أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأربعاء 16 كانون الثاني 2013

 

أكثر من 200 قتيل واتهامات متبادلة بتفجير جامعة حلب

الدوحة – محمد المكي احمد

لندن، دمشق، بيروت، نيويورك – «الحياة»، ا ف ب – تبادل النظام السوري ومصادر المعارضة الاتهامات بشأن الانفجار الكبير الذي وقع امس في كلية الهندسة المعمارية والمدينة الجامعية في حلب في اليوم الاول للامتحانات الجامعية. وقال محافظ حلب وحيد عقاد ان حصيلة «التفجير الارهابي» بلغت 82 قتيلاً واكثر من 162 جريحا. غير ان المعارضة اتهمت النظام باصابة المبنى الجامعي بقذيفة نتيجة قصف جوي للمدينة. وتجاوزت حصيلة القتلى في تفجيرات ومواجهات امس في مختلف انحاء سورية مئتي قتيل، بحسب ارقام هيئة الثورة ولجان التنسيق السورية، بينهم القتلى الذين سقطوا في تفجير جامعة حلب، فيما سقط آخرون في حمص وريفها وفي ريف دمشق وادلب. وتزامنت الزيارة التي يقوم بها رئيس الحكومة السورية وائل الحلقي لطهران مع تصريحات لنائب وزير الخارجية فيصل المقداد اكد فيها ان من حق الرئيس بشار الاسد الترشح مجدداً للانتخابات الرئاسية والتي يفترض ان تجري مبدئياً في العام المقبل. وقال في حديث بالانكليزية الى هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي)، رداً على سؤال عن رغبة الاسد بالترشح: «اين الخطأ في ذلك؟. ان نظاما جديدا بقيادة الرئيس الاسد هو نظام يتمتع بالصدقية، فلمَ استبعاده بشكل تلقائي؟».

من جهة اخرى، شدد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني على «أننا في الجامعة العربية قررنا دعم الشعب السوري والطلب من الرئيس بشار بشكل علني مغادرة السلطة حتى يستطيع الشعب السوري أن يختار من يقوده وطريقة حكمه في المستقبل». ورد على سؤال، في مؤتمر صحافي مساء أمس مع رئيس الوزراء الليبي علي زيدان على كلام وزير الخارجية الروسي بأن ابعاد الأسد مستحيل، فقال: إننا نحترم روسيا لكنه لا بد من معرفة ما يريده الشعب السوري. ولذلك قررنا في الجامعة دعم الشعب السوري ومطالبة بشار بمغادرة السلطة، لافتا الى دمار الآلة الحكومية الذي يشابه دمار الحرب العالمية وأكثر من ستين ألف قتيل. لذلك لا يمكن لا العالم العربي ولا الغربي أن يتعامل مع نظام ذبح شعبه ودمر بلده، ولا يمكن ان تمر هذه الامور من دون محاسبة. نحن رجونا الرئيس بشار ورفاقه أن يتركوا. ونحن سنتعامل مع الموقف القانوني لهم اذا ارادوا أن يتركوا، هذا الامر ُطرح في الجامعة العربية وبتفاهمات مع حلفائنا الآخرين».

وسألت «الحياة» الشيخ حمد: هل قطر مستعدة لاستضافة بشار في حال قرر ذلك، وهل من آلية عربية لتحقيق ذلك، فأجاب «أولا دعه يقرر الرحيل ويمشي ونحن سنجد له الآلية المناسبة التي تحفظ له ولعائلته ولأعوانه حقوقهم، ولكن كلما تأخر (الرحيل) سيصعب الأمر، هذه الفكرة كانت منذ شهرين من الجامعة العربية، أنا لا أعرف الآن هل هي مقبولة لدى المعارضة والشعب السوري. هذه قضية مهمة (رأي الشعب)، أين يلجأ بشار الى قطر أو غيره، هذا موضوع عندما يكون هناك حديث واضح حوله ممكن، لكن أي شيء يتم لا بد أن يتم بموافقة الشعب السوري أو من يمثله».

واعرب عن استعداد قطر للمساهمة في الوساطة لاطلاق الأسرى اللبنانيبن المعتقلين لدى المعارضة السورية كما فعلت مع الأسرى الايرانيين. وقال إن وزير الداخلية اللبناني مروان شربل الذي وصل الى الدوحة امس «سيتكلم في هذا الموضوع وأية مساعدة نستطيع ان نقدمها لأي طرف وتكون في اطار منظم ومقبول للطرفين فان قطر تسعى دائما للخير».

وعشية اجتماعات «المجلس الوطني» السوري التي تبدأ اليوم في اسطنبول جدد رئيس المجلس جورج صبرا في حديث الى «الحياة» دعوة المجتمع الدولي لتقديم أسلحة نوعية لـ «الجيش الحر» واقامة منطقة حظر جوي تمهيدا لتشكيل حكومة انتقالية، وحض دول العالم على تقديم بشار الأسد الى محكمة الجنايات الدولية، ورد على دعوة موسكو للمعارضة لتقديم مقترحات للحوار إنه «لا حوار مع بشار ونظامه». وقال صبرا إن المكتب التفيذي لـ «المجلس الوطني» سيجتمع أولا، ثم تعقد «الهيئة السياسية للائتلاف» اول اجتماع لها منذ تشكيلها، ويعقب ذلك اجتماع «الهيئة العامة للائتلاف» لانهاء ترتيب المؤسسات السياسية وتقويم المرحلة الماضية وبحث الخطط المقبلة، وعلى رأسها موضوع الحكومة الموقتة».

الى ذلك قالت مصادر ديبلوماسية غربية لـ «الحياة» ان الحكومة السورية اتخذت خطوات للسيطرة العسكرية على الحدود مع الاردن لـ «متطلبات الامن والدفاع». وكانت مصادر اعلامية سورية كشفت ان مجلس الوزراء السوري قرر «استملاكا عاجلا» لعقارات واراض في 15 قرية تابعة لمحافظة السويداء وتمتد على طول الحدود مع الاردن. ونشر موقع «الاقتصادي» السوري الخاص تفاصيل قرار الحكومة السورية، من انه يتضمن ان يكون الاستملاك «بصفة مستعجلة» وبعمق 30 متراً على طول الحدود الأردنية، ذلك لـ»تنفيذ الأعمال الإنشائية والمدنية وشبكة التحصينات الترابية التي تقتضيها متطلبات الأمن والدفاع».

وتزامن الاعلان عن هذا القرار مع استقبال وزير خارجية الاردن ناصر جودة رئيس «الائتلاف الوطني» معاذ الخطيب وتعيين اللواء محمد الزواهرة مساعد مدير الامن العام مسؤولاً عن ملف اللاجئين السوريين الذين يقدر عددهم في الاردن بـ 300 الف شخص.

وفي نيويورك علم ان روسيا تسعى الى عقد اجتماع للدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن حول سورية قبل الاستماع الى الإبراهيمي في الاجتماع المقرر في ٢٩ الشهر الحالي. وقال مصادر غربية إن قرار عقد الاجتماع سيعتمد على مدى التقدم المحرز في المحادثات بين روسيا والولايات المتحدة. وقال ديبلوماسي عربي إن ثمة «تقارباً روسيا – أميركيا في الملف السوري والجميع يريد التوصل الى حل سياسي، وفي حال الاتفاق على عقد اجتماع على مستوى الدول الخمس الكبرى فإنه سيكون مؤشراً على تحقيق تقدم فعلي».

 موسكو: إحالة سوريا إلى «الجنائية» ستعزز تشدد الطرفين

مذبحة همجية في جامعة حلب: 240 قتيلاً وجريحاً

الدم الغزير المسفوك في جامعة حلب أمس كان جريمة موصوفة، ومذبحة حقيقية بحصيلتها المرعبة. القاتل يرتكب جريمته باسم القتل، والقتيل يموت بلا غرض. والقتلى طلاب، ومن جامعة حلب، وبينهم نازحون هاربون من الموت.. والطلاب في امتحاناتهم او في غرف مسكنهم الجامعي، والانفجار في منطقة بني زيد في حلب، كانت تفترض بعض الامان في هذه المدينة المنكوبة. لكن ذلك لم يكن….

ووقعت مجزرة في اليوم الأول من الامتحانات الجامعية في حلب ذهب ضحيتها أكثر من 80 قتيلا، وأصيب 160، في أضخم هجوم من نوعه يستهدف جامعة سورية منذ اشتعال الازمة قبل سنتين.

في هذا الوقت، رفضت موسكو مبادرة تقدمت بها حوالي 56 دولة إلى مجلس الأمن الدولي لإجراء تحقيق في ارتكاب جرائم حرب من خلال المحكمة الجنائية الدولية، محذرة من أنه ستكون لهذا الأمر «نتائج عكسية على مستوى الهدف الرئيسي حاليا وهو الإنهاء الفوري لسفك الدماء»، كما أنها «لن تؤول إلا إلى تعزيز المواقف المتشددة لدى الأطراف المتنازعة».

وأعلن عدد من المسؤولين الإيرانيين، خلال لقائهم رئيس الحكومة السورية وائل الحلقي في طهران، دعم إيران أي خطة حل للأزمة في إطار مطالب الشعب السوري، مكررين التزامهم «المطلق بدعم سوريا، حكومة وشعبا، وتعزيز مقومات صمودها وتقديم ما تحتاج اليه من مساعدات ومواد أساسية وضرورية»، بينما أعلن الحلقي أن «الشعب السوري مطمئن لأنه سينجح في التغلب علي المشاكل». (تفاصيل ص 12)

ورأى نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، في مقابلة مع قناة «سي ان ان» الأميركية بثت أمس، «بدأنا تحقيق الانتصار، وأنا متأكد من أننا سننتصر في النهاية وأنا متفائل للغاية». وأضاف «أستمد ثقتي بالوضع من الرئيس (بشار) الأسد وهو ايجابي ومتفائل طوال الوقت». وأكد أن «القوات السورية لم تفقد سيطرتها على المناطق الشمالية والشرقية من البلاد»، مضيفاً «يمكننا الذهاب إليها في أي وقت ويمكن للجيش استعادة هذه المناطق».

إلى ذلك، نقلت وكالة «الأناضول» التركية عن مصادر مقربة من المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي قولها ان التقرير الذي سيقدمه إلى مجلس الأمن «يتضمن مجموعة من التوصيات، في مقدمتها حث مجلس الأمن على تفعيل دوره ودعم بيان جنيف بشأن الأزمة السورية الصادر في حزيران الماضي»، مؤكدة أن «الإبراهيمي لن يعلن فشل مهمته ولن يعتذر عن استكمالها».

وقتل 83 شخصا، وأصيب 160، في انفجارين في جامعة حلب تضاربت المعلومات حول طبيعتهما. وقال محافظ حلب وحيد عقاد لوكالة «فرانس برس» ان «82 شهيدا وأكثر من 160 جريحا هم حصيلة التفجير الإرهابي

الذي استهدف طلابنا في أول يوم امتحانات لهم في جامعة حلب حتى الآن».

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان «قتل 83 شخصا في انفجارين وقعا في المنطقة بين السكن الجامعي وكلية الهندسة المعمارية في القسم الشمالي من جامعة حلب»، مشيرا إلى أن العدد مرشح للارتفاع بسبب «وجود أكثر من 150 جريحا بعضهم بحالة خطرة». وأوضح أن القتلى هم من الطلاب والنازحين الذين لجأوا إلى السكن الجامعي.

وتضاربت المعلومات حول سبب الانفجارين. ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مصدر مسؤول قوله ان «مجموعة إرهابية قامت بإطلاق قذيفتين صاروخيتين من منطقة الليرمون على جامعة حلب، ما أسفر عن وقوع عدد من الضحايا والإصابات بين المواطنين وأضرار مادية بالمكان». وأضاف ان «القذيفتين الصاروخيتين أسفرتا عن استشهاد وإصابة عدد من الطلاب في أول يوم للامتحانات في جامعة حلب، إضافة إلى عدد من المواطنين النازحين من بيوتهم جراء أعمال المجموعات الإرهابية والمقيمين في المدينة الجامعية في منطقة بني زيد في حلب».

ونقل مراسل «فرانس برس» في المدينة عن مصدر عسكري قوله ان المسلحين أطلقوا صاروخ ارض ـ جو مضادا للطائرات في اتجاه طائرة حربية كانت تحلق في المنطقة، لكنه اخطأ الهدف وسقط على الجامعة. وقال معارضون، على موقع «فايسبوك»، ان طائرة حربية قصفت الجامعة بقنبلتين، في حين تحدث آخرون عن انفجار سيارة مففخة.

وبث معارضون شريط فيديو على «يوتيوب»، قالوا ان طالبا التقطه من داخل كلية العمارة، وبدت فيه حال من الهلع بين الطلاب الذين سمع بعضهم يجهش بالبكاء، في حين تراجع آخرون إلى أقسام في داخل المبنى وبدت قطع من الزجاج المتناثر وأجزاء محطمة من الأسقف. وعرضت قناة «الإخبارية» السورية لقطات من مكان الانفجار، تظهر سيارات تحترق وأخرى شبه مدمرة، بينما تبدو جثة واحدة على الأقل ممددة وسط الطريق التي يغطيها الركام.

وقال مصدر مسؤول ان الجامعة أرجأت امتحانات اليوم وغدا إلى موعد لاحق. وقرر وزير التعليم العالي محمد يحيى معلا «وقف التدريس والامتحانات في الجامعات السورية غدا (اليوم) حدادا على أرواح الشهداء في جامعة حلب الذين اغتالتهم يد الغدر الإرهابية». وأضاف ان «الرئيس (السوري بشار) الأسد وجه فورا بإعادة تأهيل ما تدمر من جامعة حلب بأقصى سرعة لتأمين سير عملية التدريس والامتحانات في الجامعة».

وقال مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، خلال نقاش في مجلس الأمن حول مكافحة «الإرهاب»، «استهدف عمل جبان طلاب جامعة حلب حين كانوا يؤدون امتحانات منتصف العام. قتل هذا العمل 82 طالبا وأصاب 162 طالبا آخر». وهاجم تركيا وقطر والسعودية و«جماعة سياسية محددة في لبنان»، واتهمهم بتهريب سجناء ومعتقلين من عناصر «القاعدة» وتمويلهم وإدخالهم إلى سوريا. وطالب مجلس الأمن باتخاذ رد حازم يلزم الحكومة التركية إعادة الممتلكات المسروقة من المنشآت في حلب.

وقالت مصادر ديبلوماسية لـ«السفير» في نيويورك، ان موسكو قدمت لأعضاء مجلس الأمن مسودة بيان رئاسي تدعو فيه إلى إدانة التفجير في جامعة حلب، لكن فرنسا طلبت مهلة 24 ساعة لتدرسها حكومتها.

وتضيف مسودة البيان «يؤكد أعضاء مجلس الأمن أن الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره يشكل واحدا من أخطر التهديدات للسلم والأمن الدوليين، وأن أي أعمال إرهابية هي أعمال إجرامية لا يمكن تبريرها بغض النظر عن دوافعها في أي مكان وزمان وأيا يكن مرتكبوها. ويؤكد الأعضاء تصميمهم على مكافحة جميع أشكال الإرهاب وفقا لمسؤولياتهم بموجب ميثاق الأمم المتحدة».

موسكو

ورفضت موسكو مبادرة تقدمت بها 57 دولة إلى مجلس الأمن تطالبه بإحالة ملف التحقيق في «جرائم حرب» مرتكبة في سوريا على المحكمة الجنائية الدولية.

وذكرت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، «نعتبر أن هذه المبادرة تأتي في غير وقتها كما ستكون لها نتائج عكسية على مستوى الهدف الرئيسي حاليا، وهو الإنهاء الفوري لسفك الدماء في سوريا». وأضافت «اننا مقتنعون بأن التكهنات بخصوص ملاحقات جنائية دولية للبحث عن المذنبين لن تؤول إلا إلى تعزيز المواقف المتشددة لدى الأطراف المتنازعة، والى المزيد من الصعوبة في البحث عن سبل التسوية السياسية الديبلوماسية للنزاع السوري».

ودعت «كافة الدول المعنية إلى بذل الجهود من أجل المساهمة في تسوية الأزمة السورية على أساس المبادئ المتفق عليها دوليا، والواردة في قراري مجلس الأمن الدولي 2042 و2043 وبيان جنيف الصادر عن اجتماع مجموعة العمل حول سوريا في 30 حزيران الماضي».

الدوحة وباريس

وقال رئيس الحكومة وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، خلال مؤتمر صحافي مع رئيس الحكومة الليبية علي زيدان محمد في الدوحة، حول تصريح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف انه من المستحيل استبعاد الأسد، «أعتقد أنه يمكن لأي احد تقييم الوضع في سوريا بطريقته»، مضيفا «نحن نحترم روسيا كدولة كبرى ونطلب ونتمنى أن تكون جزءا من الحل وتكون قطر والعالم العربي والعالم الغربي جزءا من الحل كذلك، لكن ينبغي لنكون جزءا من الحل أن نرى ماذا يريد الشعب السوري».

وأضاف ان «الشعب السوري يريد الاستقرار والتغيير، لذلك قررنا في الجامعة العربية أن ندعم الشعب السوري وأن نطلب من الرئيس بشار بشكل علني مغادرة السلطة حتى يستطيع السوريون اختيار من يريدون لقيادتهم والطريقة التي سيحكم بها في المستقبل».

وعن وجود آليات أو خطوات محددة قد تساهم بها الدول العربية لرحيل الأسد، قال حمد «يجب أولا أن يقرر هو الرحيل حتى نجد له الآلية المناسبة التي تحفظ له ولعائلته وأعوانه حقوقهم»، لكنه اعتبر أن «هذا الوضع يصعب كلما تأخر الوقت». وتابع «هذه الفكرة كانت مطروحة منذ شهرين من قبل الجامعة العربية، لكن لا أعرف إذا ما كانت هذه مقبولة الآن لدى المعارضة ولدى الشعب السوري، وهذه قضية مهمة». وقال «الحديث إلى أين يلجأ (الرئيس) بشار الأسد، إذا كان هناك أي شيء يتم حول هذا الموضوع، لا بد من أن يتم بناء على موافقة الشعب السوري أو من يمثل الشعب السوري».

وقال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، في دبي، «حقيقي ان ايران تدعم (الرئيس) بشار الاسد، لكن عليها ان تفكر في ما سيعنيه انهيار هذا النظام». واشار الى «اتفاق واسع في الرأي» بين فرنسا والامارات حول الملف النووي الايراني والملف السوري.

وقال «بشأن سوريا نريد تسريع مرحلة الانتقال السياسي والعمل على ان يتمكن الائتلاف الذي يجمع كل المعارضة من ان يكون السلطة الشرعية».

(«السفير»، ا ف ب، ا ب، رويترز)

                      83 قتيلاً في انفجارين غامضين بجامعة حلب

طهران مع خطة الأسد وموسكو ضد الجنائية

    (و ص ف، رويترز، أ ب، ي ب أ، أ ش أ)

 في واحد من اكثر الايام دموية في الحرب السورية التي انهت امس شهرها الـ22، هز انفجاران غامضان جامعة حلب في شمال البلاد وتسببا بمقتل اكثر من 83 شخصاً وجرح 160 آخرين، فيما تبادل النظام والمعارضة الاتهامات بالمسؤولية عن هذين الانفجارين. وفي الشأن الديبلوماسي، اجرى رئيس الوزراء السوري نادر الحلقي محادثات في طهران مع المسؤولين الايرانيين تناولت الخطة التي عرضها  الرئيس السوري بشار الاسد اخيراً لحل الازمة.

 وقال ناشطون معارضون ان مقاتلات تابعة للنظام شنت غارتين على الجامعة، بينما قالت وسائل الاعلام السورية الرسمية ان مقاتلي المعارضة اطلقوا صاروخين على حرم الجامعة في اليوم الاول من امتحانات نصف السنة. ومعلوم ان الحرم الجامعي يضم الكثير من النازحين من احياء اخرى من المدينة.

 وبث التلفزيون الرسمي في شريط عاجل ان وزير التعليم العالي محمد يحيى معلا قرر “وقف التدريس والامتحانات في الجامعات السورية غدا الاربعاء (اليوم) حدادا “على ارواح الشهداء في جامعة حلب الذين اغتالتهم يد الغدر الارهابية صباح اليوم”. واضاف ان “الرئيس الاسد وجه فوراً باعادة تأهيل ما تدمر من جامعة حلب بأقصى سرعة لتأمين سير العملية التدريسية والامتحانية في الجامعة”. ومعلوم ان الجامعة تقع في المنطقة التي تسيطر عليها القوات النظامية.

وقال المندوب السوري لدى الامم المتحدة السفير بشار الجعفري خلال جلسة لمجلس الامن في شأن مكافحة الارهاب: “استهدف عمل جبان طلاب جامعة حلب حين كانوا يؤدون امتحانات منتصف العام. قتل في هذا العمل 82 طالباً واصاب 162 طالباً آخر”.

 وعقب الانفجارين، اعلنت موسكو إنها علقت عملياتها في قنصليتها بحلب.  وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إنها ترحب بكل من لديه مسائل قنصلية تتطلب حلا وان عليه مراجعة القسم القنصلي في السفارة الروسية بدمشق.

 وفي مجال آخر علقت الخارجية الروسية في بيان على  جهود عشرات الدول لإحالة الأزمة السورية على  المحكمة الجنائية الدولية  قائلة: “نعتقد أن المبادرة في غير موعدها وستأتي بنتائج عكسية لإنجاز المهمة الرئيسية في هذه اللحظة ألا وهي الإنهاء الفوري لإراقة الدماء في سوريا”.

   طهران تدعم الاسد

 * في طهران، نقلت وسائل إعلام إيرانية عن النائب الاول للرئيس الايراني محمد رضا  رحيمي، لدى لقائه  رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي الذي وصل الی  طهران علی رأس وفد رفيع المستوی، إن “إسرائيل والولايات المتحدة والغرب اتحدت لإسقاط الحكومة السوریة”، وأن “الشعب السوري سيتغلب علی كل المؤامرات التي يحوكها الغرب ضد الدول العربية”.

وعن خطة  الأسد لإنهاء العنف في البلاد، قال: “طهران تدعم أي مخطط يساهم في إنهاء النزاعات ویحفظ وحدة سوريا، وذلك في إطار مطالب الشعب السوري”.  ورأى أن “سوريا ستصير بلداً أكثر قوة وثباتا بعد تخطيها المشاكل والأزمات، وستشهد أياما مفعمة بالأمل”.   وأضاف أن “سوريا من الدول المختلفة والبارزة بين الدول العربية”، موضحاً أن “الشعب الإيراني لن ينسی أبداً مواقف سوريا تجاه إيران خلال الحرب الإيرانية العراقية”.

 وأبرز “ضرورة‌ بذل مسؤولي البلدين جهوداً لتطوير العلاقات والتعاون في مختلف المجالات، ومنها الزراعة والنفط”، معتبراً أن “الارتقاء‌ بمستوی العلاقات والتعاون بين البلدین علی كل الصعد سيحفظ رخاء الشعبين”.

 وأشاد الحلقي بجهود إيران ودعمها لسوريا في أوقات الأزمة، معرباً عن أمله في ان تساهم زيارته في فتح صفحة جديدة للعلاقات بين البلدين. وقال إنه يمكن تعزيز علاقات التعاون بين طهران ودمشق في مختلف المجالات التجارية والاقتصادية والثقافية، شأنها شأن العلاقات الإستراتيجية والسياسية، داعياً إلی تطوير مستوی العلاقات والتعاون الثنائي في مختلف المجالات.

 ولاحقاً استقبل الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد رئيس الوزراء السوري.

جبهة حمص

وعلى جبهة اخرى، أفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له عن سقوط عشرات القتلى والجرحى “اثر اقتحام القوات النظامية بساتين الحصوية الواقعة بين الكلية الحربية وحاجز ديك الجن والمنطقة الصناعية ومعمل الغزل” في محافظة حمص.

وأعلنت “الهيئة العامة للثورة السورية” ان القوات النظامية “ارتكبت مجزرة في قرية الحصوية الواقعة بين حي القصور والكلية الحربية في اتجاه الريف الشمالي”، متحدثة عن أكثر من “24 شهيداً… تم اعدامهم ميدانياً داخل منازلهم وحرق جثثهم”.

وأشار المرصد الى ان المنطقة تؤوي أيضا “عدداً من العائلات النازحة من مدينة حمص”، ولا سيما من حي دير بعلبة الذي اقتحمته القوات النظامية في نهاية كانون الأول 2012.

 هولاند

وفي دبي، اعتبر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في مؤتمر صحافي خلال زيارة لدولة الامارات العربية المتحدة ان على ايران، التي تدعم الاسد، “ان تفكر في ما سيعنيه انهيار” النظام السوري. واشار الى “اتفاق واسع في الرأي” بين فرنسا والامارات في هذا الصدد وكذلك في شأن الملف السوري، قائلا: “في شأن سوريا نريد التعجيل في مرحلة الانتقال السياسي والعمل على ان يتمكن الائتلاف الذي يجمع كل المعارضة من ان يكون السلطة الشرعية”.

انان: انهيار فوضوي

وفي نيويورك (علي بردى) دعا المبعوث الخاص المشترك السابق للامم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا كوفي انان الرئيسين الاميركي باراك اوباما والروسي فلاديمير بوتين الى التحلي بـ”القيادة” لايجاد تسوية سياسية للازمة الطاحنة التي تشهدها سوريا، متوقعا “انهيارا فوضويا” في هذا البلد. لكنه استبعد ان تؤدي الحرب الى سحق الرئيس بشار الاسد.

ويصل الممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية الاخضر الابرهيمي الى نيويورك في 28 كانون الثاني الجاري لتقديم احاطة الى مجلس الامن، مع العلم ان المفوضة السامية للامم المتحدة لحقوق الانسان نافي بيلاي ستقدم تقريرا الى المجلس الجمعة المقبلة.

وعلى هامش توقيع كتابه “تدخلات: حياة في الحرب والسلم” في المقر الرئيسي للامم المتحدة بنيويورك، لاحظ الامين العام السابق للمنظمة الدولية ان خلفه الابرهيمي “لا يحظى بالمساعدة التي يحتاج اليها”، مشيرا الى ان “هناك اناسا لا يؤمنون بالوساطة، لا يؤمنون بالعملية السياسية”. ورفض منطق ان “الوساطة تمنح الرئيس السوري بشار الاسد المزيد من الوقت لقتل شعبه”. ووافق الابرهيمي على ان “لا حل عسكريا في هذه الحرب”، مؤكدا انه “ليس ثمة وضع يمكن فيه طرفا واحدا ان ينتصر على ان ينهار الآخرون ويلعبوا دور الموتى. لديك وضع تحصل فيه حرب طائفية”. واضاف انه “من الخطر للغاية ومن غير المنصف للسوريين… ايجاد انطباع انه اذا لم تكن هناك عملية سياسية، يمكن الحرب ان تنتهي بسرعة، بسحق الاسد… هذا لن يحصل”. ودعا الى ان “نصلي جميعا كي لا يحصل ما سيحصل اذا اصر الذين لا يريدون الحل السياسي على موقفهم. سيكون هناك انهيار فوضوي مع قتل انتقامي ومع تطهير عرقي وغموض تام في المنطقة”.

وكشف انه استقال “لانني خسرت فريقي في الطريق الى دمشق… لانني ابلغت اعضاء مجلس الامن اني اريدهم ان يبقوا موحدين، وان يدعموا عملية واحدة”، ولكن “التفت من حولي ووجدتهم يتقاتلون، ويتهمون بعضهم بعضا، عوض التركيز على الموضوع. توصلوا الى تفاهم في جنيف… وبعد اسبوعين، عادوا الى التقاتل حول امكان اتخاذ قرار تحت الفصل السابع، وهذا ما اشار الروس والصينيون في جنيف الى انه لا يمكنهم قبوله”. واذ اعتبر ان ثمة “افتقارا الى القيادة في المجتمع الدولي”، خلص الى “اننا نحتاج الى قيادة من الرئيسين الاميركي باراك اوباما والروسي فلاديمير بوتين. اعتقد انه حيث يخفق الزعماء في القيادة، يمكن الناس ان يتولوا القيادة. الناس لديهم قوة لا نعطيها قدرها في العادة. هناك امور يمكن الناس ان يقوموا بها”.

إيـران تكـرر دعمهـا لأي خطـة تنهـي النـزاع

الحلقـي: سـوريا سـتتغلب علـى المشـاكل

كررت طهران أمس دعمها لأي خطة تسهم في إنهاء النزاع في سوريا وتحفظ وحدة البلاد، فيما أعلن رئيس الحكومة السورية وائل الحلقي أن «الشعب السوري مطمئن لأنه سينجح في التغلب علي المشاكل وسيتخطى الأيام العصيبة».

وقال نائب الرئيس الإيراني محمد رضا رحيمي، خلال لقائه الحلقي الذي بدأ زيارة إلى طهران على رأس وفد وزاري رفيع المستوى، إن «إسرائيل والولايات المتحدة والغرب اتحدت لإسقاط الحكومة السورية»، مضيفا أن «الشعب السوري سيتغلب علي المؤامرات كلها التي يحيكها الغرب ضد الدول العربية».

وحول مبادرة الرئيس السوري بشار الأسد لحل الأزمة، قال رحيمي إن «طهران تدعم أي مخطط يسهم في إنهاء النزاعات ويحفظ وحدة ســوريا، وذلك في إطار مطالب الشــعب الســوري». وأضاف إن «سوريا ستصبح بلدا أكــثر قوة وثبــاتا بعد تخطــيها المشــاكل والأزمات، وستــشهد أياما مفعمة بالأمل. وتابع ان «ســوريا من الدول المختــلفة والبــارزة بين الدول العربية»، موضحا أن «الشعب الإيــراني لن ينــسي أبدا مواقف سوريا تجــاه إيران خلال الحرب الإيرانـية – العراقية».

واعتبر رحيمي أن «إيران وسوريا بلدان لهما مبادئ ولديهما أعداء مشتركون»، موضحا أن «أعداء البلدين خططا ونسقا لضرب كلا البلدين في الوقت الحاضر، لكن الإرادة والعقيدة الصلبة للشعبين ستحبط مؤامرات النظام الاستكباري».

وشدد رحيمي علي «ضرورة بذل مسؤولي البلدين الجهود لتطوير العلاقات والتعاون في مختلف المجالات، ومن بينها الزراعة والنفط»، معتبرا أن «الارتقاء بمستوي العلاقات والتعاون بين البلدين علي جميع الأصعدة سيحفظ رخاء واستقرار الشعبين».

وجدد «التزام إيران المطلق بدعم سوريا، حكومة وشعبا، وتعزيز مقومات صمودها وتقديم ما تحتاجه من مساعدات ومواد أساسية وضرورية، لا سيما في مجال النفط والمستلزمات الأساسية ودعم الطاقة الكهربائية»، معربا عن «تفاؤله وثقته بانتصار سوريا وقدرتها على تجاوز الأزمة والأوضاع الراهنة».

من جهته، أشاد الحلقي، الذي التقى الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد ووزير الخارجية علي اكبر صالحي، «بجهود إيران ودعمها لسوريا في أوقات الأزمة». واعتبر أنه «يمكن تعزيز علاقات التعاون بين طهران ودمشق في مختلف المجالات التجارية والاقتصادية والثقافية، شأنها شأن العلاقات الإستراتيجية والسياسية».

وأشار الحلقي إلي المساعي التي تبذلها الحكومة السورية لحل الأزمة، موضحا أن «الشعب السوري مطمئن لأنه سينجح في التغلب علي المشاكل وسيتخطى الأيام العصيبة».

وقال امين المجلس الأعلى للأمن القومي سعيد جليلي، خلال لقائه الحلقي، ان «تدمير المنشآت العامة والبنى التحتية الصنــاعية وأنابيب نقل النفط وشبــكات الكهرباء يتم بهدف الإضرار بالشعب الســوري»، مضيفا: «يجب على الجميع مســاندة المقاومة في سوريا لإحباط الكيان الصهيوني وحماته في تحقيق أهدافه».

واعتبر الحلقي، الذي التقى وزير الأمن الإيراني حيدر مصلحي، أن «الضغوط التي تمارس ضد سوريا مؤامرة مخطط لها من قبل الكيان الصهيوني والغــرب»، مشــيرا إلى أن «الهدف منها الانتــقام من الشعب السوري لدعمه المقــاومة».

وأكد الحلقي ووزير الخارجية الإيراني علي اكبر صالحي أن «سوريا وإيران تقفان بتعاونهما وصمودهما في وجه المشاريع والمخططات التي يراد منها ضرب المقاومة وزعزعة أمن المنطقة واستقرارها». وأعرب صالحي عن «التزام إيران بدعــم مقــومات صمود سوريا في مواجــهة الأوضاع والتحديات التي تتعرض لها».

والتقى أعضاء الوفد المرافق للحلقي وحاكم مصرف سوريا المركزي أديب ميالة نظراءهم من الجانب الإيراني، حيث أجروا لقاءات ثنائية بحثوا خلالها التعاون المشترك بين وزاراتهم والقطاعات التابعة لها وسبل وآليات تطويرها وتذليل أي عوائق تعترضها. وتركزت اللقاءات على بحث التعاون في القطاعات الاقتصادية والمالية والمصرفية والنفط والغاز والطاقة الكهربائية، فضلاً عن التعاون في مجالات الصحة والمرافق الخدمية والتنموية.

(«السفير»، «سانا»،

«مهر»، «فارس»)

أمريكا تقلل من شأن تقرير صحفي عن استخدام أسلحة كيماوية في سوريا

واشنطن- (رويترز): قللت الولايات المتحدة من شأن تقرير صحفي عن استخدام اسلحة كيماوية في الحرب الدائرة في سوريا لكنها جددت القول بانه إذا استخدم نظام الرئيس السوري بشار الأسد تلك الاسلحة فانه سيحاسب على ذلك.

وقال تومي فيتور المتحدث باسم مجلس الامن القومي بالبيت الابيض في بيان يوم الثلاثاء “التقرير الذي شاهدناه من مصادر اعلامية فيما يتعلق بحوادث مزعومة (لاستخدام) اسلحة كيماوية في سوريا لا ينسجم مع ما نعتقد انه حقيقي بشان برنامج الاسلحة الكيماوية السوري”.

وكان البيت الابيض يعقب على تقرير نشرته في وقت سابق من اليوم نفسه مجلة (فورين بولسي) بأن وزارة الخارجية الامريكية توصلت الي انه من المرجح ان الجيش السوري استخدم غازا ساما ضد شعبه في هجوم سقط فيه قتلى الشهر الماضي.

وقال فيتولا “إذا إرتكب نظام الاسد الخطأ المأساوي بأن استخدم اسلحة كيماوية او أخفق في تنفيذ إلتزامه بتأمينها فان النظام سيحاسب على ذلك”.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الشهر الماضي ان حكومة الاسد قامت بتجميع ترسانتها الكيماوية في مستودعين وذلك في مسعى لجعلها أكثر آمانا. وقلل لافروف ايضا من شأن من احتمالات ان تستخدم تلك الاسلحة ضد مقاتلي المعارضة.

ووفقا للامم المتحدة فإن أكثر من 60 ألف شخص قتلوا في الصراع المستمر منذ 22 شهرا بين قوات الاسد والمعارضة التي تقاتل لانهاء عقود من حكم اسرته.

الجعفري يتهم دولاً ذات نفوذ بإحباط أية إجراءات ملموسة لمكافحة ‘الإرهاب’ في سوريا

نيويورك- (يو بي اي): اتهم سفير سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري دولاً ذات نفوذ بإحباط اتخاذ أية اجراءات ملموسة لمكافحة “الإرهاب” الذي يمارس في سوريا.

وأكد الجعفري، أمام جلسة مجلس الأمن التي عقدت تحت عنوان “الأخطار التي تهدد السلام والأمن الدوليين نتيجة للأعمال الإرهابية”، انه بالرغم من الإقرار الدولي المتأخر بوجود مجموعات “إرهابية” مسلحة يتبع بعضها إلى تنظيم “القاعدة”، والتي ترتكب أفظع الجرائم في سوريا، فإن بعض الدول لا تزال مستمرة علناً في سياساتها الداعمة لهذه التنظيمات “الإرهابية”، من خلال مدها بالمال والسلاح والتدريب وإصدار الفتاوى وتوفير الملاذ الآمن لها ودعمها سياسياً وإعلامياً.

وأضاف السفير السوري “لقد قرعنا ناقوس الخطر مراراً في هذا المجلس، ودعونا للتبصر والحكمة وحذرنا في مئات البيانات واللقاءات والرسائل الرسمية التي قدمناها للأمم المتحدة وأجهزتها خلال الأزمة في سوريا، من مخاطر تدفق الإرهابيين إلى بلادي، تحت مسميات هدامة مثل الجهاد المذهبي والطائفي والحرب المقدسة ضد النسيج الاجتماعي المتنوع الذي يميز الشعب السوري”.

وتابع “طالبنا الدول الداعمة لهذه الجماعات الإرهابية بالكف عن ذلك، ودعونا مجلس الأمن والجمعية العامة ولجان مكافحة الإرهاب لتحمل مسؤولياتها بهذا الشأن، إلاّ ان دولاً ذات نفوذ أحبطت اتخاذ أية إجراءات ملموسة لمكافحة الإرهاب الذي يمارس في بلادي سوريا، لا بل إن هذه الدول ذات النفوذ في هذا المجلس قد حالت حتى دون إصدار 7 بيانات صحافية تدين عمليات إرهابية أودت بحياة مئات السوريين الأبرياء”.

وأكد السفير السوري ان التدخل الإقليمي والدولي في شؤون سوريا الداخلية أصبح فجاً، والتغاضي عن انتهاكات بعض الدول لأبسط المبادئ التي قامت عليها ما يسمى بالشرعية الدولية صار مخجلاً، واستغلال الدم السوري لتنفيذ اجندات سياسية و”إرهابية” وشريرة وتدميرية أضحى فاضحاً، ودعا إلى التعامل بشكل حاسم مع مسألة مكافحة “الإرهاب” في العالم.

وكان أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون قال خلال الجلسة إنه لا يمكن لأي سياسة لمكافحة “الإرهاب” أن تكون فعالة دون معالجة الظروف التي تؤدي إلى انتشار الإرهاب، مضيفاً أن هذا هو الركن الأول من الاستراتيجية العالمية لمكافحة “الإرهاب” الدولي.

وأشار بان، في كلمته خلال إلى ثلاثة أوجه للركن الأول من الاستراتيجية العالمية لمكافحة الإرهاب الدولي.

وقال ان الوجه الأول هي “الصلات الهامة بين التنمية والأمن، لا شيء على الإطلاق يمكن أن يبرر الإرهاب، لا مظالم، ولا أهداف، ولا أي قضية يمكن أن تبرر الأعمال الإرهابية، وفي الوقت ذاته، يجب أن نزيل الظروف التي تغذي هذه المشكلة. فالإرهاب يتقيح حيث تتوطن الصراعات، وحيث لا تتم حماية حقوق الإنسان والكرامة الإنسانية والحياة البشرية ويسود الإفلات من العقاب”.

وأضاف ان الوجهين الآخرين للاستراتيجية العالمية لمكافحة “الإرهاب” هما أهمية الحوار والتفاهم.

وشدد الأمين العام على أهمية أن تطغى الدعوات للرحمة والاعتدال على صوت التعصب والتطرف، مشيراً إلى تزايد استخدام تكنولوجيا المعلومات لنشر الكراهية.

وقال ان “الإرهابيين والمتطرفين يستغلون وسائل الإعلام الاجتماعية لزيادة تطرف المواطنين”.

وأكد بان أهمية أن تحل رسائل السلام والتنمية ورفاهية الإنسان، محل الرسائل “الإرهابية”.

وشدد على أن تحقيق تقدم في جميع هذه المجالات يتطلب بذل جهود مطردة من جانب الدول، بشكل فردي وجماعي.

وحث الجهات الفاعلة الإنسانية والأمنية والسياسية على الانخراط في حوار مفتوح لضمان أن لا تعوق الجهود الرامية إلى منع أعمال الإرهاب إيصال المساعدات ذات الطبيعة الإنسانية للمدنيين في الوقت المناسب.

وقال ان “هذا هو الأمر الأكثر أهمية ونحن تعامل مع حالات الطوارئ الإنسانية المتزايدة في جميع أنحاء العالم، هذا العام، نواجه تحديات في مالي ومنطقة الساحل الأوسع، حيث يتغذى الإرهاب من العوز المدقع ويقوض التنمية عن طريق العنف والتعصب وانتهاكات حقوق الإنسان، إنني أرحب بعزم مجلس الأمن على التصدي للتحدي في تلك المنطقة وجهاً لوجه، وأقدر بشكل خاص نهج المجلس الحساس للعوامل الأساسية التي أدت إلى هذا الوضع الأمني الوخيم”.

ومن بين ضحايا “الإرهاب” خلال العام الماضي، أشار بان إلى الفتاة الباكستانية ملالا يوسفزاي، التي تعرضت لإطلاق النار عليها مع زميلاتها، وقال إنه تأثر جداً بجهودها الشجاعة للدفاع عن الحق الأساسي في التعليم، المنصوص عليه في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وكذلك في تعاليم الإسلام، مضيفاً انه يفخر بأن يعتبر نفسه بين مؤيديها والمتمنين الشفاء لها .

من جهتها قالت وزيرة الخارجية الباكستانية حنا رباني خار، التي ترأست الجلسة، إن التهديد الذي يشكله “الإرهاب” لا ينحصر في هذا اليوم أو في الغد أو في الأسبوع المقبل أو في العام المقبل، إنما هو يؤثر لمدة طويلة، داعية جميع المشاركين في المناقشة العامة إلى مواصلة الاستعداد للتغلب على هذه الآفة.

وأوضحت الوزيرة الباكستانية ان المبادرة الباكستانية لعقد هذه المناقشة تتجذر في هدف المجلس المشترك للسلام العالمي والأمن، الاستقرار والتنمية.

وقالت “بما انه يشكل تهديداً للسلام والأمن الدوليين، فإن الإرهاب يؤثر مباشرة على جميع بلداننا ومناطقنا، وكذلك على الأفراد والمجتمعات، وقد بيّن العقد الأخير ان الإرهاب لا يعرف حدوداً جغرافية”.

وشددت على ان”ما نبحث عنه هو نهج شامل ومترابط أكثر فعالية بكثير من جهودنا الحالية والذي لا يحقق نصراً فقط في المعارك ولكن في الحرب”.

وأكدت ان التنمية والأمن مترابطان، “فالتنمية تساعد على تلبية الاحتياجات البشرية الأساسية، وبناء قدرة المجتمعات المحلية، ومنع الإرهاب، وخلق فرص العمل للشباب ومشاركتهم في التنمية الاجتماعية والاقتصادية يخلق بيئة مواتية لنجاح سياسات مكافحة الإرهاب”.

الأمم المتحدة تطالب باتخاذ التدابير الضرورية لحماية الأطفال في سوريا

نيويورك- (يو بي اي): أدانت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة ليلى زروقي، المعنية بالأطفال والصراع المسلح، وقوع عدد كبير من الضحايا الأطفال في القتال المتصاعد في سوريا، معربة عن قلقها بشأن التفجيرات التي وقعت في جامعة حلب وأدت إلى مقتل مدنيين.

وقالت زروقي إن “سفك الدماء مستمر في سوريا والأطفال يدفعون ثمناً غالياُ في القتال المستمر”، مشددة على ضرورة امتناع جميع الأطراف عن استهداف المناطق المدنية واتخاذ جميع الاحتياطات الضرورية لحماية الأطفال.

وأعربت زروقي، في بيان صحافي، عن قلقها بشأن التفجيرات التي وقعت الثلاثاء في جامعة حلب وأدت إلى مقتل مدنيين.

وإذ أدانت وقوع عدد كبير من الضحايا الأطفال في القتال المتصاعد في دمشق وحولها، ذكّرت كل الأطراف بأن القتل العشوائي للأطفال أثناء العمليات العسكرية قد يصنف بأنه جرائم حرب.

وتشير المعلومات إلى ان أكثر من عشرين طفلاً قتلوا وأصيب آخرون خلال الأيام الأخيرة في القصف الجوي والهجمات العشوائية في المناطق المأهولة بالسكان.

وكانت زروقي قد زارت سوريا في منتصف ديسمبر كانون الأول حيث أجرت محادثات مع السلطات والمعارضة المسلحة حول توفير حماية أفضل للأطفال.

وتشهد سوريا منذ 15 آذار/ مارس 2011 مظاهرات تطالب بإصلاحات وبإسقاط النظام، تحوّلت الى مواجهات بين قوى مسلّحة وأجهزة الأمن الحكومية، أدّت الى مقتل الآلاف من الطرفين.

المرصد السوري يتحدث عن قتل وجرح عشرات الاشخاص بالقرب من حمص

بيروت- (ا ف ب): اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان القريب من المعارضة السورية، أن الجيش السوري قتل أو جرح الثلاثاء “عشرات الاشخاص” في هجوم شنه بالقرب من مدينة حمص بوسط سوريا.

وقال المرصد “وردت معلومات عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى اثر اقتحام القوات النظامية لبساتين الحصرية الواقعة بين الكلية الحربية وحاجز ديك الجن والمنطقة الصناعية ومعمل الغزل”.

واضاف “قتل ضابط برتبة عميد ومساعد أول ومسلح موالي للنظام اثر كمين نصب لهم في حي الوعر من قبل مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة الذين استشهد احدهم”.

واشار إلى أن القوات السورية حرقت ودمرت ممتلكات خلال هجومها على هذه المنطقة.

وقال المجلس العام للثورة السورية ان القوات النظامية “ارتكبت مجزرة” في هذه المنطقة. وقال ان “اكثر من 24 شخاص اعدموا عشوائيا ودمرت منازلهم واحرقت جثثهم”.

ولم يكن بالامكان تأكيد هذه المعلومات من مصدر مستقل. وقال أحد المتمردين إن طائرات قصفت في مدينة حمص حيي جوبر والسلطانية المحاصرين.

واضاف متمرد اخر عبر الانترنت لوكالة فرانس برس متواجد في حي المحاصر بالقسم القديم من المدينة “شنوا هجوما على الاحياء المحاصرة”.

وتابع هذا المتمرد الذي قال ان اسمه ابو بلال ان “الجيش حاول استعادة السيطرة على حمص”.

روسيا تعارض إحالة ملف سورية لمحكمة جرائم الحرب.. ومنظمة تدين تزايد استخدام’ القنابل العنقودية

80 قتيلا على الاقل في انفجار في جامعة حلب

المقداد يؤكد حق الاسد في الترشح بالانتخابات المقبلة

حلب ـ دمشق ـ بيروت ـ باريس ـ وكالات: قتل ثمانون شخصا على الاقل الثلاثاء في انفجارين في جامعة حلب في شمال سورية تضاربت المعلومات حول طبيعتهما، في حين ابدت روسيا حليفة نظام الرئيس بشار الاسد، معارضتها احالة ملف النزاع السوري الى المحكمة الجنائية الدولية.

يأتي ذلك غداة تأكيد مسؤول سوري كبير حق الاسد الذي تطالب المعارضة ودول غربية بتنحيه فورا، في الترشح مجددا الى الانتخابات الرئاسية العام 2014، في حين يشكل طرح الاسد لحل الازمة محور زيارة بدأها رئيس وزرائه وائل الحلقي الى طهران.

وقال محافظ حلب وحيد عقاد لوكالة فرانس برس ان ’82 شهيدا واكثر من 160 جريحا هي حصيلة التفجير الارهابي الذي استهدف طلابنا في أول يوم امتحانات لهم في جامعة حلب حتى الآن’.

واكد مصدر طبي في مشفى جامعة حلب هذا الرقم، مشيرا الى ان ‘العدد قابل للتزايد بسبب خطورة حالات الجرحى’.

وقال مصدر طبي في مشفى الرازي لفرانس برس ان ‘المشفى استقبل 65 جريحا اصاباتهم بين المتوسطة والخطيرة’.

من جهته، اشار المرصد السوري لحقوق الانسان استنادا الى ‘مصادر متطابقة الى وقوع 52 قتيلا في انفجارين وقعا في الجامعة ولم يعرف سببهما بعد’، مرجحا ارتفاع العدد الى ما هو اعلى من ذلك بكثير نظرا لخطورة اصابات الجرحى.

واوضح المرصد ان القتلى هم من الطلاب والنازحين الذين لجأوا الى السكن الجامعي.

وتضاربت المعلومات حول سبب الانفجارين، اذ ذكر الاعلام السوري الرسمي ان ‘مجموعة ارهابية مسلحة استهدفت جامعة حلب بقذيفتين صاروخيتين’، في اليوم الاول للامتحانات الجامعية.

ونقل مراسل فرانس برس في المدينة عن مصدر عسكري قوله ان المقاتلين المعارضين اطلقوا صاروخ ارض جو مضادا للطائرات في اتجاه طائرة حربية كانت تحلق في المنطقة، لكنه اخطأ الهدف وسقط على الجامعة.

وقال ناشطون معارضون لنظام الرئيس السوري بشار الاسد على صفحات على موقع ‘فيسبوك’ على شبكة الانترنت ان طائرة حربية قصفت الجامعة بقنبلتين، في حين تحدث آخرون عن سيارة مفخخة.

ويمكن بوضوح من خلال اشرطة الفيديو التي نشرت على موقع ‘يوتيوب’ رؤية عمودي دخان كثيفين ينبعثان من الجامعة، في حين يتحدث الطلاب عن انفجارين.

وبث ناشطون شريطا قالوا ان طالبا التقطه من داخل كلية العمارة، وبدت فيه حال من الهلع بين الطلاب الذين سمع بعضهم يجهش بالبكاء، في حين تراجع آخرون الى اقسام في داخل المبنى وبدت قطع من الزجاج المتناثر واجزاء محطمة من الاسقف.

ومع دخول النزاع الذي حصد اكثر من 60 الف قتيل شهره الثاني والعشرين، رفضت موسكو مبادرة اكثر من خمسين دولة للطلب من مجلس الامن التحقيق في ارتكاب جرائم حرب من خلال المحكمة الجنائية الدولية.

وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان ‘نعتبر ان هذه المبادرة تأتي في غير وقتها كما ستكون لها نتائج عكسية على مستوى الهدف الرئيسي حاليا وهو الانهاء الفوري لسفك الدماء في سورية’.

وتابعت ‘اننا مقتنعون بان التكهنات بخصوص ملاحقات جنائية دولية للبحث عن المذنبين لن تؤول الا الى تعزيز المواقف المتشددة لدى الاطراف المتنازعة’.

في الجانب الرسمي، رد نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في حديث بالانكليزية ادلى به الى هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) من دمشق الاثنين على سؤال عن رغبة الاسد بالترشح الى الانتخابات المقبلة، بالقول ‘اين الخطأ في ذلك؟’.

واعتبر ان ‘نظاما جديدا بقيادة الرئيس الاسد هو نظام يتمتع بالمصداقية، فلم استبعاده بشكل تلقائي؟’. اضاف ‘الرئيس والعديد من الذين قد يتقدمون بترشيحاتهم سيتوجهون الى الشعب، سيضعون برامجهم وينتخب الشعب من بينهم’.

وقال المقداد ‘اننا نفتح الطريق امام الديمقراطية او امام ديمقراطية اكثر عمقا. في الديمقراطية، لا يطلب من شخص معين الا يترشح الى الانتخابات’.

وفي طهران ابرز الحلفاء الاقليميين للاسد، افادت وكالة فارس للانباء ان الحلقي وصل على رأس وفد سياسي واقتصادي كبير حيث من المقرر ان يلتقي المرشد الاعلى آية الله علي خامنئي والرئيس محمود احمدي نجاد ورئيس مجلس الشورى علي لاريجاني، للبحث في ‘تطوير العلاقات الثنائية والخطة ذات ثلاث مراحل’ التي طرحها الاسد.

من جهتها ادانت منظمة ‘الاعاقة الدولية’ الثلاثاء ‘الاستخدام المتزايد’ للقنابل العنقودية من قبل قوات النظام في سورية التي تطلق احيانا رشقات من 40 قذيفة مرة واحدة وفقا لهذه المنظمة غير الحكومية.

والقنابل العنقودية محظورة بموجب معاهدة اوسلو الموقع عليها 111 بلدا، ليس من بينها سورية، والتي دخلت حيز التنفيذ عام 2010. و49 بالمئة من ضحايا هذه القنابل مدنيون.

وجاء في بيان ان ‘منظمة الاعاقة الدولية تدين بشدة استخدام القنابل العنقودية من قبل الدولة السورية الذي اكدته منظمة ‘هيومن رايتس ووتش’، في ادلب واللطامنة، شمال سورية. والمنظمة ترصد تزايد استخدامها رغم الادانات الدولية’.

العربي: جهود الإبراهيمي لم تسفر عن نتائج ملموسة في حل أزمة سورية

القاهرة ـ د ب أ: قال نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية إن مساعي الجامعة العربية لحل الأزمة السورية لم تسفر حتى اللحظة عن نتائج ملموسة تحقق الأمن والاستقرار لهذا البلد العربي ووضع حل لهذه الأزمة يتفق مع متطلبات وتطلعات الشعب السوري.

وقال العربي، في كلمته أمام مجلس وزراء الإعلام العرب بمقر الجامعة العربية الثلاثاء، إن الجامعة ستظل فى جهودها من خلال الأخضر الإبراهيمي الممثل الخاص المشترك للسكرتير العام للأمم المتحدة والأمين العام لجامعة الدول العربية لمعالجة هذه الأزمة. وأشار إلى تصاعد الأحداث الدموية التي تشهدها سورية والمستمرة منذ ما يقرب من عامين وما يتعرض له الشعب السوري من آثار شلال الدم الذي لا يتوقف وسياسة تدميرٍ منظمة وممنهجة تستهدف المرافق والموارد الحيوية والبنية التحتية.

وأشار إلى تصاعد الأزمة نحو الأسوأ خاصة مع توسيع نطاق أعمال العنف والقتل هذا بخلاف المخاطر والتداعيات الجسيمة المتوقعة على الشعب السوري وتهديد مستقبل سورية والأمن والاستقرار في المنطقة.

وشدد على أن الجامعة سعت بمختلف السبل والوسائل التي تملكها إلى وقف العنف والتوصل الى حل يتفق مع تطلعات الشعب السورى المشروعة، ومع كل ذلك ومع كل الجهد المبذول خلال العامين الماضيين وصل الأمر إلى ما وصل إليه من تصعيد وتفاقمت الأزمة حتى دخلت سورية بأكملها حرباً أهلية واسعة النطاق يدفع ثمنها المواطن السوري.

كابوس الاعتقال السياسي مستمر

لا تغييرات كثيرة منذ بدء الأزمة السورية إلى اليوم

يظن المرء أنّ حرية الرأي في سوريا قد أصبحت متاحة بعد الحراك الذي اشتعل قبل عامين، فكسر حاجز الخوف لدى السوريين. إلّا أنّ موقفاً بسيطاً يثبت أن لا شيء تغيّر على صعيد الحريات. بل إنّ الحرية في سوريا تردّت أوضاعها ما بين «جهاز أمن الثورة»، الذي يعمل على تهيئة «لوائح عار» لقتل كلّ من يعارض الفصائل المسلحة، وما بين قوى الأمن السورية التي وجدت في أحداث البلاد فرصة لمعاودة نشاطها القمعي، الذي تراجع في السنوات الأخيرة ما قبل الحراك الشعبي. فمراكز الأمن مشغولة بسيل من الأسئلة، وأقبيتها لم تعد تتّسع للمزيد من المعتقلين

مرح ماشي

دمشق | يكفي أن يأتي المرء من بيروت عائداً إلى دمشق، وأن يتحدث عبر الهاتف في أيّ شأن سياسي، فيلفظ كلمة تستفز القوى الأمنية، («الائتلاف» مثالاً)، ليجد نفسه في أحد المراكز الأمنية ما إن يصل إلى العاصمة. وليبدأ التحقيق: ماذا كنتَ تفعل في بيروت؟ ومن قابلتَ؟ وما علاقتك بالائتلاف، ووسائل الإعلام المغرضة المتعاطفة معه؟ قد يحقق معك ضابط برتبة عقيد، ليسألك بكل بتهذيب عن سبب لفظك لكلمة متداولة يومياً في كل شارع وبيت سوري، مبرّراً سبب هذا التصرف بأنه لحماية البلاد. والكلام هُنا ليس من وحي الخيال، بل من تجارب شخصية حصلت فعلاً، ووجب توثيقها.

يروي أحمد ظروف اعتقاله، في الشهر السادس من العام الفائت، لمدة ثلاثة أشهر على خلفيات نشاطاته «الفايسبوكية». جلّ ما كتبه هو عبارات من نوع: «الحرية لفلان»، و«أوقفوا القتل». هذه العبارات سبّبت «رفع تقرير به» إلى أحد الأجهزة الأمنية، ما أدى إلى اعتقاله وتعذيبه. لم يكن الشاب العشريني متورطاً في أيّ تواصل مع إحدى جهات «الثورة»، إلّا أنّه خرج من السجن حاقداً. فبدأ التواصل مع التنسيقيات ثمّ مع المجلس العسكري للثورة في يلدا، والتضامن، والحجر الأسود، ليقدّم الدعم اللوجستي لعناصر الجيش الحر. ومنذ بدئه بهذه الأنشطة لم يُعتقل. يقول: «ربما أصبحتُ أكثر حذراً». لكن حذر أحمد لم ينفع، إذ قتل بعد أيام من حديثه هذا خلال وجوده بالقرب من منطقة اشتباك بين الجيش السوري وعناصر من المعارضة المسلحة.

بدوره، سامر (من إدلب) كان الشاب الأصغر في السجن، يبلغ من العمر 17 عاماً. تهمته مساعدة مقاتلي المعارضة باستخدام حماره الذي يمتلكه. وجد نفسه فجأة مع كبار المعارضين والمعتقلين السياسيين، بدل التحقيق معه ومحاكمته في محكمة الأحداث. خرج سامر من السجن، لينضم إلى مقاتلي المعارضة. أما فايز، فهو بائع من حيّ الميدان، يبيع الخيار على عربة متنقلة. ردّد الرجل كثيراً عبارة: «آخر إيّامو». فكانت سبباً كافياً ليعتقل ويحقق معه، ويختفي شهوراً طويلة. لم تتغيّر الأحوال كثيراً حالياً عن السابق، بل هناك إجماع على أنّ وضع الحريات أسوأ من ذي قبل. فكلّما ازدادت الحرب القائمة في البلاد شراسة، استشرس أصحابها في الدفاع عن وجودهم. وتأتي مراسيم العفو، بين وقت وآخر، ليُفرج عن عدد من المعتقلين ممّن «لم تتلطّخ أيديهم بالدماء»، من دون أن تشمل عدداً من معتقلي الرأي. ولهيئة التنسيق الوطنية المعارضة شجونها في هذا الموضوع. فمصير عضو الهيئة عبد العزيز الخيّر، ورفيقيه إياس عياش وماهر الطحان، يبقى مجهولاً بعدما اعتُقلوا بطريقة الاختطاف، بحسب مصدر في الهيئة. وأعلنت وزارة الإعلام، في بيان رسمي، اتهامها لعصابة مسلّحة بعملية الاختطاف، إلا أنّ مصادر في الهيئة استطاعت التأكد من اعتقالهم ومكان توقّف سيارتهم ومقر احتجازهم، إلى أن انقطعت أخبارهم منذ ما قبل أسبوعين حين تمّ نقلهم إلى مكان غير معروف. مئات آخرون من معتقلي «هيئة التنسيق» اختفوا على خلفية مشاركتهم في تظاهرات أو توزيع بيانات ومنشورات، منهم الناشط قيس أباظلي الذي تحوّلت حياته إلى اعتقالات دائمة، ما اضطره أخيراً إلى الهرب خارج البلاد. ورغم اختلاف طريقة الاعتقال السياسي عن السابق، إذ أصبحت فترة الاعتقال لا تتجاوز أشهراً بعدما كانت تستمر سنوات، إلا أنّ مصدراً في «هيئة التنسيق» يجد أن كل شيء في البلاد اليوم يدل على العقلية التي تحكم أجهزة أمنية لا تزال مرتبطة بالماضي.

ومن حزب العمل الشيوعي، أحد أحزاب الهيئة، تمّ الإفراج بكفالة عن 4 أشخاص بينهم ناشطة في الأمم المتحدة، وهم: مجدولين حسن، وهيثم الجندي، ومفيد ديوب، وسمير حيدر، بعدما كانوا قد اعتقلوا وحُوّلوا إلى المحكمة من دون تحقيق في ملفاتهم. ورغم أنّ الإفراج عن هؤلاء جاء بعد صفقة التبادل الأخيرة بين النظام والمعارضة لإطلاق المختطفين الإيرانيين، لم يكونوا جزءاً من الصفقة، بل خرجوا بكفالة 5 آلاف ليرة سورية فقط، ما اعتبرته الهيئة دليلاً على تفاهة التهم التي يُعتقل الناس على اثرها، حيث كانت تهمتهم «الانتماء إلى حزب مرخص _ سرّي».

أساليب التحقيق اختلفت أيضاً، فالوحشية التي يُحكى عنها في المعتقلات السورية لم تعد كما في السابق. ووجب الاعتراف بأنّ الكثير من الناشطين المعتقلين يشيرون إلى عدم الإساءة إليهم من قبل عناصر القوى الأمنية، حيث تتفاوت طريقة التعامل بحسب التهمة الموجّهة ومدى استفزازها لعقلية السجّان. فمن خلال التجربة الشخصية وتجارب الآخرين يتبيّن أنّ تعاطي ضابط الأمن مع الموقوفين لأسباب سياسية يختلف ما بين ذكر وأنثى، وبحسب المهنة التي يشغلها والمكانة الاجتماعية للمعتقل، إضافة إلى نوع الحجّة التي جعلت حظه العاثر يقوده إلى الفرع الأمني. ومن الممكن اليوم أن تعتذر القوى الأمنية من شخص ألقت القبض عليه كما لو أنه مجرم، وتقوم بإعادته إلى منزله «معزّزاً مكرّماً» بعد التحقق من عدم تورّطه في أيّ عمل. أمرٌ ما كان ليحدث في السابق أبداً. كذلك يحصل دائماً أن يسأل الضباط زوّارهم في نهاية التحقيق معهم: «هل تعرّض لك أحد بإهانة أو إزعاج؟». ليضيف قائلاً: «أنتم دائماً تتداولون ضدنا أننا نتعاطى بشكل سيّئ مع من نحقق معهم. ألم نثبت لكم العكس؟». هو هاجس لدى القوى الأمنية اليوم على ما يبدو، أن يظهروا بمظهر حضاري ولائق أمام الصحافة ومنظمات حقوق الإنسان. لكن يختلف الأمر حتماً إن ثبت تورّط الموقوف في أعمال واضحة العداء للسلطة.

وتتفاوت، أيضاً، طريقة التعاطي مع المعتقلين بين فرع أمني وآخر، إلّا أنّ استباحة كرامات الناس لا تتغير في بلد يحلم مواطنوه بأن يُطلَبوا إلى التحقيق عندما يحتاج جهاز الاستخبارات إلى الاستقصاء عن المعلومات، كما في بلدان العالم الراقي. فيمضون إلى ذلك باعتبارهم مواطنين صالحين، ويخرجون بكل احترام فيما لو أثبتوا أنّ صفحتهم الوطنية بيضاء. يبقى للسوريين أن يحلموا بالحرية، ويبقى للأجهزة الأمنية وأجهزة الثورة أن تقبض على أحلامهم.

مئة ألف معتقل!

في ظلّ الحديث عن عدد المعتقلين في سوريا خلال الأزمة، والذي يدور حول 100 ألف معتقل، والرقم متداول وغير دقيق بسبب تسجيل عمليات دخول وخروج من السجن ما بين يوم وآخر، لا يبدو أنّ نسبة الاعتقال السياسي قد انخفضت. ولعملية مبادلة الأسرى الإيرانيين بـ2130 معتقلاً في سجون الأمن السوري صخبها الإعلامي والاستنكار الشديد. ويلفت مصدر في «هيئة التنسيق» إلى أنّ العملية تعبّر عن إشكال وطني ومنطقي لدى الحكومة السورية، معتبراً رقم المعتقلين الذي جرى تداوله رقماً معقولاً في ظل معرفته الشخصية لحوالى 25 معتقلاً تمّ الإفراج عنهم على خلفية الصفقة الأخيرة. ورغم ما يشاع عن تحويل المدارس والملاعب الرياضية إلى معتقلات، يرى المصدر أنّ المعلومات يجري تداولها لإحراج السلطة. إلا أن الكثير من المعتقلين يروون عن أساليب التعذيب خلال التحقيق معهم، على خلفية قيامهم بأنشطة سياسية معارضة.

وليس خافياً أنّ الأولوية في الاعتقال للمتورطين في نشاط مسلّح، وقتل، وتمرّد ضد القانون، ولكن ذلك لم يرفع شبح الاعتقال السياسي عن أصحاب الرأي، إذ لم تخفّ شهية العناصر الأمنية عن ملاحقة هؤلاء، والانشغال بالقبض عليهم أحياناً عن الاهتمام بشؤون البلاد الغارقة في السلاح والمسلحين.

نازح سوري يشنق نفسه في جنوب لبنان هربا من ظروف التشرد

أ. ف. ب.

 اختار نازح سوري في لبنان الموت طوعا بعدما وجد نفسه عاجزا عن تأمين لقمة العيش لعائلته في ظل ظروف صعبة يعيشها اللاجئون السوريون في لبنان.

صيدا:  هرب السوري محمد ملسي (35 عاما) من موت محتمل في مخيم اليرموك في دمشق الى لبنان، لكنه عاد واختار الموت طوعا بعدما وجد نفسه عاجزا عن تأمين لقمة العيش لعائلته، فلف عنقه بسلك وشنق نفسه مساء الثلاثاء بينما كانت زوجته وبناته الاربع ينتظرن عشاء وعدهن به.

وملسي واحد من الاف النازحين السوريين الذين لجأوا الى لبنان هربا من اعمال العنف في بلاده. ووصل مع عائلته قبل حوالى شهر الى جنوب لبنان حيث استأجر منزلا متواضعا جدا في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين.

في مستشفى الاقصى داخل عين الحلوة، تروي ريما بكار، زوجة محمد التي اصيبت بانهيار عصبي بعدما علمت بانتحار زوجها، الماساة. “قال لنا انه ذاهب لياتي بعشاء للاطفال. وعندما تأخر بحثنا عنه .. لنجده جثة هامدة متدلية من حبل يلف عنقه في طابق يعلو المنزل الذي نقيم فيه داخل مخيم عين الحلوة”.

وتذرف ريما دموعا غزيرة، وتتوقف عن الكلام لبعض الوقت، ثم تضيف بصوت يقطعه البكاء “اصيب محمد مؤخرا باحباط شديد بسبب انعدام سبل الحياة هنا في المخيم. حاول ان يبحث عن عمل يعيل العائلة، لكنه لم يوفق”.

ويروي جيران له انه كان يسأل عن اي عمل، حتى انه عرض على من يجمعون قطع الحديد والخردة من الشوارع والمنازل ان يساعدهم، لكنه لم يحصل على مصدر رزق.

ويتحدر محمد ملسي من ادلب في شمال غرب سوريا، لكنه كان مقيما في مخيم اليرموك حيث كان موظفا في معمل نسيج في شارع فلسطين.

وتقول ريما لوكالة فرانس برس ان “حالة محمد النفسية ازدادت سوءا بعدما تعذر عليه تأمين ايجار المنزل الذي يسكنه في المخيم، اضافة الى تعذر تأمين الحليب لطفلته البالغة ثمانية أشهر والادوية الخاصة بداء الربو الذي تعاني منه”.

في مستشفى الهمشري في صيدا الذي تديره جمعية الهلال الاحمر الفلسطيني ونقلت اليه جثة ملسي، لا تزال اثار السلك الحديدي الذي ربطه حول عنقه واضحة.

المكان الذي شنق فيه نفسه هو طابق قيد الانشاء فوق منزله الصغير المؤلف من غرفتين. السلك الحديدي الذي عثر عليه معلقا به لا يزال في مكانه. بالقرب منه فراش وبطانية وعلبة حديدية كان محمد يستعملها كموقد يضع فيه حطبا ويشعل نارا للتدفئة حين كان ينفث السجائر بعيدا عن طفلته المصابة بالربو.

فور شيوع خبر الانتحار، توافد العديد من السوريين والفلسطينيين الذين يعرفون العائلة وقد اصابهم الذهول، الاربعاء الى حي طيطبة في مخيم عين الحلوة، وهو زقاق مزدحم بعشرات العائلات الفلسطينية والسورية النازحة من مخيم اليرموك ومن مناطق سورية اخرى.

واستقبل هؤلاء ريما العائدة من المستشفى والتي حملت طفلتها الصغيرة وجمعت بناتها الثلاث الاخريات واكبرهن في الثانية عشرة، اللواتي كن يجهشن بالبكاء في زاوية من المنزل لتبعدهن عن عدسات الكاميرات.

ثم طلبت بهدوء من الصحافيين عدم التقاط الصور قائلة “تكفينا مصيبتنا”.

ويحمل الناشط في اللجان الشعبية الفلسطينية في مخيم عين الحلوة فؤاد عثمان مسؤولية ما حصل للمؤسسات الدولية “التي لا تقوم بالدور الانساني المطلوب منها”.

ويقول ان “اعدادا كبيرة من النازحين السوريين يعانون تمييزا من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين +اونروا+ التي ترفض تقديم المساعدات التموينية والغذائية لهم”.

ويضيف “تلقينا عشرات الشكاوى من النازحين السوريين الذين لجأوا الى مخيم عين الحلوة وقالوا انهم لم يحصلوا على اي مساعدات. وكلما قصدوا الاونروا التي تقدم خدمات لسكان المخيم كان الجواب +انتم سوريون والمساعدات مخصصة للفلسطينيين+”.

ويعيش النازحون السوريون في مناطق مختلفة من لبنان، غالبيتهم في ظروف مزرية، وتقدم لهم مساعدات غير كافية من جمعيات خيرية ومبادرات فردية، بالاضافة الى هيئة الاغاثة التابعة للحكومة اللبنانية ومؤسسات الامم المتحدة.

وتؤكد المفوضية العليا للاجئين والسلطات اللبنانية ان عدد النازحين السوريين الى لبنان بلغ حوالى مئتي الف منذ بدء النزاع في منتصف آذار/مارس 2011. واعلنت الحكومة اللبنانية انها غير قادرة على تحمل عبء هؤلاء، طالبة من المجتمع الدولي مساعدة قيمتها 180 مليون دولار لتأمين حاجاتهم.

كذلك، قامت الاونروا باستدراج تبرعات بقيمة ثمانية ملايين و200 الف دولار من اجل تقديم خدمات صحية وتعليمية وغذائية للنازحين الفلسطينيين من سوريا، لكن لم يصلها الا مبلغ صغير.

على عتبة منزل محمد، جلست مجموعة من النسوة وقد بدا الحزن واضحا على وجوههن. وقالت نجيبة العلي، سبعينية، وهي جارة لعائلة محمد، “المآسي في سوريا هي التي اوصلت هذه العائلة الى هنا، ليكن الله بعونهم”. وتمسح دمعة عن خدها قبل ان تنضم مع رفيقاتها الى ريما لمؤاساتها.

http://www.elaph.com/Web/news/2013/1/786752.html

مقتل 22 شخصا في انفجار سيارتين مفخختين في شمال غرب سوريا

أ. ف. ب.

 دمشق: قتل 22 شخصا في انفجار سيارتين مفخختين يقودهما انتحاريان الاربعاء في مدينة ادلب في شمال غرب سوريا، بحسب ما ذكرت وكالة الانباء الرسمية السورية “سانا”، فيما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان ثلاث سيارات مفخخة استهدفت مراكز امنية، وان معظم القتلى من قوات النظام.

 وقالت الوكالة “فجر ارهابيون انتحاريون اليوم سيارتين مفخختين بكميات كبيرة من المتفجرات في مدينة ادلب” ما اسفر “عن استشهاد 22 مواطنا واصابة 30 اخرين بجروح”.

 =واوضحت ان التفجير الاول وقع في دوار الزراعة والثاني في دوار المطلق.

 وقال المرصد في بيان “لقي ما لا يقل عن 24 شخصا مصرعهم معظمهم من القوات النظامية وذلك اثر انفجار ثلاث سيارات مفخخة استهدفت عربات امن قرب فرع الامن السياسي وقرب سرية حفظ النظام” في مدينة ادلب.

 واشار الى ان “العدد مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى بحالة خطرة”.

 من جهة ثانية، ذكرت سانا ان وحدة من القوات المسلحة “دمرت اليوم سيارتين مفخختين يقودهما ارهابيان انتحاريان على طريق ادلب المسطومة في ريف المحافظة”، ونقلت عن مصدر في المحافظة انهما “كانتا معدتين لاستهداف المواطنين وقوات حفظ النظام”.

http://www.elaph.com/Web/news/2013/1/786753.html

خيم تؤوي عائلات سورية فوق الثلج… ويوميات مجبولة بالقهر والانتظار

نازحون في البقاع: أمان في العراء ولا انتظار الموت في سوريا

عائلة سورية تتقي البرد في خيمة من البلاستيك وسط صقيع البقاع اللبناني (تصوير: نبيل إسماعيل) وقمر عبد الله، (85 عاما)، وحيدة في خيمتها وهبة وابنها في البقاع.. وزوجها في دمشق (تصوير: حسن طراد) وأبو خالد، من سراقب، يصنع حفيديه في حضنه خارج خيمته

لا تأبه أقدام «عبودي» الصغيرة بمياه الثلج المتجمدة. يدوس بحذائه الصيفي على الثلج وتعلو قهقهاته بين الخيم المتراصة كما لو أنه يدوس على العشب الأخضر في حديقة منزله، يلهو وأقرانه لساعات من دون الشعور بتعب أو برد رغم برد البقاع اللبناني القارس. هم لا يأبهون بالحرارة المنخفضة ولا يفهمون نظرات آبائهم وأمهاتهم التي اختلط فيها الحزن بالقلق، وأرهقتها ساعات الانتظار الطويلة.

وحدهم يوحون بالحياة، وسط خيام النازحين السوريين في بلدة المرج البقاعية. أمهات وفتيات يجلسن داخل الخيم، أو يخرجن خلسة مخبئات وجوههن لنشر قطعة غسيل أو قضاء حاجة، ثم يسارعن للعودة إلى الخيم. رجال وشباب، لا يثقون سريعا بمن يجول بين خيمهم، يرمقون الداخل والخارج إلى الباحة، حيث نصبت الخيم، بنظرات سريعة، محاولين التعرف إلى هويته قبل التحدث إليه بأسماء وهمية وبعيدا عن عدسات وسائل الإعلام. وحدهم الأطفال يستأنسون بالحركة ويرفعون الكلفة سريعا بعدما بات يروقهم لهم الابتسام أمام الكاميرات والتباهي بأسمائهم.

لكل عائلة من العائلات النازحة إلى بلدة المرج، الواقعة في منطقة البقاع الغربي، قصتها، لكن المشترك بينها نزوحها بمعظمها من أحياء العاصمة السورية دمشق، من الميدان والقابون والصالحية والمعضمية والسيدة زينب، ومخيمي اليرموك وفلسطين، إلى لبنان. نزوح لم يكن الأول، إذ سبقته حركة نزوح من حي إلى آخر داخل دمشق إلى أن ضاقوا ذرعا بأصوات المدافع ورصاص القناصة والحواجز، وبمشاهد أطفالهم وهم يرتجفون خوفا ويستيقظون ذعرا. عندها، قرروا النزوح إلى لبنان بحثا عن أمان مفقود في أحيائهم، لتبدأ معاناة من نوع آخر، هي معاناة النزوح.

لم تحسب زينب، وهي سيدة لم تبلغ الثلاثين من عمرها بعد، أنها ستلد يوما ما ابنها الثاني بعيدا عن منزلها وحارتها، وستخرجه من رحمها إلى خيمة متواضعة محاطة بالثلج. غادرت مع زوجها وابنها البكر وعائلتها من الصالحية في دمشق إلى الحدود السورية – اللبنانية، حيث اجتازوا نقطة المصنع الحدودية من دون أن يعلموا ما وجهتهم. سائق سيارة الأجرة التي نقلتهم أخبرهم عن بلدية المرج، التي تقدم المساعدات للعائلات النازحة، وهكذا وصلوا إلى البلدة.

بعد أسابيع قليلة على وصولها، حان وقت ولادتها قيصريا. ونقلت إلى مشفى قريب قبل أن تعود وطفلها الثاني إلى الخيمة، بينما طفلها البكر لم يبلغ عامه الثاني بعد. منذ شهر والمولود مريض، يعاني الفطريات في أنحاء جسده الصغير والنحيل، فضلا عن البرد ووضع أمه النفسي السيئ. لا تتكلم زينب كثيرا، لكن تعابير وجهها ونظراتها تفضح الحزن والقلق الذي يعتمرها. يقول زوجها: «كلما أرادت الخروج للحمام، عليها أن تخرج من الخيمة وتسير إلى الحمام الموجود عند مدخل المخيم وجرحها لم يلتئم بعد». ثم يضيف: «بتنا نشتهي أن نملك غسالة ثياب كلما تجمدت أصابعنا ونحن نغسل ثيابنا بالمياه الباردة في الخارج».

قوام مخيم النازحين السوريين 41 خيمة، تؤوي 41 عائلة من أصل 580 عائلة وصلت إلى بلدة المرج، لكل خيمتين حمام مشترك، أما المطبخ فتستخدمه العائلات كافة. لكن المتبقي من الخيم أمس لم يتعد ثمانية عشر خيمة بعدما أرخت العاصفة بثقلها قبل أيام على سهل البقاع وتكوم الثلج بين الخيم. غزارة الأمطار والثلوج أدت إلى تسرب المياه إلى داخل الخيم، مبللة السجاد وفرش النوم والبطانيات والألبسة. فنقلتهم بلدية المرج، وهي التي تتكفل عبر رئيسها وبمساعدة من هيئة الإغاثة الإسلامية السعودية، بمهمة إيواء العائلات النازحة حتى اللحظة، إلى قاعات ومنازل مجاورة بانتظار أن «يذوب الثلج ويبين المرج».

يتحسر النازحون جميعا على وضعهم في لبنان، رغم أنهم يتلقون الإغاثة والحاجات الأساسية. لكنهم ما إن يتذكروا أن «جني العمر» بات ركاما في وطنهم حتى يشكروا ربهم على نعمة الأمان وإن داخل خيم متواضعة. قدمت هبة، وهي سيدة ثلاثينية، مع أولادها الأربعة وأهل زوجها وإخوته وعائلاتهم إلى المرج منذ شهر تقريبا، لكنها لا تنفك تفكر في زوجها المصاب في خان الشيخ. لم يجرؤ على القدوم معهم واجتياز الحواجز النظامية الكثيفة من دمشق إلى نقطة المصنع الحدودية.

تستعيد بحسرة لحظات خروجها من معضمية الشام: «خرجنا بحالة سيئة تحت القصف وغارات طائرات (الميغ) التي سوت منزلنا ركاما. لم نأخذ معنا سوى ثياب الأطفال التي خضعت للتفتيش عند كل حاجز اجتزناه من دمشق إلى الحدود، مرفقة بسؤال: لماذا نغادر وإلى أين نتجه؟! وما إن وصلنا إلى المرج حتى بدأ تساقط الأمطار والثلوج ونفدت المياه إلى داخل الخيمة». ورغم حزن هبة على وضع زوجها الذي لا تتمكن من الاطمئنان على صحته، وعدم تواصلها منذ مجيئها مع أهلها وأشقائها، وتحسرها على منزلها المدمر، لكنها تصبح أكثر تماسكا عندما تتحدث عن أطفالها: «هنا الأولاد لا يخافون، لا يرتعبون مع دوي المدفعية المتواصل ولا أعيش قلقا متواصلا على سلامتهم. ينامون طوال الليل من دون صراخ مفاجئ أو استيقاظ مذعور». وتضيف: «صقيع البقاع ولا قصف الشام، لأن الفقراء أمثالنا هم من يدفعون الثمن ويقعون ضحية الطرفين المتقاتلين».

جملة هبة الأخيرة تستفز جارها في الخيمة المجاورة بلال. يقاطعها قائلا: «لكن، لا يمكننا أن ننكر أن ثمة طرفا أرحم من الثاني وأحن منه. طرف يدافع عنا ولا يقتلنا عشوائيا كما يفعل الآخر». توافقه هبة وتأمل أن تتمكن من العودة قريبا إلى أهلها ومنطقتها، وتمضي بعدها مسرعة إلى داخل خيمتها.

تبدو حماسة بلال مبررة، فهو قدم إلى المرج قبل أسبوعين، آتيا من مدينة داريا، حيث تدور اشتباكات عنيفة مع محاولة القوات النظامية اقتحام المدينة الواقعة في ريف دمشق واستعادة سيطرتها عليها. يقول بلال: «يحاول النظام الاقتحام، لكن إرادة ربنا هي ما تردعه. العائلات كافة فقدت أشقاء وآباء وأطفالا، وتتعرض للقمع والتنكيل والخطف». ويضيف: «بقينا لثلاثة أيام بلا خبز وأكل وطحين، في ظل انقطاع الكهرباء والماء وكثرة الحواجز التي تمنعنا من الانتقال من حي إلى آخر لتأمين حاجاتنا»، موضحا «إننا تمكنا مع عائلتين من الخروج من داريا في الصباح الباكر بمؤازرة شباب من (الجيش الحر) أمنوا خروجنا وأجرة الطريق إلى المصنع، لأننا لم نعد نملك شيئا».

يحاول بلال (وهو اسم مستعار) أن يضبط مشاعره وهو يستعيد الأيام الأخيرة في داريا. يتحدث عن مضايقات كثيرة من الحواجز الأمنية لم يعد يقوى على تحملها، إذ عرضته شهرته لمواقف لا يحسد عليها. «عند كل حاجز يسألون عن بطاقة الهوية للتدقيق فيها، وما إن يدركوا أن شهرتي (الحريري) حتى يبدأوا بمضايقتي وسؤالي عن سعد الحريري (رئيس الحكومة اللبنانية السابق) وعلاقتي به، رغم أنني سوري الجنسية أبا عن جد». تكرار هذا الموقف وتعرضه للتعنيف اللفظي والجسدي، فضلا عن استهدافه بلقمة عيشه في الفترة الأخيرة، دفعه إلى اتخاذ قرار النزوح. يقول: «سرقوا سيارتي أولا، وكانت مصدر رزقي لأنني أعمل في توزيع المواد الغذائية، ثم كسروا محلي ونهبوا محتوياته قبل أن يحرقوا منزلي».

ولدى سؤاله عما يترقبه في الفترة المقبلة، يجيب: «باقون هنا حتى تنتصر الثورة ونعود إلى بلدنا».

اللافت أن معظم النازحين يتحدثون عن نظام الرئيس السوري بشار الأسد ويحملونه مسؤولية ما يجري من أعمال قتل وعنف ونزوح من دون أن يلفظوا اسمه، كما لو أنهم يتحدثون عنه بصيغة المجهول: «طرف يقتل»، «هو يخطف»، «لا يرحم شعبه»، «يقومون باعتقالات عشوائية»، «لن نعود قبل أن يرحل»، وهكذا دواليك. يقول قاسم، (أب لطفلين)، إن «سوريا باتت، في ظل وجوده، أشبه بسجن كبير مفتوح، الداخل إليه مفقود والخارج منه مولود». يسهب في الحديث عن انتقاله من ممارسة مهنة إلى أخرى، محاولا تأمين لقمة عيش أطفاله في حي الصالحية، عبثا، في ظل تردي الأوضاع. ورغم أنه يقطن في خيمة «لا تفلح (الصوبيا) في تدفئتها حتى ولو انهمر المازوت فيها، لكن يكفيني أنني أنام مطمئنا من دون سماع صوت القذائف ولا أخاف أن يفتح أحدهم الباب علي ليلا». ويضيف: «صحيح أن الخيمة ليست قصرا، أو منزلا قوامه سقف وجدران إسمنتية، ونحن نبيت في العراء، لكن أمان في العراء يبقى أفضل من انتظار الموت في سوريا».

على بعد أمتار من خيمة قاسم، يقف رجل قوي البنية مع اثنين من أبنائه. وقبل سؤاله عن وضعه وأسرته وكيفية وصولهم إلى المرج، يبادر إلى «معاتبة اللبنانيين الذين لم يحسنوا استقبال السوريين، كما فعلنا خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان في يوليو (تموز) 2006. فتحنا لهم منازلنا ومحالنا ومؤسساتنا من دون أن نستغل وضعهم كما هم يفعلون اليوم».

بنقمة، يتحدث أحمد، الذي يعرف نفسه بأنه «معلم بناء» من معضمية الشام، عن كيفية انتقاله قبل أسبوع من منزل استأجره منذ ثلاثة أشهر في المرج إلى خيمة في عز الصقيع والثلوج. يقول: «نحن ملاك في الشام، منازلنا قصور، ولدينا بسبب أعمالنا أملاك وأموال وسيارات، لكننا غادرنا بسبب الخوف على أطفالنا لا على أنفسنا». ويتابع: «جئنا ثلاث عائلات، أنا وأهلي وشقيقي، إلى المرج، حيث استأجرنا منزلا مقابل 500 دولار أميركي في الشهر الواحد، يضاف إليها تحملنا لتكلفة الماء والكهرباء. ومع غلاء المعيشة واستغلال المؤسسات والمحلات لوضعنا كنازحين سوريين، نفدت الأموال ولم يعد بإمكاننا تأمين قوت 20 شخصا يوميا، فلم يعد أمامنا حل سوى الانتقال للخيم هنا، حيث نبيت في ما يشبه العراء، ونعيش على المساعدات من هنا وهناك».

يقول أحمد، إنه يقضي الليل «يبكي من الهم والغم»، ويحاول في النهار «التماسك أمام العائلة، فالمساعدات بثمنها إلا ما قل ودل». ويستذكر ما قدمه شخصيا للنازحين اللبنانيين خلال عدوان يوليو 2006: «استقبلنا اللبنانيين في منازلنا لأكثر من شهرين وقدمنا لهم كل ما يلزم من دون مقابل، لكننا اليوم نجد أنفسنا نعيش على مساعدات وإغاثات، في ظل استغلال غير طبيعي لوضعنا»، مبديا أسفه «لأننا كنا نعيش بخير، لكننا لم نجد خيرا هنا».

في خيمة أخرى، تعيش أم محمود مع ابنها الوحيد الذي يحتار كيف يقضي أيامه من دون مدرسة. «فقدت زوجي برصاص قنص لدى عودته من عمله قبل أشهر، وتوفي اثنان من أشقائي وهما جنديان نظاميان خلال الاشتباكات من دون أن نعرف أين وكيف، كل ما عرفناه أنهما قتلا». بعد أن طال القصف حي الميدان، قررت أم محمود مغادرة الحي برفقة عائلتين: «خسرت كل شيء، البشر والحجر بعد تهدم منزلي. خرجنا من الشام إلى المصنع بسيارة أجرة، ثم دخلنا سيرا على الأقدام إلى لبنان. لجأنا إلى مدرسة لفترة في بلدة لم أعد أذكر اسمها، وبعد أن فتحت أبوابها انتقلنا إلى هنا. نعيش مستورون، وإن كنا في خيمة وتنقصنا مواد التنظيف والغسيل، والمازوت للتدفئة بشكل جيد».

يشرب محمود الشاي وهو ينصت إلى كلام والدته، ويهز برأسه موافقا. تشير والدته إلى أنه «لا ملاذ لنا اليوم، بعد أن فقدت أفراد أسرتي، وإذا فكرت في العودة فلا مكان يؤويني»، معتبرة أن «عيش كل يوم بيومه أفضل من التفكير إذا كنت سأقتل وابني في اللحظة الثانية» ولست أنا وحدي من ظلمت، لم يعد لدينا ما نخسره إطلاقا»،.

في ضواحي بعلبك: نازح يقيم بمغارة.. ومقدم بخيمة عند تقاطع طرق

بشار يوقد الأحذية والأواني البلاستيكية لتدفئة أطفاله

بعلبك (البقاع الشمالي): حسين درويش

يسكن ياسر علي الحاج علي، (34 عاما)، النازح من منطقة حرستا من ريف دمشق منذ 6 أشهر، شأنه شأن غيره من النازحين الذين قدموا من إدلب ودير الزور وحلب ومخيم اليرموك عندما اشتدت المعارك بين المولاة والمعارضة، فهو لم يجد سبيلا سوى الفرار إلى لبنان ظنا به أنه سيكون بلد الأحلام، ليفاجأ أخيرا بأنه نزيل مغارة على يسار طريق بلدة نحلة (شمال مدينة بعلبك) في خراج منطقة ضوء القمر العقارية بين نحلة ومدينة بعلبك، وهو أب لعائلة مؤلفة من زوجة وأربعة أولاد تتراوح أعمارهم ما بين الـ4 و8 سنوات، قد كتبت له أحداث سوريا أن يعيش على هامش الحياة من دون ماء أو كهرباء. فالمغارة التي يسكنها كانت عبارة عن مستودع تستخدمه حركة فتح في الثمانينات مخزنا للأسلحة إلى جانب مقر عسكري فوق الأرض وعلى مقربة من المغارة. وقد آوى الحاج علي إليها مع أفراد عائلته لعدم قدرته على استئجار منزل أو نصب خيمة، أما شقيقه أحمد علي الحاج علي الذي يصغره بسنتين فهو ينزل ضيفا في أحد المنازل غير مكتملة البناء في منزل عائد لآل صلح، والعائلتان تنتظران بكامل أفرادهما مع الوالد إعانات هيئة الإغاثة والجمعيات الخيرية بشكل شهري أو أسبوعي.

وعند زيارتنا للمغارة للاطلاع على أحواله حيث يعيش، كان طلبه للحطب أولا للبقاء والاستمرار على قيد الحياة، لأن العاصفة الأخيرة كادت تقضي على أولاده الجياع والعراة كما قضت قبل يوم على الستيني أبو مهدي، الذي شردته العاصفة وكان نصيبه الموت لينقل إلى أحد مستشفيات بعلبك من مخيمه من مقابل مستشفى دار الحكمة على المدخل الشمالي للمدينة. وتمنى ياسر أن تهدأ الأمور في سوريا كي يعود إلى بلده ويعيش بكرامة كأي مواطن، بدل حالة الذل التي يعيشها في لبنان، الذي ظنه بلد الأحلام قبل أن يأتي إليه.

ويقول إن بيته في سوريا قد دمر، وهو مؤلف من ثلاث طبقات، وهو على استعداد في حال عودة الهدوء والأمان إلى سوريا أن يركز خيمة قرب منزله المهدم ولأن يقبل تراب وطنه، لأن لا شيء أغلى من الوطن عنده، كما قال.

أما شقيقه أحمد الذي كان أفضل حالا منه والذي يسكن في بيت متواضع غير مكتمل، أحكم إغلاق شبابيكه بقطع من النايلون محاولا التخفيف من صقيع العاصفة ومن هول ما شاهده من برد لم يعتده في سوريا – سأل: «هل نحن في حلم أو علم، وهل نحن في ربيع عربي أم في ذل عربي؟! والمؤسف أن لا أحد يتطلع إلينا، الكل يأتي ليصورنا ويتاجر بأحوالنا، التقطوا لنا الصور عدة مرات. وبدءا من اليوم لم نعد نسمح لأحد بأن يلتقط لنا صورة واحدة».

أما الوالد علي محمد الحاج علي، (53 عاما)، فرفض الإدلاء بأي تصريح لشدة الاستياء من الواقع الذي يعيشه وأبناؤه في لبنان بسبب تردي الأحوال وقد زادت العاصفة من حالته سوءا إلى سوء.

فواز الجاسم، ضابط متقاعد في الجيش السوري برتبة مقدم، مهجر من منطقة سمعان بحلب، يسكن في خيمة بإجر الحرف عند مثلث دير الأحمر – شليفا، وهو يقول: «لقد استشهد ولدي وهو يقاتل إلى جانب المعارضة مع الجيش السوري الحر». يعيش الجاسم الذي قدم إلى لبنان منذ سبعة أشهر وضعا مأساويا بسبب البرد، ويقول: «قضينا أسبوعا صعبا جدا، قدمت لنا الأمم المتحدة قسائم محروقات، لكنها لم تكف، والحصص الغذائية والتموينية لا تأتي إلا نادرا، ووضعنا مأساوي، فلا أعمال ولا أموال، ولا معين لنا غير الله، وهربت إلى لبنان خشية تصفيتي».

أما أحمد الجاسم، (60 عاما)، فمريض بالقلب، فهو أب لعشرة أطفال، وهو مهجر من ضواحي حلب منذ 8 أشهر. لا يعرف عن أحوال منزله شيئا في حلب، وهو لم يزرها منذ قدومه إلى لبنان، وولده معتقل لدى النظام بسبب نشاطاته السياسية ومشاركته في المظاهرات.

وفي مخيم آخر في إيعات، يقول إبراهيم طه، المهجر من منطقة سراقب بإدلب، وهو أب لثلاثة أولاد معاقين: «سجلت اسمي خمس مرات ولم أحصل على شيء، دفعت أكثر من مائة ألف ليرة لبنانية (66 دولارا) أجرة سيارات من وإلى بعلبك ولم أحصل على شيء. أسكن في خيمة ترشح مياه. والدي مريض عمره 65 عاما، ووالدتي عزيزة عقلة هي أيضا مريضة، بعت سيارتي في سوريا، ولم أزل حتى الساعة أتحرك بثمنها، ولا أعرف ماذا سأفعل بعد أسبوعين وبعد أن تنفد الأموال».

بشار علي، وهو أيضا من سراقب، يسكن مع فراس علي وضايع المحمود في خيمة واحدة، همهم المازوت والحطب أولا، ومن ثم الطعام ثانيا. وبسبب عدم توافر المازوت والحطب، يلجأ بشار مع شركائه إلى وقد الأحذية البلاستيكية القديمة وإلى تكسير الأواني البلاستيكية القديمة لتدفئة أطفاله ويشكو من معاملة اللبنانيين.

مريم العمر، (40 عاما)، وصلت لتوها إلى منزلها المستأجر بمائتي ألف ليرة (133 دولارا) الذي رشح سقفه بالمياه، من زيارة إلى سوريا، واصفة الحال بأنها «مأساوية». شكت ندرة التقديمات، وقالت: «يصورون لنا الدفاتر وإيصالات الأدوية والتقارير الطبية ولا نحصل على شيء، وقد رحمني الله بولد عمره 12 سنة قاصر، أشغله في السهل كي أدفع أجرة المنزل».

80 قتيلا في جامعة حلب.. و«تصفيات طائفية» في حمص

مسيرة مؤيدة للأسد في الحرم بعد دقائق على التفجير

القاهرة: أدهم سيف الدين بيروت: «الشرق الأوسط»

قتل نحو 80 طالبا جامعيا سوريا وأصيب العشرات في جامعة حلب يوم أمس الذي يتزامن مع أول يوم امتحانات جامعية، في عدة انفجارات وقعت في كلية هندسة العمارة وكلية الآداب والمدينة الجامعية المكتظة بالطلاب، وهو تفجير تبادل النظام والمعارضة الاتهامات بتنفيذه.

وأكد شهود عيان من الطلبة في الجامعة سماعهم صوت هدير طائرة حربية على علو منخفض فوق الجامعة قبيل وقوع الانفجارات، كما أشارت عدة مصادر متطابقة من طلاب جامعة حلب إلى أن انتشارا أمنيا كثيفا كان في الجامعة والمدينة الجامعية صباحا، كما قامت قوات الأمن بإغلاق باب كلية الآداب وذلك قبل سماع تحليق لطيران حربي فوق الجامعة ومن ثم صوت انفجار الكثير من القذائف. وبحسب مصادر طلابية سقطت قذيفتان عند باب كلية الآداب وقذيفة أخرى سقطت في المدينة الجامعية، وقذيفة في كلية هندسة العمارة، وقدر عدد الطلاب الموجودين في جامعة حلب ككل بأكثر من سبعة آلاف طالب في اليوم الأول من الامتحانات النصفية.

وسائل إعلام النظام التي حضرت فورا إلى الموقع قالت بداية إن الانفجارات ناتجة عن سيارة مفخخة، ثم تراجعت وقدمت رواية أخرى عن سقوط صواريخ على الجامعة جراء «استهداف إرهابيين لطائرة تابعة لقوات النظام». وقال التلفزيون السوري الرسمي إن سيارة مفخخة استهدفت الجامعة، ثم غير الرواية ليعتمد ما أوردته وكالة «سانا» والذي لم تشر فيه إلى سبب التفجير الذي وصفته بـ(الإرهابي) دون ذكر أي تفاصيل عن عدد الضحايا وحجم الأضرار وقالت في خبر مقتضب: «وقع تفجير إرهابي في جامعة حلب أسفر عن وقوع ضحايا وإصابات وأضرار مادية في المكان». وذكر مراسل «سانا» في حلب أن التفجير «أسفر عن وقوع ضحايا وإصابات بين الطلاب في أول يوم من الامتحانات الجامعية والنازحين من المناطق المتضررة المقيمين في المدينة الجامعية جراء الأعمال الإرهابية». كما نشرت عددا من الصور للموقع ويظهر فيها أشلاء عشرات القتلى.

وبحسب شهادة أحد الطلاب المصابين إصابات طفيفة نتيجة تحطم الزجاج في المباني الواقعة في محيط الانفجار، قال إن أكثر من خمسين طالبا قتلوا، كما احترقت أكثر من خمس عشرة سيارة في دوار كلية عمارة. وقد شاهد فريق التلفزيون الرسمي يحضر فورا، وقد تعرض المراسل للضرب المبرح من قبل الطلاب الغاضبين أثناء قيامه بتصوير الأشلاء والجثث في موقع الانفجار.

وقالت الهيئة العامة للثورة السورية، إن «أكثر من 48 قتيلا سقطوا بسبب قصف لطيران النظام على جامعة حلب»، بينما أشار ناشطون إلى أن «المجزرة حصلت بسبب قصف طائرات النظام على حرم الجامعة»، مؤكدين: «سقوط صاروخين على تجمع للطلاب في كلية العمارة». وأضاف الناشطون: أن «قناة (سما) (الدنيا سابقا) قد حضرت بعد المجزرة بدقائق معدودة حيث خرجت مسيرة مؤيدة للرئيس السوري بشار الأسد في وقت كانت سيارات الإسعاف تنتشل جثث الضحايا».

وضع عضو المجلس الأعلى لقيادة الثورة ياسر النجار المجزرة في سياق «الانتقام من طلاب جامعة حلب المعروفين بحسب قوله بقربهم من الثورة وتأييدهم لها». ولفت النجار في اتصال مع «الشرق الأوسط» «أن عدد الضحايا الذين تم توثيقهم هو 50 ضحية»، مرجحا أن «يكون العدد الحقيقي قد تجاوز الـ90 قتيلا». وطالب النجار «بالحجر الدولي على النظام السوري بسبب الجنون الإجرامي الذي وصل إليه»، متسائلا: «كيف يمكن لنظام أن يخرج مسيرة مؤيدة فوق أشلاء الضحايا الذين قصفهم بصواريخه».

بدوره، كتب محمد الحلبي، الناطق باسم اتحاد تنسيقيات الثورة في حلب على صفحته على الـ«فيس بوك»، أن الطلاب قد شاهدوا «كيف قام الطيران الحربي بقصف جامعة حلب بصواريخ».

ومن حمص قال الناشط الإعلامي خالد أبو صلاح في اتصال مع «الشرق الأوسط» عبر «سكايب»، إن «الجيش السوري منذ الصباح مهد بالقصف المدفعي بغية السيطرة على مدينة الحولة، شمال حمص، وبعدها تتالى القصف الجوي على المدنية، وتخلل القصف الجوي تقدم بري لقوات الجيش النظامي بغية السيطرة عليها». وأضاف أبو صلاح أن «عدد الشهداء جراء العمل العسكري في الحولة وصل إلى نحو 15 بينهم تسعة أطفال و3 نساء».

وأكد أبو صلاح أن هناك عمليات إبادة في منطقة الحصوية بالقرب من بلدة الدار الكبيرة في حمص على يد قوات الجيش السوري النظامي، بحرق الجثث داخل البيوت والبساتين، ويسكن هذه المنطقة النازحون من أحياء حمص المتعددة؛ حيث تم حرق تسع عائلات، وقد وصف أبو صلاح هذه العمليات بـ«التطهير طائفي».

دمشق تطلق «النفط مقابل الغذاء»

خبير إقتصادي: بمثابة إعلان إفلاس النظام

بيروت: كارولين عاكوم

في خطوة قالت وزارة الاقتصاد إنّها تهدف إلى كسر الحصار والعقوبات المفروضة على سوريا ووقف التعامل باليورو والدولار، وقّعت الحكومة السورية على بروتوكول ينظّم مقايضة النفط مقابل الغذاء لمواجهة الأزمة الاقتصادية في البلاد. ونسبت صحيفة «الوطن» السورية إلى معاون وزير الاقتصاد للتجارة الخارجية حيان سليمان قوله إن الحكومة وقّعت على هذا البروتوكول، ويتم التباحث حاليا بين الشركات الراغبة في المقايضة ومؤسسة التجارة الخارجية باعتبارها الجهة المسؤولة عن هذا الأمر. وفي المقابل، اعتبر أسامة القاضي، المنسق العام لمجموعة عمل اقتصاد سوريا، أنّ هذه الخطوة، هي بمثابة إعلان إفلاس النظام السوري، وهو اعتراف حقيقي بعجزه عن فك الحصار الاقتصادي على سوريا، مشيرا إلى أنّ ذلك، لا يمكن أن يعوّض أي خسارة سابقة لأنّ المدفوعات ستكون غذاء وليست قطعا أجنبية، فضلا عن عدم إمكانية تطبيق هذه السياسة إلا بالحد الأدنى، ولو طبقت فلن يدخل عندها إلى الخزينة أي مردود مادي، ولن تكفي المواد الغذائية للحد من الأزمة.

وقال القاضي لـ«الشرق الأوسط»: بدل أن يرفع النظام الحصار عن المحافظات السورية التي تعد السلة الغذائية لسوريا مثل إدلب والمناطق الشرقية وريف حلب ودرعا، فهو يقوم بقصفها وحرق محاصيلها ثم يذهب ليبيع ما تبقى من نفط بأسعار متدنية جدا. وعما إذا كان هذا البروتوكول قادرا على حل المشكلة الاقتصادية في سوريا، قال القاضي: لا يمكن أن يكون حلا عمليا للأزمة التي سببها النظام للاقتصاد، لأن بداية أي خطوة عملية باتجاه تبادل أي سلعة مقابل النفط يتطلب على الأقل شهرا أو أكثر، والمشكلة هي في توزيع المواد الغذائية على المحافظات التي أصبحت مقطّعة الأوصال، فيما الكارثة تكمن في أنّ مقايضة النفط ستتم بسعر منخفض جدا، الأمر الذي سيؤدي إلى خسارة سوريا هذا المخزون.

ورأى القاضي، أنّ ما جاء في البروتوكول بما يتعلّق مقايضة الألبسة والأقمشة والمنتوجات النسيجية والخضار والأحذية والفوسفات والمعدات الهندسية مقابل استيراد السلة الغذائية: «هو مؤشر واضح على بداية النضوب النهائي لاحتياطي القطع الأجنبي وهو خسارة كارثية لسوريا ستواجه الحكومة بعدها السقوط، فالبنك المركزي واضح أنه لم يعد يملك من القطع الأجنبي ما يسمح به بإبرام أي عقد». وهنا يعتبر أنّ هذا الأمر يؤكّد أنّ الدعم المادي من الدول المساندة للنظام كان إعلاميا وفي شؤون الأمن والعسكرة ولم يكن حقيقيا.

وكان معاون الوزير أشار إلى أن هناك أكثر من 5 شركات من دول مختلفة عربية وأجنبية أبدت رغباتها بالمقايضة. ونسبت الصحيفة إلى مصدر مطلع قوله إن الفترة الماضية شهدت مقايضة السلع والمنتجات الزراعية مع إيران، حيث تم توريد زيت الزيتون إليها مقابل استيراد 100 ألف طن بطاطا لمدة 5 أشهر.

الإعلام الشعبي في سوريا.. «الميديا الخفية»

إذاعات وصحف تلتقي فيها الأفكار بحرية لنقل صورة حية من الواقع الدموي

القاهرة: أدهم سيف الدين

منذ بداية الثورة السورية في مارس (آذار) من عام 2011، يفرض النظام السوري تعتيما إعلاميا وصحافيا على أحداث الثورة، لإعاقة رصد المظاهرات السلمية أو نقل الخبر الحيادي من أرض الواقع، وهو ما فتح طريقا أمام وسائل إعلام شعبية ذات توجه ثوري للظهور في الخفاء، كبديل إعلامي يلبي رغبات المواطنين في المناطق الخطرة لنقل ما يدور من أحداث يومية، وذلك على أيدي شباب الثورة الراغبون في إرسال صوتهم إلى مجتمعهم القابع تحت القصف.

فمؤخرا، وبعد أربعة شهور من العمل المستمر، عقب قصف برج حلب وتدميره من قبل قوات الحكومية، إثر دخول مقاتلي المعارضة إلى مدينة حلب في يوليو (تموز) الماضي، وانقطاع كافة موجات الراديو عن محيط المدنية ودخولها في عزلة إعلامية، بدأ بث راديو «نسائم سوريا»، الذي يقوم عليه مجموعة من الشباب الجامعي ومجموعة من العاملين في الإذاعات الرسمية بمدينة حلب شمال سوريا، لإرسال صوتهم إلى أبناء مجتمعهم في الخفاء.

وبقليل من الأجهزة الإذاعية والصوتية وأثير إذاعي خفيفة الوزن والحمل وحاسبات شخصية وكابلات توصيل سوداء اللون بين الأجهزة، وببرج لا سلكي صغير فوق سطح أحد المباني المزدحمة بالصحون اللاقطة (الدش)، بعد أن تم مد كبل الإذاعة إلى البرج الصغير، من شباك حمام الشقة الفارغة وعبر المنور إلى أعلى السطح، كان ظهور الإذاعة.

يبث راديو «نسائم سوريا» في محافظة حلب وضواحيها، متطرقا لأهم الأخبار عن الأوضاع السياسية والميدانية في حلب وسوريا عامة، وحالة الطقس وأسعار العملات الأجنبية بالنسبة لليرة السورية المنهارة، وسعر الطحين والوقود الذي بات يشكل هاجسا لدى أي موطن سوري لمعرفة أسعارها التي تتصاعد يوما بعد يوم. كما ترشد «نسائم سوريا» في أخبارها الموجزة مستمعيها إلى الأسواق التي تتوافر فيها المواد الغذائية للقوت اليومي بأسعار منخفضة وتقع هذه الأسواق في المناطق المحررة التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة السورية، والأسواق التي تحت حماية القوات الحكومية ترتفع فيها الأسعار.

وبحسب مديرة الإذاعة، ريم الحلبي، التي فضلت هذا الاسم المزيف في حديثها مع «الشرق الأوسط» خوفا من الاعتقال الأمني: «فكرة إذاعة في منطقة حلب وريفها كانت قائمة منذ نحو أربعة شهور، عندما انقطعت خدمات كافة الإذاعات في حلب بعد استهدافها من قبل قوات النظام».

وتوضح ريم أن 40 شابا وفتاة يعملون في إرسال الإذاعة في فضاء حلب، تحت أسماء مستعارة لتداعيات أمنية خوفا من الاعتقال، خاصة المذيعين ومهندسي الصوت المعروفة أسماؤهم عندما كانوا يعملون في الإذاعات الرسمية وشبه الرسمية. وتلفت إلى أن كوادر «نسائم سوريا» ما زالوا بانتظار رد فعل النظام السوري الذي يحارب الكلمة الحرة التي تمثل التحدي الأكبر لهم.

وفي بيان تعريفي على موقعها على شبكة الإنترنت، جاء تعريف الإذاعة: «(نسائم سوريا) هي محطة إعلامية إذاعية وطنية تبث على موجات الـ(FM) وعلى رابط بث مباشر على موقع الإنترنت في مدينة حلب وريفها بعد تغيب الإذاعات الرسمية، وستعمل على إيصال صوتها لباقي المحافظات على أرض سوريا الحبيبة، لا تتبنى أفكار سياسية أو دينية معينة، مستقلة عن أي جهة خارجية ولا تتبنى أطروحات أي تيار سياسي أو آيديولوجي وهي من عمل بعض الشبان والإعلاميين من جامعة ومدينة حلب».

وتشير ريم الحلبي أنهم «يحاولون ربط كافة المناطق في حلب وريفها مع بعضها البعض عن طريق نشر الأخبار السريعة، وتوعية المواطنين سياسيا وثقافيا بعد تراجع الأوضاع المعيشية والخدمية من الكهرباء والإنترنت والاتصالات، وانعزال السكان عن بعضهم وعن العالم». ولا يخفى على أي مستمع لهذا الراديو توجهها السياسي أو خطها الإعلامي المنحاز للانتفاضة الشعبية ضد نظام بشار الأسد، وهي تعمل على مبدأ «إبرة تحت الجلد» رغم عدم الإقرار بها علنا من قبل القائمين على إدارتها.

وفي ظل هذه الأهداف، تقدم «نسائم سوريا» برامج متعددة، مثل «حكاية بلد» الذي يتضمن فقرة «هاي هي الحرية اللي بدنا ياها»، التي تشرح معاني الحرية وكيفية استخدامها ماديا ومعنويا في احترام أفكار الآخرين، وماذا تعني الحرية العلمانية والإسلامية، وحرية التعبير عن الرأي دون خوف.

أيضا فقرة «لقمة عيش» الذي تسعى منه الإذاعة إلى مساعدة الناس على كيفية التأقلم والتعامل مع الظروف التي تمر بها البلاد من نقص المواد الغذائية والوقود والكهرباء، ولكي يعتمد الفرد الحلبي تدبير طعامه من المواد المتوفرة. وهناك «ثورة وثوار» التي تتحدث عن ثورات العالم وتداعياتها، وفقرة التدريب على مهام الدفاع المدني في حالات القصف الجوي والمدفعي، بالإضافة إلى الفقرة الساخرة «يوميات مواطن حلبي» وتقدم باللكنة الحلبية.

وتضيف ريم: «هذه الانطلاقة تجريبية وبغرض التعريف بالمحطة، واستقطاب أكبر عدد من المستمعين على والموجة الهوائية والإنترنت». وتضيف أن عدد ساعات الإرسال الإذاعي يتزايد بشكل تدريجي ووفقا للحالة الأمنية.

ويصل بث راديو «نسائم سوريا» إلى منطقة السريان الجديدة والقديمة، وطلعة الأشرفية، والمشارقة، وبستان الزهرة، والجميلية، وساحة سعد الله، وبستان القصر، والفردوس، والمشهد، وصلاح الدين، والزبدية، والأنصاري، وشارع النيل. وهو ما يعمل على إيضاح كثير من الأمور والحقائق في ظل ما تكتفي به الحكومة السورية في مؤتمراتها الصحافية من دعوة القنوات الرسمية والإيرانية والروسية والصينية والبعض من المحطات الأجنبية والتي لا يسمح بالتحرك لها داخل البلد إلا بأمر من الجهات الحكومية المختصة والأمنية.

ولن يخلو مضمون «نسائم سوريا» كما تقول مديرته من برامج خاصة تدور حول أوضاع اللاجئين والنازحين في الداخل السوري، واستطلاع للآراء، وشرح للمصطلحات الثورية ومفاهيم الانتفاضة وأبعادها، والفرق والتناقضات والمقاربات بين الأنظمة الثورية والعالمية كوظيفة من وظائف الإعلام بهدف تثقيف المجتمع الحلبي. وتضيف ريم أن الراديو حاجة ضرورية للشعب كي يبقوا على تواصل ومعرفة مما يجري في محيطهم المحلي ومحيطهم القطري، وخاصة بعد إيقاف كل وسيلة من شأنها توصيل معلومة مهمة وجيدة وضرورية للمواطن السوري.

وإلى جانب الراديو الحلبي، تبرز عدة إذاعات خاصة في سوريا، مثل «شام إف إم»، وراديو «أرابيسك»، وإذاعة «ساوة» التي تحظى باستماع جماهيري أكثر من غيرها، حيث ترسل موجاتها إلى جميع المناطق السورية. وتقدم هده الإذاعات مضمونا موسيقيا وإخباريا بحيث يكون بعيدا عن النشرات التي تقدمها الإذاعات الحكومية.

أما عن الصحافة، فقد برزت أيضا في ظل الانتفاضة الشعبية مجلة «ياسمين سوريا» الورقية ذات التوجه الثوري والثقافي، والقصصي عن معاناة سيدات سوريا في المعتقلات ودورها في المجال الإغاثي والطبي قبل نحو 21 شهرا.

يدير شؤون المجلة «سيدات» من مدينة حلب والبالغ عددهن نحو سبع سيدات يوزعن الأدوار بينهن كل وفق اختصاصها من إخراج وتحرير وتقارير ميدانية.

طبعت المجلة عددها الأول في تركيا والتي وصلت إلى 1000 نسخة وزعت 250 نسخة في المخيمات السورة في تركيا والباقي في سوريا، وحملت الياسمينة السورية في صفحاتها الـ11، في عددها الصفر قصص سيدات سوريات رأين أوضاعهن في المعتقل من ثمانينات القرن الماضي، بينما قصت الخالة أم ياسر لياليها في المنفردات وأقبية السجون المظلة والمعاملة التي لاقت من أفراد المخابرات والسجان تحت عنوان «حكاية 4029 ليلة وليلة»، وتحدثت المجلة عن قصة فتاة سورية تعمل ممرضة في أحد المستشفيات الميدانية في مدينة حلب التي استشهدا أخوها على يدها وهي ما زالت صامدة تمارس عملها بكل شغف.

ورغم أن الخطورة تقل على هيئة تحرير مقارنة بطاقم الإذاعات وذلك وفق خصوصية الكتابة التي يمكن العمل عليها من المنزل، فإن توزيعها لا يقل صعوبة عن البث الإذاعي لما يمارس من رقابة على نشطاء الثورة.

وتعتبر مجلة «ياسمين سوريا» من الإصدارات ثورية القلية ذات سياسة تحريرية لم يقرأها المواطن السوري قبل نحو أربعة عقود.

أما مجلة «عنب بلدي»، فيقوم عليها مجموعة من الشباب الهواة لا يتمتعون بخبرة صحافية سابقة (كما ذكر في موقع الصحافية على شبكة التواصل الاجتماعي)، لكنهم أحبوا أن يبذلوا جهدا في تقديم جانب مختلف من جوانب الثورة السورية، ويشاركون في أحد الفضاءات الحرة التي خلقتها الثورة لتكون ساحة لأفكارهم وأقلامهم وليغردوا فيها بكل حرية.

تصدر الجريدة من مدينة داريا في ريف دمشق، واختاروا اسم «العنب» لها وذلك للارتباط المباشر بمدينة داريا التي اشتهرت بزراعة العنب منذ زمن بعيد، ورمزيته المتمثلة بالأصالة والارتباط بالأرض، وتعدد أنواعه وأصنافه التي رأوا فيها إشارة إلى تنوع اتجاهاتهم وأفكارهم، بل إن تبويبها يرمز إلى العنب (عنب مشكل، عناقيد عنب، ورق عنب، كرم الثورة عنب القراء).

وتعد المجلة، التي تصدر أسبوعيا، منوعة لا تختص بمجال واحد، فيها السياسة والاقتصاد، وبعض المنوعات، كما تهتم كثيرا بمتابعات الحراك الميداني في داريا وخارجها، بالإضافة إلى أخبار المعتقلين والشهداء، وتطالع فيها أيضا الكثير من خواطر الشباب التي فاضت على هامش الثورة.

بينما تعد مجلة «سورية بدا حرية» مطبوعة أسبوعية سياسية ثقافية مستقلة، تعنى بشؤون الثورة السورية ميدانيا وفكريا وتوثق الحدث وتعرضه من كافة الجوانب، كما تهتم بوجهات النظر وتحليلات المفكرين وآرائهم.

بدأ التخطيط للمجلة في منتصف أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي، ليكون الإصدار الأول بعد أسبوعين بـ12 صفحة، شارك فيها عدد من الناشطين السياسيين المعروفين مثل سهير الأتاسي نائب رئيس الائتلاف الوطني السوري، والناشط ملهم الدروبي، بالإضافة لمجموعة من الشباب المهتم بالمجال الإعلامي، وما لبث أن تطور خط المجلة لتصبح اليوم وبعد إصدار أكثر من 42 عددا منها تضم عددا كبيرا من الكتاب والمحررين المحترفين منهم، والشباب الذين ولدت موهبتهم من رحم الثورة، وأصبحت بهم المجلة أكثر تخصصا وتنوعا. وهي صحيفة ورقية تصدر إلكترونيا بشكل يومي، ويصل عدد نسخها إلى نحو 700 نسخة وتوزع بين حمص وجرابلس وسراقب وقريبا في حماه ودمشق.

ومن اللافت أيضا إصدار ملحقات ثقافية خاصة بالمجلة وأهمها ملحق خاص بالمرأة السورية وإنجازاتها في زمن الثورة، بالإضافة لنشرة سنوية بالتعاون مع معهد الوارف للدراسات الإنسانية في واشنطن.

يتلخص شعار مجلة «سورية بدا حرية» بأنها «حرية اليوم والغد»، فالحرية التي تطلبها صفحات المجلة بصوت شبابها ليست فقط الحرية السياسية الحالية التي تتلخص بإسقاط النظام وأركانه، بل تنظر لحرية سوريا الغد السياسية والاقتصادية والثقافية وحتى الدينية والاجتماعية.

} عشرات الشهداء في قصف لجامعة حلب { هولاند: على إيران التفكير ملياً في انهيار النظام

موسكو ترفض إحالة جرائم بشار على لاهاي

المعارضة: الأسد يرتكب بشاعات غير مسبوقة في التاريخ

                                            حمّلت المعارضة السورية ما يجري من مجازر يومية للرئيس السوري بشار الأسد الذي رأته “طاغية يسرف في ارتكاب البشاعات غير المسبوقة في التاريخ..، على أمل أن يزرع الأحقاد والخراب قبل أن يغادر سوريا إلى غير رجعة” حسب بيان للمجلس الوطني السوري.

وفي تكرار للمشهد اليومي من المجازر التي يرتكبها نظام دمشق، سقط أمس أكثر من مائتي شهيد في أنحاء البلاد منهم أكثر من 80 طالباً من طلاب جامعة حلب في قصف ذكرت وكالة الأناضول التركية أن مقاتلات حربية قامت به أمس، تزامناً مع مجازر في منطقتي الحولة والحصوية من ريف حمص اثر اقتحام قوات النظام المنطقة، مرفقة ذلك بعمليات اعدام ميدانية لمدنيين داخل منازلهم وإحراق جثثهم.

سياسياً، وجه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أمس رسالة واضحة إلى طهران دعاها فيها إلى التفكير ملياً في انهيار نظام الأسد، الذي رفضت موسكو أمس إحالة جرائمه إلى لاهاي بناء على طلب بذلك تقدمت به أكثر من 50 دولة إلى مجلس الأمن.

وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أمس، إن حكومة بلاده لا تستبعد أي خيار في التعامل مع الأزمة في سوريا “حيث يسقط عدد كبير من الضحايا”، مكرراً في دردشة عبر “تويتر” مع قراء صحيفة نيوزلندية تصدر اليوم، أن تسليح الثوار احتمال وارد في حال اقتضت الضرورة بعد رفع الحظر الأوروبي عن توريد الأسلحة إلى سوريا.

ميدانياً، سقط أكثر من مائتي شهيد في أنحاء سوريا منهم أكثر من 80 طالباً من طلاب جامعة حلب في قصف ذكرت وكالة الأناضول التركية إن مقاتلات للأسد قامت به أمس،

تزامناً مع مجازر وقصف عنيف تعرضت له المناطق التي يسيطر عليها الثوار في حمص وحماه وريف العاصمة دمشق التي وقع فيها عدة انفجارات منها ما استهدف مراكز للنظام في قدسيا والهامة وشارع الثورة.

وسقط العشرات بين قتيل وجريح اثر اقتحام قوات النظام منطقة في محافظة حمص وسط البلاد، حسبما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان أمس.

وقال المرصد “وردت معلومات عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى اثر اقتحام القوات النظامية لبساتين الحصوية الواقعة بين الكلية الحربية وحاجز ديك الجن والمنطقة الصناعية ومعمل الغزل”.

وافاد المرصد في وقت سابق أمس ان القوات النظامية تقتحم المنطقة، مرفقة ذلك “بعمليات حرق وتخريب للممتلكات في القرية، وعمليات دهم واعتقال”.

وقالت “الهيئة العامة للثورة السورية” ان قوات النظام “ارتكبت مجزرة في قرية الحصوية الواقعة بين حي القصور والكلية الحربية في اتجاه الريف الشمالي”، متحدثة عن اكثر “من 24 شهيدا(..) تم اعدامهم ميدانيا داخل منازلهم وحرق جثثهم”.

وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة “فرانس برس” ان المنطقة في غالبيتها “مؤلفة من بساتين ومزارع، ومعظم المقيمين فيها فلاحون يحرثون اراضيهم”. وأشار الى ان المنطقة تؤوي ايضا “عددا من العائلات النازحة من مدينة حمص”، لا سيما من حي دير بعلبة الذي اقتحمته قوات النظام نهاية كانون الاول.

وأوضح المرصد ان المنطقة تقع بالقرب من حي الوعر “حيث قتل اليوم (أمس) ضابط برتبة عميد ومساعد اول ومسلح موالي للنظام اثر كمين نصب لهم من قبل مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة”، مشيرا الى مقتل احد المقاتلين المعارضين في الكمين.

وقتل اكثر من ثمانين شخصا واصيب اكثر من 160 بجروح أمس في انفجار عزته وكالة الأناضول إلى قصف صاروخي بالطيران نقلا عن شهود عيان في جامعة حلب في شمال سوريا.

وقال المرصد مساء “ارتفع الى 83 عدد الشهداء الذين سقطوا إثر الانفجارين الذين وقعا في المنطقة بين السكن الجامعي وكلية الهندسة المعمارية في القسم الشمالي من جامعة حلب”، مشيرا الى ان العدد مرشح للارتفاع بسبب “وجود اكثر من 150 جريحا بعضهم بحال خطرة”.

وقال مصدر طبي في مشفى الرازي ان “المشفى استقبل 65 جريحا اصاباتهم بين المتوسطة والخطيرة”.

وتضاربت المعلومات حول سبب الانفجارين، اذ ذكر الاعلام السوري الرسمي ان “مجموعة ارهابية مسلحة استهدفت جامعة حلب بقذيفتين صاروخيتين”، في اول يوم من الامتحانات الجامعية.

وقال ناشطون معارضون لنظام الرئيس السوري بشار الاسد على صفحات على موقع “فيسبوك” على شبكة الانترنت ان طائرة حربية قصفت الجامعة بقنبلتين، في حين تحدث آخرون عن سيارة مفخخة.

ويمكن بوضوح من خلال اشرطة الفيديو التي نشرت على موقع “يوتيوب” رؤية عمودي دخان كثيفين ينبعثان من الجامعة، في حين يتحدث الطلاب الجزعون عن انفجارين.

وحمل المجلس الوطني السوري المعارض مسؤولية ما جرى للنظام معتبرا انه “ينحط (..) الى درك لم يصله طاغية في ارتكاب ابشع الجرائم بحق شعب يزعم الانتماء اليه”. واعتبر ان النظام “يسرف في ارتكاب البشاعات غير المسبوقة في التاريخ، على أمل أن يزرع في سوريا المزيد من الأحقاد والخراب قبل أن يغادرها إلى غير رجعة، وان يقتل مستقبل سوريا بعد ان أيقن ان لا مكان له فيه”.

وطالب المنظمات والهيئات العلمية العربية والعالمية “بأن تتخذ موقفاً يدل على أنها تأبه حقاً لكرامة العلم وحرمة الجامعات”.

ويمكن بوضوح من خلال اشرطة الفيديو التي نشرت على موقع “يوتيوب” رؤية عمودي دخان كثيفين ينبعثان من الجامعة، في حين يتحدث الطلاب عن انفجارين.

سياسياً، اعتبر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس ان على ايران التي تدعم الرئيس السوري، “ان تفكر في ما سيعنيه انهيار” النظام السوري.

وقال هولاند خلال مؤتمر صحافي في دبي أمس، “صحيح ان ايران تدعم بشار الاسد، لكن عليها ان تفكر فيما سيعنيه انهيار” هذا النظام.

وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أمس، إن حكومة بلاده لا تستبعد أي خيار في التعامل مع الأزمة في سوريا “حيث يسقط عدد كبير من الضحايا”، مكرراً في تغريدات عبر “تويتر” مع قراء صحيفة “ستوف” النيوزلندية نشرت اليوم أن تسليح الثوار احتمال وارد في حال اقتضت الضرورة بعد رفع الحظر الأوروبي عن توريد الأسلحة إلى سوريا.

وكان الوزير البريطاني صرح قبيل سفره إلى نيوزلندا أن بلاده سوف تطلب من الاتحاد الأوروبي رفع الحظر المفروض على تصدير الأسلحة إلى سوريا بما يفتح الطريق أمام تسليح القوى المعارضة للنظام السوري.

وفي موسكو قال بيان لوزارة الخارجية أمس إن جهود عشرات الدول لإحالة الأزمة السورية إلى المحكمة الجنائية الدولية تجيء “في غير موعدها وستأتي بنتائج عكسية.”

وطلب ما يزيد على 50 دولة من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أول من أمس إحالة الأزمة في سوريا إلى المحكمة التي تحاكم أشخاصاً لارتكابهم جرائم إبادة وجرائم حرب في خطاب قال إن الخطوة “سترسل إشارة واضحة للسلطات السورية.”

وقالت روسيا التي لم تنضم مثل الصين والولايات المتحدة للمحكمة الجنائية الدولية إن إحالة الملف السوري للمحكمة لن تساعد في حل الأزمة.

وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان “نعتقد أن المبادرة في غير موعدها وستأتي بنتائج عكسية لإنجاز المهمة الرئيسية في هذه اللحظة هي الإنهاء الفوري لإراقة الدماء في سوريا”.

(ا ف ب، رويترز، اش ا، الأناضول، “المستقبل”)

مجزرة بحمص وقوات الأسد تهاجم داريا

                                            شنت القوات النظامية السورية اليوم الأربعاء هجوما وُصف بالأعنف على بلدة داريا بريف دمشق في محاولة لاستعادتها, وقصفتها وبلدات أخرى قريبة ومناطق في حمص ودرعا بكل أنواع الأسلحة بما فيها صواريخ أرض-أرض والقنابل الفراغية والعنقودية.

في هذه الأثناء، قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن 17 شخصا قتلوا في مجزرة ارتكبتها القوات النظامية بحي الحصَوية في حمص.

ويأتي الهجوم على داريا وسط اشتباكات عنيفة مع الجيش الحر، وفقا لناشطين.

وقال عضو المجلس المحلي لداريا مهند أبو زين للجزيرة إن الهجوم الذي تتعرض له البلدة منذ الصباح هو الأعنف عليها, مؤكدا حدوث عشر غارات جوية في غضون ساعة واحدة, واستخدام قنابل فراغية.

وأضاف أبو زين أن القصف الجوي تزامن مع إطلاق ثلاثة صواريخ أرض-أرض على البلدة, وأوقع خمسة قتلى بينهم امرأة حامل وفق حصيلة أولية, بينما اكتظ المستشفى الميداني بالجرحى.

ويأتي الهجوم المتزامن مع غارات وقصف بالمدافع وراجمات الصواريخ على معظم بلدات ريف دمشق، بعد يوم دام شهد مقتل نحو 240 شخصا, تسعون منهم تقريبا في جامعة حلب.

بكل الأسلحة

وأشار أبو زين إلى إرسال تعزيزات كبيرة من الدبابات والآليات المدرعة والجنود باتجاه البلدة التي تحاول القوات النظامية منذ شهرين استعادتها دون جدوى.

ووفقا للناشط نفسه, تجري اشتباكات عنيفة عند المدخل الشرقي لداريا بين الثوار والقوات النظامية التي استقدمت تسع دبابات وآليات وأعدادا كبيرة من الجنود من مطار المزة العسكري، حسب ما قالته لجان التنسيق المحلية. من جهته, قال الناشط أبو كنان لوكالة الأنباء الفرنسية إن البلدة تشهد قصفا لا يمكن تخيله, وقتالا شديدا.

وبصورة متزامنة, قصفت القوات السورية بلدات معضمية الشام وزملكا والمليحة وبيت سحم والزبداني وعربين باستخدام مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة، بما في ذلك القنابل الفراغية التي استُخدمت ضد بلدة مديرا وداريا حسب لجان التنسيق.

وقتل في هذا القصف عدد من المدنيين أحدهم في بلدة قارة حسب المصدر نفسه. وكان ناشطون قد بثوا صورا تظهر قصفا جويا عنيفا على دوما, استُخدمت فيه أيضا قنابل عنقودية.

وقالت لجان التنسيق المحلية إن الاشتباكات تجددت في محيط إدارة الدفاع الجوي في المليحة, بينما وقع قتال في عقربا على طريق مطار دمشق الدولي وفقا لشبكة شام.

وفي درعا, اقتحمت القوات النظامية اليوم بلدتي نوى وإنخل, بينما تواصل القتال على أشده في بصر الحرير التي تعرضت للقصف جوا وبرا. واستهدفت القوات النظامية اليوم مجددا مدينة الرستن في ريف حمص مما تسبب في مقتل طفلة وجرح أشخاص آخرين, كما استهدفت القصير المتاخمة للبنان.

وفي اللاذقية, أغارت مروحيات النظام اليوم على قرى جلب الأكراد ومصيف سلمى مستخدمة قنابل عنقودية، وفق شبكة شام التي تحدثت عن استهداف بلدات في ريف إدلب بينها دركوش.

أما في حلب, فسجلت الليلة الماضية اشتباكات في حي بستان القصر الذي يسيطر عليه الجيش الحر. وكان 87 شخصا -جلّهم طلاب- قد قتلوا أمس في انفجارات بجامعة المدينة حسب حصيلة للمرصد السوري لحقوق الإنسان. وتبادل النظام السوري والمعارضة الاتهامات في ما يتعلق بالمسؤولية عن تلك الانفجارت.

قائمة بمائة ألف مطلوب للأمن السوري

                                            حصلت الجزيرة نت على قائمة تفصيلية بأسماء قرابة مائة ألف شخص سوري مطلوبين لأجهزة الأمن والمخابرات في سوريا، بدعوى مشاركتهم في الثورة ضد نظام الرئيس بشار الأسد.

وتحتوي القائمة على 96 ألفا و683 اسما لرجال ونساء سوريين، فصّلت فيها أسماؤهم وأسماء آبائهم وأمهاتهم وأماكن وتاريخ ولاداتهم والتهم المنسوبة إليهم والجهة التي تطلب اعتقالهم.

وورد في القائمة أسماء أطفال بعمر 14 عاما مطلوبين لدى شعبة المخابرات العامة، وآخرين في العمر نفسه مطلوبين لدى الأمن السياسي بتهم التحريض والتظاهر. كما وصفت القائمة أحد المطلوبين من مواليد 1999 بأنه “إرهابي مسلح وخطير”.

ولم تقتصر الغرابة على عمر الأطفال المطلوبين لدى المخابرات، بل حوت القائمة أسماء أشخاص أتموا مائة عام مثل عماش عباس الشمري المولود عام 1913، وآخرين من أقرانه من مواليد 1914، ولا يعرف إن كان هؤلاء أحياء أو أمواتا ولا ما هو دورهم في الثورة.

وتراوحت التهم المنسوبة للمطلوبين بين التحريض والتمويل والمساندة المادية أو الإعلامية أو المالية، مرورا بتهريب الأشخاص والأسلحة، ووصولا إلى المشاركة في العمل المسلح ضد النظام ومواجهته عسكريا.

ويكفي أن يرد اسم شخص ما في حديث أحد المعتقلين أو هاتفه ليكون هو نفسه عرضة للاعتقال، أو أن يصور مظاهرة ويرفعها على الإنترنت، أو أن يتصل برقم سعودي أو قطري، أو يذكر “السيد الرئيس بكلام بذيء”.

أما الجهات التي تطلب هؤلاء الأشخاص للتحقيق معهم فهي شعبة الأمن السياسي وشعبة المخابرات وإدارة المخابرات الجوية، وهذا يعني أن القائمة تحوي أسماء المطلوبين لهذه الجهات فقط دون غيرها.

 مائتا ألف معتقل

ووفقا لما وثقته الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فهناك ما لا يقل عن مائتي ألف معتقل في سوريا، بينهم تسعة آلاف دون سن 18 و3800 امرأة.

ووفق بيان الشبكة فإن هناك ستين ألف شخص في عداد المختفين قسريا، وهم الذين ألقي القبض عليهم أو احتجزهم أشخاص أو منظمات بدعم من الدولة فسكتت عن ذلك ثم رفضت الإقرار بهؤلاء الأشخاص أو إعطاء معلومات عن مصيرهم أو عن أماكن وجودهم، بهدف حرمانهم من حماية القانون لفترة زمنية طويلة.

وتضيف الشبكة أن المعتقلين في سوريا يتعرضون لشتى ألوان التعذيب المفضي إلى الموت أو تشويه وبتر الأعضاء، وكثيرا ما تسلم الأهالي جثامين أبناءهم وعليها آثار التعذيب وأكرهوا على دفنها دون تحقيق، بل حملوا على الخروج إلى الإعلام والثناء على السلطة واتهام “العصابات الإرهابية” بقتل أبنائهم كما حدث مع ذوي الفتى حمزة الخطيب.

قطر تدعو روسيا لتكون جزءا من الحل بسوريا

                                            عبر رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني عن أمله في أن تكون روسيا جزءا من الحل بسوريا، وجاء ذلك عقب رفض روسيا إحالة ملف سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية، وفيما عبرت طهران عن ثقتها في إفشال “مخططات الأعداء” بسوريا، بدأت دمشق الثلاثاء توقيع بروتوكولات لمقايضة النفط مقابل الغذاء.

وفي مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الليبي علي زيدان، قال الشيخ حمد بن جاسم “نحن نحترم روسيا كدولة كبرى، ونطلب ونتمنى أن تكون جزءا من الحل، وتكون قطر والعالم العربي والعالم الغربي جزءا من الحل كذلك، لكن ينبغي لنكون جزءا من الحل أن نرى ماذا يريد الشعب السوري”. وأضاف “إذا كان هذا يراهن على دولة وهذا يراهن على دولة فالأمور تتغير، وأرى أنها ستتغير لصالح الشعب السوري لأن إرادة الشعب هي التي ستنتصر في النهاية”.

وفي رده على سؤال بشأن وجود آليات أو خطوات محددة قد تساهم بها الدول العربية لرحيل الرئيس السوري، أشار رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري إلى أن بشار الأسد “يجب أولا أن يقرر هو الرحيل حتى نجد له الآلية المناسبة التي تحفظ له ولعائلته وأعوانه حقوقهم”، ونبه إلى أن هذا الوضع يصعب كلما تأخر الوقت. وأوضح المسؤول القطري أن الحديث عن بحث ملجأ لبشار الأسد “لابد أن يتم بناء على موافقة الشعب السوري أو من يمثله”.

وجاءت تصريحات رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري عقب كشف روسيا عن موقفها الرافض لإحالة ملف التحقيق في الجرائم المرتكبة في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية، وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية الروسية إن موسكو ترى أن طلب نقل الملف إلى المحكمة الجنائية الدولية “يأتي في الوقت الخطأ، ولن تكون له أي جدوى، ولن يساهم في تحقيق الهدف الأساسي وهو الوقف الفوري لعمليات سفك الدماء في سوريا”.

وأضاف البيان أن روسيا مقتنعة تماما بأن مثل هذه الخطوة ستزيد فقط من تصلب الطرفين، وتعزز المواقف المتشددة لدى من أسمتهم الأطراف المتنازعة في الأزمة السورية.

وكان أكثر من خمسين دولة -على رأسها سويسرا- وجهت رسالة إلى مجلس الأمن الدولي تطالبه فيها بإحالة ملف التحقيق في جرائم الحرب المرتكبة في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية.

يشار إلى أن سوريا ليست عضوا في المحكمة الجنائية الدولية، وهو ما يعني أن إحالة ملفها إلى هذه المحكمة لا يتم إلا عبر مجلس الأمن الدولي الذي تتمتع فيه كل من روسيا والصين بحق النقض (الفيتو)، الذي سبق أن استخدمه البلدان ثلاث مرات ضد مشاريع قرارات للضغط على النظام السوري.

موقف هولاند

من جانب آخر، قال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إن إيران -التي تدعم الرئيس السوري- مطالبة بـ”أن تفكر في ما سيعنيه انهيار” النظام السوري. وقال هولاند -في مؤتمر صحفي بدبي- إن فرنسا ترغب في “تسريع مرحلة الانتقال السياسي، والعمل على أن يتمكن الائتلاف الذي يجمع كل المعارضة من أن يكون السلطة الشرعية”.

أما الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي فقد أكد أن جهود المبعوث العربي والأممي الأخضر الإبراهيمي لسوريا لم تسفر إلى الآن عن نتائج ملموسة تساهم في إيجاد حل لهذه الأزمة يتفق مع متطلبات وتطلعات الشعب السوري.

وأضاف العربي -في كلمته اليوم الثلاثاء أمام مجلس وزراء الإعلام العرب بمقر الجامعة- أن الجامعة ستواصل مع ذلك جهودها من خلال الإبراهيمي.

وقال العربي إن الأزمة السورية تتصاعد نحو الأسوأ خاصة بعد اتساع نطاق “أعمال العنف والقتل”، وهو ما يزيد المخاطر والتداعيات المتوقعة على الشعب السوري، ويهدد مستقبل البلاد والأمن والاستقرار في المنطقة كلها.

سوريا و”المؤامرات”

ومن طهران، قال محمد رضا رحيمي النائب الأول للرئيس الإيراني إن “الكيان الصهيوني وأميركا والغرب اتحدوا لإسقاط الحكومة السورية”، وأشار إلى أن الشعب السوري “سيتغلب على كافة المؤامرات وسيكون النصر حليفه”.

وأوضح رحيمي -خلال لقاء جمعه مساء‌ الثلاثاء برئيس الوزراء السوري وائل الحلقي- أن سوريا “ستصبح بلدا أكثر قوة وثباتا بعد تخطي المشاكل والأزمات، وستشهد أياما مفعمة بالأمل”.

وفي إشارة إلى خطة الأسد لإنهاء العنف في بلاده، قال رحيمي إن إيران تدعم أي خطط تسهم في إنهاء النزاعات وتحفظ وحدة سوريا، وذلك في إطار مطالب الشعب السوري.

ومن جهة أخرى، وقعت الحكومة السورية على بروتوكول ينظّم مقايضة النفط مقابل الغذاء لمواجهة الأزمة الاقتصادية الناتجة عن العقوبات المفروضة عليها على خلفية الأحداث الجارية في البلاد.

ونسبت صحيفة الوطن الخاصة إلى معاون وزير الاقتصاد للتجارة الخارجية حيان سليمان قوله إن الحكومة وقعت على بروتوكول ينظم مقايضة النفط مقابل الغذاء، ويتم التباحث حالياً بين الشركات الراغبة في المقايضة ومؤسسة التجارة الخارجية، باعتبارها الجهة المسؤولة عن هذا الأمر.

وأشار إلى أن آلية المقايضة تتضمن فتح مراكز تجارية للدول الأجنبية في سوريا، مثل دول الاتحاد الجمركي وروسيا وبيلاروسيا وكزاخستان والصين وإيران والعراق والهند ودول أميركا اللاتينية وأوكرانيا، من خلال دراسة إمكانية مقايضة القمح الأوكراني بالنفط السوري.

وأضاف أن هناك أكثر من خمس شركات من دول مختلفة عربية وأجنبية أبدت رغبتها في المقايضة، وأحيل ملفها إلى لجان مختصة في الوزارة لدراسة إمكانية التعاون معها، وسيتم البت في هذا الأمر خلال فترة قصيرة بما يضمن مصلحة كل الأطراف.

وتبرر وزارة الاقتصاد السورية اللجوء للمقايضة لكسر الحصار والعقوبات المفروضة على سوريا ووقف التعامل باليورو والدولار.

الجعفري: “العربية” تدير عمليات إرهابية في سوريا

قال في جلسة لمجلس الأمن الدولي إن القناة تقدم الحماية الإعلامية للإرهاب

دبي – قناة العربية

وصف مندوب سوريا في الأمم المتحدة، بشار الجعفري، الثلاثاء، قناة “العربية” بأنها “غرفة عمليات لإدارة عمليات إرهابية في سوريا”.

واتهم الجعفري، في جلسة لمجلس الأمن، الثلاثاء، القناة بلعب دور الحماية الإعلامية للإرهاب، قائلا: “إن القناة تبث أخبارا عن سوريا قبل وقوعها”.

وقال، متحدثا بمجلس الأمن، إن 82 طالبا على الأقل قتلوا في سوريا، الثلاثاء، في انفجارين هزا الجامعة في حلب، أكبر المدن السورية.

وأضاف السفير السوري بشار الجعفري للمجلس، أثناء نقاش حول مكافحة الإرهاب، أن “عملا جبانا استهدف طلاب جامعة حلب حين كانوا يؤدون امتحانات منتصف العام”.

ولم يتضح على الفور سبب الانفجارات، لكن الحكومة ونشطاء المعارضة تبادلوا اللوم.

وأسفر التفجيران عن مقتل 82 طالبا وإصابة 162 طالبا آخر.

جثث الطلاب تنتشر في جامعة حلب بدل أوراق الامتحان

مجزرة جديدة ترتكبها صواريخ النظام بعد إقفال الأمن لأبواب الجامعة

دمشق – جفرا بهاء

بعد قصف طوابير منتظري الخبز، وطوابير منتظري المازوت، يقصف النظام السوري اليوم طلاب جامعة حلب ليسفر ذلك عن قتل 52 طالباً جامعياً حتى الآن، والرقم مرجح للزيادة، وجرح العشرات أكثرهم في حالات خطرة واحتراق مالا يقل عن 15 سيارة.

وقام النظام بقصف الجامعة من طيارة الميغ بصاروخين، الأول عند “دوار العمارة” والصاروخ الثاني سقط على الوحدة الثانية في السكن الجامعي

وبحسب شهود لـ”العربية.نت” فإن قوات الأمن السوري أغلقت أبواب الجامعة قبل بدء قصف طيران الميغ الصاروخين، ومن ثم انسحبت قوات الأمن من الجامعة وتم القصف بعد خروجهم فوراً، وبعد سقوط القذائف حاول الطلاب الخروج من الجامعة المغلقة الأبواب، واضطروا إلى كسر الأقفال للهروب.

وأكد طلاب متواجدون في الجامعة لحظة سقوط الصاروخين عن تجمع بعض مؤيدي النظام وبدأوا بالهتاف للرئيس السوري فيما جثث زملائهم مقطعة ومرمية على الأرض.

ويبدو العدد 50 أقل بكثير من الحقيقة، إذ أن الجثث “الكاملة” تتجاوز الخمسين فيما انتشرت الأشلاء على مساحة واسعة بما يقدره بعض الناشطين بما يزيد عن المئة جثة..

وعلى اعتبار أن اليوم يصادف الامتحان الأول لطلاب الجامعة في سوريا، فإن الحضور من الطلاب كان كثيفاً خصوصاً أنه لا سوابق لانفجارات بهذا الحجم في جامعة..

قال واحد من الطلاب الذين كانوا يتقدمون للامتحان حول ما حدث في الجامعة بالضبط: “واقفين قدام الكلية في ناس جوا بالقاعات يقدمون امتحان وناس برا لسا مادخلو، ماحسينا الا الطيارة فوقنا وخلال 5 ثواني رمت الصاروخ قدام كلية العمارة على بعد 20 مترا لسا مالحقنا نفوت جوا ونكبّر الا رجعت ضربت الصاروخ الثاني واجا بالوحدة الثامنة بالمدينة الجامعية اللي مليانة نازحين، الصاروخ الأول قدام باب العمارة بالضبط اللي جوا الكلية تصاوبو بشظايا البلور وبي منهم طارو من الانفجار وخبطو بالحيط واللي بالشارع مقطعين”.

وقال شاب آخر كان يتواجد داخل الجامعة: “كنا في الامتحان …سمعنا صوت الميغ… بعد لحظات تم الانفجار وجدت نفسي والمقعد نرتطم بالجدار كان الانفجار آخر ربع ساعة من الامتحان.. الطلاب فوق بعضهم البعض.. نزل برميل أيضا عند دوار العمارة.. السيارات المارة لحظتها بالشارع تفحمت والناس بداخلها أيضا.. حسب وصفه، وهو مصاب، أكثر من 15 سيارة متفحمة ومن بداخلها.. هذا ما استطعت أن أرصده وكما رأيت أن قناه الدنيا هناك وتصور… مما يعني أن المجزرة مخطط لها… وأنا في طريقي الى المشفى لن تتخيلوا المشاهد، الناس مقطعة الى أشلاء… منظر مرعب… الحمدلله على كل حال”.

الإعلام الرسمي حضر خلال ثوان

قال التلفزيون الرسمي فور سقوط الصاروخين إن تفجيراً حدث في جامعة حلب، وتبين بسرعة أنه ما من تفجير هناك، وإنما قصف صاروخي نفذته قواته.

ولكنه غيّر أقواله وأعاد رواية القصة مستبدلاً السيارة المفخخة بصاروخ حراري..

ووصلت قناة الدنيا الموالية للنظام الأسدي بعد دقائق قليلة لموقع القصف لتصوير المسيرة المؤيدة التي خرجت فوراً لمدة عشر دقائق.

سوريا.. 94 قتيلا وانفجارات تهز إدلب

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قتل 22 شخصا وجرح أكثر من 30 آخرين، الأربعاء، بتفجيرات منسقة بثلاث سيارات هزت مدينة إدلب شمالي سوريا، حسب مراسل سكاي نيوز عربية، في وقت قالت مصادر للمعارضة إن 94 شخصا قتلوا الأربعاء نتيجة أعمال العنف في البلاد.

ووثق ناشطون معارضون العثور على 17 قتيلا على الأقل في بساتين سوق الهال قرب الحصوية في حمص قامت قوات الأمن بإعدامهم ميدانيا.

وتتعرض مدينة داريا في ريف دمشق لقصف القوات الحكومية، للشهر الثاني على التوالي، ما أدى إلى مقتل 5 أشخاص وإصابة عدد كبير من السكان بينهم نساء وأطفال.

وفي حلب تعرض حي بستان القصر غربي المدينة للقصف بالمدفعية الثقيلة، كما شن الطيران الحربي غارة جوية على مدينة الباب في الريف الشمالي، حسب مصادر المعارضة.

وارتفعت حصيلة قتلى انفجاري جامعة حلب أمس الثلاثاء إلى 87 شخصا وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وتبادل طرفا الصراع في سوريا إلقاء المسؤولية على الطرف الآخر في تنفيذه، فبينما قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن الهجوم نجم عن قصف نفذته القوات الحكومية على الجامعة، ذكر التلفزيون السوري إن تفجيرا “إرهابيا” استهدف المكان.

الجيش السوري يشن هجوما في حلب بعد تفجيرات استهدفت جامعتها

بيروت (رويترز) – شنت القوات المسلحة السورية هجوما جديدا في مدينة حلب الشمالية يوم الأربعاء بعد يوم من مقتل 87 شخصا في تفجيرات في جامعة حلب.

وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) إن الجيش قتل عشرات “الارهابيين” في الهجوم الجديد وهو تعبير تستخدمه دمشق لوصف مقاتلي المعارضة الذين يحاولون الإطاحة بالرئيس بشار الأسد.

ولم تتمكن رويترز من التحقق من التقرير من مصادر مستقلة بسبب القيود المفروضة على وسائل الإعلام في سوريا.

وقالت الوكالة “واصلت قواتنا المسلحة الباسلة مهمتها الوطنية في الدفاع عن الوطن والمواطنين وقامت بعمليات نوعية ضد الارهابيين المرتزقة في بعض أحياء حلب وريفها وأوقعت عددا من القتلى والإصابات في صفوفهم ودمرت آلياتهم المزودة برشاشات.”

وقتلت القوات الحكومية كذلك مقاتلين من المعارضة في منطقة الليرمون في حلب. وتقول دمشق أن الصاروخين اللذين أصابا جامعة حلب يوم الثلاثاء أطلقا منها.

وإذا تأكدت معلومات الحكومة عن تعرض جامعة حلب لهجوم صاروخي سيشير ذلك إلى أن مقاتلي المعارضة في المنطقة تمكنوا من الحصول على أسلحة أكثر قوة مما كان لديهم من قبل وتمكنوا من استخدامها.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن إن 87 شخصا قتلوا وأصيب عشرات بجروح في التفجيرات لكنه لم يحدد مصدرها. وقال إن عدد القتلى قد يرتفع إلى اكثر من مئة لان هناك أشلاء جثث لم يتم التعرف عليها بعد.

وعرض التلفزيون الحكومي لقطات لجثة على الأرض في شارع وسيارات محترقة. وسقطت واجهة لمبنى الجامعة المكون من عدة طوابق وانقلبت سيارات. واظهرت لقطة لممر من داخل المبنى أن السقف سقط.

وفي لقطات صورها هواة كان طلاب ينقلون كتبا من داخل الجامعة بعد أحد الانفجارات ويتحركون بسرعة بعيدا عن الدخان المتصاعد. ثم اهتزت الكاميرا وبدأ الناس يركضون.

وتشهد سوريا إراقة دماء منذ أن بدأت الحكومة حملة عنيفة على مظاهرات سلمية في عام 2011 تطالب بإصلاح ديمقراطي مما حول الانتفاضة الشعبية إلى صراع مسلح للإطاحة بالرئيس.

ويلقي كل طرف من طرفي الصراع الذي بدأ قبل 22 شهرا اللوم على الآخر في تفجيرات الثلاثاء على الجامعة الواقعة في المنطقة التي تسيطر عليها الحكومة في أكبر مدن سوريا سكانا.

وقال بعض النشطاء في حلب إن الغارات الجوية الحكومية تسببت في الانفجارات في حين اتهم تلفزيون الحكومة “إرهابيين” بإطلاق صاروخين على الجامعة. وقال مقاتل من المعارضة إن الانفجارات وقعت فيما يبدو نتيجة إطلاق صواريخ سطح-سطح.

وأقرب منطقة يسيطر عليها المعارضون من الجامعة هي بستان القصر وتبعد أكثر من ميل (1.6 كيلومتر) عن الجامعة.

وقال المرصد السوري إن مصادر من مقاتلي المعارضة على الأرض ذكرت أنهم كانوا يقاتلون قوات الحكومة في الساعات الأولى من صباح الاربعاء قرب بستان القصر فيما يشير إلى تجدد هجوم القوات الحكومية.

(إعداد لبنى صبري للنشرة العربية – تحرير أميرة فهمي)

المرصد السوري: مقتل 24 شخصا على الأقل في ثلاثة تفجيرات في إدلب بسوريا

بيروت (رويترز) – قال المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم الأربعاء إن 24 شخصا على الأقل قتلوا معظمهم من قوات الحكومة السورية في تفجيرات منسقة بثلاث سيارات ملغومة في محافظة إدلب بعد يوم من تفجيرات قتلت أكثر من 87 شخصا في جامعة حلب.

وأضاف المرصد السوري ومقره بريطانيا وله شبكة مصادر في سوريا أن إحدى السيارات الملغومة استهدفت مركبات حكومية قرب مبنى تستخدمه أجهزة للأمن الداخلي تابعة للرئيس بشار الأسد.

وتابع أن سيارة ملغومة ثانية انفجرت في مكتب أمني تابع لقوات الأمن الحكومية وثالثة عند نقطة تفتيش على طريق يؤدي إلى مدينة إدلب. وقال المرصد إن جميعها انفجرت بفارق بضع دقائق فيما بينها.

وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء إن 22 شخصا قتلوا في مدينة إدلب عندما انفجرت سيارتان مغلومتان وقالت إنه تم إبطال مفعول قنبلتين أخريين على طريق رئيسي يؤدي إلى إدلب.

ولم يتسن لرويترز التحقق من تلك التقارير بسبب الرقابة الشديدة التي تفرضها الحكومة على التغطية الصحفية.

وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري إن من المتوقع أن يرتفع عدد القتلى بسبب عدد المصابين الذين أصيبوا بجروح خطيرة.

ولجأ مقاتلو المعارضة الذين لم يتمكنوا حتى الآن من تحقيق نجاح عسكري حاسم إلى التفجيرات لاستهداف القوات الحكومية التي تفوقهم سلاحا وتملك طائرات وصواريخ بالستية.

(إعداد دينا عفيفي للنشرة العربية – تحرير دينا عادل)

سوريا تسمح للأمم المتحدة بزيادة المساعدات الغذائية

جنيف (رويترز) – قالت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي إرثارين كازين يوم الأربعاء إن الحكومة السورية سمحت للبرنامج بتعزيز جهوده في سوريا التي يعاني فيها 2.5 مليون شخص من الجوع.

ولم يتمكن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من الوصول الا لنحو 1.5 مليون نازح داخل سوريا شهريا على الاكثر بسبب القتال والافتقار إلى شركاء محليين قادرين على توصيل المساعدات.

وأضافت كازين أن أنشطة البرنامج كانت محدودة لأن الحكومة السورية منعته من تطوير علاقات رسمية مع العديد من المنظمات غير الحكومية التي تعمل في سوريا.

وقالت في افادة صحفية بجنيف “ما لم نحصل عليه من قبل هو اذن من الحكومة بإقامة علاقات رسمية مع شركاء إضافيين من المنظمات غير الحكومية. الآن حصلنا على هذا التصريح من الحكومة.”

وذكرت أن حكومة الرئيس السوري بشار الأسد قدمت قائمة تضم 110 منظمات محلية للإغاثة لبرنامج الأغذية العالمي قبل أسبوع.

وتابعت كازين وهي أمريكية تتولى رئاسة البرنامج منذ ابريل نيسان من العام الماضي قولها إنه بعد تقييم قدرة المنظمات المئة وعشر على العمل “حددنا 44 منظمة غير حكومية في تلك القائمة ستمنحنا القدرة على الوصول إلى مليون شخص آخر.”

وأضافت “التحدي هو أننا تعرضنا للمزيد من الهجمات على شاحناتنا خلال الشهرين الماضيين من المعارضة. يمكننا عادة الحديث معهم وإعادة غذائنا لكن هذا يزيد من صعوبة دخول هذه المناطق.”

ويقوم متطوعون من الهلال الأحمر العربي السوري الشريك المحلي الرئيسي لبرنامج الأغذية العالمي بتوصيل معظم إمدادات البرنامج لكنهم يعملون بأقصى طاقاتهم.

وقالت اليزابيث بايرز وهي متحدثة باسم البرنامج إنه يهدف إلى الوصول لمناطق تسيطر عليها الحكومة وأخرى تسيطر عليها المعارضة في محافظات سوريا البالغ عددها 14 محافظة لكن المعارك الشرسة في بعض المناطق حالت دون دخولها.

ويوزع البرنامج الطحين على أسر ريفية لمساعداتها على إعداد الخبز.

وقالت كازين إن البرنامج يعتزم أيضا توزيع وقود تحتاج اليه المخابز بشدة. وأدى نقص الوقود والطحين الى نقص شديد في صنع الخبز في سوريا وكثيرا ما ينتظر الناس لساعات لشراء أرغفة الخبز.

من ستيفاني نيبيهاي

(إعداد ياسمين حسين للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى