أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأربعاء 19 أذار 2014

أخطر تفجير يستهدف جنوداً إسرائيليين في الجولان منذ 40 سنة

 نيويورك، القدس، بيروت – «الحياة»، أ ف ب – لندن – إبراهيم حميدي

قُتل أمس ضابط إسرائيلي وأصيب جنود آخرون بتفجير عبوة ناسفة في هضبة الجولان السورية المحتلة، في «أخطر» تطور من نوعه منذ اتفاق فك الارتباط بين سورية وإسرائيل قبل 40 سنة، في وقت أعلنت الإدارة الأميركية تعليق عمل السفارة السورية في واشنطن وطرد موظفيها. وقال وزير الدولة البريطانية لشؤون الشرق الأوسط هيو روبرتسون لـ «الحياة» إن الدول الغربية لا تستطيع فعلياً منع حصول انتخابات رئاسية في سورية، لكنه أشار إلى أن الرئيس السوري بشار الأسد «مخطئ إذا كان يعتقد أنه سيحصل على الشرعية».

وكان ناطق باسم الجيش الإسرائيلي قال إن «عبوة ناسفة انفجرت عند مرور الجنود في دورية على طول الحدود الإسرائيلية – السورية»، في إشارة إلى خط وقف اطلاق النار في منطقة فك الاشتباك بين الجانبين، لافتاً إلى أن العنف في سورية سبق وأن امتد إلى الجولان، لكن الإصابات التي وقعت في صفوف الجيش الإسرائيلي هي الأسوأ بين إصابات تتكبدها إسرائيل منذ بدء الصراع السوري قبل ثلاثة أعوام.

وأعلن الناطق الإسرائيلي أن تل أبيب نقلت بعد التفجير رسائل شديدة اللهجة إلى الحكومة السورية عبر القوات الدولية لفك الاشتباك (أندوف)، مشيراً إلى أن «المدفعية الإسرائيلية أطلقت عشرات القذائف على مواقع للجيش» النظامي. وتوعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو برد إسرائيلي «قوي»، وقال أمام حزب الليكود الذي يتزعمه: «سنتصرف بقوة لضمان أمن إسرائيل».

وفي نيويورك، أعرب مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان خلال إحاطة إلى مجلس الأمن حول الوضع في الشرق الأوسط، عن «القلق البالغ» من التوتر في الجولان. وقال الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دو جاريك، إن «أندوف» أجرت اتصالات بالجيشين السوري والإسرائيلي، وأنها «تبلغت تأكيداً رسمياً من الجيش الإسرائيلي أنه رصد شخصاً يعبر خط النار، وأن دورية إسرائيلية أُرسلت إلى الموقع وترجل منها الجنود وعبروا السياج الفاصل، وإذ بجسم غير محدد ينفجر، ما أدى إلى وقوع جرحى بين الجنود الإسرائيليين».

وفي واشنطن، باشر المبعوث الأميركي الجديد إلى سورية دانييل روبنستين مهماته أمس بإعلانه في بيان: «طوال ثلاث سنوات (منذ بدء الانتفاضة) رفض بشار الأسد أن يستمع إلى دعوات الشعب السوري له ليتنحى». وأضاف: «بعد الإعلان عن تعليق السفارة السورية قسم المصالح القنصلية، وأخذاً في الاعتبار الفظائع التي ارتكبها نظام الأسد ضد الشعب السوري، قررنا أن من غير المقبول لأشخاص يعيّنهم هذا النظام أن يقوموا بأعمال ديبلوماسية أو قنصلية في الولايات المتحدة». وزاد: «على رغم الخلافات بين حكومتينا، فإن الولايات المتحدة تواصل المحافظة على علاقات ديبلوماسية مع دولة سورية كتعبير عن ارتباطاتنا القديمة مع الشعب السوري، وهو ما سيستمر إلى أمد طويل بعد ترك بشار الأسد السلطة».

وفي لندن قال روبرتسون لـ «الحياة»: «لا نستطيع وقف الأسد من إجراء الانتخابات. إنها مزورة، ولن تعني الكثير على الإطلاق، ولن تعطيه (الأسد) شرعية أبداً في نظر المجتمع الدولي. كنت أفضّل لو أنها تُرجأ كي تذهب الأطراف (السورية) إلى جنيف للتفاوض على تشكيل حكومة انتقالية بقبول متبادل (…) إذا كان النظام يعتقد أنه سيحصل على شرعية في الانتخابات، فهو مخطئ».

وسئل روبرتسون عن تقارير أفادت بأن زيادة الإرهاب في سورية قد تؤدي إلى إعادة الانخراط مع النظام، فأجاب: «لن يؤدي إلى تغيير في اتجاه سياسة الدول الغربية. لن يتغير الاتجاه أبداً. إن الأسد يلقي البراميل المتفجرة على شعبه ويُقتل مدنيون، وهو رجل برأيي ورأي حكومتي، فَقَدَ شرعيته منذ زمن بعيد لحكم سورية (…) إزالة الأسد واستبداله بحكومة انتقالية منبثقة من الشعب تحكم سورية، أفضل طريقة للمضي إلى الأمام» بعملية جنيف.

وقال كبير محققي الأمم المتحدة في قضايا حقوق الإنسان باولو بينيرو لمجلس حقوق الإنسان في جنيف أمس، إن قائمة مرتكبي جرائم الحرب في سورية تضخمت مع وقوع سلسلة جديدة من الانتهاكات خلال الأسابيع القليلة الماضية.

وفي نيويورك، اتهمت الحكومة السورية تركيا في رسالة إلى مجلس الأمن بتسهيل نقل أسلحة كيماوية لاستخدامها داخل سورية.

وأفادت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان الحكومة أقرت مشروع قانون لإنشاء «وكالة فضاء سورية»، من دون ان تذكر ما ستفعله تلك الوكالة، لكنها قالت إنها «هيئة عامة ذات طابع علمي بحثي».

إسرائيل تهدد الأسد: سندفعه ثمناً باهظاً

القدس المحتلة – آمال شحادة، أ ف ب

بحثت الحكومة الاسرائيلية في جلسة طارئة، تطورات الأحداث تجاه سورية وأعلن رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو، ان بلاده ستكون مضطرة لتغيير سياستها تجاه الاحداث على الجبهة الشمالية، لتكون “سياسة حازمة” والقيام بـ”عمليات قوية لضمان استمرار الهدوء”.

وكان نتانياهو أعلن في مستهل الجلسة أن “الأهداف التي ضربها الجيش تابعة لعناصر سورية، ليس فقط منعت العمليات على اسرائيل بل تعاونت مع منفذي العمليات”. وقال ان “سياستنا واضحة وضوح الشمس. نحن نضرب من يعتدي علينا ونحبط بقدر الامكان نقل الوسائل القتالية (إلى العدو) بحراً وجواً وبراً وهذه الأنشطة ستستمر”.

وفي سياق متصل، لم يكتف وزير الدفاع الاسرائيلي، موشيه يعالون، بـ”قصف سلاح الطيران الإسرائيلي لأهداف سورية، رداًً على عملية التفجير واصابة اربعة جنود”، فاطلق تهديدات مباشرة للرئيس السوري بشار الاسد معلناً انه “اذا لم يتخذ الاجراءات الفورية والضرورية لإبعاد التنظيمات المسلحة عن مناطق الحدود الاسرائيلية فان النظام السوري يتحمل مسؤولية أية عملية والرد سيكون اوسع واقسى من الغارات”، التي اطلقها سلاح الجو الاسرائيلي، حتى فجر اليوم. وهدد:” كل من يحاول، مجرد المحاولة للمس بنا فسيقتل”.

وفي  سياق تهديده للأسد قال يعالون:” اذا واصل الاسد التعاون مع جهات ارهابية، التي تهدف الى المس باسرائيل سندفعه ثمن هذا التعاون باهظاً، بما يجعله يندم على تعاونه وتصرفه هذا”، واضاف:” سنواصل العمل، بكل الطرق التي نراها مناسبة، من اجل الحفاظ على امن اسرائيل وسكانها”.

ومن جهة اخرى، تواصل أجهزة الأمن الاسرائيلية التحقيق في محاولة لمعرفة الجهة التي تقف وراء التفجير، من دون ان تسقط من حساباتها ان يكون “حزب الله” هو المسؤول عنها، وفق ما قال مسؤول أمني، الذي قال انه “حال لم يكن “حزب الله” فسيكون الجيش السوري او جهات تابعة للجهاد العالمي”.

وعادت الاجهزة الامنية لتتهم “حزب الله” بـ”تنفيذ عمليات من الاراضي السورية”، حتى “لا يتحمل المسؤولية ويدخل الى حرب مع اسرائيل”.

في حين أكد الناطق بإسم الجيش الإسرائيلي، إن “قوات الجيش تحتفظ لنفسها بحق العمل بكل وسيلة وكل زمان ترتئيهما للدفاع عن مواطني اسرائيل”.

الجيش السوري: مقتل شخص وإصابة سبعة في غارة إسرائيلية قرب الجولان

 بيروت – رويترز، أ ف ب

اعلن الجيش السوري أن “الغارات التي شنها الطيران الاسرائيلي فجر اليوم الاربعاء على مواقع عسكرية في جنوب سورية اسفرت عن مقتل جندي وجرح سبعة آخرين”.

وأكدت القوات المسلحة السورية أن “غارات اسرائيلية ضربت مواقع عسكرية سورية بالقرب من مرتفعات الجولان المحتلة”، ما أدى إلى “مقتل شخص وجرح سبعة آخرين”، محذرة من ان “هذه الهجمات تشكل خطراً على استقرار المنطقة”. وقال بيان القوات المسلحة أن “الغارات استهدفت ثلاثة مواقع قرب القنيطرة”. وجاء في البيان “نحذر من ان هذه المحاولات البائسة للتصعيد وتوتير الموقف من خلال تكرار هذه الاعمال العدوانية من شأنها ان تعرض امن المنطقة واستقرارها للخطر وتجعلها مفتوحة على كل الاحتمالات”.

وحذرت اسرائيل اليوم نظام الرئيس السوري بشار الاسد بأنه سيدفع “ثمناً باهظاً لمساعدته مجموعات ناشطة تسعى الى شن هجمات عليها”.

وقال وزير الدفاع الاسرائيلي موشي يعالون في بيان “نعتبر نظام الاسد مسؤولاً عما يجري على اراضيه وانه ان واصل التعاون مع عناصر ارهابية تسعى لالحاق الاذى بدولة اسرائيل فسوف نجعله يدفع ثمنا باهظا”.

روسيا تشيد باجتياح يبرود

موسكو – يو بي آي

اشادت موسكو اليوم باسترداد الجيش السوري النظامي وقوات “حزب الله” مدينة يبرود من ايدي المعارضة السورية، ودعت في الوقت نفسه الى مواصلة محادثات جنيف بين الطرفين، معتبرة ان هناك “تحولات ايجابية وإن كانت غير كبيرة”. ونقلت وكالة أنباء “نوفوستي” الروسية عن بيان لوزارة الخارجية حول تطورات الوضع في سورية، قوله إن “الجيش السوري يواصل نشاطه وعمله ضد الإرهابيين والمتطرفين، وحرّر مدينة يبرود التي كان المتطرفون يتخذونها نقطة عبور في منطقة الحدود مع لبنان، ويرد المتطرفون بتكثيف نشاطهم الإرهابي”. واضاف البيان أن السلطات السورية إذ “تكافح الإرهابيين والمتطرفين” تقوم بالخطوات الضرورية لتحسين الوضع الإنساني في البلاد وتخفيف معاناة المدنيين. وذكر أن الحكومة السورية تولي اتفاقات الهدنة المحلية جلّ اهتمامها. وتابعت الخارجية الروسية إن “موسكو تؤيد هذه التحولات، وهي تحولات إيجابية وإن كانت غير كبيرة”. وزادت “نؤكد أن النزاع السوري لا حل عسكرياً له ولا يمكن حله إلا بالطرق السياسية – الديبلوماسية من خلال الحوار بين السوريين، الأمر الذي يقتضي مواصلة المحادثات السورية في جنيف وفقا لبيان جنيف الصادر في 30 حزيران (يونيو) من العام 2012”.

حصار عرسال يؤدي إلى تقطيع أوصال لبنان و«حزب الله» يشترط دخول الجيش إليها

 بيروت، نيويورك – «الحياة»

تفاقم الوضع الأمني في لبنان، نتيجة تدهوره في طرابلس وفي منطقة البقاع الشرقي الشمالي ومحيط بلدة عرسال أمس، وشهدت البلاد سباقاً بين المعالجات التي استأثرت باهتمام كبار المسؤولين وبين تمدد عملية قطع الطرقات، التي بدأت بقطع طريق اللبوة – عرسال قبل 4 ايام، الى البقاعين الأوسط والغربي، ثم الى الطريق الساحلي بين الجنوب وبيروت، وامتدت الى قلب العاصمة ليلاً، تضامناً مع عرسال، ما ينذر بتوسع التوتر المذهبي، جراء التداعيات الأمنية المتعددة الأوجه للتطورات العسكرية السورية بعد احتلال الجيش النظامي السوري بلدة يبرود، بين قرى ومناطق سنيّة وأخرى شيعية تبادلت عمليات إقفال الطرقات بعضها على بعض بالحجارة، ما جعل بعض المناطق مقطعة الأوصال ومعزولة. (للمزيد)

وفيما شيّع «حزب الله» اثنين من عناصره قتلا ليل الأحد الماضي حين فجر انتحاري السيارة المفخخة التي كان يستقلها قربهما بعد اشتباههما به في بلدة النبي عثمان، تراجعت حدة الاشتباكات في طرابلس وساد الهدوء الحذر الذي تخللته أعمال قنص بين منطقتي جبل محسن وباب التبانة، وترأس رئيس الحكومة تمام سلام اجتماعاً مع وزراء المدينة ونوابها حضره رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي من أجل للبحث في حلول جذرية للوضع الأمني المتدهور في المدينة الذي بلغت جولاته المتقطعة الجولة العشرين والتي كانت بدأت ليل الخميس الماضي.

وبينما يبدأ المجلس النيابي اليوم مناقشة الحكومة في بيانها الوزاري تمهيداً للتصويت على الثقة بها، وبعدما جرت معالجة اعتراض حزب «الكتائب» على عدم الاكتفاء بمرجعية الدولة في تحرير الأرض من الاحتلال، أكد رئيس الجمهورية ميشال سليمان أثناء استقباله رئيس «الكتائب» أمين الجميل مع وفد من نوابه ووزرائه، أن «البيان الوزاري يركز على مرجعية الدولة في الدفاع عن لبنان»، كما أكد سليمان للوفد أن ما ورد في البيان الوزاري يتلاقى مع ما ورد في «إعلان بعبدا». ونقل زوار سليمان عنه قوله إنه ينوي دعوة هيئة الحوار الوطني الى الاجتماع من أجل البحث في الاستراتيجية الوطنية للدفاع وما يتفق عليه أعضاء الهيئة من مواضيع. ورجّح أن تتم الدعوة في 31 الجاري بعد نيل الحكومة الثقة.

وقرر المكتب السياسي لـ «الكتائب في اجتماع مسائي الطلب من وزراء «الكتائب» الاستمرار في المواجهة السياسية «من داخل الحكومة تعبيراً عن تطلعات الحزب وشريحة كبيرة من اللبنانيين».

وكان سليمان اجتمع منذ الصباح الى كل من وزيري الدفاع نائب رئيس الحكومة سمير مقبل، ووزير الداخلية نهاد المشنوق لبحث ضبط الوضع الأمني. وعاد الأخير فالتقى سلام. وأعلن الوزير المشنوق ليلاً ان طريق اللبوة عرسال ستفتح اليوم.

وجرت سلسلة اتصالات أمس من أجل التمهيد للجلسة النيابية اليوم لضبط المداخلات، بعد أن تجاوزت الحكومة مشكلة تحفظ «الكتائب» على البيان الوزاري، مخافة أن ينعكس التدهور الأمني داخل البرلمان.

وكان استمرار إقفال الطريق الى عرسال من بلدة اللبوة الذي استمر أمس لليوم الرابع، أدى الى سلسلة اتصالات من أجل فتح الطريق، خصوصاً أن عرسال تعاني من تدفق النازحين السوريين الذين تردد أن عددهم بلغ الـ90 ألفاً، جراء التهجير من يبرود ومحيطها، ومن تزايد عدد الجرحى في المستشفى الميداني في ظل تعذر دخول المنظمات الطبية والإغاثية إليها. وأفادت المعلومات أن اتصالات جرت بين فعاليات البلدة، لا سيما رئيس بلدية عرسال ونائبه، مع المسؤولين اللبنانيين ووجهاء بلدة اللبوة، فوعدوا بأن تفتح الطريق فور الانتهاء من تشييع عنصري «حزب الله» اللذين قضيا الأحد في التفجير الانتحاري. إلا أن الطريق بقيت مقطوعة، ما أطلق عملية إقفال طرق مقابلة تدحرجت مثل كرة الثلج تضامناً مع عرسال وللمطالبة بفك الحصار عنها فأقفلت عصراً طريق سعدنايل – بعلبك – شتورا، ثم طريق تعنايل المصنع، ثم طريق مجدل عنجر المصنع، وقب الياس – عميق في البقاعين الأوسط والغربي.

وقابل مؤيدون لحركة «أمل» و «حزب الله» ذلك بقطع طريق جلالا – شتورا.

وأجرى نائب المنطقة عاصم عراجي اتصالات بسلام والمشنوق، اللذين أجريا اتصالات مع قيادات في «أمل» و «حزب الله» في شأن فتح الطرقات كافة. وانتقلت عملية قطع الطرقات الى منطقة السعديات، أي الطريق بين بيروت وصيدا، ما لبث الجيش أن فتحها. وليلاً حاول شبان قطع طريق المدينة الرياضية (بيروت) بالإطارات المشتعلة وحاويات النفايات، وتولى آخرون إشعال الإطارات عند طريق قصقص – شاتيلا المؤدية الى الضاحية الجنوبية. وافيد ليلاً ان الجيش اعاد فتح طرقات المنطقة وان اطلق نار ادى الى سقوط جرحى فيما وردت أنباء من الشمال عن قطع طريق حلبا ثم طريق العبدة عكار.

وحذّر زعيم تيار «المستقبل» سعد الحريري من «مخاطر حملات التحريض والتجني التي تستهدف مدينة طرابلس وبلدة عرسال»، مؤكداً على «دور الدولة في تحمّل المسؤولية الكاملة عن سلامة الأهالي، الذين لن يرضخوا الى دعوات وتهديدات المتورطين في دماء الشعب السوري، والنافخين في رماد الفتن الطائفية في لبنان وكل المنطقة».

وعبّر الحريري عن «أعلى درجات التضامن مع عرسال وأهلها، ومع طرابلس التي لن تتخلى عن إعلاء كلمة الحق ونصرة الشرفاء من أبناء الوطن، الذين سيسجل لهم التاريخ بحروف من ذهب دعمهم للشعب السوري المظلوم ومشاركتهم في استقبال وإغاثة النازحين ورفض الإساءة لدورهم الإنساني والقومي»، وقال: «سيسجل التاريخ أن حزب الله هو المسؤول عن استدراج الحريق السوري الى لبنان والمشاركة في حرب قرر فيها أن ينصر نظام بشار الأسد على حساب الشعب السوري وسلامة لبنان». وطالب الدولة بـ «رفع الضيم عن عرسال».

وفرض موضوع قطع الطرقات في مناطق عدة نفسه على الاجتماع الذي ترأسه سلام والمخصص لطرابلس بحضور ميقاتي ووزراء المدينة ونوابها، الذي انتهى بإعلان رئيس الحكومة أنه سيعرض على مجلس الوزراء خطة أمنية اقتصادية إنمائية للمدينة.

وقال أحد النواب لـ «الحياة» إن سلام استمع الى عرض مفصل من النواب والوزراء للظواهر والأسباب التي تحول دون وضع حد للاشتباكات التي تحصل من حين لآخر بين باب التبانة وجبل محسن وللفلتان الذي يشكو منه عدد من الأحياء في ظل انتشار السلاح.

وشدد النواب على ضرورة المعالجة الجذرية لهذه الظواهر وتطبيق خطة متوازنة لا مراعاة فيها لطرف على آخر، وأكدوا أن معالجة التوتر متروكة للجيش اللبناني وبالتالي عليه عدم التهاون مع كل من يخل بالأمن، لا سيما أن عشرات الخطط الأمنية كانت وُضعت لكنها لم تفلح في توفير الأمن وأكدوا أنهم ضد التعرض للجيش في أماكن انتشاره في باب التبانة ومع توفير الغطاء السياسي، لكنهم لاحظوا أن أحياءها أصبحت كأنها تحت الحصار.

واتصل سلام بقائد الجيش العماد جان قهوجي للعمل على فتح طريق اللبوة – عرسال في أسرع وقت لإسقاط أي ذريعة لقطع الطرق في عدد من البلدات الأخرى تضامناً مع عرسال.

وفي نيويورك، دعا مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان السلطات السورية الى «احترام سيادة لبنان بشكل كامل» وأبلغ مجلس الأمن في جلسة حول الشرق الأوسط استمرار «القصف والغارات السورية على مناطق مختلفة في لبنان».

جرح 4 جنود اسرائيليين بعبوة في الجولان واشنطن أقفلت سفارة سوريا وقنصليتيها

(و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ)

بعد يومين من السيطرة على مدينة يبرود في منطقة القلمون بريف دمشق الشمالي قرب الحدود مع لبنان، تقدمت القوات النظامية السورية في اتجاه بلدة رأس العين، بينما جرح اربعة جنود اسرائيليين في انفجار عبوة ناسفة قرب بلدة مجدل شمس في هضبة الجولان السورية المحتلة، وتوعد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ”رد قوي” على الهجوم. ولم يتضح من زرع العبوة في منطقة يخوض فيها الجيش السوري ومقاتلو “حزب الله” اللبناني معارك ضد مقاتلي المعارضة السورية الذين يسعون الى إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد.

وصرح الناطق باسم الجيش الإسرائيلي الليفتنانت كولونيل بيتر ليرنر بأنه سبق للعنف في سوريا أن امتد إلى جبهة الجولان، لكن الاصابات التي سجلت في صفوف الجيش الإسرائيلي اليوم هي الأسوأ تتكبدها إسرائيل منذ بدء الصراع السوري قبل ثلاث سنوات.

وكان الجنود لاحظوا تحركات مريبة قرب السياج الفاصل في الجولان، فترجلوا عن مركبتهم لاستطلاع الأمر، فانفجرت بهم العبوة وأصيب أحدهم بجروح بالغة، وكانت إصابات الاخرين بين متوسطة وبسيطة. وقال ليرنر إن المدفعية الإسرائيلية ردت بقصف مواقع للجيش السوري في الجانب الاخر من السياج. وأضاف: “نحمل الجيش السوري المسؤولية… وظهر هذا في ردنا على الهجوم”.

وتشير تصريحاته إلى ان إسرائيل تلقي التبعة على سوريا لانها صاحبة السلطة الرسمية على الجانب الذي تسيطر عليه من الجولان. ورفض ليرنر الافصاح عما اذا كانت إسرائيل على علم بالجهة التي زرعت القنبلة.

وقبل أسبوعين قالت إسرائيل إنها أحبطت هجوما مماثلا عندما أطلقت قواتها النار على اثنين من مقاتلي “حزب الله” قرب السياج الفاصل بين الجولان المحتلة والأراضي السورية. وفي شباط الماضي، سقط صاروخان أطلقا من سوريا في الجزء المحتل من هضبة الجولان بعيد زيارة قام بها نتنياهو للمنطقة. وقال الجيش الإسرائيلي ان عبوة ناسفة استهدفت دورية إسرائيلية الجمعة قرب الحدود مع لبنان، لكنها لم توقع اصابات.

وفي القدس، قال نتنياهو امام اعضاء من تكتل “ليكود” الذي يتزعمه إن الجانب الذي تسيطر عليه سوريا من الجولان “يعج” بمسلحين على صلة بـ”القاعدة” ومقاتلي “حزب الله” الذين يناصبون جميعا إسرائيل العداء على رغم الاقتتال في ما بينهم. وأضاف: “هذا يمثل تحديا جديدا لدولة إسرائيل”. ولفت الى انه “في السنوات الاخيرة، نجحنا في الحفاظ على الهدوء (في هضبة الجولان) في مواجهة الحرب الاهلية في سوريا، ولكن مرة اخرى سنتصرف بقوة لضمان أمن اسرائيل”. واتهم “حزب الله” إسرائيل بشن غارة جوية على أحد معاقله على الحدود اللبنانية – السورية الشهر الماضي وتعهد الرد.

لجنة تحقيق الامم المتحدة

على صعيد آخر، قال محققو الأمم المتحدة في قضايا حقوق الإنسان إنهم زادوا على قائمة الأشخاص المشتبه في ارتكابهم جرائم حرب من طرفي الصراع في الحرب في سوريا وإن الأدلة قوية ما يكفي لإعداد أي لائحة اتهام.

وجاء في تقرير لفريق المحققين قدم الى مجلس الامم المتحدة لحقوق الإنسان إن الفريق وضع قوائم تشمل أفرادا ووحدات عسكرية وأجهزة أمنية وكذلك جماعات مسلحة يشتبه في ارتكابها انتهاكات مثل التعذيب وتفجيرات في مناطق مدنية.

وصرح رئيس لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة باولو بينييرو في مؤتمر صحافي: “لا تنقصنا المعلومات عن الجرائم أو حتى عن مرتكبيها. ما ينقصنا هو وسيلة لتحقيق العدالة والمحاسبة لكن هذا ليس من صلاحياتنا”.

وقالت اللجنة في تقريرها المحدث إن الفترة من 20 كانون الثاني الى 10 اذار شهدت تصعيدا للقتال بين جماعات مسلحة في المحافظات الشمالية والشمالية الشرقية مع تعرض معاقل الاسلاميين للهجوم.

وطلب السفير السوري فيصل خباز الحموي الكلام ليرد على اللجنة. وقال إن احالة الملف على المحكمة الجنائية الدولية وراءها دوافع سياسية وستكون خطوة غير قانونية نظرا الى وجود آليات قضائية وطنية متاحة في سوريا.

إقفال السفارة السورية

وفي تطور مفاجئ، أقفلت الولايات المتحدة رسميا السفارة السورية في واشنطن، وامرت من تبقى من موظفيها غير الاميركيين بمغادرة البلاد. كما ابلغت واشنطن دمشق انها لن تكون قادرة بعد الان على تشغيل قنصليتيها في تروي بولاية ميتشغن وهيوستن بولاية تكساس بعدما اعلنت السفارة الاسبوع الماضي انها لن تقدم اي خدمات قنصلية.

وقال وزير الخارجية الاميركي جون كيري لطلاب في مبنى وزارة الخارجية ان قرار الاقفال اتخذ نظرا الى “عدم شرعية نظام الاسد”. واضاف ان النظام السوري “يهاجم المدنيين عشوائيا… شعرنا بأن فكرة وجود السفارة مع تمثيل لا نأخذه على محمل الجد هو اهانة، لذلك أقفلناها. الامر بسيط”.

لكن المبعوث الاميركي الخاص لسوريا دانيال روبنستاين قال امس انه “على رغم الخلافات بين الحكومات، فان الولايات المتحدة تواصل اقامة علاقات ديبلوماسية مع الدولة السورية تعبيرا عن روابطنا الطويلة مع الشعب السوري، وهي الروابط التي ستستمر طويلا بعد خروج بشار الاسد من السلطة”.

وصرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية جنيفر بساكي بأن الاقفال قد يؤثر على عدد قليل من الموظفين الديبلوماسيين وعائلاتهم. الا انها أكدت ان البعثة السورية لدى الامم المتحدة التي مقرها في نيويورك ستواصل عملها كالمعتاد في اطار التزامات الولايات المتحدة لاستضافة مقر الامم المتحدة.

سقوط يبرود وتكثيف الإجراءات الأمنية والتعاون الشعبي عناصر تساهم في قطع الطريق على السيارات المفخّخة

عباس صالح

تم تناقل معلومات عن العثور على عدد من السيارات المفخخة تحمل لوحات لبنانية في مزرعة داخل بلدة يبرود السورية، قيل انها مسروقة من لبنان، وانها كانت تفخخ وتعد للعودة بها الى لبنان بغية تفجيرها بالأبرياء

بغض النظر عن صحة هذه المعلومات، فإن الكلام عن يبرود في هذا السياق طويل، ذلك أن عاصمة القلمون التي طبعت لشهور بأنها “فبركة” تصدّر الموت والخطف والإخفاء والتعذيب، شكّلت مصدر معاناة ومآس لكثير من اللبنانيين، جراء جعلها مدينة ترسل اليهم شحنات الموت المتفجرة بعدما حوّل “الغزاة السود” مطارح تلك المدينة المختلطة الى مصانع تفخخ فيها السيارات المسروقة من لبنان اثر شرائها من عصابات السرقة مع لوحاتها اللبنانية عبر “وسطاء لبنانيين في بعض القرى البقاعية، ثم يردونها الى الاراضي اللبنانية بعد تفخيخها داخل مصانع الموت التي بقيت معلنة ومعروفة لشهور خلت، باعتبار انها تخضع لحكم الجماعات المتطرفة التي اختارت القتل وسفك الدماء نهجاً وديناً ومدرسة وسلوكاً وعملاً.

على أن المرحلة التي شهدت سيطرة الجماعات المتطرفة على عاصمة القلمون وتحويلها الى مصدر للقتل الجماعي بالمفخخات، كانت حقبة سوداء صنّفت في الوجدان اللبناني بأنها من أصعب المراحل وأخطرها، لارتباطها بأسباب الذعر والقلق التي انتابت جميع المواطنين في كل المناطق، خوفاً على مصائرهم ومصائر أولادهم وأحبتهم من أن يلاقوا الموت الذي بات موزعاً على كل الطرق من دون استثناء، نتيجة “كثرة” السيارات المفخخة الآتية من يبرود وتوزعها على الطرق في لبنان، باعتبار أن تلك القوى قررت أن تمارس “هواياتها” في إزهاق المزيد من الأرواح وحصد العدد الأكبر من الأبرياء والمارة.

الآن بعدما سقطت يبرود، بات السؤال الملحّ: هل يعني ذلك التطوّر المهم نهاية عهد السيارات المفخخة بالموت على طرق لبنان؟

وإذا كانت صعبة الإجابة المباشرة عن هذا النوع من الأسئلة، فيبدو للمراقبين في هذا الصدد ان ما حصل من تطورات ميدانية في يبرود لا بد أن ينعكس إيجاباً في سياق الحد من السيارات المفخخة المرسلة الى لبنان، باعتبار ان تفخيخ السيارات، وان كان متاحاً في أي مكان آخر، فإن الراحة التي كان يتمتع بها القائمون بعمليات التفخيخ، فقدوها على الأرجح في أماكن أخرى قد يحسبون حساباً للمراقبة فيها نتيجة عدم سيطرتهم الكاملة عليها كما كانوا في يبرود، ولم يعودوا بالتالي يتمتعون بالحرية التي كانت لهم في السابق، كما أن الطريق التي كانت السيارات المسروقة من لبنان تسلكها للوصول الى يبرود في النهاية وتعود فتسلكها في طريق العودة الى الأراضي اللبنانية بعد تفخيخها، لم تعد مفتوحة كما كانت في السابق، نظراً الى مرابضة الطرف الآخر عند المناطق الحدودية، إضافة الى اعتبارات أخرى.

أما المؤشرات لانحسار موجة السيارات المفخخة في لبنان عموماً ولا سيما في المناطق التي عانت خلال الآونة الأخيرة، فمتعددة تبعاً للإجراءات التي اتخذتها أجهزة الدولة اللبنانية بشكل عام، ويتمثل أبرزها في الحواجز التي أقامتها القوى العسكرية والأمنية عند كل مداخل الضاحية والمناطق المستهدفة، والتي تحولت منذ فترة الى حواجز جدية في كل الاجراءات التي تتخذها، والتي باتت أشبه ما يكون بحواجز أمنية عند المعابر من منطقة الى أخرى، وهذا ما يدفع ثمنه المواطنون من أوقاتهم وأعصابهم، يومياً، لدى الانتظار في طوابير طويلة عند أرتال السيارات المتوقفة على الحواجز.

يضاف الى هذه الاجراءات الوعي العام عند المواطنين والهيئات البلدية، والتيقّظ الذي بات ملازماً لجميع المواطنين تحسباً لأي حركة مثيرة للشبهات، وخصوصاً في المناطق التي يقطنها متطرفون حتى على الأراضي اللبنانية، بحيث بات معظم المواطنين يعملون طوعاً وفق قاعدة “كل مواطن خفير”، ويتم إبلاغ القوى الأمنية عن أي تحرّك مشبوه في هذا الصدد.

وبين هذا وذاك، ثمة إجراءات غير مرئية وغير ملموسة تتخذها القوى الأمنية في معظم القرى والبلدات والأماكن التي تسلّط عليها الشبهات في انها قد تكون مكاناً يستخدم للتفخيخ أو ما شابه ذلك.

كما ان الاجراءات الأمنية الرديفة التي تتخذها جهات حزبية محلية في المناطق المستهدفة، والتي تنظر إليها الجهات الأمنية الرسمية المسؤولة على أنها إجراءات مساعدة تتعاون من خلالها فئات شعبية وأهلية محلية، مع الإجراءات الأمنية المركزية، تسهم الى حد كبير أيضاً في التضييق على الجهات الإرهابية التي تتولى عمليات التفخيخ والتفجير.

المؤشرات والدلائل في هذا المضمار لا تتوقف عند هذا الحد، ولا سيما إذا أضيف إليها وصول بعض أصحاب نظريات “القتل من أجل القتل” الى سقوط نظرياتهم في هذا الصدد، واكتشاف أن كل ذلك لن يغيّر في مسار الأمور سياسياً. لكنها بمجملها، وعلى كثرتها، لا تؤشر الى أن عهد السيارات المفخخة قد انتهى بالكامل، وإن يكن الأمل في ذلك قائماً.

واشنطن تغلق السفارة السورية

دمشق: مقدمة لتصعيد جديد

زياد حيدر

في خطوة تطرح تساؤلات حول توقيتها والمغزى منها بعد مرور ثلاثة أعوام على الحرب السورية، اختارت الإدارة الأميركية تشديد ضغوطها الديبلوماسية على دمشق، أمس، مع إغلاقها السفارة السورية في واشنطن بالإضافة إلى قنصليتين، و«طرد» جميع العاملين فيها، وهو أمر حذرت دمشق من أنه سيؤثر على حوالي مليون سوري يعيشون في الولايات المتحدة، معتبرة أنه مقدمة لتصعيد جديد.

وقال مسؤول سوري رفيع المستوى، لـ«السفير»، إنه «رغم أن الخطوة الأميركية غير مفهومة، وتنم عن رؤية سطحية للأمور، إلا أنها مؤشر عن تصعيد محتمل».

وأضاف «أنه سلوك عجيب ينم عن ضيق أفق ديبلوماسي»، كما أنه «مؤشر جديد على قراءة الإدارة السلبية للتطورات في سوريا». ولم يستبعد المسؤول «وجود خطوات لاحقة، باعتبار أن قراءتنا للتجربة الأميركية تقود إلى هذا التحليل».

من جهته، حذر المندوب السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري من أن الخطوة ستؤثر على ما يقارب مليون سوري مقيم في الولايات المتحدة. وقال، لـ«السفير»، «بالتأكيد ستؤثر على حياتهم وأوراقهم ومعاملاتهم الرسمية»، مبدياً عدم علمه «بخطط أو نيات» لرفع مستوى تمثيل «الائتلاف الوطني السوري» المعارض في واشنطن.

وفاجأت الخطوة على ما يبدو الديبلوماسية السورية، التي كانت تراهن حتى اللحظة على إبقاء خطوط اتصال مفتوحة أو ممكنة التنشيط مع واشنطن. وربط أحد المقربين من الخارجية السورية الخطوة «بمحاولة عرقلة الانتخابات الرئاسية المحتملة في حزيران المقبل» عبر منع القنصليتين في ميتشيغن وتكساس، كما السفارة في واشنطن، من فتح باب التصويت، فيما رأى آخرون أن «ربط الخطوة بتعيين المبعوث الجديد لواشنطن في سوريا دانيال روبنشتاين، باعتباره أكثر تشدداً، كما تطورات القرم في أوكرانيا ممكن أيضا». إلا أن مسؤولاً سورياً توقع «أن تكون الخطوة مقررة منذ زمن، وأن تتبعها خطوات أخرى في السياق ذاته».

وكانت واشنطن قد أعلنت وقف عمل السفارة السورية في واشنطن وقنصليتيها في ميتشيغن وتكساس، وطلبت من الديبلوماسيين وطاقم العاملين، من غير الأميركيين أو الحاصلين على إقامة دائمة، مغادرة البلاد.

وقال روبنشتاين، في بيان، إن الرئيس السوري بشار الأسد «رفض التنحي وهو مسؤول عن الفظائع التي ارتكبت ضد السوريين»، مضيفاً «قررنا أنه من غير المقبول لأفراد عيّنهم ذلك النظام القيام بعمليات ديبلوماسية أو قنصلية في الولايات المتحدة».

وفيما السفارة الاميركية في دمشق مغلقة منذ العام 2011، فإن السفارة السورية في العاصمة الأميركية تعمل منذ فترة من الوقت من دون سفير، وبمستوى منخفض من الموظفين الذي يقدمون خدمات قنصلية محدودة، إلا أن روبنشتاين أكد أنه «رغم الخلافات بين الحكومات، إلا أن الولايات المتحدة تواصل إقامة علاقات ديبلوماسية مع الدولة السورية كتعبير عن روابطنا الطويلة مع الشعب السوري، وهي الروابط التي ستستمر لفترة طويلة بعد خروج بشار الأسد من السلطة».

وتابع «ستواصل الولايات المتحدة مساعدة أولئك الذين يسعون إلى التغيير في سوريا ووقف المذابح، وحل الأزمة من خلال المفاوضات، من أجل منفعة الشعب السوري».

وجاء في رسالة على موقع السفارة على الانترنت «الرجاء الانتباه إلى أن السفارة السورية لن تتمكن من القيام بأية خدمات قنصلية ابتداء من الثلاثاء 18 آذار العام 2014. نشكركم على تفهمكم».

وقال وزير الخارجية الاميركي جون كيري، لطلاب في مبنى وزارة الخارجية، إن «القرار اتخذ بسبب عدم شرعية نظام الاسد». وقال إن النظام السوري «يهاجم المدنيين عشوائياً، ولذلك فقد شعرنا بأن فكرة وجود السفارة، مع تمثيل لا نأخذه على محمل الجد هو إهانة، ولذلك أغلقناها. الأمر بسيط».

وقالت المتحدثة باسم الخارجية جين بيساكي إن هذا الإغلاق قد يؤثر على عدد قليل من الموظفين الديبلوماسيين وعائلاتهم، إلا انها أكدت أن البعثة السورية لدى الأمم المتحدة في نيويورك ستواصل عملها كالمعتاد، في إطار التزامات الولايات المتحدة باستضافة مقر الأمم المتحدة. وكانت واشنطن قد فرضت قيوداً على تحركات الجعفري وحصرتها في منطقة شعاعها 25 ميلا في نيويورك.

إلى ذلك، بدأ الجيش السوري مرحلة جديدة من عملياته في منطقة القلمون الإستراتيجية، وسيطر على مساحات واسعة من بلدة رأس العين القريبة من يبرود، في وقت قتل وأصيب العشرات في دمشق وحمص بتساقط لقذائف الهاون.

إصابة 4 جنود للاحتلال في الجولان

نتنياهو: «جهاديون» و«حزب الله» على الحدود

مرة اخرى، تشهد هضبة الجولان السورية المحتلة هجوماً تكتنفه الألغاز. فقد أصيب 4 جنود إسرائيليين بانفجار عبوة قرب قرية مجدل شمس، أمس. وفيما استهدف الاحتلال مواقع للجيش السوري في القنيطرة باعتباره من يتحمل المسؤولية، اعتبر رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أن «الحدود مع سوريا أصبحت مليئة بعناصر الجهاد وحزب الله».

وأعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، إصابة 4 جنود، أحدهم بجروح خطرة، بانفجار عبوة قرب قرية مجدل شمس في الجولان. وقال المتحدث باسمه بيتر ليرنر إن «عبوة انفجرت عند مرور الجنود في دورية على طول الحدود الإسرائيلية – السورية».

وأوضح الجيش أن الجنود، وهم من وحدة المظليين، أصيبوا بانفجار عبوة عندما نزلوا من الآلية العسكرية التي كانوا يستقلونها لفحص جسم مشبوه تم رصده.

وذكرت إذاعة الجيش أن قوات الاحتلال استهدفت مواقع للجيش السوري في القنيطرة بصواريخ «تموز». وقال ليرنر إن القذائف «أصابت هدفها»، معتبراً أن «الجيش السوري يتحمل مسؤولية ما حدث». وأضاف ان «العنف في سوريا سبق وان امتد إلى جبهة الجولان، لكن الإصابات التي وقعت في صفوف الجيش الإسرائيلي هي أسوأ إصابات تتكبدها إسرائيل منذ بدء الصراع» في سوريا.

ورفض ليرنر الإفصاح عما إذا كانت إسرائيل على علم بالجهة التي زرعت العبوة. وقال «هناك عدد متزايد من الهجمات عند الحدود، وعلينا أن نكون مستعدين». وأضاف «لا يمكنني التأكيد أن حزب الله يقف وراء ما حصل اليوم (أمس)، لكنها لن تكون المرة الأولى. لقد كان هناك حادث الأسبوع الماضي في المنطقة، ونرى المزيد من تورط حزب الله في سوريا».

وقال نتنياهو، أمام أعضاء حزب «الليكود» الذي يتزعمه، إن «الحدود مع سوريا مليئة بعناصر الجهاد وحزب الله، ما يمثل تحدياً جديداً لإسرائيل». وأضاف «في الأعوام الأخيرة، نجحنا في الحفاظ على الهدوء (في الجولان) في مواجهة الحرب الأهلية في سوريا، ولكن مرة أخرى سنتصرف بقوة لضمان أمن إسرائيل».

وذكرت القناة العاشرة الإسرائيلية أن «إسرائيل بعثت برسالة إلى (الرئيس السوري بشار) الأسد تطالبه فيها بالسيطرة على قواته وعدم تكرار ما جرى في الجولان».

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن القوة الدولية في الجولان (اندوف) على تواصل مع الجيش الإسرائيلي والمسؤولين السوريين. وأضاف «أكد الجيش الإسرائيلي للاندوف انه لاحظ قيام شخص بعبور خط وقف إطلاق النار، فتم إرسال قوة إلى المكان. وعندما خرج الجنود من الآلية انفجرت عبوة، ما أدى لوقوع إصابات».

وتضاعفت الحوادث مؤخراً بين إسرائيل من جهة وسوريا ولبنان من جهة أخرى. وقصفت مدفعية العدو الجمعة الماضي جنوب لبنان اثر تفجير عبوة لدى مرور جنود إسرائيليين في شبعا. وفي الخامس من آذار الحالي، أعلن الجيش الإسرائيلي إطلاق النار على عنصرين من «حزب الله» وإصابتهما خلال زرعهما عبوة قرب الجولان. واتهم «حزب الله» إسرائيل بشن غارة جوية على أحد مواقعه على الحدود اللبنانية – السورية نهاية شباط الماضي.

(«السفير»، ا ف ب، ا ب، رويترز)

داعش تعلن عن مقتل كويتي وليبي وبلجيكي من عناصرها في سوريا

عمان- (يو بي اي): أعلن تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام الإسلامية (داعش)” الأربعاء، مقتل ثلاثة من عناصره البارزين، الأول كويتي الجنسية والثاني ليبي والثالث بلجيكي.

وأشار التنظيم في نبأ نشره على صفحته الشخصية في شبكة التواصل الإجتماعي (تويتر) إلى أن “أبو حصة الكويتي، وفضل العوكلي الليبي وأبو المثنى البلجيكي استشهدوا”.

وأوضح أن ” أبي حصة استشهد عندما فجر نفسه في حاجز لأعداء الله”.

غير أن التنظيم لم يشر أين قتل العوكلي الليبي وأبو مثنى البلجيكي وعلى يد من.

وكان تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)”، أعلن مساء الثلاثاء، عن مقتل حازم المصري أحد عناصره البارزين في سوريا وهو مصري الجنسية.

تسعة جرحى إثر سقوط قذيفة هاون قرب منزل الأسد في دمشق

علاء وليد- الأناضول: سقطت قذيفة هاون الأربعاء، في حي المالكي الراقي وسط العاصمة دمشق، الذي يقع فيه المنزل الشخصي لرئيس النظام بشار الأسد، ما أدى لسقوط تسعة جرحى، بحسب وكالة الأنباء الرسمية للنظام (سانا).

ونقلت الوكالة نفسها، عن مصدر في قيادة الشرطة، لم تسمّه، قوله إن “9 مواطنين أصيبوا بجروح جراء اعتداء إرهابي بقذيفة هاون أطلقها إرهابيون وسقطت بالقرب من حديقة الجاحظ بدمشق”.

وأوضح المصدر أن القذيفة سقطت في الشارع العام قرب الحديقة ما أدى إلى إصابة المواطنين وإلحاق أضرار مادية بسيارتين.

وتقع حديقة الجاحظ في حي المالكي بدمشق الذي يضم منزل الأسد الشخصي ومكتبه، وعدداً كبيراً من السفارات العربية والأجنبية ومنازل دبلوماسيين فيها.

غير أن الوكالة  لم تشر إلى اسم الحي الذي تقع فيه حديقة الجاحظ أو قربها من منزل الأسد.

ولم تتبن حتى الساعة (10.45) تغ، أية جهة مسؤوليتها عن إطلاق قذيفة الهاون على الحي المذكور.

فايننشال تايمز: مئات المقاتلين الأجانب انسحبوا من صفوف المتمردين في شمال سوريا بسبب الاقتتال الداخلي

لندن- (يو بي اي): ذكرت صحيفة فايننشال تايمز الاربعاء أن المئات من المقاتلين الأجانب انسحبوا من صفوف الجماعات المسلحة في شمال سوريا، بسبب الاقتتال الداخلي الدموي الدائر بينها.

وقالت الصحيفة إن هذا التوجه يشير إلى تراجع الحماس بين المتشددين من المسلمين السنة المشاركين بالقتال في سوريا جراء شعورهم بأنهم يقضون المزيد من الوقت يقاتلون بعضهم البعض بدلاً من النظام السوري، ويثير أيضاً المخاوف بين أوساط المسؤولين الأمنيين الغربيين من احتمال أن يتوجهوا إلى بلدان أخرى.

واضافت أن القتال في سوريا جذب متشددين سنّة من جميع أنحاء العالم شارك الكثير منهم في قتال القوات الاميركية في افغانستان والعراق، وساعدوا جماعات المعارضة المسلحة على الاستيلاء على مساحة واسعة من الأراضي على طول الحدود السورية الشمالية والشرقية عام 2012.

واشارت الصحيفة إلى أن سعوديين وكويتيين وليبيين ويمنيين وأوروبيين كانوا من بين المقاتلين الأجانب الذين غادروا سوريا وعادوا إلى أوطانهم في حين توجه عدد قليل منهم إلى ساحات قتال أخرى، وفقاً لنشطاء ومتمردين سوريين.

ونقلت عن منسق لجبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة “أن أكثر من ألفي مقاتل أجنبي عادوا إلى بلدانهم الأصلية منذ الأسبوع الثاني من كانون الثاني/يناير الماضي وحتى الآن”.

وذكرت فايننشال تايمز أن مصادر في الاستخبارات الغربية والاسرائيلية تعتقد أن المتشددين السنة الذين قاتلوا في سوريا يمكن أن يتوجهوا في نهاية المطاف للجهاد في بلدان أخرى حيث تنشط الجماعات الاسلامية الراديكالية، مثل العراق واليمن وشبه جزيرة سيناء المصرية.

ونسبت إلى مسؤول في الاستخبارات الاسرائيلية قوله “هناك بالفعل تأثيرات من سوريا في سيناء، ونحن بالطبع قلقون من وصول المزيد من المقاتلين إلى المنطقة للانضمام إلى الجماعات الاسلامية المتشددة واقحام أنفسهم في هذا الوضع، ونعمل على منع تفاقمه”.

واشارت الصحيفة إلى أن ما يُقدّر بنحو 11 ألف مقاتل أجنبي ما زالوا سوريا.. مما سبب مصدر قلق ليس فقط بالنسبة للدول الغربية التي تخشى من احتمال أن يستخدم بعضهم مهاراتهم لشن هجمات في الداخل بعد عودتهم إلى بلدانهم، ولكن أيضاً إلى دول الخليج العربية مثل السعودية التي انضم عدد كبير من مواطنيها إلى القتال في سوريا، ومنحت في وقت سابق هذا الشهر مواطنيها الذين يُقاتلون في الخارج مهلة اسبوعين للعودة إلى ديارهم أو مواجهة عقوبات غير محددة.

ونقلت عن مقاتل سوري في كتائب صقور الشام أن خيبة الأمل “تتسع بين صفوف المقاتلين في سوريا بسبب تعقّد الصراع على نحو متزايد، وصارت هناك ثلاث جبهات الآن: جبهة المتمردين ضد الحكومة في جميع أنحاء البلاد، وجبهة المتمردين والحكومة ضد الانفصاليين الأكراد، وجبهة المتمردين ضد بعضهم البعض”.

الجيش اللبناني يعيد فتح طريق قريب من الحدود السورية

بيروت- (رويترز): أعاد الجيش اللبناني الأربعاء فتح طريق يربط بين بلدتين بالقرب من الحدود السورية في مسعى لتهدئة توترات طائفية تفاقمت بسبب الحرب الدائرة في سوريا.

وقام سكان شيعة من بلدة اللبوة في سهل البقاع وهي معقل قوي لتأييد حزب الله اللبناني بوضع حواجز رملية في مطلع الأسبوع لقطع الطريق عن بلدة عرسال التي تقطنها غالبية سنية وعزلها عن باقي الأراضي اللبنانية.

وفرض الحصار بعد أيام من تعرض بلدة اللبوة إلى هجوم صاروخي ألقى السكان مسؤوليته على مقاتلين سنة من المعارضة السورية فروا عبر الحدود اللبنانية إلى عرسال عقب هجوم للجيش السوري.

وتستضيف بلدة عرسال الآلاف من اللاجئين السوريين.

وقال الجيش اللبناني في بيان إنه زاد من تواجده في المنطقة وقال رئيس بلدية اللبوة لرويترز إنه أعيد فتح الطريق نحو الساعة السادسة صباحا (04:00 بتوقيت غرينتش). وقال رامز أمهز إن حركة المرور عادت إلى طبيعتها.

وتنزلق المنطقة الحدودية باطراد إلى لهيب الصراع الدائر منذ ما يزيد على ثلاث سنوات في سوريا حيث تستهدف القوات السورية وسلاحها الجوي قواعد المعارضة المسلحة على الحدود ويطلق مسلحون يعتقد أنهم من مقاتلي المعارضة السورية صواريخ على البلدات الشيعية لمعاقبة حزب الله الشيعي على دعمه للرئيس بشار الأسد.

وأغلق متظاهرون لبنانيون سنة عدة طرق في العاصمة بيروت وفي وادي البقاع وقرب مدينة صيدا الجنوبية مساء أمس الثلاثاء احتجاجا على ما وصفوه بأنه “حصار” لبلدة عرسال السنية الواقعة على الحدود مع سوريا. وقال مصور لرويترز إن أحد المارة قتل بالرصاص خلال مظاهرة في أحد الأحياء السنية في بيروت.

وكان سقوط الصواريخ على بلدة اللبوة أحدث هجوم على هدف شيعي داخل لبنان بعد أن استعادت قوات الجيش السوري ومقاتلو جماعة حزب الله اللبنانية السيطرة على بلدة يبرود الحدودية من مقاتلي المعارضة السنة يوم الأحد.

وأدت هزيمة مقاتلي المعارضة السورية في يبرود إلى تدفق اللاجئين والمقاتلين عبر الحدود إلى بلدة عرسال في سهل البقاع اللبناني وبعد ذلك بساعات استهدف تفجير سيارة ملغومة انتحاري معقلا محليا لجماعة حزب الله الشيعية.

القوات النظامية السورية تشن هجوما على منطقة الحصن والمعارضة تسيطر على سجن درعا

دمشق- (أ ف ب)- الأناضول: دخلت القوات النظامية الاربعاء منطقة الحصن التي توجد فيها قلعة الحصن الاثرية والواقعة في محافظة حمص وسط سوريا، حسبما افاد مسؤول امني وكالة فرانس برس.

وذكر المصدر ان “الجيش دخل قرية الحصن وسيطر على حيين فيها” مشيرا الى ان هذه القوات “قامت بقصف محيط قلعة الحصن من اجل السيطرة على هذه القلعة”.

وبالقرب من هذه المنطقة، نقلت وكالة الانباء الرسمية عن مصدر عسكري ان “وحدات من جيشنا الباسل توقع عددا من الارهابيين قتلى ومصابين فى كمين محكم غربي قرية الزارة” التي سيطرت عليها القوات النظامية في الثامن من اذار/ مارس الجاري و الواقعة في منطقة الرستن بريف حمص.

واسفرت العملية عن “تدمير أربعة زوارق بما فيها من ارهابيين (اللقب الذي يطلقه النظام على مقاتلي المعارضة) وأسلحة”، بحسب الوكالة.

وكانت القوات النظامية احرزت تقدما الثلاثاء في منطقة القلمون شمال دمشق، والمتاخمة للحدود اللبنانية بعد يومين من استعادتها مدينة يبرود الاستراتيجية في المنطقة.

ودخلت القوات الى منطقة راس العين الواقعة جنوب غرب يبرود بعد ان احكمت سيطرتها على التلال الشرقية ليبرود.

وكانت القوات النظامية مدعومة بعناصر من حزب الله اللبناني، سيطرت الاحد في شكل كامل على يبرود، ابرز معاقل المعارضة في منطقة القلمون الاستراتيجية قرب الحدود مع لبنان.

ومن جهة أخرى، أعلن ناشطون سوريون الأربعاء، أن قوات المعارضة تمكنت من اقتحام سجن درعا المركزي جنوبي البلاد، وإطلاق سراح المساجين الذين كانوا داخله.

وقال الناشطون إن قوات المعارضة، تمكنت صباح اليوم، من اقتحام سجن درعا المركزي الواقع في قرية “غرز″ بمحافظة درعا بعد نحو شهرين من حصاره والاشتباكات مع قوات النظام داخله.

وأشار الناشطون إلى أن قوات المعارضة أطلقت سراح السجناء داخل السجن، دون أن يبينوا عددهم، وتم تأمينهم بعد نقلهم منه إلى مناطق أكثر أمناً مع المخاوف من قصف قوات النظام للسجن بعد سيطرة المعارضة عليه.

وبث ناشطون على موقع (يوتيوب) لمشاركة مقاطع الفيديو على الانترنت، تسجيلاً مصوراً لمعتقلين داخل السجن بعد وصول مقاتلي المعارضة إليهم، وكذلك تسجيلات مصورة لهؤلاء المقاتلين من داخل السجن.

ولم يتسنّ الحصول على تعليق فوري من النظام السوري على ما ذكره الناشطون، كما لم يتسنّ التأكد من صحة مقطعي الفيديو من مصدر مستقل.

وتدور منذ أشهر اشتباكات بين قوات المعارضة وقوات النظام في مناطق بمحافظة درعا جنوبي سوريا، وتتقاسمان السيطرة على تلك المناطق.

مقتل جندي في الغارة الاسرائيلية على سوريا والجيش يحذر من تعرض أمن المنطقة للخطر

دمشق- (أ ف ب): أعلن الجيش السوري ان الغارات التي شنها الطيران الاسرائيلي فجر الاربعاء على مواقع عسكرية في جنوب سوريا اسفرت عن مقتل جندي وجرح سبعة اخرين، محذرا من ان التصعيد الاسرائيلي يعرض “امن المنطقة واستقرارها للخطر”، بحسب ما جاء في بيان صادر عنه.

وجاء في بيان القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة “استهدف العدو الصهيوني صباح اليوم مواقع كوم الويسية ونبع الفوار وسعسع في محيط القنيطرة (جنوب) ما ادى الى استشهاد عنصر واصابة سبعة اخرين بجروح”.

كما اشار البيان إلى أن “العدو الصهيوني قام بعد ظهر امس باطلاق عدد من قذائف المدفعية والدبابات والصواريخ المضادة للدروع بالقرب من قرية سحيتا وعلى المرتفع 1023 متسببا بوقوع خسائر مادية”.

وحذر البيان من “ان هذه المحاولات اليائسة للتصعيد وتوتير الموقف في هذه الظروف من خلال تكرار هذه الاعمال العدوانية من شأنها ان تعرض امن المنطقة واستقرارها للخطر وتجعلها مفتوحة على جميع الاحتمالات”.

وكان الجيش الاسرائيلي أعلن صباحا ان قواته شنت غارات جوية على مواقع عسكرية سورية ليل الثلاثاء الاربعاء طالت منشأة تدريب للجيش السوري ومقار عسكرية وبطاريات مدفعية.

وجاءت الغارات، بحسب الجيش الاسرائيلي، ردا على هجوم استهدف الجنود الاسرائيليين وانطلق من هذه المواقع.

وكانت إسرائيل تشير إلى انفجار عبوة ناسفة الثلاثاء في الجزء الذي تحتله من هضبة الجولان ما أدى إلى اصابة اربعة جنود بجروح، ودفع الجيش الاسرائيلي الى رد فوري تمثل بقصف مدفعي لمواقع سورية في الجزء المقابل من الجولان.

وتوعد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو برد إسرائيلي “قوي”.

كما حذر وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون الأربعاء، رئيس النظام السوري بشار الأسد، من أنه سيدفع الثمن باهظاً إذا “ما استمر بالتعاون مع  جهات معادية لإسرائيل”، وذلك على خلفية إصابة أربعة جنود إسرائيليين الثلاثاء.

ولفتت قيادة الجيش السوري إلى أن “هذا العدوان جاء متزامنا مع هجوم اعداد من الارهابيين من اتجاه الاردن على السجن المركزي في مدينة درعا (جنوب)”.

ورأت “ان هذا العدوان الجديد ياتي في محاولة لصرف الانظار عن الانتصارات المتلاحقة التي يحققها الجيش العربي السوري وخاصة الانجاز الكبير في يبرود (ريف دمشق) الذي وجه ضربة صاعقة للتنظيمات الارهابية وداعميها وفي مقدمتهم الكيان الصهيوني ولاعطاء جرعة معنوية للعصابات الارهابية التي تتهاوى”.

واكدت القيادة “عزمها واصرارها على مواصلة حربها على التنظيمات الارهابية والقضاء عليها”.

وسيطرت القوات النظامية السورية مدعومة بعناصر من حزب الله اللبناني الاحد في شكل كامل على يبرود، ابرز معاقل المعارضة في منطقة القلمون الاستراتيجية قرب الحدود مع لبنان.

وتشهد مرتفعات الجولان توترا منذ بدء النزاع في سوريا في 2011، الا ان الحوادث فيها بقيت طفيفة واقتصرت على اطلاق نار بالاسلحة الخفيفة او الهاون على اهداف للجيش الاسرائيلي الذي رد عليها في غالب الاحيان.

وتعد إسرائيل وسوريا في حالة حرب رسميا.

وتحتل اسرائيل منذ 1967 حوالى 1200 كلم مربع من هضبة الجولان التي ضمتها في قرار لم تعترف به الاسرة الدولية.

ناشطون يدعون لإسقاط الائتلاف السوري على خلفية سقوط ‘يبرود

واشنطن توقف عمل السفارة السورية وتطالب دبلوماسييها بالمغادرة

إصابة أربعة جنود إسرائيليين بانفجار في الجولان ونتنياهو يتوعّد بردٍ قاسٍ

عواصم ـ ‘القدس العربي’ ـ وكالات: اوقفت واشنطن امس الثلاثاء العمل بسفارة سوريا وقنصليتيها في الولايات المتحدة وطلبت من الدبلوماسيين العاملين فيها مغادرة البلاد اذا لم يكونوا مواطنين امريكيين، فيما دعا ناشطون سوريون إلى الخروج بمظاهرات يوم الجمعة المقبل’للمطالبة’بإسقاط رئاسة’الائتلاف المعارض، وذلك على خلفية سقوط ‘يبرود’.

وابلغت واشنطن دمشق انها لن تكون قادرة بعد الان على تشغيل سفارتها في واشنطن وقنصليتيها في تروي بولاية ميتشغين وهيوستن في ولاية تكساس بعد ان قالت السفارة انها لن تقدم اي خدمات قنصلية بعد اليوم. وجاء في رسالة من المبعوث الامريكي الخاص لسوريا دانيال روبنشتاين ان واشنطن ‘قررت انه من غير المقبول لاشخاص عينهم نظام الرئيس السوري بشار الاسد القيام بأية عمليات دبلوماسية او قنصلية في الولايات المتحدة’.

وتعمل السفارة السورية في العاصمة الامريكية منذ فترة من الوقت دون سفير، وبمستوى منخفض من الموظفين الذي يقدمون خدمات قنصلية محدودة.

وجاء في رسالة على موقع السفارة على الانترنت الثلاثاء ‘الرجاء الانتباه الى ان السفارة السورية لن تتمكن من القيام بأي خدمات قنصلية ابتداء من الثلاثاء 18 اذار/مارس 2014. نشكركم على تفهمكم’.

من ناحية اخرى أصيب أربعة جنود إسرائيليين اثنان منهم في حالة الخطر بعد ظهر أمس الثلاثاء بانفجار عبوة ناسفة بدوريتهم لدى مرورها قرب بلدة مجدل شمس في الجولان العربيّ السوريّ المحتل. واكد التلفزيون الاسرائيلي على أنّ أن تدهورا خطيرا طرأ على حالة أحد الجنود المصابين، فيما تسود حالة من التوتر على الحدود في منطقة الاستهداف في ظل توجه إسرائيل بأصبع الاتهام إلى حزب الله اللبنانيّ.

ولفت التلفزيون إلى أنّ أحد المصابين هو ضابط دون الإفصاح عن رتبته أو وظيفته. وأشارت المصادر عينها إلى أنّ طائرة عسكريّة استُدعيت إلى مكان الحادث، وقامت بنقل المصابين إلى مستشفى (رمبام) في مدينة حيفا. ولفتت مصادر أمنيّة في تل أبيب، كما أفاد موقع صحيفة (هآرتس) على الإنترنت إلى أنّ طائرات من سلاح الجو الإسرائيليّ قامت بالتحليق في المنطقة، في ما قالت مصادر أخرى، أنّه تمّ إطلاق النار من رشاشات بعد انفجار العبوة الناسفة، وسُمعت أيضا أصوات انفجارات في المكان.

وأشار الموقع العبريّ إلى أنّ المتحدث بلسان جيش الاحتلال أكدّ قيام المدفعية الإسرائيلية بقصف أهداف داخل الأراضي السورية ردا على استهداف الدورية الإسرائيلية، ولم يُبلّغ عن إصابات في الجانب السوريّ. كما أشار الناطق العسكريّ في بيانٍ رسميّ إلى أنّ قيادة الجيش الإسرائيلي عقدت مشاورات أمنيّة عقب الحادثة من أجل تقييم الوضع الأمنيّ على الحدود الشمالية. كما أوضح الناطق في سياق بيانه أنّ قيادة قوات الأمم المتحدة المنتشرة على الحدود بين الجانبين قامت بإرسال رسائل شديدة اللهجة إلى الحكومة السوريّة على إثر الهجوم الذي استهدف الجنود الإسرائيليين.

وتوعد رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو بردٍ قويٍّ على استهداف الجنود الإسرائيليين، وقال في تصريحات أمام حزب الليكود الذي يتزعمه بثتها إذاعة الجيش الإسرائيلي: سنتصرف بقوة لضمان أمن إسرائيل، على حدّ تعبيره. وأضاف أنّ الحدود مع سوريّة امتلأت بقوى من الجهاد العالميّ ومن حزب الله، زاعما أنّه في السنوات الأخيرة تمكّنت إسرائيل من المحافظة على الهدوء حيّال الحرب الأهليّة الدائرة في سوريّة، مشيرا إلى أنّه أيضًا في هذه الحالة ستعمل دولة الاحتلال على ضمان أمنها واستقرارها، بحسب وصفه. وذكرت مصادر أمنيّة رسميّة إسرائيليّة، كما ذكر موقع (هآرتس) أنّ رسائل شديدة اللهجة تمّ توجيهها من قبل إسرائيل إلى سوريّة بواسطة قوات الأمم المتحدّة (أوندوف) بعد الحادث، وشدّدّت الرسائل على أنّ الجيش الإسرائيليّ يحفظ لنفسه الحقّ في الردّ والتصرف في أيّ طريقة يراها مناسبة للمحافظة على أمن المواطنين في الدولة العبريّة، على حدّ تعبيرها.

من جهة اخرى دعا ناشطون سوريون على شبكات التواصل الاجتماعي إلى الخروج بمظاهرات الجمعة للمطالبة’بإسقاط رئاسة’الائتلاف المعارض، وذلك على خلفية سقوط ‘يبرود’، متهمين الائتلاف بالتقصير والتأخر’في تقديم الدعم اللازم لمقاتلي المعارضة خلال’المعركة.

وأنشأ الناشطون عدة صفحات على ‘فيسبوك’ تحمل عنوان”إسقاط’رئيس الائتلاف أحمد الجربا والهيئة السياسية’، معددين نقاط الضعف في الائتلاف وقيادته متهمين إياه’بالتقصير في تمثيل الثوار على الأرض في صراعهم مع النظام المستمر منذ آذار/مارس 2011.

وبرّر مشرف صفحة ‘جمعة إسقاط رئيس الائتلاف 2014/3/21′،’دعوات إسقاط الائتلاف بأن رئيسه أحمد’الجربا وهيئته السياسية صرف مبلغا ماليا ليبرود ليساعدها على الصمود،’قبل 24 ساعة فقط من سقوط المدينة’بيد قوات النظام وحزب الله’وبعد أكثر من’شهر على حصار المدينة والمعارك التي خاضها مقاتلو المعارضة ضد تلك القوات.

وأشار مشرف الصفحة، إلى أن ‘إيصال المبلغ (إذا صرف فعلاً) يحتاج لوقت طويل، وشراء ما ينفع بهذا المبلغ يحتاج لوقت أطول،’وإيصال ما تم شراؤه يحتاج إلى سلسلة من العمليات المعقدة والبطيئة’.

واعتبر’أن هذا التصرف لا يمكن وضعه إلا في خانتي ‘انعدام الاحساس بالوقت والبلادة الذهنية، أو الرفض العميق لقتال النظام’.

من جهته اعتبر’لؤي الصافي’الناطق الرسمي باسم الائتلاف أن حملة إسقاط الائتلاف التي يقودها بعض الناشطين تأتي في لحظة تتطلب ‘تضافر الجهود في وجه نظام استبدادي استطاع الاعتماد على دعم قاعدته الشعبية غير المحدود رغم كل مثالبه وانحرافاته’.

وأضاف الصافي على صفحته الرسمية على ‘فيسبوك’ أن’الائتلاف يعاني الكثير من المشاكل الداخلية، وتراجع واضح في الدعم الإقليمي والدولي،’لكن السعي لإسقاطه يعكس ‘حالة مؤسفة من ضيق النظر وضحالة من يتنطع لإصلاح المسيرة’.

ودعا الصافي من أسماهم ‘المتململين’ من الائتلاف’إلى إقامة مؤسسة جديدة للمعارضة توحدهم جميعا، وتتحول إلى بديل للائتلاف بدلا من إضاعة الجهد والوقت في إسقاط منظمة سياسية استطاعت تقديم المساعدات المختلفة’للسوريين، وشكّلت حكومة مؤقتة حصلت على معونات مالية وتسعى إلى بسط خدماتها داخل الأراضي السورية رغم تهديدات ‘داعش’ وفصائل مقاتلة أخرى.

الى ذلك نقل مكتب وكالة رويترز في بروكسل عن مصادر قولها امس الثلاثاء إن خمسة صواريخ أطلقت على نقطة العبور الرئيسية للأسلحة الكيماوية السورية هذا الشهر وسقط أحدها قرب مكان إقامة الخبراء الذين يشرفون على تدمير مخزون سوريا من الأسلحة السامة.

وقالت المصادر التي تحدثت بشرط عدم الكشف عن شخصيتها إن أحد الصواريخ في الهجوم الذي وقع في التاسع من آذار/ مارس سقط على مدينة اللاذقية الساحلية على بعد حوالى 500 متر من الفندق الذي تقيم فيه البعثة المشتركة للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يراقب الأوضاع في سوريا إن ثلاثة صواريخ أصابت مدينة اللاذقية مما أدى إلى مقتل سائق سيارة أجرة وإصابة ستة آخرين.

وأضاف المرصد المعارض للرئيس السوري بشار الأسد أن الهجوم هو أول هجوم يشنه مقاتلو المعارضة على المنطقة التي تسيطر عليها قوات الحكومة السورية.

وأضافت المصادر نقلا عن تقرير سري عن الهجوم أن أربعة من الصواريخ التي أطلقت من على بعد عدة كيلومترات سقطت على البر وأن واحدا سقط في البحر. ولم تصب شحنات الأسلحة الكيمياوية المنقولة نتيجة للهجوم.

ووصف مسؤول في البعثة المشتركة الهجوم قائلا ‘وقع في مكان قريب للغاية.. إنه مماثل لأحداث وقعت في وقت سابق في دمشق.’

النظام السوري يعتقل 215 ألف مواطن

انقرة ـ الاناضول: قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، إن قوات النظام السوري اعتقلت ما لا يقل عن 215 ألف سوري، من بينهم نحو 9 آلاف دون سن 18 خلال سنوات الأزمة التي دخلت عامها الرابع. وفي تقرير صدر عن الشبكة امس، أوضحت الشبكة أن من بين المعتقلين نحو 4530 امرأة، 1270 منهن طالبات جامعيات، فيما بلغ مجموع المعتقلين من الطلاب بشكل عام نحو 35 ألفا و800 طالب.

من ناحية أخرى، أكدت الشبكة التي تصف نفسها بأنها منظمة حقوقية مستقلة، أن من بين المعتقلين أكثر من 85 ألفا في عداد المختفين قسريا.

عائلة سورية.. الزوج أسير النظام والابن مختطف لدى ‘داعش

هاطاي ـ الأناضول: تعيش السورية ‘فاطمة شيخو’ حزنا مضاعفا، على خلفية اعتقال زوجها من قبل النظام منذ نحو 3 أعوام،’ واختطاف ولدها الصحافي من قبل تنظيم ‘الدولة الإسلامية في العراق والشام’(داعش).

وتدعو شيخو يوميا من أجل زوجها وابنها الذي انقطعت أخباره منذ 75 يوما وتبين أن عناصر ‘داعش’ هم من اختطفوه، حيث ذكرت للأناضول أنها لجأت إلى تركيا مع أولادها السبعة، وبينما كانت’ تتمنى سماع خبر جيد بخصوص زوجها، صُعقت بنبأ اختطاف ولدها ‘طارق’. ‘وأوضحت الأم وهي تذرف الدموع′ أن ‘ابنها كان خريج كلية الشريعة، كان يسعى للعمل إماما، ولكن مع اندلاع الحرب تحول”للعمل’الإعلامي،”مضيفة :’كان يصور الأحداث هناك ويبثها’.’

وقالت’فاطمة: إنها لا تعلم لماذا اختطف’ولدها؟’فيما أعرب ‘ابنها الطفل ‘محمد’ 10 أعوام، عن اشتياقه الشديد لوالده وشقيقه طارق.

مستشار أميرة سعودية يلتحق بصفوف ‘داعش’ في سوريا

عمّان ـ يو بي اي: أعلنت مدونة تابعة لـ’تنظيم القاعدة’، امس الثلاثاء، أن المستشار الشرعي للأميرة السعودية عبير بنت مشاري بن عبدالعزيز، إلتحق بتنظيم ‘الدولة الإسلامية في العراق والشام الإسلامية (داعش)’. وذكرت مدونة ‘المنبر الإعلامي الجهادي’، أن ‘مانع بن ناصر المانع، وهو المستشار الشرعي للأميرة السعودية عبير بنت مشاري بن عبدالعزيز، إلتحق بصفوف المجاهدين في أرض الشام، وأعلن بيعته للدولة الإسلامية في العراق والشام’. ولم تذكر المدونة المزيد من التفاصيل.

500 مهاجر يتسللون دفعة واحدة الى مليلية في أكبر عملية من نوعها وفي منعطف يؤكد التخلي عن قوارب الموت

مدريد ـ ‘القدس العربي’ من حسين مجدوبي: نجح قرابة 500 مهاجر إفريقي صباح أمس الثلاثاء في التسلل الى مدينة مليلية المحتلة انطلاقا من الأراضي المغربية. وتعتبر هذه أكبر عملية تسلسل في هذا النوع من الهجرة السرية. ويؤكد ارتفاع عمليات التسلل الى مدينتي سبتة ومليلية رهان المهاجرين على هذه التقنية بدل خوض مغامرة قوارب الموت بحرا.

وتؤكد وزارة الداخلية الإسبانية نجاح أكثر من 500 مهاجر إفريقي في التسلل الى مليلية بعد نجاحهم في تجاوز الأسوار الشائكة التي تفصل بين المغرب وهذه المدينة التي تحتلها اسبانيا وتقع شمالي المغرب رفقة مدينة أخرى وهي سبتة. وحدثت عملية التسلل صباحا، حيث استغل المهاجرون الضباب الذين كان في المنطقة واقتحموا الأسوار.

وتعتبر هذه العملية الأكبر من نوعها منذ بدء ضغط الهجرة على سبتة ومليلية في أواسط العقد الماضي. ووصف مسؤول من وزارة الخارجية في تصريحات لجريدة ‘الباييس′ في نسختها الرقمية أن الوضع خطير، مؤكدا إرسال تعزيزات أمنية للحدود والضغط على الاتحاد الأوروبي لمعالجة هذا الأمر. وطلبت اسبانيا من الاتحاد الأوروبي مئات من الملايين من اليورو لمواجهة الهجرة.

ومنذ بداية كانون الثاني/يناير الجاري حتى اليوم نجح قرابة 1110 مهاجرا في التسلل الى مليلية بينما لم يتجاوز هذا الرقم طيلة السنة الماضية 1074. وتكشف هذه المعطيات تغييرا جوهريا في الهجرة السرية وغير النظامية من خلال رهان المهاجرين الأفارقة على عمليات التسلل الى سبتة ومليلية بدل قوارب الهجرة أو قوارب الموت.

وكان بعض الأفارقة الذين نجحوا في التسلل الى سبتة ومليلية وجرى نقلهم لاحقا الى اسبانيا قد اعترفوا أن الرهان على عمليات التسلل أقل مجازفة من قوارب الهجرة التي قد تصل أو لا تصل وتخلف ضحايا في الطريق. وبهذا تشهد ظاهرة الهجرة السرية منعطفا جديدا بتفضيل تجاوز الأسوار السلكية بدل قوارب الهجرة. وعمليا، قد يتوجه الى شمالي المغرب آلاف المهاجرين الافارقة بعدما أكدت تقنية التسلل الى سبتة ومليلية جدواها بدل قوارب الهجرة.

ولم تتسبب هذه الظاهرة الجديدة في توتر بين المغرب واسبانيا، علما أن الهجرة كانت دائما تسبب مشاكل متعددة بين البلدين. وكتبت جريدة ‘الموندو’ أن سياسة المغرب تجاه إفريقيا تسهل عملية الهجرة، كما تؤكد نقلا عن مصادر رسمية أن المغرب لم يقلل من المراقبة بل يبدو أنه لم يكن واعيا بهذا النوع من الهجرة حتى الآن بعدما تفاقم الوضع.

قائد اللواء السوري المعارض لـ’القدس العربي’ قبل اعتقاله: أطلقنا سرا خمسة ضباط للنظام كبادرة حسن نية لإنجاح مفاوضات تبادل الأسرى

عمر الهويدي

الرقة ـ ‘القدس العربي’ تمكن جيش النظام السوري من أسر القائد العام للواء أويس القرني في سوريا الحاج عبد الفتاح خلال عملية تحرير 48 أسيرا تابعين له في منطقة الطبقة بالرقة، وذلك بعد ان كان الحاج عبد الفتاح قال لـ’القدس العربي’ قبل أسره بأيام، إنه يجري العمل مع النظام على صفقة لتحرير معتقلين مدنيين في سجونه مقابل 48 جندي تابعين له موجودين لدينا.

وبثت القناة الفضائية السورية تسجيلا مصورا أظهرت فيه تفاصيل تحرير أسرى النظام في مدينة الطبقة، عن طريق شاحنات لنقل الأغنام سلكت طرقا تستخدم للتهريب، فيما قال ناشطون إعلاميون إنه كان هناك عملية تبادل للأسرى بين النظام ولواء أويس القرني، ثم حدث شيء ما غير معروف حيث حرر النظام أسراه واعتقلوا قائد اللواء، ومازالت التفاصيل غامضة حتى هذه اللحظة.

وأوضح عبد الفتاح أبو محمد قبل عميلة أسره بأيام في حديث خاص لـ’القدس العربي’ أن لواء أويس القرني قام وبشكل سري بإطلاق سراح 5 معتقلين من قوات النظام في شهر كانون الثاني الماضي، دون أي قيد أو شرط كمبادرة منا لإثبات حسن النية ولإنجاح عملية تبادل الأسرى.

و ‘حاولنا جاهدين الإتصال مع النظام وإرسال قائمة تتضمن 314 معتقل و174 معتقلة في سجون النظام السوري موزعين بين سجون دمشق وحلب من محافظة الرقة وباقي المحافظات السورية عن طريق وسيط من ضباط ومسؤولين وغيرهم لمبادلة الأسرى’.

وقال عبد الفتاح إن النظام لم يوافق على إطلاق سراح المعتقلين من باقي المحافظات التي أرسلناها لهم في القائمة اقتصروا القائمة على معتقلي الرقة فقط، علماً أن طيلة الأشهر الماضية والنظام يماطل ودون أن يبدي أي أهمية للأمر، وفي كل مرة عبر الوسيط يقول إن الموافقة تمت والنظام جاهز لإتمام عملية التبادل إلا أنه يقوم بتأجيل الموعد المحدد إلى أجل غير مسمى.

وحصلت ‘القدس العربي’ على صور خاصة لضباط النظام قبل إطلاق سراحهم، وأوضح الحاج عبد الفتاح الذي كان المفاوض الرئيسي لعملية التبادل قبل اعتقاله أن النظام لم يرض بتبديل أي أحد من الأسرى بالمال بل فقط بالمعتقلين لدى سجون النظام’، وفي خلال زيارة منظمة ‘هيومن رايتس ووتش’ المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان لمكان تواجد الأسرى، وقامت بإجراء مقابلات مع الأسرى والإطلاع على وضعهم الصحي حيث كان هناك العديد من الأسرى أصيبوا إصابات خطيرة أثناء معركة تحرير الطبقة، تم تقديم العلاج المناسب لهم وهم في حالة جيدة حيث قمنا بتوفر كافة متطلباتهم ومستلزماتهم من لباس وطعام واتصالات.

وتمكن لواء أويس القرني وكتيبة أحرار الطبقة أثناء معركة تحرير مدينة الطبقة في محافظة الرقة في تاريخ 10/2/2013 بعد اشتباكات دامت أكثر من أسبوع السيطرة على سد الفرات وسرية المدفعية في مدينة الطبقة، واستولوا على آليات ومعدات ثقيلة وكمية كبيرة من الأسلحة والذخائر، كما سيطر المقاتلون على حاجز مديرية المنطقة في المدينة وحاجز الشرطة العسكري وعلى فرع المخابرات الجوية.

وحينها أوضح عبد الفتاح عملية أسر الجنود لـ’القدس العربي’ قائلا ‘لم يبق لدينا حينها إلا فرع الأمن العسكري، حيث دخلنا معهم بمفاوضات لتسليم أنفسهم ولم نقم بمهاجمتهم حرصاً منا على المعتقلين المدنيين المحتجزين لديهم وأعطيناهم الأمان وقمنا بإيصالهم إلى مطار الطبقة العسكري، وخلال المعركة قمنا بأسر 53 جندي من جنود النظام من بينهم 14 ضابط برتبة عقيد وعقيد ركن ومقدم ورائد، وما تبقى من الأسرى برتبة صف ضابط ومجند بعد حصارهم و نفاد ذخيرتهم، أحدهم مسيحي وآخر درزي والبقية من الطائفة العلوية، وهم الآن في أمان لدينا رغم أنهم قاتلونا بشراسة وعنف في مدينة الطبقة إلا أننا عاهدناهم أن نعطيهم الأمان على أنفسهم، على الرغم من أن الدولة الإسلامية في العراق والشام بعد سيطرتها على محافظة الرقة طالبتنا بالأسرى واتهمتنا بحماية ‘الكفرة والنصيرية’.

واشنطن قلقة من استمرار دعم الجهاديين في سوريا.. ومديح لتجفيف المنابع في السعودية منذ أربعة أعوام

إبراهيم درويش

لندن ـ ‘القدس العربي’ ‘يوما بعد يوم، تمزق الحرب السورية المركز الثقافي والسياسي في الشرق الأوسط وتحوله إلى مسرح للكارثة والوحشية وعلى قاعدة لا يمكن لأحد فهمها. فقد تعرضت العائلات للمعاملة الوحشية من الحكومة والجهاديين الذين يزعمون أنهم المخلصون لهم، حيث تم تهجير نصف السوريين، الكثير منهم أطفال، في بداية العام الرابع منذ أن انتفض السوريون في حركة سلمية تحولت للسلاح والعنف والإضطهاد’.

هذا ما جاء في تقرير لصحيفة ‘نيويورك تايمز′ الأمريكية والتي تقول إن عمليات الإنزلاق نحو الهاوية تتزايد في سوريا بدون أن يكون هناك ما يوقفها.

أشكال الموت

وكصورة عن ذلك تشير إلى عمليات الحكومة التي تقوم بقصف الاحياء بالبراميل المتفجرة والصواريخ والأليات الثقيلة، والأسلحة الكيميائية كما تقول الولايات المتحدة، ثم تقوم بإرسال حلفائها من حزب الله والميليشيات الأخرى لشن حرب شوارع، وتقوم الحكومة بسجن وتعذيب الناشطين السلميين، فيما تستخدم سلاح التجويع وتحاصر المعارضة في مناطقها حيث يذوي الأطفال العالقون ويموتون’.

وتضيف الصحيفة أن المعارضة السورية الآن وبشكل رسمي أصبحت تتسيدها جماعات المقاتلين الأجانب الذين يرتكبون جرائمهم وانتهاكاتهم الخاصة باسم أيديولوجيتهم المتطرفة. وقتلت قبل أسبوع ولدا لا يتجاوز عمره 7 أعوام بعد اتهامه بالكفر. واستخدم بعض المقاتلين سلاح الحصار والتجويع في مناطقهم.

العالم لا يلتفت

كل هذا ليس من أجل إقناع العالم وتقديم أدلة له على أن سوريا تعيش مأساة قتل فيها 150.000 حسب بعض التقديرات، فقد أرسل السوريون صرخاتهم الجماعية طالبين المساعدة لوقف ما يمكن وصفه بأنها أعظم كارثة صنعها البشر موثقة بشكل دقيق.

فقد سجل السوريون المعاناة المروعة على أشرطة الفيديو وبثوها حول العالم، وسجلت صور الأطفال الذين تحولوا لهياكل عظمية، والأطراف البشرية التي انتزعت من بين أنقاض البيوت، والوجوه التي علاها اليأس والتعب.

كل هذا لم يقنع العالم بمساعدتهم وانحرف انتباه الدبلوماسية عنهم. وتشير الصحيفة إلى أن الكارثة السورية تقوم بتغيير الطابع السكاني للشرق الأوسط وما بعده. وكل المبادرات التي قدمت للمساعدة على تخفيف الأزمة تمزقت وفشلت، وكان آخرها المؤتمر الدولي في جنيف الذي رعته الولايات المتحدة وروسيا، ومع تراجع العلاقات بين البلدين بسبب الأزمة الأوكرانية وضم القرم لروسيا فقد تبددت الآمال بتسوية سريعة للأزمة السورية.

ويعتقد أنطونيو غاتيرز، رئيس المفوضية السامية للاجئين أن غياب الحل مرتبط بعدم وجود مسار واضح ورد دولي متماسك على ما يجري في سوريا.

كما أن زيادة المشاكل الدولية تعقد الحل ‘الأزمات تتضاعف وصار من الصعب حلها’، ‘أفغانستان لم تحل مشكلتها بعد ولا الصومال’. وفي الوقت الذي يجري فيه البحث عن حل تنهار سوريا.

خيار التقسيم

وتشير الصحيفة هنا إلى سقوط معقل آخر من معاقل المعارضة السورية في يبرود، قرب الحدود اللبنانية، ودمرت مثل بقية المعاقل التي سقطت بيد النظام من حمص والقصير وأخيرا يبرود، وتحولت إلى علامة عن معاناة المدنيين وزادت من عمليات التهجير.

وتقول الصحيفة أيضا إن البلاد مهددة بتقسيم فعلي تسيطر على أجزائها مجموعات من الفصائل الكردية، وزعماء المقاتلين المتطرفين الراغبين بإقامة حكم إسلامي، ويسيطر على البقة مؤيدو النظام والحكومة.

وفي ظل التسيب والفوضى نشطت العصابات الإجرامية.

ومع التقسيم هناك حروب بالوكالة تجري على الأرض السورية تعبر عن صراع إقليمي بين السعودية وإيران زاد من درجات الإستقطاب والنزاع الطائفي.

وتحدثت الصحيفة عن مخاطر الازمة السورية على استقرار دول الجوار، فقد هجرت الحرب 9 ملايين نسمة منهم 2.5 مليون هربو ا لدول الجوار. ويعتبر الرحيل السوري الأضخم منذ الحرب العالمية الثانية.

وبحسب الدكتور فؤاد فؤاد وهو طبيب سوري تحدث الأسبوع الماضي أمام مؤتمر في الجامعة الأمريكية في بيروت ‘إنها ليست موضوعا إنسانيا، والحاجة لتوفير الطعام للناس′، ‘بل وقضية تاريخية وذات علاقة بالجغرافيا السياسية’. ويحاول عمال الإغاثة إعادة تركيز انتباه الرأي العام على سوريا ويرون أن أهم خطوة هي وقف المواجهات.

ويخشى عمال الإغاثة أن تفقد الدول المانحة الإهتمام لدعم اضخم نداء في التاريخ ويهدف لجمع مبلغ 4.4 مليار دولار أمريكي. وتلاحظ الصحيفة ان التبرعات الخاصة للسوريين تراجعت خلف حملات طوارئ أخرى مثل الإعصار الذي ضرب الفلبين قبل فترة.

وعلى الحدود السورية يستمر تدفق الهاربين من الحرب ومعها يبدو عدم كفاءة الرد الدولي عليها. وأدت الأزمة لانتشار الأمراض وزيادة أعباء الدول المضيفة، وولادة ‘الجيل الضائع′ للحرب السورية الذين كانوا قبل الحرب يذهبون للمدارس. ونسبة من يتلقى التعليم منهم اليوم لا تتجاوز 12 بالمئة بين أبناء السوريين في لبنان.

ويقول محللون إن نسبة 42′ من السوريين فروا من بيوتهم أي مايساوي تعداد سكان مدينة نيويورك. وفي لبنان سجل لدى الأمم المتحدة 962.000 لاجئ، واستوعب البلد اعدادا من اللاجئين أكثر من اي بلد في العالم. ويقدر عدد البيوت التي دمرت بحوالي 700.000 بيت، فيما توقفت الحياة الصناعية، والتجارية في معظم أنحاء البلاد. ويضع المركز السوري لابحاث السياسات نسبة البطالة في سوريا بـ 50′، ودمرت الحرب نصف مؤسسات القطاع الصحي.

ويتحدث التقرير عن حاجة 5.5 مليون طفل للمساعدة حسب منظمة الطفولة العالمية (يونيسيف)، وتضاعف عدد اللاجئين منهم خمسة أضاف منهم 425.000 تحت سن الخامسة، فيما يتم اجبار واحدة من كل خمس بنات لاجئات سوريات في الأردن على الزواج المبكر.

وبعض من لا يستطيع من اللاجئين دفع ثمن العلاج يغامرون بالعودة لتلقي العلاج أو الولادة في مناطق الحرب. وفي ظل استمرارالأزمة قالت غالبية اللاجئين إنهم لا يتوقعون العودة إلى سوريا حسب دراسة لمنظمة ‘أوكسفام’ البريطانية.

من يبرود

في أول تقرير له من بلدة يبرود أهم مدن منطقة القلمون السورية والتي أعلن الجيش السوري سيطرته عليها، وصف روبرت فيسك، الصحافي المعروف في صحيفة ‘إندبندنت’ البريطانية آثار المواجهة بين القوات السورية المدعومة من حزب الله والمقاتلين السوريين التابعين لجبهة النصرة والجبهة الإسلامية، وقال إن الكنيسة اليونانية في البلدة والتي اتخذها المقاتلون مركزا للقتال تعرضت للتشويه والتخريب.

وقال إن الكنيسة اليونانية الكاثوليكية ‘هي مكان للعار، حيث حرقت فيه نسخ العهد القديم وتم تمزيق الصور بالسكاكين، وتم نزع قطع الفسيفساء من الجدران. ويقول فيسك ‘قد يقول شاك إن هذه الأفعال ارتكبها الجيش السوري لعرضها أمام الكاميرات وتشويه صورة المعارضة’ لكن ممارسات كهذه تحتاج لأسابيع لتدمير مكان العبادة هذا بأعمدته التاريخية القديمة، وتشويه تماثيل القديسين وفقء عيونهم.

ويضيف أن الإسلاميين دمروا تمثال القديس جورج والتنين المعمول من الفسيفساء. ويضيف فيسك لا يمكننا وصف ما حدث من تدنيس للمقدسات على انه عار فقط، ولكن علينا التساؤل كيف ستقوم سوريا نفسها بترميم العلاقات بين المسلمين والمسيحيين بعد عمليات التخريب هذه.

وقد لا نحصل على جواب عن هذا السؤال مع أن المدنيين المسلمين في هذه المدينة الأثرية حاولوا حماية جيرانهم المسيحيين حتى النهاية. أما عن الجنود السوريين فيقول إنهم تدفقوا على المدينة بالآلاف، مع أنه لم تكن هناك جثث للمقاتلين، وكانت هناك جثث متعفنة للحيوانات.

ويقول إن الجنود الذين تحدث معهم هم أشداء حرقت ريح الجبال وجوههم فيما طلب مقاتلو حزب الله عدم التقاط صور لهم ولكنهم اعترفوا أنهم جاؤوا من سهل البقاع على الطرف الآخر من سوريا.

مظاهرات

ولاحظ فيسك أن معدات الجنود العسكرية جديدة ولا يبدو على مقاتلي حزب الله أنهم جيش غير منظم، مع ان السوريين واللبنانيين بدوا وكأنهم يعملون بشكل مستقل عن بعضهم البعض. ويتساءل فيسك ‘كيف سنسجل تاريخ الـ13 يوما الماضية، أو قصة المولود الجديد الذي عاش الـ 15 شهرا الأولى من حياته في ظل الإسلاميين، حيث لم يكن أحدا هنا آمن وعاش هو والمقاتلون حياة’.

ويقول إن الطريق نحو يبرود ممزق، والبنايات والدكاكين والمتاجر تم نهبها، أما سكان البلدة فاختبأوا وعاشوا في خوف، ‘والتقيت أمرأة واجدة في شارع بيوته قديمة، ولا تزال تحتفظ بأبقارها في أرضية البيت.

أم قصي، حيث تحدث ابنها الصغير كيف قامت هي وقلة من النساء بتظاهرة ضد مقاتلي جبهة النصرة بعضهم لم يكن يتحدث العربية’. وتقول أم قصي ‘لقد هددونا وأحاطوا بنا وأخبرونا أننا ممنوعون من التظاهر.

وطلبوا منا عدم ذكر بشار الأسد وقلنا لهم لا نريد أجانب في سوريا، وبعد ذلك قمنا بتظاهرة أخرى، وكنا عشرة نساء فقط وأحاط بنا 200 من مقاتليهم. وبعد ذلك قام المقاتلون بتظاهرتهم الخاصة وسجلوها على الفيديو وادعو أن زعيمة التظاهرة التي نظمناها عميلة للنظام، ولكن الشريط كان مزورا’، وأضاف أنه استمع لتعليقات أثارت انزعاجه، فقد ادعت أم قصي أن مقاتلي جبهة النصرة أجبروا المواطنين على دفع ثمن الطعام الذي أحضروه، وكان على المسيحيين دفع جزية أعلى بسبب دينهم.

وقالت إن معظم الطعام كان من مواد الإغاثة التي أرسلتها الأمم المتحدة من لبنان.

قطع طريق عرسال

وتحدث فيسك مع العقيد مدين عبادة من الجيش السوري الذي شق طريقه للمدينة من خلال المعارك، ووصف عملية السيطرة عليها. وأكد عبادي في البداية على أن بلدة عرسال اللبنانية التي اعتمد عليها المقاتلون في وصول الإمدادات إليهم قد قطعت بالكامل عن سوريا مما يشكل ضربة قوية للمعارضة على ما يقول فيسك. ورغم أن الجيش السوري اعتقل مقاتلين ‘ولكنني لم أر أحدا منهم’.

ونقل فيسك عن ضباط سوريين قولهم إنهم عثروا على جوازات سفر مصرية وإماراتية، وهي جوازات حقيقية ليست مزورة وأخذت من جثث ‘وللأسف لم يظهروها لي كي أراها’. ولكن لديهم أسماء ومنها عبد الرحم محرز، قائد أحرار الشام، وكان هناك التونسي واسمه محمود عثمان برشة، ومحمد القديني، قائد كتيبة مغاوير القلمون، وعمر سليمان خزانة قائد كتيبة فجر الإسلام والقائمة طويلة.

ويختم بالقول ‘يبرود مدينة غنية أو كانت، وترك الكثير من أبنائها البلدة ومنهم كارلوس منعم، الرئيس الأرجنتيني والذي زار بلدته في 24 تشرين الثاني/نوفمبر 1994.

وهناك نصب يخلد المناسبة ولكنه مغطى براية المقاتلين أخضرـ أبيض- أسود’، وقد تدفع العائلات المهاجرة لإعادة إعمار هذه البلدة ولكن من سيدفع لإعمار سوريا’.

ويقول ‘تبدو يبرود مثل بقية سوريا، مهدمة وساحة معركة وأنقاضا..’. ومع ذكر المقاتلين الأجانب كتب باتريك كوكبيرن في سلسلة حلقاته عن القاعدة وعن الدور السعودي وإن كان السعوديون نادمون على دعم الجهاديين؟

هل ندمت السعودية؟

يقول كوكبيرن في صحيفة ‘اندبندنت’ أن القاعدة تحولت خطرا على السعودية، وتسبب قلقا للأمريكيين بشأن دور المملكة في دعم الجماعات الجهادية في سوريا. ويشير بداية إلى إعدام مقاتلين جهاديين سائقي ثلاث شاحنات على الطريق السريع الذي يربط بين سوريا والعراق بعد امتحانهم حول معرفتهم الدينية وهو ما قاد في النهاية لإعدامهم باعتبارهم علويين. ويقول إن الغرب وأمريكا قد لا يهمهم الصراع السني- الشيعي، لكن في فصائل المقاتلين المعتدلة التي تلقى دعما من الغرب فصائل سلفية، مضيفا إلى أن الفكرة اعتدال فصائل الجيش الحر زالت في في كانون الأول/ديسمبر عندما هاجمت جماعات إسلامية مخازن الجيش الحر في أطمة قرب الحدود التركية ونهبت ما فيها.

ولاحظ كوكبيرن أن الولايات المتحدة عبرت في الستة أشهر الأخيرة عن غضبها من أفعال السعودية ودول الخليج الأخرى التي تقوم بدعم وتمويل ‘أمراء الحرب الجهاديي’ في سوريا الذين أصبحوا قوة مهمة في الثورة السورية.

وقال الكاتب إن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري انتقد في أحاديثه الخاصة مع السعوديين الأمير بندر بن سلطان، السفير السابق في واشنطن، ومسؤول الأمن القومي السعودي منذ عام 2012 والذي كان يدير الحملة السعودية للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.

ورد الأمير بندر بمهاجمة الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي لم ينفذ تهديداته ويوجه ضربة عسكرية للنظام السوري. وأشار كوكبيرن إلى التغييرات الأخيرة في المسؤولين السعوديين عن الملف السوري الذي أصبح في عهدة الأمير محمد بن نايف، وزير الداخلية والذي يقيم علاقة قوية مع الإستخبارات الأمريكية، ويلعب أيضا الأمير متعب بن عبدالله، رئيس الحرس الوطني السعودي دورا في تشكيل السياسة السعودية حول سوريا.

ويعتقد أن الخلافات الخليجية ـ الخليجية حول سوريا التي خرجت للعلن بين السعودية والبحرين والإمارات العربية من جهة ودولة قطر من جهة أخرى لم تكن بسبب دعم قطر للإخوان المسلمين فحسب بل ولأنها تدعم الجماعات الجهادية في سوريا.

ومع أن السعودية أصبحت الداعم الرئيسي للمعارضة السورية منذ الصيف الماضي إلا أن المشاركة السعودية أعمق وأطول وتبرز عبر العديد من المقاتلين السعوديين الذين تدفقوا إلى سوريا ويقاتلون إلى جانب الجماعات الجهادية في العادة.

ويقول الكاتب إن السعودية مشاركة على المستوى الرسمي والشعبي في الحرب السورية، فالدولة تدعم جماعات المعارضة بالمال والسلاح، والدعاة والوعاظ يجمعون المال ويلقون الخطب ويحضون الشباب للسفر إلى سوريا.

الخوف من إيران

ويشير الكاتب إلى الخلاف السني ـ الشيعي القديم وموقف الوهابية من الشيعة والذي يعود لأيام مؤسس الدولة السعودية عبد العزيز بن سعود، ولكنه أصبح واضحا بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران عام 1979.

وفي هذه السنة أيضا قام الإتحاد السوفييتي بغزو أفغانستان حيث ظهر تحالف سعودي- باكستاني (الجيش الباكستاني)- أمريكي لدعم فصائل المجاهدين. وقدم التحالف البذرة التي ظهر منها تنظيم القاعدة بقيادة أسامة بن لادن.

ويقول الكاتب إن هجمات 9/11 كان بمثابة بيرل هاربر (عندما ضرب اليابانيون الميناء الأمريكي في الحرب العالمية الثانية) وقد استخدم المحافظون الجدد الحادثة وتلاعبو بها لخدمة أغراضهم التي قادت لغزو العراق.

وكان استخدام أسلوب التعذيب والإيهام بالغرق مع معتقلي القاعدة في سجن غوانتانامو من أجل نزع اعترافات منهم لتوريط العراق في هجمات 9/11 وليس السعودية كما يقول الكاتب. ويعود كوكبيرن إلى تقرير لجنة التحقيق في ظروف هجمات إيلول/سبتمبر عام 2001 والتي قالت إن السعودية هي أكبر ممول للقاعدة، وبعد سبعة أعوام من الهجمات وفي ذروة حرب العراق قال مساعد وزير الخارجية سيتوارت ليفي لشبكة ‘إي بي سي’ إنه عندما يتعلق الأمر بالقاعدة فيمكنه قطع الدعم عنها من دولة واحدة وهي السعودية. وقال إن الأخيرة لم تقم بالتحقيق مع أي شخص ممن وردت أسماؤهم في تقارير الأمم المتحدة والولايات المتحدة.

ورغم حالة الإحباط في الدوائر الأمريكية من السعوديين إلا أن شيئا لم يتغير، وقبل بضع سنوات كتبت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون في برقية سربها موقع ويكيليكس وفي البرقية المؤرخة في كانون الأول/ديسمبر عام 2009 قالت كلينتون إن السعودية لا تزال الممول الرئيسي للقاعدة، طالبان ولاشقر طيبة في الباكستان والجماعات الإرهابية الأخرى’.

واشتكت الوزيرة الأمريكية من تردد السعودية في اتخاذ إجراءات ضد القاعدة. هو ما دعا مساعد وزير الخارجية لشؤون الإرهاب وتمويله ديفيد كوهين إلى مدح الجهود السعودية والتقدم الذي حققته في تجفيف مصادرتمويل القاعدة في داخل الأراضي السعودية، ولكنه قال إن الجماعات الجهادية الأخرى يمكنها الحصول على تبرعات من داخل المملكة.

وعبر كوهين عن قلقه أيضا من الدور الكويتي حيث قال ‘ لقد تحولت حليفتنا الكويت إلى مركز تمويل الجماعات الإرهابية في سوريا’. وانتقد تعيين نايف العجمي، وزيرا للعدل والأوقاف والشؤون الإسلامية وقال ‘للعجمي تاريخ في دعم الجهاد في سوريا، وظهرت صوره على حملة جمع تبرعات يقوم بها مؤيد معروف لجبهة النصرة’. وأضاف أن وزارة الأوقاف أعلنت في الآونة الأخيرة عن السماح بجمع التبرعات من المساجد الكويتية مما يفتح الباب لجامعي التبرعات نيابة عن الجهاديين.

وفي نهاية تقريره يشير الكاتب إلى المبالغة السعودية في تقدير الخطر الشيعي الممثل بإيران، مشيرا إلى وثيقة أمريكية مسربة، والتي أظهرت حجم التعاون الباكستاني- السعودي بدرجة جعلت دبلوماسيا سعوديا يقول ‘نحن لسنا مراقبين بل مشاركين’.

ويقول إن السعوديين كانوا شاكين في آصف زرداري، الرئيس الباكستاني السابق، وفضلوا ديكتاتورية عسكرية عليه، وكما أخبر وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد الأمريكيين ‘السعوديون يشكون في أن زرداري هو شيعي، مما يثير مخاوفهم من ظهور مثلث شيعي في المنطقة بين إيران والمالكي والباكستان في ظل حكم زرداري’.

قطع طرق المصنع وسعد نايل وبيروت تضامناً مع عرسال ومخاوف من 16 سيارة مفخخة

سعد الياس

بيروت ـ ‘ القدس العربي ‘ من : في خطوة تضامنية مع بلدة عرسال السنية، أٌقدم بعض الشبان على قطع الطريق الدولية بالحجارة في منطقة سعدنايل امام الجامع بالاتجاهين، كما تم قطع طريق المصنع. وجاءت هذه الخطوة بعد ساعات على موقف مقتضب للأمين العام لـتيار المستقبل” احمد الحريري عبر ‘تويتر’ أكد فيه ‘أن’ عرسال لن تترك لمصيرها وعرسال هي بيروت وطرابلس وعكار وصيدا وشبعا وسعدنايل والاقليم وعرسال هي كل لبنان ونقطة على السطر’، فيما دعت ‘كتلة المستقبل’ الدولة ‘الى تأمين الحماية لعرسال من اعتداءات النظام السوري وممارسات حزب الله’ كما ورد في البيان.

وكان الوضع ازداد تأزماً بين عرسال السنية ومحيطها الشيعي بعد سقوط مدينة يبرود السورية ولجوء مئات المسلحين الى جرود عرسال والخوف من استقدام عدد من السيارات المفخخة ولاسيما بعد وقوع تفجير انتحاري في بلدة النبي عثمان، واستمرار سقوط الصواريخ على بلدات اللبوة وغيرها من بلدات البقاع. وترجمة لهذا التوتر أُغلقت الطريق الدولية التي تربط عرسال باللبوة في ظل تزايد المخاوف من السيارات المفخخة التي قيل انها نُقلت من يبرود الى عرسال.

غير أن الوضع ما لبث أن تطوّر وأقدم سكان بلدة بريتال الشيعية على مناصرة أهل اللبوة والرد على قطع طريق المصنع وسعدنايل بقطع طريق بلدتهم التي تؤدي الى بعلبك، فتوسّع الاعتراض في البلدات السنية في البقاع الأوسط ليشمل بلدتي تعلبايا والصويرة، وانتقل التوتر الى بيروت حيث تمّ قطع طريق المدينة الرياضية وقصقص وكورنيش المزرعة والسعديات وحلبا والبيرة ومنجز في عكار تضامناً مع عرسال التي شهدت بدورها اعتصاماً مقابل حاجز للجيش اللبناني. كذلك قطع شبان غاضبون الطريق في طريق الجديدة ولوّحوا بعدم فتحها إلى حين فك الحصار عن عرسال.

وكان رئيس بلدية اللبوة رامز امهز طالب ‘اهل عرسال الشرفاء والذين يشكلون 90 بالمئة من مجمل سكانها، برفع الصوت عالياً من اجل طرد المسلحين من بلدتهم، اضافة الى المتآمرين من اهلها امثال مصطفى ‘ابو طاقية’ وابنه وسامي الاطرش’، وقال ‘لن نختبىء خلف اصبعنا، واهل عرسال لديهم احراج من رفع الصوت لانه مغلوب على امرهم في ظل وجود 15 الف مسلح سوري داخلها وفي جرودها’.واعتبر أمهز ‘ ان عرسال ليست محاصرة وكل ما يتعلق بالامور الانسانية والغذاء يمر اليها بشكل طبيعي الا ان القلق هو من السيارات المفخخة، خصوصاً في ظل معلومات عن وجود 16 سيارة مفخخة في الجرود ‘.

الى ذلك، انتشرت على عدد من المواقع الالكترونية صورة قيل إنها للشيخ أحمد الأسير بعد مقتله في معارك يبرود وفق ما أعلن ما يُسمى ‘تجمع أحرار حلب الشهباء’ من دون إيراد مزيد من التفاصيل.لكن التعليقات شددت على أن هذه الصورة مفبركة وأن الرواية غير صحيحة وهي كخبر مقتل الفنان فضل شاكر.

إطلاق سراح ناشطة مسيحية في حلب بعد احتجازها لساعتين .. لأنها ‘سافرة

ياسين رائد الحلبي

ريف حلب ـ ‘القدس العربي’ لم تكن داعش هذه المرة التي تعتقل فتاة لأنها ‘سافرة’ بل لواء تابع لجيش المجاهدين في حلب بتهمة عدم ارتداء الحجاب، على الرغم من أن الناشطة المسيحية مارسيل شحوارو وزميلها الناشط محمد خليلي كانا يقومان برفقة نشطاء آخرين في حي بستان القصر بنشاطات ثورية بمناسبة إحياء ذكرى الثورة السورية، عندما تم اعتقالهما.

وبدأت القصة عندما طلب أحد قادة لواء حلب المدينة المنضوي تحت ‘جيش المجاهدين’ أبو الحسنين من مارسيل ارتداء الحجاب، لكن سرعان ما تحول الحديث الى ملاسنة حادة بين النشطاء، حيث أقدم بعض عناصر اللواء على ضرب الرصاص في الهواء وطلب المؤازرة، ومن ثم تم اقتيادها وزميلها في بادئ الأمر الى مقر لواء حلب المدينة.

وقال أحد النشطاء لـ’القدس العربي’، إن الهيئة الشرعية تدخلت لحل النزاع وقامت بنقل مارسيل و محمد خليلي الى مقرها، وذلك للتوسط ولحل النزاع الذي حصل بين الطرفين وأن الناشطة وزميلها سيخرجان خلال ساعات حتى يتم تدارك ما حصل بين طرفي الحادثة.

وروت الناشطة مارسيل شحوارو على صفحتها على موقع التواصل الإجتماعي ‘فيسبوك’ تفاصيل ماحدث، قائلة ‘أبو الحسنين، شب قريب الثلاثين بالعمر، بيجي بيشوفني عم نركب الصور تبع الشهداء، هلق صورالشهداء وهالتفاصيل ما بيعنولو للزلمي.. انو سنوية الثورة هاد تفصيل صغير وجانبي .. بيجيب عشر مسلحين مشان يشيلني لأني ما حاطة عراسي .. أبو أحمد عقيل ! اللي طلبت من العنصر تبعك انو يجي يقصلي شعري.. يا ريتك كنت بفرع امن ولا كنت محسوب على صفي’.

أبو حسنين وهو أحد قادة الكتائب في لواء حلب المدينة، اتهم على صفحة اللواء على ‘فيسبوك’ بعض الشباب بإثارة فوضى حتى تحول الى عراك بالأيدي أجبر العناصر على إطلاق الرصاص لتدارك الموقف، متابعا ‘نحن لم نطلب منها أن تعتنق الإسلام وتكلمنا معها بكل أدب ولها حرية الدين والمعتقد ولكن من حولها هم من أحدث تلك الفوضى، وقاموا بتضخيم الموضوع زيادة عن اللزوم ولأغراض لا يعلمها إلا الله حتى خرج الموضوع عن السيطرة’.

وتقول الناشطة نور لـ’القدس العربي’، إن الهيئة الشرعية فاشلة بعملها في المناطق المحررة وهي التي تتحمل ما يحصل من تجاوزات يومية بحق بعض المدنيين، موضحة ‘انا أقيم بالمناطق المحتلة ولا ارتدي حجاباً وأتنقل في بعض الأحيان الى المناطق المحررة وأضطر لوضع غطاء لتغطية شعري وذلك للإبتعاد عن المناقشات والأحاديث وأيضاً خوفاً مما يحصل لي كما حصل لمارسيل من بعض العناصر الساذجة.

وبينت نور أن هؤلاء العناصر يتصرفون في كثير من الأحيان بفردية ويحكمون كما يشاؤون، فهذا هو الفشل بحد ذاته أن لا يكون لدينا هيئة تحاسب المخطئ ومن يتعدى على خصوصيات الأهالي ‘ فالحجاب أمر شخصي وارتداؤه او عدمه يعود لي’.

الناشط اسلام شاهين يوضح لـ’القدس العربي’، أن مارسيل فتاة مسيحية وبكافة الأحوال ليس هناك بلاغ أصدرته الهيئة الشرعية للعامة حتى تطبقه على فتاة مسيحية، وأعتقد أن ما حصل خرق للحرية الشخصية وليس هناك حكم معمم في الأراضي المحررة يجبر الفتاة ارتداء الحجاب، ولكن اظن أنها بقعة ضوء جديدة ستوجه من البعض على الكتائب الإسلامية لأنها مستهدفة على كافة الأحوال.

لكن في رأي الناشط الإعلامي محمود الحلبي أن أي شخص من ديانة أخرى او من المسلمين يجب ان يتقيد بعادات وتقاليد مناطق تقطنها ملايين وهي كسرت تقاليد مناطق مسلمة ‘والشباب’ طلبو منها ان تضع أي شيء على رأسها احتراماً للمارين بالشارع واحتراما للعادات والتقاليد، لكن هي رفضت بشدة هذا الموضوع ولذلك عليها ان تتحمل التوابع .

من جهته يقول عضو اثتلاف شباب الثورة مجد أطلي،’ المشكلة التي نواجهها في الهيئة الشرعية في المناطق المحررة أنها غير قائمة على سلطة، و لا تملك القرار في تصرفاتها، والهيئة القضائية يجب أن تكون مختارة من الناس بحرية بعد تحديد دستور ناظم بتصويت الأهالي عليه وهذا الشيء حاليا لا يمكن تطبيقه، واذا كانت تريد ان تلغي الفوضى الكبيرة يجب على الاقل ان تكون عاملة حاليا في مجال فض النزاعات بين الفصائل على الأرض وفي الأمور الجنائية، أما القوانين الناظمة للمجتمع في المناطق المحررة لايمكن العمل عليها ودراستها الا بعد سقوط النظام’.

وعلى ما يبدو فإن الهيئة الشرعية نجحت في التعامل مع القضية بقدر من التوازن عندما تم إطلاق سراح الناشطة في وقت قصير، وتظهر هذه الحادثة مدى تحسن وضع الناشطين في حلب وقدرتهم على نقد وتحدي الهيئة الشرعية مقارنة بحال المدينة في عهد داعش عندما ‘ لم يكن مسموحا أصلا لناشطين رجال بحمل الكاميرات فما بالكم بالسيدات ‘كما يعلق أحد الإعلاميين على الحادثة.

والهيئة الشرعية هي بمثابة مجلس ذي صلاحيات تنفيذية يضم ممثلين عن أرز فصائل حلب العسكرية، وقد نجحت الهيئة الشرعية الى حد كبير خلال العامين الماضيين بكسب ثقة أهالي المناطق المحررة عندما وفرت قدرا من الأمن وتصدت لظاهرة ‘التشويل’ وتعني سرقة المال العام والخاص، كما أنها حاولت التصدي للكثير من الممارسات المتطرفة التي صدرت من داعش في العامين الأخيرين قبل طرد التنظيم نهائيا من قبل الفصائل التي تشكل الهيئة الشرعية وهي فصائل الجبهة الإسلامية وجيش المجاهدين وجبهة النصرة.

 ‘داعش’ تصل أمريكا… إعتقال جندي من الحرس الوطني بتهمة محاولة الإنضمام إلى الجهاديين في سوريا وتفجير محطة مترو

رائد صالحة

نيويورك ـ ‘القدس العربي’ إعتقلت السلطات الأمنية الأمريكية جنديا من الحرس الوطني في منطقة بلين في ولاية واشنطن في وقت مبكر الاثنين، بالقرب من الحدود الكندية بتهمة محاولة الإنضمام الى جماعة ‘الدولة الإسلامية في العراق والشام’، ‘داعش’ والتآمر لتفجير مترو مدينة لوس انجلوس.

وقال مكتب التحقيقات الفيدرالي إن نيكولاس تيوسن، 20 عاما، الذي اعتنق الإسلام مؤخرا اثناء دراسته في كلية مجتمع مقاطعة سان جواكين متهم ايضا بمحاولة تقديم دعم مادي إلى منظمة إرهابية أجنبية، وقد لفت انتباه الاجهزة الامنية الامريكية حينما بدأ يستخدم اسم ‘أسد’ في حسابه الخاص في تطبيق ‘انستغرام’ للتعبير عن اهتمامه بالإرهاب على حد قول الدعوى القضائية الفيدرالية التي رفعتها الأجهزة الأمنية بعد اعتقاله.

وجاء في لائحة الاتهام أن تيسون نشر في اليوم الخامس من شهر اب/اغسطس الماضي على ‘الانترنت’ متسائلا عن أي شخص يمكنه مساعدته في الحصول على كتاب الجهاد الذي يوصف بانه دليل حول كيفية التحول إلى ذئب وحيد وهي إشارة أمريكية معروفة للإرهابيين الذين يعملون بمفردهم، ووفقا لشهادة خطية لعميل التحقيقات الفيدرالية جوستين جاكوبس تم تقديمها للمحكمة الجزائية في منطقة سكرانتو فان الكتاب الصغير الحجم يتضمن مقالات عن صنع القنابل وتفجيرها عن بعد.

وعلى الفور تظاهر عميل سري لمكتب التحقيقات بأنه مجاهد يسعى لمساعدته وتمكن من لقاء تيوسن عن طريق صديق مشترك في تشرين الأول/اكتوبر، وخلال اللقاء أعرب ‘أسد’ عن رغبته بالذهاب الى سوريا ولكنه لا يعرف كيفية الوصول الى هناك مؤكدا بانه ارسل نقودا الى الخارج لدعم المجاهدين، وحينما نمت ‘الصداقة’ بينهما ناقش نيكولاس تيوسن بجدية في شهر كانون الاول/ديسمبر محاولة القيام بضرب مترو مدينة لوس انجلوس في ليلة رأس السنة.

ووفقا لمزاعم العميل السري فإن المتهم بعث له برسالة نصية جاء فيها ‘اذا كانت لديك معلومات عن أي شخص يملك نيرانا لا توقف أجهزة الإنذار او من السهل إخفائها، الرجاء إعلامي فأنا في حاجة ماسة لواحدة’، ولكن تم إلغاء هذه الخطط بعد أن شعر تيوسن أنه هناك مؤامرة تحاك ضده ورؤيته لكثير من الأعلام الحمراء التي تشير الى مراقبة فيدرالية لنشاطاته.

وقالت السلطات الأمنية الأمريكية إن تيوسن انضم للحرس الوطني في أيار/مايو من عام 2012 ولكن تم تسريحه لأنه فشل في تلبية الحد الادنى من المؤهلات للمتابعة وافتقاره للإعتمادات الأكاديمية المطلوبة وعدم حضوره للتدريبات الأساسية ولكنه بقي ‘احتياط’ مع رمز وظيفي يقول إنه ‘متدرب غير معين’.

ويواجه المتهم في حالة ادانته عقوبة أقصاها السجن لمدة 15 سنة مع غرامة تقدر بـ250 الف دولار.

إنتقاما ليبرود… قتيل سوري قرب حيّ لمناصري حزب الله

بيروت ـ ‘القدس العربي’ من سعد الياس: لا تزال تداعيات سقوط مدينة يبرود في يد الجيش السوري وحزب الله ترخي بثقلها على الوضع اللبناني، وبعد انفجار سيارة مفخخة في بلدة النبي عثمان وتفجير سيارة أخرى من قبل الجيش اللبناني في منطقة البقاع الشمالي أفيد عن جريمة في حي الفنار القريب من حي الزعيترية حيث تقطن أغلبية من حزب الله. فقد عثر على السوري علي موسى هرموش قرابة التاسعة من صباح الثلاثاء مضرّجاً بدمائه بعد ذبحه وتلقيه عدة طعنات سكين داخل مشروع ‘فنار رزيدانس′ الذي هو قيد الإنشاء’في الفنار بالقرب من مبنى كلية الاعلام والتوثيق ـ 2 في الجامعة اللبنانية. وقد كُتب بدماء السوري على حائط الغرفة التي وجد فيها ‘ للشرف ولسوريا انتقاماً ليبرود’.

وقد انتشر شبان من آل زعيتر في محيط موقع الجريمة حيث عمدوا إلى إبعاد المارة ومنع وسائل الإعلام من الاقتراب والقيام بنقل الوقائع، قبل أن تعمد القوى الأمنية لاحقاً الى تطويق المكان بانتظار وصول الأدلة الجنائية والطبيب الشرعي. وقد حصل تلاسن وتدافع بين اللجنة الأمنية التابعة لـ’حزب الله’ والجيش اللبناني في مسرح الجريمة.

الاحتلال يقصف القنيطرة..وينذر النظام

المدن

 نفّذت اسرائيل تهديداتها التي أطلقها رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، الثلاثاء، بشن غارات جوية على مواقع عسكرية سورية، بعد استهداف مركبة لقوات الاحتلال بعبوة ناسفة شمال الجولان السوري المحتل، ما أسفر عن إصابة 4 جنود أحدهم في حالة خطرة.

الناطق العسكري باسم الجيش الإسرائيلي، قال إن الطيران استهدف المواقع السورية التي كان لها مساهمة في حادثة المركبة على الحدود، وأعلن عن استهداف الطيران ليل الثلاثاء-الأربعاء مقرات عسكرية وبطاريات مدفعية تابعة لقوات النظام دون أن يكشف عن المواقع المستهدفة، إلا أن وسائل إعلام، ذكرت أن المواقع المستهدفة هي اللواء 90 واللواء 60 في محافظة القنيطرة، التي تشهد معارك واشتباكات قوية بين قوات النظام والمعارضة وسط ترجيح الكفّة لقوات المعارضة في حسم المعارك والسيطرة هناك.

 من جهته، قال وزير الدفاع الإسرائيلي، موشيه يعالون في بيان حول الحادثة “نعتبر نظام الأسد مسؤولاً عما يجري على أراضيه..، في حال واصل التعاون مع عناصر إرهابية تسعى لإلحاق الأذى بإسرائيل فسوف نجعله يدفع ثمناً باهظاً”.

 من ناحيتها، قالت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية، في بيان مقتضب نشرته وكالة الأنباء الرسمية السورية “سانا” إن “طيران العدو الصهيوني استهدف صباح اليوم مواقع كوم الويسية ونبع الفوار وسعسع في محيط القنيطرة ما أدى إلى استشهاد عنصر وإصابة سبعة آخرين بجروح وقد جاء هذا العدوان متزامنا مع هجوم أعداد من الإرهابيين من اتجاه الاردن على السجن المركزي في مدينة درعا”.

 وكانت مصادر إعلامية عبرية، قالت ليل الثلاثاء إنه عقب قصف المدفعية الإسرائيلية مواقع سورية رداً على تفجير عبوة ناسفة في دورية للجيش الإسرائيلي قرب قرية مسعدة في الجولان المحتل، رفعت تل أبيب درجة التأهب خشية من تطور الوضع، وهدد رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بالرد على مصادر النيران أياً كانت.

 وقالت مصادر إسرائيلية إن المنطقة التي جاءت منها الخلية التي فجرت العبوة الناسفة، تخضع للسيطرة الكاملة للجيش النظامي السوري، مشيرة إلى احتمال أن يكون منفذو العملية من حزب الله. ويعتقد المحلل الإسرائيلي أمير شالوم أن أحداً لا يمكنه الوصول إلى المنطقة المذكورة دون تصريح أو موافقة من الجيش السوري.

 من جانبه أكد نتنياهو أن إسرائيل تمكنت خلال السنوات الثلاث الماضية من الحرب في سوريا، من المحافظة على الهدوء، لكن الجولان “بدأ يمتلئ بعناصر من الجهاد وحزب الله وهو ما يشكل تحدياً جديداً لإسرائيل، لكن سندافع بشدة عن أمننا”.

 من جهة ثانية، قالت تقارير إعلامية إسرائيلية إن قصف المدفعية الذي جاء سريعاً عقب الحادثة، كان من أجل منع محاولة “خطف” الجنود المصابين في المكان، وذكر الموقع الالكتروني لصحيفة “يديعوت أحرنوت” أن الجيش الإسرائيلي يجري تحقيقاً في حادثة استهداف جنوده على الحدود، وفحص احتمال استخدام لوحة تحكم عن بعد في تفعيل العبوة الناسفة التي استهدف الدورية الإسرائيلية.

ألمانيا متورطة في إنشاء الترسانة الكيميائية السورية

أ. ف. ب.

لعبت ألمانيا دورًا اكبر مما تردد في انشاء الترسانة الكيميائية السورية. فمنظمة حظر الاسلحة الكيميائية نقلت الى برلين لائحة تضم اكثر من خمسين شحنة سلمتها شركات المانية الى سوريا بين عامي 1982 و1993.

برلين: نقلت صحيفة سوديتش تسايتونغ الالمانية أن شركات المانية لعبت دورًا اكبر مما تردد في انشاء الترسانة الكيميائية السورية، واستندت في معلوماتها الى تقرير لمنظمة حظر الاسلحة الكيميائية.

واضافت الصحيفة مع الشبكة الاقليمية لتلفزيون “ان دي ار” أن منظمة حظر الاسلحة الكيميائية نقلت الى وزارة الخارجية الالمانية لائحة تضم اكثر من خمسين شحنة سلمتها شركات المانية الى سوريا بين عامي 1982 و1993.

شحنات فتاكة

وجاء في هذه اللائحة بشكل خاص تسليم 2400 طن من حامض الكبريت الذي يمكن استخدامه لصناعة غاز السارين، بحسب المصدر نفسه. كما تسلمت سوريا ايضاً مضخات وصمامات وكاشفات غاز.

وشاركت دول أخرى مثل فرنسا وروسيا والصين في البرنامج الكيميائي السوري الذي بدأ في الثمانينات، وقد تسلمت حكومات هذه البلدان ايضاً لوائح من المنظمة تضم ما سلم الى سوريا، بحسب ما نقلت الصحيفة.

تحقيقات

وسلمت وزارة الخارجية الالمانية اللائحة الى النيابة العامة التي تدرس حاليًا امكان فتح تحقيقات حول نشاطات هذه الشركات.

واكدت النيابة العامة للصحيفة الالمانية أنها تدرس هذا الاحتمال. الا أنه لن يكون ممكناً القيام بملاحقات قضائية قبل مرور عشر سنوات على الوقائع.

وكانت الحكومة الالمانية أقرّت في ايلول/سبتمبر بأنها سمحت حتى العام 2011 بتصدير مواد الى سوريا يمكن استخدامها في صناعة اسلحة كيميائية، وذلك بكميات اكبر مما اعلن حتى الآن.

وتؤكد برلين أن لا ادلة على أن هذه المنتجات الكيميائية التي سلمت الى سوريا قد استخدمت لصناعة سلاح كيميائي.

السعودية ترحب بتقرير لجنة تقصي الحقائق الدولية المعنية بسوريا

اتخذت الإجراءات اللازمة لإدراج قضايا المرأة ضمن أجندات أهدافها التنموية

جنيف: «الشرق الأوسط»

رحبت المملكة العربية السعودية أمس، بتقرير لجنة تقصي الحقائق الدولية المستقلة المعنية بسوريا، ووجه السفير فيصل طراد سفير السعودية لدى الأمم المتحدة في جنيف الشكر لرئيس اللجنة باولو بينهيرو وفريقه على ما بذل من جهود في إعداد التقرير الأممي المهم.

وأعرب السفير طراد عن بالغ قلق بلاده مما يعانيه اللاجئون السوريون، حيث تبين التقارير الدولية تفاقم المعاناة وحجم الكارثة التي يعيشها السوريون خاصة الأطفال، وأوضح أن المملكة تدعو المجتمع الدولي إلى الوقوف مع اللاجئين السوريين المنكوبين وتقديم المساعدات الضرورية لهم، وأكد سعيها من خلال الحملة الوطنية لمناصرة الأشقاء في سوريا إلى تقديم أكثر من 500 مليون دولار، ولفت السفير فيصل طراد الانتباه إلى أن نظام بشار الأسد «استنفد جميع الفرص التي منحها له المجتمع الدولي وأصبح لزاما علينا الوقوف متحدين نحو العمل المشترك لتحقيق الحل السلمي لهذه المأساة الإنسانية الرهيبة، من خلال الضغط على النظام السوري والتزاماته ببيان (جنيف1)، بما في ذلك إنشاء هيئة الحكم الانتقالي».

وقال إن «حكومة تؤكد على ضرورة استمرار الضغط على النظام السوري للقبول بالحل السلمي على أساس بيان (جنيف1)، بما في ذلك إنشاء هيئة الحكم الانتقالي، ووقف القتال والانسحاب الفوري لجميع القوات الأجنبية المقاتلة في سوريا وفك الحصار عن المدن السورية وإيقاف سياسة التجويع وإيجاد ممرات آمنة لإيصال المساعدات للسوريين وبإشراف دولي يضمن ذلك، عملا بقرار مجلس الأمن رقم 2139، وتمكين لجنة تقصي الحقائق من دخول الأراضي السورية لمباشرة عملها والاطلاع على الحقائق على الأرض، ومحاسبة مرتكبي الجرائم الإنسانية وجرائم الحرب وتقديمهم للعدالة وعدم الإفلات بجرائمهم، واستمرار الدعم للائتلاف الوطني السوري بصفته الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري حسب قرار جامعة الدول العربية». وأكد دعم بلاده للائتلاف الوطني السوري بوصفه الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري، ودعا المجتمع الدولي إلى دعم هذا الائتلاف لتحقيق طموحات الشعب السوري الحالم بالعيش في حرية وكرامة.

من جهة أخرى، قدمت السعودية تبرعا بمبلغ مليون دولار لدعم جهود منظمة الهجرة الدولية في الصومال، وأعلن ذلك الدكتور بندر بن محمد العيبان رئيس هيئة حقوق الإنسان خلال لقائه بالمدير العام لمنظمة الهجرة الدولية ويليام سوينغ، بحضور السفير فيصل طراد المندوب الدائم للمملكة لدى الأمم المتحدة في جنيف على هامش الدورة الخامسة والعشرين لمجلس حقوق الإنسان.

من جانب آخر، أكدت المملكة العربية السعودية أن الشريعة الإسلامية كفلت المساواة العادلة بين المرأة والرجل والقائمة على مبدأ التكامل فيما يتعلق بالحقوق والواجبات، وركزت المملكة على إدراج قضايا النساء والفتيات ضمن رؤيتها المستقبلية لخططها وبرامجها لأهداف التنموية الألفية للعام 2015 وما بعده بما يتواكب مع متطلبات العصر واحتياجاته ابتداء باحترام حقوق النساء والفتيات بوصفهن عنصرا أساسيا في نجاح المجتمع وانتهاء بتعزيز وتفعيل دورهن في الأسرة والتعليم والصحة وتوفير فرص العمل لهن وحمايتهن من العنف النفسي والجسدي واتخاذ أفضل الوسائل لحمايتهن من المتاجرة أو الاستغلال.

جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها المستشار الدكتور عبد المحسن بن فاروق إلياس نائب رئيس الوفد الدائم للمملكة لدى الأمم المتحدة أول من أمس أمام جلسة لجنة وضع المرأة التابعة لمنظمة الأمم المتحدة خلال مناقشات البند الثالث الخاص بالتحديات والإنجازات في تنفيذ الأهداف الإنمائية للألفية لصالح النساء والفتيات، وأعربت عن تطلعها تأكيد التزامها الجاد بتعزيز وحماية النساء والفتيات والمشاركة الإيجابية الفاعلة في جميع القضايا المتصلة بهن على جميع الأصعدة.

وأوضح الدكتور إلياس أن حكومة بلاده اتخذت الإجراءات اللازمة لإدراج قضايا المرأة ضمن أجندات أهدافها التنموية والمستدامة التي من شأنها رفع مستوى تمثيل المرأة السعودية والحرص على زيادة مشاركتها في جميع جوانب الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي كفلتها الشريعة الإسلامية.

الأمن القومي السوري» تعمد طمس حقائق بشأن معتقلين لبنانيين وتحفظ على الإجابة عن مراسلات دولية

ملخص مذكرة رسمية تفضح أداء دمشق مع «اللجنة المشتركة»

لندن: «الشرق الأوسط»

تنشر «الشرق الأوسط» ملخصا لمذكرة شاملة حول ملف المفقودين اللبنانيين في السجون السورية، أعدها مكتب الأمن القومي السوري، ومن المقرر أن ينشرها موقع «وثائق دمشق» كاملة في الأيام المقبلة، على الرغم من تعرضه للقرصنة مرات عدة، بعد بدئه الاثنين الماضي نشر وثائق رسمية ومحاضر اجتماعات سرية مسربة من دوائر سورية دبلوماسية وسياسية وأمنية.

تكشف المذكرة كيفية تعاطي مكتب الأمن القومي الذي كان يتولى الرد على المراسلات الموجهة إلى الجانب السوري الممثل في اللجنة اللبنانية السورية المشتركة لدرس ملف المفقودين اللبنانيين والسوريين. ويبدو واضحا تعمد المكتب التهرب من كشف أي حقائق حول مئات المعتقلين اللبنانيين في سجونه، على الرغم من أن أجهزة الأمن السورية قدمت له في أحيان كثيرة، بناء على كتب وجهها إليها، معطيات كثيرة تتعلق بالعشرات منهم. فاكتفى بتبيان أوضاع عدد من المعتقلين بتهم جنائية، فيما أغفل تقديم الاستيضاحات عن عدد كبير من المعتقلين بتهم سياسية، بعضهم أعدم والبعض الآخر توفي لأسباب مرضية، وهو ما يعتبره معارضون مرادفا لوفاتهم تحت التعذيب، فيما معتقلون آخرون ما زالوا أحياء.

يستهل مكتب الأمن القومي مذكرته حول المفقودين اللبنانيين في السجون السورية بمقدمة يشير فيها إلى أن «قوى 14 شباط (14 آذار) ركزت بتحريض استخباراتي خارجي بعد خروج القوات السورية من لبنان في نيسان (أبريل) 2005 على فبركة شهود الزور وتلفيق الاتهامات إلى سوريا حول مقتل (رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق) الحريري. وفي الوقت نفسه أثارت ملف ما يسمى بالمفقودين اللبنانيين في السجون السورية، والذي تتبنى أموره منظمة لبنانية تدعى (سوليد)»، على حد تعبيره. وفي موازاة إشارتها إلى أن «بعض القوى السياسية لا تزال تعتبره (ملف المفقودين) ورقة ضغط تمارس على سوريا»، تفيد المذكرة «بإنشاء الحكومة السورية جمعية سورية خاصة بالمفقودين السوريين في لبنان كعامل مواجهة لمنظمة (سوليد) اللبنانية، وتم إحصاء جميع السوريين الذين فقدوا في لبنان والبالغ عددهم 1090 شخصا، منهم 283 عسكريا».

وتتطرق المذكرة إلى تشكيل اللجنة السورية اللبنانية المشتركة، التي عقدت 18 اجتماعا، وتتخللها سلسلة مراجعات وتقديم الجانب اللبناني قوائم بأسماء 725 لبنانيا فقدوا في سوريا، هناك أدلة على وجود 98 منهم في سوريا، و133 اسما لا أدلة على وجودهم، و491 أفادت الوثيقة بأن «اللبنانيين يعتقدون أن الميليشيات اللبنانية اعتقلتهم وسلمتهم إلى سوريا».

وفي مقابل القوائم اللبنانية، طرح الجانب السوري 1090 اسما سوريا مفقودا في لبنان، هناك أدلة على اختفاء 800 منهم في لبنان، و283 اسما لعسكريين سوريين فقدوا أيضا في لبنان مقابل سبعة أسماء فردية.

وفي حين عقدت اللجنة المشتركة 18 اجتماعا منذ تشكيلها نهاية شهر يوليو (تموز) 2005 حتى نهاية يناير (كانون الثاني) 2008، أشارت المذكرة المسربة إلى أن الجانب السوري أوضح خلال الاجتماعات معالجته لـ123 حالة، مقابل معالجة الجانب اللبناني لـ96 حالة. ولفتت إلى أن اللجنة «شطبت 4 أسماء قدّمها الجانب اللبناني وهم روبير أبو سرحال، جورج بشّور، ميلاد العلم، وجان خوري، بعد أن عُثر على جثثهم في إحدى المقابر الجماعية في لبنان». وتشدد الوثيقة على أن «هذه حجة قوية يجب أن تستخدم دائما من الجانب السوري».

وفي موازاة صدور اربعة مراسيم عفو رئاسية خاصة عن 25 لبنانيا محكومين وموقوفين في سجون سوريا عام 2009، تكشف المذكرة أن مكتب الأمن القومي السوري «اعتمد أسلوبا سابقا بالتعاطي مع الملف يقوم خلاله بالإجابة عن جميع الكتب المحالة إليه أصولا عن طريق اللجنة المشتركة، أما طلبات الجمعيات الأهلية والمنظمات الدولية والأشخاص التي تحال عن طريق المحافل الدولية (مجلس الأمن الدولي – مجلس حقوق الإنسان) أو بشكل شخصي أو عن طريق وزارة الخارجية التي تحيله بدورها إلى مكتب الأمن القومي، فكان يتم التحفّظ على الإجابة بشأنها».

وفي الشق المتعلق بالمراسلات الخاصة بمكتب الأمن القومي، تشير الوثيقة إلى عشر مراسلات وردت من خلال اللجنة المشتركة للمفقودين (السوريين واللبنانيين)، تتعلق الأولى بحالة 16 لبنانيا، وهم كل من سمير الحاج وبسام مثلج وإلياس بيطار وعادل ذيب وأحمد نصّار وفادي غلام وتوفيق الحجل وتوفيق الفوال ورئيف داغر وحسين شكر وجورج زاهر وعدنان زغيب وشامل كنعان وسامي حمادة وبولس باسيل ونبيل سمعان. وبعد إحالة مكتب الأمن القومي المراسلة إلى شعبة المخابرات والشرطة العسكرية، أفادتا بإعدام كل من مثلج لاتهامه «بقتل عسكري سوري وآخر لبناني»، والفوال بتهمة «اغتيال المساعد أول توفيق العلي (سوري) وقتاله ضد القوات السورية في لبنان». وتمحورت المراسلة الثانية حول 623 لبنانيا سبق أن أوقفوا في سوريا في الفترة الواقعة بين 1990 و2005، وتبين أنهم تم «تسليمهم إلى لبنان إما فرديا أو جماعيا». أما المراسلة الثالثة والمتعلقة بـ725 لبنانيا فقدوا «ويدعي ذووهم، وفق الوثيقة، أنهم موقوفون في السجون السورية وطلب من اللجنة المشتركة دراسة أوضاعهم»، فأفادت إدارة المخابرات الجوية بإعدام «دانيال جوزيف منصوراتي (1992)، وأعلنت الشرطة العسكرية إعدامه أيضا، إضافة إلى كل من سامي حسين شعبان (1982)، سليم بهزات سلامة (1990)، خليل أمين أبو زكي (1990)، نجيب يوسف جرماني (1997)، أحمد وليد رؤوف العمري (1989)، مروان حنا عواد (1990)، بسام رياض مثلج (1990)، توفيق فؤاد الفوال (1989)، قزحيا فريد شهوان (1981)».

وأفادت الشرطة العسكرية بـ«وفاة أحمد قاسم الشوم (1981) بعد مرضه ودفن في تدمر»، وبتسليم جمال رياض حوحو إلى فرع الاستطلاع في لبنان (1978) وتوفي هناك». وتشير المراسلة ذاتها إلى إعدام «أسماء مضافة بخط اليد وهي عبد الناصر خضر المصري وعلم الدين مهنا حسان وحسين محمد جوهري»، بموازاة إخلاء سبيل المدعو نادر محمد بلطجي.

من ناحيتها، أفادت إدارة المخابرات العامة بتوقيف كل من أبو زكي وحوحو ومنصوراتي وشهوان وسلامة وحسان وجرماني ومحمد علي وفيق قصقص، من دون أن تورد معلومات حول مصيرهم، مقابل إشارتها إلى الحكم بالإعدام على سامي حسين شعبان و«عدم توافر معلومات حول البقية». أما شعبة الأمن السياسي فأفادت «بعدم توقيف أي لبناني». وتستفسر المراسلة الرابعة الواردة من اللجنة المشتركة إلى مكتب الأمن القومي عن حالة 408 لبنانيين، فجاء رد إدارة المخابرات الجوية «عدم توافر معلومات عن الجميع»، في حين أفاد رد فرع التحقيق والسجون التابع للشرطة العسكرية بالحكم المؤبد على فهد حنا خيشو بجرم التجسس وقال إنه «ما زال موقوفا»، وبالحكم لمدة 15 عاما على ميلاد شحادة بركات «بجرم التجسس»، وقال أيضا إنه «ما زال موقوفا». وأشار إلى تنفيذ الإعدام بحق اللبناني علي سعيد الحاج «لإقدامه على القتل والعمل مع اليمين المشبوه»، وتسليم سمير فؤاد الصايغ «لمنتدب الفرع 248 عام 1990 بعد إنهاء علاقته»، في حين «توفي علي فاروق العبد الله بعد نقله إلى مشفى التل العسكري عام 1988 نتيجة إصابته بقصور كلوي حاد وسلمت جثته لذويه». كذلك، أشار فرع التحقيق والسجون إلى إعدام عارف محيي الدين الدايخ (1982)، وتسليم حسن محمد إسماعيل عبد الله للفرع 248 (2000)، وإعدام كل من عادل إميل خير الله (1988)، وشارل مانويل قالوستيان (1997)، وعماد إسماعيل القرش (1996). ولفت إلى تسليم كل من جمال رفاعي صالح (1987) وعلي محمد الحسين (1991) والرقيب اللبناني (جندي) إبراهيم جرجس وعادل مصطفى الأطرش (1991) إلى «منتدب الفرع 248»، مفيدا في الوقت ذاته بالحكم على محمد علي نور الدين الموقوف عام 1987 لمدة ستة أشهر. وأجابت وزارة الداخلية «بترحيل» وائل أحمد عكاوي عام 2003 وبتوقيف كل من محمد أحمد الفضل منذ عام 1998 بجرم الاتجار بالحشيش، وطالع محمد عسكر منذ عام 1998 بجرم تهريب الحشيش في سجن عدرا، مقابل إخلاء سبيل كل من علي أسعد غندور بتاريخ 29 نوفمبر (تشرين الثاني) 2005 ووليد علي عبد الملك عام 2005. ونفت إدارة المخابرات العامة توافر أي معلومات «باستثناء اللبناني عارف محيي الدين دايخ»، الذي «نفذ بحقه حكم الإعدام عام 1982». وعرضت شعبة الأمن السياسي، كما تضيف وثيقة الأمن القومي نفسها، أسماء 36 حالة، 10 منهم سبق أن أوقفوا من قبل جهات قضائية وأمنية و24 منهم بحقهم إجراءات لصالح الأجهزة الأمنية.

وتشير الوثيقة المسربة إلى أنه «تمت إجابة اللجنة المشتركة من قبل مكتب الأمن القومي بموجب كتابه رقم 206/7/أ.ق تاريخ 2006/2/27 بعدم وجود أي موقوف من اللبنانيين الواردة أسماؤهم في اللوائح»، ثم خاطب مكتب الأمن القومي في اليوم التالي اللجنة السورية المشكلة لمعالجة أوضاع المفقودين السوريين واللبنانيين، موضحا فيه حالة اثنين منهما، بسام رياض مثلج، الذي قال إنه «أوقف بجرم القتل قصدا لأكثر من شخص وتم إعدامه عام 1995 وجرى تبليغ الجهات اللبنانية بمذكرة الحكم ومحضر كشف تنفيذ الإعدام لتسجيل واقعة الوفاة أصولا»، إضافة إلى نادر محمد بلطجي، وأفاد بإخلاء سبيله بتاريخ فبراير (شباط) 1992.

وتتعلق المراسلة الخامسة من اللجنة المشتركة بـ494 لبنانيا، رد مكتب الأمن القومي عليها بكتاب تضمن «لائحة توضيحية بأسماء 34 لبنانيا تم إخلاء سبيلهم وتسليمهم إلى لبنان بتواريخ مختلفة، أما بقية الأسماء فلا تتوافر عنهم معلومات». وخصصت المراسلة السابعة (فبراير 2006) لحالة اللبناني المدعو سليم بهزات سلامة، فردت الشرطة العسكرية بأنه «أوقف عام 1989 بتهمة التجسس لصالح العدو، ونفّذ به حكم الإعدام عام 1990»، لكن مكتب الأمن القومي أجاب النائب العام العسكري (مندوب اللجنة المشتركة) بـ«عدم وجود أي معلومات».

واستفسرت اللجنة اللبنانية السورية المشتركة في المراسلة السابعة (مارس/ آذار 2006) «فيما إذا كان اللبناني سليم سلامة موقوفا بفرع فلسطين أم لا»، وردت شعبة المخابرات على مراسلة مكتب الأمن القومي (أبريل 2006) «بعدم توقيف المذكور وورود معلومات حوله تفيد بصلته بالعدو الإسرائيلي والشبهة بعلاقته باغتيال الشهيد جهاد جبريل»، في إشارة إلى نجل مسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة أحمد جبريل.

وسألت المراسلة الثامنة المذكورة في الملف المسرب، عن 95 لبنانيا، ردت وزارة الداخلية السورية على كتاب أرسله بشأنهم مكتب الأمن القومي بالإشارة إلى إخلاء سبيل 72 منهم وهروب اثنين وإعدام أحدهم والحكم على 16 منهم ووفاة الأربعة الآخرين. لكن مكتب الأمن القومي اكتفى في رده على اللجنة المشتركة، من خلال ممثله فيها، بـ«بيان وضع 85 حالة لبناني موقوف».

وفي معرض رده على المراسلة التاسعة المتعلقة بحالة 26 لبنانيا معتقلين، تبين لمكتب الأمن القومي وفق الردود الواردة إليه من الأجهزة الأمنية السورية، إعدام خليل أمين أبو زكي في 29 يوليو 1990 (الشرطة العسكرية)، وتوقيف رياض حوحو محمد بتاريخ 20 نوفمبر 1978. لكن مكتب الأمن القومي أجاب بكتاب إلى اللجنة «بعدم توافر معلومات وعدم توقيف أي منهم». وخصصت المراسلة العاشرة للسؤال عن بطرس خوند، وهو مسؤول بارز في حزب الكتائب اللبنانية، ورد في الملف أن «منظمة (سوليد) ادعت أنه موقوف في سوريا». وأجاب مكتب الأمن القومي بناء على أجوبة وردته من دوائر الأمن السياسي وإدارة المخابرات العامة وإدارة المخابرات الجوية وشعبة المخابرات «بعدم توافر أي معلومات حول المذكور وأنه غير موقوف بالقطر». ويشير الملف المسرب المذكور إلى العثور «على إحصائيات حتى عام 2008 لأسماء لبنانيين موقوفين في القطر من قبل جهات أمنية»، إذ أفادت وزارة الداخلية السورية في كتاب (رقم 658، تاريخ 2008/7/20) بقائمة «تتضمن أسماء 104 لبنانيين موقوفين لديها منهم 90 ذكرا و14 أنثى». وتضمن كتابها (رقم 30527/م.و، تاريخ 2008/9/2) «أسماء السجناء اللبنانيين الموجودين في القطر حاليا والبالغ عددهم 107».

كذلك أفادت شعبة الأمن السياسي بأسماء «شخصين لبنانيين وشخصين فلسطينيين لبنانيين موقوفين لديها»، وكذلك فعلت الشرطة العسكرية في كتاب صادر عنها تضمن أسماء 12 لبنانيا، قالت إنهم موقوفون في «السجن العسكري الأول»، و«4 أسماء لفلسطينيين لبنانيين في السجن العسكري الأول وهم موقوفون لأسباب أمنية (تنظيم القاعدة – عصبة الأنصار – جند الشام)». وأشار الملف المسرب إلى «لائحة تفصيلية بأوضاع اللبنانيين والفلسطينيين اللبنانيين المحالين للمحكمة الميدانية وأمن الدولة وعرفيا وقيد التحقيق وعددهم 30 (ثمانية منهم فلسطينيون لبنانيون و22 لبنانيا) بعضهم موقوف في الشعبة (26) والآخرون موقوفون في الجوية (4)». ويورد الجزء الثاني الرئيس من الملف الصادر عن مكتب الأمن القومي السوري، والمتعلق بالمفقودين اللبنانيين في السجون السورية، مجموعة من الطلبات والمراسلات التي وردت من مجلس حقوق الإنسان ومن منظمات دولية وجمعيات أهلية لبنانية ودولية وأفراد تسأل عن مجموعة من المفقودين. ويبدو واضحا من خلال الملف تحفظ مكتب الأمن القومي في حالات كثيرة عن الرد على الرغم من ورود أجوبة إليه من الأجهزة الأمنية عن عشرات المفقودين أو اكتفائه بعرض الموضوع في اجتماعاته الدورية، ورده فقط على المراسلات ذات الطابع البروتوكولي لناحية إفادته بتشكيل اللجنة اللبنانية السورية المشتركة وتقديمه موجزا عن الإجراءات والنتائج التي خلصت إليها.

دمشق تعلن تقدمها في رأس العين بالقلمون.. والمعارضة تستجمع قواها في رنكوس

مقتل أكثر من 30 في اشتباكات بين «داعش» وكتائب مسلحة

بيروت: نذير رضا

أكد ناشطون سوريون، أمس، أن القوات النظامية السورية، مدعومة بمقاتلي حزب الله اللبناني، هاجمت مناطق محيطة بمدينة يبرود بريف دمشق الشمالي، في محاولة لاستعادة السيطرة على وسط منطقة القلمون الحدودية مع لبنان، بعد سيطرتها على المدينة الاستراتيجية الأحد الماضي. وفي حين اندلعت اشتباكات في محيط بلدتي رأس العين ورأس المعرة المحاذيتين ليبرود، تجددت الاشتباكات في جنوب القلمون، وتحديدا في وادي بردى الاستراتيجي، كما تجدد القصف على سهل الزبداني، ما يؤشر إلى سقوط الهدنة بين النظام والمعارضة فيها.

وأفاد ناشطون سوريون، أمس، بوقوع اشتباكات في بلدات القلمون الواقعة غرب مدينة يبرود، والمحاذية لحدود لبنان الشرقية. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بتواصل الاشتباكات بين مقاتلي الكتائب الإسلامية المقاتلة و«الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش)، و«جبهة النصرة» من جهة، والقوات النظامية مدعومة بقوات الدفاع الوطني وحزب الله اللبناني في بلدة رأس المعرة، مشيرا إلى تقدم القوات النظامية داخل البلدة، وسيطرة قواتهما على أجزاء منها. وأفاد مصدر أمني سوري لوكالة الصحافة الفرنسية بتقدم القوات النظامية السورية باتجاه بلدة رأس العين في منطقة القلمون شمال دمشق، بعد يومين من استعادتها مدينة يبرود الاستراتيجية في المنطقة، مشيرا إلى أن الجيش يتابع عملياته في متابعة «فلول الإرهابيين» باتجاه رأس العين، لافتا إلى أنه أحكم سيطرته على التلال الشرقية للبلدة الواقعة غرب يبرود. وأفادت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا)، بتقدم وحدات من الجيش النظامي في بلدة رأس العين جنوب غربي يبرود. وذكرت قناة «المنار» اللبنانية التابعة لحزب الله، أن القوات النظامية «سيطرت عصر أمس على القسم الشرقي من رأس العين قرب يبرود ويتقدم باتجاه القسم الغربي منها». وقالت القناة، إن القوات النظامية «استهدفت عددا من الآليات التابعة للمجموعات المسلحة أثناء تحركها بين فليطا ويبرود».

ويعتمد النظام السوري استراتيجية قضم البلدات والمدن في شمال القلمون ووسطه، وسط ترجيحات بأن تكون نهاية المعركة في رنكوس، بعد محاولته احتواء المناطق في جنوب القلمون، وأهمها الزبداني، عبر التوصل إلى اتفاق مع المعارضة فيها. وقال معارضون، إن هذا الاتفاق «يعني هدنة، تشبه إلى حد كبير الهدنة التي توصل إليها النظام مع المعارضين في المعضمية بجنوب دمشق، وبرزة في شرقها».

وقالت مصادر معارضة في المدينة لـ«الشرق الأوسط»، إن الاتفاق الذي توصل إليه الطرفان في منتصف فبراير (شباط) الماضي: «يقضي بتسليم الأسلحة الثقيلة بحوزة المعارضة في المدينة، مقابل عودة القوات النظامية إلى مواقعها السابقة في محيط الزبداني»، مشيرة إلى أن الاتفاق «يقضي أيضا باحتفاظ المعارضين في داخلها بأسلحة فردية، ومنع المظاهر المسلحة». وتضمن الاتفاق المؤقت وقف قوات النظام قصف المدينة، باستثناء الجبال المحيطة بها، على ألا يهاجم الجيش الحر مقرات قوات النظام، ريثما ترسم خطة لهدنة طويلة الأمد. وشمل الاتفاق منطقة سهل الزبداني، الذي قالت مصادر المعارضة أمس، إنه تعرض لقصف من قبل القوات النظامية، بموازاة تجدد الاشتباكات في أقصى جنوب الزبداني في وادي بردى، المتاخمة للمدينة. واستغرب مدير المكتب الإعلامي في القلمون عامر القلموني تزامن الاتفاق في الزبداني مع اندلاع الاشتباكات في القلمون، قائلا لـ«الشرق الأوسط»، إن هذا الاتفاق «شبيه باتفاق سابق وقع في المدينة بالتزامن مع الهجوم على القصير الصيف الماضي».

لكن هذا الاتفاق لم يصمد. وقال عضو المجلس الثوري بريف دمشق إسماعيل الداراني لـ«الشرق الأوسط»، إن القصف على الزبداني، أمس، «يعني خرقا واضحا لاتفاقية الهدنة»، مشيرا إلى اندلاع الاشتباكات في وادي بردى «أثناء محاولة القوات النظامية استعادة السيطرة على حاجز كان المعارضون سيطروا عليه». كما وقعت اشتباكات في وادي وفرة بجرود الزبداني المتاخمة للحدود اللبنانية.

بموازاة ذلك، تتواصل الاشتباكات في وسط القلمون. وقالت مصادر المعارضة لـ«الشرق الأوسط»، إن المعارضة «تستجمع قواها في بلدة رنكوس، وسط المنطقة، وهي أبرز البلدات التي تسيطر عليها المعارضة، بهدف تنفيذ هجوم مضاد لاستعادة السيطرة على يبرود». وتوجد في رنكوس أبرز الكتائب المقاتلة بريف دمشق، بينها «جبهة النصرة» ومقاتلين تابعين للجبهة الإسلامية، فضلا عن لواء «حمزة بن عبد المطلب» التابع لألوية «أحرار الشام»، إضافة إلى «كتائب أسود السنة». وفي هذا السياق، قال القلموني لـ«الشرق الأوسط»، إن المعركة في القلمون «متواصلة»، مؤكدا أن النظام، بسيطرته على يبرود «لم يقضِ على قوة مقاتلة، بل سيطر على الشوارع والأزقة»، في حين «تواصل القتال على أطراف مدينة يبرود، وتحديدا تلك التي تربطها بفليطا ورأس المعرة». وقال إن المقاتلين المعارضين «نزحوا من موقع إلى آخر في القلمون، ولم تكن خسائرهم كبيرة، بحيث لم يتجاوز عدد قتلى المعارضة في يبرود الـ150 قتيلا». في غضون ذلك، اشتد القتال في العاصمة وريفها. وبينما سقط أربعة قتلى جراء استهداف منطقة جرمانا بريف دمشق بالهاون، أفادت «شبكة شام» بسيطرة المعارضة على قسم الشرطة في حي جوبر بدمشق بعد اشتباكات عنيفة دارت فيه.

من جهته، أفاد المرصد السوري بسقوط قذيفتي هاون على مناطق في سوق ببلدة يلدا بالريف الجنوبي، في حين «وقعت اشتباكات عنيفة بين مقاتلي الكتائب المقاتلة والقوات النظامية على أطراف بلدة بيت سحم في محور طريق المطار، وسط قصف من القوات النظامية على منطقة الاشتباك». بموازاة ذلك، أعلنت مجموعة من الكتائب الإسلامية المعارضة أمس، مقتل أكثر من 30 عنصرا من «تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام» المعروف بـ«داعش»، في قرية صرين بريف حلب الشرقي، وذلك بعد مواجهات متقطعة بين الطرفين على أطراف القرية وداخلها، استمرت لعدة أيام. ونقل «مكتب أخبار سوريا» عن شهود عيان من منطقة ريف منبج، إفادتهم بمقتل 15 عنصرا تابعين للدولة الإسلامية على الأقل، بعد اشتباكات عنيفة مع كتائب المعارضة.

واشنطن تغلق سفارة دمشق وقنصلياتها وتطرد دبلوماسييها

غداة تسلم المبعوث الأميركي الخاص روبنشتاين مهامه

واشنطن: هبة القدسي

أعلنت الخارجية الأميركية وقف وتجميد عمل السفارة السورية في واشنطن وقنصلياتها في الولايات الأميركية الأخرى ومطالبة الدبلوماسيين والموظفين بمغادرة الولايات المتحدة.

وقال المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا دانيال روبنشتاين، الذي أعلنت الخارجية الأميركية تعيينه يوم الاثنين الماضي، خلفا لروبرت فورد، إن «الرئيس بشار الأسد رفض التنحي عن السلطة وهو المسؤول عن القيام بأعمال وحشية ضد السوريين، وقد عقدنا العزم على أنه من غير المقبول لأفراد يعينهم هذا النظام القيام بالعمليات الدبلوماسية والقنصلية في الولايات المتحدة».

وأضاف: «بناء على ذلك أبلغت الولايات المتحدة الحكومة السورية اليوم بضرورة أن توقف عملياتها في السفارة في واشنطن والقنصليات الأخرى في مدينة بروي بولاية ميتشغان ومدينة هيوستن بتكساس». ورغم ذلك أبدى المبعوث الأميركي الجديد روبنشتاين رغبة بلاده في مواصلة العلاقات الدبلوماسية مع سوريا والحفاظ على العلاقات، مشترطا تنحي الأسد عن السلطة. وقد سبق للخارجية الأميركية أن حددت تحركات ممثل الحكومة السورية لدى الأمم المتحدة بحدود 40 كيلومترا في مدينة نيويورك على غرار القيود المفروضة على سفيري إيران وكوريا الشمالية.

وعلى الرغم من أن بيان الخارجية الأميركية لا يشير إلى إنهاء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، إلا أنه في واقع الأمر لن يكون هناك تمثيل حكومي سوري في داخل الولايات المتحدة وقد سبق لأميركا أن سحبت دبلوماسييها من سفارتها في واشنطن في عام 2011 مع اندلاع الأزمة السورية.

وتأتي الخطوة الأميركية بإغلاق البعثات الدبلوماسية السورية في وقت تدخل فيه الأزمة السورية العام الرابع مع تقديرات تشير إلى مقتل أكثر من 150 ألف شخص ونزوح الملايين بسبب الحرب. وتحاول واشنطن الضغط على النظام السوري لقبول المبادرات التي تستهدف تخفيف الأزمة، في وقت تتضاءل فيه الآمال في إمكانية التوصل إلى انفراجة سياسية قريبة في الصراع السوري بعد فشل مفاوضات جنيف. ويبدو أن الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة مع روسيا للتوصل إلى تسوية سلمية في سوريا قد تلاشت وسط تفاقم وتوتر العلاقات بين البلدين بسبب أزمة شبه جزيرة القرم.

لؤي المقداد لـNOW: وثائق تُثبِت استغلال عون ملف المعتقلين بسوريا

أفاد مدير مركز “مسارات” وعضو الائتلاف الوطني السوري المعارض لؤي المقداد موقع NOW أنه بدءاً من نهار الأربعاء سيبدأ المركز “بنشر قوائم مفصّلة عن المعتقلين اللبنانين في سجون النظام السوري”، مشيراً إلى أن “هذه الجداول ستتضمن أسماء المعتقلين اللبنانيين الذين تم إعدامهم أو قتلهم تحت التعذيب في فروع المخابرات السورية”.

 وأضاف المقداد: “كما سننشر محاضر اجتماعات ومراسلات تثبت تورط (رئيس التيار الوطني الحر العماد) ميشال عون وشخصيات أخرى استغلت المعتقلين وعائلاتهم”، داعياً “عائلات المعتقلين إلى التوجه إلى المحاكم الدولية لمحاكمة بشار الأسد على ما ارتكبه بحق أبنائهم”.

وقال المقداد: “إنّ نشر هذه الوثائق والجداول سيساعد العائلات في إثبات تورط النظام بإعدام وتعذيب المعتقلين اللبنانيين في سجونه، مع مساعدة شخصيات وقيادات سياسية لبنانية سيتم الكشف عن أسمائهم جميعاً مع كل الوثائق التي ستنشر بشكل متسلسل”.

وذكر المقداد أن “الجداول ستتضمن تهمة المعتقل بحال تمت محاكمته، تاريخ اعتقاله ومكان وجوده، وتواريخ وأماكن وأسماء المعتقلين الذين قتلوا إعداماً او تحت التعذيب والتي تم دفن جثثهم دون إخبار عائلاتهم والعائلات التي تسلموا جثث أبنائهم”.

ورأى المقداد أن “ما قام به ميشال عون يندى له الجبين، كشخص مازال يستمر في الإدعاء بأنه يحمي الأقليات والشعب اللبناني ويهتم لمصلحته، إلا أنه في الحقيقة استغل قضاياهم لأقصى درجة وكل الوثائق التي سيتم نشرها تثبت هذا الكلام”.

 وعن القوائم التي نشرت في جريدة الشرق الأوسط حول بعض المعتقلين الذين تم إعدامهم، قال المقداد: “الأسماء التي نشرت هي أسماء قمنا باختيارها من ضمن الجداول، لكننا سنبدأ بنشر الجداول من حيث ترتيب الملف، ووثائق إضافية تفصيلية من داخل الفروع التي تعتقلهم، وقد استغرقنا العمل على هذا الملف استغرق حوالي العامين، ونحن نملك أكثر من 1000 وثيقة وجدول سنقوم بنشرهم حسب الترتيب”.

 وعن الوثائق التي ستثبت تورط عون والشخصيات الأخرى، ردّ المقداد: “يوم الاثنين القادم سنثبت أن عون وغيره كانوا شركاء في هذه الجرائم المتعلقة بالمعتقلين وباستمرار اعتقال الأحياء منهم في سجون النظام السوري واستغلالها”. وأضاف: “كما سنقوم بنشر جداول تتضمن أسماء أكثر من 1200 معتقل عربي وأجنبي في سجون النظام السوري، إلى جانب وثائق ستثبت رسائل الود والتطمين التي كان يرسلها نظام الأسد وحليفه (أمين عام حزب الله) حسن نصرالله عبر وسطاء لإسرائيل، بأنهم سيستمرون في قتل الشعب السوري، والكثير من الوثائق المتعلقة بعمل الأجهزة الأمنية فيما يخص تشويه صورة الجيش الحر والثورة داخلياً وخارجياً، وسنري العالم ما هي حقيقة الحكومات الروسية والإيرانية والعراقية التي تدعي أنها تريد حلاً في سوريا ووقف نزيف دماء الشعب السوري وماهو مدى تورطهم في سفك هذا الدم”.

غارات إسرائيلية على مواقع للجيش السوري بالجولان

شن الطيران الحربي الإسرائيلي فجر اليوم أربع غارات على أهداف تابعة للجيش السوري في منطقة الجولان، ردا على إصابة عدد من جنوده في تفجير استهدف يوم أمس دوريتهم على خط وقف إطلاق النار في الجولان.

وقال مراسل الجزيرة إلياس كرام إن الغارات الإسرائيلية استهدفت مواقع تدريب للجيش النظامي السوري ومقرا للقيادة العسكرية وبطاريات مدفعية تابعة للواء 90 في مدينة القنيطرة، وكذا في منطقة الطريق السريع بين دمشق والقنيطرة.

وقصفت إسرائيل هذه المواقع بعدما اعتبرت أن الجيش السوري ساعد منفذي التفجير الذي استهدف جنودها يوم أمس، والذي أشارت أصابع الاتهام الإسرائيلية بخصوصه إلى حزب الله اللبناني.

هجوم مجدل شمس

وقد أسفر هجوم أمس عن إصابة خمسة من أفراد الجيش الإسرائيلي بينهم ضابط. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعالون “سنرد على النظام السوري ردا قاسيا يجعله يندم على الوقوف وراء هذه الهجمات”.

وفي وقت سابق أمس قال الجيش الإسرائيلي إن الضابط المصاب يوجد في حالة حرجة.

وذكرت مصادر عسكرية إسرائيلية أن الانفجار وقع بالقرب من بلدة مجدل شمس القريبة من خط وقف إطلاق النار مع الجزء السوري من هضبة الجولان، مرجحة أن يكون سبب الانفجار قنبلة كانت مزروعة على الطريق قرب السياج الحدودي.

وبعيد التفجير أعلنت إسرائيل المكان منطقة عسكرية مغلقة، كما نقلت الجنود المصابين إلى مستشفى بحيفا.

ومن جهته توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم أمس بـ”رد قوي” على استهداف الجنود الإسرائيليين، وقال بتصريحات في اجتماع لحزب الليكود الذي يتزعمه بثتها إذاعة الجيش الإسرائيلي “سنتصرف بقوة لضمان أمن إسرائيل”.

حوادث سابقة

وكان جيش الاحتلال قد ذكر في 5 مارس/آذار الجاري أن قواته أصابت بالرصاص اثنين من مقاتلي حزب الله اللبناني حاولا زرع قنبلة على سياج بين مرتفعات الجولان السورية المحتلة وأراض سورية.

وقال متحدث باسم الجيش في بيان صدر حينها “في وقت مبكر اليوم رُصد إرهابيان من حزب الله أثناء محاولتهما وضع عبوة ناسفة قرب الحدود الإسرائيلية السورية في شمال هضبة الجولان، قامت قوات الجيش بالرد على الفور وأطلقت النار على المشتبه فيهما وأصابتهما”.

وأضاف أن المخابرات الإسرائيلية حددت هوية الرجلين، وتبين أنهما عضوان في حزب الله الذي يساعد الرئيس السوري بشار الأسد في صراعه ضد جماعات المعارضة المسلحة التي تسعى للإطاحة به منذ ثلاث سنوات.

وفي مايو/أيار 2013، نفذت إسرائيل غارتين بالقرب من دمشق، وبررت ذلك باستهداف أسلحة معدة لتسليمها إلى حزب الله. وفي 1 نوفمبر/تشرين الثاني نقلت وسائل إعلام أن إسرائيل قصفت قاعدة جوية سورية كانت تحوي صواريخ مخصصة لحزب الله.

المعارضة تنسف مقرا بحلب وتَوسّع للقتال بالقلمون

                                            فجر مقاتلو المعارضة السورية مقرا عسكريا بحلب شمال البلاد, وفي وقت وسعت القوات النظامية نطاق عملياتها بالقلمون شمال دمشق بعد استعادتها مدينة يبرود, قتل وجرح عشرات المدنيين في قصف بحلب وريف دمشق.

وقال مراسل الجزيرة إن فصائل معارضة سيطرت أمس الثلاثاء على ما تبقى من مبنى القصر العدلي في حلب القديمة بعد اشتباك مع قوات النظام هناك لساعات عدة.

وتحدث ناشطون عن تدمير دبابة للقوات النظامية أمام قلعة حلب, في حين تحدث المرصد السوري عن اشتباكات عنيفة في منطقة الليرمون وفي محيط المخابرات الجوية بالمدينة التي تشهد قتالا على جبهات عدة.

قتال بالقلمون

وفي القلمون بريف دمشق, وسّعت القوات النظامية نطاق عملياتها بعد يومين من استعادتها مدينة يبرود إثر معارك دامت أكثر من شهر.

وقالت القوات النظامية أمس إنها تقدمت باتجاه بلدة رأس العين بعد سيطرتها على التلال الشرقية للبلدة الواقعة غرب يبرود.

من جهته, قال المرصد السوري إن اشتباكات تدور في محيط البلدة, وتحدث عن تقدم للقوات النظامية في مواجهة مقاتلي جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام.

وفي الإطار نفسه, قالت لجان التنسيق المحلية إن القوات النظامية قصفت في الساعات الأولى من صباح اليوم بلدة رنكوس التي تقع جنوب يبرود. وتسعى القوات النظامية المدعومة بمقاتلي حزب الله اللبناني إلى استعادة رنكوس وبلدات أخرى بالقلمون بينها فليطة.

وفي ريف دمشق أيضا, سجلت أمس اشتباكات في بساتين داريا وفي المليحة, بينما قالت شبكة شام إن قوات النظام خرقت الهدنة التي تم التوصل إليها مؤخرا في معضمية الشام عندما قصفت البلدة بالمدافع.

وتحدثت شبكة شام عن تدمير دبابة لقوات النظام على أطراف بلدة الناصرية بريف دمشق, في حين ذكر المرصد السوري وناشطون أن مقاتلي المعارضة سيطروا على مخفر الشرطة في حي جوبر بدمشق, وتحدثت شبكة سوريا مباشر عن مقتل عشرة من عناصر النظام في الاشتباكات.

وتجدد القتال أمس في محيط سجن غرز بمدينة درعا, كما وقعت اشتباكات في محيط بلدة سملين قرب إنخل بالمحافظة نفسها. ووقعت أيضا اشتباكات في تلبيسة بريف حمص حيث قتل ستة من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في كمين للقوات النظامية وفقا للمرصد السوري.

واشتبك مقاتلو المعارضة والقوات النظامية في حي الرصافة بدير الزور, في حين قصفت فصائل معارضة مجددا المطار العسكري بالمدينة وفقا لناشطين.

صواريخ وبراميل

ميدانيا أيضا, أفاد مراسل الجزيرة بارتفاع حصيلة ضحايا قصف صاروخي لحي كرم البيك بحلب إلى 35 قتيلا. وقال المراسل إن صاروخين سقطا أمام فرن آلي لدى تجمع أفراد في انتظار الحصول على الخبز، وهو ما أدى إلى وقوع عدد كبير من الجرحى بعضهم في حالة حرجة.

كما أصيب آخرون جراء قصف قوات النظام لحيّ الصاخور بالبراميل المتفجرة وحي بستان الباشا بالقنابل العنقودية, بينما قتل شخصان في قصف متزامن بالبراميل لحي الشيخ خضر.

وفي ريف دمشق، قال ناشطون إن عشرة أشخاص قتلوا وجرح أكثر من أربعين آخرين بينهم نساء وأطفال جراء قصف قوات النظام بمدافع الهاون سوقا تجارية في بلدة يلدا.

وتعرض أمس حيا الوعر وجورة الشياح بحمص وبلدات بريف المدينة بينها الغنطو وتلبيسة والرستن لقصف جوي ومدفعي أوقع قتيلا وجرحى, كما شمل القصف أحياء بدرعا وبلدات بريف المحافظة بينها النعيمة والجيزة. وأحصت لجان التنسيق المحلية أمس 76 قتيلا بينهم 11 طفلا, وقالت إن معظم القتلى سقطوا في حلب ودمشق وريفها.

أسرى النظام

من جهة أخرى, حصلت الجزيرة على صور تظهر ضباطا وجنودا من الجيش النظامي السوري ينتمون إلى الطائفة العلوية أسرهم لواء التوحيد -أحد فصائل المعارضة- خلال معارك سابقة مع قوات النظام في حلب.

وطالب الأسرى بمبادلتهم بمعتقلين لدى النظام أسوة بالصفقات التي أبرمها النظام مع المعارضة كمبادلة الأسرى اللبنانيين والإيرانيين وراهبات معلولا.

يشار إلى أن الجزيرة حصلت قبل أيام على تسجيل يظهر فيه نساء وأطفال من الطائفة العلوية يحتجزهم منذ أشهر فصيل مقاتل بريف اللاذقية يطالب بمبادلتهم بنساء وأطفال في سجون النظام.

إسرائيل تقصف مواقع سورية في الجولان

العربية.نت، دمشق، فرانس برس

حذرت إسرائيل، الأربعاء، نظام الرئيس السوري بشار الأسد من دفع “ثمن باهظ” لمساعدة مجموعات ناشطة تسعى لشن هجمات عليها، بعدما شنت قواتها غارات على مواقع عسكرية سورية رداً على انفجار أسفر عن إصابة أربعة من جنودها في الجولان المحتل.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعالون في بيان “نعتبر نظام الأسد مسؤولاً عما يجري على أراضيه”. وأضاف “في حال واصل التعاون مع عناصر إرهابية تسعى لإلحاق الأذى بإسرائيل فسوف نجعله يدفع ثمناً باهظاً”.

هذا وأعلن الجيش السوري أن الغارات التي شنها الطيران الإسرائيلي فجر الأربعاء، على مواقع عسكرية في جنوب سوريا أسفرت عن مقتل جندي وجرح 7 آخرين، محذراً من أن التصعيد الإسرائيلي يعرض “أمن المنطقة واستقرارها للخطر”، بحسب ما جاء في بيان صادر عنه.

وجاء في بيان القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة: “نحذر من أن هذه المحاولات اليائسة للتصعيد وتوتير الموقف من شأنها أن تعرّض أمن المنطقة واستقرارها للخطر وتجعلها مفتوحة على كل الاحتمالات”. وقال بيان القوات المسلحة إن الغارات استهدفت 3 مواقع قرب القنيطرة.

يأتي هذا بعد أن أكد الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أن الطيران الإسرائيلي استهدف مواقع للجيش السوري ساهمت في الهجوم على القوات الإسرائيلية في الجولان المحتل أمس. وأعلن أن الطيران استهدف ليل الثلاثاء/الأربعاء مقار وبطاريات مدفعية ومواقع تدريب للجيش السوري. وأفادت مصادر لـ”العربية” بأن الوحدات العسكرية المستهدفة في القنيطرة هي اللواء 90 و68.

يذكر أن القنيطرة تقع جنوب غربي سوريا، في هضبة الجولان على ارتفاع 1.010م فوق مستوى سطح البحر.

يأتي هذا بعد ساعات على مقتل ضابط وجرح 3 جنود إسرائيليين، الثلاثاء، في انفجار عبوة ناسفة بجيب عسكري في الجزء الذي تحتله إسرائيل من هضبة الجولان، فيما توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، برد إسرائيلي “قوي”. وقال نتنياهو في تصريحات أمام حزب الليكود الذي يتزعمه والتي بثتها إذاعة الجيش الإسرائيلي: “سنتصرف بقوة لضمان أمن إسرائيل”.

وأفاد مراسل قناة “العربية”، زياد الحلبي، بأن المنطقة التي وقعت فيها الإصابات هي منطقة متاخمة لمزارع شبعا اللبنانية، وأن العملية كانت محاولة لخطف الجنود الإسرائيليين، بحسب المعلومات الأولية.

وكان 3 جنود من الجيش الإسرائيلي أصيبوا نتيجة انفجار عبوة ناسفة لدى مرور جيب عسكري بالقرب من الشريط الشائك في الجولان المحتل بالقرب من بلدة مجدل شمس.

وثيقة سرية تكشف رسالة طمأنة من نصر الله لإسرائيل

العربية.نت

كشفت وثيقة عن محضر حول لقاء جمع بين نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، ونائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، قبل انعقاد مؤتمر “جنيف 2″، أن الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، حمّل رسالة للإسرائيليين مفادها أن حدود لبنان هي “الأهدأ”، وأن الحزب مهتم بسوريا، بحسب ما ذكرت صحيفة “الشرق الأوسط”، اليوم الأربعاء.

ونقلاً عن المحضر، قال بوغدانوف: “كان لي لقاء في بيروت مع محمد رعد وحسن نصر الله، حيث اجتمعت مع الأخير في منتصف الليل، واستمر الاجتماع حتى الساعة الثالثة فجراً. قال لي إن الأصدقاء في سوريا هم الذين يحتاجون السلاح الآن، وتستطيعون أن تنقلوا للإسرائيليين أن أهدأ مكان في الدنيا هو على الحدود اللبنانية الجنوبية، لأن كل اهتمامنا منصب على ما يجري في سوريا، وأنه لا توجد لدينا نية لفعل شيء في هذه المنطقة (الحدود اللبنانية – الإسرائيلية). أدركت أن هذا لمصلحة إسرائيل، لأن اهتمام حزب الله تحول إلى سوريا بدلاً من إسرائيل فقط، وأنه أصبحت موارد حزب الله تستنزف في معارك سوريا”.

وحضر اللقاء، الذي عقد في 23 مايو الماضي، من الجانب السوري أحمد عرنوس مستشار وزير الخارجية والمغتربين، ورياض حداد سفير سوريا في موسكو، ومن الجانب الروسي سيرغي فيرشينين مدير إدارة الشرق الأوسط.

وفي تفاصيل هذا الموضوع، قال مسؤول إدارة الشرق الأوسط في موسكو، فيرشينين: “سألتقي مع الإسرائيليين خلال زيارتي، هل تريدون أن أنقل أي رسائل إلى الطرف الإسرائيلي؟”.

ورد المقداد: “لا توجد رسائل من جانبنا للإسرائيليين، لاسيما بعد العدوان على جمرايا وقبلها على مطار دمشق الذي لم نعلن عنه في البداية، وقد أعلنوا عن ذلك بأنفسهم، وعلى الرغم من أن العدوان الثاني كان مدمرا فإنه لم يحقق أهدافه، فلم تكن هناك أسلحة لحزب الله كما ادعوا، وهذا يدل على ارتباط المسلحين مع الإسرائيليين، ومن الواضح أن هذه الاعتداءات تترافق مع الإنجازات التي يحققها الجيش نحو دمشق وحمص ودرعا ميدانياً. وكما تعلمون هناك اتصالات وتنسيق بين المعارضة وإسرائيل، وهناك اجتماعات تعقدها المعارضة السورية مع الموساد الإسرائيلي”.

وتدخل بوغدانوف: “حضرت جزءاً من لقاء نتنياهو( رئيس الوزراء الإسرائيلي)، مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وكان يرافقه رئيس الاستخبارات الذي قال إنهم أصبح لديهم في سوريا جواسيس موثوقون، وإن الإسرائيليين يعرفون ما يجري في سوريا بشكل كامل”.

وقال المقداد: “إن رسالتنا إليهم هي أننا لن نسكت عن أي عدوان جديد، وفي المرة القادمة إن ضربوا صاروخاً فسنضرب عدة صواريخ، لن نسمح لهم باستغلال أوضاعنا، وسنزود حزب الله بالأسلحة النوعية التي يحتاجها”.

ورد فيرشينين: “يؤكد الإسرائيليون أنهم لا يريدون التدخل في الشؤون الداخلية لسوريا”.

عندها قال المقداد: “يشنون الغارات علينا ويقولون ذلك، إن ما قاموا به أكثر من تدخل وأكبر من انتهاك”.

وتدخل بوغدانوف: “هم يقولون ذلك، وطلبوا نقل هذه الرسالة بأنهم لن يتدخلوا في الشأن السوري مع طرف ضد طرف آخر، وأنهم يراقبون عن بعد. وعندما سألناهم لماذا تضربون سوريا أجابوا أنهم يضربون حزب الله؟ فسألناهم لماذا لا تضربونه في لبنان؟ فأجابوا بأن لديهم معلومات عن حزب الله في سوريا أكثر مما لديهم عنه في لبنان”.

هذا الرضيع السوري محروم من الجنسية بأمر القنصلية

دبي – العربية.نت

لا يجد نظام الأسد حرجاً في ابتزاز كل مواطن سوري عارضه ووقف مع الثورة السورية، ولا تجد قنصليته في دبي مشكلة في مصادرة رضيع لا يتجاوز عمره بضعة أيام لابتزاز والده والانتقام منه، خصوصاً عندما يكون الأب هو أول مذيع في التلفزيون السوري انشق عن النظام وأعلن انتماءه للثورة في بلده.

وفي التفاصيل، فإن مذيع الأخبار المعروف هاني الملاذي (أول منشق عن الإعلام السوري)، والذي يقيم ويعمل بدبي منذ عام 2011، رزق بمولود جديد قبل أيام، وراجع القنصلية لاستصدار قيد للرضيع، وهي الخطوة التي تسبق عادة استصدار جواز سفر، مصطحباً كل الأوراق المطلوبة أصولاً، ومن بينها صور جوازات السفر، إضافة إلى شهادة ميلاد رسمية مصدقة من وزارتي الصحة والخارجية في دولة الإمارات، فتمنعت القنصلية عن إتمام العملية بحجة ضرورة التحقق أكثر من هوية مقدم الطلب.

وبدأت القصة هنا مع طرح أول الشروط، حين أصر موظفو القنصلية على ضرورة أن يقابل الملاذي القنصل شخصياً، فاعتذر عن ذلك، لأن الإجراء برأيه روتيني ولا يستحق “لقاء كرنفالياً خاصاً”.

فعادت قنصل سوريا في دبي (المستشار هـ.ع) والتي وجدتها فرصة على ما يبدو للضغط على الملاذي وابتزازه لتطلب الحصول على ما يثبت شخصية مقدم الطلب، رغم أن الملاذي ذاته أمضى ثماني سنوات كاملة مذيعاً للأخبار الرئيسية، كما قدم خلالها أكثر من 1000 ساعة بث مباشر على شاشة التلفزيون السوري الرسمي.

تلافياً للجدل، قدم الملاذي لقنصلية دبي هويته الإماراتية لإثبات شخصيته، فرفضت الاعتراف بها، ثم عاد وفاجأها بتقديمه هويته السورية التي يحتفظ بها والصادرة عن سجلات وزارة الداخلية في دمشق، لكنها لم تجد حرجاً في رفضها أيضاً.

ثم طلبت القنصلية من الملاذي كشرط “تعجيزي” لتصديق بيان ولادة مولوده أن تسحب جواز سفره وترسله لدمشق للتدقيق، تمهيداً لخطوة لاحقة متوقعة، وهي الطلب منه أن يعود لسوريا وتسوية أموره مع الجهات الأمنية، وهو ما رأى أنه مخالف لشروط وإجراءات القنصلية ذاتها التي تطلبها من سائر المراجعين الآخرين، فضلاً عن أن مصادرة جواز السفر الأصلي وعليه بيانات الإقامة مخالف لصلاحيات القنصلية، وسيجعله مخالفاً أيضاً بنظر قوانين السلطات الإماراتية في حال فقدانه، وهو ما جعله يرفض ويغادر، بينما كان موظفو القنصلية في الأثناء يستعرضون عضلاتهم منتشين بإنجازهم وتحكمهم في تقرير من سيُمنح الجنسية السورية ومن ستُمنع عنه.

الغريب في مجمل القصة أن إجراء استصدار وثيقة أو قيد ولادة هو أمر اعتيادي وروتيني للغاية، تطلب القنصلية لأجله عادة شهادة الميلاد، وتكتفي إلى جانبها بصورة عن هوية أو جواز سفر الوالدين وليس الأصل، وقد قام الملاذي بتأمينها وتقديمها بالكامل. وقد حصلت “العربية.نت” على منشور توزعه القنصلية السورية على مراجعيها تتضمن الأوراق المطلوب الحصول عليها لاستصدار قيد جديد، ولم يكن ضمن بنود هذا المنشور الذي حصلت “العربية.نت” على نسخة منه أي بند يخول باستلام جواز سفر الأب أو التدقيق به.

الملاذي: لماذا يقحمون رضيعاً في بازار السياسة ويحرمونه الجنسية؟

وفي الختام، ناشد الملاذي عبر موقع “العربية.نت”، الجهات الدولية والإنسانية والحقوقية المعنية، النظر بمصير مولوده الذي يبلغ من العمر أياماً فقط دون أن يكون له أي جواز سفر أو وثيقة رسمية، وأن تضع حداً لهذا الابتزاز والضغط الذي قال الملاذي إنه بات يلاحق السوريين حتى خارج أسوار بلادهم، وتساءل عن مصير مولوده كيف سيكبر ويدخل المدارس ويمارس حقه الطبيعي في الحياة، سواء في الإمارات أو خارجها في حال فقدانه للجنسية؟

قوات المعارضة السورية تدمر القصر العدلي في حلب

العربية.نت

بعد أيام قليلة من السيطرة على مدينة يبرود في ريف القلمون بدأت قوات النظام ومليشيات حزب الله بالتوسع في مناطق القلمون ولاسيما في بلدة رأس العين في محاولة لإحكام السيطرة على التلال الشرقية للبلدة.

في حين تمكنت المعارضة السورية في الجبهة الجنوبية، من السيطرة على مساحة واسعة من سجن غرز درعا. وقال ناشطون إن الجيش الحر يعمل على تحرير المعتقلين في السجن.

وفي حلب شمالاً، تمكنت قوات المعارضة من تدمير القصر العدلي في المدينة بشكل كلي. وأفاد ناشطون بأن الجيش الحر فجر 17 طناً من المتفجرات في المبنى الذي يستخدمه الشبيحة وقوات النظام كمقر لهم. وتمثل رد قوات الأسد، في قصف طائرات النظام لحي الشعار في حلب بالبراميل المتفجرة مخلفاً عشرات القتلى والجرحى .

إلى ذلك، أعلن الثوار في سوريا سيطرتهم على أهم المناطق الاستراتيجية في جبهة الليرمون في حلب وتحديداً محيط فرع المخابرات الجوية. النظام بدوره قصف بالطائرات حي كرم البيك في حلب وارتكب مجزرة سقط فيها 20 قتيلاً وأكثر من ثلاثين جريحاً.

وسط الحرب.. دمشق تقرر إنشاء وكالة للفضاء

دمشق – فرانس برس

أقرت الحكومة السورية، اليوم الثلاثاء، تأسيس هيئة علمية تحت اسم “وكالة الفضاء السورية”، مهمتها تنفيذ دراسات وبحوث لصالح مؤسسات الدولة، بحسب ما أعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا”.

وأوضحت الوكالة أن المشروع “يهدف إلى الاستفادة من تقانة (تكنولوجيا) الفضاء لاستكشاف ومراقبة الأرض وتوظيفها في خدمة التنمية، عن طريق تنفيذ مشاريع ودراسات وبحوث لمصلحة وزارات ومؤسسات الدولة المختلفة”.

وكانت صحيفة “البعث” الناطقة باسم الحزب الحاكم نقلت، اليوم الثلاثاء، عن الحلقي قوله إن الأزمة التي تعصف بالبلاد منذ ثلاثة أعوام أدت إلى خسائر تقدر بنحو 31.3 مليار دولار.

ويقول خبراء اقتصاديون إن الاقتصاد السوري تحول إلى اقتصاد حرب منذ اندلاع الأزمة، وباتت الأولوية لتأمين المواد الأساسية كالوقود والغذاء، وسط تراجع في نشاط العديد من القطاعات الإنتاجية.

الجيش السوري يهاجم محيط قلعة الحصن

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

شنت القوات الحكومية السورية، الأربعاء، هجوما على محيط قلعة الحصن الأثرية، الواقعة في محافظة حمص وسط سوريا.

وذكر مصدر أمني أن “الجيش دخل قرية الحصن وسيطر على حيين فيها”، مشيرا إلى أن هذه القوات “قامت بقصف محيط قلعة الحصن من أجل السيطرة على هذه القلعة”.

جاء ذلك في وقت استمرت المواجهات المسلحة، الأربعاء، بين فصائل من المعارضة والقوات الحكومية في مختلف المناطق السورية، في وقت كثف الجيش من عملياته في ريف العاصمة دمشق وسط قصف استهدف بعض البلدات.

وقال “مركز حماة الإعلامي” إن القوات الحكومية اقتحمت قرية التمانعة في سهل الغاب بريف حماة الغربي، حيث عمدت إلى قصف الحي الجنوبي بالتزامن مع تصاعد حدة المعارك في مورك.

وأضاف المركز أن الجيش الحر استهدف مجموعة من القوات الحكومية كانت تحاول التقدم على جبهة مورك في ريف حماة الشمالي، ما دفع تلك القوات إلى الانسحاب بعد مقتل وإصابة عدد من عناصرها.

وفي ريف دمشق، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن اشتباكات وصفها بالعنيفة اندلعت بين القوات الحكومية مدعومة بعناصر من حزب الله اللبناني ومقاتلي جبهة النصرة وفصائل أخرى من المعارضة في محيط رأس العين.

كما أضاف أن الأنباء الواردة من منطقة القلمون تفيد بتقدم القوات الحكومية في بلدة رأس العين بعد أن أوقعت المعارك عددا من القتلى في صفوف فصائل المعارضة، وذلك بالتزامن مع مواجهات “عنيفة” في بساتين مدينة داريا.

في غضون ذلك، استهدفت القوات الحكومية وفقا لاتحاد تنسيقيات الثورة، بلدة رنكوس بريف العاصمة بأكثر من 100 قذيفة في ظل انقطاع التيار الكهربائي عن المنطقة، بينما قصفت المعارضة مقرات للجيش في بلدة خان الشيخ.

وفي الغوطة الشرقية، قالت المعارضة إن ما يسمى بـ”جيش الإسلام” سيطر على مركز للشرطة في منطقة “عدرا العمالية”، في وقت اندلعت على تخوم العاصمة دمشق مواجهات لاسيما في جوبر والزبلطاني.

أما في محافظة حلب، فقد قالت المعارضة إن مروحيات الجيش استهدفت بالبراميل المتفجرة المدينة الصناعية في الشيخ نجار، وذلك بعد معارك بين طرفي النزاع أوقعت قتلى وجرحى في صفوف الطرفين.

وشهدت الجبهات في محافظتي حمص ودرعا مواجهات بين فصائل من المعارضة والقوات الحكومية، في حين شن سلاح الجو في الجيش السوري سلسلة من الغارات على منطقة مطار تفتناز العسكري بريف إدلب.

وكان مصدر أمني قال إن “الجيش سيطلق عملياته في كل المناطق التي تتواجد فيها المجموعات الإرهابية المسلحة (في إشارة إلى مقاتلي المعارضة)”، وذلك في محاولة لاستعادة السيطرة على المناطق التي خسرتها القوات الحكومية.

موسكو بعد إغلاق سفارة سوريا بواشنطن: أمريكا تتخلى عن رعاية السلام بسوريا

موسكو، روسيا (CNN)—أعلنت وزارة الخارجية الروسية، الأربعاء، أن قيام واشنطن بإغلاق السفارة السورية يعارض الاتفاق بين روسيا وأمريكا حول العمل المشترك بين البلدين لحل الأزمة السورية.

ونقل تقرير نشر على تلفزيون “روسيا اليوم” الرسمي، البيان الصادر عن وزارة الخارجية الروسية والذي جاء فيه: “الخطوة التي قام بها الجانب الأمريكي يثير قلق موسكو وخيبة أملها.. وأن اتخاذ هذا القرار يعني أن واشنطن تتخلى بنفسها عن دور راعي عملية التسوية السلمية في سوريا وتشجع، عن قصد أو بدونه، المعارضة السورية المتشددة التي يقاتل في صفوفها إرهابيون مرتبطون بتنظيم القاعدة.”

وجاء في البيان أن “هدف إسقاط النظام في دمشق بالنسبة لواشنطن يتغلب على المهام المتعلقة بنزع الأسلحة الكيميائية في سوريا وتقديم المساعدات لملايين السوريين المتضررين نتيجة النزاع المسلح.. وأنه لا يمكن تحقيق هذه المهام دون التعامل المباشر مع الحكومة السورية.”

الجربا يطلب من أوروبا تزويد الجيش الحر بأسلحة مضادة للطائرات

بروكسل، بلجيكا (CNN) — دعا رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض، أحمد الجربا، الاتحاد الأوروبي إلى تزويد المعارضة بمضادات للطيران من أجل صد طائرات نظام الرئيس بشار الأسد التي قال إنها ألقت كميات من البراميل المتفجرة أدت إلى مقتل خمسة آلاف شخص منذ بداية محادثات “جنيف 2” وطالب بقرار من مجلس الأمن يلزم التنظيمات الشيعية الموالية للأسد بمغادرة سوريا.

وقال الجربا، في اجتماع مع لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الأوروبي، إن الجيش الحر بحاجة إلى الأسلحة المضادة للطائرات، وهو مطلب تكرره المعارضة السورية منذ فترة طويلة، كما يحتاج إلى قرار دولي يلزم ما وصفها بـ”ميليشيا حزب الله الإرهابية والحرس الثوري الإيراني، وبقية التنظيمات المتطرفة” بمغادرة سوريا.

وأكد الجربا أن نظام الأسد يتبع سياسة “الجوع أو الركوع” مع الشعب السوري، حيث أن هناك مناطق يحاصرها النظام بالكامل، مانعا بذلك دخول المواد الغذائية والطبية، مطالبا بقرار دولي تحت الفصل السابع لكسر الحصار، معتبرا أن الشعب السوري “يمر في أصعب كارثة يتعرض لها خلال تاريخه الطويل لمجرد أنه طالب بالحرية والخلاص من الحكم الديكتاتوري الوراثي.”

يذكر أن الجربا كان قد ألقى الثلاثاء كلمة أمام البرلمان الأوروبي بذكرى مرور ثلاث سنوات على “قيام الثورة” في سوريا، إن الشعب السوري “يتعرض لأسوأ مذبحة في تاريخنا المعاصر في مواجهة نظام نازي لا يعرف قيمة للحياة البشرية” مضيفا: “إننا امام نظام يخير شعبنا بين الموت بالبراميل الحارقة او بالأسلحة الكيماوية ويدرك جيدا ألاّ حساب ولا عقاب يردعه.”

وتابع الجربا بالقول: “نحن نقتل بأسلحة روسية وإيرانية ًبأيدي مرتزقة حزب الله وغيرهم ولكن الذي يقتلنا مرتين هو هذا الصمت الأممي الرهيب.. ان القضية السورية اليوم ليست حربا أهلية ولا صراعا إقليميا او طائفيا بل انها أعنف مجزرة في العصر الحديث وتجسيد حي لمأساة الانسانية وهي تكرر نفسها كل يوم في سوريا الذبيحة.”

سوريا: قتيل و7 جرحى بالغارة الإسرائيلية المتزامن مع هجوم “إرهابيين

دمشق، سوريا (CNN)— أعلنت السلطات السورية، الأربعاء، عن مقتل شخص وإصابة سبعة آخرين في الغارة الجوية التي نفذها الطيران الإسرائيلي مساء الثلاثاء على مواقع في الجولان، في الوقت الذي أشارت فيه إلى أن هذه الغارات تأتي متزامنة مع هجوم لما وصفتهم بـ”إرهابيين.”

ونقل تقرير نشر على وكالة الأنباء السورية الرسمية البيان الصادر عن قيادة الجيش والذي جاء فيه: “طيران العدو الصهيوني استهدف صباح الاربعاء مواقع كوم الويسية ونبع الفوار وسعسع في محيط القنيطرة ما أدى إلى استشهاد عنصر وإصابة سبعة آخرين بجروح وقد جاء هذا العدوان متزامنا مع هجوم أعداد من الإرهابيين من اتجاه الأردن على السجن المركزي في مدينة درعا.”

ولفت التقرير أن هذه الأنباء تأتي “في خرق جديد لاتفاق فصل القوات قام العدو الصهيوني بعد ظهر أمس بإطلاق عدد من قذائف المدفعية والدبابات والصواريخ المضادة للدروع بالقرب من قرية سحيتا وعلى المرتفع 1023 متسببا بوقوع خسائر مادية.”

وأشار البيان إلى أن هذا “العدوان الجديد يأتي في محاولة لصرف الأنظار عن الانتصارات المتلاحقة التي يحققها الجيش العربي السوري وخاصة الإنجاز الكبير في يبرود الذي وجه ضربة صاعقة للتنظيمات الإرهابية وداعميها وفي مقدمتهم الكيان الصهيوني ولإعطاء جرعة معنوية للعصابات الإرهابية التي تتهاوى تحت ضربات الجيش العربي السوري.

ائتلاف المعارضة السورية يعقد اجتماعه العام مطلع الشهر المقبل بإستانبول

روما (19 آذار/مارس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

قالت مصادر مقربة من ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية إن الائتلاف ينوي عقد اجتماع لهيئته العامة في مدينة استانبول التركية في الأسبوع الأول من نيسان/أبريل المقبل، على أن يناقش مسائل داخلية ويحدد موقفه حيال إمكانية الاستمرار بمؤتمر جنيف2

وقالت المصادر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “قررت الأمانة العامة للائتلاف في اجتماعاتها الأخيرة في استانبول الدعوة لاجتماع الهيئة العامة مطلع الشهر المقبل لمناقشة آخر تطورات الوضع السوري والموقف من جنيف2، استمراراً أو رفضاً للاستمرار”.

ونوهت المصادر بأن “عقد المؤتمر في القاهرة متعذر في الوقت الراهن وللأمر علاقة بالحكومة المصرية” دون أن تعطي المزيد من التفاصيل.

وإن تم عقد الاجتماع، فإن غالبية أعضاء الهيئة العامة سيحضرونه بعد عودة العديد من المنسحبين وتراجع المجلس الوطني المعارض عن الانسحاب من الائتلاف وتغيير ممثلي هيئة الأركان

نتنياهو للرئيس السوري: سياستنا واضحة، نحن نضرب من يعتدي علينا

القدس (19 آذار/مارس) وكالة (آكي) الايطالية للأنباء

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن “الجيش الإسرائيلي ضرب هذه الليلة أهدافا في الأراضي السورية وهذه الأهداف تابعة لعناصر سورية لم تسمح بشن هجمات على قواتنا فحسب بل تعاونت مع المعتدين”.

واضاف “إن سياستنا واضحة وضوح الشمس: نحن نضرب من يعتدي علينا ونحبط بقدر الإمكان نقل الوسائل القتالية (إلى العدو) بحرا وجوا وبرا وهذه الأنشطة ستستمر”.

وقال، في مستهل الاجتماع الأسبوعي للحكومة الإسرائيلية “لقد أدت هذه السياسة إلى أن خلال العام المنصرم خاصةً وخلال 5 الأعوام الماضية عامةً، كانت وتيرة الإرهاب منخفضة. وكانت وتيرة الإرهاب خلال العام المنصرم الأدنى في العقد الأخير سواء بما يتعلق بالضحايا البشرية وأيضا بما يتعلق بإطلاق الصواريخ والقذائف الصاروخية”. وأردف نتنياهو “لكن، من حين لآخر، ينبغي أن نقوم بعمليات حازمة، كما نفعل الآن، لكي يستمر هذا الهدوء. والسياسة الحازمة هذه هي التي تضمن حماية أمن المواطنين الإسرائيليين وأمن الدولة بالمقارنة مع الشرق الأوسط كله، الذي يمر بهذه الهزة العملاقة التي تستمر وتتزايد حدتها وإسرائيل هي الدولة الأكثر استقرارا وأمانا في المنطقة بأسرها”.

وقد سبق وأعلن الناطق بلسان الجيش، بيتر ليرنر أن طائرات من سلاح الجو الإسرائيلي أغارت فجر اليوم الأربعاء على مواقع للجيش السوري في سورية ردا على إصابة 4 جنود إسرائيليين، احدهم إصابته خطيرة، يوم أمس الثلاثاء في تفجير عبوة ناسفة في دورية للجيش الإسرائيلي في مرتفعات الجولان بالقرب من الحدود السورية.

وأشار الناطق الإسرائيلي إلى أن الغارات الإسرائيلية “استهدفت مقرات قيادة وبطاريات مدفعية ومعسكرا تدريبيا للجيش السوري”. وقال “لقد كانت هذه الأهداف كانت مرتبطة بتنفيذ الاعتداء على الجنود الإسرائيليين، وقد تمت إصابة الأهداف بدقة”. وأضاف “يحتفظ الجيش الإسرائيلي لنفسه بحق العمل بكل وسيلة وكل زمان يرتئيهما للدفاع عن مواطني إسرائيل”.

وبدوره فقد وجه وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون تحذيرا شديد اللهجة إلى الرئيس السوري الأسد ، وكتب على صفحة التواصل (الفيسبوك) صباح اليوم الأربعاء “نحمل نظام الأسد المسؤولية عن ما يجري في أراضيه، وإذا ما واصل التعاون مع الإرهابيين الراغبين بالمس بإسرائيل فعندها فانه سيدفع الثمن باهظا وسيندم على أفعاله”.

وأضاف “إسرائيل لن تتسامح مع الانتهاكات لسيادتها ومحاولة المس بها وبمواطنيها وسنرد بتصميم وقوة على من يعملون ضدنا”.

سوريا: قتيل و7 جرحى في الغارات الاسرائيلية

قال الجيش السوري الاربعاء إن الغارات التي نفذها الطيران الاسرائيلي على مواقع سورية ليلة الثلاثاء اسفرت عن مقتل شخص واحد واصابة 7 بجروح.

وحذر الجيش في بيان اصدره الاربعاء بأن هذه الغارات تهدد الامن والاستقرار في المنطقة.

وجاء في البيان “إن القوات الاسرائيلية قامت بعد ظهر أمس بإطلاق عدد من قذائف المدفعية والدبابات والصواريخ المضادة للدروع بالقرب من قرية سحيتا وعلى المرتفع 1023 متسببا بوقوع خسائر مادية.”

وأضافت القوات السورية في اول تعليق لها على الغارات “ان طيران العدو الصهيوني استهدف صباح اليوم الاربعاء مواقع كوم الويسية ونبع الفوار وسعسع في محيط القنيطرة ما أدى إلى استشهاد عنصر وإصابة سبعة آخرين بجروح وقد جاء هذا العدوان متزامنا مع هجوم أعداد من الإرهابيين من اتجاه الأردن على السجن المركزي في مدينة درعا.”

ومضى البيان للقول “إن هذا العدوان الجديد يأتي في محاولة لصرف الأنظار عن الانتصارات المتلاحقة التي يحققها الجيش العربي السوري وخاصة الإنجاز الكبير في يبرود الذي وجه ضربة صاعقة للتنظيمات الإرهابية وداعميها وفي مقدمتهم الكيان الصهيوني ولإعطاء جرعة معنوية للعصابات الإرهابية التي تتهاوى تحت ضربات الجيش العربي السوري.”

غارات

وكان الطيران الإسرائيلي قد شن غارات جوية ليلا على مواقع عسكرية في سوريا ردا على إصابة جنود إسرائيليين الثلاثاء جراء تفجير لغم أرضي في هضبة الجولان المحتلة.

وجاءت الغارات إثر تحذير رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أن بلاده سترد بـ”قوة” دفاعا عن نفسها.

وقال نتنياهو في اجتماع لوزارته الاربعاء “إن سياستنا واضحة، فنحن نؤذي من يؤذينا”.

ومضى رئيس الحكومة للقول “لم تسمح عناصر سورية لهذا الهجوم بأن ينفذ فحسب، بل تعاونت في تنفيذه.”

وقال بيان للجيش الإسرائيلي إن الغارات استهدفت مقرا للجيش السوري ومنشأة تدريب وبطاريات مدفعية.

وقال التقارير الأولية إن الطيران الإسرائيلي شن 4 هجمات استهدفت اللواء 90 التابع للجيش السوري في القنيطرة بالجولان.

وأوضح بيان الجيش إن المواقع المستهدفة ساعدت في الهجوم الذي استهدف جنود الجيش الإسرائيلي الثلاثاء.

وأضاف “نحمل نظام الأسد مسؤولية ما حدث في أراضيه، وإذا استمر في تعاونه مع الإرهابيين الذين يؤذون إسرائيل سيكلفه ذلك ثمنا باهظا وسنجعله يندم على أفعاله.”

من جانبه، قال وزير الدفاع الاسرائيلي موشي يعلون “نحمل نظام الأسد مسؤولية ما يجري في اراضيه، واذا واصل تعاونه مع الارهابيين اللذين يحاولون ايذاء اسرائيل فسنجعله يدفع الثمن غاليا ونجعله يندم على افعاله.”

ولكن عموس يادلين، وهو قائد سابق لجهاز المخابرات العسكرية الاسرائيلي، قال إن اسرائيل “لا ترغب في تصعيد الموقف مع سوريا،” ملمحا الى ان القوة الجوية الاسرائيلية كان بمقدورها شن غارات اعنف بكثير من تلك التي شنتها فجر الاربعاء.

وتقول مصادر عسكرية إسرائيلية إن عبوة ناسفة زرعت قرب السياج الحدودي مع سوريا أحدثت الانفجار في آلية عسكرية كانت تسير بالقرب من الشريط الحدودي.

يذكر أن إسرائيل احتلت مرتفعات الجولان السورية في حرب 1967 وضمتها في عام 1981 في خطوة لا يعترف بها دوليًا.

ويعتقد أن إسرائيل شنت غارات داخل سوريا عدة مرات منذ 2013.

وتمكنت المعارضة المسلحة في سوريا من الإستيلاء على بعض المناطق الخاضعة للسيطرة السورية في الجولان.

وتقول إسرائيل إن مقاتلي حزب الله الذين يساعدون القوات الحكومية السورية موجودون أيضا في الجولان.

BBC © 2014

بيان للقوات المسلحة السورية : مقتل شخص واصابة 7 في غارة اسرائيلية قرب الجولان

بيروت (رويترز) – قالت القوات المسلحة السورية ان غارات جوية اسرائيلية ضربت يوم الاربعاء مواقع عسكرية سورية بالقرب من مرتفعات الجولان المحتلة ما أدى إلى مقتل شخص وجرح سبعة آخرين محذرة من ان هذه الهجمات تشكل خطرا على استقرار المنطقة.

وقال بيان القوات المسلحة ان الغارات استهدفت ثلاثة مواقع قرب القنيطرة.

وجاء في البيان “نحذر من ان هذه المحاولات البائسة للتصعيد وتوتير الموقف من خلال تكرار هذه الاعمال العدوانية من شأنها ان تعرض أمن المنطقة واستقرارها للخطر وتجعلها مفتوحة على كل الاحتمالات.”

(تغطية صحفية للنشرة العربية ليلى بسام من بيروت – تحرير علا شوقي)

إسرائيل تقصف مواقع سورية بعد هجوم على جنودها في الجولان

القدس (رويترز) – شنت إسرائيل يوم الاربعاء هجمات جوية على مواقع عسكرية سورية ردا على تفجير عبوة ناسفة أدى إلى إصابة أربعة من جنودها في مرتفعات الجولان المحتلة يوم الثلاثاء لتضيف بعدا خطيرا جديدا للحرب الأهلية في سوريا.

وعلى عكس الصمت الرسمي إزاء ضربات سابقة لقوافل أسلحة يعتقد انها كانت في طريقها إلى حزب الله اللبناني تبدو إسرائيل عازمة بإعلانها عن الغارات على توجيه رسالة ردع للرئيس السوري بشار الأسد.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تصريحات علنية في اجتماع للحكومة “سياستنا واضحة. نؤذي من يؤذينا.”

وقال نتنياهو “لم تسمح عناصر سورية بالهجمات على قواتنا فحسب لكنها تعاونت فيها أيضا.” وأضاف أن إسرائيل تهدف من القيام بعمل عسكري الآن إلى ضمان استعادة الهدوء على طول حدودها الشمالية.

وقالت القوات المسلحة السورية إن غارات جوية إسرائيلية ضربت يوم الأربعاء مواقع عسكرية قرب مرتفعات الجولان المحتلة مما أدى إلى مقتل شخص وجرح سبعة آخرين محذرة من أن هذه الهجمات تشكل خطرا على استقرار المنطقة.

وقال بيان القوات المسلحة إن الغارات استهدفت ثلاثة مواقع قرب القنيطرة.

وجاء في البيان “نحذر من ان هذه المحاولات البائسة للتصعيد وتوتير الموقف من خلال تكرار هذه الاعمال العدوانية من شأنها ان تعرض امن المنطقة واستقرارها للخطر وتجعلها مفتوحة على كل الاحتمالات.”

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الطائرات الحربية الإسرائيلية هاجمت “عدة مواقع للجيش السوري” مما أدى إلى سقوط ضحايا.

جاء الهجوم بعد أقل من شهر من اتهام حزب الله لإسرائيل بشن غارة جوية على أحد معاقله على الحدود اللبنانية السورية الشهر الماضي وتعهد بالرد.

وقعت إصابات يوم الثلاثاء عندما انفجرت قنبلة قرب دورية إسرائيلية على الخط الفاصل بين هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل وباقي الأراضي السورية في الهضبة الاستراتيجية. وأحد الجنود المصابين الأربعة في حالة حرجة.

وعلى الرغم من أن الشكوك في إسرائيل تحوم حول حزب الله لم يتهم زعماء إسرائيل الجماعة الشيعية بشكل مباشر. ويتحالف حزب الله مع الأسد في معركته المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات ضد قوات المعارضة المسلحة.

وبينما يتواجد الجيش السوري في الجولان تخضع بعض الأجزاء لسيطرة قوات المعارضة التي تسعى للاطاحة بالأسد وتشمل مسلحين يستلهمون نهج تنظيم القاعدة. وتشعر إسرائيل بالقلق من انها باتت على نحو متزايد هدفا في الصراع.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعلون “نحمل نظام الأسد مسؤولية ما يحدث في أراضيه وإذا استمر في التعاون مع الإرهابيين الذين يسعون إلى إيذاء إسرائيل فإننا سنستمر في أن نكبده ثمنا باهظا ونجعله يندم على أفعاله.”

ولمح نتنياهو في تصريحاته يوم الأربعاء أيضا إلى الغارات الجوية الإسرائيلية على شحنات أسلحة وقال إن إسرائيل اتخذت إجراءات خلال الصراع السوري من أجل “إحباط نقل الأسلحة عن طريق البحر والجو والبر بقدر المستطاع.”

لكن عاموس يادلين الرئيس السابق للمخابرات العسكرية الإسرائيلية قال “لا توجد رغبة في التصعيد” لدى الجانب الإسرائيلي واشار إلى أن القوات الجوية قادرة على شن هجمات أكثر قوة بكثير من الهجمات التي جرت قبل فجر يوم الأربعاء.

وقال الجيش الإسرائيلي إن الاهداف شملت مقرا عسكريا سوريا ومنشأة للتدريب وبطاريات مدفعية على الجانب السوري من الجولان.

وكثيرا ما أدى امتداد العنف إلى الجولان من الحرب الأهلية السورية إلى رد إسرائيل بشن هجمات على مواقع سورية في خرق لأوضاع مستقرة في مواجهة خامدة بين الخصمين منذ عقود.

وقال يادلين لراديو الجيش “لم يحدث امتداد هنا” نتيجة لانفجار القنبلة يوم الثلاثاء.

وقال يادلين الذي يرأس معهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب “عندما يغير الطرف الآخر قواعد اللعبة على إسرائيل أن توضح ان ذلك ينطوي على ثمن باهظ للغاية. اعتقد أن الأسد يفهم الثمن.”

كانت إسرائيل قد احتلت الجولان السورية في حرب عام 1967 وضمتها فيما بعد في خطوة لم يعترف بها دوليا. وكانت إصابات الجنود يوم الثلاثاء أثناء دورية على الهضبة الاستراتيجية أسوأ إصابات تتكبدها إسرائيل منذ اندلاع الحرب الأهلية في سوريا عام 2011.

من جيفري هيلر

(إعداد محمد اليماني للنشرة العربية – تحرير أميرة فهمي)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى