أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأربعاء 17 كانون الثاني 2018

 

 

 

 

أردوغان يهدد بعملية «وقائية» لإحباط خطة قوة الحدود السورية

لندن، نيويورك- «الحياة»

 

أعاد خلط الأوراق على الساحة السورية، إعلان الولايات المتحدة إنشاء قوة عسكرية من 30 ألف عنصر بقيادة الأكراد، وقرعت تركيا طبول الحرب على عفرين والتهديد باستهدافها بضربة «وقائية» وعملية عسكرية بالتعاون مع فصائل معارضة سورية موالية لأنقرة، كما أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

 

وبعد فترة من غياب التأثير الأميركي الواضح في مجرى الحوادث السورية وتفرّد روسيا بشد حبل التصعيد حيناً والانفراج أحياناً، رأى مراقبون أن خطوة واشنطن الأخيرة تمثل جوهر سياستها المستقبلية في سورية، وتستهدف الضغط على موسكو وتحجيم دورها الحالي في الملف السوري.

 

وفي نيويورك، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ضرورة أن تبدأ الحكومة السورية والمعارضة «حواراً ذا معنى»، والانخراط بـ»شكل بناء ومن دون شروط مسبقة» في جولة المفاوضات المقبلة التي يستعد المبعوث الخاص ستيفان دي ميستورا لعقدها قريباً.

 

وأنعشت أميركا ملف الكيماوي السوري بقوّة في مجلس الأمن، متهمة روسيا «بتعمّد التضليل والتمويه لحماية نظام (الرئيس بشار) الأسد»، وذلك في سياق تحرك غربي منسّق لإعادة فتح ملف المحاسبة على استخدام هذه الأسلحة، والذي كانت موسكو استخدمت حق النقض (فيتو) في شكل متكرر لإجهاضه في مجلس الأمن. وقدمت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة نيكي هايلي لائحة نقاط في رسالة رسمية إلى الأمين العام للأمم المتحدة، ردت فيها مباشرة على الاتهامات الروسية للجنة التحقيق الدولية بالافتقار إلى المهنية وتشكيك موسكو في صحة تحقيقاتها. وقال ديبلوماسي غربي في نيويورك لـ «الحياة»، إن «مسألة المحاسبة على استخدام الأسلحة الكيماوية أمر لا يمكن التخلي عنه إطلاقاً، على رغم الفيتو الروسي الذي عطل تجديد عمل لجنة التحقيق».

 

وفيما يحبس الشمال السوري أنفاسه بانتظار ساعة الصفر لعملية تركية ضد «وحدات حماية الشعب» الكردية «بدءاً من عفرين ومنبج» كما هدد الرئيس التركي أمس، دعت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) إلى «الهدوء» على الحدود السورية- التركية، وأكدت في المقابل أن عفرين ليست ضمن مناطق عمليات التحالف الدولي في سورية، وهو ما فسّره مراقبون بأن التحالف الذي تقوده واشنطن لن يتدخل عسكرياً في المنطقة إذا تعرّضت لهجوم تركي.

 

وأعلن أردوغان أمس أن العملية ستتم بمشاركة فصائل المعارضة السورية، من دون أن يسميها. ونقلت مواقع إخبارية سورية قريبة من المعارضة أن كلاً من «فرقة السلطان مراد» و «جيش النصر» أعلنا استعدادهما للمشاركة في المعركة، وتقع هاتان المجموعتان ضمن فصائل «درع الفرات» التابعة لـ «الجيش السوري الحر» والمدعومة من تركيا في جرابلس والباب وأعزاز شرق عفرين.

 

وأفادت مصادر في الرئاسة التركية أن اردوغان أبلغ الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ في اتصال هاتفي امس، أن تركيا ستتخذ كل التدابير الوقائية اللازمة لضمان أمنها القومي.

 

في المقابل، أفادت تقارير صحافية تركية أمس، بأن المقاتلين الأكراد حصّنوا مواقعهم وحفروا خنادق في تسع مناطق قد يستخدمونها لإجبار القوات التركية على خوض حرب استنزاف. وكشفت صحف تركية أن واشنطن زوّدت المقاتلين الأكراد صواريخ مضادة للطيران، تُحمل على الكتف وقصيرة المدى. وليس من الواضح مدى جاهزية «الوحدات» لاستخدام هذه الصواريخ في معركة عفرين.

 

ووحّد القرار الأميركي بإنشاء قوة الحدود مواقف روسيا وتركيا وإيران والنظام السوري الرافضة بناءَ هذه القوة. وحذّرت وزارة الخارجية الإيرانية أمس، من أن المشروع الأميركي سيزيد من حدّة الأزمة السورية ويُدخلها في «حال فوضى كبرى». وقال الناطق باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي إن «القرار الأميركي المتعلّق بإنشاء قوّة عسكرية جديدة في سورية يعدّ تدخلاً واضحاً في الشؤون الداخلية لسورية». ودعا الولايات المتحدة إلى سحب قواتها من سورية «في أسرع وقت ممكن».

 

إلى ذلك، قال غوتيريش في مؤتمر صحافي أمس إن الأمم المتحدة «طالبت الحكومة والمعارضة بالانخراط في العملية التفاوضية من دون شروط مسبقة، وبالتالي لن أضع شرطاً مسبقاً حول الرئاسة في سورية» قبل المفاوضات. لكنه أكد ضرورة بحث قضايا «الحكم والدستور والانتخابات بشكل بناء وفاعل» في الجولة المقبلة. وقال إن قرار مجلس الأمن ٢٢٥٤ هو أساس المفاوضات «بكل ما تضمنه من عناصر، خصوصاً الحكم والدستور والانتخابات، وهي كلها مطروحة على الطاولة». وشدد على أن «ما نشهده حالياً يؤكد ألا حل عسكرياً في سورية، وعلى الأهمية القصوى لمسار جنيف، وكل ما نشدد عليه ونفعله هو أن تشارك الحكومة والمعارضة بفاعلية لتقدم العملية» التفاوضية. وأشاد بنتائج اجتماع المعارضة «الرياض ٢»، مشيراً الى أنه «كان لحظة مهمة لجمع المعارضة بحيث تشارك بشكل بناء» في المفاوضات، رغم أن «الحكومة لم تفعل ما كان ضرورياً منها». وجدد دعمه دي ميستورا، معتبراً أن ما حققه «كان شبه معجزة، إذ حافظ على تقدم العملية السياسية رغم العراقيل القائمة».

 

تركيا تعلن مشاركة فصائل من المعارضة السورية في معركة عفرين

أنقرة، بيروت – «الحياة»، رويترز

 

أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مشاركة فصائل من المعارضة السورية، في العملية العسكرية المرتقبة ضد المقاتلين الأكراد في منطقة عفرين في محافظة حلب السورية. وقال أردوغان في خطاب أمام نواب حزب «العدالة والتنمية» الحاكم في أنقرة أمس، إن قوات من المعارضة السورية «ستشارك طبعاً» في عملية عفرين، مضيفاً: «هذا الصراع يُدار من أجلهم وليس من أجلنا»، مشيراً إلى أن النظام السوري أيضاً يعارض مشروع الولايات المتحدة إنشاء «قوة أمنية حدودية» بقيادة الأكراد، ويعتبره تهديداً له.

 

وشدّد على أن قوات بلاده بالتعاون مع فصائل معارضة تدعمها أنقرة، «ستقوم خلال مدة قصيرة بالقضاء على أوكار الإرهاب واحداً تلو الآخر بدءاً من عفرين ومنبج». وأكّد أنّ «ما من أحد سيتمكن من عرقلة» تركيا في مساعيها الرامية إلى «مكافحة التنظيمات الإرهابية» في سورية، مضيفاً: «أولئك الذين يتظاهرون بالتحالف معنا ويحاولون في الوقت نفسه طعننا من الخلف، لن يستطيعوا عرقلة مكافحتنا التنظيمات الإرهابية».

 

وقال الرئيس التركي متوجّهاً إلى أعضاء حلف شمال الأطلسي (ناتو): «أنتم ملزمون بالوقوف في صف أي شريك لكم في حال تعرضه لاعتداء حدودي. لكن حتى الساعة، أي سلوك اعتمدتم؟». وأوضح أنه «لن يبادر» بالاتصال بالرئيس الأميركي دونالد ترامب للتباحث في الشأن السوري، وأضاف: «تحدثنا سابقاً حول هذه الأمور وكان من المفترض أن يتصل بي، وطالما لم يتصل، لن أبادر بذلك». وأشار، في المقابل، إلى مواصلة «الاتصالات الديبلوماسية» مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين.

 

وشدّد قائد الجيش التركي خلوصي آكار على أن بلاده «لن تسمح» لـ «وحدات حماية الشعب» الكردية بتلقي الدعم، مضيفاً أنه يجب على الـ «ناتو» ألا يفرق بين الجماعات «الإرهابية». وقال خلال اجتماع للحلف في بروكسيل أمس إن أنقرة «لا يمكنها ولن تسمح بوصول الدعم والتسليح لجماعة وحدات حماية الشعب الإرهابية باعتبارها شريكاً في العمليات»، مضيفاً: «نأمل بأن يصحح هذا الخطأ في أقرب وقت».

 

وكان مقرراً أن يلتقي آكار نظيره الأميركي جوزيف دنفورد، على هامش اجتماع اللجنة العسكرية لـ «ناتو» في بروكسيل، لمناقشة آخر المستجدات على الساحة السورية، ومسائل أمنية إقليمية أخرى. ولفتت وكالة «الأناضول» التركية إلى أن أهمية اللقاء تكمن في تزامنه مع إمكان شن القوات التركية العملية ضد عفرين.

 

في غضون ذلك، دعت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) الأطراف كافة إلى «التهدئة» على الحدود التركية- السورية، وأكدت في الوقت ذاته الأخذ في الاعتبار قلق أنقرة إزاء المقاتلين الأكراد، الذين تعتبرهم امتداداً لـ «حزب العمال الكردستاني» المُصنّف إرهابياً على أراضيها. وقال الناطق باسم الـ «بنتاغون» أدريان رانكين-غالواي في تصريحات أول من أمس، أن الولايات المتحدة تتعاون بصورة وثيقة مع حلفائها في حلف «ناتو» بما فيها تركيا، في ما يتعلق بدعم واشنطن «الوحدات» الكردية التي تمثل هيكلاً أساسياً في «قسد»، باعتبارها «شريكاً لا غنى عنه في الحرب ضد داعش في سورية». وأضاف: «نفهم قلق تركيا من ناحية أمنية من نشاط حزب العمال الكردستاني ولا نقدم أي دعم له».

 

وصعّدت تركيا أخيراً تهديداتها بشنّ الهجوم على عفرين في أي لحظة، إثر إعلان التحالف الدولي العمل مع «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) وفصائل أخرى على تشكيل «قوة حدودية» يصل قوامها إلى 30 ألف فرد في سورية. وترجمت أنقرة هذا التصعيد ميدانياً في سورية، إذ دفع الجيش التركي بمزيد من التعزيزات العسكرية إلى وحداته المتمركزة على الحدود مع سورية. وأفادت وكالة «الأناضول» بأن قافلة التعزيزات ضمّت 24 مركبة مدرعّة لنقل الجنود وعربات التشويش العسكرية. ولفتت إلى قيام حرس الحدود، بدوريات متواصلة عند الشريط الحدودي المحاذي لمدينة عفرين، إضافة إلى إقامة تحصينات على بعض النقاط القريبة من الحدود. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن القوات التركية واصلت خلال الأيام الماضية تصعيدها العسكري على عفرين، من خلال استهدافها بالمدفعية والقذائف الصاروخية.

 

منظومة دفاع جوي أميركية

 

إلى ذلك كشفت صحيفة «خبر تورك»، نقلاً عن مصادر عسكرية، تفاصيل خطة الهجوم على عفرين. وأوضحت أن قصفاً مكثفاً على 150 هدفاً لـ «الوحدات» سيمهّد للهجوم البري على المدينة. وأضافت أن المرحلة الأولى من هذه العملية ستستغرق نحو 6 أيام وستشارك فيها القوات الجوية، إضافة إلى المدفعية التركية المنتشرة على الحدود. أما في المرحلة الثانية التي تعقب القصف الجوي، فستستقدم القوات التركية دبابات مصفحة على مواقع «الوحدات». وأشارت الصحيفة إلى أن الدبابات ستزود بأجهزة التشويش لتعطيل شبكة الاتصالات والرادارات والذخائر الموجهة بأنواعها وغيرها. ولفتت إلى أن القوات التركية قد تستقدم وحدات القوات الخاصة لتنفيذ «عملية التطهير النهائي» في عفرين «إذا دعت الحاجة»، لافتة إلى أن المقاتلين الأكراد حصّنوا مواقعهم وحفروا خنادق في تسع مناطق قد يستخدمونها لإجبار القوات التركية على خوض حرب استنزاف.

 

في غضون ذلك، أفادت صحيفة «يني شفق» التركية بأن الوحدات الكردية تسلّمت من الجيش الأميركي صاروخاً للدفاع الجوي يدعى «منظومات الدفاع الجوي المحمولة»، لصدّ الهجوم المرتقب على عفرين. وأضافت أن المقاتلين الأكراد نشروا صواريخ «كونكورس» و «تاو» الأميركي المضادة للدبابات على طول الحدود مع تركيا، إضافة إلى أسلحة قناصة حديثة يبلغ مداها 4 كيلومترات.

 

الجولاني يعرض “مصالحة شاملة” ويدعو إلى “رص الصفوف” لصد هجوم قوات النظام

بيروت: عرض محمد الجولاني زعيم “هيئة تحرير الشام”، أبرز ائتلاف جهادي في سوريا، في تسجيل صوتي بث الثلاثاء على فصائل المعارضة “المصالحة الشاملة” ودعاها إلى “رص الصفوف” للتصدي للهجوم الواسع الذي تشنه قوات النظام على محافظة إدلب  في شمال غرب البلاد.

 

وهو أول تسجيل يبث للجولاني منذ إعلان روسيا في تشرين الاول/ اكتوبر انها تمكنت بواسطة غارة جوية من اصابته بجروح خطرة دخل على اثرها في غيبوبة وهو ما نفته “هيئة تحرير الشام” في حينه.

 

وكان الجولاني يتزعم “جبهة فتح الشام” (النصرة سابقا) قبل أن ينضوي هذا التنظيم مع تنظيمات جهادية اخرى في ائتلاف حمل اسم “هيئة تحرير الشام” وتولى الجولاني لاحقا قيادته العامة.

 

ومنذ اشهر تسيطر هيئة تحرير الشام على الجزء الأكبر من محافظة ادلب، فيما يقتصر وجود الفصائل المقاتلة على مناطق أخرى محدودة من المحافظة التي تشهد منذ 25 كانون الاول/ ديسمبر معارك عنيفة بين الجيش السوري من جهة وهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) وفصائل مقاتلة أخرى من جهة ثانية.

 

وقال الجولاني في التسجيل الذي بثته الهيئة “مئة يوم ونحن نخوض معركة من أشد المعارك على كامل الصعد”.

 

ومنذ فترة طويلة يمتنع بعض من فصائل المعارضة عن القتال الى جانب هيئة تحرير الشام لأسباب عديدة كان آخرها “مناطق خفض التوتر” التي اعلنت في سوريا وتشمل احداها محافظة إدلب وقد تم التوصل الى اتفاق بشأنها في أيار/ مايو 2017 في أستانا برعاية روسيا وإيران، حليفتي دمشق، وتركيا الداعمة للمعارضة.

 

وإذ حمّل الجولاني اتفاق استانا المسؤولية عن الهجوم الذي تشنه قوات النظام مدعومة بروسيا على ادلب، اكد انه بامكان الفصائل المعارضة “تجاوز هذه الأزمات اذا وحدت الجهود وتراصت الصفوف”.

 

واضاف “أننا مستعدون للتصالح مع الجميع وفتح صفحة جديدة عبر مصالحة شاملة”، داعيا إلى “أن ننشغل في اعدائنا اكثر من انشغالنا في انفسنا وخلافاتنا” لان هذه “مرحلة حرجة” في تاريخ الثورة السورية التي تقترب من دخول عامها السابع.

 

ويأتي تحرك قوات النظام باتجاه ادلب بعد انتهائها من آخر أكبر المعارك ضد تنظيم الدولة الإسلامية في محافظة دير الزور الحدودية مع العراق.

 

وترمي قوات النظام من هجومها الواسع على إدلب إلى السيطرة على ريف ادلب الجنوبي الشرقي وتأمين طريق استراتيجي محاذ يربط مدينة حلب، ثاني أكبر مدن سوريا، بدمشق.(أ ف ب)

 

البنتاغون: نتفهم مخاوف تركيا في سوريا… ولا ندعم «وحدات الحماية الكردية» في عفرين

مقتل 260 جنديا للنظام خلال معارك إدلب ودمشق… «فيلق الرحمن»: سننهي ملف إدارة المركبات

إسطنبول ـ حلب ـ دمشق – «القدس العربي» من إسماعيل جمال وعبد الرزاق النبهان وهبة محمد: أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية، أمس الثلاثاء، أنها لا تدعم عناصر تنظيم «ب ي د» في عفرين، شمالي سوريا، ولا تراهم جزءا من قوات مكافحة تنظيم «الدولة الإسلامية».

وقال المتحدث باسم البنتاغون، الرائد أدريان رانكين غالاوي، لمراسل الأناضول، إن بلاده لا ترى عناصر تنظيم «ب ي د» (الامتداد السوري لمنظمة «بي كا كا») في عفرين جزءا من العمليات القتالية ضد «داعش».

وشدد غالاوي على أن الولايات المتحدة لا تدعم مسلحي «ب ي د» في عفرين، وليس لديها أي صلة بهم، ولا تدعمهم بالسلاح أو التدريب.

وأضاف أن بلاده تدعم العناصر المنضوية تحت ما يسمى بـ «قوات سوريا الديمقراطية» فقط، وأنها دعمت فقط المجموعات التي شاركت فعليا في العمليات القتالية لمكافحة تنظيم «داعش».

كما لفت إلى أن بلاده ليست أيضا جزءا من أي عملية عسكرية تركية محتملة في عفرين، مطالبا «جميع الأطراف» بعدم اتخاذ خطوات تؤدي إلى تصاعد التوتر.

وفي حديث منفصل للأناضول، أمس، أشار المتحدث باسم التحالف الدولي لمكافحة «داعش»، العقيد ريان ديلون، أن واشنطن، التي تقود التحالف، لن تدعم مسلحي «ب ي د» في المدينة، في حال قيام تركيا بعملية عسكرية في المنطقة، وقال متحدث آخر باسم وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون»، إريك باهون، أمس الثلاثاء، إن بلاده تتفهم مخاوف تركيا إزاء القوة الأمنية الحدودية التي تخطط لإنشائها في سوريا، مشيرا إلى بحث القضية مع المسؤولين الأتراك.

وفي إجابة على أسئلة للأناضول، أشار باهون إلى أن بلاده في حالة اتصال منتظم ووثيق مع تركيا؛ شريكتها في حلف شمال الأطلسي «ناتو».

وحول ما إذا كانت هناك مباحثات بين الجانبين حول موضوع «القوة الأمنية الحدودية»، التي سيتم إنشاؤها تحت قيادة تنظيم «ب ي د/ بي كا كا»، أجاب باهون بالقول «هذا بالضبط هو موضوع المباحثات المستمرة بين المسؤولين الأمريكيين ونظرائهم الأتراك».

ورفض المتحدث الدخول في تفاصيل المباحثات، مشيرًا أن الملف على جدول أعمال البنتاغون.

وفي وقت سابق أمس، توعد الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، بكلمة أمام الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية، بأن بلاده ستدمر قريباً أوكار الإرهابيين في سوريا، بدءاً من مدينتي عفرين ومنبج، في الريف الشمالي لمحافظة حلب.

وحذر إردوغان من عملية وشيكة تستهدف عفرين، بعد أن قالت قوات التحالف الدولي إنها تعمل مع ما يسمى «قوات سوريا الديمقراطية» لتشكيل قوة حدودية جديدة شمالي سوريا قوامها 30 ألف فرد.

ويمثل مسلحو «ب ي د» العمود الفقري لهذه القوات المدعومة أمريكيًا، والتي يستخدمها التنظيم واجهة لأنشطته الإرهابية.

وقدم نصر الحريري رئيس هيئة التفاوض السورية، إحاطة داخل البرلمان البريطاني حول القضية السورية وتفاعلاتها، أكد فيها على دور المملكة وواشنطن والاتحاد الأوروبي في ممارسة الضغوط على روسيا وإيران لإلزام النظام بتطبيق القرارات الدولية الخاصة بالشأن السوري. واستبعد الحريري حضور محادثات في «سوتشي» الروسية، ووصف جيشاً من 30 ألفاً من الأكراد بأنه يفتح الباب أمام تقسيم سوريا.

ووفقاً للمسؤول الإعلامي لدى الهيئة العليا للتفاوض فإن رئيس الهيئة والوفد المرافق اجتمع، يوم أمس الثلاثاء، مع وزير شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، اليستر برت، ونائب مستشار الأمن القومي البريطاني، كريستيان تيرنر. وبحث الطرفان دور بريطانيا داخل مجموعة أصدقاء سوريا، وسبل تفعيل دور المجموعة، من خلال استخدام الدول الأعضاء فيها نفوذهم للدفع بالعملية السياسية والتفاوضية نحو الأمام لإيجاد حل للقضية السورية، وفق بيان جنيف والقرار 2254.

من جهته قال أحمد رمضان، رئيس الدائرة الإعلامية في الائتلاف السوري المعارض لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، إنه من المتوقع أن تعقد الجولة المقبلة من محادثات السلام السورية بوساطة الأمم المتحدة في مدينة فيينا في الفترة من 24 إلى 26 كانون الثاني/يناير الجاري، بدلاً من جنيف. وأضاف رمضان، الذي يشارك في المحادثات إن «السبب يرجع إلى أمر لوجستي، وأن المحادثات ستعقد في فيينا هذه المرة».

من جهة أخرى وعلى جبهات القتال كشفت قوات المعارضة المسلحة المنضوية ضمن غرفة عمليات «بأنهم ظلموا» عن أن عشرات العناصر من قوات النظام قتلوا خلال محاولة تقدم فاشلة عند تجمع المشافي وبناء محافظة ريف دمشق في حرستا، حيث أكد الإعلام الحربي لفصائل المعارضة مقتل 231 عنصراً من قوات النظام بينهم 107 ضباط برتب مختلفة.

وفي إدلب أعلن «جيش النصر» مقتل أكثر من 30 عنصرا لقوات النظام في مواجهات أمس مع فصائل المعارضة المسلحة في قرية «السلومية» في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، حيث تمكنت المعارضة من السيطرة على القرية بشكل مؤقت، قتلوا خلاله أكثر من 30 عنصرا، ثم اضطروا للانسحاب بسبب الكثافة النارية ومساندة المقاتلات الروسية والسورية في القصف على مواقع الاشتباك، فضلا عن الدعم البري من الميليشيات المحلية والأجنبية لقوات النظام.

وحول دمشق أكد المتحدث الرسمي باسم «فيلق الرحمن» وائل علوان، انتهاء المهلة التي منحتها غرفة عمليات معركة «بأنهم ظلموا» لقوات النظام المحاصرين داخل مبنى «إدارة المركبات»، مشيراً إلى أن المعارضة بصدد العمل على إنهاء هذا الملف بالطرق العسكرية. وكانت المعارضة قد دعت عناصر النظام داخل القاعدة المقدر عددهم بنحو 300 إلى تسليم أنفسهم مقابل الحفاظ على أرواحهم، حتى تتم مبادلتهم مع أسرى المعارضة لدى النظام.

 

الجيش التركي يستعد لـ «معركة عفرين»… تعقيدات دولية وتركيبة ديموغرافية وموازين عسكرية دقيقة

يوجد فيها قرابة 12 ألف مسلح كردي وقوات روسية وأمريكية… والجيش الحر سيشارك إلى جانب القوات التركية

إسماعيل جمال

إسطنبول – «القدس العربي» : تتسارع التطورات السياسية والعسكرية المتعلقة بمدينة عفرين السورية مع تأكيد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن جيش بلاده الذي بدأ فعلياً منذ أيام بالتمهيد المدفعي سوف يهاجم الوحدات الكردية في المدينة «خلال أيام»، على الرغم من التعقيدات السياسية والعسكرية التي تحيط بالأوضاع في شمالي سوريا بشكل عام، الأمر الذي يعيد طرح التساؤلات مجدداً حول قدرة تركيا على تنفيذ هذه العملية.

ويجمع مراقبون على أن الأمر لا يتعلق بقياس القدرات العسكرية المباشرة بين الجيش التركي والوحدات الكردية في المدينة والذي يميل وبقوة لصالح الجيش التركي، وإنما يتعلق بالتعقيدات السياسية هناك لا سيما وأن الجيش التركي لا يمكنه الدخول برياً في مناطق جديدة شمالي سوريا من دون التوصل إلى توافقات دقيقة مع الأطراف الفاعلة هناك وخاصة الولايات المتحدة وروسيا التي تضمن ضمنياً إيران والنظام السوري.

وعاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس لتجديد تهديده بقرب مهاجمة المدينة، وقال في خطاب أمام الكتلة البرلمانية للحزب الحاكم: «اليوم، أو اليوم الذي يليه، أي خلال فترة قصيرة، سوف نتحرك نحو عفرين وبعدها نحو منبج لتطهير كامل المنطقة من الإرهابيين».

 

تعقيدات دولية

 

عندما أطلقت تركيا عملية درع الفرات ضد تنظيم الدولة في شمالي سوريا كانت قد توصلت إلى توافقات مع التحالف الدولي ممثلاً بالولايات المتحدة الأمريكية، وروسيا، واستمرت العملية وتوسعت بموجب توافقات مع الطرفين، أو أحدهما بالحد الأدنى، وذلك لضمان عدم الاصطدام بالقوى الكبرى في سوريا وهو الأمر الذي تتجنبه أنقرة، وبات من المسلم به عقب ذلك، أن تركيا تسعى لتكوين غطاء لأي تحرك مقبل من الطرفين أو أحدهما في كل الأحوال.

وفيما يتعلق بالتطورات الأخيرة في عفرين، لا يبدو أن هناك أي أفق لتوصل أنقرة لحلول مع واشنطن في ظل استعداد الجيش التركي لمهاجمة حلفائها من الوحدات الكردية في المدينة، وعلى العكس تصاعد التوتر بين الجانبين بشكل غير مسبوق في الأيام الأخيرة عقب الكشف عن مخطط أمريكي لإنشاء «جيش حدود» من 30 ألف من الوحدات الكردية ينتشر على طول الحدود السورية مع تركيا وهو ما رأت فيه أنقرة تهديداً مباشراً موجهاً لها من قبل واشنطن.

وعلى الجانب الآخر، لم تبدِ روسيا حتى الآن أي موقف علني يظهر تأييدها أو معارضتها المباشرة لدخول الجيش التركي إلى عفرين، وعلى الرغم من أن وسائل إعلام تركية تحدثت قبل أيام عن أن موسكو أخبرت أنقرة بأنها لن تقف في وجه تحرك تركي من هذا القبيل، إلا أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف دعا قبل أيام «لوقف العنف في عفرين»، وهو ما يزيد من ضبابية الموقف الروسي.

وفي هذا الإطار، تسعى أنقرة بقوة لاستغلال أمرين من أجل ضمان الدعم الروسي للعملية، الأول يتعلق بالمساومات بين أنقرة المطلوب منها ضمان الأمن في إدلب وتصفية جبهة النصرة تدريجياً، وبين موسكو المطلوب منها عدم إعاقة دخول الجيش التركي لعفرين، بينما يتعلق الأمر الثاني باستغلال أنقرة الرغبة المشتركة لروسيا والنظام السوري وإيران بإفشال المشروع الأمريكي الجديد من خلال إضعاف الوحدات الكردية وهو ما قد يدفعهم للموافقة على الطلب التركي بمهاجمة عفرين.

وحسب تقديرات نشرتها وسائل إعلام تركية، فإن قرابة 1000 من القوات الخاصة الأمريكية تتمركز في عفرين وعلى أطرافها، بينما يتواجد قرابة 100 جندي روسي أيضاً يقدمون التدريب للوحدات الكردية هناك، وهو ما يجعل من إمكانية التحرك العسكري بدون توافقات مع الجانبين الروسي الأمريكي أمراً بالغ الصعوبة. لا توجد إحصائيات دقيقة عن القدرات العسكرية التي تتمتع بها الوحدات الكردية في مدينة عفرين، لكن نقطة الضعف الرئيسية في المدينة هي أنها شبه معزولة تماماً عن باقي مناطق سيطرة الوحدات الكردية في شرق وغربي نهر الفرات، بينما يحيط بها الجيش التركي من ثلاث مناطق وهو ما يجعل من إمكانية حصارها أمراً يسيراً على الجيش التركي.

وحسب إحصائية نشرها موقف «خبر7» التركي، فإن التقديرات التركية تشير إلى أن المدينة تحتوي على 12 ألف مسلح من الوحدات الكردية، منهم 10 آلاف من تنظيم «ي ب غ»، و 1000 من تنظيم «ي ب ج»، و1000 آخرون من ما يسمى بـ»قوات جيش الثوار».

وتمتلك هذه الوحدات أعداداً غير محددة من الدبابات والآليات العسكرية والجيبات المصفحة التي حصلت عليها سواء من النظام السوري أو من معاركها مع قوات المعارضة السورية وتنظيم الدولة، بالإضافة إلى الأسلحة المتطورة التي حصلت عليها من الإدارة الأمريكية تحت بند الحرب على تنظيم الدولة، والاثنين، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن الوحدات الكردية حصلت على 4900 شاحنة أسلحة من الإدارة الأمريكية.

وكانت «القدس العربي نقلت، عن مصادر سورية قولها إن «الوحدات الكردية في عفرين تسلمت قبل نحو أسبوع شحنة صواريخ مضادة للطائرات، من الولايات المتحدة الأمريكية»، مشيرة إلى أنه تم تسليمها عبر معبر سيمالكا الحدودي الواصل بين إقليم كردستان العراق ومحافظة الحسكة شمال شرقي سوريا.

 

استعدادات عسكرية تركية

 

في السنوات الأخيرة عزز الجيش التركي تواجده بشكل كبير على طول الحدود التركية مع سوريا، وخاصة المناطق التي تسيطر عليها الوحدات الكردية، ولكن في الأيام الأخيرة كثف الجيش التركي من إرسال أعداد كبيرة من الدبابات والمدرعات والآليات العسكرية إلى الحدود مع عفرين.

وفي تطور لافت، نشر الجيش التركي، الاثنين، منظومة «هوك» للصواريخ الدفاعية في محيط عفرين، وقال إن المنظومة المضادة للطائرات والصواريخ باتت تحيط بعفرين على مدى 40 كيلومتراً، فيما واصل الجيش التركي بناء تحصينات ترابية وإسمنتية، إلى جانب نشر أنظمة التشويش والمراقبة.

موقع «خبر 7»، قال الثلاثاء إن الجيش التركي قام فعلياً منذ 45 يوماً بعملية استطلاع واسعة في عفرين من خلال الطائرات بدون طيار والوسائل الاستخبارية وتوصل إلى تحديد 149 موقعاً في عفرين ومحيطها سوف يسعى إلى تدميرها بالمدفعية ومن الجو في المرحلة الأولى من العملية قبيل بدء الزحف البري، وفعلياً بدأ الجيش التركي منذ 4 أيام بتنفيذ ضربات مدفعية محددة ومكثفة ضد مواقع للوحدات الكردية في عفرين، وقال أردوغان إن هذه الضربات سوف تتواصل في الأيام المقبلة.

وبينما يسعى الجيش التركي إلى الاستفادة من نقاط المراقبة التي أقامها على الخط الحدودي بين عفرين وإدلب بموجب اتفاق مناطق «خفض التوتر»، يأمل في أن تشكل المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري مع عفرين خط انسحاب للوحدات الكردية من المدينة التي يحاصرها الجيش التركي من ثلاثة محاور.

وعلى غرار عملية درع الفرات، سوف تشارك وحدات من الجيش السوري الحر المدعومة من أنقرة إلى جانب القوات الخاصة التركية في العملية البرية، حيث تقول مصادر صحافية تركية إن آلاف العناصر تلقوا في الأشهر الأخيرة تدريبياً مكثفاً في معسكرات للجيش التركي.

وقال أردوغان، الثلاثاء إن «العملية العسكرية على مواقع تنظيم «ب ي د/ بي كا كا» الإرهابي في عفرين ستكون بمشاركة المعارضة السورية، هذا النضال من أجلهم، نحن نساعد إخوتنا هناك من أجل حماية أراضيهم».

تقول أقرب الإحصائيات للواقع إن قرابة 500 ألف نسمة ما زالوا يعيشون في مدينة عفرين التي تتكون من تركيبة عرقية متنوعة، تقول مصادر تركية إنها تتشكل حالياً من 50% من العرب، و42% من الأكراد، و8% من التركمان.

هذه الأرقام على الرغم من أنها تُظهر وجود أغلبية عربية وتركمانية في المدينة، إلا أنها تُظهر أن المسلحين الأكراد يتمتعون بحاضنة شعبية وإن لم تكن أغلبية، ما يعني أن سيناريو انسحابهم من المدينة بسهولة في حال واجهوا هجوماً عسكرياً يبدو بعيداً، حيث يرجح مراقبون أن يخوضوا معارك عنيفة مع الجيش التركي لا سيما في الأحياء التي يتمتعون فيها بأغلبية وتشكل حاضنة شعبية لهم.

 

موسم الحصاد الأمريكي في سوريا… هل تنوي واشنطن استنزاف تركيا بجيش من الأكراد في الشمال؟

هبة محمد

دمشق – «القدس العربي»: رفضت تركيا خططاً امريكية لانشاء قوة امنية حدودية شمال سوريا تهدد امنها القومي، تتشكل من 30 الف مقاتل قوامها الأساسي من الميليشيات الكردية او ما يسمى بـ «قوات سوريا الديمقراطية» حيث فاجأت واشنطن دولة تعتبر حليفة لها في الناتو، بقرارات جديدة، فيما سارعت أنقرة للرد بنبرة حادة على لسان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الذي وصف هذه القوات بالجيش الإرهابي ولم يكتفِ بذلك بل تعهد بمهاجمته ووأده في مهده، حيث ارسل تعزيزات عسكرية ضخمة إلى الحدود الجنوبية بانتظار ساعة الصفر للبدء بهجوم وشيك.

واشنطن التي اختارت هذا التوقيت اي بعد انتهاء الحرب على تنظيم الدولة، كونها ترى أنه حان وقت الحصاد وتريد أن تبلور نتائج دعمها وشرعنة المجموعات التي دعمتها على الأراضي السورية، بتشكيل قوة تحت مسمى جديد لإخفاء ماضي القوة السابقة، إلا أنه غاب عنها أن ذلك سيزيد من تقارب الأطراف الباقية المتشابكة في سوريا.

خبير في العلاقات الدولية قال لـ «القدس العربي» ان واشنطن تريد من هذه التوليفة الجديدة التي باغتت فيها انقرة وتجنبت مشورتها – كون تركيا هي المستهدف التالي بهذا المشروع بعد سوريا – شرعنة مشروعها وحماية المكتسبات والأراضي التي ورثتها عن تنظيم «الدولة»، لتقوم لاحقاً بإجبار باقي الأطراف على دعوة ممثلين عن التشكيل الجديد إلى طاولة «جنيف» باعتبار انه يسيطر على جزء كبير من الأراضي السورية، فحتى اليوم هذا التشكيل لا يمتلك أي شرعية، ولا يختلف قانونياً تواجده على الأراضي السورية عن تواجد تنظيم «الدولة» أو القاعدة.

اما عن تحول الصراع إلى مستويات جديدة، فكل الاحتمالات مفتوحة، فيما رأى الباحث في الشؤون التركية الروسية الدكتور باسل الحاج جاسم انه ليس من مصلحة واشنطن ان تفتح جبهة مع دولة تعتبر حليفة لها في الناتو في ظل هذا الاحتقان الإقليمي و الدولي ضد الولايات المتحده بعد قضية القدس، وبالتأكيد واشنطن لم تنسى تجربتها في العراق.

وعولت أمريكا طويلاً على عامل الوقت في سوريا لخلق واقع جديد، فواشنطن لا تعنيها المعارضة السورية ولا النظام، كما لا يهمها «جنيف ولا أستانة»، ما تريده واشنطن برأي الدكتور حاج جاسم الا يعرقل أحد مشروعها الذي لا علاقة لسوريا والسوريين به، مضيفاً «لو كانت جنيف تعنيها لرأينا أفعالاً وليس فقط اقوالاً، فلم يعد يخفى على أحد أن المسؤولين الأمريكيين مع كل جولة من محادثات جنيف يبدوأن بإطلاق الفقاعات الإعلامية بانهم يدعمون هذا المسار بينما على أرض الواقع وفي الساحة السورية يقومون بأمور لا علاقة لها بهذا المسار، وكذلك في محادثات استانة التي جمعت الأطراف صاحبة الكلمة الحقيقية على الأرض السورية روسيا تركيا إيران والطرفين السوريين «النظام والفصائل العسكرية المعارضة» الا ان واشنطن اختارت صفة المراقب «المتفرج» في هذا المسار، واليوم حان وقت الجني والاستثمار.

واشنطن لها مصالح كبيرة جداً بان تحتل منطقة في الشرق الأوسط، حيث ارتأت ان تكون منطقة شمالي سوريا التي يتواجد فيها الأكراد، هي الأنسب كي تعتبر قطعة جغرافية امريكية تحت الحماية الكردية، تنشئ فيها واشنطن قواعد عسكرية حيث تشكل هذه القاعدة منطقة لا سيادة حقيقية فيها الا لواشنطن، أي منفصلة عن اي تبعية أخرى وتضم قواعد عسكرية تشرف على القوات الروسية الموجودة في البحر المتوسط وتشرف ايضاً على المحيط الهادي وبالتالي فإن أمريكا تحقق الاشراف على اجزاء كبيرة في موقع مهم جداً، وتستحوذ على مكاسب من خلال النفط والغاز.

فقد لا تكون أمريكا جادة في خلق أجواء حرب حقيقية مع تركيا حسب ما قال المحلل السياسي محمد العطار لـ»القدس العربي» مضيفاً ان سياسة ترامب ومن قبله أوباما همشت تركيا بداية، ثم دعمت الانقلاب الذي حصل فيها بتاريخ 15 تموز 2015 ولكن تردد أمريكا في دعم الأكراد والعودة إلى دعمهم بأضعاف مضاعفة يدل على ان السياسة الأمريكية تجاه تركيا تعيش مرحلة عدم استقرار فأمريكا ترى ان من مصلحتها اجتزاء قسم من الأراضي السورية لها، ووضعه تحت سلطة الأكراد لما فيه من مصالح هامة لواشنطن، وبين الضغوط الأوروبية عليها لعدم فرض انفراط عقد حلف الناتو من خلال جعل تركيا تتصرف منفردة ضد مصالح الناتو أو بمواجهة حقيقية مع أمريكا.

ومن المستبعد أن تتأخر تركيا أو تتردد بضرب أذرع واشنطن والتي هي اليوم الامتداد السوري لحزب العمال الكردستاني المصنف إرهابياً في تركيا والناتو… وسيكون ذلك برأي خبراء بدعم وغطاء الأطراف المعنية في سوريا وان كان بشكل غير علني، حيث اكد مصدر تركي مسؤول لـ»القدس العربي» ان تركيا جادة في تهديداتها ولن تتوانى عن ضرب الاهداف التي تهدد امنها وخاصة ان تلك القوات متواجدة في منطقة جغرافية بالغة الأهمية الاستراتيجة. وأضاف المصدر، أن الصدام الأمريكي – التركي هو امر مستبعد الا ان التوتر سيزداد، «فالدولتان من بين اعضاء الناتو وأصحاب تأثير في الحلف واي خلل جدي بينهما قد يؤدي للإطاحة بكامل الحلف».

وفي الاتجاه ذاته فإن الاستنزاف الذي يمكن ان تبدأ فيه واشنطن هو تسليح الأكراد بمضادات الطيران، والذي يضر بأمن تركيا القومي ويستهلكها عسكرياً، ويدخلها بمعارك طويلة، بيد ان قرار انقرة الجريء في دخول حرب شرسة جاء كونها تعي تماماً مخاطر ايجاد دولة كردية في جنوبها، مما يعني تقويض استقرارها وتحريك كامل الولايات التركية التي تضم غالبية كردية ما يؤدي إلى زعزعة امن المنطقة، كما انها مستفيدة من النفور السياسي بين روسيا وواشنطن والتقارب النسبي بينها وبين روسيا.

 

سورية: ضحايا بغاراتٍ روسية والنظام يتقدّم نحو أبو الظهور

عدنان علي، أحمد حمزة

قُتل مدنيان اثنان، صباح اليوم الأربعاء، بقصفٍ جوي روسي، طاول أطراف مدينة سراقب بريف إدلب الشرقي، في حين استهدفت هجماتٌ مماثلة مناطق أخرى بأرياف إدلب الجنوبية والشرقية، إذ يُكثف الطيران الروسي طلعاته وغاراته، ليُمهد طريق قوات النظام والمليشيات المساندة له، التي تسعى للوصول إلى مطار أبو الظهور العسكري؛ وقد حققت تقدماً جديداً، مساء أمس، شمال شرق المطار.

 

وأدى القصف الجوي الروسي، صباح اليوم، على أطراف مدينة سراقب الجنوبية، إلى مقتل مدنيين اثنين، وإصابة عدد من المدنيين، بحسب ما أكّد مركز “إدلب الإعلامي”، لافتاً إلى أن ضربات مماثلة استهدفت أطراف مدينة معرة النعمان، وكذلك الأحياء الشرقية لمدينة خان شيخون.

 

كما طاولت الغارات الجوية مناطق أبو الظهور والبرسة وبرنان وقطرة وخان السبل، ما تسبب بوقوع أضرار مادية، في حين استمرت الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام وعناصر المليشيات المساندين لها وفصائل المعارضة على محاور القتال في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، خاصة في محيط تل مرق وأم الخلاخيل والجدوعية والسلومية والزرزور، وسط أنباء عن تمكن قوات النظام من تحقيق تقدم في ريف حلب الجنوبي من الجهة الشرقية الشمالية لمطار أبو الظهور.

 

وأفادت مصادر متطابقة، بأن قوات النظام تمكنت من السيطرة على تلتي أبو رويل والشهيد، فضلاً عن قرى عوينات صغيرة وكبيرة ومرحمية، شمال غرب بلدة تل الضمان الاستراتيجية بريف حلب الجنوبي.

 

وذكرت وكالة أنباء النظام (سانا)، أن “النظام سيطر على قريتي هوبر والشيخ خليل بعد يوم واحد من السيطرة على جميع القرى والبلدات الواقعة شمال شرق طريق خناصر- تل الضمان وصولاً إلى جبل الأربعين”.

 

في المقابل، أكد فصائل المعارضة أنها ألحقت خسائر مادية وبشرية بقوات النظام، على جبهات تل مرق وخوين والدبشية جنوب إدلب، إذ قتلت وأصابت أكثر من 20 عنصراً من قوات النظام على جبهة قرية الخوين، إضافة الى تدمير دبابة، والسيطرة على أخرى، وإعطاب ثالثة على جبهة قرية الدبشية، جنوب إدلب.

 

وكانت قوات النظام أوقفت محاولات تقدمها باتجاه مطار أبو الظهور من ريف حماة الشمالي، بعد هجمات معاكسة من جانب فصائل المعارضة، وركزت خلال الأيام الأخيرة على جبهة ريف حلب الجنوبي، التي حققت من خلال هجمات من محاور عدّة تقدماً ملحوظاً ما جعلها على مسافة أقل من (10 كيلومترات) من المطار من الجهة الشرقية الشمالية.

 

وتسببت عملية النظام العسكرية هذه، والمستمرة منذ أسابيع، بموجة نزوح ضخمة من قرى ريفي حماه الشمالي وإدلب الجنوبي الشرقي، إذ هربت نحو ستين ألف عائلة من قراها وبلداتها، نحو مناطق أقل خطراً في محافظة إدلب، حيث يقيم عشرات الآلاف في مخيماتٍ متفرقة، بالوقت الذي تتأثر مناطق شمال غرب سورية بمنخفض جوي، ضاعف محنة هؤلاء النازحين.

 

المعارضة تنفي تسليم مناطق للنظام

 

إلى ذلك، أكّد عضو وفد المعارضة السورية إلى مفاوضات أستانة، فاتح حسون، أنّ الوفد لم يوقع على أية خطط أو خرائط تقضي بتسليم مناطق تحت سيطرة المعارضة للنظام السوري.

 

وقال حسون، في حديث لـ”العربي الجديد”، إنّ وفد المعارضة لم يوقع على أي شيء مما ورد في التسجيل الأخير لزعيم “هيئة تحرير الشام” أبو محمد الجولاني.

 

من جهته، أيد عبدالله المحيسني العضو السابق بمجلس شورى “هيئة تحرير الشام”، ما ورد في كلمة الجولاني من دعوة إلى المصالحة مع الفصائل.

 

وأعرب المحيسني عن أمله بأن تكون كلمة الجولاني “بداية لتحريك قضية المصالحة بين الجميع وأن تعود لحمة أهل الشام فيما بينهم” حسب تعبير.

 

اشتباكات عنيفة عند كتيبة الهندسة

 

على صعيد آخر، فتحت قوات النظام نيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق في مدينة الرستن، ما تسبب بسقوط عدة جرحى في حين قضى 4 مقاتلين على الأقل من فصائل المعارضة العاملة في منطقة الرستن، جراء استهدافهم من قوات النظام وخلال اشتباكات بين الطرفين على محاور في محيط المدينة الواقعة في الريف الشمالي لحمص.

 

ودارت اشتباكات بين “الجيش السوري الحر” وقوات النظام عند كتيبة الهندسة شمال المدينة الواقعة تحت سيطرة قوات النظام.

 

وتحاصر قوات النظام مدن وبلدات وقرى ريف حمص الشمالي منذ سنوات، وسط قصف مدفعي وجوي يسفر عن وقوع ضحايا في صفوف المدنيين، تزامناً مع سوء الأوضاع المعيشية وتدهور الوضع الإنساني في المنطقة.

 

وفي محيط العاصمة دمشق، تواصلت الاشتباكات بين قوات النظام ومليشياتها ومقاتلي فيلق الرحمن في محيط وأطراف مدينة عربين بالغوطة الشرقية، في حين قصفت قوات النظام المنطقة الواصلة بين بلدتي مسرابا ومديرا، بالقذائف الصاروخية. كما استهدفت أطراف مدينة عربين بتسعة صواريخ من نوع أرض – أرض، وطاول القصف أيضاً بلدتي بيت سوى وأوتايا.

 

وقالت مصادر محلية أن اشتباكات عنيفة تجري في محيط بلدة حزرما وسط قصف مكثف من جانب قوات النظام التي تحاول اقتحام المنطقة.

 

مساعٍ لعقد جنيف نهاية الشهر.. والمعارضة تستبعد حضور سوتشي

أعلنت الأمم المتحدة أن المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، لا يزال ينظر في قرار المشاركة في مؤتمر الحوار السوري المقرر نهاية كانون الثاني/يناير في مدينة سوتشي الروسية، فيما استبعد رئيس “هيئة التفاوض السورية” نصر الحريري مشاركة المعارضة في المؤتمر، قائلاً إنها لم تتلقَ دعوةً بعد.

 

وقالت المتحدثة باسم الأمم المتحدة في جنيف أليساندرا فيلوتشي، الثلاثاء، إن دي ميستورا لم يتبنَ بعد قراراً نهائياً بشأن المشاركة في المؤتمر. ونقلت عنه تأكيده أن موقفه لا يزال ثابتاً إزاء المؤتمر المقبل، حيث يرحب بكل ما يخدم المفاوضات الجارية تحت الرعاية الأممية بشأن التسوية السورية.

 

وذكرت فيلوتشي أن دي ميستورا يعمل حالياً على التحضيرات للجولة التاسعة من مفاوضات جنيف، مشيرة إلى رغبة الأمم المتحدة في تنظيم هذه الجولة قبل نهاية الشهر الحالي بالتوافق مع الخطط الأولية.

 

من جهته، قال الحريري في مقابلة مع وكالة “رويترز”، الثلاثاء، إن الجولة التالية من محادثات جنيف ستعقد ربما بين 24 و26 كانون الثاني/يناير في فيينا. وأوضح أنه من المستبعد جداً أن تحضر المعارضة السورية مؤتمر سوتشي، مشيراً إلى أن المعارضة لم تتلقَ دعوة بعد ولم تأخذ قراراً نهائياً بشأن الحضور. وأضاف “الاتجاه العام هو عدم الذهاب إلى سوتشي. رأيي الشخصي هو أنه بشكلها الحالي، من غير المقبول الذهاب إلى سوتشي”.

 

ودعا الحريري الرئيس الأميركي دونالد ترامب وزعماء الإتحاد الأوروبي إلى زيادة الضغط على الرئيس السوري بشار الأسد وعلى روسيا وإيران للعودة إلى المحادثات. وقال “آن الأوان كي يقول ترامب والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي: توقفوا”.

 

وتابع “آن الأوان كي يزيد ترامب وميركل وماي من الضغوط وجمع المجتمع الدولي للوصول لحل سياسي حقيقي وعادل في سوريا”. وأضاف، إن دماء المدنيين ستظل تراق في سوريا ما لم تكثف الولايات المتحدة وقوى الاتحاد الأوروبي من الضغط على الأسد وحلفائه الكبار في روسيا وإيران.

 

ورد الحريري على سؤال عن خطط أميركية لدعم قوة قوامها 30 ألف فرد تتشكل بالأساس من “قوات سوريا الديموقراطية”، قائلاً إن ذلك قد يفتح الباب أمام تقسيم سوريا في المستقبل. وتساءل “ما هي فوائد تشكيل مثل هذا الجيش؟ سيفتح ذلك الباب على مصراعيه أمام صراع مستقبلي في المنطقة. وقد يفتح الباب أمام تقسيم سوريا في المستقبل”.

 

من جهة ثانية، أعربت الخارجية البريطانية عن دعمها لـ”هيئة التفاوض”، وأكدت أن حل الأزمة السورية لن يتم إلا استنادا إلى بيان جنيف وقرار مجلس الأمن 2254. وقالت المتحدثة باسم الخارجية البريطانية روز غرفيثز: “نتفق مع المعارضة السورية على أن السبيل الوحيد للتوصل إلى حل مستدام للأزمة في سوريا يكمن في عملية انتقالية سياسية حقيقية وفق بيان جنيف وقرار مجلس الأمن الدولي 2254، كما ندعم عملية جنيف لتحقيق ذلك وندعو جميع الأطراف للإسهام في نجاحها من خلال التحلي بالبراغماتية والمرونة”.

 

واعتبرت غرفيثز، أن المعارضة السورية “انخرطت في العمل على إيجاد حل لإنهاء الصراع في سوريا بشكل بناء وكذلك بحسن نية وبلا شروط مسبقة”، مضيفةً أن بريطانيا “تشجع الهيئة على مواصلة هذا النهج الإيجابي”. واتهمت الحكومة السورية بـ”عرقلة جهود التوصل إلى حل سياسي من خلال رفض المفاوضات المباشرة مع المعارضة”.

 

من جهة ثانية، قالت شخصيات في المعارضة السورية إن مبعوثي “الجيش السوري الحر” أوضحوا لمسؤولين أميركيين، خلال محادثات في واشنطن، ضرورة استئناف وكالة المخابرات المركزية برنامجاً معلقاً للمساعدات العسكرية إذا كانت الولايات المتحدة جادة في مواجهة النفوذ الإيراني المتنامي في سوريا.

 

ونقلت وكالة “رويترز” عن القيادي في “الجيش الحر” مصطفى سيجري قوله، إن المبعوثين وصفوا للمسؤولين الأميركيين “التأثير الضار” لقرار اتخذه الرئيس الأميركي في 2017 بوقف تزويد جماعات معينة في المعارضة السورية المسلحة بالعتاد والتدريب. وأضاف “قلنا إنه مع كل تصريح أميركي عن ضرورة الحد من النفوذ الإيراني، كانت إيران تتمدد والقوى المعتدلة المدعومة من واشنطن يتم تجفيف دعمها وإضعافها”.

 

ونقلت “رويترز” عن عضو آخر في المجموعة قوله، إن الوفد أبلغ المسؤولين بأن عدم اتخاذ الولايات المتحدة لإجراء في سوريا ستكون نتيجته الوحيدة أن تعيد إيران وحلفاؤها في الإقليم بناء ممر بري يربط طهران وبغداد ودمشق وبيروت.

 

لماذا يحطم “داعش” قبوراً في حماة؟/ وليد بركسية

تشكل الصور التي بثها تنظيم “داعش” عن تحطيمه مجموعة من القبور في مناطق صغيرة تمدد اليها مؤخراً، في ريفي إدلب وحماة في سوريا، أول جهد دعائي للتنظيم خلال العام 2018، بشكل متسق مع طبيعة تحول التنظيم من الحركة الجهادية الوحيدة التي نجحت في إقامة “الخلافة” المزعومة، إلى مجرد حركة راديكالية عنفية تسعى للبقاء على قيد الحياة.

ورغم إثارة الصور تعجُّب المتابعين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لأنه من الغريب أن يهتم “داعش” بمثل هذه التفاصيل فيما تنحسر سيطرته عن مناطق سورية عديدة، بعدما فقد كافة الأراضي التي سيطر عليها في العراق حيث طُرد من كافة المراكز الحضرية وأبرزها الموصل والرقة، إلا أن التنظيم منذ سنوات يعمل على نشر دعاية تأكيد الطبيعة الإسلامية لأيديولوجيته الراديكالية، الأرجح من أجل الجهاديين المحتملين.

ولهذا السبب عمل التنظيم بكثافة على نشر صور المجتمع الإسلامي “المثالي” في “دولة الخلافة” قبل انهيارها، مثل حرق السجائر وفرض الملابس “الإسلامية” ودروس الدين والعقوبات على “الكافرين” و”المخطئين”، وصولاً إلى تحطيم القبور، في مناطق مثل الموصل والرقة والتي خصص لها التنظيم حينها “إصدارات مرئية” كونه يعتبر زيارة القبور نوعاً من “الشِّرك”. ومتابعة التنظيم لهذا الإرث الجهادي ليس عبثياً، بقدر ما يمثل ضرورة لوجود التنظيم نفسه كأيديولوجيا بموازاة انحساره على أرض الواقع.

ورغم انهيار “دولة الخلافة” بسرعة خلال العام 2017، فإن “داعش” نفسه ما زال موجوداً وينشط في كل من سوريا والعراق، عسكرياً ودعائياً، مع انحساره وتحوله إلى حركة “تمرد” متطرفة بشكلها الكلاسيكي، على غرار “طالبان” في أفغانستان، وإن سعى إلى الحفاظ على ضخه الدعائي باعتباره “تياراً جهادياً عالمياً” مماثلاً لتنظيم “القاعدة”. وهذه نقطة جوهرية في رؤية التنظيم، على ما يبدو، لبقائه في المدى الطويل، أي لبقائه كقوة اسمية بارزة ضمن التيارات الجهادية، من أجل اغتنام فرصة الانبثاق مجدداً في المستقبل، مع توافر الظروف الملائمة… أو لنقل إن سياسته الإعلامية/الدعائية توحي بأن هناك ضمن التنظيم مَن يفكر بهذه الطريقة.

ويثبت وجود التنظيم في معارك حماة وإدلب مؤخراً ذلك التحول في طبيعة التنظيم، وهو أمر سيبقى مصدر قلق في سوريا والعراق، لعدم توافر حلول سياسية تنهي المظالم التاريخية التي أدت بالدرجة الأولى إلى ظهور التنظيم وانتشاره عبر الحدود كقوة بدت أنها لا تقهر العام 2014. وهو أمر يهدد الاستقرار في الدولتين، وتحديداً في سوريا التي تشير تقارير غربية إلى أن النظام فيها، وإن استعاد سيطرته على البلاد تدريجياً، إلا أنه لن يكون قادراً على حكمها بشكل كامل.

وفي العراق حذرت الأمم المتحدة قبل أيام من أن خمس مناطق حُرّرت حديثاً من “داعش” تحتاج بشكل عاجل إلى الاستقرار، وإلا فإن موجة التطرف العنيف قد تظهر مرة أخرى، ما يهدد بتبديد المكاسب العسكرية التي تحققت ضد “داعش”. وقال أحد مسؤولي وزارة الخارجية الأميركية المشاركين في المشاورات، بشأن تحليل تم عرضه في اجتماعات التحالف الأخيرة التي عقدتها الأمم المتحدة، أن “داعش” لا يسيطر على أي محافظة لكنه يمتلك جيوباً يتمركز فيها مقاتلوه الذين يتطلعون إلى شن هجمات والتسبب باضطرابات، ومعظمها يتركز في شمال العراق باتجاه الحدود السورية، حيث تتواجد نسب كبيرة من السنّة، إلى جانب طوائف أخرى، حيث يعمل التنظيم على توجيه دعايته إلى سكان تلك المناطق بعرض نفسه كمنتصر للمظالم التاريخية، ضد الحكومة الشيعية، أي بالطريقة التي انبثق بها التنظيم قبل سنوات.

المدن

 

واشنطن «متمسكة» بالانتقال السياسي في سوريا

نصر الحريري لـ«الشرق الأوسط» : نرفض أي إجراء يؤدي إلى التقسيم

لندن: إبراهيم حميدي

قال رئيس «هيئة المفاوضات السورية» المعارضة، نصر الحريري، في حديث لـ«الشرق الأوسط» أمس، إن مستشار الأمن القومي الأميركي هربرت ماكماستر أبلغه التزام واشنطن بتحقيق «الانتقال السياسي» في سوريا.

 

وكان الحريري يتحدث في لندن، حيث التقى نائب مستشار الأمن القومي كريستيان تيرنر، ووزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط أليستر بيرت، والمبعوث البريطاني إلى سوريا مارتن لونغدن، ضمن جولة يقوم بها وفد «الهيئة»، وتشمل لقاءه في باريس اليوم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ووزير الخارجية جان إيف لودريان، قبل الانتقال إلى روما وبرلين.

 

وإضافة إلى ماكماستر، التقى وفد هيئة المفاوضات السورية، خلال زيارته إلى الولايات المتحدة، نائب وزير الخارجية الأميركي، ديفيد ساترفيلد. والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش. وأوضح أمس: «سمعنا من الأمم المتحدة والإدارة الأميركية التزاماً بالقرار 2254 وتحقيق الانتقال السياسي». كما أعلن الحريري رفض المعارضة «لأي إجراء يؤدي إلى تقسيم سوريا».

 

وتزامنت جولة وفد «الهيئة» مع إقرار إدارة الرئيس دونالد ترمب استراتيجية جديدة إزاء سوريا، شملت ضمان وجود عسكري وسياسي شرق نهر الفرات، والانخراط مع حلفائه الغربيين والإقليميين. ومن المقرر أن يلقي وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون خطاباً يتضمن الرؤية الأميركية والحوار مع موسكو.

 

نصر الحريري: واشنطن متمسكة بـ «الانتقال»… وسنحاور موسكو

رئيس «هيئة التفاوض» المعارضة قال لـ«الشرق الأوسط» إنه يرفض أي إجراء يؤدي إلى تقسيم سوريا

لندن: إبراهيم حميدي

أكد رئيس «هيئة المفاوضات السورية» المعارضة نصر الحريري في حديث لـ«الشرق الأوسط» أمس، أن مستشار الأمن القومي الأميركي هربرت ماكماستر أكد التزام واشنطن تحقيق «الانتقال السياسي» في سوريا، وأن مسؤولة شؤون الأمن والخارجية فيدريكا موغريني ربطت المساهمة الأوروبية في إعمار سوريا بـ«تحقيق الانتقال السياسي»، لكنه حذر من «أي خطوة يمكن أن تؤدي إلى تقسيم سوريا».

وكان الحريري يتحدث في لندن أمس حيث التقى نائب مستشار الأمن القومي كريستيان تيرنر ووزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط إليستر بريت والمبعوث البريطاني إلى سوريا مارتن لونغدن من دون حصول لقاء مع وزير الخارجية بوريسن جونسون الموجود خارج العاصمة البريطانية، ضمن جولة يقوم بها وفد «الهيئة» وتشمل لقاءه في باريس اليوم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ووزير الخارجية جان إيف لودريان قبل انتقال الوفد إلى روما وبرلين.

وجاءت زيارة الحريري إلى لندن بعد الجولة الثامنة من مفاوضات جنيف وقبل الجولة التاسعة المقررة في فيينا قبل نهاية الشهر. وقال رئيس «الهيئة» في حديث لـ«الشرق الأوسط» في لندن أمس: «نريد تفعيل مفاوضات جنيف وأردنا شرح ما حصل في الجولة الثامنة من المفاوضات، أن النظام لا يريد المفاوضات وسيبقى معرقلاً ولن يكون حريصاً لإحراز أي تقدم فيها. إذا كان المجتمع الدولي جاداً للوصول إلى الحل السياسي، فنحن جادون. لكن الحل السياسي يجب ألا ينحرف عن طريقه وهو بيان جنيف والقرار 2254 بهدف تحقيق الانتقال السياسي وليس الحل السياسي المشوه».

وعكس قبول دول غربية استقبال وفد «الهيئة» تقديراً لدورها في الجولة الثامنة من مفاوضات جنيف. وأوضح الحريري: «نريد حلاً بالانتقال السياسي. في الجولة الثامنة في المفاوضات، طالبنا بمفاوضات مباشرة وناقشنا المواضيع المطروحة وقدمنا ردا على ورقة المبادئ التي قدمها المبعوث ستيفان دي ميستورا وتفاعلنا مع ورقته وقبلنا تمديد جولة المفاوضات. وتناقشنا مع دي ميستورا واتفقنا على جدول الأعمال وناقشنا كل شيء وارد في القرار 2254 بدءا من سلة المرحلة الانتقالية إلى قضايا العملية الدستورية والعملية الانتقالية».

وتابع: «رغم ذلك فشلت المفاوضات. وطالما أن مفاوضات جنيف متوقفة فستظهر مبادرات جانبية بصرف النظر عن اسمها. هذه المبادرات تعبير غير مباشر إلى عدم التقدم في جنيف. لذلك على المجتمع الدولي هو التركيز على العملية السياسية في جنيف. واضح الآن أنه في الجولات السابقة، كان الحضور للدول الداعمة للنظام فيما كانت الدول الأخرى غائبة. طالبنا من أميركا والدول الأخرى والأوروبية والعربية كي تأخذ دورها بتفعيل العملية السياسية للقول للروس إنه بهذه الطريقة لن تحل الأمور ولن يحل أي حل».

وتزامنت جولة «الهيئة» مع إقرار إدارة الرئيس دونالد ترمب استراتيجية جديدة إزاء سوريا، شملت ضمان وجود عسكري وسياسي شرق نهر الفرات والانخراط مع حلفائه الغربيين والإقليميين لـ«تعزيز شروط الحوار مع روسيا إزاء الحل السياسي وتقليص نفوذ إيران ومنع ظهور (داعش)»، بحسب مسؤول غربي. ومن المقرر أن يلقي وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون في المستقبل القريب خطاباً يتضمن الرؤية الأميركية للملف السوري والحوار مع موسكو.

وكان الحريري التقى ماكماستر ونائب وزير الخارجية ديفيد ساترفيلد في واشنطن والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش وموغريني في بروكسل. وأوضح أمس: «عقدنا لقاءات رائعة مع ماكماستر وساترفيلد وغوتيريش. أولا، سمعنا من الأمم المتحدة والإدارة الأميركية التزاماً بالقرار 2254 وتحقيق الانتقال السياسي. غوتيريش وماكماستر تحدثا عن الانتقال السياسي». وأضاف: «ماكماستر قال في الاجتماع مرات عدة بضرورة حصول الانتقال السياسي في سوريا. وكان لدينا طلب من أميركا أن تأخذ دورها في العملية السياسية وركزنا على ذلك. هناك ادعاء روسي أن الوضع في سوريا انتهى. لا، لم ينته الوضع. بعد محاربة (داعش) ومناطق خفض التصعيد، لا يزال لدينا موضوع الوصول إلى الحل السياسي النهائي. والحل له مرجعيته ومكانه، أي القرار 2254 وعبر مفاوضات جنيف».

وترددت أنباء عن أن واشنطن بصدد تليين موقفها بالحديث عن «العملية السياسية» أو شروط الحل السياسي وإجراء إصلاحات دستورية تمهيدا لانتخابات بإشراف الأمم المتحدة بموجب القرار 2254. لكن الحريري أكد أن المسؤولين الأميركيين جددوا التزام «الانتقال السياسي».

وأعرب الحريري عن اعتقاده أن محادثات «الهيئة» في واشنطن ساهمت في تعزيز نية الإدارة الأميركية الانخراط في الملف السوري، الأمر الذي حصل لدى استقبال ساترفيلد الجمعة نظراءه من أربع دول غربية وإقليمية. وقال: «دعوا إلى الاجتماع الخماسي واتفقت الدول الخمس على (لاورقة) وأطلعنا الأميركيون على أفكارها العامة. إن العملية السياسية لم تحقق تقدما بسبب غياب الآليات الدولية الضاغطة لتحقيق التقدم. الآن هناك رغبة عبر الأفكار الأميركية لتحريك مفاوضات جنيف والعملية التفاوضية».

ومن المقرر أن يقر تيلرسون مع نظرائه من الدول الأربع الـ«لاورقة» خلال اجتماع في باريس على هامش مؤتمر مخصص لمنع استعمال السلاح الكيماوي الثلاثاء المقبل قبل أن يعقد الوزير الأميركي مفاوضات مع نظيره الروسي. وقال الحريري: «أبلغنا الأميركيون أن تيلرسون سيلقي خطاباً مفصلاً عن الاستراتيجية الأميركية إزاء سوريا. النظام سيرفض كل شيء. المعارضة كانت سابقاً ترفض كل شيء، لكن الآن نقبل شيئا ونرفض شيئا. بحسب الأفكار التي تطرح علينا، سندرسها».

وعن لقائه بموغريني في بروكسل أول من أمس، قال الحريري: «شرحنا موقفنا. نريد أن تكون كل الجهود الدولية لدفع عملية جنيف. لا إعادة الإعمار قبل الانتقال السياسي وليس قبل إحراز تقدم في العملية السياسية، كما يقول البعض. طلبنا ذلك من موغيريني وسفراء الاتحاد الأوروبي في بروكسل اتخاذ هذا الموقف» أي ربط الأعمار بتحقيق الانتقال السياسي و«كلهم وافقوا». وأضاف: «لن يكون هناك أي جهد لإعادة الإعمار في سوريا إلا بتحقيق الانتقال السياسي عبر الحل السياسي في مفاوضات جنيف برعاية الأمم المتحدة».

وتراوحت تقديرات كلفة إعادة إعمار سوريا بين 250 و300 مليار دولار أميركي. وتسعى موسكو للضغط على دول أوروبية وعربية للمساهمة في الإعمار و«عدم تسييس» الملف، فيما تراهن دمشق على حلفائها في طهران وموسكو وبكين ودول آسيوية للمساهمة في إعمار البلاد. ومن المقرر أن يعقد مؤتمر وزاري للدول الأوروبية في بروكسل في نهاية أبريل (نيسان).

وبالتزامن مع جمود مفاوضات جنيف والتحرك الأميركي والحذر الأوروبي، واصلت روسيا الحشد لعقد مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي نهاية الشهر، حيث تلقت «الهيئة» نصائح من دول غربية وإقليمية للحوار مع موسكو حول مؤتمر سوتشي. وقال الحريري: «من (التدخل العسكري المباشر في 2015 جميع الدول نصحتنا بالحوار مع روسيا. اللقاءات بيننا لم تتوقف ونخطط للقاء معهم (الروس). سيكون هناك لقاء بيننا. هم عندهم رغبة ولدينا رغبة والعمل جار على ترتيب اللقاء».

وسئل عن حضور «الهيئة» مؤتمر سوتشي، فأجاب: «لا نعرف عن المؤتمر شيئا. كل المعلومات التي تأتي عنه ليست لصالح الثورة السورية. والمزاج العام حتى داخل الهيئة ليس لصالح المشاركة في سوتشي في شكله الحالي مع العلم ليست لدينا أي معلومة حقيقية. الداعي لم يدعنا بعد ولا نعرف التفاصيل».

ومن المقرر أن يجتمع مسؤولون روس وأتراك وإيرانيون في 19 الشهر الحالي لبحث الترتيبات النهائية وقائمة المدعوين للمؤتمر وجدول أعماله وتأكيد الموعد المقرر في 29 الشهر الحالي أو تأجيله. وقال الحريري إن الجانب التركي أبلغ نظيره الروسي معايير محددة لدعم المؤتمر، وهي: «عدم وجود وحدات حماية الشعب الكردية وأن يخدم المؤتمر عملية جنيف وأن يكون مستندا إلى القرار 2254 للوصول إلى الحل السياسي بحضور الأمم المتحدة ومشاركة المعارضة السورية الحقيقية».

وسئل عن قرار إدارة الرئيس الأميركي تدريب «قوات سوريا الديمقراطية» التي تضم «وحدات حماية الشعب» الكردية لتشكل حرسا لحماية الحدود مع تركيا والعراق ونهر الفرات حيث تنتشر وراءه قوات الحكومة السورية، فأجاب: «نحن ضد أي إجراء تقوم به أي دولة لفرض أجندة على الشعب السوري. يجب ألا يفرض أي طرف أجندته على شعبنا بالسلاح ونحن ضد أي خطوة يمكن أن تؤدي إلى تقسيم سوريا، ونحن متمسكون بوحدة الأراضي السورية وفق القرار 2254 وليس الحل المجتزأ».

الشرق الأوسط

 

عملية تركية وشيكة وأكراد سوريا يتوعدون

دان حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري القصف التركي في عفرين شمالي سوريا، وذلك مع اقتراب المعركة بين القوات التركية -التي عززت وجودها على الحدود السورية- وقوات سوريا الديمقراطية التي توعدت بالرد بقسوة.

ودعا حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي -في بيان- الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي إلى التحرك الفوري والعمل بما يلزم كي تكون منطقة شمال سوريا -غرب الفرات وشرقه- منطقة آمنة.

 

وأضاف البيان أن عفرين لن تكون وحدها، وأن جميع المناطق الكردية في شمال سوريا وشرقها مستعدة للوقوف إلى جانبها.

 

وكان مراسل الجزيرة أفاد بأن ما يعرف بقوات سوريا الديمقراطية -التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية المكون الأساسي فيها- والقوات التركية تبادلا ليلة أمس قصفا مدفعيا على مواقع عدة في محيط عفرين وريفها.

 

وجاءت هذه التطورات في وقت تواصلت فيه التعزيزات التركية على الحدود السورية، والتي تتضمن رتَلا من 15 دبابة بالإضافة إلى أرتال عسكرية أخرى وأفراد من الوحدات الخاصة ومدرعات وسيارات لنقل الذخائر، وفق وكالة الأناضول.

 

وأفادت مصادر للجزيرة بأن مسؤولين عسكريين أتراكا اجتمعوا بقادة من المعارضة السورية المسلحة، تحضيرا للهجوم على مواقع سيطرة ما يعرف بقوات سوريا الديمقراطية في مدينة عفرين شمال حلب.

 

وفي الأثناء توعد القائد العام لوحدات حماية الشعب الكردية سيبان حمو بأن العملية العسكرية التي ستشنها تركيا على عفرين ستكون الأخيرة، وسيردون عليها بقسوة، وأن قواته جاهزة لحماية مناطقها.

 

وأضاف حمو أن التهديدات التركية ليست جديدة، وأن تركيا منذ الأيام الأولى للثورة كانت تقترب دائما من مناطق الأكراد بشكل عدائي. وتوعد بتطهير المنطقة مما سماها بمصائب تركيا.

 

تحذيرات تركية

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نشر أمس الثلاثاء تغريدتين على تويتر، قال في إحداهـما إنه في غضون اليومين القادمين ستكون هناك عمليات عسكرية لسحق ما سماها أوكار الإرهاب في سوريا، بدءا من منبج وعفرين.

 

وأضاف في تغريدة أخرى أنه لن يمنعه من ذلك من يتظاهرون بأنهم حلفاء ثم يحاولون طعن تركيا في الظهر، ولا المتطرفون الذين يتظاهرون بأنهم ساسة ثم يدعمون الإرهاب.

 

وقد أفصح أردوغان في كلمة أمام كتلة العدالة والتنمية في البرلمان التركي، عن أن العملية العسكرية الوشيكة سيدعمها مقاتلون من المعارضة السورية.

 

وتأتي هذه العملية بعد أيام من إعلان واشنطن -التي تقود التحالف ضد تنظيم الدولة الإسلامية- تشكيل قوة حدودية قوامها ثلاثون ألفا من الأكراد في شمال سوريا، وهو ما أثار غضب أنقرة التي تعتبر وحدات حماية الشعب الكردية منظمة إرهابية.

 

وقد حذر وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو نظيره الأميركي ريكس تيلرسون من خطورة تشكيل تلك القوة، وقال إن العملية لن تكون محدودة في مدينة عفرين فقط، مضيفا أن هناك أيضا منبج وشرقي الفرات.

 

بدوره قال رئيس هيئة الأركان التركية خلوصي أكار إن بلاده لن تقبل أبدا بدعم أميركا لوحدات حماية الشعب الكردية وتزويدها بالأسلحة بحجة تنفيذ العمليات المشتركة مع هذه القوات.

 

وأعرب أكار في كلمته أثناء اجتماع اللجنة العسكرية لقادة الجيش للدول الأعضاء في حلف الناتو الذي انعقد في بروكسل أمس الثلاثاء، عن تمنيه أن تتراجع الولايات المتحدة الأميركية عن هذا الخطأ في أقرب وقت ممكن، على حد قوله.

 

من جهته دان الائتلاف الوطني السوري المعارض المخطط الأميركي، وأعلن رفضه أي ذرائع أو مزاعم تسعى لتسويق مثل هذه المشاريع.

 

وأضاف أن الجهود المبذولة لمحاربة الإرهاب والتصدي لتنظيم الدولة لا تبرر الاستعانة بتنظيمات إرهابية ارتكبت انتهاكات وجرائم ضد السوريين.

 

وقال الائتلاف إنه ليس مقبولا وضع الأراضي التي تحررت من سيطرة الإرهاب تحت سلطة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي.

المصدر : الجزيرة + وكالات

 

مؤتمر المعارضة السورية بسوتشي يعقد نهاية يناير

قالت وكالة سبوتنيك الروسية اليوم الأربعاء نقلا عن مصدر مطلع إن مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي سيعقد في الثلاثين من يناير/كانون الثاني الحالي وسيستمر يوما واحدا.

 

وقبل ستة أيام قالت الخارجية الروسية إن الوزير سيرغي لافروف بحث في اتصال هاتفي مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف الاستعدادات لمؤتمر الحوار الوطني السوري الذي سيعقد في منتجع مدينة سوتشي الروسي.

 

وأعلنت الوزارة في بيان نشر على موقعها الرسمي الجمعة الماضي أن وزيري الخارجية الروسي والإيراني بحثا هاتفيا الأوضاع في سوريا، وقالت إنهما تبادلا الآراء حولها مع التركيز على البحث عن سبل التسوية السياسية على أساس قرار مجلس الأمن الدولي 2254 برعاية الأمم المتحدة.

 

وكان نحو أربعين فصيلا عسكريا سوريا معارضا، من أبرزها جيش الإسلام وحركة أحرار الشام، قد أعلنوا في بيان مشترك رفضهم القاطع لمؤتمر سوتشي.

 

وقالت الفصائل، وبعضها شارك في جولات سابقة لمفاوضات جنيف، إن روسيا تسعى للالتفاف على عملية السلام التي تجري في جنيف برعاية الأمم المتحدة، وجددت التزامها بمسار الحل السياسي وفق بيان جنيف1 والقرارات الدولية ذات الصلة بما فيها القراران 2254 و2218.

المصدر : الجزيرة + وكالات

 

ستراتفور: تركيا تفقد صبرها في سوريا

قال موقع مركز الدراسات الإستراتيجية والأمنية الأميركي ستراتفور إن المشاركة النشطة للولايات المتحدة وروسيا في سوريا على مدى السنوات القليلة الماضية طغت على طموحات ومساعي تركيا في البلد وباتت الآن على وشك أن تفقد صبرها هناك.

 

وأشار المقال إلى أن هدف تركيا الرئيسي في سوريا هو التأكد من أن يبقى الإقليمان -عفرين ومنبج- اللذان تسيطر عليهما وحدات حماية الشعب الكردية السورية معزولين عن بعضهما. وكانت تركيا قد أوقفت عملياتها العسكرية نحو هذا الهدف لتفادي الاشتباك المباشر مع القوات الأميركية والروسية المندمجة في الوحدات الكردية، لكن الأدلة تتزايد الآن على أنها تخطط لهجوم عسكري كاسح على وحدات حماية الشعب الكردية مما يمكن أن يضر بعلاقتها مع روسيا والولايات المتحدة.

 

وأضاف أن تركيا كانت تأمل الانتظار إلى حين انتهاء الوجود الأميركي في سوريا والحصول على تفويض روسي بشن هجوم عسكري على الوحدات الكردية، وفي المقابل كانت على استعداد للتوصل إلى حل توفيقي بشأن رغبتها في الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد والعمل مع روسيا من أجل حل دبلوماسي للحرب الأهلية السورية من خلال محادثات السلام المعروفة بعملية أستانا. ولكن الآن بعد سنوات من الانتظار ووسط اشتعال ساحة القتال الذي حرض القوات المدعومة من روسيا ضد الثوار المدعومين من تركيا، يبدو أن أنقرة بدأت تتخلي عن هذه الخطة.

 

وألمح الباحثون بالمركز إلى أن أحد الأسباب الرئيسية لمشاركة تركيا في عملية أستانا كان التوصل إلى تفاهم مع روسيا لممارسة المزيد من الضغط على وحدات حماية الشعب الكردية، لكن روسيا كانت عنيدة في هذه المسألة. وبعيدا عن السماح لتركيا بشن هجوم عسكري على الوحدات الكردية أبقت روسيا على قوات في مواقع تمنع وصول الأتراك إلى المواقع الكردية في عفرين وطالبت بمشاركة الحزب السياسي الممثل لوحدات حماية الشعب، حزب الاتحاد الديمقراطي، في محادثات السلام المستقبلية في منتجع سوتشي بروسيا.

 

وأردف الباحثون بأن تركيا تبدو أيضا متصلبة بشأن هذه المسألة وأن صبرها بدأ ينفد من تعزيز موقف وحدات حماية الشعب على طول الحدود مع سوريا، بل إن نفاد صبرها يزداد لدرجة أنها قد تكون مستعدة للتحرك ضد وحدات حماية الشعب دون موافقة روسية.

 

وختم المقال بأنه في الوقت الذي تستعد فيه تركيا لهجوم تزداد المخاوف من أن تسبب أي ضربة تركية خاطئة إصابات روسية أو أميركية وتؤدي إلى تصعيد خطير للصراع. وهذا الخطر وافتراض أن الدعم الأميركي لوحدات حماية الشعب كان مؤقتا قد منع تركيا من شن حرب شاملة على وحدات حماية الشعب. ولكن الآن مع تعزيز الولايات المتحدة دعمها لوحدات حماية الشعب وتأزم العلاقة بين تركيا وروسيا، تبدو أنقرة أكثر استعدادا لتحمل المخاطر الكامنة في أي ضربة وإمكانية أن تشن هجوما قريبا من جانب واحد على عفرين وربما منبج.

المصدر : الصحافة الأميركية

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى