أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأربعاء 19 تشرين الثاني 2014

 

سقوط حلب يشتت ثلاثة ملايين لاجئ

لندن، أنقرة، بيروت، نيويورك – «الحياة»، أ ف ب –

 

قتل 27 مدنياً في قصف بـ «البراميل المتفجرة» على حلب شمال سورية خلال اليومين الأخيرين، في وقت تقدم المقاتلون الأكراد وسط مدينة عين العرب (كوباني) الحدودية مع تركيا. وحذرت أنقرة من أن تقدم القوات النظامية السورية أو تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) إلى حلب يعني تدفق بين مليونين وثلاثة ملايين لاجئ إلى تركيا.

 

وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن 13 مدنياً على الأقل بينهم طفلان وامرأة قتلوا «جراء قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة على سيارة اسعاف في منطقة القبر الإنكليزي بين بلدة حريتان وقرية كفرحمرة» شمال غربي لحب، بعدما أعلن أن «14 مدنياً آخرين قتلوا الإثنين جراء قصف بالبراميل المتفجرة على مناطق في مدينة الباب» في ريف حلب.

 

وفي مدينة عين العرب الحدودية مع تركيا، نفذت قوات «وحدات حماية الشعب» الكردية أمس «عملية نوعية في محيط البلدية (وسط) في مدينة عين العرب تمكنت خلالها من السيطرة على ستة مبان في المنطقة كان يتحصن فيها تنظيم الدولة الإسلامية»، وفق «المرصد»، الذي أضاف أن الاكراد استولوا «على كمية كبيرة من الأسلحة والذخيرة، من بينها قذائف «آر بي جي» وأسلحة خفيفة وأسلحة قناصة وآلاف الطلقات النارية المخصصة للرشاشات الثقيلة». وجاء هجوم «وحدات حماية الشعب» بعدما شنت طائرات التحالف الدولي- العربي أربع غارات جديدة على مواقع «داعش».

 

في أنقرة، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إن تركيا قد تتعرض لتدفق موجة جديدة من اللاجئين السوريين تراوح بين مليونين وثلاثة ملايين لاجئ إذا تقدمت قوات بشار الأسد أو «داعش» الى حلب، يضافون إلى 1.5 مليون سوري لجأوا الى تركيا منذ بداية 2011.

 

وقال جاويش أوغلو: «من يملأ حالياً الفراغ الذي تركه (تنظيم) الدولة الإسلامية نتيجة للهجمات الجوية للتحالف؟ إنه النظام. لكن، لا يوجد اختلاف كبير بين الدولة الإسلامية والنظام. الاثنان يقتلان بوحشية، بخاصة المدنيين، ولا يتردد أي منهما في استخدام أي أسلحة متاحة لديهما». وأضاف: «إضعاف المعارضة المعتدلة، الجيش السوري الحر الذي يدعمه التحالف، سيجعل الموقف غير المواتي في سورية أكثر سوءاً ويزيد من عدم الاستقرار».

 

وبعد 24 ساعة على نشر «داعش» شريط الفيديو الذي عرض إعدام عامل الإغاثة الأميركي وجنود سوريين، أمر الرئيس باراك أوباما بمراجعة الإجراءات المتبعة لدى تعرض مواطنين أميركيين في الخارج للخطف. ونشرت وزارة الدفاع (بنتاعون) رسالة أوضحت فيها نائب وزير الدفاع كريستين وورموث، أن الامر يركز على جوانب «انخراط العائلات وجمع المعلومات الاستخباراتية وسياسات الانخراط الديبلوماسي». وأضافت أن أوباما طلب «إجراء مراجعة شاملة لسياسة الحكومة في ما خص حالات اختطاف الرهائن المرتبطة بالإرهاب».

 

وفي نيويورك رعت أكثر من ٦٠ دولة مشروع قرار كان ينتظر تبنيه أمس الثلثاء في اللجنة الثالثة المعنية بحقوق الإنسان في الجمعية العامة للأمم المتحدة يدين انتهاكات السلطات السورية والمجموعات المسلحة والإرهابية والمقاتلين الإرهابيين الأجانب في سورية لحقوق الإنسان، ويشدد على ضرورة إجراء المحاسبة وجلب المنتهكين الى العدالة.

 

وحسب مشروع القرار تدعو الجمعية العامة مجلس الأمن الى اتخاذ الخطوات الضرورية لإجراء المحاسبة على انتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة في سورية «مع التأكيد على الدور الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية في هذا الإطار».

 

وأصبح هذا القرار إجراء سنوياً في الجمعية العامة للأمم المتحدة إذ صدر العام الماضي بأكثرية ١٢٣ صوتاً من أصل ١٩٣ في الجمعية العامة مقابل اعتراض ١٣ دولة فقط وامتناع ٤٦ عن التصويت. وكانت السعودية قادت التحرك لطرح مشروع القرار الذي أيدته في السنوات الماضية غالبية الدول العربية بينها قطر والإمارات العربية المتحدة والكويت واليمن ومصر والعراق والمغرب وتونس، وامتنع لبنان عن التصويت. ومن بين الدول التي صوتت ضد القرار العام الماضي إيران وروسيا وفنزويلا وكوبا وكوريا الشمالية.

 

بارزاني: قوات “البيشمركة” لم تتلق الأسلحة الثقيلة التي وُعدت بها

باريس – أ ف ب

 

قال رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني في مقابلة مع قناة “فرانس24” اليوم الثلثاء، إنّ “قوات البيشمركة لم تتلقّ الأسلحة الثقيلة التي طالبت بها لمحاربة “تنظيم الدولة الاسلامية”، مضيفاً: “نشكر أعضاء التحالف الدولي على دعمهم، لكن هذا الدعم لم يرق إلى المستوى اللازم”.

 

وأوضح: “لم نحصل على الأسلحة الثقيلة التي نحتاجها بالمستوى المطلوب من حيث الكم والنوع”، مشيراً إلى الحاجة لناقلات جند مدرعة وقطع مدفعية”.

 

وسلمت دول عدّة منها الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا، أسلحة إلى المقاتلين الأكراد العراقيين لمحاربة “داعش” الذين استولوا منذ حزيران (يونيو) على مناطق واسعة في شمال العراق وسورية.

 

وكانت أبرمت الحكومة العراقية برئاسة حيدر العبادي الأسبوع الماضي، اتفاقاً مع اقليم كردستان لتسوية المشكلات المتعلقة بمبيعات النفط ودفع أجور الموظفين. وأفسح الإتفاق المجال لتعاون متزايد مع “قوات البيشمركة”.

 

الأمم المتحدة تدين ” انتهاكات حقوق الإنسان” في سورية وإيران

الأمم المتحدة (الولايات المتحدة) – أ ف ب

دانت الأمم المتحدة بشدة انتهاكات حقوق الإنسان في كل من سورية وإيران، وذلك في قرارين تبنتهما أمس الثلثاء لجنة حقوق الإنسان في الجمعية العامة للمنظمة الدولية.

 

وتبنّت اللجنة قراراً يدين “التدهور الخطير لحقوق الإنسان في سورية”، بأغلبية 125 صوتا فيما لقي قرار إدانة إيران تأييداً أقل إذ صوتت لمصلحته 78 دولة مقابل.

 

ومن المقرر أن تناقش الجمعية العامة هذين القرارين غير الملزمين الشهر المقبل.

 

ودان القرار الأممي ضد سورية استخدام أسلحة كيماوية والتعذيب في مراكز الاعتقال، مطالباً ” بوضع حد للهجمات ضد المدنيين بما في ذلك تلك التي تشنها مروحيات النظام وتلقي خلالها براميل متفجرة”.

 

بوتين: واشنطن تريد إخضاعنا

موسكو – رويترز

اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الثلثاء الولايات المتحدة بأنها “تريد إخضاع موسكو”، لكنه أكد أن واشنطن “لن تنجح”. وقال بوتين في اجتماع مع جماعة مؤيدة تدعى جبهة الشعب “إنهم (الولايات المتحدة) لا يريدون إذلالنا، بل يريدون إخضاعنا وحل مشاكلهم على حسابنا”، وهي عبارة صفق له الحاضرون من أجلها.

 

وقال بوتين: “لم يتمكن أحد في التاريخ من تحقيق هذا مع روسيا، ولا أحد سيمكنه عمل ذلك على الإطلاق”.

 

براميل متفجّرة على حلب أوقعت 35 قتيلاً مدنياً رواية تركية عن انسحاب 1400 من مقاتلي “الجيش السوري الحر

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ب، “النهار”)

تسببت براميل متفجرة ألقتها طائرات هليكوبتر سورية على مناطق في محافظة حلب يومي الاثنين والثلثاء بمقتل 35 مدنيا، وقت أحرز المقاتلون الأكراد تقدماً في وسط كوباني المعروفة أيضاً بعين العرب.

 

نسبت صحيفة “حريت دايلي نيوز” الى مصدر أمني تركي كبير أن “الجيش السوري الحر” أوقف مقاومته في حلب، وسحب 1400 من مقاتليه من المدينة. وقال: “جمال معروف فرّ الى تركيا… هو راهنا في ضيافة الدولة التركية وحمايتها”. ولم يوضح المصدر موعداً متى فرّ معروف، مكتفيا بأن ذلك حصل في الاسبوعين الاخيرين، أي في النصف الاول من تشرين الثاني. وأضاف الى أنه نتيجة هذه التطورات فقد “الجيش السوري الحر” السيطرة على معبر باب الهوى الذي يشرف عليه حالياً ائتلاف ضعيف من مجموعات أصغر بقيادة “حركة أحرار الشام”. وأشار الى أن بعض الاسلحة التي سلمها الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الى “الجيش السوري الحر” لاستخدامها في معركته ضد “الدولة الاسلامية” ونظام الرئيس بشار الاسد قد يكون سقط في ايدي “أحرار الشام” و”جبهة النصرة”.

 

لاجئون

وصرح وزير الخارجية التركي مولود جاويش اوغلو بأن بلاده قد تتعرض لتدفق موجة جديدة من اللاجئين السوريين تشمل ما بين مليونين وثلاثة ملايين لاجئ، اذا تقدمت قوات الاسد او قوات “الدولة الاسلامية” قرب حلب.

وقال في مؤتمر صحافي في أنقرة: “من يملأ حاليا الفراغ الذي تركته الدولة الاسلامية نتيجة للغارات الجوية للائتلاف؟ انه النظام… ولكن لا اختلاف كبيراً بين الدولة الاسلامية والنظام. كلاهما يقتل بوحشية، وخصوصاً المدنيين. ولا يتردد اي منهما في استخدام أية اسلحة متاحة لديه”. وحذر من أن “اضعاف المعارضة المعتدلة… الجيش السوري الحر الذي يدعمه الائتلاف… سيجعل الموقف غير المواتي في سوريا أكثر سوءا ويزيد عدم الاستقرار… المدنيون المذعورون يفرون من المناطق التي تكسب فيها الدولة الاسلامية وجماعات ارهابية وقوات النظام أراضي. التقدم المحتمل في حلب سيعني تدفق مليونين أو ثلاثة ملايين لاجئ على الحدود التركية طلباً للجوء”.

 

حلب تحت البراميل

في غضون ذلك، أصدر “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقرا له بيانا جاء فيه أن 13 مدنيا على الاقل، بينهم طفلان وامرأة، قتلوا أمس “جراء قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة على اماكن في منطقة القبر الانكليزي بين بلدة حريتان وقرية كفرحمرة” في ريف حلب الشمالي الغربي.

وقال إن 14 مدنيا آخرين قتلوا الاثنين نتيجة براميل متفجرة ألقتها طائرات تابعة للنظام السوري على مناطق في مدينة الباب التي يسيطر عليها تنظيم “الدولة الاسلامية “الجهادي المتطرف في ريف حلب الشمالي الشرقي.

وفي مدينة عين العرب، قامت “وحدات حماية الشعب” الكردية بـ”عملية نوعية في محيط البلدية تمكنت خلالها من السيطرة على ستة مبان في المنطقة كان يتحصن فيها تنظيم الدولة الاسلامية”. وأوضح المرصد ان 13 على الاقل من افراد التنظيم الجهادي المتطرف قتلوا في هذه العملية، غداة مقتل 18 من مقاتليه في اشتباكات على جبهات عدة في المدينة.

وتمكن المقاتلون الاكراد خلال هذه العملية من “الاستيلاء على كمية كبيرة من الاسلحة والذخيرة، بينها قذائف آر بي جي واسلحة خفيفة واسلحة قناصة وآلاف الطلقات النارية المخصصة للرشاشات الثقيلة”.

وجاء هجوم “وحدات حماية العشب” بعدما شنت طائرات الائتلاف الدولي اربع غارات جديدة على مواقع للتنظيم في المدينة.

 

مراجعة

في هذا الوقت، وبعد 24 ساعة من نشر تنظيم “الدولة الاسلامية” شريط الفيديو الذي عرض اعدام عامل الاغاثة الاميركي بيتر كاسيغ وجنود سوريين، امر الرئيس الاميركي باراك اوباما بمراجعة الاجراءات المتبعة لدى تعرض مواطنين اميركيين في الخارج

للخطف.

وكاسيغ هو ثالث اميركي يعدمه التنظيم بعد الصحافيين جيمس فولي وستيفن سوتلوف.

ونشرت وزارة الدفاع الاميركية “البنتاغون” رسالة أفادت فيها نائبة وزير الدفاع كريستين وورموث ان الامر الذي اصدره الرئيس في شأن هذه المراجعة يركز على جوانب “انخراط العائلات وجمع المعلومات الاستخبارية وسياسات الانخراط الديبلوماسي”، مضيفة أن “الرئيس طلب اخيرا اجراء مراجعة شاملة لسياسة الحكومة الاميركية في ما خص حالات خطف الرهائن في الخارج المرتبطة بالارهاب”.

وكان والدا فولي انتقدا الحكومة الاميركية بعدما أطلقا حملة لجمع تبرعات مالية من اجل دفع فدية مالية لانقاذ حياة ابنهما، قبل ان يتلقوا تحذيرا من مسؤولين في الادارة مفاده ان ما يقومون به غير شرعي لان القانون يمنعهم من دفع فدية للخاطفين.

كذلك تلقت عائلة سوتلوف تحذيرات مماثلة من مغبة الاقدام على دفع فدية مالية لخاطفي ابنها.

 

أمين عام «الناتو» لـ«السفير»: نسعى لتقليل مخاطر عودة الجهاديين

الخاصرة التركية تقلق أوروبا.. وتحرج «الأطلسي»

وسيم ابراهيم

لا يفهم الكثير من المسؤولين الأوروبيين ما الذي تفكر فيه أنقرة، ولماذا تتصرف على هذا النحو الذي بات يهدد أمنهم مباشرة. عبر الحدود التركية يعبر آلاف «الجهاديين» الغربيين، وعبر هذه الأداة صار تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»-»داعش» يشكل خطراً أمنياً يمكنه أن يطالهم في قلب بلدانهم. لا يجدون أحياناً غير الشكوك، يرمونها باتجاه من يفترض أنها شريكة لهم في حلف «الكل للواحد والواحد للكل».

تطفو هذه الخلاصات بينما يناقش الأوروبيون حالياً، وبشكل مكثف، إحياء سياسة أمنية ودفاعية مشتركة.

تعترف أوروبا الآن بأنها تعاني نقصاً أكيداً في قدراتها العسكرية، وفي البنية اللازمة لحفظ أمنها. ولهذا السبب اجتمع وزراء الدفاع في دول الاتحاد الاوروبي، أمس، بعدما طلبت ذلك وزيرة خارجية الاتحاد الجديدة فدريكا موغريني، التي قالت إنها تريد أن تفي بوعود قطعتها، قبل أن تستلم منصبها في مطلع تشرين الثاني الحالي، حينما تعهدت بأنها ستنخرط بفعالية في إنشاء سياسة دفاع وأمن مشتركة.

الهدف العريض هو زيادة قدرات أوروبا لمواجهة التحديات الصاعدة حديثاً في الشرق، حيث الصراع مع روسيا في ذروته على خلفية الأزمة الأوكرانية، وكذلك في الجنوب حيث الحروب الأهلية في الدول العربية باتت ناراً تحاصر حدود القارة العجوز.

دول أوروبية عدة طالبت بوضع تهديد «داعش» على قائمة أجندة هذا النقاش، وأن تتعامل السياسة الأمنية والدفاعية المشتركة معه بوصفه «تحدياً مشتركاً».

هذا ما يؤكده لـ«السفير» مسؤول أوروبي قام بالتحضير للاجتماع، موضحاً أن موغريني استجابت «لأنهم يريدون التباحث حول هذا الموضوع، وغير ذلك سيشعرون أن الاجتماع غير مرضٍ لهم».

وزراء دفاع هذه الدول، وعلى رأسها المانيا، يريدون العمل على بناء سياسة أوروبية موحدة لمواجهة تهديد التنظيم «الإرهابي»، وألا يبقى ذلك مقروناً برغبة وهواجس دول بعينها.

يقول المسؤول الأوروبي موضحاً: «إنه تهديد عام، وليس من الصحيح أن هناك فقط بعض الدول معرضة للتهديد»، قبل أن يضيف: «البداية الآن هي مع طرح هذا النقاش السياسي، وهذا مهم حتى لو بدأنا نخطط الآن لأي نشاطات عملانية».

طرح المباحثات حول هذه القضية جاء تحت عنوان: «الوضع الأمني على حدود الجوار الأوروبي».

هناك من جهة أزمة أوكرانيا، لكن من الجهة الأخرى المخاطر الآتية من الجنوب. هنا يؤكد الأوروبيون أنهم ملتزمون بشكل كامل بـ«هزيمة داعش»، لافتين إلى أن ذلك يتطلب قدرات عسكرية وأدوات أخرى، سياسية واجتماعية وثقافية لمواجهة «أسبابه الجذرية».

نقاش كهذا تطلب حضور يانس شتولتنبرغ، الأمين العام لـ«حلف شمال الأطلسي»، الذي اجتمع مع وزراء الدفاع. الفراغ بين حدود الحلف، وحدود الاتحاد الأوروبي، تملأه دولة واحدة فقط، هي تركيا الملتصقة باليونان. لكن من هذا الفراغ يأتي الآن «تهديد أمني رئيسي»، كما تصفه وثائق الاتحاد الأوروبي، هو آلاف «الجهاديين» الذين عبروا إلى هناك من الحدود، ويتوعد «داعش» باستخدامهم للانتقام من هجمات «التحالف الدولي».

أنقرة المتهمة بالتساهل، لطالما نفت أن يكون تمرير «الجهاديين» سياسة ممنهجة من قبلها. بررت بأن حوالي 900 كيلومتر من الحدود الطويلة مع سوريا، تصعب مراقبتها. نفت بشدة حديث مسؤولين وتقارير عديدة بأن العبور كان يجري من منافذ مسهّلة.

لكن كل هذا السجال لا يلغي واقعاً بات قائماً، ولم يعد ينكره أحد برغم الإحراج الذي يسببه: تركيا هي الآن عملياً الخاصرة الرخوة لأقوى حلف عسكري في العالم. ينبغي التذكير بأن قوات «الأطلسي» قطعت مسافات شاسعة للقتال في أفغانستان، تحت راية مواجهة «الإرهاب»، فيما الأخير بات الآن يدخل ويخرج عابراً حدود الحلف.

خلال توجهه إلى الاجتماع، سألت «السفير» الأمين العام لـ«الناتو» عن رأيه بهذا الواقع. قال شتولتنبرغ بداية إن «الجهاديين» يمثلون «مشكلة أمنية خطيرة، لهذا السبب قرر الناتو العمل عن كثب بين الحلفاء لتبادل المعلومات والاستخبارات، لنفعل ما يمكننا لتفادي وتقليل المخاطر الناجمة عن عودة المقاتلين الأجانب إلى دولنا».

لكن ماذا عن «الضعف الأمني» على حدود الحلف، لجهة تركيا تحديدا؟ سمع شتولتنبرغ السؤال بوضوح، لكنه تفادى الإجابة عنه مباشرة. من المفهوم أن القضية تسبب إحراجاً متزايداً، فالتهديد الذي تصرخ الدول الأوروبية محذرة منه يعبر من حدود «الناتو» الشرقية مباشرة. في الأساس تجاهل الحلف لفترة طويلة أي ذكر لموضوع «المقاتلين الأجانب». أخيراً جاء انخراطه في القضية، بعدما قرر زعماء الحلف ذلك، بقيادة الولايات المتحدة، خلال قمة ويلز الأخيرة التي شهدت ولادة «التحالف الدولي».

القضية برمتها ليس فيها غير الإحراج والحساسية. حينما نفذ مهدي نموش الاعتداء على المتحف اليهودي في بروكسل، ليقتل أربعة أشخاص، كانت طلقات بندقيته تتردد على بعد كيلومترات قليلة من مقر «الناتو». لكن مع ذلك لم يصدر الحلف أي بيان يدين فيه الاعتداء. عادة ما يصدر «الناتو» بياناته ليدين ويهنئ، معلقاً على الأحداث في أقاصي الأرض، لكنه لم يصدر ولو بضعة أسطر حول اعتداء بروكسل. برر مسؤولون في الحلف ذلك، حينما سألتهم «السفير» سابقاً، بأن الناتو يمتنع عن إصدار أي بيان حول قضية ما عندما تطلب إحدى دوله ذلك.

على كل حال، بدل الرد حول إثارة قضية الضعف الأمني على حدود الحلف، قال شتولتنبرغ مجيباً عن سؤالنا إنه «حينما يأتي الأمر لأمن الحدود، فالمسؤولية الرئيسة للناتو هي حماية الحلفاء والدفاع عنهم ضد أي تهديد، لذلك نحن واضحون جداً في ما يخص الأمن المشترك، حيث الواحد للكل والكل للواحد». لخص تنفيذ هذا الالتزام بنشر الحلف لبطاريات صورايخ الباتريوت، قرب الحدود التركية ـ السورية.

مسؤولون أوروبيون لم يعودوا يتحرجون من الحديث عن دور تركيا. تحدث عن ذلك لـ«السفير» إلمار بروك، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الأوروبي. السياسي البارز في حزب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، رد على سؤالنا بالقول إنه «يجب أن يكون هناك تعاون أفضل (بين تركيا والأوروبيين) بالنسبة إلى من يذهب ويخرج عبر الحدود»، قبل أن يضيف بلهجة لائمة «في الماضي حصل عناصر داعش على الدعم عبر التراجع وتلقي العلاج في مستشفيات تركيا».

بعيداً عن المداورة، قال بروك: «أعتقد أنه علينا ألا نعطي المقاتلين من أمثال داعش ملاذاً في حديقتنا الخلفية كي يتعافوا. لا يجب (على المسؤولين الأتراك) أن يدعموا داعش، بشكل مباشر أو غير مباشر، عبر هذه الأدوات»، لافتاً إلى أن «هذا ما حدث في الماضي ولا أعرف إذا كان لا يزال يحدث اليوم».

وضع تهديد «داعش» على أجندة السياسة الأمنية والدفاعية، التي يريد الأوروبيون تقويتها، يفترض أنه مقدمة لتوفير أدوات تواجه تهديداته. مسؤول أوروبي يعمل على الملف قال لـ«السفير» إن «التهديد حقيقي ويتطور بشكل مستمر، ونعلم جيداً أن هذا الوضع يؤثر في الاتحاد الأوروبي بما يتجاوز قضية المقاتلين الأجانب فقط».

في هذا السياق، وجه العديد من السياسيين الأوروبيين انتقادات للنهج الأوروبي، والنقص في تطوير سياسة مشتركة لتطويق خطر «الجهاديين». هناك تسع دول تنسق سياستها بشكل وثيق، على اعتبار أنها الأكثر تعرضاً للظاهرة، الأمر الذي دفع بأحد السياسيين المعترضين للقول مؤخراً: «لو كنت إرهابياً وأردت تنفيذ اعتداء، كنت سأختار بالطبع إحدى الدول التسع عشرة الأخرى» في الاتحاد الذي يضم 28 دولة.

مسؤولو مكافحة الإرهاب لفتوا مراراً إلى نقص القدرات الأوروبية الأمنية، خصوصاً أن أكثر من ثلاثة آلاف أوروبي منخرطون في القتال داخل سوريا والعراق. أكدوا أن مراقبة كل «جهادي»، على مدار 24 ساعة، تتطلب عشرين رجل أمن، وأن ذلك «يفوق قدراتنا» على حد تعبيرهم.

يبدو ذلك مفهوماً وفق هذه التقديرات، ونظراً إلى أن الإرسال إلى السجن، عبر المحاكمات، ليس يسيراً لصعوبات عدة، منها كيفية توفير أدلة تثبت الإدانة قضائياً. على هذا المنوال، عودة كل المقاتلين ستعني أن على مجموعة من الدول الأوروبية توفير ستين ألف رجل أمن، لا شغل لهم إلا رصد تحركات العائدين.

 

حلب.. بين تجميد النزاع والمصالحة

زياد حيدر

تسعى «لجنة المصالحة الوطنية» التابعة لمجلس الشعب السوري الى توسيع اختصاصها عبر الحصول على تشريع يحوّلها إلى هيئة تضم سلطتين تشريعية وتنفيذية، وذلك مع تصدر مصطلح «المصالحة الوطنية» العناوين الإعلامية، وبشكل يجري الحديث عنه ليبدو كصورة انعكاسية لمصطلح المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا استيفان دي ميستورا بشأن تجميد القتال في حلب.

ولاقت المبادرة التي قدمها المبعوث الدولي «ترحيباً رسمياً» و«استعداداً لدراستها»، حسب ما صرح مصدر رسمي، في الوقت الذي رفضت فصائل من المعارضة، ممثلة بجهات عدّة داخل حلب وخارجها الفكرة، معتبرة أنها «تمد عمر النظام»، فيما طرحت أخرى «شروطاً مستحيلة» لتطبيقها، وفقاً لتعليق أحد المصادر لـ«السفير»، ومن بينها «تنحي (الرئيس السوري بشار) الأسد».

لكن ثمة جهوداً تسبق وتيرة عمل المبعوث الأممي، وهي بدأت قبل ذلك بأشهر، وتتخذ اليوم منهجاً أكثر نضجاً.

وفي الرابع من تشرين الثاني الحالي، أرسل رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي مذكرة إلى «لجنة المصالحة الوطنية» المؤلفة من 30 عضواً برلمانياً ينتمون إلى 14 محافظة، طلب فيها «تأطير عمل اللجنة على مستوى البلاد»، وتوسيع نفوذها وقدرتها.

وأكثر من ذلك، حصلت اللجنة على نسخ من «قانون الوئام الوطني» و«قانون المصالحة الوطنية» في الجزائر، للاستفادة من التجربة الجزائرية في حرب «العشرية السوداء» التي شكلت حالة استنزاف أمني امتدت عقداً كاملاً في تسعينيات القرن الماضي.

ووفقاً لما قاله رئيس اللجنة عمر أوسي لـ«السفير» فإن المجلس طلب تشكيل مرجعية لهذه اللجنة تضم خمسة وزراء وأربعة محافظين (دمشق، ريف دمشق، حمص، درعا)، ورئيس مكتب الأمن القومي بالإضافة إلى أعضاء اللجنة.

وقال أوسي إن من أسباب هذا القرار قطع الطريق على «مجموعات خارجية تدّعي العمل في هذا المجال»، لكنه اضاف انه «من باب التحليل وليس المعلومات، فإن عملها يمكن أن يتقاطع لاحقاً» مع طرح دي ميستورا كخطة عمل في حلب.

وزار دي ميستورا مدينة حمص الأسبوع الماضي، بالرغم من أن عينه كانت على حلب، والتقى مسؤولين حكوميين فيها، بالإضافة إلى ممثلين عن المعارضة المتحصنة في حي الوعر.

غير أن موظفين حكوميين رأوا، في تصريحات لـ«السفير»، أنه «من غير الممكن جر تجربة حمص على حلب لأسباب كثيرة»، برغم ثقة الجانب الرسمي في أن «المصالحات تمثل أفضل السبل للحد من تفاقم الصراع واحتوائه».

وأبدى ناشطون إعلاميون مخاوفهم من انهيار هدن في منطقة بيت سحم في ريف دمشق (الغوطة الشرقية) ويلدا وببيلا، مع تقدم «جبهة النصرة» الرافض للتسويات في تلك المناطق، في الوقت الذي يزداد الوضع الانساني والميداني صعوبة في تلك المنطقة، ما انعكس تمرداً شعبياً محدوداً على السلطة العسكرية الحاكمة والمحتكرة للمواد الإغاثية.

ولعل البعثة الأممية لا ترغب بدورها في أن ينسحب هذا الوضع على حلب، بل تفضل تسوية تتفق عليها كل الأطراف، ولا تفرض بقوة السلاح أو الحصار، ولا يدفع المدنيون ثمن نضج ظروفها.

وبشكل متزامن، قاربت دراسة ميدانية لمجموعة من الباحثين السوريين والأجانب عمليات الهدن والمصالحات التي تمت أو باءت بالفشل، وآفاق وظروف هذه التسويات. وبالرغم من أن الدراسة الصادرة عن مؤسسة «مدني» تميل في مصادرها وصياغتها إلى جانب الفصائل المعارضة بشكل عام، وتفتقر إلى دقة التوثيق مقارنة باستقصاءات «مجموعة الأزمات الدولية»، إلا أنها تحصي جدياً أهم المعوقات التي تتعثر بها التسويات التي جرت في سوريا.

وتقول الدراسة المؤلفة من 60 صفحة تقريباً إن أبرز عوائق التسويات في سوريا تتمثل في «التدخل الإقليمي، ووجود مقاتلين من خارج المناطق، وغياب الوساطة الموثوقة المستقلة، والرقابة المستقلة، ووجود الفصائل العسكرية الموالية شبه النظامية، إضافة إلى التكتيكات العسكرية (كحالة ظرفية تفرض وجود هدنة وتنتهي بانتهائها)، وأخيراً اقتصاد الحرب المتنامي، والذي يتفق مسؤولون حكوميون على اعتباره من أبرز المشاكل التي تعترض تحقيق مصالحات على مستوى واسع.

ويحضر هذا العامل في مدينة حلب المنقسمة إلى نصفين، والمحتاجة دوماً إلى قوافل الإغاثة والمعونات. وتحضر بالطبع العوائق السابقة، فتتفوق عوامل كالتدخل الإقليمي لدى الطرفين، كما تفيض الكتائب المقاتلة بالعناصر الأجنبية، ولا وجود لوسطاء موثوقين لدى الطرفين، والذي يشكل سبباً وجيهاً لغياب أية مصالحات حقيقية عن حلب حتى اللحظة.

إلا أن الدراسة في تحديدها لعوامل تساعد في «فرض وقف إطلاق النار»، تشير إلى عدة عناصر أيضاً، أبرزها: ضغط المدنيين والحاجة إلى الخدمات، الحاجة إلى الوصول للموارد الإستراتيجية (وبينها الطرق الحيوية مثلا)، وحالة التعادل العسكري. وبرغم أن الصفة الأخيرة لا تنطبق على حلب حالياً، إذ يتفوق الجيش السوري في تقدمه على خصومه، وبات قريباً للغاية من حصار حلب عسكرياً، في الوقت الذي تراجع وجود فصائل المعارضة وتماسكها في حلب، وفر أحد أبرز قادتها إلى تركيا، وفقاً لما ذكرته الصحافة التركية أمس.

لكن لا يزال الجيش السوري بحاجة إلى الامتداد أكثر في اتجاه الشمال الشرقي، حيث يدور «العرض العسكري الأهم» بين «التحالف الدولي» وتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»-»داعش»، وبشكل يمكنه من قطع طرق الإمداد بين حلب وإدلب من جهة، وحلب وريفها الشمالي من جهة أخرى.

ويبدو هذا ممكناً في ظل التقدم الذي يحرزه، وإن كان من غير المعروف كيف يمكن لهذا التقدم أن يتأثر بأية هدنة مستقبلية أو تجميد لإطلاق النار، كما أن الحكومة السورية ما زالت ترفض أي طرح لمجالس إدارة ذاتية تنفرد عن سلطة الدولة في اتخاذ قراراتها، برغم أنها تطالبها في الوقت ذاته بخدماتها.

وأيضاً، لا يريح دمشق أن تكون حلب جزءاً من حالة استقطاب دولي إقليمي، تركي فرنسي أممي، كما هي الآن، بغض النظر عما سيؤول إليه أي اتفاق طموح لتجميد النزاع، وإن كان فعلاً سيسمح لقواتها بالالتفات إلى معركة لا تقل أهمية في جنوب البلاد، ثمة مخاوف من أنها باتت تشكل تهديداً جديداً لدمشق.

 

جنود «جيش النمر» التابع للنظام: سهيل حسن سيطيح بالأسد ويصبح رئيساً لسوريا

شيخه العلوي يولم على اسمه قبل كل معركة… ويعتمد سياسة «الأرض المحروقة»

اللاذقية ـ»القدس العربي» ـ من أليمار لاذقاني: في حديث مع عنصر متطوع في سرايا العقيد في جيش النظام السوري سهيل حسن، أو «جيش النمر» كما يسمونه، اعلن أنّه «الآن في درعا وسيحقق انتصاراً قريباً هناك»، مشيرا إلى أن «النمر» لم ير ابنه منذ ثلاث سنوات وانّه أقسم ألا يراه قبل النصر، وانّ شيخه يدعو له قبل كل معركة بوليمة كبيرة على الطريقة العلوية، وانه نجا من عدّة محاولات اغتيال، على الرغم من إصابته في إحداها، كما أكد أنّه المطلوب الأول في سوريا.

وبين «ح.ج» في حديث خاص لـ «القدس العربي»، أن النمر مرشّح الإيرانيين والروس لقيادة المرحلة الانتقالية في سوريا، وأن عناصره على قناعة تامّة بأنّ النمر سيصبح رئيساً للبلاد بعد أن يطيح بنفسه بالرئيس، مؤكدا أنّ صلاحياته ليست من الرئيس كما يدّعي البعض، بل هي من الروس والإيرانيين، وأنّهم يثقون به حتّى النهاية.

ودلل بذلك على تحركات النمر التي تطال المناطق الحساسة أو تلك التي باتت في وضع سيئ، أما قوات الأسد فلا تعرف سوى الهزائم واحدةً تلوى الأخرى على حد قوله.

وحول ما أشيع عن القصّة التي تقول إنّ النمر سيعدم نفسه أمام الرئيس كما وعده، ضحك «ح.ج» قائلا: «هناك خمس نسخ طبق الأصل عن النمر لجعل تغييبه عن ساحة القتال شبه مستحيل، وإحدى هذه النسخ هي ضابط استخبارات إيراني».

وبين «ح.ج» أن حسن ومنذ أن أطلق الإيرانيون يده في حماة اعتمد في القتال على ثلاث ركائز أساسية، أولاها منع السرقات منعاً باتاً لكي يحافظ على معنويات جنده، وانه يقوم بإعدام أي شخص يقوم بتعفيش أي بيت ميدانيّاً وبدون أي رادع.

وأشار إلى أن الركيزة الثانية التي اعتمد عليها «النمر» كما يسميه هي الصلاحيّة المطلقة في التحكّم بجميع القوات «جيش، وميليشيات الشيعة، والميليشيات المحليّة، فالطيران مثلاً يقصف أي منطقة يأمر سهيل حسن بقصفها دون أي تلكؤ.

أما الركيزة الثالثة على حد قول «ح.ج» فهي اعتماده سياسة الأرض المحروقة، فلا شيء يتحرك خلفه سوى جنوده، ولا يسمح بأن يتهدد أمن جيشه ولو حتّى مدينةً بأكملها.

وحول عدد أفراد جيش «النمر» بشكل تقديري، قال «ح.ج» إن مقاتلي النمر كلّهم متطوعون معه طوعاً ومن جميع الكتائب والفصائل الموالية، وانّ عددهم قد يتجاوز الثمانين ألفا ويتحركون وفق إشارة من إصبعه، ويتقاضون رواتب جيّدة بالنسبة للجيش أو للميليشيات المحليّة، كما انّهم ذوو نفوذ في دوائر النظام وفعالياته.

وأضاف «ح.ج» أن النظام لم يسمح عبر تاريخه بظهور شخصيّة توازيه وبالأخص الشخصيات العلوية أو حتّى تتمتع بشعبيّة ما، وأنّ ظهور النمر تمّ رغماً عن الأسد، مبينا أن النمر هو الأمل الوحيد في النجاة وأنّ الأسد إلى زوال.

 

نائب أمين الجامعة العربية: اقتراب التوصل لهدنة بحلب

القاهرة- (د ب أ): كشف السفير أحمد بن حلى نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية عن اقتراب جهود المبعوث الأممي بشأن سورية ستيفان دى ميستورا من “التوصل إلى وقف إطلاق النار فى منطقة حلب قد يمتد لبعض المناطق الأخرى تمهيدا لبدء حوار وطني سوري”.

 

جاء ذلك فى تصريحات صحفية لبن حلي قبل مغادرته القاهرة متوجها إلى الجزائر فى زيارة تستغرق يومين يفتتح خلالها المهرجان الفني والثقافي الثاني للتعاون الهندي العربي الذي يبدأ الخميس.

 

وقال بن حلى: “من خلال الاتصالات بين الجامعة والمبعوث الأممي تبين حدوث تطور فى جهود دى ميستورا بشأن سورية”.

 

وأضاف أن الجهود الرامية إلى “وقف إطلاق النار وتحقيق الهدنة فى مناطق مثل حلب قد تمتد إلى مناطق أخرى لتوفير المناخ الملائم لإطلاق حوار بين الأطراف السورية.. وهذا هو الطريق الوحيد للتوصل إلى حل للأزمة بعيدا عن الحل العسكرى”.

 

وعن جهود الجامعة العربية لتكوين قوات حفظ سلام عربية، قال إن الإدارة العسكرية بالأمانة العامة للجامعة بدأت في إعداد الخطط والدراسات الخاصة بهذا الملف.

 

المفاوضات حول الملف النووي الإيراني تدخل في التفاصيل

فيينا- (أ ف ب): تدخل المحادثات بين إيران والقوى العظمى الاربعاء في التفاصيل، في اليوم الثاني من اجتماع اللحظة الاخيرة في فيينا بغية التوصل الى اتفاق تاريخي حول البرنامج النووي الايراني.

 

وسيلتقي دبلوماسيو مجموعة خمسة زائد واحد التي تضم الصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والمانيا مع دبلوماسيي الجمهورية الاسلامية للمرة الاولى في جلسة موسعة بعد محادثات ثنائية جرت الثلاثاء. وامامهم حتى الرابع والعشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر للتوصل إلى اتفاق.

 

والخلاف على الملف النووي الايراني تسبب بتوترات ذهبت الى حد توجيهتهديدات بالحرب يغذيها خصوصا خوف تثيره ايران نووية لاسرائيل والدول العربية الخليجية.

 

وترغب ايران في رفع العقوبات الشديدة التي تخنق اقتصادها فيما تطالب الدول الكبرى بان تحد طهران قدراتها النووية بشكل يجعل الخيار العسكري امرا مستحيلا.

 

والمفاوضات بالغة التعقيد ما يثير شكوكا حول نتيجتها بعد سنة من الحوار المكثف.

 

ولدى وصوله الى العاصمة النمساوية وعد وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف ب”بذل جهود حتى اليوم الاخير”، واعتبر التوصل الى اتفاق امرا “ممكنا” لكنه حذر محادثيه من طرح “مطالب مبالغ فيها”.

 

ودعا وزير الخارجية الامريكي جون كيري من جانبه طهران إلى بذل “كل الجهود الممكنة”.

 

وقد قرر وزير الخارجية الامريكي تأجيل توجهه الى فيينا حيث كان ينتظر وصوله في منتصف الاسبوع على غرار الوزراء الاخرين في مجموعة خمسة زائد واحد بعد الاجتماعات الاولى التي عقدها الدبلوماسيون تحت اشراف وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبية السابقة كاثرين اشتون التي احتفظت بالمسؤولية عن هذا الملف.

 

وصرحت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية جنيفر بساكي “انه سيبقى في لندن الاربعاء لمتابعة المشاورات مع فريق المفاوضين” في فيينا ومع الادارة في واشنطن، بحسب ما اعلنت المتحدثة باسم وزارته جنيفر بساكي في بيان.

 

واضافت ان كيري “سيتوجه صباح الخميس الى باريس لاجراء اجتماعات منفصلة مع وزير الخارجية السعودي (الامير سعود الفيصل) ووزير الخارجية الفرنسي (لوران) فابيوس تتعلق بالمفاوضات حول الملف النووي الايراني”. وخلصت إلى القول “انه سيتوجه الى فيينا في وقت لاحق هذا الاسبوع لكننا لم نحدد بعد التاريخ” بدون مزيد من التوضيحات.

 

وقد اتسمت التصريحات في الايام الاخيرة بالحذر من جانب كل الاطراف. وقال مصدر اميركي “ما زال هناك هوة يجب ردمها ولا نعلم بعد ان كنا سنتمكن من تحقيق ذلك”.

 

ومن المفترض ان يبت المفاوضون مسالة قدرات تخصيب اليورانيوم التي يمكن ان تحتفظ بها ايران بعد التوصل الى اتفاق. علما بان طهران تستخدم الافا من اجهزة الطرد المركزي القادرة على انتاج المادة الاولى لصنع القنبلة الذرية.

 

وشدد مصدر غربي اخر على ان ايران “يجب ان توافق على تقليص القدرات الحالية بشكل كبير” على ان تستفيد بعد ذلك من “تعاون حول النووي المدني”.

 

كذلك فان مفاعل المياه الثقيلة في اراك وهو منشأة يمكن ان تنتج البلوتونيوم -وهي مادة اخرى يمكن استخدامها لصنع السلاح النووي- يعتبر من المسائل الاخرى المطروحة للمناقشة، الى جانب نظام التفتيش المفترض ان تقوم به الامم المتحدة وتخضع له ايران بعد التوصل الى اتفاق، وكذلك وتيرة رفع العقوبات.

 

وحول هذه النقطة الاخيرة اخذ مصدر غربي على ايران انها “تريد كل شيء على الفور، وهذا امر غير واقعي”.

 

ومن شأن أي اتفاق محتمل أن يفتح الطريق أمام تطبيع العلاقات بين ايران والغرب وأمام امكانية التعاون خاصة مع واشنطن لمواجهة الازمات في العراق وسوريا.

 

ويعتبر محللون انه سيخفف ايضا من خطر الانتشار النووي في منطقة الشرق الاوسط. حتى ان اخرين يعتقدون انه في حال اعادة اندماج ايران في اللعبة الدولية فذلك سيزيد من قلق جيرانها.

 

الى ذلك سيسمح التوصل الى اتفاق ايضا لايران باعادة اطلاق اقتصادها واستعادة مكانتها الكاملة في مصاف ابرز المنتجين للنفط في العالم.

 

والرهان هام للغاية لدرجة دفعت واشنطن وموسكو الى طرح خلافاتهما حول النزاع الاوكراني جانبا للعمل على هذا الملف.

 

لكن عددا من المراقبين لا يتوقعون التوصل إلى اتفاق نهائي في المهلة المحددة في الرابع والعشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر. بل هم يرون ان الاكثر ترجيحا ان تتوصل ايران ومجموعة الدول الست الى “اتفاق مرحلي” يسمح بتمديد المحادثات كما حصل في تموز/ يوليو الماضي.

 

لكن هذه الصيغة ستكون محفوفة بمخاطر جمة وستطلق العنان لانتقادات الصقور لدى كل من الطرفين.

 

وقال المحلل كيلسي دافنبورت من مؤسسة مراقبة الاسلحة انه “سيكون امرا لا معنى له تفويت هذه الفرصة التاريخية” في التوصل الى اتفاق، “نظرا الى كل الرأسمال السياسي المستثمر” من جانب كل الاطراف في المفاوضات.

 

هولاند يؤكد وجود فرنسيين اثنين في الفيديو الأخير لجلادي داعش

كانبرا- (أ ف ب): أكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الاربعاء وجود فرنسيين اثنين في عداد عناصر تنظيم “الدولة الاسلامية” الذين ظهروا في فيلم دعائي بثه التنظيم الجهادي قبل ثلاثة أيام وهم يذبحون اسرى سوريين.

 

وبث التنظيم الجهادي الأحد على الانترنت شريطا دعائيا مروعا ظهر فيه 18 من عناصره وقد اقتاد كل منهم جنديا سوريا اسيرا ثم وضعه ارضا وحز رقبته، اضافة الى رهينة أمريكي هو عامل الاغاثة بيتر كاسيغ الذي قطع رأسه جهادي ملثم في مشهد آخر ورد في نهاية الفيلم والتقط بشكل منفصل عن مشهد اعدام الجنود السوريين.

 

وقال هولاند في كانبيرا خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الاسترالي توني ابوت إن “كل ما يمكننا قوله الآن هو ان هناك شخصين فرنسيين” من عناصر التنظيم الجهادي ظهرا في الشريط.

 

واضاف “احدهما تم رسميا تأكيد هويته، والآخر يجري حاليا تأكيد هويته”.

 

واعتبر هولاند ان المشاهد التي تضمنها شريط الفيديو “اظهرت عملية قتل في ظروف مروعة لرهينة امريكي وهو شاب كان يعمل في الاغاثة الانسانية”.

 

واضاف ان “هذه الصور ترافقت مع مشاهد اخرى وحشية لا يمكن تحملها”، هي مشاهد ذبح الجنود السوريين.

 

وكان القضاء الفرنسي اعلن رسميا وجود فرنسي واحد على الاقل في عداد جلادي التنظيم الذي ظهروا في الشريط المصور، مؤكدا ان الفرنسي يدعى ماكسيم هوشار (22 عاما).

 

ولكن وزير الداخلية برنار كازنوف اعلن عن “احتمال” وجود فرنسي ثان في عداد هؤلاء الجلادين، مؤكدا ان الاجهزة المختصة تعمل على التحقق من ذلك.

حمادة في لاهاي: الحريري تعرض لضغوط سورية هائلة قبل اغتياله

«لقاؤه مع بشار كان مهيناً وخرج منفعلا وضرب رأسه بنافذة السيارة»

بيروت ـ « القدس العربي» ـ من سعد الياس: لليوم الثاني على التوالي استحوذت افادة النائب مروان حمادة امام المحكمة الدولية في لاهاي على اهتمام كبير في بيروت، حيث استأنفت المحكمة استماعها لشهادة النائب مروان حمادة في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. وأشار حمادة إلى أن الرئيس الحريري كان رمزاً لاتفاق الطائف، وهو لم يستقل وقبل بالضغوط السورية لأنه كان مؤمناً بإمكان تحسين الأمور، وقال:»شهدنا هجوماً مستمراً على الحريري مع تهديدات كثيرة وصلته بسبب سياسته ومعنوياته وسمعته… وقد تم اغتيال المؤسسات اللبنانية فعلياً وتدريجياً في فترة الوصاية السورية».

وكشف حمادة « ان الرئيس بشار الأسد طلب من الحريري فض الاتفاق مع جريدة «النهار» خلال 48 ساعة، وأرسل عقد البيع إلى دمشق مع رستم غزالة «، موضحاً «أن استثمار رفيق الحريري في جريدة «النهار» كان للحفاظ عليها بعدما واجهت الصحافة أزمة بعد الحرب ولم يتدخل في مضمون الصحيفة». ولفت إلى « ان قضية «النهار» كانت تستهدف اضعاف الحريري والإطباق على وسيلة اعلامية منادية باستقلال لبنان». وأكد «ان الحريري تلقى رسائل تهديدية في عام 2003 منها قصف تلفزيون المستقبل». ولفت إلى أنه «في مسودة مقدمة البيان الوزاري التي طلب منه الرئيس الحريري أن يكتبها قال: «على الحكومة تنفيذ كل البنود غير المنفذة في اتفاق الطائف»، فكان رد الحريري « أتريد ان نُقتل؟» فهو ينص على انسحاب القوات السورية من لبنان وحل الميليشيات».

وأعلن حمادة « ان مقابلة كانون الأول/ديسمبر 2003 بين الحريري والأسد كانت المقدمة لمقابلة آب/أغسطس 2004، والحريري تعرض إلى ضغوط هائلة في هذا اللقاء دفعته لاعتبار اللقاء مهيناً له»، لافتاً إلى «ان الحريري عاد من هذا اللقاء منفعلاً جداً مع نزيف في أنفه بعدما ضرب رأسه بنافذة السيارة لشدة انفعاله، واعتبر انه أذل من رئيس سوريا الذي يرى ان المسؤولين في لبنان لا شيء بالنسبة له، وقالوا له ان عليه ان يمتثل لإميل لحود». ورأى ان «اللقاء بين الحريري والأسد شكل بداية القطيعة النهائية بينهما، فهم قالوا للحريري «ليس مسموحاً ان تخانق إميل لحود».

وتأتي إفادة النائب حمادة في وقت تشهد الساحة الداخلية جموداً في الملفات السياسية ولاسيما الرئاسية، حيث تنعقد اليوم الجلسة الانتخابية الخامسة عشرة التي حدد موعدها الرئيس نبيه بري ظهراً من دون أن تشهد جديداً باستثناء انها الاولى بعد تمديد ولاية المجلس النيابي للمرة الثانية.

وقد غابت نسبياً المعطيات الايجابية التي برزت اخيراً وعبّر عنها بوضوح رئيس مجلس النواب نبيه بري في أكثر من لقاء وموقف، كما تراجع مستوى الحديث عن حوار المستقبل – حزب الله الذي اعتبرته مصادر في قوى 14 آذار الممر الالزامي للتوافق الداخلي على انتخاب رئيس.

 

مقتل 27 مدنيا في قصف ببراميل متفجرة في يومين على حلب… وتقدم كردي وسط كوباني

بيروت ـ ا ف ب: قتل 27 مدنيا في قصف بالبراميل المتفجرة نفذته طائـــرات ســــورية واســـتهدف مناطق في محافظة حلب يومي الإثنين والثلاثاء، في وقت حقق المقاتلون الأكراد تقــــدما في وسط مدينة عين العرب، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال المرصد في بيان ان 13 مدنيا على الأقل بينهم طفلان وامراة قتلوا الثلاثاء «جراء قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة على أماكن في منطقة القبرالانكليزي بين بلدة حريتان وقرية كفرحمرة» في ريف حلب الشمالي الغربي.

وأعلن المرصد أيضا ان 14 مدنيا آخرين قتلوا الاثنين جراء قصف بالبراميل المتفجرة من قبل طائرات تابعة للنظام السوري على مناطق في مدينة الباب التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية الجهادي المتطرف في ريف حلب الشمالي الشرقي.

وفي مدينة عين العرب الحدودية مع تركيا، نفذت قوات «وحدات حماية الشعب» الكردية الثلاثاء «عملية نوعية في محيط البلدية (وسط) في مدينة عين العرب تمكنت خلالها من السيطرة على ستة مبان في المنطقة كان يتحصن فيها تنظيم الدولة الإسلامية»، وفقا للمرصد.

وأضاف المرصد ان 13 على الأقل من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية الجهادي المتطرف قتلوا في هذه العملية، بعد يوم من مقتل 18 من مقاتليه في اشتباكات عند عدة جبهات في المدينة.

وتمكن المقاتلون الأكراد خلال العملية هذه من «الاستيلاء على كمية كبيرة من الأسلحة والذخيرة، من بينها قذائف (آر بي جي) وأسلحة خفيفة وأسلحة قناصة وآلاف الطلقات النارية المخصصة للرشاشات الثقيلة».

وجاء هجوم «وحدات حماية الشعب» بعدما شنت طائرات التحالف الدولي أربع غارات جديدة على مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية في عين العرب.

وتتعرض عين العرب الواقعة في محافظة حلب الشمالية منذ 16 أيلول/ سبتمبر إلى هجوم من قبل تنظيم الدولة الإسلامية الجهادي المتطرف. ويقوم المقاتلون الأكراد في المدينة بمقاومة شرسة كبدت التنظيم المتطرف خسائر كبيرة.

وقتل أكثر من 1200 شخص معظمهم من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في ثالث المدن الكردية في سوريا منذ بدء الهجوم عليها.

وتساعد الغارات المتواصلة التي يشنها التحالف الدولي على المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في إعاقة تقدم مقاتلي التنظيم نحو السيطرة على هذه المدينة التي أصبحت رمزا للمعركة الأكبر مع هذه المجموعة المتطرفة.

وقتل أكثر من 195 ألف شخص في سوريا منذ بدء النزاع فيها منتصف آذار/ مارس 2011.

الضباط السوريون المنشقون سئموا الانتظار.. محبطون تأكلهم المرارة في مخيمات تركيا وفقدوا الثقة بأمريكا

من إبراهيم درويش:

لندن ـ «القدس العربي»: اضطر الضباط والجنود الذين انشقوا عن الجيش السوري لمراقبة الحرب الأهلية السورية المندلعة في بلادهم منذ أكثر من ثلاثة أعوام عن بعد وفي مخيمات اللاجئين في تركيا. فبدلا من المشاركة في الحرب بطريقة عملية وتشكيل طليعة قتالية فإنهم يتابعون الحرب عبر شاشات التلفاز أو شبكة «واي- فاي» التي تدعم كلفتها الحكومة التركية.

وتشير صحيفة «وول ستريت جورنال» للعقيد مالك الكردي الذي انشق عن الجيش في بداية الإنتفاضة وهرب إلى تركيا، حيث انضم للضباط المنشقين عن الجيش على أمل تلقي السلاح من الغرب والعودة مرة ثانية إلى سوريا لمواجهة نظام بشار الأسد.

ولكنه يقضي وقته في مخيم أبايدين التركي يتبادل الأحاديث مع رفاقه ويلعب الورق كما تقول الصحيفة.

وتقول إن المخيم يعبر عن الفرص الضائعة التي تعرقلت بسبب تعقيدات النزاع والخلافات حول الكيفية المثلى للتعامل مع خطر المتشددين، ولهذا لم يتم التعامل أو الاستفادة من الضباط الذين أسكنتهم الحكومة التركية في المخيم.

وتأتي حالة الإهمال التي تعرضوا ويتعرضون لها على خلاف الاستقبال الحافل لهم والثناء على قرارهم التخلي عن نظام الأسد الديكتاتوري. وتشير الصحيفة لحس المرارة الذي يعتري الضباط اليوم. ويقول الكردي إن المعارضة كان لديها من المناطق والمعنويات ما يكفي لبناء جيش نظامي أما اليوم «فلا».

ومع صعود خطر تنظيم الدولة الإسلامية – داعش وحاجة الولايات المتحدة لقوات على الأرض لدعم استراتيجيتها، عاد النقاش حول إمكانية لعب الضباط المنشقين دورا خاصة بعد قرار الحكومة التركية السماح بتدريب مقاتلي المعارضة على أراضيها. لكن بعد سنوات من التجاهل لا يعرف إن كان بإمكانهم لعب الدور الذي تريد الولايات المتحدة منهم لعبه وإن كانوا هم أنفسهم راغبين بالمشاركة خاصة أنهم يريدون استخدام ما تبقى لديهم من طاقة قتالية لمواجهة نظام الأسد وليس تنظيم داعش.

وينقل التقرير عن الطيار محمد العلي (28 عاما) قوله إن الضباط «تدهورت نفسياتهم ومن الناحية الجسدية فقدوا لياقتهم البدنية». مشيرا «للخسارة» التي حصلت.

ورغم كل هذا ترى إدارة أوباما إن فكرة الفرصة الضائعة بالنسبة لضباط مخيم أبايدين ليست صحيحة حسب الصحيفة. وترى إدارة أوباما أن الضباط منقسمون على أنفسهم وأرسلوا رسائل غامضة حول استعدادهم للعودة إلى سوريا. وبحسب مسؤول فقد توقع الضباط السوريون دعما سريعا لهم من الأمريكيين لهم في البداية أي عندما انشقوا وهربوا إلى تركيا.

 

مملة وتحت الرقابة

 

وتصف الصحيفة الحياة في المخيم بأنها مملة وتحت رقابة مشددة من السلطات التركية، ويمتد المخيم الذي يأخذ اسمه من البلدة الحدودية أبايدين على طول 24 فدانا وتحيط به المزارع ويضم مسجدا ومدرسة وروضة أطفال وعيادة صحية وساحة للالعاب الرياضية. ويعيش فيه ضباط الجيش السوري المنشقون عن نظام الأسد، وخمسهم كانوا من كبار العسكريين في الجيش السوري. يعيش كل واحد مع عائلته وأطفاله في وحدة سكنية مكونة من غرفة واحدة.

وتقول الصحيفة إن المخيم ليس سجنا لكن اللاجئين فيه ليسوا أحرارا للدخول والخروج إليه بدون إذن، وتحرسه القوات التركية وتحيط به أبراج مراقبة. ويضيف التقرير أن المخابرات التركية تنقل بعض سكانه من تركيا إلى سوريا في بعض الأحيان.

وتقول إن كل ضابط لديه بطاقة ائتمان يتم شحنها بشكل منتظم من قبل الحكومة التركية حيث يستخدم الضباط المال لشراء الطعام والسجائر ومتطلبات العائلة.

وكان العقيد الكردي أول ضابط ينشق عن النظام حيث دعا زملاءه من موقعه في البحرية السورية بمدينة اللاذقية دعم التظاهرات السلمية، وبعد اكتشاف أمره قرر الهروب في 27 آب/ أغسطس 2011 إلى تركيا.

وتم إسكان الضباط أولا في خيام وبعد ذلك قررت الحكومة التركية تأمين سكن أفضل لهم خاصة بعد اختطاف العقيد حسين هرموش. كما حاولت الحكومة التركية تخفيف حدة التوتر بين اللاجئين الذين رفض بعضهم السكن في نفس المكان مع جنود خدموا نظام الأسد.

 

جيش للمعارضة

 

وكان قائد القوات البريطانية السابق سير جنرال ديفيد ريتشاردز قد اقترح الاستفادة من الضباط السوريين المقيمين في أبايدين وتشكيل وحدة قتالية منهم حيث أقام الضباط علاقات سرية مع وحداتهم السابقة للإنضمام للجيش الذي اقترحه ريتشاردز.

وكما هو معروف فقد تقدم الجنرال البريطاني بالخطة واقترح فيها برنامج تدريب لمدة عام بعدها يدخل الضباط والمقاتلون إلى سوريا.

ولو وافقت الحكومتان البريطانية والأمريكية لاستطاع الجيش الحر الزحف باتجاه دمشق بحلول عام 2013.

وترددت الحكومة البريطانية بالموافقة على الخطة التي أخبر مستشاروها الجنرال ريتشاردز بإنها معقدة ولا يمكن للوضع تحملها، فيما لم يبد العسكريون الأمريكيون اهتماما بها، ولهذا تم وضعها على الرف.

ويشير التقرير لاهتمام الرئيس التركي طيب رجب أردوغان بضباط أبايدين، حيث كان مع تدريب مقاتلين سوريين، ولكنه لم يكن راغبا بتحمل تركيا العمل منفردة. ونظرا لانتقاد المعارضة التركية لموقف أردوغان الذي دعا للإطاحة بالأسد فلم يكن يريد تسليط الضوء على وجود الضباط السوريين على الأراضي التركية.

وعندما انشق رئيس الوزراء رياض حجاب في آب/ أغسطس 2012 قال للضباط إنه سيحاول تأمين دور لهم في داخل المعارضة، فيما قال العقيد الكردي إنهم حاولوا اقناع الغرب بقدرتهم على إنشاء جيش نظامي، لكن تشرذم المعارضة أثر على طموحات الضباط. وتشير الصحيفة إلى أن المخابرات التركية قيدت من دخول مسؤولي الولايات المتحدة للمخيم بمن فيهم مسؤولو الاستخبارات الأمريكية.

ومع مرور الوقت بدأت الإدارة الأمريكية بالتساؤل عن الدور الذي يمكن للمنشقين لعبه خاصة أن المقاتلين في داخل سوريا أثبتوا قدراتهم في ساحة المعارك، ومن هنا خفت حماس حتى من كان داعيا للاستفادة من المنشقين حسبما نقلت عن السفير الأمريكي السابق في سوريا روبرت فورد.

وأشار فورد إلى أن عملية فرض الضباط السوريين في تركيا على الساحة السورية كان سيرفضه القادة الميدانيون الذين كانوا يجلسون في المخيمات ويتمتعون بالإنترنت فيما كان الآخرون يقاتلون في الداخل.

 

غياب الثقة

 

ورغم عودة بعض الضباط إلى سوريا إلا أن البقية انتظرت خطة واضحة تجعلهم يقاتلون من أجل شيء أكبر. لكن الضباط اكتشفوا حقيقة غياب الخطة عندما تراجع أوباما عن معاقبة النظام السوري على استخدامه السلاح الكيماوي في الغوطة قرب دمشق في آب/ أغسطس 2013.

وأدى قرار أوباما لانشقاقات داخل صفوف المعارضة المعتدلة وانضمام عدد من أفرادها للجماعات المتشددة مثل جبهة النصرة، حسب القيادي أبو حمزة الذي يقول إن قرار عدم ضرب الأسد أضر بالمعارضة المعتدلة وأثر على معنوياتها.

ويشير الكردي الى إن المخابرات الأمريكية استدعته وعدد من الضباط لاجتماع في اسطنبول خريف العام الماضي وعرضت فكرة تدريب أعداد من المعارضة، لكن الجميع دعوا إلى إنشاء جيش نظامي.

ومع صعود تنظيم الدولة الإسلامية، عادت فكرة تدريب المعارضة للنقاش وبقوة حيث أعلن الرئيس أوباما عن خطط بهذا الشأن، لكن ضباط أبايدين غير راضين عن الغارات الجوية التي تستهدف داعش فقط دون النظام.

ويقول العقيد الكردي إن المعارضة المعتدلة كان بإمكانها تحقيق شيء مختلف قبل عامين لو وجدت الدعم الكافي أما الآن فمعظم أفرادها إما تركوا المقاومة أو انضموا للجماعات الجهادية. ويتهم بعض أفراد المعارضة الولايات المتحدة أنها تقوم بتقوية نظام الأسد باستهدافها داعش وحده، مع أن الرئيس باراك أوباما كان واضحا في قمة العشرين في بريزبين نهاية الأسبوع عندما أكد أن الأسد فقد شرعيته ولا توجد هناك فرصة للتعاون معه. وفي النهاية فربما أدى تخبط الإستراتيجية الأمريكية في سوريا لصعوبة تحشيد عدد من قوات المعارضة لبرامج التدريب، وبخاصة بعد انهيار الجماعات التي تلقت دعما عسكريا من «سي أي إيه» مثل حركة حزم وجبهة ثوار سوريا اللتين تراجعتا أمام مقاتلي جبهة النصرة.

ويعلق الكردي على الخطط الأمريكية بقوله «سمعنا عن الخطط الأمريكية، ولكن الثقة مفقودة». مشيرا إلى أن الرأي العام يثق بالراديكاليين أكثر من ثقته بالغرب.

 

أسرى الألقاب

 

ليس الضباط المنشقون عن النظام هم وحدهم أسرى المكان، يعيشون في مخيم تحرسه القوات التركية، بل الناشطون في الثورة السورية التي تغلبت ألقابهم وكناهم التي حملوها في بداية الانتفاضة عام 2011 للتخفي والهروب من النظام وأمنه على أسمائهم الحقيقية.

وأشار رجا عبدالرحمن قبل أيام في تقرير له نشرته صحيفة «لوس أنجليس تايمز» إلى الكيفية التي تغلب فيها اللقب على الاسم وذلك في حالة أبو فراس، واسمه عبدالكريم ليلى، حيث أصبح المتحدث باسم الجبهة الإسلامية.

ورغم ابتعاد النظام عن مناطق المعارضة إلا أن الإسم لزم الناشطين، فعبدالكريم/ أبو فراس لم يعد ذلك الشخص الذي كان يبحث عن عمل بعد تخرجه من الجامعة، ويقضي الشهور وهو يتنقل من بلدة لأخرى كمدرس غير متفرغ لمادة علم الاجتماع. واليوم يقضي وقته في لقاءات مع القيادات العسكرية.

ويزور الجبهات وينشر الأخبار عن المقاتلين لإظهار أن «الثورة» لم تنته. لكن الاسم الذي تبناه هو منذ بدايتها وإن تغلب على أسمائهم الحقيقية لم يعد يفارقهم.

ومع تواصل الحرب وجد الناشطون أنفسهم أسرى لهذه الشخصيات التي حملوها غير قادرين على العودة لحياتهم الطبيعية أو الانتقال من الحرب التي تركت السوريين أمام واقع جديد فرض عليهم التكيف معه.

وبالنسبة لأبو فراس فقد نسيت أمه اسمه وأصبحت تناديه بلقبه الحالي، وتصحح نفسها عندما تتذكر اسمه الأول. وتقول تقى عفش زوجته إنه مثل رجل يحمل هويتين.

ويقول أبو فراس إنه قرر حمل هذا الإسم عندما نسي هويته في مقهى للإنترنت كان يقوم فيه بتحميل صور عن التظاهرات من هاتفه المحمول، عندما دخلت قوات الأمن المقهى، وهو ما اضطره للهرب، وعندها قرر صناعة هوية جديدة له «باسم حركي».

ويقول أبو فراس «فكرنا في أكثر من اسم لكن هذا كان أكثر موسيقية». وبحلول عام 2012 عندما بدأ بالظهور على التلفاز مستخدما كنيته أو اسمه الجديد أصبح الاسم علما عليه. ويرى الكاتب إن الإنتفاضة التي فشلت في بناء شخصية سياسية أو عسكرية دائمة الحضور تحول المتحدثون والإعلاميون فيها لشخصيات معروفة نيابة عن المعارضة.

وتقول والدة أبو فراس إن عبدالكريم كان يذهب للمسجد ويدرس أما أبو فراس اليوم فلا أعرف ماذا يفعل. فقد أخذت الحرب ابنها الصغير عبدالكريم الذي سمي على اسم والده ومن ثم قتل ابنها الأكبر مأمون العام الماضي في مواجهة مع قوات النظام.

ونفس الأمر حدث مع قصي زكريا الذي يقول إن «قصي ولد من المعاناة والحرمان والثورة ومن الموت والأسلحة الكيماوية والحصار»، و «لهذا فله حضور قوي في داخلي». يقول زكريا واسمه الحقيقي قاسم عيد من بلدة المعضمية قرب دمشق، إنه اخترع هذا الإسم عندما جمع بين اسم عمه واسم ممثل «قصي الخولي» الذي مثل في مسلسل «الولادة من الخاصرة» والذي صور الفساد في سوريا.

ولكن الاسم لم يبدأ حضوره الحقيقي إلا في صيف عام 2013 أي بعد الهجمات الكيماوية عندما رافق فرق الامم المتحدة التي حققت في هجوم المعضمية الكيماوي نظرا لإتقانه اللغة الإنكليزية.

وبعدها أصبح بمثابة المتحدث باسم البلدة، خاصة بعد فرض الحكومة الحصار عليها. ورغم خروجه من سوريا إلا إن الإسم الجديد رافقه ولم يغادره.

واستخدمت سامنثا باور، سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة للتوضيح أمام مجلس الأمن الأسباب الداعية لإحالة ملف سوريا للمحكمة الجنائية الدولية. وشارك في عدد من لجان الأمم المتحدة وقدم شهادة عن الحياة في ظل الحصار وقابل دبلوماسيين من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والكويت والسعودية والأردن. وقام بجولة في الولايات المتحدة، حيث وجد صعوبة في حجز غرفة في الفندق نظرا لأن الحجز تحت اسمه المستعار وهويته تحمل اسمه الحقيقي.

وبالمقارنة بين زكريا وقاسم فالأول مشهور في غوغول أما الآخير فلا شيء عنه. ونفس الأمر يقال عن توني طيب، وهو الاسم المستعار لقصي الحسيني.

ويقول إنه اختار اسم توني حتى يشجع أصدقاءه المسيحيين لدعم الثورة. وبقي يستخدم اسمه الجديد إلا في حالات قليلة كان فيها يزور عائلته في أحياء أخرى من حلب. وعندما خرج لتركيا حاول الجمع بين هويته الحقيقية والمستعارة لـكن هويتــه المســتعارة تفــوقت.

 

لبنان: إطلاق سراح عقيد سوري في الجيش الحر

من سعد الياس:

بيروت – «القدس العربي» : في خطوة لافتة قد تترك انعكاسات إيجابية على مسار العسكريين المخطوفين لدى جبهة النصرة وداعش، ترك مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر العميد في الجيش السوري الحر عبدالله الرفاعي حراً، وسلمه إلى الأمن العام بسبب دخوله الأراضي اللبنانية خلسة. وكانت المعلومات تحدثت في مرحلة المفاوضات حول ملف العسكريين المخطوفين عن إمكان ان تساهم عملية إطلاق الرفاعي إيجاباً في هذا الملف.

وكانت تحركات أهالي العسكريين المخطوفين شهدت سكوناً نسبياً بعد غضب يوم الاثنين، واقتصر تحرك الاهالي على زيارة لسفير قطر في لبنان علي بن حمد المري متمنين عليه المساعدة في الإسراع في إنجاز ملف ابنائهم فوعدهم بنقل رسالتهم إلى بلاده. وعلى هذا الخط تحدثت المعلومات عن ان إطلاق سراح نجل مصطفى الحجيري المعروف بأبو طاقية من شأنه ان يسهّل المفاوضات مع جبهة «النصرة».

على خط أمني آخر، وبعدما سرت أنباء عن ان المطلوب شادي المولوي وأفراد عائلته دخلوا مخيم عين الحلوة، ويختبئون فيه حالياً، نفى نائب قائد الامن الوطني الفلسطيني اللواء منير المقدح الخبر .وقال لم نتبلغ رسمياً أي شيء عن هذا الأمر وليست لدينا معلومات حول الموضوع، كما ان أي جهة رسمية لبنانية لم تبلّغنا بأي معلومة توحي بدخول هذا الشخص إلى مخيم عين الحلوة. ولفت المقدح إلى «وجوب التحقق من مصدر الخبر ومن سربه للاعـلام ومن هي الجهة وما الأهــداف من وراء عمــلية التــسريب».

وأضاف «الدخول إلى مخيم عين الحلوة ليس سهلاً، هناك حواجز أمنية حول المخيم وبشكل كثيف، كما ان التنسيق بيننا وبين الجيش اللبناني قائم أمنياً وفي شكل دؤوب وهناك قوة أمنية فلسطينية مشتركة داخل مخيم عين الحلوة تقوم بدورها الأمني على أكمل وجه، وهي على تواصل مع الجيش اللبناني».

 

[خاص] الأسد طالب المالكي بإخفاء الكيماوي

بغداد ــ عثمان المختار

كشف مسؤول عسكري بارز في وزارة الدفاع العراقية، رفض الكشف عن اسمه، لـ”العربي الجديد”، عن طلب قدّمه رئيس النظام السوري بشار الأسد، لرئيس الحكومة العراقية السابقة نوري المالكي، في نوفمبر/تشرين الثاني العام الماضي، حول إمكانية نقل جزء من مخزون أسلحته الكيماوية إلى بغداد على سبيل التخزين، وإبعاده عن أعين المفتشين الدوليين المكلّفين بتدميرها.

 

وأكد المسؤول أن “المالكي وافق على الطلب السوري، وبشكل سرّي، عبر رئيس الاستخبارات العسكرية الفريق حاتم المكصوصي، الذي أُقيل قبل أيام من قبل رئيس الحكومة حيدر العبادي”. وتابع “كُلّف المكصوصي مع أعضاء مكتب المالكي الشخصي، من بينهم نجل الأخير أحمد، بتولّي المهمة”.

 

وأوضح المسؤول أن “المالكي وافق على طلب الأسد بنقل كميات لم يحددها، من ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية إلى بغداد، وبشكل مؤقت، لكنه من غير المؤكد إذا ما تم نقل شيء بالفعل إلى بغداد من تلك الأسلحة المحظورة”.

 

وأضاف أنه “في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني 2013، أوفد الأسد العقيد في الاستخبارات السورية، محمد فاضل، مع ثلاثة ضباط آخرين إلى بغداد. واستدعى المالكي حينها عدداً من القادة العسكريين المقرّبين منه، للمشاركة في الاجتماع، في مكتبه الشخصي، في المنطقة الخضراء، وجرى بحث كيفية نقل المواد الكيماوية من خلال حاويات وليست على شكل أسلحة جاهزة، وتم الاتفاق على عملية النقل بكل تفاصيلها”.

 

وتوقع المسؤول أن “تؤدي تداعيات إطاحة العبادي بالضباط المقرّبين من المالكي، إلى كشف مزيد من خفايا العلاقات العراقية السورية طيلة سنوات ثورة السوريين وحكم المالكي للعراق”. ولفت إلى أن “قاعدة المثنى (وسط بغداد) وقاعدة الرشيد (جنوب بغداد)، كانتا مرشحتين لإيواء شحنة المواد الكيماوية، بسبب تحصينهما الشديد وخضوعهما إلى إشراف مباشر من مكتب المالكي عبر نجله أحمد”. ولفت إلى أنه “تمّ تأكيد المعلومات التي تسرّبت من قيادات عسكرية عراقية، بعد الإطاحة بالمالكي، والتي لم يكن أحد يجرؤ على تداولها خلال فترة حكمه”.

 

واستدرك “نحن لا نعلم حتى الآن إذا ما تم فعلاً نقل جزء من الأسلحة الكيماوية السورية إلى العراق، وأنها موجودة حالياً في بغداد بعيداً عن أعين الفريق الأممي، أم أن الخطة لم تُنفّذ بسبب التداعيات الأمنية التي شهدتها محافظة الأنبار الحدودية مع سورية في 28 ديسمبر/كانون الأول 2013، والتي أدت إلى قطع الطريق بين البلدين، في ظلّ تسريبات تشير إلى اتفاق الأسد والمالكي على نقل الشحنة براً، بعيداً عن أعين المراقبين الدوليين في مطار دمشق الدولي في ذلك الوقت”.

 

ويضيف المسؤول “قدّم المالكي خدمات كبيرة للأسد، لاقت ارتياحاً إيرانياً وروسياً، وقد تكون خدمة إخفاء أسلحته الكيماوية واحدة منها، وهو ما قد يحتاج إلى فتح تحقيق دولي في الموضوع”.

 

وكان نظام الأسد قد نفّذ أشنع المجازر في الغوطة الشرقية في ريف دمشق في 21 أغسطس/آب 2013، بواسطة صواريخ محملة بمواد كيماوية، راح ضحيتها نحو 1400 مدني، وفقاً لتقارير الأمم المتحدة. وأدّى التحرك الأميركي في شأن القيام بعملية عسكرية ضد الأسد، إلى طرح روسيا مقترح تفكيك الترسانة الكيماوية السورية، من قبل خبراء ومفتشين تابعين للأمم المتحدة.

 

ولايات البغدادي

المدن – عرب وعالم

تبدو العملية التي انتهجها البغدادي في إعلانه عن إحداث ولايات جديدة وقبوله للبيعة، مماثلة لتلك التي أدت لتحول “تنظيم الدولة الإسلامية في الشام والعراق” إلى “الدولة الإسلامية”. أي انتقال فصيل جهادي، ذي ملامح شمولية، من مرحلة التنظيم، إلى مرحلة الدولة.

 

في هذا السياق، تبدو مسألة السلطة وكأنها الشغل الشاغل في تفكير البغدادي ومجلس شورته، حتى حينما تكون الدول-الولايات الجديدة، قائمة على عناصر ضعيفة على الأرض، كما هو الحال في ليبيا والجزائر، أو حتى افتراضية كما في حال العربية السعودية. فالمهم حالياً في نظر التنظيم هو مكافأة من يبايعه من تنظيمات، وترقيته ليحكم “الولايات” التي ينشط فيها.

 

وكان البغدادي، قد أعلن في رسالته الصوتية، المنشورة في 13 تشرين الثاني/نوفمبر “تمدد الدولة الإسلامية إلى بلدان جديدة، إلى بلاد الحرمين واليمن وإلى مصر وليبيا والجزائر”. كما طلب “إلغاء” اسماء الجماعات الجهادية المحلية، في البلدان المذكورة، “وإعلانها ولايات جديدة للدولة الإسلامية، وتعيين ولاة عليها”.

 

لكن الدولة الإسلامية، فشلت في ضمان ولاء المجموعات الجهادية الليبية، بما في ذلك “مجلس شورى ثوار بنغازي”، و”أنصار الشريعة” الليبية المعروفة بدورها عن هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2012 في بنغازي، و”التحالف الإسلامي” الذي يحارب قوات الجنرال خليفة حفتر. “مجلس شورى شباب الإسلام” وحده من كان يمشي بخطى حثيثة لملاقاة تنظيم الدولة، ففي نيسان/أبريل 2014 نزل أعضاء المجلس إلى شوارع مدينة درنة، مرتدين زياً عسكرياً وحاملين أسلحة آلية ومنصات إطلاق قذائف صاروخية، وقالوا إنهم سيشكلون قوات الأمن الجديدة في المدينة لـ”تطبيق الشريعة الإسلامية”. وفي شهر أيار/مايو، بدأ أعضاء التنظيم بتسيير دوريات أمنية، كما قاموا بتطبيق “الحسبة والحدود”. وفي شهر حزيران/يونيو أصدر المجلس بياناً أعلن فيه تأييده لتنظيم الدولة الإسلامية وزعيمه. وفي مطلع تشرين أول/أكتوبر سيطر المجلس على مدينة درنة بالكامل، وطالب مجلس الشورى بأن تكون درنة جزءاً من الدولة الإسلامية، لكن البغدادي تمهل في حسم الموضوع، حتى الأسبوع الماضي.

 

كما أن رسالة البغدادي إلى العربية السعودية واليمن، أشارت إلى “مجاهدين” في البلدين. ولم تسمِ أية تنظيمات. فمحاولات التنظيم لم تنجح في كسب ولاء “القاعدة في الجزيرة العربية”، وإن لاقت بعض الأصوات المؤيدة، على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”.

 

“جند الخلافة” في الجزائر لم تكن مشهورة قبل إعلان “مبايعتها” للبغدادي مطلع تشرين الأول/أوكتوبر 2014. وقد انتشر حينها، مقطع مصوّر، يظهر فيه عشرات المسلحين، وهم يرددون وراء القيادي عبد الله عثمان العاصمي، بيان البيعة والولاء. العاصمي أكد استعداد “جند الخلافة في أرض الجزائر” بقيادة خالد أبو سليمان “عبد الملك قوري”، لطاعة البغدادي.

 

ويعتقد بأن جند الخلافة تتألف من قدماء الجهاديين، الذين انشقوا عن تنظيم “القاعدة في المغرب الإسلامي”. وعندما أعلنت الجماعة “دعمها” للبغدادي أول مرة، مطلع العام 2014، عُرفت باسم “القاعدة في المغرب الإسلامي-الجماعة المركزية”. جند الخلافة، كانت قد قطعت رأس الرهينة الفرنسي “هيرفي غوردال” في 24 أيلول/سبتمبر لـ”خدمة قضية الدولة الإسلامية”.

 

يبقى الإعلان الصادر من مصر هو الأكثر أهمية، وهو الآتي من داخل جماعة “أنصار بيت المقدس”، المعروفة بجدّية عملياتها وخطورتها، وتمكنها في مصر. ولكن لم يُعرف من هو الجهادي من أنصار بيت المقدس، الذي ظهر مبايعاً البغدادي على السمع والطاعة. في المقطع المصور المتداول على وسائل التواصل الإجتماعي، لم يُذكر اسمه الحركي، ولا دوره داخل الجماعة. مصدر من صحيفة نيويورك تايمز، أشار إلى انقسام جرى داخل الأنصار. ويعتقد بأن “فصيل سيناء” من جماعة بيت المقدس كان يتحرك باتجاه الانضمام إلى الدولة الإسلامية منذ مطلع العام الجاري، ولكن نظيره في “وادي النيل” ظل موالياً لتنظيم القاعدة.

 

الأكراد يتقدمون في كوباني و«داعش» يسيطر على أقل من 20 % من المدينة

قتلى وجرحى في قصف بالبراميل المتفجرة من طائرات النظام في حلب

بيروت: كارولين عاكوم

حقق المقاتلون الأكراد تقدما في وسط مدينة كوباني، فيما قتل 27 مدنيا سوريا وجرح نحو 20 آخرين في قصف بالبراميل المتفجرة نفذته طائرات النظام السوري يومي الاثنين والثلاثاء في مناطق في ريف حلب الشمالي الغربي، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

ونفذت قوات «وحدات حماية الشعب» أمس «عملية نوعية في محيط البلدية (وسط) تمكنت خلالها من السيطرة على 6 مبان في المنطقة كان يتحصن فيها (داعش)» وفقا للمرصد، وأشار إلى ارتفاع عدد القذائف التي أطلقها التنظيم على كوباني إلى 13 على الأقل، بالتزامن مع تحليق لطائرات التحالف الدولي في سماء المدينة بعدما كانت قد شنت 4 غارات جديدة على مواقع لـ«داعش».

وتمكن المقاتلون الأكراد خلال العملية النوعية من «الاستيلاء على كمية كبيرة من الأسلحة والذخيرة، من بينها قذائف آر بي جي وأسلحة خفيفة وأسلحة قناصة وآلاف الطلقات النارية المخصصة للرشاشات الثقيلة».

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن، إن المباني الـ6 تقع في منطقة استراتيجية بالقرب من الساحة التي توجد فيها المباني البلدية الرئيسية بالمدينة، مشيرا إلى أنّ الاشتباكات أسفرت عن مقتل نحو 13 مقاتلا من «داعش» من بينهم اثنان من القادة، وذلك بعد يوم من مقتل 18 من مقاتليه في اشتباكات عند عدة جبهات في المدينة.

ويبدو واضحا من المعطيات الميدانية أن القوات الكردية استطاعت تحقيق مكاسب في الفترة الأخيرة بعدما انتقلت من مرحلة «الدفاع» إلى «الهجوم». وكانت قد نجحت الأسبوع الماضي في قطع طريق يستخدمه التنظيم لتزويد قواته بالمؤن في أول إنجاز كبير في مواجهة مقاتلي التنظيم بعد اشتباكات على مدار أسابيع.

ولفت المسؤول المحلي في كوباني إدريس نعسان، إلى أنّ الأكراد حققوا خلال الأيام القليلة الماضية تقدما كبيرا في الشرق والجنوب الشرقي، وأشار إلى أنّ «داعش» يسيطر على أقل من 20 في المائة من المدينة، وذلك بعدما كانت المعلومات تشير إلى أنّ التنظيم استولى على 50 في المائة من المدينة.

وعلى مستوى آخر، اعتبر عبد الحكيم بشار نائب رئيس الائتلاف الوطني، أنّ «رفض حزب الاتحاد الديمقراطي القاطع لمشاركة قوات تابعة للمجلس الوطني الكردي في المساهمة بالدفاع عن كوباني ومقاتلة داعش، يأتي في إطار دفاعه عن سلطته ورفضه لأي شراكة معه وإن كان الثمن دمار كوباني وتشريد أهلها». ورأى بشار أنّ «الموقف الأميركي المجتزأ في استعمال الكرد كرأس حربة في مقاتلة داعش، يؤدي إلى تعزيز فرص خلق الصراع بين الكرد والعرب، والذي طالما خطط نظام الأسد له، وأن كل المؤشرات تدل على أن كوباني لن تكون النهاية بل ستكون بداية صراع ستقوده الكتائب المتطرفة ضد الكرد، ولن يقتصر المشاركة فيها على داعش، بل الكتائب المتطرفة الأخرى»، مضيفا: «ومهما كانت نتائج المعارك سيكون هناك تدمير واسع للمناطق السورية التي تقطنها الغالبية الكردية وتهجير شبه كامل لسكانها الكرد، وسيكون الخاسر في هذه المعارك هم الكرد».

واجتذب الدفاع عن كوباني مقاتلي البيشمركة الأكراد من العراق بالإضافة إلى مقاتلين من المعارضة السورية.

وقال الجيش الأميركي يوم الاثنين إنه نفذ 9 غارات قرب كوباني منذ أواخر الأسبوع الماضي ودمر 7 مواقع للتنظيم و4 نقاط للانطلاق ووحدة تابعة للتنظيم.

وتتعرض كوباني الواقعة في محافظة حلب الشمالية منذ 16 سبتمبر (أيلول) إلى هجوم من قبل التنظيم ويقوم المقاتلون الأكراد في المدينة بمقاومة شرسة كبدت التنظيم المتطرف خسائر كبيرة.

وقتل أكثر من 1200 شخص معظمهم من مقاتلي «داعش» في ثالث المدن الكردية في سوريا منذ بدء الهجوم عليها.

وميدانيا أيضا، إنما في مناطق أخرى من سوريا، استمرت الاشتباكات بين فصائل وألوية معارضة من جهة وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة آخر، في محيط مدينة البعث وبلدة خان أرنبة ضمن معركة «نصر من الله وفتح قريب». وقال المرصد إن 13 مدنيا على الأقل بينهم طفلان وامرأة قتلوا أمس «جراء قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة على أماكن في منطقة القبر الإنجليزي بين بلدة حريتان وقرية كفرحمرة» في ريف حلب الشمالي الغربي.

وأصيب ما لا يقل عن 20 مواطنا آخرين بجراح، ورجّح المرصد ارتفاع عدد القتلى بسبب وجود جرحى في حالات خطرة، ومشيرا إلى قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في محيط سجن حلب المركزي.

وأعلن المرصد أن 14 مدنيا آخرين قتلوا الاثنين جراء قصف بالبراميل المتفجرة من قبل طائرات تابعة للنظام السوري على مناطق في مدينة الباب التي يسيطر عليها تنظيم «داعش» المتطرف في ريف حلب الشمالي الشرقي.

واستنكر الائتلاف على لسان الناطق الرسمي باسمه سالم المسلط، ما قال إنها «جرائم يومية يقوم بها النظام السوري». وقال: «يتابع نظام الأسد استغلاله لانشغال العالم بضرب مواقع تنظيم داعش الإرهابي، ويعاود ارتكاب جرائمه الفظيعة بحق أبناء الشعب السوري، بينما تعجز استراتيجية التحالف حتى اللحظة عن ضم نظام الأسد إلى قائمة أهدافها».

وجدّد مطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه المدنيين العزل، وتوفير الحماية لهم عن طريق الإسراع في تسليح الجيش السوري الحر، وإقامة مناطق آمنة على الحدود في شمال وجنوب سوريا.

 

مافيات النظام السوري تهرب مطلوبين مقابل المال  

عمر أبو خليل-ريف اللاذقية

تقول السيدة السورية أم مضر إن ابنها المطلوب للخدمة العسكرية فر هاربا إلى إيطاليا بمساعدة أحد مكاتب التهريب، تجربة مضر الناجحة لم تنسحب على حيدر الذي خدعته مافيات التهريب، حيث تم اعتقاله في ميناء طرطوس قبل صعوده إلى السفينة المتوجهة إلى اليونان.

 

ويقول والد حيدر إنه كان من المفترض حسب اتفاقه مع مكتب التهريب أن يستقبله أحدهم في اليونان ويأخذه إلى السويد، ويضيف “لقد سرقوا أموالي وبات ابني مجندا في جيش الأسد، لا شك أنه سيصلني في تابوت خلال أيام”.

 

قصص كثيرة باتت متداولة في مدينتي اللاذقية وطرطوس وريفيهما حول وجود مكاتب لضباط أمن ومسؤولين كبار تقوم بتهريب الشباب المطلوبين للخدمة الإلزامية في جيش النظام، والمطلوبين للأمن بتهم متنوعة.

 

سماسرة التهريب

وأفاد الناشط الإعلامي “حوت البحر” بوجود عشرات السماسرة من عناصر الأمن والشبيحة يعملون على استدراج الأهالي ممن يرفضون توجه أبنائهم لخدمة جيش النظام إلى هذه المكاتب.

 

وأكد -في اتصال هاتفي مع الجزيرة نت- أن المئات تورطوا ودفعوا مبالغ كبيرة، وأن القليل منهم نجحوا في الخروج من سوريا والهروب من ملاحقة أجهزة أمن النظام.

 

أحد أهم وأكبر هذه المكاتب يوجد في الطابق الأول من مبنى غرفة تجارة اللاذقية، ويديره ضابط أمن كبير “يشاركه العمل ويشرف عليه شخص مقرب من الأسرة الحاكمة”، حسب قول أحد سكان المدينة الذي رفض ذكر اسمه خوفا من اعتقاله.

 

النظام يهرّب

وأضاف للجزيرة نت أنهم يطلبون مبالغ كبيرة لتهريب الشباب، ويختلف المبلغ من حالة إلى أخرى، ويرتفع حسب خطورة التهمة، ويوضح أنهم طلبوا منه أربعة ملايين ليرة سورية (عشرين ألف دولار) مقابل تهريب ابنه خارجا لأنه مطلوب للخدمة الاحتياطية.

 

وهناك في القوات الأمنية التابعة للنظام من يقر بلعب النظام دور المهرب للمطلوبين، أحد هؤلاء المساعد الأول في أحد الأجهزة الأمنية -أبو يعرب- الذي يقول بفخر إنه “قادر على فك مشنوق عن حبل المشنقة”، وأبدى استعداده لفعل أي شيء مقابل المال.

 

ولا يخفي أنه يعمل سمسارا لـ”ناس كبار” بشكل سري، ونفى أن يكون قد خدع أحدا، ويؤكد أنه التزم بكل اتفاق عقده مع أصحاب الحاجات، ويقول إنه ساعد أكثر من مائة شاب على الفرار خارج البلاد خلال شهر واحد.

 

وأشار في حديث للجزيرة نت أن لديهم فروعا وعملاء في أغلب المناطق ويعملون علانية، ويهربون المطلوبين عبر البر إلى تركيا أو عبر جرود القلمون إلى لبنان وعبر البحر إلى أوروبا، و”هذا يتبع لرغبة الشاب والمبلغ الذي يدفعه”.

 

هربا من الموت

وتتقاطر جثث القتلى بأعداد كبيرة إلى القرى الموالية للنظام ممن يقاتلون في جيش النظام وتشكيلاته العسكرية الأخرى، ولا سيما في الآونة الأخيرة، مما دفع عائلات من الطائفة العلوية للامتناع عن إرسال أبنائها للقتال، وراحت تبحث عن طرق لتهريبهم خارج البلاد.

 

ويؤكد ميهوب -من قرية دمسرخو- أن تهريب الشباب هو لإنقاذ أرواحهم، نافيا أن يكون بسبب معارضتهم النظام رغم أنه أخذ عليه عدم اهتمامه بأرواح عناصر جيشه وتركهم للموت في أكثر من مناسبة وموقع.

 

كما دفع وجود مافيات تهريب شبابا من طوائف أخرى إلى اللجوء إليها لتخليصها من الملاحقة الأمنية، وأشار زين الدين -من أبناء السويداء- إلى أنه اتصل بأحد السماسرة ودفع المال مقابل إخراجه إلى لبنان.

 

وأشار -في حديث هاتفي للجزيرة نت- إلى أنه ينتظر التزام الوسيط بنقله إلى لبنان، هربا من ملاحقة النظام له باعتباره معارضا سياسيا، ولفت إلى أنه باع كل ما يملك لتوفير المبلغ المطلوب.

 

الساحل السوري ليس استثناء من المعاناة  

بنان الحسن-اللاذقية

بينما تحدث إعلام النظام السوري عن مشاريع تم افتتاحها خلال زيارة رئيس الوزراء لمحافظتي اللاذقية وطرطوس، فإن ناشطين يؤكدون أن الزيارة ما هي إلا محاولة للتخفيف من حدة غضب الشارع العلوي في المحافظتين.

 

وكان النظام السوري قد اعتمد عند بداية الثورة على هذه السياسة التي تتمثل في زيارات يقوم بها مسؤولون لمناطق معينة في الساحل السوري بهدف تهدئة غضب العلويين الذين يتركزون في هذه المناطق، ويبدو أنه عاد إلى هذا التوجه من جديد.

 

واستغرب الناشطون حديث الإعلام عن مشروعات اقتصادية وصناعية افتتحها رئيس الحكومة وائل الحلقي في المحافظتين، ووصف بعضهم -ممن ينتمون إلى اللاذقية- مدينتهم بالمدينة الغارقة في الظلام والفقر، واعتبروا أن “الفتق فيها قد اتسع على الراتق” في إشارة لتدهور الأوضاع الاقتصادية وزيادة الفقر وتوجه رؤوس الأموال لفئة معينة دون غيرها.

 

ويروي أبو سعيد -صاحب أحد المطاعم التي أغلقت أبوابها في حي الصليبة- قصة إغلاقه المطعم، مؤكدا أن السبب الذي دفعه لذلك هو ارتفاع أسعار المواد الأولية بشكل جنوني بحسب قوله.

 

شح وغلاء وخطر

ويضيف في حديث للجزيرة نت أن “شح وغلاء الغاز الذي إن وجد يقدر ثمن الجرة منه بخمسة آلاف ليرة سورية (27 دولارا)، أجبرني على التوقف. وحتى جاري أبو أدهم يستعد لإغلاق محله لذات السبب”.

 

ويتابع “ومع ذلك فقدان الغاز ليس هو همنا الوحيد، فحتى مع وجوده نتعرض لخطر انفجار عبوات الغاز التي يلجأ بائعوها لطرق ملتوية في تعبئتها، وقد دُمّر مطعمان لهذا السبب خلال هذا الشهر”.

 

من جانبه، يتساءل عمر الساحلي عن تلك المفارقة الكبيرة في زيارة الحلقي للمنطقة التي يدشن فيها مشاريع اقتصادية وسياحية لاتناسب غالبية سكان المنطقة من الفقراء، بحسب تعبيره.

 

ويضيف للجزيرة نت “في كل زيارة لمسؤول قبل الثورة اعتدنا على حركة عمال البلدية لتجهيز المنطقة لاستقباله، ولكن ما حدث في اللاذقية كان قمة الملهاة، حيث قام عمال النظافة بتنظيف مسار واحد لطريق “أوتوستراد الجمهورية” دون المسار الآخر لأن موكب رئيس الحكومة لن يمر به”.

 

مجرد سياحة

وأكد الساحلي أنه فضلا عن المناطق الثائرة، فإن المناطق المؤيدة للنظام تشهد هي الأخرى انتشارا لتلال القمامة التي “لا تزاح إلا في المناسبات”.

 

ويقول الناشط إنه لا يرى في زيارة رئيس الحكومة إلا سياحة يتفقد فيها مناطق النظام، وخاصة الأحياء المؤيدة والبلدات مثل القرداحة وجبلة التي حرص النظام على توصيل الكهرباء فيها لساعات طوال خلال زيارته بينما في حقيقة الأمر يقطعها لأكثر من 16 ساعة خلال اليوم.

 

وتحدثت صفحات إعلامية تابعة للنظام على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، عن تكريم الحلقي لأكثر من ثمانمائة عائلة فقدت أبناءها في منطقة الساحل وحدها.

 

ويعلق الطبيب أكرم الذي يعمل في إحدى مشافي القرداحة على ذلك بأن زيارة رئيس الوزراء استهدفت إسكات تذمر الأهالي الذين فقدوا أبناءهم وسعت لاسترضائهم، لكن هذا لم يغير شيئا من واقع منطقة الساحل التي تغرق في ظلمات ثلاث، بسب انقطاع الكهرباء وتصاعد الغلاء وانتشار الفقر.

 

واشنطن تتعقب أميركيين توجهوا للقتال بسوريا  

قال مدير مكتب التحقيقات الاتحادي جيمس كومي اليوم الثلاثاء، إن المكتب يتعقب ما يقرب من 150أميركيا يعتقد أنهم سافروا إلى سوريا في الشهور القليلة الماضية، ربما للانضمام إلى جماعات مسلحة.

 

وأكد أن الأميركيين الذين يقاتلون مع جماعات جهادية يمثلون مبعث قلق كبير للمكتب، بسبب احتمال عودتهم إلى الولايات المتحدة مع التدريب والخبرة والاتصالات اللازمة لتنفيذ هجوم داخل بلدهم.

 

وأضاف كومي للصحفيين في بوسطن “نتعقب ما يقرب من 150 شخصا سافروا من الولايات المتحدة إلى سوريا بدوافع مختلفة، عدد كبير منهم سافر للقتال”.

 

وأكد المسؤول الأميركي عزم مكتب التحقيقات عدم السماح لما سماه بـ”الشتات الإرهابي” لتنظيم “هجمات سبتمبر جديدة” انطلاقا من سوريا، مشيرا إلى أن المكتب يعطي أكبر اهتمام للأميركيين الذين يعتقد أنهم انضموا إلى تنظيم الدولة الإسلامية.

 

ورفض كومي الكشف عن عدد الأميركيين الذين يعتقد مكتب التحقيقات أنهم عادوا إلى الولايات المتحدة بعدما قاتلوا ضمن جماعات جهادية في الخارج، قائلا إنه يتم متابعة هذا الأمر عن كثب دون تمكين هؤلاء المقاتلين من معرفة حجم المعلومات التي لدى المكتب.

 

وتقود الولايات المتحدة تحالفا دوليا يشن ضربات على معاقل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا، فيما قام التنظيم بإعدام عدد من الرهائن الأميركيين والغربيين آخرهم الأميركي بيتر كاسيغ.

 

ويؤكد مسؤولون غربيون أن عددا من رعايا دولهم يقاتلون في صفوفه مما دعا دولا عدة لاتخاذ إجراءات احترازية منعا لارتكابهم عمليات إرهابية بعد عودتهم كما يقولون.

 

سوريا..تفجير نفقين تابعين لنظام الأسد بالقرب من دمشق

العربية.نت

أفادت شبكة “سوريا مباشر” بأن عناصر تابعة لجيش الإسلام قد فجرت، الثلاثاء، نفقين كان جيش النظام قد حفرهما في كل من حي جوبر شرقي العاصمة دمشق، وبلدة بيت سحم جنوبها.

 

ففي حي جوبر شرق العاصمة، أعلن جيش الاسلام أنه اكتشف نفقاً لقوات النظام بالقرب من الشركة الخماسية، يزيد طوله عن 150 متر، وأثناء الاشتباكات بين الثوار وقوات النظام، نجح مقاتلو جيش الإسلام بالتسلل إلى النفق، وزرع كميات من المتفجرات فيه بوزن يقارب 500 كيلو غرام، ومن ثم قاموا بتفجير النفق دون معرفة الخسائر التي لحقت بقوات النظام.

 

كما أعلن جيش الإسلام تفجيره لنفق كانت قد حفرته قوات الأسد على أطراف بلدة بيت سحم جنوب العاصمة، بطول يتراوح بين 100، و150 كم، وذلك بعد تسلل عناصر لجيش الإسلام إلى النفق وزرع مايقارب 400 كيلو غرام من المتفجرات، ومن ثم تفجيره، وذلك بحسب ما صرح به المتحدث باسم جيش الإسلام النقيب عبد الرحمن.

 

وقد بث جيش الإسلام مقطعي فيديو على موقع “يوتيوب” يظهر بأحدهما عناصر من جيش الإسلام تقوم بوصل أسلاك مع بعضهما ليسمع بعدها دوي عدة انفجارات في الأبنية المجاورة للعناصر.

ويظهر مقطع الفيديو الثاني لحظة انفجار نفق وانقلابه رأساً على عقب، قالوا أنه في بلدة بيت سحم جنوب العاصمة دمشق.

 

داعش يهدر دم شعبان عبد الرحيم وهو يرد

القاهرة – أشرف عبد الحميد

بعد أن شنت صفحات ومواقع منسوبة لتنظيم داعش هجوماً على المطرب الشعبي المصري شعبان عبد الرحيم وأطلقت فتوى بإهدار دمه عقب إذاعة أغنيته التي تهاجم التنظيم وأميره أبوبكر البغدادي رد عبد الرحيم بجملة واحدة قائلا “خليها على الله”.

 

وقال عبد الرحيم لـ “العربية نت” إنه فوجئ صباح اليوم الثلاثاء باتصال هاتفي من خارج مصر يتحدث صاحبه بلهجة شامية وسأله لماذا قمت بإذاعة تلك الأغنية التي تتضمن هجوما على داعش محذرا من اغتياله من جانب عناصر التنظيم عقابا له على نقد داعش والسخرية من أمير التنظيم.

 

وأضاف شعبان قائلا: لا اخشى أحدا إلا الله ولا أخاف من تهديدات داعش وغيرها وقدمت ما يرضي ضميري ووطنيتي فما يفعله أعضاء داعش ضد الإسلام ويشوه صورة المسلمين وواجهتهم بالكلمة والأغنية الشعبية أما هم فيواجهون خصومهم بالدم وقطع الرؤوس والتهديد بالقتل.

 

وقال لقد هاجمت إسرائيل بأغنية “أنا بأكره إسرائيل” ولم أخش منها ولن أخشى من داعش وليفعلوا ما يريدون فالله هو الحافظ، وكانت عدة صفحات ومواقع جهادية قد أطلقت فتوى إهدار دم شعبان عبد الرحيم وقال عضو التنظيم الملقب على موقع فيسبوك باسم قول الصوارم “ﻻ نجوتم إن نجا ذلك الزنديق يستهزئ بأمير المؤمنين ودولة الخلافة، ونشر التنظيم الأغنية عبر مواقعه مصحوبة بعبارات تهديد ووعيد للفنان بالقتل”.

 

صحف العالم: داعش يمتلك أسلحة تكفيه للقتال عامين

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) – تابعت الصحف العالمية مجموعة متنوعة من الأخبار والموضوعات من أبرزها تحذيرات من أن تنظيم داعش يمتلك اسلحة وعتادا يكفي لعامين من القتال، ومخرج نرويجي يعتذر عن مقطع فيديو تمثيلي لطفل سوري حاول إنقاذ شقيقته من القناصة.

 

ذا غارديان

 

حذر تقرير صادر عن الأمم المتحدة من أن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، والمعروف بداعش، يمتلك أسلحة ومركبات عسكرية تكفيه لخوض غمار حرب في سوريا والعراق لمدة عامين.

 

وأضاف التقرير أنه رغم تمكن التحالف الدولي من قصف أهداف تابعة لداعش وتدمير الكثير منها، لا يمكن لهذه الحملة العسكرية تدمير الكميات الكبيرة من الأسلحة الخفيفة التي يمتلكها التنظيم.

 

وأكد التقرير أن هذه الأسلحة تسمح لعناصر داعش بالقتال بشكل تواصل ومعتدل لمدة تبدأ من ستة أشهر إلى سنتين.

 

نيويورك تايمز

 

قدم المخرج النرويجي لارس كليفبيرغ اعتذاره عن مقطع الفيديو التمثيلي لطفل سوري يتحدى نيران القناصة لإنقاذ شقيقته.

 

وكان كليفبيرغ قد واجه الكثير من الانتقادات من حقوقيين ونشطاء في مجال حقوق الإنسان وصحفيين قالوا إن مثل هذه المشاهد التمثيلية تقوض الجهود المبذولة للتأكد من صحة مقاطع الفيديو القادمة من سوريا.

 

وكان كليفبيرغ قد أكد سابقا أن الهدف من إنتاج مثل هذا الفيديو هو زيادة الوعي بالمآسي التي يعيشها الأطفال في مناطق الحرب حول العالم، ومن بينها سوريا.

 

يو اس ايه توداي

 

دفع انخفاض عدد الإصابات بمرض إيبولا وارتفاع حجم المساعدات الدولية الجيش الأمريكي إلى تقليل عدد العيادات التي تعالج المرض في ليبيريا إلى عشرة، بعد أن كان من المخطط أن تقوم ببناء 17.

 

وقد انخفض عدد الإصابات اليومية بالمرض من 100 في ديسمبر/ أيلول الماضي إلى 25 إصابة يوميا خلال هذا الشهر.

 

وكانت الحكومة الأمريكية قد دعت المجتمع الدولي للمساهمة في بناء 27 عيادة في أرجاء مختلفة من ليبيريا، على أن يقوم الجيش الأمريكي ببناء 17 عيادة.

 

تقارير عن قيام داعش بتهريب مئات الأطنان من القمح والشعير من نينوى بالعراق إلى سوريا

بغداد، العراق (CNN)—قال وزير الزراعة العراقي، فلاح الزيدان، إن هناك تقارير تفيد بقيام تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أو ما يُعرف بـ”داعش،” بتهريب مئات الأطنان من القمح والشعير من نينوى إلى مدينتي الرقة ودير الزور اللتان تعتبران أهم معاقل التنظيم في سوريا.

 

وقال زيدان في التقرير المنشور على الموقع الرسمي لوزارة الزراعة العراقية: “إن عصابات داعش تعتبر الرقة ودير الزور في سوريا مناطق آمنة بالنسبة لهم وبالتالي نقلوا الحنطة والشعير الموجودة في الموصل الى هاتين المنطقتين للحفاظ عليها بعد التقدم الكبير الذي حققته القوات الامنية والسير باتجاه الموصل.”

 

وتابع قائلا: “إن العراق كان مقبل في هذا الموسم على الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الاستراتيجية لكن سيطرة عصابات داعش على مناطق زراعية مهمة ومصادرة الكثير من المحاصيل الاستراتيجية منعنا من تحقيق هدفنا الذي كنا نرجوه وهو الوصول الى الاكتفاء الذاتي وبالتالي تحقيق الامن الغذائي للمواطن العراقي.”

 

محللون عسكريون لـCNN: أوباما لن يقاتل داعش بريا لكنه يطرح الخيارات.. وتحديات تعترض تفوقنا العسكري

محللون عسكريون لـCNN: أوباما لن يقاتل داعش بريا لكنه يطرح الخيارات.. وتحديات تعترض تفوقنا العسكري

واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) — استبعد الجنرال المتقاعد مارك هيرتلنغ، محلل الشؤون العسكرية لدى CNN، أن يكون الرئيس باراك أوباما بصدد الموافقة على إرسال قوات برية أمريكية إلى العراق وسوريا، قائلا إن تصريحاته حول التدخل بحال امتلاك داعش لسلاح نووي تأتي رغبة منه بعدم استبعاد أي خيار عن الطاولة.

 

وقال هيرتلنغ، ردا على سؤال حول إمكانية نشر جنود من الجيش الأمريكي في سوريا أو العراق لمقاتلة داعش: “لا أظن ذلك. هذا أمر تحدثنا عنه بشكل متواصل، وأظن أن الرئيس كان يشير إلى إمكانية أن تصل الأمور إلى هذا الحد ولكنه لم يكن يقدم توصية بذلك، وما قاله بالتحديد هو أنه بحال تمكن تنظيم داعش من الحصول على أسلحة نووية فسيكون نشر القوات أمرا ضروريا لمواجهة ذلك.”

 

واستطرد بالقول: “لكنني أرى أن الاستراتيجية حاليا واضحة، وفريق الأمن القومي يواصل مراجعة الخيارات والتطورات في سوريا والعراق، والرئيس يتحدث بصراحة قائلا إنه لا يريد سحب أي خيار عن الطاولة فإذا ما تطلب الأمر إرسال قوات فسنكون على استعداد لذلك.”

 

وحول ما قاله وزير الدفاع، تشاك هيغل، حول ضرورة العمل والابتكار من أجل ضمان استمرارية تفوق الجيش الأمريكي عالميا قال المقدم المتقاعد جيمس ريسي، محلل الشؤون الدولية لدى CNN، إن واشنطن ليست على وشك خسارة تفوقها، ولكن التحديات الموجودة كبيرة للغاية.

 

وأوضح ريسي قائلا: “لدينا أقوى جيش في العالم، ولكن أظن أن الوزير هيغل يشعر بالقلق حيال الاقتطاعات الجارية على الميزانية وما يتسبب به ذلك من تقلص بعدد الجنود رغم ما نعانيه من أزمات في سوريا والعراق وأوكرانيا وأفغانستان وباكستان والمحيط الهادئ، هو يشعر بالقلق حيال الثغرة التي قد تحصل وقدرتنا على مواصلة مراقبة جميع تلك المناطق.”

 

وحول المجالات التقنية التي يمكن للجيش الأمريكي العمل على تطويرها قال ريسي: “هناك الكثير من التكنولوجيا المتقدمة التي يمكننا إدخالها إلى الجيش، فلدينا الطابعات الثلاثية الأبعاد، وهناك برامج إلكترونية تسمح بإعادة نسخ أي شيء في العالم، هناك بحث دائم عن أمور أفضل وأصغر حجما وأقل وزنا يمكن للجنود التعامل معها بسهولة، ولكن حتى لو طورنا تلك التقنيات، فستستمر حاجتنا لجنود على الأرض بوسعهم تشغيلها، وهذا هو مكمن الخطورة.”

 

منظمة العفو: وجه الإمارات البراق يخفي واقعا سياسيا قبيحا

اتهمت منظمة العفو الدولية الإمارات العربية المتحدة بشن ما وصفته بـ “حملة ملاحقة غير مسبوقة” منذ عام 2011 ضد المعارضين.

 

وقالت المنظمة، في أحدث تقاريرها بشأن أوضاع حقوق الإنسان في الدولة الخليجية، إن وراء وجه الإمارات البراق يكمن واقع أقبح بكثير يعتقل فيه النشطاء المطالبون بالديمقراطية.

 

وتواجه الإمارات وغيرها من دول الخليج الثرية بالنفط اتهامات مستمرة بانتهاك حقوق الإنسان.

 

وتقول منظمة العفو إن أكثر من مئة ناشط سياسي سجنوا وحوكموا في السنوات الأربع الماضية.

 

وحسب التقرير، الذي جاء تحت عنوان “لا توجد حرية هنا : إسكات المعارضين في الإمارات العربية المتحدة”، فإن الحكومة الإمارات ردت على الاتهامات قائلة إن دعم حقوق الإنسان في البلاد عملية مستمرة.

 

ويذكر أن الإمارات عضو في مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة.

شملت القائمة التي اصدرتها دولة الإمارات 85 منظمة وجمعية إسلامية تتهمها برعاية الإرهاب.

 

ويقول التقرير: “هناك هوة شاسعة بين الصورة العامة التي تسعى الإمارات لترويجها عن نفسها كقوة اقتصادية ديناميكية وحديثة ومزدهرة، وموطن الفنادق الفاخرة وناطحات السحاب ومراكز التسوق التي تبيع منتجات كبار المصممين، وبين والواقع المظلم الذي يتسم باضطهاد النشطاء بشكل روتيني وتعرضهم للاختفاء القسري والتعذيب وغيره من ضروب سوء المعاملة”.

 

وجاء التقرير بعد أربعة أيام من إعلان الإمارات قائمة للمنظمات الإرهابية تشمل عددا من المنظمات الخيرية الأوروبية.

 

وقالت “رابطة مسلمي بريطانيا”، المدرجة على القائمة الإماراتية إنه “لا يمكن أن تؤخذ هذه القائمة مأخذ الجد خاصة أنها صادرة عن حكومة ذات نظام سلطوي يحرم مواطنيه والعمال المهاجرين من حقوقهم الديمقراطية”.

 

وخضع العديد من المدونين والنشطاء السياسيين في الإمارات لمحاكمات بتهم تشمل التحريض وإهانة رئيس الدولة والدعوة للاحتجاج وزعزعة النظام.

 

طيران التحالف يغير على حارم بمحافظة ادلب السورية

قال ناشطون إن طيران التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة اغار ليلة الثلاثاء على بلدة حارم بمحافظة ادلب السورية الشمالية، والتي تسيطر عليها جبهة النصرة الموالية لتنظيم القاعدة.

 

وقالت لجان التنسيق المحلية والمرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا إن حجم الخسائر التي تسببت فيها الغارات الجوية غير معلوم.

 

وكان طيران التحالف قد اغار على مواقع لجبهة النصرة قرب حارم في الاسبوع الماضي.

 

واذا تأكدت الغارات الاخيرة، فستكون المرة الرابعة التي يستهدف فيها طيران التحالف جبهة النصرة منذ انطلاق الحملة الجوية التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم “الدولة الاسلامية” في العراق وسوريا.

 

ويقول الامريكيون إن غاراتهم على جبهة النصرة انما تستهدف ما يطلقون عليها “مجموعة خراسان”، التي يقولون إنها خلية خاصة داخل جبهة النصرة تخطط لتنفيذ هجمات على المصالح الغربية.

 

ولكن العديدين في المعارضة السورية والمحللين يقولون إن “مجموعة خراسان” وجبهة النصرة وجهان لعملة واحدة.

 

السعودية: خلافة الحكم قد تتحول إلى صراع بين الأمراء

جيرالد بات محلل في قضايا الشرق الأوسط

في ظل الاضطرابات غير المسبوقة التي تعصف بمنطقة الشرق الأوسط، أصبح الانتقال السلس والمنظم للسلطة في المملكة العربية السعودية، التي تخضع لحكم الملك عبد الله البالغ من العمر 90 عاما، مسألة أكثر حساسية من ذي قبل، لكن من سيرث حكم المملكة في السنوات القادمة يمثل قضية شائكة لم يجر تسويتها بعد.

 

السعودية هي دولة كبيرة ومؤثرة، فهي راعية الحرمين الشريفين، وتنظر إلى نفسها باعتبارها قائدة للمسلمين السنة في أنحاء العالم.

 

والمملكة أيضا هي لاعب رئيسي في محاولات السنة للتصدي للنفوذ الشيعي الإيراني في الشرق الأوسط، وهي أكبر منتج للنفط في العالم.

 

ظاهريا، فإن مسألة الخلافة التالية يجري ترتيبها والاتفاق عليها بين كبار أمراء عائلة آل سعود.

 

سيخلف ولي العهد الأمير سلمان الملك عبد الله، وهو حدث من المؤكد أنه بدوره سيجعل الأمير مقرن (الذي يتولى حاليا منصب نائب ولي العهد) الوريث المقبل للعرش.

 

وجميع هؤلاء الثلاثة هم أبناء مؤسس السعودية الملك عبد العزيز (والذي يشار إليه عادة بابن سعود)، الذي توفي عام 1953.

 

وجميع الملوك الخمسة الذين جاءوا منذ ذلك الحين كانوا من بين العشرات من أبناءه، لكن هذا النمط لا يمكن أن يستمر للأبد.

تحدي في الأفق؟

 

الأمير مقرن، وهو في أواخر الستينيات من عمره، هو أصغر أبناء ابن سعود.

 

وبعض أخوة الأمير مقرن غير الأشقاء، من بينهم الأمير أحمد، وهو أخ شقيق للأمير سلمان، لا يزالون على قيد الحياة.

 

والأمير أحمد وولي العهد سلمان هما شقيقان من بين من يطلق عليهم “أبناء السديريين السبعة”، وهو مسمى يطلق على سبعة من أبناء الملك عبد العزيز من زوجته حصة بنت أحمد السديري.

 

وحتى وقت قريب، شكل أبناء السديريين أقوى تحالف بين أبناء ابن سعود من الذكور.

الأمير سلمان ولي العهد الحالي هو الذي سيخلف الملك عبد الله في الحكم لكن تقارير أشارت إلى أنه يعاني من مشاكل صحية

 

واليوم هناك مجرد افتراض أن ترقية الأمير مقرن لنائب ولي العهد يعني أنه في فترة ما سيكون آخر أبناء الملك المؤسس يجلس على العرش، لكن الأمير أحمد ربما لا يزال يؤكد أسبقيته بالعمر.

 

جاءت الخطوة غير المسبوقة لتعيين نائب لولي العهد في إطار تحرك من الملك عبد الله لضمان انتقال سلس للسلطة في المستقبل القريب.

 

توفي اثنان من ولاة العهد (الأميران سلطان ونايف) في الفترة الأخيرة قبل أن يتوليا زمام الحكم. والملك عبد الله طاعن في السن وواهن، في حين أن ولي العهد سلمان (78 عاما) يعاني أيضا من مشاكل صحية.

 

وعقد اجتماع لهيئة البيعة، التي تضم أبناء وأحفاد ابن سعود لتسوية المشاكل الخاصة بالخلافة، في مارس/آذار عام 2014، وصادقت على تعيين الملك عبد الله للأمير مقرن في منصب نائب ولي العهد، بشرط الا يكون هذا التعيين نهائيا.

 

لكن جميع الأمراء الحاضرين في اجتماع هيئة البيعة صوتوا لصالح ترقية الأمير مقرن. وعلى الأرجح فإن الخلافات في وجهات النظر ستظهر بشكل أقوى حينما يرتقي مقرن، وهو أصغر أبناء ابن سعود، أكثر في سلم الخلافة.

 

وكل ما يمكن للمرء فعله في هذه المرحلة هو أن يشير إلى بعض المرشحين الأقوياء، والعديد منهم يتولون بالفعل مناصب بارزة.

 

لكن هناك أمر آخر يدعو للحذر يتمثل في حقيقة أن أولئك الموجودين في السلطة يميلون إلى تعيين أبنائهم في مناصب ستعزز من فرص هؤلاء الأبناء في الترقية. وحينما يتغير الملوك وولاة العهد، فإن الأبناء قد يتمتعون بالحظوة أو يفقدونها.

 

ومن بين الأبناء الأربعة للملك عبد الله هناك شخصيات عامة، والشخص الأوفر حظا للترقية سريعا هو الأمير متعب (في أوائل الستينات من العمر) والذي عين العام الماضي قائدا للحرس الوطني صاحب النفوذ ووزيرا في الحكومة في منصب أنشأ خصيصا له.

خلف الأبواب المغلقة

عين الأمير مقرن نائبا لولي العهد متخطيا بذلك أشقاء أكبر سنا في الأسرة الملكية

 

ربما المنافس الذي يدور حوله الحديث أكثر هو وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، وهو المنصب الذي تولاه والده (ولي العهد نايف، أحد أبناء السديريين السبعة) لسنوات عديدة.

 

ويتمتع الأمير محمد، الذي يحظى بسجل في تولي مناصب حكومية، بتقدير شعبي وأثار إعجاب مستقبليه في زيارات قام بها للولايات المتحدة وأماكن أخرى.

 

تواجه المملكة العربية السعودية العديد من التحديات الداخلية، من بينها ارتفاع البطالة بين الشباب وعودة الجهاديين من العراق وسوريا، وادى ذلك إلى تزايد الانتقادات المحلية لآل سعود في وسائل الإعلام الاجتماعية وحالة التذمر المشتعلة في المنطقة الشرقية التي تقطنها أغلبية شيعية.

 

وفي الوقت الذي يواجهون فيه هذه المشاكل، فإن كبار الأمراء يريدون تفادي إرسال أي إشارة لأعدائهم حول وجود تصدع في صرح آل سعود، ولذلك فإنه بالرغم من أنه يمكن توقع حدوث جدل نشط بشأن من سيؤول إليه الحكم في نهاية المطاف من أحفاء مؤسس المملكة، فإن الاحتمال المتوقع هو أن مثل هذه الأمور سيجري تسويتها في أروقة القصور بصورة سرية وليس في المنتديات العامة.

جيرالد بات هو مراسل سابق لشؤون الشرق الأوسط في بي بي سي، وحاليا محلل إقليمي في مؤسسة أبحاث “اكسفورد اناليتيكا” و مؤسسة “استخبارات سياسة النفط”.

 

خلاصة اللقاءات السرية بين موالين ومعارضين :اقتراحات مركز الحوار الانساني لديمستورا

فيما يلي أهم نقاط الاقتراح الذي قدمه «مركز الحوار الإنساني» إلى المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا:

  1. الاقتراح الأساسي

 

تصدر الاقتراحات الأساسية من السوريين، من دون أن يكون لها مالك أو مؤلف واحد. وإن تمّ العمل بهذه الاقتراحات بأيّ شكل من الأشكال، سيعود السبب إلى كونها نالت قبولاً من السوريين وكانت بإدارتهم، إذ يطالبون باستعادة السيطرة على مستقبلهم، يندبون خسائرهم (…)

 

لتبسيط الأمور، تتمثّل الحجّة الأساسية بإيجاد مقاربة استراتيجيّة تسمح بوضع حدّ للصراع في سورية، من خلال اتّخاذ خطوات عمليّة ضمن إطار تسوية شاملة. وإن تمّ الاتفاق على إطار العمل، سيتطرّق للشكاوى الأساسيّة التي أدّت إلى نشوب الصراع أصلاً، بما يشمل وضع حدّ للدولة البوليسية- الأمنية.

 

في غياب مقاربة من هذا القبيل، ثمّة خطر بأن تأتي نتائج الحرب الدولية، والإقليمية والمحلية على الدولة الإسلامية وجبهة النصرة على شكل مواصلة تمكين لهذه الجماعات، واستمرار في تشتّت الدولة، وزيادة لمستويات التوتّر في الأوساط المعارضة.

  1. إنهاء الصراع و/ أو وضع حدّ لتصعيد القتال

 

يستكشف هذا القسم احتمالات تسجيل «انتصار» واضح لأيّ من الأطراف، ويبحث في المنطق الداعم لنتيجة تم التفاوض عليها، تقوم على وضع حدّ تدرجي لتصعيد القتال حيث يمكن تحقيق ذلك، إنّما ضمن إطار عمل محدّد. ويشار إلى أنّ الحرب ضدّ النظام شنّتها جماعات مختلفة. أمّا الصراعات المستقلّة ضدّ (تنظيم) الدولة الإسلامية وجبهة النصرة (وتلك التي حصلت بين هذين الطرفين)، فكانت بتوجيه من بعض الجماعات المعارضة والنظام، وقد تسبّبت بنشوء ساحة معركة معقّدة لا تظهر فيها أيّ خطوط واضحة، أكان من حيث الجغرافيا أو من حيث الانتماء (…).

 

من شأن الخيار العملي، بإيجاد مسار سيتمّ التفاوض عليه، أن يخدم مصلحة جميع الجهات المتفائلة تقريباً، سواء كانت موالية للنظام، أو للعدد الكبير من الجماعات العسكريّة المعارضة. ولا شكّ في أنّه السيناريو المنطقي الوحيد الذي سيتطرّق لجميع المسائل التي أدّت إلى نشوب الأزمة، ويسمح بالحفاظ على مؤسسات الدولة السورية، ويوفّر إطار عمل للمفاوضات المتعددة الضرورية في ظل أي سيناريو تقريباً للتعاطي مع كلّ من هذه الجماعات المسلّحة (…).

 

يتطلّب بناء هذا الخيار، بحكم تعريفه، اعتماد جميع الأطراف المعنيّة مقاربة عمليّة، ويستلزم كمّاً مناسباً من التشجيع والضمانات والضغوط الممارسة على جميع الأطراف المعنيين، من السوريّين (بما يشمل النازحين والجالية السوريّة في المهجر)، ومن مجموعة واسعة من المؤيّدين الخارجيّين من الأطراف كافّة.

  1. مقاربة تدريجيّة تنطلق من الشعب وتتوجّه نحو السلطة

 

كانت نقطة الانطلاق الشائعة لحلّ الأزمة التي اتخذت طابعاً عالميّاً، بالتوصّل إلى اتفاقية/ تسوية مركزية ذات طابع عالمي– كتلك التي كانت تسعي إليها المساعي المبذولة في (مفاوضات) جنيف لمساعدة سورية. وإن سعت الأطراف للتوصّل إلى اتّفاقيّة دوليّة من هذا القبيل، قد تتناسب الاقتراحات المتناولة في هذا البحث مع أيّ نقطة يتمّ التوافق عليها في المقدّمة، أو في صلب الموضوع، أو كآليّة تطبيق. وفي هذا القسم، يتمّ شرح الاستراتيجيّة التي ستسمح بالمباشرة في العمل على الجوانب كافّة، حيث يمكن التوصّل إلى اتّفاق (…).

 

في أفضل الاحتمالات، سيكون إطار العمل قد نال موافقة صريحة من النظام والأطراف المعنية كافة وستحصل المستجدّات التالية ضمن إطار العمل المذكور هذا. وإن لم يتسنَّ تحقيق ذلك مباشرة، يتوجّب آنذاك تطوير إطار عمل تدرجيّاً. وإن سعت الأطراف للتوصّل إلى هدنات محلية، فسيتمثّل الهدف بإدراجها ضمن إطار عمل، وتزويدها خريطة طريق تشمل خطوات واضحة وتدريجيّة. وتسعى هذه العملية لإنشاء «آليّة» بناء جسر مؤسساتي وإداري (على غرار هيئة سلام وإعادة إعمار مثلاً)، ليتسنّى لأيّ من الأطراف التعاون مع سلطة سوريّة مرحليّة لا تنتمي لا للنظام ولا للثورة. وسيركّز مجرى الأحداث على الأرض على مواقع محددة، ويعكس في شكل أساسي سير أحداث الحرب. وفي المناطق التي تسيطر عليها الجماعات المعارضة، سيكون للمجتمعات المحلية حقّ إدارة مناطقها بالتعاون مع «الآليّة» بدلاً من «النظام». ويعني ذلك أن التمكين لن يكون فقط تمكيناً عسكرياً للجماعات المعنية، يقضي بوقف العمليات على إحدى الجبهات لتتمكّن من مواجهة الدولة الإسلاميّة أو الدفاع عن نفسها ضدّها، ولكن أيضاً إداريّاً. وبالتالي، «سيحتضن» كلّ من النظام والمعارضة الإدارة والسياسة المحلية، ويطوّر خبرة. وإن كانت المقاومة ضدّ التطرّف تركّز على وجهة واحدة فقط، فسيشير ذلك إلى بداية عملية إعادة بناء المنازل، والمجتمعات، والاقتصاديات، والإدارة. وستشمل خريطة طريق من هذا القبيل إعادة بناء ومراقبة بدعم دولي، تشمل انتخابات محلية ضمن تطبيق اللامركزيّة بتفويض دستوري. وستقوم عملية ذات مصداقيّة تحثّ السوريين على إحداث تغييرات شاملة في قلب السلطة. وستسمح هذه المقاربة بالتخفيف من المخاوف الوجوديّة التي تطغى على الغالبيّة السنّية، وعلى شتّى الطوائف والمجتمعات الأخرى (…).

  1. الإقرار برأي «الشارع»

 

(…) يرتبط هذا الجزء بأجزاء أخرى من هذا البحث، ويشدّد على السبب الذي قد يصعّب على قادة الأطراف كافّة الانطلاق في مفاوضات، ناهيك عن التوصّل إلى اتّفاق. ومن شأن عمليّة أن تشمل استشارات تحظى بموافقة من السوريّين (…).

  1. إشراك «المتشدّدين» في العمليّة

 

من شأن إجراءات تفاوضيّة أن تفسح المجال أمام مشاركة كلّ الجماعات المتقاتلة «التي يمكن الوصول إليها»، أي تلك التي ترغب في التفاوض. لا بدّ للتسلسل والآليات المستعملة لإشراك هذه الجماعات أن تكون مناسبة ومرنة. وتماماً كما هو الحال بالنسبة إلى النظام الذي قد لا يستجيب إلا لسلسلة من التقييمات والضغوط المشجّعة على التفاوض، قد يكون الأمر سيّان بالنسبة إلى الجماعات المسلّحة، التي قد تحتاج إلى مجموعة من الأسباب التي ستحثّها على المشاركة. ومن الضروري إرساء شروط، بما يشمل التزامات بمبادئ أساسيّة توفّر أرضيّة مشتركة للجميع في عمليّة التفاوض. ومن الضروريّ أيضاً إرساء إطار عمل سياسي يقبل به جميع الأطراف المعنيّة.

 

 

6.لماذا يحرز تنظيم «الدولة الإسلاميّة» تقدّماً

 

(…) بالنظر إلى الأمور من خارج سورية، يبدو أن الجميع يقف ضدّ «الدولة الإسلاميّة»، لكنّه من الضروري أن نفهم السبب الذي يجعل العكس يبدو صحيحاً داخل سورية (…). والواقع أنّ تنظيم «الدولة الإسلاميّة» لا يملك عقيدة تحاربه، ولا يمكن هزمه بسهولة على أرض المعركة. (…) كلّما تواصل القصف على الدولة الإسلامية زادت قوّته، أقلّه في المستقبل الفوري. ويُعتبر وضع حدّ لهجمات النظام على المناطق الواقعة بين أيادي المتمرّدين سلاحاً أساسيّاً لهزم الدولة الإسلاميّة، علماً بأنّ حتى هذا لن يشكّل إلاّ الخطوة الأولى، ومن شأن إعادة الهيكلة التدرجيّة للدولة مع الوقت أن تلغي الظروف التي سمحت بازدهار الدولة الإسلاميّة، التي تجتذب البعض إليها في الوقت الراهن.

  1. تشرذم الدولة والمجتمع

 

(…) كلّما ضعف النظام، زاد الدعم الإيراني له، ومعه الاحتمال بتكاثر الإيرانيّين في ميدان المعركة. إلى ذلك، يشير تراجع قوّة النظام إلى أنّ الميليشيات التي تدعمه ستزداد قوةً، واستقلاليةً، وتصبح بالتالي أكثر خطورةً. ويفرض هذا الواقع خطراً حقيقياً، لأنّ تراجع عديد النظام يقابله احتمال نظريّ بأنّ يستعين المتمرّدون بلاجئين تمّ تحويلهم إلى أصوليّين في المخيّمات. بيد أنّ ما سبق ليس حلاً بديلاً جذّاباً للفوضى الحاليّة، مع الإشارة إلى أنّ «الثغور» التي سبّبتها الحرب تملؤها الدولة الإسلاميّة وجبهة النصرة وغيرهما من الميليشيات ومن عناصر الجريمة المنظّمة. وما من قوّة بديلة لملء هذا الفراغ، ما يجعل التسوية التدريجيّة أكثر أهمّية من أيّ وقت مضى (…).

  1. إنقاذ الدولة وإنهاء النظام

 

لن يأتي التغيير بين ليلة وضحاها. وبدلاً من ذلك، يوفر السوريون الظروف المواتية بدعم محلي ودوليّ، ويضعون حدّاً لتصعيد القتال، ويتطرّقون للتركيبة الحكوميّة في سياق عمليّة تكون ذات مغزى وفعاليّة. ومن شأن إرساء اللامركزيّة، باعتماد «آليّة سلام وإعادة إعمار» مستقلّة»، أن يولّد الظروف المواتية التي ستمكّن السوريّين من إعادة تحديد معالم حكومتهم، وإرساء «العقد الاجتماعي» بسلام نسبيّ، وبطريقة تدريجيّة (….).

 

من شأن عمليّة تدرجيّة أن تسمح للشعب السوري بإيجاد حلوله الخاصّة عن طريق عمليّة سياسيّة وجالبة للاستقرار تكون مضمونة وخاضعة للإشراف. والواقع أنّ الطرفين يطلبان ضمانات دوليّة (…).

 

يتمثّل الهدف الفوريّ بإنهاء الحرب مقابل فرض اللامركزيّة، على أن تلي ذلك تغييرات أخرى. والواقع أنّ البلاد أصبحت لامركزيّة في مطلق الأحوال، مع الإشارة إلى أنّ القادة المحلّيّين اكتسبوا الكثير من النفوذ (بغضّ النظر عمّا إذا كانوا موالين للمعارضة أو للنظام)، وبالتالي، لن يكون ذلك إلاّ إقراراً بالواقع. ولا شكّ في أنّ اللامركزيّة ستثير اهتمام الموالين للنظام الذين ينزعجون من الحكّام، وغيرهم من المسؤولين الذين عيّنتهم الحكومة المركزيّة، والذين يُعتبرون على غير تواصل مع الشعب، وغافلين لحاجاتهم وواقعهم.

 

سيأتي رحيل بشار الأسد في أعقاب عملية سياسيّة أوسع نطاقاً، بدلاً من أن يكون شرطاً مسبقاً. وسيزيله الشعب السوري عن منصبه، بعد أن يجد حلوله الخاصّة بمساعدة عملية سياسيّة وجالبة للاستقرار تحظى برقابة وضمانات دوليّة.

 

(…) ومع الإشارة إلى احتمال أن يحلّ السوريّون مشاكلهم الخاصّة باعتماد عمليّة تدريجيّة كما أشير سابقاً، تُطرَح مسألة أخرى، هي مسألة القوات الأجنبية المتعدّدة، ومن بينها ميليشيات النظام، في سورية.

  1. الخاتمة

 

يقترح هذا البحث طريقاً يمكن سلوكه، واتّفاقاً نموذجياً يشمل وقف إطلاق نار تمّ التفاوض عليه، وإعادة بناء انطلاقاً من القاعدة الشعبية ووصولاً إلى السلطة وعملية تغيير سياسي مفتوحة، تأتي كلّها مرفقة بدعم وضمانات دوليّة (…).

 

سيتطلّب إنهاء الصراع في سورية بموجب هذه الشروط مزيجاً من الدعم والتشجيع والضغط المحلي والدولي. وقد نالت العناصر الرئيسية لهذا الاقتراح تأييداً مبدئياً من مجموعة كبيرة من الفاعلين السوريين. ونجد أرضيّة مشتركة كافية لهذا «الحل الوسط» الذي يشمل إطار عمل يتم التفاوض عليه، يؤدّي إلى تسوية شاملة وعادلة.

 

مكسيم أوشار جلاد فرنسي مع “داعش” في سوريا

نجوى أبو الحسن

الصحف الفرنسية الصادرة هذا اليوم سلطت الضوء على “مكسيم اوشار”، شاب فرنسي لم يكن احد يعلم بوجوده قبل ان يتم التعرف عليه في الفيديو الترويجي لإعدامات تنظيم “الدولة الإسلامية”.

“مكسيم، 22 عاما، سيرة جلاد فرنسي في سوريا”. هذا هو عنوان “لوفيغارو”، مانشيت “لوموند” تعلن بالخط العريض، “فرنسي اعتنق الإسلام بين جلادي تنظيم الدولة الإسلامية”، “ليبراسيون” من جهتها تعنون “مكسيم اوشار، فرنسي في خدمة تنظيم الدولة الإسلامية” و”لوباريزيان”، “هذا الفتي من نورماندي، نسبة إلى مسقط رأسه في فرنسا، هذا الفتى يقتل باسم تنظيم الدولة الإسلامية.” وتكشف “لوباريزيان” أن والدي مكسيم اختفيا عن الأنظار في القرية حيث تقيم العائلة. الصحيفة التقت عم الفتى، باسكال، الذي عبر عن ذهوله، وفي الصحيفة أيضا مقال تحت عنوان “النزعة للقتل”، مقال يتساءل فيه “تييري بورسا” “كيف أمكن لفتى يعيش في قرية نائية بعيدا عن الجوامع، أن ينمي نزعة القتل لديه في سبيل دين اعتنقه؟”. سؤال يتجدد كلما كشف عن جهادي جديد خرج من فرنسا التي تعد المصدر الأكبر لهم.

 

ظهور القتلة مكشوفي الوجه لضمان ولائهم وارتهانهم لـ”داعش”

 

“ليبراسيون” تشير إلى أن الظاهرة بدأت منذ عشرين عاما لكنها شهدت نموا غير مسبوق منذ اندلاع الأزمة السورية. وتروي الصحيفة كيف ظهر “مكسيم اوشار” الذي يحمل لقب “أبي عبد الله الفرنسي” كيف ظهر وهو يضع سكينا على عنق احد الأسرى في شريط الفيديو الترويجي لتنظيم “داعش”. الفيديو لا يظهره وهو يقطع رأس الأسير ولكننا نرى فيما بعد رأس ضحيته مفصولا عن جسده. وتعتبر “ليبراسيون” أن ظهور القتلة وهم مكشوفي الوجه يعد سبيلا لضمان ولائهم وارتهانهم من خلال ضريبة الدم. هذا فيما تطرح “لوفيغارو” مسألة حجب الجنسية عن الجهاديين الفرنسيين وتشير أن الأمر ليس ممكنا ألا لحاملي جنسيتين إذ أن القانون يمنع تجريد احدهم من أي جنسية.

 

تراجع “داعش” بفضل الأميركيين والميليشيات الشيعية في العراق

 

في صحافة اليوم أيضا، تقرير عن تقدم الجيش العراقي أمام تنظيم “الدولة الإسلامية”. التقرير أعده “جورج مالبرونو” لصحيفة “لوفيغارو” ويبين أن القوات العراقية جعلت التنظيم المتطرف يتراجع عن ثلاث مناطق سنية. ويشير “مالبرونو” نقلا عن مصادر عسكرية فرنسية إلى أن المعادلة انقلبت لصالح القوات العراقية وإلى أن المساعدة الأميركية حاسمة كما أن الاستعانة بمقاتلات آباتشي يعني وجود قوات أميركية على الأرض من اجل تسهيل إصابة الأهداف وتحديديها. ويشير “مالبرونو” أيضا في مقاله إلى مساهمة الميليشيات الشيعية بقيادة مجموعة “فيلق القدس” الإيرانية في القتال ما يعد مصدر إحراج بالنسبة لواشنطن وللحكومة العراقية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى