أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأربعاء 2 أيلول 2015

«داعش» يقصف بالغاز رئة «المنطقة الآمنة»

موسكو – رائد جبر < لندن، باريس، نيويورك، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب

قصفت مقاتلات التحالف الدولي – العربي موكباً عسكرياً لـ «داعش» في الرقة كان في طريقه الى ريف حلب الشمالي حيث صعد التنظيم عملياته بما في ذلك استخدام غازات سامة في هجومه للسيطرة على مدينة مارع معقل المعارضة لعرقلة تنفيذ قيام «منطقة آمنة» خالية من «داعش» شمال سورية وقرب حدود تركيا، في وقت اتسعت الى حمص وحلب واللاذقية احتجاجات بدأها مواطنون شيعة موالون للنظام من بلدتي الفوعة وكفريا في جنوب دمشق للمطالبة بوقف تقدم المعارضة في ريف ادلب. وجدّد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف التاكيد ان مطلب تنحي بشار الأسد كشرط لإطلاق عملية التسوية «ضار وليس منطقياً».

وأفادت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة ان عناصر «داعش» قصفوا مارع بقذائف تحتوي على غاز الخردل «ما أدى إلى إصابة أكثر من 20 مدنيًّا تم نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج»، مشيرة الى انها المرة الثانية التي تتعرض فيها مارع لقصف بغاز سام بعد هجوم في 21 الشهر الماضي. وأكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» قصف «داعش» بعدد من القذائف الصاروخية مارع بالتزامن مع غارات التحالف على مراكز التنظيم في ريف حلب الشمالي وسط اشتباكات بين الكتائب المقاتلة من جهة والتنظيم من جهة أخرى، في محيط المدينة وقريتي حرجلة ودلحة وفي محيط قرية حربل في ريف حلب الشمالي».

وكان «المرصد» افاد بمقتل «تسعة على الأقل من عناصر «داعش» بينهم قيادي سوري الجنسية وإصابة 20 آخرين بجروح نتيجة استهداف مقاتلات التحالف آليات للتنظيم في أطراف الرقة»، مشيراً الى ان «آليات التنظيم كانت بصدد التوجه نحو ريف حلب الشمالي الشرقي».

واضاف أن «ثمانية على الأقل من عناصر داعش قتلوا جراء قصف من مقاتلات التحالف الدولي مراكز التنظيم قرب بلدة صوران أعزاز في ريف حلب».

وقال «المرصد» ان منطقة الزراعة وسط اللاذقية الساحلية «شهدت أمس اعتصاماً نفذه عشرات المواطنين طالبوا بتحرك لفك الحصار من الفصائل الإسلامية على بلدتي كفريا والفوعة في ريف إدلب»، إضافة الى اعتصامات في مناطق في مدينة حلب رفع المشاركون المطالب ذاتها. وقطع مواطنون في حمص طرقاً للضغط على النظام لـ «فك الحصار عن كفريا والفوعة».

في موسكو، دعا لافروف أمام طلاب جامعة موسكو للعلاقات الدولية شركاء روسيا الغربيين الى التخلي عن المطالبة برحيل الأسد كشرط مسبق لتسوية الأزمة، مشيراً الى ان هذا «النهج قاد اصحابه الى القضاء على صدام حسين ومعمر القذافي وأوصل العراق وليبيا الى الأوضاع التي يعاني منها البلدان». وأضاف ان ربط الشروع في التصدي للإرهاب برحيل الأسد «امر غير منطقي بل وضار»، قائلاً ان « الجيش (النظامي) السوري الذي يقوده الأسد هو القوة الأكثر فاعلية على الأرض في التصدي للإرهاب». كما جدد التأكيد على المبادرة التي قدمها الرئيس فلاديمير بوتين لـ «تشكيل تحالف يضم الى جانب الجيشين السوري والعراقي والقوات الكردية لزيادة فعالية التصدي للإرهاب وأخطاره وتوحيد جهود جميع الأطراف التي تدرك الخطر الكبير الذي يمثله تنظيم «داعش» والجماعات الإرهابية الأخرى».

وفي انقرة قال مصدر حكومي أن جندياً تركياً قُتل واصيب آخر في إطلاق نار عبر الحدود من أراض يسيطر عليها «داعش».

 

معارضون سوريون يقتلون سعوديين وتونسي من «داعش» في عملية سرية

عمّان – رويترز

قال تحالف للمعارضة السورية المسلحة اليوم (الثلثاء) إنه قتل ثلاثة مقاتلين أجانب (سعوديان وتونسي) أعضاء في تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، في عملية سرية في منطقة تحت سيطرة التنظيم.

وقال تحالف “الجبهة الشامية” الذي ينشط في ريف شمال حلب قرب الحدود مع تركيا إن العملية نفذتها وحدة أمنية سرية وكانت الأولى من نوعها.

وتوعدت الجبهة بمزيد من العمليات المماثلة في المستقبل.

وقالت في بيان، “تتوعد سرية أسود التوحيد جنود البغدادي (زعيم التنظيم المتطرف) بالمزيد من الأعمال الأمنية في قلب مناطق سيطرة التنظيم”.

 

«سي آي إيه» و«القوات الخاصة الأميركية» تنفذان عمليات في سورية

واشنطن – أ ف ب

أفادت صحيفة “واشنطن بوست”، أمس، بأن “وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية” (سي آي إيه) و”قيادة القوات الخاصة الأميركية” تنفذان سوياً عمليات عسكرية نوعية ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) في سورية منفصلة عن الحملة الجوية التي يشنها التحالف الدولي بقيادة واشنطن ضد التنظيم المتطرف.

وقالت الصحيفة نقلاً عن مسؤولين أميركيين كبار لم تسمهم، إن العمليات التي تشنها “سي آي إيه” و”القوات الخاصة” هدفها تصفية قياديين في التنظيم، مشيرة إلى أن واحدة من هذه العمليات نجحت الأسبوع الماضي في القضاء على جنيد حسين، البريطاني المتطرف الذي كان ينشر الدعاية للتنظيم عبر شبكات التواصل الاجتماعي والذي قتل في ضربة عسكرية قرب الرقة في شمال سورية.

ووفق المسؤولين، فإن القليل من هذه الضربات نفذت حتى اليوم.

وأضافت الصحيفة أن في هذه الحملة العسكرية الدقيقة الأهداف حصلت “سي آي إيه” و”مركز مكافحة الإرهاب” التابع لها الذي يتمتع بنفوذ قوي، على “دور واسع في تحديد هويات قادة التنظيم ومواقعهم”.

وأكدت المصادر للصحيفة أن الضربات ضد هذه الأهداف “تشن حصراً” تحت سلطة “قيادة العمليات الخاصة المشتركة” (جي إس أو سي) التابعة لـ “قيادة القوات الخاصة الأميركية”.

ووفق “واشنطن بوست”، فإن “مركز مكافحة الإرهاب” التابع لـ “سي آي إيه” و”قيادة العمليات الخاصة المشتركة” هما “الأداتان المفضلتان” لدى إدارة أوباما في مكافحة التنظيمات المتطرفة.

وذكرت الصحيفة بأن توزيع المهام هذا الذي يترك لعسكريي “قيادة العمليات الخاصة المشتركة” مهمة إدارة الضربات، يتفق والهدف الذي تسعى إدارة أوباما إلى تحقيقه بجعل “سي آي أي” تعيد تركيز جهودها على النشاطات الاستخبارية بدلاً من انخراطها في نشاطات شبه عسكرية مثل عمليات التصفيات التي تنفذها بواسطة طائرات من دون طيار.

ولكن “سي آي أي” ما زالت تشن عمليات تصفية بواسطة طائرات من دون طيار في دول أخرى غير سورية، بينها خصوصاً اليمن وباكستان.

وفي عام 2013، وجهت السيناتور الديموقراطية عن ولاية كاليفورنيا دايان فاينشتاين انتقادات حادة إلى إدارة أوباما، بسبب هدفها إعادة تركيز جهود الوكالة على المجال الاستخباري.

 

كندا تلاحق سورياً عذّب أحد مواطنيها

أوتاوا – أ ف ب

أعلنت الشرطة الكندية أمس (الثلثاء) أنها وجهت اتهاماً إلى مسؤول سوري سابق بتعذيب الكندي من أصل سوري ماهر عرار الذي طردته الولايات المتحدة إلى سورية بعد اعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) 2001.

وأعلن “الدرك الملكي” الكندي أنه “وجه اتهاماً إلى جورج سلوم لدوره في تعذيب المواطن الكندي ماهر عرار”.

وطلبت الشرطة مساعدة “منظمة الشرطة الجنائية الدولية” (إنتربول) لتحديد مكان هذا العقيد السابق الذي عمل في أجهزة الاستخبارات السورية.

وأشاد ماهر عرار المهندس المعلوماتي بتوجيه التهمة إلى الرجل الذي وصفه بأنه “المسؤول مباشرة عن تعذيبي” في أحد سجون دمشق العام 2002.

وأضاف عرار في بيان تلته زوجته في مؤتمر صحافي “آمل بشدة بأن يتم اعتقال جورج سلوم وتسليمه إلى كندا ليواجه القضاء”.

وكان عرار اعتقل في أيلول (سبتمبر) 2002 في مطار نيويورك استناداً إلى معلومات قدمتها الشرطة الكندية التي كانت تشتبه بكونه “متطرفاً خطراً”.

وسلم الأميركيون عرار إلى سورية حيث اعتقل واستجوب لمدة عام بأساليب هي أقرب إلى التعذيب، بحسب شهادته.

وفي العام 2006 تمت تبرئة عرار من أي شبهة إرهاب من قبل لجنة تحقيق شكلت بناء على طلب كندا لإلقاء الضوء على تسلسل الأحداث التي أدت إلى طرد عرار إلى سورية بدلاً من كندا.

وفي كانون الثاني (يناير) 2007 حصل عرار على اعتذارات علنية من قبل حكومة ستيفن هاربر وعلى تعويض بقيمة عشرة ملايين دولار بسبب تسليم السلطات الأميركية معلومات مغلوطة عنه.

 

موسكو تدافع عن الأسد وتنفي إرسال مقاتلات إلى دمشق “داعش” قتل جندياً تركياً في إطلاق نار من داخل سوريا

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ش أ)

أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان الرئيس السوري بشار الاسد هو رئيس منتخب شرعياً وان الجيش السوري النظامي هو الجهة الاكثر فاعلية في مواجهة تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش)، لكن موسكو نفت تزويد دمشق بمقاتلات لمحاربة التنظيم المتطرف.

وصرح مصدر في وزارة الدفاع الروسية لقناة “روسيا اليوم”: “لم يكن هناك أي إرسال لطائرات حربية روسية إلى الجمهورية العربية السورية… وطائرات القوات الجوية الروسية ترابط في مطاراتها الدائمة وفي مناطق أداء مهماتها وفقا لخطة تدريب القوات وأداء المناوبة القتالية”.

وقال إن ما تناقلته وسائل الإعلام الإسرائيلية عن وصول طائرات حربية روسية إلى سوريا للمشاركة في غارات على مواقع “داعش” عار تماما من الصحة.

على صعيد آخر، أفاد مسؤول حكومي تركي أن جنديا تركيا قتل وأصيب آخر في إطلاق نار عبر الحدود من أراض يسيطر عليها “داعش” في سوريا المجاورة. وحصل الحادث في إقليم كيليس المتاخم لأراض يسيطر عليها المتشددون منذ أشهر.

وكانت تركيا شددت في تموز مشاركتها في محاربة “داعش”، فشنت غارات جوية وفتحت قواعدها الجوية أمام طائرات الائتلاف الذي تقوده الولايات المتحدة.

وأعلن الجيش الأميركي في بيان إن طائرات الائتلاف شنت 19 غارة على مقاتلي “داعش” في العراق وسوريا الاثنين. واوضح أن ست غارات نفذت في سوريا استهدفت وحدات تكتيكية ومواقع قتالية ومعسكر تدريب وأهدافا أخرى.

وفي العراق نفذت 13 غارة على مقربة من بيجي والموصل والرمادي وبلدات أخرى.

وفي واشنطن، نددت الولايات المتحدة بتدمير “داعش” معبد بل التاريخي في مدينة تدمر السورية الاثرية. وصرح الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية مارك تونر. “نستطيع ان نؤكد الانباء عن تحليل لصور قمر اصطناعي تابع للامم المتحدة تظهر تدمير معبد بل”. واضاف ان هجمات تنظيم الدولة الاسلامية على مواقع اثرية في سوريا والعراق دمرت سجلا تاريخيا مهما وليس ذلك فحسب بل “ساعدت كذلك في تمويل اعمال التنظيم الارهابية داخل هذين البلدين”.

وحذرت واشنطن الدول والافراد من دعم الجماعة من خلال تهريب او بيع الكنوز السورية الاثرية المنهوبة. وقال تونر: “يجب محاسبة كل من يدمرون هذه المعالم الثقافية المهمة”.

ودمر التنظيم المتطرف في وقت سابق من هذا الشهر في تدمر معبد بعل شمين الذي يعود الى الفي سنة، كما قطعت عناصره رأس مدير الاثار السابق للمتاحف في المدينة خالد الاسعد (82 سنة).

 

لافروف: الأسد رئيس شرعي والجيش السوري يواجه “داعش” “الأونيسكو”: تدمير معبد بل في تدمر “جريمة ضد الحضارة

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ش أ)

أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان الرئيس السوري بشار الاسد هو رئيس منتخب شرعياً وان الجيش السوري النظامي هو من يواجه تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) ، فيما قالت المعارضة السورية الداخلية إنها توافق على عقد مؤتمر للحوار في دمشق بضمانات دولية.

اعتبر لافروف في كلمة له أمام الطلاب والاساتذة لمعهد موسكو للعلاقات الدولية التابع لوزارة الخارجية الروسية في موسكو، المطالبة برحيل الأسد شرطاً مسبقاً للشروع في مكافحة الإرهاب بأنه أمر ضار وغير واقعي.

وقال: “ندعو إلى التخلي عن هذا المطلب لزيادة فاعلية مكافحة الإرهاب”. وأضاف أن زيادة فاعلية مكافحة الإرهاب تمثل الهدف الذي ترمي إليه مبادرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين .

وجدد موقف بلاده القائل إن الأسد لا يزال رئيساً شرعياً. ولاحظ “أنهم يحاولون ربط كل الخطوات للتسوية في سوريا برحيل بشار الأسد، باعتبار أنه لم يعد شرعيا، وأن هذا هو النهج نفسه الذي اعتمدوه للقضاء على صدام حسين ومعمر القذافي”. وأوضح أن مبادرة الرئيس الروسي في حزيران الماضي لدى استقباله وزير الخارجية السوري وليد المعلم تتعلق بتوحيد جهود جميع الأطراف الذين يدركون الخطر الكبير الذي يمثله “داعش” الإرهابي وغيره من الجماعات الإرهابية. وشدد على “أن الجيش السوري يعتبر اليوم القوة الأكثر فاعلية التي تواجه داعش على الأرض”، وخلص إلى أنه “من غير المعقول أن يكون الأسد شرعيا في ما يخص أغراض تدمير الأسلحة الكيميائية، وليس شرعيا لمكافحة الإرهاب”. وأمل أن تحظى مبادرة الرئيس بوتين الخاصة بمكافحة الإرهاب بقبول واسع.

 

هيئة التنسيق

وصرح المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية السورية المعارضة حسن عبد العظيم الذي التقى لافروف الاثنين، أن الهيئة وافقت على عقد مؤتمر في دمشق يجمع الأطراف السوريين كافة من أجل تسوية الصراع في البلاد شرط أن ينعقد المؤتمر بضمانات دولية.

وقال: “إن الهيئة تقبل بمؤتمر في دمشق ولكن بضمانات دولية”، مبرزا ضرورة توفير كل الظروف الأمنية لوصول ممثلي المعارضة الى مطار دمشق ومغادرتهم وعدم اعتقالهم”.

 

تدمير معبد بل في تدمر

وفي جنيف، اعلنت الامم المتحدة الاثنين ان صورا التقطتها اقمار اصطناعية اكدت تعرض معبد بل في مدينة تدمر السورية للتدمير، فبات بذلك ثاني معبد يدمره “داعش” المتطرف في غضون اسبوع في هذه المدينة الاثرية الواقعة في قلب الصحراء السورية.

وقال معهد الامم المتحدة للتدريب والبحث (يونيتار): “في وسعنا ان نؤكد واقعة تدمير المبنى الرئيسي لمعبد بل وكذلك لصف من الاعمدة ملاصق له”، مشيرا الى انه خلص الى هذه النتيجة استنادا الى صور التقطتها اقمار اصطناعية بعد التفجير الذي هز ارجاء المدينة الاثرية الاحد وشكل الفصل الثاني من الاعمال التخريبية التي يرتكبها التنظيم الجهادي في حق المدينة المدرجة على لائحة التراث العالمي لمنظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “الاونيسكو”.

وأضاف ان المعبد يظهر بوضوح في صورة التقطت في 27 آب، وهو عبارة عن مبنى مستطيل الشكل محاط بأعمدة، في حين ان صورة اخرى التقطت الاثنين لا يظهر فيها سوى بعض الاعمدة الواقعة على طرف المبنى المدمر.

ويعد معبد بل في تدمر ابرز معالم هذه المدينة الاثرية الملقبة “لؤلؤة الصحراء”، وقد استغرق بناء هذا المعبد، الذي كان يزوره قبل بدء النزاع في البلاد نحو 150 الف سائح سنويا، نحو قرن من الزمن اذ بدأ تشييده عام 32 وانتهى في القرن الثاني.

وفي بيان اصدره مساء الاثنين ندد الناطق باسم الامم المتحدة ستيفان دوجاريك بشدة بـ”التدمير غير المبرر لموقع ذي قيمة لا تقدر بالنسبة الى تراثنا العالمي المشترك”.

وكان “داعش”، الذي ينبذ المعالم الدينية وخصوصاً التماثيل ويعتبرها أصناما وثنية، فجر في 23 آب معبد بعل شمين الشهير في مدينة تدمر، مما أدى الى تدمير الهيكل وانهيار الاعمدة. وأظهر شريط فيديو بثه التنظيم بعد أيام الركام الذي خلفه تفجير المعبد.

وبدأ بناء معبد بعل شمين عام 17 وسّع في عهد الامبراطور الروماني هادريان عام 130. وبعل شمين هو اله السماء لدى الفينيقيين.

ونددت مديرة “الاونيسكو” ايرينا بوكوفا بهدم معبد بل واعتبرته “جريمة لا تغتفر في حق الحضارة” الانسانية.

وعبرت عن “عميق حزنها” قائلة ان “هذه الجريمة لن تمحو 4500 سنة من التاريخ”.

وقال مدير الآثار في سوريا مأمون عبد الحكيم ان “المعبد كان اجمل ايقونة في سوريا، لقد كان أجمل مكان يمكن زيارته. لقد فقدناه الى الابد. لقد قتلوا تدمر”.

 

لافروف ينتقد تناقض الغرب بشأن «شرعية» الأسد

رهان أميركي مريب على «معتدلي النصرة»!

يحاول المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي أي ايه) ديفيد بتراوس تسويق خطة جديدة لمواجهة تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»-»داعش» في سوريا: الاعتماد على عناصر «معتدلة» في «جبهة النصرة»، وهو ما يذكر بالتقارير التي راجت في الشهور الماضية والتي تحدثت عن تأييد أطراف خليجية، وغربية، لفكرة الاستعانة بـ«النصرة» وغيرها من الفصائل الأقل تكفيرا، لحسم الحرب مع كل من «داعش» والنظام السوري.

وعلى الرغم من أن فكرة بتراوس قد تسبب إحراجا إعلاميا للإدارة الأميركية التي وضعت «النصرة» على لائحة الإرهاب، إلا أن الفكرة قد تلقى قبولا في الأوساط الأميركية التي يتمتع بتراوس بعلاقات جيدة معها بالنظر إلى ما يعتبره كثيرون نجاحا حققه هذا الجنرال الأميركي من خلال فكرة «الصحوات» التي استخدمها في العراق لتقليص قوة تنظيم «القاعدة» هناك.

وفي تعبير جديد عن تباين المواقف الأميركية الروسية حول مسار التسوية في سوريا، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس إن مطالبة دول غربية وعربية برحيل الرئيس السوري بشار الأسد كمقدمة للشروع في مكافحة الإرهاب، أمر غير واقعي، مشدداً على أن الجيش السوري يمثل القوة الأكثر فعالية لمواجهة «داعش».

ونقل موقع «ديلي بيست» الأميركي عن أربعة مصادر قولها إن بتراوس يحاول تسويق خطة جديدة تعتمد على «جبهة النصرة» من أجل مكافحة «داعش».

وقالت المصادر إن بتراوس، القائد السابق للقوات الأميركية في العراق وأفغانستان، يحاول إقناع مسؤولين أميركيين بدراسة فكرة الاستعانة بأعضاء «معتدلين» من «جبهة النصرة» التابعة لتنظيم «القاعدة». وذكر الموقع إن أحد مصادره ناقش هذا الموضوع مع بتراوس مباشرة.

وأشار الموقع إلى أن فكرة بتراوس ترجع إلى خبرته في قيادة قوات الاحتلال في العراق في العام 2007، حيث كانت إحدى استراتيجياته لهزم «القاعدة» تعتمد على «الصحوات» ووقف الدعم السني للتنظيم والعمل مع الجيش الأميركي.

وأوضح أن بتراوس عاد إلى لعبته القديمة، عبر اقتراحه إستراتيجية تعتمد على مسؤولين وعناصر مهمين في «النصرة»، خصوصاً أولئك الذين لا يحملون إيديولوجية «القاعدة».

ووصف مسؤولون أميركيون، استطلع موقع «ديلي بيست» آراءهم، فكرة بتراوس بالخطرة وشبه المستحيلة والمثيرة للجدل، لأن واشنطن بدأت حربها ضد الإرهاب على خلفية هجمات «القاعدة» في 11 أيلول العام 2001. كما ستواجه هذه الفكرة عقبات كبيرة بعد أن أدرجت الإدارة الأميركية في العام 2012 «جبهة النصرة» على قائمة المنظمات الإرهابية، وأمر الرئيس الأميركي باراك أوباما باستهداف معاقل تابعة إلى «جماعة خراسان» في سوريا.

وذكر الموقع أن بتراوس لا يزال يملك تأثيراً كبيراً على مسؤولين أميركيين حاليين ونواب وقادة غربيين. وأشار مسؤولون إلى أنه يحاول تسويق فكرة الاعتماد على المقاتلين «المعتدلين» في «النصرة» الذين يحاربون «داعش» في سوريا، لكنهم انضموا إلى الجبهة بسبب الهدف المشترك وهو إطاحة الأسد.

يذكر أن السفير الأميركي السابق لدى سوريا روبرت فورد كان دعا، في مقالة نشرت مؤخراً، إلى التفاوض مع «أحرار الشام» المتشددة، ووصفها بأنها «قد تكون من أهم المجموعات التي تقاتل النظام السوري الآن».

من جهة أخرى، قال مسؤول حكومي تركي إن جندياً تركياً قتل وأصيب آخر في إطلاق نار عبر الحدود من أراضٍ يسيطر عليها «داعش» في سوريا. وأوضح أن الهجوم وقع في إقليم كيليس المتاخم لأراضٍ يسيطر عليها التكفيريون.

 

لافروف

 

واعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، أن مطالبة الرئيس السوري بشار الأسد بالرحيل كشرط مسبق للشروع في مكافحة الإرهاب، أمر ضارٌّ وغير واقعي.

ودعا لافروف، في خطاب أمام طلاب وأساتذة معهد موسكو للعلاقات الدولية التابع لوزارة الخارجية الروسية، إلى «التخلي عن هذه المطالب، باعتبار أن ذلك سيسمح بزيادة فعالية مكافحة الإرهاب»، مؤكدا أن «هذا هو الهدف الذي ترمي مبادرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى إحرازه».

وشدد لافروف على أن «بشار الأسد ما زال رئيساً شرعياً تماماً على الرغم من التصريحات الغربية». وقال: «إنهم يحاولون اليوم ربط سائر الخطوات التي يجب اتخاذها للتسوية في سوريا برحيل بشار الأسد، باعتبار أنه لم يعد شرعياً، وهو النهج نفسه الذي اعتمدوه للقضاء على صدام حسين ومعمر القذافي، لكن الأسد شرعي تماما».

وتابع أن «المبادرة التي قدمها بوتين في حزيران الماضي خلال استقباله وزير الخارجية السوري وليد المعلم، تتعلق بتوحيد جهود جميع الأطراف التي تدرك الخطر الكبير الذي يمثله تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) والجماعات الإرهابية الأخرى». وأوضح أن «هذه المبادرة موجهة، بالدرجة الأولى إلى الجيشين السوري والعراقي والقوات الكردية، أي إلى كل القوات التي تواجه داعش بالسلاح على الأرض».

واعتبر لافروف أن «الجيش السوري يمثل اليوم القوة الأكثر فعالية التي تواجه داعش على الأرض». وقال: «من المستحيل أن يكون الأسد شرعياً في ما يخص أغراض تدمير الأسلحة الكيميائية، في الوقت الذي ليست له شرعية لمكافحة الإرهاب. يبدو أن المنطق ناقص هناك».

(«السفير»، «روسيا اليوم»، «سبوتنيك»، رويترز)

 

مساعد وزير الخارجية الإيرانية: لا بديل عن الأسد

طهران – (د ب أ)- صرح مساعد وزير الخارجية الإيرانية للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبد اللهيان بأنه ينبغي أن يظل الرئيس السوري بشار الأسد جزءا من أي مبادة لإنهاء الحرب الأهلية في سورية.

 

ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إسنا) عنه قوله خلال زيارته لبيروت :”لا يمكن إنهاء الصراع السوري إلا من خلال حل سياسي ، والأسد جزء من الحل ، وذلك لأنه لا تتوافر بدائل أخرى في هذه اللحظة”.

 

وكانت مصادر دبلوماسية قالت إن الأسد سيلتقي عبد اللهيان الخميس في دمشق.

 

والتقى عبد اللهيان في بيروت المبعوث الأممي لسورية ستيفان دي ميستورا.

 

وفيما يتعلق بالتطورات الأخيرة في لبنان ، أعرب عن دعم الجمهورية الإسلامية لمبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري بشأن الحوار الوطني الشامل.

 

وقال :”نعتبر أن أمن لبنان من أمن المنطقة ومن أمن الجمهورية الإسلامية .. وقد أعربنا عن استعدادنا لوضع كل الإمكانات والطاقات المتوافرة لدينا لدعم الحكومة اللبنانية”.

 

وأضاف أن طهران “ستقوم بدور إيجابي وبناء في مجال حل الملفات السياسية العالقة على مستوى المنطقة”.

 

مقتل 10 وإصابة 25 بتفجير سيارة مفخخة في اللاذقية غربي سوريا

سوريا – الأناضول – قتل 10 أشخاص وأصيب 25 آخرين بجروح، الأربعاء، جراء انفجار سيارة مفخخة في مدينة اللاذقية غربي سوريا، والتي ينحدر منها رئيس النظام بشار الأسد ومعظم أركان حكمه.

 

وفي خبر عاجل أوردته، ظهر الاربعاء، ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، إن 10 أشخاص قتلوا وأصيب 25 آخرين بجروح جراء ما وصفته بـ”التفجير الارهابي” بسيارة مفخخة في ساحة الحمام على أطراف مدينة اللاذقية.

 

ولم يتسن التأكد مما ذكرته الوكالة من مصدر مستقل، كما لم تتبنّ أي جهة تفجير السيارة حتى الساعة 10.45تغ.

 

مهاجرون يتظاهرون امام محطة القطارات في المجر

بودابست – (أ ف ب) – نظم ما بين 100 الى 150 مهاجرا تظاهرة خارج محطة القطارات الدولية الرئيسية في بودابست صباح الاربعاء، بعدما منعت الشرطة حوالى الفي مهاجر من ركوب قطارات متوجهة الى النمسا والمانيا.

 

واعتصم حوالى 600 شخص من رجال ونساء واطفال، معظمهم من سوريا والعراق وافغانستان، جلوسا ووقوفا خارج محطة كيليتي، فيما كان حوالى 1200 شخص في الطابق السفلي في ما يسمى بـ”منطقة عبور”.

 

وفي الوقت نفسه، اعتصم حوالى مئة من المهاجرين، القادمين من مركز تسجيل قرب الحدود مع صربيا، على منصة في محطة قطارات في احدى الضواحي، ورفضوا ركوب قطار متوجه الى مخيم ديبريسين للاجئين.

 

وقالت الشرطة في بيان ان المجموعة “طالبت بالسماح لها بالسفر الى المانيا(…) وقد اتخذت الشرطة الخطوات الامنية اللازمة لضمان عدم عرقلة حركة القطارات”.

 

وكانت المجر، التي دخلها 50 الف مهاجر في آب/اغسطس فقط، سمحت هذا الاسبوع لآلاف بركوب القطارات المتوجهة الى المانيا والنمسا، ولكن يوم الثلاثاء منعت الشرطة بشكل مفاجئ دخول اي شخص لا يحمل تأشيرة اوروبية الى المحطة.

 

ومساء الثلاثاء وصل حوالى 150 مهاجرا فقط عبر القطار من بودابست الى فيينا، بحسب ما اعلنت الشرطة. وكانت الشرطة النمساوية اعلنت وصول 3650 مهاجرا الاثنين، موضحة انه رقم قياسي ليوم واحد هذه السنة.

 

وقالت حكومة رئيس الوزراء المجري فيكتور اوربان، التي اقامت سياجا من الاسلاك الشائكة على حدودها الممتدة على 175 كلم مع صربيا، انها تطبق قوانين الاتحاد الاوروبي.

 

وقال محمد، وهو سوري معتصم امام محطة القطارات “سنبقى هنا، حتى نسافر الى المانيا بالقطار”.

 

واضاف “هذا ما سنقوم به (التظاهر) غدا، والشهر المقبل، والعام المقبل، وطوال حياتنا. ليس حلمنا ان نبقى هنا وان ننام في الشوارع″.

 

واثبت هذا السياج عدم فعاليته في منع عشرات الآلاف من التوجه صعودا من اليونان باتجاه دول البلقان الغربية، حيث اعلنت السلطات المجرية ان 2284 مهاجرا عبروا يوم الثلاثاء بينهم 353 طفلا.

 

وقال بلال، وهو سوري من مدينة حلب، الثلاثاء قرب الحدود الصربية مع المجر انه “اذا كانت اوروبا تسمح لنا بالدخول، لماذا لا تعطينا تأشيرات؟ لماذا علينا ان ندخل سرا؟”.واضاف “اننا نخشى ان يتغير كل شيء ذات يوم، بحيث حتى المانيا تغلق حدودها عندما تنتهي قدرتها على الاستقبال، لذلك علينا القيام برحلتنا سريعا”

 

مقتل وإصابة 15 سوريا في قصف صاروخي على دمشق

دمشق – (د ب أ) – أفادت وكالة الأنباء السورية “سانا” الاربعاء بمقتل مواطنين اثنين وإصابة 13 آخرين بجروح جراء سقوط قذائف على مناطق سكنية بالعاصمة دمشق.

 

من جانبه قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن طالبين قتلا وأصيب 14 أخرون معظمهم من الطلبة الجامعيين الاربعاء جراء سقوط قذيفتي هاون على كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية (الهمك) وسط العاصمة.

 

وأشار المرصد إلى توقف الامتحانات في الكلية جراء سقوط القذائف عليها، بينما سمع دوي انفجار في حي عش الورور عند أطراف العاصمة، يعتقد أنه ناجم عن سقوط قذيفة هاون على منطقة في الحي.

 

عمل الفرقة على الأرض انطلق والمعارضة السورية مجبرة على التعامل معنا

ضابط في القوات التي تتلقى تدريبا أمريكيا لـ«القدس العربي»:

ريف حلب ـ «القدس العربي» من مصطفى محمد: أعلن الضابط في الفرقة 30 «أبو اسكندر الضاهر»، عن انطلاق عمل الفرقة بشكل رسمي وفاعل في مدينة مارع، التي يشهد محيطها اشتباكات متواصلة بين تنظيم «الدولة الإسلامية» الذي يحاول السيطرة على المدينة، وقوات المعارضة التي تتصدى للهجوم.

وأوضح الضاهر في اتصال هاتفي مع «القدس العربي»، أن عمل الفرقة يشمل تحديد مواقع «التنظيم» بدقة لقصفها من قبل طائرات التحالف، ورسم خط الحرب في محيط مدينة مارع بوابة الريف الشمالي، مؤكدا وقوع عشرات القتلى في صفوف «التنظيم» إثر الغارات التي شنتها طائرات التحالف ليلة الاثنين على مواقع متقدمة له في قرية تلالين وصوامع الحبوب وتدمير سبع سيارات رباعية الدفع وآليات ثقيلة أيضا.

وكشف الضاهر الذي تتلقى فرقته تدريبا أمريكيا فوق الأراضي التركية، عن اقتراب موعد دخول دفعة جديدة من العناصر، بعد أن كانت قد أنهت فترة التدريب، وهو الأمر الذي سيسهم من وجهة نظره في توسيع دائرة عمل الفرقة، لتشمل غالبية جبهات التنظيم، الذي سيشهد اندحارا على حد تقديره.

وفي مستهل حديثه قال: «تم تقسيم المنطقة من مارع إلى الرقة إلى قطاعات، للتعامل معها من قبل طائرات ستستهدف أرتال «التنظيم»، وأخرى مخصصة لاستهداف المواقع، وطائرات استطلاعية مزودة برشاشات وقناصات بريطانية الصنع موجهة بالليزر لاستهداف الأفراد والأمراء في التنظيم».

وأكد وضع الفرقة لخطة عمل متكاملة من بينها زرع عناصر سرية في جسد «التنظيم» تابعة للفرقة، مستعدة للبدء بعملها فور إعلان ساعة الصفر.

وألمح الضاهر إلى قرب إعلان تركيا تدخلها المباشر في المعارك، عبر طلعات جوية ستنفذها طائراتها، وتغطية نارية ثقيلة من مدفعيــتها المنصوبة على طول خط الحدود.

وبعد أن وصف العلاقة مع فصائل المعارضة بـ»الجيدة»، رأى أن «الفصائل مجبرة على التعامل مع الفرقة، لأن الفرقة ستكون النواة الحقيقية في تشكيل الجيش الوطني، كما وسيتم حصر الدعم من قبل الأطراف الدولية بالفرقة حصرا».

كما أشار، إلى تأخر عمل الفرقة بسبب الخلافات مع «جبهة النصرة»، وقال: «لقد دخلنا المعركة من دون تأمين الحماية، ومن دون تعهد من الفصائل المتواجدة لحمايتنا»، معربا عن أسفه لغياب المعلومات عن قائد الفرقة العقيد نديم الحسن، المختطف لدى «النصرة» منذ حوالى شهرين، ومشددا في الوقت ذاته على عدم الخوف منها.

 

الغارات الأمريكية من دون طيار تضعف فرع «القاعدة» في سوريا وتعززه في اليمن

في الحرب ضد تنظيم «الدولة»… الجنرال بترايوس لصحوات جديدة ودعم العناصر المعتدلة في «جبهة النصرة»

إبراهيم درويش

لندن ـ «القدس العربي»: منذ صعود «تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام» تعرض تنظيم القاعدة وفروعه المنتشرة في العالم الإسلامي لضربة وأصبح أمام منافس قوي وشرس.ففي باكستان لا يزال زعيم التنظيم أيمن الظواهري صامتا ومنذ العام الماضي.

وفي سوريا عانى فرعه «جبهة النصرة» من فترة ركود عاد بعدها لمواصلة مسيرته مستفيدا من التراجعات التي أصابت التنظيم الجهادي الذي يتخذ من مدينة الرقة عاصمة له. واشتركت «جبهة النصرة» مع جماعات أخرى سلفية ومعتدلة في «جيش الفتح» الذي سيطر على مدن في شمال سوريا، وأهمها إدلب وجسر الشغور. ورغم قوة «النصرة» والدور الذي تلعبه إلا أنها تواجه ضربات مستمرة من الطيران الأمريكي.

 

انسحاب تكتيكي

 

واقترح المعلق الأمريكي ديفيد إغناطيوس قبل أيام في صحيفة «واشنطن بوست» أن الغارات الأمريكية التي استهدفت «النصرة» تعمل على تقوية الجماعات السورية المعتدلة.

وكتب عن الخسائر التي تكبدتها الجبهة الشهر الماضي جراء الغارات الأمريكية.

وكتب مقاتل يطلق على نفسه اسم أبو محمد الهولندي تغريدة على «تويتر»، «تسببت الغارات الأمريكية باستشهاد عدد من إخواننا الأعزاء، ما دفعنا لتراجع تكتيكي للتقليل من عدد الضحايا المحتمل بسبب تلك الغارات».

وكانت «النصرة» قد خسرت جراء القصف الأمريكي الذي استهدف الجبهة ما بين 30 ـ 40 مقاتلا في هجومها على الفرقة 30. وقال مسؤول يشارك في تدريب وتجهيز الفرقة إن خسائر «النصرة» كانت ما بين 5-1 خلال الهجوم وهو ما شجع الكثيرين للانضمام للجيش السوري الجديد، وهو الإسم الذي يطلق على الفصائل المعتدلة. وصحح الكاتب نقده لعملية الفرقة 30 الذي ورد في مقال سابق له.

وقال إن نتيجة المواجهة بين الجبهة والفرقة كانت إيجابية بالمحصلة النهائية، رغم اعتراف الأمريكيين بوقوع أخطاء في التخطيط والمعلومات «فمن خلال الطائرات من دون طيار أكدت الولايات المتحدة أنها مستعدة للقتال بعد حصول انتكاسات».

وهاجمت «النصرة» الفرقة التي دخل عدد من أفرادها إلى سوريا بعد تلقيهم تدريبا أمريكيا لغرض المشاركة في الحرب ضد «تنظيم الدولة».

ولم تتوقع الولايات المتحدة والحالة هذه تعرضهم لهجوم من مقاتلي «النصرة» التي قامت في 20 تموز/يوليو باختطاف 7 مقاتلين ومن ثم شنت هجوما على الفرقة في 31 من تموز/يوليو.

وبررت الجبهة الهجوم على الفرقة بأنه محاولة لإبطال المشاريع والمصالح الأمريكية في المنطقة.

وبحسب المقاتل الهولندي فالفرقة «القذرة» كانت على صلة مع الأمريكيين وهو ما سهل عليهم القيام بغارات جوية بطائرات من دون طيار. وعليه جاء الهجوم على الفرقة لتلقينها درسا «وأننا لن نقبل بأي مجموعة تعمل لصالح دولة أجنبية».

ويحلل إغناطيوس موقف «جبهة النصرة» التي كانت حتى وقت قريب في حالة حرب مع تنظيم الدولة، لكن سحبها لمقاتليها في شمال حلب، بداية الشهر الماضي خلق حالة من الفراغ ملأته قوات المعارضة المعتدلة.

ورغم الوضع المرتبك في الشمال وتبريرات الجبهة لانسحابها بأنه تكتيكي إلا أن فرع القاعدة يظل عرضة للغارات الأمريكية باعتباره تنظيما إرهابيا.

ولم يمنع الدور الفاعل الذي تلعبه الجبهة في المعارك الأخيرة والتي حرفت دفة المعركة لصالح المعارضة ضد النظام شمال سوريا من استهدافه.

لكن الموقف العلني منها لم يردع قائد القوات الأمريكية السابق في العراق والمدير السابق لسي أي إيه الجنرال ديفيد بترايوس من الدعوة للتعاون مع العناصر «المعتدلة» في «جبهة النصرة» والاستعانة بهم لمواجهة «تنظيم الدولة».

 

صحوات

 

ففي تقرير أعده كل من شين هاريس ونانسي يوسف لموقع «دايلي بيست» جاء فيه أن الجنرال السابق حث بهدوء المسؤولين الأمريكيبن التعاون مع معتدلي «جبهة النصرة».

ونقل الموقع عن أربعة مصادر منها واحد تحدث مع بترايوس مباشرة.

ويرى الكاتبان أن جوهر مقترح الجنرال السابق نابع من تجربته في العراق عام 2007 عندما أقنع أبناء العشائر السنية لتشكيل وحدات عسكرية والمساهمة بمواجهة تنظيم «القاعدة» (الدولة الإسلامية في العراق) وهي التي عرفت بالصحوات والتي أسهمت مع الأمريكيين بهزيمة القاعدة. لكن هذا التنظيم ولد من جديد تحت مسمى «تنظيم الدولة» في العراق والشام وتحول للعدو الألد للتنظيم الأم – القاعدة.

ومن هنا يعود بترايوس لنفس الفكرة القديمة ويدعو للتعاون مع كوادر التنظيم، خاصة الذين لا يؤمنون بأيديولوجية القاعدة. لكن فكرة بترايوس مهما كانت دوافعها لو طبقت فستخلق نوعا من الجدل نظرا لأنه يدعو للتعاون مع تنظيم مسؤول عن قتل أمريكيين ونفذ هجمات 9/11. ولن يقبل الكثيرون فكرة التعاون مع التنظيم بعد 14 عاما من الهجمات وسيجدون صعوبة في تقبلها.

ويرى مسؤولون نقل عنهم الموقع فكرة بترايوس مسمومة وغير قابلة للتطبيق وتحمل مخاطر استراتيجية وستواجه عقبات أمنية وقانونية، خاصة أن الرئيس باراك أوباما صنف الجبهة عام 2012 بالإرهابية.

وفي العام الماضي أمر أوباما بضرب مجموعة خراسان التي قال المسؤولون الأمريكيون إنها كادر تابع للقاعدة كان يخطط لهجمات ضد المصالح الغربية.

 

لا يمكن تجاهلها

 

ورغم التحفظات على خطة بترايوس إلا أنه لا يمكن تجاهلها كما يقول الكاتبان، فالجنرال الذي أجبر على الاستقالة من منصبه، بسبب علاقته مع كاتبة سيرته الذاتية، لا يزال يتمتع بتأثير كبير على مسؤولي الإدارة الحالية والمشرعين في الكونغرس والقادة الأجانب.

وبحسب أشخاص على معرفة بتفكير بترايوس فهو يدعو للتعاون مع المقاتلين الأقل تطرفا ممن يقاتلون تنظيم الدولة في سوريا والذين انضموا للجبهة نظرا للتشارك في الهدف وهو الإطاحة بنظام بشار الأسد.

وكان بترايوس مديرا للمخابرات الأمريكية في عام 2011 عندما بدأت الحرب الأهلية. وفي هذه الفترة تقدم مع وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون ووزير الدفاع ليون بانيتا باقتراح حثوا فيها إدارة أوباما على تدريب الجماعات المعتدلة في المعارضة السورية.

والسؤال المطروح هو كيف سيقوم بترايوس بفصل المعتدلين عن المتشددين وهو أمر يعتمد على التفاصيل التي سيقدمها.

وقد رفض بترايوس التعليق على المعلومات للموقع. ويعلق كريستوفر هامر المحلل البارز في مشروع الأمن بالشرق الأوسط التابع لمعهد دراسات الحرب بواشنطن «هذا اعتراف من أن الهدف الأمريكي المعلن لإضعاف وهزيمة تنظيم الدولة لم يتحقق.

ولو كان بالفعل ناجحا لما فكرنا بالحديث مع هؤلاء الإرهابيين الأجانب». فمن الناحية الإستراتيجية «فهو تعبير عن حالة يأس».

ونقل الموقع في أحاديث خاصة مع مسؤولين أمريكيين استبعادهم أي صلة مباشرة مع النصرة. إلا أن العمل مع بقية الفصائل لن يكون مستحيلا.

 

لم تعد موجودة

 

ويرى الكاتبان أن القوى التي يتوقع بترايوس تجنيدها لمواجهة «تنظيم الدولة» لم تعد موجودة. ولا يوجد أي فصيل لديه القدرة على قتال «تنظيم الدولة» من دون دعم عسكري مباشر من الولايات المتحدة.

ويعلق مسؤول استخباراتي أمريكي بالقول «في الوقت الذي يتضاءل فيه منظور الأسد ستواجه جماعات المعارضة التي لا تقف مع الولايات المتحدة أو حلفائنا وضعا ستجبر فيه على الاختيار».

مضيفا أن الجماعات التي ستحاول التعاون مع المتشددين والغرب قد تجد نفسها من دون أصدقاء. فهي وإن أبعدت نفسها عن القاعدة إلا أنها تظل في نظر المعتدلين متشددة. وتأتي الأخبار حول مقترح بترايوس في لحظة قد تكون مناسبة لإدارة أوباما التي تبحث عن خيارات توقف الحرب الأهلية.

ففي يوم الجمعة سيقابل المبعوث الأمريكي الخاص مايكل راتني إلى سوريا قادة روسيا والسعودية والمسؤولين في الأمم المتحدة لمناقشة تسوية سياسية للنزاع.

ومثل بترايوس يحاول راتني البحث عن شركاء من المعارضة السورية. وفي الوقت الذي أكدت فيه الولايات المتحدة مرارا أن الأسد لن يكون جزءا من التسوية السياسية ألمحت روسيا الداعمة له إلى أنه لا يزال جزءا من العملية.

وكان الأسد نفسه قد رفض في مقابلة تلفزيونية الأسبوع الماضي العمل مع حلفاء الولايات المتحدة السـعوديين والأتـراك.

وعلى الأرض هناك جماعتان قويتان معارضتان للأسد وهما «النصرة» و»تنظيم الدولة الإسلامية» واللتان ترفض الولايات المتحدة التعاون معهما. وفي هذا السياق تقوم استراتيجية بترايوس على عدد من الافتراضات الرئيسية منها قدرة المخابرات والجيش الأمريكي على التفريق بين من هم معتدلون في صفوف «جبهة النصرة» ولا يشاركون التنظيم رؤيته في إقامة نظام إسلامي بديلا عن نظام الأسد.

 

«أحرار الشام»

 

ويشير الكاتبان إلى أن الجنرال السابق ليس الوحيد من المسؤولين السابقين ممن يريدون التحدث مع المقاتلين المرتبطين بجماعات جهادية، ممن يشتركون مع الولايات المتحدة في الهدف. فقد دعا السفير الأمريكي السابق في دمشق روبرت فورد للحوار مع حركة «أحرار الشام» التي قال إنها من أهم الجماعات المقاتلة التي تعمل في سوريا الآن.

وناقش في مقال نشره «معهد الشرق الأوسط» أن الجماعة التي تستحق الذكر ولعبت دورا في السيطرة على مدينة إدلب في آذار/مارس الماضي هي «أحرار الشام» وليس «جبهة النصرة» التي حظيت بسبق النصر.

وقال إن «أحرار الشام هي قوة رئيسية في ميدان المعركة لكن الإعلام الغربي ليس لديه مساحة لوصفها إلا بالقول إنها متشددة أو جهادية».

ولعل المفهوم لـ»أحرار الشام» نابع من دعوتها لإقامة نظام إسلامي وتعاونها مع «جبهة النصرة» و»تنظيم الدولة» ضد النظام السوري، كما أن الجماعة أنشأها أحد نواب الظواهري السابقين.وأكد فورد على أن «أحرار الشام» ليس شريكا صغيرا مع النصرة مشيرا للخلافات السياسية والأيديولوجية بينهما.

ويخالف مسؤولون هذه النظرة ويقولون إن التنظيم يقوم بحملة تبييض للوجه ويحاول إبعاد نفسه عن «النصرة» كي يحصل على دعم من الولايات المتحدة ويتولى السلطة بعد رحيل الأسد.

وقال المسؤول الأمني الأمريكي إن بعض الجماعات تقوم بتعبيد الطريق نحو حصولها على مكان في الطاولة لمرحلة ما بعد الأسد، من خلال الحصول على دعم عام، و»أحرار الشام» واحدة منها، فيما تتمسك الأخرى بمبادئها وتؤكدها من خلال أفعالها. وإذا كانت الولايات المتحدة تجد صعوبة في التعاون مع «أحرار الشام» التي تعتبر نفسها مستقلة عن القاعدة يعني أن التعاون مع النصرة وهي الفرع الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا يظل أكثر صعوبة ولكنه ليس مستحيلا.

فـ»تنظيم الدولة» في تصرفاته الوحشية والبربرية دفع الكثير من الفصائل الأخرى لتخفيف حدة مواقفها.

وما كان مستحيلا قبل سنتين أصبح مقبولا الآن، كما يقول هامر الذي يقول إن «لقاء مصلحة ليس مستبعدا».

ويشير الكاتبان لتعاون من نوع ما بين «النصرة» والأمريكيين من خلال مسؤولين في قطر عام 2014 للإفراج عن الرهينة الأمريكية بيتر ثيو كيرتس، كما تعاونت «النصرة» مع «الجيش السوري الحر» في وقت كادت فيه الطائرات الأمريكية ضرب المقاتلين المعتدلين حينما استهدفت مواقع جهادية.

وجربت الولايات المتحدة أكثر من طريقة للبحث عن شركاء لها على الأرض. فقد تعاونت مع مقاتلي «الحماية الشعبية» التابعين لحزب «الاتحاد الكردستاني» والذي لعب دورا في مواجهة «تنظيم الدولة» في عين العرب/كوباني وتل أبيض، لكن التعاون أصبح محلا للشكوك بعدما عقدت الولايات المتحدة صفقة مع تركيا لمواجهة «التنظيم» مقابل السماح لها باستخدام القواعد الجوية التركية.

ولم تنجح الولايات المتحدة بإنشاء قوة من المعارضة السورية فقد انهارت أول دفعة أرسلتها من المجندين بداية الشهر الماضي، حيث هرب أفرادها إلى قراهم وبلداتهم في سوريا وألقت «جبهة النصرة» على عدد آخر.

واعترف المسؤولون الأمريكيون بأن جهودهم الطامحة لتدريب قوة من 15.000 مقاتل وعلى مدار ثلاث سنين لا تسير حسب الخطة. ولا تواجه استراتيجية الولايات المتحدة في حربها مع «القاعدة» و»تنظيم الدولة» انتكاسات في سوريا والعراق فقط بل وفي اليمن.

 

تقوية «القاعدة»

 

وترى سارة فيليبس بمقال في مجلة «فورين أفيرز» المعروفة أن الإستراتيجية الأمريكية قد تعزز من قوة «التنظيم» هناك. وقد برز تنظيم «القاعدة» في شبه الجزيرة العربية كواحد من أهم وأفعل فروع «القاعدة».

وترى فيليبس أن استراتيجية طائرات من دون طيار التي طبقتها الإدارة الأمريكية في اليمن وأسهمت على مدار السنين الماضية بحرمان «التنظيم» من قادته، لكنها أدت في المقابل لتوسع مستوى تأثيره.

وترى الكاتبة أن تفسير التناقض هذا نابع من ضعف الحكومة اليمنية، وهو ما سمح للتنظيم بتوسيع مجال سيطرته في المناطق البعيدة عن تأثير الحكومة المركزية. كما أن سقوط المدنيين جراء الغارات هذه منح «التنظيم» الفرصة للزعم بأن اليمن يتعرض لهجوم من قوى أجنبية ما زاد في قوة الرسالة التي يدعو لها «التنظيم».

وترى الكاتبة أن كلا التفسيرين يحمل ملامح من الحقيقة، لكن المشكلة نابعة من فشل الغرب لفهم الطريقة التي يتعامل وينظر فيها اليمنيون لـ»القاعدة». وهو فشل سمح للتنظيم بالتوسع وأضعف القوى المرشحة لمواجهته، ونعني بها غالبية اليمنيين الذين يرون فيه مجموعة من النخب المزيفة.

وفي محاولة من الكاتبة لفهم مظاهر الفشل ترى أن الغرب ارتكب خطآن.الأول اعتقاده أن الحكومة اليمنية كانت تملك الدافعية لقتال «القاعدة». أما الثاني فهوالاعتقاد الذي يتعامل مع «القاعدة» كممثل لقطاع من اليمنيين وهو ما منحها الفرصة للتمدد وتوسيع قاعدة الدعم.

وترى الكاتبة أن الخط الفاصل بين «القاعدة» والحكومة اليمنية ليس واضحا لدى اليمنيين، فخسارة «القاعدة» لا تعني بالضرورة نصرا للحكومة. فهناك من يعتقد أن الجماعات السياسية في اليمن استخدمت تهديد «القاعدة» لتحقيق منافع سياسية.

ومن هنا تحول الكفاح ضد التنظيم لمسرح تتنازع عليه القوى المحلية. فبتعامل الغرب مع «التنظيم» كمنظمة إرهابية وليس كجزء من المؤامرات بين النخب الحاكمة وجد الغرب نفسه يتعامل مع مواجهة محلية لا يفهم معالمها.

ولم يجن إلا الشعب اليمني الثمار المرة لهذا الفهم الخاطئ الذي وجد نفسه عالقا بين الطائرات من دون طيار من جهة و»القاعدة» من جهة أخرى.

وتشير الكاتبة إلى العملية الانتحارية في أيار/مايو العام الحالي التي نفذت وسط صنعاء وقتل فيها أكثر من 100 شخص، فقد نسبت لـ»القاعدة». لكن الإعلام المرتبط بالجنرال علي محسن الذي انشق عن علي عبدالله صالح بداية الانتفاضة عام 2011 حمل مؤيدي الرئيس السابق المسؤولية، فيما ألقى أتباع الرئيس السابق اللوم على محسن واتهموه بتجنيد الانتحاري. وفي كلا الحالتين بدا تنظيم «القاعدة» وسيلة في يد المتحاربين الأقوياء في اليمن. وهناك ربط بين السياسة الداخلية و»القاعدة».

فاليافطات التي رفعت في أثناء الانتفاضة حملت شعارات «التخلص من صالح = التخلص من القاعدة».

وكانت الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان قد كتبت تغريدة بداية هذا العام وجاء فيها أن «القاعدة» هي ميليشيا صالح.

وكتبت الناشطة منى صفوان عام 2014 قائلة أن الحوثيين و»القاعدة» ظلا دمى في يد الرجلين القويين باليمن أي صالح وعلي محسن.

وأشارت لتغريدات منسوبة لشخص اسمه «طامح» يعتقد أن له علاقة بالمخابرات اليمنية والتي كشف فيها عن علاقة زعيم «القاعدة» الحالي قاسم الرميحي مع الرئيس السابق صالح.

وزعم أن صالح دفع للرميحي مبلغ 70 مليون دولار لإعلان مسؤولية «التنظيم» عن الهجوم في عام 2013 على مستشفى العرضي والذي قتل فيه 56 مدنيا.

ويقول «طامح» إن صالح وأتباعه قاموا بالهجوم لاغتيال الرئيس عبد ربه منصور هادي.

وبعد فشل الخطة بحثوا عن غطاء من خلال «القاعدة».

ولا يقتصر الحديث عن دور «القاعدة» في السياسة اليمنية على الإعلام اليمني بل وبثت قناة «الجزيرة» فيلما تحدث فيه هاني مجاهد أحد أعضاء «القاعدة» قال فيه إنه كان عميلا للحكومة اليمنية، وأنه حذر عام 2008 عمار صالح مدير مكتب الأمن القومي من هجوم قريب سينفذه «التنظيم» ضد السفارة الأمريكية بالإضافة لمزاعم أخرى.

وقال وزير الشؤون الدينية السابق حمود الهتار إن صالح استخدم «القاعدة» لابتزاز الحكومات الأجنبية والحصول منها على دعم مالي. بل وتفاخر صالح بأنه يسيطر على «القاعدة» وأنها لا تمثل تهديدا حقيقيا. وسواء كانت هذه التصريحات صحيحة أم لا إلا أنها تتحدى فهم الغرب لـ»القاعدة» وتعطي المحرومين منبرا كي يقدموا لها الدعم.

وتعتقد الكاتبة أن الغرب اختار حرب الطائرات من دون طيار بدلا من تحسين حياة المواطنين وتفكيك شبكات التنظيم في الوقت نفسه. وباختياره هذا قام بمكافأة الحكومة التي كان يشك بنواياها أصلا ومنذ عام 2006 عندما استطاع 23 من قادة التنظيم الهرب من سجن في صنعاء.

واختارت الولايات المتحدة التعاون مع الحكومة حيث قال وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر ان العمل مع حكومة مستقرة يسهل عمليات مكافحة الإرهاب. فيما قال السناتور كارل ليفين عام 2009 أنه من دون دعم خارجي فسيدعم اليمنيون «القاعدة» مشيرا إلى عودة المجاهدين اليمنيين من أفغانستان. كل هذا رغم أن الدراسات المسحية والمحدودة في داخل اليمن أظهرت عدم شعبية التنظيم. ففي آذار/مارس 2011 نظم استطلاع شارك فيه 1.005 يمنيين وأظهر أن 86% من المشاركين يرون في «القاعدة» تنظيما غير شعبي.

وفي الوقت نفسه قالت نسبة 96% أنها تعارض تعاون الحكومة مع الأمريكيين.

وعليه ترى فيليبس أن القاعدة سيئة ولكن السياسة الدولية والمحلية التي تحاول مواجهتها أسوأ وهو ما منح التنظيم الفرصة للتوسع والبقاء.

فدعم الغرب للحكومة اليمنية ومحاولة الإخيرة لعب ورقة الإرهاب ساعدا «التنظيم».

ويظل الشعب اليمني هو الأقدر على فهم «القاعدة»، فهو لديه أسباب أخرى حول تصميم «التنظيم».

 

الهجرة العلنية من تركيا لأوروبا… رسائل الضغط السياسي المحملة بالبشر عبر السفن

«القدس العربي» ترصد انطلاق رحلات الهجرة من إسطنبول

إسماعيل جمال

إسطنبول ـ «القدس العربي»: عند جانب محطة مترو «أك سراي» الواقعة وسط الجانب الأوروبي من مدينة إسطنبول التركية، يقف عشرات الشبان العرب بصحبة أمتعتهم بانتظار وصول «المهرب» الذي سيصطحبهم إلى نقطة انطلاق أخرى للهجرة إلى أوروبا من خلال اليونان، في مشهد يتكرر يوميا في العديد من النقاط بالمحافظات التركية المختلفة.

ولا يتعرض هؤلاء الشبان المتجددين يوميا في هذا المكان إلى أي مضايقات من قوات الأمن التركية التي يقع على بعد عشرات الأمتار من مكان انطلاقهم المقر الرئيسي لأمن إسطنبول المركزي «أمنيات»، في مشهد أعاد طرح التكهنات والتساؤلات حول حقيقة وجود قرار تركي رسمي بغض الطرف عن «المهاجرين غير الشرعيين» الذين ينوون الوصول إلى أوروبا من خلال الأراضي التركية.

وقليلا إلى جانب محطة المترو يتخذ عددا من كبار المهربين أحد المقاهي مقرا لممارسة عملهم في جمع الأموال وترتيب رحلات الهجرة التي تبدأ من مدينة إسطنبول ومن ثم إلى إحدى المدن الساحلية التي تكون على الأغلب إزمير أو مرسين، وصولا لإحدى الجزر اليونانية القريبة، لتبدأ بعدها رحلة أخرى داخل أوروبا.

وعلى الرغم من إعلان السلطات التركية بشكل متواصل عن إحباط عمليات تهريب للمهاجرين، إلا أن العدد الأكبر من الرحلات البحرية التي تنطلق من المدن الساحلية تنجح في الوصول إلى الضفة الأخرى، حيث يستخدم المهربون القوارب المطاطية والسفن صغيرة الحجم.

ويقول الشاب العراقي محمود (30 عاما) الذي هاجر عدد من أصدقائه من تركيا، لـ «القدس العربي»: «السلطات التركية تعلم بكل شيء وتغض الطرف عنهم، فهم يتجمعون يوميا في أك سراي وفي أماكن باتت مركزا لهم وبالتأكيد الأمن التركي يعلم وليس لديه نية بإيقاف ذلك»، مضيفا: «وفي المدن الساحلية تنطلق السفن أمام أعين خفر السواحل التركي.. إنهم يراقبون الوضع، ولو تعرض مركب للغرق ينقذون الركاب».

ويتم في منطقة «أك سراي» اللقاء الأول بين المهرب والزبون، حيث يدور هناك الحديث عن آلية السفر وموعده والمقابل المادي المطلوب، وآلية الدفع، ومن ثم البدء بمراحل التنفيذ انطلاقا من هذا المكان، ويوضح مطلعون على عمليات التهريب أن الهجرة من خلال البحر تأخذ طريقين، إما إلى السواحل اليونانية، أو إلى السواحل الإيطالية بشكل مباشر وفي الثانية يتطلب الأمر مبلغا أكبر من المال.

ويمثل السوريون النسبة الأكبر من هؤلاء المهاجرين، بجانب شريحة من العراقيين، وفلسطينيي سوريا وأعداد أقل من جنسيات عربية أخرى، ويشرف على هذه العمليات مهربون سوريون وعراقيون أيضا بجانب آخرين أتراك يعملون في هذا المجال.

ويرى مراقبون أن أنقرة تحاول من خلال هذه السياسية الضغط على الدول الأوروبية لكي تساهم في تحمل أعباء أزمة المهاجرين الفارين من مناطق الحروب بالشرق الأوسط، حيث تستضيف تركيا على أراضيها قرابة مليوني لاجئ سوري ونصف مليون لاجئ عراقي وليبي، بحسب إحصاءات غير رسمية.

ويهاجم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشكل متواصل دول الاتحاد الأوروبي، معتبرا أنها «تبيع شعارات حقوق الإنسان بينما لا تفعل شيئا لمساعدة اللاجئين»، في حين يقول مسؤولون أتراك إن بلادهم أنفقت قرابة 6 مليارات دولار على اللاجئين السوريين في أراضيها.

وإن كنت تتصفح موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» من داخل تركيا، لا بد أن يظهر لك عدد من الإعلانات للمهربين بأسماء مباشرة، فكتب «المهرب أبو جندل السوري» في إعلان له على الموقع: «بكرا (غدا) راح طلع مركب وبدنا 45 واحد، على الشخص 1200 دولار، فوق الـ9 سنين بنحسب واحد كامل، إلي بتصل قبل إله حق الأولوية»، وأرفق في نهاية إعلانه رقمي هاتف تركي.

والثلاثاء، أنقذت سفينة صيد أسماك تركية، 49 مهاجرا سوريا، قبالة سواحل خليج إزمير في بحر إيجة، بعد أن تعطل محرك القارب المطاطي الذي كانوا يستقلونه من أجل الوصول إلى إحدى الجزر اليونانية.

ولا يوجد إحصاءات محددة لعدد الذين يتمكنون من الهجرة يوميا من خلال الأراضي التركية، لكن أرقام رسمية صادرة عن ولاية إزمير أشارت، الاثنين، إلى أن خفر السواحل التركي أنقذ 42 ألف و126 مهاجر غير شرعي، واعتقل 54 من العاملين في تهريب البشر، منذ مطلع العام الجاري، في مؤشر يوضح أن أعدادهم وصلت لعشرات الآلاف منذ بداية العام.

وتركز أنقرة في الأشهر الأخيرة جهدها الأمني على محاربة المقاتلين الأجانب الذين يسعون للوصول إلى مناطق تنظيم «الدولة الإسلامية» في سوريا والعراق من خلال أراضيها، وبدأت في بناء جدار أمني على طول الحدود السورية التي تمتد على طول أكثر من 900 كيلومتر.

وتصاعد بشكل غير مسبوق تدفق السوريين إلى أوروبا من خلال اليونان، حيث تشير إحصائيات منظمات المجتمع المدني في مقدونيا، إلى أن عدد المهاجرين الذين يدخلون من اليونان برا ارتفع من 600 إلى 2000 شخص يوميا في أغسطس/آب الماضي.

وأفادت وزارة الداخلية المقدونية، أنها منحت اللجوء المؤقت لـ 44414 مهاجرا خلال شهرين عقب تعديل قانون اللجوء، موضحة أن 33461 منهم يحملون الجنسية السورية، وأعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، دخول ما معدله ثلاثة آلاف شخص يوميا إلى صربيا قادمين من مقدونيا.

وبلغ عدد المهاجرين غير الشرعيين الذين غرقوا في البحر المتوسط منذ مطلع العام الحالي 2365 شخصا، بحسب آخر معطيات منظمة الهجرة الدولية. بالمقابل، تمكن 255 ألفا و152 مهاجرا من عبور المتوسط، والوصول إلى القارة الأوربية خلال العام الحالي، بينهم نحو 100 ألف يحملون الجنسية السورية.

والتقت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل وقادة في دول غرب البلقان، الخميس، في فيينا بقمة تصدرت جدول أعمالها أزمة المهاجرين. حيث دعت صربيا ومقدونيا، اللتين تعدان من أهم نقاط عبور عشرات الآلاف من المهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى الاتحاد الأوروبي، الاتحاد للتحرك.

 

بعد انتهاء جولة المبعوث الأمريكي لا يوجد أمر محسوس لبدء المفاوضات لإنهاء النزاع السوري

تمام البرازي

واشنطن ـ «القدس العربي» : عن دعوة وزير الخارجية الروسي للمعارضة السورية لتوحيد صفوفها للدخول في مفاوضات مع النظام السوري، رفض نائب الناطق باسم الخارجية مارك تونر التعليق على هذه الدعوة الروسية، ولكنه أكد ان الولايات المتحدة دعت منذ مدة طويلة لعملية سياسية، وفقا لبيان جنيف تجلب المعارضة السورية المعتدلة نحو حل سلمي للنزاع في سوريا.

وأكد تونر ان الولايات المتحدة تختلف مع الروس وأن هذه العملية السلمية لا يمكن ان تشمل الأسد أو حكومته. وأضاف تونر «لقد أثبت الأسد وحشيته عبر السنوات ولا يمكن ان يكون جزءا من الحل السلمي السياسي في سوريا».

وقال تونر «ان المبعوث الخاص الأمريكي حول سوريا مايكل راتني التقى في 28 أب/أغسطس مع مسؤولين روس كبار بمن فيهم نائب وزير الخارجية الروسي بوغدانوف، ووصل راتني الى جده في 31 آب/أغسطس واجتمع مع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير متابعا المباحثات حول العمل نحو عملية انتقال سياسية حقيقية لإنهاء الأزمة في سوريا».

وأشار تونر أن راتني المبعوث الأمريكي التقى في 29 من آب/أغسطس في جنيف مع مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا ستيفان دي مستورا، لبحث الجهود المستمرة لخلق الظروف المؤدية لمفاوضات تؤدي إلى نتائج.

وأنهى تونر تصريحه «ولا يوجد أي شيء محسوس يمكن ان نتكلم حوله في هذا الوقت».

كما رفض نائب الناطق باسم الخارجية الأمريكية التعليق على التقارير التي تشير ان روسيا ستبعث طواقمها وطياراتها الحربية للقيام بعمليات ضد قوات المعارضة لإنقاذ نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

 

مقتل 10 وإصابة 25 بتفجير سيارة مفخخة في اللاذقية

العربي الجديد – عبسي سميسم

انفجرت سيارة مفخخة في مدينة اللاذقية على الساحل السوري ظهر اليوم الأربعاء، ما أدى لمقتل وإصابة عدد من الأشخاص.

وفيما بث ناشطون على الإنترنت، صوراً توضح محاولة عناصر الإطفاء، إخماد الحريق المشتعل نتيجة الانفجار، أكدت وكالة “سانا” الرسمية التابعة للنظام السوري مقتل “10 مواطنين وإصابة 25 كحصيلة أولية جراء التفجير الإرهابي في ساحة الحمام” والتي تقع على طريق اللاذقية نحو ريفها الشمالي.

 

وشهدت مدينة اللاذقية في الأشهر الأخيرة عدة هجمات مماثلة، لم تتبناها أي جهة لاحقاً، في ظل تصاعد الحديث عن خلافات، بين مجموعات مليشياوية تابعة للنظام تنشط في المدينة وريفها.

وكان آخر هجوم مماثل، وقع في اللاذقية يوم الثالث عشر من أغسطس/آب الماضي، حينما هز انفجاران وسط المدينة، وأورد التلفزيون السوري الرسمي خبر أحد التفجيرين على انه “انفجار سيارة مفخخة قرب دار الإفتاء في اللاذقية” قبل أن تُعدل وكالة “سانا” الخبر لاحقاً على انه “قصف بقذاف أطلقها إرهابيون”، متهمة المعارضة بأنها وراء الهجوم، فيما نفت الفصائل المسلحة المتواجدة بريف اللاذقية إطلاقها لأي قذيفة في ذلك اليوم.

وشكك ناشطون حينها، أن يكون الانفجار الذي سمع في شارع الثامن من آذار أمام المصرف التجاري المجاور لدار الإفتاء، ناتج عن قذيفة هاون كما عاد وذكر التلفزيون الرسمي، لأن “القذائف محلية الصنع عادة، لا تؤدي إلى كل هذه الأضرار، بما فيها اشتعال أكثر من ثلاث سيارات، إضافة إلى الطابقين الأول والثاني من دائرة إفتاء اللاذقية”، وهو ما أظهرته الصور التي التقطت من مكان الهجوم.

 

خطة دي ميستورا… لعب الوقت الضائع بانتظار الحسم الميداني

عبسي سميسم

يبدو أنّ الخطة التي تقدّم بها المبعوث الأممي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا من أجل الوصول إلى حلّ سياسي في سورية، قد أربكت “الائتلاف الوطني السوري” المعارض، خصوصاً لناحية احتمال تبنّيها من قبل مجلس الأمن، الأمر الذي يجعل “الائتلاف” في حال رفضها، يبدو بمظهر عدم المتعاون مع الشرعية الدولية. في المقابل، فإنّ قبول “الائتلاف” للخطة، يعني الدخول في عملية سياسية تؤمّن شرعية للنظام السوري لمدة زمنية قد تمتد إلى سنوات، من دون أن تكون ملزمة له بوقف القصف على المدنيين في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، ومن دون أن تتضمن ضمانات بعدم تعطيل النظام للمفاوضات التي من المفترض أن تقوم على بيان جنيف، كما حصل في الجولات السابقة من المفاوضات.

ولم تتوصل الهيئة السياسية لـ”الائتلاف” إلى موقف حاسم بشأن خطة دي ميستورا خلال اجتماعها الطارئ الذي عقدته، يومي السبت والأحد الماضيين، لبحث الخطة واتخاذ موقف منها. واكتفت الهيئة بإصدار بيان يوم أول من أمس الإثنين، أوضحت فيه تحفّظاتها على الخطة التي لا تتضمن أي إلزام للنظام الذي عطّل مفاوضات جنيف، وبالتالي قد يعطل هذه المفاوضات وتصبح الخطة مجرد إضاعة للوقت.

وشدّد “الائتلاف” في بيانه، على أنّ “الحل السياسي يجب أن يؤدي إلى نقل السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية من نظام الأسد إلى هيئة حاكمة انتقالية كاملة الصلاحيات، تضع البلاد على طريق الحياة الديمقراطية والتعددية السياسية، ما يعني عدم وجود أي دور للأسد في المرحلة الانتقالية أو مستقبل سورية. وأشار “الائتلاف” في بيانه، إلى أن أعضاء الهيئة العامة لاحظوا تجاهل الخطة المقترحة لخروقات نظام الأسد الواضحة والمتكررة لقرارات مجلس الأمن رقم 2209 و2139، وإغفال أية آليات من شأنها أن تؤدي إلى حقن دماء الشعب السوري وتخفيف معاناته التي تسبب بها النظام والمليشيات الطائفية والإرهابية.

ولفت البيان إلى أنّ المقترحات المقدّمة تجاهلت قيام نظام الأسد بإعاقة أية خطوات لبناء الثقة في المجال الإنساني على نحو متعمّد، ما يعني عدم إيجاد بيئة تساعد على مفاوضات سياسية بناءة، فضلاً عن تقييد الخطة وتشتيتها بشكل انتقائي لممثلي الشعب السوري، ووضع معايير قسرية من شأنها أن تضعف تمثيلهم لشعبهم، في حين تترك للنظام حرية اختيار ممثليه من دون أي محددات.

وتبدو خطة دي ميستورا بعيدة عن التطبيق ومجرد لعِب في الوقت الضائع بانتظار الحسم الميداني، خصوصاً بعد تأكيد مصدر مطلع من داخل “الائتلاف”، سحب فريق دي ميستورا وثيقتين من الوثائق الثلاث التي قدّمها الأخير كتصوّر للحل السياسي في سورية، وتنفيذ بيان جنيف مدعوماً بتشكيل مجموعة اتصال دولية ــ إقليمية، والتي اقترح فيها عملية سياسية من ثلاث مراحل تتضمن تشكيل ثلاثة أجسام، هي هيئة انتقالية تتمتع بصلاحيات تنفيذية كاملة باستثناء الصلاحيات البروتوكولية، والمقصود بها صلاحيات رئيس الجمهورية، وتشكيل مجلس عسكري مشترك ينسّق عمل الفصائل المسلحة من قوات النظام وفصائل المعارضة، ويشرف على إصلاح أجهزة الأمن مع احتمال إلغاء بعض هذه الأجهزة، إضافة إلى مؤتمر وطني وصولاً إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية برعاية الأمم المتحدة، الأمر الذي رأى فيه “الائتلاف” خروجاً عن بيان جنيف لناحية عدم حسم موضوع عدم وجود الأسد ضمن المرحلة الانتقالية.

ويؤكد مصدر مطلع في “الائتلاف” لـ”العربي الجديد”، أنّ فريق دي ميستورا أبلغ النظام السوري وأطراف المعارضة ومنها “الائتلاف”، وهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي، بسحب الوثيقتين اللتين تم تسليمهما لتحديد إطار تنفيذ بيان جنيف وآلية عمل مجموعات العمل الأربع. ويبيّن المصدر نفسه، أنّ الوثيقة الأولى مفصّلة على مقاس الرئيس السوري بشار الأسد، وهي تساعد على بقائه في السلطة خلال المرحلة الانتقالية، وهذا مخالف لبيان جنيف ولا تقبل به المعارضة السياسية والعسكرية ولا يمكن تحقيقه، كما يساعد على انتشار التطرف والإرهاب.

ويبقى من وثائق خطة دي ميستورا، الوثيقة التي تقوم على تشكيل أربع مجموعات عمل يختارها المبعوث الأممي، والتي تضم مجموعات (السلامة والحماية، مكافحة الإرهاب، القضايا السياسية والقانونية، وإعادة الإعمار) للخروج بكل منها بورقة تكون قاعدة للمفاوضات المقبلة في جنيف 3، وقد تبنى مجلس الأمن خطة المبعوث الدولي، ووافقت عليها كل من إيران والنظام السوري.

ويؤكد مصدر مطلع على اجتماع هيئة “الائتلاف” السياسية، أنّ أعضاء “الائتلاف” كانوا ذاهبين باتجاه مقاطعة الخطة ورفضها بشكل كامل والمطالبة بتطبيق بيان جنيف الذي يدعو إلى تشكيل هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات لا وجود للأسد فيها، إلّا أن الضغط الدولي على “الائتلاف” من قبل دول أصدقاء الشعب السوري، خصوصاً الغربية منها، باتجاه الموافقة على الخطة، قد دفع بـ”الائتلاف” إلى اتخاذ موقف يتضمن عدم رفض الخطة، لكنّه يعلّق العمل بها مع المطالبة بتوضيحات حول النقاط التي يتحفّظ عليها “الائتلاف”.

وسبق الاجتماع الطارئ لهيئة “الائتلاف” السياسية، لقاءهم سفراء وممثلي دول عدة من أصدقاء الشعب السوري وفريق عمل المبعوث الدولي، تمّ خلاله مناقشة خطة دي ميستورا، والآليات المطروحة بشأنها. ونقل “الائتلاف” خلال اللقاءات تحفّظاته على الخطة، طالباً التوضيحات بشأن بعض تفاصيلها، لكن من دون أن يتلقّى أية ضمانات تتعلق بجدية النظام وعدم استغلاله الخطة لكسب المزيد من الوقت. وكان “الائتلاف” قد لفت في بيان سابق له، إلى أنّ الخطة تمنح النظام مزيداً من الوقت ليواصل عمليات القتل بحق المدنيين، مؤكّداً أنّ الخطة تفتقر إلى الآليات الواضحة، وتتجاوز الإقرار بالتمثيل الشرعي لقوى الثورة والمعارضة السورية.

وبالتوازي مع الحراك داخل “الائتلاف”، يتواصل الأخير مع الفصائل العسكرية المعارضة الفاعلة ومع العديد من منظمات المجتمع المدني، من أجل الخروج ببيان مشترك في ما بينهم، يحدّد آلية مشاركتهم في المجموعات الأربع، معوّلين على دعم أصدقائهم من دول المنطقة كالسعودية وقطر وتركيا في جميع الخيارات بما فيها خيار الحسم العسكري الميداني من خلال دعم فصائل المعارضة المسلحة من أجل تحقيق المزيد من الانتصارات على النظام ودفعه للقبول ببيان جنيف، خصوصاً بعد التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية السعودي، عادل الجبير الذي جدّد فيه تأكيد المملكة على ثبات موقفها الرافض لوجود الأسد في سورية مستقبلاً. وشدد الجبير على أن “رحيل الأسد ومن تلطّخت أيديهم بالدماء، موقف واضح لا مساومة فيه”، وأن “رحيل الأسد عبر عملية سياسية أو هزيمة عسكرية هو تحصيل حاصل”، وأنّ “الأسد لا مستقبل له في سورية”.

 

سورية الأولى عربياً في البطالة

إسطنبول – عدنان عبد الرزاق

كشف تقرير حديث عن ارتفاع نسبة البطالة في سورية من 8.6% عام 2010 إلى 57.7% نهاية عام 2014، ليبلغ عدد العاطلين 3.72 ملايين مواطن، ما أثر سلباً على 12.2 مليون سوري هم عوائل العاطلين.

وأكد تقرير مركز البحوث بالأمانة العامة لاتحاد المصارف العربية، الذي حصلت “العربي الجديد” على نسخة منه، أن سورية تصدرت قائمة البطالة عربياً، يليها اليمن وموريتانيا وفلسطين.

وأرجع التقرير، الذي نوقش الأحد الماضي في ندوة اقتصادية بالعاصمة اللبنانية بيروت، ارتفاع البطالة في هذه الدول، إلى الانعكاسات السلبية للنزاعات المسلحة وتفاقم الاضطرابات السياسية. وأشار التقرير إلى وجود 22 مليون عاطل عن العمل في العالم العربي، في ظل تدهور مختلف المؤشرات الاقتصادية والقطاعات الإنتاجية.

وقدّر اقتصاديون سوريون نسبة البطالة بأكثر من 70%، بما في ذلك المناطق التي يسيطر عليها نظام بشار الأسد، بعد أن توقفت معظم القطاعات الإنتاجية عن العمل وفشلت الحكومة في حل مشاكل الصناعة والزراعة، وانهيار سعر الليرة أمام العملات الأجنبية، وتزداد نسبة البطالة بشكل أكبر في المناطق التي تقع تحت سيطرة المعارضة.

وقال الخبير الاقتصادي سمير سعيفان، لـ”العربي الجديد”، إنه لا توجد دراسة دقيقة لنسبة الفقر والبطالة، ومعظم الإحصائيات تصدر على نحو تقديري، في ظل تعتيم النظام الحالي على الأوضاع المتدهورة في البلاد، وفقدان الدولة السيطرة على جزء كبير من الأراضي التي استحوذت عليها المعارضة، ومليشيات تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”.

 

محكمة سورية تُبرئ مازن درويش وزملاءه من تهم الإرهاب

العربي الجديد

برّأت محكمة قضايا الإرهاب السورية الناشط الحقوقي السوري، مازن درويش، ورفاقه من التهم المنسوبة إليهم.

 

وقال المركز السوري للإعلام وحرية التعبير، الذي أسسه درويش، في بيان على صفحته على “فيسبوك”:”بعد ثلاث سنوات ونصف السنة، إنهاء قضية معتقلي المركز السوري للإعلام وحرية التعبير. قرّرت هيئة محكمة قضايا الإرهاب في دمشق برئاسة القاضي، رضا موسى، يوم 31 آب/أغسطس 2015 تشميل قضية معتقلي المركز رقم أساس 39 لعام 2015 بمرسوم العفو العام رقم (22) الصادر بتاريخ 9 يونيو/حزيران 2014. وعليه تمّ إلغاء تهمة الترويج للأعمال الإرهابية، وإلغاء عقوبتها، وهي التهمة التي كانت منسوبة لمؤسّس المركز، مازن درويش، والزملاء العاملين معه في المركز”.

 

وأشار المركز إلى أنه:”صدر الحكم وجاهيّاً على الحقوقي والصحافي درويش، الذي حضرَ جلسة النطق بالحكم، وبمثابة الوجاهي على الزملاء، حسين غرير، وهاني الزيتاني، ومنصور العمري، وعبد الرحمن حمادة”.

 

من جهتها، قالت زوجة درويش، يارا بدر، لوكالة “رويترز”، إن المحكمة برأته من التهم المنسوبة إليه، بعدما ضمت اليوم قضيته إلى عفو رئاسي صدر بمناسبة عيد الفطر.

 

واعتقل درويش ورفاقه في فبراير/شباط 2012 بتهم بث دعاية لأعمال إرهابية.

 

“داعش” يقصف مارع بالغازات السامة.. مجدداً

خالد الخطيب

للمرة الثانية، خلال أقل من أسبوعين، أعاد تنظيم “الدولة الإسلامية” الكرة، وقصف مدينة مارع بريف حلب الشمالي، بقذائف “الفوزليكا” المحملة بغاز سام، يعتقد أنه “الخردل”. واستمر القصف المركز من قبل التنظيم على معقل المعارضة السورية في مارع، لمدة ساعتين، بُعيد ظهر الثلاثاء.

 

وخلفت 40 قذيفة “فوزليكا” محملة بالغازات السامة، عشرين إصابة على الأقل، توزعت على مختلف مناطق المدينة التي هجرها أكثر سكانها، على خلفية القصف الأول الذي حدث في 21 آب/أغسطس، والذي أودى بحياة شخص وإصابة عشرة آخرين على الأقل.

 

وتنوعت آثار التسمم التي ظهرت على المصابين، من أطفال عانوا تسلخات جلدية، إلى احمرار بالعيون وسيلان الدموع، بالإضافة إلى حكة جلدية، واحمرار الأماكن المكشوفة من الجسم. العارض الأبرز كان ضيق التنفس والاختناق.

 

وتم نقل جميع الحالات إلى المشفى الميداني الوحيد في المدينة، ليتم غسل المصابين بالماء الفاتر بعد نزع ثيابهم، ومن ثم تعريضهم لرذاذ الأوكسجين، وإعطائهم حقناً مضادة للتسمم الغازي.

 

وتسبب القصف على المدينة، بانبعاث روائح كريهة عمت الأجواء، بالإضافة إلى تلون المواقع المستهدفة بألوان داكنة.

 

وتنقسم المواد المحملة بقذائف “الفوزليكا” التي ألقيت على مارع، إلى سائلة وجافة على شكل بودرة. وفي كلا الحالتين كانت النتائج متشابهة من حيث الرائحة والفاعلية، كما تجدر الإشارة إلى أن بعض هذه القذائف لم تنفجر، كما هو موضح في الصور.

 

ويرجع تكرار التنظيم استهدافه للمدينة بالغازات السامة، بسبب استعصائها عليه بعدما فشلت محاولاته المستمرة باقتحامها، حيث أبدت المعارضة مقاومة عنيفة قتلت خلالها أكثر من 70 عنصراً للتنظيم، على مدى الأيام العشر الأخيرة.

 

يُذكر بأن الحكومة العراقية، كانت قد أعلنت في العام 1996 انتاجها لـ 68 ألف قذيفة عيار 155 ميليمتر معبئة بكبريت الخردل، بين العامين 1981 -1990. وقد قامت الحكومة العراقية، بتدمير تلك المخزونات، بين العامين 1993-1994، باستثناء 550 قذيفة من نفس العيار. وهي ذات القذائف التي يستخدمها تنظيم “الدولة الإسلامية” لقصف مارع. وجميع القذائف المتبقية، التي تستخدمها “داعش” حالياً، قد تعرضت لعملية “بلمرة” جزئية، نتيجة طول التخزين، بمعنى أنها فقدت جزءاً من قدرتها السميّة.

 

المعارضة تحكم قبضتها على محيط الفوعة وكفريا

منهل باريش

أهمية الصواغية تكمن في تضييق الخناق على المجال الجوي المؤازر لقوات النظام في البلدتين (خالد الخطيب)

تقدمت فصائل المعارضة السورية المسلحة في محيط بلدتي الفوعة وكفريا بريف إدلب، وسيطرت على مزارع الصواغية ومحطة الكهرباء شرقي بلدة الفوعة، إضافة الى السيطرة على نقاط عسكرية في منطقة دير الزغب جنوب غربي الفوعة، وذلك إثر انهيار الهدنة بين فصائل المعارضة من جهة وقوات النظام والميلشيات الموالية له من جهة أخرى.

 

مدير “مكتب العلاقات العامة” في “فيلق الشّام” أحمد الأحمد، قال لـ”المدن”، إن فصائل المعارضة سيطرت على بلدة الصواغية الاستراتيجية، بعد اقتحامها من الجهة الشّرقية، و”تم قتل العشرات من قوات النظام والمليشيات الموالية له من لبنانية وإيرانية، بالإضافة للسيطرة على أسلحة وذخائر وتدمير عربات مدرعة”. واعترفت “شبكة أخبار الفوعة وكفريا” المؤيدة للنظام، بمصرع 12 مقاتلاً من أبناء البلدتين، ونفت الشبكة أن يكون القتلى إيرانيي الجنسية.

 

وأشار الأحمد إلى أنّ “الأهمية الاستراتيجية لبلدة الصواغية المتاخمة لبلدة الفوعة تكمن في تضييق الخناق على المجال الجوي المؤازر لقوات النظام في البلدتين، وعدم إيصال المساعدات العسكرية والغذائية لهم بالشكل المطلوب، من خلال زيادة فرضية الخطأ عند إلقاء تلك المساعدات”.

 

وفي الوقت الذي أحكمت فيه فصائل المعارضة حصارها على بلدتي الفوعة وكفريا، ذات الغالبية الشيعية، اعتصم السكان الشيعة في مدينة السيدة زينب بريف دمشق، وقطعوا الطرق المؤدية إلى مطار دمشق الدولي، وأحرقوا الإطارات، وطالب المحتجون قوات النظام بعمل عسكري، من أجل إنقاذ القريتين الشيعيتين. ونشرت “شبكة أخبار الفوعة وكفريا” منشوراً يقول: “أهلنا في حمص يقطعون طريق حمص-طرطوس وطريق حمص-تيرمعلة وشارع الستين، فيما يستمر أهلنا في ريف دمشق بقطع طريق المطار تضامناً مع أهلنا في الفوعة وكفريا”.

 

تأتي تلك التطورات على وقع انهيار مفاوضات الزبداني، في وقت تدور فيه معارك شرسة في البلدة الواقعة في الريف الدمشقي، حيث أعلنت وسائل إعلام تابعة للنظام أن قوات النظام مدعومة بالـ”مقاومة”، سيطرت الإثنين، على الحي الشرقي من مدينة الزبداني، مشيرة إلى أنّ الحسم هو مسألة وقت.

 

بدورها، ذكرت مصادر معارضة من مدينة الزبداني، لـ”المدن”، أن اشتباكات في مدينة الزبداني تدور بين الثوار من جهة وقوات النظام وميليشيا “حزب الله” اللبناني من جهة أخرى، على أكثر من محور، ومنها السيلان والحكمة وطريق سرغايا، بالتزامن مع قصف الطيران المروحي للمدينة بالبراميل المتفجرة، إذ وثق ناشطون سقوط 40 برميلاً متفجراً خلال اليومين الماضيين فقط.

 

وتوقع قيادي في “جيش الفتح”، أن “يرضخ نظام الأسد للمظاهرات والاعتصامات بريف دمشق، ويعود إلى مفاوضات اسطنبول عبر وسيطه الإيراني”. وأشار القيادي إلى أنّ “جيش الفتح” استدعى جميع الفصائل العاملة تحت رايته من أجل استكمال تضييق الخناق على بلدتي الفوعة وكفريا، وكثّف من قصفه المدفعي على معاقل المليشيات الموالية للنظام في البلدتين.

 

وبحسب القيادي، فإنه لا غاية لـ”جيش الفتح”، في السيطرة على البلدتين، وترويع المدنيين فيهما، لكن النظام رفض كل المطالب، المتمثّلة بتحييد المدنيين، في مناطق النزاع، لكن “ليس باليد حيلة، فالحرب أخيراً هي من تفرض شروطها، وشروط الميدان تتغير بحسب متطلبات المعركة مع العدو”.

 

من جهته، رأى الناشط الإعلامي جابر البكري، أنّ المعارك في كفريا والفوعة، عادت إلى الواجهة بعد فشل المفاوضات بين “أحرار الشام” والإيرانيين، في حين أن محاولات تقريب وجهات النظر بين الجانبين لا تزال مستمرة. وأشار البكري في حديثه لـ”المدن”، إلى أنّ “تصعيد العمل من قبل المعارضة، جاء للضغط على ايران والنظام معاً، والدليل تحرير مناطق جديدة حول كفريا والفوعة”.

 

وكانت المفاوضات بين “حركة الأحرار” والوسيط الإيراني انهارت أول مرة، بعد مماطلة النظام في تنفيذ شروطه، والّتي كان من أبرزها الإفراج عن 40 ألف معتقل، لتبدأ بعد ذلك جولات ميدانية على الأرض، وتحقيق طرفي النزاع على الأرض انتصارات، ما أجبرهما على الرجوع إلى عملية التفاوض، والّتي كان من أبرز بنودها السماح بخروج ألفي جريح من الزبداني وكذلك كفريا والفوعة، بالإضافة لكبار السن والأطفال، لكنها سرعان ما انهارت بسبب إصرار الوفد الإيراني على التغيير الديموغرافي في الزبداني.

 

وحول مسار المفاوضات والمعارك، قال أمين عام “الائتلاف السوري” المعارض محمد يحيى مكتبي، لـ”المدن”: “الأمور مرهونة بما يحدث على الأرض، ولو أن إيران ونظام الأسد وحزب الله استطاعوا أن يستمروا في سياسة الأرض المحروقة، لما توانوا عن ذلك، وما يجري في القلمون يصب في هذا الإطار”. وقال مكتبي إنّ “النظام وحلفاءه من حزب الله وإيران يريدون المحافظة على شريط دمشق–الساحل، من أجل الإبقاء على ما يسمونه بسوريا المفيدة، ويبقى التغيير الديموغرافي في المنطقة أهم ما يصبوا إليه النظام السوري مع حلفائه، وذلك من خلال الاستماتة في القتال على جبهات القلمون والزبداني، واتباع سياسة الأرض المحروقة فيها، ورميها بعشرات البراميل يومياً، في الوقت الذي يتقهقرون فيه في إدلب”.

 

وتصرُّ “حركة أحرار الشام” في المفاوضات على رفض المطالب الإيرانية، والمتمثلة بإخلاء الزبداني من رجالها ونسائها، واستبدالهم بالمقاتلين والمدنيين الموجودين في الفوعة وكفريا. وذلك في وقت تواصل فيه الفصائل المعارضة تقدمها في محيط البلدتين وتسيطر على نقاط متاخمة لهما.

 

موسكو ما تزال متمسكة بالأسد.. هل ستفرض “جنيف 3″؟

ديالا منصور

أنهى وفد من ممثلي “معارضة الداخل” في سوريا سلسلة اجتماعات في العاصمة الروسية موسكو، الثلاثاء، ليكون رابع وفد سوري يزور موسكو في أقل من شهر، في ظل المساعي الروسية الأخيرة للتوصل إلى حل للأزمة السورية. وضم الوفد كلاً من، المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي حسن عبدالعظيم، وسكرتير عام حزب الإرادة الشعبية، نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية المقال قدري جميل، وعضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الديموقراطي خالد عيسى، ورجل الأعمال المعارض نمرود سليمان. وشملت الاجتماعات لقاءات مع وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، والمبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى منطقة الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف.

 

وفي مؤتمر صحافي عقده وفد “معارضة الداخل”، الثلاثاء، قال عبد العظيم إن التوافق الأميركي – الروسي في ما يخص الأزمة السورية، أخذ أبعاداً جديدة في الفترة الأخيرة، مشيراً إلى أن روسيا لم تغير موقفها، منذ بداية الأزمة وإلى الآن، من أن الحل السياسي هو الحل الوحيد للأزمة السورية.

 

من جهته، قال جميل إن حزبه ملتزم ببيان جنيف، وأن مؤتمر “جنيف ٣” أصبح على الأبواب، مشيراً إلى أن لقاءات موسكو التشاورية ، “موسكو ١” و”موسكو ٢”، عقدت لتسهيل الوصول إلى “جنيف ٣”. وأشار إلى أن اتفاقاً بين روسيا، والسعودية، وأميركا، قد تم خلال لقاء الدوحة الثلاثي الشهر الماضي، على البدء في التحضير لمؤتمر “جنيف ٣”، داعياً الأطراف الإقليمية إلى الإسراع في عقد مؤتمر “جنيف ٣”.

 

من ناحيته أكد خالد عيسى، أن حزبه مدرك حاجة الملف السوري إلى دور فاعل للقوى العالمية، معتبراً أن إبعاد معارضة الداخل هو سبب عدم تحقيق النتائج المرجوة من مؤتمري “جنيف ١”، و”جنيف ٢”. وأشار عيسى إلى أن حزبه جاهز للعمل مع المجتمع الدولي لما فيه خير لكل السوريين، مع الأخذ بعين الاعتبار مصالح الدول الإقليمية والدولية، بشرط أن تحترم من جانبها مصالح السوريين بشكل عام.

 

وكان وزير الخارجية الروسية سيرغي لافرورف، قد أكد في وقت سابق، الثلاثاء، أن المطالبة برحيل الرئيس السوري بشار الأسد كشرط مسبق للشروع في مكافحة الإرهاب، أمر “ضار وغير واقعي”. وأعتبر أن التخلي عن هذه المطالب سيسمح بزيادة فعالية مكافحة الإرهاب، مؤكداً أن هذا هو الهدف الذي ترمي مبادرة الرئيس الروسي إلى إحرازه.

 

وأكد لافروف، في خطاب ألقاه أمام طلاب وأساتذة معهد موسكو للعلاقات الدولية التابع لوزارة الخارجية الروسية، أن الأسد لا يزال “رئيساً شرعياً تماماً”، وأن الجيش السوري يمثل اليوم القوة الأكثر فعالية في مواجهة “داعش” على الأرض. وأشار إلى تلقي موسكو ردود أفعال من الدول الفاعلة، إقليمياً ودولياً، تشير إلى أن الجميع بدأ يدرك “أولوية الجهود المشتركة لمكافحة الشر الذي يهدد الجميع”، معرباً عن أمله في أن تحظى مبادرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لمكافحة الإرهاب، بإقبال واسع.

 

وتأتي تصريحات لافروف بعد أن كان الائتلاف السوري قد أشار بُعيد زيارته الأخيرة إلى موسكو، إلى تغيير ملموس في السياسية الروسية في ما يتعلق بالملف السوري. في هذا الشأن، اعتبر عضو الهيئة العامة للائتلاف السوري جورج صبرا أن “من يحدد شرعية الرئيس في الأساس ليس الدول، ولا تصريحات رؤوسائها أو وزرائها، بل الشعب نفسه”، معتبراً أن العالم الذي لم تصل إليه، حتى الآن، كل أعمال القتل والتهجير الممارس بحق الشعب السوري، هو عالم “أعمى، أصم، وأخرس”. وأضاف صبرا لـ”المدن”: “إن لافروف ربما يرى مطالب الشعب السوري، في الحرية والكرامة، غير واقعية. لكن الثورة السورية تفرض نفسها على العالم كحقيقة ساطعة، وتهدف إلى إسقاط النظام، وهو الشيء الواقعي الذي يعمل من أجله الشعب السوري”. واعتبر صبرا، أن واقعية لافروف مرتبطة بالمصالح الروسية ولا علاقة لها بمصالح ومطالب الشعب السوري.

 

أما عن موضوع “جنيف ٣”، تساءل صبرا عن أجواء روسيا والمعارضة “التي تصنعها وتحاول فرضها” على الشعب السوري في هذا الموضوع، في حين أن المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، قد أكد في كلمته أمام مجلس الأمن عن عدم نضوج الأجواء بما فيه الكفاية لعقد مؤتمر “جنيف ٣”، ولذلك لم يشر إلى مؤتمر كهذا في وثائقه التي تقدم بها للأطراف السورية مؤخراً.

 

وكشف صبرا لـ”المدن” عن وجود مشاكل داخلية في هيئة التنسيق، منعتها من المصادقة على الوثيقة المشتركة التي وقعها وفد الهيئة مع الائتلاف أواخر تموز/يوليو الماضي، عقب اجتماعات باريس وبروكسل، وأمِل أن تتوصل الهيئة إلى حل لهذه المشكلة. وتعلن تلك الوثيقة توصل الطرفين إلى “خريطة طريق لإنقاذ سوريا تضم المبادئ الأساسية للتسوية السياسية، على أن تتم المصادقة عليها من قبل مرجعياتهما، وتدعو الوثيقة إلى تنفيذ بيان جنيف (01 حزيران/يونيو 2012) بدءاً بتشكيل هيئة الحكم الانتقالية التي تمارس كامل السلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية، بما فيها كافة سلطات وصلاحيات رئيس الجمهورية على وزارات وهيئات ومؤسسات الدولة، والتي تشمل الجيش والقوات المسلحة وأجهزة وفروع الاستخبارات والأمن والشرطة”.

 

يشار إلى أن العاصمة الروسية موسكو شهدت مؤخراً زيارة ثلاثة وفود من المعارضة السورية، أولها كان وفد من الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية برئاسة خالد خوجة، تبعها زيارة وفد من “لجنة القاهرة” برئاسة هيثم مناع، ثمّ زيارة لوزير المصالحة الوطنية علي حيدر.

 

قوة التدخل العسكري الروسي وصلت إلى سوريا

نشر موقع “يديعوت أحرونوت”، الاثنين، مقالة للكاتب أليكس فيشمان، بعنوان “طائرات روسية في السماء السورية”، وجاء فيه أن روسيا بدأت تدخلها العسكري في سوريا، عبر نشر كتيبة جوية في قاعدة عسكرية سورية دائمة، بغرض شنّ هجمات ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” والمتمردين الإسلاميين، في ظل صمت أميركي.

 

ويتوقع، بحسب التقرير، أن يبدأ وصول الطيارين الروس إلى سوريا في الأيام المقبلة، لقيادة الطائرات الروسية الحربية والحوامات القتالية ضد أهداف لتنظيم “الدولة”، وأهداف للمتمردين.

 

وقال ديبلوماسيون غربيون إن “قوة التدخل السريع” الروسية وصلت بالفعل إلى سوريا، وأقامت معسكراً في قاعدة جوية تسيطر عليها قوات النظام، في محيط دمشق، حيث سيتم استخدامها كقاعدة تشغيل روسية.

 

ومن المتوقع وصول آلاف العسكريين الروس، من بينهم مستشارون ومدربون وعاملون في الخدمات اللوجستية، والكوادر الفنية وأعضاء في قسم الدفاع الجوي، والطيارون الذين سيقودون الطائرات.

 

وكانت تقارير سابقة قالت بإن الروس أجروا محادثات لبيع السوريين مجموعة من الطائرات المقاتلة من طراز “ميغ 29″، وطائرات تدريب من طراز “ياك 130″، والتي يمكن أيضا أن تكون بمثابة طائرات هجومية. وأشارت التقارير إلى أن بنية “قوة التدخل السريع” لا تزال غير معروفة، لكن من دون شك، فإن تحليق الطيارين الروس في السماء السورية لتنفيذ مهامهم القتالية سوف يغير الديناميات الحالية في الشرق الأوسط.

 

والروس بحسب التقرير، لا يضمرون نوايا هجومية تجاه اسرائيل أو أية دولة سيادية في المنطقة، والهدف الرئيسي المعلن هو محاربة تنظيم “الدولة الإسلامية” والحفاظ على حكم الأسد. ومع ذلك، فإن وجود القوات الجوية الروسية في سوريا يمثل تحدياً لحرية سلاح الجو الإسرائيلي في الشرق الأوسط.

 

وذكرت مصادر ديبلوماسية غربية، مؤخراً، أن سلسلة من مفاوضات جرت بين الروس والإيرانيين، ركزت بشكل رئيسي على تنظيم “الدولة” والتهديد الذي يشكله على نظام الأسد. كما قام مؤخراً قائد “فيلق القدس” الجنرال قاسم سليماني، بزيارة موسكو، في إطار تلك المحادثات. وتوصل الروس والإيرانيون إلى قرار استراتيجي، ببذل الجهود الضرورية للحفاظ على الأسد في السلطة، لتكون سوريا كحاجز لمنع انتشار تنظيم “الدولة” والميليشيات المدعومة منه، إلى الجمهوريات الإسلامية السوفياتية السابقة.

 

والروس ليسوا وحدهم من ينسق سياسته في الشرق الأوسط مع الإيرانيين، الأميركيون أيضاً، فالمسؤولون في الحكومة الاميركية أجروا مشاورات مكثفة مع ممثلي النظام الإيراني، بشأن جهد مشترك قوي ضد تنظيم “الدولة” في العراق. ويبدو أن الحكومة الأميركية تنظر حالياً إلى إيران كقوة أساسية وضرورية في الحملة ضد “الدولة الإسلامية” في العراق.

 

المصادر الديبلوماسية الغربية أوضحت أن إدارة أوباما تدرك تماماً نية روسيا في التدخل مباشرةً في سوريا، لكنها لم تصدر أي رد فعل حتى الآن. وغياب معارضة من قبل إدارة أوباما تضاعف من خلال وقف دعواتها لاسقاط النظام الإجرامي للأسد.

 

بالإضافة إلى ذلك، بدأ الايرانيون والروس، بعلم من الولايات المتحدة، بالسعي لإعادة تجهيز الجيش السوري، الذي أصبح بحالة يرثى لها. ولا يعتزم الروس والإيرانيون تدريب جيش الأسد فقط، بل يريدون تجهيزه أيضاً. وطوال فترة الحرب، نقل الروس باستمرار، سفن الشحن المحملة بالأسلحة إلى ميناء طرطوس المؤمن روسياً، بشكل إسبوعي. السفن جلبت صواريخ وقطع غيار وأنواعاً مختلفة من الذخيرة للجيش السوري.

 

ونشرت وسائل الإعلام العربية مؤخراً تقارير تفيد بأن سوريا وروسيا تبحثان عن مرفأ إضافي على الساحل السوري، لبخدم الروس في مهمتهم لتسريع وتيرة إعادة التسلح السوري.

 

حتى تركيا، التي تجنبت مطولاً أي فعل يمكن أن يقوّي الأسد، فقد توصلت إلى تفاهم مع الحراك الروسي-الإيراني، والصمت الأميركي، ما قادها لإطلاق حملتها الخاصة لقصف “الدولة الإسلامية” في سوريا.

 

وخلال زيارته الأخيرة إلى قطر، توصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى تفاهم مع القطريين والسعوديين، حول برنامج لتسليح الإخوان المسلمين المدعومين من المتمردين الذين يقاتلون تنظيم “الدولة”، وفي الواقع يقاتلون التنظيم ونظام الأسد على حدّ سواء.

 

آلاف الايسلنديون لاسقبال لاجئين سوريين في منازلهم

أكثر من عشرة آلاف أيسلندي عبروا عبر صفحاتهم في “فايسبوك” عن استعدادهم لاستقبال لاجئين سوريين في منازلهم، وذلك بعد إعلان السلطات الأيسلندية أنها لن تسمح سوى بدخول عدد محدود من اللاجئين إلى أراضيها.

 

المبادرة هذه أطلقتها الكاتبة الايسلندية، برينديس بيورغفينسدوتير، بعدما اقترحت عبر حسابها في “فايسبوك” على الايسلنديين التعبير عما إذا كانوا يريدون أن تستقبل ايسلندا، البالغ عدد سكانها حوالي 330 ألف نسمة، عددًا أكبر من اللاجئين السوريين، وحتى يوم أمس، كان أكثر من 10 آلاف شخص قد أبدوا تأييدهم لهذه الفكرة، على ما ذكرت صحيفة “دايلي تليغراف” البريطانية.

 

ونقلت الصحيفة عن إحدى السيدات الأيسلنديات المشاركات في الحملة، قولها عبر صفحتها الخاصة “أنا أم  لطفل في السادسة ويمكننا استقبال طفل عند الحاجة، أنا مدرسة وبوسعي أن أعلمه النطق والقراءة والكتابة بالأيسلندية والانخراط في مجتمعنا. لدينا ملابس وسرير وألعاب وكل ما يمكن أن يحتاج إليه طفل”. كذلك اقترح عدد كبير من الايسلنديين استقبال لاجئين في منازلهم أيضاً وتقديم طعام وملابس والمساعدة على الاندماج في المجتمع الايسلندي.

 

وفي تصريح لقناة “آر يو في” الحكومية الايسلندية قالت الكاتبة بيورغفينسدوتير إنّ “الناس سئموا من متابعة الأخبار ورؤية صور لمخيمات اللاجئين في البحر المتوسط ويريدون التحرك والقيام بشيء إيجابي تجاه هؤلاء”.

 

ولاقت المبادرة الفايسبوكية نحاجاً بعدما أثبتت أنها فاعلة وقادرة على التأثير في صنع القرارات، إذ أعلنت وزيرة الشؤون الإجتماعية، إيغلو هارداردوتير، أن السلطات تقوم بجمع كل العروض التي وردت في “فايسبوك”، وأنها تدرس زيادة عدد اللاجئين الذين يتم استقبالهم بموجب نظام الحصص، وهو ما مجمله 50 شخصًا لعامي 2015 و2016، مضيفة “كنت في غاية الوضوح حول الموضوع، لا أريد تحديد عدد أقصى، لكننا ننظر في كل الاحتمالات لاستقبال عدد أكبر من اللاجئين”.

وتشير الاحصاءات الايسلندية الوطنية أن إيسلندا، الجزيرة الواقعة في شمال المحيط الأطلسي، استقبلت 1117 لاجئاً في العام 2014.

 

معارض سوري كردي: حان وقت إصلاح الائتلاف !

بهية مارديني

حضّ على عقد مؤتمر وطني جامع لصياغة برنامج موحد

يُعدّد القيادي السوري الكردي صلاح بدر الدين لـ”إيلاف” مواطن الخلل في عمل المعارضة السورية، ويطالب بضرورة اصلاح الائتلاف الذي يشهد انتقادات متزايدة تتعلق بالتسيير وأخرى تتعلق بالفساد.

 

بهية مارديني: أكد القيادي السوري الكردي صلاح بدر الدين لـ”إيلاف” أن اصلاح مؤسسات المعارضة السورية بعد اخفاقاتها أصبح أمرا واجبا، مؤكدا أن محاولات الترقيع لا تكفي لانقاذها، مطالبا بمؤتمر وطني يصوغ برنامجا موحدا.

 

وقال: “اذا كنا معشر الوطنيين السوريين المستقلين المناضلين ضد الاستبداد منذ عقود مرورا بالجيل الناشىء الجديد الذي يواكب مسيرة الثورة والتغيير منذ اندلاع الثورة وتشكيلات الجيش الحر التي انتقلت الى صفوف الشعب مجموعات وأفرادا جنودا وضباطا وسائر تيارات الحراك الوطني نحن جميعا من المنتمين الى أطراف معارضة أو غير منتمين لا نخفي حزننا وألمنا على ماآل اليه وضع المعارضة بشكل عام والائتلاف بشكل خاص باعتباره، حسب نظرنا، ليس أسوأ الموجود رغم كل اخفاقاته”.

 

وأضاف “لقد جرت محاولات عديدة في سبيل اصلاح المعارضة وخصوصا الائتلاف وأخفقت “.

 

وعزا أسباب ذلك الى “عدم فائدة عمليات الترقيع وتبديل شخوص بآخرين بل إن الأمر يحتاج الى أكثر من ذلك، الى الغوص في عملية تبديل بنيوية لأن هذا الكيان عبارة عن امتداد لما قبله وأقصد المجلس الوطني السوري الذي أقيم على قاعدة هشة غير ديموقراطية تحكم فيه اللون الاخواني الواحد الذي استحضر كموظفين وليس مقررين شخوصا مطواعين من تيارات أخرى حتى يضلل السوريين بأن المجلس جبهة وتحالف واسع وكانت النتيجة وخيمة ومزيدا من الاضرار بالثورة وتجميد ومحاصرة وابعاد قوى الجيش الحر وفرض الاسلام السياسي حيث اختلط في مجاميعه الارهابي وغيره”.

 

وذكّر بدر الدين بمحاولة “هيكلة الائتلاف وتوسيعه وتطعيمه بقوى وتيارات وأفراد قبل نحو عامين”، ولكنه رأى أن “القيمين عليه كانوا بالمرصاد”، مستقتلين “على ابقائه كماهو والحفاظ على امتيازاتهم المالية والقيادية وصلاتهم السرية بمصادر المال والعواصم المانحة”.

 

وشدد على أن “العلة فينا كسوريين وليست في الأنظمة والحكومات المعنية لأن أجهزة مخابراتها المشرفة تعمل لأجندتها الخاصة ولايهمها بحسب عقليتها الأمنية مصير السوريين أو نجاح أو فشل ثورتهم الوطنية بقدر مايهمها مصالح بلدانها ومكاسبها بالنقاط في كسب ود وتبعية هذا الفصيل المعارض أوذاك”.

 

وأضاف: “في أوساط الخندق الداخلي من مختلف المكونات والمناطق في بلادنا تتعالى أصوات ناقدة بحسن نية على مدار الساعة تشخص أوجه الخلل والخطأ والخطيئة وتبحث عن الانقاذ من دون تحديد السبيل المباشر الى ذلك الا في الحالة الكردية حيث (برنامج الانقاذ مطروح عبر ندائنا)، وبحسب اطلاعي المتواضع هناك الآلاف من خيرة ضباط وناشطي الجيش الحر وبما يتجاوز الضعف منهم من الوطنيين الشرفاء والمستقلين وناشطي التنسيقيات الشبابية داخل الوطن وخارجه من بين من يرفعون الصوت عاليا وأقول: لقد آن الأوان للخطوة العملية الأولى ورحلة الألف ميل نحو الاصلاح والتغيير واعادة البناء تبدأ بخطوة “.

 

وقال “ليس خافيا أن الائتلاف بطبيعته الراهنة لا يصلح لتمثيل قضية مقدسة مثل قضية الثورة والتغيير الديموقراطي وكل يوم يخفق في تمثيل ارادة السوريين ومصالحهم ان كان في الداخل أو في المحافل الدولية ويعجز في الوقت ذاته عن اصلاح داخله أو افساح المجال لغيره لذلك لم يعد بالامكان ترك الأمور دون معالجة خاصة وأن شعبنا على شفير الابادة الكلية وبلدنا تحت رحمة العدو ان كان نظام الاستبداد أو المستعمر الايراني وحزب الله والشبيحة وسلطات الأمر الواقع المسلحة الباغية وباقي عصابات الطائفية السياسية الشيعية منها والسنية”.

 

واقترح بدر الدين أن “تبادر مجموعة مهما كانت صغيرة من هؤلاء الحريصين على انقاذ الثورة والقضية بعقد لقاء موسع وانتخاب لجنة تحضيرية من سبعة أشخاص للاعداد لمؤتمر وطني ليس بالضرورة أن يكون موسعا بسبب الامكانيات وقبل ذلك تقوم بصياغة مشروع برنامج سياسي تتمخض عن المؤتمر مجلس سياسي – عسكري موسع ينتخب بدوره مكاتب اختصاص ويناط بالمجلس مهام قيادة المرحلة الراهنة ومواجهة تحديات السلم والحرب وارهاب الدولة والمجموعات الاسلامية الأخرى مثل – داعش والنصرة – وغيرهما”.

 

وكان يحيى مكتبي الامين العام للائتلاف الوطني السوري اعترف في لقاء مع بي بي سي بوجود حالات فساد ومحسوبية واقصاء داخل مؤسسة الائتلاف.

 

وأكد مكتبي أن الاصلاح بات حاجة ضرورية وملحة في إطار تفادي السلبيات التي شابت مسيرة الائتلاف في المرحلة السابقة.

 

وقال مكتبي إن ترتيب البيت الداخلي للمعارضة السورية بحاجة الى تضافر جهود الجميع مشيرا الى أنه دون اصلاح داخلي فلا يمكن للائتلاف ان يطرح نفسه كشريك قوي في المشهد السوري الراهن.

 

وفي تصريح آخر رأى ردا على الاتهامات أنه “من حيث المبدأ نحن نميز بين النقد الموضوعي البناء وهو مطلوب دوما ونعتبره سلوكا حضاريا، وبين التشهير وكيل الاتهامات بالمجان ودون دليل، والتجريح وتحطيم الرموز والمؤسسات والأفراد وهو مرفوض مطلقا، ونعتقد أن النظام وأعوانه قد أسهموا إسهاما كبيرا في ذلك حتى يضربوا الثقة عند شعبنا في كل شخص أو مؤسسة أو كيان يعمل للثورة. بالتأكيد لم يرتقِ مستوى أداء الائتلاف إلى مستوى تضحيات شعبنا وآلامهم وآمالهم، ولذلك أسباب عديدة منها داخلية وأخرى خارجية”.

 

لكنه أكد على” أن الائتلاف يعمل على تحسين طريقة تعاطيه مع الثورة وشعبنا ضمن الإمكانات المتاحة القليلة، ولعل أبرز محطة في هذا الصدد تواصله مع الكتائب العسكرية والجيش الحر من أجل التنسيق والتكامل بين العمل السياسي والعسكري، الذي هو حجر الزواية في انتصار الثورة كما نعتقد؛ وقد قطعنا شوطا لا بأس به في هذا الإطار”.

 

وأضاف “نحن بحاجة إلى المزيد من اللقاءات والجلسات للخروج بنتائج إيجابية تكون محل رضى وقبول لدى شعبنا الأبي”.

 

روسيا تنفي إرسال طائرات مقاتلة إلى سوريا

نفت روسيا تقريراً صحفياً إسرائيلياً قال إنها أرسلت طائرات مقاتلة إلى سوريا لمحاربة تنظيم (داعش)، وتناقلت التقرير الذي نشرته صحيفة (يديعوت احرونوت) وسائل إعلام عالمية كثيرة.

 

نصر المجالي: قال مصدر في وزارة الدفاع الروسية في تصريح خاص لـ(روسيا اليوم ـ RT) إنه لم يتم إرسال طائرات حربية روسية إلى الجمهورية العربية السورية، “ولكن طائرات القوات الجوية الروسية ترابط في مطاراتها الدائمة وفي مناطق أداء مهماتها وفقا لخطة تدريب القوات وأداء المناوبة القتالية”.

 

وكان موقع صحيفة (يديعوت ـ Ynetnews) الإسرائيلية أفاد في وقت سابق نقلا عن مصادر دبلوماسية بوصول طائرات حربية روسية إلى سوريا للمشاركة في غارات ضد مواقع تنظيم (داعش).

 

وبحسب النشرة فإن عسكريين روس مع معدات كانوا قد تمركزوا في إحدى القواعد الجوية الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية في ضواحي دمشق، تمهيدا لإشراك الطائرات والمروحيات الهجومية في غارات جوية ضد “داعش”.

 

وقال المحلل العسكري الإسرائيلي أليكس فيشمان، في التقرير إن روسيا وإيران، اتخذتا قرارا استراتيجيا للقتال إلى جانب الأسد لإنقاذه.

 

وقال فيشمان في المقال الافتتاحي لصحيفة “يديعوت” يوم الاثنين الماضي، إن سلاح الجو الروسي بدأ يحلق في سماء سورية، وإن المقاتلات الروسية ستشن خلال الأيام القريبة القادمة غارات على مواقع تنظيم “الدولة الإسلامية”، وكتائب إسلامية متطرفة.

 

قطار جوي

 

ونقلا عن دبلوماسيين غربيين، فقد أكد فيشمان وصول قطار جوي روسي إلى مطار في دمشق،

 

بترايوس يقترح ضرب داعش بالنصرة!

إيلاف- متابعة

اعتبر أن بعض عناصر الجبهة معتدلون أُقحموا في التطرف

اعتبر الجنرال المتقاعد ديفيد بترايوس، المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي أي إيه) أن على واشنطن أن تسعى إلى ضم “بعض مقاتلي” جبهة النصرة، فرع تنظيم القاعدة في سوريا، إلى التحالف الذي تقوده ضد الجهاديين، وخصوصًا داعش، في هذا البلد.

 

إيلاف – متابعة: قال بترايوس، الذي كان أيضًا قائدًا القوات الأميركية في العراق، في تصريح لشبكة “سي إن إن” الإخبارية إنه “لا ينبغي علينا تحت أي ظرف من الظروف أن نحاول استخدام أو استمالة جبهة النصرة، التابعة للقاعدة في سوريا، بصفتها تنظيمًا معاديًا للدولة الإسلامية”.

 

واضاف “لكن بعض مقاتلي (هذه الجماعة) انضموا اليها بدوافع انتهازية اكثر مما هي دوافع عقائدية، ورأوا فيها تنظيما قويا، ولم يجدوا بديلا يتمتع بالصدقية، بينما ما زال يجب اعادة تنظيم المعارضة المعتدلة بشكل مناسب”. وتابع بترايوس انه يمكن للولايات المتحدة بالتالي ان تجتذب المقاتلين “الذي يرغبون في ترك جبهة النصرة، والالتحاق بصفوف المعارضة المعتدلة ضد النصرة والدولة الاسلامية و(نظام الرئيس بشار) الاسد”.

 

وكان الجنرال بترايوس الأوفر تقديرًا بين جيله لدوره في الحرب في العراق، حيث أشرف في العام 2007 على نشر 30 ألف جندي أميركي في هذا البلد، وتمكن من إعادة الوضع العسكري فيه إلى التوازن، ولا سيما بعدما نجح في إقناع قيادات سنية عراقية بالتعاون مع الجيش الأميركي والتوقف عن القتال إلى جانب تنظيم القاعدة.

 

لكن بترايوس (62 عامًا) الذي عيّن في 2011 مديرًا لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) اضطر في تشرين الثاني/نوفمبر 2012 للاستقالة من هذا المنصب بعدما كشفت وسائل إعلام أنه سمح لعشيقته كاتبة سيرة حياته بالإطلاع على معلومات مصنفة سرية للغاية.

 

أتى تصريح بترايوس لشبكة “سي إن إن” بعدما نشر موقع ديلي بيست مقالًا مفاده أن الجنرال المتقاعد أوصى مسؤولين أميركيين كبارًا بالاستعانة بمقاتلين سابقين في جبهة النصرة. وقالت أربعة مصادر لموقع “ديلي بيست” الإخباري الأميركي إن بترايوس، وهو القائد السابق للقوات الأميركية في العراق وأفغانستان، يقنع مسؤولين أميركيين بدراسة الاستعانة بأعضاء “معتدلين” من “جبهة النصرة” التابعة لتنظيم “القاعدة” الإرهابي. وأوضح الموقع أن أحد مصادره ناقش هذا الموضوع مع بترايوس مباشرة.

 

واعتبر مسؤولون أميركيون أجرى موقع “ديلي بيست” استطلاع آرائهم أن خطة بتريوس خطرة وشبه مستحيلة ومثيرة للجدل، لأن واشنطن بدأت حربها ضد الإرهاب على خلفية هجمات “القاعدة” في 11 سبتمبر/أيلول عام 2001. كما ستواجه هذه الخطة عقبات أمنية وشرعية كبيرة بعدما أدرجت الإدارة الأميركية “جبهة النصرة” في قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية في عام 2012.

 

قوات خاصة أميركية تستهدف قادة داعش بسوريا

أ. ف. ب.

نجحت في تصفية أحد قادة التنظيم في الأسبوع الماضي

كشفت معلومات جديدة ان وكالة السي اي ايه وقيادة القوات الخاصة الأميركية تنفذان عمليات سرية في سوريا تستهدف تصفية قادة تنظيم داعش.

 

واشنطن: أفادت صحيفة واشنطن بوست الثلاثاء أن وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) والقوات الخاصة الاميركية تنفذان حملة سرية تستخدمان فيها طائرات بدون طيار لاستهداف قادة تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا. وقالت الصحيفة نقلا عن مسؤولين اميركيين كبار ان هذا البرنامج السري منفصل عن العمليات العسكرية الاميركية الاوسع في اطار التحالف الدولي ضد مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية.

دور استطلاعي

بين الذين تمت تصفيتهم في اطار هذا البرنامج، جنيد حسين الجهادي البريطاني، الذي كان ينشر الدعاية الجهادية عبر شبكات التواصل الاجتماعي، والذي قتل في ضربة عسكرية قرب الرقة في شمال سوريا. وصرح المسؤولون للصحيفة ان برنامج الطائرات بدون طيار سمح بتوجيه ضربات ناجحة شنتها القيادة المشتركة للعمليات الخاصة. والدور الرئيس للسي آي ايه هو كشف كبار قادة التنظيم وتحديد مواقعهم. واضافوا ان البرنامج يركز على “الاهداف الثمينة”.

 

وفي هذه الحملة العسكرية الدقيقة الاهداف حصلت السي آي ايه ومركز مكافحة الارهاب التابع لها والذي يتمتع بنفوذ قوي جدا على “دور واسع في تحديد هويات ومواقع” قادة تنظيم الدولة الاسلامية، كما اضافت الصحيفة. واكدت المصادر ان الضربات ضد هذه الاهداف “تشن حصرا” تحت سلطة “قيادة العمليات الخاصة المشتركة” (جي اس او سي) التابعة لقيادة القوات الخاصة الاميركية.

 

وذكرت واشنطن بوست ان “مركز مكافحة الارهاب” التابع للسي آي ايه و”قيادة العمليات الخاصة المشتركة” هما “الاداتان المفضلتان” لدى ادارة اوباما في مكافحة التنظيمات الجهادية. لكنها رأت ان قرار اللجوء الى هاتين الهيئتين يعكس تزايد القلق من انتشار مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية.

 

إنعاش استخباري

وذكرت الصحيفة بأن توزيع المهام هذا – الذي يترك لعسكريي قيادة العمليات الخاصة المشتركة مهمة ادارة الضربات – يتفق والهدف الذي تسعى ادارة اوباما الى تحقيقه، وهو جعل السي آي ايه تعيد تركيز جهودها على الانشطة الاستخبارية بدلا من انخراطها في انشطة شبه عسكرية مثل عمليات التصفيات التي تنفذها بوساطة طائرات بدون طيار.

 

لكن السي آي ايه ما زالت تشن عمليات تصفية بوساطة طائرات بدون طيار في دول اخرى غير سوريا، بينها خصوصا اليمن وباكستان. وفي 2013 وجهت السيناتورة الديموقراطية عن ولاية كاليفورنيا دايان فاينستاين انتقادات شديدة الى ادارة اوباما بسبب هدفها اعادة تركيز جهود السي آي ايه على المجال الاستخباري. وقالت انها ليست مقتنعة بان العسكريين قادرون على شن ضربات بالدرجة نفسها من “الصبر والتكتم” اللذين تتسم بهما السي آي ايه.

 

«كوارتز»: على السعودية ودول الخليج فعل المزيد من أجل اللاجئين السوريين

بينما تفرك الأيادي في جميع أنحاء أوروبا، فإن تدفق اللاجئين من سوريا التي دمرتها الحرب لا يبدو أنه يظهر أي علامة على التراجع. دولة بعد دولة، فإن سياسات الهجرة، وكذلك البنى التحتية، صارت توضع تحت المجهر. وفي بعض موجات الغضب الاخيرة، اقترح بعض القادة الأوربيين أنهم على استعداد لإيواء اللاجئين المسيحيين ولكن ليس المسلمين. تسبب الأمر في موجة من الانتقادات للحكومات لكونها غير قادرة أو غير راغبة في بذل المزيد من الجهد لمساعدة هؤلاء اليائسين.

 

لكن نفس الحزم يجب أن يبذل للتأثير على سياسة الحكومات في شبه الجزيرة العربية. التي فعلت أقل بكثير من دول أوربا لتوفير المأوى للسوريين. ولحسن الحظ هذا قد بدأ يحدث أخيرا. فقد حمل بيان منظمة العفو الدولية إدانة دامغة للمملكة العربية السعودية وقطر والكويت والبحرين والإمارات العربية المتحدة التي لم توفر مقعدا واحدا لإعادة توطين اللاجئين السوريين.

 

عار عليهم جميعا

الحكومات في كل من السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة يدركون بوضوح أن الدول الإسلامية التي تستقبل اللاجئين السوريين قد أصبحت مكتظة بأكثر مما ينبغي. ووفقا لمنظمة العفو الدولية، تستقبل تركيا وحدها 1.6 مليون لاجئا في أقل التقديرات وذلك برغم الظروف غير المستقرة اقتصاديا. يمكن قول الأمر نفسه عنم لبنان التي تستقبل 1.1 مليون لاجيء. في حين تستقبل الأردن 620 ألف لاجيء وتستقبل العراق 225 ألفا من اللاجئين، بينما تستقبل مصر 140 ألفا. هذا فقط وفقا للأرقام الرسمية المسجلة. فمن الصحب معرفة عدد أولئك اللذين عبروا الحدود إلى هذه البلدان بينما لم يتم فرزهم وتسجيلهم.

 

قد تجادل دول الخليج الغنية بالنفط بأنها تقوم بمنح مساعدات مالية لهذه الدول مساعدتها على تخطي أزمات اللاجئين، ولكن هذا لا يكفي. لا يمكن للمال بمفرده أن يغطي على توترات اجتماعية وسياسية هائلة تصيب هذه البلدان الصغيرة. أعداد اللاجئين تساوي ربع سكان لبنان، على سبيل المثال. ولا يمكن صرف تعويض عن استنزاف كبير على الموارد الطبيعية. إمدادات المياه في الأردن، التي كانت دائما هزيلة، لا يمكن التعامل مع هذا العدد الكبير من مزيد من الأفواه العطشى.

 

يجب على دول الخليج أن تفعل أكثر من ذلك، وستتناول الدورة الأكثر منطقية توجيه أعداد كبيرة من اللاجئين في الأردن إلى المملكة العربية السعودية من خلال الحدود الطويلة المشتركة بين البلدين. المملكة العربية السعودية والكويت أيضا لديهما حدود مشتركة مع العراق، ولكن نظرا لأعمال العنف في ذلك البلد، قد يكون من الصعب الحصول على طرق آمنة للانتقال. يمكن شحن اللاجئين من مصر ولبنان إلى الموانئ على طول شبه الجزيرة العربية. ينبغي أن تضطلع الدول الغنية بالنفط بشكل فاعل بوظيفة الإيواء.

 

لدى المنطقة القدرة على بناء مساكن شرعية للاجئين. شركات البناء العملاقة التي شيدت الأبراج الفخمة في دبي وأبوظبي والرياض ينبغي أن يتم التعاقد معها لإنشاء ملاجيء لتدفق اللاجئين. المملكة العربية السعودية لديها الكثير من الخبرة في إدارة أعداد كبيرة من الوافدين: إنها تتلقى سنويا الملايين من حجاج بيت الله الحرام في مكة المكرمة. ليس هناك سبب لعدم وضع كل هذه المعرفة والخبرة في الاستخدام الإنساني.

 

أوروبا تستطيع أن تفعل أكثر بالنسبة للسوريين. لكن المملكة العربية السعودية وأقمارها الصناعية الغنية يجب عليها، أو يجب أن يتم دفعها، لتحمل أكثر بكثير من ذلك العبء.

 

متجاهلا الأسباب التي دفعت المعارضة إلى حصار بلدتي الفوعة وكفريا

نظام «الأسد» يحمل تركيا المسؤولية عن حصار المعارضة لبلدتين علويتين

حمل نظام «بشار الأسد» الحكومة التركية المسؤولية عن حصار قوات المعارضة لبلدتي الفوعة وكفريا العلويتين بريف إدلب، شمالي سوريا، حسب وكالة أنباء «سانا» التابعة للنظام.

 

وكانت قوات المعارضة حاصرت بلدتي الفوعة وكفريا، المؤيدين لنظام «الأسد»، ردا على حملة عسكرية عنيفة تشنها القوات التابعة للأخير، منذ أسابيع، على مقاتلي المعارضة في بلدة الزبداني (جنوب).

 

ومتجاهلة الأسباب التي دفعت المعارضة إلى حصار بلدتي الفوعة وكفريا، قالت وزارة الخارجية والمغتربين، التابعة للنظام السوري، في رسالتين متطابقتين بعثت بهما، أمس الثلاثاء، إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن، إن تركيا «ستتحمل كامل المسؤولية عن أي جريمة ترتكبها التنظيمات المسلحة ولاسيما جبهة النصرة وأحرار الشام في بلدتي كفريا والفوعا» المحاصرتين من قبل فصائل منضوية تحت مسمى «جيش الفتح».

 

وادعت الوزارة أن «الجرائم التي ترتكبها التنظيمات الإرهابية ضد كفريا والفوعا، بدعم لوجيستي وتعليمات مباشرة من القيادة التركية (…) ما هي إلا استمرار لسلسلة الجرائم الإرهابية الممنهجة التي ترتكب بحق الشعب السوري بجميع مكوناته».

 

ونددت بما أسمته «صمت» مجلس الأمن إزاء الأوضاع في البلدتين.

 

وتطلق السلطات السورية لقب «إرهابيين» على مقاتلي المعارضة الذين يقاتلون نظام «الأسد» منذ قيامه بقمع ثورة شعبية اندلعت ضده في مارس/آذار 2011.

واستؤنفت العمليات العسكرية في بلدتي كفريا والفوعة، يوم السبت الماضي، بعد انتهاء الهدنة بين قوات النظام والمعارضة، قبل إعلان «جيش الفتح» السيطرة على قرية الصواغية المجاورة للبلدتين.

 

وبدأ «جيش الفتح»، المكون من حركة «أحرار الشام» و«جبهة النصرة» وفصائل أخرى من المعارضة، هجوما على بلدتي كفريا والفوعة، بعد إخفاق مفاوضات قال «جيش الفتح» إنها كانت تهدف لوقف هجوم قوات النظام ومقاتلي «حزب الله» اللبناني على الزبداني.

 

حلبيّون يبيعون ممتلكاتهم للهجرة إلى أوروبا  

نزار محمد-حلب

 

يتزايد عدد الراغبين بالهجرة من حلب بسبب معاناتهم المستمرة من فقدان سبل الحياة والخطر المفروض عليهم من قصف طيران النظام بـ البراميل المتفجرة والصواريخ الموجّهة، حتى باتت الهجرة إلى أوروبا هي حديث المجالس في حلب.

 

ويتركّز الحوار بين الأهالي حول سبل تأمين المال الكافي للانطلاق في رحلة الهجرة، حيث يبيع بعضهم أثاث منازلهم، ويبيع آخرون منازلهم ذاتها، في حين يقترض البعض ما يكفي بالكاد مصاريف الهجرة.

 

الاستعداد للهجرة

ويستعدّ لؤي جمّال (22 عاما) وهو نائب مدير مدرسة محدثة منذ سنتين بحلب، للهجرة إلى ألمانيا، ويقول للجزيرة نت إن سوريا لم تعد صالحة للعيش، فالأمور تعقّدت جداً وساحة الحرب امتدت بين أطراف المعارضة والنظام وتنظيم الدولة الإسلامية، مستبعدا أن تعود الأمور لطبيعتها عمّا قريب.

 

ويضيف أنه لا يحب السفر والغربة لكنه مضطر كي يتابع دراسته بالطب، ويقول إن عائلته انتقلت إلى تركيا قبل عام ليبقى وحيدا بحلب، وإنه لم يعد يطيق الحياة تحت القصف، مما اضطره لاتخاذ قرار الهجرة وبيع أثاث منزله.

 

وفي حلب أيضا، يقول أحد الأهالي ويدعى أبو صلاح رسلان إنه باع معظم أغراض عائلته تمهيدا للسفر، ويضيف أنه شهد أكثر من مرّة سقوط براميل متفجّرة قرب منزله بحي الميسر، وأن أطفاله باتوا يعانون من أمراض نفسية.

 

ويقول إنه سيبيع ما تملكه زوجته من ذهب ليجمع ما يكفي من المال للهجرة إلى أوروبا، مشيرا إلى أنه حاول العمل في تركيا غير أنه لم يجد ما يناسبه، وأنه مازال عاطلا عن العمل منذ ثلاث سنوات.

 

الرأي الآخر

ومع استمرار الجدل بين أهالي حلب عن الهجرة وتناقل أخبار من سبقهم إلى هناك، يقول الصحفي يمان الخطيب إنه يرفض فكرة الهجرة إلى أيّ بلد كان “فالنظام يسعى إلى إفراغ المناطق الخارجة عن سيطرته لتسهل عليه مهاجمتها”.

 

ويعتبر الخطيب أن من يخرج من وطنه عند الشدّة فإنه لا يستحق العودة إليه عند الرخاء، مع الأخذ بعين الاعتبار ظروف كل فرد على حدة، مضيفا “وأنا من جهتي باقٍ في منزلي ومستمر في ثورتي التي خرجت بها”.

 

أما عائلة أحمد خطّاب المكوّنة من سبعة أفراد فما زالت تقطن حي بستان القصر رغم شدّة المعارك، وتقول أم عبدو خطّاب للجزيرة نت “أفضّل الموت تحت القصف على أن أغرق في البحر أو أذلّ في تركيا أو أي بلد مجاور، تعرّض ولدي الكبير لإصابة في كتفه وكانت حالتنا مزرية، ولم ولن نخرج من حلب”.

 

وتضيف أن ابنها يعمل في بيع الخضار مع جاره، وأن حالتهم المادية سيئة غير أنها أفضل من الهجرة، وفق رأيها.

 

أزمة اللجوء تدق إسفين الفرقة في أوروبا  

تستمر الصحافة الغربية في تغطيتها المكثفة لمشكلة اللاجئين في أوروبا، حيث أعادت المجر إغلاق الطريق بوجه اللاجئين الذين وصلوا إليها في طريقهم إلى دول أوروبية الغربية.

 

ورأت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأميركية أن إغلاق المجر الطريق أمام اللاجئين بعد فتحه لفترة قصيرة جدا لا يعكس ارتباكا مجريا فحسب، بل يجسد تخبطا أوروبيا عاما في مواجهة معضلة اللاجئين الذين تدفقوا على القارة العجوز هذا الصيف.

 

وعلقت الصحيفة على وصول أكثر من 330 ألف لاجئ هذا العام بأنه نتيجة للتساهل في تجاوز سياسات اللجوء لدول الاتحاد الأوروبي وتغاضي الدول التي تقع في الخطوط الأولى لهجرة اللاجئين.

 

ويقع عبء تحمل تلك الموجات البشرية الضخمة من اللاجئين على حفنة من الدول الأوروبية، بينما تنأى باقي دول الاتحاد بنفسها عن القضية برمتها.

 

ونقلت الصحيفة عن عنصر شرطة مجري رفض الكشف عن هويته أن المنع جاء على خلفية عدم حيازة الأفراد الراغبين بالسفر إلى ألمانيا على تأشيرة دخول أو هويات تثبت شخصياتهم.

 

ولخصت الصحيفة المشكلة بأن قوانين الاتحاد الأوروبي تقضي بأن يقدم اللاجئ طلبه في أول دولة يصلها من دول الاتحاد، وفي هذه الحالة فإن أولئك الموجودين بالمجر عليهم أن يتقدموا بطلبات لجوئهم إليها، ولكنهم لا يريدون ذلك بل يريدون الوصول إلى الدول الأوروبية الأكثر غنى مثل ألمانيا والنمسا حيث الترحيب الأكثر دفئا والوظائف الأسهل منالا.

 

ولطالما تغاضت البلدان التي تقع في الخطوط الأولى عن هذه القاعدة مثل إيطاليا واليونان والمجر، وهي دول تعتبر أول محطة يصلها اللاجئ الذي يقصد أوروبا، ولكنها لطالما سمحت للاجئين بمواصلة السفر شمالا للوصول إلى الدول الغنية.

 

وقد أشعلت أزمة اللاجئين الخلاف بين القادة الأوروبيين الذين قدموا رؤى مختلفة جذريا حول سبل التعامل مع الأزمة.

 

وقالت صحيفة غارديان البريطانية بهذا الصدد إن الدول الأوروبية تتبادل الملامة فيما بينها بشأن المسؤولية عن هذا التدفق غير المسبوق للاجئين على أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

 

وبينما تصدرت ألمانيا قائمة الدول الأوروبية التي تُغلّب القيم الإنسانية على القوانين والتعليمات بفتحها أبوابها بدون شروط للاجئين السوريين، توجهت نحوها الاتهامات من المجر والنمسا بالتسبب في فوضى عارمة نتيجة هذا السلوك حيث يتجمع آلاف اللاجئين الراغبين في العبور إلى ألمانيا في شوارع البلدين وعلى نقاطهما الحدودية.

 

واتهمت برلين بعض الدول الأوروبية بعدم الانخراط في العمل الجماعي أوقات الأزمات إلا إذا كانت هناك مكاسب مالية، وقال زيغمار غابرييل نائب المستشارة الألمانية إن الاتحاد الأوروبي يقدم نفسه في صورة “محرجة ومربكة للغاية” بتعامله مع أزمة اللاجئين التي يواجهها.

 

وقال غابرييل للصحفيين في كولونيا إن إحدى الصعوبات تتمثل في أن بعض بلدان الاتحاد الأوروبي لا تنضم إلى المشروع بنشاط إلا عندما تكون أمامها مكاسب مالية، ولا تقوم بدور نشط في المجتمع خلال الأوقات العصيبة.

 

وأفاد في تصريحات منفصلة لصحيفة فيستدويتشه ألجماينه تسايتونغ بأن “التخلي عن سياسة الحدود المفتوحة سيكون خطوة كبيرة إلى الوراء في التاريخ الأوروبي”.

 

وأضاف المسؤول الألماني “فيما يخص اليونان يوجد خطر خسارة أموال. لكن أوروبا الآن تواجه خطر أن تخسر احترامها”.

 

برنامج الأغذية يوقف مساعداته للاجئين سوريين بالأردن  

قرر برنامج الأغذية العالمي وقف جميع مساعداته عن ربع مليون لاجئ سوري يعيشون خارج المخيمات بالأردن ، ابتداء من الشهر الحالي، بسبب العجز المالي الذي يعانى منه البرنامج.

 

وكان البرنامج حذّر مرارا من تداعيات النقص الحاد في التمويل، الذي أدى سابقا إلى تقليص مساعداته عن غالبية اللاجئين، ويأتي القرار وسط تصاعد أزمة اللاجئين بأوروبا ومعظمهم سوريون.

 

وشمل قرار برنامج الأغذية العالمي نحو ربع مليون لاجئ سوري، لكنه استثنى سكان المخيمات التي يقيم فيها العدد الأقل من الذين هجرتهم الحرب في بلدهم.

 

وعبَّر عدد من اللاجئين عن استيائهم من القرار، معتبرين أنه يضاعف من معاناتهم، وقالت إحدى اللاجئات إن “وقف المساعدات يمثل حكما بالإعدام علينا”.

 

ويؤكد برنامج الأغذية حاجته لـ350 مليون دولار حتى نهاية العام الحالي، ليتمكن من القيام بواجباته تجاه اللاجئين السوريين، وسط مساعٍ لجمعيات أهلية استنادا إلى إمكانياتها الشحيحة للتخفيف عنهم.

 

صور عن مطاردة اللاجئين السوريين بشاحنات اصطفت 30 كلم

طريق A4 الدولي السريع بين فيينا وبودابست يشهد أكبر ازدحام بتاريخ النمسا

لندن – كمال قبيسي

زحف اللاجئين السوريين نحو أوروبا، اضطر السلطات النمساوية بعد العثور الخميس الماضي على 71 مختنقاً في شاحنة كانت تقوم بتهريبهم عبر أراضيها، إلى تفتيش الشاحنات المارة على طريقها السريع من فيينا نحو حدودها مع هنغاريا وبالعكس، وأدى التفتيش إلى صف مزدحم من السيارات والشاحنات “هو الأكبر بتاريخ النمسا، فقد بلغ طوله 19 ميلاً”، أي أكثر من 30 كيلومتراً، طبقاً لما أوردته بعض وسائلها الإعلامية اليوم.

أحد المسؤولين في شرطة فيينا، واسمه كونراد كوغلر، أخبر بعض الصحافيين أنها أوقفت 5 من “تجار البشر” منذ بدء حملة التفتيش الأحد الماضي، والمستمرة اليوم الثلاثاء أيضاً في مطاردة اللاجئين السوريين على الطريق الدولي السريع، والمعروف باسمA4 في منطقة بارندوف، على حد ما طالعت “العربية.نت” عن الازدحام الذي اعتبروه من النوع التاريخي، لا لطوله فقط، بل لاستمراره منذ بدأ الأحد الماضي، علماً أنه من غير المعروف متى سينتهي.

أما من تم اعتقالهم الأحد وأمس الاثنين، وهم يقومون بتهريب 200 لاجئ “ممن تم اعتراضهم أيضاً” من دون أن يذكر كوغلر شيئاً عما حل بهم، فيخضعون إلى تحقيق لمعرفة مدى علاقة الواحد منهم بأربعة آخرين اعتقلتهم المجر يوم الجمعة الماضي.

المعتقلون في المجر، هم ربما من عصابة مجرية- بلغارية تتاجر بالبشر، والاشتباه بهم كبير في تورطهم بما سموه “شاحنة الموت” التي مات فيها 71 مهاجراً، معظمهم سوريون، وكتبت عنها “العربية.نت” الأسبوع الماضي بأن صاحبها لبناني يحمل الجنسية البلغارية، وهو بين المعتقلين الذين سيمثلون أمام محكمة مجرية يوم29 سبتمبر الجاري، علماً أن النمسا تطالب بتسليمهم إليها فيما لو ثبتت عليهم التهمة.

وكان مئات من المهاجرين وصلوا إلى محطة قطارات رئيسية في فيينا، بعد احتجازهم ساعات عدة على الحدود الهنغارية واستقل معظمهم قطارات متجهة إلى ألمانيا، وهو ما حمل السلطات النمساوية أيضاً على اعتراض كل قطار قادم من المجر لتفتيشه، ومن رأوه قادماً فيها سيعيدونه إلى هنغاريا فيما لو ثبت أنه تقدم بطلب للجوء، لذلك ازدحم خط بودابست- فيينا لسكك الحديد بالقطارات أيضاً.

أجراس الكنائس تقرع في فيينا مع تأبين الضحايا

وأمس في فيينا، قاموا بتأبين ضحايا “شاحنة الموت” في جناز للكاردينال كريستوف شونبورن، شارك فيه بكاتدرائية “شتيفانز دوم” التاريخية، المستشار النمساوي فيرنير فايمان، ونائبه وزير الاقتصاد رنهولد ميتلينر، كما ورئيسة البرلمان دوريس بوريس، وعدد من الوزراء النمساويين، إضافة إلى فؤاد سنج، رئيس الهيئة الدينية الإسلامية الرسمية بالنمسا، وفوقهم 1000 آخرون، وتم قرع أجراس كنائس أخرى في فيينا، على حد ما أوردت كالة “أنباء الأناضول” التركية.

وقال الكاردينال في كلمته: “كفى ما يحدث من الموت والمعاناة والاضطهاد”، مضيفاً أن وفاة 71 إنساناً في شاحنة مبردة لنقل اللحوم حادث بشع “لأنهم ماتوا بعد معاناة كبيرة”، وشدد على ضرورة تحمل المسؤولية نحو الضحايا وذويهم، وأكد على أن الهوية الأوروبية لا يمكن أن تتأثر أو تتعرض للخطر بسبب اللاجئين، لكن بسبب فقدان الإنسانية، التي هي أساس للهوية الأوربية”، وفق تعبيره.

فرج لعشرة آلاف سوري من ايسلندا

وأطل بعض الفرج على اللاجئين السوريين أمس الاثنين برغبة شعب إيسلندا الصغير العدد بالمشاركة في الجهد الدولي لاستضافتهم، حين أعرب أكثر من 10 آلاف إيسلندي عن استعدادهم عبر صفحاتهم في “فيسبوك” لاستقبالهم، علماً أن السلطات أعلنت أنها لن تسمح سوى بدخول عدد معين.

وجاء إعرابهم بالمشاركة بعد أن اقترحت الكاتبة الايسلندية برينديس بيورغفينسدوتير على السكان التصويت فيما إذا كانوا يريدون أن تستقبل إيسلندا، البالغ سكانها 330 ألفا، عدداً أكبر من اللاجئين السوريين، فأعرب أكثر من 10 آلاف تأييدهم لدعوتها التي أطلقتها في “فيسبوك” وفيها كتب الكثيرون مشاعرهم.

ممن كتبوا ايسلندية نقلت عنها وكالة الصحافة الفرنسية قولها: “أنا أم عزباء لطفل في السادسة ويمكننا استقبال طفل عند الحاجة. أنا مدرسة وبوسعي أن أعلمه النطق والقراءة والكتابة بالإيسلندية والانخراط في مجتمعنا. لدينا ملابس وسرير وألعاب وكل ما يمكن أن يحتاج إليه طفل”.

أما صاحبة الاقتراح فقالت لقناة “آر يو في” الحكومية: “أعتقد أن الناس سئموا متابعة الأخبار ورؤية صور لمخيمات اللاجئين في البحر المتوسط ويريدون القيام بشيء الآن”.

 

قيادي في الائتلاف السوري: خطة دي ميستورا تدور حول المشكلة ولا تدخل بصلبها

روما (2 أيلول/سبتمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

استبعد قيادي في الكتلة الوطنية والائتلاف السوري المعارض نجاح خطة المبعوث الأممي لسورية ستافان دي ميستورا وجهوده، وقال إنها تدور حول المشكلة ولم تدخل بصلبها

 

وأوضح عقاب يحيى، رئيس الهيئة التنفيذية للكتلة الوطنية الديمقراطية السورية، وعضو الائتلاف السوري المعارض، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء، الظروف التي ناقش بها الائتلاف تفاصيل خطة المبعوث الأممي، وقال “قبل تسليم الوثيقتين للائتلاف كان هناك لقاء بين دي ميستورا والهيئة السياسية في الائتلاف، ونقاش طويل حول أفكاره التي يريد طرحها”، وفق ذكره

 

وتابع “حين أُرسلت الوثائق احتاج الأمر إلى مناقشة مستفيضة في الهيئة السياسية التي أصدرت بياناً نصّ على عديد التحفظات، وطلب المزيد من التوضيحات، وجاء فريق دي ميستورا مرة ثانية للقاء الهيئة السياسية ولتوضيح بعض البنود والأفكار، وأبدى شيئاً من (الإيجابية) في التعامل مع انتقادات وتحفظات الائتلاف، وبالوقت نفسه اجتمع سفراء دول أصدقاء سورية مع الهيئة السياسية لمعرفة الموقف وتبادل الرأي”، وفق توضيحه

 

وأضاف أن “عددا من أعضاء الهيئة العامة وجد ضرورة لعقد اجتماع طارئ للائتلاف لمناقشة الخطة والبيان الرئاسي الصادر عن مجلس الأمن ومجمل التطورات السياسية، وقد اتسعت المطالبة بعقد الاجتماع بما يتجاوز النسبة النظامية، فعقد الاجتماع وناقش بالتفصيل المشروع وأصدر بياناً بهذا الخصوص”، حسب قوله

 

وأعطى يحيى نظرة أكثر عمقاً حول موقف الائتلاف من تفاصيل الخطة/المبادرة، وقال “هناك مجموعة ملاحظات في الشكل والمضمون على المشروع وضبابيته، ومماطلته في الوقت، وعدم وضوح ارتباطه بخطة جنيف1، واعتماد الغموض المقصود في مصير رأس النظام، وإن وردت إشارات إلى تقليص الصلاحيات، والتركيز على الجانب البروتوكولي فيها، لذلك، وبعد تسجيل الملاحظات فوّضت الهيئة العامة الهيئة السياسية بمواصلة الحوار مع دي ميستورا بغية جلاء تلك المواقف الغامضة، والرد على الملاحظات المطروحة، ثم العودة للهيئة العامة لاتخاذ القرار اللازم، مشاركة أم مقاطعة”، حسب وصفه

 

وفيما إن كان ما يقوم به المبعوث الأممي يمكن أن يؤتي ثماره، قال المعارض السوري “اعتقادي الخاص أن هذه الجهود ما تزال تدور حول المشكلة ولم تدخل بصلبها، وهي لذلك تبدو جهداً لملء الوقت، لأن النظام السوري المعروف بتركيبته يرفض جوهر الحل السياسي الذي يبدأ بإيقاف القتل، وحرب الإبادة، وينصاع لإرادة الشعب في تنحي رأسه القاتل وكبار المجرمين عن العملية السياسية، ومنح الهيئة الانتقالية الحاكمة كامل الصلاحيات لبدء عملية الانتقال إلى النظام التعددي المختلف”، حسب رأيه

 

وأردف، الأمر “الذي ينهي نظام الاستبداد وفق آلية معروفة، وفي زمن محدد، وطبقاً لمجموعة من المهام الخاصة بالمرحلة الانتقالية، كالحكومة، وإعادة النظر بالأجهزة الأمنية جذرياً، وتشكيل الجيش الوطني، وإطلاق سراح جميع المعتقلين، وفك الحصار عن المدن والمناطق، والسماح بمرور قوافل الإغاثة، وغير ذلك”، ومن جهة أخرى “هناك المجتمع الدولي، وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية، فهو ما يزال مقتنعاً بإدارة الأزمة، وليس التصدي لها، ويرفع شعار محاربة الإرهاب مهمة رئيس، لذلك تبدو الحلول السياسية الجدّية بعيدة حتى الآن”، وفق ذكره

 

وفيما إن كان التواصل مستمر مع بقية أطياف المعارضة السورية، كجماعة القاهرة وموسكو وغيرهما، للتوافق على أسس الحل وثنيها عن المضي في خطة دي ميستورا التي لا يراها الائتلاف مناسبة، قال المعارض السوري “نعم هناك قرارات متلاحقة حول التواصل مع قوى المعارضة والحراك العسكري والمدني بغية تنسيق المواقف وتجميعها، وتقوية العامل الذاتي، وعلى أساس توافقات على الأسس والمحددات التي يجتمع عليها كثير، والتي تخصّ جوهر العملية السياسية، والموقف من رأس النظام وكبار رموزه، وأن يكون هناك وفد واحد إن تمّ الاتفاق على عقد جنيف 3، ودون تدخل من المبعوث الدولي في تشكيله”، وفق قوله

 

وكان المبعوث الأممي قدّم للمعارضة السورية تصوراً للحل السياسي في سورية عبر وثيقتين تفصيليتين، الأولى تتناول مسودة إطار تنفيذ “بيان جنيف” الصادر في حزيران/يونيو2012، والثانية تتناول آلية عمل مجموعات العمل الأربع التي اقترح تشكيلها من الحكومة السورية والمعارضة والمجتمع المدني، بدءاً من منتصف الشهر المقبل لمدة ثلاثة أشهر، وقالت إن دي ميستورا اقترح عملية سياسية من ثلاث مراحل تتضمن تشكيل ثلاثة أجسام، هي هيئة انتقالية تتمتع بصلاحيات تنفيذية كاملة عدا “الصلاحيات البروتوكولية”، وتشكيل “مجلس عسكري مشترك” ينسق عمل الفصائل المسلحة من قوات نظامية وفصائل معارضة ويشرف على إصلاح أجهزة الأمن مع احتمال “إلغاء” بعض هذه الأجهزة، إضافة إلى مؤتمر وطني وصولاً إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية بـ “رعاية” الأمم المتحدة، وأشار إلى اعتماد مبدأ “لا غالب ولا مغلوب”، وفق النص

 

خلاف أمريكي ـ تركي على حدود “المنطقة الآمنة” شمال سورية

روما (2 أيلول/سبتمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

قالت مصادر دبلوماسية أوروبية رفيعة المستوى إن الولايات المتحدة عطّلت إقامة تركيا لمنطقة آمنة شمال سورية، واشترطت لدعمها إزاحة هذه المنطقة نحو الغرب، بعيداً عن مناطق يسيطر عليها أكراد في شمال سورية.

 

وقالت المصادر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء إن أنقرة وواشنطن اتفقتا من حيث المبدأ على دعم منطقة آمنة شمال سورية خالية من تنظيم الدولة الإسلامية مع توفير غطاء جوي لحماية قوات المعارضة السورية التي يوافق عليها الجانبان. لكن تنفيذ هذه المنطقة اصطدم برغبة أمريكية بتغيير إحداثياتها وسحبها نحو الغرب بعيداً عن مناطق سيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب التابعة لهذا الحزب، الذي يعتبر امتدادا لحزب العمال الكردستاني التركي المحظور.

 

وأكّدت المصادر أن تركيا حددت المنطقة بحيث تحول دون تثبيت الأمر الواقع الذي يحاول أكراد سورية تثبيته على الأرض في شمال سورية عبر إقامة مساحة جغرافية تمتد من أقصى شمال الشرق إلى أقصى شمال الغرب، وهي منطقة يمكن أن تضم أكثر من 20% من الأراضي السورية، وحيث تخشى تركيا أن يُشكّل هذا الواقع تهديداً مستقبلياً لها.

 

وأوضحت أن الولايات المتحدة أوقفت دعمها للفكرة إن لم تغيّر تركيا إحداثيات المنطقة الآمنة وتدفعها نحو الغرب بعيداً عن مدن وبلدات يحاول الأكراد السيطرة عليها، ما يوحي بوجود تنسيق أمريكي مع أكراد شمال سورية.

 

وربطت المصادر بين الرفض التركي والقرار الأمريكي ـ الأوروبي بسحب منظومة صواريخ منشورة في جنوب تركيا واعتبرتها وسيلة ضغط، وأشارت إلى أن إعلان الإدارة الذاتية للمناطق الكردية في شمال سورية والتي يسيطر على قرارها حزب الاتحاد الديمقراطي ضم مدينة تل أبيض التابعة لمحافظة الرقة لما يُسمى مقاطعة عين العرب (كوباني) وهي واحدة من وسائل الضغط أيضاً.

 

وشددت على أن المنطقة الآمنة مازالت فكرة على ورق من المبكر الحديث عن احتمال إقامتها طالما أن حدودها ما تزال مثار خلاف بين إدارة واشنطن وأنقرة.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى