أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأربعاء 20 آب 2014

الجيش العراقي يوقف اقتحام تكريت ثانية
بغداد – «الحياة»
لم تنجح القوات العراقية في اقتحام تكريت في حملتها الثانية خلال شهر، فتراجعت بعدما جوبهت بمقاومة عنيفة، وبسبب تلغيم الطرق والمباني. وواصلت قوات «البيشمركة» الكردية هجومها على «داعش»، بدعم من الطائرات الأميركية للسيطرة على سد الموصل، وأعلن في واشنطن أن الرئيس باراك أوباما سيرأس مجلس الأمن الشهر المقبل وسيتركز النقاش على المسلحين الإسلاميين في سورية والعراق، بعدما أصبح «الذئب عند الباب»، على ما قال في مؤتمره الصحافي أول من أمس.

ويهدف الهجوم على تكريت إلى تحريرها من عناصر «الدولة الإسلامية»، وتأمين الطريق إلى طوزخرماتو من جهة، وطريق سامراء من جهة أخرى. ويبدو أن مقاتلي «داعش» كانوا مستعدين ولديهم معلومات عن الطريقة التي سيتم بها الهجوم.

وكانت الوحدات العسكرية تقدمت من غرب تكريت، وتحديداً من بلدة الديوم، فيما تم الهجوم الذي نفذ قبل شهر من جنوب المدينة. وأكد قائد العمليات في صلاح الدين الفريق علي الفريجي، أن قواته «تمكنت من تحرير أحياء الزهور وشارعي الأطباء والأربعين، وسط قضاء تكريت»، مؤكداً «قتل عدد كبير من عناصر داعش».

وأضاف أن «عملية التحرير تمت بالتنسيق بين وزارتي الداخلية والدفاع وفصائل الحشد الشعبي ومساندة الطيران». وأشار إلى «قتل 23 عنصراً من التنظيم، وتدمير تسع عربات رباعية الدفع بقصف جوي، لإفشال مخطط اقتحام مدينة الضلوعية».

إلى ذلك، أعلن الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة الفريق قاسم عطا، أن الجيش «يمسك الآن بالأرض حول تكريت وهو في حال كر وفر مع مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية، لأن القتال هناك حرب عصابات».

لكن تلك الأنباء سرعان ما تضاربت، مع تأكيد ضباط وشهود مواجهة القوة المهاجمة وانسحابها باتجاه المدخل الغربي. وقال ضباط في غرفة العمليات لـ «رويترز»، إن «القوات أوقفت تقدمها لاستعادة تكريت بعدما واجهت مقاومة شرسة من مقاتلي الدولة الإسلامية».

وأوضح أن «الجيش تعرض لنيران كثيفة بالمدافع الرشاشة وقذائف الهاون جنوب تكريت، في حين أن الألغام المزروعة على الطريق في الغرب ونيران القناصة قوضت جهوده للاقتراب من المدينة».

ويقول مختصون وخبراء أمنيون إن مقاتلي «داعش» لا يخوضون معارك طويلة مع أي قوة عسكرية، وإنهم ينسحبون الى داخل المدن لإشغال وإنهاك القوات المهاجمة.

وكانت قوات حكومية نجحت في دخول بلدة العظيم التي ترتبط مع تكريت بلسلسة بلدات تقود إلى صحراء الجلام.

ويؤكد المختصون أن هدف التحركات العسكرية هو الوصول إلى بلدات جنوب كركوك، خصوصاً بلدة آمرلي التي يحاصرها مقاتلو «داعش» منذ أسابيع، ويقطنها سكان من التركمان الشيعة. ويضيفون أن الأرض ليست الهم الأول لدى «داعش» إلا بقدر وضعها الاستراتيجي، فالتنظيم قد ينسحب من منطقة ما إذا وجد أن الهجوم عليه أكبر من قدراته لكنه يعود مرة أخرى إلى مهاجمة المنطقة نفسها، معتمداً أسلوب الكر والفر.

ولتكريت أهمية استراتيجية بالنسبة إلى التنظيم، فالسيطرة عليها وضعت سامراء، التي تضم مرقد العسكريين في مرمى النار، ما يضمن تجميد قوات عسكرية وإمكانات تسليحية للدفاع عن المرقد.

وعلى المستوى الاقتصادي، تقع تكريت في نهاية سلسلة من الحقول النفطية غير المستخدمة التي تمتد من شرق بغداد وصولاً الى جنوب المدينة.

من جهة أخرى، قال ضابط في قوات «البيشمركة» إن «العملية العسكرية مستمرة لاستعادة السيطرة على المناطق المحيطة بسد الموصل، بمساندة الطائرات الحربية الأميركية التي تواصل قصف تجمعات داعش شمال السد».

وجدد الرئيس أوباما دعمه الحكومة العراقية المقبلة، مطالباً السياسيين بأن «تكون جامعة (…) لأن الذئب عند الباب».

وأكد أن الغارات التي تشنها الطائرات الأميركية على مواقع التنظيم المتطرف قرب سد الموصل سمحت «للقوات العراقية والكردية بتحقيق خطوة كبيرة إلى الأمام».

50 ألفاً في جيش «داعش» السوري
لندن، بيروت – «الحياة»، أ ف ب –
تجاوز عدد عناصر تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) في سورية 50 الفاً، بينهم اكثر من ستة آلاف انضموا الى معسكراته الشهر الماضي، في وقت قتل وجرح 11 من عناصر «حزب الله» اللبناني في مواجهات في القلمون شمال دمشق، بعد يوم من قتل الحزب لقيادي في «داعش». (للمزيد)

وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الانسان» رامي عبدالرحمن ان «عدد عناصر تنظيم الدولة الاسلامية تجاوز 50 الفاً في سورية، بينهم اكثر من 20 الفاً من غير السوريين». واشار الى تسجيل «اعلى نسبة انضمام» الى التنظيم الشهر الماضي، منذ ظهوره في سورية في ربيع 2013. واوضح عبدالرحمن ان «ما لا يقل عن خمسة آلاف مقاتل سوري انضموا الى معسكراته في الرقة وريف حلب الشرقي الشهر الماضي». كما استقطب التنظيم «نحو 1100 عنصر اجنبي، بينهم شيشان واوروبيون وعرب وآسيويون ومسلمون من الصين»، وفق عبد الرحمن.

وفيما واصل الطيران السوري غاراته على مناطق سيطرة «داعش» في ريف حلب شمالاً، لم يسجل حصول غارات على الرقة (شمال شرق) التي تعرضت لغارات مكثفة اول امس. لكن «داعش» استقدم امس قائده العسكري عمر الشيشاني على رأس نخبة من المقاتلين لاقتحام مطار الطبقة العسكري، آخر معاقل النظام السوري في الرقة بعد سيطرة التنظيم على «الفرقة 17» و «اللواء 93».

في شمال دمشق، افاد «المرصد» باستمرار «الاشتباكات بين مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية والكتائب الإسلامية من طرف، وقوات النظام مدعمة بـ «حزب الله» اللبناني وقوات الدفاع الوطني من طرف آخر في جرود القلمون قرب حدود لبنان، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين»، لافتاً الى مقتل «عنصرين من حزب الله وإصابة تسعة آخرين، أثناء تغطيتهم انسحاب مجموعة من «حزب الله» نفذت عملية في جرود بلدة رأس المعرة، استهدفت خلالها سبعة مقاتلين». وكان «المرصد» اشار الى مقتل «القيادي في تنظيم الدولة الإسلامية ابو عبد الله العراقي في تفجير عبوة زرعها عناصر حزب الله».

في شمال غربي البلاد، أصدرت «جبهة ثوار سورية» التابعة لـ «الجيش السوري الحر» بياناً شديد اللهجة ضد «جبهة النصرة»، متهمةً إياها بـ «إخلاء نقاط اشتباكها مع النظام في حلب وحماة (وسط) ومعسكر وادي الضيف (ريف ادلب) وحشد قواتها ومقاتليها عوضاً عن ذلك في جبل الزاوية (في ريف ادلب) وعلى البلدات الحدودية مع تركيا». وقالت «الجبهة» التي يترأسها جمال معروف لمقاتلي «النصرة»: «(مثال) داعش ليس عنكم ببعيد فاعتبروا، ومثل مصيرهم فانتظروا».

الى ذلك، افادت «الهيئة السورية للإعلام» بأن مقاتلي «الجيش الحر» واكبوا ثاني قافلة انسانية لدى دخولها من نقطة على الحدود مع الأردن الى درعا في جنوب سورية.

أوسع عملية تجنيد تزيد مقاتلي “الدولة الإسلامية” إلى 50 ألفاً مقتل العقل المدبِّر للهجمات الانتحارية في لبنان
المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ب)
أفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له أن عدد عناصر تنظيم “الدولة الاسلامية” في سوريا تجاوز 50 الف رجل، بينهم 6300 انضموا الى معسكراته خلال شهر تموز، في عملية تجنيد هي الاوسع لمقاتلين في صفوف التنظيم منذ اعلان تأسيسه في نيسان 2013، في مدينة الرقة.

صرح مدير المرصد رامي عبد الرحمن لـ”وكالة الصحافة الفرنسية” بأن “عدد مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية تجاوز 50 الف عنصر في سوريا، بينهم اكثر من 20 الفا من غير السوريين”، مشيراً الى تسجيل “اعلى نسبة انضمام” الى التنظيم في تموز، منذ ظهوره في سوريا ربيع 2013، مع انضمام “ما لا يقل عن خمسة آلاف مقاتل سوري الى معسكرات الدولة الاسلامية في الرقة وريف حلب الشرقي خلال تموز “، بينهم “نحو 800 مقاتل كانوا منضوين مع كتائب مقاتلة اخرى، والباقون لم يحملوا السلاح من قبل”.
الى ذلك، استقطب التنظيم “نحو 1100 اجنبي، بينهم شيشانيون وأوروبيون وعرب وآسيويون ومسلمون من الصين”، استناداً الى عبد الرحمن الذي أشار الى ان “الغالبية الساحقة من هؤلاء دخلت عبر الاراضي التركية”.
وانضم “نحو 200 اجنبي كانوا في سوريا، الا انهم كانوا يقاتلون مع جبهة النصرة (ذراع “القاعدة” في سوريا) وكتائب اخرى”.
وفي حديث الى “رويترز”، قال عبد الرحمن إن الدولة الإسلامية جندت ما لا يقل عن 6300 رجل في تموز – وهي زيادة كبيرة عن تقديرات سابقة أن عدد مقاتلي التنظيم نحو 15 ألفا، موضحاً أن أكثر قليلا من ألف مقاتل هم من الأجانب، وإن الآخرين من السوريين.
ووسع التنظيم الجهادي نفوذه في سوريا منذ هجومه الكاسح في العراق، وبات يسيطر سيطرة شبه كاملة على محافظتي دير الزور في شرق سوريا والرقة في شمالها، ويتقدم أخيراً مقاتلي المعارضة في شمال حلب.

أبو عبدالله العراقي
على صعيد آخر، أعلن المرصد أن القيادي في تنظيم “الدولة الاسلامية” أبو عبدالله العراقي قتل في عملية لـ”حزب الله ” في منطقة القلمون السورية الحدودية مع لبنان، حيث كان مسؤولا عن تجهيز انتحاريين قاموا بعمليات تفجير في مناطق نفوذ الحزب.
وقال ان “القيادي في تنظيم الدولة الاسلامية ابو عبد الله العراقي قتل في تفجير عبوة زرعها عناصر حزب الله، وانفجرت اثناء مرور سيارته الاثنين في منطقة القلمون”، والعراقي “كان قياديا في تنظيم الدولة الاسلامية في المنطقة، ومسؤولا عن الاعداد للعمليات الانتحارية”.
وادى التفجير الى مقتل ثلاثة جهاديين آخرين.
ونقلت قناة “المنار” عن “مصادر ميدانية” نبأ مقتل العراقي “في عملية نوعية للجيش السوري في جرود القلمون”. وقالت إن هذا الرجل يعد “احد ابرز المسؤولين عن تجهيز الانتحاريين وتفخيخ السيارات، وله باع طويل في الاعتداءات الانتحارية بينها الهجمات التي نفذت في لبنان”.
وسيطرت القوات السورية مدعومة من الحزب، على غالبية منطقة القلمون منتصف نيسان الماضي. الا ان عدداً من المقاتلين المعارضين تحصنوا في الجبال والمغاور الطبيعية في هذه المنطقة الواقعة شمال دمشق، والتي تمتد عشرات الكيلومترات على الحدود مع لبنان.

منع الطيران
وفي واشنطن، منعت الهيئة الفيديرالية الاميركية للطيران المدني على شركات الطيران الاميركية التحليق فوق سوريا، بحجة ان الصراع المستمر يشكل “تهديدا خطيرا محتملا”.
وسبق للهيئة أن أصدرت إخطارا نصحت فيه كل شركات الطيران الاميركية بتجنب التحليق فوق سوريا. وتلزم القاعدة الجديدة شركات الطيران الاتصال بالهيئة قبل العمل في المجال الجوي السوري.
وقالت الهيئة ان هذه الخطوة اتخذت بعد اجراء “تحديث لتقويم المخاطر” وفي ضوء عدد شركات الطيران القليلة الراغبة في العمل في المجال الجوي السوري. ورأت أن “الصراع المسلح المستمر والوضع الامني المضطرب في سوريا يشكلان تهديدا خطيرا محتملا للطيران المدني”. ولفتت الى ان “عناصر في المعارضة” حذرت شركات الطيران من تسيير رحلات مدنية الى سوريا، بحجة ان هناك جماعات مسلحة متطرفة في البلاد تملك اسلحة مضادة للطائرات قد تشكل تهديدا لها.
وأظهرت معلومات في موقع “فلايت رادار 24 دوت كوم”، وهو موقع إلكتروني يقدم خدمات لتعقب رحلات الطيران في أوقاتها الفعلية، أن أكثر الخطوط الجوية التجارية تلتف على المجالين الجويين السوري والعراقي.

“داعش” يذبح صحافياً أميركياً مختطفاً في سوريا
نشرت “مؤسسة الفرقان الإعلامية” التابعة لتنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” – “داعش”، مساء أمس، شريطاً مصوّراً، بعنوان “رسالة إلى أمريكا”، يظهر فيه أحد عناصر التنظيم وهو يذبح رجلاً، مدّعياً أنه مواطن وجندي أميركي يُدعى جايمز وايت فولي، ليتبيّن أنه الصحافي الأميركي المختطف في سوريا منذ تشرين الثاني العام 2012.

ويوجّه عنصر التنظيم رسالة إلى رئيس الولايات المتحدة باراك أوباما، فيما يتكلم فولي منتقداً سياسة حكومته التي ستودي به إلى الذبح، موجّهاً رسالة إلى أخيه الذي يقول إنه جندي في سلاح الجو الأميركي، ويطلب منه وقف الغارات الجوية في العراق.

وبعد ذلك، يقوم عنصر “داعش” بذبح فولي، وتظهر جثته مفصولاً فيها الرأس عن الجسد، كما يظهر في المشهد الأخير، وإلى جانب “مقنّع داعش” الذي حذر أوباما من الاستمرار في قصف “دولة المسلمين”، رجل آخر يُدعى ستيف جول سوتلوف. ويدّعي المقنع أنه مواطن أميركي آخر سيلقى مصير رفيقه، وأن حياته مرهونة بموقف أوباما.

ومن غير الواضح الزمان أو المكان اللذين تمّ فيهما تصوير هذا الفيديو، الذي تمّ حظره على موقع “يوتيوب” بعد أقلّ من نصف ساعة على بثه.

«ثوار سوريا» تهدد «النصرة»
ريف ارلب يستعد لحرب ضروس
عبد الله سليمان علي
تتجه الأحداث في ريف إدلب شمال سوريا نحو التصادم بين «جبهة النصرة» من جهة و«جبهة ثوار سوريا» من جهة ثانية.
وبالرغم من أن «النصرة» استطاعت خلال تموز الماضي أن تؤسس عدداً من «المحاكم الشرعية» في مناطق مختلفة، إلا أنه من المتوقع أن يؤدي قرار مجلس الأمن الدولي القاضي بفرض قيود على تمويلها وتسليحها، إلى عزلها عن محيطها، وتشجيع بعض الفصائل على محاربتها، مستفيدة من الغطاء الأممي.
وأصدرت «جبهة ثوار سوريا»، بقيادة جمال معروف أمس الأول، بياناً شديد اللهجة، هددت فيه «جبهة النصرة» بالحرب إذا لم تسحب عناصرها من مناطق جبل الزاوية، وتوعدتها بمصير مماثل لمصير تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» – «داعش»، الذي سحب عناصره من المنطقة قبل حوالي ثمانية أشهر مع بدء المعارك بين الفصائل «الجهادية».
واتّهم البيان «جبهة النصرة» بإخلاء جبهات القتال مع النظام السوري، سواء في حلب أو مورك أو وادي الضيف، وانشغالها بالسيطرة على الشريط الحدودي مع تركيا «حيث شاهدناكم تركتم حلب وسلمتم دير الزور إلى داعش، ثم اتجهتم إلى دركوش وسلقين وحارم وعزمارين، وانتشرتم على الحدود السورية التركية» بدل التوجه إلى بلدة الفوعة وكفريا أو نبل والزهراء (بلدات محاصرة) تنفيذاً لدعوى محاربة الفساد والمفسدين.
ويأتي بيان «جبهة ثوار سوريا» في ظل مخاوفها من أن تكون الأرتال والتعزيزات التي تستقدمها «جبهة النصرة» إلى بعض قرى جبل الزاوية، مثل كنفصرة، تمهيداً لعملية اقتحام واسعة تستهدف من خلالها «النصرة» فرض سيطرتها على المنطقة وطرد مقاتلي معروف منها، كما طردتهم قبل حوالي شهر من حارم وسلقين ودركوش وعزمارين، علاوة على قيامها بحشد المزيد من عناصرها بالقرب من أطمة وباب الهوى في ظل توقعات بأن معبر باب الهوى الحدودي هدف لا تراجع عنه بالنسبة إلى «النصرة»، نظراً لما يمثله من خط إمداد استراتيجي، إضافة إلى ما يدرّه من أموال نتيجة الرسوم والأتاوات المفروضة على الأشخاص والأشياء التي تعبر منه ذهاباً وإياباً.
واضطرت «جبهة النصرة» بعد هزيمتها في المنطقة الشرقية، وانسحاب قادتها وعناصرها من جميع معاقلها في مدينة دير الزور، إلى تغيير سياستها، واتباع سياسة جديدة، تحت عنوان «تطبيق الشريعة الإسلامية»، أدت إلى حدوث تصادم بينها وبين العديد من الفصائل المسلحة في مناطق مختلفة من سوريا.
وفي درعا، اعتقلت «النصرة» قائد «المجلس العسكري للجيش الحر» العقيد أحمد النعمة، ثم اعتقلت قائد «لواء الحرمين» شريف الصفوري، وفي حماه اعتقلت قائد «لواء أبي العلمين» التابع إلى «المجلس العسكري» في حماه بعد خلاف بينهما على شحنة أسلحة. وفي إدلب قادت معارك ضارية ضد «لواء ذئاب الغاب» و«لواء أحرار الجبل الوسطاني» وغيرهما من الفصائل، بينما اشتبكت في ريف حلب مع لواء «قبضة الشمال»، الأمر الذي يشير إلى أن غالبية الفصائل المسلحة تعتبر نفسها متضررة من سياسة «جبهة النصرة» الجديدة، ولا مانع لديها من اللجوء إلى السلاح لإيقاف هذه السياسة.
وكان زعيم «النصرة» أبو محمد الجولاني قد أعلن، في تسجيل مسرب في رمضان الماضي، عن نيته إقامة «إمارة إسلامية»، قبل أن يصدر توضيح من المتحدث الرسمي باسم «النصرة» أبو فراس السوري بأن المقصود هو تطبيق «الشريعة الإسلامية، وليس إقامة إمارة بمعنى دولة وحكم». وبناءً على ذلك، أسّست الجبهة فروعاً عدة لما أسمته «دار القضاء» في مناطق عدة، سواء في ريف إدلب أو ريف حمص أو ريف حماه، ومؤخراً في ريف اللاذقية، بهدف تطبيق شرع الله كما يفهمه مشايخ «النصرة». وانتشرت عدة صور ومقاطع فيديو لقضاة من «جبهة النصرة» وهم يتلقون «التوبة» من بعض المسلحين المتهمين بالفساد أو المتاجرة بمواد ممنوعة.
وأتت هذه التغييرات في علاقة «جبهة النصرة» مع فصائل كانت حتى الأمس حليفة لها، بالتزامن مع تنامي الجهود الدولية لمحاولة ضبط ظاهرة الإرهاب ومنعها من الإفلات من عقالها، والتي توجت بصدور قرار مجلس الأمن الجمعة الماضي، والقاضي بضرورة وقف تمويل وتسليح «النصرة» و«داعش».
وإذا كان هذا القرار يعني في ما يعنيه، رفع الغطاء الإقليمي والدولي عن كلا التنظيمين، ومنع أي دولة من الاجتهاد وتقديم مساعدة مباشرة أو غير مباشرة لأحدهما، تحت طائلة تعريض نفسها لمجموعة من الإجراءات ستفرض عليها بموجب الفصل السابع، فمن غير المستبعد أن تتخذ بعض الفصائل من هذا القرار غطاء لها للتحرك ضد «جبهة النصرة» في محاولة منها لاستجداء المزيد من الدعم والتمويل بذريعة أنها تحارب الإرهاب، ومن جهة ثانية تحاول اقتسام ميراث «النصرة» من دون انتظار وفاتها حتى، الأمر الذي يعني أن مناطق وجود الجبهة ستشهد صراعات جديدة، قد تكون هذه المرة أكثر دموية، لأن جهات محلية وإقليمية كثيرة ستكون مستعدة لتقديم العون والدعم لتبرئة نفسها من تهمة الوقوف مع تنظيم إرهابي مدان عالمياً.

الجزائر تحبط محاولة تهريب 150 سوريا إلى أوروبا عبر حدودها مع ليبيا
الجزائر- الأناضول: أعلن قوات الدرك الوطني (التابعة لوزارة الدفاع)، في الجزائر، الثلاثاء، توقيف ستة متورطين في محاولة تهريب 150 سوريا عبر الحدود الجزائرية- الليبية باتجاه أوروبا.

وذكر الدرك الوطني بولاية (محافظة) وادي سوف (630 جنوب العاصمة)، الثلاثاء، أن مصالح الدرك الوطني تمكنت من الإطاحة بـ”ستة جزائريين” ينتمون إلى شبكة لتهريب البشر “لها امتداد بمحور الشرق الأوسط – المنطقة المغاربية وأوروبا”.

وأوضح أن الشبكة كانت بصدد محاولة تمكين 150 سوريا من بينهم عشرات الأطفال من اجتياز الحدود الجزائرية-الليبية، تحسبا لنقلهم بطريقة غير شرعية إلى أوروبا.

وحسب تصريحات الدرك الوطني، لوكالة الأنباء الجزائرية، فإن توقيف هؤلاء تم بناء على معلومات تلقتها، بوصول أعداد كبيرة من السوريين عبر مجموعات إلى الجزائر قادمين جوا من عدة بلدان من الشرق الأوسط، ضمن رحلات منظمة ليتجمعوا بواد سوف حيث نزلوا بفنادق وسط المدينة.

وجرى توقيف الرعايا السوريين وهم على متن ثلاث حافلات عند حاجز أمني للدرك الوطني بواد سوف.

وأسفرت عملية التفتيش عن اكتشاف سترات إنقاذ ضمن الأمتعة فضلا عن عتاد إلكتروني موجه للاستعمال في الرحلات البحرية وأجهزة تتبع (جي. بي .أس)، وهو ما يعني أن هؤلاء الأشخاص كانوا ينوون عبور البحر باتجاه أوروبا.

وأكد الدرك الوطني أنه يجري حاليا البحث عن رأس الشبكة ومالك الحافلات اللذان يوجدان في حالة فرار، مشيرا المراقبة الصارمة للمدن الحدودية للبلاد، كإجراء وقائي لحماية الأفراد الذين كانت حياتهم معرضة للخطر في حال قطعهم الصحراء.

وكانت صحف جزائرية ومواقع إعلامية دولية تناقلت، الثلاثاء، خبرا مفاده أن الدرك الجزائري اعتقل 160 سوريا ينتمون إلى تنظيم “الدولة الإسلامية”، وهو ما لم يذكره الدرك الوطني بعد توقيفه الرعايا السوريين.

وذهبت معلومات إلى تأكيد أن الموقوفين كانوا يحملون تجهيزات إلكترونية ممثلة في هواتف من نوع الثريا وأجهزة (جي بي إس)، بالإضافة إلى مبالغ مالية باليورو والدولار يصل مجموعها (100) ألف دولار، وأنهم ينتمون إلى إحدى الشبكات الدولية المدعومة من تنظيم “الدولة الإسلامية”.

اول تطبيق لقانون الإرهاب من نصيب «شاعر القاعدة»:
الاردن: حملة اعتقالات ومداهمات تطال كل من بايع داعش أو أيّدها او حمل رايتها
عمان ـ «القدس العربي» ـ من بسام البدارين: وجهت قيادات مقربة من التيار السلفي الأردني رسائل إلى خليفة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام تطالب فيها بتوضيح الحقائق والرد على التساؤلات التي تجول في أروقة منابر العالم والمسلمين والتي «تشوه» صورة الدولة الإسلامية.
ونقل محامي التنظيمات الجهادية موسى العبداللات عن مرجعيات وكوادر سلفية القول بأن «الأنقسام « يزداد في صفوف التيار الإسلامي والسلفي في الأردن وغيرها من البلدان العربية بسبب الخلاف في الاجتهادات، موضحا بأن الحاجة ملحة لبث «أجوبة» على كل الأسئلة العالقة بخصوص تصرفات مقاتلي الحرية في داعش وغيرها
وامل العبداللات بتقديم أجوبة على كل الملاحظات تنسجم مع القواعد والضوابط الشرعية، مشيرا إلى أن الإعلام المعادي للإسلام نجح في حملة واسعة من الافتراءات والفبركات والفرصة لم تعد مناسبة لتجاهل هذا الأمر.
وأوصل العبداللات عبر «القدس العربي» رسالة قال فيها ان على الخليفة البغدادي والناطق باسم الدولة الإسلامية أبو محمد العدناني أن يوعزوا بتقديم الأجوبة، على ان تكون شاملة وتغطي على المعلومات المغرضة التي تنشر عن تصرفات مقاتلي الدولة وبرامجها .
واقترح العبداللات التعامل مع كل القصص التي وصفها بأنها مفبركة سواء فيما يتعلق بالضابط الشرعي لعمليات القتل الجماعية سواء التي تتعلق باليزيديين في العراق، أو بقبيلة الشعيطات في سورية أو بالتصرفات المالية والمتعلقة بالمسيحيين في الموصل. وقال: كل هذه الأنباء لم يعد من الممكن الإمساك عن تقديم رواية الدولة بالخصوص ونأمل من الخليفة البغدادي والناطق العدناني أن يتصرفا إزاء هذا الأمر.
إلى ذلك توسعت خلال الساعات الـ24 الماضية حملة اعتقالات أمنية في الأردن طالت بوضوح العشرات من السلفيين الجهاديين المحسوبين على تنظيمات داعش أو المقربين منها، وسط تقارير وأنباء تتحدث عن استعداد داعش لتفعيل عمليات بالقرب من الحدود الأردنية مع العراق، وهي معلومات لم يتم تأكيدها.
وترافقت الاعتقالات لأنصار داعش المفترضين والمحتملين في الأردن مع الزيارة التفقدية التي قام بها الخليفة ابو بكر البغدادي في محافظة الأنبار التي تعتبر أقرب المحافظات العراقية للحدود الأردنية.
ونقلت لجنة الدفاع عن المعتقلين السياسيين في الأردن معلومات عن اعتقال خمسة من التيار السلفي الجهادي، الذين بايعوا البغدادي في منطقة «اللبن» في شرق عمان العاصمة، وهم جميعا من أبناء مدينة معان .
وحصلت «القدس العربي» حصريا على تصريح حول الموضوع من اللجنة يشير إلى ان الخمسة تعرضوا للإهانة والتعذيب وقد يكونون من المحسوبين على دولة داعش ومؤيديها العلنيين.
وبرزت شكوك في ان يكون المعتقلون الخمسة في منطقة اللبن قد رفعوا في مسيرة شهيرة في مدينة معان جنوبي الأردن رايات دولة داعش والتقطوا الصور تحتها.
في الأثناء تحدثت أوساط سلفية عن خمس اعتقالات شهدها التيار في مدينة الزرقاء ومثلها في مدينة معان كما تم اعتقال عامر أبو عريش القيادي في التيار السلفي في مدينة إربد شمالي المملكة .
واتخذ نشطاء معروفون للسلطات في التيار السلفي الأردني في عدة مدن احتياطات وقائية تجنبا لاعتقال محتمل يتردد أن له علاقة حصرية بكل من أيد داعش ودعمها.
وعلمت «القدس العربي» أن المعتقلين على الأرجح حتى الان بين السلفيين من الأردنيين الذين «تواصلوا» مع داعش عبر مواقعها الجهادية أو من الذين امتدحوها علنا ورفعوا راياتها او بايعوا خليفتها.
وكان المرجع السلفي الأردني الشيخ أبو محمد المقدسي قد وجه نقدا لاذعا لداعش وتصرفاتها قبل عدة ايام، فيما تسبب بموقفه بانقسام حاد وجدل في صفوف السلفيين المحليين قبل بداية حملة المداهمات والاعتقالات.
وفي الأثناء كان التطبيق الأول لقانون الإرهاب الجديد في الأردن من نصيب الناشط السلفي في نقابة المهندسين محمد الزهيري الموصوف بلقب «شاعر القاعدة»، وهو شاعر متخصص بقصائد تمتدح تنظيم القاعدة ورموزه ومشايخ الجهاديين ويتردد أن الزهيري نشر قصائده على مواقع إنترنت، مما استوجب اعتقاله ومحاكمته في أمن الدولة بتهمة إلقاء خطابات تحرض على الإرهاب، وهي تهمة دخلت حديثا كتعديل على قانون العقوبات.

ائتلاف المالكي يطالب بالدفاع… والجيش يشنّ هجوما على تكريت
حقائب وزارية «للبيع» بـ5 ملايين دولار في العراق
بغداد ـ «القدس العربي» من مصطفى العبيدي:قالت رابطة الشفافية في العراق انها رصدت حالتين لبيع مناصب وزارية.
واشارت الرابطة المستقلة المعنية بالفساد المالي في تقرير جديد لها «ان جهة سياسية قبضت بالفعل مبلغ خمسة ملايين دولار من احد الاشخاص مقابل وعد قطعته له بمنحه حقيبة وزارية، في حين ان جهة سياسية اخرى تفاوضت على بيع حقيبة وزارية اخرى مقابل مبلغ خمسة ملايين دولار».
وقالت الرابطة ان «بيع المناصب في العراق هو احد مظاهر الفساد في العراق، وان استهتار بعض الاشخاص بالحق العام يستند الى صفقات في السر قام بها سياسيون منتفعون تجمعهم مصالح مشتركة في إدامة ماكنة الفساد»، مؤكدة ان «على رئيس الوزراء المكلف ان يتصدى شخصيا لهذه الظاهرة، والا فإنه قد يستنسخ تجربة الحكومات السابقة بكل ما غرقت فيه من فساد».
ومن جهته اعتبر رئيس المؤتمر الوطني احمد الجلبي الثلاثاء مطالبة ائتلاف دولة القانون بحقيبة وزارة الدفاع بأنها من اجل مواردها المادية.
وقال النائب الجلبي على صفحته في (الفيسبوك) انه»من جديد الفاسدين في دولة القانون انهم يطالبون بأخذ وزارة الدفاع من اجل مواردها المادية».
واضاف انهم «طالبوا بهذه الوزارة من اجل استمرار الفساد واستمرار عبود قنبر وباقي الفاسدين»،مبينا ان «هذا دليل على استهتارهم بدماء العراقيين».
وتعد وزارة الدفاع من الوزارات السيادية المهمة التي سيطر ائتلاف القانون برئاسة نوري المالكي عليها منذ أربع سنوات وتدور حولها شبهات فساد كبيرة.
وفي الملف الأمني شنت القوات الحكومية والمتطوعون المساندون لها امس الثلاثاء هجوما قويا على تكريت مركز صلاح الدين. ونقلت قناة العراقية الرسمية عن مصدر عسكري قوله إن «القوات الأمنية سيطرت على مبنى مجلس محافظة صلاح الدين بعد طرد مسلحي تنظيم داعش منه».
وأضاف المصدر أن «القوات الحكومية انتشرت في أسواق مدينة تكريت».
وافاد بأن القوات الامنية استعادت منطقة شيشين جنوب غرب تكريت، مشيرا الى ان تلك القوات تتقدم الى مناطق اخرى في مدينة تكريت لتحريرها من تنظيم «داعش» وبإسناد من طيران الجيش والقوة الجوية.
وبدورها أعلنت قيادة شرطة ديالى عن اعتقال عدد من عناصر الميليشيات التي تنشر الفتنة الطائفية في قضاء المقدادية. وقال مصدر أمني في المحافظة ان «قائد الشرطة اللواء الركن ،جميل الشمري، وجه باعتقال عناصر من ميليشيات مسلحة تقوم بعمليات خطف المواطنين».
وبيّن المصدر ان «قوة من قيادة شرطة ديالى داهمت منازل لميليشيات الخطف وتم القاء القبض على 15 عنصراً منهم وسط قضاء المقدادية».

مخاوف مواجهة مع إسرائيل وأزمة العراق تجبر «حزب الله» على تجنيد الشباب الصغار في سن 16عاما للقتال في سوريا
إبراهيم درويش
لندن ـ «القدس العربي»: في إشارة إلى الأعباء التي يواجهها حزب الله اللبناني في سوريا ، وتوزعه بين متطلبات الدفاع عن النظام السوري والتحضير لمواجهة محتملة مع إسرائيل بدأ الحزب بإرسال مقاتلين أعمارهم لا تتجاوز الـ 16 من العمر للمشاركة في العمليات القتالية في سوريا.
وبحسب نيكولاس بلانفورد، الذي كتب في صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور»، فقادة حزب الله العسكريون كانوا يشترطون بلوغ المقاتل عمر الـ18 عاما ومن هنا فتخفيض عمر المقاتل لعامين قد يشير إلى ان الحزب المدعوم من إيران يشعر بالضغط خاصة ان مقاتليه موزعون على جبهات القتال ضد قوات المعارضة السورية بأطيافها من حلب في شمال سوريا إلى درعا في جنوب، بالإضافة لإرساله مدربين ومستشارين عسكريين للعراق التي تعتبر الساحة الجديدة التي يجد حزب الله مضطرا للمشاركة فيها بعد تقدم قوات تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش).
ويقول بلانفورد ان قيادة الحزب تحتفظ بالمقاتلين المجربين ومن ذوي التدريب العالي تحضيرا لمعركة قادمة مع إسرائيل، مثل وحدات الصواريخ المضادة للدبابات وفرق الصواريخ ذات المدى البعيد. ولكن المنظمة اللبنانية تجد نفسها اليوم وسط حرب ضد مقاتلين سنة شرسين في الجبال الوعرة في شرق لبنان ومعظم مناطق سوريا بطريقة تقوم بتغيير الدور الذي يلعبه حزب الله في الحرب الأهلية.
وكان حسن نصر الله، الأمين العام للحزب، قد أكد في خطابه الأخير على التهديد الذي تمثله جماعات مثل داعش على منطقة الشرق الأوسط. وأكد ان الخطر وجودي «وليس مزاحا». وكان نصر الله يتحدث يوم الجمعة الماضي في ذكرى حرب تموز/يوليو 2006 مع إسرائيل حيث حدد ملامح الخطر الذي تمثله «من تطلق على نفسها اسم الدولة الإسلامية» والتي ارتكبت مجازر ولم تفرق بين سني وكردي وشيعي وما إلى ذلك من حديث نصر الله.

جبهة جديدة

ولكن تقدم داعش في شمال وغرب العراق وتهديده للعاصمة بغداد أدى لانكشاف ظهر النظام السوري وداعمه حزب الله، حيث رجع المقاتلون العراقيون الشيعة للعراق وهو تطور استفادت منه جماعات المعارضة السورية في منطقة جبال القلمون وحول دمشق.
وكان حزب الله قد قاد عمليات مواجهة الجماعات المقاتلة في السلسلة الجبلية المتاخمة للبنان، واستمرت العملية من تشرين الثاني/نوفمبر 2013 وحتى نيسان/إبريل العام الحالي. لكن اندلاع القتال من جديد أعاد الحزب من جديد للمنطقة بل وانتقل القتال للبنان، حيث يواجه الحزب ألآلاف من المقاتلين السوريين واللبنانين المصممين جاءوا من فصائل متعددة بمن فيها جبهة النصرة التي تمثل تنظيم القاعدة في سوريا.
وصمد المقاتلون السنة في الجبال الشرقية قرب بلدات نحلة ويونين الشيعية ومدينة عرسال السنة التي تعتبر الممر الآمن والمهم لإمداد المقاتلين السوريين، إضافة للبلدة المسيحية راس بلعبك. ودخل الجيش اللبناني في القتال عندما هاجم المقاتلون عرسال في 2 آب/أغسطس وبعد اعتقال قيادي كبير في جبهة النصرة.
ويقول أشخاص مقربون من حزب الله ان مقاتليه أطلقوا قنابل الهاون والقذائف المدفعية على الجبال المحيطة بعرسال ودعموا الجيش اللبناني. وبحسب رجل أعمال اسمه أبو علي من بلدة الهرمل «فقد استخدم حزب الله طائرات الاستطلاع للعثور على مقاتلي الدولة الإسلامية في الجبال ومن ثم قام بإطلاق الصواريخ عليهم».
وتم إطلاق صواريخ «غراد» على عرسال من بلدة حوش السيد علي قرب الهرمل. ورغم كل هذا عانى حزب الله من خسائر كبيرة على يد مقاتلي المعارضة الذين تمرسوا على القتال خلال 3 أعوام من مواجهة النظام السوري. ولم تتوقف جنازات مقاتلي حزب الله، ففي الشهر الماضي دفن مقاتلان في جنازة جماعية في حارة حريك الشيعية في بيروت.
وكان عمر أحدهما وهو محمد عوادة لا يتجاوز الـ16 عاما. وفي الماضي كان حزب الله يسمح للشباب دون سن18عاما الانضمام في برامج شبابية وتلقي تدريبات عسكرية بسيطة ولكنه لم يكن يرسلهم للجبهات قبل بلوغهم سن الـ 18 عاما. وبالنسبة لعوادة فقد قتل في معركة قرب نحلة، حيث تم نشر وحدة حارة حريك المكونة من 40 مقاتلا قرب بلد نحلة بعد سيطرة فرقة أخرى تابعة لحزب الله عليها.
واستفاد المقاتلون السوريون من الطبيعة الوعرة للمنطقة وشنوا هجوما مضادا من منطقة قريبة، واكتشفت وحدة حارة حريك انها ليست مجهزة بالقدر الكافي، فلا ذخيرة كافية ولا أجهزة اتصالات ولا حتى مناظير لتحديد القناصة.
واستمرت المعركة لخمس ساعات ضد 250 مقاتلا سوريا.
واعترف أحد مقاتلي حزب الله شارك في الحرب الأهلية 1975- 1990 بانها كانت المعركة الاشد التي شارك فيها. وانتهت المعركة عندما وصلت وحدة انتشار سريع سمعت إطلاق النار، وتم إجبار المقاتلين السنة على الانسحاب من المنطقة ولكن بعد تكبيد وحدة «حارة حريك» عشرة من عناصرها وجرح عشرين بمن فيهم المحارب القديم الذي جرح في رجله.

«داعش» و«حزب الله»

وما دام حزب الله يواجه عدوا شرسا ممثلا بالجهاديين خاصة، داعش أو الدولة الإسلامية فلا بد من التنويه إلى تحليل للمخابرات الأمريكية حول طريقة إدارة الدولة الإسلامية كما صارت تعرف المناطق التي تسيطر عليها.
ويشير يوتشي دريزن في مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية إلى ان الدولة الإسلامية على ما يبدو تبنت وسائل عمل بها أولا حزب الله في لبنان والتي تقوم على تخصيص مصادر بشرية ومالية كبيرة من أجل الحفاظ على الخدمات الرئيسية في المناطق التي تديرها مثل الماء والكهرباء وشبكة المياه الصحية، بل وتقوم الدولة في بعض المناطق بتشغيل مكاتب البريد. وقامت الجماعة الجهادية بإنشاء نظام محاكم كي تقوم من خلاله بتطبيق وتنفيذ أحكام تصدرها بناء على الشريعة الإسلامية، التي تنفذ من خلالها الحدود.
و في الوقت نفسه سمحت الدولة الإسلامية بشكل عام للبيروقراطية المحلية الاستمرار بعملها من مثل تلك العاملة في القطاع الصحي والمستشفيات ودوائر الشرطة وعمال البلدية حسب تقارير المسؤولين الأمنيين.
واختارت الدولة في بعض المناطق رؤوساء بلديات لإدارة الشؤون المحلية للمدن وأبقت على الآخرين في مراكزهم.
وفي حالة النظر لكل هذه النشاطات فانها تعطي فكرة عن استعداد الدولة التي تقوم على قوات مسلحة تسليحا جيدا ولديها خزينة قادرة على تمويل نشاطاتها اليومية ودفع رواتب المقاتلين وكذا الانفاق على عملياتها العسكرية.
ويرى الكاتب ان الدولة الإسلامية تظهر تكيفا مع واقع الحكم . ويقلل هذا الوضع من إمكانيات تعرض الدولة لمعارضة داخلية طالما تقوم بتوفير الخدمات اليومية للسكان الذي يعيش في ظل حكمها.
ويقلل من أهمية النظرية التي تؤمن بها بعض الدوائر ومنها حكومة نوري المالكي الذي سقط بسبب الانهيار السريع لقواته في الموصل، حيث حاول المؤيدون لهذه الحكومة المسؤولة عن الأزمة في العراق وصعود داعش تصوير هذا الأخير بانه مجموعات من المقاتلين الغزاة الذين يغيرون على مناطق ويهربون كعادة القبائل البدوية في الماضي.
ويتناسى هذا التحليل تأييد القاعدة السنية للتطورات الأخيرة لانها رأت فيها بديلا وان كان سيئا عن حكم المالكي الجائر.
وينقل التقرير هنا عن الخبير في مجال مكافحة الإرهاب ديفيد كيلكولين الذي عمل مع قائد القوات الأمريكية ديفيد بترايوس أثناء احتلال العراق 2003- 2011 «يعتبر داعش من أخطر الجماعات الإرهابية في العالم لانه يجمع بين القدرات القتالية للقاعدة والقدرات الإدارية لحزب الله». وأضاف «من الواضح ان لديهم ـ داعش- أجندة لبناء الدولة وفهما لأهمية الحكم الفاعل».
ولاحظ التقرير ان الدولة الإسلامية قامت في بعض المناطق بفتح المستشفيات وتعبيد طرق جديدة وبدأت خدمات نقل وفتحت مدارس للتأهيل ـ على الاقل للأولاد- وأعلنت عن برامج للأعمال التجارية الصغيرة التي قصد منها دعم الاقتصاد المحلي.
وفي سوريا حيث يعتبر الخبز مادة الطعام الرئيسية، ركز المتشددون على إدارة مطاحن القمح والمخازن للتأكد من توفر الخبز وبكميات كافية لإطعام السكان. كما وتركز الجماعة على أهمية الإدارة الفاعلة على الأقل حسبما يرونه مناسبا. ويشير الكاتب هنا لدعوة أبو بكر البغدادي- الخليفة إبراهيم- في أول خطاب له بعد «فتح» الموصل العلماء والوعاظ والقضاة والأطباء والمهندسين ومن لديهم خبرات عسكرية وإدارية المساعدة في إدارة المناطق الواقعة تحت سيطرة الدولة الإسلامية.
ويقول دريزن ان هذه ليست مجرد خطب فقط، فبعد السيطرة على الموصل قام البغدادي بنقل مدير مستشفى الرقة في سوريا لتولي منصب مدير مستشفى الموصل حسبما يقول كيلكولين.

أتعامل مع دولة

وفي الرقة التي تسيطر عليها الدولة منذ عدة شهور لا تزال شرطة المرور في الشوارع ويدفع السكان الضريبة للدولة الإسلامية التي تعطيهم إيصالات تحمل شعارها.
وقال صاحب محل مجوهرات لمراسل صحيفة «نيويورك تايمز» ان الضرائب تظل أقل من الرشاوى التي كانت تدفع لمسؤولي نظام بشار الأسد حيث قال «أشعر بانني أتعامل مع دولة محترمة وليس بلطجية».
كما قامت الدولة الإسلامية بمعركة لكسب القلوب والعقول، حيث قامت بتنظيم احتفال عام ويوم للألعاب في الموصل حيث نظم أفراد التنظيم مباريات كرة قدم ومسابقات حفظ القران الكريم. ويقول كيلكولين ان الدولة الإسلامية «تفكر كأنها دولة».
ولا يخفى ان محاولات مثل هذه كافية لتوسيع قاعدة الدعم الشعبي للدولة الإسلامية التي أظهرت أيضا تفوقا في مجال إعلام التواصل الإجتماعي ففي الوقت الذي كان فيه تلفزيون» العراقية» الرسمي يبث الأغاني الوطنية كانت الدولة تقوم بحملة على الانترنت والتويتر وأصدرت مجلة ناطقة بالانكليزية بل وعندما ظهر أبو بكر البغدادي في المسجد النوري حرصت الدولة على ترجمة خطبته لأكثر من لغة حية، مثل الألمانية، الفرنسية والانكليزية .
ويبدو ان شعبية وقدرة التنظيم هي التي دفعت دولا مثل السعودية لتغيير سياستها تجاه الإرهاب. وكما تشير لوري بلوتكين بوغارت في دراسة حول سياسة السعودية في مكافحة الإرهاب نشرها معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدني والتي جاء فيها ان قلق الرياض من الدعم الشعبي السعودي لها ظهر من خلال استطلاع غير رسمي على شبكات التواصل الإجتماعي والذي أظهر اعتقاد الغالبية باتباع داعش لقيم وقوانين الإسلام.
ومن أجل هذا تخطط السعودية إجراء دراسة مسحية حول موقف السعوديين من الخلافة التي أعلنت في حزيران/يونيو، وهذه الدراسات المسحية تعتبر نادرة في المملكة مشيرة لاستطلاع أجري في عام 2009 وأظهر ان نسبة 20٪ من السعوديين عبروا عن مواقف مؤيدة أو محبذة للقاعدة.
وأدى خوف السعودية من شعبية داعش لاتخاذ سلسلة من الإجراءات منها تجفيف منابع داعش في السعودية ووقف تبرع مواطنين لها ووصم كل من تثبت علاقة له معها بالإرهاب والتحقيق معه، فقد حققت مع خطباء ودعاة لم يشجبوا القاعدة بما فيه الكفاية ووسعت من حملتها ضد جمع التبرعات وأصدرت تشريعات تجرم كل من يشارك في القتال مع جماعات إرهابية، وحشدت الآلاف من قواتها قريبا من الحدود مع العراق، فداعش لم تعد بعيدة عن الحدود السعودية.

«أحرار الشام» تلقي القبض على أحد خاطفي «الإيطاليتين» شمال سوريا
حازم داكل
إدلب ـ «القدس العربي» : قال أحد عناصر المكتب الأمني لحركة «أحرار الشام الإسلامية» بريف إدلب رفض الكشف عن أسمه لـ»القدس العربي» أكد ان حركة «أحرار الشام» ألقت القبض على أحد خاطفي الناشطتين الإيطاليتين (فانيسا مارزولو وغريتا راميلي) واللتين دخلتا سوريا بهدف إيصال مواد إغاثية.
وقال المصدر لـ»القدس العربي» ان أحد الخاطفين ألقي القبض عليه من أحد حواجز حركة «أحرار الشام» بالقرب من بلدة سرمدا الحدودية مع تركيا، واكتشف المكتب الأمني بعد التحقيق معه انه كان يفاوض السلطات الإيطالية عبر الهاتف بهدف الحصول على صفقة مادية. وأضاف المصدر ان الإيطاليتين المختطفتين كانتا في بعثة إغاثة في منطقة «الأبزمو» بحلب تحت حماية كتيبة تابعة لقوات المعارضة في سوريا، وان الخاطفين كانوا عناصر من تلك الكتيبة ذاتها التي كانت تحميهم، مؤكداً انهما بصحة جيدة ومن الممكن ان يستلماها من خاطفيهم في الساعات القليلة القادمة. وعند محاولة «القدس العربي» التواصل مع أحد قيادات «حركة أحرار الشام»، رفض الأمر معللين ذلك بان أي تواصل حول الموضوع يكون مع جهات رسمية.
يذكر ان وزارة الخارجية الإيطالية أعلنت عن خطف اثنين من مواطنيها في شمال سوريا بداية الشهر الحالي كانا يعملان في مجال الإغاثة الانسانية.

الجيش السوري يخترق حصار داعش لمطار الطبقة العسكري ومقاتلات دمشق تنفذ 90 طلعة جوية
كامل صقر
دمشق ـ «القدس العربي» : تلقى تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» خلال الساعات الماضية أعنف ضربة عسكرية داخل الأراضي السورية منذ انطلاقته الفعلية العام الماضي. معلومات «القدس العربي» تفيد بأن سلاح الجو في الجيش السوري استنفر مقاتلاته المروحية وطائرات الميغ وجنّدها في طلعات جوية مكثفة ومركزة استهدفت مواقع مقاتلي تنظيم داعش في محافظة الرقة وتحديداً في القرى المحيطة بـ «مطار الطبقة العسكري» الذي يشكل أهم قاعدة عسكرية لدمشق شرقي سوريا. مصادر عسكرية قدّرت عدد الطلعات الجوية التي نفذتها مقاتلات ومروحيات الجيش السوري على مواقع «داعش» في ريف محافظة الرقة بأكثر من 90 غارة مضيفة أن نسبة دقة الإصابات في صفوف داعش تجاوزت الـ 80٪، فيما استطاعت تلك الطلعات تحقيق خرق نوعي في الحصار الداعشي الذي كان يُطوَّق محيط مطار الطبقة عبر فتح ثغرات كبيرة من جهة القرى الواقعة غرب المطار وصولاً إلى مفترق طريق مدينة الطبقة.
المصادر ذاتها أكدت وصول تعزيزات من قوات الحرس الجمهوري والقوات الخاصة تزيد عن ستمئة جندي وصلوا براً إلى مطار الطبقة. في وقت لا تزال فيه الخسائر البشرية في صفوف داعش غير واضحة.

مسيحي يطالب النظام السوري بإطلاق سراح ابنه الأسير في عدرا العمالية.. والسلطات تحبط محاولة لإطلاق سراح امرأة درزية
هبة محمد
دمشق ـ «القدس العربي» «نحن المسيحيين غير محسوبين على أحد للأسف»، هذا ما جاء في رسالة وجهها أحد أهالي المحتجزين في عدرا العمالية بريف دمشق الشرقي، والذي ينتمي للديانة المسيحية، مطالبا من لديه علاقات مع النظام السوري لمساعدته، في حين قال المتحدث العسكري باسم الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام وائل علوان، ان النظام السوري أحبط، ترتيبات لإطلاق سراح امرأة درزية حامل من محتجزي عدرا العمالية.
وجاء في الرسالة التي كتبها أحد الأهالي على صفحة لمحتجزي عدرا العمالية على «فيسبوك»، «من يملك واسطة أو أقارب» يعملون لدى جهاز الأمن، أو عناصر ذات رتبة عالية في جيش النظام، يستطيع من خلالهم الإفراج عن مدنيين معتقلين في سجون الأسد، مقابل الإفراج عن عوائل من المحتجزين لدى «أجناد الشام» وكتائب المعارضة المسلحة داخل عدرا العمالية الموالية.
وأضاف «من لا يستطيع الوصول إلى مخابرات النظام، كالمسيحيين سوف يبقى ينتظر للإفراج عن الأموات».
وفي سياق متصل، أحبط النظام السوري منذ أيام قليلة عملية لإطلاق سراح «ماجدة الحرفوش» امرأة حامل بالشهر التاسع من الطائفة الدرزية محتجزة لدى كتائب المعارضة المسلحة في مدينة عدرا العمالية دون أي مقابل. وقال وائل علوان في تصريح خاص، ان «النظام السوري أحبط، في اللحظة الأخيرة، ترتيبات كان قد تم الاتفاق عليها، بين مفوضية الأمم المتحدة في سورية وشخصيات أهلية من جهة، وفصائل المعارضة المسلحة في الغوطة الشرقية من جهة أخرى، لإطلاق سراح امرأة حامل في شهرها التاسع من محتجزي عدرا العمالية».
وأضاف انه «بعد ضغوط كبيرة وتجاوب من قبل مفوضية الأمم المتحدة لتوفير ممر انساني للمحتجزة ماجدة الحرفوش، منع النظام في اللحظة الأخيرة دخول وفد مؤلف من شيخ عقل الطائفة الدرزية، كون المحتجزة من الطائفة الدرزية، بالإضافة إلى مستشارين عسكريين في بعثة مفوضية الأمم المتحدة، أحدهما مصري الجنسية والآخر مغربي، وشقيق المحتجزة بسام حرفوش، مشيرا إلى ان الوفد لم يكن يضم عناصر من النظام السوري، أو ممثلين له.
وأكد علوان، «قيام الاتحاد الإسلامي بكل الترتيبات لتوفير الحماية للوفد، والتواصل المطول معهم لتكون النتيجة بعدم السماح لهم بالدخول من قبل النظام، بعكس ما تأملت المحتجزة، والتي تحتاج إلى رعاية صحية خاصة بسبب الحصار المفروض على المنطقة».
يذكر ان مؤيدي بشار الأسد من أهالي المحتجزين في عدرا العمالية، الخاضعة لسيطرة كتائب المعارضة المسلحة، كانوا طالبوا مرات عدة بالإفراج عن أهلهم من المحتجزين، مطالبين النظام بالتفاوض مع مسلحي المعارضة للإفراج عنهم.

لماذا تدخلت واشنطن سريعا ضد «داعش» في العراق وتخلفت عن ذلك في سوريا؟
روما ـ من بسام العمادي: بعد التحرك المفاجئ لتنظيم «الدولة الإسلامية» المعروف إعلامياً بـ»داعش»، في العراق، وسيطرته السريعة وغير المتوقعة على أجزاء ومناطق واسعة شمالي وغربي البلاد، واقتراب مقاتليه من بغداد وأربيل (عاصمة إقليم شمال العراق)، تحركت واشنطن بلا إبطاء.
التحرك الأمريكي السريع ضد «الدولة الإسلامية» شمل إرسال البوارج الحربية إلى الخليج العربي، وإرسال خبراء عسكريين على جناح السرعة إلى بغداد وأربيل، كما شرع الطيران الحربي الأمريكي بشن ضربات ضد مواقع للتنظيم شمالي العراق، وكذلك الضغط السياسي الذي أدى إلى استصدار قرار أممي قبل أيام بمحاصرة «داعش» اقتصاديا وعسكريا وسياسيا.
ويتساءل الكثيرون عن السبب وراء هذا التحرك السريع والحاسم للولايات المتحدة ضد «الدولة الإسلامية» بعد سيطرته على بعض المناطق في العراق وارتكابه فيها ما يمكن تسميته «جرائم ضد الإنسانية»، بحسب ما يتهم به، وكذلك تهجير الآلاف من سكانها، بينما لم تحرك ساكنا عندما استولى التنظيم نفسه منذ أكثر من عام على مناطق واسعة في سوريا، وارتكب نفس الأعمال التي يمكن إدراجها تحت نفس التصنيف.
ويرى كثيرون هذا التساؤل مشروعا لشدة التناقض بين الحالين، ولكنه أمر يمكن تفسيره من خلال معرفة محركات سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، إذ ان هذه السياسة لها محركان ودافعان أساسيان يتحكمان بها وهما: النفط، وأمن إسرائيل، أما الأمور الأخرى، ان وجدت، فهي ثانوية، ولا تأثير يذكر لها على القرارات السياسية، إلا إذا كانت تتماشى مع هذين المحركين الأساسيين.
ففي الواقع سوريا ليست من الدول النفطية الكبرى ولا تهم واشنطن إطلاقا في هذا المجال، وربما في مجالات أخرى كثيرة، ما عدا كونها الجار الأكثر تهديداً لأمن إسرائيل.
وأصبح من الثابت انه لإسرائيل مصلحة قوية في بقاء نظام بشار الأسد في الحكم في سوريا، بسبب الأمن الذي استمرت إسرائيل تتمتع به على جبهتها الشمالية خلال فترة حكم بشار (منذ عام 2000 وحتى اليوم) تماما كما تمتعت به أيام أبيه الراحل حافظ الأسد الذي حكم البلاد منذ عام 1971، وحتى وفاته عام 2000 حيث خلفه نجله بشار.
من جهة أخرى، فقد بينت الأحداث منذ دخول «الدولة الإسلامية» إلى سوريا قبل أكثر من عام ان عناصرها لم يدخلوا مواجهات حقيقية مع قوات نظام بشار إلا في حالات قليلة، و في الوقت نفسه لم تقم قوات بشار وتوابعها من الميليشيات الشيعية بمواجهة مسلحي الدولة الإسلامية إلا في حالات نادرة وغير مؤثرة.
ويمكن تفسير هذا الأمر ان وجود «الدولة» في سوريا وسيطرتها على مناطق واسعة يخدم هدف النظام في تخويف الغرب من البديل المحتمل لنظامه وهو الإرهاب والتطرف من فصائل إسلامية متشدده كالقاعدة و»الدولة الإسلامية» المنشقة عنها وغيرهما.
وقام نظام بشار والنظام الإيراني بالكثير من الأعمال التي ساعدت على ظهور وتقوية «القاعدة» بعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 قبل ان ينشق عنه «الدولة الإسلامية في العراق والشام» العام الماضي، لعدة أسباب منها استنزاف الأمريكيين ومنع استمرار الإدارة الأمريكية حينها فيما كانت تخطط له وهو تغيير نظام بشار الأسد بعد نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.
ومن بين ما قام به نظام الأسد المدعوم من إيران هو تمرير السماح لـ»داعش» بالسيطرة على بعض المناطق لأشهر وعدم قصفها من قبل قوات النظام السوري، مثل محافظة الرقة المعقل الأساسي للتنظيم في سوريا.
وكما يرى مراقبون فقد نجح نظام بشار وإيران في مساعيهما، واستمرا في استغلال الفصائل والتنظيمات التي كانت تقاوم الغزو الأمريكي ومساعدتها بشكل أو بآخر.
وجاءت الاستفادة الكبرى من تلك التنظيمات بعد قيام الثورة في سوريا ضد نظام الأسد مارس/آذار 2011، والتي بدأت واستمرت سلمية لأكثر من 7 أشهر حتى أجبر قمع قوات النظام واستخدامه العنف ضد المتظاهرين على حمل السلاح للدفاع عن انفسهم وعائلاتهم وممتلكاتهم، قبل ان تتدخل التنظيمات الإسلامية مثل «داعش» والنصرة» وغيرها وتتصدر مشهد الصراع.
ومن المعروف ان مراسيم العفو التي أصدرها بشار الأسد في الأشهر الأولى للاحتجاجات ضده، سمحت لمعظم الموقوفين في السجون السورية من الجهاديين والإسلاميين بالخروج وتشكيل فصائل مقاتلة والمساهمة في عسكرة الثورة، مما أعطى للنظام المبرر لاستخدام أقصى درجات العنف والقمع لانهاء الاحتجاجات ضده.
ومنذ آذار/مارس 2011، تطالب المعارضة السورية بانهاء أكثر من 40 عاماً من حكم عائلة الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية، يتم فيها تداول السلطة، لكن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات، ما دفع سوريا إلى معارك دموية بين القوات النظامية، وقوات المعارضة، حصدت أرواح أكثر من (150) ألف شخص، بحسب المنظمات الحقوقية.
ويبدو ان الأثر السلبي لسيطرة «الدولة الإسلامية» على مناطق واسعة في سوريا هو أمر يمكن لإسرائيل والإدارة الأمريكية تحمله مقابل بقاء نظام بشار، وعدم قيام نظام آخر بديل لابد وان يكون لـلإسلاميين دور فيه، لانه من غير المتوقع ان يستمر السلام والأمن الذي نعمت به إسرائيل على حدودها الشمالية لأكثر من 40 عاما خلال حكم الأسدين (الأب والابن)، في حال سقوط نظام بشار.
ومهما كانت هذه الحسابات خاطئة، ومهما كانت النتائج الجانبية سيئة – وربما أسوأ من نتائج سقوط بشار الأسد- لكن على ما يبدو فان هذا ما قررته إسرائيل والإدارة الأمريكية، ولهذا تصمت الأخيرة عما يجري في سوريا سواء من تنظيم «الدولة الإسلامية» أو من نظام الأسد الذي ارتكب مجازر تفوق ما يتهم به التنظيم بارتكابها.
وقد يتساءل البعض عن المبادئ الأمريكية في الديمقراطية وحقوق الإنسان ومكانها وتأثيرها على متخذي القرار في واشنطن في الشان السوري، خاصة وان حكومات الولايات المتحدة تستخدمها كسيف مسلط على رقاب الحكومات التي لاترضى عنها وتخالف مصالحها.
ولكن الواقع يقول ان القرارات السياسية الأمريكية لا مكان فيها لحسابات حقوق الإنسان ولا للديمقراطية، بل وحتى الخطوط الحمراء المتعلقة باستعمال الأسلحة الكيميائية والأخرى المحرمة دوليا والتي رسمها الرئيس الأمريكي باراك أوباما لبشار ونظامه، فحتى هذه الخطوط تم التخلي عنها بمجرد الحصول على تنازل من نظام بشار عن الأسلحة الكيميائية بعد ما سمي «مجزرة الكيماوي» في منطقة الغوطة آب/اغسطس 2011.
وبعد تهديد الولايات المتحدة بشن عملية عسكرية ضد النظام السوري على خلفية اتهامه بارتكاب «مجزرة الكيماوي» بريف دمشق التي راح ضحيتها نحو 1400 قتيل، في أغسطس / آب 2013 قرّر النظام السوري تلبيةً لدعوة من موسكو، تسليم ما بحوزته من أسلحة كيميائية بغية إتلافها.
وبدأت عمليات نقل تلك الأسلحة عبر ميناء اللاذقية على البحر المتوسط مطلع العام الجاري، وتم الانتهاء قبل أيام من نقل وإتلاف كامل الكمية المصرح بها من قبل النظام السوري المقدرة بحوالي 1300 طن.
وربما كان السبب الأكبر وراء تراجع واشنطن عن شن الضربة العسكرية ضد النظام هو إدراك الإدارة الأمريكية انه مهما كانت الضربة التي كانت متوقعة صغيرة أو محدودة، فانها كانت ستؤدي إلى انهيار نظام بشار بأكمله، فلذلك تم التراجع عنها، وكانت نتيجة ذلك التراجع والتراجع عن الخطوط الحمراء هي استمرار نظام بشار بقتل وتهجير الشعب السوري حتى تجاوزت مأساة هذا الشعب أكبر مآسي هذا القرن.
ومع ان جرائم النظام السوري تجاوزت بآلاف المرات حجم الجرائم التي قامت بها «الدولة الإسلامية» سواء في سوريا أو في العراق، وان التهجير الذي تسبب به نظام بشار للشعب السوري تجاوز بمئات المرات التهجير الذي سببه التنظيم في العراق للسكان المحليين هناك، إلا ان رد الفعل الأمريكي وربما الغربي لم يتجاوز حدود الإدانات اللفظية وتقديم بعض المساعدات الإنسانية التي لا تسمن ولا تغني عن جوع أو تحل الأزمة التي ما تزال مفتوحة.
بل وأكثر من ذلك لازالت الولايات المتحدة تفرض حظرا قويا على امدادات السلاح للثوار السوريين وتشل قدرتهم على مواجهة قوات نظام بشار، مما تسبب في إضعاف قوات المعارضة «المعتدلة» وتسبب بانضمام الكثير من الثوار السوريين إلى صفوف «الدولة الإسلامية» وجبهة «النصرة» لانهما الفصيلان الأكثر استقلالا عن الدعم الخارجي المتحكم به أمريكيا بشكل مباشر أو غير مباشر.
هذه السياسة والحسابات التي توصف بـ»الخاطئة» للإدارة الأمريكية سوف تؤدي إلى مالا يحمد عقباه، وقد يكون أحد الأسباب الأخرى لهذه السياسة هو إصرار الرئيس الأمريكي باراك أوباما على عدم الدخول في حروب جديدة في الشرق الأوسط بعد الحرب على العراق.
لكن الهروب من المشكلة لا يحلها، وسواء رغبت حكومة الولايات المتحدة أم لم ترغب فهي مسؤولة بشكل أساسي عن عودة الأمن والاستقرار إلى المنطقة باعتبارها القوة العظمى الوحيدة والقادرة على التأثير الحقيقي في منطقة الشرق الأوسط التي تعتبرها من أهم مناطق العالم لمصالحها الاقتصادية والسياسية.
خاصة وان المطلوب ليس تدخلا عسكريا امريكيا مباشرا كما يظن بعض معارضي التدخل الامريكي في الشأن السوري، بل هو فقط رفع الحظر عن الأسلحة للثوار السوريين وربما بعض المساعدات اللوجستية والاستخباراتية وبعض الأسلحة النوعية التي تمكن الثوار من مواجهة النظام وأسلحته الكثيرة التي يزوده بها حلفاؤه الايرانيون والروس وغيرهم، أو على الأقل تحقيق التوازن معه.
أما الحجة التي يتذرع بها البعض بانه ليس من المستحسن إرسال أسلحة اخرى إلى المنطقة فهي مخالفة للواقع والمنطق، فالأسلحة تتدفق على نظام الأسد من حلفائه بازدياد، ووقف هذا التدفق لا يكون إلا بتسليح الطرف الآخر بما يمكنه من الوقوف في وجه هذا النظام.
ان عدم مواجهة ما يحدث في سوريا وعدم المساهمة في حل مشكلة تمترس نظام بشار الأسد ومن ورائه ايران وغيرها يؤثر تأثيرا سلبيا كبيرا على العراق وغيره من دول المنطقة، إذ ان بقاء نظام بشار الأسد هو أكبر مسبب لعدم الاستقرار وانفلات الأمن والسلم في الإقليم ويتسبب بإشعال النيران في أكثر من بلد فيه، وهو ما هدد به الأسد المنطقة في حال زواله بعدة تصريحات له مؤخراً.
وما يحدث الان من انضمام شعبي متزايد في العراق وسوريا لصفوف «الدولة الإسلامية» ولجبهة «النصرة» لن يكون من السهل الانتهاء من نتائجه السلبية على المنطقة وعلى العالم، خاصة بانضمام صفوف الكثيرين من الأجانب إلى هاتين المنظمتين واحتمال عودتهم المستقبلية إلى دولهم بعد اكتسابهم أفكاراً جهادية وخبرات قتالية، وما يمكن ان يفعله هؤلاء من أعمال قد تهدد استقرار وأمن تلك الدول.(الاناضول)

سورية: النظام والمعارضة.. سعي وراء دعم واشنطن لمواجهة “داعش”
تحليل إخباري ــ عبسي سميسم
تتجه الولايات المتحدة إلى توسيع عملياتها العسكرية ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، لتشمل مواقعه داخل الأراضي السورية، نظراً للترابط الوثيق، بين الساحتين السورية والعراقية بالنسبة لانتشار وإمداد وقيادة التنظيم.

وما يدعم هذا الافتراض، مسارعة كل من المعارضة والنظام في سورية، إلى تقديم نفسه كشريك مؤهل لمحاربة “الإرهاب” إلى جانب الولايات المتحدة.

فقد عقد “الائتلاف الوطني” السوري المعارض، اجتماعاً طارئاً، يوم السبت الماضي، في مدينة غازي عنتاب التركية. ووجّه رئيسه، هادي البحرة، في ختامه نداءً للمجتمع الدولي من أجل التعامل بالطريقة نفسها مع “داعش” في سورية كما في العراق، وضرورة تسليح “الجيش الحرّ” على غرار تسليح الأكراد.

وفي المقابل، بعث النظام السوري برسائل عدة، بشأن رغبته في أن يكون شريكاً للأميركيين، في محاربة “داعش”، كان آخرها القصف المكثّف لمعظم مواقع “داعش”، في مدينة الرقة، خلال اليومين الماضيين، عبر عشرات الغارات الجوية، التي أسفرت عن سقوط أكثر من 30 عنصراً للتنظيم، فضلاً عن العديد من المدنيين.

في غضون ذلك، ظهرت تسريبات سياسية وصحافية، تشير إلى أن “واشنطن طلبت من الائتلاف المعارض، أن يدعوها خلال اجتماعه الطارئ، لضرب داعش في سورية”، إلا أن ثمة شكوك في أن تتخذ الولايات المتحدة من “الجيش الحرّ”، في هذه المرحلة على الأقلّ، شريكاً استراتيجياً ضد داعش”.
وتُفضّل واشنطن، التصرّف على انفراد، على “المستوى العملياتي”، من دون تنسيق علني مع أي طرف على الأرض، كي تتجنّب قطع التزام طويل الأمد مع المعارضة السورية، التي تريد، ألا تقتصر الضربات الأميركية المحتملة على “داعش”، بل أن تطال قوات النظام أيضاً، وأن يواكبها تسليح وتدريب لقوات المعارضة، لتتمكن من محاربة النظام و”داعش” على حد سواء.

ويبدو أن موضوع توسيع الحرب ضد “داعش” بات مسألة وقت، قد تتبلور خلال الفترة القريبة المقبلة، فيما يشبه التحالف الدولي، الذي يبدو أنه يسير بشكل متسارع. فبعد القرار الأخير، لمجلس الأمن الخاص بـ”داعش” و”جبهة النصرة”، وقرار الأوروبيين تسليح الأكراد؛ بدأت الولايات المتحدة بتوجيه ضربات جوية متواصلة، ضد التنظيم، أدت إلى فقدانه السيطرة على سد الموصل.
كما بدأ يفقد بيئته الحاضنة في العراق، مع إعلان المزيد من العشائر نيتها فك تحالفها معه، بل وإبداء استعدادها لقتاله بعد أن انحرف كما تقول، عن أهداف ثورتها ضد حكومة، رئيس الوزراء المنتهية ولايته، نوري المالكي، من خلال اجتياحه لمناطق الأيزيديين في جبل سنجار، واشتباكه مع الأكراد في شمال العراق، وارتكابه أعمال قتل وتصفيات في تلك المناطق.

في الأثناء، يُستبعد قبول واشنطن بالنظام السوري شريكاً في الحرب، على “داعش” حتى اللحظة، إذا ما قيس الأمر بالتصريحات التي صدرت عن المسؤولين الأميركيين، التي ما زالت تعتبر النظام السوري “صانعاً للإرهاب”.
إلا أنه من غير المستبعد أن يحصل نوع من التنسيق غير المعلن بين واشنطن ودمشق، بما يخص الضربات الجوية التي ينفذها النظام ضد “داعش” في سورية، والتي استنتجت كثير من التحليلات العسكرية أن أياديَ أميركية قد نسقت الضربات الأخيرة على الرقة، نظراً لدقة الأهداف وكثافة الضربات، وهو الأمر الذي أخرج النظام عن صمته وسارع إلى نفي أن تكون الطائرات التي قصفت مواقع في الرقة هي طائرات أميركية.

في المقابل، يبدو أن هناك تحديات كبيرة أمام المعارضة السورية، ليتم قبولها شريكاً في التحالف الدولي ضد “داعش”، الذي يعني دعمها عسكرياً ولوجستياً، وبالتالي تقويتها لمواجهة النظام، وبالرغم من سعي المجتمع الدولي، وعلى رأسه الولايات المتحدة، لدعم ما يُسمّى قوى معتدلة من المعارضة المسلّحة كحركة “حزم” و”جبهة ثوار سورية”، والتي تبدو المرشح الأول للدخول في مثل هذا التحالف.
لكن هذه القوى لا تُشكّل قوة كبيرة تستطيع قيادة عمليات على الأرض ضد “داعش” بشكل منفرد، كما أن دخولها في تحالفات مع قوى مصنّفة على قائمة الإرهاب كـ”جبهة النصرة”، ولو على مستوى التنسيق يصعب من مهمتها في إقناع المجتمع الدولي باعتمادها. وقد حاولت هذه القوى الدخول في تحالفات مع قوى أخرى، كان آخرها الدخول ضمن تحالف “مجلس قيادة الثورة السورية”، من أجل الظهور كقوة مقنعة يمكن الاعتماد عليها وبالتالي دعمها.

وقال رئيس المجلس الوطني جورج صبرا، لـ”العربي الجديد”، إنه “من الطبيعي أن يكون احتمال تدخل الولايات المتحدة لمحاربة التنظيم، ضمن الأراضي السورية كبيراً. لأن الخطر الذي يمثله على المنطقة وشعوبها، بدأ في سورية قبل أن يظهر في العراق بمدة طويلة. وطالما أن داعش واحد في الساحتين العراقية والسورية، فإن الخطر الذي يمثله على الأمن والاستقرار في المنطقة وعلى الأمن القومي الأميركي، كما صرحت الإدارة الأميركية مراراً؛ هو خطر واحد. وما هو متوجب وصائب هناك، يكون متوجباً وصائباً هنا أيضاً”.
وأضاف صبرا، أن “هذا الشأن يضع السياسية الأميركية في المنطقة ومصداقيتها على صعيد مكافحة الإرهاب وحقوق الإنسان ودعم الديمقراطية على المحك. ليس فقط في دعم السوريين ومساعدتهم على مكافحة الإرهاب، وفي مقدمته إرهاب النظام والمليشيات الطائفية التي استقدمها من لبنان والعراق. فالإرهاب واحد مهما اختلفت ألوانه وأشكاله وتبعيته وشعاراته، فالنظام هو المولد الأكبر للإرهاب في سورية، منذ أن كان يمارسه وحيداً على الشعب السوري لعقود، وحتى زمن إنتاجه داعش واستيراده حزب الله خلال الثورة”.

وأوضح أنه “إذا كانت واشنطن تريد فعلاً أن تقاوم الإرهاب فلا يمكن أن يتم ذلك عبر التنسيق مع النظام السوري الإرهابي، حتى ولو كان في الجهة المقابلة. فالمعارضة السورية تتولى وحدها محاربة داعش على أراضيها منذ أكثر من عشرة أشهر، ولم يُثر اهتمام النظام السوري إرهاب التنظيم واحتلال مساحات شاسعة من الأرض السورية واستيلائها على مصادر الثروة فيها، ولم تقم عصاباته بأي جهد في قتالها. وفي المقابل، كان مسرح اهتمام داعش، الأراضي المحررة وكانت تصب جام حقدها على الجيش السوري الحر وقوى الثورة المقاتلة”.

وأضاف أن “الثورة السورية رفضت بكل مكوناتها التنظيم قبل وقت طويل من سقوط الموصل، فالشعب السوري هو أول من استشعر بخطر داعش وخرج بمظاهرة فائقة الشجاعة في مدينة الرقة منذ دخوله إليها. ورفضت معظم المؤسسات والهيئات الإسلامية ممارساته وأفتت بمحاربته، وكذلك الجهات التمثيلية في الثورة من مجلس وطني وائتلاف، وعلى المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته في سورية كما في العراق”.

وكشف أن “دومينو الفتنة التي أشعلها النظام ونفخ فيها حزب الله، جاء داعش ليكون ثالثة الأثافي، أحجار ثلاثة تُوضع عليها القدر فوق الموقد، لإنجاز إحراق المنطقة”.

وأكد رئيس المجلس الوطني، أنه استناداً إلى التصنيف الأميركي لـ”حزب الله” كمنظمة إرهابية، التي يعرف الجميع دورها في الدفاع عن النظام لمنع انهياره، وتكرار التصريحات الأميركية عن عدم وجود دور للرئيس السوري، بشار الأسد، في مستقبل سورية، “يمكن لنا أن نعتقد أن الولايات المتحدة تعتبر النظام منتهياً. ومن الأولى بها أن تتقدم اليوم خطوة لتقديم مساعدة حقيقية للسوريين طال انتظارها منذ الأيام الأولى للثورة، وهي مساعدة الثوار على هزيمة التطرف والإرهاب لتمكين السوريين من إنجاز أهداف ثورتهم. فمنظمات التطرف والإرهاب على الأرض السورية، لم تكن خياراً للثورة وقواها، إنها خيارات النظام ومنتجاته لتشويه صورة الثورة وحرفها عن مسارها، لذلك فإن كل ضرب على عصب الإرهاب فيه دعم مباشر أو غير مباشر لطاقة الثورة العظيمة التي تحارب منذ زمن على جبهتين”.

هارونا أوكاوا في قبضة “داعش”
حلب ــ مصطفى محمد
علم “العربي الجديد” أن الياباني هارونا أوكاوا الذي اعتقل قبل أيام قليلة على يد تنظيم “داعش”، لا يزال على قيد الحياة، وأن الحكومة اليابانية تسلّمت جواز سفره، وصوراً له، من قوات المعارضة السورية.

وأكد القائد العسكري في “الجبهة الاسلامية” أبو تميم، نبأ اعتقال أوكاوا، مؤكداً أن تنظيم “داعش” تمكن من اعتقاله أثناء تغطيته المعارك الأخيرة في الريف الشمالي لمحافظة حلب. وأشار إلى أن أوكاوا كان بصدد إعداد تقرير إعلامي لـ”وكالة الأنباء اليابانية” التي يعمل فيها،عن الكتيبة التي يترأسها القائد المذكور.

وكانت طوكيو قد أعلنت الأحد الماضي اختطاف مواطنها في مدينة حلب، وذلك على لسان نائب وزير خارجيتها، الذي أكد أن سلطات اليابان تحاول تأمين سلامة المختطف، “رغم الفوضى التي تعم أرجاء سورية” على حد وصفه.

وأظهر شريط فيديو بث على “يوتيوب” أشخاصاً مجهولين، وهم يستجوبون أوكاوا عن طبيعة عمله، ولم يتسنّ لـ”العربي الجديد” التأكد من صحة الشريط.

في هذه الأثناء قال المسؤول الاعلامي لمدينة مارع زكريا نجار، “إن أوكاوا اعتقلته “داعش” أثناء مرافقته لكتائب “الجبهة الإسلامية” من أجل تغطية المعارك بين قوات المعارضة و”داعش” في ريف حلب الشمالي”. مبيناً أن السبب الرئيسي في اعتقاله معاناته من إصابة سابقة، إذ لم يتمكن من الفرار، أثناء حصار عناصر من تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” للمجموعة العسكرية التي كان برفقتها، والتفافهم عليها.

يشار إلى أن أوكاوا يجيد العربية، وقد أعلن إسلامه، وكنى نفسه بـ”أبو مجاهد”، عقب دخوله الأراضي السورية قادماً من “كركوك” العراقية ، التي كان يعمل فيها مصوراً لصالح وكالة أنباء يابانية.

ورغم أن هارونا أوكاوا صوّر عدداً من المعارك ورافق المقاتلين المعارضين في أكثر من منطقة سوريا، إلا أنه لا صفة صحافية محدّدة له. وهو ما أكدته أغلب المنظمات الحقوقية، بينها منظمة “مراسلون بلا حدود”.

النظام يستعيد السيطرة على قرية أم خريزة بريف حماه
قتلى وجرحى في عشرات الغارات على ريف دمشق ودرعا
شنّ الطيران الحربي السوري غارات جوية على منازل المدنيين في بلدات وقرى ريف دمشق ودرعا، وألقى البراميل المتفجرة، ما أدى الى سقوط عدد من القتلى والجرحى، دون أن تتضح بالضبط حصيلة تلك الغارات.

بيروت: قال ناشطون إن الطيران الحربي نفذ 11 غارات جوية على الغوطة الشرقية في ريف دمشق، واستهدف بلدة حرستا القنطرة بـ4 غارات جوية، و3 غارات على بلدة مرج السلطان، وغارتان على مديرا، بالإضافة إلى غارتان على بلدة دير العصافير.

وفي نفس السياق، قصفت القوات الحكومية بقذائف الهاون مدينة دوما في الغوطة الشرقية، بينما ألق الطيران المروحي 4 براميل متفجرة على جرد فليطة في القلمون بريف دمشق، بينما تمكنت مضادات الدفاع الجوي لسلحي المعارضة من إسقاط طائرة حربية شرقي الغوطة بريف دمشق.

وفي درعا، ألقى الطيران المروحي 4 براميل متفجرة على مدينة نوى وبرميلين متفجرين على بلدة إنخل وبرميل متفجر على بلدة صيدا في ريف درعا، وقصف بلدة عتمان بالمواد السامة ما أدى لحدوث عدد من حالات الاختناق.
ودارت اشتباكات بين مقاتلو المعارضة والقوات الحكومية عند مفرزة الأمن العسكري شرقي مدينة نوى في ريف درعا، وسقط قتيل وجريحين جراء القصف المدفعي على مدينة إنخل في ريف درعا.

وفي حلب، ألقى الطيران المروحي برميلاً متفجراً على حي الفردوس وبرميلين متفجرين على حي السكري في مدينة حلب.

استعادة السيطرة على قرية أم خريزة
من جهة ثانية نفذ الطيران الحربي غارات على مناطق تمركز “الكتائب الإسلامية” في منطقة قرية أم خريزة وبالقرب من قبيبات، حيث تمكنت قوات النظام وما يُسمى قوات “الدفاع الوطني” من السيطرة على قرية أم خريزة التي كانت تتمركز فيها الكتائب الإسلامية، أيضاً وردت انباء عن مقتل 3 عمال في معمل الحديد جراء سقوط قذائف هاون على المنطقة، كذلك قصف الطيران الحربي أماكن في منطقة الزوار ولا معلومات عن إصابات حتى الان.

وتدور اشتباكات بين الكتائب الإسلامية وتنظيم جند الأقصى والكتائب المقاتلة وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام من طرف، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف آخر في محيط وأطراف قرية أرزة، وسط تقدم لقوات النظام في المنطقة، كذلك قتل مقاتل من الكتائب الإسلامية خلال اشتباكات مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها بالقرب من قرية شرعايا بالريف الشمالي لحماه.

تنظيم داعش يذبح صحافيًا أميركيًا في سوريا ويهدد بإعدام آخر
وكالات
واشنطن تعتبر الإعدام جريمة وحشية ومروعة
أعلن تنظيم “الدولة الإسلامية” المتطرف في شريط فيديو بثته مواقع جهادية، مساء الثلاثاء، عن ذبح الصحافي الأميركي جيمس فولي، الذي خطف في سوريا في نهاية 2012، مهددًا بقتل صحافي أميركي آخر يحتجزه إذا استمرت الغارات الجوية الأميركية ضد مقاتليه في شمال العراق.

بثت مواقع الكترونية اسلامية شريط فيديو يظهر فيه شخص ملثم يرتدي زيًا أسود ويحمل بندقية، وهو يذبح الصحافي الاميركي، الذي كان مسلحون خطفوه في سوريا في تشرين الثاني/نوفمبر 2012. واعلن البيت الابيض ان الاستخبارات الاميركية تحاول التحقق من صحة شريط الفيديو “في أسرع وقت ممكن”، معتبرًا أن هذا الإعدام في حال ثبتت صحته هو “جريمة وحشية مروّعة”.

قيد التثبت
وقالت المتحدثة باسم مجلس الامن القومي في البيت الابيض كيتلين هايدن في بيان: “لقد رأينا شريط فيديو يزعم أنه يصوّر قتل المواطن الاميركي جيمس فولي على ايدي تنظيم الدولة الاسلامية. في حال كان صحيحًا نعتبر أن القتل الوحشي لصحافي اميركي بريء هو أمر مروع، ونقدم تعازينا الحارة إلى عائلته واصدقائه”.

وفي شريط الفيديو نفسه تظهر رهينة أخرى، عرف عنها التنظيم المتطرف بالصحافي الاميركي ستيفن جويل سوتلوف، الذي ظهر جاثياً على ركبتيه، وقد امسك مسلح ملثم برقبته من الخلف. وهدد “الدولة الاسلامية” بإعدام الاميركي الثاني، اذا لم يوقف الرئيس الاميركي باراك اوباما الضربات الجوية الاميركية في العراق. وظهر كلا الرهينتين وهما يرتديان زيًا برتقالي اللون شبيهًا بذاك الذي يرتديه المحتجزون في معتقل غوانتانامو الاميركي.

وكان فولي (40 عامًا) مراسلاً حراً شارك في تغطية الحرب في ليبيا، قبل أن يتوجه الى سوريا لتغطية النزاع في هذا البلد لحساب “غلوبال بوست” ووسائل اعلام اخرى. كما زوّد وكالة فرانس برس بتقارير صحافية اثناء وجوده هناك.

وقال رئيس مجلس ادارة “غلوبال بوست” فيليب بالبوني “نقول، باسم جون وديان فولي، وباسم غلوبال بوست ايضًا، اننا تأثرنا برسائل التعاطف والدعم التي انهالت علينا منذ أن تم الاعلان عن الاعدام المحتمل لجيمس”. ورفضت اسرة فولي، كما بالبوني، الادلاء بأي تعليق اضافي طالما أن مكتب التحقيقات الفدرالي “اف بي اي” لم يؤكد صحة الشريط.

شجاع وحيادي
بدوره قال ايمانويل هوغ رئيس مجلس ادارة وكالة فرانس برس: “لقد صدمنا بنشر هذا الفيديو، الذي لم يتم التحقق من صحته، وباعلان ان فولي قتل. جيمس كان صحافيًا شجاعاً ومستقلاً وحياديًا، خطف في تشرين الثاني/نوفمبر 2012 اثناء تغطيته النزاع الخطير في سوريا. لقد كانت التقارير الصحافية التي اعدها لوكالة فرانس برس ولمؤسسات اعلامية أخرى محل تقدير واسع. لا شيء يمكن أن يبرر احتجازه أو تهديد حياته. قلوبنا مع عائلته في هذا الوقت العصيب”.

وكان شهود عيان اكدوا أن فولي خطف في محافظة ادلب في شمال سوريا يوم 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2012. وانقطعت اخباره عن عائلته منذ ذلك الحين رغم قيامها بحملة للحصول على معلومات عنه.

وفي شريط الإعدام، وهو بعنوان “رسالة الى اميركا”، ومدته خمس دقائق تقريبًا، يبدأ التسجيل بعرض لاعلان الرئيس اوباما أنه اجاز توجيه ضربات جوية الى تنظيم الدولة الاسلامية، ثم يظهر مقتطف لإحدى هذه الغارات، تليه رسالة من الصحافي مدتها دقيقتان تقريبًا، ثم عملية الذبح التي ارتكبها شخص ملثم يحمل سكينًا ويرتدي لباسًا اسود اللون يتحدث الانكليزية بلهجة بريطانية. وتم تصوير الشريط في منطقة صحراوية، ليست فيها أية علامات تشير الى ما اذا كانت في سوريا أو العراق.

وكان مقاتلو تنظيم “الدولة الاسلامية”، الذين يسيطرون على مناطق واسعة في سوريا، شنّوا في 9 حزيران/يونيو هجومًا خاطفًا في العراق، سيطروا خلاله على قسم كبير من المناطق السنية في هذا البلد. وفي مطلع الشهر الحالي وسع التنظيم المتطرف هجومه الى مناطق تقطنها اقليات ايزيدية ومسيحية في شمال العراق، حيث ارتكب مجازر، واجبر حوالى 200 الف شخص، معظمهم من هاتين الاقليتين، على الفرار.

وللمرة الاولى منذ انسحاب قواتها من العراق في كانون الاول/ديسمبر 2011، شنت طائرات اميركية في 8 آب/اغسطس غارات على مواقع للتنظيم المتطرف في شمال العراق، مكرّسة بذلك انخراطها العسكري مجددًا في هذا البلد. والاثنين وعد أوباما باتباع استراتيجية “بعيدة الامد” لمكافحة تنظيم الدولة الاسلامية، الذي اكد أنه يشكل خطرًا “على العراقيين وعلى المنطقة بأسرها”.

“يوتيوب” تحذف الشريط
إلى ذلك حذف موقع التواصل الاجتماعي «يوتيوب»، مقطع فيديو ذبح الصحافي الأميركي جيمس رايت فولي على أيدي عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش». ونوّه الموقع على حذف الفيديو بقوله: «تمت إزالة الفيديو لانتهاكه سياسة الموقع، حيث يظهر مشاهد قاسية ومرعبة».

وكانت شقيقة الصحافي الأميركي جيمس فولي، الذي ذبحته عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش»، ناشدت الجميع بعدم مشاهدة مقطع فيديو «ذبح» شقيقها، أو تداوله، احترامًا لخصوصية العائلة. وكتبت كيلي فولي شقيقة «جيمس» على حسابها الشخصي في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «أرجوكم أكرموا جيمس فولي واحترموا خصوصية العائلة، لا تشاهدوا الفيديو، ولا تشاركوه، أليست هذه الحياة».

السوريون يحيون الذكرى الأولى لـ{مجزرة الكيماوي} في الغوطة
عضو في الائتلاف: أداء واشنطن لم يكن كافيا كونها أخذت أداة الجريمة وتركت القاتل طليقا
بيروت: «الشرق الأوسط»
يحيي السوريون غدا الذكرى السنوية الأولى لمجرزة الكيماوي في الغوطة الشرقية التي راح ضحيتها 1450 شخصا العام الماضي، بتنظيم مظاهرات وتوزيع المنشورات عن المجزرة، في حين أنهت واشنطن تحييد 600 طن من المواد الكيماوية سلمتها دمشق، بموجب اتفاق دولي.

وتقابل المعارضة السورية إحياء الذكرى، بعتب على الولايات المتحدة الأميركية، عبر عنه عضو الائتلاف والمجلس الوطني السوري سمير النشار، بالقول إن رد فعل واشنطن «مستغرب، كونها لم تكن ترقى إلى مستوى الجريمة»، موضحا في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن الجريمة «كانت موصوفة، لكن واشنطن والمجتمع الدولي تعاملا معها على أساس الحصول على أداة الجريمة، بينما تركت القاتل طليقا»، لافتا إلى أن ذلك «لم يردع القاتل من ارتكاب المزيد من الجرائم ضد الإنسانية، بينها تكرار استخدام السلاح الكيماوي، وممارسات أخرى تؤدي إلى تهجير السوريين».

ويقول ناشطون، إن قوات النظام السوري أطلقت في منتصف ليل 21 أغسطس (آب) 2013، صواريخ محملة بمواد كيماوية قاتلة على الغوطتين الشرقية والغربية، ومناطق ريف دمشق، ذهب ضحيتها نحو 1450 قتيلا، بينهم أفراد عوائل كاملة قضوا خنقا، ومعظمهم كانوا من الأطفال والنساء. وأعرب النشار عن استغراب المعارضة السورية لموقف واشنطن المتجاهل لما يحصل من النظام وتنظيم «داعش» المعروف بـ«داعش» على حد سواء.. «بعد ما لمسناه من احتمال تدخلها بعمل عسكري منظم لصد التنظيم في العراق»، متسائلا: «لماذا لا تكرر العمل نفسه ورد الفعل نفسها ضد (داعش) في سوريا؟». وأضاف: «لاحظنا أن هناك توافقا دوليا على التدخل في العراق من خلال قرار مجلس الأمن 2170 تحت الفصل السابع، فلماذا لا يتوافقون على التدخل في سوريا لردع النظام و(داعش) عن ارتكاب المزيد من الجرائم»، لافتا إلى أن «الشعب السوري يقف حائرا أمام المواقف الدولية تجاهه». وقال النشار: «إننا لا نرى فرقا بين النظام و(داعش) أو تنظيمات إرهابية أخرى مثل (النصرة)، كون النظام جذبهم، من خلال رعايته ميليشيات شيعية في سوريا ما حول البلاد إلى تربة خصبة للاقتتال الطائفي». وشدد على «وجوب أن تكون هناك مطالب قاسية وشديدة تجاه الولايات المتحدة التي كان موقف رئيسها باراك أوباما غير كافٍ لناحية الحصول على أداة الجريمة، وترك المجرم طليقا يرتكب المزيد من الجرائم بأدوات أخرى».

وتأتي تصريحات النشار غداة ترحيب واشنطن بتدمير كل العناصر الكيماوية التي سلمتها سوريا والتي كانت تسمح لنظام الرئيس بشار الأسد بصنع غازي السارين والخردل، لكن رئيس الولايات المتحدة الأميركية باراك أوباما حذر بأنه سيراقب مدى التزام دمشق بتعهداتها في هذا الملف. وأعلن الرئيس الأميركي في بيان، أن «الأسلحة الكيماوية الأكثر فتكا التي كان يملكها النظام السوري تم تدميرها من قبل خبراء مدنيين وعسكريين باستخدام آلية أميركية فريدة من نوعها».

وكانت دمشق قد وافقت في سبتمبر (أيلول) من العام الماضي على مقترح روسي للتخلي عن أسلحتها الكيميائية لتفادي ضربات عسكرية هددت بها الولايات المتحدة وفرنسا اللتان اتهمتا سوريا باستخدام عناصر كيماوية ضد معارضي الأسد. وأنشأ ناشطون صفحات إلكترونية، في «الذكرى الأولى لأكبر مجزرة كيماوية في العالم»، التي تصادف غدا، نشروا فيها ملصقات لمجزرة الكيماوي. وحملت صفحة «استنشاق الموت» الكثير من المساهمات، أبرزت وقائع مجزرة الغوطة التي ذهب ضحيتها نحو 1450 مدنيا سوريا، فيما دعا ناشطون العالم إلى أن يكون معهم «في جميع دول العالم» عبر المشاركة في «مظاهرات وتوزيع المنشورات عن المجزرة بالسلاح الكيماوي».

من جهة أخرى، شكك عبد الكريم ريحاوي، رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان بأن النظام السوري سلم كل مخزونه من الأسلحة الكيماوي. وقال في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «هناك معلومات عدة تشير إلى أن النظام عمد إلى إخفاء كمية كبيرة منها في بعض المناطق السورية وأرسل جزءا منها إلى «حزب الله» في لبنان، معتبرا أن التحقق من هذا الأمر من مسؤولية المجتمع الدولي».

وفيما رأى أن قول النظام إنه سلم السلاح الكيماوي الذي يملكه لا يعني أنه غير قادر إلى إنتاج المزيد، لا سيما أنه لا يزال لديه الخبراء والمواد الأولية والوسائل المعتمدة في تصنيعه، وهذا الأمر لا يتطلب الكثير من الجهود في ظل الخبرة الطويلة التي يمتلكها في هذا المجال.

وفيما أشار الريحاوي إلى امتعاض الشعب السوري من كيفية تعامل المجتمع الدولي مع استخدام النظام لهذا النوع من السلاح من دون أن يتخذ أي إجراءات بحق المجرمين، سأل: «هل تسليم السلاح هو إنصاف للضحايا؟»، مضيفا: «ليس هناك أي مقاضاة أو حتى توجيه اتهامات للنظام السوري الذي نفذ جرائم الكيماوي وغيرها، ما قام به المجتمع الدولي لا يعود كونه تلويحا بالعقوبات وهو أمر غير مقبول»، داعيا إلى «محاكمة كل المتورطين».

ويأتي ذلك غداة إعلان وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون»، أن سفينة أميركية مجهزة تجهيزا خاصا انتهت من تحييد 600 طن من مكونات الأسلحة الكيماوية السورية الأكثر خطورة التي سلمتها دمشق للمجتمع الدولي هذا العام لتفادي ضربات جوية. وأضاف البنتاغون، أن السفينة «كيب راي» المجهزة بنظام طورته الولايات المتحدة لتقنية التحليل المائي، «قامت بتحييد تلك الكمية بالكامل في عرض البحر المتوسط». وقالت متحدثة باسم الوزارة الأميركية، إن السفينة ستسافر إلى فنلندا وألمانيا في الأسبوعين المقبلين «لتفريغ الخليط الناتج عن عملية التحييد والذي ستجري معالجته كعادم صناعي لجعله أكثر أمنا»، وهي «المرة الأولى التي يجري فيها تحييد عناصر أسلحة كيماوية في البحر».

وأكد مسؤول في البنتاغون في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية، أن العناصر التي تم إتلافها هي التي تدخل في صنع غازي السارين والغاز اللذين يمكن استخدامهما في هجمات بالأسلحة الكيماوية. وتم بالإجمال إتلاف 581 طنا من المواد الكيماوية التي تدخل في إنتاج غاز السارين و19.8 طن من العناصر المستخدمة في صنع غاز الخردل.

عناصر الدولة الاسلاميّة في سوريا تجاوزوا الخمسين ألفاً
بيروت – تجاوز عدد عناصر تنظيم “الدولة الاسلامية” في سوريا 50 ألف شخص، بينهم أكثر من 6 آلاف إنضموا إليه في خلال الشهر الفائت، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم الثلاثاء.

وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن، في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس، أن من بين المقاتلين أكثر من 20 ألفاً من غير السوريين، لافتاً الى تسجيل “أعلى نسبة انضمام” الى التنظيم في الشهر الفائت، منذ ظهوره في سوريا في ربيع عام 2013.

وفي اتصال مع موقع NOW، قال عبد الرحمن إن غالبية المقاتلين الجدد هم من السوريين، بينهم نحو 800 عنصر كانوا مقاتلين سابقين في صفوف جبهة النصرة والتنظيمات المقاتلة الأخرى. أما البقية، وهم نحو 1300 مقاتل، فيحملون جنسيات عربية وأوروبية وشرق آسيوية وصينية وأكراد، وقد دخلوا بمعظمهم سوريا عبر تركيا.

ورأى أن هذا الارتفاع في نسبة الانضمام الى التنظيم سببه “إعلان الخلافة والتقدم الذي حققته الدولة الإسلامية في العراق وفي دير الزور شرق سوريا”.

سوريا.. الحر يتهم “النصرة” بإخلاء مواقع للنظام
دبي – قناة العربية
أصدرت جبهة ثوار سوريا التابعة للجيش السوري الحر بياناً ضد جبهة النصرة، متهمةً إياها بإخلاء نقاط اشتباكها مع النظام في حلب وحماة ووادي الضيف، وحشد قواتها ومقاتليها عوضاً عن ذلك في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام في جبل الزاوية وعلى البلدات الحدودية مع تركيا.

ودعا البيان جبهة النصرة لترك جبل الزاوية لأهله، وختم برسالة تهديد تعتبر بمثابة إعلان مبدئي للحرب على جبهة النصر.

يأتي هذا على خلفية قول جبهة ثوار سوريا إن أخطر ما فعلته النصرة، هو سحب مقاتليها من داخل مدينة حلب، في وقتٍ استغل النظام السوري هذا الفراغ ليتقدم.

“داعش” لوالد طبيبة أسنان: أعدمنا ابنتك
العربية.نت
نقل المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مصادر قال إنها موثوقة، أن تنظيم “داعش” أبلغ والد طبيبة الأسنان “ر.ذ.ش” بأنه جرى إعدامها.

وأوضح أن “الطبيبة اختفت من عيادتها برفقة 4 من زميلاتها، في مدينة الميادين في الريف الشرقي لدير الزور، قبل نحو 10 أيام وعند ذهاب والد الطبيبة للبحث عنها، قالوا له في مقر التنظيم في مدينة الشدادي، بالريف الجنوبي للحسكة، إنه تم إعدامها بتهمة تشكيل خلية تجسس لصالح النظام “النصيري”، بينما لا يزال مصير زميلاتها مجهولاً”.

في المقابل، أفاد المجلس العسكري الثوري في ديرالزور بأن الطبيبة أعدمت لعدم امتثالها لأوامر “خليفة داعش” أبو بكر البغدادي في معالجة النساء فقط.

وتناقل عدد من الناشطين السوريين صورة للطبيبة التي قالوا إنها تدعى رؤى دياب.

7 آلاف قذيفة دمرت 70% من مباني المليحة
العربية.نت
قالت شبكة “سوريا برس” إنها استطاعت إحصاء عدد البراميل والقذائف التي استخدمها النظام أثناء حملته العسكرية على بلدة المليحة بريف دمشق، مشيرة إلى أنها تسببت بدمار أكثر من 70% من المباني السكنية.

ولشدة المعارك التي صاحبت اقتحامها، يعتبر دخول جنود النظام السوري إلى بلدة المليحة في ريف دمشق حدثا يستحق احتفالهم.

وتقع البلدة الصغيرة والفقيرة على مشارف العاصمة، حيث استغرق الدخول إليها عاما ونصف العام من المعارك وعمليات القصف الجوي والبري التي تبدو آثارها واضحة على الأبنية.

وكان يقطنها قبل الحملة العسكرية التي شنها النظام أكثر من 25 ألف نسمة، فيما تبدو اليوم مهجورة ومقفرة.

وتقول مصادر المعارضة السورية إنها استطاعت إحصاء تفاصيل الغارات الجوية التي شنت على المليحة طوال الأشهر الأربعة الأخيرة، حيث أحصت ما يقارب 800 برميل متفجر ألقاها سلاح الجو السوري على البلدة.

وقالت إن أكثر من 700 صاروخ أرض أرض تم قصف المليحة بها، إضافة إلى 7 آلاف قذيفة مدفعية ودبابة وهاون استخدمت خلال العمليات العسكرية الأخيرة ضد 400 مقاتل كانوا يتحصنون هناك.

وقد تسببت هذه الصورايخ والقذائف بدمار 70% من البلدة، كما يؤكد مراسلون أجانب سمح لهم النظام بالدخول إلى البلدة بعد أن سيطر عليها.

“براميل متفجرة” على ريف دمشق ودرعا
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
ذكرت مصادر للمعارضة السورية، الأربعاء، أن الطيران الحربي السوري شن غارات جوية على منازل المدنيين في بلدات وقرى ريف دمشق ودرعا، وقام بإلقاء البراميل المتفجرة ما أدى لسقوط عدد من القتلى والجرحى.

وقال ناشطون إن الطيران الحربي نفذ 11 غارات جوية على الغوطة الشرقية في ريف دمشق، واستهدف بلدة حرستا القنطرة بـ4 غارات جوية، و3 غارات على بلدة مرج السلطان، وغارتان على مديرا، بالإضافة إلى غارتان على بلدة دير العصافير.

وفي نفس السياق، قصفت القوات الحكومية بقذائف الهاون مدينة دوما في الغوطة الشرقية، بينما ألق الطيران المروحي 4 براميل متفجرة على جرد فليطة في القلمون بريف دمشق، بينما تمكنت مضادات الدفاع الجوي لسلحي المعارضة من إسقاط طائرة حربية شرقي الغوطة بريف دمشق.

وفي درعا، ألقى الطيران المروحي 4 براميل متفجرة على مدينة نوى وبرميلين متفجرين على بلدة إنخل وبرميل متفجر على بلدة صيدا في ريف درعا، وقصف بلدة عتمان بالمواد السامة ما أدى لحدوث عدد من حالات الاختناق.

ودارت اشتباكات بين مقاتلو المعارضة والقوات الحكومية عند مفرزة الأمن العسكري شرقي مدينة نوى في ريف درعا، وسقط قتيل وجريحين جراء القصف المدفعي على مدينة إنخل في ريف درعا.

وفي حلب، ألقى الطيران المروحي برميلاً متفجراً على حي الفردوس وبرميلين متفجرين على حي السكري في مدينة حلب.

واستهدف تنظيم “الدولة الإسلامية” بسيارة مفخخة مطار الطبقة العسكري في ريف الرقة، ودارت اشتباكات بين مقاتلي التنظيم والقوات الحكومية المتمركزين في المطار.

وفي حماة، سيطر مقاتلو المعارضة على قرية قبيبات في ريف حماة الشرقي، ودارت اشتباكات مع القوات الحكومية على تلة الشيحة في ريف حماة الشمالي الغربي، بينما قتل 4 أشخاص إثر اشتباكات عند حاجز الشير جنوبي محردة في ريف حماة.

المرصد الآشوري لـ آكي: استخدم النظام مناطق المسيحيين وبقية الأقليات مقراً لمدافعه
روما (19 آب/ أغسطس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
أكّد القائمون على المرصد الآشوري لحقوق الإنسان في سورية أن النظام السوري استخدم مناطق المسيحيين وبقية الأقليات لزرع مدافعه ومهّد لفتنة بين السكان ولعب لعبة طائفية في مناطق تواجد المسيحيين، ونفى أن يكون قد رحّب بقوات النظام في مناطق تواجد المسيحيين، وقال إنه يحمّل النظام المسؤولية إن سقطت مدن مسيحية بيد متشددين

وعلى خلفية محاولة فصائل إسلامية معارضة بينها جبهة النصرة فرض طوق على مدينة محردة في محافظة حماة بسورية التي يقطنها مسيحيون من طائفة الروم الأرثوذكس، طالب المرصد الآشوري الحكومة السورية بتحمّل مسؤولياتهما القانونية والأخلاقية في حماية مواطنيها، وشدد على أن أي تقصير سيعرّض المسؤولين السياسيين والقادة العسكريين للمساءلة والملاحقة القانونية بموجب القانون الدولي، كما طالب بتحييد المناطق المدنية عن الصراعات والمواجهات الدامية بينها وبين المعارضة المسلحة

وقال مسؤولو المرصد الآشوري لحقوق الإنسان لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “نحن لم نرحب بقوات النظام في مناطق تواجد المسيحيين بل دعوتنا هي لفك الحصار عن البلدة، كون النظام لا يزال هو السلطة الحالية وهو يتبجح أمام الناس بحمايته للأقليات، ودعوتنا لكي نضعه أمام مسؤولياته أولاً، ولكي لا يتم تسليم البلدة للعصابات وبعدها يبدأ النظام بالتباكي على المسيحيين فيها، وثالثاً الكتائب المحاصرة محسوبة بشكل أو بآخر على المعارضة ولم نسمع منها إدانة للموضوع، فضلاً عن أنها لم تستنكر أيا من جرائم النصرة التي باعتقادنا لا تختلف كثيراً عن داعش” وفق قولهم

وعن سبب عدم مطالبتهم للمعارضة السورية بهذه الحماية بدلاً من النظام، قال مسؤولو المرصد “ليس الموضوع عدم الاعتراف بالمعارضة، لكننا تأكدنا أنها غير قادرة اليوم على القيام بحماية المسيحيين والمسلمين، ونحن نريد توجيه الأنظار لمشكلة أطرافها الكتائب المسلحة والنظام والمجتمع الدولي، وعدم ذكر المعارضة سببه عدم قدرتها على القيام بأي شيء لحماية المدينة وفك الحصار عنها، أما النظام فنحن عندما ذكرناه كنا نخشى أن يتساهل ويسلم البلدة ويتكرر سيناريوهات حصلت في بلدة صدد ومعلولا، وعندها سيستغل الموضوع ضمن الدعاية الإعلامية ضد المعارضة والثوار، ويروج للعالم بأن البديل عنه سيكون الجماعات الإسلامية المتطرفة” وفق ذكرهم

وعن طلب المرصد من النظام تحييد المناطق السكنية، أكّد القائمون على الرصد أن النظام يستخدم مناطق المسيحيين منطلقاً لعملياته العسكرية، وقالوا للوكالة “لقد استخدم النظام منذ البداية المناطق والقرى المسيحية والدرزية والعلوية ليزرع فيها ثكناته ومدافعه ويقصف منها سكان المناطق الأخرى، وبذلك مهّد لفتنة كبرى بين سكان المنطقة الواحدة والمتعايشين منذ مئات السنين، طبعاً نحن كنا ومنذ اليوم الأول مع الحلّ السياسي في سورية وحتى الآن رغم صعوبته، ولن يُطبّق هذا الحل إلى بعدة خطوات تسبقه ومنها سحب الجيش والقوات المسلحة من المدن والبلدات وإعادتها إلى ثكناتها، وما تواجده في مناطق الأقليات إلا للعب على ملف الطائفي، وإظهار النظام للآخرين على أنه حامي للأقليات، ولكن في الوقت ذاته نراه لا يتوانى عن تسليم أي مدينة أو بلدة للتباكي عليها لاحقاً”

واستفساراً عن عمليات “التطهير الديني” ضد المسيحيين التي تحدث عنها المرصد في سورية، قال القائمون على المركز “نقصد بها عمليات التطهير التي حصلت لمسيحيي الرقة، ورأس العين، حيث فرغت المدن من المكوّن المسيحي الذي هرب جراء الانتهاكات التي قامت بها الكتائب الإسلامية المتطرفة بحقهم من تخريب الكنائس وسرقة المنازل وقتل وخطف المواطنين وهذه الحالات تتكرر اليوم في الموصل وقرى سهل نينوى للمسيحيين وشنكال مع الأخوة اليزيديين أيضاً” على حد تعبيرهم

معارض سوري: الظروف مناسبة لإسقاط هياكل المعارضة وتشكيل حكومة عسكرية
روما (19 آب/أغسطس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
أكّد قيادي معارض في تجمع أبناء سورية أن الظروف باتت مناسبة لإسقاط المعارضات السياسية وكافة التشكيلات العسكرية المعارضة القائمة وتشكيل حكومة عسكرية قادرة على ملء الفراغ فور سقوط النظام ووضع حد للحرب

وحول رؤية المعارضة السورية المبدئية نظرياً للحل في سورية، عضو المكتب السياسي في تجمع أبناء سورية المعارض موسى أحمد النبهان لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “يبدأ حل الأزمة السورية بتشكيل حكومة عسكرية مرفقة بجهاز قضاء عسكري بالتزامن مع إعلان حالة الطوارئ في المناطق المحررة، وتشكيل مجلس عسكري مؤلف من كبار الضباط المنشقين عن نظام الأسد والذين فرضت عليهم ظروف الثورة والطريقة التخريبية في تقديم الدعم من مختلف مصادره المشبوهة تغييباً اضطرارياً عن مركز القرار والتأثير على الأرض، ليحل مكانهم من يتمتعون بالطاعة والولاء المطلق لأساطين المال والبترودولار، بحيث يكون هذا المجلس العسكري قوام الحكومة العسكرية المزمع تشكيلها، وكذلك يجب تشكيل مكتب سياسي مصغّر مرفق بالحكومة العسكرية ومكمل لدورها في الخارج وله صفة استشارية” وفق ذكره

وشدد على ضرورة “تشكيل مكتب إعلامي مركزي وموحد للمناطق المحررة، ومكتب للرقابة الداخلية ومكافحة الفساد في مؤسسات الثورة السورية، لتوثيق كل التجاوزات ورصدها ومحاسبة مرتكبيها حسب القانون المستمد من دستور البلاد الجديد”، كما أشار إلى ضرورة “تشكيل جهاز أمني واستخباراتي جديد يستمد عمله من روح الثورة وواقعها، هدفه جمع المعلومات عن المناطق المحررة ورصد تحركات الجماعات الغريبة والمتشددة الإرهابية التي وجدت نتيجة تغافل العالم عن جرائم الأسد وأخطاء ممثلي المعارضة، وتبادل المعلومات الأمنية مع دول الجوار صاحبة المصلحة المشتركة”، وتابع “يجب كذلك حل مختلف مؤسسات وتنظيمات الثورة السورية بدءاً من الائتلاف فالمجلس الوطني والحكومة المؤقتة وقيادة الأركان والمجالس العسكرية والمحلية على طريق الإعلان عن تشكيل الحكومة العسكرية” حسب وصفه

وحول الهدف من تشكيل معارضة ومجالس عسكرية تحل محل التكتلات السياسية المعارضة، قال النبهان إن “الهدف النهائي هو الانتقال من فكرة الثورة التي قد يؤدي التشبث بها لمعاناة طويلة قد تمتد لعقود، إلى فكرة تأسيس هياكل تنظيمية قادرة فعلياً ولو بعد وقت ليس بالقصير على ملء الفراغ الذي سيحدثه انهيار وسقوط النظام السوري، بحيث يكون هذا التنظيم ضمانة حقيقية لمصالح دول الجوار والدول العظمى قبل أن يتم صنع البديل المثالي، وهذا سيعطي صفة انقلابية هادئة تبدد مخاوف المجتمع الدولي وتتيح الحفاظ على الحد الأدنى مما تبقى من أجهزة الدولة السورية ومقدراتها، وسيتم حصر التعامل مع الخارجيات والبعثات الدبلوماسية والأجهزة الأمنية للدول الفاعلة فقط” حسب قوله

وأضاف “سيتم تشكيل جيش وطني على المدى الطويل وبتخطيط محكم بعد أن تتمكن رحى هذه الحرب الدائرة من طحن التنظيمات التكفيرية الإيرانية الأسدية المنشأ والهوى، والتي أصابت المجاميع المسلحة في الداخل السوري بمس شيطاني حرف الثورة عن مسارها الصحيح وشوَّه مضمونها وأحقية وعدالة مطالبها” وفق ذكره

ورأى أن الوقت مناسب للبدء بمسار من هذا النوع، وقال “إن فرص ومقومات الوصول لهذه الرؤية (الحكومة العسكرية) وآفاق تطويرها واعتمادها على الأرض تتجلى بعدة نقاط أهمها غياب الميكانيزم المناسب لانتقال السلطة سلمياً واستحالة وجود حل سياسي بين النظام والمعارضة، والصراعات السياسية بين أفراد النخبة المتحكمة بالقرار سواء في صفوف النظام أو المعارضة، وضعف الممارسة الحزبية نظاماً ومعارضة وغياب المناخ المناسب لعمل أحزاب سياسية فاعلة قادرة على تأطير النشاط السياسي وتنظيمه وهو ما يُفقد كل مدعي التمثيل السياسي للشعب السوري القدرة على تعبئة الجماهير، وكذلك المشكلات الاقتصادية المتراكمة التي استنزفت الموارد والطاقات والثروات وراكمت الديون وأوقفت الاستثمارات، فضلاً عن الطبيعة الخاصة للتركيبة الاجتماعية السورية التي أظهرت هشاشة النسيج الاجتماعي السوري”، وإختتم بالقول “اليوم يجب إسقاط المعارضة السياسية والمؤسسة العسكرية للمعارضة، فالمعارضين في واد والثورة في واد آخر، وتتساقط المناطق المحررة تباعاً بيد نظام الأسد والدولة الإسلامية، والمعارضون يتنافسون ويتخاصمون ويتقاسمون المناصب الوهمية وأموال المساعدات، ولابد من ظهور من يمثل الشعب السوري تمثيلاً حقيقياً يحفظ كرامته ووجوده ومصالحه” على حد تعبيره

وزير الماني يتهم قطر بتمويل مقاتلي “الدولة الاسلامية” في العراق
صورة نشرها حساب البركة نيوز الججهادي على تويتر لمسلحين يرفعون علم تنظيم “الدولة الاسلامية” الجهاد يالمتشدد في نقطة بين محافظتي نينوى العراقية والحسكة السورية في حزيران/يونيو 2014

اتهم وزير الماني صراحة قطر بتمويل مقاتلي تنظيم “الدولة الاسلامية” في العراق، في مقابلة تم بثها الاربعاء.

وقال وزير المساعدة الانمائية غيرد مولر الذي ينتمي الى المحافظين بزعامة المستشارة انغيلا ميركل ان “وضعا كهذا ياتي دائما بعد مسار سابق” مضيفا “من الذي يمول هذه القوى؟ انني افكر في دولة قطر”.

وكان وزير المالية الاشتراكي الديموقراطي سيغمار غابريال اعلن الثلاثاء ان الاسرة الدولية امام “جدل حول الجهة التي تقوم الان وقامت في الماضي بتامين الوسائل المالية لتسليح الدولة الاسلامية” مضيفا “لا يمكن ان يتم ذلك بدون اموال” ولكنه لم يذكر اي دولة بالاسم.

وتبت المانيا في الايام القليلة المقبلة في احتمال تسليم اسلحة الى الاكراد الذين يقاتلون تنظيم “الدولة

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى