أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأربعاء 18 شباط 2015

 

واشنطن تجمع 60 دولة لـ «مكافحة الإرهاب»

واشنطن – جويس كرم – القاهرة – محمد صلاح – الرياض، نيويورك – «الحياة»

انطلق في واشنطن مساء أمس مؤتمر يضم 60 دولة لمناقشة «مكافحة الإرهاب» برعاية إدارة الرئيس باراك أوباما، وتحركت مصر بقوة في الساعات الماضية على خط الأزمة في ليبيا، وأعلنت رغبتها في تشكيل تحالف دولي عبر مجلس الأمن يتيح القيام بـ «عمل عسكري» في هذا البلد بعدما تحوّلت أجزاء منه إلى قواعد لجماعات متشددة بينها تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش). وفي مقابل هذا التحرك المصري، أعلنت حكومة عمر الحاسي الحاكمة في طرابلس والمدعومة من قوات «فجر ليبيا»، أنها تطالب بتحرك مجلس الأمن لاتخاذ إجراء ضد الغارات المصرية على درنة معقل مجموعات مبايعة لـ «داعش»، رداً على إعدام هذا التنظيم 21 قبطياً مصرياً بقطع الرأس قبل أيام. ولا يعترف المجتمع الدولي بحكومة الحاسي بل بحكومة عبدالله الثني في شرق ليبيا، والتي كانت رحبت بالغارات المصرية.

 

وبدأ أمس المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب بحضور أكثر من مئة مشارك من ٦٠ دولة، بينهم وزيرا خارجية الأردن ومصر ناصر جودة وسامح شكري والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وممثلون عن الاتحاد الأوروبي. وأكد مسؤولون أميركيون أن المؤتمر سيُمهد لتأسيس «شبكة دولية ضد التطرف العنيف» تعزز التنسيق على المستوى المحلي والاستخباراتي بين الدول وتصد جهود تنظيم «داعش» في تجنيد المقاتلين الأجانب ومحاربته على مواقع التواصل الاجتماعي.

 

وفيما أخرت ثلوج واشنطن التحضيرات اللوجيستية للمؤتمر، يُفترض أن يكون نائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن باشر أعمال القمة باجتماع في البيت الأبيض في وقت متقدم مساء أمس، مع قيادات محلية من مدن أميركية وأوروبية وعربية «لمناقشة تفعيل تبادل المعلومات حول المتطرفين، وجهود «داعش» وتنظيم «القاعدة» وجماعة «بوكو حرام» وحركة «الشباب» في استقطاب متطوعين في مدن غربية عدة، بينها مينيسوتا وباريس وكوبنهاغن»، وفق مسؤولين أميركيين.

 

وتغيّب لبنان عن المؤتمر بسبب دعوة إسرائيل، في وقت أكد مسؤول أميركي لـ «الحياة» أن الشراكة بين واشنطن وبيروت «فاعلة وقوية» في محاربة الإرهاب.

 

وعلى مدى ثلاثة أيام، سيتم البحث بإنشاء شبكة تعاون لمكافحة التطرف، وبناء دوائر خاصة على المستوى المحلي لمحاربة بذور التطرف في المجتمعات «الأكثر هشاشة»، كما قال مسؤولون أميركيون في إيجاز صحافي سبق المؤتمر. وقال المسؤولون إن المبادرات التي ستقدم ستكون محصورة بكيفية وقف التطرف والتجنيد والحض على العنف، وتم تحديد الهدف بـ «إنشاء شبكة واسعة للتصدي للتطرف العنيف». وقال مسؤول أميركي آخر: «سنستمع إلى القطاع الخاص، ومدن العالم، والمنظمات غير الحكومية وجميع من تمكنهم المساهمة في تقديم حل».

 

وستبحث القمة في يومها الأول الجهود على الصعيد المحلي، وسيتحدث الرئيس باراك أوباما اليوم أمام المشاركين، وستكون الاجتماعات الوزارية في اليوم الختامي الخميس في وزارة الخارجية ويشرف عليها الوزير جون كيري. وستتطرق الاجتماعات أيضاً إلى ملف المقاتلين الأجانب وخطر عودتهم من ساحات العراق وسورية إلى الغرب. وسيتطرق المؤتمر الى ملف «الخلايا النائمة» في كل من أوروبا والولايات المتحدة مع تخطي رقم المقاتلين الأجانب في سورية والعراق ١٥ ألفاً وعودة تنظيم «القاعدة» في الجزيرة العربية إلى الواجهة بسبب أحداث اليمن.

 

وفي القاهرة، أُعلن أن مصر ستطلب من مجلس الأمن القيام بعمل عسكري ضد المتشددين فيه «تحت مظلة دولية». وأجرى الوزير شكري مشاورات مع عدد من سفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن، فضلاً عن تنسيق المواقف مع الحلفاء العرب، خصوصاً الأردن، المتمثل في مجلس الأمن بمقعد غير دائم. وقالت القاهرة أمس: «ستكون جلسة مجلس الأمن (اليوم) اختباراً لمدى استعداد المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته في ليبيا».

 

وفي نيويورك قال مصدر ديبلوماسي إن من المرتقب أن يطلب وزير الخارجية الليبي محمد الدايري (حكومة الثني) رسمياً من مجلس الأمن اليوم «مساعدة دولية لمواجهة التنظيمات الإرهابية»، فيما حدد السفير المصري في الأمم المتحدة عمرو أبو العطا إطار التحرك المصري بأنه ينصبّ على «رفع الحظر الدولي المفروض على الحكومة الشرعية في ليبيا لكي تتمكن من التسلح ومواجهة الإرهاب»، مشيراً إلى الحاجة لـ «قيام تحالف جديد» للتدخل في ليبيا ودعم «الحكومة الشرعية» في مهمة دحر الإرهاب.

 

وقال ديبلوماسيون إن «مصر تعد مشروع قرار لطرحه على مجلس الأمن لكن بعد طلب الحكومة الليبية رسمياً من المجلس المساعدة في محاربة الإرهاب داخل ليبيا، على غرار ما فعل العراق في مواجهة داعش». وسيشدد شكري على رفع الحظر عن شراء الاسلاحة ومنع وصول الاسلحة الى الارهابيين وسارعت روسيا، خلافاً للولايات المتحدة وبريطانيا، الى «تأييد التوجه المصري بطلب التدخل ضمن الأطر القانونية الدولية المشروعة لمواجهة الإرهاب في ليبيا»، وفق وصف السفير الروسي فيتالي تشوركين بعد لقائه الوزير سامح شكري في اجتماع مغلق لنحو ٣٠ دقيقة أمس. وكان الرئيس عبدالفتاح السيسي قال في مقابلة مع إذاعة «أوروبا1» الفرنسية إن إصدار قرار من الأمم المتحدة يمنح تفويضاً لتشكيل تحالف دولي للتدخل في ليبيا.

 

وأكدت مصادر ديبلوماسية أن الرياض ستستضيف اليوم وغداً قادة جيوش دولية لتقويم سير المعركة ضد تنظيم «داعش» الإرهابي. وسيضم الاجتماع خصوصاً قادة ورؤساء أركان الجيوش المشاركة في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد التنظيم، بما في ذلك دول مجلس التعاون الخليجي. ونسبت وكالة الأنباء الفرنسية إلى مصدر لم تسمِّه، أن الاجتماعات ستقوِّم ما تم بذله من جهود، وما يتعين القيام به لتحقيق النتائج المرجوة. وأشار مصدر آخر إلى أن اجتماعات الرياض ستكون فرصة لتبادل المعلومات أكثر منها منبراً لاتخاذ قرارات كبيرة.

 

الجيش السوري يتقدّم لمحاصرة حلب وفك الحصار عن بلدتَيْ نبل والزهراء

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ش أ)

شنّ الجيش السوري هجوماً في ريف حلب الشمالي هدفه قطع طرق الامداد من تركيا أمام الجماعات المسلحة في عدد من أحياء حلب وفك الطوق عن بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين، وتمكن خلاله من استعادة السيطرة على بعض المناطق.

وجاء الهجوم قبل ساعات من تقديم المبعوث الخاص للامم المتحدة الى سوريا ستيفان دو ميستورا تقريرا عن جهوده الرامية الى ايجاد حل للازمة السورية الى جلسة يعقدها مجلس الامن في نيويورك لمناقشة خطة المبعوث لتجميد القتال في حلب.

وقال مصدر ميداني سوري موال لـ”وكالة الصحافة الفرنسية” ان “معركة اليوم مهمة جداً ومعركة حلب عموماً مهمة جداً لنا”، موضحاً ان “الهدف هو فك الطوق عن مدينة حلب، وفك الحصار عن بلدتي نبل والزهراء” اللتين تحاصرهما “جبهة النصرة” التابعة لتنظيم “القاعدة” منذ اكثر من سنة ونصف سنة.

وأفاد ان الجيش السوري تمكن خلال الهجوم الذي اطلقه صباح الثلثاء من السيطرة “على بلدات وقرى عدة” في ريف حلب الشمالي حيث تسيطر ايضا الفصائل المعارضة على طريق رئيسي يمتد نحو تركيا وتستخدمه لنقل المؤن والعتاد. وأضاف: “هناك اشتباكات عنيفة جداً وسط قصف مدفعي وصاروخي متواصل على مواقع الجماعات المسلحة في العديد من الجبهات”، مشيراً الى ان “العملية ستتواصل بكل حزم وقوة”.

وتحدث مدير “المرصد السوري لحقوق الانسان” رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له عن سيطرة قوات النظام السوري التي تقاتل خليطاً من فصائل معارضة و”جبهة النصرة” على قريتي باشكوي ورتيان شمال حلب، وعن خوضها معارك عنيفة للسيطرة على قرى اخرى محيطة بها والتقدم نحو نبل والزهراء غرباً. وقال ان هدف الهجوم الذي يشنه الجيش السوري بمساندة من “لواء القدس الفلسطيني ومقاتلين من حزب الله اللبناني ومقاتلين من الطائفة الشيعية من جنسيات ايرانية وافغانية” هو “اغلاق الطريق الذي يصل بين الجزء الخاضع لسيطرة المعارضة في حلب وتركيا”.

وأدت المواجهات الى وقف حركة السير على الطريق الذي يربط حلب والحدود التركية.

وأعلن عبد الرحمن مقتل 24 مسلحاً في الاشتباكات الدائرة منذ صباح الثلثاء في ريف حلب الشمالي، بينما قتل 11 مسلحا آخر في اشتباكات محدودة دارت داخل مدينة حلب المنقسمة بين جزء خاضع لسيطرة النظام وجزء خاضع لسيطرة المعارضة. وأشار الى مقتل 20 عنصرا في الجيش السوري وحلفائه في الاشتباكات شمال حلب.

فقد قصفت الفصائل المعارضة المنطقة الخاضعة لسيطرة النظام بالصواريخ، مما ادى الى مقتل ثمانية مدنيين، فيما قتل ستة مدنيين في قصف لقوات النظام للمنطقة الخاضعة لسيطرة المعارضة.

ورأى المحلل في “مجموعة الازمات الدولية” نوا بونساي ان الهجوم في المدينة “يشكل محاولة من النظام لتعزيز موقفه في اقتراح تجميد القتال” في حلب، وأنه “اذا تمكن النظام من السيطرة على هذه القرى وكسر الحصار على نبل والزهراء، فانه سيكون حدثاً مهماً”.

ويشن الجيش السوري هجومه في ريف حلب الشمالي بالتزامن مع هجوم مماثل يشنه بمساندة خصوصا من “حزب الله” في الجنوب عند مثلث درعا – القنيطرة – وريف دمشق الجنوبي بالقرب من الحدود الاسرائيلية، وذلك لتأمين الريف الجنوبي للعاصمة.

وقال المصدر الميداني السوري ان “هجوم اليوم لا علاقة له” بالعمليات العسكرية في الجنوب، وعلى رغم ذلك فإن “العملية العسكرية (في حلب) تبين قدرة الجيش السوري على فتح جبهات عدة في وقت واحد”.

 

تدريب المعارضة السورية

وفي أنقرة، صرح ناطق باسم الحكومة التركية بأن الولايات المتحدة وتركيا يمكن أن توقعا اتفاقا لتدريب المعارضة السورية المعتدلة وتزويدها العتاد خلال أيام.

وسبق للجيش الأميركي أن أعلن أنه يعتزم ارسال أكثر من 400 جندي بينهم قوات خاصة لتدريب المعارضة السورية المعتدلة خارج البلاد في إطار الحرب على تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش).

 

دوميستورا أعلن حصوله من النظام السوري على تعهّد لوقف قصف حلب مدة 6 أسابيع

المصدر: نيويورك – “النهار” العواصم – الوكالات

أعلن المبعوث الخاص للامم المتحدة الى سوريا ستيفان دو ميستورا امام جلسة مغلقة لمجلس الامن امس انه “حصل على التزام من النظام السوري وقف العمليات العسكرية في حلب مدة ستة أسابيع” كي يتمكن المبعوث الاممي من تنفيذ خطته القاضية بـ”تجميد” القتال في حلب.

في غضون ذلك، تمكن الجيش السوري مدعوماً بمقاتلي “حزب الله” اللبناني من السيطرة على قرى عدة في ريف حلب الشمالي في محاولة لقطع طريق الامدادات عن مقاتلي المعارضة داخل عدد من أحياء مدينة حلب وفك الحصار عن بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين المحاصرتين في الريف منذ اكثر من اربع سنوات.

وقال “المرصد السوري لحقوق الإنسان” الذي يتخذ لندن مقراً له إن معارك شرسة تدور شمال حلب مما ادى الى اقفال طريق يؤدي إلى الحدود التركية ويستخدمه مقاتلو المعارضة خط إمداد. واكد الناشط في المعارضة السورية عامر حسان المقيم في حلب اقفال الطريق.

وأفاد “مركز حلب الاعلامي” المعارض ان مقاتلي المعارضة نجحوا في تجميع قواتهم واستعادة قرية واحدة على الاقل من القرى التي سيطر عليها الجيش النظامي.

وقال المرصد أن الجيش النظامي سيطر على قرى بينها باشكوي وسيفات، بينما استعر القتال في حردتنين ورتيان. واضاف أن 18 مسلحاً معارضة على الأقل قتلوا بينما قتل 20 جندياً من الجيش.

ونقلت قناة “الميادين” التي تتخذ بيروت مقراً لها عن مراسلها في حلب ان جنوداً من الجيش النظامي تمكنوا من دخول بلدة الزهراء بالالتفاف على بلدة بيانون التي تعتبر معقلاً لمقاتلي المعارضة.

وفي واشنطن، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة وتركيا توصلتا الى اتفاق مبدئي على تدريب المعارضة السورية المعتدلة وتزويدها العتاد وإن من المتوقع توقيع الاتفاق قريبا. وصرحت الناطقة باسم الوزارة جين بساكي: “في إمكاني أن أؤكد أننا توصلنا الى اتفاق من حيث المبدأ مع تركيا على تدريب جماعات المعارضة السورية وتزويدها العتاد… كما أعلنا هنا من قبل… وافقت تركيا على أن تكون واحدة من الدول المضيفة في المنطقة لبرنامج تدريب قوات المعارضة السورية المعتدلة وتزويدها العتاد. نتوقع عقد الاتفاق وتوقيعه مع تركيا قريبا”.

 

الجيش يعزل حلب عن ريفها: ضرب الملاذ التركي؟

خليل حرب

لعلها اكثر من مجرد صدفة ان يكون مثول ستيفان دي ميستورا امس امام مجلس الامن الدولي في نيويورك في وقت متأخر بحسب توقيت حلب، ما يتيح له ان يكرر بلهجة اكثر وضوحا ما قاله قبل ايام بان الرئيس السوري بشار الاسد جزء من الحل، وهو نأي أممي بالنفس عن المعزوفة السائدة منذ اربعة اعوام لدى قوى دولية واقليمية بأن لا تسوية ممكنة بوجود النظام.

وقلما تتلاقى المواعيد مع الجغرافيا والافعال الميدانية كما جرى بالامس في الريف الحلبي وقبلها في الريف الدرعاوي. ذلك ان التقدم المباغت للجيش السوري والحلفاء لاحكام الطوق حول حلب لم يكن فقط متزامناً مع تقديم المبعوث الاممي لمجلس الامن رؤيته للازمة السورية انطلاقا من خطة التجميد في حلب، وانما جاء أيضا بعد ايام على الاندفاعة القوية للجيش والحلفاء على محاور الجبهة الجنوبية في ريفي درعا والقنيطرة، وهي سلسلة رسائل حاسمة تقول الكثير في السياسة والميدان العسكري، ليس اقلها ان جانباً كبيراً من مأساة حلب، دخل منعطفاً حاسماً نحو نهايته الممكنة.

ليس ذلك فحسب. حملت ساعات الليل بالأمس انباء عن دخول مجموعة من جنود الجيش السوري الى بلدة الزهراء، المحاصرة مع شقيقتها نبل، منذ نحو عامين، وهو ان كان دقيقا، يبشر بنهاية مأساة البلدتين، ويعزز مشهد الانكسار المؤجل للمجموعات المسلحة في الريف الحلبي كحركة «نور الدين زنكي» و «جيش المجاهدين» بالاضافة الى «جبهة النصرة» التي كانت لا تزال تقول حتى وقت متأخر من الليل انها تدافع بشراسة عن مزارع الملاح.

وبالاجمال، تقدم الجيش والحلفاء لاستكمال الطوق الحلبي تمهيدا لاستعادة العاصمة السورية الثانية بالكامل، عبر باشكوي وحردتنين وريتان التي شهدت اشتباكات عنيفة. كما تقدم الجيش الى تل مصيبين ودوير الزيتون وكفرتونه ومسقان، ويجري تطويق بيانون.

تتغير الوقائع الميدانية في الشمال السوري لا على جبهة حلب وريفها فحسب، وانما على جبهة عين العرب منذ نهاية كانون الثاني الماضي حيث لاحق المقاتلون السوريون الاكراد تنظيم «داعش» حول عين العرب، واستردوا منذ اسبوعين 163 قرية، واضافوا اليها الاحد الماضي تلة جنوبي عين العرب تقع في محافظة الرقة، معقل «داعش».

تقول دمشق وقواتها المسلحة انها قادرة على المبادرة وبقوة، والحسم على اكثر من جبهة، وعرقلة مخططات تحاك للضغط عليها عسكرياً وسياسياً. احباط مؤشرات الهجوم من اطراف الحدود الاردنية في الجنوب السوري عبر الغوطتين نحو دمشق، وتعديل قواعد الاشتباك مع العدو الاسرائيلي في القنيطرة، ثم الاندفاع في ريف حلب لاحكام الخناق على الشره التركي تجاه المدينة، خصوصا ان انقرة كانت تعلن بالامس تحديدا انها تستعد لتوقيع اتفاق تعاون مع الولايات المتحدة بشأن تدريب مقاتلي «المعارضة المعتدلة»، واستخدامهم بطبيعة الامر في مناطق الشمال السوري حيث تختلط كل العوامل المتفجرة: وجها الارهاب التكفيري سواء «داعش» او «جبهة النصرة»، وتنظيمات موالية لتركيا وممولة منها، وفلول «الجيش الحر»، بالاضافة طبعا الى المقاتلين الاكراد.

الضربة بالتالي، هي في صميم مشروع «المنطقة المحايدة» التي يروج لها الاتراك منذ بدايات الحرب على سوريا، وحاولوا اكسابها الزخم الاضافي في الشهور الماضية، حيث كان يفترض ان يتحصن «مسلحو الاعتدال» تحت عنوان براق: محاربة «داعش».

وقد تذهب خطة تأمين حلب عبر الجيش والحلفاء، أبعد مما يبدو، واكثر من مجرد بث الثقة في خطاب دي ميستورا امام مجلس الامن بشأن رؤيته الاكثر اتزانا لمسار الازمة السورية والموقف من النظام السوري. هذا التقدم الميداني المباغت يتيح للحكومة السورية الان ان تشذب «خطة حلب» الموسعة التي يطرحها دي ميستورا لتشمل حلب وريفها، بفصل الترتيبات في المدينة نفسها عن الريف حيث كانت الفصائل المسلحة تتوقع ملاذا آمنا اذا ما وافقت دمشق على افكار المبعوث الاممي لضم المدينة والريف سوية الى اجراءات وقف اطلاق النار والتهدئة.

يقول مصدر متابع للمشهد العسكري في سوريا ان تبدل الوقائع الميدانية في حلب وريفها، سيتيح لدمشق ليس فقط تهذيب خطة دي ميستورا وتحجيمها، وانما اعادة طرح رؤيتها بشأن «نموذج حمص» لتطبيقه على حلب، أي تغليب التسويات والمصالحات المحلية بما يتيح فعليا «استسلام» مسلحي الفصائل المتمركزين الان داخل حلب نفسها، بعد عزلهم عن محيطهم الريفي الذي كان مفتوحا على خطوط الامدادات من الاراضي التركية.

وبينما نقلت وكالة «فرانس برس» عن مصدر ميداني قوله إن «الهجوم (في حلب) لا علاقة له» بالعمليات العسكرية في الجنوب، الا ان «العملية العسكرية (في حلب) تبين قدرة الجيش السوري على فتح عدة جبهات في وقت واحد»، اتهمت «حركة حزم»، المدعومة من الدول الغربية، «جبهة النصرة» بالتخاذل في الدفاع عن المنطقة، والقيام بمصادرة سيارات محملة بالأسلحة، مشيرة إلى أن هذا الأمر يجبرها على الانسحاب من مخيم حندرات.

وفي نيويورك، قال ديبلوماسيون ان دي ميستورا أبلغ مجلس الأمن أن الحكومة السورية مستعدة لتعليق قصفها الجوي لحلب ستة أسابيع للسماح بترتيب وقف لإطلاق النار في المدينة. وأشاروا إلى انه ابلغ المجلس انه سيسافر إلى سوريا لإجراء مزيد من المناقشات، من دون تحديد موعد محتمل لتعليق القصف الجوي.

إلى ذلك، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية تانغو بلجيتش أن واشنطن وأنقرة ستوقعان، خلال أيام، اتفاقاً لتدريب مسلحين «معتدلين» وتزويدهم بالعتاد. وسارعت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جين بساكي إلى تأكيد هذا الأمر.

وقال بلجيتش، في أنقرة، «أنهينا المحادثات، وسنوقع الاتفاق مع الولايات المتحدة بخصوص تدريب الجيش السوري الحر في غضون أيام»، مضيفاً «سنعلن جميع التفاصيل التقنية عند توقيع الاتفاق المكتوب، لكن هذا الأمر مرتقب في الأيام المقبلة».

وقالت بساكي «توصلنا إلى اتفاق مبدئي لتدريب وتسليح مجموعات من المعارضة السورية»، مضيفة أن واشنطن «تنوي توقيع الاتفاق مع تركيا قريبا».

وكان الجيش الأميركي أعلن، مؤخرا، أنه يعتزم إرسال أكثر من 400 جندي، ينتمي عدد منهم إلى القوات الخاصة، لتدريب مسلحين «معتدلين» في تركيا والسعودية وقطر في إطار إستراتيجية الحرب على تنظيم «داعش».

وقال المسؤولون الأميركيون إنهم سيدربون نحو خمسة آلاف مقاتل سوري كل عام على مدى ثلاث سنوات بموجب خطة دعم المعارضة «المعتدلة».

 

الجيش السوري يطلق معركة حلب: إحكام الطوق حول المدينة.. وعزل المسلحين

علاء حلبي

في خطوة منتظرة، بدأ الجيش السوري عملية عسكرية واسعة في محيط حلب، وتمكن خلال ساعات من التوغل بشكل كبير في ريف حلب الشمالي، لتغدو المدينة معزولة بشكل كامل عن ريفها الشمالي المفتوح على تركيا.

ويعني هذا الأمر قطع جميع طرق الإمداد نحو الفصائل المسلحة المنتشرة في أحياء حلب الشمالية الشرقية، وعزلهم بشكل كامل عن محيط المدينة الخارجي. كما قفز الجيش خطوة كبيرة نحو فك الحصار عن قريتَي نبّل والزهراء المحاصرتَين، إضافة إلى محاصرة أحد أهم معاقل المجموعات المسلحة في ريف حلب الشمالي.

واعتمد الجيش السوري في العملية على تكتيك جديد، حيث أشعل، مدعوماً بالفصائل التي تؤازره، جميع جبهات المدينة في وقت واحد. ويقول مصدر عسكري لـ «السفير» إن «المسلحين ظنوا أنها عملية برية واسعة داخل المدينة»، مضيفا: «قامت مدفعية الجيش بقصف مواقع عديدة للمسلحين داخل مدينة حلب، وفي نقاط عدة في أريافها الشمالية والجنوبية، قبل أن يتركز القصف بشكل كبير في الريف الشمالي». وتابع: «بنك الأهداف كان محدداً بدقة، حيث تم استهداف مراكز قيادة العمليات بشكل مباشر، الأمر الذي قطع الاتصالات بين الفصائل المسلحة المنتشرة في الريف الشمالي، كما تم استهداف مراكز إدارة عمليات المسلحين داخل المدينة أيضاً، الأمر الذي أربك موقف جميع الفصائل في وقت واحد».

وشملت الجبهات التي فتحها الجيش السوري كلاً من حي جمعية الزهراء، حيث تقدمت وحدة منه نحو ساحة النعناعي ومحيط جامع الرسول الأعظم، ومحور دوار شيحان ـــ معامل البلليرمون، وحي العامرية نحو حي السكري داخل المدينة، في حين تقدمت وحدات أخرى في الريف الجنوبي نحو قرية الشيخ لطفي من جهة قرية عزيزة، ليبقى التقدم الأكبر هو ما جرى في الريف الشمالي، والذي جاء بمثابة «الضربة القاصمة»، وفق تعبير المصدر العسكري.

وتقدمت وحدات الجيش السوري، مدعومة بفصائل أخرى، بشكل مباشر إلى قرى باشكوي، وحردتنين، ورتيان، بعد قصف عنيف ومركز على مواقع تمركز المسلحين، الذين لم يتوقعوا هذا التقدم الراجل المباشر والسريع، وفق مصدر معارض. وانسحبت الفصائل المسلحة التابعة إلى «الجبهة الشامية» (معظمها ينتمي إلى «جيش المجاهدين» و «حركة نور الدين زنكي»)، كما سجل مقتل عدد من قادة الفصيلين، أبرزهم القائد العسكري في حركة «زنكي» حسن معيكة) فيما كان الجيش يقوم بعملية تمشيط واسعة بحثاً عن خلايا أو عبوات، ليتابع بعدها عملية التوسع في محيط القرى التي سيطر عليها، ويبسط سيطرته على قرى تل مصيبين ودوير الزيتون وكفرتونة ومسقان.

وفي وقت تمثل فيه هذه السيطرة اقتراباً كبيراً من فك الحصار عن قريتَي نبّل والزهراء اللتين تبعدان فقط كيلومترين عن نقاط تمركز الجيش السوري، فإن العملية أدت إلى قطع طرق إمداد المسلحين من داخل مدينة حلب نحو الريف الشمالي بشكل نهائي، وإلى عزلٍ نهائي للفصائل المنتشرة داخل مدينة حلب. كما تساهم العملية بتشكيل حصار جزئي على قرية بيانون المحاذية لقرية الزهراء، ما يعني أن مسألة فك الحصار عن القريتَين المحاصرتَين منذ أكثر من عامَين باتت «قريبة جداً» وفق مصدر ميداني.

بدورها، ردّت الفصائل المسلحة على التقدم العسكري للجيش السوري بقصف أحياء المدينة بوابل من القذائف المتفجرة، سقط معظمها في أحياء الموكامبو والحمدانية والزهراء وبستان كل آب (بستان كليب)، وتسببت، وفق إحصاءات مبدئية، بمقتل تسعة أشخاص وإصابة أكثر من 40، وهو رقم قابل للارتفاع بسبب تواصل استهداف المدينة بالقذائف. كما شن مسلحون ينتمون الى «جبهة النصرة» هجوماً عنيفاً على نقاط تمركز الجيش السوري في منطقة مزارع الملاح.

المصدر العسكري الذي اعتبر السيطرة السريعة للجيش السوري «نصراً كبيراً»، خصوصا أن العمليات البرية لم تكلف قوات الجيش أية خسائر تذكر، شدد، خلال حديثه إلى «السفير»، على أن «العدو ما زال في حالة تخبط ولم يقم حتى الآن بأي ردة فعل مدروسة»، موضحاً أن «قوات الجيش ستعمل على تأمين مواقعها بشكل كامل قبل الانتقال إلى أية خطوة أخرى»، خصوصاً أن المعارك تجري في ريف مفتوح على الحدود مع تركيا، ما يعني وجود طرق إمداد كبيرة للمسلحين، مشيراً، في الوقت ذاته، إلى أن المسلحين الذين فروا من القرى التي سيطر عليها الجيش توجهوا نحو القرى المحاذية لتركيا، كما تم رصد عمليات إسعاف مصابين من المسلحين إلى الداخل التركي.

من جهتها، تخبطت وسائل الإعلام المؤيدة للفصائل المسلحة في نقل الأحداث التي تجري في ريف حلب الشمالي، حيث تناقلت أخبارا عدة عن عمليات عكسية شنها المسلحون و «استعادة مناطق سيطر عليها الجيش»، و «ارتكاب مجازر بحق مدنيين»، وهو أمر نفاه المصدر العسكري جملة وتفصيلاً، مؤكداً أنّ «هذا النوع من الأخبار هو ما اعتادت هذه المواقع والمحطات على بثه فور تقدم الجيش السوري نحو أية نقطة كان يسيطر عليها المسلحون، وهدفها التشويش على انتصارات الجيش وشحذ همم المسلحين».

وعن وجود ربط بين عملية الجيش السوري وبين خطة المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا لتجميد القتال في حلب، أشار المصدر العسكري إلى أن «تشكيل طوق في محيط حلب هو أمر مقرر منذ زمن بعيد، وبدأ العمل عليه منذ سيطرة الجيش على مدينة السفيرة شرق حلب في تشرين الثاني العام 2013»، إلا أن مصادر متابعة أوضحت أن «إحكام الطوق في هذا الوقت بالتحديد وبالتزامن مع إطلاع المبعوث الدولي مجلس الأمن على خطته، يحمل رسالة مفادها أن تجميد القتال الذي وافقت عليه سوريا، في حال وجد طريقا للتنفيذ، سيتم بما يناسب الحكومة السورية صاحبة اليد الطولى في حلب».

 

مقتل 70 عنصرا من القوات النظامية في اشتباكات حلب

القاهرة – (د ب أ) – أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان بمقتل 70 عنصراً على الأقل من القوات السورية النظامية والمسلحين الموالين لها خلال الهجمات التي نفذتها في عدة مناطق بمدينة حلب وأريافها.

 

وقال المرصد في بيان أصدره الاربعاء إن الهجمات تركزت بشكل أساسي بالريف الشمالي لحلب، وفي ضاحية الراشدين وجمعية الزهراء بمدينة حلب .

 

ولفت المرصد إلى أن عدد قتلى القوات السورية والمسلحين الموالين لها مرشح للارتفاع بسبب وجود معلومات عن مقتل 25 آخرين على الأقل، أيضاً خلال اشتباكات دارت ليل الثلاثاء بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني من طرف ومقاتلي الكتائب الاسلامية ومقاتلي الكتائب المقاتلة من طرف اخر في محيط حي العامرية وانباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين.

 

وأشار المرصد إلى مقتل ما لا يقل عن 66 مقاتلاً سوريا من قوات المعارضة ، 46 منهم قتلوا خلال اشتباكات بالريف الشمالي و20 قتلوا خلال اشتباكات على جبهات مدينة حلب، بينما وردت معلومات مؤكدة عن مقتل 20 مقاتلاً على الأقل من جنسيات غير سورية من مقاتلي جبهة النصرة وجيش المهاجرين والأنصار.

 

ولفت المرصد إلى وصول 61 عنصراً على الأقل من القوات السورية النظامية وقوات الدفاع الوطني الموالية لها إلى بلدة الزهراء التي يقطنها مواطنون من الطائفة الشيعية بعد فرارهم من بلدة رتيان التي فشلت بالاستيلاء عليها، تاركين خلفهم عشرات الجثث لرفاقهم، الذين قتلوا في الاشتباكات.

 

توقيف 6 جهاديين في البوسنة في طريقهم إلى سوريا ومجنديهم

28ipjساراييفو- (أ ف ب): افاد مصدر قضائي ان الشرطة البوسنية اوقفت الاربعاء ستة اشخاص بعضهم اثناء محاولتهم التوجه الى سوريا للانضمام الى صفوف تنظيم الدولة الاسلامية واخرون للاشتباه بتنظيم رحيلهم.

 

وجاء في بيان للنيابة العامة “ان الاشخاص الموقوفين هم اعضاء في حركات دينية متطرفة وكانوا في طريقهم الى سوريا حيث كان في نيتهم الانضمام إلى بنى تنظيم الدولة الاسلامية”.

 

وتم توقيف البعض منهم في مطار ساراييفو واخرين عند مراكز حدودية في منطقة بيهاتش (شمال شرق) وفي مغلاج (شمال).

 

وتفيد تقديرات لاجهزة الاستخبارات البوسنية نشرتها الصحافة المحلية ان حوالى 200 مواطن بوسني ذهبوا للالتحاق بصفوف الجهاديين في العراق او في سوريا. وقتل نحو ثلاثين منهم فيما عاد نحو اربعين.

 

واعتمدت هذه الدولة البلقانية في 2014 تشريعا جديدا ينص على فرض عقوبات تصل الى السجن عشر سنوات بحق الجهاديين ومجنديهم.

 

وبدأت اول محاكمة لتجنيد جهاديين في تنظيم الدولة الاسلامية في كانون الثاني/ يناير امام القضاء المحلي.

 

ويتهم الداعية الاسلامي المتطرف حسين بوسنيتش المعروف ايضا باسم “بلال” ويعتقد انه احد قادة التيار الاسلامي المتطرف في البوسنة، بانه حث اتباعه على الذهاب للقتال في سوريا والعراق اثناء القائه خطبه في بلدات عدة في البلاد في 2013 و2014.

 

وفي هذا البلد الذي يقدر تعداده السكاني ب3,8 مليون نسمة يشكل المسلمون اكبر طائفة (40%) الى جانب الصرب الذين هم من المسيحيين الارثوذكس، والكروات الذين هم من المسيحيين الكاثوليك.

 

الجبهة الإسلامية: مقتل 195 من جنود النظام السوري

حلب- الأناضول: أعلنت الجبهة الإسلامية، وهي فصيل من المعارضة السورية المسلحة تابع للجبهة الشامية، عن استعادتها السيطرة على قرى وبلدات كانت قوات النظام السوري استولت عليها في شمالي حلب، وأنها تمكنت من قتل 195 من جنود النظام، المدعومين من ميليشيات شيعية إيرانية وعراقية وأفغانية، خلال اشتباكات بين الطرفين.

 

وفي تصريح أدلى به إلى مراسل الأناضول، قال المسؤول الإعلامي في الجبهة الإسلامية، صالح عنداني، إن اشتباكات عنيفة اندلعت عقب سيطرتهم على منطقة الملاح وبلدة ريتان وقرية حردتين.

 

وأفاد عنداني أن عناصر الجبهة تمكنوا من قتل 90 جنديًّا في منطقة الملاح، و60 في بلدة ريتان، و45 في قرية الراشدين، فضلًا عن أسر عدد كبير من الجنود.

 

وأشار إلى أن قوات المعارضة تمكنت من استعادة السيطرة على بلدتي باشكوي وريتان وقرية الراشدين، لافتًا إلى استمرار الاشتباكات بين الطرفين في محيط قرية حردتين.

 

وكان القائد الميداني في الجبهة الشامية، أبو عبيدة، أعلن في وقت سابق عن مقتل 150 من جنود النظام السوري في اشتباكات مع قوات المعارضة بشمالي حلب.

 

«المعتدلون» يعطون للتحالف الدولي وجها عربيا – مسلما… عرب يقتلون عربا والأردن يقود جهود التحالف.. يخوض حربا عسكرية وأيديولوجية.. ومصر تنضم عبر ليبيا

إبراهيم دريش

لندن ـ «القدس العربي» في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، تركزت الأنظار على ليبيا البلد الذي يعيش حربا أهلية وتعمل فيه حكومتان، واحدة في طبرق يعترف بها المجتمع الدولي وأخرى في العاصمة طرابلس ويقودها تحالف من جماعات إسلامية وفصائل مقاتلة، خاصة مجموعة مصراتة.

وتخوض كل حكومة حربها العسكرية، الأولى «معركة الكرامة» والثانية عملية «فجر ليبيا» ورغم اتفاق الأطراف على الدخول في العملية السياسية التي يقودها المبعوث الدولي برناندينو ليون إلا أن ذبح مجموعة تقول إنها تتبع تنظيم الدولة الإسلامية «جند الخلافة» لـ 21 قبطيا مصريا والغارات الجوية التي شنتها المقاتلات المصرية على مواقع في مدينة درنة أعاد ليبيا لدائرة الإنتباه وأكدت دخول مصر في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

ويرى محللون إن القرار المصري ضرب مواقع للإسلاميين أدخل عاملا جديدا للحرب الدولية. ونقل موقع «ميدل إيست آي» في لندن عن زاك غولد، الباحث في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي أن الغارات «تعتبر عاملا جديدا ومهما».

وتظهر أن «مصر والرئيس السيسي أصبحا حليفين مهمين للغرب في الحرب ضد تنظيم الدولة». وجاء القرار انتقاما لمقتل المصريين رغم أن القاهرة امتنعت في الماضي عن مواجهة تنظيم الدولة أو الجماعات الجهادية خارج مصر.

وسمحت القاهرة مرة للطائرات الإماراتية باستخدام قواعدها لضرب مواقع للإسلاميين داخل ليبيا. وطالما أكدت الحكومة المصرية أنها تقاتل حربها ضد الإرهاب في سيناء، وهي الحرب التي تتهم جماعة الإخوان المسلمين بها.

وفي ضوء التطور الجديد فستكون الولايات المتحدة مستعدة لقبول مصر كعضو جديد في التحالف الدولي.

ويقول الخبير في الشؤون المصرية في معهد بروكينغز، أتش إي هيليير إن الهجمات المصرية على ليبيا تظهر نوعا من التصميم وسترى الولايات المتحدة «مشابهة بين الدور المصري والدور الذي يلعبه الجيش الأردني بعد مقتل طياره».

ويشن الأردن هجمات على سوريا حيث تم حرق الطيار هناك وقامت عمان بتصعيد الغارات. ويقول مصطفى كامل السيد من جامعة القاهرة «سيتعزز موقف السيسي في الغرب وفي مصر من خلال هذه الضربات». وأضاف «رغم انه يقوم ببناء تحالفات مع روسيا والصين وفرنسا إلا أن العملية في ليبيا ستدفع الولايات المتحدة لرفع القيود التي وضعتها على الجيش المصري» بعد انقلابه على الرئيس محمد مرسي. ويرى هيليير أن الغارات على ليبيا ستؤدي لإسكات الأصوات الناقدة للسيسي في الغرب، مشيرا أن انتقادات البعض في الغرب لسجل حقوق الإنسان في مصر ووضع القيود على الحريات سيتم تجاوزها الآن.

 

وجه عربي

 

ويظل أهم ملمح في التحرك المصري والتصعيد الأردني هو أنه أعطى وجها عربيا – مسلما للتحالف الدولي ضد تنظيم الدولة.

وعلق في هذا السياق روبرت فيسك في مقالة له بصحيفة «إندبندنت» أن «مذبحة شاطئ البحر التي قتل فيها التنظيم 21 مسيحيا جرت المارشال السابق عبدالفتاح السيسي للحرب، كما أن إعدام التنظيم للطيار الأردني حرقا أدى لاستئناف الغارات 56 غارة وعودة الإمارات العربية إلى التحالف وإرسال مملكة البحرين مقاتلات حربية لتساعد الأردن في معركته.

وما كان عرضا جانبيا، يقوم فيها طرف من الأطراف المتصارعة في ليبيا بقصف مقاتلي الدولة الإسلامية تحول اليوم إلى تعاون مع مصر.

وسينظر الرئيس باراك أوباما بعين الرضا للدور الذي بات يلعبه أصدقاؤه «المعتدلون» في الشرق الأوسط، فواشنطن لن تحتاج إلى إرسال قوات برية لمحاربة تنظيم الدول ولن تتعرض حياة الأمريكيين، فقط حفنة قليلة من الرهائن الغربيين في الرقة ستكون عرضة للخطر.

وفي المقابل قال فيسك إن كل عراقي يعارض تنظيم الدولة، شيعي، مسيحي، ليبي أو غيرهم ممن يواجهون حماقات تنظيم الدولة الإسلامية فسيعانون. وفي النهاية يرى الكاتب أن الحرب الدائرة هي تعبير عن «عرب يقتلون عربا» فالأمريكيون ومعهم الإسرائيليون فهم آمنون. كل هذا لا يعني انتصارا لأمريكا ولا نهاية قريبة لتنظيم الدولة. فقد أصبح الأخير قويا وبإمكانه اليوم الزعم أنه «يقاتل أعداءه في العراق وسوريا والجزيرة العربية (اليمن) ومصر (سيناء) وليبيا والجزائر بل حذر فرنسا والمتحدثين باللغة الفرنسية ـ في إشارة واضحة للنخبة البرجوازية في الجزائر، ولا تنس إيطاليا عندما تبدأ أمواج البحر تلقي جثث الآلاف من المهاجرين إلى شواطئها».

ويعتقد الكاتب أن هذه أخبار ليست جيدة للسيسي الذي يحمل الإخوان المسلمين مسؤولية الهجمات على جنوده في سيناء «فقد أظهر الإسلاميون قوة في سيناء ويقومون اليوم بتفجبر قنابل في القاهرة بدون أن يحصلوا على حلفاء من بين الإخوان المسلمين، كل هذا بفضل الرئيس المصري».

ويعلق فيسك أن «الغارات الجوية على «معسكرات التدريب ومخازن الأسلحة» وهو بالضبط ما تقوم به الطائرات الأردنية- قد تكون غارات انتقامية لمقتل 21 مسيحيا، ونعرف أن أطفالا ونساء قتلوا في الغارات المصرية».

ولا يستبعد تنفيذ تنظيم الدولة هجمات انتحارية في القاهرة أو يحاول استهداف السيسي نفسه بعمليات اغتيال، مذكرا أن الرئيس السابق، حسني مبارك نجا من 15 محاولة اغتيال عندما واجه الجماعات الجهادية في تسعينيات القرن الماضي.

ويستبعد فيسك في الوقت نفسه نجاح التنظيم إشعال حرب أهلية بين المسلمين والأقباط في مصر، لكن دعم السيسي للجنرال حفتر لن يؤدي إلا لتعميق الحرب الأهلية في ليبيا. وفي النهاية لا يترك التحالف العربي انطباعا قويا، فلا يعرف إن كان الطيارون الإماراتيون هم من سيقودون الطائرات أم الأردنيون، أما عن مملكة البحرين فتظل كما يقول بلدا صغيرا وضعيفا واحتاج لدعم جيرانه عندما واجهته تظاهرات عام 2011.

وعلى العموم فأمريكا التي تتفرج برضا ليست غائبة عن المسرح، فمن يقوم بالعمليات هم جنرالات تدربوا في أكاديميتها من حفتر إلى السيسي. أما الملك عبدالله الثاني فقد درس وتدرب في بريطانيا والولايات المتحدة.

 

صوملة

 

وفي هذا الإطار حذر جوناثان باول المبعوث البريطاني الخاص إلى ليبيا من مخاطر «صوملة» لهذا البلد الذي يفتقد الحكومة المركزية القوية. وقال في تصريحات نقلتها عنه صحيفة «الغارديان» «من الصعب مواجهة التحدي الإرهابي إلا إذا كان لديك حكومة قوية يدعمها الجميع» وأضاف «في حالة كان لديك حكومة وحدة وطنية فستكون قادرا على التقدم، ومن أجل تحقيق تسوية سياسية لا بد من وقف إطلاق نار توافق عليه الجماعات المسلحة».

وحذر المسؤول البريطاني من تحول ليبيا لدولة فاشلة «وصومال على البحر المتوسط». وحذر من استفادة الجماعات الإرهابية من الفراغ الذي لن يهدد ليبيا فقط بل دول الجوار والغرب.

 

الأردن دور متواصل

 

وكتب ديفيد إغناطيوس، المعلق في صحيفة «واشنطن بوست» عن الموقف الحاسم الذي اتخذه الملك عبدالله الثاني، ففي مقالة تحت عنوان «الأردن يقود الحرب ضد تنظيم الدولة». ويعتقد الكاتب أن الحرب التي يشنها الأردن على تنظيم الدولة وهي عسكرية وآيديولوجية مهمة لأن العمليات الأردنية «تعطي للتحالف الدولي وجها عربيا ومسلما بدلا من أن يعطيه وجها أمريكيا فقط»، مشيرا إلى مظاهر عدم الثقة بالولايات المتحدة وموقف الشعوب العربية من القادة العرب الذين يتعاونون مع أمريكا، فهم يوصفون «بالدمي الصليبية» ومع ذلك فقد قرر الملك عبدالله كسر «التابو» رغم ما يحمله قراره من مخاطر سياسية، طبعا جاء هذا بسبب القتل البشع الذي تعرض له الطيار معاذ الكساسبة على يد التنظيم.

ويرى الكاتب أن الغضب الشعبي والإجماع الوطني يعزز موقف الملك. على الجبهة الأيديولوجية يخطط الأردن مع عدد من الدول العربية الرئيسية لعقد مؤتمر بجامعة الأزهر. ومن المتوقع أن يقدم الأزهر الشرعية الدينية والدعم لمواصلة المعركة ضد المتطرفين. ومن الدول التي ستشارك فيه ستكون بالإضافة للأردن، مصر والسعودية والإمارات العربية المتحدة والمغرب والباكستان طويلة. وبنفس السياق ستدعم الولايات المتحدة الجهود عبر بناء شبكة دولية لدحض في إشارة للمؤتمر الذي سيعقد في البيت الأبيض لمحاربة التطرف.

 

تدريب السنة

 

ومن أهم ملامح الدور الأردني تعاونه مع الحكومة العراقية لتدريب وتسليح قوات العشائر التي يطلق عليها «الحرس الوطني». ويعلق إغناطيوس أن تعاونا مع حكومة شيعية كان في الماضي يعد «هرطقة».

وهناك اقتناع من أن حيدر العبادي، رئيس الوزراء العراقي جاد للتعاون مع السنة رغم صداقته لإيران. ويشير الكاتب إلى دور وزير الدفاع خالد العبيدي الذي زار عمان في كانون الأول/ ديسمبر في هذه الجهود.

وقام الجنرال مشعل الزبن، رئيس هيئة الأركان الأردني بزيارة مماثلة إلى بغداد الأسبوع الماضي من أجل مناقشة تفاصيل خطة التدريب ولكن الاتفاق لم يوقع بعد مما أثار مخاوف السنة الذين قالوا إنه مجرد كلام». إلا ان اجتماعا شارك فيه 50 شيخ عشيرة سنية مع محافظ الأنبار عقد في العاصمة الأردنية عمان أعطى أملا لهم، فقد أخبرهم المحافظ بأن رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري سينظم مؤتمرا لحشد الدعم ضد تنظيم الدولة.

وما يؤرق شيوخ السنة هو الدور الذي تلعبه الميليشيات الشيعية في مناطق الأنبار. وعبر عن هذه المخاوف اثنين من قادة العشائر، الشيخ زيدان الجبوري وجلال القعود حيث نقلا إليه مخاوفهما.

ومن هنا فما سيؤثر على الدور الأردني والتعاون مع العبادي هو فشل الأخير بمنع الميليشيات الشيعية العمل في المناطق السنية.

ويرى الكاتب أن هذا يمثل إشكالية للاستراتيجية الأمريكية والتي تقتضي تعاونا بين جماعتين خاضتا حربا طائفية ضد بعضهما البعض.

ومع ذلك تعمل الولايات المتحدة على رفد استراتيجيتها العسكرية باستراتيجية لمواجهة آيديولوجيا تنظيم الدولة.

 

دور أمريكي

 

وفي هذا السياق نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» صورة عن الجهود التي تقوم بها إدارة أوباما لمواجهة الدعاية التي يقوم بها تنظيم الدولة. في اعتراف من واشنطن بنجاح تنظيم الدولة في مجال الدعاية وجذب اتباع جدد له.

وفي مركز استراتيجية أوباما الدعائية الجديدة هي توسيع دور القسم في وزارة الخارجية «المركز الإستراتيجي للاتصالات ومكافحة الإرهاب « والذي سيعمل على تسريع مواجهة رسائل التنظيم من خلال المؤسسات الفدرالية للدولة بما فيها وزارة الدفاع/ البنتاغون ووكالات الأمن والاستخبارات الوطنية.

وسيقوم المركز بتنسيق وتوسيع الاتصالات مع الحلفاء الأجانب والوكالات غير الحكومية والشخصيات الأكاديمية الإسلامية البارزة ومجتمع القيادات والعلماء الدينيين الذين يعارضون تنظيم الدولة الإسلامية ممن يتمتعون بمصداقية لمواجهة التنظيم وأفكاره. ويعترف المسؤولون الأمريكيون أنهم يواجهون مهمة صعبة خاصة ان التنظيم وأتباعه يصدرون في اليوم حوالي 90.000 تغريدة، فهم يريدون وقف زخم تقدم التنظيم على التويتر بالطريقة نفسها التي أوقف فيها التحالف الدولي زخمه عسكريا في العراق وبدرجة أقل في سوريا.

ونقلت عن ريتشارد إي ستينغل المسؤول المساعد لوزير الخارجية للدبلوماسية والشؤون العامة «نحن هزمنا من ناحية الكم ولهذا فالطريقة الوحيدة هي تجميع وتحصيل وتكبير المحتويات الموجودة» وأضاف أن تنسيق الجهود لمكافحة تنظيم الدولة كان يمكن أن تكون أفضل.

ولا تزال الإدارة تدرس تفاصيل الخطة. ولكن محتوياتها نوقشت يوم أمس في المؤتمر الذي دعمه البيت الأبيض ويستمر ثلاثة أيام حيث هدفت الولايات المتحدة من أن يكون معرضا للجهود الأمريكية التي تريد أن تقوم بها في الداخل والخارج لمواجهة التطرف. وجاء المؤتمر، كما وصفه المسؤولون الأمريكيون البارزون في ظل هجمات باريس وكوبنهاغن، ويشارك فيه وزراء خارجية من 60 دولة وقيادات محلية أمريكية.

وقام المركز الذي أنشأه أوباما عام 2011 بتنسيق التوجيهات لمواجهة مكافحة القاعدة والجماعات المتحالفة معها.

ويعتمد على خبراء لإيصال الرسالة الرقمية يتحدثون العربية والأردو والبنجابية والصومالية من أجل مواجهة دعاية الجماعات المتشددة والمعلومات الخاطئة عن الولايات المتحدة.

ويقوم الخبراء أيضا بوضع رسائل على المواقع الإنكليزية التي يستخدمها الجهاديون لتجنيد أتباع وجمع أموال والترويج لأفكارهم. وتعمل هذه الرسائل على خلق رواية مضادة لرواية المتطرفين بشكل يجعل الشخص الراغب بالإنضمام لهم يتساءل عن حيوية قضيتهم. فمن الصور التي وضعت قبل عامين كانت لثلاثة شبان أمريكيين سافروا إلى الصومال للقتال هناك ومنهم عمر حمامي، من ألباما والذي أصبح متشددا في حركة الشباب، وقتل الثلاثة هناك، وكانت الرسالة التي أرفقت مع صورهم «جاءوا للجهاد وقتلتهم حركة الشباب».

وفي صورة أخرى أظهرت شابا وهو يبكي فوق كفن ورسالة معها «كيف يكون قتل الأبرياء طريقا للصراط المستقيم».

وفي كل رسالة دعوة للقارئ «فكر وأدر ظهرك». ويقول ستينغل الذي عمل محررا إداريا لمجلة «تايم» إن الحملة الجديدة ضد تنظيم الدولة ستطبق استراتيجيات عادة ما تستخدم في إدارة الأعمال لتعزيز وجودهم على الإنترنت مثل «المشاركة في الأخبار أو مقالات الرأي وإرسال راوبط وما إلى ذلك.

وسيتم استخدام 350 حسابا على التويتر تابعة لوزارة الخارجية وهي تابعة لسفارات وقنصليات ومراكز إعلامية ومكاتب تعود لأفراد وكذلك حسابات مشابهة تعود للبنتاغون ووزارة الأمن القومي ودول حليفة. واستخدمت وزارة الخارجية الأمريكية هذا المدخل في شجب هجمات تشارلي إيبدو الشهر الماضي.

ويرى متشككون في هذه الإستراتيجية وإمكانية نجاحها أن البيت الأبيض يريد إنهاء الحرب التي تغلي منذ مدة مع مدير المركز الإستراتيجي لمكافحة الإرهاب ألبرنو فرنانديز وممارسة سيطرة على طبيعة الرسائل التي يتم انتاجها والتشارك فيها مع الشركاء المحليين والأجانب. فيما تساءل آخرون عن قدرة المركز الذي أنشئ حديثا في وزارة الخارجية على القيام بالمهمة.

وأشاروا إلى شكوى فرنانديز الخبير الذي يحظى باحترام كونه خبيرا في مجال الشرق الأوسط والذي يدير المركز بميزانية قليلة لا تتجاوز 5 ملايين دولار في العام، واشتكى دائما من عدم تلقيه الدعم الكافي من البيت الأبيض ووزارة الخارجية.

وسيتقاعد فرنانديز كمدير للمركز ويتولى مكانه رشاد حسين وهو مسلم أمريكي كان موفدا للخارجية لدى منظمة التعاون الإسلامي.

ويرى جون كوهين، المسؤول في مجال مكافحة الإرهاب أن مشكلة المركز نابعة من عمليه المستقل وعدم دمج جهوده بجهود المؤسسات الحكومية الفيدرالية التي تركز على مواجهة التطرف.

وقال كوهين الذي يعمل محاضرا بجامعة رتغرز «عندما تعمل الحكومة مع المجتمعات الدينية بما فيها المجتمع العربي والمسلم الأمريكيين من أجل منع العنف على المستوى المحلي فهذا لا يكون فعالا فقط بل يخدم لدحض الرواية التي تقول إننا في حرب مع الإسلام».

وسيواصل المركز عمله بالفريق الحالي وستضاف إليه خلية تنسيق المعلومات التي ستضم موظفين من المخابرات والبنتاغون، وسيكون عدد أفراد الخلية 30 إضافة إلى 50 يعملون في المركز وهو عدد قليل في المحصلة النهائية، ولهذا السبب يحتاج المركز إلى بناء شبكات لمواجهة العنف المتطرف.

 

قوات النظام السوري تسيطر على مناطق في ريف حلب… والميليشيات العراقية ترتكب جرائم فيها

ياسين رائد الحلبي

حلب ـ «القدس العربي» سيطرت قوات النظام على قرية رتيان وعلى أجزاء من باشكوي وحردتين في ريف حلب الشمالي، بعد تسللها من الأراضي الزراعية بين قرى دوير الزيتون وباشكوي، تزامنا مع قصف عنيف على بلدات الريف الشمالي، ومنها حيان وبيانون وماير.

وما زالت نقاط المقاتلين المعارضين في منطقة الملاح وسيفات ودوير الزيتون تحت سيطرتهم، بسبب اتخاذ قوات النظام الطرق الزراعية وطريق باشكوي ـ رتيان، معبرا لمرور إمداداته.

وقال المتحدث باسم المكتب الإعلامي في عندان سامي الرج: إنّ: «ميليشيات عراقــــية تحاول الوصول الى نبل والزهراء عبر دخولها قرية رتيان، وذلك عبر سلوك الأراضي الزراعية، وتقوم قوات النظام بتدشيم النقاط التي تسيطر عليها وبفتح طريق بين باشكوي ورتيان».

وبينت تقارير إعلامية معارضة، أن «الميليشيات العراقية في ريف حلب ارتكبت جرائم بحق المدنيين، وتم ذبح بعض المدنيين على أطراف حردتين وقرية رتيان وباشكوي».

قال المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس الثلاثاء إن الجيش السوري وحلفاءه استعادوا السيطرة على قرى عدة قرب حلب بهدف تطويق المدينة الواقعة في شمال سوريا وقطع خطوط إمداد رئيسية.

والتقدم صوب حلب هو ثاني هجوم كبير تشنه القوات الموالية للحكومة خلال أسبوع. وشن الجيش ومقاتلون متحالفون معه من حزب الله اللبناني عملية كبيرة أيضا في جنوب سوريا.

وقال المرصد ومقره بريطانيا إن معارك شرسة مندلعة شمال حلب أغلقت طريقا يؤدي إلى الحدود التركية ويستخدمه مقاتلو المعارضة كخط إمداد.

وأضاف أن الجيش السوري سيطر على قرى بينها باشكوي وسيفات في حين استعر القتال في حردتنين ورتيان. وتابع أن 16 مسلحا على الأقل قتلوا.

وتقع حلب في قلب الاشتباكات بين القوات الموالية للحكومة وعدد من الفصائل المسلحة منها جبهة النصرة، جناح تنظيم القاعدة في سوريا، وكتائب إسلامية وكذلك مقاتلون أجانب في جماعات أخرى ومعارضون للنظام يدعمهم الغرب.

ويقول المرصد السوري إن أكثر من 210 آلاف شخص قتلوا في الصراع الســوري الذي يدخل عامه الخامس الشهر المقبل.

وأسفر القتال في جنوب سوريا عن مقتل عشرات المقاتلين خلال الأسبوع الأخير في واحدة من آخر المناطق التي ما زال يسيطر عليها مقاتلو المعارضة المدعومة من الغرب.

وتبادلت القوات الحكومية وفصائل المعارضة المتنافسة السيطرة من قبل على قرى وبلدات في محافظة حلب.

وتتعرض المناطق الواقعة تحت سيطرة المسلحين في المدينة المقسمة لقصف جوي شرس، وقال التلفزيون السوري أمس الثلاثاء إن خمسة أشخاص قتلوا وأصيب 18 آخرون في هجمات صاروخية شنها «إرهابيون» في أحياء حلب.

وتحدث المرصد السوري عن معارك بين مقاتلين موالين للحكومة و «جبهة النصرة» وكتائب إسلامية في ستة أحياء على الأقل بينها حلب القديمة وجمعية الزهراء.

وقالت قناة «المنار» التلفزيونية التي يديرها حزب الله اللبناني إن الجيش السوري سيطر على مناطق شمال حلب في معارك أســـفرت عن مقتل عشـــرات من مقاتلي المعارضة.

وتهدف العملية للوصول إلى نبل والزهراء عبر قرية رتيان ومعرستة عبر الأراضي الزراعية، وذلك وسط اشتباكات عنيفة جدا على أطراف قرية حردتين المجاورة لقرية رتيان.

وكانت الفصائل المعارضة قامت بهجوم عكسي على قرية رتيان، وانتقلت الاشتباكات إلى داخلها، واستطاعوا أن يصدوا هجوم النظام على حردتين ومحاولته التوسع في قرى الريف الشمالي، كما دارت اشتباكات عنيفة جدا في الراشدين الجنوبية وخان طومان وجمعية الزهراء والعامرية وصلاح الدين وسيف الدولة والخالدية، وذلك مع تقدم قوات النظام نحو قرية رتيان.

وأعلن ناشطون منطقة رتيان وحردتين منطقة عسكرية، وكذلك طريق اعزاز ـ حلب بسبب الاشتباكات، ما يعني انقطاع الطريق الرئيسي والاستراتيجي بين معبر باب السلامة على الحدود السورية التركية وبين مدينة حلب وريفها، حيث لم يبق طريق إلى معبر باب السلامة سوى مدينة عفرين، والتي تسيطر عليها الأحزاب الكردية ومنها حزب الاتحاد الديمقراطي وذراعه العسكري.

وشهدت بلدات حردتين وتل جبين وحيان وبيانون وماير ومعرستة وحريتان في الريف الشمالي حركة نزوح كبيرة للأهالي باتجاه بلدات الريف الغربي.

 

أهالي اللاذقية «السنّة» على الساحل السوري يتخوفون من ردود الأفعال الانتقامية عند تشييع قتلى النظام الذين قضوا في درعا

سليم العمر

اللاذقية ـ «القدس العربي» يتابع «أبو سليم» الرجل العجوز من مدينة اللاذقية انتصارات الجيش الحر في درعا جنوب البلاد على التلفاز بخوف على الرغم من أنه كان سعيدا بهذه الانتصارات، إلا أن أكثر ما أثار قلقه أن يقوم «الشبيحة» من العلويين بردود فعل انتقامية عند تشييع قتلاهم في اللاذقية.

يقول «أبو سليم» : «لا أخشى على نفسي بل على أبنائي وأحفادي من انتقام العلويين»، وذلك بعد أن نشرت ميليشيا «الدفاع الوطني» على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي في «الفيسبوك» أسماء أكثر من عشرين ضابطا بدءا من رتبة عقيد إلى رتبة ملازم كلهم من «الطائفة العلوية» عدا عن عشرات القتلى من الجنود وصف الضباط أيضا من العلويين.

وأعرب ناشطون من داخل مدينة اللاذقية، عن خوفهم من أن تؤثر أحداث جنوب سوريا على «السنّة» في اللاذقية والساحل عموما، حيث تسود حالة من الخوف بينهم، وذلك بعد أن حدثت عمليات انتقامية عدة خلال تشييع قتلى سابقين في جيش النظام، وأبرزهـــا خلال تشــــييع قتلى مطار الطبقة العسكري، حيث أغلقت المحال التـــجــارية كافة في حي مشروع الصليبة المعارض، وساد حظر تجوال بعد أن قام العلويون بإطـــلاق النار على أبنية الحي المذكور.

بدوره، بين عامر يسكن حي معارض في اللاذقية، أن نساء من أحياء مؤيدة قمن مؤخرا، بإطلاق النار على أحياء معارضة، كما حصل في حي الحمام الواقع في المنطقة الشمالية، مؤكدا أنهن حملن السلاح ورحن يطلقن باتجاه الحي الذي أسكنه، حيث كنا نسمع أصواتهن وهن يشتمننا ويصفننا بالإرهابيين.

فيما يشعر آخـــرون بالخـــوف من اختطـــاف فتيـــات شابات، كما تقول أم أحمد، التي قالت إنها: «ستغلق الباب على بناتها في الفترة القادمة خوفا من الاختطاف».

ويقول ناشطون: «ما زال العلويون يراهنون على بقاء الأسد في السلطة، من خلال القضاء على الإرهاب»، في الوقت الذي يتساءل فيه «أبو سليم» العجوز، فيما إذا كان سيرى مدينته حرة قبل مماته أم أن الثورة ستطول أكثر ولن يرى شعاع الحرية.

ويتعرض أبناء الطائفة «السنية» في مدينة اللاذقية، للعديد من المضايقات دون أن أن يتجرأ أحد من السنة على طول الشريط الساحلي على حمل السلاح دفاعا عن نفسه لأنه «سيختفي حينها ولن يرى الشمس وسيبقى أمره طي الكتمان»، كما قالت «أم أحمد».

 

دي ميستورا: الحكومة السورية وافقت على وقف قصف حلب

نيويورك ــ ابتسام عازم

أكّد مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، أن “الحكومة السورية أعلنت عن استعدادها لوقف كافة أنواع القصف الجوي والمدفعي في كافة أنحاء حلب لمدة ستة أسابيع”، من دون أن يحدد موعداً لبدء هذه المدة، فيما سيعلن عنها من دمشق حال عودته إليها، مشيراً إلى نيته إرسال فريق إلى حلب للتحضير لذلك.

 

إعلان دي ميستورا، جاء بعد انتهاء جلسة عقدها مجلس الأمن، فجر اليوم الأربعاء، استمرت أكثر من ساعتين، اعتبر بعدها المبعوث الأممي أن لا أوهام لديه بخصوص وقف القصف الجوي والمدفعي على حلب، بسبب تجارب ماضية.

 

كما شدد على نيته إشراك المعارضة السورية، بغية تحفيزها على الاستجابة لطلب مشابه من الأمم المتحدة، لوقف القصف المدفعي والهاون على مدينة حلب لستة أسابيع. وقال “لا أوهام، ولكن بصيص من الأمل، من أجل إيجاد حل ومساعدة المدنيين السوريين للتوصل إلى حل سياسي. علينا أن نكون حذرين؛ لأن الكلمات والوعود لن تكفي، فالحقائق على الأرض وحدها هي التي ستثبت مدى التزام الأطراف المختلفة بتجميد القصف، وإمكانية تطبيقه في مناطق أخرى من سورية”.

 

اقرأ أيضاً: قوات المعارضة السورية تستعيد المبادرة شمال حلب

كذلك لفت دي ميستورا إلى أهم النقاط التي جاءت في اجتماع مجلس الأمن، وأنّه قدم للمجلس تقريراً حول “تصاعد العمليات العسكرية شمال حلب، وبالقرب منها، والرد داخل المدينة”، مشددا على “ضرورة تجنيب المدنيين العواقب الكارثية لاستخدام الأسلحة الثقيلة والقصف الجوي، ليس في حلب فحسب، بل في مناطق أخرى من سورية”.

 

وبشأن تصريحاته من فيينا الأسبوع الماضي، والتي قال فيها إنّ “بشار الأسد جزء من الحل في سورية”، أوضح دي ميستورا لمجلس الأمن أنّ “المقصود هنا أن الحكومة السورية والتي لديها إمكانيات جوية ومدفعية، يجب أن تشترك في أي حل، في سبيل خفض العنف ضد المدنيين”. وأكد أيضاً أن الأمم المتحدة ستستأنف العملية السياسية، التي بدأتها كل من القاهرة وموسكو.

 

اقرأ أيضاً: دي ميستورا لـ”الائتلاف”: كلامي عن الأسد لتوريطه بحل سياسي

 

مقتل الناشط الإعلامي أحمد العلبي في حلب

أعلنت صفحة “الثورة السورية” على موقع “فيسبوك” عن مقتل الناشط الإعلامي في الجبهة الشامية أحمد العلبي، خلال تغطيته للمعارك صباحاً على جبهات حلب، الريف الشمالي. واشتهر العلبي بتغطية الاشتباكات في حلب وريفها… ونقله لقصص الحلبيين ومأساتهم نتيجة المعارك، ونتيجة القصف المستمرّ. كذلك نعت “شبكة حلب نيوز” “الزميل الإعلامي أحمد العلبي الذي استشهد جراء الاشتباكات مع قوات النظام على أطراف قرية ريتان صباح اليوم”.

وتناقل الناشطون على مواقع التواصل الخبر، ناشرين صور العلبي على الجبهات في حلب، وهو يغطي الاشتباكات.

 

جنوب سوريا.. تحضيرات لجولة قتال قاسية

فادي الداهوك

خفتت أخبار المعارك المندلعة بين حزب الله والحرس الثوري الإيراني والنظام السوري من جهة، والجبهة الجنوبية التابعة للجيش السوري الحر من جهة ثانية، في أرياف درعا الشمالي، والقنيطرة الجنوبي، ودمشق الجنوبي الغربي. ذلك الأمر يمكن ملاحظته من خلال تراجع خبر المعارك على وسائل الإعلام الموالية للنظام إلى المرتبة الثالثة في اليومين الماضيين، مع غياب التقارير الميدانية لفريق التغطية الإخبارية بعد إصابة اثنين من قناة “الإخبارية السورية”، السبت الماضي، أثناء تواجدهم، مع مراسلي قنوات “روسيا اليوم” و”المنار” و”الميادين” في منطقة الاشتباك، التي لم تكن “تحت سيطرة الجيش العربي السوري والمقاومة بالكامل” بحسب ما صورتها تقارير أولئك المراسلين. كما أن الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، تجاهل الحديث عن مثلث “الفصل” بصورة لافتة، في كلمته الليلة الماضية”.

 

انقر لتكبير الصورةلا خرق جوهرياً لكلا الطرفين في المعارك. هذا ما تؤكده “غرفة الإعلام العسكري” التابعة لـ”الجبهة الجنوبية” منذ الخامس عشر من الشهر الحالي، إذ تشير خريطة العمليات العسكرية التي أعدتها “الغرفة” إلى ما يمكن القول إنه مناطق اشتباك ثابتة، في دير العدس، تل المصبح، تل مرعي، الدناجي، دير ماكر؛ وهي مناطق تقدم فيها النظام في الأيام الأولى، لكن لا يملك سيطرة مستقرة فيها، لاسيما في دير العدس، المحور الأبرز الذي يشهد معظم العمليات مؤخراً.

 

“يدخل (النظام) إلى دير العدس في الليل، ويخرج في النهار. لا يستطيع فرض سيطرته الكاملة على البلدة”، يقول الناطق الرسمي باسم “الجبهة الجنوبية”، الرائد عصام الريّس لـ”المدن”. ويشير إلى عدم تمكن الميليشيات من التقدم حتى الآن، موضحاً أن العمليات حالياً اقتصرت على محاولات “تسلل ينفذها مقاتلون من حزب الله، لاستطلاع المنطقة وكشف حجم قواتنا. إلا أن تلك العملية سببت خسائر كبيرة لهم” وذلك بسبب “نجاح خطة الكمائن” التي ينفذها الجيش الحر.

 

الطقس السيء كان عاملاً أساسياً في الحد من ضراوة المعارك خلال الأيام الماضية. يقول الريّس “الطقس يساعدنا من ناحية ويزعجنا من ناحية ثانية، فهو يعيق الطيران عن القيام بغارات جوية”، لكن في المقابل هو “بارد جداً على مقاتلي الجيش الحر الموجودين في الكمائن.. في العراء”. وسجّلت محاولة خرق وحيدة، خلال فترة الهدوء الحذر الذي خيّم على جبهات القطاعين الشرقي والغربي، قال الريّس إنها تمثّلت بمحاولة “النظام وحزب الله التسلل إلى بلدة مسحرة في ريف القنيطرة”، لكن الجيش الحر تمكن من التصدي للعناصر المتسللة، كما أن اشتباكات دارت في أحياء داخل مدينة درعا بين قوات النظام والجيش الحر.

 

في هذا الصدد، قال مراسل “المدن” في درعا، مهند الحوراني، إن اشتباكات محدودة اندلعت في مدينة درعا مساء الاثنين؛ في حي المنشية، بين “لواء توحيد الجنوب” المنضوي في صفوف فرقة “18 آذار” التابعة للجبهة الجنوبية، ولواء “أكناف العمري” المنضوي في صفوف “جيش اليرموك” التابع أيضاً للجبهة الجنوبية، وأسفرت عن سقوط مقاتل من الجيش الحر في استهداف سيارة من قبل النظام بصاروخ موجّه. كما شهد طريق السد وأطراف المخيم، وهي منطقة تطل على درعا المحطة، اشتباكاً مماثلاً بين قوات النظام و لواء “شهيد حوران” التابع لفرقة “18 آذار”، انتهى في وقت متأخر من ليل الاثنين ولم تسجل خلاله أي إصابات.

 

وما تزال مدينة الصنمين، التي تشكل فيها قوات النظام والميليشيات الأجنبية ثقلاً واضحاً، تشهد قدوم تعزيزات للنظام والميليشيات الموالية له. وفي هذا الخصوص، أشارت “غرفة الإعلام العسكري” إلى أن النظام استقدم “تعزيزات بالعناصر والآليات والسلاح الثقيل لخط الإمداد الواصل بين بلدة قيطة وتل غرابة، فيما أستقرت أعداد من عناصر مليشيا حزب الله في بعض المنازل ضمن المربع الأمني قرب فرع الأمن العسكري والمساكن العسكرية شرقي المدينة (الصنمين)”. ويعلّق الرائد الريّس على هذا الأمر بالقول إن الخسائر الفادحة، التي تتكبدها الميليشيات الأجنبية والنظام في هذه المعارك، تجبرها على استقدام التعزيزات، ووصلت إلى درجة الاستعانة بعناصر من ميليشيا “الدفاع الوطني” المشكلة من مدنيين موالين للنظام في مناطق مختلفة من البلاد، ويتم حشدها حالياً في الفرقة التاسعة في الصنمين. وتضاف هذه التعزيزات، البشرية، إلى العدد الإجمالي الذي تمكن الجيش الحر من معرفته لـ”قوات العدو”، يقول الريّس إنها بلغت أربعة آلاف تقريباً.

 

وعن جثث مقاتلي الميليشيات، أعلنت “الجبهة الجنوبية” عثورها، الثلاثاء، على عدد من الجثث التي تركتها “قوات العدو” في مناطق الاشتباك من دون أن تسمي المنطقة. وأشارت إلى أن الجثث تعود إلى “ضباط وعناصر في الحرس الثوري الإيراني وميليشيا حزب الله، ومجند سوري من حمص”، ونشرت صور 11 جثة على صفحة “غرفة الإعلام العسكري” على فايسبوك، ودعت أهاليهم إلى التعرف عليهم، ونبّهتهم من “الوقوع بين براثن تجار الدم، وعدم الخضوع لابتزاز من يقول لهم إن أبناءهم أسرى لدى الجيش الحر”. وهنا يؤكد الريّس أنه “لا يوجد أي تواصل أو مفاوضات، كما يروّج الإعلام، مع حزب الله أو النظام لمبادلة الجثث”. ويرفض إعطاء حصيلة قتلى الميليشيات، لكنه يؤكد أن “جثثاً كثيرة موجودة مع مختلف فصائل الجبهة الجنوبية”، ويكتفي بالقول إن “5 جثث على الأقل تعود إلى قادة إيرانيين مهمين”.

 

التوقعات خلال الأيام المقبلة تشير إلى معارك قاسية ستشهدها المنطقة؛ النظام والميليشيات المقاتلة معه يستعدون، والجيش الحر كذلك. “تحسن الطقس سيعطي النظام قدرة نارية كبيرة” يقول الريّس. ويضيف “سيمهد الطيران لمقاتلي حزب الله والإيرانيين.. هم خبيرون جداً في حرب العصابات، والحرب الليلية أيضاً (..) من وجهة نظر عسكرية المعركة طويلة، لكنها صعبة جداً على النظام، فتقدمه بعيد كما تلاحظون، وعلى العكس ربما تحمل الأيام المقبلة أخباراً جيدة وتراجعاً لقواته”.

 

هجوم مباغت للنظام بريف حلب..وتراجع داعش في الرقة

قتل نحو 40 مقاتلاً من قوات المعارضة المسلحة، فجر الثلاثاء، خلال هجوم مباغت لقوات النظام، انطلاقاً من سيفات، على قرية باشكوي وبلدة رتيان بريف حلب الشمالي. وتمكنت قوات المعارضة من استعادة معظم المناطق التي سيطرت عليها قوات النظام، حيث شنت هجوماً معاكساً. وتمركزت قوات النظام في باشكوي، بينما تمكن الثوار من دخول رتيان وحردتنين، والمواجهات تدور حالياً على أطرافهما. وارتكبت القوات المهاجمة مجازر ضد المدنيين في رتيان، فيما تشهد مناطق في بلدات بيانون وعندان وحريتان بريف حلب الشمالي، قصفاً صاروخياً عنيفاً من قبل قوات النظام.

 

ويساند قوات النظام مليشيا “لواء القدس” الفلسطيني، ومليشيا “حزب الله” اللبناني، ومقاتلون إيرانيون وافغان. كما اندلعت اشتباكات في ضاحية الراشدين وجمعية الزهراء بمدينة حلب. وأسفرت المعارك عن مقتل 20 عنصراً من قوات النظام والمليشيات الموالية لها، في حين تشهد المناطق القريبة من الجبهات حركة نزوح كثيفة. ولا تزال الاشتباكات مستمرة بين قوات النظام وقوات المعارضة المسلحة، التي تضم “الجبهة الشامية” و”جبهة أنصار الدين” تساندها “جبهة النصرة”، في محيط حندرات وعلى أطراف منطقة الملاح. في حين تعرضت معاقل النظام في بلدتي نبل والزهراء بريف حلب الشمالي، إلى القصف من قوات المعارضة. بينما قصف الطيران الحربي قرية ماير وبلدة حيان بريف حلب الشمالي.

 

من جهة أخرى، تمكنت “وحدات حماية الشعب” الكردية و”لواء ثوار الرقة” و”لواء جبهة الأكراد” و”كتائب شمس الشمال” التابعة للمعارضة المسلحة، من السيطرة على طريق حلب الحسكة الدولي، ومن السيطرة على 7 قرى في محافظة الرقة، عقب اشتباكات عنيفة مع تنظيم “الدولة الإسلامية”.

 

وفي درعا، استهدفت المعارضة المسلحة معاقل قوات النظام في حيي المطار ودرعا المحطة، بينما تعرضت بلدات عتمان والحراك وجاسم وزمرين والحارة وكفرشمس، وحي طريق السد بمدينة درعا، لقصف من قبل قوات النظام.

 

وفي ريف اللاذقية، قصفت قوات النظام وادي شيحان وكنسبا وخان الجوز والكيالة في حين نفذ الطيران الحربي غارة على جبل الأكراد، فيما سُمع دوي انفجار في القرداحة مسقط رأس رئيس النظام السوري، يعتقد أنه ناجم عن سقوط قذيفة في أحراش المدينة.

 

هيومن رايتس ووتش”: اختفاء سوريَين ومخاوف من ترحيلهما

أكدت “هيومن رايتس ووتش”، في تقرير صادر عنها اليوم (الثلاثاء)، أن “الأمن العام اللبناني، وهو الوكالة الأمنية في البلاد والمسؤولة عن دخول الأجانب وإقامتهم، رفض الكشف عمّا حدث للرجلين أسامة قرقوز وباسل حيدر، رغم الطلبات المتكررة للحصول على معلومات من أقاربهما ومن هيومن رايتس ووتش”. وتخشى أسرتا الرجلين، وفق التقرير، أن يكون الأمن العام قد قام بترحيلهما إلى سوريا وتسليمهما الى الحكومة السورية. وقالت “هيومن رايتس ووتش” إن “إخفاء الأمن العام مصير أو مكان وجود الرجلين يمكن أن يرقى إلى جريمة الإخفاء القسري”.

 

وكانت “هيومن رايتس ووتش” قد أرسلت رسالة إلى اللواء عباس إبراهيم، المدير العام للأمن العام، في 23 كانون الأول تطلب فيها من المديرية العامة للأمن العام “الكشف عن مكان وجود الرجلين”. كما واتصلت بالأمن العام في 9 و13 كانون الثاني لمزيد من الاستفسار حول قضيتهما، ولكن تم إبلاغها في المرتين أن “المديرية ليس لديها تعليق على حالة الرجلين”.

 

وقال نديم حوري، نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في “هيومن رايتس ووتش”، ان “على السلطات اللبنانية الإفصاح عما حدث لهذين الرجلين وعما إذا كانا ارسلا إلى حكومةٍ من المرجح أن تعذبهما. إن رفض الكشف عن أماكن وجودهما يحرم الرجلين من الحماية الأساسية ويجعل السلطات اللبنانية متواطئة في أي ضرر يتعرضان له”.

 

وقال شقيق حيدر إن “القوات المسلحة اللبنانية اعتقلت حيدر في عرسال في نيسان وإن محكمة عسكرية حكمت عليه بالسجن لأربعة أشهر في لبنان بتهمة بيع الأسلحة والدخول غير القانوني”. ومع نهاية عقوبة حيدر “تم نقله من سجن رومية إلى الأمن العام في 10 تشرين الثاني، ومنذ ذلك الحين لم تستطع أسرته التواصل معه”. وعندما جربت العائلة الاستفسار عن مكانه، قال مسؤولو الأمن العام انه “لم يكن في عهدتهم، وإنهم لا يعرفون مكان وجوده. ونظراً لتأكيد الأمن العام أن حيدر ليس في عهدته، وحقيقة أنه لم يتصل بعائلته، فإنهم يخشون أن يكون قد تم ترحيله إلى سوريا وإنه محتجز”.

 

وقالت زوجة قرقوز إن “المخابرات العسكرية اللبنانية ألقت القبض عليه في 12 آذار الماضي، وأدانته المحكمة العسكرية بنقل أسلحة، وقد أرسل الى سجن رومية”. وقالت إنها تحدثت معه قبل نقله إلى الأمن العام عندما أنهى عقوبته في تشرين الأول الماضي. لكن “الأمن العام” نفى لاحقاً وجوده في عهدته، كما قال إنه “لن يقدّم أية أو معلومات حول توقيت أو كيفية الإفراج عنه”. فيما تعتقد زوجته أنه “تمت إعادته قسراً إلى سوريا، وأنه محتجز هناك”، بما أنه لم يتصل بها.

 

وقالت “هيومن رايتس ووتش” انه بموجب المادة 3 من “اتفاقية مناهضة التعذيب”، التي صادق عليها لبنان في العام 2000، “لا يمكن للبنان أن يرسل أي شخص – بمن في ذلك المجرمون المدانون – إلى بلده طالما انه من الممكن أن يواجه فيه خطر التعرض للتعذيب. والأمر ينطبق على السوريين الذين هم عرضة للاعتقال وخطر التعذيب وسوء المعاملة عند عودتهم إلى بلادهم”.

 

وأكد التقرير أن “المحاكم اللبنانية كانت قد أقرت في ما مضى التزام لبنان بموجب المادة 3 من هذه الاتفاقية بعدم ترحيل أي شخص أو إعادته إلى بلده إذا كان عرضة لخطر التعذيب”.

 

إيران تشيّع دمشق ثمنًا لحمايتها

الدمشقيون ساخطون: الأسد باع البلد

مروان شلالا

ترتفع أصوات دمشقية، ولو خافتة وخائفة، ضد الوجود الإيراني الذي صار احتلالًا اجتماعيًا ودينيًا لعاصمة الأمويين، ويعترفون بأن الأسد باع البلد لإيران مقابل مساعدته على البقاء.

 

بيروت: رفع معارضون وصامتون سوريون الصوت ضد التدخل الإيراني السافر في سوريا، الذي وصل إلى حدود التحول لاحتلال حقيقي، خصوصًا بعد اعتراف النظام السوري صراحة بأن الحرس الثوري هو من يقود المعارك في الجبهة الجنوبية لسوريا، وبعد الكشف عن خطة إيرانية لتأمين دمشق، وعزلها عن درعا.

عاد الحق!

نقلت “الشرق الأوسط” عن ناشطين سوريين قولهم: “المسألة لم تعد مساندة لقوات النظام، بل هي احتلال بمعنى الكلمة، عسكري وسياسي واجتماعي، والدليل مقطع فيديو نشرته صفحة أتباع آل البيت عليهم السلام في يبرود، تحت عنوان ‘عودة الحق إلى أصحابه’، يظهر فيه شيعة عراقيون في الجامع الأموي وسط دمشق القديمة، يندبون مستعيدين قصة الحسين عليه السلام والسيدة زينب، وذيّل الفيديو بتعليق استفزازي يقول “عاد الحق ﻷهله، الجامع اﻷموي اليوم أصبح ﻵل البيت’، ما يذكي النفور المذهبي”.

استنكر السوريون هذا الفيديو، ورأوا فيه استفزازًا لدمشق المعروفة تاريخيًا بأنها “عاصمة الأمويين”، لكنهم يخفون سخطهم حتى لا يلقوا عواقب وخيمة. والأمر لا يقتصر على هذا الفيديو، بل هي سلسلة من الممارسات الشيعية، يؤديها وافدون من لبنان والعراق وإيران وأفغانستان، مثل إحياء عاشوراء وأربعينية الحسين بمظاهر احتفالية مبالغ فيها، غير مسبوقة في شوارع دمشق.

باع سوريا لإيران

يخشى الدمشقيون أن تشد هذه الممارسات العصب الطائفي والتطرف المذهبي في مدينتهم المعتدلة تاريخيًا، وأتت حادثة تفجير حافلة حجاج شيعة لبنانيين قرب سوق الحميدية بدمشق لتؤجج هذه المخاوف أكثر. وبحسب “الشرق الأوسط”، يقول أحد الدمشقيين: “مهما فعلت إيران، فإن دمشق ستحافظ على سمتها الدينية العامة، ولن تغدو شيعية، ولولا نظام الأسد، ما كان هؤلاء ليجرؤوا على دخول الجامع الأموي، وعندما طالب السوريون بإسقاط النظام، كانوا يعلمون أنه باع سوريا لإيران، وأطلق أيديهم في تملك العقارات ونشر التشيع وبناء مراكز الحسينات في مناطق سورية لا شيعة فيها، مثل يبرود، لكن المواقف العربية لا تتحرك بجدية لمواجهة الاحتلال الإيراني في سوريا واليمن”.

الخطة

أما خطة إيران لتحصين دمشق، فهي التي كشفتها “الأخبار” اللبنانية الموالية لحزب الله، وسمتها “خطة دمشق لمعركة تحرير جنوب سوريا من المسلحين العملاء لإسرائيل والنظام الأردني”، مشيرة إلى مواجهة شاملة بين الجيش السوري وحزب الله والحرس الثوري من جهة، “ومسلحين سوريين وعرب تديرهم غرفة عمليات مقرها الأردن، بمشاركة أميركية وفرنسية وسعودية من جهة أخرى”، في تضخيم مدروس للعملية العسكرية الحاصلة في الجنوب السوري.

قالت الأخبار: “في جبهة الجنوب، واضح لمحور المقاومة أن الجهود التي بذلت من الطرف الآخر، خلال عام وبضعة أشهر، كانت تستهدف تحقيق اختراقات نوعية في مناطق درعا والقنيطرة تسمح للمجموعات المسلحة بالتواصل الوثيق مع ريف دمشق الجنوبي، وتتيح تحقيق ضربة نوعية من خلال التقدم صوب دمشق التي لا تبعد سوى عشرات الكيلومترات عن هذه المنطقة، والمعارضة السورية نجحت لأسباب مختلفة، سياسية وأمنية، استخبارية وعسكرية، في تحقيق اختراقات كبيرة استمرت حتى نهاية العام الماضي، وجعلت المجموعات المسلحة تقترب من الربط الكامل بين ريفي درعا والقنيطرة من جهة، وجنوب العاصمة من جهة أخرى. وتمكنت من احتلال شريط من التلال المترابطة تشكل خط الهجوم الأبرز ضد دمشق”.

رد الممانعة!

أضافت الأخبار: “كان رد محور الممانعة على تقدم المعارضة إعداد خطة عمل، خلال أسابيع، تم خلالها توفير العناصر المعلوماتية المناسبة لمعرفة واقع الأرض، وإعداد العدة العسكرية واللوجيستية، ثم الانتقال إلى وضع خطة حرب، قادها ضباط كبار من الجيش السوري وضباط من أبرز قيادات المقاومة في لبنان وفيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني. وتم الاعتماد على عناصر الضغط الناري قبل التقدم سريعًا نحو استعادة السيطرة على النقاط الأساسية التي تقطع ما عمل الطرف الآخر على وصله، والانعكاسات الكبيرة لا تقتصر على مناطق الجنوب فقط، بل على معنويات وقدرات المجموعات المسلحة الموجودة في ريف دمشق الجنوبي، وفي بعض مناطق الغوطة، وهي المناطق التي تشهد منذ فترة طويلة مواجهات قاسية بين الجيش والمسلحين، وحيث تبرز معطيات من شأنها زيادة نسبة النجاح في تحرير هذه المناطق من المسلحين”.

موجبات عسكرية

هذا التدخل الإيراني المكشوف لم يأتِ من فراغ، فله موجباته السياسية والعسكرية. سياسيًا، لا يختلف اثنان على أن إيران تريد الهيمنة على كامل المنطقة، كما تفعل في اليمن، من أجل أرجحة ميزان القوى الدولي لصالحها. وعسكريًا، ما عاد للنظام جيش يمكنه الاعتماد عليه في الملمات.

فقد فقدت القوات النظامية في شمال سوريا قدرتها على الهجوم، وفق ما قالته مصادر المعارضة المعتدلة في الشمال لـ”الشرق الأوسط”، وتحولت إلى قوة مدافعة عن مواقعها العسكرية لا أكثر، وخصوصًا المطارات التي تعززت حامياتها منذ 2013 وسط حصار لمدن وبلدات معزولة، لا تزال خاضعة لسيطرة النظام، في حين تحاصر القوات الحكومية مواقع للمعارضة في وسط سوريا، خصوصًا في حمص، وتهاجم قليلًا في ريف دمشق وحماه. وفي الجنوب، تقف في الصفوف الخلفية، تاركة زمام الأمور لحزب الله والحرس الثوري الإيراني.

في الأرياف

بحسب الناشطين، الثقل العسكري للنظام السوري موجود في أرياف دمشق ودرعا. في القلمون، تبقى كبرى القواعد العسكرية على حالها. وتمكنت قوات المعارضة في السابق، لدى سيطرتها على بلدات ومدن القلمون، من الوصول إلى أحد أكبر مستودعات الذخيرة المعروف بمستودع “مهين”، والاستحواذ على عدد من الصواريخ الحرارية. لكن قوات النظام سرعان ما استعادت السيطرة عليه.

ويقول معارضون إن المنطقة لا تزال معقلًا عسكريًا لقوات النظام، وتعززت بعد استعادة السيطرة عليها، خصوصًا في المنطقة الواقعة شرق دمشق، وشمالها، حيث مطار الضمير العسكري، ومنصات الصواريخ التي كانت تضرب الرقة.

 

اتفاق أميركي تركي لتدريب المعارضة السورية “المعتدلة”  

قالت وزارة الخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة توصلت إلى اتفاق مبدئي مع تركيا لتدريب المعارضة السورية “المعتدلة” وتزويدها بالعتاد. وقد أكدت الخارجية التركية الانتهاء من المفاوضات، وقالت إنه سيتم إبرام اتفاق نهائي خلال أيام.

 

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جين ساكي للصحفيين أمس “بإمكاني تأكيد أننا توصلنا لاتفاق من حيث المبدأ مع تركيا لتدريب جماعات المعارضة في سوريا وتزويدها بالعتاد”.

 

وأضافت ساكي أن تركيا وافقت على أن تكون واحدة من الدول المضيفة بالمنطقة لبرنامج تدريب قوات المعارضة السورية “المعتدلة” وتزويدها بالعتاد، مرجحة أن يتم إبرام الاتفاق النهائي قريبا.

 

من جهته، أكد المتحدث باسم الخارجية التركية أنه تم الانتهاء من المفاوضات، وسيُوقع الاتفاق مع واشنطن في غضون أيام.

 

ولفت إلى أنه سيبدأ تنفيذ الاتفاق اعتبارا من مارس/آذار المقبل، وعلى عدة مراحل، لتدريب الجيش السوري الحر.

 

ومن شأن هذا الاتفاق أن يضع حدا لأشهر من المباحثات الصعبة بين الدولتين الحليفتين حول تدريب المعارضة السورية التي يفترض أن تقاتل لاحقا تنظيم الدولة الإسلامية.

 

وكانت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) قد أعلنت منتصف يناير/ كانون الثاني الماضي أنها تعتزم إرسال مئات العسكريين الأميركيين لتدريب المعارضة السورية “المعتدلة”.

 

وبالإضافة إلى تركيا، فقد وافقت كل من السعودية وقطر على استضافة مراكز لتدريب السوريين، كما عرضت توفير مدربين.

 

ووفق البنتاغون، تأمل الولايات المتحدة بأن يبدأ تدريب المعارضة بنهاية مارس/آذار المقبل، على أن تكون هناك مجموعات جاهزة بحلول نهاية العام.

 

وتهدف الولايات المتحدة وحلفاؤها لتدريب أكثر من خمسة آلاف مقاتل سوري معارض خلال العام الأول.

 

دي ميستورا: وقف قصف حلب “بادرة أمل

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

اعتبر المبعوث الدولي إلى سوريا ستافان دي ميستورا، أن استعداد الحكومة السورية لوقف القصف على حلب شمالي البلاد، يعطي بادرة أمل للمدنيين الذين يدفعون ثمن القتال الدائر في هذه المحافظة.

 

وقال دي ميستورا في تصريحات لـ”سكاي نيوز عربية” من نيويورك، عقب انتهائه من جلسة مغلقة في مجلس الأمن، الثلاثاء، إن حلب يمكن أن تكون مثالا لباقي المناطق في سوريا، إذا نجحت مبادرته لوقف القتال بها.

 

وأمام مجلس الأمن قال دي ميستورا، إن الحكومة السورية مستعدة لتعليق قصفها على حلب لمدة 6 أسابيع، للسماح بترتيب وقف لإطلاق النار في المدينة، لكنه لم يوضح جدولا زمنيا لذلك.

 

ودعا المبعوث الدولي قوات المعارضة إلى وقف القتال بالتزامن مع خطوة الحكومة، التي ستبدأ بعيد زيارته المتوقعة قريبا إلى دمشق للقاء المسئولين السوريين.

 

ومن جهة أخرى، قال دي ميستورا إنه كان يقصد أن بإمكان الحكومة السورية تخفيف أو وقف أعمال العنف، بحكم امتلاك الجيش للطائرات والأسلحة، عندما قال في وقت سابق إن الرئيس السوري بشار الأسد “جزء من حل الأزمة في سوريا”.

 

وشدد دي ميستورا أن المستقبل السياسي لسوريا أمر يحدده السوريون وحدهم، ولا يحق لغيرهم التدخل فيه.

 

وكان دي ميستورا قدم لمجلس الأمن في 30 أكتوبر الماضي “خطة تحرك” بشأن الوضع في سوريا، تقضي “بتجميد” موضعي للقتال وخصوصا في مدينة حلب، للسماح بنقل مساعدات والتمهيد لمفاوضات.

 

وصرح دي ميستورا في حينه أنه “لا يملك خطة سلام إنما خطة تحرك” للتخفيف من معاناة الشعب، بعد حوالى 4 سنوات من الحرب في سوريا، أدت إلى مقتل أكثر من 200 ألف شخص.

 

ومنذ يوليو 2012، تتقاسم القوات الحكومية المنتشرة غربا، وقوات المعارضة في الشرق، السيطرة على حلب.

 

أمريكا وتركيا تتفقان على تدريب المعارضة السورية واتهامات لإيران وميليشيات شيعية بخوض معارك حلب ودرعا

دمشق، سوريا (CNN) — المرصد السوري لحقوق الإنسان، وهو هيئة معارضة مقرها لندن، إن قوات المعارضة تمكنت من قتل 50 من عناصر الجيش السوري والمقاتلين من الطائفة الشيعية من جنسيات إيرانية وأفغانية خلال الهجوم الذي نفذته على قرية باشكوي وسيطرتها عليها ومن ثم سيطرتها على بلدة رتيان بريف حلب الشمالي.

 

ولفت المرصد إلى أن عدد القتلى مرشح للارتفاع بسبب وجود عشرات الجرحى من قوات النظام والمسلحين الموالين لها لا يزالون بحالات خطرة، وقد تمكنت المعارضة من التقدم في منطقة الملاح شمال حلب، عقب اشتباكات عنيفة مع قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني ومقاتلي حزب الله اللبناني ولواء القدس الفلسطيني ومقاتلين من الطائفة الشيعية من جنسيات إيرانية وافغانية.

 

أما في جنوب البلاد، فقد قال الائتلاف الوطني السوري المعارضة إن ما وصفا بـ”الحملة الشرسة التي يقودها الحرس الثوري الإيراني وميليشيا حزب الله” في درعا ضد المعارضة مستمرة منذ 14 يوماً “دون أن تحقق تلك الحملة أي تقدم حتى الآن على كافة الجبهات.”

 

وأكد القائد العسكري وممثل هيئة الأركان في الائتلاف الوطني السوري، أحمد الجباوي، من حوران أن قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، الجنرال قاسم سليماني، والشخصية العسكرية الأولى في ميليشيا حزب الله، مصطفى بدرالدين، هما من يقود المعركة الآن، وتتركز الحملة على مثلث ريف درعا الشمالي الغربي وريف دمشق الغربي وريف القنيطرة.

 

وأشار جباوي إلى أن المعارضة تمكنت من أسر العديد من الجنود الذين ينتمون إلى الحرس الثوري الإيراني وميليشيا حزب الله، مشيرا لوجود قائد عسكري كبير من الحرس الثوري بين الأسرى، مبيناً أن قوات المعارضة تواصل صمودها على كافة الجبهات بوجه المهاجمين.

 

وفي واشنطن، أكدن الناطقة باسم الخارجية الأمريكية، جين بساكي، التوصل إلى اتفاق مع تركيا لبدء عمليات تدريب المعارضة السورية وتوفير المعدات لها، تاركة التفاصيل حول طبيعية العملية وعدد المقاتلين المشاركين فيها إلى وزارة الدفاع.

 

عميل سابق بـCIA: غارات الأردن ومصر على داعش لن تنفع والجهاد العالمي بدّل طريقة حربه لإسقاط الأنظمة العربية

لندن، بريطانيا (CNN) — قال باك سكستون، محلل الشؤون السياسية لدى CNN والعميل السابق بفرع مكافحة الإرهاب في وكالة الاستخبارات المركزية، إن التنظيمات الجهادية بدلت طريقة عملها وتحولت من تنفيذ العمليات الإرهابية ضد الغرب إلى محاولة تغيير الأنظمة القائمة في المنطقة عبر الإمساك بالمدن والقرى، معتبرا أن هذا الأمر لن تنفع معه الغارات الجوية ولا بد بالتالي من تدخل بري واسع.

 

وشرح سكستون الأسباب التي دفعت داعش لتنفيذ عملية ذبح الأقباط في ليبيا بالقول: “ما نراه عبارة استراتيجية لم يتنبه الغرب إليها كما يجب وهي استراتيجية نشر أجنحة التنظيم خارج سوريا والعراق. كما تعرفون فإن التنظيم يطلق على نفسه اسم الدولة الإسلامية وليس الدولة الإسلامية في العراق والشام، ما يعني أنهم يتطلعون إلى ما وراء هاتين الدولتين بل يريدون نشر أذرعهم في الشرق الأوسط، ويبدو أن أقوى تلك الأذرع موجود في ليبيا وكذلك في شبه جزيرة سيناء.”

 

وأضاف: “الرسالة التي يعبر عنها التسجيل مفادها أن التنظيم قادر على التوسع حتى إذا تعرض للتحجيم في سوريا أو العراق والتنظيم اختار إرسال تلك الرسالة عبر ذراعه الليبية ليؤكد بأن هناك جهات أخرى قادرة على مواصلة تطبيق أفكاره.”

 

وعن قدرة الغارات الجوية بمفردها على وقف داعش قال سكستون: “الغارات لا يمكن لها وقف تمدد التنظيم، وطالما أن الغارات الأمريكية نفسها لم تكن كافية لوقف تحرك التنظيم على الأرض فإنه من المؤكد أن غارات الدول الأخرى لن تكون مجدية سواء قام بها الأردن أو مصر. نحن في حالة حرب مع قوى متمردة تسعى للسيطرة على الأرض وانتزاعها من تحت سلطة الدولة وهذا يتطلب الرد على الأرض بقوات برية والتفكير بأن بوسعنا حسم الأمور بالقوة الجوية بمفردها أمر غير واقعي لن ينجح ولم ينجح في السابق.”

 

ولفت المحلل الأمني الأمريكي إلى وجود ما وصفه بـ”التحول الكبير في الصراع” داخل التيار الجهادي على الزعامة بين تنظيمي داعش والقاعدة، وكلاهما لديه امتدادات دولية، مضيفا: “والقاعدة مازالت ترغب بتقديم نفسها على أنها الإطار الرئيسي للحركة الجهادية بينما تريد داعش عرض نفسها على أنها خلافة إسلامية قائمة بالفعل.”

 

وتابع شارحا: “كما أن التحول موجود في طريقة عمل تلك التنظيمات فعوض تشكل خلايا تهاجم الغرب من أجل تغيير السياسة الأمريكية والتمكن من إسقاط الأنظمة المعادية لها في الشرق الأوسط تقرر التنظيمات الجهادية حاليا مهاجمة الأنظمة نفسها والسيطرة على أراضيها، وهذا تحول كبير، فعوض تفجير الطائرات في الجو تحولت تلك التنظيمات إلى السيطرة على الأرض والإمساك بالمدن والقرى، وبالتالي فالقصف والعمليات الخاصة لن تنفع، لا بد من قوات برية.”

 

المرصد: معارك حلب تسقط عشرات القتلى من الجانبين

(ملحوظة: الصورة تحتوي على تغطية لمشاهد إصابات ووفاة) مقاتلون من المعارضة السورية بجوار جثث جنود تابعين للاسد شمالي حلب يوم الثلاثاء. تصوير. رامي الزيات – رويترز

1 / 1تكبير للحجم الكامل

 

بيروت (رويترز) – قال المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم الأربعاء إن المعارك في مدينة حلب السورية ومحيطها قتلت 70 على الأقل من المقاتلين الموالين للحكومة السورية وأكثر من 80 مسلحا بعد أن بدأ الجيش هجومه هناك.

 

وسيطر الجيش السوري المدعوم بمقاتلين متحالفين معه على مناطق شمالي حلب يوم الثلاثاء وقال المرصد السوري إنها محاولة لقطع طرق الإمدادات إلى المدينة عن المسلحين.

 

وتشهد حلب اشتباكات بين قوات الحكومة ومجموعة من المسلحين بينهم كتائب إسلامية وجبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة في سوريا ووحدات مقاتلة معارضة مدعومة من الغرب.

 

(إعداد علا شوقي للنشرة العربية – تحرير محمد اليماني)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى