أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأربعاء 18 تشرين الاول 2017

الرقة حرة … و «داعش» إلى الصحراء

لندن – «الحياة»

بعد نحو أربعة أعوام على إعلان محافظة الرقة عاصمة لـ «دولة الخلافة» التي أعلنها «داعش» في سورية، طردت «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) التنظيم من معقله في المدينة بعد نحو 120 يوماً من المعارك بدأت في حزيران (يونيو) الماضي. وقال الناطق الرسمي باسم «قسد» طلال سلو أمس: «تم الانتهاء من العمليات العسكرية… سيطرت قواتنا بالكامل على الرقة». وفور الإعلان عن تحرير المدينة تجمع الآلاف من عناصر «قسد» ومدنيون عند «دوار النعيم» وسط الرقة، الذي شهد عمليات إعدام وحشية نفذها التنظيم.

وعلى رغم الإنجاز الكبير لـ «قسد»، التي تتكوّن من قوات كردية وعربية وسريانية وتركمانية، فإنها ستواجه تحديات جدية، على رأسها إدارة مرحلة ما بعد «داعش» في الرقة والحفاظ على سلام هش في المدينة وتجنب التوترات العرقية وإعادة الأعمار. وتراجع «داعش»، الذي مني بنكسة كبرى مع خسارته الرقة، إلى شرق دير الزور والمناطق الصحراوية على الحدود السورية- العراقية.

وجاء إعلان «قسد» السيطرة على الرقة بعد استعادتها صباح أمس الملعب البلدي، بعد ساعات من طرد عناصر التنظيم من «دوار النعيم». وشكلت هذه النقاط الواقعة وسط الرقة، آخر الجيوب التي انكفأ إليها العشرات من العناصر الأجنبية في «داعش» في الأيام الأخيرة. وقال مصطفى بالي أحد قيادات «قسد» إن قواته سيطرت على المستشفى الوطني بعد معركة شرسة أثناء الليل، وفي وقت مبكر من صباح أمس. وأضاف: «خلال هذه الاشتباكات تمّ تحرير المستشفى الوطني وتنظيفه من مرتزقة داعش وقتل 22 مرتزقاً أجنبياً فيها».

وقالت روجدا، أحدى القيادات الكردية في الرقة إن القتال انتهى، ولكن «التحالف» يطهّر الإستاد من الألغام وأيّ متشدّدين ما زالوا مختبئين».

وأحصى «المرصد السوري لحقوق الإنسان» مقتل 3250 شخصاً بينهم 1130 مدنياً على الأقل في مدينة الرقة، منذ الخامس من حزيران. وأشار إلى وجود مئات المفقودين من المدنيين تحت أنقاض الأبنية المدمرة.

وقال الكولونيل رايان ديلون الناطق باسم «التحالف»: «نعلم أنه ما زالت هناك عبوات ناسفة بدائية الصنع وألغام في المناطق التي كان التنظيم يسيطر عليها ذات يوم، ومن ثم ستواصل سورية الديموقراطية تطهير هذه المناطق بحرص». وذكر أن التنظيم خسر 87 في المئة من الأراضي التي تمكّن من السيطرة عليها في العام 2014 في كلّ من سورية والعراق، موضحاً أن «التحالف» نجح في تحرير أكثر من 6.5 ملايين شخص كانوا تحت سيطرة التنظيم.

ولا يزال «داعش» يحتفظ بسيطرته على بعض الجيوب الصغيرة في محافظة حمص (وسط)، وقرب دمشق وفي الجنوب. لكن يشكل الجزء المتبقي تحت سيطرته في شرق محافظة دير الزور، «مركز ثقله الأخير»، على رغم أنه خسر خلال أقل من شهرين سيطرته على أكثر من نصف مساحتها.

وفي مناطق سيطرته في شرق دير الزور، يواجه التنظيم التقدّم المضطرد للقوات النظامية. وأفاد «المرصد السوري» أمس بأن هذه القوات بدأت اقتحام أحياء جديدة في دير الزور لتطهيرها من «داعش»، موضحاً أن التنظيم لا يزال يسيطر على خمسة أحياء تقريباً في المدينة. وتمكّنت القوات النظامية من طرد «داعش» من مدينة الميادين التي كانت تعد أحد أبرز معاقله الأسبوع الماضي، وبذلك، باتت مدينة البوكمال الحدودية مع العراق آخر معقل له في شرق سورية.

أما من الجهة العراقية، فلم يعد «داعش» يسيطر إلا على شريط حدودي محدود يضمّ مدينة القائم المقابلة للبوكمال السورية. وتجمّع الآلاف من عناصر التنظيم خلال الأيام الماضية في تلك المنطقة الحدودية الصحراوية التي تعد مثالية بالنسبة إليه في الوقت الحالي بسبب بعدها من دمشق وبغداد، ولكونها أراضي صحراوية صعب اجتيازها. لكن من غير المتوقّع أن تستمر سيطرة «داعش» هناك طويلاً، إذ تصرّ الحكومة السورية وإيران على استعادة هذه المنطقة لمنع الأميركيين من الحؤول دون تحقيق طهران هدفها بضمان طرق برية لها إلى سورية ولبنان مروراً بالعراق.

 

«سورية الديموقراطية» تعلن تحرير الرقة من «داعش»

لندن – «الحياة»

خسر «تنظيم داعش» الرقة، عاصمة خلافته السورية المفترضة بعد أكثر من أربعة أشهر من المعارك العنيفة التي خاضها ضد «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) بدعم من التحالف الدولي بقيادة أميركية.

ويشكل تحرير الرقة نكسة كبرى للتنظيم الذي مني في الأشهر الأخيرة بسلسلة خسائر ميدانية في سورية والعراق المجاور، أدت إلى تقلص مساحة «دولة الخلافة» المزعومة التي أعلنها في البلدين منذ العام 2014.

وفور إعلان «قسد» سيطرتها بالكامل على المدينة أمس، تجمع عدد من مقاتليها عند «دوار النعيم» الذي شهد عمليات إعدام وحشية نفذها التنظيم خلال سيطرته على المدينة.

ورفع المقاتلون رايات قواتهم الصفراء ابتهاجاً وسارعوا إلى التقاط الصور أمام أبنية مدمرة فيما لم يتمكن آخرون من حبس دموعهم من شدة تأثرهم.

وقال المقاتل الشاب شفكر هيمو لـ «فرانس برس» من دوار النعيم: «سترجع الفرحة إن شاء الله إلى المدينة كافة، ذهب اللون الأسود (راية التنظيم) والآن بات دوار النعيم أصفر» اللون.

وأعلن الناطق الرسمي باسم «قسد» طلال سلو «تم الانتهاء من العمليات العسكرية في الرقة»، مؤكداً: «سيطرت قواتنا بالكامل على الرقة».

وأضاف «انتهى كل شيء في الرقة»، مشيراً إلى «عمليات تمشيط تجري الآن للقضاء على الخلايا النائمة إن وجدت، وتطهير المدينة من الألغام» التي زرعها عناصر التنظيم في وسط الرقة.

وأحصى «المرصد السوري لحقوق الإنسان» مقتل 3250 شخصاً بينهم 1130 مدنياً على الأقل في مدينة الرقة، منذ الخامس من حزيران (يونيو). وأشار إلى وجود مئات المفقودين من المدنيين تحت أنقاض الأبنية المدمرة.

ودفعت المعارك عشرات الآلاف من المدنيين إلى الفرار وبينهم أم عبدالله المقيمة في مدينة كوباني (عين العرب) الواقعة على بعد نحو مئة كيلومتر من الرقة.

وقالت لـ «فرانس برس» بتأثر واضح: «فرحتنا لا توصف.. عندما أخبرتني شقيقتي أن الرقة تحررت، بدأت تبكي وأنا أيضاً. الحمدلله، الحمدلله».

وجاء إعلان «قسد» السيطرة على المدينة بعد استعادتها صباح أمس الملعب البلدي، بعد ساعات من طرد عناصر التنظيم من دوار النعيم. وشكلت هذه النقاط الواقعة وسط الرقة، آخر الجيوب التي انكفأ إليها العشرات من العناصر الأجنبية في صفوف التنظيم المتطرف في الأيام الأخيرة.

وقال مصطفى بالي الناطق باسم «قسد» في بيان، إن القوات سيطرت على المستشفى الوطني بعد معركة شرسة أثناء الليل وفي وقت مبكر من صباح أمس.

وأضاف: «خلال هذه الاشتباكات تم تحرير المشفى الوطني وتنظيفه من مرتزقة داعش وقتل 22 مرتزقاً أجنبياً فيها».

من ناحيتها، قالت روجدا فلات القائدة في حملة الرقة بـ «قسد» إن القتال انتهى، ولكن «التحالف» يطهر الاستاد من الألغام وأي متشددين ما زالوا مختبئين.

وكان الاستاد والمستشفى آخر منطقتين خاضعتين للتنظيم بعد أن رحل عناصره خلال اليومين الماضيين حيث لم يتبق سوى متشددين أجانب لمقاومة القوات.

وقال شاهد من «رويترز» إن مقاتلي «قسد» احتفلوا في الشوارع ورددوا هتافات من مركباتهم ورفعوا رايتهم داخل استاد الرقة.

وقال الكولونيل رايان ديلون الناطق باسم التحالف: «نعلم أنه ما زالت هناك عبوات ناسفة بدائية الصنع وألغام في المناطق التي كان التنظيم يسيطر عليها ذات يوم ومن ثم، فإن سورية الديموقراطية ستواصل تطهير هذه المناطق بحرص».

وقالت فاطمة حسين (58 عاماً) وهي تجلس على الرصيف تدخن سيجارة إنها خرجت من منزلها بعد أن ظلت محاصرة داخله لشهور بسبب القتال.

وأضافت أن «داعش» قتل ابنها لمساعدته مدنيين في مغادرة المدينة.

وتسارع التقدم العسكري في وسط المدينة بعد خروج نحو ثلاثة آلاف مدني نهاية الأسبوع الماضي، بموجب مفاوضات قادها مجلس الرقة المدني ووجهاء من عشائر محافظة الرقة.

وبموجب الاتفاق أيضاً، خرج 275 شخصاً بين مقاتلين سوريين في صفوف التنظيم وأفراد من عائلاتهم.

وتضاربت المعلومات حول خروج مقاتلين أجانب أيضاً، لكن مسؤولين محليين أكدوا عدم مغادرة أي منهم.

ومع سيطرة «قسد» على المدينة «يكون وجود داعش في كامل محافظة الرقة قد انتهى» وفق «المرصد» السوري.

ولا يزال التنظيم يحتفظ بسيطرته على بعض الجيوب المحدودة في محافظتي حمص وحماة (وسط) وقرب دمشق وفي جنوب البلاد.

ويشكل الجزء المتبقي تحت سيطرته في محافظة دير الزور «مركز ثقله» على رغم أنه خسر خلال أقل من شهرين سيطرته على أكثر من نصف مساحتها.

 

تحسن جديد لليرة السورية أمام الدولار

دبي – «الحياة»

ارتفع سعر صرف الليرة السورية خلال الأيام القليلة الماضية أمام العملات الأجنبية، خصوصاً الدولار، ليستمر تحسن العملة السورية للأسبوع الثاني على التوالي.

وسجل سعر الصرف، بحسب موقع «الليرة اليوم» المختصّ بالعملات الأجنبية، سعر 487 ليرة للشراء و490 للمبيع لكل دولار، في حين سجل صرف اليورو 572 للشراء و578 للمبيع.

ويعتبر هذا التحسن الأول من نوعه منذ أكثر من عام، عندما تخطى سعر صرف الدولار في تموز (يوليو) الماضي حدود 500 ليرة للدولار الواحد.

وكان حاكم «مصرف سورية المركزي» دريد درغام أعلن السبت الماضي عبر صفحته في «فايسبوك»، تخفيض سعر صرف الحولات من 510 ليرات سورية لكل دولار إلى 508 ليرات.

وقال درغام أن «التخفيض يأتي استمراراً لسياسية المصرف بما يضمن للجميع توازن سعر الصرف وتعاون الجميع لخفض أسعار السلع والخدمات».

ويتخوف محللون اقتصاديون من الانخفاض السريع والمفاجئ لسعر صرف الدولار، خصوصاً أن الأسعار بقيت على حالها من دون تحسن للواقع المعيشي.

ويتوقع محللون ارتفاع سعر الصرف مجدداً بسبب لجوء التجار إلى السوق السوداء لشراء الدولار المنخفض عوضاً عن المصارف، ما سيؤدي إلى ازدياد الطلب على العملات الأجنبية وارتفاع سعر الصرف.

 

تقدم القوات الحكومية يعيد رسم خريطة شمال العراق

بغداد، كركوك – رويترز

استردت الحكومة المركزية العراقية السيطرة على أراضٍ في مختلف أنحاء شمال البلاد من الأكراد اليوم (الثلثاء)، موسعة نطاق حملة مفاجئة أعادت رسم خريطة شمال العراق وقلصت مكاسب الأكراد الذين أثاروا حفيظة بغداد في الشهر الماضي بإجراء استفتاء على الاستقلال.

وفي اليوم الثاني من الحملة التي نفذتها الحكومة لاستعادة مدن وقرى من القوات التابعة لإقليم كردستان العراق، انسحبت قوات البيشمركة الكردية من منطقة خانقين المتنازع عليها القريبة من الحدود مع إيران.

وسيطرت القوات الحكومية على آخر حقلين للنفط في محيط كركوك، المدينة التي يقطنها مليون نسمة والتي انسحبت منها قوات البيشمركة أمس مع تقدم القوات الحكومية. وسيطرت جماعة يزيدية موالية لبغداد على بلدة سنجار.

ويحكم الأكراد ثلاثة أقاليم جبلية في شمال العراق في منطقة تحظى بالحكم الذاتي وسيطروا على المزيد من الأراضي في الشمال معظمها بعدما ساعدوا في صد متشددي تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش).

وأصدر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أمرا لقواته أمس برفع العلم العراقي على جميع المناطق الخاضعة لسيطرة الأكراد خارج إقليم كردستان نفسه. وحققت القوات نصراً سريعاً في كركوك ووصلت إلى قلب المدينة خلال أقل من يوم.

وساهم القتال في إحدى مناطق إنتاج النفط الرئيسة في العراق في عودة علاوة المخاطر إلى أسعار الخام. وبعد شهور من تداول النفط في نطاق محدود تجاوز سعر خام القياس العالمي برنت 58 دولاراً للبرميل.

وقال مسؤولون في قطاع النفط ببغداد إن كل الحقول القريبة من كركوك تعمل بشكل طبيعي اليوم بعدما سيطرت الحكومة على آخرها. وكركوك مقر شركة نفط الشمال، وهي واحدة من شركتين عملاقتين للطاقة تمثلان كل إيرادات الحكومة تقريباً.

وخلق تقدم القوات العراقية معضلة لواشنطن الحليف الوثيق لكل من بغداد والأكراد والتي سلحت الجانبين ودربتهما في إطار حملتها الناجحة لطرد مقاتلي «داعش» من العراق.

وقال الرئيس دونالد ترامب للصحافيين في البيت الأبيض أمس: «لا نحب فكرة اشتباكهم. نحن لا نتحيز لأي جانب. كانت علاقاتنا جيدة للغاية على مدار أعوام مع الأكراد كما تعلمون وكنا أيضاً في جانب العراق».

وحتى الآن يبدو أن معظم تقدم القوات يتم دون مقاومة إذ ينسحب الأكراد قبل وصول القوات الحكومية. ووردت تقارير في شأن اشتباك كبير واحد فقط في الساعات المبكرة من صباح أمس عند مشارف كركوك.

وفي كركوك، إحدى أكثر مدن العراق تنوعاً، احتفل التركمان المعارضون للحكم الكردي أمس وجابوا الشوارع بمواكب سيارات وأطلقوا أعيرة نارية في الهواء. وفر بعض السكان الأكراد من المدينة.

وبحلول اليوم اختفى العلم الكردي ذو الألوان الخضراء والحمراء والبيضاء والذي تتوسطه شمس ذهبية من الشوارع. ونفذت قوات عراقية خاصة دربتها الولايات المتحدة وأفراد الشرطة المحلية دوريات في الشوارع لحفاظ النظام. وفتحت الأسواق والمتاجر والمدارس أبوابها بشكل طبيعي.

وعادت بعض الأسر الكردية التي رحلت عن المدينة أمس لمنازلها. وقالت إن آلافا من المقاتلين الأكراد في قوافل مصطفة في طابور طويل تحاول التوجه من كركوك صوب أربيل عاصمة إقليم كردستان الأمر الذي أصاب الحركة على الطريق بالشلل وجعل من الصعب على المدنيين المغادرة.

 

تحذير من صراع مسلح بين الأكراد

بغداد – «الحياة»

تفاقم الخلاف في كردستان أمس، وحمّل رئيسها مسعود بارزاني «طرفاً كردياً» مسؤولية عودة الجيش العراقي إلى كركوك، في إشارة إلى «البيشمركة» التابعة لـ «حزب الاتحاد الوطني» الذي أسّسه الراحل جلال طالباني، وقال الرئيس فؤاد معصوم إن المسؤولية عن الأزمة تقع على عاتق «دعاة الاستفتاء»، وحذّر من «تراكم الخلافات وتحولها صراعات مسلحة»، داعياً إلى الحوار في إطار الدستور والقوانين.

وفيما أعاد الجيش العراقي نشر قواته في كل «المناطق المتنازع عليها»، بما فيها كركوك وسهل نينوى وسنجار ومناطق في محافظتي صلاح الدين وكركوك سيطر عليها الأكراد خلال الفوضى الناجمة عن تمدد «داعش» فيها عام 2014»، نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤولين في الجيش الأميركي لم تسمهم، قولهم إن واشنطن ليست لديها أدلة على وجود «الحرس الثوري الإيراني» في كركوك. أكد الرئيس دونالد ترامب أن الولايات المتحدة «لا تنحاز إلى أي طرف» في العراق، وأعلن في الرياض أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز اتصل برئيس الوزراء حيدر العبادي وأعرب له عن «دعم المملكة وحدة العراق ورفضها نتائج الاستفتاء الذي حصل في إقليم كردستان».

وتناقلت وسائل إعلام كردية «نسخة» لاتفاق من تسع نقاط أبرمه بافل طالباني، مع القائد في «الحشد الشعبي» هادي العامري بإشراف رئيس الوزراء حيدر العبادي وقائد «فيلق القدس الإيراني» قاسم سليماني، يقضي بـ «عدم مواجهة القوات الاتحادية خلال إعادة انتشارها وانسحاب «البيشمركة» من المناطق المتنازع عليها، وتخليها عن وحدات إدارية، وتشكيل إدارة مشتركة لكركوك وخضوع قاعدتها العسكرية والمطار وآبار النفط للسلطة الاتحادية، مقابل رفع الحظر عن مطار السليمانية ودفع رواتب الموظفين وعناصر «البيشمركة» في كركوك والسليمانية، وتحويلهما مع محافظة حلبجة إلى إقليم جديد».

إلى ذلك، دعا «التحالف من أجل الديموقراطية والعدالة»، بزعامة برهم صالح، إلى تشكيل حكومة انتقالية في كردستان تضطلع بالمفاوضات مع بغداد إلى حين إجراء انتخابات نزيهة في الإقليم، فيما اتهم قيادي في حركة «التغيير» من وقفوا وراء الانفصال بـ «توريط الأكراد والبيشمركة في الأزمة». وعبّر الناطق باسم «التحالف» ريبوار كريم محمود في بيان عن «القلق من الهجوم على كركوك»، وقال: «نطلب وقف التحركات العسكرية فوراً وسحب القوات لتهدئة الأوضاع. ولتحقيق ذلك ندعو أطراف الأزمة، خصوصاً الحكومة الاتحادية، إلى العمل لمنع أي انتهاك لحقوق المواطنين في هذه المناطق». وأضاف أن «الوضع المتأزم في كركوك لا تتحمله قوات البيشمركة البطلة التي هزمت الدواعش، وإنما هو نتيجة المجازفات السياسية والخطوات اللاواقعية التي لم تأخذ في حسابها مصالح الشعب، وهو نتاج محاولات الفاسدين لتغطية النهب والسلب باسم كركوك والقومية الكردية».

ودعا إلى «الحوار المباشر بين ممثلي شعب كردستان وبغداد، لأن من واجبنا أن لا نسمح بأن يعود العراق وكردستان إلى دوامة الدمار والعنف، وأن نسمح بإعادة التاريخ في شكله المأسوي، ومن أجل ذلك من الضروري أن يقوم التحالف الدولي والدول المجاورة بدور إيجابي لوقف الفوضى وهدر دم مواطني هذا البلد».

وانتشرت القوات العراقية، بعد سيطرتها على كركوك، في المناطق المتنازع عليها، باتفاق مع وحدات ميدانية للقوات الكردية التي انسحبت باتجاه حدود الإقليم عام 2003. وتقدّم الجيش الاتحادي في جلولاء وخانقين (محافظة ديالى)، وسنجار وسد الموصل وبرطلة وربيعة في نينوى، ولوحظ انسحاب قوات «البيشمركة»، سواء تلك التابعة لحزب الراحل طالباني وتنتشر في ديالى، أو التابعة لبارزاني وتنتشر في محيط نينوى.

في الأثناء تقدمت قوات اتحادية للسيطرة على آبار النفط شمال كركوك، مثل «باي حسن» و «أفانا»، إضافة إلى بلدة الدبس التي تبعد نحو 50 كيلومتراً عن أربيل.

وتشير المعطيات الأولى إلى أن القوات الاتحادية انتشرت في مناطق لم تدخل إليها منذ عام 2014، خصوصاً سد الموصل وربيعة وسنجار، ووصلت إلى مناطق لم تدخلها منذ عام 2003، مثل خانقين والدبس وكلار.

وتتحدث معلومات عن أن انتشار القوات يتخذ بعداً رمزياً، وستتمركز في مواقع حساسة مثل آبار النفط والمطارات والمعسكرات الرئيسية، فيما ستسلم الأمن الى الشرطة المحلية في مواقع سيطر عليها الأكراد بعد احتلال داعش مساحات واسعة عام 2014، على ان يستمر وجود «البيشمركة» حيث كانت فيها قبل هذا التاريخ. وكان العبادي كلف نائب محافظ كركوك راكان الجبوري مهمة المحافظ بالوكالة بعد إقالة نجم الدين كريم، ودعا الجبوري أهالي المحافظة الذين غادروها الى العودة، مؤكداً استتاب الأمن.

 

إيران ترفض ربط «النووي» بملفات أقليمية

طهران – أ ب، رويترز، أ ف ب

رفضت طهران اتجاه بلدان أوروبية إلى ربط الاتفاق النووي المُبرم مع الدول الست، بملفات إقليمية وبالبرنامج الصاروخي الإيراني، بعدما نبذ الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاتفاق.

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أعلنا التزام بلديهما الاتفاق النووي والعمل لتطبيقه. واستدركا أن الجانبين سيعملان معاً لـ «التصدي لنشاط إيران المزعزع للاستقرار في المنطقة». وذكر الإليزيه أن ماكرون «طمأن» نظيره الإيراني حسن روحاني الجمعة الماضي «في شأن تمسك فرنسا بالإطار المحدد في اتفاق فيينا»، مضيفاً أنه أصرّ على «الحوار وتحقيق تقدّم في شأن ملفات لا تتعلّق بالاتفاق، لكنها محورية في الإطار الإستراتيجي الحالي، خصوصاً المخاوف المتعلقة بالبرنامج الباليستي الإيراني وبمسائل أمنية إقليمية».

ونصح علي أكبر ولايتي، مستشار الشؤون الدولية لمرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي، الأوروبيين بـ «التدقيق في تصريحاتهم»، وزاد: «أن يقولوا: نقبل الاتفاق النووي ولكن يجب التفاوض في شأن الملفات الإقليمية والبرنامج الصاروخي، هذه شروط لتنفيذ الاتفاق لا يمكن قبولها بأي شكل. الاتفاق لا يتضمّن شروطاً مشابهة، ويجب تطبيقه وفقاً لما اتُفِق عليه بين إيران والدول الست. نحن موجودون في المنطقة ومن حقنا التعاون مع جيراننا الذين تجمعنا معهم مشتركات كثيرة».

لكن الناطق باسم الحكومة الإيرانية محمد باقر نوبخت اعتبر أنها «المرة الأولى في تاريخنا المعاصر التي يتّخذ فيها الاتحاد الأوروبي مواقف تتعارض مع الموقف الأميركي». ورأى أن «الولايات المتحدة وحيدة، والعالم الآن يؤيّد موقف إيران التي تمثّل إنجازها في فرض العزلة على أميركا». وأضاف أن «اسم ترامب بات مرادفاً للعدائية والبذاءة، وبلادنا ليست في ظروف تعطي النفط في مقابل الغذاء».

في السياق ذاته، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن «العزلة السياسية التي أصابت الإدارة الأميركية والانسجام الدولي في الدفاع عن الاتفاق النووي ومواصلة التعاون مع إيران، تشكّل إنجازاً آخر» لبلاده.

وكتب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على موقع «تويتر» أن «دعاة الحرب اعترفوا بأنهم قلقون من التزام إيران الاتفاق أكثر من انتهاكه. على أميركا أن تحاول التزامه كما فعلنا».

أتى ذلك بعد ساعات على إعلان سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، أنه سيلتقي نظيره الإيراني عباس عراقجي في موسكو هذا الأسبوع، لمناقشة «الوضع المحيط بالاتفاق النووي ومؤشرات إلى أن الولايات المتحدة تميل إلى إضافة (بنود) إليه أو تغييره أو تعديله في اتجاه يناسبها».

وذكر نائب إيراني أن زملاء له أعدّوا مشروع قانون «يلزم الحكومة التصدي لأطماع أميركا وانتهاكها الاتفاق».

في سيول، ندد الرئيس الفرنسي السابق فرنسوا هولاند بـ «خطأ مزدوج» ارتكبه ترامب في شأن الاتفاق، مذكّراً بأن المفاوضات كانت تستهدف «منع إيران من امتلاك سلاح (نووي)، لا حملها على تغيير سياستها، ولو أن ذلك كان الرهان الكامن في الاتفاق».

إلى ذلك، وقّعت شركة نروجية مختصة بالطاقة الشمسية عقداً لاستثمار 2.5 بليون يورو في إيران خلال السنوات الخمس المقبلة.

 

غوتيريش يذكر لبنان بنزع سلاح «حزب الله»

بيروت – «الحياة»

دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اللبنانيين إلى «التحرك نحو التطبيق الكامل لقرار مجلس الأمن 1559 «، مذكرا بـ «ما يشكّله (القرار) من التزام دولي على الحكومة اللبنانية لنزع سلاح حزب الله وبقية المجموعات المسلحة».

جاء ذلك في التقرير النصف السنوي لغوتيريش إلى مجلس الأمن عن تطبيق القرار 1559 واعتبر فيه أن «حزب الله لا يزال الميليشيا الأكثر تسلحاً خارج سيطرة الحكومة» في لبنان، ويشكل «شذوذاً أساسياً في دولة ديموقراطية». ورأى أن قدراته تشكّل تهديداً «بتقويض استقرار الديموقراطية في لبنان»، مشيراً إلى أن «العديد من اللبنانيين يعتبرون أن هذا السلاح يشكل تهديداً لاستخدامه داخل لبنان لتحقيق أغراض سياسية».

وأشار غوتيريش إلى احتجاج الكويت في شكل رسمي أمام الحكومة اللبنانية في شأن «الادعاء بتورط حزب الله في تدريب أفراد كويتيين على تهديد أمن الكويت، وهو ما يعرف باسم خلية العبدلي»، في معرض حديثه عن «تورّط حزب الله في أماكن أخرى في المنطقة ما يزيد الأخطار على استقرار لبنان والمنطقة على السواء».

وذكّر المسؤول الدولي بإدانة رئيس الحكومة سعد الحريري خلية العبدلي.

وقال إن «مشاركة حزب الله ومجموعات لبنانية أخرى في النزاع في سورية خرقٌ للقرار الدولي ولإعلان بعبدا وسياسة النأي بالنفس، وتشكّل خطراً على استقرار لبنان». ودعا الدول في المنطقة «ذات العلاقة المقرّبة مع حزب الله إلى تشجيعه على التحوّل من مجموعة مسلحة إلى حزب سياسي مدني». وأكد غوتيريش في المقابل أن «إنجازات الجيش اللبناني تبرهن على أهمية استمرار الدعم الدولي له وزيادة قدراته»

وكان البرلمان اللبناني بدأ مناقشة مشروع الموازنة للعام الحالي، فبرزت مواضيع سياسية أثيرت في الأيام الأخيرة في مداخلات بعض النواب حملت على تصريحات رئيس «التيار الوطني الحر» وزير الخارجية جبران باسيل (من دون أن تسميه)، عن أن مصالحة الجبل (عام 2001 ) لم تكتمل، وعن موقفه من النازحين السوريين. ولفت قول النائب عن «القوات اللبنانية» أنطوان زهرا: «البعض يحاول النبش في التاريخ ليجد لذاته مكاناً، والإنجازات التي صنعها كبار على رأسهم البطريرك (الماروني السابق) نصر الله صفير ممنوعٌ المس بها»… وعلى رغم أن باسيل أصدر توضيحاً لكلامه عن المصالحة الدرزية- المسيحية في الجبل، أكد الرئيس السابق أمين الجميل ورئيس «حزب القوات» سمير جعجع التمسك بها.

 

رئيس أركان الجيش الإيراني يحذر إسرائيل من مغبة انتهاك المجال الجوي السوري

“القدس العربي”-(وكالات): حذر رئيس أركان الجيش الإيراني الجنرال محمد باقري إسرائيل من مغبة انتهاك المجال الجوي السوري والأراضي السورية أثناء زيارته لدمشق اليوم الأربعاء الأمر الذي يزيد من حدة التوتر مع إسرائيل التي عبرت عن قلقها العميق من نفوذ طهران في سوريا.

 

وقالت وسائل إعلام رسمية إيرانية وسورية إن باقري تعهد بتعزيز التعاون مع جيش  النظام السوري في مواجهة إسرائيل والمعارضة المسلحة.

 

وقدمت القوات الإيرانية والفصائل الشيعية المدعومة من إيران، ومنها جماعة حزب الله اللبنانية، دعما عسكريا حاسما لدمشق ساعدها على استعادة أراض من قبضة مسلحي المعارضة والمتشددين.

 

وقال باقري خلال مؤتمر صحفي مع نظيره  في النظام السوري “ليس مقبولا أن ينتهك النظام الصهيوني الأراضي والمجال الجوي السوري في أي وقت يشاء”.

 

وأضاف “نحن في دمشق لنؤكد ونتعاون لمواجهة أعدائنا المشتركين، الصهاينة والإرهابيين” في إشارة لإسرائيل والمعارضة المسلحة في سوريا.

 

ونقلت وسائل إعلام رسمية سورية عن رئيس أركان الجيش الإيراني قوله “رسمنا الخطوط العريضة لهذا التعاون”.

 

وأثار اتساع نطاق النفوذ الإيراني في سوريا على مدى أكثر من ستة أعوام من الحرب القلق في إسرائيل التي قالت إنها سترد على أي تهديد من جانب عدوها اللدود إيران. وتقول إسرائيل إنها قصفت قوافل تنقل أسلحة للجيش السوري وحزب الله قرابة المئة مرة في السنوات الخمس الماضية.

 

وقال رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو إن إيران تقوي وضعها في سوريا وإن إسرائيل تتابع التطورات وستتحرك للتصدي لأي تهديد.

 

وتصاعدت حدة التوتر هذا العام بين حزب الله وإسرائيل التي تجنبت نشوب صراع كبير منذ عام 2006.

 

وهذا الأسبوع قال الجيش الإسرائيلي إنه هاجم بطارية سورية مضادة للطائرات بعدما أطلقت صاروخا على طائراته أثناء تحليقها في سماء لبنان. لكن جيش النظام السوري قال إنه أصاب طائرة حربية إسرائيلية اخترقت الأجواء السورية عند الحدود مع لبنان.

 

وقبل تعليقات رئيس أركان الجيش الإيراني قال وزير الدفاع الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان لراديو إسرائيل اليوم الأربعاء “مهمتنا منع (اندلاع) الحرب ونقوم بذلك من خلال الردع. وما رأيناه في سوريا (يوم الاثنين) يأتي في هذا الإطار”.

 

وأضاف “سنقوم بكل ما يلزم من أجل أمننا… لن نغير إجراءات عملياتنا بسبب إطلاق نار أو تهديد من هذا النوع أو غيره.

 

إسرائيل أعلنت مسؤوليتها عن مهاجمة سوريا لإعادة الأسد لحجمه الطبيعي

الناصرة – «القدس العربي»: في لقائه مع وزير الدفاع الروسي، سيرجي شويغو، أمس، قال رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، إنه يجب على إيران أن تدرك أن إسرائيل لن تسمح لها بترسيخ وجودها العسكري في سوريا. وغداة قصف البطاريات السورية بجوار دمشق اجتمع نتنياهو ووزير الأمن، أفيغدور ليبرمان، في القدس المحتلة مع وزير الدفاع الروسي، وناقشا معه محاولة إيران ترسيخ وجودها العسكري في سوريا. وكان هدفهما من اللقاء إيصال رسالة إلى دمشق وطهران، مفادها أن إسرائيل لن تسمح بترسيخ الوجود العسكري الإيراني في سوريا.

كما عرض خلال الاجتماع مسألة الاتفاق النووي مع إيران، والذي أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الأسبوع الماضي، أنه لن يصادق عليه. وقال نتنياهو محذرا شويغو إنه إذا لم يتم تعديل الاتفاق، فسيكون لدى إيران ترسانة من الأسلحة النووية خلال 8 إلى 10 سنوات.

يشار إلى أن شويغو كان قد وصل إلى تل أبيب مساء أول من أمس الإثنين، في زيارة هي الأولى من نوعها لوزير دفاع روسي منذ سنوات كثيرة. وتعزو إسرائيل لهذه الزيارة أهمية كبيرة، خاصة بسبب الدور المهم لروسيا في القتال الدائر في سوريا، في ظل التنسيق الأمني الجيد بينهما هناك وهما معنيتان بتوطيده.

وكان شويغو قد اجتمع، أمس، مع ليبرمان ومن المقرر أن يتوجه الأخير، اليوم الأربعاء، إلى واشنطن، للاجتماع بوزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس.

وحسب التقارير الإسرائيلية فمن المتوقع أن يناقش ليبرمان وماتيس موضوعين: «التهديد الإيراني بعد أن أعلن ترامب إستراتيجيته الجديدة، والوضع في سوريا. وحسب بيان وزارة الخارجية الإسرائيلية اوضح ليبرمان لشويغو ان اسرائيل لن تسمح بنقل أسلحة دقيقة لحزب الله كما تناول اللقاء توثيق التنسيق بين الجهازين الأمنيين، الروسي والاسرائيلي. وقال ليبرمان: «يسرني رؤية وزير الدفاع الروسي هنا في اسرائيل. هذه هي الزيارة الأولى، وأهمية أول زيارة لوزير الدفاع ليست عادية. نحن نقدر جدا علاقتنا مع الروس، خاصة الانفتاح والمصداقية. نحن لا نتفق دائما، لكننا نتحدث دوما بطريقة صادقة ومفتوحة. نحن نؤمن انه في اللحظة التي يجري فيها حوار مفتوح، يمكن التغلب على كل المشاكل».

وقال شويغو في بداية اللقاء إن «لدى اسرائيل وروسيا الكثير مما تتحدثان عنه، وإن سوريا هي موضوع مركزي، وهناك قضايا عاجلة لمناقشتها».

وحضر اللقاء قائد جيش الاحتلال غادي ايزنكوت، ورئيس قسم الاستخبارات العسكرية الجنرال هرتسي هليفي، ورئيس القسم السياسي ـ الأمني في وزارة الأمن زوهر فلتي. وهذه هي أول زيارة يقوم بها شويغو الى اسرائيل منذ تسلمه لمنصبه في 2012 وتم تحديد موعد الزيارة منذ زمن، لكن تزامنها في الوقت الحالي، مع الهجمة الاسرائيلية قريبا من دمشق وخطاب الرئيس الأمريكي ترامب في موضوع الاتفاق النووي مع ايران، والتدخل الروسي المتزايد في الشرق الأوسط، يجعل الزيارة بالغة الأهمية في أوساط الجهاز الأمني في اسرائيل.

وانعكس التنسيق الأمني بين اسرائيل وروسيا، مجددا في قيام الأولى بإطلاع الثانية قبيل الهجوم الجوي على موقع قريب من دمشق. وقد دفع هذا التنسيق والتعاون الأمني صحيفة «يديعوت أحرونوت» لنشر رسم كاريكاتيري أمس يبدو فيه  ليبرمان يقود مقاتلة إسرائيلية فوق سوريا ومقابلها بوتين في برج المراقبة يعطيه ترخيصا للقيام بالهجوم فيما يتمترس بشار الأسد خلف بطارية صواريخ. وكرر نتنياهو تهديداته أمس بأن اسرائيل ستواصل العمل دفاعا عن نفسها وأن سياستها واضحة: من يحاول إيذاءنا سنؤذيه.

 

الحادث انتهى والمشكلة ستبقى

 

واعتبر المحلل العسكري يوآف ليمور، في مقال نشرته صحيفة «يسرائيل هيوم» أن الحدث كان محدودا وانتهى لعدم وجود مصلحة لدى إسرائيل وسوريا بالتصعيد، وكلاهما تبحثان عن الهدوء. لكنه يحذر من احتمال تغيير في السلوك السوري  ولا يستبعد وجود رغبة لدى بشار الأسد في «مكافأة» حزب الله، الذي دافع عن نظامه، في الدفاع عن لبنان.

ويتابع «من أجل منع نشوب حرب، يمكن أن تنجم عن حادث غير مخطط له، يجب على إسرائيل أن تفعل كل ما هو ممكن للحفاظ على الفصل بين القطاعات. إبقاء سوريا في سوريا، وحزب الله في لبنان (ويفضل إبقاء إيران في إيران). معتبرا أن الطريقة لتجنب ذاك تمر عبر موسكو، ضمن أمور أخرى. وقال إنه من الجيد ان اسرائيل أطلعت روسيا عبر «الخط الساخن» خلال الهجوم، بل أنها فعلت ذلك بشكل أفضل عندما شاركت وزير الدفاع الروسي الذي يزور اسرائيل بكل المعايير وفصلت أمامه خريطة مصالحها في الشمال.

ويشير الى ان سوريا لم ترد مؤخرا على أحداث أصعب من هذه، وستمتنع عن القيام بذلك الآن أيضا. وتابع محذرا «لكن في أي حدث من هذا القبيل، ترتفع عتبة عصبية الأطراف وفي الشرق الأوسط، الأعصاب الفضفاضة هي وصفة مؤكدة لفقدان اليقين.

 

توقفنا عن التهديد

 

أما زميله المحلل العسكري اليكس فيشمان، فاعتبر في مقال نشرته صحيفة  «يديعوت احرونوت»، ان التفوق الجوي الاسرائيلي هو إحدى النقاط الأكثر حساسية لمفهوم الأمن الإسرائيلي، الذي يضمن التفوق العسكري. ويفسر إعلان اسرائيل هذه المرة عن هجومها بخلاف مرات كثيرة سابقة بالقول إنه من الواضح أن أولئك الذين أعطوا الضوء الأخضر للهجوم يقدرون بأن تدمير البطارية والنشر لن يؤدي بالضرورة إلى تدهور عسكري في المنطقة. وتابع فيشمان المقرب من الدوائر الأمنية « هذه محاولة لإعادة الرئيس السوري الى حجمه الطبيعي، لأنه في الأسابيع الأخيرة يتصرف الأسد كما لو أنه انتصر في الحرب. فجأة يخرج للصلاة بعيدا عن المنطقة الآمنة في دمشق، ويقوم وزراء حكومته بجولات على الجبهات، وبشكل عام تشعر الحكومة السورية وكأنها تمتطي الحصان. وجاء النشر ليقول له: «إذا واصلتم الاستفزاز، سوف نواصل تقزيمك».

وبالمناسبة، ليست هذه هي المرة الأولى التي يصادق فيها ليبرمان على شن هجمات في سوريا أثناء وجوده في اجتماعات مع الروس. فقبل بضعة أشهر، أيضا، عندما التقى في موسكو مع نظيره الروسي، أكد وقوع هجوم. وأوضح ليبرمان أمس وفق تسريبات إسرائيلية لمسؤولي الجهاز الأمني المتفاجئين: «ان الروس يحتقرون الضعف ولا يحترمون أولئك الذين لا يقاتلون من أجل مصالحهم».

 

سوريا: مقتل قائد الحرس الجمهوري في دير الزور عصام زهر الدين

دمشق -”القدس العربي”- هبة محمد : قتل قائد قوات الحرس الجمهوري العميد عصام زهر الدين، اليوم الأربعاء، إثر انفجار لغم أرضي في دير الزور ، حسب مصادر إعلامية مقربة من النظام السوري.

 

وأكدت المصادر،  مقتل زهر الدين  في حويجة صكر،  شرقي مدينة دير الزور، عقب انفجار لغم أرضي.

 

وذكرت قناة الميادين  الموالية للنظام ما اسمته نبأ “استشهاد العميد عصام زهر الدين قائد قوات الحرس الجمهوري بدير الزور بانفجار لغم أرضي بحويجة صكر”.

 

قناة المركزية لقاعدة حميميم الروسية أكدت بدورها مقتل زهر الدين، وذكرت ان “القوات الحكومية تنعي أحد أهم القادة العسكريين في قوات الحرس الجمهوري السوري وهو اللواء عصام زهر الدين خلال معارك مع التنظيمات المتشددة في دير الزور السورية”.

 

الأكراد يسيطرون على مدينة الرقة وتنظيم «الدولة» يفقد «عاصمة الخلافة» في سوريا

محاولات لتحريك المفاوضات في اجتماع لدي ميستورا ولافروف اليوم… والجربا: الحل عبر الروس فقط

الرقة (سوريا) «القدس العربي» ووكالات: خسر تنظيم الدولة، أمس الثلاثاء، معقله الأبرز ومركز «الخلافة الإسلامية»، مدينة الرقة في سوريا، تاركاً مدينة مدمرة بعد أكثر من أربعة أشهر من المعارك العنيفة التي خاضها ضد قوات سوريا الديمقراطية بدعم من التحالف الدولي بقيادة أمريكية، بينما أفاد الجيش الأمريكي بأنه يمكنه فقط تأكيد استعادة نحو 90 في المئة من مدينة الرقة السورية من تنظيم الدولة حتى مع إعلان قوات تساندها الولايات المتحدة النصر.

وتشكل السيطرة على مدينة الرقة نكسة لتنظيم «الدولة» الذي مني في الأشهر الأخيرة بسلسلة خسائر ميدانية في سوريا والعراق المجاور، أدت إلى تقلص مساحة «الخلافة» التي أعلنها في البلدين منذ عام 2014.

وأعلن الناطق الرسمي باسم قوات سوريا الديمقراطية طلال سلو لوكالة فرانس برس بعد ظهر أمس الثلاثاء «تم الانتهاء من العمليات العسكرية في الرقة» مؤكداً «سيطرت قواتنا بالكامل على الرقة». وأضاف «انتهى كل شيء في الرقة»، مشيراً الى «عمليات تمشيط تجري الآن للقضاء على الخلايا النائمة إن وجدت، وتطهير المدينة من الألغام» التي زرعها مقاتلو التنظيم في وسط الرقة. وبدأت قوات سوريا الديمقراطية بدعم من التحالف الدولي هجوماً واسعاً في محافظة الرقة في تشرين الثاني/نوفمبر 2016، لتتمكن بعد سبعة أشهر من دخول مدينة الرقة.

وأحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 3250 شخصاً بينهم 1130 مدنياً على الأقل في مدينة الرقة، منذ الخامس من حزيران/يونيو. وأشار إلى وجود مئات المفقودين من المدنيين تحت أنقاض الأبنية المدمرة.

من جهتها حذرت منظمة إنقاذ الطفل «سايف ذي شيلدرن» في بيان الثلاثاء، من أن انتهاء العمليات العسكرية في الرقة لا يعني انتهاء الأزمة الإنسانية المتفاقمة. وقالت مديرة المنظمة في سوريا سونيا خوش «قد تصل العمليات العسكرية في الرقة إلى نهايتها لكن الأزمة الإنسانية هي أكبر من أي وقت مضى».

من جهة أخرى وعلى صعيد المفاوضات بشأن حل الازمة السورية، أعلن المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، سفتافان دي ميستورا، أمس الثلاثاء، أنه سيبحث مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في موسكو، اليوم الأربعاء، استئناف مفاوضات جنيف حول سوريا. وأضاف المبعوث الأممي أن اللقاءات التي سيعقدها ستتناول «تنفيذ اتفاق خفض التصعيد في سوريا، واستئناف العملية التفاوضية في جنيف، وفقا لقرار مجلس الأمن الدولي 2254». وأواخر الشهر الماضي، أعلن دي ميستورا أن جولة ثامنة من مفاوضات جنيف حول سوريا ستنطلق في موعد لا يتجاوز نهاية أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.

وفي السياق ذاته قال رئيس تيار الغد السوري المعارض أحمد الجربا، إن «مفتاح حل الأزمة السورية بيد روسيا». وشدد على ضرورة إشراك العرب بالحل، كما أثنى على عمليات وقف إطلاق النار التي ترعاها روسيا، وطالب بالانتقال إلى الحل السياسي. ووفق مصادر التيار، فقد التقى الجربا والوفد المرافق له في وزارة الخارجية الروسية الوزير سيرغي لافروف والمبعوث الرئاسي ميخائيل بوغدانوف.

ودعا الجربا في تصريح صحافي «كل من يبحث عن حل للأزمة السورية للتفاوض مع الروس، باعتبارهم يملكون مفاتيح الحل»، كما دعا إلى «إشراك العرب في عملية ملء الفراغ في المناطق التي كانت تسيطر عليها التنظيمات المسلحة في سوريا».

وقال الجربا إن «تركيا ارتكبت أخطاء، وسهّلت دخول المتطرفين إلى سوريا عبر حدودها»، وأعرب عن أمله بأن «تبدأ تركيا بتصفية مقار جبهة النصرة لأنها تهدد أمنها أيضاً، وسيفتح الباب لتدخّل دول أخرى سريعاً، ربما روسيا أو الولايات المتحدة لإنجاز تلك المهمة».

 

قوات سوريا الديمقراطية المدعومة أمريكياً تسيطر على الرقة معقل تنظيم «الدولة» الأبرز

الرقة (سوريا) – «القدس العربي» ووكالات: خسر تنظيم الدولة أمس الثلاثاء مدينة الرقة، التي كانت تعد معقله الأبرز في سوريا، بعد أكثر من أربعة أشهر من المعارك العنيفة التي خاضها ضد قوات سوريا الديمقراطية بدعم من التحالف الدولي بقيادة أمريكية.

وتشكل السيطرة على مدينة الرقة نكسة كبرى لتنظيم الدولة الذي مني في الأشهر الأخيرة بسلسلة خسائر ميدانية في سوريا والعراق المجاور، أدت الى تقلص مساحة «الخلافة الاسلامية» التي أعلنها في البلدين منذ العام 2014.

وفور اعلان قوات سوريا الديمقراطية سيطرتها بالكامل على المدينة الثلاثاء، تجمع عدد من مقاتليها عند دوار النعيم الذي شهد على عمليات اعدام وحشية نفذها التنظيم خلال سيطرته على المدينة. ورفع المقاتلون رايات قواتهم الصفراء ابتهاجاً وسارعوا الى التقاط الصور أمام أبنية مدمرة فيما لم يتمكن آخرون من حبس دموعهم من شدة تأثرهم.

وأعلن الناطق الرسمي باسم قوات سوريا الديمقراطية طلال سلو لوكالة فرانس برس بعد ظهر أمس الثلاثاء «تم الانتهاء من العمليات العسكرية في الرقة» مؤكدا «سيطرة قواتنا بالكامل على الرقة». وأضاف «إنتهى كل شيء في الرقة» مشيراً الى «عمليات تمشيط تجري الآن للقضاء على الخلايا النائمة إن وجدت، وتطهير المدينة من الألغام» التي زرعها مقاتلو التنظيم في وسط الرقة. وبدأت قوات سوريا الديمقراطية بدعم من التحالف الدولي هجوماً واسعاً في محافظة الرقة في تشرين الثاني/نوفمبر 2016، لتتمكن بعد سبعة أشهر من دخول مدينة الرقة. وأحصى المرصد السوري لحقوق الانسان مقتل 3250 شخصاً بينهم 1130 مدنياً على الأقل في مدينة الرقة، منذ الخامس من حزيران/يونيو. وأشار الى وجود مئات المفقودين من المدنيين تحت أنقاض الأبنية المدمرة.

 

«فرحتنا لا توصف»

 

ودفعت المعارك عشرات الآلاف من المدنيين الى الفرار وبينهم أم عبدالله المقيمة في مدينة كوباني (عين العرب) الواقعة على بعد نحو مئة كيلومتر من الرقة. وقالت لفرانس برس بتأثر واضح «فرحتنا لا توصف.. عندما أخبرتني شقيقتي أن الرقة تحررت، بدأت تبكي وأنا أيضاً. الحمد لله، الحمد لله». وجاء اعلان قوات سوريا الديمقراطية السيطرة على المدينة بعد استعادتها صباحاً الملعب البلدي، بعد ساعات من طرد مقاتلي التنظيم من دوار النعيم. وشكلت هذه النقاط الواقعة وسط الرقة، آخر الجيوب التي انكفأ اليها العشرات من المقاتلين الأجانب في صفوف التنظيم المتطرف في الأيام الأخيرة. وجراء الاعتداءات الوحشية وعمليات الإعدام الجماعية التي نفذها التنظيم منذ سيطرته على الرقة عام 2014، استبدل سكان المدينة اسم دوار النعيم بدوار «الجحيم». ومع سيطرة هذه القوات على المدينة الثلاثاء، «يكون وجود تنظيم الدولة في كامل محافظة الرقة قد انتهى» وفق عبد الرحمن.

 

أزمة إنسانية

 

وحذرت منظمة انقاذ الطفل «سايف ذي شيلدرن» في بيان الثلاثاء من أن انتهاء العمليات العسكرية في الرقة لا يعني انتهاء الأزمة الإنسانية المتفاقمة. وقالت مديرة المنظمة في سوريا سونيا خوش «قد تصل العمليات العسكرية في الرقة الى نهايتها لكن الأزمة الإنسانية هي أكبر من أي وقت مضى». ويحتفظ التنظيم حالياً بسيطرته على بعض الجيوب المحدودة في محافظة حمص وحماة (وسط) وقرب دمشق وفي جنوب البلاد. ويشكل الجزء المتبقي تحت سيطرته في محافظة دير الزور «مركز ثقله» على رغم أنه خسر خلال أقل من شهرين سيطرته على أكثر من نصف مساحتها. ويقول الباحث في المعهد الأمريكي للأمن نيك هاريس لوكالة فرانس برس «مع خسارته الرقة، بات التنظيم محصوراً في قطاع من الأراضي تمتد على طول وادي الفرات الى دير الزور».

 

دي ميستورا ـ لافروف ومفاوضات جنيف

 

وعلى صعيد المفاوضات بشأن حل الأزمة السورية أعلن المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، ستافان دي ميستورا، الثلاثاء، أنه سيبحث مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في موسكو، الأربعاء، استئناف مفاوضات جنيف حول سوريا. وقال دي ميستورا، في تصريح أدلى به، لوكالة الأنباء الروسية «سبوتنيك»: «سألتقي يوم غد (الأربعاء)، بوزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، ووزير الدفاع، سيرغي شويغو، في العاصمة موسكو».

وأضاف المبعوث الأممي أن اللقاءات التي سيعقدها ستتناول «تنفيذ اتفاق خفض التصعيد في سوريا، واستئناف العملية التفاوضية في جنيف، وفقا لقرار مجلس الأمن الدولي 2254». وأواخر الشهر الماضي، أعلن دي ميستورا أن جولة ثامنة من مفاوضات جنيف حول سوريا ستنطلق في موعد لا يتجاوز «نهاية أكتوبر/تشرين الأول». ويطالب القرار 2254 الصادر في 18 ديسمبر/كانون الأول 2015، جميع الأطراف بالتوقف الفوري عن شن هجمات ضد أهداف مدنية. ويحث الدول الأعضاء بمجلس الأمن على دعم الجهود المبذولة لتحقيق وقف إطلاق النار. كما يطلب القرار، الذي صوت عليه الأعضاء الـ15 بالإجماع، من الأمم المتحدة جمع ممثلي المعارضة والنظام السوريين للدخول في مفاوضات رسمية، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة تحت إشراف أممي، بهدف إجراء تحول سياسي. من جانبه، أفاد مصدر في الخارجية الروسية بأن المفاوضات السورية في جنيف قد تبدأ في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل. وقال المصدر لـ «سبوتنيك»، في سياق رده على سؤال بهذا الشأن: «من المتوقع شهر نوفمبر»، دون ذكر تاريخ محدد. وأضاف أن «كل شيء يعتمد على من سيمثل المعارضة في هذا الاجتماع، بيد أن الوفد لم يحدد بعد».

 

نتنياهو – شويغو

 

من جهة أخرى قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، امس الثلاثاء، إن إسرائيل لن تسمح لإيران «بالتموضع عسكريا في سوريا». وجاءت تصريحات نتنياهو، خلال لقائه، مع وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، في مكتبه في القدس الغربية، بحضور وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان.

وقال مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي، في تصريح مكتوب أرسل نسخة منه لوكالة الأناضول: « تم التركيز خلال معظم اللقاء على المحاولة الإيرانية للتموضع عسكريا في سوريا». وأضاف:» قال رئيس الوزراء نتنياهو لوزير الدفاع الروسي، إنه يجب على إيران أن تدرك بأن إسرائيل لن تسمح بذلك». وتمتلك إيران، قوات ومليشيات داخل سوريا، بغرض دعم نظام الرئيس بشار الأسد.

وأشار بيان رئاسة الحكومة الإسرائيلية، إلى أنه تم أيضا في اللقاء «بحث الاتفاق النووي مع إيران». وقال نتنياهو:» إذا لم يتم إصلاح الصفقة فإنه في غضون 8 إلى 10 أعوام ستمتلك إيران ترسانة من الأسلحة النووية»، حيث تعارض إسرائيل بشدة اتفاق الدول الكبرى (دائمة العضوية في مجلس الأمن بالإضافة إلى ألمانيا)، مع إيران، حول ملفها النووي، المُبرم في تموز/يوليو 2015، والذي ينص على رفع العقوبات المفروضة على إيران بشكل تدريجي، كما يسمح لطهران بتصدير واستيراد أسلحة، مقابل منعها من تطوير صواريخ نووية، وموافقتها على وضع مواقعها ومنشآتها النووية تحت مراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

 

توتر بين فصائل تابعة للمعارضة السورية في شمالي حلب

عبد الرزاق النبهان

حلب ـ «القدس العربي» : يشهد ريف حلب الشمالي في شمالي البلاد منذ أيام، توتراً بين الجبهة الشامية وفصيل السلطان مراد التابعين للمعارضة السورية المسلحة، وذلك بسبب خلاف على إدارة المعابر التجارية في المنطقة وفق ما أكده ناشطون محليون.

وكانت الجبهة الشامية قد سلمت في 10 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، معبر باب السلامة الحدودي مع تركيا للحكومة السورية المؤقتة بشكل كامل. وقالت مصادر محلية لـ»القدس العربي»، إن اشتباكات متقطعة تدور منذ أيام بين فصيلي «الجبهة الشامية» و»السلطان مراد» في منطقة الحمران قرب بلدة الغندورة، إضافة إلى قرية تركمان بارح في شمالي حلب.

وحسب المصادر، فإن الاشتباكات التي نشبت بين فصيلي المعارضة السورية كانت بسبب خلافات على إدارة معبر باب السلامة الحدودي مع تركيا، إضافة إلى المعبر الإنساني الذي يربط مناطق المعارضة بقوات سوريا الديمقراطية «قسد» في منطقة الحمران. وأكدت المصادر وقوع قتلى ومصابين من الطرفين خلال الاشتباكات التي اندلعت بينهما خلال الأيام الماضية، في حين لم يتسن للمصادر توثيق اسماء القتلى بسبب التكتم الحاصل بين الطرفين في المنطقة.

من جهة أخرى استنكرت فعاليات محلية وشعبية في ريف حلب الشمالي والشرقي الاقتتال الذي اندلع بين فصيلي المعارضة بسبب خلافات على إدارة المعابر التجارية في المنطقة، حيث هاجم ناشطون على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك الفصيلين، متهمينهما بالقتال لأجل المال والسلطة، وليس من أجل أهداف الثورة السورية.

ويقول الناشط السياسي السوري درويش خليفة في حديثه لـ«القدس العربي»، انه رغم كل ما تتعرض له الثورة السورية من انتكاسات إلا أن المعابر تعتبر أحد اهم هذه الانتكاسات من خلال التقاتل الذي يحصل بين الحين والآخر بين الفصائل الثورية أو القوى الإسلامية من أجل السيطرة على المعابر بهدف تحقيق دخل ذاتي يبعدهم عن الإملاءات الخارجية بعض الشيء.

وهو يعتقد انه من غير المعقول هدر الدماء والاستخفاف بأرواح العناصر في سبيل السيطرة على مصادر الأموال ونسيان القضية الأم والمعركة الأهم في تحرير البلد من رجس النظام وحلفائه.

وأشار خليفة إلى أن الاقتتال الحاصل بين الجبهة الشامية وفرقة السلطان مراد بسبب تسليم المعبر للحكومة المؤقتة!، حيث تقول الأنباء المتواردة من هناك أن خروج السلطان مراد من «المولد بدون حمص» ومبرره بأنه لا يمكن لجهة سياسية معارضة أن تعمل في الريف الشرقي الشمالي لحلب (درع الفرات) إلا بالتنسيق مع جميع الفصائل المتواجدة هناك.

ودعا جميع الفصائل العسكرية إلى تغليب لغة العقل على بطش البندقية، للخروج بأقل الخسائر البشرية والمجتمعية. لأن الخسارات المتتالية تجعل الجميع في حالة من البغضاء ورمي اتهامات على الآخر.

يشار إلى أن المجلس الإسلامي السوري كان قد أعلن عن وساطة لاحتواء التوتر الحاصل بين فصيلي المعارضة السورية المسلحة، إلا أن المبادرة فشلت في احتواء الاقتتال، بسبب تعنت قيادات الفصيلين حسب نشطاء، في حين دعت الحكومة المؤقتة المنبثقة عن الائتلاف السوري المعارض، الفصائل المتقاتلة إلى إنهاء الخلاف ووقف القتال، حيث وجهت الحكومة في بيان اطلعت عليه «القدس العربي» دعوة لحضور اجتماع عاجل تحت مظلة وزارة الدفاع لإنهاء التوتر الحاصل بين إخوة الثورة والسلاح وفق وصف البيان.

 

«الاتحاد الشعبي» يمنع وفداً تركياً من دخول ريف حلب ويختطف مندوباً من المعارضة

حسام محمد

إنطاكيا – «القدس العربي» : أكدت مصادر ميدانية خاصة في المعارضة السورية لـ «القدس العربي»، أمس الثلاثاء، قيام تشكيل عسكري عشائري حديث الولادة في ريف حلب الغربي باعتراض طريق فريق الاستطلاع التركي الذي ترافقه هيئة تحرير الشام ومندوب يتبع حركة نور الدين الزنكي.

ووفق المصادر الميدانية، فإن تشكيل «الاتحاد الشعبي» الذي شكلته العشائر العربية والعائلات في ريف حلب الغربي والمجالس المحلية قبل أيام فقط، أقدم على منع الوفد التركي من دخول ريف حلب الغربي بهدف استطلاع المنطقة بغية نشر نقاط مراقبة.

وقال مصدر مقرب من المعارضة السورية لـ «القدس العربي»: ريف حلب الغربي شهد منذ صباح أمس الثلاثاء، انتشاراً واستنفاراً كبيرين من قبل الاتحاد الشعبي المشكل حديثاً، وعند وصول الفريق التركي إلى المنطقة، اعترضوا طريقه، فقام مندوب حركة نور الدين الزنكي المرافق للوفد التركي بالنزول بغية التحدث معهم، ولكن أفراد حاجز الاتحاد الشعبي قاموا بالاعتداء عليه وضربه، وتم اختطافه إلى جهة مجهولة، وفق المصدر.

وزاد المصدر، كما أصر الحاجز التابع للاتحاد الشعبي على موقفه بمنع الوفد التركي وهيئة تحرير الشام وحركة نور الدين الزنكي من دخول المنطقة، ليعود الوفد أدراجه دون دخول المنطقة، فيما لا يزال مصير المندوب التابع لحركة نور الدين الزنكي مجهولاً حتى الساعة.

وأشار المصد الى انه لا توجد نتائج ملموسة لخطوات احتواء الموقف، وأن حركة الزنكي تريد تبين بداية مصير القيادي التابع لها، والمختطف لدى الاتحاد الشعبي، كما لم يصدر عن تركيا أي موقف رسمي حتى الساعة.

أحد وجهاء الاتحاد الشعبي قال عبر شريط مصور، الإثنين: إذا كان «الهدف من الدخول التركي إلى سوريا هو إعادة المناطق إلى حظيرة بشار الأسد فيجب على جميع المناطق أن ترفض ذلك وأن تقف في وجه هذا التدخل، وعدم السماح لهذا الأمر بالمرور بأي طريقة أو ذريعة»، ونوه إلى إرسالهم مندوبين لمفاوضة الجانب التركي وبحوزتهم شروط، أهمها «توقيع عقد بين وجهاء المنطقة مع تركيا ويجب تجديده بشكل سنوي، دخول القوات التركية سيكون إلى نقاط ومناطق محددة، رفض البقاء بشكل دائم في المنطقة، رفض القبول بدخول فصائل من ريف حلب الشمالي «درع الفرات» إلى مناطق الاتحاد الشعبي، عدم السماح بصناعة وإنشاء فصيل عسكري في المنطقة»، وأشار البيان الصادر عن الاتحاد الشعبي، أنه في حال وافقت تركيا على الشروط المقدمة فسيتم السماح لها بالدخول عسكرياً إلى بعض المناطق التي سيتم تحديدها، وفي حال رفضت ذلك فسيتم اعتبارها قوة محتلة.

ناشطون في ريف حلب، قالوا لـ «القدس العربي»: الوفد التركي كان يقوم بمهمة استطلاعية في المنطقة للكشف عن نقاط مراقبة على الجبهات التي تفصل حركة الزنكي عن مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، ولكن الحاجز الذي يتمركز عليه مدنيون مسلحون، أطلقوا على أنفسهم «الاتحاد الشعبي» حالوا دون السماح لهم، وأن الجانب التركي أو المرافقين له، فضلوا احتواء الموقف لا التصعيد.

ووفق ما أكدته المصادر المحلية، فإن الاتحاد الشعبي قام بُعيد تأسيسه بفرض سيطرته على عدد من الحواجز الرئيسية والفرعية في ريف حلب الغربي، والتي كانت تتبع لحركة نور الدين الزنكي، وأن السيطرة على الحواجز تمت دون أي مواجهات بين الجانبين، حيث امتنعت الزنكي بدورها عن رفع السلاح بوجه المدنيين الذين حملوا السلاح وانضموا لـ «الاتحاد الشعبي».

وأشارت مواقع إعلامية معارضة الى أن «الاتحاد الشعبي» يرى أن «الفصائل العسكرية فرطت بحقوق الشعب ولم تكن على قدر المسؤولية، وأن عدد عناصر هذا التجمع يصل إلى 10 آلاف ومن المرجح أن يزيد إلى 20 ألفاً».

 

مقتل عصام زهر الدين… أبرز ضباط الحرس الجمهوري بسورية

أحمد حمزة

قالت مواقع وصفحات إخبارية مقربة من النظام السوري، اليوم الأربعاء، إن العميد المعروف في قوات النظام عصام زهر الدين قُتل اليوم الأربعاء، بانفجار لغمٍ في محافظة دير الزور شرقي البلاد.

وأكدت عدة صفحاتٍ موالية للنظام بينها “دمشق الآن” ظهر اليوم، أن زهر الدين الضابط بالحرس الجمهوري، الذي كان قائداً لقوات النظام بمطار دير الزور، قُتل بانفجار لغم أرضي بمنطقة حويجة صقر.

ويلقب العميد من جانب موالي النظام والمقاتلين إلى جانبه “نافذ أسد الله”، ويعود مسقط رأسه إلى بلدة الصورة الكبيرى في ريف محافظة السويداء.

وكان زهر الدين قبل عام 2011، ضابطا مغمورا في قوات الحرس الجمهوري، قبل أن يبدأ نجمه بالسطوع مع تسليمه قيادة أركان اللواء 104 في الحرس ذاته.

وانخرط زهر الدين مع مقاتلي لوائه، الذي تسلم قيادته بعد أن انشق العميد مناف طلاس أحد قادة الحرس عام 2012، في قمع المناهضين للنظام والمطالبين بالكرامة، منذ أن زج الجيش في عمليات القمع عام 2012، إذ يتهم مع مقاتليه بارتكاب العديد من الجرائم بحق المدنيين، وعدم احترام قواعد الاشتباك وأسرى الحرب، إضافة إلى العديد من المجازر بداية من ريف دمشق كمسرابا ومناطق من الغوطة الشرقية والتل وجنوب دمشق.

كما كان لزهر الدين دور كبير في تدمير باب عمر في مدينة حمص، إضافة إلى الانتهاكات التي يتهم بارتكابها في دير الزور، إذ تواجد منذ أكثر من عامين.

وكانت آخر تصريحات العميد المقتول، قد أثارت غضباً واسعاً لدى مواقع التواصل، إذ هدّد فيها اللاجئين السوريين والمغادرين لأراضيهم ونهاهم عن العودة، قائلا في تصريح على قناة “الإخبارية السورية” التابعة للنظام، “لكلّ من فرّ ومَن هرب مِن سورية إلى أيّ بلد آخر، أرجوك لا تعود، لأنّ الدولة إذا سامحتك، نحن عهداً لن ننسى ولن نسامح. نصيحة من هالذقن لا حدا يرجع منكم”، وسط قهقهات من مقاتلين كانوا يلتفون حوله.

 

الزنكي” و”تحرير الشام”:صدامات الشراكة مع تركيا

خالد الخطيب

تحاول القوات التركية التمدد على مراحل في منطقة سمعان في ريف حلب الشمالي الغربي، في المنطقة المقابلة لمناطق سيطرة “وحدات حماية الشعب” الكردية في عفرين وريفها. وعلى الرغم من التكهنات والتسريبات، التي تتحدث عن عدد النقاط والمواقع التي يُفترض تمركز القوات التركية فيها، إلا أنها تبقى معلومات غير دقيقة، وأرقاماً غير نهائية حتى الآن. ومن المحتمل أن يتجاوز عدد النقاط المشغولة تركياً في المنطقة، في نهاية الانتشار، 20 نقطة وموقعاً.

 

ويزيد طول المسافة التي من المحتمل أن تنتشر فيها النقاط العسكرية التركية على 40 كيلومتراً، من أطمة الملاصقة للحدود غرباً، باتجاه العمق، وصولاً إلى مشارف عندان التي تعتبر جبهاتها الشمالية الغربية نقطة تلاقي القوى الثلاث: المعارضة والنظام و”الوحدات”. وتتقاسم كل من “هيئة تحرير الشام” و”حركة نور الدين الزنكي” السيطرة على المناطق التي بدأ انتشار القوات التركية فيها، في الغرب بدءاً من الحدود عند أطمة وحتى مشارف مدينة دارة عزة. نقاط التماس التي تقع تحت سيطرة “الهيئة” كانت قد ورثتها عن “كتائب ابن تيمية” التي ابتلعتها “الهيئة” قبيل دخول القوات التركية بأيام قليلة. أما نقاط التماس مع “الوحدات” الواقعة قبالة بلدة كفر تينة بالقرب من دارة عزة وصولاً إلى جبل عندان، فتقع تحت سيطرة “الزنكي”، وهي مسافة تزيد عن 13 كيلومتراً.

 

انتشار القوات التركية وعمليات التحصين وتجهيز المواقع اقتصرت على القسم الأول من المنطقة، الواقع تحت سيطرة “الهيئة”، والذي يشمل كتلة سمعان الجبلية بما فيها أعلى قمة؛ جبل الشيخ بركات. وإلى الآن، لم تتمكن فرق الهندسة العسكرية التركية من التوغل أكثر، بسبب رفض “حركة نور الدين الزنكي” دخولها. وهي مناطق مهمة للغاية بالنسبة للقوات التركية، بالتحديد جبل الشيخ عقيل القريب من بلدة قبتان الجبل، مسقط رأس قائد “الزنكي” توفيق شهاب الدين.

 

ولم يصدر عن “حركة الزنكي” أي تصريح أو تعليق حول منعها القوات التركية من الدخول إلى مناطقها، لاستكشاف المواقع. مصدر عسكري مقرب من “الحركة”، قال لـ”المدن”، إن “الحركة” منعت القافلة العسكرية التركية من الدخول إلى مواقعها، مطلع هذا الأسبوع، مبررة التصرف بأنه لم يتم التنسيق معها مسبقاً، أو إخبارها بشرح مبدئي على الأقل حول خطة الانتشار التركية. وأبدت “الحركة” استعدادها للتعاون، خلال الفترة القادمة، وتفادت الصدام المباشر مع “هيئة تحرير الشام” التي تعتبر نفسها القوة الوحيدة في المنطقة المخولة للتفاهم مع الجانب التركي، وهو ما يزعج “الحركة” كثيراً.

 

المصدر ذاته، قلل من احتمال المواجهة بين “الزنكي” و”الهيئة”، واعتبر أن التكتيك الذي تتبعه “الزنكي” هو للضغط على الجانب التركي، وإجباره على التعامل معها كـ”ند وشريك قوي لا يمكن تجاهله”. وفي الوقت ذاته، أرسلت “الحركة” بذلك إشارة لـ”الهيئة” بأن المنطقة هي تحت نفوذ “الحركة” التي يُمكنها تعطيل أي اتفاق لا يلبي مصالحها، وعلى “الهيئة” القبول بشراكة “الحركة”، بالضرورة. ولكن “الهيئة” بدت وكأنها لم تستجب لمطالب “الزنكي”، ما دفع الأخيرة لاستخدام أساليب أخرى.

 

“الحركة” لجأت إلى الشارع بدلاً من التصعيد عسكرياً، ميدانياً أو إعلامياً، وظهرت للمرة الأولى الجمعة رايات تحمل شعار “الاتحاد الشعبي” رُفِعَت خلال التظاهرات التي عمّت مدناً وبلدات في ريف حلب الغربي، خاصة التي ينتمي لها غالبية مقاتلي “الحركة” وتعتبر حواضن شعبية ومناطقية تستمد “الحركة” منها قواتها. وهذا بالتحديد ما تفتقده “الهيئة” في المنطقة.

و”الاتحاد الشعبي” هو تنظيم شعبي ترعاه “حركة نور الدين الزنكي”، ولم تتبنه بشكل رسمي. وتحاول “الحركة” الإيحاء بأن لا علاقة لها بـ”الاتحاد الشعبي”. وتناقل نشطاء تسجيلاً مصوراً، الثلاثاء، يظهر فيه شرعي “الزنكي” حسام الأطرش، قرب أحد الحواجز التي أقامها “الاتحاد الشعبي” بالقرب من قبتان الجبل، يلتف حوله عدد من الأشخاص بنية الاعتقال!

 

ويجمع “الاتحاد الشعبي” عدداً كبيراً من الشخصيات التي تنتمي لعائلات كبيرة وعريقة في ريف حلب الغربي، وبيدها سلطة عشائرية واجتماعية واسعة، تمكنها من حشد الآلاف في صفوفها. وتحدث القائمون على “الاتحاد الشعبي”، من وجهاء المنطقة، في تسجيل مصور تناقله ناشطون، الأحد، عن ضرورة التنسيق معهم، إذا ما أرادت القوات التركية التمدد أكثر في المنطقة، والتمركز في نقاط جديدة لا تقع تحت سيطرة “الهيئة”.

 

وبعض ما جاء في فيديو “الاتحاد الشعبي”، والذي اعتبر بمثابة بيان رسمي، يتبنى بشكل غير مباشر وجهة نظر “الزنكي”: “إذا كان الهدف من الدخول التركي إلى سوريا هو إعادة المناطق إلى حظيرة بشار الأسد، فيجب على جميع المناطق أن ترفض ذلك وأن تقف في وجهه، وعدم السماح لهذا الأمر بالمرور بأي طريقة أو ذريعة. وسيتم إرسال وفد للقاء القوات التركية ممثلاً عن الاتحاد الشعبي وفي جعبته شروط، من بينها، أن يكون دخول القوات التركية إلى نقاط ومناطق محددة، وتوقيع عقد بين وجهاء المنطقة مع تركيا، يجب تجديده بشكل سنوي. وعدم السماح بصناعة وإنشاء فصيل عسكري في المنطقة. ورفض البقاء بشكل دائم في المنطقة. ورفض القبول بدخول فصائل من ريف حلب الشمالي (درع الفرات) إلى مناطق الاتحاد الشعبي”.

 

المئات من المدنيين التابعين لـ”الاتحاد الشعبي”، انتشروا في حواجز عسكرية تابعة لـ”حركة الزنكي”، الثلاثاء، وتم قطع عدد من الطرقات القريبة من جبل الشيخ عقيل قرب بلدة قبتان الجبل. في حين أكد مصدر عسكري أن هناك مشاورات تجري بين “حركة الزنكي” والقوات التركية من أجل إكمال مهمة تحديد المواقع، ومن ثم الانتشار التركي  في مرحلته الثانية.

 

المصدر العسكري أكد لـ”المدن”، حدوث اتصالات ولقاءات بين “الزنكي” و”تحرير الشام”، مطلع تشرين الأول/أكتوبر، تهدف للبحث عن بدائل محتملة للتشكيلات العسكرية التي قد يفرضها واقع التدخل التركي في المنطقة. ومن بين الاحتمالات المطروحة؛ حلّ “هيئة تحرير الشام” واندماجها في فصيل جديد، بمسمى آخر، وقد تدخل فصائل أخرى في التشكيل ومن بينها “الزنكي”. المصدر أوضح أن زعيم “تحرير الشام” الجولاني، ما زال يواجه معارضة البيت الداخلي لـ”الهيئة”، وأن الاجتماعات لم تسفر عن أي نتائج حتى اللحظة.

 

لن تكون مهمة “حركة الزنكي” سهلة، لفرض وجودها كشريك قوي، له رؤيته، في ظل احتكار “الهيئة” تمثيل المنطقة برمتها مع تركيا. لكن “الزنكي”، في الوقت ذاته، لن توفر أي محاولة في سبيل تحقيق غايتها، ولو تطلب ذلك صداماً مباشراً مع “الهيئة”، أو بطرق غير مباشرة، لطالما كانت “الحركة” بارعة فيها.

 

#نصيحة_من_هالدقن.. بعد مقتل عصام زهر الدين

أطلق ناشطون معارضون هاشتاغ #نصيحة_من_هالدقن بعد مقتل العميد عصام زهر الدين، الضابط في الحرس الجمهوري وأحد أبرز المتهمين بارتكاب جرائم حرب في مختلف مناطق سورية منذ العام 2011.

 

وينطلق الهاشتاغ من كلمات زهر الدين نفسها قبل أسابيع بقوله “نصيحة من هالدقن لا ترجعوا” في معرض تهديده اللاجئين السوريين  بالتصفية والقتل في حال عودتهم إلى سوريا بعد سيطرة النظام السوري على مدينة دير الزور وكسر الحصار المفروض عليها من طرف تنظيم “داعش”، لأن جيش النظام “لن يسامح أحداً” على حد تعبيره حينها.

 

وشكك الناشطون في رواية النظام السوري القائلة بأن زهر الدين قُتل بانفجار لغم أرضي في ريف دير الزور الشرقي، واتهموا النظام بتصفيته، مطالبين بقية عناصر جيش النظام بالانشقاق قبل أن يلقوا مصير زهر الدين. فيما أعرب كثيرون عن سعادتهم “بالخلاص من مجرم” مثل زهر الدين، ولو كانوا يتمنون رؤيته يخضع لمحاكمة عن الجرائم والانتهاكات بحق الإنسانية التي اقترفها.

 

وينتمي زهر الدين (56 عاماً) إلى الحرس الجمهوري ويتحدر من محافظة السويداء، وبرز اسمه بشدة منذ العام 2011 مع اتهام المعارضة له بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، بسبب العمليات العسكرية الوحشية التي قادها ضد المدنيين والقوات المعارضة في مناطق مثل بابا عمرو في حمص، والتل في محافظة ريف دمشق، فيما يلقبه الموالون للنظام بعد ألقاب مثل “أسد الحرس الجمهوري” و”نافذ أسد الله”.

 

بعد استعادة الرقة.. هل تتخلى واشنطن عن أكراد سوريا؟

شكّلت هزيمة تنظيم “الدولة الإسلامية” في الرقة نقطة تحوّل في احتواء عمليات التنظيم، بحسب ما أعرب دبلوماسيون وسياسيون في دول غربية، معتبرين أن ذلك يعني بداية تحقيق الاستقرار في المنطقة، وخطوة أولى نجحت في استراتيجية الإدارة الأميركية الجديدة في الأزمة السورية.

 

وقال محللون متخصصون في شؤون الشرق الأوسط إن من بين المشكلات الكثيرة التي تجلت بعد طرد تنظيم “داعش” من الرقة مشكلة توفير الأموال للمساعدة في إعادة بناء المدينة المدمرة وكيفية دعم الحكومة المحلية الوليدة في مواجهة تمرد محتمل، وكيفية منع الرئيس السوري بشار الأسد، المدعوم من إيران وروسيا من محاولة استعادة السيطرة على المدينة.

 

في هذا السياق، نقلت وكالة “رويترز” عن الباحث في مركز الأمن الأميركي الجديد نيك هيراس قوله، إن “التحدي الحقيقي هو أن يتحول تنظيم الدولة الإسلامية إلى شبح منتقم يحاول التسلل لتخريب الأمن والحكم والإدارة في فترة ما بعد انتهاء الصراع من أجل تقويض الولايات المتحدة وشركائها”. وأضاف “التحدي الأكبر بالنسبة للرقة والشركاء السوريين المحليين الذين يحاولون إعادة بناء الرقة هو الغموض في سياسة إدارة ترامب بشأن سوريا”.

وتابع هيراس “يتعين إرسال إشارة بأن الولايات المتحدة تنوي الاحتفاظ بقوة في المناطق التي استعادتها من الدولة الإسلامية من أجل الإشراف على مهمة تحقيق الاستقرار وأن يكون لها هدف أوسع غير معلن يتمثل في تقييد قدرة إيران على إعادة السيطرة على كل أنحاء البلاد باسم الأسد”.

 

وعلى الرغم من وجود محللين كثيرين اعتبروا أن نتائج الاستراتيجية الاميركية تجاه سوريا، خصوصاً لناحية الحرب على تنظيم “داعش”، بدأت بالظهور، يرى آخرون أن الولايات المتحدة ليس لديها على ما يبدو استراتيجية واضحة لإعادة الاستقرار إلى المنطقة، ناهيك عن إحياء المحادثات التي ترعاها الأمم المتحدة في جنيف بهدف إنهاء الحرب.

 

وقال السناتور الجمهوري بن ساس “سيطرنا على مدن من قبل وفقدناها..هذا الانتصار يؤكد على الحاجة إلى استراتيجية شاملة لسوريا”، في حين نقلت “رويترز” عن مسؤول آخر، طلب عدم الإفصاح عن اسمه قوله، إنه “إذا كان الروس يرغبون حقا في…عمل شيء يعيد إلى سوريا لحمتها فسنرى إن كانوا مستعدين للعودة إلى عملية جنيف”.

 

وإذا كان سقوط الرقة يكشف الفاعلية العسكرية لاستراتيجية الولايات المتحدة في سوريا والعراق المستندة الى الاكراد، فإن المواجهات للسيطرة على كركوك تكشف بالمقابل ضعف السياسة الأميركية.

 

في هذا الشأن، نقلت وكالة “فرانس برس” عن ليندا روبنسون من مركز “راند” للابحاث والدراسات قولها، إن تحرك الإدارة الاميركية عبر دعوة رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني الى الغاء الاستفتاء قبل يومين فقط من موعد إجرائه جاء “متأخراً جداً”.

 

وتقول روبنسون، إن فوز الـ”نعم” في الاستفتاء على استقلال كردستان العراق مع مناطق متنازع عليها، ولاسيما محافظة كركوك الغنية بالنفط “وضع (حيدر) العبادي (رئيس الوزراء العراقي) في موقف صعب للغاية”.

 

وتضيف روبنسون أن الادارة الاميركية “مستاءة” من اكراد العراق، مشددة في المقابل على أن التباينات مع بارزاني يجب الا تؤثر على التعاون بين واشنطن و”قوات سوريا الديموقراطية”، المؤلفة من تحالف كردي عربي، يهيمن عليه المقاتلون الأكراد.

 

ويقول المتحدث باسم “التحالف الدولي” الكولونيل راين ديلون، إن “قوات سوريا الديموقراطية اثبتت انها شريك فاعل وقادر”. ورداً على سؤال حول إمكانية قيام التحالف بتعليق تدريباته العسكرية للاكراد على خلفية الاستفتاء، أجاب ديلون أن أي قرار لم يتخذ وأن التدريب مستمر.

 

في المقابل، يقول المحلل في “معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى” ديفيد بولوك، إن التوتر الذي تشهده كركوك يصب في مصلحة طهران بشكل كبير، وإن الاكراد انسحبوا من المدينة دون قتال لانهم “فهموا ان احدا لن يأتي لنجدتهم”.

 

ويضيف بولوك، إن الولايات المتحدة “استغلت الأكراد ضد داعش وتخلت عنهم في العراق، وهذا الامر يمكن ان يتكرر في سوريا أيضاً (..) يقال لهم لقد بذلتم كل شيء على مدى ثلاث سنوات، ولكننا نتخلى عنكم”.

 

الرقة:نهاية الحرب لا تنهي الأزمة الإنسانية

شكلت الأزمة الإنسانية في مدينة الرقة، شرقي سوريا، محور تصريحات صدرت عن مسؤولين في الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية، في أعقاب الإعلان عن طرد تنظيم “الدولة الإسلامية” من المدينة، في وقت أبدت فيه الولايات المتحدة عزمها على تقدم مساهمة رئيسية في إعادة إعمار الرقة، وتوفير الحاجات الأساسية للسكان.

 

وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، خلال مؤتمر صحافي، إن “الأمم المتحدة غير قادرة على التحقق بشكل مباشر من الأوضاع داخل الرقة بسبب صعوبة الوصول إليها”، إلا أنه لفت إلى تلقي المنظمة تقارير تفيد بأن الكثير من المناطق في المدينة قد تضررت، أو دمرت بالكامل بسبب القتال.

 

وأشار دوجاريك، إلى أن المنظمة تقف على أهبة الاستعداد لتقديم المساعدة المنقذة للحياة لجميع المحتاجين حالما يمنح لها حق الدخول، وتسمح الظروف الأمنية بذلك، وأضاف أن الأمم المتحدة وشركاءها يتمكنون من الوصول إلى 330 ألفاً من المحتاجين شهرياً على امتداد المنطقة.

 

في السياق، حذرت منظمة “أنقذوا الطفولة” من أن انتهاء العمليات العسكرية في الرقة لا يعني انتهاء الأزمة الإنسانية المتفاقمة فيها. وفي بيان لمديرة المنظمة في سوريا، سونيا خوش، قالت إن “نحو 270 ألف شخص فروا من القتال في الرقة ما زالوا بحاجة ماسة إلى المساعدات في وقت تضيق المخيمات بعدد كبير من النازحين”.

 

وأضاف البيان، أن “معظم عائلات الرقة لم يعد لديهم منازل يعودون إليها، فيما لا يزال الآلاف مشردين في محافظة دير الزور المجاورة”، لافتاً إلى أن جهود إعادة الإعمار تحتاج إلى استثمارات ضخمة، ومشدداً على الحاجة الملحة للمساعدة من أجل إعادة الأطفال للمدارس، وتقديم التأهيل النفسي لهم.

 

من جهتها، قالت وزارة الخارجية الأميركية، إن الولايات المتحدة سوف تتصدر جهود المساعدة في إزالة الأنقاض واستعادة الخدمات الأساسية بعد هزيمة تنظيم “الدولة” في الرقة، معقله الأبرز في سوريا. وقالت المتحدثة باسم الوزارة هيذر ناورت، في مؤتمر صحافي “سوف نساعد ونكون في الصدارة في استعادة خدمات المياه والكهرباء وغير ذلك”.

 

المسؤولة الأميركية أضافت، أن بلادها “استعدت للخطوات القادمة، وسنواصل العمل مع شركائنا لتقديم المساعدة الإنسانية للمحتاجين ودعم جهود إرساء الاستقرار في الرقة وغيرها من المناطق المحررة” من سيطرة “داعش”. وتأتي هذه التصريحات بالتزامن مع مسعى أميركي لوضع استراتيجة شاملة بشأن سوريا.

 

وكانت “قوات سوريا الديموقراطية” التي تدعمها الولايات المتحدة أعلنت، الثلاثاء، النصر على “داعش” في الرقة، ورفعت الرايات على آخر معاقل التنظيم بعد معركة دامت أربعة أشهر، وكان التنظيم قد اجتاح الرقة في يناير/كانون الثاني 2014 وانتزع السيطرة عليها من المعارضة المسلحة.

 

وخّلفت الحرب التي شهدتها الرقة على مدار السنوات الماضية، بدءا بهجمات جيش النظام السوري، أزمة إنسانية في المدينة التي خلت تقريباً من المدنيين، سيما خلال المعارك بين “قسد” و”داعش”، والتي تزامنت مع قصف عنيف لطائرات “التحالف الدولي” ما خلّف دماراً كبيراً في معظم أحياء المدينة.

 

هل بدأت حرب “توحيد البندقية” في “درع الفرات”؟

منهل باريش

يشهد ريف حلب الشمالي الشرقي، منذ السيطرة على مدينة الباب وطرد “داعش” منها في شباط/فبراير، معارك جانبية واقتتالاً داخلياً بين الفصائل المنضوية في “درع الفرات”. ولعل أبرز تلك الاشتباكات الداخلية، ما كان يحصل بين مقاتلي العشائر الفارين من محافظة  ديرالزور وبين المقاتلين المحليين من ريف حلب الشمالي الشرقي. فالمقاتلون المحليون من أبناء ريف حلب باتوا يشعرون بحقهم في إدارة مناطقهم، نتيجة إحساسهم العارم بالنصر، ودحر “داعش” بعد نحو ثلاث سنوات من النزوح والتشرد بين تركيا ومنطقة أعزاز.

 

وعلى الرغم من تكرارها، لم تشكل تلك الصدامات بين “أحرار الشرقية”، وبين الفصائل المحلية في الباب وجرابلس؛ “فرقة الحمزة” و”السلطان مراد”، انقساماً حاداً على المستوى العسكري، وسرعان ما حُلّت تلك الخلافات. ويُسهّلُ ذلك، أن لا طموح للسيطرة، عسكرياً أو مدنياً، لدى أبناء “الشرقية”، في منطقة يقيمون فيها بشكل مؤقت. بل كانوا رأس حربة، إلى جانب رفاق السلاح المحليين في حربهم على “داعش”. كذلك، يدرك الجميع أن أبناء ديرالزور ينتظرون منذ شهور أن تتوصل تركيا وأميركا إلى تفاهم يسمح بانتقالهم إلى جبهات ديرالزور. وما زالوا ينتظرون.

 

المُقلق في التطورات الأخيرة، هو الصراع الخفي بين “الجبهة الشامية” و”فرقة السلطان مراد”؛ فالفصيلان يتلقيان دعماً كبيراً من غرفة تنسيق العمليات “الموم”، وتسيطر “الشامية” على معبر باب السلامة الحدودي مع تركيا، وتحتكر عائداته المالية، منذ سيطرتها عليه بعد قضاء “داعش” على “لواء عاصفة الشمال” في تشرين الأول/أكتوبر 2013. في حين تُعتبر “فرقة السلطان مراد” من أكثر الفصائل نفوذاً، بسبب قربها ودعمها الخاص من تركيا منذ بدء عملية “درع الفرات” ضد “داعش” في أيلول/سبتمبر 2016، بالإضافة لحصولها على الدعم من غرفة “الموم”.

 

والسبب الظاهر للاقتتال هو الخلاف على العائدات المالية التي تجنيها “الشامية” وترفض تقاسمها مع بقية الفصائل، وذلك بحسب الكثيرين، ومنهم قائد “السلطان مراد”. وهو السبب عينه، الذي دفع فصائل آخرى للهجوم على “الشامية” في مرات سابقة. وحُلّت تلك الخلافات، بإعطاء تلك الفصائل نصيباً من عائدات المعبر، أو حتى اشراك “أحرار الشام” في المعبر الداخلي بين أعزاز وعفرين، وهو المعبر الرئيس لدخول النفط الخام القادم من شرق سوريا إلى إدلب وحماة وريف حلب الغربي.

 

“الجبهة الشامية” أدركت أن الصدام قادم لا محالة، ولجأت الى محاولة لنزع فتيل الأزمة، عبر تسليم المعبر إلى “الحكومة السورية المؤقتة”، لكن الحرب بدأت، ولم تقبل “السلطان مراد” بذلك. واندلعت اشتباكات متقطعة بين الفصيلين، وانضمت “فرقة الحمزة” إلى جانب “السلطان مراد”، فيما باغتت “أحرار الشام” “فرقة الحمزة” في قباسين. وعلمت “المدن” أن اكثر من 250 مقاتلاً من “السلطان مراد” و”فرقة الحمزة” وقعوا في الأسر. وتدخل الجانب التركي لحل الخلاف بين الطرفين.

 

والخلاف، رغم اتخاذه شكل الصراع على تقاسم إيرادات المعبر، إلا أنه كان متوقعاً منذ شهور، وحذّر منه الكثيرون. ففي منطقة “درع الفرات” أكثر من 20 ألف مقاتل، لا يسمح لهم اطلاق النار على قوات النظام المتمركزة جنوبي مدينة الباب، بسبب التفاهم التركي-الروسي على حدود التدخل في المنطقة. عملية استيلاء المعارضة على عربة “بي أم بي” لقوات النظام، تم حلها سريعاً بارجاعها إلى قوات النظام مباشرة. هذا بالإضافة لعدم قدرة تركيا وحلفائها على شنّ أي هجوم ضد “وحدات حماية الشعب” الكردية في منطقة منبج، المُعززة بـ”قوات فصل” ومدرعات أميركية.

 

عدم وجود جبهات ساخنة مع النظام، ولّد فائض قوة كبيرة لدى فصائل “درع الفرات”، من دون إمكانيات متاحة للفعل الخارجي، ما قد يتسبب بارتداد عكسي، واقتتال داخلي بين فصائل المعارضة، قد لا تتمكن تركيا من ضبطه والسيطرة عليه.

 

مكتب رئيس “الحكومة المؤقتة”، أصدر الثلاثاء بياناً، يقول فيه إن الاجتماع “بين فصائل كتلة الشامية، والقيادة المشتركة: (السلطان مراد، كتلة النصر، الجيش الوطني)، لمعالجة الخلافات الناشئة في الأحداث الأخيرة، بحضور رئيس الحكومة ووزارة الدفاع وهيئة الأركان ولجنة المجلس الإسلامي السوري وعدد من الشخصيات الثورية، تم خلاله الاتفاق على ما يلي: أولاً، تثبيت وقف إطلاق النار، وسحب المظاهر المُسلّحة. ثانياً، تسليم إدارة كافة المعابر الحالية وأي معبر يتم إنشاؤه لاحقاً إلى الحكومة السورية المؤقتة. ثالثاً، تشكيل لجنة قضائية للبت في قضايا الحقوق بين الطرفين. كما تعهدت الفصائل بالتزام القرارات الصادرة عن وزارة الدفاع وهيئة الأركان”.

 

ورغم ذلك، فقد أشار البعض، إلى أن الانجرار إلى اقتتال عربي-تركماني، بسبب الصدام بين “الشامية” و”السلطان مراد”، هو مجرد تهويل؛ فـ”فرقة السلطان مراد”، ورغم أن أغلب قيادات الصف الأولى فيها من التركمان إلا أن أكثر من نصف مقاتليها من العرب السنّة. والتركمان السوريون أكثر التصاقاً بالعرب السنّة، ويتواجدون في مناطق مختلطة، إذ يتوزع التركمان على أرياف حمص واللاذقية وحلب.

 

إلى ذلك، يبرز السؤال عن  مصير فصائل “درع الفرات” وأعداد المقاتلين الهائلة، ومدى حاجة تركيا لوجودهم، أو على الأقل وجودهم كفصائل غير منضبطة في منطقة تتخذ شيئاً فشيئاً شكل السيطرة التركية المباشرة، ابتداءً من الشرطة الحرة، والقوة الأمنية “الكوماندوس” وصولاً إلى النظام التعليمي والمدارس التي تشرف عليها تركيا، وتقدم رواتب لأكثر من 2000 معلمٍ فيها.

 

لذا، يمكن قراءة الصدام المسلح على أنه يهدف إلى كسر شوكة “الجبهة الشامية”، وتحجيم دورها، عبر اشراك “السلطان مراد” في معبر باب السلامة، بشكل أولي، تمهيداً لاخراج “الشامية” منه لاحقاً. ويبدو أن التواجد العسكري لفصائل المعارضة في منطقة “درع الفرات” بات يتطلب رضى “السلطان مراد” وادارتها.

 

ويعزز مشروع “الجيش الوطني” في منطقة “درع الفرات” من تلك الفرضية، فهو مع تأخره، كان مطلباً شعبياً، إلا أن دمج الفصائل اليوم وتنظيم فوضاها، يأتي في سياقات عرفتها بلدان سبق وعاشت حروباً أهلية، في ما يعرف بعملية “نزع السلاح”، سيخضع رافضها إلى معركة “توحيد البندقية”. وإذا اعتبرنا منطقة “درع الفرات” ذات خصوصية مختلفة عن بقية المناطق السورية، بسبب التفاهم الروسي-التركي، فهذا يُفسّرُ تحركات “الجبهة الشامية” في الهروب إلى الأمام، من أجل شراكة استراتيجية مع “الحكومة المؤقتة” ووزارة دفاعها، ما قد يُعيق تنفيذ مشروع “توحيد البندقية”.

 

ومع مؤشرات وقف الدعم الأميركي لغرفة “تنسيق دعم المعارضة/الموم”، فإن تركيا لا تُفضّلُ تحمّل عبء الانفاق العسكري، وحيدة، على تلك الفصائل، خصوصاً مع تراجع الحاجة الاستراتيجية لها. دخول تركيا إلى إدلب، من دون قتال، ورغم نقل آلاف المقاتلين من “درع الفرات” إلى الحدود السورية التركية، إلا أنه لم يستدع دخول المقاتلين إلى إدلب. مصادر “المدن” أشارت إلى احتمال إعادة تلك القوات إلى منطقة “درع الفرات” قريباً.

 

لذا، تركيا ماضية في ضبط سلاح الفصائل في المنطقة، وعدم تدخلها حتى اللحظة، بحزم، يُشبه الطبخ على نار هادئة. إذ ستكسب “السلطان مراد” من أي صلح مع “الشامية”، طالما يكفل وجودها في معبر باب السلامة. وكذلك تركيا.

 

التطورات شمال العراق تلقي بظلالها على أكراد سوريا

التطورات في شمال العراق بالتأكيد سيكون لها مفعولها على أكراد سوريا، وربما ستساهم في كبح طموحاتهم غير المعلنة بشأن الانفصال والاقتصار على التمسك بإقليم حكم ذاتي ضمن فيدرالية سورية.

الرقة تحت الراية الكردية

دمشق – ينظر أكراد سوريا بقلق إلى التطورات الأخيرة المتعلقة بمستقبل إقليم كردستان العراق، وخاصة بعد تدخل القوات العراقية المدعومة بتحالف الحشد الشعبي إلى محافظة كركوك واستعادة الأماكن الحيوية فيها.

 

ويعوّل الحراك الكردي السوري الذي يتقدمه حزب الاتحاد الديمقراطي على ما ستؤول إليه التطورات في شمال العراق، لا سيما وأن أكراد سوريا يعتبرون تجربة كردستان العراق مرجعاً للكيفية التي يمكن لأكراد المنطقة العبور منها نحو مستويات سياسية تعزز حقوقهم وتعترف بخصوصيتهم.

 

ولا يحتكر حزب الاتحاد الديمقراطي وقواته العسكرية المسماة “وحدات حماية الشعب” تمثيل الأكراد في سوريا، فهناك فصائل وتيارات أخرى تعارض توجهات الحزب وتعتبر نفسها جزءا من الشعب السوري وتطمح إلى دولة مدنية حديثة تأخذ بالاعتبار مصالح المواطن السوري بما في ذلك الأكراد منهم، وإن كانت تشجع على قيام نظام فيدرالي حديث. ويمثل هذا التوجه المجلس الوطني الممثل في “الائتلاف الوطني السوري” المعارض والقريب من رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني.

 

ويعترف أكراد حزب الاتحاد الديمقراطي في سوريا أنه، رغم الدعم الأميركي لهم وصمود هذا الدعم أمام الضغوط التي مارستها تركيا بصفتها شريكة أطلسية عريقة وحليفة تاريخية، واتساع الرقعة التي يسيطرون عليها في سوريا إلا أن شعاراتهم السياسية، لم ترق إلى مستويات المطالبة بكيان سياسي مستقل، وبقيت في حدود الاعتراف لهم بحكم ذاتي يندرج في إطار نظام فيدرالي يقوم على أنقاض النظام السياسي السوري الحالي الذي قوضته الحرب الداخلية منذ عام 2011.

 

ويؤكد الأكراد أن تحالفاتهم الميدانية غير الكردية، ولا سيما مع عشائر عربية داخل “قوات سوريا الديمقراطية”، تؤكد نزوعهم إلى فيدرالية غير عرقية تأخذ بالاعتبار مصالح كافة الأعراق والمذاهب في مناطقهم.

 

وكان الأكراد في سوريا قد أعلنوا في مارس 2016 عن قيام نظام فيدرالي في مناطق سيطرتهم في شمال البلاد. وأعلن حزب الاتحاد الديمقراطي في حينها عن “إقرار النظام الفيدرالي في روج آفا- شمال سوريا”، وتأسيس مجلس تأسيسي للنظام ونظام رئاسي مشترك.

 

الإجراء الكردي لم يحظ باعتراف النظام السوري الذي اعتبر أن “لا أساس قانونيا له”، كما لم تعترف به الولايات المتحدة التي رفضت أي تغيير داخلي لا ينتج عن اتفاق سياسي كامل في سوريا.

 

موقف النظام لم يقف حائلا أمام أكراد سوريا بقيادة الاتحاد الديمقراطي الذي عمل على تكريس الأمر الواقع ونظم انتخابات في 22 سبتمبر الماضي لانتخاب مجالس الأحياء التي تسمى محلياً بـ”الكومينات”، على أن تعقبها انتخابات الإدارات المحلية (انتخابات مجالس القرى، البلدات، والنواحي، والمقاطعات)، في الـ3 من شهر نوفمبر المقبل، كما حددت المفوضية العليا للانتخابات التابعة للإدارة الذاتية تاريخ 19 يناير العام المقبل، موعداً لإجراء انتخابات الأقاليم ومؤتمر الشعوب الديمقراطي (البرلمان) كأولى الخطوات الملموسة لتأسيس فيدرالية شمال سوريا.

 

وتفتخر أوساط كردية بأن الضغوط التي يتعرض لها إقليم كردستان العراق حالياً تحمل الماء إلى طاحونتهم من حيث “واقعية” أكراد سوريا وإدراكهم لمحدودية الأوراق الإقليمية والدولية المتوفرة للمغامرة بالقفز نحو المطالبة بدولة مستقلة.

 

وينقل عن مصدر كردي أن حراكهم في سوريا لم يحظ منذ ما قبل انطلاقته بعد انفجار الوضع في سوريا بما حظي به أكراد العراق تاريخيا من رعاية دولية وتعاون إقليمي.

 

ويضيف المصدر أن إقليم كردستان كان يحظى بوضع قانوني مستقل تعترف به بغداد دستوريا كما يعترف به العالم.

 

ويرى المصدر أن الإقليم العراقي كان يحظى بعلاقات متقدمة مع إيران وتركيا، وأن تلك العلاقات مع أنقرة وصلت إلى مستويات سياسية وأمنية واقتصادية استفزت المركز.

 

ويلفت أكراد سوريا إلى أنهم محرومون من الرعاية الإيرانية بحكم أن طهران تدعم نظام دمشق وتنظر بعين الريبة إلى تحالف الأكراد المتقدم مع الولايات المتحدة، فيما تعتبرهم أنقرة امتدادا لحزب العمال الكردستاني (بي كا كا) المصنف إرهابيا في تركيا.

 

شعارات أكراد سوريا، لم ترق إلى مستويات المطالبة بكيان سياسي مستقل، وبقيت في حدود الاعتراف لهم بحكم ذاتي

وعلى هذا يبني الأكراد أجندتهم على ما يمكن إنجازه في سوريا وضمن أي تسوية مقبلة على الرغم من عدم انخراطهم في العملية السياسية لجنيف وعدم التحاقهم بالعمليات التصالحية التي تشرف عليها موسكو بين دمشق ومناطق المعارضة في سوريا.

 

وتنفي مصادر كردية سورية أن يكون رد فعل بغداد وأنقرة وطهران على مسألة استفتاء كردستان العراق قد وضع حداً لطموحاتهم، ويعتبرون أن الخيارات التي ينتهجونها لا تتأثر بتطور وضع الأكراد في العراق.

 

ويقول في هذا السياق هوشنك حسن إعلامي مختص بالشأن الكردي لـ”العرب”، “إن أكراد سوريا في وضع مطمئن نسبيا لجهة أنهم لم يضعوا كل بيضهم في سلة الأميركيين بل كانوا ولا يزالون منفتحين على الروس وغيرهم من القوى الفاعلة، وهم يطرحون مشروع إقامة فيدرالية سورية وليس انفصالا”.

 

ورغم أن بعض الجهات الكردية السورية تعتبر أن نجاح كردستان العراق في تحقيق الاستقلال كان سينتج مفاعيل عدوى لدى أكراد سوريا كما أكراد تركيا وإيران، إلا أنهم لم يراهنوا يوماً على ذلك، خصوصا وأن خلافا عميقا يفصل بين الرؤية التي تعامل بها إقليم كردستان العراق برئاسة مسعود البرزاني مع حراكهم في سوريا، كما الخلاف بينه وبين حزب العمال الكردستاني في تركيا والذي يعتبر المرجع الأساس لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا.

 

وتعتقد مصادر كردية أن القواعد الجيوستراتيجية التي ستنتج عن واقع التطور الأخير في كركوك كما عن مروحة العقوبات التي تفرضها بغداد وأنقرة وطهران، فضلا عن حالة الانقسام القديم الجديد بين أربيل والسليمانية، ستحدد هامش المناورة الذي يمكن لأكراد سوريا التحرك داخله.

 

وتلفت المصادر إلى أن الترتيبات الروسية التركية في شمال سوريا، ولا سيما تلك المتعلقة بإدلب، قد تعرقل طموح الأكراد في السيطرة على شريط بري متواصل على حدود السورية التركية يربط أقاليم الإدارات الذاتية الكردية الثلاث من الجزيرة في شمال شرقي سوريا وقرب كردستان العراق إلى عين العرب (كوباني) وعفرين قرب حدود تركيا، لكن هذه المصادر تقول إن العالم لا بد أن يعترف بالأمر الواقع الذي فرضه الأكراد بدعم ورعاية غربية.

 

ويدرك أكراد الـ”ب. ي. د.” أن الدعم الأميركي لهم مرتبط بالحرب ضد داعش وأن انتهاء الحرب قد يعيد تعريف هذا التحالف. ورغم عدم تعويل أكراد سوريا على دعم أميركي غير مشروط، إلا أنهم يرون أن القواعد العسكرية الأميركية، التي يبدو أنها ستبقى في المناطق التي يسيطرون عليها، ستسهر على حمايتهم سياسيا داخل أي تسوية مستقبلية للأزمة السورية.

 

وجدير بالذكر أن قوات سوريا الديمقراطية التي تقودها وحدات الشعب الكردي قد نجحت وبدعم من التحالف الدولي في إنهاء وجود عناصر داعش من أرض “الخلافة” بالرقة الثلاثاء. وستصبح هذه المدينة كما الجزء الأكبر من المحافظة بيد الأكراد، الذين خطوا بهذا الفوز خطوة جديدة نحو تعزيز نفوذهم في شمال سوريا وشرقها.

 

ويشدد الخبير السياسي هوشنك حسن أن المشروع الكردي في سوريا سائر نحو التحقق، ولكن هذا لا يعني عدم أخذ الأحداث في العراق بعين الاعتبار وأن يكون أكراد سوريا جاهزين لكل الاحتمالات.

 

واشنطن تايمز: “خلافة داعش” انتهت لكن فكرها يزداد انتشاراً

ترجمة منال حميد – الخليج أونلاين

قالت صحيفة واشنطن تايمز الأمريكية، إن معتقدات تنظيم الدولة “المتطرفة” قد انتقلت إلى بلاد جديدة في جنوب غرب آسيا وشمال أفريقيا، وانتشرت كذلك في مناطق غير متوقعة بالمحيط الهادئ، رغم خسارته في الموصل والرقة.

 

وتشير الصحيفة إلى أن تنظيم الدولة، وفي ظل هزيمته بمعاقله الرئيسية، سيسعى إلى تطبيق “اللامركزية” وتوسيع عملياته في بؤر معيّنة؛ مثل ليبيا وأفغانستان والفلبين، كمحاولة لتعويض خسائره في العراق وسوريا.

 

وقال الكولونيل ديلون، خلال مؤتمر صحفي عقده في مقر قيادة التحالف في بغداد، إن عائدات تنظيم الدولة من مبيعات النفط غير المشروعة قد انخفضت بنسبة 90%، كما أنه قد توقف تدفّق المقاتلين إلى المناطق التي كان يسيطر عليها في العراق وسوريا.

 

لكن العقيد ديلون حذّر في الوقت نفسه من أنه حتى مع انتهاء “الخلافة” مكانياً، فإن الأيديولوجيا المتعصبة التي حفّزت صعود تنظيم الدولة في منطقة الشرق الأوسط لا تزال موجودة.

 

وأضاف ديلون: “تنظيم الدولة سيهزم عسكرياً، ولكننا نعلم أنه لا تزال هناك أيديولوجيا واستمرار في نشاط المتمردين، كما أنها ستنتقل إلى أماكن أخرى”.

 

ونقلت الصحيفة عن رئيس لجنة الأمن الداخلي في الكونغرس، مايكل مكول، قوله: “رغم أن أراضيه لا تزال تتقلّص، فإن التنظيم لا يزال يشكل تهديداً يُخشى منه، سواء في الداخل أو الخارج، لذلك يجب أن نستمر في القتال ضد الجماعات التابعة له والشبكات المرتبطة بها، والتي تلهم الإرهاب في جميع أنحاء العالم”.

 

وبشأن التوسع الإقليمي فإنه، وبحسب الصحيفة، “رغم هزيمة التنظيم في ليبيا بشكل كبير، في أواخر عام 2015، فإن الدلائل تشير إلى أنه قد تمكّن من تكوين موطئ قدم جديد في الدولة الواقعة بشمال أفريقيا، بدأ بالظهور في الشهر الماضي، وتحديداً في مدينة سرت، حيث نشر التنظيم صوراً لمقاتليه وهم يتنقّلون عبر الصحارى الشاسعة، وذلك عبر مواقع التواصل الاجتماعي، في منتصف سبتمبر الماضي”.

 

وذكرت مصادر أمنية أمريكية، أن الخلايا النائمة ترهب الأحياء والقرى المحيطة بسرت، ومن المحتمل أن توسع صفوفها، خلال الأسابيع والأشهر القادمة، حيث سيتم استيعاب قدامى المحاربين في العراق وسوريا في جناح التنظيم الموجود في شمال أفريقيا.

 

وقال الجنرال جوزيف دانفورد، رئيس هيئة الأركان المشتركة، للصحفيين: إن “النهج الاستراتيجي للجيش الأمريكي يركز على قطع الربط بين الجماعات التابعة لتنظيم الدولة وبقايا قياداته، التي لجأت في الوقت الحالي إلى ملاذات آمنة في منطقة دير الزور السورية”. وأضاف: “نحن نقوم بمحاربة التنظيم في ليبيا والصومال وسوريا واليمن وأفغانستان”.

 

ويواصل نحو 20 إلى 30 جهادياً، بينهم 6 إلى 8 مقاتلين أجانب مقربين من “جماعة الموت” التابعة لتنظيم الدولة، احتلال مناطق في مدينة “ماراوي” الفلبينية، مع استمرار المواجهات ضد الجيش الفلبيني، بحسب الصحيفة.

 

وقال محللون إن “جماعة الموت” في مدينة ماراوي عُززت بتدفق الأسلحة المتطورة ومستشاري تنظيم الدولة، إضافة إلى مقاتلين، معظمهم من الشرق الأوسط والشيشان، توجهوا إلى البلاد بأوامر من قيادة التنظيم في سوريا.

 

غارات للنظام بريف دمشق وأخرى روسية بدير الزور

استهدفت قوات النظام بلدات في ريف دمشق بالبراميل المتفجرة، وانتهكت بذلك اتفاق خفض التصعيد، بينما سقط قتلى وجرحى في قصف روسي على ريف دير الزور.

وقالت مصادر للجزيرة إن قوات النظام شنت هجوما على بلدة “بيت جن” بريف دمشق الغربي في محاولة للتقدم، بالتزامن مع قصف جوي وصاروخي وبالبراميل المتفجرة.

وقال ناشطون إن فصائل المعارضة تصدت لهجوم النظام على بيت جن ودمرت أربع دبابات وقتلت عدة جنود، كما تصدت لهجمات أخرى على حي جوبر الدمشقي وبلدة عين ترما المجاورة.

وتحدث ناشطون عن سقوط تسعة قتلى وعشرات الجرحى جراء غارات روسية استهدفت سيارات ومستودعات للمواد الغذائية في مدينة البوكمال بريف دير الزور.

وذكرت وكالة “مسار برس” أن الطيران المروحي للنظام ألقى براميل متفجرة على بلدتي اللطامنة ولطمين في ريف حماة الشمالي، وأن الطيران الروسي قصف بلدة الحزم مما أدى إلى وقوع جرحى مدنيين.

وأضافت الوكالة أن قوات النظام هاجمت بلدة السطيحات جنوبي حماة، وأن المعارضة استعادت بلدة سرحا بعد تفجير سيارة مفخخة ومقتل عشرة عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية.

وفي محافظة إدلب، قصف الطيران الروسي بلدة سنجار وأصاب عدة مدنيين بجراح، بينما ذكرت شبكة شام أن المعارضة فجرت عبوة ناسفة في تجمع لقوات النظام بمدينة حلب.

وأضافت الشبكة أن قصف النظام متواصل على بلدة تلبيسة شمالي حمص، وعلى مخيم الشحار في القنيطرة، مما أدى إلى سقوط عدة جرحى بين قاطني المخيم.

المصدر : الجزيرة + وكالات

 

مقتل قائد قوات النظام السوري بدير الزور

أعلنت مصادر موالية للنظام السوري مقتل قائد قوات النظام في دير الزور عصام زهر الدين، وذكرت المواقع أنّ زهر الدين لقي حتفه بانفجار لغم في حويجة صكر بمدينة دير الزور.

يُشار إلى أن العميد القتيل بدأ مسيرة عسكرية دموية في صفوف قوات النظام نسبة للمجازر التي كان مسؤولا عنها بدءا من حي باب عمرو في حمص إلى مجازر الغوطة الشرقية، وانتهاء بالحملة العسكرية وما تبعها من مجازر في دير الزور.

وقد أظهرت فيديوهات العميد أثناء تمثيله بالجثث، وتصريحه الأخير الذي توعد فيه اللاجئين السوريين في حال قرروا العودة إلى بلادهم.

ووفق مواقع معارضة فإن زهر الدين المنحدر من مدينة السويداء (54 عامًا) رُفّع إلى رتبة لواء وعين قائدًا لفرع المخابرات العسكرية بالمنطقة الشرقية خلفًا للواء المقتول جامع جامع، طبقا لتقارير إعلامية غير رسمية.

وكان له دور في التقدم الذي أحرزته قوات النظام الأيام الماضية في محافظة دير الزور، والتي وصلت خلالها إلى مدينة الميادين الإستراتيجية.

هجوم وقصف

وفي تطورات ميدانية أخرى، قالت مصادر للجزيرة إن قوات النظام شنت هجوما على بلدة بيت جن في ريف دمشق الغربي من عدة محاور، في محاولة منها للتقدم والسيطرة على المنطقة.

وأضاف مراسل الجزيرة أن الهجوم تزامن مع قصف جوي وصاروخي بالإضافة لقصف بـ البراميل المتفجرة استهدف مزرعة بيت جن وأطرافها.

يُذكر أن قوات النظام صعدت من قصفها وعملياتها العسكرية على ريف دمشق الغربي بهدف اقتحامه والسيطرة عليه، أو فرض اتفاقيات على المعارضة فيه.

المصدر : الجزيرة,مواقع إلكترونية

 

علَّق الجثث والتقط معها الصور.. من هو عصام زهر الدين؟

العربية.نت – عهد فاضل

حالة من الذهول والإحساس بالصدمة، تنتاب أنصار النظام السوري ومختلف أركان حكمه، بعد الإعلان، الأربعاء، عن مقتل العميد في #الحرس_الجمهوري، عصام زهر الدين، في منطقة “حويجة صكر” التابعة لمحافظة دير الزور.

ويعدّ العميد زهر الدين، أحد أشرس ضباط #النظام_السوري، في معاركه التي خاضها ضد فصائل المعارضة السورية، خصوصاً في منطقة “بابا عمرو” التابعة لحمص، حيث كان زهر الدين قائداً لقوات اقتحام ذلك الحي الشهير الذي ارتبط اسمه بالثورة السورية.

قائد قوّات النخبة ومقتحم حي “بابا عمرو”

ينحدر العميد #عصام_زهر_الدين ابن الـ55 عاماً، من محافظة السويداء، وتتهمه المعارضة السورية بارتكاب أكثر من مجزرة، منها مجزرة منطقة “مسرابا” التابعة لريف دمشق، عام 2012، حيث قام العميد القتيل بتصفيات ميدانية لبعض عناصر المعارضة السورية في المنطقة.

تدرّج زهر الدين في مناصبه التي تولاها في جيش الأسد، وأصبح قائداً للواء “النخبة” في حرس الأسد الجمهوري. وقبل أن يكلفه بشار الأسد باقتحام حي “بابا عمرو” الحمصي، استدعاه إلى مقره والتقاه للتباحث بشأن اقتحام الحي المذكور.

فكان العميد زهر الدين قائداً للحملة العسكرية التي شنها جيش الأسد على ذلك الحي، وخلّفت أعداداً كبيرة من القتلى والمصابين بين المدنيين وفصائل المعارضة السورية.

وكذلك اشترك في عمليات مختلفة لجيش النظام السوري، آخرها في محافظة دير الزور التي قتل فيها.

على لائحة عقوبات الاتحاد الأوروبي لعام 2017

وألمح بعض الإعلاميين السوريين المعارضين وبعض الناشطين السوريين على وسائل التواصل الاجتماعي، إلى أن مقتل عصام زهر الدين، قد يكون مرتبطاً بتصفيات يجريها #نظام_الأسد، أولا للتخلص من شخصيات منافسة للواء ماهر الأسد، شقيق رئيس النظام، وثانياً لإبعاد بعض الضباط الذين ارتبطت أسماؤهم بارتكاب جرائم حرب وإبادة، كالعميد زهر الدين الذي تم إدراجه على قائمة عقوبات الاتحاد الأوروبي عام 2017، هو وضباط من جيش الأسد.

وتشير مصادر المعارضة السورية إلى أن زهر الدين مسؤول عن عمليات قصف في درعا وحلب، أدت إلى مقتل وإصابة الكثير من السوريين وتدمير بيوتهم، ووضع اسمه على أكثر من لائحة وضعتها المعارضة السورية، بصفته “مجرم حرب”.

يشار إلى أن آخر المعارك التي خاضها العميد زهر الدين، كانت في محافظة دير الزور، وكان هو ضمن مجموعة من عناصر النظام الذين تعرّضوا لحصار عسكري فرضه “داعش”. ويشار إلى زهر الدين بأنه قائد قوات الحرس الجمهوري في دير الزور، وكذلك يشار إليه كقائد للعملية العسكرية في المحافظة.

الثناء لحسن نصرالله والتهديد للاجئين السوريين

وسبق للعميد القتيل أن أثار ردود أفعال عنيفة بحقه، عندما علّق جثثاً مقطّعة، على الحامل المعدني لمكيّف هواء، والتقط معها صوراً أثارت وسائل التواصل الاجتماعي باعتبار تلك الصور تمثيلا علنياً بالجثث وتنكيلاً بها، تعتبره كل الشرائع الدولية من الجرائم التي يحاكم عليها مرتكبوها.

وكان آخر موقف للعميد زهر الدين، ضد #اللاجئين_السوريين، عندما ظهر منذ أيام متوعداً ومهدداً اللاجئين السوريين في حال قرروا العودة إلى سوريا. وقال لهم في فيديو لا يزال مرفوعا على وسائل التواصل الاجتماعي: “نصيحة من هذه الذقن، لا تَعودوا”.

ثم ظهر بعدها بأيام على شاشة “المنار” التابعة لميليشيات “حزب الله” اللبناني، وحمل علم الحزب وقبّله وتوجّه بعبارات الثناء والشكر لأمينه العام حسن نصرالله.

 

معتقلون سوريون يطلبون قصف السجن على رؤوسهم بدل تسليمهم للنظام

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 18 أكتوبر 2017

روما-طالب معتقلو السجن المركزي في مدينة حمص وسط سورية،  الذين يواصلون الاعتصام،  الجيس الحر (الجناح العسكري للمعارضة) بقصف السجن إن حاولت قوات النظام  السيطرة عليه مجددا، كما ناشدوا المنظمات الدولية والأممية والإنسانية والمجتمع الدولي بـ”منع قوات النظام من اقتحام السجن”.

 

وأعلن معتقلو السجن المعتصمين فيه منذ نحو سنتين، وعددهم خمسمائة وخمسون معتقلاً موقوفون علی خلفية الانتفاضة على النظام أنهم “يعانون ما عاناه الشعب السوري من قهر وظلم واستبداد”، لكنهم “الحلقة الأضعف دائماً في أي تفاوض”، وأنه “ضاقت ظلمات السجن بنا ولم نعد نستطع أن نصبر علی آلامنا وآلام أهلنا وأولادنا”، وأن “الوعود التي وُعدنا بها من كافة الأطراف التي تباحثت ملف الأزمة في سورية كانت هباءً منثوراً ووعوداً واهية”.

 

ووجه المعتقلون نداء استغاثة إلی جميع المنظمات الإنسانية لـ”التدخل الفوري لمنع أي اقتحام للسجن، وطالبوا بخروجهم الفوري من السجن قبل أي تفاوض أسوة بأي منطقة أو مدينة اُخليت من سكانها خلال ساعات برعاية دولية”.

 

وأرسل معتقلون من داخل السجن رسائل صوتية إلى الخارج عبر هواتفهم النقالة، طالبوا فيها فصائل المعارضة المسلحة بـ”قصف السجن فوق رؤوسهم إن حاول النظام اقتحام السجن والسيطرة عليه، لقناعتهم بأن النظام سيُنكّل بهم شر تنكيل”.

 

إلى ذلك هددت (قيادة الثورة في الرستن) النظام السوري بوقف كافة أشكال التفاوض معه، بالإضافة لتصعيد عسكري تجاه مواقع القوات الحكومية في ريف حمص، في حال تم الاعتداء على السجناء في سجن حمص المركزي. وقالت إنها ستصعد عسكرياً على كافة القرى الموالية للنظام والمواقع العسكرية التابعة له، بالإضافة لقطع كافة الإمدادات الحيوية كالماء والكهرباء التي تمر في أماكن سيطرة المعارضة، ورفض أي شكل من أشكال التفاوض مع الروس والحكومة، داعية كافة التشكيلات العسكرية والفصائل لمساندتها في الهجوم على المواقع الحكومية.

 

وقال مصدر من المعتقلين إن منظمة الصليب الأحمر قامت بزيارة للسجن، لكن رئيس السجن دبّر مقابلات مع عناصر من الجيش على أنهم معتقلين، في محاولة لمنع اللقاء المباشر بين المعتقلين ولجنة الصليب الأحمر.

 

تحليل-بعد الاستفتاء .. حلم الاستقلال ربما بات صعب المنال لأكراد العراق

من مايكل جورجي

أربيل (رويترز) – كان استفتاء أكراد العراق على الاستقلال برعاية زعيمهم مسعود برزاني مقامرة ربما جعلت حلمه بإقامة دولة صعب المنال أكثر من أي وقت مضى.

 

أحد أفراد القوات الاتحادية العراقية في كركوك يوم 16 أكتوبر تشرين الأول 2017 – رويترز صورة يحظر إعادة بيعها أو حفظها في الأرشيف

وجاء التصويت في الاستفتاء الذي أجري يوم 25 سبتمبر أيلول لصالح الاستقلال بأغلبية ساحقة لكنه أثار احتمال نشوب حرب أهلية جديدة في العراق قد تجر قوى إقليمية. وتقول بغداد إن التصويت غير مشروع.

 

وقبل بضعة أشهر فحسب كان المقاتلون الأكراد المعروفون باسم البشمركة والقوات الشيعية المدعومة من إيران يعملون جنبا إلى جانب لهزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في الموصل.

 

لكن هذا التعاون لم يدم طويلا إذ انتزعت القوات العراقية يوم الاثنين السيطرة على كركوك، وهي مدينة نفطية مهمة للبلد المصدر للنفط يعتبرها الأكراد أيضا قلب دولتهم.

 

وتعارض إيران وتركيا استقلال الأكراد وتكتسب الفصائل الشيعية التي تمولها طهران نفوذا في جميع أنحاء العراق. في الوقت نفسه تفاقمت الانقسامات بين الحزبين في الائتلاف الكردي الحاكم.

 

وقال جاسم البهادلي وهو محلل مقيم في بغداد وخبير في شؤون الجماعات الشيعية المسلحة إن الأكراد يديرون هذه المناطق منذ سقوط الرئيس الأسبق صدام حسين في 2003 وإن تغيير هذا الوضع في طرفة عين قد يجعل الوضع برمته بمثابة الغرق في رمال متحركة.

 

وذكر أن وجود الفصائل الشيعية في المناطق التي كان يسيطر عليها الأكراد سيساعد في خلق توترات قد تؤدي إلى صراع طويل الأمد.

 

وقال إن الحساسيات قد تتطور إلى عداوات قد تؤجج شرارة حرب أهلية.

 

*أزمة قيادة

 

دافع برزاني وحزبه الديمقراطي الكردستاني عن الاستفتاء.

 

وقال المتحدث باسمه فاهال علي ”كان التحرك الصحيح. لا أحد سيمنعنا من تحقيق الاستقلال“.

 

لكن لم تحظ الفكرة بدعم من كل أكراد العراق الذين خاضوا حربا أهلية دموية فيما بينهم خلال التسعينيات من القرن الماضي الأمر الذي أثار شكوكا بشأن إدارة أي دولة مستقلة.

 

وقال حزب الاتحاد الوطني الكردستاني إن الحزب الديمقراطي الكردستاني يعرض الأكراد للخطر بسبب المعارضة الشديدة للاستفتاء من جانب أطراف دولية بينها الولايات المتحدة الحليف الوثيق للأكراد.

 

واتهمت القيادة العامة للبشمركة في أربيل معقل الحزب الديمقراطي الكردستاني إيران وهي حليف تاريخي للاتحاد الوطني الكردستاني بمساعدة القوات العراقية في شن الهجوم في منطقة كركوك.

 

وقالت القيادة العامة في بيان ”للأسف تعاون بعض مسؤولي الاتحاد في هذه المؤامرة ضد شعب كردستان وارتكبوا خيانة تاريخية كبرى ضد كردستان … (عندما) أخلوا بعض المواقع الحساسة لقوات الحشد الشعبي والحرس الثوري الإيراني بدون مواجهة“.

 

وأضاف البيان ”من غير الممكن كسر إرادة شعب كردستان والسماح بانتصار خصوم شعب كردستان من خلال تنفيذ هذه المؤامرة“.

 

ونسبت وكالة تسنيم للأنباء إلى علي أكبر ولايتي وهو مستشار كبير للزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي قوله إن إيران لم تلعب دورا في عمليات كركوك.

 

ونفى دبلوماسي غربي كبير أيضا أن يكون لإيران دور في العمليات.

 

وقال ”هذه خرافة. سبق أن حمل برزاني آخرين مسؤولية أخطائه بما في ذلك حزب الاتحاد الوطني الكردستاني. لكن هذه خرافة تستهدف الحصول على دعم من الأمريكيين“.

 

وتوفي زعيم حزب الاتحاد الوطني الكردستاني جلال الطالباني بعد أسبوع تقريبا من الاستفتاء مما زاد من ضبابية المشهد أمام الأكراد.

 

وقال شوراس شيركو جدي وهو مسؤول في حركة كوران أكبر حركات المعارضة الكردية إن الأكراد الذين بنوا تدريجيا إقليما يتمتع بالحكم الذاتي في الشمال بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في عام 2003 يواجهون الآن أزمة قيادة.

 

وأضاف ”قد تندلع حرب أهلية بسبب كركوك. آمل ألا يحدث ذلك. إذا حدث ذلك فسيشجع هذا إيران وتركيا على التدخل“.

 

*مطامح طهران

 

لكن إيران مثل تركيا يساورها القلق من أن التصويت سيشجع الأقلية الكردية التي تعيش على أراضيها على الضغط من أجل إقامة وطن خاص بهم ولم تخف مطامحها المتنامية في العراق.

 

والشخصية الإيرانية الأبرز في العراق هو الميجر جنرال قاسم سليماني قائد العمليات الخارجية في الحرس الثوري الإيراني الذي يقدم التدريب والسلاح للجماعات الشيعية التي تدعم الحكومة التي يقودها الشيعة في بغداد.

 

وقال فاهال علي إن سليماني ظهر في كركوك قبل ليلتين من هجوم قوات الأمن العراقية. وأكد مصدر إيراني في العراق هذه الراوية وقال إن سليماني ظهر لمدة ”ساعتين هناك لتقديم التوجيه العسكري“.

 

وقال مسؤول مقرب من الرئيس الإيراني حسن روحاني ”لم تعد المساعدة العسكرية التي تقدمها إيران سرا. يمكنك العثور على صور للجنرال سليماني في العراق في كل مكان“.

 

وأضاف ”الآن وبجانب القضايا السياسية فإن نفط كركوك عنصر مهم للغاية لإيران وهي بلد عضو في منظمة أوبك. سيطرة أعداء إيران على حقول النفط هذه سيكون كارثيا بالنسبة لنا. لماذا ينبغي أن نسمح لهم بدخول سوق النفط؟“

 

ويسعى الأكراد لإقامة دولة مستقلة منذ نهاية الحرب العالمية الأولى على الأقل عندما قسمت القوى الاستعمارية الشرق الأوسط بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية الأمر الذي أدى لتقسيم الأراضي التي يسكنها الأكراد بين تركيا وإيران والعراق وسوريا.

 

وكثيرا ما يتهم الأكراد الغرب بعدم مساعدتهم خلال فترات محنتهم. وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن الولايات المتحدة لن تنحاز لأي جانب في الصراع الحالي بين الأكراد والحكومة المركزية.

 

ويخشى البعض من أن الاستفتاء، الذي منح رئيس الوزراء حيدر العبادي فرصة لتعزيز سلطته، أبعد حلم الاستقلال عن متناول أيديهم.

 

وحظرت بغداد الرحلات الدولية للمطارات الكردية وفرضت إجراءات مالية عقابية.

 

وقال جدي ”كنا نسيطر على مطاراتنا. كنا نسيطر على حدودنا. كنا ندير إقليمنا بشكل ذاتي. الآن ليس لدينا شيء. وبرزاني هو المسؤول عن ذلك“.

 

إعداد ليليان وجدي للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن

 

ألمانيا توقف تدريب مقاتلين أكراد في شمال العراق

من ريهام الكوسى

برلين (رويترز) – قالت وزيرة الدفاع الألمانية يوم الأربعاء إن ألمانيا ستعلق مهمتها لتدريب قوات البشمركة الكردية في شمال العراق بسبب الصراع بين الأكراد والحكومة العراقية.

 

وزيرة الدفاع الألمانية أوريولا فون دير ليين لدى وصولها لحضور اجتماع في برلين يوم الأربعاء. تصوير: هانيبال هانسكه – رويترز.

وألمانيا شريك رئيسي لأكراد العراق. وقدمت 32 ألف قطعة سلاح من البنادق والمدافع الرشاشة فضلا عن أسلحة أخرى بلغت قيمتها نحو 90 مليون يورو منذ سبتمبر أيلول عام 2014. ويتمركز نحو 130 جنديا ألمانيا في أربيل لتدريب مقاتلين أكراد.

 

كانت قوات البشمركة الكردية في طليعة حملة على تنظيم الدولة الإسلامية ووسعت نفوذها بدرجة كبيرة لتضم المنطقة المنتجة للنفط تحت سيطرتها.

 

لكن القوات الحكومية العراقية المدعومة من جماعات دربتها إيران استعادت يوم الاثنين السيطرة على منطقة كركوك الغنية بالنفط التي كان يسيطر عليها الأكراد لتغير موازين القوى في البلاد ردا على استفتاء غير ملزم على الاستقلال أجراه الأكراد.

 

وعلقت الحكومة الألمانية، التي وافقت يوم الأربعاء على تمديد سبع مهام أخرى لقواتها المسلحة لمدة ثلاثة أشهر، تدريب المقاتلين الأكراد في إطار سعيها ”لضمان وحدة العراق“.

 

وقالت وزيرة الدفاع أوريولا فون دير ليين للصحفيين ”اتفقنا يوم الجمعة مع وزارة الخارجية على وقف التدريب حتى لا نوجه رسالة خاطئة“.

 

وقالت الوزيرة إن البعثة الألمانية لتجهيز وتدريب الأكراد لقتال تنظيم الدولة الإسلامية كانت ضرورية ولابد من القيام بها.

 

وأضافت ”لم ننس كيف كان الحال في عام 2014 عندما حاول تنظيم الدولة الإسلامية ارتكاب مذابح ضد اليزيديين وكان على مسافة عشرة كيلومترات من بغداد“.

 

وقال متحدث باسم الحكومة يوم الأربعاء إن تعليق التدريب أمر مؤقت واستئنافه سيعتمد على المتابعة اليومية للوضع في العراق.

 

وحذرت ألمانيا أكراد العراق من إجراء ما وصفته بأنه ”استفتاء من جانب واحد“ وحثت المسؤولين العراقيين والأكراد على تجنب أي خطوة من شأنها تصعيد الموقف بدرجة أكبر.

 

ودعا وزير الخارجية زيجمار جابرييل كل الأطراف في شمال العراق لوقف الأعمال العسكرية فورا والدخول في محادثات مباشرة. وقال في بيان ”الصراع بين إقليم كردستان العراق والحكومة العراقية يثير قلقنا البالغ“.

 

وتابع ”ليس هناك ما يدعو للاعتقاد بوجود حل عسكري للتوتر الذي تصاعد في العراق في الأيام الماضية“.

 

إعداد لبنى صبري للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن

 

أين يتبخر مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية؟

وليد عباس

بعد أكثر من أربعة أشهر من انطلاق عملية “غضب الرقة”، تمكنت قوات سوريا الديمقراطية من استعادة المدينة من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية، ولكن، وكما حدث في الموصل، اختفى مقاتلو التنظيم المتطرف الذين قاتلوا بشراسة على مدى أربعة أشهر.

 

التقديرات الخاصة بعدد المقاتلين الذين انضموا إلى تنظيم الدولة الإسلامية متضاربة للغاية، وإن كان الرقم الذي اتفقت عليه عدة جهات أمنية قبل عامين هو ثلاثين ألف مقاتل في سوريا والعراق.

 

أين يختفي، إذا، مقاتلو التنظيم المتطرف، في كل مرة، بعد طردهم من أحد معاقل التنظيم؟

 

ومع تطور العمليات القتالية، جرت، كما في كل مرة، اتفاقيات مع مقاتلي تنظيم الدولة للانسحاب إلى مناطق أخرى مازال التنظيم يسيطر عليها.

 

في كافة الأحوال هناك من يتم اعتقاله، ولكن الجهات التي تقوم بذلك، مثل الجيش العراقي، ترفض الإفصاح عن أعدادهم وأماكن اعتقالهم وهناك من يتمكن من الفرار محاولا العودة محل إقامته الأصلي سواء في سوريا والعراق أو في الخارج، وهناك من يندس وسط المدنيين مخفيا هويته.

 

ولكن السؤال يظل مطروحا، أين يتبخر مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية؟

 

سؤال آخر يتعلق بما هو معلن عن هذا التنظيم، فعلى خلاف تنظيم القاعدة الذي نعرف مؤسسه وقائده الحالي وعددا من قادته ومقولاته السياسية، لا نمتلك من تنظيم الدولة الإسلامية سوى صورة قائده البغدادي على منبر مسجد في الموصل، وهوية بعض مقاتليه الذين جاؤا من أوروبا، وبالرغم من ذلك، تمكن من إقامة شبه دولة على مساحات شاسعة في سوريا والعراق، وبسرعة مذهلة.

 

تنبغي الإشارة إلى أن تنظيم الدولة الإسلامية خدم الجميع، سياسيا، في لحظة أو في أخرى، حيث سمح لبعض الدول بالتواجد عسكريا على الساحة السورية بعد أن كان دورها يقتصر على التمويل، وشكل، ومازال يشكل، مبررا لبقاء أنظمة تقول أنها تحاربه، ولعب دور الشريك التجاري لدول أخرى واحترم دوما مصالح القوى الكبرى في المنطقة.

 

إقليميا ودوليا يبدي الجميع مخاوف كبيرة من عودة مقاتليه، ولكن أغلب الاعتداءات التي شهدتها أوروبا باسم التنظيم، قام بها أشخاص لم يقاتلوا في سوريا والعراق، والسؤال، هل ينتظر التنظيم عودة مقاتليه للتواجد في دول عربية وأوروبية؟، أم أنه متواجد بالفعل في هذه البلاد بسبب انتشار فكر سلفي متطرف تم التسامح معه إلى أبعد الحدود، وتمويله بملايين الدولارات على مدى العقود الماضية، وأيضا، بفضل آلية فكرية وتنظيمية تمنح أي فرد شرعية كاملة للتحرك باسم التنظيم والجهاد – بين قوسين – مما يسمح له بحصاد الآلاف ممن يعانون من أمراض اجتماعية ونفسية.

 

ربما كان من الأجدى النظر لموطأ أقدامنا، بدلا من إلقاء النظر بعيدا نحو سوريا والعراق، بحثا عن هذا التنظيم المتطرف.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى