أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأربعاء 18 أيار 2016

مجموعة دعم سورية تقبل «الحد الأدنى»… وتؤجل استئناف المفاوضات

لندن، فيينا – «الحياة»، رويترز، أ ف ب –

خرج المؤتمر الوزاري الموسع لـ «المجموعة الدولية لدعم سورية» في فيينا بتوافقات الحد الأدنى بين وزراء 20 دولة ومنظمة دولية وإقليمية من دون أن يستطيع تحديد موعد لجولة المفاوضات السورية المقبلة في جنيف وسط جهود لاستئنافها في بداية حزيران (يونيو)، بعد إعادة تثبيت الهدنة عبر التلويح بمعاقبة من يخرقها وإدخال الإغاثة إلى المناطق المحاصرة عبر دعم اقتراح بريطاني لإقامة جسر جوي وإسقاط المساعدات الإنسانية جوّاً. وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، على هامش المؤتمر، إنه «إذا لم يستجب (الرئيس بشار) الأسد لمطالب الهدنة يتعين التفكير في بدائل». وفي وقت كان الوزراء في فيينا يبحثون في تثبيت الهدنة وتحريك مسار الحل السياسي، قُتل عشرات في معارك بين «الأشقاء» من فصائل إسلامية معارضة في الغوطة الشرقية لدمشق.

وجدد الجبير بعد لقائه وزير الخارجية الأميركي جون كيري في ختام المؤتمر الوزاري لـ «المجموعة الدولية» في فيينا أمس، التأكيد أن الأسد «سيترك السلطة بحل سياسي أو بالقوة»، معتبراً أنه «إذا لم يستجب الأسد لمطالب الهدنة يتعيّن التفكير في بدائل». وقال إن السعودية تعتقد أنه كان ينبغي الانتقال إلى خطة بديلة منذ فترة طويلة، مضيفاً أن خيار الانتقال لخطة بديلة وخيار تكثيف الدعم العسكري للمعارضة في أيدي نظام الأسد وإنه إذا لم يستجب إلى اتفاقات المجتمع الدولي، سيتعين حينها درس ما يمكن عمله.

وقالت مصادر مطلعة لـ «الحياة» إن كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف اتفقا على مسودة البيان قبل بدء المؤتمر الذي استمر خمس ساعات تضمن جدلاً حاداً بين بعض الوزراء واتهامات من وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو لروسيا وقصفها للمعارضة، إضافة إلى مناقشات حول ضرورة «فك فصائل معارضة ارتباطها بجبهة النصرة».

وقرأ كيري البيان الختامي في مؤتمر صحافي مع لافروف والمبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا. وقال: «ابتداء من الأول من حزيران إذا تم منع الأمم المتحدة من نقل المساعدات الإنسانية إلى أي من هذه المناطق المحددة، فإن المجموعة الدولية تدعو برنامج الأغذية العالمي إلى تنفيذ برنامج لإقامة جسر جوي وإسقاط جوي (للمساعدات) فوراً إلى جميع هذه المناطق المحتاجة». وأضاف: «عندما يجد قادة المجموعة أي طرف من أطراف وقف القتال يرتكب سلوكاً متكرراً من عدم الالتزام، فإن مجموعة العمل يمكن أن تحيل مثل هذا السلوك على وزراء المجموعة أو على من يكلفهم الوزراء لتقرير ما يتعين اتخاذه من إجراء مناسب بما في ذلك استثناء مثل هذه الأطراف من ترتيبات وقف (القتال) والحماية التي تكفلها». لكن كيري خفّض من سقف موعد بدء المرحلة الانتقالية في سورية. وقال: «تاريخ آب (اغسطس) ليس تاريخاً حتمياً لكنه تاريخ مستهدف، وجميعنا ندرك أنه إذا حققنا تقدماً كبيراً، وتحركنا، فإننا سنلتزم هذه العملية».

في المقابل، قال لافروف: «نحن لا ندعم الأسد، بل ندعم القتال ضد الإرهاب، وعلى الأرض لا نرى أي قوة حقيقية أكثر وأكثر فعالية من الجيش السوري على رغم جميع نقاط ضعفه».

وقال دي ميستورا إن القوى الكبرى فشلت في الاتفاق على موعد جديد لمفاوضات جنيف. وأوضح: «القضية لا تزال بانتظار نتيجة ملموسة ما من هذا الاجتماع، لكن لا يمكننا الانتظار طويلاً، نريد أن نحافظ على الزخم». لكن وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرو قال: «يبقى الهدف هو العملية السياسية. نريد من دي ميستورا أن يجمع المفاوضين في أقرب وقت ممكن وحددنا لأنفسنا هدفاً وهو بداية حزيران إن أمكن».

ميدانياً، قال «المرصد السوري لحقوق الانسان»: «أوقعت الاشتباكات المستمرة في الغوطة الشرقية بين جيش الإسلام من جهة وتحالف فيلق الرحمن وجيش الفسطاط من جهة ثانية خمسين قتيلاً من الطرفين الثلثاء، بالإضافة إلى مدنيين اثنين»، مؤكداً استمرار «معارك النفوذ» بين الجانبين منذ 28 نيسان (أبريل) الماضي.

 

قتال عنيف بين الفصائل في غوطة دمشق… والنظام يحاول استعادة حقل غاز في حمص

لندن – «الحياة»

دارت أمس معارك عنيفة بين فصائل المعارضة السورية في الغوطة الشرقية لدمشق، في وقت تمكنت القوات النظامية من طرد تنظيم «داعش» من أجزاء واسعة من حقل شاعر للغاز في ريف حمص الشرقي، بينما دار قتال شديد بين الجيش الحكومي والمعارضة في منطقة حربنفسة الإستراتيجية التي تُعتبر عقدة وصل بين ريف حماة الجنوبي وريف حمص الشمالي في وسط البلاد.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان في تقرير من ريف دمشق أمس بأن معارك عنيفة تدور في شكل متواصل في منطقة الأشعري القريبة من دوما (مزارع بيت سوى)، بين «جيش الإسلام» من جانب، و «فيلق الرحمن» و «جيش الفسطاط» و «جبهة النصرة» (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) من جانب آخر. لكنه قال إن «هدوءاً نسبياً» عاد إلى منطقة مديرا في الغوطة بعد الاشتباكات التي شهدتها صباحاً والتي «قضى وأصيب فيها عشرات المقاتلين نتيجة الاشتباكات بين الطرفين والاستهدافات المتبادلة بينهما بالأسلحة الثقيلة».

أما موقع «الدرر الشامية» المعارض فأشار، إلى «تجدد الاقتتال بين الفصائل الثورية عقب هجوم جيش الإسلام صباح اليوم (أمس) على مواقع جيش الفسطاط في بلدة الأشعري في الغوطة الشرقية». وأضاف «أن جيش الإسلام استقدم إلى المنطقة تعزيزات من قواته مدعومة بالأسلحة الثقيلة، وسط مقاومة عنيفة من الفسطاط، وأنباء عن سقوط ضحايا من الطرفين، في حين تدور اشتباكات متقطعة بين الفصائل في منطقة مديرا».

وكانت فصائل ثورية في شمال سورية أطلقت أول من أمس «مبادرة من أجل وقف الاقتتال» في الغوطة الشرقية، وطالبت فيها الفصائل بالكف عن «التحريض الديني والإعلامي»، وفتح الطرقات، والتعهد بعدم العودة إلى استخدام القوة مجدداً، كما طالبت «جيش الإسلام» و «فيلق الرحمن» بقبول أحكام القضاء حول المشاكل العالقة بينهما. وكان المرصد قد أشار قبل أيام إلى أن «جبهة النصرة» حرّضت في مساجد الغوطة على قتال «جيش الإسلام»، فيما رد الأخير باتهام «النصرة» بالوقوف وراء اغتيالات نُسبت إلى عناصره في ضواحي دمشق.

وفي محافظة حمص (وسط)، قال المرصد إن قوات النظام قصفت قرية أم شرشوح وبلدة غرناطة والأراضي الزراعية المحيطة بها في ريف حمص الشمالي، ما أسفر عن اندلاع النار في ممتلكات مواطنين. وتابع أن «قوات النظام تمكنت من التقدم والسيطرة على أجزاء واسعة من تلال الصوانة القريبة من حقل شاعر للغاز في ريف حمص الشرقي» والذي كان تنظيم «داعش» قد سيطر عليه أخيراً. وأوضح المرصد أن «قوات النظام تحاول من خلال السيطرة على التلال رصد مساحة واسعة في محيطها لتأمين تقدم عناصرها والمسلحين الموالين لها في المنطقة، في محاولة لاستعادة السيطرة على الحقل الواقع في بادية تدمر». ولفت إلى أن «الاشتباكات ترافقت مع ضربات جوية ومدفعية وصاروخية من قوات النظام والطائرات الحربية، ومعلومات مؤكدة عن خسائر بشرية، في حين دارت اشتباكات بين الطرفين في منطقة البيارات في بادية تدمر، بالتزامن مع غارات للطائرات الحربية على مناطق في بلدة السخنة في ريف حمص الشرقي».

أما «شبكة شام» الإخبارية المعارضة فقالت إن عناصر «داعش» شنوا هجوماً على مواقع القوات النظامية «في محيط منطقة جزل النفطية في الشمال الغربي من مدينة تدمر وإلى الجنوب من حقل شاعر الإستراتيجي في ريف حمص الشرقي». ونقلت عن وكالة «أعماق» التابعة للتنظيم أن الهجوم الذي استهدف محيط منطقة جزل سمح بـ «السيطرة على ثلاث نقاط في التلال المحيطة بالمنطقة، واغتنام أسلحة ثقيلة بينها مدافع ميدانية وقاعدتا صواريخ موجهة»، إضافة إلى قتل عدد من عناصر قوات النظام. لكن «شبكة شام» نقلت، في المقابل، عن مواقع إخبارية تابعة للنظام إن القوات الحكومية «شنّت هجوماً على مواقع التنظيم في تل الصوانة الإستراتيجي الذي يربط طرق الإمداد بين حقل شاعر ومنطقة عقيربات وتمكنت من السيطرة على التل، تزامناً مع غارات جوية وقصف مدفعي وصاروخي متواصل يستهدف المنطقة».

وتمكن تنظيم «داعش» قبل أسابيع من السيطرة على منطقة شاعر بما فيها حقول النفط وشركة الغاز الرئيسية، فيما تعمل قوات النظام وبمساندة جوية روسية على استعادة السيطرة على المنطقة «بشتى الوسائل الممكنة»، وفق «شبكة شام».

وفي محافظة حماة، قال المرصد إن «الطائرات الحربية جدّدت استهدافها مناطق في قرية الزارة ومحيطها ومنطقة حربنفسة في ريف حماة الجنوبي، والتي تشهد منذ فجر اليوم (أمس) اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) وحركة أحرار الشام الإسلامية وفيلق حمص وأهل السنة والجماعة وأجناد حمص وجند بدر من طرف آخر»، مضيفاً أن الطرف الأخير «تمكن من السيطرة على نقاط ومواقع لقوات النظام في محاولة للتقدم نحو محطة الزارة الحرارية والمنطقة القريبة منها». أما «الدرر الشامية» فقد ذكرت، أن المعارضة سيطرت على مواقع «تتحصن فيها» قوات النظام قرب حربنفسة في ريف حماة الجنوبي «بعد هجوم مباغت واشتباكات استمرت ساعات». ونقلت عن «مصادر عسكرية» إن مسلحي الفصائل سيطروا على «محطة القطار إلى الشرق من حربنفسة، إضافة إلى تجمع المساكن، كما سيطروا على مزارع الدواجن التي كانت تتحصن فيها قوات الأسد شمال حربنفسة». وتابعت أن القوات النظامية، مدعومة بالطيران الروسي، تحاول منذ شهور «اقتحام البلدة التي تشكِّل حلقة وصل بين ريف حمص الشمالي وريف حماة الجنوبي».

 

احتجاج ضد «حزب الله»

وفي محافظة إدلب (شمال غربي البلاد)، أفاد موقع «أورينت» المعارض بأن عناصر من «حزب الله» «أعدموا» صباح الإثنين ثلاثة أشخاص من شيعة بلدة كفريا في ريف إدلب «إثر احتجاجهم على المحسوبيات في اختيار أسماء قوائم الجرحى الذين سيتم إخراجهم في مقابل جرحى مدينة الزبداني ضمن الاتفاق المبرم بين إيران وجيش الفتح». ونقل الموقع عن مصادر لم يسمها «إن القصة بدأت … أثناء إعداد عناصر تابعين لميليشيا «حزب الله قوائم الجرحى من بلدة كفريا … عندها اعترض 3 أشخاص على اختيار الأسماء المقربة من ميليشيا الحزب فقط وتجاهل الجرحى، مع مطالبتهم بأن تشمل القائمة أسماء جرحى من عائلاتهم». وزاد: «بعد حدوث جدل بين الجانبين، قام عناصر «حزب الله» بإعدام هؤلاء الأشخاص أمام جميع أهالي البلدة وسط حالة من الاستنفار الأمني في المنطقة».

وفي ريف اللاذقية على الساحل السوري، ذكرت «الدرر الشامية» أن فصائل المعارضة تصدّت لمحاولات متكرّرة لميليشيات حليفة للنظام من أجل «التقدم في جبل التركمان» في ريف المحافظة الشمالي. ونقلت عن «حركة أحرار الشام» أن عناصرها قتلوا أمس 15 من المهاجمين وأوقعوا عدداً من الجرحى «لدى صدّ محاولة تقدمهم على محور الحدادة».

وفي محافظة حلب في شمال البلاد، أفيد بأن طائرات حربية تردّد أنها روسية شنّت عشرات الغارات على مخيم حندرات تزامناً مع محاولة جديدة قامت بها القوات النظامية وميليشيات حليفة للتقدم في اتجاهه. ويشهد المخيم منذ فترة معارك عنيفة حيث يحاول النظام وحلفاؤه السيطرة عليه بهدف تشديد الطوق على أحياء المعارضة شرق مدينة حلب.

وفي محافظة دير الزور (شرق البلاد)، قال المرصد إن طائرات شحن ألقت بالمظلات ما لا يقل عن 26 حاوية تحوي مواد إنسانية وغذائية على مناطق سيطرة قوات النظام في جنوب مدينة دير الزور. وتشهد المدينة منذ أسابيع تكثيفاً لإلقاء المساعدات على المناطق المحاصرة من تنظيم «داعش».

 

مؤتمر فيينا لا يُحدد موعداً لمعاودة الحوار السوري كيري: الأسد مخطئ إذا اعتقد أن لا وجود لخطة “ب

فيينا – موسى عاصي

لم يقدم مؤتمر فيينا الثالث للمجموعة الدولية لدعم سوريا أي جديد يبنى عليه لمعاودة المحادثات السورية المتوقفة منذ 27 نيسان الماضي، سوى محاولة تبدو شبه مستحيلة، لتحويل قرار وقف الاعمال العدائية الساقط فعلاً من شهر كامل، الى قرار وقف شامل للنار.

وللدلالة على جدية المجموعة الدولية في قرارها الجديد، استتبع بتحذيرات لمن يخرقه ويخرج عنه، بالتعامل معه على أساس انه خارج الحماية الدولية التي يؤمنها قرار وقف الاعمال العدائية الذي دخل حيز التنفيذ في 27 شباط الماضي.

عدا هذا البند، الذي تشكك الاوساط الدولية في امكان تطبيقه، فإن ما نتج من مؤتمر فيينا هو تكرار واعادة صياغة للبيانات السابقة وتحديداً لبيان ميونيخ الأخير. ويشدد البيان مجدداً على ضرورة ايصال المساعدات الى المناطق المحاصرة، وعلى احتمال ايصال المساعدات من طريق الجو في حال تعذر ايصالها براً.

ويرتكز التشكيك في امكان تطبيق قرار وقف النار من مجموعة معوقات أولها غياب الآلية لمحاسبة المسؤولين عن الخروقات، واحالة هذا الامر على المجموعة الدولية المشكلة أساساً في معظمها من المرجعيات الدولية والاقليمية للاطراف المتحاربين في سوريا، وستكون هذه المرجعيات، بحسب الاوساط المتابعة لمؤتمر فيينا، جاهزة لحماية من تدعمه في الميدان من أي محسابة.

 

كيري

وصرح وزير الخارجية الأميركية جون كيري في المؤتمر الصحافي رداً على سؤال عن عدم امتلاك الولايات المتحدة أوراق قوة في مواجهة الرئيس السوري بشار الاسد: “إذا كان الاسد قد استنتج أن لا وجود لخطة “ب” فهذا استنتاج خاطئ، والكل يعرف ان الحل يجب ان يكون سياسيا ولهذا السبب يجب التزام وقف النار وايصال المساعدات الى المحتاجين”. وأضاف: “يقف الى جانبي روسيا (في اشارة الى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف) وهذه نقطة قوة للضغط على الاسد، وايران أيضاً لها قوة ضغط على الاسد . يجب ألا يخطئ الاسد عندما يعتقد أن الرئيس (باراك) أوباما لن يقوم بما يلزم من أجل تطبيق الاتفاقات والقرارات الدولية”.

 

لافروف

وحذر لافروف في المؤتمر الصحافي المشترك نفسه من استمرار تدفق الاسلحة الى “جبهة النصرة” والتنظيمات الارهابية الاخرى، وقال إن المساعدات العسكرية للارهابين مستمرة، وهناك دفعة كبيرة من الدبابات في طريقها الى سوريا. وتحدث عن وجود “نزعة خطيرة للاعتماد على (جبهة) النصرة كوسيلة لردع الأسد وننتظر من الشركاء الغربيين إقناع المعارضة المعتدلة في سوريا بالتنصل من النصرة”.

وطالب مجدداً باقفال الحدود بين سوريا وتركيا، مشيراً الى وجود 99 كيلومتراً على هذه الحدود خاضعة لسيطرة “جبهة النصرة”، ودعا الى ضم حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي إلى محادثات جنيف قريباً.

وأكد دعم بلاده للجيش السوري في مواجهة الارهاب قائلاً: “نحن لا ندعم الاسد، بل ندعم القتال ضد الارهاب … وعلى الارض لا نرى أي قوة حقيقية أكثر فاعلية من الجيش السوري على رغم كل نقاط ضعفه”.

ونفى ان تكون الانتهاكات المستمرة لوقف النار تظهر ان تأثير موسكو على حليفتها دمشق أقل مما كان يعتقد سابقاً. وقال: “بالنسبة الى مسألة ما اذا كان الاسد يتجاهل نصائحنا وعملنا معه، فلا، انه لا يتجاهلها”. وأضاف أن “الاسد يعي تماماً ويتذكر انه تعهد مسؤولية التزام الخطوات المتتالية المنصوص عليها في القرار 2254”.

الا ان لافروف ذكر بان قرار مجلس الامن الذي تضمن خطة السلام نص على ان العملية الانتقالية يمكن ان تستغرق 18 شهراً، وذلك بعد الاتفاق على اطار العمل.

 

الجبير

في المقابل، رأى وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أنه سيكون من الضروري البحث في البدائل “إذا لم يمتثل الرئيس السوري بشار الأسد لمحاولات التوصل الى هدنة في عموم البلاد”. وقال إن السعودية تعتقد أنه كان ينبغي الانتقال إلى خطة بديلة منذ فترة طويلة، مشيراً الى أن الخطة البديلة وخيار تكثيف الدعم العسكري للمعارضة في يد نظام الأسد وأنه إذا لم يستجب لاتفاقات المجتمع الدولي فسيتعين حينذاك النظر في ما يمكن عمله.

وفشل مؤتمر فيينا في تحديد موعد للجولة المقبلة من محادثات جنيف السورية، وذلك في انتظار ما ستسفر عنه الاتصالات المستمرة بين المرجعيات لمعرفة امكان بدء سريان مفعول قرار وقف النار على الارض قبل تحديد الموعد. وقال المبعوث الخاص للامم المتحدة الى سوريا ستافان دو ميستورا إنه ينتظر ما سينتج من المؤتمر، ولكن “لا يمكننا الانتظار طويلاً”.

 

مؤتمر فيينا السوري: هروب أميركي ـ روسي إلى الأمام

رهان عبثي على هدنة شاملة وعزل «النصرة» وتراجع عن مهلة آب

محمد بلوط

مؤتمر لتقطيع الوقت في فيينا. لا نتائج منتظرة أصلاً لمؤتمر عقد لإشباع الإصرار الفرنسي على عقد مؤتمر ما حول سوريا في سياق تبني باريس لمعركة حلب والحملة من اجل «إنقاذها»، بعد تراجع كل المبادرات الغربية، وإخراج الفرنسيين من الملف السوري، الذي أصبح في عهدة الروس والأميركيين.

مع ذلك كان التمرين الديبلوماسي الأميركي – الروسي مفيداً، خصوصا ما تخلل المؤتمر الصحافي للوزيرين الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف من تصريحات تفوق أهميتها بكثير البيان الختامي للقاء المجموعة الدولية لدعم سوريا الذي لم يخرج عن العموميات في إطار ما سبقه في ميونيخ أو فيينا السوريين.

هناك استثناء واحد، يبدو أكثر سوريالية في شروط الوضع السوري: إذ يهرب الروس والأميركيون من فشلهم في فرض مجرد هدنة «متواضعة» تمزقت في حلب وادلب وحمص وغوطة دمشق، إلى إعلان أكبر عن وقف شامل لإطلاق النار، الذي يتجاوز بكثير ما يمكن فعلا تنفيذه على الأرض، وهو هروب إلى الأمام لأنه يربط تنفيذه بالعقدة الأساسية والمستمرة التي عرقلت الهدنة منذ ٢٧ شباط الماضي، إذ يشترط الروس على الفصائل المسلحة فك ارتباطها أولاً بـ «جبهة النصرة» قبل الذهاب إلى شمولية وقف إطلاق النار على كل الأراضي السورية وبين كافة القوى المتقاتلة (من دون «داعش» و «النصرة»)، ومنها العودة إلى طاولة المفاوضات.

لكن من المستبعد أن تذهب المعارضة المسلحة السورية إلى الانتحار، إذ أن غلبة الجماعات السلفية «الجهادية» في صفوفها لم تعد تحتاج إلى برهان. وجلي أن «جبهة النصرة»، ومعها «أحرار الشام» التي تسعى روسيا لتصنيفها إرهابية، تشكل العمود الفقري لكل البنى العسكرية الرئيسة التي تقاتل الجيش السوري، والتي سيؤدي فك الارتباط بينها وبين ما تبقى من قوى المعارضة، إلى ما يشبه نزع سلاح المعارضة بأكملها، وضرب جناحها العسكري الأقوى، وهو رهان يبدو مستحيل التحقيق في الشروط الحالية، خصوصاً أن السعودية وتركيا لا تزالان تصران على مواصلة الحرب في سوريا، فيما يسود الارتباك الموقف الروسي.

كما أن الإعلان عن وقف شامل لوقف إطلاق النار من دون فك الارتباط بين «النصرة» والفصائل الأخرى قد يؤدي إلى نصب فخ للجيش السوري، الذي سيكون الوحيد الذي يمكن محاسبته، بسبب مركزيته، والقدرة على رصد تحركاته بوضوح، وهو احتمال ممكن، لكن الطريق إليه لا يزال يحتاج إلى توضيح الآليات العقابية، أو طرق الرصد وتطوير نظام الهدنة، من مراقبة الخروقات وإحصائها كما هي الحال اليوم إلى معاقبة من يخرقها، وتحديد من هي القوى التي ستتولى معاقبته. وقال كيري إن المجموعة الدولية لدعم سوريا اتفقت على أن انتهاك أي من الأطراف لوقف إطلاق النار ستكون له «عواقب»، وان منتهكيه يعرضون أنفسهم لخطر طردهم من عملية السلام.

والواضح أن الروس لا يزالون، على الأقل شكلياً، يحاولون المناورة مع الفريق الأميركي والسعودي والتركي، لإخراج «جبهة النصرة» من «جيش» المعارضة، قبل الدخول في مساومة حقيقية، لا تغري حتى الآن لا الأميركيين ولا غيرهم، ذلك أنهم لا يضعون، كما يطالب الأميركيون والسعوديون، مصير الرئيس بشار الأسد على طاولة المفاوضات، عبر القبول بانتقال سياسي، بل ويتمسكون بالأسد.

سيرغي لافروف ردد ذلك في معادلة مثلثة الزوايا: «نحن لا ندعم الرئيس الأسد، نحن ندعم الدولة السورية» لكن الأسد هو قائد الدولة السورية بنظر الشرعية الدولية، والكثير من السوريين. وأضاف «نحن ندعم القتال ضد الإرهاب، وعلى الأرض لا نرى أي قوة حقيقية أكثر فعالية من الجيش السوري رغم جميع نقاط ضعفه». ونفى أن تكون الانتهاكات المستمرة لوقف إطلاق النار تظهر أن تاثير موسكو على دمشق اقل مما كان يعتقد سابقا. وقال «بالنسبة لمسألة ما إذا كان الأسد يتجاهل نصائحنا وعملنا معه، فكلا، انه لا يتجاهلها»، مؤكداً أن «الأسد يعي تماماً ويتذكر انه تعهد مسؤولية الالتزام بالخطوات المتتالية المنصوص عليها في القرار 2254».

في كواليس فيينا واللقاءات مع المعارضة السورية، أمس الأول، يعترف لافروف أن المناورة مكتوب لها الفشل. والتفاهم الروسي – الأميركي ليس سوى احتمال لم يتحقق بعد ولا يزال بعيداً. إذ تقول مصادر معارضين سوريين في فيينا إن لافروف صارحهم بحقيقة الرؤية الروسية للموقف الأميركي. وقال إن الأميركيين راضون تماما عما يفعله السعوديون والأتراك (من إعادة تسليح المعارضة، وتشكيل «جيش الفتح» وخرق الهدنة على كل الجبهات، لا سيما في حلب). ويضيف «بل إننا عندما نحدثهم عن النصرة لا يجيبون». واشتكى لافروف من أن الأميركيين يقولون شيئاً ويفعلون شيئاً آخر. أما إعلان كيري أن «هناك لاعبين في صفوف الطرفين في سوريا يسعون إلى الإخلال بجهود التسوية المشتركة» فلا ترقى إلى ما كان يأمله الموقف الروسي وليس كافياً لإنشاء قاعدة مشتركة مع الأميركيين.

وينبغي النظر إلى ما قاله كيري «من أن على الأسد ألا يعتقد أن أميركا لا تملك خطة ب» على انه محاولة لطمأنة المعارضة التي لا تكف عن اتهام واشنطن «بخيانتها» والتخلي عنها. إذ أن الأميركيين لا يملكون سوى خطة واحدة، وهي الخطة «أ» نفسها التي يطبقها الأميركيون منذ خمسة أعوام لاستنزاف سوريا، مع إعادة تطويرها وتكييفها وفقا للمستجدات، وليس إعادة تأهيل المجموعات المسلحة وتزويدها بأكثر من ٣ آلاف طن من المعدات والأسلحة من قبل واشنطن وحدها، سوى استمرار للخطة «أ» نفسها.

وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إنه سيكون من الضروري البحث في البدائل، بينها تكثيف الدعم العسكري للمسلحين، إذا لم يمتثل الأسد لمحاولات التوصل لهدنة في عموم البلاد.

التمرين أيضاً كشف عن محاولة أخيرة روسية للتمسك بالتفاهم مع الأميركيين، ومحاولة العودة معهم إلى موعد لم يحدده المبعوث الاممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا إلى جنيف، مع الترجيح أن تبدأ جولته المقبلة في 27 أيار الحالي.

الروس لا يزالون تحت ضغط عامل العد التنازلي لما تبقى لباراك اوباما في البيت الأبيض، والسعي لربط عمليتهم العسكرية بعملية سياسية تمتد 18 شهراً، بدءاً من آب المقبل. وتفترض خريطة فيينا المعروفة تشكيل حكومة موسعة، وتعديلات دستورية فانتخابات برلمانية خلال 18 شهراً. أما الأميركيون فلا يبدون استعجالاً لأي حل سياسي ولا تمسكاً بالمواعيد التي يسابق الروس للوفاء بها، إذ أن كيري نفسه، الذي أعلن قبل شهر أن آب سيكون موعد الدستور الجديد في سوريا، هو من قال في فيينا إن موعد آب هو هدف وليس مهلة إجبارية لبدء المرحلة الانتقالية. أما عدم الاتفاق على موعد جديد للتفاوض في جنيف، رغم ترجيح انعقاده قبل انتهاء الشهر الحالي بشروط الفشل نفسها، فهو قرار دولي وإقليمي واضح، بمواصلة تأجيل الحل السياسي في سوريا، واستنزافها، وهو أمر تعرفه دمشق.

 

أميركي وأردني يقودان الاقتتال في الغوطة الشرقية!

عبد الله سليمان علي

الغوطة الشرقية تحت سطوة المتطرفين من ذوي الرؤوس الحامية، والقرار النهائي بالاحتكام إلى البندقية هو سيد الموقف بين الطرفين المتصارعين «تحالف القاعدة – الإخوان المسلمين» من جهة و «جيش الإسلام» من جهة ثانية، خصوصاً في ظل هيمنة «المقاتلين الأجانب» على توجيه دفة الصراع، فيما تسود في أوساط المدنيين مخاوف من أن يؤدي الاقتتال إلى زيادة معاناتهم، ما دفع العديد منهم للتفكير بالنزوح.

وتجدّدت الاشتباكات، أمس، بين الطرفين بعد هدوء ساد لمدة أسبوع، إثر وساطة قام بها وجهاء المنطقة لفرض هدنة، تمهيداً لعرض قضية الخلاف أمام لجنة يتوافق عليها الطرفان. إلا أن «جيش الإسلام» سارع إلى فتح جبهات القتال، وشنّ هجوماً على بلدات مديرا وبيت سوا والأشعري، مستخدماً أسلحة متوسطة وثقيلة بينها دبابات وعربات مصفحة.

ويأتي هذا الهجوم ليطيح بآخر مبادرة كانت مطروحة لحل المشكلة بين الطرفين، والتي تقدم بها 24 فصيلاً من فصائل «الجيش الحر» في الشمال السوري، والتي أعلن «فيلق الرحمن» ترحيبه بها، كما اعتبرها كبير المفاوضين في «وفد الرياض» عن «جيش الإسلام» محمد علوش أكثر المبادرات نضوجاً.

ويعزز فشل هذه المبادرة من حقيقة أن الغوطة الشرقية باتت على شفا هاوية سحيقة من الاقتتال بين الطرفين قد لا تتمكّن أي مبادرة أخرى من إيقافه. وقد أدت الاشتباكات الحالية إلى وقوع عشرات القتلى والجرحى من طرفي القتال. وكانت الجولة الأولى من الاشتباكات قبل أسبوعين قد أسفرت عن سقوط مئات القتلى وعشرات الأسرى.

ويلعب الأردنيون من قيادات وعناصر «جبهة النصرة» دوراً كبيراً في التحريض على القتال ضد «جيش الإسلام». ورغم أن «جبهة النصرة» أجرت تعديلاً على قيادتها في الغوطة الشرقية، العام الماضي، بزعم تسليمها إلى سوريين، إلا أن تسريب التسجيل الصوتي للمدعو أبي محمد الأردني، الذي يشغل منصب «رئيس اللجنة الشرعية في نصرة الغوطة»، وهو يتهجم على «جيش الإسلام» بعبارات عنيفة، كشف أن «جبهة النصرة» تبقى هي نفسها مهما غيّرت من جلدها، كما كشف أن الهيمنة على جناحها الغوطاني ما تزال بيد الأردنيين المحسوبين على تيار المقدسي فيها.

وكان الأردني، في تسجيله المسرَّب قبل أيام، قد وصف «جيش الإسلام» بأنه جماعة من «قطاع الطرق والمفسدين والبغاة»، معتبراً أن «قتال هؤلاء أوجب الواجبات لأنهم لم ينزلوا للشرع، وهو أولى من قتال «النظام النصيري»، بل ذهب أبعد من ذلك بقوله إن «القتال ضد جيش الإسلام هو قتال استئصال، فإما أن يستسلم الجيش أو يستمر القتال حتى لو قتل كل مَن فيه».

وعلمت «السفير» من مصادر خاصة أن «جيش الإسلام» أوكل إلى أبي خالد الأميركي مهمة قيادة الهجوم على محور مسرابا. والأميركي، واسمه الحقيقي علي الخولي هو القائد السابق لـ «لواء الرضوان» الذي على الرغم من انحلاله إلا أنه استمر في القيام بدور استخباراتي لمصلحة «جيش الإسلام». وكان الأخير قد قاد هجوماً قبل أقل من أسبوعين سيطر خلاله على مسرابا ومديرا قبل أن يجري الاتفاق على وقف القتال وانسحاب «جيش الإسلام» من مسرابا، وهو ما لم يقم بتنفيذه.

واتّهم المتحدث الرسمي باسم «فيلق الرحمن» وائل علوان «جيش الإسلام برمي جميع المبادرات وجهود المصلحين وراء ظهره في اعتداء جديد وممنهج، وبدأ بعد حشد استمر أياماً عدة هجومه على مديرا». في المقابل طالب رئيس المكتب الإعلامي لجماعة «الإخوان المسلمين» عمر مشوح «فيلق الرحمن» بإصدار ما يؤكد عدم تحالفه مع «جبهة النصرة» في الغوطة، وأن يتبرّأ من كلام «شرعييها»، كما طالب «جيش الإسلام» بالتبرؤ من كلام «شرعييه» أيضاً.

وأدّى القصف التمهيدي الذي قام به «جيش الإسلام»، مستخدماً مدفعيته الثقيلة ودباباته، إلى سقوط ثلاثة شهداء وعدد من الإصابات في صفوف المدنيين، وهو ما دفع «الهيئة العامة للغوطة الشرقية» (مقرّبة من «فيلق الرحمن») إلى إصدار بيان تطالب فيه بـ «تحييد المدنيين وتجنيبهم آثار الخلاف»، وذلك بعد أن حمّلت «جيش الإسلام» المسؤولية عن «النكول عن جميع الاتفاقات والمبادرات واستمراره في سياسة التحريض الإعلامي والتجييش لاقتحام البلدات المأهولة». وذكّرت بأن اثنين من أعضائها، هما عبدالله الشامي وأبو محمد ملص، لا يزالان معتقلين في سجون «جيش الإسلام». في المقابل يتهم الأخير «فيلق الرحمن» باعتقال المئات من عناصره، بينهم قيادات كبيرة مثل نائب رئيس «هيئة الأركان» في «جيش الإسلام» أبو عبدالله.

ويبدو أن أصداء المعارك في الغوطة تردّدت في الرياض، حيث أدلى رئيس «الهيئة العليا للمفاوضات» رياض حجاب بدلوه، مقدّماً مبادرة جديدة لحل المشكلة بين الطرفين. وقد أعلن «جيش الإسلام» ببيان صدر عصر أمس، موافقته على المبادرة، نافياً ما أشيع حول إمكانية عقد لقاء بين قائده وبين قائد «فيلق الرحمن» لصياغة تفاهم جديد. ودعا البيان «فيلق الرحمن لقبول المبادرة وعدم وضع عقبات في طريق الحل». وحول مضمون المبادرة أكد البيان أنها لا تخرج عن روح المبادرات السابقة.

وعلى مقلب الغوطة الغربية، بدأ الجيش السوري عملية عسكرية في محيط بلدة خان الشيح بريف دمشق الجنوبي الغربي، وذلك بعد أن عمدت «جبهة النصرة» وحلفاؤها إلى خرق الهدنة مرات عدة. وقد تمكّن الجيش من السيطرة على كتل عدة من الأبنية على محور الخمارة فيلة السلوم ومعمل الأدوية، وسط اشتداد معارك الكرّ والفرّ بين الطرفين. وتقدّر المساحة التي سيطر عليها الجيش بحوالي كيلومتر وهو ما من شأنه توسيع دائرة الأمان حول اوتستراد السلام الاستراتيجي الرابط بين العاصمة والقنيطرة.

وعلى صعيد آخر، تمكّنت الفصائل المسلحة من السيطرة على ثلاث نقاط في محيط قرية حر بنفسه بريف حماه الجنوبي، وتأتي أهمية هذه الحواجز أنها تؤمن للفصائل طرق التواصل بين ريف حماه وريف حمص.

إلى ذلك تصاعدت الخلافات بين الفصائل المسلحة المدعومة من بعض الدول الغربية والخليجية وبين «قوات سوريا الديموقراطية» المدعومة بدورها من قبل واشنطن. وفي هذا السياق هدد توفيق شهاب الدين القائد العام لحركة «نور الدين الزنكي» بإعلان الحرب على «الأحزاب الكردية إذا لم تنسحب من الأراضي العربية التي احتلتها». وكانت «وحدات حماية الشعب» الكردية المتمركزة في حي الشيخ المقصود بحلب قد قطعت طريق الكاستيلو الاستراتيجي، عبر استهدافه من قبل القناصين والقصف المدفعي، كما عمدت إلى قطع الطريق بين إعزاز ودارة عزة الذي يمر عبر الأراضي التي تسيطر عليها في عفرين ما أدى إلى ارتفاع أسعار مشتقات النفط بشكل جنوني.

وأكدت مصادر إعلامية صحة المعلومات حول حصول عملية تبادل بين الجيش السوري وبين «جيش المجاهدين» تسلّم بموجبها الأخير جثث تسعة من عناصره الذين قتلوا في كمين النفق الشهر الماضي مع 12 معتقلاً من صفوفه نتيجة المعركة نفسها، في مقابل الإفراج عن 20 مختطفاً لديه وثمانية جثث لشهداء من الجيش السوري.

 

إيران تعرب عن خيبة أملها إزاء نتائج محادثات سوريا في فيينا

طهران- د ب أ- أعربت إيران عن خيبة أملها إزاء نتائج المحادثات بشأن سوريا في فيينا.

 

وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الأربعاء في تصريحات لوكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية “إرنا”: “المناقشات كانت عامة للغاية وتكرارا لما ناقشناه في الاجتماعات السابقة”.

 

وذكر ظريف أن الهدف من المحادثات هو إنهاء النزاع عبر حوار سياسي، مضيفا أن أي شيء بخلاف ذلك سيؤدي إلى مواصلة التهديد الإقليمي والدولي الذي يشكله تنظيم داعش.

 

وتجدر الإشارة إلى أن إيران وروسيا هما أهم حليفتين للرئيس السوري بشار الأسد.

 

روسيا تنأى بنفسها عن الأسد وأمريكا تهدد بإقصاء «منتهكي الهدنة» عن المفاوضات

اجتماع فيينا يفشل بتحديد موعد المباحثات والضغوط تشتد على المعارضة السورية

فيينا ـ لندن ـ «القدس العربي»: عقدت المجموعة الدولية لدعم سوريا اجتماعا في فيينا أمس، تلبية لدعوة مبعوث الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا، عقب تعليق المعارضة السورية مشاركتها في جولة المفاوضات الأخيرة. وبحث وزراء خارجية وممثلون عن 18 دولة معنية بالشأن السوري تطورات العملية السياسية في سوريا، وواقع إدخال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة، وكيفية دعم اتفاق وقف الأعمال القتالية وتسريع الانتقال السياسي.

وقال دي ميستورا أمس الثلاثاء إن القوى الكبرى فشلت في الاتفاق على موعد جديد لمحادثات السلام بين الأطراف المتحاربة في سوريا.

وأضاف دي ميستورا للصحافيين وهو يقف إلى جانب وزيري الخارجية الأمريكي جون كيري والروسي سيرغي لافروف «القضية لا تزال بانتظار نتيجة ملموسة ما من هذا الاجتماع لكن لا يمكننا الانتظار طويلا نريد أن نحافظ على الزخم».

واتفقت القوى الكبرى على تعزيز وقف إطلاق النار في أنحاء سوريا وإيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة مع إمكانية استخدام الطائرات في إسقاطها.

وقبيل الاجتماع عقد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري اجتماعا مع نظيره الروسي سيرغي لافروف مساء الاثنين، بينما التقى لافروف نظيره الإيراني محمد جواد ظريف صباح أمس.

وكان لافروف قال قبيل الاجتماع «نشدد على الحاجة لإرسال رسالة قوية إلى المعارضة السورية التي تحاول فرض شروط مسبقة. تحدثنا مع شركائنا الأمريكيين وعقدنا اجتماعا بعد الوصول إلى فيينا مع المعارضة البناءة التي يطلق عليها مجموعة موسكوـ القاهرة وهي مجموعة من حميميم وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي ويحاول بعض أعضاء مجموعة دعم سوريا إبعادها عن عملية المفاوضات. وأعني بهذا تركيا قبل أي طرف آخر».

وأظهر لافروف ميلاً للنأي بروسيا عن الرئيس السوري بشار الأسد بقوله خلال مؤتمر صحافي في فيينا بثه التلفزيون «نحن لا ندعم الأسد. نحن ندعم القتال ضد الإرهاب.»

وأوضح لافروف أنه في حين أن روسيا لا تحمي الأسد شخصيا، فإنها تنظر إلى الجيش السوري كقوة رئيسية في مجال مكافحة الإرهاب.

غير أن وكالة «سبوتنك» الروسية نقلت عن مصدر دبلوماسي قوله إن الاجتماع انتهى إلى إصدار مشروع وثيقة ختامية. وأضاف المصدر أن مصير الرئيس السوري بشار الأسد لم يذكر في مشروع الوثيقة.

وهدد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بـ»إقصاء» أي طرف سوري يواصل انتهاك اتفاق وقف الأعمال العدائية، مشيرا أن دول مجموعة الدعم الدولية حول سوريا اتقفت على تطوير الاتفاق ليصبح أكثر شمولا.

وقال كيري، إنه «يمكن إحالة أحد أطراف النزاع السوري إلى وزراء مجموعة الدعم الدولية، ولمن يحددهم هؤلاء الوزراء، في حال اختراقه وقف أعمال العنف (دون توضيح طبيعة الإجراء)»، مشيرًا أنه إذا استمر بهذا السلوك، فقد يخضع لإقصاء من وقف الأعمال العدائية.

وقالت المجموعة الدولية لدعم سوريا في بيان «عندما يجد قادة المجموعة أي طرف من أطراف وقف القتال يرتكب سلوكا متكررا من عدم الالتزام فإن مجموعة العمل يمكن أن تحيل مثل هذا السلوك إلى وزراء المجموعة أو إلى من يكلفهم الوزراء لتقرير ما يتعين اتخاذه من إجراء مناسب بما في ذلك استثناء مثل هذه الأطراف من ترتيبات وقف (القتال) والحماية التي تكفلها».

جاء ذلك فيما قتل خمسون مسلحا معارضا ومدنيان خلال اشتباكات عنيفة بين فصائل إسلامية الثلاثاء في الغوطة الشرقية في ريف دمشق، في إطار صراع على النفوذ مستمر منذ نهاية الشهر الماضي، وفق ما أورد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «أوقعت الاشتباكات المستمرة في الغوطة الشرقية بين جيش الإسلام من جهة وتحالف فيلق الرحمن وجيش الفسطاط من جهة ثانية خمسين قتيلا من الطرفين الثلاثاء، بالإضافة إلى مدنيين اثنين» مؤكدا استمرار «معارك النفوذ» بين الجانبين منذ 28 نيسان/ابريل.

 

هجوم تنظيم «الدولة» على دير الزور في سوريا… لحظة الحسم أم مناورة استباقية؟

سلطان الكنج

حلب ـ «القدس العربي»: شهدت الأيام الأخيرة مواجهات بين تنظيم «الدولة» وقوات النظام السوري في مدينة ديرالزور، إذ هاجم التنظيم يوم الجمعة الماضي قوات النظام السوري في أحياء عدة خاضعة لسيطرة النظام.

وعن تفاصيل تلك المعارك تحدث لـ «القدس العربي» الناشط حسين الديري وهو من أهالي مدينة دير الزور قائلاً: بعد يوم من المعارك بين التنظيم والنظام في حيي الصناعة والطحطوح شن التنظيم هجوماً هو الأعنف من منذ حوالي أربعة أشهر، إذ قام منذ فجر السبت بالهجوم من المحور الجنوبي الغربي، ومن الشرق والشمال الشرقي، إذ دوت أصوات الإنفجارات في كل نواحي المدينة، وتمكن التنظيم من تشتيت قوات النظام، وذلك باعتماده على فتح محاور كثيرة مثل السكن الجامعي والسادكوب، ولم يتوقع النظام هذه المباغتة.

ويضيف المصدر: تمكن التنظيم من السيطرة على عدة مواقع مهمة منها السكن الجامعي، ومشفى الأسد، وصوامع الحبوب، وضربت مفخخة للتنظيم حي الموظفين الذي يقع تحت سيطرة قوات النظام، كما استطاع التنظيم أسر عدد من عناصر النظام و إعدام آخرين، وأخذ جثثهم إلى بعض القرى القريبة من ميدان المعارك.

ويتابع الديري «هجوم التنظيم لا يعني أنه يستطيع بهذه البساطة السيطرة على المدينة، لأنه سبق له أن قام بهجمات مماثلة؛ لكن سرعان ما فقد الكثير من المناطق التي سيطر عليها، التنظيم يريد أن يضيّق على النظام، ويضغط على المدنين الذين يعيشون في أحياء المدينة الخاضعة لسيطرة قوات النظام، وهذا الهجوم ما هو إلا مناورة للضغط على الأخيرة التي تريد الوصول إلى دير الزور من جهة طريق تدمر الدير، ويهدف التنظيم أيضا لقطع الطريق على النظام والروس الذين يخططون للوصول إلى المدينة، وفك الحصار الذي يضربه تنظيم الدولة عليها منذ قرابة السنة والنصف، فضلاً عن إرسال رسائل بأنه لا يزال يملك المبادرة، وعنده أوراق الربح بالمعادلة العسكرية بينه وبين النظام والـروس».

وعن طريقة التنظيم وخياراته في هذه المرحلة وفي قادم الأيام، يقول القيادي قيس أبو عبيدة وهو على معرفة بالتنظيم «إن الدولة الإسلامية وعلى الرغم من التعثر الميداني في بعض جبهاتها في العراق وسوريا ؛ لكنها تملك قوة لا يملكها خصومها عسكرياً، وهي امتلاك المبادرة في زمان ومكان تختارهما هي، وقدرتها على مباغتة عدوها من حيث أنه يعتبرها في أحلك أيامها وأضعف أوقاتها، فعندما سيطر النظام على تدمر قلنا بأن الدولة ستباغت النظام في أماكن لا يتوقعها بالتزامن مع ضعفها، فكانت معركة السيطرة على حقل شاعر للغاز، وحقول جديدة، واقترابها من قطع طريق تدمر حمص من ناحية مطار التيفور الذي تدور حوله معاركة طاحنة بين التنظيم والنظام السوري».

ويتابع حديثه لـ «القدس العربي»: كما أن التفات التنظيم لنفسه بعد نكسة الرمادي وتدمر إضافة للشدادي هي المرحلة التي يعشها الآن، وستعقبها مرحلة من التصعيد يقوم بها في محاولة لتعويض ما خسره، وذلك في فتح معارك كانت مضمونة النجاح سواء للنظام السوري وحليفته روسيا، أو الجيش العراقي وحليفته أمريكا، فشاهدنا معارك قرب الرمادي، وفي عامرية الفلوجة وهي تشكل مناطق مؤمنة عسكريا لصالح خصوم التنظيم، وما يجري في دير الزور هو خير برهان على هذا الكلام، توقعت قوات النظام السوري من خلال التخطيط الروسي أن الطريق الصحراوي لدير الزور أصبح سالكاً، وأن التنظيم سيحاول القيام ببعض صحوات الموت؛ لكن الهجوم على حقل شاعر، وجزل، والتيفور بالتزامن مع معارك الدير يعني بداية مرحلة تعويض الخسائر في مناطق أخرى، ودير الزور تعني الكثير للتنظيم، إذا تمكن من السيطرة عليها فهي مساحة جغرافية تعوض له تقلص مساحته خاصة في العراق وريف الحسكة، وخزان بشري وإقتصادي هو بأمس الحاجة له».

هذا وذكرت وكالة «أعماق» التابعة للتنظيم سيطرة الأخير على مبنى الإطفائية والسادكوب ونقاط في جبل ثردة، ومحيط حقل التيم وقتل أكثر من 25 من عناصر النظام، وتحدثت مصادر أخرى أن قتلى النظام فاقوا العشرات، يذكر أن وسائل إعلام النظام وبعض الوكالات الأخرى ذكرت ان النظام تمكن من استرجاع بعض النقاط مثل المشفى.

 

مركز أبحاث أمريكي يوصي بزيادة الجهود العسكرية ضد «الدولة» وإنشاء منطقة حظر جوي في سوريا

رائد صالحة

واشنطن ـ «القدس العربي»: أوصى خبراء امريكيون من الحزبين الجمهوري والديمقراطي بزيادة وتوسيع نطاق الجهود العسكرية الامريكية ضد تنظيم «الدولة» وقالوا بانه لا بديل عن خيار الارتقاء بالجهود الدولية من اجل القضاء على «الملاذات الامنة» للجماعة المتطرفة.

وأكد تقرير صادر عن «مركز الأمن الجديد»، وهو مركز ابحاث يقع في العاصمة واشنطن، على ضرورة استعداد الولايات المتحدة لقيادة هذا الجهد العسكري المطلوب وتعزيزه وتوفير قوات للعمليات الخاصة، واوضح التقرير الذى أيده عدد من المسؤولين في الادارات السابقة من الحزبين بانه يجب على الولايات المتحدة اظهار عزم جديد من خلال زيادة كبيرة في مساهماتها العسكرية في جميع المجالات بما في ذلك توفير العتاد الجوي والأصول الاستخبارية وإضافة وحدات كبيرة من قوات العمليات الخاصة القادرة على تحديد وتدمير أهداف التنظيم الحرجة ذات القيمة العالية.

وصادق ميشيل فلورنوي، مستشار الحملة الانتخابية لهيلاري كلينتون، على التقرير اضافة إلى شخصيات سياسية رفيعة اخرى، ومن المتوقع ان يستلم فلورنوي منصباً رفيع المستوى مثل وزارة الدفاع في حال فوز كلينتون بالانتخابات الرئاسية.

وأوصى التقرير، ايضاً، بتقديم المزيد من الدعم لجماعات المعارضة السورية المعتدلة وتنفيذ منطقة حظر الطيران في سوريا وهو خيار تدعمه كلينتون، وقال التقرير: «يجب على الولايات المتحدة جنباً إلى جنب فرنسا والحلفاء استخدام القوة العسكرية اللازمة بما في ذلك فرض منطقة حظر جوي مصممة بشكل مناسب من اجل خلق مساحة امنة لجميع السوريين بدون الخوف من التعرض للقتل من قبل قوات النظام»، وطالب التقرير الادارة الامريكية بزيادة تدريب وتسليح وتنظيم جماعات المعارضة.

وأوضح التقرير بأنه يمكن للولايات المتحدة حماية منطقة الحظر الجوي في سوريا بالطريقة نفسها التى فعلت بها عندما ساعدت الأكراد في شمال العراق بعد حرب الخليج الأولى.

وجاء التقرير نتيجة لمناقشات قادها اكثر من 19 خبيراً في الشؤون الدولية والسياسة الخارجية وعدد من المسؤولين السابقين، وقد حظي التقرير بمصادقة من كورت كامبل الرئيس التنفيذي لمجموعة آسيا وايرك ايدليمان، المستشار في مركز التقديرات الاستراتيجية وريتشارد فونتين رئيس «اس ان ايه اس» إضافة إلى جولين سميث مدير برنامج الاستراتيجية والحنكة السياسية.

 

اجتماع فيينا يفشل في الاتفاق على موعد جديد لمحادثات السلام السورية

كيري يمهل النظام حتى الشهر المقبل لإلقاء مساعدات على البلدات المحاصرة

أحمد المصري

عواصم ـ وكالات ـ «القدس العربي»: قال وزير الخارجية الامريكي جون كيري في مؤتمر صحافي جمعه مع نظيره الروسي سيرغي لافروف أنه تم تحديد بداية آب/أغسطس موعداً مفترضاً لبدء المرحلة الانتقالية في سوريا.

وأكد كيري بعد انتهاء لقاء فيينا لمجموعة العمل الدولية بشأن سوريا أن إيصال المساعدات إلى المدن انه «ابتداء من الاول من حزيران/يونيو وإذا تم منع الأمم المتحدة من توصيل المساعدات الانسانية إلى أي من هذه المناطق المحددة، فإن المجموعة الدولية لدعم سوريا تدعو برنامج الأغذية العالمي إلى تنفيذ برنامج لإقامة جسر جوي واسقاط جوي (للمساعدات) فوراً إلى جميع هذه المناطق المحتاجة». وتابع أن أطراف النزاع السوري متفقة على أهمية إبقاء سوريا موحدة غير طائفية. معتبراً كل المكاسب التي تحققت حتى الآن في سوريا «هشة». لكنه أعلن أن روسيا التزمت بالعمل مع النظام لوقف قصف المناطق المدنية، وأن المبعوث الأممي دي ميستورا سيعمل على التوصل لاتفاق بشأن المعتقلين.

كما دعا كيري في المؤتمر الصحافي إلى العمل لجعل اتفاق وقف إطلاق النار اتفاقاً دائماً، وأكد أن المجموعة الدولية ستعمل على استعادة الأطراف التي تخرق الهدنة. أما لافروف، فقد أعلن أنه يجب منح كل الأطراف في سوريا فرصة لإسماع صوتها في مباحثات جنيف، وأن هناك تحالفاً بين جبهة النصرة وجماعات مسلحة وافقت على اتفاق الهدنة في سوريا.

وأوضح أن روسيا لا تدعم الأسد، «بل تدعم الجيش في مواجهة الإرهاب»، لافتاً إلى أننا «نرى أن جيش النظام الأكثر تأهيلاً لمحاربة الإرهاب في سوريا». وأضاف «نرفض استخدام العقوبات بديلاً للحوار السياسي في سوريا».

من جهة أخرى، قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا، ستافان دي ميستورا، امس الثلاثاء، إن القوى الكبرى فشلت في الاتفاق على موعد جديد لمحادثات السلام بين الأطراف المتحاربة في سوريا.

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرو إن القوى الكبرى اتفقت على الدفع باتجاه استئناف محادثات السلام السورية في جنيف بحلول بداية حزيران/يونيو إذا أمكن ذلك.

وأضاف للصحافيين «يبقى الهدف هو العملية السياسية. نريد من ستافان دي ميستورا (مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا) أن يجمع المفاوضين في أقرب وقت ممكن وحددنا لأنفسنا هدفا وهو بداية حزيران/يونيو إن أمكن».

 

الخارجية الأمريكية: المجموعة الدولية لدعم سوريا هي من أقر إدراج «النصرة» وتنظيم «الدولة» على قائمة الجماعات الإرهابية

تمام البرازي

واشنطن ـ «القدس العربي»: استمرت التساؤلات حول رفض الخارجية الامريكية إدراج «حركة أحرار الشام» في قائمة الجماعات الإرهابية وخاصة بعد تصريح الناطق باسم «احرار الشام» انها حمت المدنيين في قرية الزاره، بينما بث التلفزيون الروسي مقابلات حول ارتكابهم لمجازر ضد المدنيين في تلك القرية؟

اجاب جون كيربي الناطق بإسم الخارجية الامريكية «ان قرار المجموعة الدولية لدعم سوريا (issg) والتي روسيا وايران والسعودية وغيرهما وليس الولايات المتحدة فقط اعضاء فيها، قرروا ووفقاً لبيان ميونيخ عن المجموعة الدولية استثناء «جبهة النصرة» وتنظيم «الدولة» من وقف الأعمال العدائية في سوريا، اي ان هذا القرار اتخذ من قبل المجموعة الدولية لدعم سوريا ولم تتخذه الولايات المتحدة فقط».

وأضاف كيربي «بعيداً عمن كان هو المسؤول عن الهجوم على قرية الزاره فإنه لا يوجد أي عذر لقتل المدنيين العزل، وان السبب الرئيس اننا متمسكون بتطبيق وقف الأعمال العدائية في سوريا هو لوقف العنف ضد المدنيين في سوريا، وللأسف مازال يحدث هذا العنف، ولهذا يعمل وزير الخارجية جون كيري بجد على فرض التمسك بوقف الأعمال العدائية في سوريا».

واشار كيربي «سيجري وضع آليات للحفاظ على وقف الأعمال العدائية بفعالية، ونطالب من الذين لديهم نفوذ على المقاتلين في سورية بأن يمارسوا الضغط عليهم لوقف هذه الأعمال».

وحول تصريح رياض حجاب رئيس وفد التفاوض المعارض حول تلقيهم وعوداً من الغرب لتزويد المقاتلين السوريين بأسلحة متقدمة قال كيربي انه لم ير هذا التصريح وليس لديه اي تعليق حول المساعدات المباشرة التي يجري تزويد المعارضة السورية بها.

أما عن التقارير عن إرسال قيادة تنظيم «القاعدة» في باكستان مسؤولين كباراً من «القاعدة» إلى سوريا للعمل مع «جبهة النصرة» لإقامة إمارة في سوريا أجاب كيربي «ان النصرة فرع للقاعدة وهي التي تمثلهم في سوريا، وانه بدون الدخول في القضايا الإستخباراتية فإن النصرة تستغل فقدان وجود الحكومة السورية في مناطق داخل سورية، ولهذا نتعامل مع الأمر بجدية، ولقد جرى استثناء جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية من وقف الأعمال العدائية لأنهما تنظيمان ارهابيان، ولذلك فإنهما أهداف مشروعة في سوريا، وإننا نعتبر القاعدة والنصرة كمنظمة واحدة ومازلنا نحاول إقناع المعارضة السورية المسلحة بالابتعاد عن جبهة النصرة، ولكن الوضع على الساحة السورية ما يزال متحركاً ومتغيراً ويجري التمازج فيه بين الفصائل، وان بعض هذا الاختلاط مقصود وبعضه غير مقصود».

 

النظام السوري يتقدم بغوطة دمشق الشرقية ويتراجع غرباً

عدنان علي

حققت قوات النظام السوري تقدما في الغوطة الشرقية، على حساب فصائل المعارضة المتحاربة فيما بينها هناك، ودخلت بلدة دير العصافير، فيما تستعد للتوجه الى بلدة زبدين المجاورة، وسط معارك عنيفة.

 

وكانت قوات النظام سيطرت، أمس الثلاثاء، على بلدة نولة وكتيبتها العسكرية ووصلت الى بلدة بزينة، لكن قوات المعارضة تمكنت في وقت لاحق من استعادة السيطرة على أجزاء واسعة من البلدة التي يعني سقوطها، سيطرة النظام على القطاع الجنوبي بشكل كامل.

 

يأتي ذلك في وقت تتواصل فيه الاشتباكات بين جيش الإسلام وفيلق الرحمن على أطراف بلدات مديرا وبلدة بيت سوى، بسبب عدم التزام الطرفين بمبادرات الوفاق المطروحة، بينما يعيق كل طرف التعزيزات التي يرسلها الطرف الآخر الى جبهات القتال مع النظام.

 

وكان جيش الإسلام، حاول اقتحام بلدة مديرا مدعوماً بالدبابات، للسيطرة على مواقع فيلق الرحمن وجيش الفسطاط في البلدة وجرت اشتباكات في بلدة بيت سوى.

 

قوات النظام جددت محاولات تقدمها في محيط مخيم خان الشيح وعلى جبهات طريق السلام بغوطة دمشق الغربية

 

” أما في الغوطة الغربية، فجددت قوات النظام محاولات تقدمها في محيط مخيم خان الشيح وعلى جبهات طريق السلام بغوطة دمشق الغربية، في إطار سعيها لإحكام الحصار على المخيم من خلال السيطرة على النقاط التي تفصله عن بلدة زاكية، مستخدمة الطائرات الحربية والمروحية، فضلا عن القصف المدفعي.

 

وقد تمكنت فصائل المعارضة من التصدي لهجوم قوات النظام، قبل أن تشن هجمات معاكسة تمكنت خلالها من استعادة جميع النقاط التي خسرتها أمس الثلاثاء، وأوقعت في صفوف قوات النظام عشرات الإصابات بين قتيل وجريح، إضافة إلى أسر عنصرين، فيما سقط ثمانية قتلى في مناطق المعارضة، أغلبهم من المدنيين.

 

وفي منطقة القلمون، هاجمت فصائل المعارضة في “جبهة شهداء الشام” بالاشتراك مع جبهة النصرة نقطة البراميل في جرود القلمون، موقعة عشرات القتلى والجرحى في صفوف قوات النظام والميليشيات، خاصة في بلدة فليطة.

 

وقال ناشطون، إن عناصر تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، الموجودين في المنطقة أعاقوا تقدم قوات المعارضة، من خلال استهداف تجمعاتهم، وأرتالهم المتقدمة.

 

وفي وسط البلاد، شنت طائرات النظام السوري صباح اليوم الأربعاء، عدة غارات على مناطق في بلدة بلدتي حربنفسه والزارة الواقعتين تحت سيطرة قوات المعارضة بريف حماه الجنوبي، كما قصفت مدفعيته بلدة كفرزيتا بريف حماة الشمالي، بالتزامن مع تواصل الاشتباكات في محيط الزارة.

 

وفي شرق البلاد، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن اشتباكات عنيفة تجري داخل مدينة الحسكة، بين قوات النظام ومسلحين موالين لها من جهة، وقوات الأمن الداخلي الكردية “الأسايش” من جهة أخرى، وسط سماع دوي انفجارات داخل المدينة، ومعلومات مؤكدة عن سقوط جرحى في صفوف الطرفين.

 

المعارضة السورية والنظام يتبادلان عشرات الأسرى والجثث في حلب

عبد الرحمن خضر

أجرت فصائل من المعارضة المسلحة في مدينة حلب، شمالي سورية، مساء أمس الثلاثاء، عملية تبادل للأسرى والجثث مع قوات النظام، بإشراف فرع منظمة الهلال الأحمر العربي السوري في المدينة.

 

وقال الناشط الإعلامي، محمد الحلبي، لـ”العربي الجديد”، إنّ “فصائل من المعارضة تواصلت مع النظام عن طريق الهلال الأحمر السوري من أجل تبادل الأسرى والجثث لدى الطرفين”، مشيراً إلى أنّ “عملية التواصل امتدت لأكثر من عام، وواجهت صعوبات كثيرة، منها عدم اعتراف النظام ببعض الأسرى، ورفضه الأعداد التي تطلبها المعارضة، حتى تكلّلت أخيراً بالنجاح”، على حد قوله.

 

وبيّن أنّ “العملية تضمّنت تسليم المعارضة خمسة وعشرين أسيراً، بينهم ضباط ونحو سبعين جثة لعسكريين قُتِلوا خلال المعارك في مناطق مختلفة من حلب، لقوات النظام، مقابل إطلاقها سراح ثلاثة عشر مقاتلاً من المعارضة، كانوا قد أُسروا خلال العامين الماضيين، وتسليم إحدى عشرة جثة لمقاتلين قُتلوا في المعركة الأخيرة، المعروفة بمعركة النفق في حي الراشدين”.

 

وأشار الحلبي إلى أنّ “عملية التبادل هذه تعدّ الأكبر في مدينة حلب، من حيث الأعداد”، لافتاً إلى “سوء الوضع الصحي للأسرى، الذين كانوا لدى قوات النظام، وتعرضهم لكافّة أصناف التعذيب والإهانة”.

 

“أمنيات” فيينا السوري: محاولة جديدة للهدنة ومراوحة للحل السياسي

محمد أمين

فشل اجتماع المجموعة الدولية لدعم سورية، والتي تضم 17 دولة بينهم الأعضاء الدائمون في مجلس الأمن الدولي، في التوصل إلى نتائج عملية من الممكن أن تسهم في العودة إلى مفاوضات السلام المتعثرة في جنيف، للتوصل إلى حل سياسي يتضمن انتقال السلطة إلى هيئة حكم انتقالية من دون وجود رئيس النظام بشار الأسد، كما تطالب المعارضة استناداً إلى القرارات الدولية.

وأعلن وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، في ختام الاجتماع الذي عُقد أمس في العاصمة النمساوية فيينا، أنه تم “الاتفاق على زيادة المساعدات، ووضع جدول زمني للانتقال السياسي”، مشيراً إلى وجود تعهد بالعمل على وقف شامل لإطلاق النار، وإلزام جميع الأطراف به. وجاء كلام كيري خلال مؤتمر صحافي مشترك جمعه بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، والمبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا في العاصمة النمساوية فيينا. وشدد كيري على أن “الأول من أغسطس/ آب المقبل، سيكون هدفاً لبدء المرحلة الانتقالية في سورية، وليس مهلة نهائية”، مضيفاً أنه “سيتم إقصاء الأطراف التي ستخرق الهدنة عن محادثات جنيف”. وحول مسألة المساعدات الإنسانية، أوضح كيري أنه في حال منع وصول المساعدات، فإن المجتمعين اتفقوا على إقامة جسر جوي لإيصال المساعدات إلى المناطق المحتاجة.

من جهته، رأى لافروف أن “هناك تقدماً على كافة مسارات التسوية السورية”، مضيفاً: “أعتقد أن أهم النتائج هي التأكيد الكامل من دون أي حذف لتلك القاعدة التي يستند إليها عملنا، وهي البيان المشترك للمجموعة الدولية لدعم سورية، وقرارات مجلس الأمن الدولي 2218 و2256 و2268”. وبيّن أن “روسيا ستراقب التزام دمشق بنظام وقف إطلاق النار”، مضيفاً: “تعهدنا في بيان 9 مايو/ أيار، وتم التأكيد على ذلك اليوم، بأننا سنعمل بنشاط أكبر مع الحكومة السورية حتى تراقب الالتزام بتعهداتها”. وأعلن لافروف أن موسكو لا تدعم الأسد بل “تدعم القتال ضد الإرهاب، وعلى الأرض لا نرى أي قوة حقيقية أكثر وأكثر فعالية من الجيش السوري رغم جميع نقاط ضعفه”.

أما دي ميستورا فأعلن أن القوى الكبرى فشلت في الاتفاق على موعد جديد لمفاوضات السلام، مضيفاً: “القضية لا تزال بانتظار نتيجة ملموسة ما، لكن لا يمكننا الانتظار طويلاً ونريد أن نحافظ على الزخم”. لكن وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت، كشف أن القوى الكبرى اتفقت على الدفع باتجاه استئناف المفاوضات السورية في جنيف بحلول بداية يونيو/ حزيران المقبل إذا أمكن ذلك. وأضاف للصحافيين في فيينا: “يبقى الهدف هو العملية السياسية. نريد من دي ميستورا أن يجمع المفاوضين في أقرب وقت ممكن، وحددنا لأنفسنا هدفاً وهو بداية يونيو/ حزيران إن أمكن”.

فيما كان اللافت إعلان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بعد الاجتماع، أنه سيكون من الضروري البحث في البدائل إذا لم يمتثل الأسد لمحاولات التوصل لهدنة في عموم البلاد. وقال الجبير إن المملكة تعتقد أنه كان ينبغي الانتقال إلى خطة بديلة منذ فترة طويلة. وأضاف أن “خيار الانتقال لخطة بديلة وخيار تكثيف الدعم العسكري للمعارضة بيد نظام الأسد وأنه إذا لم يستجب لاتفاقات المجتمع الدولي فسيتعين حينها دراسة ما يمكن عمله”.

أما وزير الخارجية الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، فقد عبّر عن عزم القوى الكبرى زيادة الدعم الإنساني في سورية، عبر إلقاء المساعدات من الجو، لتحسين الوضع الإنساني في سورية، وفق قوله.

فيما قالت المجموعة الدولية في بيان إنه “عندما يجد قادة المجموعة أي طرف من أطراف وقف القتال يرتكب سلوكاً متكرراً من عدم الالتزام، فإن مجموعة العمل يمكن أن تحيل مثل هذا السلوك إلى وزراء المجموعة أو إلى من يكلفهم الوزراء لتقرير ما يتعين اتخاذه من إجراء مناسب بما في ذلك استثناء مثل هذه الأطراف من ترتيبات وقف (القتال) والحماية التي تكفلها”.

هذا الفشل لم يكن مفاجئاً للمعارضة السورية، في ظل إصرار النظام على عدم الدخول في جوهر التفاوض وهو تحقيق انتقال سياسي في البلاد. وأكد رئيس وفد المعارضة المفاوض أسعد الزعبي، “لـ”العربي الجديد”، أن المعارضة لم تكن تعوّل أساساً على هذا الاجتماع لجهة إحداث اختراق سياسي مهم، وأضاف: “كالعادة لا يعرف كيري ماذا يقول ولا على ماذا يعتمد”. وأبدى الزعبي عدم ثقته بوزيري خارجية روسيا والولايات المتحدة، راعيتي التفاوض بين المعارضة والنظام، مشيراً إلى أن كيري “يحمل دائما في جعبته الوعود الكبيرة للمعارضة ولكن سرعان ما نكتشف أنها ليست كذلك”.

من جهته، قال المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة رياض نعسان آغا، تعليقاً على نتائج اجتماع فيينا: “ننتظر ما سيحدث على الأرض”، مضيفاً في تصريح لـ”العربي الجديد”: “التصريحات التي أعقبت الاجتماع من وزيري خارجية روسيا والولايات المتحدة تبدو مجرد أمنيات”. وحول عودة المعارضة إلى طاولة التفاوض توقع نعسان آغا أن تجتمع الهيئة العليا للمفاوضات لمناقشة الوضع، وبناء عليه تتخذ قرارها. وكانت المعارضة السورية قد علقت مشاركتها في مفاوضات جنيف في الثامن عشر من الشهر الفائت احتجاجاً على خروقات النظام المستمرة للهدنة وعدم تحقيق تقدم جدي في الملف الإنساني، خصوصاً لجهة فك الحصار عن مناطق تحاصرها قوات النظام، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية العاجلة، وإطلاق المعتقلين كما نص القرار الدولي 2254. وأشارت مصادر في المعارضة السورية لـ”العربي الجديد” إلى أن الوعود والتطمينات الأميركية للمعارضة السورية “فارغة”، مضيفة: “خبرناها جيداً طيلة سنوات الثورة”، لافتة إلى أنه “لا ضوء في نهاية النفق المظلم” الذي أدخل نظام الأسد البلاد فيه بسبب تمسكه بالسلطة وارتكابه المجازر بحق المدنيين في سبيل ذلك.

وبدأت المعارضة السورية في الآونة الاخيرة تعلن عدم ثقتها بالإدارة الأميركية التي تبدو اليوم “عاجزة أو غير مستعدة للتصدي للعداء المتزايد من قبل روسيا”، وفق ما نقلت وكالة “رويترز” عن دبلوماسي أوروبي. كما نقلت الوكالة عن دبلوماسيين غربيين شعور الأوروبيين بالإحباط بسبب تهميشهم في إيجاد حل سياسي في سورية ينهي سنوات من الحرب التي يشنها النظام على المعارضة وأدت إلى مقتل وتشريد ملايين السوريين، وجعلت بلادهم عرضة للتفتت.

وقال دبلوماسي بارز في الأمم المتحدة في تصريح صحافي، إن الأوروبيين “يميلون للشك كثيرا بشأن ثنائية أميركا-روسيا”. كما رجح مراقبون أن تكون واشنطن فقدت إلى حد ما القدرة للتأثير على موسكو، بعدما أحجمت عن تنفيذ تهديد الرئيس الأميركي باراك أوباما عام 2013 بمعاقبة الأسد؛ بسبب استخدامه أسلحة كيميائية في منتصف عام 2013، ما أدى إلى مقتل آلاف المدنيين جلهم أطفال في محيط دمشق.

وكان رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أنس العبدة، قد أكد الأحد أن “هناك محاولات ابتزاز عسكري وسياسي من أجل تطويع الثورة السورية للقبول ببشار الأسد، وكل الطغمة الحاكمة والمؤسسة الأمنية والعسكرية في مرحلة انتقالية غير واضحة المعالم ودون مدى زمني لها”. وأشار في كلمة له في افتتاح تجمع فلسطيني سوري معارض في غازي عنتاب التركية، إلى أن “هناك أيضاً تآمراً على التمثيل الحقيقي للشعب السوري باختراع أطر وتشكيلات من صناعة أجهزة المخابرات الأسدية، وأخرى دولية تحاول تغييب جوهر الصراع بين أغلبية شعب سورية المنكوب من نظام تسلطي إرهابي، نحو صراع استئصالي مجاني بين قوى الثورة”، وفق العبدة.

وتحاول روسيا وإيران “تعويم” معارضات سورية مرتبطة بهما وتقبل برؤيتهما للحل في سورية، تنافس الهيئة العليا للمفاوضات على أنها الممثل الوحيد للثورة والمعارضة السورية. ويرى عضو اللجنة الاستشارية لوفد المعارضة المفاوض يحيى العريضي، أنه من الممكن انعقاد جولة رابعة من مفاوضات السلام في جنيف، مضيفاً: “لكن التفاوض سيبقى في مهب التوقف والتأجيل كما حدث في الجولة السابقة وللأسباب نفسها”، لافتاً إلى أن جميع القوى الدولية والإقليمية ذات العلاقة بالملف السوري “مأزومة” في الوقت الراهن، مضيفاً: “مصالحها متناقضة بالعمق، حتى وإن بدت متماهية من حيث الشكل”.

ويشير العريضي في حديث مع “العربي الجديد”، إلى أن “التناغم الأميركي الروسي” بما يخص القضية السورية “غير واضح المعالم”، مردفاً: “هناك لا مبالاة أميركية، وعدم اهتمام، ومحاولة لاحتكار الملف السوري وتحييد الأطراف الأخرى من قبل موسكو وواشنطن، ما ولّد امتعاضاً أوروبياً بدأ يطفو على السطح من خلال تصريحات مسؤولين غربيين”. ويلفت إلى أن النظام وحلفاءه الإيرانيين والروس يحشدون في أكثر من موقع في سورية استعداداً للدخول في معارك جديدة، وفي المقابل تعمل الدول الداعمة للمعارضة السورية على مساعدتها ومدها بالسلاح، ما يدفع بالفعل لاستئناف التفاوض مرة أخرى.

ويرى العريضي أن العودة إلى جنيف مرتبطة بتحسن الشروط الإنسانية والسياسية والعسكرية، مضيفاً: “لا بد من تحقيق تقدّم حقيقي وجدي على صعيد فك الحصار عن مدن وبلدات محاصرة من قبل قوات النظام ومليشيات طائفية تساندها، وإدخال مساعدات إنسانية، وإطلاق معتقلين من سجون النظام، والضغط على النظام للدخول في صلب التفاوض للوصول لحل سياسي، وتفعيل الهدنة من خلال إيقاف القصف على المدنيين من قبل طيران النظام، والمقاتلات الروسية”، لافتاً إلى الطيران الروسي ارتكب مجزرة غرب دمشق في الوقت الذي بدأت فيه اجتماعات المجموعة الدولية في فيينا.

 

الغوطة الشرقية:تصاعد الاقتتال الداخلي..وتقدم لقوات النظام

عمار حمو

سيطرت قوات النظام على قريتي نولة وبزينة جنوبي الغوطة الشرقية، الثلاثاء، وتسعى للتقدم نحو بلدة دير العصافير، بالتزامن مع استهداف المنطقة بقذائف الهاون والمدفعية الثقيلة. وشهدت بلدة الركابية معارك عنيفة بين قوات النظام وفصائل المعارضة، وتضاربت الأنباء حول سقوطها.

 

مصدر عسكري من “فيلق الرحمن”، أكد لـ”المدن”، أن النظام سيطر على نولة وبزينة أقصى جنوبي الغوطة الشرقية، وأشار إلى أن “فيلق الرحمن” كان يرابط على النقاط التي سقطت.

 

ووجّهت اتهامات إلى “جيش الإسلام”، لقيامه بسحب عدد كبير من عناصره، من ريف الغوطة الجنوبي، على وقع الاقتتال الداخلي. مصدر محلي قال لـ”المدن”، إن “جيش الإسلام” سحب معظم قواته من القطاع الجنوبي، وليس لـ”فيلق الرحمن” نقاط رباط كثيرة في المنطقة، وهو ما دفع المدنيين من أبناء المنطقة إلى مواجهة قوات النظام من دون وجود أي تخطيط عسكري لديهم.

الناطق الرسمي باسم “جيش الإسلام” إسلام علوش، قال لـ”المدن”، إن “الاتهامات الموجهة إلينا غير صحيحة، لدينا أكثر من 500 مقاتل محاصرين في المنطقة من قبل الفيلق وجيش الفسطاط”، ولا يسمح لنا بإدخال الذخيرة لهم”. علوش حمّل مسؤولية سقوط القطاع الجنوبي بالكامل لمن وصفهم بالقوات المعتدية على “جيش الإسلام”، مشيراً إلى أن “جيش الإسلام” لم يستطع الوصول إلى القطاع الجنوبي منذ بدء الاقتتال في 28 نيسان/إبريل.

 

تقدم النظام السوري على محور القطاع الجنوبي للغوطة الشرقية، جاء بالتزامن مع تجدد الاقتتال الحاصل بين “جيش الإسلام” من جهة، و”فيلق الرحمن” و”جيش الفسطاط” من جهة أخرى، وتعزيز جبهاتهم الداخلية على حساب نقاط تماسهم مع النظام. وتداولت وسائل الإعلام مقتل قرابة 400 شخص نتيجة الاقتتال الداخلي، إلا أن مصدراُ عسكرياً أكد لـ”المدن” أن العدد لا يتجاوز 150 قتيلاً.

 

واقتحم “جيش الإسلام” من ثلاثة محاور، الثلاثاء، بلدات مديرا والأشعري وبيت سوا، وكانت المواجهات على أشدها في بلدة بيت سوى، فوقع ثلاثة قتلى من المدنيين، فيما أصيب 20 آخرون.

 

وصدر بيان عن “الهيئة العامة للغوطة الشرقية”، الثلاثاء، جاء فيه: “لا يزال جيش الإسلام متواجداً في بلدة مسرابا”، وكان الاتفاق الأول بين “جيش الإسلام” و”فيلق الرحمن” قد نصّ على انسحاب الطرفين من البلدة وجعلها منطقة عازلة بينهما. و”الهيئة العامة” هي تجمع للقوى المدنية في الغوطة. وأضاف البيان أن “جيش الإسلام نفذ هجوماً جديداً على مديرا وبيت سوا، في نكوص واضح عن كل الاتفاقات والمبادرات الموقعة، واستمر في سياسة التحريض الإعلامي والتجييش لاقتحام البلدات المأهولة، وسحب القوات من الجبهات لتحويلهم إلى الاقتتال الداخلي”. وطالب البيان بتحييد المدنيين وتجنيبهم آثار الخلاف ووقف المداهمات والاعتقالات، وإطلاق سراح جميع المعتقلين، وفتح الطرقات وإزالة السواتر الترابية.

 

من جهته، أصدر “جيش الإسلام” بياناً يعلن قبوله بمبادرة عضو “الهيئة العليا للمفاوضات” رياض حجاب، بخصوص الاقتتال الحاصل في الغوطة، ومتهماً “فيلق الرحمن” برفض المبادرة تهرباً من استحقاق الحل، في حين أصدر “جيش الفسطاط” بياناً اعتبر فيه أن “جيش الإسلام فئة باغية، وأن رد فيلق الرحمن على جيش الإسلام شرعي لا لبس فيه”. وتعتبر “جبهة النصرة” أبرز التشكيلات في “جيش الفسطاط”.

 

لم يتوقف الخلاف بين فصائل الغوطة الشرقية عند الاتهامات المتبادلة والاقتتال، بل وصل الأمر إلى حملات اعتقال من كلا الطرفين، لعسكريين وشخصيات دينية وإعلاميين، علاوة عن انسحاب وإعادة تموضع للفصائل المتنازعة. فانسحب “فيلق الرحمن” و”جيش الفسطاط” من تل فرزات والفضائية.

 

مصادر مقربة من “جيش الإسلام”، أشارت إلى أن انسحاب “جيش الفسطاط” من النقطتين بغرض زجّ عناصره ضد “جيش الإسلام”، فيما قال الناطق باسم “فيلق الرحمن” وائل علوان، لـ”المدن”: “كان يرابط على تل فرزات اللواء 18 التابع لفيلق الرحمن، ولكن جيش الإسلام حاصره ومن ثم اعتقل عناصره، وحلّ جيش الإسلام مكان الفيلق في تل فرزات”.

 

استمرار فصائل الغوطة الشرقية في الاقتتال، وترك جبهات النظام باردة، يؤدي إلى تهاوي مدن وبلدات الغوطة الشرقية الواحدة تلو الأخرى، لاسيما في قطاعي جنوبي الغوطة والمرج. ويشير تسجيل صوتي، يتناقله النشطاء، لأحد الناشطين من قطاع المرج وهو يقول فيه إن سقوط بلدات جنوب الغوطة بات متوقعاً، وأصبحت بلدتي جسرين والمحمدية تحت خطر السقوط.

 

وتعتبر سيطرة قوات النظام على جنوب الغوطة، وتحديداً بلدات دير العصافير وزبدين والركابية ونولة، خسارة المعارضة لخمسة آلاف دونم من سلتها الغذائية المزروعة بالقمح، وفق ما ذكره لـ”المدن” الناشط الحقوقي محمد الثائر، بالإضافة إلى مزيد من النزوح لأهل المنطقة.

 

فيينا: إعادة تدوير مقررات ميونيخ.. ووقف دائم لإطلاق النار

دينا أبي صعب

اختتمت مجموعة العمل الدولية الخاصة بسوريا اجتماعها في فيينا، الثلاثاء، بإصدار بيان لا يختلف لناحية المضمون عن بيان ميونيخ الصادر في شباط/فبراير الماضي، إلا أن الفارق الوحيد بين البيانين هو الحديث عن وقف دائم وشامل لاطلاق النار، على عكس مقررات ميونيخ، إذ تم تحديد مهل زمنية لوقف الأعمال العدائية.

 

وينقسم البيان الختامي للمؤتمر الى ثلاثة عناوين أساسية: وقف الاعمال العدائية. ضمان ايصال المساعدات الانسانية. والعنوان الاخيراعتبر أن “الدفع بالعملية السياسية هو القاعدة”. وتشير الفقرة الملحقة بالعنوان الاخير الى تاريخ الاول من آب/أغسطس المقبل، باعتباره الموعد المستهدف لبدء عملية الانتقال السياسي تبعاً لقرار مجلس الأمن 2254، وبموجب هذا القرار يكون على الطرفين السوريين التوصل إلى اتفاق يحدد إطار عملية انتقال سياسي حقيقي، ويحافظ على مدنية الدولة وعدم طائفيتها، عبر هيئة حاكمة انتقالية موسعة ذات صلاحيات تنفيذية كاملة، سبق وتناولها المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا في احاطته لمجلس الامن بتاريخ ٢٧ نيسان/ابريل الماضي، التي لخص فيها القواسم المشتركة بين الجانبين السوريين لعملية انتقال سياسي يحددها السوريون وحدهم، وتكون تحت إشراف الأمم المتحدة، على ان تلعب المجموعة الدولية دوراً مسهلاً وضاغطاً لبدء عملية الانتقال السياسي حسب الجدول الزمني المعتمد.

 

ويفترض ان تكون هذه المسلمات أساس جولة المحادثات السورية المقبلة، التي لم يحدد تاريخ عقدها بعد، بانتظار المساعي الدولية والاقليمية للضغط على الاطراف المعنية لإعادة تفعيل قرار وقف الاعمال العدائية وايصال المساعدات، لضمان فعالية المباحثات المقبلة.

 

وتشير مصادر دبلوماسية متابعة في فيينا الى ان صعوبات عديدة تقف امام اعادة تفعيل الهدنة، من بينها “وجود النية الفعلية لدى الاطراف الاقليميين والدوليين لفك الارتباط مع جبهة النصرة، بالاستناد الى ان قوى التحالف الاميركية لم توجه ضربات عسكرية لجبهة النصرة واكتفت بمقاتلة تنظيم داعش، علما ان الامم المتحدة لم تميز بين الفصيلين لناحية تصنيفهما بالارهابيين، فلماذا التمييز في المواجهة بينهما؟” ويضيف المصدر لـ”المدن”، أن البيان الختامي لاجتماع فيينا لم يختلف لناحية المضمون عن بياني فيينا السابقين وبيان ميونيخ “لكنه كان ضرورياً لاعادة وضع مسار المباحثات السياسية على السكة الصحيحة، وبكل الاحوال فإن صرف الجهد في الدبلوماسية يبقى اقل كلفة من الحرب، وعلى الاطراف جميعاً ادراك ان فشل العملية السياسية سيقود الى حرب طويلة الامد لن تنتهي بسهولة وستطال دولاً كثيرة”.

 

ورأى المصدر أن إيصال المساعدات الى ١٨ منطقة محاصرة لن يكون بالامر السهل أيضاً “خصوصاً مع وجود قوى أمر واقع تفرض قراراتها ويخشى من تعرضها لقوافل المساعدات او مصادرة حمولتها”.

 

ويركز البيان في مسألة إيصال المساعدات على ضرورة الضغط على الأطراف لتمرير المساعدات، والا سيترك الخيار مفتوحاً امام الامم المتحدة وشركائها لايصال هذه المساعدات بسبل أخرى، من بينها طرق الانزال الجوي.

 

في هذا السياق، أشار نص البيان الى أن “الحصار المفروض على السكان المدنيين في سوريا يشكل انتهاكا للقانون الإنساني الدولي”، ودعا إلى رفع فوري لجميع الحصارات التي تمارسها الاطراف على المناطق السورية، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى جميع المحتاجين، تطبيقاً لقرارات الدولية، مع ترك المعابر الحدودية الضرورية للإغاثة الإنسانية مفتوحة.

 

ويحدد البيان مجموعة من المناطق ذات الاوضاع الانسانية الحرجة، منها داريا ودوما وحرستا والمعضمية والزبداني وزملكا وكفربطنا، التي تحاصرها قوات الرئيس السوري بشار الأسد، إضافة إلى الفوعة وكفريا المحاصرتين من قبل تحالف “جيش الفتح”، ومخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب دمشق الذي يخضع لحصار من قبل “داعش”. ويحدد البيان موعد إدخال المساعدات إلى تلك المناطق اعتباراً من مطلع الشهر المقبل، وفي حال تعذّر ذلك سيتم اللجوء إلى مد جسور جوية.

 

ويختم البيان بجملة ملحقة، يبدو أنها أضيفت من خارج سياق النص الأساسي، تشير الى طلب المجموعة الدولية من دي ميستورا “تيسير التوصل إلى اتفاقات بين الأطراف السورية من أجل الإفراج عن المعتقلين. وحماية صحتهم وسلامتهم”، من كافة الاطراف المسؤولة عن احتجازهم.

 

وكان لافتاً عدم التطرق إلى مصير الأسد في البيان، وفي تصريحات وزراء الخارجية المشاركين في المؤتمر، ما عدا وزير الخارجية السعودية عادل الجبير، الذي قال للصحافيين، إن المجموعة الدولية الداعمة للمعارضة مصرة على استمرار هذا الدعم و”على مستقبل سوريا من دون الاسد”، مشيراً إلى وجود “خيارات بديلة”، إذا لم ينخرط الأسد في العملية السياسية.

 

كيري: المرحلة الانتقالية السورية تبدأ في آب

لم تتمكن المجموعة الدولية لدعم سوريا من تحديد موعد رسمي جديد لاستئناف محادثات السلام السورية في جنيف، فيما أفصح وزير الخارجية الفرنسية جان مارك إيرولت عن رغبة دولية في أن يجتمع المتفاوضون السوريون في حزيران/يونيو المقبل “إذا أمكن ذلك”.

 

وتم الاتفاق خلال المحادثات الدولية التي استضافتها فيينا، الثلاثاء، على تعزيز وقف إطلاق النار في أنحاء سوريا، فضلاً عن القرارات السابقة حول إيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة، مع إمكانية استخدام الطائرات في إسقاطها.

 

وعقب انتهاء الاجتماع، قال المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، في مؤتمر صحافي مشترك مع وزيري الخارجية الأميركية جون كيري والروسية سيرغي لافروف، إن تحديد موعد الجولة المقبلة من المفاوضات “بانتظار نتيجة ملموسة ما من هذا الاجتماع”، مضيفاً “لكن لا يمكننا الانتظار طويلاً. نريد أن نحافظ على الزخم”.

 

من جهته، أعلن كيري أنه تم تحديد بداية أغسطس/آب “موعداً مفترضاً” لبدء المرحلة الانتقالية في سوريا، في السابق، وأمل في أن يحصل ذلك فعلاً، وكشف أن إيصال المساعدات إلى المدن السورية سيبدأ اعتبارا من واحد حزيران/يونيو المقبل، على أن يعمل دي ميستورا على التوصل لاتفاق بشأن المعتقلين السوريين في سجون نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وأشار إلى أن روسيا التزمت بالعمل مع النظام لوقف قصف المناطق المدنية، لكنّه اعتبر أن كل المكاسب التي تحققت حتى الآن في سوريا “هشة”.

 

في المقابل، أعلن لافروف أنه تم الاتفاق على ضرورة التأثير على مجموعات المعارضة السورية كافة “لكي تلتزم بما تنص عليه قرارات مجلس الأمن الدولي ولا تضع شروطا مسبقة على محادثات السلام”. وأشار إلى أن هناك من يراهن على إسقاط الأسد ويحاول زعزعة التسوية السياسية في سوريا، وجدد التأكيد على أن روسيا لا تدعم الأسد “بل تدعم الجيش في محاربة الإرهاب”، معتبراً أن “الجيش السوري الأكثر تأهيلاً لمحاربة الإرهاب في سوريا”.

 

وسائل إعلام روسيا وتركيا أدلت برواياتها من فيينا

هذا ما تساجل به لافروف وجاويش أوغلو

نصر المجالي

إيلاف من لندن: نشرت وسائل إعلام تركية وروسية يوم الأربعاء، كل من وجهة نظر مواقف بلده الرسمية، تفاصيل السجال الذي جرى بين وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والتركي مولود تشاوش أوغلو في اجتماع مجموعة دعم سوريا في فيينا، حول الدعم التركي المحتمل لداعش.

 

وكان الخلاف بين وزيري خارجيتي تركيا وروسيا يتعلق بقنوات تزويد بعض فصائل المعارضة السورية التي تقول موسكو إنها (إرهابية) في سوريا الممتدة عبر الحدود التركية- السورية

 

وكانت وزارة الدفاع الروسية، نشرت في وقت سابق، صورًا زعمت أنها “لعمليات تهريب النفط من مناطق سيطرة داعش في سوريا إلى تركيا، مقابل توريدات الأسلحة والذخيرة للتنظيم”.

 

تقديم استقالة

 

ونقلت وكالة أنباء (الأناضول) في روايتها لما جرى بين الوزيرين، تأكيد وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، لنظيره الروسي، سيرغي لافروف، استعداده للاستقالة في حال إبرازه دليلاً واحدًا، حول مزاعم لبلاده تتهم أنقرة بمساعدة تنظيم “داعش” الإرهابي.

 

وقال جاويش أوغلو، مخاطبًا لافروف، “أنت دبلوماسي محنك، ومن أكثرنا خبرة، كان ينبغي عليك ألا تعتمد على مزاعم هزلية، وأنا أكرر ما قاله رئيس الجمهورية (رجب طيب أردوغان)، إذا كان لديكم دليل واحد حول مساعدة تركيا لداعش الإرهابي، فأنا مستعد للاستقالة”.

 

وأضاف “لكن إذا لم تستطع إثبات ذلك، فأدعوك لقضاء ما تبقى من حياتك ضيفاً عندنا في أنطاليا (ولاية سياحية غرب تركيا)”.

 

وقالت الوكالة إن لافروف هزّ برأسه مبديًا موافقته على ما قاله جاويش أوغلو، بحسب ما ظهر على الشاشات.

 

رد لافروف

 

من جهتها، نقلت وسائل الاعلام الروسية عن لافروف تأكيده في رده على نظيره التركي أن هناك عددًا من الدلائل على وجود شبكة واسعة تشكلت على الجانب التركي من الحدود لتموين تنظيم “داعش” في سوريا.

 

وأوضح أن الحديث يدور عن مقطع من الحدود طوله قرابة 90 كيلومترًا، يسيطر عليه في الجانب السوري إرهابيو “داعش”، وهو يحد جيبين خاضعين لسيطرة القوات الكردية. وأشار إلى أن أنقرة تقول دائمًا إنها لن تسمح للأكراد بتوحيد هذين الجيبين، ولذلك لا تسمح لهم بطرد “داعش” من هذه المنطقة.

 

ودعا لافروف أنقرة، بدلاً من نفي كافة الاتهامات قطعيًا، إلى تقديم الرد على وثيقة وزعتها روسيا قبل فترة في الأمم المتحدة بصورة غير رسمية، إذ تضمنت هذه الوثيقة حقائق حول شبكات تمويل الإرهابيين وتزويدهم بالأسلحة.

 

مزاعم

 

وتابع الوزير الروسي: “قال جيراننا الأتراك في مجلس الأمن إن كل هذه الحقائق مزاعم مختلقة، واليوم أكد وزير الخارجية التركي، عندما ذكرته بكل ذلك، أن أنقرة تنفي قطعيًا كل ما جاء في الوثيقة الروسية، لكن هذه الوثيقة تتضمن أسماء البلدات والمؤسسات التركية المتورطة في العمليات المشبوهة وحقائق كثيرة أخرى، ولذلك طالبته، بدلاً من النفي غير المدعم بالوثائق، أن يوضح الأتراك في مجلس الأمن لماذا يعتبرون كافة هذه الحقائق غير صحيحة. وإذا كانت هناك حقائق صحيحة، فعليهم أن يطلبوا المساعدة، إذا كانت أنقرة عاجزة عن الحد من مثل هذه التجاوزات بنفسها”.

 

مشاركون

 

يذكر أنه شارك في الاجتماع نحو 20 دولة، و4 منظمات دولية، وترأسه كل من وزير الخارجية الأميركي جون كيري، ونظيره الروسي سيرغي لافروف، فضلًا عن مشاركة وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، ووزراء خارجية كل من فرنسا، وبريطانيا، وألمانيا، والسعودية، وقطر، ومصر، والأردن.

 

وكانت المعارضة السورية الممثلة في الهيئة العليا للمفاوضات، قد علّقت مشاركتها الرسمية في محادثات الجولة الماضية بجنيف خلال أبريل الماضي، نتيجة “تراجع الملف الإنساني، واستمرار خروقات النظام للهدنة، ومنع وصول المساعدات، وعدم التقدم في ملف إطلاق المعتقلين”.

 

الزعبي: 80 الف مقاتل إيراني في سوريا

الشرق الاوسط اللندنية

يوسف دياب

عززت المحادثات التي أجرتها القوى العالمية الكبرى،   الثلاثاء، في فيينا، لإعادة فرض وقف إطلاق النار في سوريا، وضمان وصول المساعدات إلى المناطق المحاصرة، الانقسام الدولي، خصوصًا بين الولايات المتحدة الأميركية وروسيا حول مصير رئيس النظام السوري بشار الأسد، فيما تقاطعت مواقف 17 دولة شاركت في الاجتماع على أهمية «إقناع الفصائل المسلحة وقادة المعارضة باستئناف المفاوضات مع الحكومة». ونعت المعارضة السورية عملية السلام، ورأت أن «الدول الكبرى والأمم المتحدة التي أثبتت عجزها عن إدخال الحليب إلى أطفال سوريا المحاصرين، هي عاجزة بالتأكيد عن فرض السلام»، مؤكدة أن «الرهان لم يعد على جولة جديدة من المفاوضات، بل تحوّل إلى رهان على الأرض بعدما باتت الكلمة للميدان».

 

وفي تعبير واضح على فشل محادثات فيينا، أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري، في تصريح له بعد المحادثات، أن «موعد الأول من أغسطس (آب) الذي تم تحديده للأطراف المتحاربة في سوريا للاتفاق على إطار عمل حول عملية الانتقال السياسي هو هدف وليس موعدًا نهائيا لذلك».

 

أما وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الذي حاول التخفيف من دور بلاده في إفشال العملية السلمية، فقال إن «موسكو لا تدعم الرئيس السوري بشار الأسد، بل تدعم الجيش السوري في مواجهة تنظيم داعش». وأضاف: «نحن لا ندعم الأسد بل ندعم القتال ضد الإرهاب، وعلى الأرض لا نرى أي قوة حقيقية أكثر فعالية من الجيش السوري رغم جميع نقاط ضعفه». وشدد على ضرورة «مشاركة أطياف المعارضة السورية جميعها بممثلين عنها في المحادثات مع وفد الحكومة».

 

وانتقد لافروف ما سماه «الشروط المسبقة لبعض جماعات المعارضة السورية للمشاركة في محادثات جنيف»، وقال: «نشدد على الحاجة إلى إرسال رسالة قوية إلى المعارضة السورية التي تحاول فرض شروط مسبقة». وتابع: «نشعر أن شركاءنا الأميركيين فهموا أهمية الالتزام بجميع الاتفاقيات، بما في ذلك الحاجة إلى وجود ممثلين للمعارضة لإجراء محادثات مع الوفد الحكومي».

 

وقال مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا إنه لا يستطيع دعوة نظام الرئيس السوري بشار الأسد والمعارضة السورية للعودة إلى محادثات السلام إلا إذا كان هناك وقف «جدي» لإطلاق النار.

 

من جهته، قال وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، أمس، إنه سيكون من الضروري البحث في البدائل إذا لم يمتثل الرئيس السوري بشار الأسد لمحاولات التوصل إلى هدنة في عموم البلاد. وقال الجبير للصحافيين بعد اجتماع لحكومات أجنبية في فيينا أن المملكة تعتقد أنه كان ينبغي الانتقال إلى خطة بديلة منذ فترة طويلة.

 

وأضاف أن خيار الانتقال إلى خطة بديلة وخيار تكثيف الدعم العسكري للمعارضة. وإذا لم يستجب نظام الأسد إلى اتفاقيات المجتمع الدولي، فسيتعين حينها دراسة ما يمكن عمله.

 

هذا الإخفاق الدولي، دفع بالهيئة العليا للمفاوضات الممثلة للمعارضة إلى نعي العملية السياسية، ورأى الناطق باسم الهيئة رياض نعسان آغا أنه «إذا كانت الدول العظمى لا تستطيع إدخال مساعدات إلى المحاصرين، فكيف للمبعوث الأممي (ستيفان) دي ميستورا أن يقرر إذا كانت هناك جولة جديدة من المفاوضات؟».

 

وأكد آغا، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «رهان جولة جديدة من المفاوضات، تحوّل إلى رهان على الأرض، لأن الكلمة باتت للميدان بعد الفشل الدولي الفاضح». وقال إن «اتفاق الدول الكبرى على إسقاط المساعدات بالطائرات هو دليل عجز مخيف وقصور على إدخالها إلى المناطق المحاصرة». وسأل: «أليست روسيا موجودة بينهم وهي التي تأمر وتنهي النظام وتديره عسكريًا؟ إذا كانوا عاجزين عن إدخال علبة حليب فكيف يكونون قادرين على إيجاد حلّ سلمي؟».

 

وفي رفض ضمني للعودة إلى طاولة المفاوضات، اعتبر الناطق باسم الهيئة العليا، أن «الحل بعد مؤتمر فيينا بات أسوأ مما كان قبله، فالشعب السوري كان يراهن على بارقة أمل من هذا المؤتمر علّه يتقدم خطوة إلى الأمام، فإذا به يعود عشر خطوات إلى الوراء». وسأل آغا: «هل انتفت الأسباب التي دعت إلى تأجيل المفاوضات؟». لافتًا إلى أن «المطالب الروسية شبه تعجيزية، خصوصًا عندما يطلبون منا فصل الجيش الحرّ عن الجبهات». وسخر من كلام لافروف على أن روسيا ليست حليفة للأسد بل تريد وحدة الجيش السوري، وقال: «هل يعني الحفاظ على وحدة الجيش السوري أن يعود الجيش الحر إلى وصاية بشار الأسد وعلي مملوك؟ نحن مع وحدة الجيش السوري، لكن شرط تغيير قيادته وإعادة هيكلته».

 

وأعلن رياض نعسان آغا أن «المعارضة ترفض المقترحات الروسية التي تحاول إفراغ (جنيف1) من مضمونه، هم لا يريدون هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحية، بل يريدون حكومة وحدة وطنية تقدّم أوراق اعتمادها إلى بشار الأسد، روسيا تطارد المعارضة وتعمل على إفشالها، وما زالت تعد أن كل من يعادي الأسد هو إرهابي».

 

وبشأن ما يحكى عن حلف أوروبي – خليجي جديد قادر على مواجهة التفرد الروسي في سوريا، أوضح آغا أن «هذا الأمر كان مطروحًا، لكن الجميع يتردد في تجاوز الخط الأحمر، لأنه قد يعني حربًا عالمية جديدة»، مشيرًا إلى أن «الدخول في هذا الجو لا يعني مواجهة مع إيران وروسيا، بل قد تفتح أبواب الجحيم على المنطقة».

 

من جهته، قال وزير الخارجية الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، الذي شارك في المحادثات: «إن الولايات المتحدة وروسيا ستساعدان في تحديد المسؤول عن انتهاكات وقف إطلاق النار في سوريا». وأشار إلى أن واشنطن وموسكو «أعربتا عن استعدادهما لتحقيق تقدم على المستوى الفني، لتحديد مَن المسؤول عن خرق وقف إطلاق النار».

 

أضاف شتاينماير: «إن وزراء خارجية القوى العالمية والإقليمية اتفقوا على أنه يتعين على الأمم المتحدة استئناف الجولة المقبلة من مباحثات السلام في أسرع وقت ممكن»، مؤكدًا أن «مجموعة الدعم الدولية لسوريا التي يترأسها وزير الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف، كلفت الأمم المتحدة بالقيام بعمليات إنزال جوي لتوصيل المساعدات للسوريين في المناطق الأكثر تضررًا». ولم يقدم الوزير الألماني أي دليل على أن مباحثات فيينا أسفرت عن نتيجة ملموسة بشأن تعزيز وقف إطلاق النار الهش، مكتفيًا بالقول إن «المناقشات الدبلوماسية مثيرة للجدل».

 

بدوره أعلن قال وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك إيرلوت، أن القوى الكبرى «اتفقت على الدفع باتجاه استئناف محادثات السلام السورية في جنيف بحلول بداية يونيو (حزيران) إذا أمكن ذلك». وقال: «نريد من ستيفان دي ميستورا، مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا، أن يجمع المفاوضين في أقرب وقت ممكن، وحددنا لأنفسنا هدفا وهو بداية يونيو (حزيران) إن أمكن».

 

ونقلت وكالة «رويترز» عن دبلوماسي غربي بارز شارك في المحادثات، قوله: «نحتاج إلى أن يطرح الضامنان لوقف إطلاق النار روسيا والولايات المتحدة شيئا من شأنه إقناع المعارضة بأن هذه العملية تستحق العناء». أضاف: «من المحزن أنني لا أستشعر حدوث ذلك، وأخشى أن تحاول الولايات المتحدة فرض نص مفرط في التفاؤل، لكن تنفيذه غير ممكن».

 

غارات للنظام وروسيا على مناطق سورية عدة  

شنت طائرات روسية وسورية غارات على مواقع عدة في ريف حمص الشمالي وريف حماة الجنوبي، بالإضافة إلى غاراتها على مدينة حلب.

 

وقال ناشطون إن غارات جوية على مدينة الرستن وقرية الزارة في ريف حمص الشمالي، أوقعت قتيلين وعددا من الجرحى.

 

وأفاد مراسل الجزيرة أن طائرات روسية وسورية شنت عدة غارات على مواقع المعارضة المسلحة في بلدة حربنفسه بريف حماة الجنوبي.

 

وأضاف المراسل أن طائرات روسية شنت غارات على مدينة الرستن بريف حمص، مما أدى إلى مقتل شخص وجرح آخرين. يذكر أن ريف مدينة الرستن يتعرص لغارات شبه يومية تستهدف الأحياء السكنية والمرافق الحيوية في المدينة التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة.

 

وقال ناشطون إن غارات للنظام وأخرى روسية شُنت على مخيم حندرات وطريق الكاستيلو شمالي مدينة حلب وبلدتي حيان وحريتان بريفها الشمالي.

 

وقالت شبكة “سوريا مباشر” إن الطيران المروحي قصف مخيم خان الشيح وطريق السلام الدولي في الغوطة الغربية بريف دمشق بأكثر من ثلاثين برميلا متفجرا.

 

وجاءت الغارات منذ ساعات الصباح الباكر بعد فشل قوات النظام السوري أمس الثلاثاء في عملية مباغتة شنتها على أطراف مخيم خان الشيح وأوتوستراد السلام، محاولة السيطرة على مواقع إستراتيجية في المنطقة، إلا أن مقاومة المعارضة المسلحة حالت دون ذلك وكبدتها خسائر عديدة في الأرواح والعتاد.

 

وكثفت طائرات النظام غاراتها على المنازل السكنية في المخيم ومنطقة البساتين، موقعة العديد من القتلى والجرحى، إضافة إلى تدميرها المشفى الطبي الوحيد فيه.

 

اشتباكات

كما شنت قوات النظام أكثر من عشر غارات على بلدات جنوب الغوطة الشرقية منذ الصباح، في ظل اشتباكات عنيفة بين كتائب المعارضة وقوات النظام التي تسعى للسيطرة على المنطقة.

 

وحاولت قوات النظام السوري ومليشيات الدفاع الوطني المساندة لها -فجر اليوم- التقدم على محور الحدادة في جبل الأكراد بريف اللاذقية، وسط قصف جوي ومدفعي مكثف استهدف محاور الاشتباك.

 

دي ميستورا: لا موعد جديدا لمباحثات السلام بسوريا  

فشل وزراء خارجية القوى الكبرى خلال اجتماع عقد الثلاثاء بفيينا في الاتفاق على موعد جديد لاستئناف مباحثات السلام في سوريا، بينما أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري الأول من أغسطس/آب المقبل موعدا مبدئيا لبدء المرحلة الانتقالية في البلاد.

 

وقال مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستفان دي ميستورا إنه لم يتم حتى الآن تحديد موعد للجولة المقبلة من مباحثات جنيف بين النظام السوري والمعارضة، موضحا أن تحديد الموعد مرتبط بعدة عوامل، منها تحسن وصول المساعدات الإنسانية، وتطبيق اتفاق وقف الأعمال العدائية.

 

وقالت الهيئة العليا للمفاوضات -التي تمثل المعارضة السورية الرئيسية- إنها لن تعود للمحادثات ما لم يتم تحقيق تقدم ملموس على الأرض في توصيل المساعدات الإنسانية.

 

وكانت محادثات السلام السورية انهارت الشهر الماضي بعد انسحاب المعارضة في أعقاب زيادة حدة العنف.

 

وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري -في ختام اجتماع مجموعة الدول الداعمة لسوريا- إن جميع الأطراف اتفقت على إطار سياسي يضمن وحدة سوريا وعدم طائفيتها، واختيار مستقبلها عن طريق هيئة حكم انتقالي.

 

وأضاف كيري أن المجموعة الدولية اتفقت على أن يبدأ برنامج الغذاء العالمي بإلقاء المساعدات الإنسانية جوا في حال تعثر وصولها بحلول الأول من يونيو/حزيران المقبل، كما أعلن كيري الأول من أغسطس/آب المقبل موعدا مبدئيا لبدء المرحلة الانتقالية في سوريا.

 

مساعدات

وذكر وزير الخارجية الأميركي أن المساعدات الإنسانية تستهدف الوصول إلى مناطق دوما وحرستا الشرقية وزملكا وداريا والفوعة وكفريا ومضايا والزبداني والمعضمية واليرموك وكفربطنا، مضيفا أنه بدءا من الأول من الشهر المقبل، وفي حال مُنعت الأمم المتحدة من إيصال المساعدات، فإن المجموعة الدولية تدعو برنامج الغذاء العالمي إلى إلقاء المساعدات جوا للمناطق المذكورة.

 

وأشار الوزير الأميركي إلى أنه سيعمل على تسهيل التواصل بين أطراف الأزمة السورية من أجل إطلاق سراح المعتقلين لدى كافة الأطراف.

 

ووفق البيان الصادر عن اجتماع فيينا، فإن الأطراف المشاركة اتفقت على تحويل الاتفاق المبرم لوقف الأعمال العدائية في سوريا إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار، مع دفع الأطراف المعنية إلى تثبيت هذا الوقف.

 

كما دعت المجموعة الدولية لدعم سوريا كافة الأطراف المعنية بوقف الأعمال العدائية للنأي بنفسها عن تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة، اللذين صنفهما مجلس الأمن الدولي ضمن المجموعات الإرهابية، وتم استثناؤهما من اتفاق وقف الأعمال العدائية.

 

سوريا.. “الأغذية العالمي” جاهز لإسقاط المساعدات جواً

دبي – قناة الحدث

أكد برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، بعد يوم على دعوة المجموعة الدولية لدعم سوريا إلى إسقاط مساعدات جواً لمساعدة المحاصرين في سوريا إذا استمر النظام بعرقلة إيصالها براً، استعداده لإسقاط المساعدات، مشيراً إلى أن هذا الحل يجب أن يكون الملاذ الأخير.

ورحبت المنظمة الدولية بجهود المجتمعين في فيينا لإنجاح عمليات إيصال المساعدات إلى المحاصرين في سوريا، مشددة على جاهزية طواقمها لتنفيذ المهام الإنسانية الهادفة إلى فك الحصار عن العائلات المحاصرة منذ أشهر. كما أكدت على التزامها بالعمل مع الأطراف كافة لضمان نجاح مهامها.

من جهتها، أصدرت الهيئة العليا للمفاوضات بيانا شددت فيه على ضرورة الإسراع بإسقاط المواد الغذائية إلى المدن المحاصرة عبر الطائرات، وفق ما جاء في بيان فيينا في حال استمرار النظام بمنع وصول المساعدات.

وأعلنت الهيئة في بيان، تعقيباً على اجتماع فيينا، التزامها بالحل السياسي، مشددة على دور إيران وروسيا السلبي تجاه الصراع السوري من خلال وقوفهما إلى جانب نظام الأسد ومشاركتهما بالمجازر بحق المدنيين السوريين. كذلك اعتبرت أن بيان فيينا يحمل النظام السوري مسؤولية عذابات آلاف السوريين، إذ إنه الطرف الوحيد في سوريا الذي يحاصر المدن ويجوع المدنيين لأغراض سياسية وعسكرية.

 

الصليب الأحمر يزور 17 ألف معتقل في سجون الأسد

دبي – قناة العربية

يختزل نقص الغذاء والدواء معاناة السوريين في المناطق المحاصرة، على الرغم من توصل الدول المؤثرة إلى آليات لإيصال المساعدات الإنسانية، إلا أن غالبيتها لم ينجح، ويعود ذلك من جهة لعرقلة النظام، ومن جهة أخرى لحصار داعش لدير الزور.

فيما أعلن رئيس عمليات الصليب الأحمر في الشرق الأوسط روبير مارديني أن المنظمة استطاعت تسليم مساعدات إنسانية لعدد كبير من المدنيين السوريين المحاصرين، وصفاً الوضع بالمأساوي، مؤكداً أن المنظمة ستكثف من عملياتها على الأرض.

وأشار الصليب الأحمر إلى أنه سلم مساعدات إنسانية لـ2.6 مليون شخص خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي بزيادة 60% مقارنة بالربع الأول من العام الماضي.

وتابع أن الصليب الأحمر نفذ هذا العام 14 عملية تسليم مساعدات لمناطق ساخنة من بينها مدينة حلب.

وكشف مارديني عن أن مسؤولي الصليب الأحمر قاموا بتسع زيارات لسجون مركزية يديرها النظام العام الماضي فيها أكثر من 15 ألف معتقل، إضافة لسجنين يضمان ما يقرب من ألفي معتقل.

من جهة أخرى، دعا وزير الخارجية الأميركي جون كيري برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إلى تنفيذ برنامج جسر جوي لإيصال المساعدات الإنسانية للمناطق التي يحاصرها النظام والميليشيات الداعمة له في حال لم تصل المساعدات عن طريق البر.

كما أعلنت الأمم المتحدة أن عملية إلقاء المساعدات الإنسانية جوا في سوريا ستكون آخر الحلول، وذلك بسبب الكلفة الباهظة وافتقارها للدقة. إضافة إلى ضرورة تنسيق مثل هذه العمليات مع المجموعات المتنازعة على الأرض.

 

بيان فيينا يعيد الاعتبار لـ”هيئة الحكم الانتقالي” بسوريا

انتهى في فيينا الاجتماع الوزاري للمجموعة الدولية لدعم سوريا ببيان ختامي غاب عنه أي ذكر لمصير بشار الأسد أو لدوره في المرحلة الانتقالية.

وعكس البيان تفاهماً أميركياً-روسياً حول الخطوط العريضة للحل السوري كما يراه الجانبان رغم التباينات المحدودة بين الجانبين حول هذه النقطة أو تلك.

وغاب عن البيان الختامي أيضاً تحديد موعد لاستئناف محادثات جنيف، وقال المبعوث الأممي حول سوريا ستيفان دي ميستورا الذي شارك في مؤتمر صحافي مشترك مع وزيرَي الخارجية الأميركي والروسي إن تحديد هذا الموعد “مرتبط بظهور نتائج ملموسة لاجتماع فيينا وبعوامل أخرى”.

وركز البيان الصادر عن وزراء خارجية حوالي عشرين دولة وجهة إقليمية ودولية على ثلاث نقاط هي تعزيز وقف الأعمال العدائية (وقف إطلاق النار) في سوريا وإيصال المساعدات الإنسانية والسير بالعملية التفاوضية بين الأطراف السوريين نحو انتقال سياسي سلمي.

الانتقال السياسي

وكان لافتاً أن يتضمن بيان فيينا إشارةً بالاسم إلى “هيئة الحكم الانتقالي” وذلك للمرة الأولى منذ صدور القرار 2254 الذي غيّبَ أي ذكر للهيئة التي تتمسك المعارضة السورية بتشكيلها تنفيذاً لبيان جنيف 1.

ودعا المجتمعون في فيينا “أطراف الأزمة السورية إلى التوصل، في فترة أقصاها أغسطس المقبل، إلى اتفاق-إطار حول انتقال سياسي حقيقي يؤدي إلى قيام هيئة حكم انتقالي واسعة التمثيل وغير طائفية”.

ورأى مراقبون أن هذه الصيغة في الحديث عن الهيئة تدمج مقاطع من بيان جنيف 1 ومقاطع من القرار 2254 بشكل يبدد هواجس المعارضة السورية، بعد أن وصف رياض حجاب منسق الهيئة العليا للمفاوضات (تيار المعارضة الرئيسي) القرار المذكور بأنه “تراجعي وغامض” لأنه لا يشير بوضوح إلى تشكيل هيئة الحكم الانتقالي.

المساعدات الإنسانية

واستفاض بيان المجموعة الدولية لدعم سوريا في الحديث عن المساعدات الإنسانية، فأشار إلى أنه رغم إيصال مساعدات إلى 255 ألف شخص في المناطق المحاصرة وإلى حوالي 470 ألف شخص في مناطق يصعب الوصول إليها فإن مناطق في ريف دمشق ما زالت تحتاج إلى مساعدات عاجلة لمعالجة حالات إنسانية صعبة. وفي حين حمّل المجتمعون النظام مسؤولية تأخير وعرقلة وصول المساعدات إلى هذه المناطق “في مخالفة لبيان ميونيخ”، فقد تحدث بيان جنيف، في المقابل، عن الحاجة إلى استمرار وصول مساعدات إلى كفريا والفوعة اللتين تحاصرهما المعارضة.

ورسم بيان فيينا خريطة إيصال المساعدات أو الاستمرار في إيصالها على الشكل التالي:

يجب إيصال مساعدات إلى عدة مدن ومناطق من بينها داريا ودوما وشرق حرستا وعربين وزبدين والمعضمية وزملكا كما يجب مواصلة إيصال مساعدات إلى مخيم اليرموك وكفر بطنا وعين ترما ومضايا والزبداني المحاصرة من قِبل النظام.

وأشار المجتمعون إلى أنه في حال ظل الوصول صعباً إلى منطقة ما بحلول الأول من يونيو سيُصار إلى تأمين جسر جوي وإسقاط المساعدات لسكانها من الجو من قِبل برنامج الغذاء العالمي، على أن يتواصل إسقاط المساعدات جواً في دير الزور.

المعتقلون

وفي حين أشار جون كيري وزير الخارجية الأميركي إلى أن دي ميستورا ينوي العمل على إنجاز اتفاق بين النظام والمعارضة حول قضية المعتقلين قال المبعوث الأممي إن هذه القضية “ستكون التحدي المقبل لأن العائلات تسألنا، هناك المختطفون لدى المعارضة والمعتقلون بأعداد كبيرة لدى النظام”.

وكان دي ميستورا أعلن من جنيف الشهر الماضي عن تعيين مندوب عنه لمتابعة قضية المعتقلين، الأمر الذي اعتبرته المعارضة حينها غير كافٍ لأن القضية “معقدة وتحتاج إلى فريق عمل كبير وليس إلى مجرد مندوب، فنحن نتحدث عن أكثر من ثلاثمئة ألف شخص بين معتقل لدى النظام ومفقود”، تقول مصادر المعارضة، فيما تقول مصادر الأمم المتحدة إن هذا العدد لا يتجاوز السبعين ألفاً.

لقاءات وزارية ثنائية

وكانت فيينا شهدت على هامش الاجتماعين الوزاريين الدوليين، حول ليبيا الاثنين وحول سوريا الثلاثاء، لقاءات وزارية ثنائية أو ثلاثية أبرزها لقاء كيري-لافروف مساء الاثنين ثم لقاء لافروف بنظيره الإيراني محمد جواد ظريف صباح الثلاثاء وبعدهما لقاء كيري بنظيره السعودي عادل الجبير بعد ظهر الثلاثاء.

وبعد لقائه كيري، قال الجبير إن الدول الداعمة للمعارضة السورية أكدت خلال اجتماع فيينا أن دعمها عسكرياً سيستمر وأنها مُصِرّة على أن لا حل سياسياً ببقاء بشار الأسد “الذي سيرحل سلمياً أو بالقوة”.

 

القوى الكبرى تفشل في الاتفاق على موعد جديد لمباحثات السلام السورية

من ليزلي روتون وليزا بارينجتون

فيينا/بيروت (رويترز) – فشل وزراء خارجية القوى العالمية الكبرى في الاتفاق على موعد جديد لاستئناف مباحثات السلام السورية خلال اجتماع عقد يوم الثلاثاء وقالت المعارضة إنها لن تحضر مباحثات جنيف ما لم تتحسن الظروف على الأرض.

 

وطغى شعور بالتشاؤم على الاجتماع الذي عقد في فيينا بين دول تدعم الرئيس السوري بشار الأسد وأخرى تدعم معارضيه رغم التزام الجميع بإحياء اتفاق هدنة وعملية سلام تعثرت الشهر الماضي.

 

وفي بيان مشترك بعد الاجتماع الذي عقد بمشاركة الولايات المتحدة وقوى أوروبية وأخرى اقليمية من الشرق الأوسط وكلها تعارض الأسد بالإضافة إلى روسيا وإيران الداعمتين له دعت القوى لوقف كامل للأعمال القتالية والسماح بوصول المساعدات.

 

وبلغة أقوى مما سبق حذر المجتمعون أطراف الحرب بأن من يكرر منهم انتهاك الهدنة سيخاطر بحرمانه من الحماية المكفولة بموجب اتفاق وقف الأعمال القتالية الذي بدأ تطبيقه في 27 فبراير شباط الماضي برعاية أمريكية روسية.

 

ووجه الحاضرون برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة بتنفيذ عمليات إسقاط جوي للمساعدات والدواء والماء للمناطق المحاصرة اعتبارا من أول يونيو حزيران إذا منع أي طرف وصولها.

 

لكن المجتمعين لم يتفقوا على موعد لاستئناف مباحثات السلام. وانهارت مباحثات جنيف الشهر الماضي بعد انسحاب وفد المعارضة متهما الحكومة بتجاهل الهدنة وشهدت الأسابيع الماضية تصعيدا للقتال خاصة في محيط حلب التي كانت كبرى مدن سوريا قبل الحرب.

 

وقال مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا ستافان دي ميستورا في مؤتمر صحفي إن الرغبة لا تزال قوية في الإبقاء على تقدم عملية السلام.

 

وقال “نريد الحفاظ على قوة الدفع. الموعد بالتحديد.. لن أكشف عنه لأنه يتوقف أيضا على حقائق أخرى”. لكن دي ميستورا أشار لاقتراب شهر رمضان الذي يُنتظر أن يبدأ خلال الأسبوع الأول من يونيو حزيران.

 

وقالت الهيئة العليا للمفاوضات التي تمثل تيار المعارضة الرئيسي إنها لن تستأنف المحادثات حتى يتم إحراز تقدم ملحوظ على الأرض بخصوص هدنة شاملة ووصول المساعدات الإنسانية.

 

وعبر أسعد الزعبي كبير مفاوضي الهيئة عن تشككه فيما يمكن أن تحرزه محادثات فيينا وقال لرويترز إنه لا يعتقد أنها ستحقق نتائج مشيرا إلى أنها حتى لو أحرزت نتائج فإنها ستكون غير كافية للشعب السوري.

 

وقال سالم المسلط المتحدث باسم الهيئة في بيان إن بيان فيينا تضمن مدنا يتضور فيها سوريون جوعا تحت الحصار ويصرخون من أجل وصول المساعدات الإنسانية. وأضاف أن الأسد لا يكتفي بحصار تلك المدن بل يقطع الطريق أمام انتقال سياسي يمثل الطريق الوحيد لإنهاء المعاناة.

 

لكن بسمة قضماني عضو الهيئة قالت لرويترز إن القوى الدولية يجب أن تبذل المزيد من الجهد لوقف القتال. وأضافت “لا يمكن أن نواصل القصف ثم نتحدث عن ترتيبات سلمية وانتقال سلمي.”

 

وأضافت قضماني أن اتفاقات الهدنة المحلية التي يدور الحديث بشأنها في الأسابيع الأخيرة لن تكون حلا.

 

وتابعت “مباحثات السلام لا يمكن أن تتم بينما يمارس أحد الطرفين الحرق ويلتزم الطرف الآخر الصمت.”

 

* لا سلام دون تسوية

 

وتعمل واشنطن -التي ترغب في رحيل الأسد عن السلطة- بشكل وثيق بحثا عن حل دبلوماسي مع روسيا التي انضمت للحرب دفاعا عنه العام الماضي. وأثار هذا قلق بعض معارضي الأسد وأثار شكوكا بين بعض الدول الداعمة لهم.

 

وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري وهو يقف بجوار نظيره الروسي سيرجي لافروف ودي ميستورا في المؤتمر الصحفي أن واشنطن لا تزال راغبة في رحيل الأسد.

 

وقال كيري أن على روسيا استخدام نفوذها على الأسد لضمان تحقيق انتقال في سوريا.

 

وأضاف “هذه الحرب لن تنتهي بالنسبة له ولا لشبعه دون تسوية سياسية.”

 

وقال كيري وهو ينظر إلى لافروف إن الأسد أبدى لموسكو سلسلة من الالتزامات بشأن المفاوضات لكنه لم يف بوعوده.

 

وقال كيري “أعتقد أنه لا ينبغي أن يخطئ أبدا التقدير بشأن تصميم الرئيس (الأمريكي باراك) أوباما للقيام بالشيء المناسب في أي وقت يعتقد فيه أن عليه اتخاذ قرار.”

 

وجدد لافروف التأكيد على نهج موسكو بأنها لا تقاتل نيابة عن حاكم بعينه في دمشق. وأضاف “لا ندعم الأسد بل ندعم الحرب على الإرهاب.”

 

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرو إن هناك حاجة ماسة لتحقيق تقدم على الأرض.

 

وأضاف قائلا “إن لم يتحقق شيء فيما يتعلق باحترام الهدنة والسماح بالمساعدات الإنسانية فلن يكون الحديث هنا عن إحباط بل عن يأس. نحن في فترة حرجة للغاية.”

 

* المساعدات والعنف

 

وقالت الأمم المتحدة هذا الشهر إن الحكومة السورية -التي مالت كفة الحرب لصالحها منذ التدخل العسكري الروسي- ترفض مطالبها بتسليم المساعدات لمئات الآلاف من الأشخاص.

 

وبحث اجتماع يوم الثلاثاء أساليب لوقف العنف بفصل جبهة النصرة ذراع تنظيم القاعدة في سوريا عن مقاتلي الفصائل الأخرى في بعض المناطق مثل حلب.

 

وقال أيرو إن فرنسا أبلغت فصائل المعارضة المعتدلة “بأن عليها توضيح موقفها تماما فيما يتعلق بفصائل كجبهة النصرة. لا يجب أن يكون هناك أي غموض.”

 

ولا يشمل اتفاق وقف العمليات القتالية جهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية. وتتهم دول غربية وعربية الحكومة السورية وروسيا باستخدام صلات بين المعارضين وجبهة النصرة ذريعة لشن هجمات كبيرة على معارضي الأسد.

 

ويحاول دي ميستورا الوفاء بمهلة تنتهي في الأول من أغسطس آب لتشكيل سلطة انتقالية للبلاد تقود إلى انتخابات خلال 18 شهرا وفقا لقرار أصدره مجلس الأمن الدولي في ديسمبر كانون الأول.

 

* مصير الأسد

 

غير أن دبلوماسيين يقولون إن فشل الإدارة الأمريكية في إقناع موسكو بضرورة رحيل الأسد أصاب الأوروبيين والعرب بخيبة أمل من تهميشهم في جهود إنهاء الحرب.

 

وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إن الوقت ربما حان لدراسة بدائل بينها تكثيف الدعم العسكري للمعارضة المسلحة إذا واصلت حكومة الأسد تجاهل الاتفاقات الدولية.

 

وخلال الأسابيع المنصرمة قُتل عدة مئات من المدنيين في ضربات جوية وقصف للمعارضة في محافظة حلب وحدها بينما تواصل القتال في مناطق أخري من بينها إدلب ودير الزور ومناطق حول دمشق.

 

وبينما تجري المحادثات قال مقاتلو ومسؤولو المعارضة السورية في مدينة داريا المحاصرة على مشارف دمشق إن القوات الحكومية تستعد لشن هجوم عليها.

 

ورفضت القوات الحكومية الأسبوع الماضي دخول أول قافلة مساعدات تصل إلى المدينة. وبدأت القوات في قصف المدينة يوم الخميس منهية حالة من الهدوء سادتها منذ بدء سريان الهدنة. ويقول السكان إنهم على شفا مجاعة.

 

وقال أبو سامر المتحدث باسم لواء شهداء الإسلام إن أعدادا كبيرة من القوات الحكومية تتحرك من المطار ومن بلدة أشرفية صحنايا إلى الجنوب.

 

وأضاف أنهم يستعدون لصد الهجوم لكن أكثر ما يخشونه هو مصير المدنيين المحاصرين في داريا الذين يعانون من نقص حاد في الغذاء.

 

ونفى مصدر عسكري سوري روايات المعارضة عن نشر قوات حكومية وقال إن شيئا لم يتغير على الأرض.

 

ولم يُسمح لقافلة المساعدات التي منعت من الدخول بحمل الغذاء واقتصرت الشحنة على الدواء ومساعدات أخرى. وشن سكان المدينة حملة على الانترنت قبل موعد وصول القافلة شعارها “نحن لا نأكل الدواء.”

 

(إعداد سامح البرديسي للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى