أن «مجموع الجنود الذين وصلوا إلى معسكر الفوار هذا الصباح بلغ 127 ونتوقع مزيدا منهم خلال أسبوع».

وأضاف «حاليا (…) سيقومون بقدر ما يستطيعون من المهام التي كلفوا بها، إذا سمحت الظروف الأمنية بذلك».

وتراقب هذه القوة وقف إطلاق النار بين سوريا وإسرائيل على مرتفعات الجولان منذ 1974.

وقد انسحب مئات من عناصر القوة إلى الجانب الذي تحتله إسرائيل من الهضبة في أيلول/سبتمبر 2014 بعدما قام فصيل سوري مسلح بخطف عشرات من جنود حفظ السلام.

وفي نهاية آب/اغسطس 2014، خطف متمردون سوريون ينتمي بعضهم إلى «جبهة النصرة» أكثر من أربعين من جنودها الفيجيين وأفرجوا عنهم بعد أسبوعين.

وتواجه المسلحون مع 75 فيليبينيا من هذه القوة فروا أيضا من موقعهم.

وقال فرحان الحق إن «الوضع في المنطقة أصبح مختلفا تماما عما كان عليه في 2014 ومفهوم مهمة العمليات عدل بما يتناسب مع ذلك». وأضاف «لكننا سنعود بالتأكيد».

وذكر مسؤولون في الأمم المتحدة أن الجنود الذي سيعودون هم من فيجي والنيبال. وأضافوا أن 150 من جنود حفظ السلام سيتمركزون في معسكر الفوار في الأيام المقبلة.

 

معارك إعزاز: صراعات المعابر السورية تخلف قتلى وجرحى مدنيين… والمطلوبون وصلوا إلى عفرين بأمان

محمد إقبال بلو

أنطاكيا ـ «القدس العربي»: يتساءل كل من سمع بمعارك اعزاز التي أطلق عليها «نصرة المظلوم» والتي أعلنت عن هدفها باستئصال الفاسدين الذين يسيطرون على معبر باب السلامة، وإلقاء القبض عليهم كمطلوبين، لماذا صمتت كل القوى العسكرية في الشمال السوري عن هؤلاء الفاسدين لسنوات، ولم تتحرك حتى اليوم.

ويرى «عمار.ق» أحد موظفي المعبر ذاته، أن معبر باب السلامة مكان يتم ترتيب أموره ودقائقها تركياً، وما استمرار مجموعة «أبو علي سجو» بالسيطرة على المعبر لسنوات، إلا بموافقة تركية، بحسب الرجل الذي يشرح قائلاً: «من الطبيعي أن يهتم الاتراك بمعبر باب السلامة الملاصق في الواقع لمدينة كيليس التركية، فهو نقطة أمنية يجب أن تدار بشكل جيد من هذه الناحية أولاً، كما أنه ممر تجاري هام بالإضافة لكونه منطقة قريبة من مناطق سيطرة القوات الكردية في عفرين، وبالتالي فإن كل صغيرة أو كبيرة تحدث في المعبر تقدم تقارير مفصلة بها إلى السلطات التركية، التي تدرك حجم الفساد الموجود، لكنها تدرك تماماً عدم تأثيره على النقاط التفصيلية التي تهمها وأهمها الجانب الأمني».

ويضيف «لم تتخذ الفصائل العسكرية في الشمال السوري على تنوعها أية مواقف من الجرائم والسرقات وعمليات الاستغلال والاحتيال التي ينفذها سجو وشركاؤه يومياً، والأمر واضح تماماً إذ أن السلطات التركية اكتشفت مؤخراً قيام أبو علي سجو بالتعاون مع شخص آخر يدعى مصطفى خالد كورج بتهريب بعض المواد إلى مدينة عفرين الكردية، وبعد زعم الصحيفة التركية التي روجت لخبر تهريب السلاح للأكراد، قررت الفصائل التحرك، ما يشير وبوضوح إلى تلقي الإشارة من السلطات التركية، ولحركة أحرار الشام بالتحديد للاستيلاء على المعبر والقبض على الشخصين المذكورين إن امكن، وكون الأتراك يتوجهون حالياً لتسليم زمام أمن الحدود والمعابر لأحرار الشام، بدأت المعركة في هذا التوقيت بالضبط».

مصدر خاص بــ «القدس العربي»، أكد أن الناشطين الإعلاميين المرافقين للفصائل في معاركها، قد أخفوا حقائق عدة عن وسائل الإعلام حتى اللحظة، إذ يقول أبو الحسن وهو أحد المقاتلين ضمن الفصائل التي أعلنت عن «نصرة المظلوم» لــ «القدس العربي»: «لماذا لم يتحدث الإعلاميون عن المدنيين الذين أصيبوا وقتلوا خلال المعارك، ففي قرية تلال الشام القريبة من اعزاز وحدها سقط خمسة قتلى من المدنيين، وأكثر من ثلاثين جريحاً، رأيت معظمهم بنفسي، وعلى الرغم من أنهم سقطوا بنيران عصابة أبو علي سجو إلا أن الفصائل لم تعلن عن ذلك مطلقاً».

ويضيف «جرى اشتباك بالدوشكا بين الطرفين ولاحظنا أن هنالك تجمعاً للمدنيين وسط النيران، ورغم أن فصائل نصرة المظلوم أوقفت إطلاق النار خشية إصابة المدنيين إلا أن مجموعات تابعة لسجو واخرى تابعة لعاصفة الشمال، وهي المجموعات المشاركة في المعارك فقط، استمرت بإطلاق النار وأسقطت عشرات المدنيين بين قتلى وجرحى».

ويؤكد المصدر ذاته لــ «القدس العربي» أن «المطلوبين الرئيسيين أبو علي سجو ومصطفى خالد كورج، قد فرا هاربين إلى مدينة عفرين منذ بدء الاشتباكات، وقد وصلا المدينة عبر ممر كانا يستخدمانه في التهريب من قبل، يقع عند قرية كردية تدعى (يازيباق) ورغم أن الفصائل علمت بهروبهما وهروب غيرهما من المطلوبين، إلا أنها استمرت في معركتها، ما يؤكد أن غاية المعركة هي السيطرة على المعبر، وأن كل ما ذكر يدخل ضمن صراعات المعابر التي تشتعل في كل مرة بين الفصائل وفق المصالح المالية والتوجيه الخارجي، أما عن الشعارات كنصرة المظلوم والذي يقصد به ريف حلب الشمالي بأسره، او محاربة المفسدين، فما هي إلا عناوين براقة لتحويل الأنظار عن حقيقة الامر، وإلا لتمت محاربة الفاسدين منذ زمن».

 

كيري يبحث مع نظيره الروسي لافروف ضرورة الحل السياسي في سوريا لأن «لا حل عسكرياً للنزاع»

تمام البرازي

واشنطن ـ «القدس العربي»: أجرى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري اتصالا هاتفيا أمس مع نظيره الروسي سيرغي لافروف وبحث معه الوضع في حلب. وأشارت الناطقة في الخارجية الأمريكية اليزابيث ترودو إلى ان كيري أكد ضرورة تحقيق حل سياسي للنزاع في سوريا.

وحول تحضير روسيا والنظام السوري لشن حملة كبرى ضد حلب قالت ترودو ان كيري أكد للافروف أن لا حل عسكريا للنزاع في سوريا، وان الهجمات الروسية والنظام السوري ضد حلب ستدفع البلاد إلى المزيد من الفوضى وتبعدهم عن الحل السلمي.

وأعرب كيري عن قلقه من الوضع في حلب وارتفاع أعداد الضحايا المدنيين وضرورة دخول المساعدات الإنسانية لحلب حتى يمكن العودة للمفاوضات السياسية وإنهاء الوضع الأليم.

ولكن حول قول وزارة الخارجية الروسية ان لافروف أثار مع كيري استمرار رفض الأمريكيين تحقيق فصل بين مواقع الإرهابيين في حلب وبين مواقع المجموعات المعارضة ردت ترودو بقولها «لا يمكنني ان أوكد صحة الرواية الروسية حول ما دار بين الوزيرين، ولكن أؤكد ان الولايات المتحدة تتفهم هذه المشكلة وطالبنا المقاتلين المعتدلين بالإنفكاك عن مواقع الإرهابيين في حلب، ومازلنا نحاول اقناعهم بالابتعاد عن مواقع «النصرة» (فتح الشام) الإرهابية، ولكن من الصعب جداً الانفصال عندما تستمر الهجمات الجوية ضد حلب، ونحن دائماً لم نشمل جبهة النصرة وتنظيم الدولة بوقف الأعمال العدائية».

وأكدت ترودو ان المفاوضات الأمريكية الروسية بحضور أطراف أخرى عدة مستمرة في جنيف حول سوريا لتحقيق اتفاق جديد حول وقف الأعمال العدائية في حلب لأنه لا حل سوى الاستمرار في هذه المفاوضات لتحقيق الحل السياسي في سورية. ورفضت التعليق حول الاتصال الذي أجراه الرئيس المنتخب دونالد ترامب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول سوريا وضرورة التعاون ضد الإرهاب في سوريا.

وكان ترامب قد أكد في مقابلة مع «سي بي اس» الأمريكية انه سيوقف الدعم للمعارضة السورية لأنه غير متأكد من توجهاتها.

بينما أكدت الخارجية الأمريكية انها بانتظار وصول وفد المرحلة الانتقالية للرئيس ترامب لوزارة الخارجية لإطلاعهم على الملف السوري والملفات الخارجية الأخرى.

وحتى الآن لم يبعث ترامب بممثل عنه للخارجية الأمريكية كما جرت العادة.

وحول وجود دبابات امريكية الصنع في العرض العسكري لقوات حزب الله في سورية قالت الناطقة ترودو «إن الصور التي شاهدناها لم تكن واضحة ونعمل للتأكد من هذه الصور، وإذا حصل حزب الله الذي نعتبره منظمة ارهابية أجنبية على هذه الدبابات الأمريكية من الجيش اللبناني فإن هذا سيكون مبعث قلق خطير بالنسبة لنا».

 

غارات للنظام وروسيا تخلّف أكثر من 40 قتيلاً بحلب

عبد الرحمن خضر

ارتفع عدد قتلى غارات الطائرات الروسية والسورية، والقصف المدفعي على مدينة حلب وريفها، اليوم الخميس، إلى أكثر من أربعين قتيلاً مدنياً بينهم أطفال ونساء، إضافة إلى عشرات الجرحى.

ووثّقت شبكة “حلب نيوز”، “مقتل 42 مدنياً في أحياء حلب الشرقية المحاصرة، وأرياف المدينة، جرّاء قصف بطائرات حربية روسية وأخرى تابعة للنظام، إلى جانب قصف مدفعي”.

وأوضحت الشبكة أن “اثني عشر مدنياً قتلوا في حي الشعار، وأحد عشر في حي السكري، إلى جانب خمسة في حي الصاخور، وخمسة في بلدة باتبو بالريف الغربي”.

كذلك أشارت إلى أنّ “تسعة مدنيين آخرين قتلوا أيضاً، في أحياء الأنصاري وكرم البيك، والفردوس ومساكن هنانو، وطريق الباب، بالإضافة إلى قرية السميرية، غربي المدينة”.

وكان وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، قد أعلن اليوم عن “بدء عملية عسكرية واسعة ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) و”جبهة فتح الشام” (النصرة سابقاً) في ريفي حمص وإدلب”.

وأوضح خلال لقائه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنّ “حاملة الطائرات، الأميرال كوزنيتسوف، انضمت للعمليات القتالية، في حين أقلعت مقاتلات سو-33 من على متنها وضربت مواقع تابعة لتنظيم داعش وجبهة فتح الشام”.

 

جدل حول إغلاق مستشفى جرابلس السورية بأمر الوالي التركي

عدنان علي

أثار قرار إغلاق مستشفى جرابلس في ريف حلب الشمالي، استغراب أهالي المدينة والمعارضة السورية، ذلك أنه جاء بعد نحو شهر على افتتاحه من جانب السلطات التركية، والتي أرادت أن يكون رمزا لإعادة الحياة إلى المدينة بعد تحريرها من تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”.

 

 

وأقدمت قوة عسكرية تركية ظهر أمس الاثنين، على إغلاق المستشفى دون إبداء سبب واضح، حيث اكتفت بلصق ورقة على بابه كتب عليها: “مشفى جرابلس مغلق بأمر من الوالي التركي”.

 

وقال ناشطون إن مدرعات وجنود أتراك رافقوا مندوبا عن الوالي أخطر إدارة المستشفى بأمر الإغلاق، مبررًا ذلك بـ”دواعٍ أمنية”، كما طلب إخلاء جميع المعدات في غضون يومين.

 

وأكد مصدر تركي طلب عدم الكشف عن هويته، أن سبب الاغلاق يعود للأخطاء الطبية المتكررة التي قام بها الفريق السوري الذي يدير المستشفى.

 

في حين رجحت مصادر محلية أن يكون المكتب الطبي التابع للمجلس المحلي الجديد في المدينة وراء الإغلاق بعد خلافات مع إدارة المستشفى، حيث يتهمها المجلس بالإهمال في النظافة والتعقيم، ما تسبب في عدة وفيات أثناء عمليات جراحية بسيطة.

 

وقالت وسائل إعلام محلية إن رئيس المكتب الطبي في المجلس، وهو يحمل الجنسية التركية، يقف وراء قرار الإغلاق، حيث يحاول الاستيلاء على المراكز الطبية في المدينة بدعم من المجلس المحلي ومن مندوب والي مدينة غازي عنتاب التركية في مدنية جرابلس، وذلك بهدف إلحاق المستشفى بمنظمات طبية دولية مثل منظمة التنمية والتكافل التركية.

واتهمت صفحة “جرابلس الإخبارية” على “فيسبوك” رئيس المكتب الطبي ومجموعته بإخلاء المستشفى الذي يضم ما يزيد عن سبعين موظفا وعشرات المرضى والمراجعين، ما يمثل استهتارا بأهالي المدينة.

 

وناشدت الصفحة باسم أهل جرابلس وريفها، الحكومة التركية والرئيس رجب طيب أردوغان تخليصهم من هذا المندوب الذي يعمل ضد سياسة الحكومة التركية.

 

وقال ناشطون إن القرار شمل إغلاق المستوصف القديم ومركز اللقاح في المستشفى فقط، علما أن هذين القسمين شهدا عمليات جراحية وحالات إسعاف.

 

ويستفيد من المستشفى نحو 200 مريض ومراجع يوميا، وتتم فيه عمليات جراحية وخدمات طبية لنحو 30 ألف مواطن في مدينة جرابلس، فضلا عن آلاف المواطنين من القرى والبلدات المجاورة.

 

وكانت وزارة الصحة التركية، افتتحت مستشفى جرابلس عقب سيطرة فصائل الجيش الحر على المدينة في بداية عملية درع الفرات نهاية شهر أغسطس/آب الماضي. ويضم المستشفى 40 سريرا و8 عيادات، ويعمل به كادر مؤلف من 80 موظفا، بينهم أطباء وطاقم تمريض وعمال إسعاف، وتصل قدرته الاستيعابية في اليوم الواحد إلى 400 مريض.

 

يأتي القرار بعد قرار مماثل أثار حنق الأهالي، وهو احتجاز معدات خطوط انتاج الفرن الاحتياطي بمدينة جرابلس وايقافه عن العمل بشكل كامل، ما حرم الأهالي من الخبز.

 

من جهة أخرى، أغلقت السلطات التركية أمس، معبر “باب السلامة” الحدودي مع سورية، بشكل مؤقت، إثر الاشتباكات التي اندلعت بين حركة أحرار الشام والجبهة الشامية في مدينة إعزاز.

 

“درع الفرات” تسيطر على قباسين.. وتثير “داعش” و”قسد”

بدر حسين

تتسارع وتيرة المعارك التي تخوضها فصائل الجيش الحر المنضوية في غرفة عمليات “درع الفرات” ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” بهدف السيطرة على مدينة الباب. وبعد السيطرة على بلدة قباسين شمالي الباب، الثلاثاء، بدأ الخناق يضيق على التنظيم في المدينة، خصوصاً مع التقدم الذي أحرزه الجيش الحر من الجهتين الغربية والشمالية.

 

التقدم الذي احرزه الجيش الحر خلال الساعات الـ24 الماضية، حول المدينة، جعله سبّاقاً إلى الباب التي تسعى “قوات سوريا الديموقراطية” أيضاً للوصول إليها من العريمة شرقاً ومن جهة قرية طعانة غرباً، بالإضافة إلى قوات النظام المتمركزة في مطار كويرس جنوبي المدينة.

 

رئيس المكتب الإعلامي في “لواء المعتصم” حسين ناصر، قال لـ”المدن”، إن فصائل الجيش السوري الحر المنضوية في غرفة عمليات “درع الفرات” تخوض اشتباكات هي الأشد عنفاً بسبب استماتة “داعش” للمحافظة على الباب والقرى المحيطة بها. وتمكنت الفصائل من السيطرة على بلدة قباسين المهمة، ومن خلالها تمكّن الجيش الحر من السيطرة على بلدة بزاعة شرقي الباب، ما يُساعد في فرض حصار على التنظيم من ثلاث جهات؛ الشمال والشرق والغرب. كما أن السيطرة على قباسين تحبط محاولة “قسد” التقدم إليها.

 

وأضاف ناصر، أن فصائل الجيش الحر، تمكنت من السيطرة على قرى حزوان وقاح وقديران وسوسيان وتل بطال وعويلين، وبذلك أصبحت المسافة التي تفصلنا عن الباب هي 1.5 كيلومتراً من الغرب والشمال الغربي. وتعتبر هذه القرى خطوطاً دفاعية أولى للتنظيم عن مدينة الباب.

 

من جهة أخرى، أصدرت “القيادة العامة لوحدات حماية الشعب”، الأربعاء، بياناً، قالت فيه إنها ستنسحب من مدينة منبج لتنتقل إلى ضفة الفرات الشرقية للمشاركة في معركة الرقة، وتسليم المدينة إلى “المجلس العسكري لمنبج”. البيان قال: “بعد التحرير قامت وحداتنا بمساعدة قوات التحالف الدولي بتأهيل القوات التابعة للمجلس العسكري لمنبج، التي باتت تملك الآن مؤسسات عسكرية وأمنية كافية، وأصبحت قادرة على الدفاع عن تراب منبج وشعبها أمام جميع الأخطار المحدقة بها”.

 

و”مجلس منبج العسكري” تم تشكيله من قبل “قوات حماية الشعب” الكردية، ويضم قيادات من حزب “الإتحاد الديموقراطي” مثل المتحدث الرسمي باسم “مجلس منبج العسكري” شرفان درويش، وهو في الوقت ذاته المتحدث الرسمي باسم “قوات سوريا الديموقراطية”. وبحسب المعارضة السورية، وأهالي منبج، فهذا المجلس لا يمثل فصائل الجيش الحر لمدينة منبج وريفها، والتي شكلت مجلسها العسكري العامل ضمن قوات “درع الفرات” بقيادة أنس شيخ ويس، الذي تم انتخابه من قبل فصائل الجيش الحر في مدينة منبج وريفها.

 

وانسحاب “قوات سوريا الديموقراطية” من منبج، والابقاء على مجلسها العسكري، هو تلاعب بالألفاظ والمسميات. عضو “الهيئة السياسية” لمدينة منبج وريفها عبد الكريم أبو صلاح، قال لـ”المدن”، إن ذلك هو بقاء حقيقي وفعلي لحزب “الاتحاد الديموقراطي”، وكل ما يتم اعلانه عن انسحاب “قسد” من منبج لا يعدو كونه تصريحاً للاستهلاك الاعلامي فقط.

 

أبو صلاح أكد أن إعلان “قسد” الانسحاب من مدينة منبج، سبقه إعلان مماثل منذ شهور، وناقضته الوقائع على الأرض. “قسد”، كانت قد واصلت تحركاتها العسكرية، واستولت على المزيد من القرى والبلدات شمالي منبج باتجاه جرابلس، في محاولة منها لعرقلة عملية “درع الفرات”. واليوم، ومع إعلانها الانسحاب مجدداً من منبج، الذي ترافق مع تحركات عسكرية للتقدم غرباً باتجاه مدينة الباب، سيطرت على قرى منها الشيخ ناصر وساب ويران وقنقوي شمال شرقي الباب. فهي تحاول التمدد والاستيلاء على المزيد من القرى باتجاه الباب، وتعمل على فرض طوق حماية لقوات النظام شمالي وشرقي حلب، ولم توقف هجماتها بالاسلحة الثقيلة والصاروخية على مناطق سيطرة “درع الفرات”، في مارع وكلجبرين. وهجومها بالتعاون مع طيران النظام على تل مضيق، بعد سيطرة قوات “درع الفرات” عليه وطرد “داعش” منه، أكبر مثال على ذلك.

 

ومع وصول المعارضة إلى مشارف الباب، مايزال 60 ألفاً من سكان المدينة يقيمون فيها، ممن يعجزون عن مغادرتها، وسط عيشهم ظروفاً صعبة بسبب ممارسات “داعش” بحقهم، وتعرضهم للقصف العشوائي من كافة الجهات، بالإضافة إلى نقص المواد الغذائية والطبية.

وقام التنظيم بفرض العديد من الإجراءات الصارمة بحق الأهالي، من فرض حضر التجوال داخل المدينة، وإغلاق المحال التجارية، ووقف تقديم الخدمات الأساسية من كهرباء وماء ونظافة، واحتكار التنظيم لانتاج الخبز وتوزيعه.

 

ويخشى سكان الباب تكرار سيناريو مدينة منبج، عندما قامت “قوات سوريا الديموقراطية” وطيران “التحالف الدولي” بطرد التنظيم منها، منتصف آب/أغسطس. وتعرض الأهالي حينها للحصار والقصف والقنص، ما تسبب في مقتل المئات منهم، وتعرضهم للجوع والصدمة، واستخدامهم دروعاً بشرية، من قبل “داعش”.

 

وبلغ عدد سكان الباب قبل سيطرة “داعش” عليها نحو 250 ألف  نسمة، ونزح معظمهم باتجاه الريف الشمالي المحرر وتركيا، ومن كان موالياً للتنظيم نزح باتجاه الرقة ومسكنة. ويعاني النازحون أوضاعاً إنسانيةً صعبةً بسبب عدم توفر الخدمات الإغاثية والسكن، فأقاموا في القرى والبلدات المحررة حديثاً التي لم تتمكن حتى الآن من تشكيل “مجالس محلية” تعمل على تأمين الخدمات.

 

أبو جمعة، من الباب، قال لـ”المدن” إن من تبقى من سكان المدينة يعاني أوضاعاً صعبة، بعدما قام التنظيم بقطع المياه عن المدينة، ونقل محولات الكهرباء وآلات الضخ إلى الرقة. ما اضطر المواطنين للاعتماد على الصهاريج إن وجدت. كما قام التنظيم بإغلاق المحال التجارية في المدينة، ما تسبب بنقص المواد التموينية والخبز. وبات الأهالي يعتمدون على ما هو موجود في منازلهم من أرز وبرغل ومؤن. التنظيم فرض حظراً للتجوال، ونصب حواجز على الطرق لمنع أي مواطن من مغادرة المدينة.  بالإضافة إلى تنفيذ عمليات قنص بحق الأهالي، وخلال اليومين الماضيين قام عناصر التنظيم بقنص عائلة من بيت قشقوش حاولت الخروج من الباب، ما تسبب في مقتل اثنين منها.

 

وأشار أبو جمعة، إلى أن التنظيم نقل معدات المشافي والأدوية إلى مدينة الرقة، مما تسبب بنقص المواد الطبية، وهناك كلام عن قيامه بفك الأفران من المدينة ونقلها إلى جهة مجهولة. كما قام التنظيم بنقل وتخريب ما تبقى من شبكة الري التركية، وثقّب أنابيب الشبكة الرئيسية، كل مائة متر، بثقب بقطر نصف متر.

 

دور التنظيم لم يقتصر على مضايقة المواطنين في حياتهم اليومية، بل قام بتفخيخ البيوت والمباني السكنية العامة والخاصة والدوارات والشوارع الرئيسية والفرعية، مثل شارع عصفور وساحة مرطو وشارع خضيران. كما قام التنظيم بإقامة تحصينات دفاعية قوية حول المدينة، وداخلها، بهدف إطالة عمر المعركة، فحفر شبكة أنفاق بمسافات طويلة، تربط بين مقرات ونقاط متعددة، مثل النفق الذي يصل مشفى الجبل بمبنى المرور والزراعة، وانفاق تصل بين شوارع ودوارات أساسية مثل دوار تادف.

 

ولحماية آلياته وعناصره ومفخخاته، يلجأ التنظيم إلى الاختباء بين المدنيين خوفاً من ضربات الطيران، وقبل يومين تعرضت خيم لنازحين فارين من مدينة الباب إلى قصف من قبل الطيران، ما تسبب في مقتل 10 أشخاص بسبب قيام التنظيم بركن مفخخة بين خيامهم. وهذا الامر يكرره التنظيم دائماً.

 

سيطرة الجيش الحر على الباب، ستبعد التنظيم عن أهم خزان بشري له في المنطقة، كما ستمنع “قسد” من ربط عفرين بمنبج، وبالتالي ضرب مشروعها في تشكيل كيان انفصالي في المنطقة. كما ستساهم السيطرة على الباب في تخفيف الضغط السكاني عن مدينة أعزاز شمالي حلب.

 

الاسد يعرض التحالف على ترامب

يدرك أطراف الأزمة السورية والمجتمع الدولي، أن الأولويات الأميركية آخذة بالتغير، مع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، الذي عبّر مراراً عن أن سياسة بلاده في سوريا ستكون التركيز على محاربة تنظيم “الدولة الإسلامية”.

 

الرئيس السوري بشار الأسد تلقّف التغييرات المتوقعة حيال سياسة واشنطن تجاه سوريا، وقال في أول تعليق له على فوز ترامب، إن بلاده ستنتظر ما إذا كان الرئيس الجديد في الولايات المتحدة جاداً حيال وعوده بشأن قتال المتشددين في سوريا.

 

وقال الأسد، في لقاء مع التلفزيون البرتغالي: “ليس لدينا الكثير من التوقعات لأن الإدارة الأميركية لا تتعلق بالرئيس وحده بل تتعلق بقوى مختلفة داخل هذه الإدارة… مجموعات الضغط المختلفة التي ستؤثر على الرئيس. ولذلك علينا أن ننتظر ونرى عندما يبدأ بمهمته الجديدة أو يتسلم مهام منصبه داخل هذه الإدارة كرئيس بعد شهرين”.

 

وعلى الرغم من ترحيب الأسد بتصريحات ترامب حول نيته وقف دعم المعارضة السورية، إلا أنه عبّر عن شكوك لديه “إذا كان سيتمكن من الوفاء بوعوده أم لا”. وأضاف “ولهذا نحن حذرون جدا في الحكم عليه خصوصا أنه لم يشغل أي منصب سياسي من قبل ولهذا لا نستطيع أن نقول شيئا عما سيفعله لكن إن، وأقول إن، كان سيحارب الإرهابيين، فإننا سنكون حلفاء طبيعيين له في ذلك الصدد مع الروس والإيرانيين”.

 

من جهة ثانية، دعا المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، ترامب إلى المساعدة في دفع الإصلاحات السياسية في سوريا إلى جانب قتال تنظيم “داعش”.

 

وقال دي ميستورا لبرنامج “هارد توك” على هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي)، إن قتال “الدولة الإسلامية” أمر حيوي لكن النصر على المدى البعيد يتطلب “نهجاً جديداً تماماً”. وأضاف “بعبارة أخرى نوع من الانتقال السياسي في سوريا. وإلا فإن الكثير من الأشخاص الآخرين غير الراضين في سوريا ربما ينضمون إلى داعش في حين أنهم يقاتلونها”.

 

واعتبر دي ميستورا أن الولايات المتحدة تتغير بالفعل، وهذا جعل الأسد وفريقه “يشعرون بالراحة” حالياً، لكن هذا لا يعني أن يتجاهلوا عدم رغبة موسكو “في أن ترث” بلداً مفككاً يهيمن عليه زعماء العصابات لسنوات مقبلة. وأضاف “أخبرني الرئيس (الروسي فلاديمير) بوتين بنفسه، أنه قال للرئيس الأسد مرتين: اسمع نحن نساعدك، لكن ستحين اللحظة التي سنتوقع فيها منك أن تطبق فعلاً عملية إنتقال سياسي”.

 

هل حان موعد تهجير الجنوب الدمشقي؟

أحمد مراد

انعقدت لقاءات سرية جمعت بين ممثلين عن “اللجنة السياسية لجنوب دمشق” والنظام، لبحث التهدئة في الأطراف الجنوبية للعاصمة، والتخلص من تنظيم “الدولة الإسلامية” المسيطر على أجزاء واسعة من مخيم اليرموك والحجر الأسود والتضامن.

 

مصادر من دمشق أكدت لـ”المدن”، أن الوفد الممثل لـ”اللجنة السياسية” المشكلة حديثاً ضم الشيوخ أنس الطويل وصالح الخطيب وأبو عبدو الهندي، وعمار العيسى الملقب أبو عساف، مندوباً عن “تجمع عهد” الذي يضم أبناء المحافظات والبلدات المُهجّرة المتواجدين جنوبي دمشق. الوفد ضم أيضاً مسؤول “المكتب الشرعي” في “جيش الإسلام” أبو بصير، وهو من مدينة الزبداني والأكثر نفوذاً في المنطقة، وكذلك قائد “لواء شام الرسول” أبو عمار. كما حضر الاجتماعات عبد الله الحريري الملقب بأبو الحكم الجولاني، ممثلاً عن “جيش الأبابيل” التابع عسكرياً لـ”الجبهة الجنوبية” في محافظة درعا، ومعظم قياداته من درعا والقنيطرة، ويرابط على جبهة التضامن–يلدا، ويبلغ عدد عناصره 200 مقاتل.

 

وبحسب المصدر، فاللقاء الأول جرى الأربعاء الماضي، جمع مندوبي جنوبي دمشق برئيس “فرع الدوريات” العقيد “الزمريني”، وهو المسؤول عن المصالحات الوطنية في بلدتي يلدا وببيلا. واللقاء كان تعارفياً، يهدف لجولات قادمة من الحوار، لكن “أبو بصير الشرعي”، اشترط إخراج “داعش” من المنطقة للتقدم في عملية المفاوضات.

 

معتصم الدمشقي، وهو أحد المطلعين على المفاوضات، قال لـ”المدن”، إن لقاءً جديداً جرى الإثنين الماضي، جمع “اللجنة” بضابط أقل رتبة من العقيد “الزمريني”، مع تغير بعض أسماء الوفد الممثل “اللجنة” وذلك لأسباب أمنية. فاعتذر عن الحضور “أبو بصير”، وأرسل بدلاً عنه قائد مجموعات “جيش الاسلام” في بلدة يلدا “أبو مالك الزيبق”، وكذلك تغيب “أبو عساف”، وأبو عمار الذي حضر نيابة عنه “أبو إسلام” قائد مجموعة “لواء شام الرسول”.

 

“الدمشقي” قال إن ثوابت أساسية أصر عليها وفد “اللجنة السياسية”، وهي رفض التهجير القسري للأهالي، كما حصل في بلدات داريا والمعضمية، ورفض الانسحاب من المناطق التي تسيطر عليها فصائل الجيش الحر، إذ “سيلجأ المفاوضون إلى قاعدة حميميم في حال فشلت حواراتهم مع النظام، نظراً للعلاقة المباشرة التي تجمع بين ضباط روس والشيخان الطويل والخطيب، اللذان زارا القاعدة من قبل. وزيارة قاعدة حميميم هدفها التخلص من ضغوط النظام إن فشلت المفاوضات، والحد من توسع النفوذ الإيراني في مناطق العاصمة”.

 

“اللجنة السياسية” في الجنوب الدمشقي نشرت بياناً ذكرت فيه أنها عقدت اجتماعاً واحداً، الإثنين، مع الحكومة السورية في دمشق، و”تباحثت في الأمور التي تهم المنطقة، وستليه اجتماعات مقبلة”، ريثما تدرس “الجهات المفوضة من قبل الحكومة هذا المقترح”. “اللجنة السياسية” أعادت إلى قاموسها مصطلحات كالحكومة السورية والجهات المعنية.

 

الناشط آدم الشامي قال لـ”المدن”، إن “اللجنة السياسية” تحاول تجنيب المنطقة ما حدث في مناطق أخرى، خصوصاً أن النظام يحاول السيطرة على الريف الجنوبي لدمشق، وهذا ما يفعله الآن في خان الشيح. وبعد إخراج المقاتلين من ريف دمشق الغربي، فأبناء المنطقة يعلمون أن التسوية قادمة لا محالة. الشامي أشار إلى أن ذلك بدا واضحاً من الخطاب الرسمي لخطباء المساجد، ونزعتهم إلى التسوية. لكن أهالي المنطقة منقسمون كما الفصائل المسلحة إلى قسمين؛ الأول هم المنشقون العسكريون وبعض الفصائل العسكرية وبعض المدنيين ممن يرفضون الهدنة جملة وتفصيلاً. ولذلك تم تشكيل “تجمع المنشقين”، مطلع آب/أغسطس، ويضم ضباطاً وصف ضباط وأفراد ورافضي “الخدمة العسكرية” في صفوف قوات النظام في جنوب العاصمة دمشق، بقيادة العقيد يوسف حمدان الملقب بـ”أبو محمود”.

 

وعلى الجانب الآخر، يقف تجار ومدنيون يحاولون تحضير أنفسهم لسيناريوهات مشابهة لجيرانهم في ريف دمشق الغربي، ولوحظ ذلك من خلال تصفية بعض التجار لبضائعهم، وارتفاع أسعار العقارات بنسبة 300 في المئة عن سعرها قبل اتفاق قدسيا والمعضمية.

 

الشامي وصف أهداف المفاوضات الأساسية بـ”الكارثية”، رغم أن هدفها المباشر هو إخراج “داعش” من المنطقة. وأوضح بالقول: “داعش تشكل حاجزاً بين الجيش الحر في ببيلا وبيت سحم والمناطق القريبة منها، وبين قوات النظام. وزوال التنظيم سيؤدي إلى اقتراب النظام لمناطق الجنوب، وسيعمل على حصار المناطق لإرغام أهلها على التهجير القسري، ويكون مصيرها كمصير بقية المناطق التي هجرت من قبل، ويتفرغ النظام للغوطة الشرقية”.

 

ويبدو أن مطالب “اللجنة السياسية” بدأت تتحقق، مع أنباء عن خروج الأمير السابق لتنظيم “داعش” أبو صياح فرامة، إلى منطقة بئر القصب. كما خرجت قيادات أخرى من “داعش”، إثر تأمين عائلاتهم بحافلات للنظام، عبرت حاجز القدم، إلى مناطق سيطرة التنظيم على أطراف الغوطة الشرقية.

 

مصادر من داخل تنظيم “داعش” في مخيم اليرموك، تحدثت عن مخاوف بعد خروج وفد من التنظيم إلى مناطق سيطرة النظام في القدم، تزامناً مع اجتماع “اللجنة السياسية” لجنوب دمشق. وأعقب الاجتماع خروج “فرامة” ومساعده “أبو مجاهد”. ويبدو أن اتفاق الأمير السابق للتنظيم مع النظام، وقبول إخراجه، أدى إلى حالة تخبط لدى عناصر التنظيم، مع تأخر وصول رواتبهم، ومحاولة بعضهم الخروج من مناطق سيطرة التنظيم للتأمين على حياته، بعدما شعر أنه وقع فريسة “فرامة” المرتبط بالنظام ومخابراته بشكل وثيق. ويدلل البعض على ذلك بعد مقتل شقيق “فرامة” الذي نُقل إثر إصابته إلى مشفى المهايني في دمشق للعلاج، وعودته بعد يومين ميتاً.

 

آدم الشامي يرى أن سيناريوهات متعددة ما تزال مطروحة على الساحة، فخروج أمير التنظيم السابق المطلوب للمحاكمة بسبب فساده وفساد عناصره، سيوطد من سيطرة الأمير الجديد للتنظيم “الخابوري” والقضاء على من بقي من أتباع الأمير السابق، ومحاولة الاتحاد مع فصائل الجيش الحر في المنطقة، وهو ما سيشكل قوة عسكرية كبيرة، قد يزيد عدد مقاتليها عن 3000، ستكون في مناطق مواجهة مع النظام.

 

أما الناشط عبد الرحمن أبو حذيفة، فيرى أن خروج “فرامة” إلى مناطق جديدة، هو دليل على تسليم التنظيم جنوبي دمشق للنظام، وهو الأمر الذي بدأت ملامحه تتضح منذ عزل “فرامة” وتعيين “الخابوري”. وقال أبو حذيفة: “يبدو أن مهمة جديدة تنتظر فرامة بالقرب من غوطة دمشق الشرقية، وسيعمل على تنفيذها في القريب العاجل”.

 

وكانت قوات النظام قد أعلنت، الثلاثاء، أنها ستمهل كل من يحمل السلاح في منطقتي مخيم اليرموك والتضامن، فترة زمنية مدتها 20 يوماً، للخروج من المنطقة أو “ستحرق المنطقة بمن فيها”.

 

سجن طرطوس: “مقبرة جيدة لمن يستحقون الموت

بشار جابر

مازال استعصاء معتقلي سجن طرطوس المركزي قائماً، ولكن المعلومات عن أوضاع المُعتقلين تبدو ضبابية. فالسجن يضم مئات معتقلي الرأي والموقوفين والمغيبين قسراً من المدنيين والنشطاء، ومعظمهم من سُنّة طرطوس وقراها. النظام تمكّن من منع أخبار الاستعصاء من الخروج إلى الإعلام، أو تحكم بما يريد خروجه من أنباء، وسط توقع ارتكابه جرائم جديدة بحق المُغيّبين فيه.

 

قد يكون سجن طرطوس المركزي، أحد أسوأ مراكز الاعتقال في سوريا، وفق ما يُمليه الواقع الطائفي؛ فكلما ازداد ارتباط الدولة ومؤسساتها القمعية بالبيئة الاجتماعية الموالية للنظام، يكون الهامش المدني في حالٍ أكثر سوءاً وآلماً. فالقمع هنا متحرر من كل قيد.

 

قد تكون البداية الأفضل لفهم عملية الاعتقال في سجن طرطوس، في فيديو نُشِرَ نهاية العام 2012، وظهرت فيه نساء ورجال من مدينة طرطوس، يصعدون إلى حافلة نقل داخلي فيها معتقلين معصوبي العيون. الأهالي الصاعدون إلى الحافلة يقومون بضرب المعتقلين بأحذيتهم، تحت أنظار رجال الأمن والشرطة. هذا المشهد لم يُصنع، فكثيراً ما روى معتقلو بانياس والقرى السُنية حول مدينة طرطوس، حكايا عن أفعال مماثلة: يتوقف الباص وسط المدينة، ويُسمح للأهالي بتفريغ عنفهم على المعتقلين. هذا الإبدال العنفي، هو سماح النظام الأمني لمواليه العاديين، بفرصة الانتقام من معارضيه؛ ضربهم وشتمهم، والبصاق عليهم وتعنيفهم.

 

ولا يتمكن المعتقلون وأغلبهم ناشطون مدنيون من معرفة وجوه معنفيهم، لكن اللهجة الساحلية للضاربين، تكفي لإشعال أحقاد لا متناهية في نفوس المُعنّفين. إبدال الخوف الداخلي للعلويين، بالعنف المباشر، فرصة يمنحها النظام دوماً لمواليه من العلويين، كطريقة عاطفية لمطابقة سلوك مؤسساته العنفيه مع حواضنه الشعبية. إبدال يتواطؤ فيه الطرفان؛ النظام ومواليه، في اقتراف فعل الذنب، والمكابرة عليه.

 

بين العامين 2013 و2014، عَرَفَ سجن طرطوس زيارات مرعبة لابن هلال الأسد، سليمان، الذي خصص خمسة أيام في الأسبوع لزيارة السجون في الساحل السوري. سليمان كان يزور سجن طرطوس المركزي يوماً واحداً في الأسبوع، بما يكفي لقتله شاباً أو اثنين تحت التعذيب.

 

في شهادة حصلت عليها “المدن” من عائلة في بانياس، اعتقل أربعة من أبنائها، قال أحد الشباب إن أخيه قُتل على يد سليمان الأسد، وإن جلسات التعذيب كان تتم بحضور مدير السجن أحياناً. الزيارات الليلية سمع فيها الساحل كُله. وقد أوقفها هلال الأسد، قبل موته بفترة، على خلفية قتل سليمان تحت التعذيب لأكثر من معتقل في فرع “الأمن العسكري” في اللاذقية.

 

يُشاع في سوريا أن الانتقال من معتقلات فروع الأمن إلى السجن المدني، هو كالخروج إلى الجنة. فالسجون المدنية ترضخ لحال الواقع الاجتماعي، وقد يسود التراحم بين المساجين. وأفراد الشرطة أكثر رحمة ورأفة، والفساد داخل السجون يُمكّنُ المساجين من تأمين متطلبات أساسية للبقاء لكنها مستحيلة داخل معتقلات فروع الأمن. وفي الحد الأدنى، قد يلجأ المعتقل إلى القانون، ويتمكن من تكليف محامٍ ليمثله أمام المحكمة.

 

سجن طرطوس، ليس على هذا الحال الشائع، بل هو فرع أمني أكبر حجماً. وفي طرطوس لا يمكن معرفة شيء عن سجنها بشكل جيد، فأغلب أهالي المدينة العلويين يُصوّرون السجن بوصفه “مقبرة جيدة لمن يستحقون الموت”.

 

في الآونة الأخيرة، وصلت أصوات من داخل السجن، عن وجود اضطرابات فيه، سببها العنف الذي يتعرض له المساجين. عنف لا يتوقف داخل سجن مدني، ويطال خصوصاً المعتقلين السياسيين. فأولئك المعتقلون لا يتم تحويلهم إلى المحكمة بعد انتهاء الاستجوابات في فروع الأمن، ووصولهم الى السجن المدني، ولا يتوقف تعذيبهم. هذا الاستثناء في سجن طرطوس فيه من الرغبة أكثر ما فيه من الاضطرار. وفيه من الموافقة الأهلية للعلويين، أكثر ما فيه من رفضهم هذه الظاهرة. وقد يُجيب العاديون من الناس، من أبناء البيئة الموالية، بأن “على الدولة أن تحرق السجن، وتقتل المعتقلين أو تعدمهم”.

 

الأخبار عن الاستعصاء داخل السجن تجعل توتر موالي النظام في طرطوس أكثر وضوحاً وقسوة. وتدور ردود أفعالهم بمعظمها على الشكل الآتي: “ليقتلهم.. يحرقهم، ويدفنهم”. فالمُعتَقل هو “إرهابي”، ولو كان ما فعله ضد النظام هو كتابة منشور في “فايسبوك”. قد يكون منشأ الميل للعنف هو خوف هائل، إلا أن استحضار النظام له بكثافة بعد الثورة السورية، أعطاه قيمة مركزية صارت ملحقة بالشخصية العلوية ضد الآخر السُني.

 

فحرق المعارضة وقتلهم وتعذيبهم، عبارات تدلُ على الرغبة بالتخلص من عقدة الذنب، ولعنة الخوف. التخلص الجسدي من الآخر، بات المتاح الفعلي للتخلص من الخوف.

 

وسط ذلك الصمت، لمعرفة أخبار سجن طرطوس عليك الذهاب إلى الريف القريب من المدينة، الريف السُني تحديداً، في قرى مدينة بانياس. الخارجون من السجن، يحكون عن الغرف التي لا تتوقف عن استقبال المعتقلين السياسيين، وتعريضهم لـ”حفلات” العنف. ومصطلح “الحفلة” رائج شعبياً، لإخفاء التعذيب، وإحلال السخرية محل الألم.

 

أقارب أحد المعتقلين في السجن، قالوا إن لا عون لابنهم في الداخل، فمن المستحيل اختراق السجن عبر الفساد. هنا تنتصر العصبية على المال، فغالبية حراس السجن وموظفيه وقيادته من العلويين، ما تجعله عصياً على التدخلات الخارجية. فمن غير اللائق والمشرف للسجانيين رحمة المعارضين أو التوقف عن الانتقام منهم.

 

ويتعرض “النزلاء” السياسيون لمعاملة انتقامية ثأرية لا تتوقف، ومحاولات الإضراب التي يُسمع عنها لا صدى خارجياً لها، لأن البيئة الأهلية قد تُبرر قتل المُعتقلين. والأفضل أن لا نسأل من يريدونه مقبرة لمن فيه، عن أوضاع المعتقلين في سجن طرطوس المركزي. وأهالي الريف لا يعرفون شيئاً عن أبنائهم. وما يصل من أخبار من داخل السجن إلى الخارج، هو اختصار هائل لما يحدث فيه. فالسجن فرع أمن موسع، وكل الحكايا قابلة للتصديق.

 

هذا إذا لم يكن النظام وموالوه، يُحبذون ما يتسرب من اشاعات عن السجن. فذلك يجعل العنف مستساغاً، والجرائم التي تقع ضرورة لتفريغ عنفٍ لا يهدأ تجاه الآخر.

 

ما يخرج من السجن مُفجعٌ، لكن ما يفهمه الموالون من التعذيب: “استحقاق إلهي لعدو عليه أن يتعذب، وإن تمرد يجب أن يُحرق”. لذا، فأهالي السجناء لا يعرفون شيئاً عن أبنائهم، والإشاعات تكفي ليظنوا أن أولادهم بحكم القتلى.

 

المدن

 

روسيا تتجه لحسم معركة حلب مستثمرة أجواء الود بينها وترامب

لندن – في تطور لافت في سوريا، نفّذت طائرات مقاتلة، أقلعت من الحاملة الروسية أميرال كوزنتسوف في البحر المتوسط، لأول مرة غارات على مواقع لمنظمات جهادية، وفق ما أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو الثلاثاء.

 

وتأتي هذه الغارات الروسية بعد توقف قارب الشهر على قصف الأحياء الشرقية من مدينة حلب السورية.

 

وقال شويغو “لأول مرة في تاريخ الأسطول الروسي، تشارك حاملة الطائرات أميرال كوزنتسوف في عمليات مسلحة”.

 

وأكد وزير الدفاع الروسي أن العمليات الجوية شملت بالأساس مناطق في إدلب (غرب) وحمص (وسط)، دون أن يشير إلى أي قصف في حلب، مع أن المرصد السوري وجماعات المعارضة أكدوا وقوع هجمات جوية نفذتها طائرات سورية وروسية على الأحياء الشرقية من المدينة.

 

وأبدى دبلوماسيون غربيون في العاصمة البريطانية قلقهم من حركة السفن الروسية في البحار ومما تحضّره موسكو ميدانيا لفرض أمر واقع في الشرق الأوسط قبل تولي الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب رسميا مقاليد الحكم في الولايات المتحدة في 20 من يناير المقبل.

 

واستندت هذه الأوساط على تقارير عسكرية وعلى تصريحات علنية روسية بالاستعداد لمعركة في حلب هدفها السيطرة على المدينة كاملة تحت عنوان طرد عناصر جبهة فتح الشام (النصرة) من المدينة.

 

وتحدثت المعلومات عن أن السفن الحربية الروسية وحاملة طائراتها باتت على أهبة الاستعداد لهجوم محتمل للانقضاض على حلب بدعم من القوى التابعة لإيران وفي مقدمتها قوات حزب الله اللبناني، الذي أجرى مؤخرا استعراضا عسكريا لافتا في القصير في رسالة أراد التسويق من خلالها إلى إنه أضحى رقما مهما في المعادلة

 

السورية.

 

وترى مراجع غربية أن معركة حلب حلقة من سلسلة تصبّ في الهدف الإستراتيجي لروسيا وهو تثبيت أقدامها في المنطقة وجعلها رقما صعبا في المعادلات الإقليمية والدولية، خصوصا أن خطاب الرئيس ترامب يجرّ مياها إلى الطواحين الروسية لجهة الاعتراف بالدور الروسي في سوريا و”وقف الدعم الأميركي” للمعارضة لصالح نظام الرئيس بشار الأسد.

 

 

سيرغي شويغو: لأول مرة في تاريخ الأسطول الروسي، تشارك كوزنتسوف في عمليات مسلحة

واعتبرت صحيفة إندبندنت البريطانية أن “استعداد روسيا للسيطرة على مناطق المعارضة في حلب ليس إلا خطوة ثانية لمهمة روسيا في المنطقة”.

 

وتعتقد مصادر أوروبية في لندن أن روسيا ستبحث عن عناوين تتجاوز القضاء على داعش والنصرة لإدامة نفوذها في المنطقة، على الرغم من قناعة هذه المصادر بأن روسيا وحلفاءها، ورغم احتمال التبدل في استراتيجيات واشنطن في سوريا، سيواجهون صعوبة في حسم المعركة عسكريا.

 

ونقلت إندبندنت عن السفير الروسي في بريطانيا، الكسندر ياكيفنكو، قوله، إن النصرة هي منظمة إرهابية تابعة لتنظيم القاعدة وإن هناك جماعات “من المتمردين” تدعم “النصرة” وهي تتلقى بدورها دعما من الغرب.

 

كما نقلت الصحيفة عن مستشار روسي سابق في الشؤون الخارجية أن “توقيت تنفيذ عملية تحرير حلب يعود إلى العوامل اللوجستية ولا علاقة له بالانتخابات الأميركية”، مضيفا أنه من غير المنطقي أن يتم التركيز فقط على داعش دون النصرة، فهما وجهان لعملة واحدة، وإن هناك الكثير من المعلومات الاستخبارتية التي تثبت أن إرهابيي داعش ينضمون إلى النصرة. وقال المستشار الروسي إن الأميركيين يدركون أن لا فارق بين التنظيمين.

 

وكانت تقارير للحلف الأطلسي تحدثت عن أن الاستعراض العسكري الذي تقوم به السفن والغواصات الروسية لا يضيف جديدا لرفد الموقف الروسي حيال معركة حلب، وأن ما تمتلكه روسيا في قواعدها الجوية في سوريا يؤمن قوة نارية هائلة لم تستطع حتى الآن إنجاز إسقاط المدينة كاملة في يد الجيش السوري والميليشيات الداعمة له.

 

ورأت هذه التقارير أن لهذا الاستعراض أهدافا لتفحّص الرد الفعل الغربي، والذي مازال غير مواكب وخجول ولا يمثّل ردعا لطموحات الرئيس فلاديمير بوتين.

 

وكان ينس ستولتنبرج، الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، قد صرح الثلاثاء، بأن الحلف يريد إجراء حوار مع روسيا بعد أن اتفق الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الاثنين، على “تعاون بناء”.

 

وقال ستولتنبرج للصحافيين قبل محادثات مع وزراء دفاع الاتحاد الأوروبي في بروكسل إن “رسالة حلف شمال الأطلسي هي أننا نريد الحوار مع موسكو. فروسيا أكبر جارة لنا وهي موجودة لتبقى ولا سيما عندما تتزايد التوترات، ولا سيما عندما نواجه تحديات أمنية مختلفة كثيرة من المهم إجراء حوار”. ويرى مراقبون أميركيون أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيعمد إلى قضم الإنجازات وفرض الأمر الواقع، محاولا عدم استفزاز الإدارة الجديدة للبيت الأبيض، وأنه يسعى من خلال التواصل الشخصي مع دونالد ترامب إلى تحقيق تفاهمات أوحى بها الأخير في سوريا، إلا أن هذه الأوساط تتوقع لهذا الود الشكلي أن يسقط بسبب تناقض المصالح التاريخية والآنية بين مؤسسات الولايات المتحدة وروسيا وبسبب تعقّد الملفات الدولية التي تتناقض داخلها مواقف الدولتين.

 

«ستراتفور»: النظام السوري يقترب من إحكام السيطرة على حلب تزامنا مع انتصار «ترامب»

ترجمة وتحرير أسامة محمد – الخليج الجديد

وعلى الرغم من إمضائهم أشهر في عملية التحضير، فإن المحاولة الأخيرة للثوار السوريين لكسر الحصار على حلب تبدو على وشك الفشل. الهجوم الذي بدأ في 28 أكتوبر/تشرين الأول، انطوى على مستوى غير مسبوق من التعاون بين مجموعة من الجماعات المتمردة بالرغم من الأيديولوجيات المتباينة. وقد جاء الثوار لمساعدة أقرانهم المحاصرين في شرق حلب. حققت العمليات تقدما سريعا على الأقل في البداية. وبعد ثلاثة أيام من التقدم المطرد للثوار توقفت العمليات قبل أن يجد الثوار أنفسهم مرة أخرى في مواجهة وابل هجمات من الموالين للنظام.

 

تحليل

خلال أول محاولة لصد تقدم الموالين على حلب في أوائل أغسطس/آب، حاول الثوار الاقتراب من المدينة من خلال مناطق أكثر انفتاحا مثل تلك المؤدية إلى أكاديمية مدفعية الراموسة. وهذه المرة، ركزوا جهودهم على التحرك مباشرة في المناطق الحضرية الأكثر كثافة من حلب الجديدة. تعلم الثوار من المعارك السابقة أنهم يكونون أقل عرضة للضربات جوية في المناطق المبنية في المدينة، بسبب قربها من الموالين للنظام وانخفاض قدرة الطائرات الروسية والسورية على استخدام الذخائر الموجهة. ومع ذلك، فإن المتمردين لا يزالون يواجهون احتمالات صعبة: حيث أن القوات الموالية للحكومة في حلب وحولها تتباهى بالأرقام العالية وقوة النيران.

 

بعد تحقيق مكاسب في منيان وضاحية الأسد خلال الأيام القليلة الأولى من الهجوم، توقف تقدم الثوار وسط سلسلة من الهجمات المضادة الثقيلة. بقيادة نخبة الرضوان التابعة لحزب الله وبدعم من القوات الجوية الروسية، حيث اجتاحت القوات الموالية عدة مواقع حاسمة للثوار ، بما في ذلك تل مؤتة، ومنطقة الشقق والمنطقة المحيطة بمدرسة الحكمة. وعكست الخسائر زخم المعركة وأجبرت الثوار على التراجع إلى موقف دفاعي.

 

إن عدم قدرة الثوار على كسر حصار الموالين للنظام،على الرغم من تحضير موارد كبيرة لهذا الجهد، لا يبشر بالخير بالنسبة لنظرائهم العالقين في المدينة. بعد أن نجح الموالون في صد قوة إغاثة الثوار، فإنهم أحدثوا منطقة عازلة هائلة في جميع أنحاء حلب، والتي من شأنها تعقيد أي هجمات للثوار في المستقبل. الآن، لا لم تعد مسالة سقوط حلب بيد الموالين سوى مسألة وقت. والجواب يعتمد كليا على مدى قدرة المتمردين تحت الحصار الطويل على تحمل الظروف القاسية مع القليل من الموارد المتاحة.

 

رغم ذلك لا تزال هناك فرصة للثوار. طالما لديهم وحدة كبيرة داخل المدينة، فسوف تستمر القوات الموالية في تطويقهم. ولن تكون هذه القوات قادرة على المشاركة في عمليات في أماكن أخرى، ربما لعدة شهور، مما يوفر للثوار المساحة اللازمة لتنظيم صفوفهم بعد عام من النكسات في ساحة المعركة السورية.

 

من هنا، فإن الأولوية للثوار هي إعداد أنفسهم ضد عملية تقدم الموالين المستقبلية التي يمكن أن تشمل حتى هجوما مباشرا على أراضي أساسية في محافظة إدلب. العاصمة الإقليمية (إدلب) يمكن أن تواجه نفس المصير المحتمل الذي ينتظر حلب، ويكاد يكون من المؤكد أن وضع الثوار لن يتعافى. وسوف يكونون خارج المعاقل الحضرية المتبقية، نحو المناطق الريفية التي لن تشكل تهديدا وجوديا للحكومة في دمشق.

 

مع المواجهة الصعبة على نحو متزايد، فإن الثوار في حاجة إلى كل المساعدات الخارجية التي يمكن أن يحصلوا عليها. لكن انتخاب «دونالد ترامب» كرئيس للولايات المتحدة المقبل قد يكون مؤشرا على ضعف في التزام واشنطن تجاههم في الأشهر المقبلة (ترامب عارض تسليح المعارضة السورية في العديد من تصريحاته السابقة). ومع سياسة اللامبالاة من الولايات المتحدة لم تتوقف تركيا والمملكة العربية السعودية وقطر وغيرها من القوى في الشرق الأوسط عن تكثيف دعمها للثوار. ولكن على الرغم من ذلك، فإن الثوار قد هزموا من قبل القوة الكبيرة للموالين. وحتى لو لم ينجح النظام في إنهاء سيطرتهم، فمن المؤكد أن الثوار سيكونون في موقف دفاعي في سوريا في الأشهر المقبلة.

المصدر | ستراتفور

 

«ناشيونال إنترست»: أهم 5 معاهدات في تاريخ العالم

ترجمة وتحرير أسامة محمد – الخليج الجديد

أينما كانت هناك دول، تكون هناك معاهدات. منذ العصور القديمة، كانت المعاهدات أداة حاسمة من أدوات فنون الحكم والدبلوماسية. هناك الكثير من المعاهدات والاتفاقات المبرمة بين الدول المختلفة، التي غالبا ما كتبت نهاية صراعات وتسببت في إعادة تشكيل عميق للحدود والاقتصاد والتحالفات والعلاقات الدولية. نطرح هنا خمسة من أهم المعاهدات في التاريخ.

 

معاهدة توردسيلاس (1494)

وهي معاهدة بين البرتغال وإسبانيا (مملكة قشتالة)، ونوقشت من قبل البابوية وكانت حول تقسيم الأراضي المكتشفة حديثا خارج أوروبا بين البلدين على طول خط الطول من خلال ما يعرف الآن بشرق البرازيل. في حين سيطرت أسبانيا على معظم الأمريكتين، وقعت البرازيل التي كانت لا تزال غير مكتشفة بيد البرتغال.

 

كانت المعاهدة لمصلحة البرتغال، حيث زادت ثروتها من الطريق التجاري بين أوروبا وآسيا. على المدى الطويل، نجحت البرتغال من الخروج من سيطرة إنكلترا وهولندا التجارية. ومن حيث السيطرة على الأرض، كان الأمر أكثر صعوبة بالنسبة لدولة صغيرة كالبرتغال للاستيلاء والسيطرة على الأراضي التي توجد فيها في آسيا. أسبانيا، من ناحية أخرى، استحوذت على إمبراطورية ضخمة في أمريكا اللاتينية، واكتشفت لاحقا الثروة المعدنية الهائلة هناك.

 

في نهاية المطاف، وبطبيعة الحال، اختارت القوى الأخرى تجاهل المعاهدة، التي استبعدت منها، بما في ذلك بريطانيا وهولندا وفرنسا.

 

صلح ويستفاليا (1648)

يتألف صلح ويستفاليا من اثنتين من المعاهدات ذات الصلة، ومعاهدة مونستر ومعاهدة أوسنابروك، حيث تم توقيعها في نهاية حرب الثلاثين عاما التي دارت بين الدول الكاثوليكية والبروتستانتية، على الرغم من أن دولا مثل فرنسا لعبت مع كلا الجانبين لتحقيق مكاسب. على الرغم من أن سلام ويستفاليا أثر فقط في دول أوروبا الغربية والوسطى، فقد كان له في نهاية المطاف عواقب عالمية.

 

أنشأ نظام ويستفاليا أهم مبادئ النظام الدولي. حيث حددت المعاهدة الخصائص الأساسية للدولة القومية. وأنشأت المعاهدة فكرة السيادة الإقليمية، وأن كل دولة وحدها مسؤولة عن القانون والنظام والضرائب والسيطرة على السكان في أراضيها. بالإضافة إلى ذلك، تم الاعتراف بحق كل دولة في إجراء ترتيباتها الدينية والسياسية الداخلية الخاصة بها. وتعتبر هذه الخصائص الآن أهم المعايير العالمية.

 

معاهدة باريس (1783)

معاهدة باريس (1783)، أقدم معاهدة وقعتها الولايات المتحدة لا تزال سارية المفعول، وقد أنهت الثورة الأميركية، وهي واحدة من أكثر أهمية في تاريخ العالم.

 

أدى فريق التفاوض الأميركي، المشكل من «جون جاي»، «بنيامين فرانكلين» و«جون آدامز» بشكل مذهل. لم يرد حلفاء أمريكا، فرنسا وأسبانيا، أن تجري الولايات المتحدة صلحا منفردا. ولكن استمرار القتال مستعرا في منطقة البحر الكاريبي وجبل طارق، هو ما سعى له الأميركيون، حيث أنهم كانوا يشعرون أنهم سيحصلون على صفقة أفضل عن طريق التعامل المباشر مع لندن. كان الفرنسيون يعقدون أملهم في أن أمريكا ستكون دولة صغيرة وضعيفا، مع حفاظ البريطانيين على الأراضي شمال نهر أوهايو وسيطرة الإسبان على دولة عازلة في الجنوب. بدلا من ذلك، قرر البريطانيون أن تكون أمريكا دولة قوية وناجحة اقتصاديا في خدمة مصالحهم وضد المصالح الفرنسية. وكانت بريطانيا مقتنعة أن تعطي الدولة الجديدة حدودا حتى نهر المسيسيبي، وكذلك حقوق الصيد في كندا. وهذا مكن الولايات المتحدة لاحقا من التوسع غربا وأن تصبح القوة العالمية الأولى.

 

مؤتمر فيينا (1814-1815)

حدث مؤتمر فيينا في نهاية الحروب النابليونية وتغيرت بعده هيئة أوروبا بشكل كبير. وقد تم التوقيع على عدة معاهدات في المؤتمر، وكان أهمها معاهدة باريس 1814 (هناك الكثير من معاهدات باريس).

 

وكان مؤتمر فيينا حريا بالذكر خصوصا بسبب النجاح الذي حققه، في حين أن بعض المؤرخين في وقت لاحق وصموا المؤتمر بأنه «رجعي»، إلا أنه منع اندلاع حرب أوروبية كبيرة لمئات السنين. كيف تحقق ذلك؟

 

أولا: جميع الأطراف، بما في ذلك فرنسا المهزومة ، كانت جزءا من المفاوضات. ويعزى ذلك إلى الشكل غير الرسمي للمؤتمر، الذي سمح للجهات المختلفة، بالتوصل إلى حل وسط. في حين أن هذا لم يجعل من الجميع سعداء، فقد تم التأكد من أن لا أحد كان سيكون سعيدا تماما. فعلى سبيل المثال، فقدت السويد فنلندا لصالح روسيا، لكنها كسبت النرويج من الدنمارك. الدنمارك، في المقابل، كسبت كروا السويدية ودوقية ونبورغ من هانوفر. وكتعويض أعطيت هانوفر شرق فريزيا من بروسيا.

 

ثانيا: فإن المعاهدة أدت إلى الحد من مستوى القسوة التي فرضت على الأطراف الخاسرة. حيث خسرت فرنسا الأراضي التي حصل عليها نابليون لكنها أبقت على حدودها ما قبل الحرب.وقد سمح للبلدان التي وقفت إلى جانب فرنسا، مثل ساكسونيا بالاحتفاظ باستقلالها، على الرغم من الدعوات إلى عكس ذلك. على عكس معاهدات الحرب العالمية الأولى، لم يتم إجراء أية محاولات لإلغاء بلدان بأكملها أو تغيير الترتيبات السياسية الداخلية. كل هذا ساهم في استقرار هائل. والشيء الوحيد المؤسف أنه بسبب كل المساومات في المؤتمر، لم يتم إعادة تأسيس بولندا المستقلة.

 

معاهدة فرساي (1919)

تم التوقيع على معاهدة فرساي بين الحلفاء الغربيين وألمانيا في نهاية الحرب العالمية الأولى والطريقة التي تم التعامل معها كانت متناقضة بشكل صارخ مع الطريقة الشاملة التي تم تنظيمها في أوبا بعد نابليون. شارك في معاهدة فرساي كل من النمسا، المجر، بلغاريا وما تبقى من الإمبراطورية العثمانية.

 

عوقبت ألمانيا، بطبيعة الحال، بفقدان مساحات من الأراضي وكانت التعويضات، إلى حد كبير بناء على طلب فرنسا، انتقامية. وتفككت ألمانيا، وكان ذلك منعا لتزايد الغضب في بلدان أوروبية أخرى كبيرة.

 

كما أدت شروط الرئيس «وودرو ويلسون» أيضا إلى إنشاء دول قومية جديدة ضعيفة، والتي بالكاد تستطيع الدفاع عن نفسها على المدى الطويل ضد القوى المفترسة مثل الاتحاد السوفيتي وألمانيا. التدخل في الهياكل السياسية الداخلية للقوى هزم دولا مثل ألمانيا وخلق ظروفا من المتاعب، وأدي في نهاية المطاف إلى الحرب العالمية الثانية.

 

كما أن معاهدات ذات صلة مثل سيفر ولوزان أوصلت الإمبراطورية العثمانية إلى التفتت، مع عواقب وخيمة على منطقة الشرق الأوسط: حيث خسر الأرمن والأكراد. ومعظم العرب مثل سوريا والعراق وجدوا أنفسهم تحت الحكم الاستعماري الفرنسي والبريطاني ، وإذا نظرنا إلى واقعنا اليوم فإن عواقب هذا الأمر في كثير من الدول صارت واضحة جدا.

المصدر | ناشيونال إنترست

 

عشرات القتلى بغارات على حلب ونفاد المؤن الغذائية  

أفاد مراسل الجزيرة في حلب بسقوط ستون قتيلا وعشرات الجرحى في أعنف قصف جوي وهجوم مدفعي للنظام السوي على أحياء حلب الشرقية المحاصرة منذ أكثر من شهر، يأتي ذلك بينما شارفت المساعدات الإنسانية والمؤن القليلة المتبقية على النفاد مع توزيع متطوعي إغاثة آخر الحصص المتبقية في مخازنهم.

 

وقال مراسل الجزيرة في ريف حلب ميلاد فضل إن قوات النظام شنت منذ فجر اليوم الأربعاء أعنف هجوم منذ أسابيع على أحياء حلب الشرقية مستخدمة المروحيات والبراميل المتفجرة والصواريخ والقصف المدفعي، مشيرا إلى أن حصيلة الضحايا ليست نهائية بسبب استمرار القصف وانتشال الضحايا من تحت الأنقاض.

 

وأوضح المراسل أن القصف شمل أحياء الشعار والسكري وهنانو وطريق الباب وكرم البيك إضافة إلى بلدات في ريف حلب الغربي ما أسفر عن سقوط عدد كبير من الضحايا بينهم أطفال.

 

كما تعرضت -بحسب مسار برس- مدينتا عندان وحيرتان لقصف جوي روسي أوقع عددا من الجرحى في صفوف المدنيين وخلف دمارا كبيرا بالمنازل.

 

وكان مراسل الجزيرة أشار إلى أن عدد المستشفيات التي تعرضت للقصف الروسي ارتفع في أقل من 24 ساعة في حلب إلى ثلاثة، كما تسبب القصف في إصابة عدد من أفراد الطواقم الطبية في المستشفيات المستهدفة.

 

من جهة أخرى، صدت فصائل جيش الفتح محاولات قوات النظام ومليشياته الأجنبية للتقدم على ثلاث جبهات داخل حلب، كما قتلت عددا من قوات النظام في الاشتباكات والمعارك المستمرة غربي حلب.

 

نفاد الغذاء

ويتزامن تكثيف القصف والهجوم الأعنف على حلب مع تأكيد منظمة إغاثية محلية في مدينة حلب اليوم الأربعاء توزيع آخر المساعدات المتوفرة لديها لسكان الأحياء الشرقية.

 

وفي السياق، أكد برنامج الغذاء العالمي توزيعه آخر المساعدات الغذائية في الأحياء الشرقية من حلب. وكانت الأمم المتحدة أعلنت الخميس أن الحصص الغذائية المتبقية في شرق حلب ستنفد الأسبوع الحالي.

 

وقال عمار قدح مدير مؤسسة الشام الإنسانية التي تنشط في الأحياء المحاصرة شرق حلب لوكالة الصحافة الفرنسية “فرغت مستودعاتنا ولم يعد يوجد ما نوزعه”.

 

وبعدما جرت العادة في الأشهر الماضية أن توزع المنظمة صندوقين على كل عائلة يحويان مواد غذائية تكفي لشهر، اكتفت هذه المرة بتوزيع كيس واحد على كل عائلة.

 

ويتضمن الكيس الموزع كيلوغرامين من الأرز ومثلهما من العدس ومن السكر إضافة إلى لترين من الزيت النباتي وبعض المعلبات التي بالكاد تكفي عائلة من خمسة أشخاص لمدة أسبوع.

 

هجمات أخرى

في غضون ذلك، نفذ طيران النظام غارات بالقنابل العنقودية والفسفورية على مدينتي خان شيخون وجسر الشغور وبلدات الكفير والهبيط والتمانعة في ريف إدلب، الأمر الذي أسفر عن مقتل رجل وطفلين وإصابة عدد من المدنيين وفق شبكة مسار برس.

 

وقال مدير مركز الدفاع المدني في محافظة إدلب يحيى عرجة إن القصف استهدف المدنيين الآمنين في بيوتهم في قرية كفر جالس، مشيرا إلى وجود دمار هائل في البيوت.

 

كما تعرضت دات اللطامنة وطيبة الإمام وكفرزيتا في ريف حماة الشمالي وسط البلاد لغارات جوية ما خلف دمارا في ممتلكات المدنيين.

 

على صعيد آخر، حذر ناشطون من نقل قوات النظام بعض معتقلي سجن حماة المركزي إلى سجن صيدنايا أو الأفرع الأمنية، وذلك في خرق للاتفاق الذي أبرم في وقت سابق بين النظام والمعتقلين، وينص على عدم نقل السجناء إلى سجون أخرى والعمل على إخلاء سبيلهم.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2016

 

موسكو تستثني حلب من القصف وتكشف أهداف عمليتها  

جدد المتحدث باسم الكرملين تأكيد روسيا استثناء مدينة حلب شمال سوريا من عمليات القصف الواسعة التي بدأتها في سوريا أمس الثلاثاء، وكشفت صحيفة كوميرسانت الروسية أن العملية العسكرية تهدف إلى تدمير مستودعات الأسلحة والذخيرة ومراكز تجمع مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا) في محافظتي إدلب (شمال) وحمص (وسط).

وردا على سؤال للصحفيين ما إذا كانت موسكو ستستمر في وقف غاراتها على مواقع في حلب قال المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف إن وقف قصف حلب مستمر في الوقت الراهن، ويأتي هذا التأكيد بعد يوم من إعلان الجيش الروسي أنه لم يقصف حلب منذ 28 يوما وهو الأمر الذي نفته المعارضة السورية المسلحة التي أكدت استهداف الطيران الروسي مناطق متفرقة من حلب بما فيها ثلاثة مستشفيات خلال اليومين الماضيين.

 

وعلمت صحيفة كوميرسانت من مصادر عسكرية روسية أن قصف مواقع المعارضة في محافظة إدلب يهدف إلى قطع طرق الإمدادات بالأسلحة والمقاتلين إلى جبهات حلب الشرقية، كما تهدف العملية إلى منع انتقال مقاتلي تنظيم الدولة في ريف حمص باتجاه منطقة تدمر.

 

ولم تستبعد المصادر أن تنتقل العملية الجوية الروسية إلى حلب قريبا، مشيرة إلى أن الأمر مرهون بقرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

 

واستأنفت قوات النظام السوري وروسيا ضرباتها الجوية على الأحياء الشرقية المحاصرة في مدينة حلب بحسب المعارضة السورية، تزامنا مع تنفيذ طائرات روسية أولى طلعاتها فوق سوريا انطلاقا من حاملة الطائرات الأميرال كوزنتسوف، وأطلقت الفرقاطة “أميرال غريغوروفيتش” صواريخ عابرة من نوع “كاليبر” على أهداف سورية عدة.

 

وكان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو قال أمس الثلاثاء إن روسيا شنت ضربات صاروخية جديدة على مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية وجبهة فتح الشام (النصرة سابقا) في منطقتي إدلب وحمص في شمال غرب ووسط سوريا.

 

واستنكرت واشنطن استئناف روسيا والنظام السوري الغارات على حلب معتبرة أنها “انتهاك للقانون الدولي” وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية إليزابيث تروداو أمس الثلاثاء إن “التقارير القادمة من حلب تشير إلى استهداف مقاتلات النظام وروسيا 5 مستشفيات وسيارة إسعاف”.

 

وأشارت المتحدثة إلى أن الإدارة الأميركية تسعى إلى إيصال المساعدات الإنسانية إلى المحاصرين في حلب، بينما تعرقل موسكو هذه الجهود المبذولة في هذا الخصوص.

 

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2016

 

لماذا أوقفت روسيا توريد الأسلحة لسوريا؟  

افتكار مانع-موسكو

 

أثارت تصريحات مسؤولين روس حول إيقاف شحنات الأسلحة الروسية لسوريا تساؤلات بشأن أبعاد هذا التغير اللافت، ولا سيما أنه يتناقض مع تزايد الوجود العسكري الروسي وإرسال روسيا قطعا من أسطولها إلى الشواطئ السورية.

 

وعبر مدير الهيئة الفدرالية الروسية للتعاون العسكري والتقني ألكسندر فومين الأسبوع الماضي عن أسفه لتوقف توريدات الأسلحة الروسية إلى سوريا، موضحا أن روسيا أرسلت كميات كبيرة من الأسلحة والمعدات لجيش النظام، وأن الأوضاع الصعبة بسبب احتدام المواجهة لا تسمح بتوريد المزيد.

 

وتتناقض هذه التصريحات مع إعلان سابق للرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن تزويد النظام السوري بمعدات عسكرية-تقنية لدعمه في مواجهة الإرهاب، وأن بلاده عازمة على مواصلة هذا الدعم، داعيا الدول الأخرى للمساهمة.

 

وسبق أن بررت روسيا تزويد نظام بشار الأسد بكميات كبيرة من السلاح أثناء الثورة السورية بأن هذا يأتي تنفيذا لعقود موقعة في وقت سابق، وعندما شعرت أن النظام يوشك على السقوط أمام تقدم المعارضة المسلحة قررت إرسال طائراتها الحربية، ثم قواتها البرية، وها هي اليوم ترسل أساطيلها البحرية.

 

وفرة

تعليقا على التحول في الموقف الروسي، رأى المحلل العسكري فيكتور ليتوفكين أنه يأتي موافقا لقرارات الأمم المتحدة بحظر توريد السلاح إلى مناطق النزاعات المسلحة، مع أن روسيا قدمت كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر لسوريا سابقا، وجيش النظام لا يعاني من نقص التسليح.

 

وأضاف أن الأنباء التي تتحدث عن عدم مقدرة نظام الأسد على تسديد أثمان الأسلحة الروسية غير واقعية، فللسداد  طرق عديدة غير المال، مثل السماح بوجود قواعد عسكرية على الأراضي السورية، وتوفير الموانئ السورية والتسهيلات الأخرى.

 

من ناحية أخرى، رأى رئيس مركز التنبؤ والتحليل العسكري الروسي أناتولي تسيغانوك أن قرار إيقاف توريد السلاح يعود إلى أربعة أسباب؛ الأول هو عدم مقدرة جيش النظام على استيعاب أنواع جديدة ومتطورة من الأسلحة.

 

وضرب تسيغانوك مثالا لذلك بأن جيش النظام لا يقوم بالصيانة والفحص الدوري وما تحتاجه الآليات من زيوت وقطع غيار لضمان عملها بنفس الكفاءة، ما يؤدي إلى خروجها من الخدمة بعد حين وتركها في أرض المعركة، ثم المطالبة بالحصول على قطع جديدة.

 

وأضاف أن السبب الثاني هو عدم وجود كوادر عسكرية مدربة على الاستخدام الفعال للأسلحة الحديثة، وإهمالهم للتعليمات الواجب اتباعها للاستخدام الصحيح.

 

وأضاف تسيغانوك في حديثه للجزيرة نت أن تدريب طواقم قيادة الدبابات والآليات قد يتطلب ستة أشهر، ولا يجوز الزج بالجنود بلا تدريب في المعارك بمعدات جديدة وحديثة، وإلا أصبحت الأسلحة المتطورة مجرد كتل من الحديد المتحركة ولا تقاتل بفاعلية، فيسهل اصطيادها.

 

وتابع أن السبب الثالث هو غياب الاستراتيجية لدى جيش النظام وانحدار معنويات أفراده وفرار الكثيرين منهم من أرض المعركة تاركين خلفهم معداتهم الحديثة.

 

أما السبب الأخير فهو عدم مقدرة النظام على تسديد فواتير صفقات السلاح، وعدم وفائه بالتزاماته.

 

وختم المحلل الروسي بالقول إن القوات الروسية في سوريا لديها من السلاح والعتاد ما يكفيها للاستمرار في القتال والصمود في مواقعها، ولا سيما بعد وصول الأسطول الروسي إلى الموانئ السورية.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2016

 

روسيا: وقف إطلاق النار في حلب مستمر بالوقت الراهن

دبي – قناة العربية

قال الكرملين، الأربعاء، إن وقف الضربات الجوية الروسية لأهداف في مدينة حلب لا يزال سارياً في الوقت الراهن، وذلك بعد يوم من نفي الجيش الروسي قصفه المدينة السورية منذ 28 يوماً.

وشنت روسيا، الثلاثاء، ضربات صاروخية منسقة ضد مقاتلي معارضة في مناطق أخرى من سوريا، واستخدمت لأول مرة حاملة طائراتها الوحيدة في القتال.

وعندما سئل إن كان وقف الضربات ضد أهداف في حلب لا يزال ساريا أجاب المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف بالإيجاب.

وبالرغم من النفي الروسي فإن الساحة السورية قد شهدت في الساعات الأخيرة تصعيداً للعمليات العسكرية في عدد من المدن والبلدات، ففي حلب جدد طيران النظام – المدعوم بالقوة الجوية الروسية وأسطولها المتمركز في البحر الأبيض المتوسط – قصفه لأحياء الفردوس والشعار والأنصاري والمواصلات القديمة والقاطرجي وقاضي عسكر والصاخور في المنطقة الشرقية للمدينة.

وجاء هذا التصعيد تزامناً مع اندلاع اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، والفصائل من طرف آخر في محور العويجة ومحاور أخرى.

 

من جهة ثانية، هددت قوات النظام سكان حي الوعر في حمص بالتصعيد إذا لم يوافقوا على المضي بالاتفاق دون الإفراج عن المعتقلين.

فيما بدا هذا التهديد جلياً بعد أن قامت قوات النظام باستهداف الحي بالاسطوانات المتفجرة وقذائف المدفعية والهاون، ما أسفر عن إصابة المركز الطبي الوحيد في الحي بإحدى الاسطوانات المتفجرة، إضافة إلى مقتل 7 مدنيين على الأقل جراء استمرار القصف بالقذائف والرشاشات الثقيلة.

أما محافظة إدلب، فقد طالها هي الأخرى قصف طائرات النظام مستهدفاً مدينة خان شيخون وقرية كفر جالس بريف إدلب، ما أسفر عن مقتل وجرح عدد من المدنيين.

كما تعرّض مخيم خان الشيح في ريف دمشق والمزارع المحيطة لقصف بالبراميل المتفجرة والصواريخ.

أما على جبهة محاربة تنظيم داعش في الرقة، فقد أحرزت قوات سوريا الديمقراطية تقدماً في ريف الرقة الشمالي، بعد أن استعادت 10 قرى من قبضة التنظيم، إثر معارك عنيفة بين الجانبين أسفرت عن خسائر بشرية.

 

مسؤولون بالائتلاف الوطني: انسحاب روسيا من الجنائية الدولية لتجنب محاسبتها على “جرائمها” في سورية

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 16 تشرين الثاني/نوفمبر 2016

روما- اعتبر مسؤولون ينتمون الى الائتلاف الوطني  المعارض للنظام في سورية أن سحب روسيا توقيعها من اتفاقية روما التي نصت على تشكيل المحكمة الجنائية الدولية، هو  “هروب من محاسبتها على جرائم الحرب التي ارتكبتها بحق المدنيين في سورية”، على حد وصفهم.

 

وقال عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني محمد جوجة إن “موسكو محاصرة بجرائم حرب عديدة ولم تعد لها خيارات سوى الهرب من المحاسبة عن جرائمها وفق اتفاقية روما”، حسبما نقل عنه المكتب الاعلامي للائتلاف.

 

وأضاف أن “هذه الحادثة لها دلالات أخرى تصعيدية، محذراً من أن تقوم بشن هجمات دموية جديدة ضد المدنيين في أماكن مختلفة في سورية”.

 

وتشكلت المحكمة الجنائية الدولية عام 2002 بموجب ميثاق روما، والتي تبناها المؤتمر الدبلوماسي برعاية الأمم المتحدة في روما في 17 تموز/يوليو 1998. وكانت روسيا وقعت على الاتفاقية المؤسِسة في 13 أيلول/سبتمبر 2000.

 

وتختص المحكمة الجنائية، مقرها في هولندا، بالمحاسبة على جرائم الإبادة الجماعية، والجرائم ضد الإنسانية، وجرائم الحرب، كما يمكن للمحكمة أن تنظر بقضايا أشخاص متهمين بارتكاب هذه الجرائم مباشرة، أو آخرين لديهم مسؤولية غير مباشرة فيها.

 

وبدوره،  لفت عضو اللجنة القانونية في الائتلاف، ياسر الفرحان الى أن “المنظمات الحقوقية وثقت مئات الجرائم التي ارتكبتها روسيا في سورية، إضافة إلى العديد من الأدلة الدامغة ضدها”,  ورأى أن “موسكو قررت التنصل من العدالة الدولية للاستمرار في جرائمها ضد الشعب السوري، لافتاً الانتباه إلى أن ذلك القرار يضعف الثقة بالمجتمع الدولي ومنظماته الدولية”.

 

وكان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين قد اعلن تعليق مشاركة بلاده في اتفاقية روما الخاصة بتأسيس المحكمة الجنائية الدولية.  وجاء القرار الروسي في اعقاب إدلاء المدعية العامة للمحكمة الجنائية بتصريحات “أثارت استياء شديدا” في موسكو،  حسبما تناقلت وسائل اعلام روسية، تضمنت وصفها للأزمة الأوكرانية بـ”حرب” شنتها روسيا ضد كييف، واعتبرت شبه جزيرة القرم “منطقة محتلة”.

 

أكراد سورية ينسحبون لشرق الفرات ويرضخون للشروط التركية

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 16 تشرين الثاني/نوفمبر 2016

روما – أعلنت القيادة العامة لـ (وحدات حماية الشعب) الكردية السورية اليوم الأربعاء انسحاب جميع قواتها إلى شرق نهر الفرات، وبررت انسحابها بأنها انتهت من تدريب مجلس منبج العسكري وتريد ترك المدينة والتوجه نحو مدينة الرقة لطرد تنظيم الدولة  منها، فيما يُعتقد على نطاق واسع أن قرار الانسحاب الكردي جاء تجاوباً مع ضغوط دولية للتجاوب مع الشروط التركية التي ترفض أي تواجد للأكراد غرب هر الفرات.

 

وفي بيان لها، قالت قيادة القوات الكردية “قامت قواتنا بمساعدة المجلس العسكري لمنبج بتحرير مدينة منبج وريفها وأهلها من ظلم عصابات داعش الإرهابية بمشاركة فعالة لقوات التحالف الدولي في 15 آب/أغسطس 2016 ، وبعد التحرير قامت وحداتنا بمساعدة قوات التحالف الدولي على تأهيل القوات التابعة للمجلس العسكري لمنبج، التي باتت تملك الآن مؤسسات عسكرية وأمنية كافية، وأصبحت قادرة على الدفاع عن تراب منبج وشعبها أمام جميع الأخطار المحدقة بها”، ولهذا “نُعلن عن انسحاب قواتنا إلى شرق نهر الفرات للمشاركة في حملة (غضب الفرات) لتحرير الرقة”.

 

وهذه هي المرة الثانية التي تُعلن فيها وحدات حماية الشعب الكردية سحب قواتها من مدينة منبج باتجاه مناطق سيطرتها شرق نهر الفرات، وتسليمها لمجلس منبج العسكري الذي أنشأته، حيث سبق لها إعلان انسحابها من المدينة وتسليمها لمجلس منبج  نهاية آب/أغسطس الماضي، لكنها لم تنسحب عملياً في ذلك الوقت، وبقي انسحابها نظرياً فقط.

 

ويأتي إعلان انسحاب وحدات حماية الشعب الكردية بالتزامن مع وصول فصائل الجيش الحر المشاركة في عملية (درع الفرات) إلى مشارف مدينة الباب الاستراتيجية شمال سورية، تلك الفصائل المدعومة من تركيا، براً وجواً، حيث سيطرت الثلاثاء على بلدة قباسين شمال شرق مدينة الباب طاردة تنظيم الدولة منها، ضمن ما يُعرف باسم “المرحلة الثالثة” من عملية (درع الفرات).

 

وتحاول فصائل الجيش الحر المدعومة بقوة من تركيا قطع الطريق على قوات سورية الديمقراطية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، الذي تُشكّل وحدات حماية الشعب الكردية بنيته الأساسية، ومنع هذه القوات من التقدم باتجاه مدينة الباب، ومن ثم التحضير لطردها من مدينة منبج، كما ترفض إشراك القوات الكردية بعمليات طرد تنظيم الدولة  من الرقة.

 

وتحظى مدينتا الباب ومنبج، أكبر مدن ريف حلب، بأهمية كبيرة بسبب موقعهما الاستراتيجي، حيث تسعى القوات الكردية للسيطرة عليهما بهدف ربط المناطق التي تريد هذه القوات إنشاء فيدرالية فيها، وسيطرة فصائل الجيش الحر تقضي على إمكانية قيام هذه الفيدرالية.

 

وشددت تركيا وفصائل المعارضة السورية غير مرة على ضرورة انسحاب القوات الكردية إلى شرق نهر الفرات، وهددت باستخدام القوة لتنفيذ ذلك،، وبدأت بالفعل عمليات عسكرية للوصول لمنبج والباب لدفع الأكراد للتوجه نحو شرق الفرات، وهو ما أعلنت عنه اليوم القوات الكردية.

 

المرصد السوري: مقتل 32 في تجدد الغارات الجوية على شرق حلب

من إيلين فرانسيس

 

بيروت (رويترز) – قال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومسعفون وعاملون في الإغاثة إن غارات جوية ضربت مناطق محيطة بمستشفى للأطفال وبنك للدم في شرق حلب الذي يسيطر عليه مقاتلوا المعارضة في اليوم الثاني من تجدد القصف الذي أودى بحياة ما لا يقل عن 32 شخصا.

 

والغارات الجوية جزء من تصعيد عسكري أوسع من جانب الحكومة السورية وحلفائها ومن بينهم روسيا التي شنت هجمات صاروخية منسقة على مقاتلي المعارضة يوم الثلاثاء مستخدمة للمرة الأولى حاملة الطائرات الوحيدة لديها.

 

وقال المرصد السوري إن الغارات على شرق حلب يوم الأربعاء أودت بحياة ما لا يقل عن 21 شخصا من بينهم خمسة أطفال وعامل إغاثة.

 

وأشار المرصد إلى أن الأحياء المستهدفة في القصف شملت الشعار والسكري والصاخور وكرم البيك.

 

واستمرت الغارات الجوية أيضا في الريف الواقع إلى الغرب من حلب والذي يشن منه مقاتلو المعارضة هجمات على المناطق التي تسيطر عليها الحكومة. وذكر المرصد أن هجوما على قرية باتبو قتل فيه ما لا يقل عن 19 شخصا من بينهم ثلاثة أطفال.

 

ونفت موسكو تقارير بأن طائراتها ضربت المدينة في حملة القصف المتجددة مشيرة إلى أنها ملتزمة بتعليق الغارات الجوية في المدينة.

 

ويبدو أن قصف شرق حلب منذ يوم الثلاثاء يمثل نهاية هدنة داخل المدينة أعلنتها روسيا في 18 أكتوبر تشرين الأول والتي التزم بها أيضا الجيش السوري إلى حد بعيد.

 

وقال المرصد وسكان إن شرق المدينة تعرض لقصف بصواريخ اطلقت من طائرات وبراميل متفجرة ألقتها مروحيات فضلا عن نيران المدفعية التي أطلقتها القوات الحكومية.

 

وقال بيبرس مشعل وهو مسعف في منظمة الدفاع المدني السوري في شرق حلب لرويترز “لهذه اللحظة البراميل تسقط بكثافة على حلب.. القصف لا يهدأ.. (القصف) المروحي لا يوقف ولا لحظة.”

 

الأحياء المستهدفة

 

ذكر المرصد السوري أن الغارات أصابت محيط مستشفى للأطفال وبنك للدم في حي الشعار ومدرسة في حي صلاح الدين.

 

وقال مسؤول بالجمعية الطبية السورية الأمريكية للإغاثة نقلا عن تقارير من زملاء له في حلب إن سيارتي إسعاف دمرتا أيضا.

 

وقال مضر شيخو وهو ممرض في شرق حلب “تصبّحنا على القصف ولهلق شغال مروحي وحربي… حرقوا (حي) الشعار أمس واليوم.”

 

وأظهر تسجيل مصور بثه شيخو على موقع للتواصل الاجتماعي على الإنترنت وقال إنه صُور يوم الأربعاء مبنى به فجوات كبيرة وآثار حريق بجانب كومة كبيرة من الأنقاض وقطع معدنية ملتوية قال إنها كل ما تبقى من مبنى آخر.

 

وقال إبراهيم أبو الليث المسؤول بالدفاع المدني إن أكثر من أربعين غارة استهدفت حي الشعار. وأضاف قائلا “اليوم القصف جدا جدا عنيف.”

 

وأصابت ضربات جوية يوم الاثنين وصباح الثلاثاء مستشفيات في ثلاث بلدات وقرى بالمناطق الخاضعة للمعارضة إلى الغرب من حلب مما أدى إلى خروجها جميعا من الخدمة. ونفت دمشق وموسكو استهداف المستشفيات.

 

وقالت منظمة الصحة العالمية إن خمس مستشفيات في محافظتي حلب وإدلب تعرضت منذ الأحد لهجمات ضارية مما قلص بشدة وصول المواطنين في شمال سوريا إلى الخدمات الصحية.

 

وذكر التلفزيون السوري الرسمي يوم الثلاثاء أن سلاح الجو السوري شارك في الضربات ضد “معاقل للإرهابيين” في حلب القديمة بينما قالت روسيا إنها ضربت مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة -التي غيرت اسمها إلى جبهة فتح الشام- في أماكن أخرى من البلاد دون أن تذكر حلب.

 

وقالت قناة الإخبارية السورية الرسمية إن هناك عمليات انتشار واسعة للقوات على عدد من الجبهات الرئيسية في مسرح حلب استعدادا لهجوم بري واسع النطاق. وأضافت القناة أن الهجوم وشيك وفي انتظار ساعة الصفر.

 

وأصبحت حلب أعنف جبهة في الحرب الدائرة في سوريا منذ خمس سنوات ونصف بين قوات الحكومة السورية التي تدعمها روسيا وإيران وفصائل شيعية من جهة وبين مقاتلي المعارضة وأغلبهم من السنة وبعضهم تدعمه تركيا والولايات المتحدة ودول خليجية من جهة أخرى.

 

وحلب منقسمة منذ سنوات بين قطاع غربي تسيطر عليه الحكومة وشرقي يسيطر عليه مقاتلو المعارضة والذي يحاصره الجيش السوري وحلفاؤه منذ الصيف. وتشمل القوات المتحالفة معه الحرس الثوري الإيراني وحزب الله الشيعي اللبنانية وفصائل شيعية عراقية.

 

(إعداد علي خفاجي للنشرة العربية – تحرير وجدي الالفي)

 

لافارج هولسيم ترفض مزاعم بشأن تمويل الدولة الإسلامية في سوريا

زوريخ (رويترز) – رفضت مجموعة لافارج هولسيم للأسمنت يوم الأربعاء تلميحات إلى أن عملياتها في سوريا في 2013 و2014 ربما ساهمت في تمويل متشددي تنظيم الدولة الإسلامية.

 

وقالت الشركة في بيان “ترفض المجموعة رفضا تاما أي تلميح إلى تمويل منظمات مصنفة على أنها إرهابية.”

 

وقالت جماعتان مدافعتان عن حقوق الإنسان يوم الثلاثاء إنهما أقامتا شكوى قانونية في باريس ضد شركة لافارج للأسمنت -التي أصبحت العام الماضي جزءا من مجموعة لافارج هولسيم ومقرها سويسرا- قائلتين إن بعض أعمالها في سوريا ربما جعلتها متورطة في تمويل تنظيم الدولة الإسلامية وفي جرائم حرب.

 

وقالت لافارج هولسيم إن بضع شركات للمحاماة فوضتها لجنة المالية وتدقيق الحسابات بالمجموعة تجري تحقيقا في تلك المزاعم.

 

وأضافت قائلة “التحقيق سيحدد ما إذا كانت القواعد قد اتُبعت وما إذا كان ينبغي تعديل العمليات.”

 

(إعداد علي خفاجي للنشرة العربية- تحرير وجدي الالفي)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى