أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأربعاء 18 أذار 2015

واشنطن: الأسد لن يكون جزءاً من الحل

واشنطن – جويس كرم

اتهم ناشطون النظام السوري بشن هجوم جديد بالغازات السامة، أوقع ستة قتلى وعشرات المصابين في ريف إدلب (شمال غربي سورية)، فيما خطا محققو الأمم المتحدة خطوة أخرى إلى أمام، بعرضهم تسليم لوائح سرية بأسماء مشتبه بتورطهم في جرائم حرب في سورية، إلى أنظمة قضائية في دول مستعدة لمحاكمتهم. ويفتح هذا الأمر الباب أمام تجاوز «عقدة» المرور عبر المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، والتي يمنع «الفيتو الروسي» إحالة الجرائم المرتكبة في سورية عليها. وكشفت كارين كونينغ أبو زيد وهي أميركية عضو في لجنة التحقيق أن ثلاث حكومات طلبت الحصول على لوائح المشتبه فيهم.

 

وافادت «وكالة الانباء السورية الرسمية» (سانا) ان «الدفاعات الجوية السورية اسقطت طائرة استطلاع اميركية معادية شمال اللاذقية» غرب سورية، علماً انها الطائرة الثانية تسقط للتحالف الدولي – العربي بعد استهداف «داعش» لطائرة اردنية شرق البلاد.

 

جاء ذلك في وقت واصلت إدارة الرئيس باراك أوباما «استدارتها» مصححة معنى تصريحات أدلى بها وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي أعلن أن الولايات المتحدة ستكون مضطرة «في نهاية المطاف» إلى التفاوض مع الرئيس بشار الأسد في شأن إنهاء الأزمة في سورية. وأكد مسؤول أميركي رفيع المستوى لـ «الحياة» أن إدارة أوباما «لا تتعاون ولا تنسّق من قريب أو بعيد» مع نظام الأسد، مشدداً على أن لا تغيير في الموقف الأميركي، وعلى أن أية مفاوضات في المرحلة الانتقالية حول سورية «لن تشمل الأسد».

 

وقال المسؤول في حديث إلى «الحياة» لتوضيح مواقف أميركية كانت محور جدل إقليمي أخيراً، أن واشنطن ملتزمة أمن حلفائها ومصالحها في المنطقة، وأن المفاوضات النووية مع إيران «هي حول الملف النووي فقط… ولا نعرف هل سنصل إلى اتفاق أم لا». واعتبر المسؤول أن الخطوط العريضة لواشنطن في سورية هي ذاتها، ولم تتغير بالنسبة إلى نظام الأسد، مؤكداً أن «ليس هناك تنسيق أو تعاون من أي نوع مع النظام ولن نتعاون معه». وكرر أن الأسد «لن يكون جزءاً من الحل ولن نفاوض بشار الأسد».

 

وتعكس الأوساط الأميركية تحضيرات لمرحلة ما بعد تدريب المعارضة السورية وتجهيزها، وهو ما «بدأ على الأرض» وفق المسؤول الذي تحدث إلى «الحياة»، موضحاً أن قوات المعارضة التي يجري تجهيزها وتدريبها لا تنحصر مهمتها في محاربة تنظيم «داعش»، بل بالتحول إلى «شريك فاعل لواشنطن لم يكن حاضراً في السنوات الأخيرة».

 

وأوضح أن هناك محادثات تتناول «الغطاء الدفاعي» لهذه القوة من المعارضة السورية المعتدلة، وكيف سيتم الدفاع عنها في حال استهدفتها قوات الأسد وليس فقط تنظيم «داعش».

 

إلى ذلك، اعتبر رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أن التفاوض مع الأسد يشبه مصافحة أدولف هتلر.

 

في جنيف، أعلن محققو الأمم المتحدة استعدادهم لكي ينقلوا إلى الأنظمة القضائية في بعض الدول «أسماء ومعلومات» متعلقة بأشخاص يشتبه في ارتكابهم جرائم حرب في سورية من أجل محاكمتهم. ومنذ بدأوا وضع لائحة سرية بمرتكبي جرائم حرب مع تعاقب تقاريرهم، أعلن محققو الأمم المتحدة الذين باشروا عملهم في أيلول (سبتمبر) 2011، أنهم يريدون إبقاءها سرية والحفاظ على المعلومات لنقلها إلى المحكمة الجنائية الدولية، حين تُكلَّف النظر في هذه القضايا. وقال رئيس لجنة التحقيق البرازيلي باولو بينييرو أمس، لدى عرضه تقريره الأخير أمام مجلس حقوق الإنسان: «لن ننشر اليوم لائحة الأسماء (…) سننقل أسماء ومعلومات متعلقة ببعض الذين يشتبه في ارتكابهم جرائم حرب، إلى سلطات قضائية» لدول تحضّر لمحاكمتهم.

 

وفي بروكسيل (رويترز)، قال مسؤول بحلف شمال الأطلسي إن على الحكومة السورية أن تضمن أن برنامجها للأسلحة الكيماوية فُكِّكَ تماماً، في أول موقف من نوعه بعد تأكيد ناشطين استخدام النظام غاز الكلور السام في إدلب. وأضاف المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه: «بناء على ذلك، يجب أن يضمن نظام الأسد أن برنامجه للأسلحة الكيماوية فُكِّكَ تماماً وبلا رجعة، بما في ذلك منشآت الإنتاج المتبقية».

 

ميدانياً، أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» مقتل «6 مواطنين هم رجل وزوجته وأطفالهما الثلاثة، ومواطنة أخرى، وإصابة عشرات بحالات اختناق، نتيجة قصف بالبراميل المتفجرة (ليل الإثنين) استهدف مناطق في بلدة سرمين بريف مدينة إدلب الجنوبي الشرقي». ونُقِل عن مصادر طبية أن النظام استخدم غاز الكلور.

 

طهران تتحدث عن اختراق كبير وتعرض «مكافأة» لشركات أميركية

لوزان (سويسرا)، طهران، واشـنــطن – «الحيـاة»، أ ب، رويـتـرز، أ ف ب –

 

عكست التصريحات الإيرانية والأميركية أمس، ما يفيد بتحقيق اختراق قد يتيح إبرام اتفاق إطار سياسي لتسوية الملف النووي الإيراني، إذ أشارت طهران إلى حسم 90 في المئة من المسائل التقنية في المفاوضات، فيما تحدثت واشنطن عن تقدّم في تحديد «خيارات فنية» قد تشكّل أساساً لصفقة اعتبرت أن فرص التوصل إليها تبلغ 50 في المئة.

 

وكان لافتاً أن مهدي حسيني، مسؤول لجنة مراجعة العقود في وزارة النفط الإيرانية، أغرى شركات نفط أميركية بـ «مكافأتها» إذا «اتخذت موقفاً وتحرّكت ضد» رسالة وجّهها 47 عضواً جمهورياً في الكونغرس إلى القيادة الإيرانية، تهدد بإلغاء أي اتفاق «نووي» بعد انتهاء الولاية الثانية لأوباما عام 2016. وزاد أن تلك الشركات «مستعدة لإدارة مشاريع في إيران».

 

وصعّد الجمهوريون في الكونغرس الأميركي «معركتهم» مع الرئيس باراك أوباما، إذ أعلن رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ السناتور بوب كوركر، إمكان التصويت الأسبوع المقبل على مشروع قرار يُلزم البيت الأبيض بإحالة أي اتفاق مع إيران على الكونغرس للمصادقة عليه. وأوردت صحيفة «بوليتيكو» أن المشروع يحظى بتأييد أعضاء من الحزبين الجمهوري والديموقراطي، وغالبية عددية (67 سناتوراً) قادرة على تخطي أي فيتو رئاسي.

 

والتقى وزيرا الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف والأميركي جون كيري، يرافقهما رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية علي اكبر صالحي ووزير الطاقة الأميركي إرنست مونيز، ساعتين في مدينة لوزان السويسرية أمس. وكان كيري وظريف اجتمعا في المدينة 5 ساعات الإثنين، ثم أجرى الوزير الإيراني محادثات في بروكسيل مع نظرائه الأوروبية فيديريكا موغيريني والفرنسي لوران فابيوس والألماني فرانك فالتر شتاينماير والبريطاني فيليب هاموند.

 

وقال صالحي بعد لقاءٍ ثنائي مع مونيز: «اتفقنا على 90 في المئة من المسائل التقنية. بقيت مسألة خلاف واحدة، وهي مهمة جداً، ونسعى إلى تسويتها». وأضاف: «القضايا الرئيسة أُغلقت. يمكننا القول إن الأمور واضحة من الجانبين في شأن المسائل التقنية. هناك تفاصيل كثيرة، لكنني متفائل» بالتوصل إلى اتفاق بحلول نهاية الشهر الجاري.

 

وبثّت قناة «العالم» الإيرانية أن «هناك حسماً لقضية أجهزة الطرد المركزي» المُستخدمة في تخصيب اليورانيوم، وقضية منشأتَي فردو وناتانز للتخصيب، ومجمّع آراك الذي يعمل بماء ثقيل، مشيرة إلى أن مسألة العقوبات المفروضة على طهران «هي الأكثر صعوبة».

 

لكن الناطق باسم البيت الأبيض جوش إرنست، أشار إلى أن «الاحتمال (التوصل إلى اتفاق) لم يتغيّر» بالنسبة إلى أوباما، لافتاً إلى أن فرص إبرامه هي «50 في المئة في أفضل الأحوال». وتحدث عن عنصر «مجهول في المفاوضات»، قائلاً: «على القادة الإيرانيين، بمَن فيهم مَن لا يشاركون في المفاوضات، توقيع الاتفاق. والتكهّن بما سيكون قرارهم، صعب. على إيران أن تعلن التزامات محددة جداً وصعبة جداً، لتبديد قلق المجتمع الدولي إزاء برنامجها النووي، كما عليها أن تقبل عمليات تفتيش متقدّمة جداً».

 

وكان مسؤول أميركي بارز أشار إلى «تقدّم في ما يتعلق بتحديد خيارات تقنية في كل المجالات الرئيسة»، مستدركاً: «تبقى أمامنا مسائل صعبة». ولفت إلى أن أي اتفاق إطار يمكن التوصل إليه، يجب أن «يتضمن أبعاداً تتعلق بالكمية».

 

وأفادت وكالة «رويترز» بأن اتفاقاً محتملاً قد يتيح لطهران الاحتفاظ بنحو 6500 جهاز للطرد المركزي، ونقلت عن مسؤول إيراني بارز أن بلاده كانت تطالب بتخصيب 2.5 طنّ من اليورانيوم سنوياً، لكنها قد تقبل بنصف طنّ، وذكر أن البقية ستُحوّل قضبانَ وقود تُرسَل إلى روسيا.

 

وكان ظريف وصف محادثاته في بروكسيل بأنها «إيجابية»، فيما أعربت موغيريني عن أمل بـ «ردم ثغرات متبقية». لكن مصدراً ديبلوماسياً أوروبياً نبّه إلى أن تلك المحادثات «لم تضيّق خلافات» بين الجانبين. وأشار إلى «فجوة ضخمة بين مواقف إيران والدول الست ليس أكيداً إمكان حلّها في الأيام المقبلة». ولفت فابيوس إلى «تقدّم»، مستدركاً: «تبقى نقاط مهمة لم تُسوَّ بعد». أما شتاينماير فأعلن رفضه إبرام اتفاق «بأي ثمن».

 

أوغلو يشبه التفاوض مع الأسد بالتصافح مع هتلر

شبه رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو اليوم (الثلثاء)، التفاوض مع الرئيس السوري بشار الأسد بمصافحة أدولف هتلر، ما يُسلط الأضواء على خلافات بين تركيا والولايات المتحدة في شأن التعامل مع الأسد.

 

وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري صرح أول أمس، بأن الولايات المتحدة ستضطر للتفاوض مع الأسد، لكن وزارة الخارجية ذكرت في ما بعد أن كيري لم يكن يشير تحديداً إلى الرئيس السوري، وأن واشنطن لن تدخل في مساومات مع الأسد أبداً.

 

وقال أوغلو خلال اجتماع لحزب “العدالة والتنمية” في أنقرة أن الأصوات التي تقول أن هناك حاجة للتفاوض مع الأسد “تجعلنا نشكك في قيمنا الإنسانية”. وأضاف: “على رغم كل هذه المذابح واستخدام الأسلحة الكيماوية في تجاوز للخط الأحمر، إذا كنتم ما زلتم تصافحون الأسد فإن التاريخ سيذكر هذه المصافحة. لا فرق بين مصافحة الأسد ومصافحة هتلر وصدام وكارادزيتش وميلوسوفيتش”.

 

يذكر أن الولايات المتحدة تدعم المعارضة السورية، لكن تركيزها تحول إلى قتال تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) لأنها ترى فيه خطراً على الأمن العالمي. وتعد تركيا شريكاً متردداًَ في التحالف الذي تقوده واشنطن ضد “داعش” وترفض تعزيز تعاونها العسكري في غياب خطة شاملة لسورية تتضمن رحيل الأسد عن السلطة.

 

دمشق أعلنت إسقاط طائرة استطلاع أميركية

أعلنت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” ان الدفاعات الجوية السورية اسقطت طائرة استطلاع اميركية كانت تحلق فوق منطقة اللاذقية في شمال غرب البلاد.

 

وقالت إن “الدفاعات الجوية السورية اسقطت طائرة استطلاع أميركية معادية شمال اللاذقية”، دونما تفاصيل اضافية.

وهي المرة الاولى تعلن دمشق اسقاط طائرة اميركية في مجالها الجوي منذ بدأ ائتلاف دولي تقوده الولايات المتحدة حملة غارات جوية على تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) في سوريا في ايلول 2014.

وسوريا التي لا تشارك في غارات الائتلاف لم تكن قد اتخذت حتى الآن أي خطوة ميدانية ضد طائرات الائتلاف التي تحلق في مجالها الجوي.

وتركزت الغارات على محافظتي حلب والرقة اللتين تضمان مواقع لـ”الدولة الاسلامية”، لكنها استهدفت التنظيم أيضاً في مناطق أخرى وكذلك “جبهة النصرة” فرع تنظيم “القاعدة” في سوريا.

ولاحقا أفاد مسؤول أميركي إن الولايات المتحدة فقدت الاتصال مع طائرة من دون طيار فوق محافظة اللاذقية السورية. وقال مسؤول ثان تحدث أيضاً طالبا عدم ذكر اسمه إنه لم يتضح ما اذا كانت الطائرة اسقطت وانه يجري التحقيق في الامر.

 

واشنطن تُصحّح موقف كيري: الأسد لن يكون مفاوضاً محقّقو الأمم المتحدة: أسماء مشتبه فيهم بجرائم حرب ستنقل إلى دول

المصدر: ( وص ف، رويترز، أ ش أ)

مع اعلان محققي الأمم المتحدة في جرائم الحرب بسوريا إنهم على استعداد لتقديم قوائم سرية بأسماء وتفاصيل المشتبه فيهم إلى أي سلطات ادعاء تعمل على إعداد القضايا في خطوة قد تمهد الطريق أمام محاسبة مرتكبي عمليات القتل والتعذيب وغيرها من الفظائع من كل الأطراف يوما ما، قللت وزارة الخارجية الاميركية شأن التصريحات التي ادلى بها الوزير جون كيري، مؤكدة ان الرئيس السوري بشار الاسد لن يكون “ابدا” طرفا في مفاوضات السلام في سوريا.

وكان كيري صرح في مقابلة بثتها شبكة “سي بي اس” الاميركية للتلفزيون السبت ردا على سؤال عن احتمال التفاوض مع الاسد: “حسنا، علينا ان نتفاوض في النهاية”.

واذ اسفت لعدم اجراء مفاوضات سلام من اجل “وضع حد لمعاناة الشعب السوري”، قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية جنيفر بساكي: “كما كنا نقول منذ وقت طويل، ينبغي ان يكون ممثلون لنظام الاسد جزءا من عملية” السلام. لكن “الاسد نفسه لن يكون ابدا” طرفا في هذه العملية و”لم يكن الوزير كيري يقصد ذلك”.

وعلى وقع ردود الفعل التي اثارها كلام كيري في الخارج، اوضحت بساكي ان وزير الخارجية “استخدم الاسد كمختصر” للنظام السوري برمته. واضافت ان الولايات المتحدة ترد بذلك على رغبة المعارضة السورية المعتدلة التي اعلنت مرارا انها لن تتفاوض ابدا مع الاسد. ولاحظت انه “بالتاكيد لا يمكن المرء ان يتفاوض مع نفسه. ثمة حاجة الى ممثلين في الوقت نفسه للمعارضة وللنظام الى الطاولة”. لكنها شددت على ان “لا عملية قائمة ولا عملية على وشك ان تبدأ. انها اذا مرحلة نظرية حاليا”.

وكان الرئيس السوري علق الاثنين، على ابداء الوزير كيري استعداد بلاده للتحاور معه، بانه ينتظر ان تقترن الاقوال بالافعال، وقت عبّر ناشطون ومعارضون عن خيبة املهم من الموقف الاميركي.

 

داود اوغلو

وجدد رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو انه معارضته لاي مفاوضات مع الرئيس الاسد اشار اليها كيري، معتبراً ان “مصافحة الاسد مثل مصافحة (الزعيم النازي ادولف) هتلر”.

وقال في خطابه الاسبوعي امام نواب حزب العدالة والتنمية الحاكم: “اليوم وعلى رغم كل المجازر التي ارتكبها … اذا جلستم الى الطاولة مع الاسد وصافحتموه فلن يغفر لكم التاريخ ذلك ابدا”… مصافحة الاسد مثل مصافحة هتلر او (سلوبودان) ميلوشيفيتش او حتى رادوفان كاراديزتش”. وميلوشيفيتش وكاراديزيتش كلاهما من القوميين الصرب وحوكما بتهمة ارتكاب جرائم حرب خلال الحرب في البوسنة.

 

جرائم حرب

على صعيد آخر، أبدى محققو الامم المتحدة حول سوريا استعدادهم لان يرسلوا الى انظمة قضائية قوائم سرية بـ”اسماء ومعلومات” تتعلق باشخاص يشتبه في ارتكابهم جرائم حرب في سوريا من أجل محاكمتهم.

ومنذ ان بدأوا وضع لائحة سرية بمرتكبي جرائم حرب مع تعاقب تقاريرهم، اكتشف محققو الامم المتحدة الذين باشروا عملهم في ايلول 2011 على الدوام انهم يريدون ابقاءها سرية والحفاظ على المعلومات لنقلها الى المحكمة الجنائية الدولية حين تكلف النظر في هذه القضايا.

ودعا المحققون مجلس الامن مرارا الى احالة القضايا على المحكمة الجنائية الدولية ولكن من دون جدوى.

ونظراً الى شعور المحققين بالاحباط، اعلن رئيس لجنة التحقيق البرازيلي باولو بينييرو عند عرضه تقريره الاخير امام مجلس الامم المتحدة لحقوق الانسان ان المحققين قرروا كشف لائحة الاسماء ومعلومات عن مرتكبي الجرائم ولكن بطريقة محددة الهدف. وقال: “لن ننشر اليوم لائحة الاسماء … سننقل اسماء ومعلومات متعلقة ببعض الاشخاص الذين يشتبه في ارتكابهم جرائم حرب الى سلطات قضائية” لدول تحضر لمحاكمتهم . واضاف:”نشجع تلك السلطات على الاتصال بنا مع طلب معلومات”.

وفي حال عدم اللجوء الى المحكمة الجنائية الدولية، وهو امر تعرقله روسيا وخصوصا في مجلس الامن، هددت اللجنة بنشر المعلومات التي جمعتها. لكن الديبلوماسيين وبينهم من ينتمي الى دول تدعم المعارضة السورية حذروا من خطوة تعتبر مخالفة للقانون الدولي كما قال مصدر دبيلوماسي في جنيف.

واعرب السفير الفرنسي نيكولا نييمتشينوف عن اسفه لعدم اللجوء الى المحكمة الجنائية الدولية قائلاً “علينا معا ان نجد منابر من اجل احقاق العدالة للشعب السوري”.

والقوائم التي وضعها المحققون واحتفظوا بها سراً في جنيف تشمل اسماء قادة وحدات وزعماء مجموعات مسلحة يعتبرونهم مسؤولين عن جرائم حرب. ورفض المحققون أن يقولوا ما اذا كان اسم الرئيس السوري او اسماء مقربين منه واردة في القوائم.

وحذر بينييرو في تقريره من ان العنف في سوريا “اصبح اكثر وحشية”.

واورد التقرير تفاصيل عن مجموعة مرعبة من الجرائم ضد الانسانية وجرائم الحرب التي ارتكبها النظام السوري وتنظيم “الدولة الاسلامية” وغيرها من الجماعات المسلحة.

وقال: “ثقافة الافلات من العقاب انتشرت في سوريا … وقد دخل ذلك البلد في الظلام”.

واكدت كارين كونينغ أبو زيد، وهي عضو أميركية في لجنة التحقيق، أن ثلاث دول أوروبية طلبت التعاون والحصول على معلومات عن جرائم حرب ارتكبت في الصراع السوري لاستخدامها في دعاوى قضائية محلية.

وكشف كبير المدعين الاتحاديين في المانيا هارالد رانغه أن بلاده تحقق في شبهات في تورط أعضاء في الحكومة السورية الحالية في ارتكاب جرائم ضد الانسانية.

وانتقد المندوب السوري لدى مجلس الامم المتحدة لحقوق الانسان حسام الدين علاء تصريحات بينييرو معتبرا ان المحققين لا يحترمون “مبدأ الاستقلالية”. وقال ان التقرير “منحاز … ومصادره غير موثوق بها”. وشكك في صدقية لجنة المحققين وطرق عملها.

ولم يتمكن اعضاء لجنة التحقيق الاربعة قط من دخول سوريا، لكنهم حصلوا على افادات اكثر من 3500 من الضحايا والشهود عبر الهاتف او الانترنت، وعلى وثائق وصور بالاقمار الاصطناعية لاعداد تقاريرهم.

وتلقت احدى المحققات السويسرية كارلا ديل بونتي دعوات عدة للتوجه الى دمشق، لكن اللجنة رفضت استجابتها على الدوام، لافتة الى ان المحققين الاربعة يجب ان يزوروا البلاد معا.

لكن مساء الاثنين صرحت ديل بونتي في مقابلة مع التلفزيون السويسري “ار تي اس” ان “الامور تغيرت كثيرا الى حد انه تقرر الان ان في الامكان الذهاب”. وقالت ان الحل من طريق المفاوضات “هو الحل الوحيد الممكن”، لكن “ذلك يمكن ان يتم فقط اذا بقي بشار الاسد في السلطة لان 60 في المئة من الشعب السوري لا يزال يعيش تحت سيطرة النظام السوري”.

 

الاسلحة الكيميائية

الى ذلك، قال مسؤول في حلف شمال الاطلسي إن الحكومة السورية يجب ان تضمن أن برنامجها للاسلحة الكيميائية فكك تماما وبلا رجعة.

وأضاف المسؤول ردا على طلب للتعليق بعدما أفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقرا له ان القوات الحكومية نفذت هجوما بغاز سام قتل ستة اشخاص إن “منظمة حظر الاسلحة الكيميائية أعلنت بالفعل ان آخر اسلحة كيميائية معلنة ازيلت من سوريا”. و”بناء على ذلك، يجب أن يضمن نظام الأسد أن برنامجه للأسلحة الكيميائية فكك تماما وبلا رجعة بما في ذلك منشآت الانتاج المتبقية”.

وكان المرصد قال في بريد الكتروني: “استشهد ليل أمس ستة مواطنين هم رجل وزوجته وأطفاله الثلاثة ومواطنة أخرى، فيما أصيب العشرات بحالات اختناق، جراء قصف بالبراميل المتفجرة استهدف بلدة سرمين في ريف إدلب الجنوبي الشرقي”.

 

الاتحاد الأوروبي

واتهمت وزارة الخارجية السورية كلا من فرنسا وبريطانيا بأنهما لا تزالان تمارسان سياسات من شأنها توريط الاتحاد الأوروبي مواصلة العدوان على سوريا والمشاركة في سفك الدم السوري، مشيرة الى أن آخر مثال كان عندما أعلن الاتحاد الأوروبي عن نيته الاستمرار في فرض عقوبات جديدة على الشعب السوري.

 

الحرب في سوريا الأكثر إراقة للدماء في 2014

 

ذكرت دراسة نشرت نتائجها اليوم الأربعاء، أن عدد قتلى الصراعات الأكثر عنفاً في العالم “قفز بأكثر من 28 في المئة العام الماضي مقارنة مع العام 2013″، معتبرة أن “إراقة الدماء في سوريا كانت أسوأ من جميع الصراعات الأخرى للعام الثاني على التوالي”.

وقام مركز أبحاث “مشروع دراسة القرن الحادي والعشرين” بتحليل بيانات من مصادر، من بينها الجيش الأميركي والأمم المتحدة و”المرصد السوري لحقوق الإنسان” وجماعة “ضحايا حرب العراق”، أظهرت أن أكثر من 76 ألف شخص قتلوا في سوريا العام الماضي، أي ارتفاعاً من 73447 قتيلاً في 2013 ، فيما تضمنت الكثير من الحروب الأكثر عنفاً جماعات إسلامية متشددة.

ووفقا للتحليل، الذي قال المركز إن الأرقام التي توصل إليها هي على الأرجح “أقل من الواقع”، فإن حوالي 21 ألف شخص قتلوا في العراق في الحرب بين قوات الحكومة وإرهابيي تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” – “داعش”، يليها الصراع في أفغانستان، حيث قتل 14638 شخصاً، ثم الصراع في نيجيريا حيث سقط 11529 قتيلاً.

 

ودفع الصراع الانفصالي في شرق أوكرانيا البلاد إلى المرتبة الثامنة في القائمة، بعدما كان صراعاً خالياً من الضحايا إلى حد كبير في العام 2013 .

وأوضح المدير التنفيذي لمشروع “دراسة القرن الحادي والعشرين” بيتر أبس أن “تقدير أرقام الضحايا في الصراع مهمة بالغة الصعوبة، والكثير من الأرقام التي لدينا هنا هي على الأرجح تقديرات أقل من الواقع”، معتبراً أن “أهم النتائج هي أنك عندما تقارن بين بيانات العام الماضي وبيانات العام الذي سبقه، فإنك تجد زيادة كبيرة جداً.”

 

(رويترز)

 

العفو الدولية: أدلة جديدة عن ارتكاب النظام السوري جرائم حرب

أنقرة- الأناضول: أعلنت منظمة العفو الدولية أنها توصلت إلى أدلة جديدة، حول ارتكاب النظام السوري جرائم حرب في البلاد.

 

وأشار تقرير نشرته المنظمة في موقعها على الإنترنت – أعدته بناءً على إفادات شهود عيان – إلى أن قوات نظام الأسد شنت هجومًا بغاز الكلور على ريف إدلب، شمالي سوريا، أسفر عن مقتل أفراد أسرة كاملة، بينهم ثلاثة أطفال دون الثالثة من العمر.

 

وقال الشهود العيان: “إن القوات الحكومية استخدمت غاز الكلور الليلة قبل الماضية، في هجومين استهدفا بلدة سرمين ومحيطها بريف إدلب، فأُصيب عشرات المدنيين بالغاز السام “.

 

وفيما أكد التقرير أن الهجومين قدما أدلة جديدة على أن قوات الحكومة السورية ترتكب جرائم حرب مستمرة، قال فيليب لوثر – مدير قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة العفو الدولية -: “إن من الواجب إحالة الوضع في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية “.

 

ولفت التقرير إلى أن المروحيات التابعة للقوات الجوية السورية؛ ألقت أربعة براميل متفجرة تحتوي على غاز الكلور، على بلدتي سرمين وقميناس، ما أدى إلى إصابة حوالي 100 شخص، مشيرًا إلى أن طبيبًا ومسؤول دفاع مدني عاينا حالة المصابين، وأفادا بأن أعراضًا نموذجية لهجوم كيميائي ظهرت على المصابين، من احمرار العينين، وضيق التنفس، وسعال مستمر، وسيلان اللعاب من الفم.

 

وأفاد أن هناك مقاتلون من الجيش السوري الحر بين المصابين، إلا أن المدنيين يشكلون الغالبية بين المتأثرين من الهجوم.

 

وكانت منظمة العفو الدولية نشرت تقريرًا، في وقت سابق، قالت فيه: ” إن قوات الحكومة السورية قد قتلت عشرات المدنيين بشكل غير مشروع، في سلسلة من الضربات الجوية على مدينة الرقَّة، في نوفمبر/ تشرين الثاني 2014، وهي هجمات تمثل انتهاكاً للقانون الإنساني الدولي، بل وقد تُعد بعضها بمثابة جرائم حرب”. ووثق التقرير سلسلةً من الضربات الجوية، خلال الفترة من 11 إلى 29 نوفمبر/ تشرين الثاني 2014، أسفرت عن مقتل حوالي 115 مدنياً، بينهم 14 طفلاً، وكان من بينها: هجمات على مسجد، وسوق مكتظ بالمدنيين، وعلى مبانٍ أخرى لم تكن مستخدمةً لأغراض عسكرية.

 

يشار إلى أن أكثر من 1600 شخص قتلوا، وأصيب نحو 10 آلاف آخرين معظمهم من النساء والأطفال، في هجوم شنته قوات نظام الأسد بالأسلحة الكيماوية والغازات السامة، على الغوطتين الشرقية والغربية بريف دمشق، في 21 أغسطس / آب من عام 2013، بحسب “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية”.

 

وزير خارجية ألمانيا لا يستبعد التفاوض مع نظام الأسد

برلين- (د ب أ): عقب أربعة أعوام على بدء الاضطرابات في سورية، لم يعد وزير الخارجية الألماني فرانك-فالتر شتاينماير يستبعد بشكل مبدئي إجراء محادثات مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

 

وقال شتاينماير في تصريحات لصحيفة (زود دويتشه تسايتونج) الألمانية الصادرة اليوم الأربعاء إن طريق إنهاء العنف لن يكون إلا عبر التفاوض من أجل حل سياسي حتى لو تطلب الأمر إجراء محادثات مع نظام الأسد.

 

ويدعم شتاينماير بذلك مساعي المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا، الذي يسعى حاليا في محادثاته أيضا مع الحكومة السورية إلى إيجاد مخرج من النزاع.

 

وبحسب تقديرات الخارجية الألمانية، فإن جميع الجهود التي بذلت حتى الآن تعثرت، لذلك فإن دعم دي ميستورا محاولة لكسر الحواجز الفكرية في ظل المعاناة غير المحتملة للشعب السوري.

 

ائتلاف المعارضة السورية يطالب مجلس الأمن بفرض حظر جوي على نظام الأسد

نيويورك- الأناضول: طالب الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، يوم الثلاثاء، مجلس الأمن الدولي بفرض منطقة حظر طيران جوي في سوريا بعد الهجمات التي شنتها، الاثنين، قوات النظام في مدينة إدلب، شمالي سوريا.

 

وقال نجيب غضبان، الممثل الخاص للائتلاف السوري لدى الأمم المتحدة، إن “هناك حاجة إلى فرض منطقة حظر جوي لحماية المدنيين من الهجمات الجوية لنظام بشارالأسد، وللسماح بالوصول الآمن للمساعدات الإنسانية للمدنيين، ولتمكين اللاجئين من العودة إلى بلادهم، وتهيئة الظروف اللازمة لمكافحة الجماعات المتطرفة كتنظيم داعش بشكل فعال”.

 

وبحسب رسالة بعثها، مساء يوم الثلاثاء بتوقيت نيويورك، ممثل الائتلاف السوري إلى رئيس مجلس الأمن الدولي السفير فرانسوا ديلاتر، أشار الغضبان إلى أن “هناك أدلة على استخدام قوات النظام السوري في هجمات الأمس (الاثنين) للأسلحة الكيميائية”.

 

وأضاف أن “تلك الأدلة تتضمن شهادات شهود عيان، وتقييم مسعفين على الأرض، فضلا عن لقطات فيديو موت الأطفال الأبرياء نتيجة للهجمات باستخدام غاز الكلور”.

 

وتابع في رسالته، التي اطلعت عليها الأناضول، أن “تلك الهجمات وقعت في إدلب بعد عشرة أيام فقط من اعتماد مجلس الأمن القرار 2209، والذي يشير إلى أن استخدام المواد الكيميائية السامة كسلاح من شأنه أن يشكل انتهاكا للقرار السابق 2118، وأنه في حالة عدم الامتثال مستقبلا سوف تفرض تدابير بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة”.

 

النظام السوري يضرب مناطق مدنية بالغازات السامّة مجددا

الائتلاف يدعو مجلس الأمن للتحقيق… 100 مصاب ومقتل عائلة كاملة

ريف إدلب ـ «القدس العربي» من أحمد عاصي: استهدفت طائرات النظام كلا من سرمين وسراقب وقميناس في ريف إدلب بالبراميل المتفجرة المحملة بغاز الكلور السام، ما أدى إلى مقتل عائلة كاملة اختناقاً ووقوع العديد من الإصابات بين المدنيين معظمهم من النساء والأطفال.

وذكر المرصد السوري ومقره بريطانيا أن القتلى كان من بينهم رجل وزوجته وأطفالهما الثلاثة. ونقل عن مصادر طبية قولها إن القتلى سقطوا نتيجة استنشاق غازات منبعثة من براميل متفجرة، وإن المادة الكيمياوية المستخدمة كانت الكلور على الأرجح.

وقال ناشطون ان المشافي الميدانية الموجودة في المنطقة تعجُّ بعشرات الحالات التي تعاني من مشكلة في التنفس، الأمر الذي عزاه الأطباء في المدينة إلى السبب الأساسي في هذه الحالات وهو تعرض هؤلاء المصابين للإصابة بغاز الكلور حيث أن الأعراض الأخرى التي تظهر على معظم الإصابات هي نفسها أعراض الإصابة بهذا الغاز.

وقال مدير المكتب الإعلامي للدفاع المدني أحمد أمين: سمع صوت طائرة مروحية تحلق على مسافات مرتفعة في سماء المنطقة، وهذا الأمر الذي اعتاد عليه الأهالي، ثم قامت بإلقاء بعض البراميل في قرية قميناس بالقرب من بلدة سرمين، ومن ثم ألقت برميلين آخرين على أطراف مدينة سراقب، وعلى سرمين في الوقت نفسه ولكن لم يؤد انفجار هذه البراميل إلى أية أضرار بشرية، إنما أدى استنشاق الناس للدخان والغبار الناتج عن انفجار هذه البراميل إلى ضيق في التنفس وصل إلى الاختناق في بعض الحالات.

ويضيف أمين في حديثه مع «القدس العربي»: «سبب وقوع الكثير من الإصابات هو أن الغارات نفذت في الليل، وأن معظم الأهالي كانوا موجودين داخل بيوتهم ولم يتمكنوا من الفرار خارج القرية، كما أن أحداً لم يكن يتوقع أن يتم استهداف هذه المنطقة بالغازات السامة، حيث أنها المرة الأولى التي يتم استخدام الغازات السامة في محافظة إدلب، بالرغم من استخدامها في العديد من المناطق السورية الأخرى».

وأفاد بأن الحصيلة الأولية هي ستة قتلى من عائلة واحدة هم أب وأم وأطفالهما الثلاثة تتراوح أعمارهم بين العامين والخمسة أعوام، بالإضافة إلى الجدة، وإصابة أكثر من مئة شخص معظمهم من سرمين وقميناس، إضافة إلى إصابة معظم طاقم الدفاع المدني أثناء قيامه بعمليات الإنقاذ.

وقال الناشط محمد أبو الزاكي: إن أمريكا والعالم أجمع شركاء النظام السوري في القتل والمجازر التي يمارسها بحق الشعب السوري، وكل تصريح يصدر من المجتمع الدولي يترافق بجريمة نكراء يقوم بها النظام، وهذا ما حصل اليوم حيث صرّح وزير الخارجية الأمريكية جون كيري أن حل الأزمة في سوريا يستدعي الحوار مع النظام، فكان الرد من قبل النظام بارتكاب مجازر فظيعة في إدلب واستخدام الكلور لأول مرة في المحافظة.

وكان النظام قد استخدم غاز الكلور في فترات سابقة في كل من كفر زيتا في ريف حماة الشمالي ما أدى إلى موت العديد من المدنيين، ووقوع عشرات الإصابات، كما استهدف الغوطتين الشرقية والغربية في ريف دمشق بالكيمياوي ليرتكب مجزرة هي الأكبر من نوعها حتى الآن.

وقال هشام مروة نائب رئيس الائتلاف المعارض في بيان أمس الثلاثاء «على الرغم من تعهد نظام (الرئيس بشار) الأسد بعدم استخدام الأسلحة الكيمياوية والغازات السامة، وعلى الرغم من إصدار مجلس الأمن قراره رقم 2209 القاضي بإدانة استخدام غاز الكلور في سوريا، قام الأسد بقصف مدينة سرمين بريف إدلب ليلة عبر طيرانه المروحي بأربعة براميل متفجرة اثنان منها يحويان غاز الكلور».

وأضاف «ندين في الائتلاف الوطني بشدة الجريمة البشعة التي نفذها نظام الأسد، وندعو مجلس الأمن لإرسال بعثة تقصي الحقائق بالسرعة الممكنة لمكان الحادثة وفتح تحقيق حول استخدام النظام لغاز الكلور، كما نشدد على ضرورة محاسبة المجرمين وضمان عدم إفلاتهم من العقاب».

وأكد: «مسؤوليات مجلس الأمن الدولي توجب عليه تنفيذ بنود قراره الأخير 2209 والذي يقرر أن غاز الكلور مادة سمية ويعتبرها سلاحا كيميائيا، كما يعد استخدامها عسكريا انتهاكا جسيما للقانون الدولي وخرقا فاضحا للقرار 2118… وفي حال عدم الامتثال لأحكام القرار 2118 يتوجب على مجلس الأمن فرض تدابير بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة».

 

الجهاديون خسروا معركة كسب العقول والقلوب عندما بدأوا يأسرون الإيزيديات ويعدمون بالجملة

المالكي يحاول تقويض إنجازات العبادي… ويرفض الخروج من القصر ويواصل عروضه المسرحية

إعداد إبراهيم درويش:

لندن ـ «القدس العربي»: في العراق اليوم هناك رئيس وزراء اسمه حيدر العبادي ولكنه لا يعيش في قصر في المنطقة الخضراء، وهذا بسبب رفض رئيس الوزراء السابق نوري المالكي الخروج من القصر. فالمالكي الذي خرج من السلطة بعد الهزيمة المنكرة التي تعرض لها الجيش العراقي على يد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا صيف العام الماضي يتصرف على ما يبدو وكأنه لا يزال على رأس السلطة التنفيذية.

وبدا هذا واضحا أثناء زيارته لقوات «الحشد الشعبي» قرب تكريت حيث رافق العبادي. فقد طغى حضور المالكي على العبادي وأظهرته لقطات التلفزيون التي بثتها المحطة التابعة للمالكي «آفاق» وكأنه فعلا رئيس الوزراء.

وينقل مراسل صحيفة «فايننشال تايمز» عن مسؤولين ودبلوماسيين قولهم إن المالكي يحاول إضعاف محاولات العبادي تحقيق المصالحة بين الشيعة والسنة والأكراد. ويقول مسؤول في حكومة العبادي «يعارض المالكي كل خطوة تقوم بها الحكومة»، وأضاف «لا يزال يشعر في أعماقه أنه تعرض للخيانة من كل واحد، الولايات المتحدة وإيران وحزبه، ويحاول العودة مرة أخرى ولكن يبدو أن لا مستقبل سياسيا له».

وتضيف الصحيفة أنه بعد ستة أشهر من وصول العبادي للسلطة وبعد أن حظي بدعم من القوى الدولية والقوى السياسية والدينية المحلية من أجل تصحيح اخطاء سلفه الكارثية إلا أن المالكي لا يزال يحظى بحضور طاغ في المشهد السياسي العراقي. وكان المالكي قد تحدث إلى مجلة «فورين بوليسي» ونفى أن تكون له خطط للعودة التي ربطها برغبة الناس.

وقال الكلام نفسه لوكالة أنباء «أسوشيتدبرس» حيث قال «لو انتخبني العراقيون فلن أرفض» وأضاف «لو سألتني شخصيا إن كنت أعمل للعودة فلا». ويدافع مؤيدو المالكي عن نشاطاته السياسية حيث يقولون إنه يقوم بالوفاء بواجباته كواحد من ثلاثة نواب للرئيس العراقي وكزعيم لحزب الدعوة وكرئيس لكتلة دولة القانون في البرلمان العراقي.

أما نقاده فيقولون إنه يعتمد على مؤيدين من عشيرته ومن القطاعات الشيعية في القوى الأمنية الذين عزز قوتهم عندما كان رئيسا للوزراء، وإنه لا يحظى بشعبية في قطاعات الشيعة المعتدلين ويمقته السنة والأكراد على حد سواء الذين يرون فيه شخصية طائفية وشوفينية أحاطت نفسها بمجموعات فاسدة.

 

اختلاف

ويقارن التقرير بين شخصيتي المالكي والعبادي، فالأول نشأ في حي فقير جنوب بغداد وعاش في المنفى متنقلا بين سوريا وإيران، أما العبادي فينتمي لعائلة متعلمة ونشأ في حي الكرادة الراقي في بغداد وربته والدته اللبنانية الأصل وقضى معظم حياته يدير شركة هندسية ناجحة نسبيا في لندن. وعلى خلاف المالكي يتحدث اللغة الإنكليزية بطلاقة وشخصيته موحدة وليست انقسامية. وحظي العبادي بثناء من الدبلوماسيين الغربيين، فقد حقق في ستة أشهر ما لم يحققه المالكي في ثمانية أعوام. فقد قام برفع حظر التجول الليلي المفروض على بغداد منذ عام 2003 والذي كان سببا في الاختناقات المرورية.

كما وأصدر قرارا تنفيذيا بالإفراج عن السجناء المعتقلين بدون تهم. وعمل على حل الخلافات مع الأكراد وتحسين العلاقات مع الدول السنية.

ويقول زهير الجلبي، النائب الشيعي من الموصل إن المالكي «لم يحل المشاكل ولم يعمل على تحسين الوضع وخلف وراءه إرثا ضخما من الفساد والعجز الإداري الذي ورثه العبادي». وتقول نائبة أخرى إن العبادي لا يتخذ قرارات فردية بل يستشير النواب والوزراء.

وأمام هذه النجاحات يقول نقاد إن المالكي يعمل جهده لإضعاف كل خطوة خطاها العبادي، فقد حاول تخريب الجهود لتحسين العلاقات مع السنة، خاصة إلغاء قانون اجتثاث البعث الذي جرم كل السنة واتهمهم بدعم صدام حسين، وكذلك محاولاته لإنشاء حرس وطني يقوم من خلاله أبناء العشائر السنية بمواجهة تنظيم القاعدة.

ويخشى داعمو العبادي أن يؤثر استمرار احتلال المالكي للقصر التأثير على صورة العبادي بحيث يظهر بصورة ضعيفة. وكل هذا بالإضافة للإرث السياسي الضخم الذي خلفه المالكي وراءه من الفساد والمحسوبية والطائفية وفوق كل هذا استمرار سيطرة تنظيم الدولة على مناطق واسعة في العراق.

 

خطأ

ومن هنا فظهور المالكي المسرحي في مناطق المواجهات، واعتماد الحكومة على الميليشيات الشيعية يؤثر بالضرورة على جهود الحكومة في مواجهة تنظيم الدولة. وكان مدير مخابرات إقليم كردستان، مسرور البارزاني قد حذر من الدور الذي تلعبه الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران في القتال إلى جانب قوات الجيش العراقي لاستعادة السيطرة على مدينة تكريت من تنظيم «الدولة الإسلامية».

وقال في تصريحات نقلتها عنه بي بي سي إن استعانة الحكومة العراقية بهذه المليشيات قد يؤدي لمشكلة أكبر من التنظيم مما سيزيد التوتر بين السنة والشيعة. وقال إن الاعتماد على قوات الحشد الشعبي أدى إلى التغطية على دور الجيش العراقي مشيرا أن «هذا سيخلق مشكلة أكبر من الدولة الإسلامية. يجب علينا جميعا أن ننظر إلى الأمر باعتباره حربا ضد الدولة الإسلامية. يجب علينا أن نحارب الدولة الإسلامية سويا، لكن إذا حدث انتقام أو ثأر بين الطوائف أو الديانات أو الجماعات العرقية، فسيصبح هذا بالتأكيد مشكلة أكثر صعوبة».

واعتبر المسؤول الكردي أن ظهور تنظيم الدولة جاء «نتيجة أخطاء سياسية في هذا البلد وفي المنطقة. قبل الدولة الإسلامية كان هناك تنظيم القاعدة. اليوم هناك الدولة الإسلامية. غدا قد يكون هناك شيء آخر. هناك مشاكل تاريخية ذات جذور عميقة في المنطقة».

 

قصة حمزة

وفي هذا السياق يواصل الكاتب باتريك كوكبيرن تحقيقه في الحياة تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية. وفي الحلقة الثانية حاول كوكبيرن تقديم صورة عن الطريقة التي يعمل فيها التنظيم.

واعتمد في هذا على مقابلة مع حمزة (33 عاما) ومن مدينة الفلوجة، حيث جذبه التنظيم وأصبح مقاتلا فيه، لكنه قرر قبل 3 أشهر الانشقاق عليه بعد أن طلب منه قادة التنظيم قتل أشخاص يعرفهم والمشاركة فيما يراه عملية اغتصاب لأسيرات إيزيديات.

وقدم حمزة صورة دقيقة عن كيفية عمل جيش التنظيم وعمليات التدريب المدروسة التي يتلقاها المقاتلون في كل من العراق وسوريا وكيف يتعامل التنظيم مع مشاركة المقاتلين في عمليات الإعدام باعتبارها طقوس التعميد يعبر فيها المقاتل عن ولائه للتنظيم.

ويقول كوكبيرن إن حمزة الذكي والمثالي انشق عن التنظيم بعد ستة أشهر كمتدرب ومقاتل لشعوره بالغضب من ممارسات القتل والإعدام التي يمارسها التنظيم.

وشعر أن بقاءه في الفلوجة يعني مشاركته في عمليات القتل «لا أحب الشيعة ولكن عندما يتعلق بقتلهم فإنني أشعر بالصدمة». كما رفض قتل سنة اتهمهم التنظيم بالعمل مع «الحكومة الوثنية» في بغداد. ولم يعاقب على رفضه الأوامر لكن قائده أخبره أن الدور سيلحقه، وفي الوقت الحالي سيقوم بمهام القتل الجهاديون الأجانب.

وقدم حمزة إضاءة على حياة المقاتلين في داخل مناطق التنظيم حيث قال «حصلت شهريا على راتب 400.000 دينار عراقي بالإضافة لمميزات أخرى مثل الوقود والطعام وفي الفترة الأخيرة الحصول على ربط بشبكة الإنترنت».

ولم يكن رفضه المشاركة في الإعدامات السبب الذي حمله على الشعور بالخيبة ولكن عرض التنظيم عليه ممارسة الجنس مع أسيرات إيزيديات وهو ما اعتبره اغتصابا «حدث هذا في الأسبوع الأول من كانون الأول/ ديسمبر 2014 حيث أحضروا 13 فتاة إيزيدية» و «حاول القائد إغراءنا وقال إن هذا «حلال» وهبة من الله، ويحل لنا إرضاء رغباتنا حتى بدون زواج لأن هؤلاء الفتيات وثنيات».

وتحدث عن وجود فتيات من دول عربية يتزوجن من قادة بناء على عقد زواج مؤقت كما يقول. ويضيف إنه سأل تونسية كيف وصلت إلى سوريا «فأجابت أنها سافرت أولا إلى تركيا ومن ثم انتقلت إلى الحدود التركية ـ السورية».

ويعلق كوكبيرن أن حمزة الذي رفض الكشف عن اسمه أو تفاصيل هربه ذكر تفاصيل تم تأكيدها من آخرين جاءوا من الفلوجة مع أن أحدا منهم لم يكن مقاتلا. وعن سبب انضمامه للتنظيم قال «إنها قصة معقدة»، لكن عندما دخل المقاتلون مدينة الفلوجة أظهروا رقة في التعامل مع الناس «ولم يجبروهم على القتال معهم». و «كانت لديهم الكثير من الطرق لكسب رضى السكان ودعمهم، وكانوا مثلا يذهبون من بيت إلى بيت يسألون السكان عن احتياجاتهم ويعرضون خدماتهم مثل التعليم.

وكانوا يقولون «نعلم أبناءكم حتى لا يذهبوا إلى مدارس الحكومة». وكانوا يقدمون محاضرات قصيرة بعد الصلوات، وكان موضوعها حول إصلاح المجتمع كما يقول حمزة.

ويعترف بإن المحاضرات كانت «عبارة عن غسيل دماغ وحدث على مدى ستة أشهر، وكنت أحضر الكثير من هذه المحاضرات، وأخذت أحضر مقدما الآيات القرآنية والأحاديث قبل المحاضرة، وكانت هناك مسابقات اسبوعية بين الشبان وفزت باثنتين وحصلت في كل واحدة على جائزة 300.000 دينار عراقي».

 

نصيحة

وكانت عائلته قد تركت الفلوجة وسافرت إلى بغداد في تموز/ يوليو وبقي هو في المدينة «عندما فزت بالجوائز أحببت نظامهم». وأخبره والده عندما سافرت العائلة أن يبقى بعيدا عنهم وأن لا يتأثر بالجوائز.

وتوقع والده أن يتدهور الحال في المدينة، وقرر مغادرتها بسبب تردي الأحوال المعيشية – لا ماء أو كهرباء أو طعام كاف بالإضافة لعسكرة الحياة في المدينة.

ورغم أنه أخبر عائلته بأنه سيتبعها بعد أيام إلى بغداد إلا أنه قرر في داخل نفسه الانضمام للتنظيم، ويبدو أنه كان مدفوعا بدوافع دينية ومثالية، فقد «قررت الانضمام عن رغبة لاعتقادي بأن الدولة الإسلامية هي الدولة المثالية التي يجب خدمتها والعمل في سبيل الله، وأنها الطريق المستقيم». وعندما تقدم للانضمام قبل حالا وأوصي بتدريبه مع أنه لم يرسل حالا للمعسكرات.

وتظهر شهادة حمزة الكيفية التي يعد فيها التنظيم المقاتلين وهو ما سمح له بخلق قوة عسكرية ضاربة. في البداية طلب منه القيام بتمرينات رياضية حتى يكون في وضع جسدي جيد. وكانت عبارة عن تمارين لياقة.

وبعد ذلك نقل إلى الوحدات العسكرية خارج الفلوجة لمدة شهر «وبعدها قضيت شهرا ونصف في الرقة حيث تلقيت تدريبات عسكرية مكثفة».

ويقول «تعلمت في الفلوجة كيفية استخدام الكلاشينكوف والبندقية وكيف أرمي القنابل اليدوية، ولكن التدريب كان متقدما في الرقة، حيث تعلمت مع مجموعة من المتطوعين على قاذفات الصواريخ والرشاشات بكل أنواعها». ويقول إن التنظيم أخذه إلى الرقة من أجل تعزيز «حس الولاء لأرض الخلافة»، ففي العراق تتوفر كل أنواع التدريبات العسكرية من أسلحة ومعدات ومعسكرات.

و «عندما أخذونا إلى الرقة اقتنع جميع المتطوعين بأن الحدود بين العراق وسوريا كانت مزيفة وأننا جميعا متحدون في ظل الخلافة، من الناحية النفسية شعرت بالراحة والسعادة للذهاب إلى هناك، فقد غمرني شعور جيد بتدمير كل الحدود بين البلدين والمرور عبرهما، فقد كان هذا إنجاز عظيم».

ويشير التقرير لأهمية الإعدامات والقتل في بناء القدرة القتالية عند المتطوعين فقد تم إرسال حمزة والمتطوعين معه لمشاهدة إعدامات في الساحات العامة نظمت بالرقة والفلوجة «حضرت ثلاثة إعدامات في الرقة وغيرها في الفلوجة، كانت واحدة ضد رجل يعتقد أنه كان يعمل مع الحكومة السورية، أطلقوا عليه النار فقط». وبالنسبة للجنود الشيعة في الجيش العراقي فقد كانوا يعدمون «هذه أول مرة أشاهد عملية قطع رؤوس». ولم يقم حمزة نفسه باعدامات لأن نظم التنظيم تحظر على المتدرب القيام بإعدام قبل ستة أشهر، وهذا ما يقوله. «وهذا ليس هو الشرط الوحيد بل ويجب على المتدرب أن يكون لديه تدريب ديني ومعرفة بالأساليب ويدخل امتحانات عدة».

ولكن حمزة شعر بالصدمة لمشاهدة عمليات الإعدام، وفي الوقت نفسه عرض التنظيم على المتدربين أفلام فيديو تظهر مقاتلين شيعة وهم يعدمون السنة. ويرى أن مشكلته مع التنظيم بدأت في تشرين الثاني/ نوفمبر 2014 عندما طلب القائد منه وزملائه إحضار بنادقهم للمشاركة في قتل أشخاص كان حمزة يعرف بعضهم «ولم احتمل ما سأفعله، وقلت للقائد لو كانوا شيعة لقتلتهم في الحال، وعندها قال القائد «سأعطيك فرصة، ففي الوقت الحالي لدينا مجاهدون يقومون بالقتل». وبعد حادثة القتل عرض عليه مع آخرين 13 أسيرة إيزيدية وهو ما هز نظرته المثالية وإيمانه بالتنظيم. ومن هنا قرر التخطيط للهرب ولكنه كان يعرف عواقب محاولات الهرب.

وقال إن أحد المتطوعين حاول الهروب واكتشف ليعدم بتهم الخيانة. والمشكلة التي واجهها هي الخوف والشك فيمن حوله «المشكلة أنه لم يوجد هناك أحد يمكن الوثوق به حتى أصدقاءك». وفي النهاية استطاع ترتيب الهرب مع صديق خارج منطقة «الخلافة» معتمدا على خدمة «فايبر». وفي كانون الثاني/ يناير تسلل من موقع حراسته خارج الفلوجة حيث قضى خمسة أيام في الطريق قبل أن يصل لمكانه الحالي.

وفي النهاية يعترف حمزة بأن معرفته بعمل التنظيم الداخلي تظل محدودة فهو كمتدرب أو مجند لم يكن يسمح له بدخول مناطق معينة أو غرف القادة التي يعمل فيها خبراء كمبيوتر. كما ولم يقابل قادة بارزين في التنظيم ممن يعملون إلى جانب زعيمه أبو بكر البغدادي. ويقول إن القيادة تتحرك بشكل مستمر.

ويتحدث المقاتلون عن البغدادي وأنه لا يزال على قيد الحياة «أنا متأكد من هذا وقيل لنا أن القادة كلهم عراقيون».

وعندما سئل عن مصير التنظيم، قال إن هزيمته لن تكون سهلة. ويشعر حمزة بالخيبة من تنظيم الدولة وبعدها وجدت أنهم بعيدون عن الإسلام « و «قررت تركهم لأنني خفت وأقلقني الوضع المرعب فالعدل الذي كانوا يدعون إليه عندما وصلوا إلى الفلوجة لم يكن سوى كلام».

 

أوباما ينوى زيادة المساعدات الخارجية للشرق الأوسط ويحذر من استياء السنة

رائد صالحة

واشنطن ـ «القدس العربي»: قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما انه ينبغى للولايات المتحدة زيادة المساعدات الخارجية لدول الشرق الاوسط للمساعدة في وقف نمو جماعات مثل تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق وسوريا».

واضاف اوباما في حديث في مقابلة اذيعت على «فايس نيوز»: «انا واثق ان هذا سيحدث ولكن ما يصيبني بالقلق وما يجب ان نقلق منه انه حتى اذا هزمت «داعش» فان المشكلة الكامنة وراء السنة الذين يشعرون بالاستياء في جميع انحاء العالم.

واكد انه لا يمكن التفكير في مكافحة الإرهاب والامن بشكل منفصل تماما عن الدبلوماسية والتنمية والتعليم مشيرا إلى ان هذه الأمور قد تبدو لينة ولكنها حيوية جدا للأمن القومي الأمريكي لذا ينبغى تمويلها، واوضح اوباما ان الاستثمار في هذه المجالات قد ينقذنا في نهاية المطاف من إرسال الجنود للقتال او وجود اناس يأتون إلى هنا لالحاق ضرر كبير.

وتشكل هذه اللغة صدى للمشاعر التى عبرت عنها المتحدثة باسم وزارة الخارجية جينيفر بساكي التى قالت في مقابلة مع «ام اس ان بي سي» انه لا يمكن قتل طريقنا للخروج من هذه الحرب. وتلقت هذه التعليقات انتقادات شديدة من المحافظين ولكن ادارة اوباما لم تتراجع عن دعوتها لمعالجة الاسباب الجذرية للتطرف كما نعت اوباما داعش، ايضا، بانها جزء من «العواقب غير المقصودة» لغزو العراق في عام 2013، وقال بانه ينبغى على الولايات المتحدة تحديد اهدافها بشكل عام قبل اطلاق النار

من جهة أخرى، قال عضو لجنة الخدمات المساحة في مجلس النواب ماك ثورنبيري ان تمويل الحرب في وزارة الدفاع الأمريكية تحت مسمى «عمليات الطوارئ فيما وراء البحار» يمكن ان يساعد في تغطية نفقات الدفاع الاخرى في ميزانية عام 2016.

ويحاول قادة مجلس النواب ومجلس الشيوخ إيجاد سبل لزيادة الانفاق الدفاعي للعام المقبل والتى تخضع لسقف 523 مليار دولار، واضاف انه يحاول مع السناتور جون ماكين إلى زيادة الميزانية إلى 577 مليار دولار لمواجهة تحديات الامن القومي الأمريكي بما في ذلك تنظيم « الدولة الإسلامية « وروسيا وإيران

ويواجه صقور الدفاع في الكونغرس رغم ذلك تحديات من داخل حزبهم حيث اكد « صقور» لجنة المالية في مجلس النواب بان مسودة قرار الميزانية تتضمن بوضوح الحد الاقصى لميزانية الدفاع، وقال ثورنبيري بان المحادثات مستمرة.

الى ذلك، قدم الجنرال ديفيد بترويس الذي استقال من منصبه وسط فضيحة اعترف خلالها بتقديم معلومات رسمية سرية لعشيقته عدة نصائح للبيت الابيض في الحملة ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» ولكن أحد المسؤولين في البيت الأبيض قال بان مجلس الأمن القومي يتشاور دائما مع خبراء بشأن داعش منذ الصيف الماضي ولكن الجنرال بتراويس لا يقدم مشورة للبيت الأبيض بصفة رسمية.

 

حصار النظام للغوطة الشرقية أظهـر «شخصية قيادية» بصلاحيـات تفوق صلاحيات الرئيس

سلامي محمد

ريف دمشق ـ «القدس العربي» تعتبر بلدة «مسرابا» في الغوطة الشرقية للعاصمة السورية ـ دمشق، منطقة عازلة آمنة نسبياً من حوادث القصف من قوات النظام السوري، رغم وقوعها جغرافياً في قلب المناطق الساخنة، والتي يفرض عليها النظام السوري حصاراً محكماً منذ سنوات.

ليس هذا فحسب بل إن فيها المدارس والبلدية والمستوصف والمختار وما زالت تحت غطاء كاملة من سيطرة النظام السوري، والمؤسسات تعمل لصالحه في البلدة، كل هذه الإجراءات تتم من غير عقد المدينة لهدنة، أو مصالحة مع النظام السوري بشكل معلن.

كل هذه الأمور والأفعال تتم في بلدة «مسرابا» بالغوطة الشرقية من خلال شخص واحد هو «أبو أيمن المنفوش» المقرب من رئيس النظام بشار الأسد، ويحمل «المنفوش» وأفراد عائلته المقربون منه تصاريح وأذونات من مكتب بشار الأسد تسمح لهم بالخروج والدخول للغوطة وإدخال ما يشاءون من أغذية، ومواد أولية إلى أن غدت شركة ألبان وأجبان «المراعي» التابعة له، مملكة وامبراطورية، فهم الوحيدون المخولون بإدخال كل شيء للبلدة، وبيعها بالأسعار المتوسطة لكسب ود الأهالي.

«المنفوش» عائلة من مدينة «دوما» التي تشهد المجازر المروعة طيلة سنوات الثورة، وخاصة في الأيام الأخيرة الماضية، ولكن «المنفوش» يقيم في «مسرابا»، الشخصية الأبرز من العائلة هو «أبو أيمن» في الأربعينيات من العمر، وهو من أبرم الاتفاقيات مع بشار الأسد شخصياً.

يسافر «المنفوش» ويخرج ويفاوض، رغم أنه لا منصب له بالغوطة، لكن يعتبر صاحب مكانة ضخمة، وآلاف الناس تزوره يوميا ليهجرها من الغوطة، أو لإخراجهم من الغوطة إلى العاصمة – دمشق.

حتى المنتجات المخصصة للمواشي وغيرها تدخل وتباع تحت أوامرهم، وتطال سلطاته المحروقات، والمواد الغذائية بشكل كامل، وغير محدود، علماً بدخول كل هذه الأمور من خلال حواجز النظام السوري التي تحاصر الغوطة الشرقية. يقوم عناصر حواجز النظام السوري بضرب تحية لـ «المنفوش وأقربائه»، لم يعلم أحد حتى اليوم ما هو المقابل الذي تقدمه شركة «المنفوش» للنظام السوري بشكل عام، أو للرئيس بشار الأسد بشكل خاص، مقابل الميزات الخيالية داخل هذا الحصار، فمنهم من قال إن «المنفوش» يخرج اللبن والجبن والحليب للعاصمة، لكن الناشطين رأوا أن النظام في غنى عن منتجاته، ومنهم من قال إنه يعطي معلومات مهمة، ومنهم قال تجييش الناس ضد «الجيش الحر»، المشكلة تكمن في أن «المنفوش» محبوب من المعارضة والنظام على حد سواء، وبلدة «مسرابا» التي يتمركز بها باتت المملكة التي لا تتعرض للقصف، وتهنأ وحدها برغيف الخبز والطعام الوفير دون عناء.

تنعم بلدة «مسرابا» بمزايا كثيرة تجعلها منطقة أمان من بطش النظام السوري، وتفعيل بعض مفاصل الدولة كالبلدية وغيرها، وفي المدارس أغلب المطبوعات عليها صورة الرئيس بشار الأسد، وشعارات البعث، لكن الأمر الأضخم الذي يعتبر سؤالاً محيراً إلى الآن من هو «المنفوش» ومن أين استمد هذه القوة التي تضاهي صلاحيات الأسد ذاته، وما هو المقابل؟.

منذ أسابيع قليلة قصفت مدفعية النظام السوري أطراف بلدة «مسرابا» بعدد من القذائف، ولكن ما هي إلا ساعات لا تكاد تعد، إلا وأرسل النظام السوري اعتذاراً كبيراً لـ «المنفوش» والمقربين منه، وأخبره ان القصف جاء أثر خطأ في الإحداثيات، وأن الأمر لن يتكرر مرة أخرى.

 

النظام السوري يورث الوظائف لزوجات الموظفين العلويين القتلى خلال الحرب

سليم العمر

اللاذقية ـ «القدس العربي» تسببت الحرب الدائرة في سوريا في مقتل أكثر من مئتين وعشرين ألف شخص من الشعب وفق إحصائيات الأمم المتحدة مؤخراً، هؤلاء قتلوا بآلة حرب يسيطر عليها النظام السوري، ومعروف لدى السوريين من المسيطر على الحكم، وتسببت الحرب أيضاً بمقتل أكثر من ستين ألف شخص من المكون العلوي وفق احصائيات رسمية صادرة عن جهات دولية.

لجأ النظام السوري مؤخراً إلى مايسمى «توريث الوظائف» في مناطق الساحل بدءاً من اللاذقية مروراً بجبلة وبانياس وانتهاء بطرطوس.

قال «أبو محمد» من مدينة اللاذقية: يوجد جنود سوريون قتلوا في صفوف الجيش خلال المعارك مع المعارضة، إلا أنهم لا يتمتعون بأي حقوق عند الدولة، ولا يلقَّبون بشهداء في حين أن المقاتلين العلوين يتمتعون بامتيازات أثناء حملهم السلاح ضد المدنيين السوريين وبعد مقتلهم ينالون نصيباً جيداً من الدعم الحكومي، العديد من نساء الطائفة العلوية تسلَّمت الوظائف التي كان يديرها أزواجهن بعد مقتلهم، وفق قرار حكومي بمساعدتهم، ولكن هذا القرار يبقى مطبَّقاً فقط على العلويين.

أشارت طالبة جامعية تدرس في جامعة تشرين إلى ارتفاع نسبة موظفي الجامعة من النساء، في حين أن هذه الطالبة تبحث عن وظيفة تعتاش منها وأهلها، بحثت الطالبة عن سبب وجود موظفين جدد، وقالت في حديثها لـ «القدس العربي»: «لقمة العيش هي همنا الأكبر، أنا شارفت على التخرج من الجامعة، وبحثت عن سبب وجود موظفين جدد وتبين معي لاحقاً أن النظام يورث الوظائف لأبناء الطائفة العلوية حصراً».

وأكد ناشطون من اللاذقية أن النظام السوري لا يستبعد تطبيق أي وسيلة من شأنها تهدئة العلويين، وعائلاتهم بعد أن أصبح هناك قتيل أو اثنان في كل منزل فتارة يطلق حملات دعم لقتلاه، وتارة يقدم خدمات تخص ذوي القتلى، وتارة يقدم «الماعز» كهدية لأمهات القتلى، كما أطلق في بداية العام الماضي صندوق أطلق عليه «صندوق القتلى».

في الساحل أيضاً هناك أحياء يسيطر عليها البؤس بعد أن أجبر شبانها على القتال في صفوف الجيش دفاعاً عن الأسد ويكون المقابل بضعة آلاف من الليرات السورية عديمة القيمة على حد وصف «أحمد» الهارب حديثاً من الخدمة الاحتياطية، وفرَّ إلى تركيا وقال: «يعطون الشاب منا ـ ويقصد الشباب من الطائفة السنيّة ـ 12 ألف ليرة سورية كراتب، فقط يستمر لثلاثة أشهر وبعدها لا نستطيع أن نطلب قرشاً واحداً خوفاً من العقوبة، وبعدها إما أن نموت برصاص اخوتنا في صفوف المعارضة، ولا أحد يقدّم لقمة خبز لذوي القتلى في حين أن العلويين تحولوا إلى شعب الله المختار بنظر الموالين».

وعبَّر ناشطون عن قلقهم إزاء هذه الخطوة التي تهدف إلى إجبار السنة على بيع ممتلكاتهم في سياق خطة تهجير تؤدي إلى تغيير ديموغرافي يشمل الساحل يؤدي في نهاية المطاف إلى إقصاء السنة بشكل نهائي.

 

مجزرة كلور للنظام السوري: استباق معركة إدلب

إسطنبول ــ عدنان علي

بعد ساعات من تصريح وزير الخارجية الأميركي جون كيري، بشأن استعداد بلاده للتفاوض مع رئيس النظام السوري بشار الأسد، وبعد أيام من قرار مجلس الأمن الدولي، الذي يدين استخدام غاز الكلور في سورية، أقدمت طائرات النظام السوري على قصف بلدة سرمين بريف إدلب بغاز الكلور، ما أدى إلى مقتل عائلة مكوّنة من ستة أشخاص، فضلاً عن إصابة العشرات.

ودان “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة” الجريمة، مطالباً مجلس الأمن الدولي بإرسال بعثة تقصي حقائق، بالسرعة الممكنة إلى مكان الحادثة، وفتح تحقيق حول استخدام النظام غاز الكلور.

وشدد البيان على ضرورة “محاسبة المجرمين وضمان عدم إفلاتهم من العقاب ضمن التدابير المنصوص عليها في قرار مجلس الأمن رقم 2118”. وأكّد أنّ “مسؤوليات مجلس الأمن الدولي توجب عليه تنفيذ بنود قراره الأخير 2209 والذي يقرّ أن غاز الكلور مادة سميّة ويعتبرها سلاحاً كيميائياً، كما يعد استخدامها عسكرياً انتهاكاً جسيماً للقانون الدولي، وخرقاً فاضحاً للقرار 2118”.

 

وذكّر الائتلاف أنّ البندين السادس والسابع في قرار مجلس الأمن الأخير، ينصّان على أنّ “الأفراد المسؤولين عن استخدام الأسلحة الكيماوية، بما فيها غاز الكلور، يجب أن يحاسبوا، وفي حال عدم الامتثال لأحكام القرار 2118 يتوجب على مجلس الأمن فرض تدابير بموجب الفصل السابع”.

وكان مجلس الأمن قد تبنى الأسبوع الماضي قراراً يدين أي استخدام لغاز الكلور في سورية، من دون توجيه الاتهام لأي طرف، وهدّد بفرض إجراءات تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، في حال عدم احترام القرارات الأممية مستقبلاً.

وبحسب القرار الذي صادقت عليه 14 دولة عضواً بينها روسيا، دان مجلس الأمن “بأشدّ العبارات استخدام أي منتج كيميائي سام مثل الكلور سلاحاً في سورية، وشدّد على أن المسؤولين عن هذه الأفعال يجب أن يحاسبوا عليها”.

 

يتزامن هذا مع إعلان محققي الأمم المتحدة في سورية أنّهم على استعداد لتقديم قائمة سرّية بأسماء المشتبه فيهم إلى أي سلطات ادعاء تعمل على إعداد قضايا في هذا الشأن. فيما حث رئيس لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة، باولو بينيرو، السلطات الوطنية، أمام منتدى جنيف، على التواصل مع المحققين المستقلين الذين جمعوا خمس قوائم سرية خلال الأعوام الأربعة الأخيرة.

وكان مدير مستشفى كفرتخاريم الجراحي، خالد الأسود، قد أعلن أن الحصيلة النهائية لضحايا القصف الجوي بالغاز السام قرب مدينة سرمين، بلغت ستة قتلى، بينهم أطفال ونساء، وأكثر من 90 إصابة.

وأوضح أنّ الاستهداف الأول كان ببرميلين محملين بالكلور السام، خلفا 25 إصابة، أعقبه هجوم آخر بعد قرابة نصف ساعة، أوقع ستة قتلى و 70 إصابة.

وأكد أن الغاز المستخدم في القصف هو الكلور السام، إذ ظهرت على المصابين “أعراض زلة تنفسية متفاوتة الشدة، تسببت بتخريش مخاطية الطرق التنفسية، واحمرار العينين بسبب التخريش، إضافة إلى الشعور بالغثيان والإقياء والدوار”. وأشار الى أن المستشفى بحاجة إلى إسطوانات الأوكسجين وأجهزة الإرذاذ وسالبوتامول والكورتيفنت للتعامل مع مثل هذه الحالات، إضافة إلى تزويد الكادر الطبي والإسعافي بالبدلات الواقية، لافتاً إلى ضرورة نزع ثياب المصاب، وغسله بالمياه، كإجراء وقائي.

وتقصف قوات النظام بين الحين والآخر مدينة سرمين التي تقع تحت سيطرة فصائل المعارضة المسلّحة، وفي مقدّمتها “كتائب أحرار الشام الإسلامية”، وكتائب “بيان جند الأقصى”. وبحسب مصادر محلية، فإنّ قصف قوات النظام بالغازات السامة على المنطقة، قد يكون سببه تردّد أنباء عن نية قوات المعارضة اقتحام إدلب المدينة، إذ يمكن أن يكون النظام يتعمد القيام بهجوم استباقي لعرقلة هذا المسعى.

وكانت “العربي الجديد” قد علمت من مصدر مسؤول في “جبهة النصرة”، رفض الكشف عن اسمه، أن “الجبهة بصدد القيام بعملية عسكرية كبيرة في محافظة إدلب”، من دون أن يحدد تفاصيلها ولا توقيتها. ولكنه أكد أنها “ستكون خلال الأيام القليلة المقبلة، وقد تستهدف خطوط إمداد النظام من الساحل إلى إدلب، وربما السيطرة على المدينة”.

وكشف أن العملية “ستتم بالتنسيق مع حركة أحرار الشام وتجمع أنصار الدين”، مضيفاً أن “الخلاف الأمني بين جبهة النصرة وحركة أحرار الشام بسيط، ويقتصر على الغنائم، ولا يؤثر في التنسيق وخوض معارك مشتركة”.

وتزامن حديث المصدر مع قيام النظام بإغلاق جميع الطرق المؤدية إلى إدلب، وسط استنفار كبير لقواته ولمليشيا “الدفاع الوطني” (الشبيحة) داخل المدينة، وسط أنباء عن قيام النظام بإخلاء بعض مقرّاته ومؤسساته في مدينة إدلب، ونقلها إلى مدينة جسر الشغور التي يحكم سيطرته عليها بشكل جيد.

وكانت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” قد رصدت قيام النظام السوري بـ 71 خرقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2118 الخاص بنزع السلاح الكيماوي.

وأكد مدير الشبكة السورية فضل عبد الغني، لـ “العربي الجديد”، أن “الشبكة تضع قرار مجلس الأمن 2118، كنقطة علام، لأنه نص بشكل صريح أنه في حال انتهاك هذا القرار، سوف يعمد إلى للتدخل تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة”.

ودعا مجلس الأمن إلى أن “يضمن التنفيذ الجدّي للقرارات الصادرة عنه، قائلاً إنه “يجب على مجلس الأمن، فرض حظر على مختلف أنواع الأسلحة التي تستخدمها الحكومة السورية، وملاحقة كل من يقوم بعمليات تزويدها بالمال والسلاح، نظراً لخطر استخدام هذه الأسلحة، في جرائم وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان”.

 

المعارضة السورية تخوض معركة حاسمة للسيطرة على إدلب

إسطنبول ــ عبسي سميسم

تستعد فصائل المعارضة السورية، خلال الساعات القليلة المقبلة، لإطلاق معركة تهدف للسيطرة على مدينة إدلب، الخاضعة للنظام، بمشاركة “حركة أحرار الشام” و”صقور الشام”، و”جبهة النصرة”، و”فيلق الشام”، فضلاً عن فصائل أخرى، أبرزها “جيش الإسلام”، بحسب ما علم “العربي الجديد” من مصادر خاصة في “غرفة العمليات المشتركة لفصائل المعارضة المسلحة”.

 

وأوضح مصدر من “جبهة النصرة”، لـ”العربي الجديد” أن “هذه المعركة ستدار من خلال غرفة عمليات مشتركة تضم جميع الفصائل”، لافتاً إلى “إنشاء ثلاث غرف عمليات، اثنتان منها وهميتان وواحدة حقيقية، وأن إحدى هذه الغرف موجودة في مدينة سرمين التي تم استهدافها أمس الأول بالكيماوي، والتي من الممكن أن يكون وجودها، أحد أسباب استهداف المدينة”.

 

وتشارك “النصرة”، وفق المصدر، بالعدد الأكبر من المقاتلين، إذ تشارك بنحو 3000 مقاتل في هذه المعركة، إضافة إلى عناصر انغماسية، من أجل فتح ثغرات في خطوط العدو.

 

وأشار مصدر “النصرة” إلى “تقسيم محاور القتال بين الجبهات، إذ تتولى جبهة النصرة محاور غرب المدينة وبروما في الشمال الغربي، فيما تتولى حركة أحرار الشام المحاور شرق المدينة من طرف مدينة بنش، وتتولى صقور الشام محاور الجبهة الجنوبية”.

 

وشهدت المناطق المحيطة بمدينة إدلب والتي تسيطر عليها فصائل المعارضة حشوداً عسكرية غير مسبوقة للفصائل المشاركة في المعركة، كما شهدت حركة نزوح كبيرة للمدنيين، خصوصاً بعد الضربة الكيماوية على مدينة سرمين.

 

وقال ناشطون من مدينة بنش إن “المدينة شهدت نزوح عدد كبير من العائلات باتجاه المناطق الحدودية مع تركيا، بالتوازي مع حشود غير مسبوقة للمقاتلين والآليات العسكرية والمدرعات”، موضحين أن “طيران النظام لم يتوقف طوال اليومين الماضيين عن التحليق فوق المدينة والذي تخلله قصف بالبراميل المتفجرة”.

 

وسادت مدينة إدلب الخاضعة لسيطرة النظام، حالة استنفار لعناصر الجيش والشبيحة وتدعيم للحواجز المحيطة بالمدينة، بعدد من الدبابات، كما شهدت حالة نزوح للمدنيين باتجاه اللاذقية.

 

وأوضح مصدر من داخل المدينة لـ”العربي الجديد”، أن “سكان إدلب الذين يمتلكون مدخرات مالية عمدوا لإيداعها في البنوك الموجودة في المدينة ، ونزحوا إلى اللاذقية كي يتسلموها من هناك”، ملاحظاً “حالة الهلع التي تسود بين صفوف الشبيحة الذين باتوا يخافون من انسحاب للجيش باتجاه، مدينة جسر الشغور وتركهم لمصيرهم أمام فصائل المعارضة”.

 

غاز الكلور يخنق سرمين وقميناس بريف إدلب

سالم ناصيف

بالتزامن مع ذكرى مجزرة الكيماوي التي نفذها نظام صدام حسين بحلبجة العراقية، في 16 و17 آذار/مارس 1988، أقدم طيران النظام السوري، ليل الإثنين، على قصف بلدتي سرمين وقميناس بريف إدلب، بالبراميل المتفجرة المحملة بغاز الكلور.

 

الطيران الحربي استهدف البلدتين بأربعة براميل، سقطت على المناطق السكنية في وقت متزامن، ما أدى إلى موت عائلة كاملة من آل طالب، مكونة من أب وأم وثلاثة أطفال والجدة، جراء إصابتهم بحالات الاختناق. إضافة إلى ذلك، سجّل مركز سرمين الطبي حدوث 112 حالة اختناق، من ضمنها عناصر من الدفاع المدني، الذين أصيبوا حين إقدموا على إنقاذ المدنيين، ولم يكونوا مزودين بأقنعة الوقاية من الغاز، ولم يكن في حسبانهم أن القصف يحوي غاز الكلور.

 

وذكر مصدر من ريف إدلب لـ”المدن”، أنه أمام انتشار حالات الاختناق في سرمين وقميناس المتجاورتين، أقدمت عناصر الدفاع المدني على رش مناطق الانفجار برذاذ الماء، تخفيفاً لانتشار آثار الغاز السامة. كما وجهت عناصر الدفاع المدني في المنطقة نداءاً طالبت فيه المدنيين، بعدم الاختباء في الطوابق السفلية من المباني، والتوجه إلى الطوابق العليا، نظراً لكون الغاز ينتشر بكثافة في الطبقة المنخفضة من الأرض.

 

وكانت النقاط والمشافي الميدانية في سراقب وسرمين قد غصت بأعداد المصابين وسط نقص حاد في المضادات والمعدات الطبية، ما اضطرهم إلى توجيه نداء عاجل للإسراع في توفير المستلزمات الطبية لإنقاذ المدنيين.

 

وأضاف المصدر، أن حالات الاختناق ظهرت أعراضها على المصابين، في حالات التشنج الرئوي الناتج عن الاختناق، والغثيان. ولفت المصدر إلى أن قوات النظام، وفور قصفها لسرمين وقميناس بالغاز، أقدمت على إمطار سرمين بقذائف المدفعية، من المرابض في منطقة معمل القرميد، غربي المنطقة.

 

وعلى خط موازٍ، أقدمت قوات النظام بعد أٌقل من ساعة، على قصف كفر تخاريم بريف إدلب، جنوبي حارم المحاذية للحدود مع تركيا، بصاروخ فراغي، ما أدى لتدمير أربعة أبنية، سويت بالأرض. الصاروخ أطلق من طائرة “سوخوي 24″، وسقط على إثر الغارة قتلى وجرحى، منهم عائلة كاملة من آل صرما.

 

وفيما تستمر قوات الدفاع المدني بانتشال جثث ضحايا القصف الفراغي في كفر تخاريم، أصر طيران النظام أن يجعل من مهمتها أكثر صعوبة، بعدم مغادرته أجواء ريف إدلب، واستهداف كل من سراقب وبنش وقرى في أخرى في جبل الزاوية.

 

وسبق للنظام أن استهدف ريف إدلب بالغازات السامة، أكثر من مرة، في قرية كفر زيتا، ومحيط مطار أبو الظهور العسكري في نيسان/إبريل 2013. ويعتقد بأن الصوارخ كانت محملة حينها بغاز السارين، بحسب ما ذكرت مصادر طبية.

 

وكان مجلس الأمن الدولي، قد تبنى في 6 آذار/مارس، قراراً يدين استخدام غاز الكلور السام “الكلورين” في سوريا، وصوتت 14 دولة من بينها روسيا لصالح القرار الذي تقدمت به الولايات المتحدة الأميركية.

 

وأغفل القرار الرقم 2209، أية أشارة تخصُّ تحديد الجهة المسؤولة عن استخدام الكلورين كسلاح في سوريا. واكتفى بدعم عمل بعثة “تقصي الحقائق” التابعة لمنظمة “حظر الأسلحة الكيماوية” في تحقيقاتها الجارية حول استخدامه. وشدد على ضرورة “إخضاع الأفراد المسؤولين عن هذا الاستخدام” دون تحديد آلية لذلك.

 

القرار أكد على ضرورة محاسبة مستخدمي الغاز السام، من دون اتهام أي طرف بذلك، وهدد القرار باتخاذ إجراءات ضمن الفصل السابع لميثاق الأمم المتحدة، إذا ما استخدمت أسلحة كيمياوية ومنها الكلور مرة أخرى في سوريا. كما أن مجلس الأمن سيحتاج إلى تبني قرار آخر لإتخاذ أي إجراء في حالة عدم الامتثال للقرار الأخير.

 

تراجع أممي عن تقديم قوائم “مجرمي الحرب” بسوريا  

تراجعت لجنة التحقيق الدولية التابعة لـالأمم المتحدة عن قرار نشر أسماء مرتكبي جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان في سوريا، رغم وعود سابقة بالكشف عنها، في حين طلبت دول أوروبية التعاون في هذا الأمر والحصول على المعلومات.

 

وبذلك أخلف البرازيلي باولو بينيرو رئيس لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سوريا، وعده، وتكتّم على أسماء المتهمين بارتكاب جرائم حرب في هذا البلد، لكنه بالمقابل رسم صورة قاتمة عن الأوضاع الحقوقية والإنسانية في هذا البلد.

 

واتهم بونيرو إن النظام السوري باستهداف المدنيين وتواصل استخدام أسلحة محرمة، وحمله مسئوليتها مع بعض الجماعات التي وصفها بالمتطرفة.

 

وقال بونيرو إن “ثقافة الإفلات من العقاب تنامت داخل سوريا. و يبدو واضحا أن كل من يرتكب جرائم في سوريا لا توقفه مخاوف عدم الإفلات من العقاب في المستقبل”.

 

وكان محققو الأمم المتحدة بشأن سوريا قد أعلنوا استعدادهم لتقديم “أسماء ومعلومات” متعلقة بأشخاص يشتبه بارتكابهم جرائم حرب في سوريا، إلى الأنظمة القضائية في بعض الدول من أجل محاكمتهم.

 

وقد قال بينيرو الثلاثاء عند عرضه تقريره الأخير أمام مجلس حقوق الإنسان، إن المحققين قرروا الكشف عن لائحة الأسماء ومعلومات حول مرتكبي الجرائم لكن “بطريقة محددة الهدف”.

 

وحث بينيرو السلطات الوطنية على التواصل مع المحققين المستقلين الذين وضعوا خمس قوائم سرية خلال الأعوام الأربعة الأخيرة، مؤكدا أنه تم جمع “الكثير من الأدلة لكن لا توجد متابعة، حان وقت تحقيق العدالة للضحايا”.

 

وقالت المحققة كارين كونينغ أبو زيد اليوم الثلاثاء إن ثلاث دول أوروبية طلبت التعاون والحصول على معلومات بشأن جرائم حرب مزعومة ارتكبت في الصراع السوري لاستخدامها في دعاوى قضائية محلية.

 

وأكدت كارين أبو زيد -وهي عضو أميركية في لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة- في مؤتمر صحفي أن محققين مقرهم جنيف “ردوا بالفعل على بعض طلبات استخدام قاعدة البيانات الخاصة بنا” دون ذكر تفاصيل، واكتفت بالقول “حتى الآن طلبت ذلك ثلاث حكومات”.

 

وكان محققون تابعون للأمم المتحدة في جرائم الحرب بسوريا قد قالوا الثلاثاء إنهم على استعداد لتقديم قوائم سرية بأسماء وتفاصيل المشتبه بهم إلى أي سلطات ادعاء تعمل على إعداد القضايا.

 

وقد تمهد الخطوة الطريق أمام محاسبة مرتكبي عمليات القتل والتعذيب من كل الأطراف يوما ما. والهدف هو تفادي مجلس الأمن الدولي حيث رفضت روسيا والصين إحالة القضية للمحكمة الجنائية الدولية.

 

ويقول المحققون إن قوائمهم المحفوظة في خزانة بالأمم المتحدة تشمل قادة عسكريين وأمنيين وقادة منشآت احتجاز وقادة جماعات من مقاتلي المعارضة، وهي تستند إلى مقابلات أجراها المحققون مع

مئات الضحايا والشهود.

 

من جهته، قال مندوب سوريا لدى مجلس حقوق الإنسان حسام الدين آلا إن “النهج المنحاز والانتقائي” للجنة تجاهل جرائم جماعات “إرهابية” كجبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة في سوريا، مضيفا أن التقرير التزم الصمت تجاه مسؤولية تركيا عن السماح لهؤلاء “الإرهابيين” بدخول سوريا عبر حدودها ومسؤوليتها عن تهريب النفط السوري المسروق لبيعه وتمويل الجماعات “الإرهابية”.

 

يذكر أن تقريرا جديدا لمنظمة العفو الدولية صدر اليوم قدم أدلة دامغة على أن قوات الحكومة السورية قتلت 115 مدنيا بينهم 14 طفلا في قصف جوي على مدينة الرقة في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي.

 

واشنطن تستدرك زلة كيري بشأن مستقبل الأسد  

طارق عبد الواحد-ديترويت

 

أكدت الولايات المتحدة أنها لن تتفاوض مباشرة مع الرئيس السوري بشار الأسد، واضعة بذلك حدا لتفسيرات لما أدلى به وزير خارجيتها جون كيري في حديث متلفز الأحد الماضي قائلا “سيتوجب على الولايات المتحدة في النهاية أن تتفاوض مع الأسد لإزاحته من السلطة وإنهاء الحرب الأهلية في سوريا”.

 

وفيما بدا تصويبا لتصريحات كيري نفت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جين ساكي في مؤتمر صحفي الاثنين وجود أي تغيير في السياسة الأميركية إزاء الأزمة السورية. وأضافت “مستمرون في الاعتقاد أنه لا مستقبل للأسد في سوريا”.

 

وكان كيري خلال مقابلة تلفزيونية مع قناة “سي بي إس” الأميركية قد أجاب عن سؤال إذا كانت أميركا راغبة بالتفاوض مباشرة مع الأسد بالقول “في النهاية علينا أن نتفاوض معه”، مضيفا “كنا دائما راغبين بذلك في سياق مؤتمر جنيف1”.

 

وفي أعقاب المقابلة التي أطلقت عاصفة من التساؤلات والمواقف الدولية، شددت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية ماري هارف على أنه “لا تغيير في السياسة الأميركية بخصوص سوريا، وأن واشنطن لن تتفاوض مباشرة مع الأسد”.

 

وقالت إن “الولايات المتحدة قبلت على الدوام ومن باب الضرورة وجود ممثلين عن حكومة الأسد في أي مفاوضات، ولكنها لم تقبل مرة -ولن تقبل أبدا- أن يكون الأسد طرفا مباشرا فيها”.

 

وكتبت على صفحتها على موقع توتير “سياسة الولايات المتحدة -بخصوص سوريا- تبقى على ما هي عليه، إنها واضحة، لا مستقبل للأسد في سوريا.. وهذا هو موقفنا على الدوام”.

 

زلة لسان

ورغم التباين الظاهر بين تصريحات كيري وتوضيحات الخارجية الأميركية استبعد المحلل السياسي في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأوسط أندرو تابلر أن تكون هذه التباينات دليلا على تخبط السياسة الأميركية في سوريا، واصفا تصريحات كيري بأنها “زلة لسان ناتجة عن الإرهاق والعمل المتواصل على محاور عديدة”.

 

وقال صاحب كتاب “في عرين الأسد” في اتصال هاتفي مع الجزيرة نت “من غير المعقول -وفي الذكرى الرابعة لانطلاق الثورة السورية- أن يعني كيري ما فُهم من تصريحاته من قبل بعض الأطراف الدولية، أو الفرقاء السياسيين في سوريا”.

 

كما استبعد في الوقت ذاته أن تكون التصريحات المثيرة للجدل متضمنة أي رسائل جانبية لأي طرف.

 

وعن مصداقية الولايات المتحدة في دعمها المعارضة السورية المعتدلة، برر تابلر الشكوك التي تحيط بهذه المصداقية إلى تداخل أولويات الولايات المتحدة على مسرح الأزمة السورية وتطوراتها السياسية والميدانية.

 

وأضاف أن “لدى الولايات المتحدة في المنطقة أولويتين تسيران جنبا إلى جنب، الأولى هي القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية، والثانية هي رحيل الأسد عن سدة الحكم في سوريا”.

 

وفي السياق ذاته، يوافق مراقبون على أن أولويات السياسة الأميركية في سوريا تشهد فعلا تحولا ملموسا لصالح الحرب على تنظيم الدولة، والمحادثات بين الأميركيين والإيرانيين بخصوص الملف النووي الإيراني.

 

ويستدل هؤلاء المراقبون بما أدلى به مدير وكالة الاستخبارات الأميركية (سي آي أي) جون برينان الأسبوع الماضي الذي قال “إن الولايات المتحدة لا ترغب برؤية النظام السوري وهو ينهار بطريقة يمكن استغلالها من قبل تنظيم الدولة والمجموعات الإرهابية الموالية لـتنظيم القاعدة مثل جبهة النصرة”.

 

البيت الأبيض: لا نرى أي دور للأسد بمستقبل سوريا  

أكد الناطق الرسمي باسم البيت الأبيض جوش إيرنست أن الولايات المتحدة لا ترى دورا للرئيس السوري بشار الأسد في مستقبل سوريا، وذلك ردا على تصريحات وزير الخارجية جون كيري الذي تحدث عن استعداد بلاده للتفاوض مع الأسد.

 

وقال إيرنست في موجز صحفي أدلى به أمس الثلاثاء “أعتقد أننا حاولنا أن نكون واضحين للغاية في قولنا إن الوزير كيري لم يقترح سيناريو يجلس فيه الأسد على طاولة المفاوضات، فالأسد فقد شرعيته”.

 

وأشار إلى أن “الصحيح” هو البحث عن حل للوضع غير المستقر في سوريا عن طريق التغيير السياسي، يقتضي عقد مفاوضات بين من وصفها بالمعارضة المعتدلة وعناصر النظام السوري.

 

وأضاف إيرنست “ونحن لا نقترح في هذه المفاوضات أن يكون للأسد دور في مستقبل سوريا”.

 

وكان كيري كشف عن سياسة جديدة في التعامل مع الأزمة السورية حين قال في مقابلة مع قناة “سي.بي.أس نيوز” الأميركية قبل أيام، إن الولايات المتحدة ستضطر “في النهاية” إلى التفاوض مع نظام الأسد من أجل الانتقال السياسي.

 

ويتناقض ذلك مع الموقف الذي يتبناه الرئيس باراك أوباما وقادة غربيون آخرون وكثيرا ما كرروه، وهو أن الأسد فقد شرعيته ويجب عليه الرحيل.

 

وردا على تصريحات كيري، أكد الأسد أنه “ينتظر الأفعال” وقال إن هذه “التغيرات الدولية إيجابية إن كانت لها مفاعيل على الأرض”.

 

وطالب الأسد بالضغط على الدول الأوروبية “وعلى الدول التابعة لها في منطقتنا التي تقوم بتأمين الدعم اللوجستي والمالي وأيضا العسكري للإرهابيين، عندها نستطيع أن نقول إن هذا التغير أصبح تغيرا حقيقيا”.

 

أردوغان: خلقوا داعش ويدعمون الأسد والطائفية بالعراق لكسر قوتنا.. والمسلمون بنظر الغرب هم الأتراك

أنقرة، تركيا (CNN) — قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إن تركيا هي المستهدفة من الأحداث الدائرة في سوريا، واضعا ظهور تنظيم داعش والإصرار على دعم الرئيس السوري، بشار الأسد، والسياسات الطائفية في العراق، في ذلك الإطار، وطالب بلاده بالاكتفاء الذاتي في مجال التسلح، مؤكدا أن انتقاد الغرب للمسلمين موجه في الأصل إلى الأتراك.

 

وقال أردوغان، في كلمة له بافتتاح مركز للتكنولوجيا العسكرية بأنقرة، إن أحد الأسباب التي تقف وراء ما يجري في سوريا هو “السعي لكسر القوة والمكانة التي بلغتها تركيا” مضيفا: “مع أننا لم نتمكن من منع الصراع في سوريا، إلا أننا أفشلنا هذا المخطط إلى حد بعيد من خلال دعم أخوتنا الضحايا واحتضانهم، وعلى ما يبدو هذا أحد الأسباب التي تقف وراء الدعم المقدم للأسد، وظهور داعش، والإصرار على دعم السياسات الطائفية المتبعة في العراق”.

 

وشدد أردوغان أن بلاده لم تكن يوما بلدا يسعى نحو الحرب، مضيفا: “ستواصل تركيا جهودها إزاء تلك التطورات (في سوريا والعراق)، مستخدمة كل الإمكانيات الدبلوماسية، ولكننا على علم بأننا ما لم ندعّم قوتنا السياسية والدبلوماسية بالقوة العسكرية فلن نحصل على النتيجة المنشودة.” وأوضح أردوغان أن “تركيا الجديدة لن تكون بلدا يتوقف عند حد الاكتفاء الذاتي في مجال الصناعات الدفاعية، بل ستساعد جميع أخوتها وأصدقائها وتسد احتياجاتهم في هذا الإطار أيضا.”

 

وفي كلمة ثانية له في ولاية “باليكسير”، غربي تركيا، تابع أردوغان الحديث عن ملفات المنطقة بالقول “هنالك احتمالات تشير إلى وجود مشروع يهدف لربط المسلمين بالإرهاب، و”المسلمون في نظر الغرب هم نحن هنا في هذا البلد” وفقا لما نقلت عنه وكالة الأناضول التركية شبه الرسمية.

 

وتابع أردوغان: “إن الأحداث المؤسفة التي تشهدها منطقتنا، تضع المسلمين دوماً في قفص الاتهام، وإظهارهم على أنهم سبب الإرهاب ومصدره. إيّاكم أن تظنوا بأن المسلمين بالنسبة للغرب، هم أولئك البدو المساكين، الذين يعملون على رعي أنعامهم في صحارى أفريقيا، أبداً لا… فالمسلمون بالنسبة للغرب، هم نحن في المقام الأول، وهذا البلد وهذه الأرض التي نعيش عليها، لذلك، فإننا موضوعين كهدف أول، في أي حركة تشن ضد المسلمين حول العالم

 

تركي الفيصل لـCNN: داعش بالواقع “فاحش” ومصدر المرض الأسد والمالكي.. والمنطقة أمام سباق نووي

لندن، بريطانيا (CNN) — قال الأمير السعودي تركي الفيصل، الرئيس الأسبق للاستخبارات وسفير بلاده الأسبق بواشنطن، إن موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الرافض لقيام دولة فلسطينية “غير مفاجئ” بالنسبة له، مؤكدا أن مواقفه حيال إيران تختلف جذريا عن نتنياهو لجهة دعوته لمنطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل، بما في ذلك ترسانة تل أبيب، وندد بتلميح وزير الخارجية الأمريكية إلى إمكانية التحاور مع نظام دمشق، واصفا داعش بـ”فاحش.”

 

أمنبور: نتنياهو قال إنه بحال فوزه بالانتخابات فلن يكون هناك دولة فلسطينية فما رأيك؟

 

تركي الفيصل: أتمنى ألا يحصل ذلك، لأنه بحال عدم قيام دولة فلسطينية فستكون النتيجة وجود دولة واحدة هي إسرائيل تضم خمسة أو ستة ملايين فلسطيني فماذا سيفعل آنذاك؟ هل هذا هو الإرث الذي يريد تركه لأبنائه وأحفاده؟ لا أعلم!

 

أمنبور: هناك أشخاص مثلك ومثل ملك الأردن كانوا يؤمنون بأن نتنياهو قادر على التوصل إلى اتفاق سلام، هل تشعرون بأنكم تعرضتم للتضليل؟

 

تركي الفيصل: لم أكن على الأطلاق من بين الذين آمنوا بإمكانية قبول نتنياهو لحل الدولتين، وكنت قد توصلت لهذا الموقف بناء على أقواله وأفعاله، وبالنسبة لي فما توقعته يحصل، وإذا كان هناك من تعرض للتضليل فأنا أتمنى أن يكونوا قد استفاقوا الآن.

 

أمنبور: ولكن في ظل أحداث المنطقة وصعود داعش وتحركات إيران ألا ترى أنك أنت ونتنياهو تتحدثان بنبرة واحدة؟

 

تركي الفيصل: كلا على الإطلاق، لأن نبرته مختلفة بالتأكيد عن نبرة العالم العربي أو نبرتي التي تشدد على حل الدولتين بناء على مبادرة الملك عبدالله لعام 2002. بالنسبة لداعش فأنا لا أحب استخدام هذا المصطلح فلا صلة لهم بالإسلام ولا يحكمون سوريا والعراق، إنما اسميهم فاحش.

 

أمنبور: تقول إنك لا تتحدث بنفس النبرة مثل نتنياهو ولكن هناك توافق حول الملف الإيراني، فنتنياهو يعتبر أن عدم التوصل إل اتفاق معها أفضل من توقيع اتفاق سيء وانت تقول ذلك أيضا؟

 

تركي الفيصل: لقد قلت ذلك ولكن في إطار رؤية أفضل تقوم على طرح جعل منطقة الشرق الأوسط خالية تماما من أسلحة الدمار الشامل، بما في ذلك تخلي إسرائيل عن ترسانتها النووية، ولا أظن أن نتنياهو سيسرّ بذلك، وأرى أن مسار المفاوضات مع إيران يتحرك بصورة خاطئة منذ بدايته، لأنه يتعامل مع القضية الإيرانية بمفردها دون الاعتناء بملف أسلحة الدمار الشامل بالمنطقة ككل، وبالتالي فإن أي اتفاقية مع إيران سيفتح الباب أمام سباق تسلح بالمنطقة؟

 

أمنبور: إذا أنت قلق من سباق تسلح نووي إقليمي؟

 

تركي الفيصل: أجل على المستويين الإقليمي والعالمي أيضا.

 

أمنبور: أنت لا تريد تقوية داعش، ولكن القوى البرية الوحيدة التي تقاتل داعش اليوم هي إيران والمليشيات الشيعية التي تدعمها، فمن سيقاتل داعش إذا لم تكن السعودية أو أمريكا ترغب بإرسال قوات برية؟

 

تركي الفيصل: وزير خارجيتنا قال إنه بحال كان هناك جهد دولي لإرسال قوات برية لقتال فاحش فإن السعودية ستشارك بالتأكيد، نحن نساهم أصلا في التحالف الجوي دون تردد وقد كان من الضروري منذ البدء إرسال قوات برية، لكن التردد كان من جانب أمريكا والدول الأوروبية، ولكن بحال كان هناك رغبة وإرادة بإرسال قوات برية فإن هناك الكثير من الدول العربية التي سيسرها المشاركة.

 

أمنبور: لقد كنت من بين الذين انتقدوا الولايات المتحدة والإدارة الأمريكية بسبب الموقف من سوريا وترددها بالتحرك مع اختراق النظام لخطوطها الحمراء، فهل مازلت عند نفس وجهة النظر بالنسبة لدورها بقتال فاحش كما تصفها؟

 

تركي الفيصل: فاحش هي العارض الظاهر للمشكلة التي تواجهها المنطقة، أما المرض فهو يكمن في دمشق وفي الطريقة التي يتعامل بها بشار الأسد مع شعبه ويقمعه بطريقة وحشية، وهناك اليوم تقارير عن قصفه للسكان ببراميل متفجرة تحتوي على مادة الكلورين. كما كان المرض يكمن في بغداد خلال تولي نوري المالكي رئاسة الحكومة، والذي سمح لفاحش بالظهور والسيطرة على الأراضي العراقي، والعلاج يكون للمرض وليس لعوارضه، وقد شعرت بالصدمة عندما سمعت بالأمس السيد كيري وهو يشير إلى ضرورة التحاور مع الأسد.

 

أمنبور: كنت سأسلك عن الموضوع، هل هذا بداية حوار؟

 

تركي الفيصل: كلا على الإطلاق، وهذا ليس موقف السعودية فحسب بل إن الشعب السوري هو أكثر من شعر بالإهانة على يد بشار الأسد، ولذلك هو يقاتله الآن، وقيام أمريكا اليوم بالتحاور مع شخص ارتكب أكثر من 250 ألف جريمة قتل أمر لا يصدق أبدا.

 

فيصل القاسم: مصير سوريا ليس بيد السوريين ولا العرب ولا تركيا ولا إيران ولا روسيا بل بيد إسرائيل أولاً وأمريكا ثانياً

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)—قال الإعلامي السوري، فيصل القاسم، إن مصير سوريا ليس بيد السوريين ولا العرب ولا تركيا ولا إيران ولا روسيا، لافتا إلى أن مصيرها بيد إسرائيل أولا وأمريكا ثانيا.

 

وتابع قائلا عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي، فيسبوك: “ليس مسموحاً لأحد أن يتقدم في سوريا إلا بما هو مسموح به إسرائيلياً وأمريكياً.. اربعة اعوام من الصمود الأسدي.. لكن على حطام وطن كان اسمه سوريا. يا هيك الصمود والانتصار يا بلاش.”

 

وأضاف: “أمريكا رضخت لبشار الأسد. أوروبا رضخت لبشار الأسد. الجميع سيرضخ لاحقاً لبشار الأسد. ولا عجب في ذلك، فهو يقود اقوى وأغنى بلد. كل الشعب الذي يقوده بشار الأسد يعيش في نعيم. سوريا تمتلك أقوى اقتصاد وأقوى جيش. طبعاً كل ذلك مقارنة بالصومال وأفغانستان ومجاهل أفريقيا كي لا يذهب خيالكم بعيداً. قال شو قال: العالم يتهافت على ابواب دمشق.”

 

وأردف قائلا: ” كم تمنيت ان يكون ذلك الكلام صحيحاً ولم تكن سوريا صاحبة أفظع مأساة وكارثة إنسانية واقتصادية وأمنية حسب توصيف الامم المتحدة، ولم يكن نصف شعبها لاجئاً أو نازحاً أو يذهب في بطن الحيتان والأسماك في عرض البحار والمحيطات.. آه كم أنت قوي يا بشار الأسد مقارنة بمجاهل التاريخ والصومال وأفغانستان.. ولا ألوم الأخوة الصوماليين الذين بدأوا ينزعجون من تشبيه بلدهم بسوريا الأسد.. هل عرفتم الآن لماذا يتهافت العالم على ابواب دمشق؟”

 

ويشار إلى أن موقع CNN بالعربية لا يمكنه التأكد بشكل مستقل من الأنباء والمعلومات التي يتم تناقلها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

 

ما الذي ينتظر الأكراد؟

جوناثان ماركوس مراسل دبلوماسي – بيبي سي

الأكراد استطاعوا هزيمة تنظيم “الدولة الإسلامية” وطردهم من مدينة كوباني

 

مع الذكرى المئوية للحرب العالمية الأولى، التي مازلنا نتذكرها بصورة كبيرة، ربما يكون من المناسب أن نقترب من الذكرى السنوية لنزول الحلفاء في مضيق الدردنيل.

 

فالجهد الذي بذلته القوات البريطانية والنيوزلندية وكذلك الاسترالية لتأمين المضايق الحيوية انتهت في نهاية المطاف بفشل ذريع.

 

لكن بحلول نهاية الحرب العالمية الأولى، كانت تركيا قد انهزمت وتقاسم المنتصرون الكثير من أراضي الإمبراطورية العثمانية.

 

وشكلت حملة الحرب العالمية الأولى هذه ملامح تفتت الشرق الأوسط الجديد، أكثر من أي شيء آخر.

عمل محفوف بالمخاطر

 

ويهدد تنظيم “الدولة الإسلامية” الحدود العراقية السورية، التي وضعتها القوى الاستعمارية مثل بريطانيا وفرنسا، اللتين ورثتا جزءا كبيرا من الإمبراطورية العثمانية.

 

وبالنسبة للأكراد، وغالبيتهم من المسلمين السنة الذين يعيشون عبر الكثير من تلك الحدود في مجتمعات بسوريا وتركيا والعراق وإيران، فإن هذا وقت المخاطرة الكبيرة، لكنه قد يكون وقت الفرصة الكبيرة أيضا.

 

فالأكراد هم من يحظون بدعم الولايات المتحدة والدعم الجوي للحلفاء، واستعادوا السيطرة على مدينة كوباني (عين العرب) ذات الرمزية الهامة، من مقاتلي تنظيم “الدولة الإسلامية”.

 

كما أن المقاتلين الأكراد في شمال العراق هم من تصدوا لانتهاكات التنظيم.

 

ربما تكون ملاحظة صغيرة من تاريخ الحرب العالمية الأولى، أن معاهدة سيفر التي حاولت إضفاء طابعا رسميا على تقسيم الأراضي العثمانية تصورت على الأقل احتمالية إقامة دولة كردية مستقلة.

 

لكن خلال تاريخهم اللاحق، والذي غلبت عليه الاضطرابات، واجهت فكرة إقامة دولة للأكراد رفضا مستمرا.

 

وربما يكون حصولهم على حكم شبه ذاتي لمنطقة في العراق، منذ الإطاحة بنظام الرئيس الراحل صدام حسين، أقرب شيء حصلوا عليه لتحقيق هذا الهدف.

الحرب العالمية الأولى لعبت الدور الأكبر في تفتيت الشرق الأوسط وتوزيع الأكراد بين عدة دول

 

ويعيش ما بين 25 و35 مليون مواطن كردي في المنطقة الجبلية الواقعة على الحدود بين تركيا والعراق وسوريا وإيران وأرمينيا، ويمثل الأكراد رابع أكبر مجموعة عرقية في الشرق الأوسط، لكنهم لم يحصلو أبدا على دولة خاصة بهم.

 

ماذا يعني إذا صعود تنظيم “الدولة الإسلامية” وضعف الحكومة المهيمن عليها الشيعة في بغداد بالنسبة للأكراد؟

 

طرحت هذا السؤال على جوست هلترمان، مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمجموعة الأزمات الدولية.

 

وأخبرني أنه قبل ظهور التنظيم “كان الأكراد يسيطرون على منطقتهم الخاصة، بالإضافة إلى منطقة واسعة يدعون أنها أراض متنازع عليها.”

 

وقال: “حتى الآن تحداهم تنظيم (الدولة الاسلامية) في الأراضي المتنازع عليها فقط، وهي المناطق التي نشب فيها كل القتال.”

 

وبصفة عامة كانت الظروف مواتية للأكراد، فقد “كسبوا أرضا.. خاصة مدينة كركوك وحقول النفط، لكنهم لم يحصلوا على السلام.”

 

واستطرد قائلا “القتال في هذه المناطق قد يتحول إلى مرض مزمن، إذ أن المواطنين غير الأكراد لا يقبلوا بالضرورة بالهيمنة الكردية.”

 

ويتفق هنري باركي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة ليهاي بالولايات المتحدة والزائر الدائم للمنطقة، مع هذا الطرح وأنه على المدى القصير “سمح ظهور تنظيم (الدولة الإسلامية) للأكراد بتقوية تواجدهم على الأراضي المتنازع عليها.”

 

وقال أدى هذا إلى تقوية موقفهم في مواجهة بغداد، لكن إضعاف العراق ليس بالضرورة مفيدا للأكراد، لأن هذا سيكشف ضعفهم – خاصة من الناحية الاقتصادية – أمام عدم الاستقرار السياسي وعدم اليقين.”

 

فالأكراد في أرض مغلقة، بدون منافذ بحرية، وعدم استقرار المنطقة يؤثر عليهم في الاستثمار والعلاقات التجارية وخطوط تصدير النفط والغاز.

الأكراد لن يستطيعوا إعلان دولتهم قريبا لكنهم يتوسعون ويسيطرون على مزيد من الأراضي

 

ويرى البروفيسور باركي أن “الأزمة أضعفت اقتصاد الأكراد بصورة أكبر، كما أن تدخل إيران المتزايد إلى جانب حكومة بغداد يزيد من مشكلاتهم.”

 

وأوضح أن هذا الأمر “يهدد، ليس فقط بإطلاق حرب طائفية ستلحق ضررا إضافيا بالاستقرار وفرصة تحقيق الرخاء، وإنما ستجر كذلك الأكراد بلا شك إلى الصراع.”

 

واستطرد بالقول: “لا يمكن أن تهرب من جغرافيتك.”

 

وأعرب عن اعتقاده بأن من الواضح أن إيران تعتزم تحويل دورها المباشر المتنامي في القتال إلى مكسب سياسي دائم.

 

وبالإضافة إلى ذلك، وكما قال لي هلترمان، فإن زيادة التورط الإيراني يؤدي إلى تفاقم الانقسامات داخل الأكراد، وبالتالي يؤجل إمكانية الاستقلال الكردي، وهو ما يتفق مع الأهداف الاستراتيجية الإيرانية.

انقسامات عميقة

 

ولكن ماذا عن هذا التطلع للاستقلال؟

 

يقول باركي “فكرة الاستقلال تحت السطح مباشرة. الجميع يعلم أنه خيار، لكن أحدا لن يذكره، والسبب بسيط.”

 

ويوضح بالقول “الأكراد لا يسعهم تحمل أن يُنظر إليهم باعتبارهم سبب انقسام العراق. فهم سيستقلون عندما تتخلى الأطراف الأخرى عن كونها عراقية.”

 

ويضيف “حتى ذلك الوقت، أفضل ما يمكنهم عمله هو التماسك، خاصة في الأراضي المتنازع عليها، واستغلال الفوضى الحالية لعقد صفقات جيدة خاصة في ما يتعلق بالنفط.”

 

ويقول هيلترمان “ستظل هذه الرغبة موجودة وسيعبر عنها الكثيرون علنا، لكن حالة الأكراد ستظل بدون تغيير لبعض الوقت، وليس لديهم فرصة واقعية للاستقلال.”

 

ومع الانقسام بينهم والانقسام بسبب الحدود الوطنية، ستتلاعب قوى إقليمية أخرى بمصير الأكراد.

 

الولايات المتحدة وإيران وتركيا لديها جميعا بأربيل، فيما تعمل بغداد معها عن قرب الآن أكثر من أي وقت مضى.

 

فوحدة أراضي العراق لن تخضع للمساومة بسبب مخاوف من حدوث حالة أشد من عدم الاستقرار.

 

وبعد مئة عام من الحرب العظمى التي ربما تكون قد مهدت السبيل لدرجة معينة من استقلال الأكراد، فإن الاستقلال الكامل لكردستان ما زال أمرا بعيد الاحتمال. فالكثير من القوى الفاعلة تعارض هذا.

 

 

المراقب العام لإخوان سورية: تركيا عمقنا الاستراتيجي والسعودية عمقنا الإسلامي

استنكر المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في سورية د. محمد حكمت وليد، تصريحات وزير الخارجية الأميركي جون كيري الأخيرة، التي دعا فيها إلى التفاوض مع بشار الأسد. جاء هذا في لقاء إعلامي بالعاصمة التركية اسطنبول، نشر المكتب الإعلامي للجماعة ملخصاً للحوار، جاء على الشكل التالي:

 

وسطية الإخوان

 

وأكّد فضيلة المراقب العام أنّ فكر جماعة الإخوان فكر وسطي، وهو الفكر الذي أسّس له المؤسسون الأوائل مثل الدكتور مصطفى السباعي، الذي لا يزال عليه الإخوان، والرافض للعنف والتطرف.

 

ورأى فضيلته أنّ التطرف في سورية استثناء ولا علاقة له بفكر الإخوان، مشيراً إلى أن المشروع السياسي لسورية المستقبل الذي أطلقه الإخوان يشير إلى الفكر الوسطي المعتدل، والذي يدعو لتأسيس دولة مدنية حديثة.

 

وأضاف فضيلته أنّ الأعمال الوحشية التي نراها حالياً في سورية، ليست من منهج وفكر الإخوان، مشدّداً أنّ الإخوان، بل الإسلام بريء منها، مؤكّداً أنّ الاختلاف كبير بين الإخوان أصحاب الفكر الوسطي، وتنظيم الدولة الذي يدعو لفكر غالٍ.

 

رؤية الإخوان للحكم

 

وأعلن فضيلة المراقب العام أنّ جماعة الإخوان تسعى إلى دولة مدنية بمرجعية إسلامية، تكون فيها الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، وعدم إجبار الناس على أي اعتقاد ديني أو فكري، معتبراً أنّ فرض الشريعة بالقوة فهم مغلوط للنصوص، بل فهم مغلوط للإسلام.

 

وأوضح فضيلته أن الإسلام وضع مبادئ عامة للحكم في الإسلام، وردت في القرآن الكريم، منها قوله تعالى ((لا إكراه في الدين)). كما أكّد أنّ الحكم في الإسلام يراعي إقامة العدل بين الناس وإقامة المثال الإسلامي بين الناس على أرض الواقع.

 

وفيما يخصّ نظرة الإخوان لموضوع الخلافة، قال وليد إنّ مفهوم الخلافة مفهوم تاريخي استمر لقرون، موضحاً أنّ الأصل في الحكم هو المضمون بتطبيق العدل والشرع، أيّاً كان شكل الحكم أو تسميته، مضيفاً أنّ الحكم الإسلامي هو الحكم الراشد الذي يعطي الحرّية والعدل للناس.

 

شباب وشيوخ

 

وحول ما يتداوله البعض بوجود تياري شيوخ وشباب داخل الجماعة، أوضح فضيلته أنّ ظروف الهجرة التي مرّت بها الجماعة على مدى عقود أوجدت شيئاً من الركود في الحراك السياسي حتى داخل التنظيم، وفي تلك الفترة أدّى ذلك لشيء من الانقطاع بين جيل شاب لم يجد مكانه في استلام مسؤوليات، وجيل الشيوخ.

 

ورأى فضيلته أنّ الإخوان تنبّهوا لذلك منذ سنوات، حيث أصبح من أهداف الجماعة الرئيسية إعداد الشباب لإدماجهم في مراحل لاحقة. وأضاف أنّه عند النظر للجماعة ومؤسساتها حالياً فإنّ أكثر من نصف الكوادر الإخوانية حول العالم هم من الشباب.

 

استراتيجية المرحلة القادمة

 

وقسّم فضيلته استراتيجية جماعة الإخوان في الفترة القادمة إلى قسمين داخلي وخارجي، موضحاً أنّ الاستراتيجية الداخلية ستركّز على الالتحام الحقيقي بالثورة، مشيراً إلى أنّ الفترة القادمة ستشهد التحاماً أكبر بالداخل، حيث أنّ نحو 75% من إمكانات الجماعة كانت مخصّصة للداخل.

 

كما ركّز فضيلته على أن يكون للشباب دور أكبر بما لهم من فعالية في المرحلة القادمة، إضافة إلى محاولة نشر الفكر الوسطي المعتدل، مقابل الفكر الغالي والمتطرف، الطارئ على الشعب السوري.

 

وأوضح فضيلته أنّ الجماعة تتجّه إلى التخصّص في مؤسساتها، ورأى أنّ شمولية فكر الجماعة لا تعني شمولية العمل، حيث أنّ هناك مراجعات فكرية وتنظيمية تتجه لاختصاص جسم الجماعة في الفكر الدعوي، وممارسة السياسة عن طريق الأحزاب السياسية.

 

خارجياً، قال فضيلته إنّ التحديات كبيرة على هذه المستوى، وأبرزها محاولات التشويه المتعمدة لصورة الإخوان من قبل كثير من الأطراف، ومحاولة ربط الإخوان والإسلام عموماً بالإرهاب، ورأى أنّ الجماعة بحاجة إظهار الصورة الحقيقية للإخوان وتجليتها.

 

جبهة النصرة

 

وحول موقف الجماعة من جبهة النصرة، قال فضيلته إنّ الجبهة تعلن ارتباطها بتنظيم القاعدة بشكل معلن، معتبراً أنّ النصرة ستعطي مؤشراً إيجابياً إذا قامت بإجراء مراجعات فكرية وفكّت ارتباطها بالقاعدة، الأمر الذي يصبّ في مصلحة الثورة. وشدّد على أنّ الجماعة تقف مع أيّ فصيل يوجه سلاحه ضد نظام الأسد والجماعات التي تقاتل إلى جانبه، وأنّ كل سلاح ضدّ نظام الأسد هو سلاح صادق وندعمه ونؤيده.

 

لا هيمنة على المعارضة

 

ونفى فضيلة المراقب العام هيمنة جماعة الإخوان على مؤسسات المعارضة، موضحاً أنّ دور الجماعة في جميع مؤسسات المعارضة التي اشتركوا فيها كان دور المشاركة وليس الهيمنة، وأشار إلى أنّ عدد أعضاء الجماعة الممثلين في الائتلاف الوطني على سبيل المثال لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة من أصل نحو 110 أعضاء.

 

وقال فضيلته إنّ جماعة الإخوان هي إحدى الفصائل المتواجدة على الساحة، ولعلّها الفصيل الأكثر تنظيماً، لكنها لا تسعى للهيمنة، مشيراً إلى أنّ تصدّر المشهد السياسي أو العسكري في سورية لن يكون في مصلحة أحد.

 

مؤتمر القاهرة

 

وحول المؤتمر الذي تعدّ له مصر والذي يستهدف جمع شخصيات من المعارضة في السابع عشر من الشهر المقبل، رأى فضيلته أنّ ظهور السلطة الجديدة في مصر على خط العمل السياسي لم يكن لصالح الثورة، مشيراً إلى أنّ مؤتمر القاهرة الماضي ومؤتمر موسكو الذي رافقه كانا يتحدثان عن حل في سورية مع بقاء بشار الأسد، الذي ارتكب مجازر وجرائم ما يجعله خارج المعادلة في سورية، لذلك مع الأسف لا يزال الروس مع المصريين يعتقدون أنّ الأسد جزءاً من الحل.

 

ورأى فضيلته أنّ السلطات في مصر ترفض الإخوان المسلمين، كما ترفض الإسلاميين عموماً، حيث عارضت في المؤتمر السابق مشاركة عضو الائتلاف هشام مروة، لمجرّد لأنّه إسلامي، رغم أنّه لم يكن من الإخوان يوماً من الأيام.

 

وأكّد فضيلته أنّ ما حدث في مصر أثّر بشكل سلبي على الثورة السورية، وأنّ غياب الدكتور محمد مرسي أثّر على الثورة السورية بوضوح، موضحاً أنّ الحكم الحالي في مصر لا يتّخذ موقفاً إيجابياً من الثورة السورية. وأعرب فضيلته عن أمله من المصريين مراجعة موقفهم من الثورة السورية، وألا يؤثر موقفهم من إخوان مصر على الإسلاميين في بقية البلاد.

 

العلاقة بين الإخوان

 

وأوضح فضيلته أنّ الإخوان السوريين تجمعهم مع الإخوان في البلاد الأخرى التوجّهات الفكرية المعروفة، لكن التوجّهات السياسية قد تختلف، مشيراً إلى أنّ لكل تنظيم اجتهاداته في القضايا المعاصرة مثل الدولة الحديثة، الديمقراطية، العدالة، شكل الحكم، التعامل مع الجهات الأخرى، ومع العالم.

 

واعتبر فضيلته أنّ النموذج الأقرب للجماعة في سورية هو النموذج التونسي، مشيداً بالموقف الذي اتّخذه حزب النهضة بتقديمه مصلحة الثورة والوطن على مصلحة الحزب والجماعة، الأمر الذي اعتبره فضيلة المراقب العام مبدءاً من مبادئ الجماعة في سورية.

 

العلاقة مع تركيا

 

وبشأن علاقة الجماعة بالحكومة التركية، قال فضيلته إنّ تركيا من الدول القليلة التي لا زالت داعمة للثورة، وهي بمثابة الرئة للشعب السوري، مشيراً إلى استضافة تركيا الملايين من السوريين، الأمر الذي لن ينساه لهم الشعب السوري.

 

وتابع فضيلته بالقول إنّ الحدود الطويلة بين سورية وتركيا تمثّل حدوداً استراتيجية، وإنّ سورية بعد انتصار الثورة ستمثّل بُعداً استراتيجياً لتركيا، مؤكّداً أنّ ما يربط بين الشعبين مصالح استراتيجية حقيقية، وأعرب عن أمله بأن تكون العلاقة مع تركية علاقة استراتيجية.

 

وعن دور تركيا محتمل في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة، اعتبر فضيلته أنّ لتركيا مشروعها الخاص الذي تعمل عليه، وهو مشروع المنطقة الآمنة، والذي لم يجد حتى الآن موافقة من المجتمع الدولي. وأعلن فضيلته دعم الجماعة للمشروع التركي لأنّه يلبّي مصلحة الشعب السوري.

 

رسائل مع السعودية

 

وفي إجابته على سؤال حول الرسائل بين الإخوان والمملكة العربية السعودية، قال فضيلته إن السعودية استضافت الإخوان طوال عقود الخمسينات والستينات وحتى الثمانينات من القرن الماضي، مشيراً إلى المشاركة الإيجابية للإخوان في المجتمع السعودي.

 

وأشار فضيلته إلى وجود مصالح مشتركة بين الإخوان والسعودية ودول الخليج عموماً، وهي مصالح استراتيجية، كما هو الحال مع تركيا، كما اعتبر أنّ الخليج العربي والسعودية خصوصاً عمق استراتيجي للمسلمين في كل أنحاء العالم.

 

وأعلن فضيلته أنّ رسالته الأخرى للسعودية والإمارات هي أنّ موقفهم بوضع جماعة الإخوان على قائمة الإرهاب، يحتاج إلى مراجعة، مؤكّداً أن فكر الجماعة وتاريخهم يدل على وسطيتهم واعتدالهم.

 

لكّن فضيلته نفى تلقّي الإخوان أي إشارات بتغيير الموقف السعودي، معبّراً عن أمله أنّ تشهد المرحلة القادمة في السعودية انفتاحاً على الجميع ومنهم الإخوان.

 

الحرب على الإرهاب

 

وشدّد فضيلة المراقب العام على رفضه “الانتقائية” الدولية في تعريف الإرهاب، موضحاً أنّ تعريف الخارج للإرهاب تعريف سياسي، كونه يغضّ الطرف عن إرهاب نظام الأسد، موضحاً أنّ الإرهابي بمفهوم الإخوان هو كل من قتل نفساً بغير حق أيّاً كان.

 

وحمّل فضيلته نظام الأسد مسؤولية ما يجري في سورية، موضحاً أنّ الثورة السورية كانت سلمية في الأشهر الأولى من انطلاقها، لكن طبيعة النظام الغير قابلة للإصلاح والمشاركة والتعامل القمعي والديكتاتوري مع الثورة، استجرّها لمربع المواجهة، مؤكّداً أنّ الإخوان لم يفكّروا بأي مواجهة عسكرية في بداية الثورة.

 

تصريحات كيري

 

واستنكر فضيلته بشدّة التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية الأميركي جون كيري،والتي قال فيها إنّه يجب على أميركا التفاوض مع نظام الأسد.

 

ووصف فضيلته تصريحات كيري بأنهّا مفاجئة وسلبية ومستنكرة، خاصة بعد تأكيدات المسؤولين الأميركيين المتعددة بأنّ بشار الأسد أصبح خارج المعادلة، وخارج مستقبل سورية، مؤكداً أنّ هذا التصريحات لا يمكن القبول بها، لأنّ ذلك يعني التفريط بتضيحات الشعب السوري.

 

إيران وروسيا

 

وأكّد فضيلته أن جماعة الإخوان ستواصل سعيها للاتصال بكل الدول التي تدعم الثورة وتقويتها في سبيل استمرار الدعم.

 

وبالنسبة للدول التي للإخوان خلاف معها، مثل إيران وروسيا، فرأى فضيلته أنّ الإخوان ضد توجّهات مثل هذه الدول في دعم نظام الأسد في الظلم والاستبداد، مؤكّداً إمكانية التفاهم مع أي دولة على المصالح المشتركة، لكن لا يمكن التعامل مع أي دولة تدعم نظام الأسد.

 

ورأى فضيلة المراقب العام أنّ هدف إيران في المنطقة ليس حماية بشار الأسد فقط، وإنّما لها مشروعها المذهبي، مشيراً إلى تصريحات المسؤولين الإيرانيين بأنهم يقاتلون في دمشق لحماية طهران، وأنّ بقاء بشار هو أحد دعائم المشروع الإيراني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى