أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأربعاء 22 أذار 2017

دمشق مهددة … وقذائف صاروخية على القرداحة

لندن، موسكو، عمان، بيروت – «الحياة»، رويترز

شن الطيران السوري عشرات الغارات على الأحياء الشرقية لدمشق بهدف وقف تقدم فصائل معارضة وإسلامية بينها «هيئة تحرير الشام» التي تضم «فتح الشام» («النصرة» سابقاً) لدى إعلانها أمس بدء المرحلة الثانية من هجوم يستهدف العاصمة. وتعرضت مدينة القرداحة مسقط عائلة الرئيس بشار الأسد لقصف من فصائل معارضة. وجاء التطوران قبل بدء جولة جديدة من مفاوضات جنيف غداً، التي يستبقها المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا بزيارتين إلى موسكو وأنقرة .

وقال وائل علوان الناطق باسم «فيلق الرحمن» إحدى الجماعات الرئيسية المشاركة في الهجوم على أحياء دمشق: «بدأنا الساعة 5 صباحاً (أمس) المرحلة الثانية واستعدنا كل النقاط التي انسحبنا منها (أول من) أمس». وذكر مصدر في القوات النظامية أن عناصر المعارضة فجّروا سيارة ملغومة في بداية الهجوم ودخلوا المنطقة «من جيب ضيق في منطقة الخرق، والآن يتم التعامل مع هذه المجموعة» بعد محاصرتها.

وشنت جماعات المعارضة المسلحة الهجوم من معقلها في الغوطة الشرقية التي تقع إلى الشرق من العاصمة. ويتركز القتال حول منطقة العباسيين في حي جوبر شمال شرقي دمشق الواقع على بعد نحو كيلومترين شرق أسوار البلدة القديمة على تقاطع طرق رئيسي يؤدي إلى العاصمة. وسمع أحد السكان قرب المنطقة انفجارات منذ الخامسة صباحاً تقريباً أعقبتها اشتباكات وأزيز طائرات.

وقال علوان: «أطلقنا هجوماً جديداً واستعدنا كل النقاط التي انسحبنا منها. سيطرنا نارياً على كراج العباسيين وبدأنا اقتحامه». وكراج العباسيين محطة رئيسية للحافلات. وبثت «هيئة تحرير الشام» فيديو لطائرة استطلاع صوّرت مناطق المعارك، فيما بثت «أحرار الشام» فيديو آخر لسيطرة عناصرها على مصنع النسيج شرق دمشق. وأعلن «فيلق الرحمن» في بيان، التزامَه «قانون النزاعات المسلحة وجميع الأعراف الدولية المتعلقة بالمعارك، وعلى رأسها تحييد البعثات الديبلوماسية ودور العبادة في المعارك الجارية في دمشق».

من جهة أخرى، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن الطيران السوري شن ما لا يقل عن 143 ضربة جوية على مناطق خاضعة للمعارضة شرق دمشق، مستهدفاً في الأساس حي جوبر منذ أن بدأ المعارضون هجومهم، و «ترافقت هذه الغارات مع عمليات قصف مكثف بنحو 500 قذيفة مدفعية وصاروخية» أطلقتها القوات النظامية منذ فجر الأحد.

وتأتي هذه الهجمات والمعارك بعد 17 يوماً من فشل واحدة من أكبر العمليات العسكرية التي كانت ستشهدها العاصمة، إثر تحضر الفصائل لتنفيذ هجوم من محور برزة نحو مداخل مدينة دمشق، قبل أن يعمد لواء عامل في برزة إلى إفشال الهجوم عبر إبلاغ حواجز القوات النظامية بوجود آلاف المسلحين داخل الحي يستعدون لبدء أعمال عسكرية.

وأفاد «المرصد السوري» بـ «سماع دوي انفجارات في منطقة القرداحة» ناجمة عن سقوط قذائف صاروخية على مناطق في محيط المدينة والأراضي المحيطة بها. وأشار ناشطون معارضون إلى أن القصف استهدف تجمعاً لمسؤولين في القوات النظامية. كما أفادوا بأن «هيئة تحرير الشام» بدأت معركة في ريف حماة بتفجير عربة قرب القوات النظامية في قرية صوران وسط البلاد.

ويجري دي ميستورا محادثات في موسكو اليوم قبل زيارته أنقرة تمهيداً لمفاوضات جنيف بين وفدي الحكومة والمعارضة. وأكدت الناطقة باسم دي ميستورا ليساندرا فيلوتشي، في إفادة صحافية في مقر الأمم المتحدة بجنيف، أن دي ميستورا سيتغيب عن جلسة افتتاح جولة المفاوضات التي سيديرها نائبه رمزي عز الدين رمزي، لكنها نقلت عن المبعوث الدولي أن المفاوضات ستتم في موعدها المحدد، وأن «كل الأطراف أكدت مشاركتها». ولفتت إلى أن دي ميستورا حض الأطراف السورية على «الاستعداد لمشاركة بناءة وموضوعية» في جولة «جنيف 5» التي ينتظر أن تتواصل حتى مطلع الشهر المقبل.

وقالت مصادر ديبلوماسية في موسكو لـ «الحياة»، إن روسيا «ليست راضية تماماً» عن الآلية التي تم بموجبها توجيه الدعوات، وأن أطرافاً مهمة لا تزال غائبة عن المفاوضات. وعلى رغم ذلك، أشارت المصادر إلى أهمية دفع جهود دي ميستورا المحافظة على زخم عملية المفاوضات التي «بدأت منذ الجولة الماضية تتخذ طابعاً عملياً، بفضل نجاح مسار آستانة وصمود وقف النار في سورية».

بالتزامن، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، أن «الهدنة في سورية لا تزال قائمة على رغم محاولات نسفها». وشدد بوغدانوف في حديث إلى وكالة أنباء «نوفوستي» الروسية أمس، على أنه «لا يوجد بديل لوقف النار والتسوية السياسية للأزمة في سورية».

 

معارك عنيفة وعشرات الغارات شرق دمشق

لندن، عمان، بيروت – «الحياة»، رويترز

بدأت فصائل معارضة وإسلامية بينها «هيئة تحرير الشام» التي تضم تنظيمات بينها «فتح الشام» (النصرة سابقاً) أمس، المرحلة الثانية من الهجوم على الأحياء الشرقية لدمشق وسيطرت على مناطق استراتيجية، في وقت شن الطيران السوري غارات عدة لوقف تقدم الفصائل. وتزامناً، سيطرت فصائل «الجيش الحر» على مناطق لـ «داعش» مع استمرار المعارك بين القوات النظامية والتنظيم شرق حلب.

وقال وائل علوان الناطق باسم «فيلق الرحمن» إحدى الجماعات الرئيسية المشاركة في الهجوم على أحياء دمشق: «الساعة 5 صباحاً (أمس) بدأنا المرحلة الثانية واستعدنا كل النقاط التي انسحبنا أمس منها». وذكر مصدر في القوات النظامية أن عناصر المعارضة دخلوا المنطقة وفجروا سيارة ملغومة في بداية الهجوم، لافتاً إلى أن مجموعة من مسلحي المعارضة الذين دخلوا المنطقة تمت محاصرتهم «والآن يتم التعامل مع هذه المجموعة».

وشنت جماعات المعارضة الهجوم من معقلها في الغوطة الشرقية التي تقع إلى الشرق من العاصمة. وصعّدت قوات الحكومة عملياتها ضد الغوطة في الأسابيع القليلة الماضية وتسعى إلى إحكام حصار المنطقة. ويهدف هجوم المعارضة جزئياً إلى تخفيف هذا الضغط.

ويتركز القتال حول منطقة العباسيين في حي جوبر شمال شرقي دمشق، الذي يقع على بعد نحو كيلومترين شرق أسوار البلدة القديمة، على تقاطع طرق رئيسي يؤدي إلى العاصمة. وسمع أحد السكان قرب المنطقة انفجارات من الساعة الخامسة صباحاً تقريبا أعقبتها اشتباكات وأزيز طائرات.

وقال علوان: «أطلقنا هجوماً جديداً واستعدنا كل النقاط التي انسحبنا منها أمس. سيطرنا نارياً على كراج العباسيين وبدأنا اقتحامه». وكراج العباسيين محطة رئيسية للحافلات، فيما أوضح المصدر العسكري: «هم دخلوا ضمن جيب ضيق بمنطقة الخرق أول من أمس، والآن يتم التعامل مع هذه المجموعة». وقال قيادي في المعارضة إن الجيش يكثف قصفه على مناطق تقدمت فيها المعارضة في حي جوبر وبلدات في أنحاء الغوطة الشرقية.

وقال أبو عبده، وهو قيادي ميداني من «فيلق الرحمن»، إن القصف على جميع الجبهات، وإنه لا يوجد مكان لم يتعرض للقصف، وتابع أن «النظام حرق» المنطقة بالطائرات والصواريخ.

ويبدو أن الحكومة السورية تستخدم الاستراتيجية ذاتها التي اتبعتها لفرض اتفاقات استسلام على عناصر المعارضة في أماكن أخرى حول العاصمة، عبر تصعيد القصف والحصار.

وبموجب هذه الاتفاقيات يمنح مقاتلو المعارضة ممرات آمنة إلى مناطق خاضعة لسيطرتهم في شمال سورية.

وكان «فيلق الرحمن» أعلن التزامه «قانون النزاعات المسلحة وجميع الأعراف الدولية المتعلقة بالمعارك، وعلى رأسها تحييد البعثات الديبلوماسية ودور العبادة في المعارك الجارية بالعاصمة دمشق».

وأصدر علوان بيانا أكد فيه «تحييد المدنيين بكافة أديانهم وطوائفهم وآرائهم وتحييد البعثات الديبلوماسية والأبنية المخصصة لها، بالإضافة إلى تحييد دور العبادة ورموزها والقائمين عليها عن النيران المباشرة وغير المباشرة التي يتم إطلاقها خلال المعارك المندلعة على مدخل مدينة دمشق الهادفة لإيقاف هجمات قوات الأسد على أحياء برزة والقابون وتشرين». كما أكد «حُسْنَ معاملة الأسرى وجثث القتلى وعدم إهانتهم أو إيذائهم، والعمل على تأمين وحماية الطواقم الطبية وطواقم الدفاع المدني والمجموعات الإنسانية والإعلامية كافة».

من جهة أخرى، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن المعارك في العاصمة دمشق وأطرافها الشرقية «لا تزال مستمرة على أشدها بين قوات النظام المدعمة بالمسلحين الموالين لها من جهة، وفيلق الرحمن وهيئة تحرير الشام وحركة أحرار الشام الإسلامية من جهة أخرى، ذلك أن الهجوم العنيف للفصائل على محاور في شمال جوبر وجنوب القابون، الذي تركز في المنطقة الصناعية، ترافق مع قصف واستهدافات مكثفة بينها وبين قوات النظام، وتمكنت الفصائل من تحقيق تقدم في المنطقة والسيطرة على معمل الغزل ونقاط ومواقع في محيط معمل السيرونيكس وقرب معمل كراش، فيما تحاول الفصائل استعادة مزيد من المواقع التي خسرتها في الهجوم المعاكس لقوات النظام».

وقال «المرصد السوري» إن الطيران السوري شن ما لا يقل عن 143 ضربة جوية على مناطق خاضعة للمعارضة شرقي دمشق، مستهدفاً في الأساس حي جوبر منذ أن بدأ المقاتلون هجومهم، و «ترافقت هذه الغارات مع عمليات قصف مكثف بنحو 500 قذيفة مدفعية وصاروخية أطلقتها قوات النظام منذ فجر الأحد».

وتأتي هذه الهجمات والمعارك بعد 17 يوماً من فشل واحدة من أكبر العمليات العسكرية التي كانت ستشهدها العاصمة، إثر تحضر الفصائل لتنفيذ هجوم من محور برزة نحو داخل مدينة دمشق، قبل أن يعمد لواء عامل في برزة لإفشال الهجوم عبر إبلاغ حواجز النظام بوجود آلاف المقاتلين داخل الحي متحضرين لبدء عمليتهم،

وبثت «هيئة تحرير الشام» فيديو لطائرة استطلاع صورت مناطق المعارك، فيما بثت «أحرار الشام» فيديو آخر لسيطرة عناصرها على مصنع النسيج شرق دمشق.

يشار إلى أن فصائل «أحرار الشام» و «هيئة تحرير الشام» و «فيلق الرحمن» شنت هجوماً على مناطق سيطرة النظام السوري في مدينة دمشق بدأ قبل أيام استطاع عناصرها من خلاله السيطرة على المدينة الصناعية ومعمل النسيج وكراجات العباسيين، فضلًا عن السيطرة ناريًّا على شارع فارس خوري.

على صعيد آخر، قال «المرصد» إن «المعارك العنيفة لا تزال متواصلة بين الفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة، وتنظيم «داعش» من جهة أخرى، على محاور بئر زبيدي ومحيط ومحاور أخرى في أطراف القلمون الشرقي، وسط تقدم للفصائل في أجزاء واسعة من المناطق التي كانت خارج سيطرتها، على حساب تنظيم داعش، وترافقت الاشتباكات مع قصف عنيف ومتبادل بين طرفي القتال، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية».

في الوسط، قال «المرصد» إن «مناطق في جبل المزار ومحمية التليلة وقرية ارك بريف حمص الشرقي تعرضت لقصف جوي وسط اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وتنظيم داعش من جهة أخرى، في محور التليلة وبادية تدمر بالريف الشرقي لحمص، ترافق مع قصف صاروخي مكثف على المنطقة، في حين قصفت قوات النظام مناطق بالقرب من جب الجراح في ريف حمص الشرقي»، لافتاً إلى أن «داعش» قصف مناطق في محور الشيخ هلال بريف حماة الشرقي، ولم ترد أنباء عن إصابات، حيث أغلقت قوات النظام طريق إثريا- خناصر بشكل موقت بسبب سقوط القذائف، فيما قصفت الطائرات الحربية بشكل مكثف مناطق في ريف حماه الشمالي، استهدفت مناطق في بلدات طيبة الإمام ومورك واللطامنة وكفرزيتا وقرية لحايا ومنطقة الزوار وقرية العنكاوي بسهل الغاب في ريف حماه الشمالي الغربي. ونفذت الطائرات الحربية عدة غارات على مناطق في محيط بلدة صوران بريف حماه الشمالي.

في الشمال، قال «المرصد» إن «المعارك العنيفة تواصلت بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من جهة، وتنظيم داعش من جهة أخرى، بريف دير حافر، وعلم المرصد السوري أن قوات النظام تمكنت من التقدم والسيطرة على قريتي جفر منصور وخريج دهام بريف حلب الشرقي».

وكان نشر قبل أيام أن قوات النظام تسعى لمحاصرة بلدة دير حافر من 3 جهات هي الشمالية والغربية والجنوبية، فيما بقي المحور الشرقي للبلدة مفتوحاً باتجاه أقصى ريف حلب الشرقي والقرى المتبقية تحت سيطرة تنظيم «داعش». وأكدت مصادر أن «داعش» عمد إلى سحب غالبية عناصره من بلدة دير حافر، قبل أن يقعوا في حصار كامل داخل البلدة من قبل قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية.

كما جاء هذا التقدم بعد نقل محور المعارك من مطار الجراح العسكري إلى محيط بلدة دير حافر وريفها، بعد تمكن قوات النظام من الدخول إليه والبدء بتمشيطه في محاولة للسيطرة على المطار، لكن تمكن التنظيم قبل أيام من الآن من طرد قوات النظام من المطار الاستراتيجي واستعادة السيطرة عليه.

 

كندا تدعم عودة النازحين الى منازلهم

 

نيويورك – «الحياة» – أعلنت كندا عشية انطلاق اجتماع دول التحالف الدولي ضد «داعش» في واشنطن، أنها ستقدم ٢٨ مليون دولار أميركي تخصص لتسهيل عودة النازحين الى المناطق التي تُحرر من «داعش» في العراق وسورية.

وقالت وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند في بيان وزع في الأمم المتحدة في نيويورك إن كندا «ملتزمة هزيمة داعش، ودعم الضحايا المتأثرين بأعماله في النزاع»، مشيرة الى أن مبادرة التمويل الكندية «تهدف الى العودة الآمنة للنازحين الى منازلهم».

ويبدأ اجتماع الدول الأعضاء في التحالف الدولي على المستوى الوزاري اليوم في واشنطن «للبحث في الجوانب العسكرية للحرب على داعش، وتجنب تدفق المقاتلين الأجانب الى مناطق سيطرته، وتعقب موارد تمويل الإرهاب، ودعم استقرار المناطق بعد تحريرها» منه، وفق البيان الكندي.

 

المعارضة السورية تتقدم مجدداً في دمشق

عمّان، بيروت – رويترز

اجتاح مقاتلو المعارضة منطقة خاضعة إلى سيطرة النظام السوري شمال شرقي دمشق اليوم (الثلثاء) للمرة الثانية في ثلاثة أيام، بحسب ما أكدت رسمية سورية وفصائل معارضة.

وأوضح الناطق باسم جماعة «فيلق الرحمن» وائل علوان، وهي إحدى الجماعات الرئيسة المشاركة في الهجوم: «الساعة 5 صباحاً بدأنا المرحلة الثانية واستعدنا كل النقاط التي انسحبنا منها أمس». وتابع: «أطلقنا هجوماً جديداً واستعدنا كل النقاط التي انسحبنا منها أمس. سيطرنا نارياً على كراج العباسيين وبدأنا اقتحامه». وكراج العباسيين محطة رئيسة للحافلات.

وذكر مصدر عسكري سوري أن مقاتلي المعارضة دخلوا المنطقة وفجروا سيارة مفخخة في بداية الهجوم، وقال إن مجموعة من مسلحين الذين دخلوا المنطقة تمت محاصرتهم «والآن يتم التعامل مع هذه المجموعة».

ويتركز القتال حول منطقة العباسيين في حي جوبر شمال شرقي دمشق على بعد حوالى كيلومترين شرق أسوار البلدة القديمة، على تقاطع طرق رئيس يؤدي إلى العاصمة. وسمع أحد السكان قرب المنطقة انفجارات من حوالى الساعة الخامسة صباحاً أعقبتها اشتباكات وأزيز طائرات.

سياسياً، دعا مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا الجهات السورية المتحاربة إلى الاستعداد لمناقشة قضايا سياسية جوهرية خلال الجولة المقبلة من المحادثات التي ستبدأ الخميس ومن المتوقع أن تستمر حتى الأول من نيسان (أبريل). وقالت الناطقة باسم المبعوث أليساندرا فيلوتشي في بيان قرأته في إفادة صحافية بمقر الأمم المتحدة في جنيف، إن المحادثات ستركز على أربع قضايا «بالتوازي» هي أسلوب الحكم والتعديلات الدستورية والانتخابات وإجراءات مكافحة الإرهاب.

وأضافت أن دي ميستورا الذي عقد للتو محادثات في الرياض سيجري مشاورات مع مسؤولين في موسكو وأنقرة قبل أن يعود إلى جنيف بعد يوم من بدء المحادثات تحت رعاية نائبه رمزي رمزي، موضحة أن الحكومة السورية ووفود المعارضة التي شاركت في الجولة الرابعة الشهر الماضي أكدت حضورها.

 

قصف مدفعي تركي على قرى سورية

أنقرة، بيروت ـ رويترز

قصفت تركيا قرى سورية في منطقة عفرين بحسب ما أعلنت «وحدات حماية الشعب الكردية» اليوم (الأربعاء)، بعد مقتل جندي تركي برصاص قناص عبر الحدود السورية في منطقة يسيطر عليها الأكراد.

وقال الناطق باسم «وحدات حماية الشعب» ريدور خليل «بدأت المدفعية التركية بقصف القرى الحدودية لمنطقة عفرين منذ الساعة الثامنة صباحاً»، موضحاً أن «عملية القصف ما زالت مستمرة. أي رد من قبل قواتنا في تلك المنطقة يأتي ضمن حق الدفاع عن النفس».

وقتل الجندي في إقليم هاتاي الحدودي التركي. وجاء إطلاق النار بعد يومين من إعلان «وحدات حماية الشعب» السورية أن روسيا تقيم قاعدة عسكرية في سورية على الحدود مع هاتاي وأنها ستساعد في تدريب مقاتليها.

وأضاف الجيش التركي في بيان أنه رد على إطلاق النار بعد مقتل الجندي، فيما قالت «وحدات حماية الشعب الكردي» إن عشرة مدنيين أصيبوا في القصف المدفعي التركي لقرى قرب الحدود في شمال غربي البلاد.

وفي حماة، قالت «هيئة تحرير الشام»، التي تضم جماعات متشددة في سورية، أمس إنها بدأت هجوماً جديداً قرب مدينة حماة في الجزء الأوسط من غرب سورية، موضحةً أنها نفذت هجومين انتحاريين بسيارتين ملغومتين قرب بلدة صوران في الريف الشمالي لحماة.

وأعلنت على حسابها على موقع «تليغرام» «انطلاق معركة (وقل_اعملوا) في ريف حماة الشمالي». ومن جهته قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن دوي انفجارات كبيرة سمع في تلك المنطقة وإن اشتباكات ضارية تدور بين الجيش من جهة و«تحرير الشام» وبعض الجماعات المتشددة من جهة أخرى.

 

المعارضة تخترق خطوط النظام في جوبر وتهاجم في حماه

المصدر: (و ص ف، رويترز)

دارت معارك طاحنة أمس في شرق دمشق بعد هجوم جديد للفصائل الجهادية والمقاتلة على مواقع القوات الحكومية السورية، قبل يومين من جولة جديدة من المفاوضات في جنيف في رعاية الأمم المتحدة سعياً إلى حل للنزاع.

وشنت فصائل مقاتلة إلى جانب “جبهة فتح الشام” (“جبهة النصرة” سابقاً) فجر الثلثاء هجومها انطلاقاً من حي القابون في شمال شرق العاصمة حيث تدور معارك على مسافة نحو عشرة كيلومترات من وسط دمشق التي كانت بمنأى نسبياً عن ويلات الحرب.

وقال مراسل لـ”وكالة الصحافة الفرنسية” إنه سمع دوي انفجار قوي قرابة الخامسة والنصف صباحاً (3,30 بتوقيت غرينيتش) تبعه قصف عنيف لم يتوقف مذذاك.

ورجح مدير “المرصد السوري لحقوق الانسان” رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له، أن يكون الانفجار ناجماً “عن هجوم بسيارة مفخخة على موقع لقوات النظام بين حي جوبر والقابون”.

وأفاد المرصد أن “المعارك العنيفة تجددت فجر اليوم في محاور المعامل وكراش والكهرباء ومحيط السيرونكس بحي جوبر وأطرافه … وتترافق الاشتباكات مع تنفيذ طائرات حربية غارات على محاور القتال إضافة إلى القصف الصاروخي المتبادل والعنيف بين الطرفين”.

وتحدث المرصد أيضاً عن تقدم للفصائل المقاتلة في منطقة صناعية بين جوبر والقابون.

ونقلت الوكالة العربية السورية للانباء “سانا” عن مصدر عسكري أن “وحدات من الجيش العربي السوري تتصدى لمحاولات تسلل مجموعات إرهابية من جبهة النصرة نحو منطقة المغازل شمال جوبر وتتمكن من تطويق المجموعات المتسللة وتقوم بتطهير المنطقة”.

وتنهمر الصواريخ المنطلقة من المناطق التي يسيطر عليها الجهاديون والفصائل المقاتلة على احياء العباسيين والتجارة القريبة من حي جوبر ومن وسط العاصمة.

وأعلنت “جبهة فتح الشام” في شريط فيديو سيطرتها على معمل للنسيج وبثت صوراً تظهر مقاتليها يدوسون صوراً للرئيس بشار الاسد ويكسرون الزجاج على صور لوالده الرئيس الراحل حافظ الاسد.

وقال “فيلق الرحمن” الفصيل الاسلامي المشارك في الهجوم، في بيان إنها “المرحلة الثانية من المعركة”، مؤكداً السيطرة على مواقع جديدة.

وأورد المرصد أن المعارك أوقعت الاحد والاثنين 72 قتيلاً، 38 في جانب القوات الحكومية وحلفائها و34 في جانب الفصائل المسلحة.

بدء هجوم في حماه

وتزامناً مع هجوم شرق دمشق، اعلنت “هيئة تحرير الشام”، التي تضم جماعات إسلامية متشددة أبرزها “جبهة فتح الشام”، أنها بدأت هجوماً جديداً قرب مدينة حماه في الجزء الأوسط من غرب سوريا.

وقالت الهيئة في موقع للتواصل الاجتماعي إنها نفذت هجومين انتحاريين بسيارتين مفخختين قرب بلدة صوران في الريف الشمالي لحماه.

وأضافت في حساب تستخدمه على تيليغرام: “هيئة تحرير الشام تعلن عن انطلاق معركة (وقل_اعملوا) في ريف حماه الشمالي”.

وقال المرصد السوري إن دوي انفجارات كبيرة سمع في تلك المنطقة وإن اشتباكات ضارية تدور بين الجيش من جهة و”هيئة تحرير الشام” وبعض الجماعات الإسلامية المتشددة من جهة أخرى.

وأوضح أن المتشددين سيطروا على مواقع عدة في المنطقة حول صوران وفي قرية معردس جنوبها.

وتجددت المعارك قبل جولة جديدة من المفاوضات بين ممثلين للنظام السوري والمعارضة من المقرر أن تبدأ غداً في جنيف في رعاية الأمم المتحدة.

وأعلنت الامم المتحدة ان وفدي الحكومة السورية والمعارضة أكدا حضورهما.

وصرحت ناطقة باسم الامم المتحدة: “جميع المدعوين الذين حضروا الجولة الاخيرة في شباط اكدوا حضورهم” الجولة المقبلة.

وسيرأس الجولة الخامسة رمزي عز الدين رمزي نائب المبعوث الخاص الى سوريا ستافان دو ميستورا.

ويلتقي دو ميستورا اليوم في موسكو وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، على ان يتوجه أيضاًالى انقرة.

 

البنتاغون: التحالف ضد الجهاديين سيحقق في المعلومات عن سقوط ضحايا مدنيين قرب الرقة

واشنطن – أ ف ب – أعلن متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية الأربعاء، ان التحالف الدولي الذي تقوده بلاده ضد الجهاديين في سوريا سيحقق في المعلومات الواردة عن سقوط ضحايا في قصف قرب مدينة الرقة التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية.

 

وأفاد المتحدث أنه “كوننا شنينا عدة غارات قرب الرقة، سنقدم هذه المعلومات لفريقنا المختص بالضحايا المدنيين لإجراء المزيد من التحقيقات،” في إعلان يأتي بعدما ذكرت تقارير أن قصفاً للتحالف أدى إلى مقتل 33 مدنياً في محافظة الرقة الثلاثاء.

 

سكان محليون : قوات التحالف تقوم بإنزال جوي غرب الرقة السورية

دمشق – د ب أ – أفاد سكان محليون، بأن قوات التحالف الدولي نفذت عملية انزال جوي الاربعاء في عدة مناطق في محيط مدينة الطبقة السورية ( 50 كم غرب مدينة الرقة ) التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الاسلامية (داعش ) .

 

وقال السكان، إن طائرات مروحية تابعة للتحالف الدولي قدمت من مناطق شمال نهر الفرات التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية وقامت بإنزال مقاتلين في مطار الطبقة، وعلى منطقة المحمية وقريتي ابو هريرة والبوعاصي، وقامت بقطع طريق حلب الرقة والسيطرة عليه .

 

وأضافوا أن طائرات أمريكية قامت بإلقاء منشورات الثلاثاء حذرت فيه السكان من التجول في مدينة الطبقة والقرى المحيطة بها .

 

وأكد السكان أن ” قوات سوريا الديمقراطية ( قسد ) اجتازت نهر الفرات لأول مرة عبر الزوارق من منطقة قلعة جعبر باتجاه قرية الكرين 7 كم غرب مدينة الرقة “.

 

ونفذت طائرات التحالف الدولي عدة غارات على مدينة الطبقة ومحيطها حيث استهدفت يوم امس الفرن الالي، كما استهدفت مدرسة البادية جنوب بلدة المنصورة التي تضم حوالي 50 عائلة نازحة سقط خلالها عشرات القتلى والجرحى .

 

الجيش السوري يرسل تعزيزات مع تصعيد الهجوم على حماة

بيروت – رويترز – قال مصدر عسكري سوري الأربعاء، إن الجيش السوري يرسل تعزيزات لمواجهة هجوم كبير على محافظة حماة مع تصعيد المعارضين لهجومهم على المنطقة المهمة للرئيس بشار الأسد.

 

وبدأ الهجوم الذي يقوده متشددون إسلاميون الثلاثاء، وجاء بعد هجومين كبيرين على العاصمة دمشق مقر حكم الأسد في الأيام القليلة الماضية مما يظهر التهديد المستمر الذي يشكله المعارضون حتى بعد أن رجحت كفة الأسد عسكرياً في الحرب.

 

وتشكل المناطق في محافظة حماة التي استهدفت في أحدث هجوم جزءاً من المنطقة الغربية في سوريا التي أحكم فيها الأسد قبضة حكمة خلال الحرب المستمرة منذ ست سنوات مع مجموعات معارضة تسعى للإطاحة به.

 

وقال المصدر العسكري إن الجماعات المعارضة حشدت أعداداً كبيرة للهجوم الذي يستهدف بلدات منها صوران على مسافة نحو 20 كيلومتراً شمالي مدينة حماة وخطاب على مسافة نحو عشر كيلومترات باتجاه الشمال الغربي.

 

وتابع المصدر العسكري أن المعارك مستمرة في المنطقتين وقال “الآن يتم إرسال تعزيزات.”

 

وتقود الهجوم جبهة تحرير الشام وهي تحالف من فصائل إسلامية تهيمن عليه جماعة كانت من قبل الفرع الرسمي لتنظيم القاعدة في الحرب الأهلية السورية. ويشارك في الهجوم كذلك قوات تعمل تحت راية الجيش السوري الحر.

 

وقال أحد قادة قوات الجيش السوري الحر في حديث مع تلفزيون أورينت المؤيد للمعارضة السورية إن الهجوم الذي بدأ الثلاثاء كان معداً له من قبل.

 

وقال القائد الذي عرف في المقابلة بأنه ملازم في جيش العزة “المعركة الحمد لله معد لها منذ وقت طويل ومجهز لها كافة الإمكانيات حتى نخوض معركة طويلة الأمد.”

 

المعارضة تقصف مسقط رأس الأسد بالصواريخ وتتقدم في ريف دمشق وحماة

دي ميستورا يغيب عن افتتاح جنيف 5… وروسيا تسعى لسحب «حزب الله» من سوريا

عواصم ـ وكالات ـ «القدس العربي» من احمد المصري: أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس الثلاثاء، بسماع دوي انفجارات في منطقة القرداحة مسقط رأس رئيس النظام السوري بشار الأسد في محافظة اللاذقية.

وقال المرصد، في بيان صحافي أمس، إن الانفجارات ناجمة عن سقوط قذائف صاروخية على مناطق في محيط مدينة القرداحة والأراضي المحيطة بها، كما سقطت قذائف على مناطق قريبة من المدينة.

إلا أن المكتب الإعلامي لـ»هيئة تحرير الشام»، قال إن الهيئة «استهدفت اجتماعاً رفيع المستوى لقوات الأسد بالقرب من مدينة القرداحة بصواريخ بعيدة المدى»، وأكد المكتب وقوع قتلى بينهم باسل خير بيك أحد ضباط الحرس الجمهوري.

وجاء في خبر الهيئة «بعد ورود معلومات استخباراتية خاصة، تم استهداف اجتماع رفيع المستوى يضم قيادات تابعة للنظام النصيري المجرم وحلفائه بالقرب من مدينة القرداحة النصيرية، بـ 20 صاروخا بعيد المدى».

جاء ذلك فيما قالت مصادر من الحكومة السورية والمعارضة إن مقاتلي المعارضة اجتاحوا منطقة خاضعة لسيطرة الحكومة في شمال شرق دمشق، أمس الثلاثاء، للمرة الثانية في ثلاثة أيام ليواصلوا أجرأ هجوم لهم على العاصمة منذ عدة سنوات.

وقال وائل علوان المتحدث باسم جماعة «فيلق الرحمن» إحدى الجماعات الرئيسية المشاركة في الهجوم، في تصريحات لرويترز «الساعة 5 صباحا بدأنا المرحلة الثانية واستعدنا كل النقاط التي انسحبنا أمس (أمس الأول) منها».

وذكر مصدر عسكري سوري لوكالة «رويترز» أن مقاتلي المعارضة دخلوا المنطقة وفجروا سيارة ملغومة في بداية الهجوم. وذكر المصدر أن مجموعة من مسلحي المعارضة الذين دخلوا المنطقة تمت محاصرتهم «والآن يتم التعامل مع هذه المجموعة».

ويتركز القتال حول منطقة العباسيين في حي جوبر في شمال شرق دمشق والذي يقع على بعد نحو كيلومترين شرقي أسوار البلدة القديمة على تقاطع طرق رئيسي يؤدي للعاصمة.

وقال علوان المتحدث باسم «فيلق الرحمن» «أطلقنا هجوما جديدا واستعدنا كل النقاط التي انسحبنا منها أمس. سيطرنا ناريا على كراج العباسيين وبدأنا باقتحامه»، وكراج العباسيين محطة رئيسية للحافلات.

وقال المصدر العسكري السوري «هم دخلوا ضمن جيب ضيق في منطقة الخرق نفسها أول البارحة (أمس الأول) والآن يتم التعامل مع هذه المجموعة».

كما وردت أنباء عن خوض «هيئة تحرير الشام» هجوماً كبيراً آخر في منطقة ريف حماة الشمالي، حيث تمكنت من السيطرة على مدينة صورا. كما تمكنت، بحسب مصادر في المعارضة، من كسر خطوط الدفاع الأولى لقوات النظام في عملية سمتها «وقل اعملوا».

إلى ذلك قالت صفحة «الرقة تذبح بصمت» على موقعها على «فيسبوك» إن طائرات التحالف الدولي ارتكبت «مجزرة» أمس الثلاثاء. واستهدف طيران التحالف مدرسة البادية في بلدة المنصورة في ريف الرقة الغربي والتي يستخدمها أكثر من 50 عائلة من النازحين كمركز إيواء.

وأضافت الصفحة، والتي تعتبر من المصادر الوحيدة التي تنقل أخبار محافظة الرقة لوسائل الإعلام، حيث أن تنظيم «الدولة» يمنع الناشطين السوريين في المعارضة من الدخول إلى مناطقه، أن طيران التحالف استهدف أيضا مدينة الطبقة وقصف مستودع الغاز وشارع الصناعة في المدينة، مما أدى لدمار هائل في المحال التجارية وبعض المنازل وإصابة العديد من المدنيين بجروح بليغة.

يأتي ذلك فيما يغيب مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا عن افتتاح المحادثات التي ستجرى في جنيف يوم الخميس المقبل، ومن المتوقع أن تستمر حتى الأول من نيسان/ابريل.

وقالت المتحدثة أليساندرا فيلوتشي في بيان قرأته في إفادة صحافية في مقر الأمم المتحدة في جنيف، إن المحادثات ستركز على أربع قضايا «بالتوازي» هي أسلوب الحكم والتعديلات الدستورية والانتخابات وإجراءات مكافحة الإرهاب.

وأضافت أن دي ميستورا الذي عقد للتو محادثات في الرياض سيجري مشاورات مع مسؤولين في موسكو وأنقرة، قبل أن يعود إلى جنيف بعد يوم من بدء المحادثات تحت رعاية نائبه رمزي رمزي.

من جهة أخرى قالت صحيفة «إيزفيستيا» الروسية إن مراكز المصالحة التابعة لروسيا في سوريا، بصدد تحولها إلى أدوات رئيسة للإشراف على انسحاب التشكيلات «الأجنبية المسلحة» من البلاد من بينها «حزب الله» اللبناني.

ونقل موقع «روسيا اليوم» عن الصحيفة قولها إن مراكز المصالحة الروسية، ستضطلع بمراقبة انسحاب التشكيلات الشيعية، التي تحارب إلى جانب بشار الأسد، من العديد من المناطق.

وقد نوقشت هذه المسألة البالغة الحساسية بنشاط حثيث من قبل الأطراف المشاركة في لقاء أستانة. ونقلت الصحيفة عن مصدر مطلع في الدوائر العسكرية ـ الدبلوماسية للصحيفة قوله إن أعضاء الوفود تحدثوا في المقام الأول عن «حزب الله» اللبناني، الذي شاركت وحداته في اقتحام حلب، ولهذا يحظى بكراهية خاصة لدى المعارضة السورية.

ووفقا لمصدر الصحيفة، ناقش ممثلون عن روسيا وإيران وتركيا في العاصمة الكازاخستانية، إمكانية تخصيص منطقة محددة لـ «حزب الله» تكون تحت سيطرته في سوريا، ويتبع ذلك انسحاب تدريجي لوحداته من المناطق الأخرى، وقبل كل شيء من شمال البلاد.

 

الحكومة السورية تبحث عن 300 مليار ليرة مهربة من مصارفها

كامل صقر

دمشق ـ «القدس العربي»: قالت مصادر مصرفية في دمشق لـ»القدس العربي» إن الحكومة السورية تبحث في كيفية تحصيل ما يقارب 300 مليار ليرة سورية (555 مليون دولار) اقترض الجزء الأكبر منها العشرات من كبار رجال الأعمال والمستثمرين والتجار قبل اندلاع الأزمة وخلالها ولم يسددوا منها إلا أرقاماً بسيطة ضمن ما يمكن تسميته بـ التهرب الضريبي.

وحسب المعلومات التي كشفتها المصادر المصرفية فإن أكثر من 200 مليار ليرة أُخذت من المصارف السورية كقروض كبيرة، يتجاوز القرض الواحد 200 مليون ليرة، وبعضها تجاوز الميار ونصف المليار كقرض واحد. أما الـ 100 مليار المتبقية فأعطيت كقـروض متوسـطة.

ويتنصل المقترضون الكبار وهم رجال أعمال وتجار كبار من مختلف المحافظات السورية من سداد تلك القروض مما دفع الحكومة السورية مؤخراً لوضع أملاك بعض هؤلاء تحت الحجز الاحتياطي لكن هذا الحجز لن يكون ذا أثر مجدٍ لتحصيل هذه القروض الكبيرة الهاربة وفق تأكيد خبراء قانونيين. وكانت مصادر إعلامية تحدثت عن مساعٍ حكومية لتحصيل قروض بقيمة 80 مليار ليرة، وأن وزارة المالية أصدرت الحجز الاحتياطي على الأموال المنقولة وغير المنقولة لكبار المقترضين المتعثرين في المصارف إضافة إلى تجميد الحسابات العائدة لهم كافة لتحصيل أموال المصارف العامة وهي: مصرف التوفير، المصرف الزراعي، البنك العقاري، المصرف التجاري، ومصرف التسليف الشعبي، والمصرف الصناعي.

لكن حقيقة الرقم وفق ما كشفته المصادر لـ «القدس العربي» هي أن أكثر من 300 مليار ليرة جرى إقراضها ولم يتم سدادها وهي خارج خزينة الدولة حالياً.

 

عملية عسكرية أميركية لـ”عزل الرقة عن حلب والطبقة

جلال بكور

قالت مصادر محلية لـ”العربي الجديد” إن طائرات أميركية تابعة للتّحالف الدولي لمحاربة تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) قامت بعملية إنزال جنود من “مشاة البحرية” بالقرب من سد الفرات في منطقة الطبقة غرب مدينة الرقة شمال سورية اليوم الأربعاء.

وأوضحت المصادر أن العملية استهدفت تحصينات عسكرية لتنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) بمناطق في قرى أبو هريرة والكرين والمشيرفة غرب مدينة الرقة وشرق مدينة الطبقة، بالقرب من طريق الرقة حلب، ولم تتبين بعد فيما اذا تمكنت عملية الإنزال من تحقيق أهدافها.

وتزامنت العملية مع اشتباكات في محيط المنطقتين بين عناصر التنظيم والمليشيات الكردية التي تحاول التقدم باتجاه سد الفرات ونهر الفرات وطريق حلب الرقة من ريف الطبقة الشمالي بدعم التحالف الدولي.

وفي حال نجحت العملية فإن ذلك يعني فصل الرقة عن الطبقة وحلب بشكل كامل نتيجة السيطرة على طريق الإمداد الرئيسي بين المحافظتين.

وفي السياق ذاته، أكد عضو تنسيقية “الرقة تذبح بصمت” لـ”العربي الجديد”، أن العملية استهدفت تحصينات لتنظيم “داعش” بالقرب من سد الفرات والتي وقفت في وجه تقدم الزوارق التي تحمل عناصر المليشيات من جهة قلعة جعبر باتجاه ريف مدينة الطبقة، إضافة لضرب التحصينات المتمركزة على الطريق الواصل بين الطبقة والرقة والرقة وحلب.

وتأتي عملية الإنزال ربما بهدف السيطرة على التحصينات دون قصفها تخوفا من حدوث انهيار في بناء سد الفرات، الأمر الذي من الممكن أن يتسبب بكارثة كبيرة، كون التحصينات قريبة من المجاري المائية للسّد ونهر الفرات.

وأوضح “حسام عيسى” أن تواجد “داعش” في مناطق عملية الإنزال ليس كثيفا لكنّ قوة التحصينات أدت إلى منع المليشيات الكردية من تحقيق تقدم أكبر في المنطقة منذ شهور.

وفي غضون ذلك شن طيران التحالف الدولي عدة غارات على مدينتي الرقة والطبقة متسببا بقتلى وجرحى ودمار كبير، وذلك لليوم الثالث على التوالي حيث أسفر القصف المكثف خلال اليومين الماضيين عن وقوع عشرات الضحايا بين المدنيين، الذين يمنعهم تنظيم “داعش” من النزوح خارج المدينة.

وفي الشأن ذاته، أكدت مصادر محلية اليوم مقتل طفلة جراء استهدافها من قبل تنظيم “داعش” برصاص القناصة خلال محاولة عائلتها الفرار خارج مدينة الرقة.

 

مقتل ثالث مصري على قائمة الاغتيال الأميركية بسورية

القاهرة _ العربي الجديد

أكّد بعض المنتمين للجماعة الإسلامية في مصر، اليوم الأربعاء، نبأ اغتيال قوات أميركية لأحد المنتمين لها، وهو أبو العلا عبد ربه، أمس، على الأراضي السورية، ضمن صفوف جبهة “تحرير الشام”.

 

وذكرت مصادر مُقرّبة من عبد ربه، أنه سافر، بعد أشهر من الثورة السورية عام 2011، عبر السودان، ومنها إلى الأراضي التركية، ليلتحق بعدها بجبهة “أحرار الشام” في سورية، وبعد فترة انضم إلى “جبهة النصرة”، ثم وصولاً إلى محطته الأخيرة “جبهة تحرير الشام”.

 

ويعتبر عبد ربه من العناصر البارزة بين أبناء الجماعة الإسلامية، كما أنه يعتبر الشخصية الثانية من حيث الشهرة، التي قتلت على الأراضي السورية بين صفوف المعارضة، حيث سبقه القيادي أبو ياسر المصري “رفاعي طه”، الذي كان مطلوبا أميركياً، باعتباره قيادة تاريخية في صفوف “القاعدة”.

 

وكان عبد ربه قد أفرج عنه، في أعقاب ثورة 25 يناير في مصر، بعد قضاء نصف عقوبته “السجن بمجموع عقوبات (55 عاماً)”؛ حيث اتهم في عدد من القضايا، منها مشاركته في تجهيز السلاح، الذي تم استخدامه في قتل الكاتب المصري، فرج فودة، خلال عام 1992.

 

وقال باحث في شؤون الحركات الإسلامية، إن أبو العلا، كان ينتمي إلى جماعة “الجهاد الإسلامي”، ثم انضم إلى “الجماعة الإسلامية”، وكان من ضمن الذين قاموا بعمل المراجعات الفكرية “للجماعة الإسلامية”، خلال وجوده في السجن، اعتباراً من نهاية سنوات التسعينيات.

 

ويعتبر عبد ربه، السجين الأول الذي حوكم هو وزوجته بين صفوف الجماعة الإسلامية، حيث كانت سابقة غريبة في نظام المخلوع حسني مبارك.

 

وكان أول ظهور إعلامي له بعد ثورة يناير مع الإعلامي، طوني خليفة، الذي استضافه في حوار معه حول قضية اغتيال فرج فودة.

 

وفد المعارضة يتوجه إلى جنيف… و”3+1″ جدول أعمال المباحثات

ريان محمد

علم “العربي الجديد”، اليوم الأربعاء، أن وفد “الهيئة العليا للمفاوضات” السورية المعارضة والوفد التفاوضي المنبثق عنه، توجَّها صباحاً، من العاصمة السعودية الرياض إلى جنيف، للمشاركة في مباحثات جنيف 5، المزمع انطلاقها غداً الخميس، برعاية الأمم المتحدة ممثلة بالمبعوث الأممي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا وفريقه، عقب انتهاء اجتماعاتها التي تواصلت طيلة الأيام الأربعة الماضية.

 

وأفادت مصادر مسؤولة من الوفد التفاوضي، في حديث مع “العربي الجديد”، بأن “الهيئة العليا والوفد التفاوضي قاموا خلال اجتماعاتهم، الأخيرة، بالإعداد لمباحثات جنيف 5، التي تبدأ غداً الخميس”، مبينةً أنه “لا يوجد تصور واضح عن استراتيجية إدارة الفريق الأممي للمباحثات، التي ستتبين عقب انتهاء لقاءات الخميس”. غير أنها أعربت بالوقت نفسه عن “عدم تفاؤلها بجولة المباحثات الجديدة”.

 

وعن استراتيجية بحث السلّات الأربع، قال عضو هيئة المفاوضات العليا، أحمد العسراوي، في حديث مع “العربي الجديد”، إن “البداية هي ثلاثة محاور+1، كما أراد دي مستورا، نزولاً تحت رغبة وفد النظام بإضافة بند رابع لجدول الأعمال المحدد في القرار الدولي 2254 لعام 2015″، مشيراً إلى أنه لا يرى أن “بحث هذه المحاور الأربعة تراتبياً أو متوازية معقد للدرجة التي قد تخيف الطرف الأول أو تعطي الطرف الثاني الإمكانية للابتعاد عن الجدية بالمفاوضات”.

 

وأضاف العسراوي “من هنا فالبند الأول هو الحكم-الانتقال السياسي، أو هيئة الحكم الانتقالي، والثاني هو الدستور –الإعلان الدستوري- المؤقت طبعاً، والثالث هو الانتخابات، التي تحتاج لقانون انتخابات وقانون أحزاب، ثم يأتي البند المضاف وهو مكافحة الإرهاب”.

 

وتابع أنه “حول الفقرة الأخيرة المتعلقة بالإرهاب وعلى ضرورتها ومع أن عموم الشعب السوري يريد مكافحة الإرهاب والقضاء عليه، وهو يرى كل قادم من خلف الحدود حاملاً سلاحه هو إرهابي مضافاً إليه كل مكونات تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) و”القاعدة”، التي صُنّفت دولياً بأنها إرهابية”، متسائلاً “لكن كيف يمكن مكافحة هذا الإرهاب طالما قوى السوريين متفرقة ومشتتة وأن استجماع قواهم يستلزم وحدة الموقف الوطني وبداية الحل السياسي الذي يؤدي للتغير الوطني الديمقراطي الجذري الشامل”.

 

وأوضح أنه “من المفترض أن موضوع بحث المحاور –السلال- من حيث التراتبية قد انتهى، وهي تشمل الثلاثة الأولى، وهذا متوافق عليه، أما المحور الرابع وهو بند الإرهاب الذي لم يتم الاتفاق على بحثه بعد، فإنه يحتاج إلى إيضاح ما هي المفردات التي ستبحث فيه، وإن نجاحه يحتاج إلى ربطه مع العملية السياسية”.

 

وحول إشكالية الوفد الواحد التي يطالب بها النظام وداعموه، في حين يصرون على تواجد دعوات لمجموعات عدّة مثل ما يُسمَّى منصة “موسكو” ومنصة “القاهرة”، قال العسراوي: “بداية لست منحازاً للهيئة العليا للمفاوضات، لكنني أود التوضيح بأنها تشكلت بناءً على رؤية دولية بعد انعقاد اجتماعَي فيينا لمجموعة العمل الدولية لدعم سورية، وكلفت السعودية بناءً على طلبها لعقد الاجتماع الموسع لقوى الثورة والمعارضة السورية على أراضيها، وعليه تمت دعوة هيئة التنسيق والائتلاف الوطني للمشاركة بصفتهم الاعتبارية –مؤسسات- وبعض قادة الفصائل العسكرية –الموافقة على ضرورة الحل السياسي- إضافة إلى بعض الشخصيات الوطنية المعارضة، وفي هذا السياق وُجّهت الدعوة للمشاركة بهذا الاجتماع الموسع باستثناء حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) كما تم استبعاد جبهة التغيير والتحرير من مؤتمر القاهرة والاجتماع الموسع”.

 

وتابع “هنا للتوضيح وحدنا تحفظنا على استبعاد الاتحاد الديمقراطي، من مبدأ ضرورة مشاركة كل الفعاليات بالحل السياسي في سورية حتى من تختلف معهم بالرؤية، ودفعنا لتشارك مع من بقي من لجنة القاهرة بالوفد التفاوضي، وتم تسمية عضو من كل منهما وتركت لهما حرية التثبيت أو الاستبدال، لكنهما رفضا ذلك، وبدورنا سنبقى نعمل على الوفد الواحد لأنه ضرورة موضوعية لنجاح العملية السياسية التفاوضية”.

 

هدوء حذر شرق دمشق والمعارضة تحقق تقدماً بريف حماة

عمار الحلبي

شهدت جبهات القتال في العاصمة السورية دمشق هدوءاً حذراً، مع انطلاق اليوم الثالث من معركة “يا عباد الله اثبتوا”، التي أطلقتها فصائل معارضة لدحر قوات النظام من محيط أحياء جوبر والقابون وكسر الحصار عنها، فيما جدّد الطيران الحربي القصف العنيف على حي جوبر.

وأفادت مصادر محلية، “العربي الجديد” بأن “معظم جبهات القتال شهدت هدوءاً حذراً منذ ساعات الفجر الأولى، باستثناء اشتباكات متقطّعة على أطراف كراجات العباسيين”.

 

ولفتت إلى أن “الهدوء جاء بعدما شهدت العاصمة، أمس الثلاثاء، المعارك العنيفة، والتي استمرّت حتى ساعاتٍ متأخّرة من ليل أمس”.

 

كما أشارت إلى أن “الهدوء على الجبهات رافقه قصف عنيف شنّته طائرات النظام الحربية على عمق حي جوبر”، مبيّنةً أن “أكثر من 15 غارة جوية تعرّضت لها منطقة المغازل وعمق حي جوبر”.

 

وبحسب المصادر أيضاً، فإن “عدد الغارات على المناطق التي سيطرت عليها المعارضة ارتفع، منذ مساء أمس، حتى الآن إلى أكثر من 110 غارات جوية، وأدّت بمجملها إلى دمارٍ واسع في البنى التحتية حيث سُوّيت أبنية مع الأرض”.

 

على صعيد آخر، بقي للفصائل المسلحة (7 كيلومترات) لتصل إلى مدينة حماة، وذلك بعد انتزاعها سلسلة قرى ومناطق ونقاط عسكرية استراتيجية من قوات النظام، محقّقةً تقدّماً متسارعاً منذ إعلان معركة “وقل اعملوا” في ريف حماة الشمالي مساء أمس.

 

وأكّدت مصادر محلية، لـ”العربي الجديد”، “أن جيش العزة التابع الجيش السوري الحر سيطر على قرية تسوبين في ريف حماة الشمالي”، موضحةً أن السيطرة جاءت بعد اشتباكات عنيفة مع جيش النظام.

 

وأضافت  أن “فصائل المعارضة سيطرت على أجزاء واسعة من أوتوستراد محردة – حماة الرئيسي، ودمّرت دبابتين من طراز T72 على هذا الطريق الاستراتيجي بصواريخ تاو”.

 

وبحسب توثيق “العربي الجديد” فإن المناطق التي انتزعتها المعارضة من أيدي قوات النظام منذ، ليل أمس الثلاثاء، وحتى الساعة، بلغت 11 منطقة ونقطة عسكرية وهي: “قرية تسوبين، بلدة صوران، قرية خطاب، رحبة خطاب، الحاجز الأزرق، قرية الشير، قرية سوبين، مداجن القشاش، مداجن السباهي، النقطة 50 العسكرية، وحاجز السفوح”.

 

وبحسب مصادر مطلعة فإن مجموعة فصائل تشارك في معارك حماة، أبرزها “جيش العزة” التابع للجيش الحر، وهيئة تحرير الشام”.

 

وأدّت هذه المعارك بمجملها إلى سقوط عدد كبير من جنود النظام بين قتلى وجرحى، إضافةً لتدمير طائرتين داخل مطار حماة العسكري، بعد أن تم استهداف المطار من قبل فصائل المعارضة بصواريخ ثقيلة، فضلاً عن تدمير ثلاث دبّابات للنظام على عدد من محاور جبهات الاشتباك.

وكانت الفصائل قد أطلقت، أمس الثلاثاء، معركة جديدة في ريف حماة الشمالي تحت مسمّى “وقل اعملوا”، والتي بدأت بتفجير “هيئة تحرير الشام” عربتين مفخّختين في نقاط لقوات النظام في محيط صوران ومعردس، وتمكنت إثر ذلك من كسر الدفاعات والتقدم، ما دفع بعناصر النظام إلى الفرار منهما بعد وقوع خسائر بشرية في صفوفهم.

 

أنباء متضاربة عن عدد ضحايا غارة التحالف على الرقة

عمار الحلبي

استهدفت طائرات التحالف الدولي، فجر أمس الثلاثاء، مدرسة “البادية” الواقعة في بلدة المنصورة غرب محافظة الرقّة السورية، ما أدى إلى سقوط عددٍ غير محدّد من الضحايا، وسط تكتّم إعلامي من قبل وسائل الإعلام المتحدثة باسم تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، والتي جرت العادة أن توثّق أعداد القتلى المدنيين في مناطق التنظيم جراء غارات التحالف.

 

وأكدت مصادر محلية لـ”العربي الجديد”، أن عدد الأشخاص المقيمين في المدرسة، هم 50 عائلة يتراوح عدد أفرادها بين 200 – 300 شخص، جميعهم من المدنيين النازحين من أرياف الرقة وحمص وحلب.

 

كذلك أظهرت الصور تدمير المدرسة بشكلٍ شبه كامل، إضافةً إلى أن توقيت الاستهداف الذي كان في ساعات الفجر الأولى، يشير إلى أن معظم النازحين كانوا داخلها.

 

وذكرت حملة “الرقّة تُذبح بصمت”، وهي مجموعة ناشطين يوثّقون أخبار الرقّة، أنه لا يزال مصير الـ50 عائلة مجهولاً حتّى هذه اللحظات، وسط تضارب كبير بشأن عدد القتلى جرّاء هذه الغارة.

 

من جهته، ذكر موقع “الرقة بوست” أن “عدد القتلى المدنيين فاق 100 شخص جراء هذه الغارات”، مشيراً إلى أن عملية انتشال الجثث استمرّت حتى ساعات الظهر، فيما ضرب تنظيم “داعش” طوقاً أمنياً حول المنطقة المستهدفة.

 

بدوره ذكر “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، أن عدد قتلى هذه الغارات بلغ 33 قتيلاً، في حين ذكرت وسائل إعلام محلية أخرى أن العدد 50 قتيلاً، فيما تحدّثت وسائل إعلام أخرى عن 200 قتيل.

 

“التحالف الدولي”يجتمع في واشنطن..ويقتل المدنيين في الرقة

يجتمع وزراء خارجية 68 دولة في واشنطن، الأربعاء، للاتفاق على الخطوات المقبلة في سبيل هزيمة تنظيم “الدولة الإسلامية”، وذلك في أول اجتماع من نوعه للتحالف العسكري بقيادة الولايات المتحدة، منذ وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.

 

في المقابل، قالت مصادر محلية في مدينة الرقة السورية، لـ”المدن”، إن عشرات المدنيين وقعوا بين قتيل وجريح إثر استهداف طائرات “التحالف الدولي” لمدرسة كانوا قد نزحوا إليها في ناحية المنصورة في ريف الرقة الغربي. وأغار طيران “التحالف”، منتصف ليل الإثنين/الثلاثاء ودمر مدرسة “البادية” في البلدة الواقعة على الطريق الواصل بين مدينتي حلب والرقة، على الضفة اليمنى لنهر الفرات، ما تسبب في مقتل 33 شخصاً.

 

النازحون القاطنون في هذه المدرسة جاؤوا من الرقة وريف حلب الشرقي وريف حماة الشرقي وحمص وريفها ومن مدينة تدمر، وقُدر عددهم بأكثر من 300 قبل وقوع الغارة. وهذه هي الغارة المعلنة الأولى لطيران “التحالف” على هذه المنطقة التي يُفترض وقوعها في قطاع يعمل فيه عادة طيران النظام والطيران الحربي الروسي.

 

الصحافي خليل العساف، قال لـ”المدن”، إن الغارة تشير إلى تغيير قواعد الاشتباك وتداخل خطوط القتال ضد تنظيم “داعش”، وتسببت بأكبر عدد من الضحايا في ريف الرقة منذ بدء حملة “التحالف” ضد التنظيم المتشدد. كما تأتي بعد أيام قليلة من غارة سابقة شنها طيران “التحالف” على مسجد في ريف إدلب أوقع أكثر من مئتي شخص بين قتيل وجريح. وقبل ساعات من مجزرة مدرسة البادية في المنصورة، كان طيران “التحالف” قد شنَّ غارات على مدينة الطبقة في الريف الغربي للمحافظة، قتلت ثمانية أشخاص، خمسة منهم من عائلة واحدة، إثر استهدافها فرناً آلياً وبناية سكنية ومشفى ميدانياً يقع في أحد أقبية العمارات في وسط المدينة.

 

وكانت صحيفة “عنب بلدي” المعارضة، قد قالت إن طيران “التحالف الدولي” قصف الأربعاء حي رميلة شمالي الرقة بثلاث غارات، موقعاً عشرات القتلى من المدنيين لم تحدد حصيلتهم حتى الآن. في حين ذكرت “حملة الرقة تذبح بصمت” أن “كل المشافي المتبقية في ريف الرقة أصبحت خارج الخدمة حالياً، جراء غارات الطيران التابعة للتحالف الدولي”. ووثق ناشطون أكثر من 47 غارة في ريفي الرقة الغربي والشرقي، خلال اليومين الماضيين. واستهدف “التحالف” القوارب التي تنقل المدنيين بين ضفتي الفرات، بعدما فرغ من قصف الجسور.

 

“جنيف-5”:جولة مفاوضات صعبة تنتظر المعارضة..برغم معركة دمشق

تنطلق اجتماعات الجولة الخامسة من المفاوضات السورية، في مدينة جنيف الخميس، بمشاركة وفدي المعارضة والنظام، وسط آمال منخفضة بإمكان تحقيق أي اختراق يُذكر، والمعارك العنيفة التي اندلعت في دمشق مؤخراً.

 

ويُرتقب وصول وفدي الحكومة و”الهيئة العليا للمفاوضات”، إلى جنيف الأربعاء، على أن تنطلق المفاوضات غير المباشرة رسمياً الخميس. ويشارك في هذه الجولة أيضاً ممثلون عن “منصتي موسكو”، تضم معارضين مقربين من روسيا أبرزهم نائب رئيس الوزراء الأسبق قدري جميل، و”منصة القاهرة” المؤلفة من شخصيات معارضة ومستقلين، أبرزهم المتحدث السابق باسم الخارجية السورية جهاد المقدسي.

 

وبحسب الأمم المتحدة، سيتولى رمزي عز الدين رمزي، مساعد المبعوث الدولي الخاص الى سوريا ستفان دي ميستورا، استقبال الوفود الخميس وإطلاق جولة المفاوضات، في وقت يقوم دي ميستورا بجولة خارجية تقوده الأربعاء الى موسكو، ومنها إلى أنقرة.

 

ورغم انتهاء الجولة الأخيرة من مفاوضات جنيف بالاتفاق على جدول أعمال يضمّ 4 عناوين أساسيّة، وهي الحكم والدستور والانتخابات ومكافحة الإرهاب، سيتم بحثها “بشكل متوازٍ”، تبقى مهمة دي ميستورا صعبة في ظل عدم استعداد طرفي النزاع، وخصوصاً دمشق، لتقديم أي تنازلات. وبحسب ما نقلت وكالة “فرانس برس” عن دبلوماسي غربي، فإن مهمة دي ميستورا ستكون “العمل على غربلة الأفكار وتدوير الزوايا” بين أطراف النزاع.

 

ولا يعلّق الخبير في الشؤون السورية والأستاذ في جامعة إدنبره الاسكتلندية توما بييريه آمالاً على الجولة الخامسة، مضيفاً لـ”فرانس برس”، أن “النظام مستمر في التقدم ميدانياً (..) ولا يوجد أي سبب يدفعه الى تقديم التنازلات”. أما الباحث في “مجموعة الأزمات الدولية” نوا بونسي، فيرى أن “النظام الذي لم يكن بوارد المساومة عندما كان يخسر ميدانياً، لن يفعل ذلك الآن وهو في أوج زخمه”.

 

في السياق ذاته، شدّد دبلوماسي فرنسي على صعوبة هذه المفاوضات، معتبراً أن “على روسيا وإيران تحديداً ممارسة الضغط على النظام، في وقت تبدو المعارضة مشتتة”.

 

واتسمت جولة المفاوضات الأخيرة بخلاف كبير على الأولويات بين الطرفين: “الانتقال السياسي” أو “الارهاب”. وأصرت المعارضة على تناول موضوع “الانتقال السياسي” أولاً، فيما طالب الوفد الحكومي بإضافة “مكافحة الإرهاب” إلى العناوين الثلاثة التي اقترحها أساساً دي ميستورا. وتمت إضافة موضوع “مكافحة الإرهاب” إلى “السلال الثلاث” بطلب من دمشق، وفق المبعوث الدولي.

 

وتعي المعارضة السورية صعوبة هذه الجولة، إذ يؤكد يحيى العريضي، وهو أحد الاستشاريين المرافقين لوفد المعارضة إلى جنيف، أن “الآمال محدودة بحكم تعنت الفريق الآخر وعدم رغبته بالانخراط الجدي في إيجاد حل”. ويتهم النظام باتباع “استراتيجية تقوم على إخضاع الآخر” مشدداً على أنه لا يمكن تحقيق اختراق “إلا اذا توفرت إرادة دولية فعلية لإنهاء المحرقة السورية”.

 

ويأتي ذلك بعد أيام من هجوم مفاجىء، ويعد الأعنف منذ عامين، شنته الفصائل المعارضة على مواقع قوات النظام في دمشق، حيث تدور المعارك منذ الأحد. ويرى العريضي أن ما يجري هو “دفاع عن النفس، فالناس في حالة حصار وتجويع ويتعرضون للقصف يومياً”، مضيفاً “الفعل بحد ذاته رسالة بأنه لن تستتب الأمور للنظام ولا يمكن للناس أن تستكين له”.

 

في المقابل، تنقل “فرانس برس” عن مدير “مركز دمشق للدراسات الاستراتيجية” بسام أبو عبدالله قوله، إن هذه الهجمات “تضعف موقف المعارضة في جنيف.. وهي لا تغير معادلات راسخة على الارض”، مضيفاً “في كل مرة نتقدم في موضوع الحل السياسي، تلجأ قوى ميدانية مرتبطة بأطراف إقليمية إلى شن هجمات جديدة”. ورغم إقراره بأن الطريق “ليست وردية” لكنه يرى أن “الجديد هذه المرة أن هناك جدول أعمال واضحاً من شأنه أن يحدد مسار الحل السياسي”.

 

وبينما تمارس روسيا ضغوطاً على دمشق أثمرت في الجولة السابقة موافقتها للمرة الاولى على بحث مواضيع الحكم والدستور والانتخابات، لا تزال رؤية واشنطن غير واضحة. ويقول أبو عبدالله “الروس في عجلة والخطوات تتوالى، لكن رؤية الأميركيين للحل في سوريا لم تتضح بعد. ويبدو واضحاً من خلال صمتهم أنه لم يتبلور لديهم بعد اي تصور ولم يقرروا كيف سيتفاهمون مع الروس”، مؤكداً في الوقت ذاته أن “اي توجه للحل سيجري وفق تفاهمات روسية أميركية”.

 

المعارضة تتقدم باتجاه حماة من محورين

أعلنت المعارضة في ريفي حماة الشمالي والغربي، عن معركتين متوازيتين، ليل الثلاثاء/الأربعاء، تقود الأولى غرفة عمليات “وقل اعملوا” والثانية غرفة عمليات “في سبيل الله نمضي”.

 

وتضم غرفة عمليات “وقل اعملوا”، كلاً من؛ “أجناد الشام” و”هيئة تحرير الشام” و”جيش النصر” و”جيش العزة” و”القوقاز” و”الأوزبك” و”الحزب التركستاني” و”جيش إدلب الحر”. وأصدرت الغرفة بياناً أكدت فيه أن جميع قرى ريفي حماة الشمالي والغربي، هي منطقة عسكرية، وحذّرت من منع أو اعتراض أي رتل عسكري.

 

وسيطرت فصائل غرفة “وقل اعملوا” الأربعاء على مستودعات رحبة خطاب ومدينة خطاب وحاجز غزال وحاجز الصفوح ومداجن سباهي وبلدة معردس وحاجز مداجن القشاش وحاجز مزارع الأصفر وخربة الحجامة بالقرب من قمحانة و”النقطة 50″ في محيط مدينة قمحانة. وكانت “هيئة تحرير الشام” قد أعلنت الثلاثاء السيطرة على بلدة صوران بعد استهداف قوات النظام المتمركزة في حاجز المكاتب بعربتين مفخختين في أولى مراحل المعركة.

 

وأوضح مدير المكتب الإعلامي لـ”جيش النصر”، محمد رشيد، لوكالة “سمارت”، أن السيطرة على صوران، جاءت بالتنسيق مع “هيئة تحرير الشام” و”جيش إدلب الحر”. واستهدف “جيش النصر” مطار حماة العسكري بعشرات صواريخ الغراد، وأعلن عن تدمير طائرتين داخله. كما استهدفت المعارضة معسكر جورين في سهل الغاب في ريف حماة الغربي بصواريخ الغراد، بينما استهدفت قوات النظام في جبل زين العابدين بقصف صاروخي محيط مدينة صوران.

 

واغتنمت المعارضة 5 دبابات، وسيارة محملة برشاش دوشكا ودمرت عدداً من الآليات، وقتلت أكثر من 50 عنصراً من قوات النظام.

 

غرفة عمليات “في سبيل الله نمضي” التي تضم “جيش العزة” و”أبناء الشام”، سيطرت الأربعاء على بلدة المجدل. مدير المكتب الإعلامي لـ”جيش العزة” عبادة الحموي، قال لـ”أمية برس”: “تمت السيطرة على قريتي الشير وخربة سوبين وأجزاء واسعة من أوتستراد حماة–محردة، وقطع الأجزاء غير المسيطر عليها نارياً”. وأضاف: “تم تدمير دبابتين واغتنام دبابة وعربة عسكرية، فضلاً عن أسر مجموعة كاملة لجنود الأسد في قرية الشير بعد تحريرها”.

 

وأوضح المتحدث باسم “جيش العزة”، محمود المحمود، لوكالة “سمارت” أن معركة “في سبيل الله نمضي”، تجري بالتزامن مع معركة “وقل اعملوا”.

 

لماذا تتواجد القوات الروسية في عفرين؟

خالد الخطيب

في الوقت الذي تجد فيه المعارضة المسلحة على اختلاف توجهاتها، مساحة للمناورة وشن هجمات برية ضد النظام وتنظيم “الدولة الإسلامية” في جبهات مختلفة من ريف حماة ودرعا ودمشق وريفها، أغلقت الأبواب في وجه “درع الفرات” المدعومة تركياً لمنعها من مواصلة عملياتها العسكرية بعد استعادة مدينة الباب في ريف حلب الشرقي.

 

أهداف “درع الفرات” المُعلنة، بعد سيطرتها على الباب، هي الوصول إلى منبج وضفتي الفرات الأعلى، والتوغل بعد ضفة الفرات الشرقية في ريفي عين العرب والطبقة، التي كان من المقرر أن تكون منطلق العمليات نحو الرقة. بالإضافة إلى استعادة السيطرة على القرى والبلدات العربية التي سيطرت عليها “وحدات حماية الشعب” الكردية، مطلع العام 2016 على جانبي الطريق الدولي حلب–غازي عينتاب في ريف حلب الشمالي. وتتزعم “وحدات الحماية” تحالف “قوات سوريا الديموقراطية”، وهي تمثل الجناح العسكري لحزب “الاتحاد الديموقراطي”.

 

آمال “درع الفرات” تبدو سراباً حتى الآن، بسبب تحالفات “قسد” الوثيقة مع اللاعبين الثلاثة الأكثر فاعلية في الشمال السوري؛ روسيا وأميركا والنظام، وجميع هذه الأطراف تريد حصار النفوذ التركي في الشمال كي لا يتمدد أكثر.

 

خسرت “درع الفرات” الطريق الأول باتجاه الرقة، في التفاهم الروسي-التركي، الذي جرى حول معركة الباب، وتقاسم الحصص في ريف حلب الشرقي بينها وبين النظام. وسمح الوقت الطويل الذي استغرقته معركة الباب، لـ”قسد” بتعزيز قدراتها العسكرية في منبج، وإثبات جدارتها في قتال التنظيم في ريف الرقة الشمالي ضمن عملية “غضب الفرات”. وهو ما عزز التحالف بينها وبين الولايات المتحدة التي منعت بشكل مباشر أي عمل عسكري لـ”درع الفرات” بدعم تركي، لآن ذلك ببساطة يُعكّر صفو معركة الرقة.

 

وبعد أن أوصدت الأبواب في وجه “درع الفرات” جنوب وشرق مدينة الباب، بدأت فصائل المعارضة تفكر في استعادة مناطقها التي خسرتها لحساب “قوات سوريا الديموقراطية” في الغرب؛ تل رفعت وأكثر من 10 قرى، ومطار منغ العسكري. واستجابت تركيا لرغبة المعارضة، وبدأت بالضغط العسكري على “قسد” عبر استهداف مواقعها في ريف حلب الشمالي، بالمدفعية والصواريخ منذ بداية أذار/مارس.

 

وتزامن هذا الضغط العسكري منذ منتصف أذار، مع الحديث عن مبادرة ومفاوضات بين “درع الفرات” و”قسد” بهدف إخراج الأخيرة من المناطق التي تحتلها، ودخول المعارضة إليها بكامل سلاحها وعتادها العسكري. ويشرف على التفاوض بين الطرفين “لواء المعتصم” وهو أحد الفصائل المعارضة التابعة لبرنامج التدريب الذي ترعاه وزارة الدفاع الأميركية.

 

المعارضة تقول إن المفاوضات لم تسفر عن نتائج حتى اللحظة، وتؤكد أنه في حال تم إفشال العملية فإن الحل العسكري هو الخيار الذي ستركز عليه، إذ لا يمكن أن يستمر تجاهل هذا الاحتلال والتشريد لعشرات آلاف المدنيين من أبناء المناطق التي تحتلها “قسد”.

 

وتمكنت “قسد” من تعزيز قدراتها العسكرية في ريف حلب الشمالي، في عفرين وريفها، بعدما اتصلت جغرافياً بمناطق سيطرتها شرقي الفرات، من خلال تقدم مليشيات النظام في مناطق “داعش” في ريف حلب الشرقي في شباط/فبراير 2017. وأصبح بمقدور “قسد” نقل معدات وذخائر متنوعة، وبكميات كبيرة إلى عفرين، بخلاف الفترة السابقة التي كانت تعتمد فيها في عفرين بشكل كبير على عمليات التهريب لتأمين السلاح والذخائر من مناطق المعارضة في ريف حلب الشمالي.

 

بدت قوة ترسانة “قسد” واضحة خلال المواجهات التي جرت في أكثر من موقع غربي وجنوبي مارع. وقتل صباح الأربعاء جندي تركي في الريحانية التركية في عملية قنص نفذتها “قسد”، وردّت المدفعية التركية بقصف مواقع “سوريا الديموقراطية” في ريف عفرين.

 

القوة المتنامية لـ”قسد” في عفرين وتل رفعت، لا يبدو أنها كافية في وجه تصعيد تركيا، التي وجهت لها ضربات مدفعية موجعة مؤخراً من قواعدها في ريف حلب الشمالي. ولم تنفع كذلك خدعة “المصالحة” مع النظام التي روجت لها “قسد”، والادعاء بتأمين عودة المُهجرين إلى قراهم وبلداتهم، لإيقاف المعارضة.

 

ودفع ذلك بـ”قسد” إلى إبرام اتفاق مع روسيا، يسمح لقواتها بالانتشار في موقعين قرب عفرين. ولكن ما الفائدة التي تحققها “قسد” من التواجد العسكري الروسي في عفرين على تخوم “درع الفرات” شمالي حلب؟ هل وحدها الأهداف المعلنة، التي تم تلخيصها في التدريب ومراقبة “وقف إطلاق النار” كافية لتفسير هذا التقارب؟ أم أنها أبعد بكثير مما هو معلن؟

 

الاتفاق بين روسيا و”قسد”، تضمن تصريحات متناقضة بين الطرفين. فـ”قسد” أكدت أن الاتفاق يتضمن إنشاء قاعدة عسكرية في جنديرس، وروسيا نفت أن يكون لديها نية بإنشاء المزيد من القواعد العسكرية في سوريا. المتحدث باسم “وحدات حماية الشعب” الكردية ريدور خليل، أعلن الإثنين، أن روسيا “بصدد إقامة قاعدة عسكرية في شمال غربي سوريا وتدريب مقاتلي الوحدات”. لكن وزارة الدفاع الروسية قالت إنها “لا تعتزم إقامة أي قواعد عسكرية جديدة في سوريا”. وأضافت أن فرعاً “لمركز المصالحة” الذي يتفاوض على هدنات محلية بين الأطراف المتحاربة في سوريا يوجد في محافظة حلب قرب عفرين. لكن الواقع على الأرض مختلف عن التصريحات الروسية.

 

وسبقت الخطوة الروسية في عفرين، اجتماعات دورية منذ مطلع العام 2017، مع “وحدات حماية الشعب” الكردية في المدينة. وتمحورت اللقاءات حول بحث مستقبل المدينة عسكرياً، في ظل التطورات العسكرية المتسارعة في الريف الحلبي، والتدخل العسكري التركي المباشر، وتحقيق عملية “درع الفرات” أهدافها الأولية. وربما توصل الطرفان أخيراً إلى اتفاق يضع عفرين تحت الحماية الروسية.

 

التواجد العسكري للقوات الروسية أصبح واقعاً، ولا يقتصر على موقع واحد، بل على موقعين؛ الأول في جنديرس على بعد 20 كيلومتراً تقريباً من عفرين إلى الجنوب الغربي بالقرب من أطمة في ريف إدلب، والثاني في معسكر الطلائع في كفر جنة شمال شرقي عفرين على بعد 11 كيلومتراً تقريباً بالقرب من قطمة التي تسيطر عليها “درع الفرات”.

 

المتحدث باسم “لواء المعتصم” مصطفى سيجري، أكد لـ”المدن” أن نشر القوات الروسية بالقرب من مدينة عفرين في ريف حلب الشمالي، خطوة استباقية، تهدف بالدرجة الأولى إلى تعطيل أي محاولة من قبل “درع الفرات” للتقدم واستعادة مناطقها المحتلة، أو التفكير بالتقدم إلى عفرين التي تدخل في نطاق المنطقة الأمنة التي تسعى تركيا لإنشائها. سيجري قال: “دخول القوات الروسية إلى عفرين كان من دون تنسيق مع تركيا”.

 

المعارضة في “درع الفرات” بالغت قليلاً في خطورة الانتشار العسكري الروسي في عفرين، لكن ما أثار مخاوفها هو احتمال تطور هذا التواجد ليشمل إعادة تأهيل وتشغيل مطار منغ العسكري، وبذلك تصبح آمال المعارضة في استعادة مناطقها شبه مستحيلة، في ظل انشغال تركيا بالعديد من الملفات والضغوط الخارجية والداخلية وهي على موعد مع استحقاق الاستفتاء.

 

ما الذي سيترتب على الوجود العسكري الروسي في عفرين؟ هل سيكون مقدمة لتنامي وجودها العسكري هناك، وتمدده نحو مناطق المعارضة؟ أم سيكون التواجد الروسي مفتاح الحل الذي عجزت عنه تركيا، وهو أمر مستبعد كما يقول مراقبون، أي الضغط على “قسد” كي تسلم المناطق العربية التي سيطرت عليها مطلع العام 2016 في ريف حلب الشمالي بدعم جوي روسي مباشر إلى أصحابها الأصليين؟

 

هل انتهت محرمات إسقاط دمشق

التطورات العسكرية في دمشق قد تعكس ارتخاء لما كان محرما دوليا دون أن يعني ذلك انتقال المزاج الدولي باتجاه إسقاط العاصمة.

بيروت – تلفت مراجع مراقبة للوضع السوري أن اشتعال المعارك في دمشق يؤشر إلى انتقال المسألة السورية من طور إلى آخر، وأن قواعد المواجهة بين النظام والمعارضة قد تغيرت باتجاهات أخرى لم تتضح معالمها.

 

وتؤكد مصادر دبلوماسية غربية مطلعة أن تطورا قد طرأ على الثوابت الدولية بشأن العاصمة السورية. وتذكّر هذه المصادر بأن دمشق لطالما اعتبرت ساقطة عسكريا وأن عدم اقتحام المدينة سببه قرار دولي أشرفت عليه إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما.

 

وتضيف هذه المصادر أن كل الرعاة الإقليميين للمعارضة السورية احترموا “الإرادة الدولية” في هذا الشأن، وأن التطورات العسكرية الأخيرة في دمشق قد تعكس ارتخاء لما كان محرما دوليا دون أن يعني ذلك انتقال المزاج الدولي باتجاه إسقاط العاصمة.

 

ولفتت هذه المصادر إلى أن الأيام الأخيرة شهدت سوابق لافتة في المسار السوري لجهة إعلان إسرائيل علنا قيامها بغارات ضد أهداف داخل سوريا ولجهة استخدام دمشق لصواريخ أرض جو للتصدي للطائرات الإسرائيلية. وفيما قرأ بعض المراقبين الحدث بصفته رسالة روسية إيرانية إلى إسرائيل رأى فيها بعض آخر تمردا على تسويات يجري إعدادها للشأن السوري.

 

وتعتقد بعض الأوساط الدبلوماسية العربية أن سقوط بعض المسلمات بما في ذلك المحرم المتعلق بعدم المس بالعاصمة السورية يأتي أيضا من ضمن سياق فشل اجتماع أستانة الأخير.

 

وترى هذه الأوساط أن امتناع المعارضة عن عدم حضور الاجتماع يمثّل تصدّعا طرأ على الاتفاق الروسي التركي الذي أبرم غداة معركة حلب والذي قد يؤشر إلى ضعف نتائج القمة التي جمعت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بنظيره التركي رجب طيب أردوغان.

 

وترى مراجع دبلوماسية عربية أن تحرك المعارضة العسكري ضد العاصمة السورية، كما الحديث عن فتح معركة جديدة في مدينة حماة يصادر تماما كل ما بنى عليه النظام السوري وإيران من آمال لحسم الصراع عسكريا في سوريا عقب سقوط مدينة حلب.

 

وتضيف هذه المراجع أن فتح معركة دمشق مهما كانت أبعادها ومحدودية أهدافها هو رسالة واضحة إلى النظام السوري وحلفائه عشية انعقاد مفاوضات جنيف 5 في 23 من الشهر الجاري.

 

ولم تستبعد مصادر متابعة أن يكون إشعال الجبهات، وخصوصا في دمشق، مؤشرا لتبدل شروط اللعبة وفق الرؤية الأميركية التي تدفع باتجاه الانخراط في الميدان السوري وفق التحالفات الجديدة التي ترسمها إدارة ترامب في المنطقة.

 

إنزال جوي أميركي كردي غرب الرقة بسوريا  

قالت مصادر للجزيرة إن قوات أميركية وكردية نفذت إنزالا جويا غرب مدينة الطبقة في ريف الرقة الغربي، في وقت تحاول فيه قوات سوريا الديمقراطية التي تدعمها واشنطن التقدم باتجاه مدينة الرقة لاستعادتها من تنظيم الدولة الإسلامية.

 

وأضافت المصادر أن عملية الإنزال جرت في منطقة المحمية والكرين، وأن زوارق تحمل عتادا وعناصر من المسلحين الأكراد المنتمين لقوات سوريا الديمقراطية بدأت تعبر إلى الضفة الغربية للبحيرة الواقعة على نهر الفرات من مناطق تواجهها في قلعة جعبر.

 

وتابعت أن هذه القوات قطعت الطريق بين حلب الرقة، وذكرت المصادر أن خمس طائرات تابعة للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة تؤمن غطاء جويا لهذه القوات فوق مدينة الطبقة والبحيرة ومنطقة الإنزال.

 

وقد أكدت قوات سوريا الديمقراطية -في بيان لها اليوم الأربعاء- عملية الإنزال، وقالت إن العملية تستهدف استعادة الطبقة، فضلا عن وقف تقدم قوات النظام السوري في المنطقة.

 

وفي حال تمكن القوات الأميركية والكردية من تثبيت مواقعها فإن معارك مدينة الطبقة ستكون قريبة، فهذه المنطقة لا تبعد سوى مسافة ثمانية كيلومترات عن الطبقة، فضلا عن قطع طريق حلب الرقة. وبالتالي فإن مناطق سيطرة تنظيم الدولة في ريف حلب الشرقي باتت شبه محاصرة بين قوات النظام  السوري من جهة، وبين القوات الأميركية والكردية من جهة ثانية.

 

ميدانيا قالت قوات سوريا الديمقراطية إنها سيطرت على مواقع في ريف الرقة الشرقي بعد معارك مع تنظيم الدولة. في المقابل قالت وكالة أعماق التابعة لتنظيم الدولة إن ثمانية من أفراد قوات سوريا الديمقراطية قتلوا، بعد أن فجر مسلح من تنظيم الدولة نفسه في تجمع لهذه القوات في منطقة الكرامة شرق الرقة.

 

وكانت القوات التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية عمودها الفقري، قد بدأت قبل أربعة أشهر تقريبا عملية عسكرية في ريف الرقة بدعم من التحالف الدولي، وقالت مؤخرا إن معركة استعادة المدينة ستبدأ مطلع أبريل/نيسان القادم.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

المعارضة تعزز تقدمها بريف حماة الشمالي  

بدأت فصائل المعارضة السورية هجوما موسعا على مواقع النظام السوري في ريف حماة الشمالي وعززت تقدمها في المنطقة، وأعلنت سيطرتها على قرى وبلدات خطاب ومعردس وصوران وتسوبين وحاجز الصفوح. ويتزامن ذلك مع استعادة قوات المعارضة سيطرتها على معظم النقاط التي خسرتها قبل يومين في حي جوبر شرقي العاصمة دمشق.

 

وفي أحدث تقدم لفصائل المعارضة، سيطرت كتائبها على قرية الشير ومداجن القشاش على الحاجز الأزرق شمال صوران.

 

وقال مراسل الجزيرة في ريف إدلب صهيب الخلف إن كتائب المعارضة تحاول تشتيت الطيران الحربي الروسي والسيطرة على مناطق واسعة خلال فترة قصيرة، حتى لا تضطر للانسحاب في حال سيطرتها على منطقة ضيقة، خاصة بعد أن فقد النظام خط دفاعه الأول في المنطقة.

 

وأشار المراسل أن قوات المعارضة تتحرك باتجاه مدينة حماة ومطارها العسكري، حيث لا تبعد سوى ثمانية كيلومترات عن جبهة الاشتباكات.

 

وأوضح أن هناك نقطتين مهمتين للنظام تسعى المعارضة للسيطرة عليهما، هما: جبل زين العابدين وهو ثكنة عسكرية مشرفة على مساحات واسعة من مناطق سيطرة المعارضة، إضافة إلى مدينة قمحانة على الطريق الدولي الواصل بين حلب وحمص.

 

من جانبها قالت شبكة شام إن كتائب المعارضة واصلت هجومها في إطار معركة “وقل اعملوا” صباح اليوم على مواقع النظام وثكناته في ريف حماة الشمالي، وسط تقدم سريع نتيجة تهاوي قوات النظام والمليشيات المساندة له.

وأعلنت الفصائل المشاركة في المعركة -التي انطلقت عصر أمس- أنها تمكنت في ساعات الفجر الأولى وصباح اليوم من السيطرة على مستودعات خطاب ورحبة خطاب وقرية خطاب في ريف حماة الشمالي بالكامل، إضافة لإحكام السيطرة على قرية تسوبين، وهي تواصل هجومها وفق شبكة شام.

 

وانطلقت معركة “وقل اعملوا” بالهجوم على الحواجز الرئيسية لقوات النظام في قرية صوران، حيث تم استهداف موقعي المكاتب ومعمل البواري بتفجير عربتين مفخختين تلاه تقدم الكتائب باتجاه مواقع قوات النظام بعد كسر الخطوط الدفاعية الأولى لها وهروبها، بحسب مصادر المعارضة.

 

وقال جيش النصر المشارك في المعركة إنه دمر طائرتين حربيتين للنظام السوري باستهداف مطار حماة العسكري بصواريخ غراد، بينما تتواصل الاشتباكات على عدة محاورة.

 

في المقابل قالت وسائل إعلام النظام السوري إن قواته فجرت عربة مفخخة قبل وصولها إلى هدفها قرب جسر صوران بريف حماة الشمالي.

 

كما أعلنت هيئة تحرير الشام سيطرتها على بلدة معردس في ريف حماة الشمالي، بعد انسحاب قوات النظام منها، كما سيطرت على بلدة صوران بشكل كامل.

 

معركة دمشق

في غضون ذلك دارت معارك طاحنة شرق دمشق بعد هجوم جديد لفصائل المعارضة على مواقع قوات النظام.

 

وشنت فصائل فيلق الرحمن وحركة أحرار الشام وهيئة تحرير الشام هجومها انطلاقا من حي القابون (شمال شرق العاصمة)، حيث تدور معارك على بعد نحو عشرة كيلومترات من وسط دمشق.

 

وأفادت مصادر للجزيرة بأن قوات المعارضة سيطرت أمس على كراج العباسيين في دمشق، واستعادت السيطرة على معظم النقاط التي خسرتها في حي جوبر (شرقي العاصمة).

 

وأضافت المصادر ذاتها أن قوات المعارضة باتت تسيطر ناريا على شارع فارس الخوري، بعد هجوم معاكس شنته على قوات النظام ضمن المرحلة الثانية من المعركة التي بدأتها قبل يومين، وتهدف إلى وصل حي القابون المحاصر بحي جوبر في محيط العاصمة.

 

من جهتها، قالت وكالة سانا الحكومية إن قوات النظام أحبطت هجوما لمن وصفتهم بالإرهابيين على شركة الكهرباء، واستعادت المواقع في محيط منطقة المعامل (شمال جوبر) بعد عملية عسكرية.

 

وفي إدلب، أفاد مركز حلب الإعلامي أن الطيران الحربي استهدف فجر اليوم بالقنابل الفسفورية أطراف مدينة معرة النعمان في ريف إدلب الجنوبي.

 

وقال مراسل الجزيرة إن ستة مدنيين قُتلوا وأصيب آخرون أمس في قصف مدفعي لقوات النظام السوري، استهدف الأحياء السكنية في بلدة كفر عويد بريف إدلب، كما أسفر القصف عن أضرار مادية بالمنازل.

 

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

موسكو تدعو للبناء على المفاوضات السورية السابقة  

تنطلق غدا الخميس جولة خامسة من المفاوضات غير المباشرة بين ممثلين عن النظام والمعارضة السوريين في جنيف ، لكن الآمال بتحقيق أي اختراق تبقى محدودة.

 

وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنه تم في الجولة الماضية من مفاوضات جنيف تحقيق تقدم طفيف يجب تطويره على حد تعبيره، بينما شدد المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستفان دي ميستورا- الذي وصل موسكو اليوم- على ضرورة التوصل إلى تقدم سياسي خلال الجولة الجديدة من المفاوضات.

 

وعشية انطلاق جولة جديدة من المفاوضات السورية دعا لافروف إلى ضرورة توحيد جهود العمل على السلال الأربع المعلنة سابقا، بما في ذلك بشأن الدستور، وهذه القضايا الأربع للمفاوضات هي: أسلوب الحكم، والتعديلات الدستورية، والانتخابات، وإجراءات مكافحة الإرهاب.

 

وقد وصل دي ميستورا إلى موسكو قادما من الرياض ويتوجه غدا الخميس إلى أنقرة على أن يدير نائبه رمزي رمزي الجولة الافتتاحية للمفاوضات السورية التي تأتي في ظل عدم إبداء طرفي النزاع أي مرونة في مواقفهما واندلاع معارك عنيفة في دمشق وحماة.

 

وكان رئيس لجنة العلاقات الدولة في المجلس الاتحادي قسطنطين كوساتشوف قد قال في وقت سابق إن موسكو تبذل وساطة لتهدئة الأجواء بين دمشق والمبعوث الأممي بعد رفض النظام السوري استقبال دي ميستورا على خلفية تصريحات صحفية عبر خلالها عن عدم جدوى إجراء إصلاحات دستورية في ظل نظام بشار الأسد.

 

وأعلنت الأمم المتحدة أمس الثلاثاء أن كل الاطراف التي شاركت في جولة التفاوض السورية الأخيرة أكدت الحضور إلى جنيف. ويرتقب وصول وفدي النظام والهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لأطياف واسعة من المعارضة السورية إلى جنيف اليوم الأربعاء.

 

ويشارك في هذه الجولة أيضا ممثلون عن ما تعرف بمنصة موسكو وتضم معارضين مقربين من روسيا، أبرزهم قدري جميل نائب رئيس الوزراء الأسبق، ومنصة القاهرة المؤلفة من شخصيات معارضة ومستقلين، أبرزهم المتحدث السابق باسم الخارجية السورية جهاد المقدسي.

 

ولم تنجح الجولات السابقة التي عقدت برعاية الأمم المتحدة في جنيف منذ العام 2016 -وآخرها انتهت مطلع مارس/آذار الجاري- في تحقيق أي تقدم على طريق تسوية النزاع السوري الذي دخل منتصف الشهر الحالي عامه السابع مخلفا أكثر من 320 ألف شخص، ومتسببا بدمار هائل ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل سوريا وخارجها.

 

واتسمت جولة المفاوضات الأخيرة بخلاف كبير على الأولويات بين الطرفين بشأن الانتقال السياسي أو مكافحة الإرهاب. وأصرت المعارضة على تناول موضوع الانتقال السياسي أولا، بينما طالب وفد النظام بإضافة مكافحة الإرهاب إلى العناوين الثلاثة التي اقترحها أساسا دي ميستورا، وهو ما تم لاحقا.

 

ويقول دبلوماسي فرنسي لوكالة الصحافة الفرنسية إن “هذه المفاوضات صعبة للغاية، وعلى روسيا وإيران تحديدا ممارسة الضغط على النظام، في وقت تبدو المعارضة مشتتة”.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

إنزال جوي أميركي في الرقة السورية

البنتاغون: المدفعية الأميركية تساند هجوماً للسيطرة على سد الفرات في الطبقة

العربية.نت، وكالات

كشفت مصادر لـ”العربية” تنفيذ 100 من عناصر جنود المشاة الأميركيين إنزالاً جوياً في ريف الطبقة الغربي وقطعهم طريق #حلب #الرقة.

وأوضحت المصادر أن الإنزال تم في قرى أبوهريرة والمشيرفة والكرين والمحمية، مشيرة إلى أن ميليشيات وحدات الحماية تنقل عناصرها من جعبر بالزوارق الحربية إلى المناطق التي سيطرت عليها بالإنزال.

من جهتها، قالت #قوات_سوريا_الديمقراطية في محافظة الرقة، الأربعاء، إن “التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة أنزل جواً #قوات_أميركية وقوات سورية متحالفة معها في المحافظة موسعاً الحملة على تنظيم #داعش “، لافتة إلى أن “العملية تهدف إلى السيطرة على منطقة الطبقة الاستراتيجية على ضفة نهر الفرات المقابلة لمناطق تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية وللحد من تقدم النظام في هذا الاتجاه”.

كما أعلن البنتاغون أن #المدفعية_الأميركية تساند العملية الهادفة للسيطرة على سد الفرات في الطبقة. وذكر متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية أن “التحالف الذي تقوده أميركا وفر جسراً جوياً ودعماً نيرانياً لسوريا الديمقراطية قرب الطبقة”، مشيراً إلى أن “المساعدات الجوية الأميركية استخدمت لنقل أفراد من سوريا الديمقراطية لاستعادة سد الطبقة”.

من جانبه آخر، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه وثق مقتل 33 نازحاً في قصف طائرات حربية يرجح أنها تابعة للتحالف الدولي، وذلك على مدرسة تأوي #نازحين جنوب بلدة المنصورة بريف الرقة الغربي، حيث شاهد أحد نشطاء المرصد السوري انتشال عشرات #الجثث من تحت #أنقاض #المدرسة التي هدمتها هذه الطائرات.

بدوره، أعلن متحدث باسم #وزارة_الدفاع_الأميركية، الأربعاء، أن التحالف سيحقق في المعلومات الواردة عن سقوط ضحايا في قصف قرب مدينة الرقة التي يسيطر عليها “داعش”.

وأفاد المتحدث بأنه “كوننا شنينا غارات عدة قرب الرقة، سنقدم هذه المعلومات لفريقنا المختص بالضحايا المدنيين لإجراء المزيد من #التحقيقات”.

 

مصرع قاتل المفكر المصري فرج فودة في غارة بسوريا

القاهرة – أشرف عبد الحميد

كشفت عناصر تابعة لتنظيمات متطرفة مصرية مصرع #أبوالعلا_عبدربه القيادي المصري بداعش وقاتل المفكر المصري الراحل #فرج_فودة في غارة جوية بسوريا.

وأكدوا أن عبد ربه كان يقاتل في صفوف تنظيمات مسلحة تابعة لداعش ولكنه انضم مؤخرا لجبهة #أحرار_الشام ولقي مصرعه منذ ساعات قليلة في غارة جوية لطيران النظام السوري.

 

من جانبه أكد قيادي سابق بالجماعة الإسلامية لـ”العربية.نت” خبر مقتل عبد ربه، مضيفا أن أسرته ستتلقى العزاء اليوم الأربعاء في منزلها في #بشتيل جنوب القاهرة .

أبو العلا عبدربه هو أحد أشهر قادة الجماعة الإسلامية في السبعينيات والثمانينيات وحكم عليه بالسجن المؤبد بتهمة قتل المفكر المصري الراحل فرج فودة عام 1992؛ كما شارك في عمليات #إرهابية استهدفت السياح ومسؤولين مصريين وحصل على أحكام قضائية بلغت مدتها 55 عاما منها اغتيال الدكتور فرج فودة وأحداث إمبابة وتفجير أتوبيس سياحى.

 

أفرج عنه الرئيس المصري المعزول #محمد_مرسي عام 2012 وعقب فض اعتصامي #رابعة و #النهضة في العام 2013 هرب إلى #سوريا وأصبح أحد قادة التنظيمات التابعة لداعش والنصرة .

أعلن عبدربه استقالته من الجماعة الإسلامية عام 2014 بسبب آرائه التي رفضتها الجماعة وقتها، وانضم لتنظيم “داعش”، ودعا الشباب للانضمام إليه كما توعد بعمليات في #مصر اعتبارا من 2014 .

على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك نشر عبدربه عددًا من الصور لعمليات نفذتها تشكيلات إرهابية يشرف عليها، بينها صورة لحركة المقاومة الشعبية أثناء هجومها على عدد من رجال الأمن، والاستيلاء على أسلحتهم، كما دعا أنصاره لاستهداف #الأقباط والمواطنين المؤيدين للرئيس المصري #عبدالفتاح_السيسي .

 

دي ميستورا:التطورات الميدانية في سوريا ستؤثر على جنيف 5

العربية.نت

أعرب المبعوث الأممي إلى #سوريا ستيفان #دي_ميستورا عقب لقائه وزير الخارجية الروسي سيرغي #لافروف في #موسكو، عن قناعته بأن محادثاته كانت بناءة وتناولت التحضيرات للقاء #جنيف 5 والملفات التي ستناقش هناك.

وقال دي ميستورا إن #التطورات_الميدانية في سوريا ستؤثر على #المفاوضات، إلا أنه عبر عن أمله أن تؤثر بشكل إيجابي وأن يشعر كل طرف بضرورة وأهمية الحل السياسي.

كما أجرى المبعوث الأممي مشاورات بـ #الرياض، الثلاثاء، في إطار الجهود المبذولة من أجل عقد جولة جديدة من مباحثات جنيف.

يشار إلى أن دي ميستورا غادر إلى #تركيا ومن بعدها إلى جنيف.

 

أنباء عن “غارات اسرائيلية” تستهدف مواقع عسكرية سورية بأطراف جبل قاسيون

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 22 مارس 2017

روما- أكّدت مصادر محلّية في شرق مدينة دمشق أن “غارات جوّية، يُعتقد أنها لسلاح الطيران الإسرائيلي، قصفت كتيبة الدفاع الجوي للنظام المسؤولة عن حماية القصر الجمهوري في العاصمة، على الطرف الشرقي لجبل قاسيون”.

 

وقالت المصادر الأهلية في دمشق، إن “انفجارات قوية هزّت بعد منتصف ليل الثلاثاء، المنطقة قرب جبل قاسيون بالمدينة، ناتجة عن غارات جوّية، استهدفت موقعاً حساساً لقوات النظام”، يُعتقد على نطاق واسع أنه “كتيبة للدفاع الجوي مسؤولة عن حماية القصور الرئاسية في العاصمة دمشق، وتضم قاعدة رادارات هامة”.

 

وأوضحت المصادر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “إن المنطقة المستهدفة، وما حولها، تعجّ بالثكنات والمواقع العسكرية الهامة والكبيرة، وبعضها سرّي لا يعرف أحد وظيفته العسكرية”، وأشارت إلى أن “الطرف الغربي لجبل قاسيون يضم قيادة الحرس الجمهوري، وقربها الفرقة الثالثة واللواءان 20 و21 وحقل الأغرار واللواء 135 مدفعية في القطيفة، وقيادة اللواء 81 في الرحيبة، واللواء 65 في حلا، وغيرها الكثير”.

 

وقالت مصادر إعلامية تابعة للعارضة السورية إن “طائرات F22 إسرائيلية، قصفت أقوى كتيبة دفاع جوي للنظام في جبل قاسيون، والمسؤولة عن حماية القصور الرئاسية، وتم تدمير الرادارات والأنظمة العسكرية المتواجدة في المنشأة”.

 

وشهدت أكثر من منطقة في سورية ضربات جوّية إسرائيلية، استهدفت “مواقع أو قوافل أسلحة تابعة لميليشيات حزب الله اللبناني” الموالي للنظام السوري، آخرها مطلع الأسبوع الجاري. أعقبها زيارة لبنيامين نتنياهو، رئيس الحكومة الإسرائيلية، (الثلاثاء)، لموسكو، أكّد فيها أن بلاده ستستمر في ضرب أهداف في سورية، طالما توجد ضرورة لذلك، مشيراً إلى أنه أوضج هذا الأمر للجانب الروسي.

 

روسيا “تتفهم” عدم استقبال دمشق للمبعوث الأممي دي ميستورا

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 22 مارس 2017

المبعوث الأممي لسورية ستافان دي ميستورا

روما- أعلن  وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف خلال مؤتمر صحفي الاربعاء، أن بلاده “تتفهم” عدم استقبال دمشق للمبعوث الأممي لسورية ستافان دي مستورا ،  واصفا ذلك بـ “مسألة سيادية تخص الحكومة السورية”، لكنه نوه في ذات الوقت  إلى ضرورة الحوار. حسبما نقلت عنه مصادر اعلام روسية.

 

وكانت مصادر سورية مطلعة قالت في وقت سابق إن المبعوث الأممي سيقوم بزيارة لموسكو للقاء مسؤولين روس لبحث رفض دمشق استقباله وعدم الترحيب به ، وأشارت المصادر إلى أن “دي ميستورا يستعد في الوقت نفسه لتسليم الملف لمرشّح آخر سيُعلن عنه الأمين العام للأمم المتحدة في وقت قريب”.

 

ويعمل الدبلوماسي الايطالي- السويدي دي ميستورا وسيطا أمميا في الأزمة السورية، وسعى خلال أكثر من سنتين لعقد اتفاق سياسي بين الأطراف المتحاربة في البلاد.

 

ولقد نقلت وسائل إعلام روسية عن مصادر لم تُسمّها، أن دمشق رفضت استقبال المبعوث الأممي قبيل انعقاد الجولة الخامسة من محادثات جنيف المرتقبة، دون ذكر الأسباب، وأنها أعلنته “شخصاً غير مرحب به في دمشق لا اليوم ولا في المستقبل”. وأُلغيت الزيارة التي كانت مقررة الأحد الماضي، بعد إبلاغ مكتبه رفض استقباله، وقالت مصادر مرتبطة بالمعارضة السورية إن السبب الأساس هو رفض المبعوث الأممي  “مبدأ وضع دستور جديد لسورية في ظل النظام الحالي وبرعايته”.

 

وكان دي ميستورا قد التقى نهاية الاسبوع المنصرم في العاصمة السعودية الرياض، قياديين في الهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعرضة السورية، وناقشوا إمكانية حضور المعارضة السورية للجولة الخامسة من مؤتمر جنيف.

 

وقدم المبعوث الأممي خلال الجولة الرابعة من مؤتمر جنيف وثيقة غير رسمية تتضمن 12 بنداً، تخص رؤيته للتسوية في سورية، لم تحظ بتأييد أي من الأطراف ذات الصلة.

 

مصدر روسي: انسحاب حزب الله من سوريا كان بنداً أساسياً في أستانة

كلنا شركاء: رصد

كشفت صحيفةٌ روسية الروسية الى أن الجيش الروسي وضع ميليشيات حزب الله اللبناني تحت المراقبة، لافتة إلى أن انسحاب الحزب من المناطق السورية كان من بين المواضيع التي نوقشت في مباحثات إستانة-3 يومي 14 و15 آذار/ مارس الجاري. في وقتٍ أشارت فيه صحيفةٌ أخرى إلى توتر نسبي في العلاقة بين روسيا وإسرائيل بسبب الحزب اللبناني.

 

وأكدت صحيفة “إيزفيستيا” الروسية بأن مراكز المصالحة الروسية في سوريا ستقوم بمراقبة انسحاب التشكيلات الشيعية، التي تحارب إلى جانب نظام بشار الأسد، من العديد من المناطق. ونوقشت هذه المسألة البالغة الحساسية بنشاط حثيث من قبل الأطراف المشاركة في لقاء أستانة.

 

وتحدث أعضاء الوفود المشاركة في مباحثات أستانة (روسيا وإيران وتركيا) في المقام الأول عن “حزب الله” اللبناني، وإمكانية تخصيص منطقة محددة لـ “حزب الله” تكون تحت سيطرته في سوريا، ويتبع ذلك انسحاب تدريجي لوحداته من المناطق الأخرى، وقبل كل شيء من شمال البلاد.

 

من جانبه، قال البروفسور في قسم العلوم السياسية بمدرسة الاقتصاد العليا، ليونيد إيسايف، إن “تركيا والمعارضة السورية تريان أن انسحاب وحدات “حزب الله” وغيره من الحركات الشيعية غير السورية (مثل العراقية والأفغانية) – هو إحدى القضايا الرئيسة للتسوية”، مشيرا الى أن “الإيرانيين وافقوا شفهيا على ذلك، و”حزب الله” أيضا لا يمانع، كون مهمة إنقاذ نظام الأسد أصبحت منجزة، لاسيما أن “حزب الله” يحتاج إلى قواته في لبنان”.

 

وأشار الخبير إلى أن “هناك دلائل عديدة تشير إلى أن وحدات “حزب الله” قد انسحبت بشكل أساس إلى الحدود اللبنانية. أما في مناطق الشمال السوري وعند تدمر، فإن السوريين هم من يقاتلون بشكل أساس”.

 

حربٌ إعلاميةُ

 

في المقابل، اعتبرت صحيفة “كوميرسانت” الروسية أيضاً بأن هو استدعاء الخارجية الروسية سفير إسرائيل المعتمد لدى موسكو إثر قصف الطيران الحربي الإسرائيلي مواقع قوات النظام وحلفائها في منطقة تدمر؛ مؤشرٌ على توتر في العلاقات بين روسيا وإسرائيل، تمكنهما من تطوير علاقات التعاون بينهما، رغم اختلاف موقفيهما من حكومة بشار الأسد و”حزب الله”.

 

من جانبه أكد نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف للصحافيين يوم أمس الاثنين 20 مارس/آذار أن الخارجية الروسية استدعت نهاية الأسبوع الماضي سفير إسرائيل لدى موسكو غاري كورين، وذلك لتوضيح سبب الغارة الجوية، التي شنتها الطائرات الحربية الإسرائيلية في منطقة تدمر. وبحسب المعطيات السورية، فقد اشتركت في هذه الهجمة أربع طائرات إسرائيلية تصدت لها وسائل الدفاع الجوي السورية. وبينما أكد ممثل نظام بشار الأسد إسقاط إحدى الطائرات وإصابة أخرى، فإن الجانب الإسرائيلي نفى هذه المعلومات، التي لم تؤكدها مصادر أخرى.

 

ووصلت الحرب الإعلامية بين نظام بشار الأسد وإسرائيل إلى أوجها بعد هذه الحادثة، حيث هدد وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان الجانب السوري بقوله: “إذا هاجمت منظومات الدفاع الجوي السورية الطائرات الإسرائيلية مرة أخرى، فسوف ندمرها، ولن يكون هناك أي حل وسط في هذه المسألة”.

 

الحرب خيارٌ مرفوضٌ كلياً

 

ولفتت “كوميرسانت” إلى أنه بالنسبة إلى موسكو، فالحرب بين سوريا وإسرائيل خيار مرفوض كليا. فقد كانت موسكو حتى الآن على الرغم من ضلوعها في النزاع السوري، تتجنب توتير العلاقات مع إسرائيل. بل وكانت الاتصالات بين الرئيس بوتين ورئيس الحكومة الإسرائيلية نتانياهو مستمرة، حتى أن العديد من الخبراء وصفوا هذه العلاقة بالودية.

 

وفي الوقت نفسه لم يُخف أحد في موسكو وتل أبيب أن الخلاف الرئيس بينهما بشأن المسألة السورية ليس نظام بشار الأسد، بل “حزب الله” اللبناني الذي يقاتل إلى جانبه. فإسرائيل تعدُّ هذا الحزب عدوا لها وعميلا لإيران الشيعية. كما أن غالبية الهجمات الجوية، التي نفذتها الطائرات الإسرائيلية في سوريا، كانت ضد مسلحي الحزب. وإسرائيل متخوفة من أن يستغل هذا الحزب الأزمة السورية للحصول على أسلحة حديثة بما فيها الروسية، ويستخدمها مستقبلا ضد إسرائيل.

 

أما موسكو فوجهة نظرها مختلفة تماما. فلقد بينت العمليات القتالية، في تدمر وقبلها في حلب، أن وحدات “حزب الله” هي، التي تتمتع بقدرة قتالية عالية، مقارنة بجميع التشكيلات الأخرى في “التحالف الموالي لبشار الأسد”.

 

ما خفايا مخطط التدخل الروسي في سوريا؟

بعد مرور عام ونصف على دخول الجيش الروسي إلى الأراضي السورية، تمكنّت موسكو من ضمان مكانها كلاعب رئيسي في منطقة الشرق الأوسط، فيما يقف الكرملين اليوم عاجزاً عن تحويل نصره العسكري على الأرض إلى نجاح سياسي.

وفي هذا الصدد، أجاب عدّة خبراء، على غرار توماس غومار، المؤرخ الفرنسي في العلاقات الدولية ومدير المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، عن تساؤلات صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية بشأن التدخّل الروسي في سوريا، ومدى نجاعته في تحقيق مخططات روسيا، وذلك خلال فعاليات مؤتمر نظمته جامعة السوربون.

هل نجحت روسيا في العودة إلى صفوف القوى العظمى؟

الإجابة هي نعم، نظراً لأن هذه الخطوة كانت تمثل أبرز أهداف روسيا لحظة دخولها العسكري لسوريا، الذي انطلق في شهر أيلول/سبتمبر سنة 2015. وبعد مرور عام ونصف، تمكن الكرملين من جني ثمار جهوده الحثيثة، حيث استعادت روسيا دورها كطرف فاعل على الساحة العالمية، كما أصبحت المتحدث الرئيسي باسم الولايات المتحدة، تماماً مثل ما حدث خلال الحرب الباردة.

وفي هذا السياق، صرح رئيس المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية، فرانسوا هيزبورك، أن “روسيا قد تحولت إلى قوة ذكية، قادرة على اتخاذ قرارات عسكرية وسياسية بسرعة فائقة، كما هو الشأن بالنسبة لكل من الولايات المتحدة، وفرنسا، وبريطانيا. أعتقد أن هذا التغيير سيدوم طويلاً”.

في واقع الأمر، استغلت روسيا الانسحاب الأميركي من المنطقة، والتراجع الاستراتيجي الذي رافق سنوات حكم أوباما، للبروز بدلاً عنها والأخذ بزمام الأمور وذلك عن طريق دفع قواتها لتغلغل في قلب منطقة الشرق الأوسط.

قلب موازين القوى

وقد كان ذلك بمثابة تحدّ واضح لسياسة القطب الواحد التي فرضتها الولايات المتحدة في أعقاب سقوط جدار برلين.

وفي الأثناء، أدّى التدخل الروسي في سوريا إلى قلب موازين القوى على أرض الواقع، حيث تمكنت من ضمان بقاء النظام السوري، وحشر المعارضة في الزاوية. في الحقيقة، وجدت المعارضة “المُعتدلة” ضمن المهمشين في قلب القضية السورية نظرا للمنافسة الشديدة التي تتعرض لها من قبل المتطرفين، في ظل غياب الدعم التركي، إثر التقارب بين أنقرة وموسكو.

من جهة أخرى، وصف أحد الدبلوماسيين الفرنسيين، الرئيس الروسي “بالمُخطِّط الانتهازي، حيث وجه رسالة واضحة إلى الغرب، بعد فشلهم في كل من ليبيا والعراق، مفادها أن روسيا هي الطرف الوحيد القادرعلى التعامل مع المسألة السورية”.

على المستوى العسكري، حققت العملية التي قادتها روسيا في سوريا نجاحاً باهراً، خاصة وأن صفوف القوات الروسية المُشتّتة إثر سقوط الشيوعية، قد استعادت قوتها وقدرتها الإستراتيجية. ولعل خير دليل على ذلك تدخّلها في كل من شبه جزيرة القرم وسوريا. وفي محاولة منه لتفسير هذه التطورات، قال الجنرال ميشال ياكوفليف، النائب الأسبق للقائد الأعلى لقوات الحلف الأطلسي، خلال مؤتمر نظمته جامعة السوربون، إن “الجيش الروسي أخذ يتحرر من قيوده، باعتبار أن الروس انضموا إلى اللعبة التي يقودها كبار العالم”.

من انتصار عسكري إلى مكسب سياسي

وبالعودة إلى ساحة الحرب في سوريا، نجحت القوات الروسية في إهداء فلاديمير بوتين انتصاراً ساحقاً وزهيداً في الآن ذاته، مقارنة بالتمارين العسكرية المكلفة التي ينظمّها الكرملين. وفي الأثناء، ساهم ذلك في أن يمكن موسكو من التمتع بمركز نفوذ هام في المنطقة. فضلاً عن ذلك، تسعى روسيا منذ سقوط معقل المعارضة، حلب، إلى تحويل انتصارها العسكري إلى مكسب سياسي، وذلك عبر تنظيم مفاوضات بين مختلف الأطراف المتنازعة في عاصمة كازاخستان، أستانا، علماً وأن الأمم المتحدة، والولايات المتحدة، والأوروبيين لطالما كانوا سباقين لمثل هذه المبادرات.

في الواقع، لم يتطلب الأمر أكثر من عامين، لتصبح روسيا منافساً استراتيجياً للغرب في الشرق الأوسط. وبغض النظر عن الحضور العسكري البارز لروسيا في سوريا، تعتبر الديبلوماسية الروسية الوحيدة القادرة على التحاور مع جميع الأطراف في المنطقة على غرار النظام السوري، وتركيا، وإيران، وإسرائيل، والأكراد، والسعودية وغيرهم، الأمر الذي دفع الكرملين للتباهي بسطوته ونفوذه في المنطقة.

هل يمتلك الكرملين استراتيجية للخروج من سوريا؟

في الحقيقة، تعد هذه المسألة نقطة الضعف الرئيسية في مخطط التدخل الروسي في بلاد الشام. ففي حين سارع الكرملين لمساندة القوات النظامية السورية لتفادي الفوضى، إلا أن التدخل الروسي فشل في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، نظراً لأن موسكو عجزت عن إعادة إرساء النظام فضلاً عن طرد تنظيم الدولة. في المقابل، نجح المسؤولون الروس في سوريا في تفادي تكرار السيناريو الأفغاني أو الشيشاني، إذ أنهم من الواضح قد استفادوا من دروس الماضي.

من جانب آخر، يهدف الكرملين، من خلال المثلث الروسي-الإيراني-التركي، إلى فرض تسوية سياسية ورسم مستقبل النظام في سوريا.

في المقابل، تصطدم المطامع الروسية في إرساء السلام في المنطقة بمقاومة إيرانية حادة، علماً وأن إيران تعد الطرف المسيطر على الحرب السورية في الميدان، فضلاً عن تعثرها بالشكوك التركية.

علاوة على ذلك، يواجه الروس جلادة منقطعة النظير من قبل الثوار. فعلى الرغم من أنهم أصبحوا يمثلون أقلية، إلا أنهم أعلنوا مقاطعتهم لمحادثات أستانا، بالإضافة إلى رفضهم المستمر لمستقبل يضم بشار الأسد. وفي هذا الصدد، صرّح توماس غومار، مدير المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، أن “موسكو تعد طرفاً إقليمياً محدود القوى، مثل فرنسا، ولكنها لا تزال تتعامل كما لو كانت قوة عظمى مثل الولايات المتحدة والصين”.

تعقيدات سياسية

في المقابل، يبدو أن العديد من التعقيدات قد بدأت تلوح في أفق السياسة الروسية في المنطقة، وفق ما أكده رئيس مجلس العلاقات الخارجية الروسي، أندريه كورتينوف، الذي حذّر من أن “تفوق روسيا في سوريا، لا يعني فوزها بمعركة إحلال السلام. فحتّى وإن نجح الكرملين في الحصول على موافقة جميع الأطراف، لا تمتلك روسيا وسائل التمويل الكافية لإعادة إعمار البلاد، مع العلم أن أوروبا وحدها القادرة على تحقيق ذلك، نظراً لخبرتها في إدارة مرحلة ما بعد الحروب”.

في الحقيقة، لا ترتبط هذه المسألة بالجانب المادي فحسب، فعلى الرغم من أن الكرملين قد أحسن إدارة الأزمة الشيشانية من خلال التعاون مع الرئيس الشيشاني، رمضان قديروف، الذي نجح في كبح جماح المتمردين، إلا أن مسرح الصراع السوري تشوبه العديد من التعقيدات على عكس القوقاز، خاصة وأن الروس ليسوا على دراية تامة بالأطراف المتصادمة.

هل بإمكان سوريا أن تقرّب بين الولايات المتحدة وروسيا؟

لطالما كانت الصلة بين القوتين هشّة ومُبهمة. وقد ذهبت مساعي كل من باراك أوباما وفلاديمير بوتين لتحسين العلاقات بين الدولتين أدراج الرياح على خلفية التدخل الروسي في أوكرانيا.

ويبقى السؤال المطروح، “هل ستتحقق وعود دونالد ترامب بإعادة المياه إلى مجاريها بين الطرفين؟”. وفي الأثناء، يبقى احتمال حدوث ذلك مستبعداً للغاية، حيث أكد نائب المدير التنفيذي لمؤسسة الأبحاث الاستراتيجية، برونو ترتراس، أن “مثل هذه الصفقات الكبرى لا يحدث أبداً، إذ أنها موجودة فقط في الخيال السياسي”.

وتجدر الإشارة إلى أن مطالب روسيا عديدة وكثيرة في إطار عودة العلاقات الروسية الأميركية، على غرار الاعتراف بعملية ضم شبه جزيرة القرم، ورفع العقوبات المفروضة عليها، فضلاً عن تسهيل تطبيق “اتفاقية مينسك”. أما على صعيد الملف السوري، من المتوقع أن تقترح روسيا على دونالد ترامب تعاوناً يقضي بمحاربة الإرهاب، وذلك مقابل حصولها على الحرية المطلقة من أجل فرض السلام خاصة فيما يتعلق بنظام الأسد. ولكن هذه الخطوة قد تفشل في حال تدخل الطرف الإيراني، مع العلم أن التطوّر في العلاقات الاستراتيجية بين طهران وموسكو كان نتيجة للحرب في سوريا لا غير.

كم سيتنازل بوتين لترامب؟

في المقابل، ترى الولايات المتحدة في إيران أبرز داعم للإرهاب العالمي وقوة إقليمية تعمل على زعزعة استقرار المنطقة. ومن هذا المنطلق، لسائل أن يسأل، إلى أي مدى سيتنازل بوتين عن التقرّب من طهران في سبيل كسب ودّ دونالد ترمب؟ وقد بادر، أندريه كورتينوف بالإجابة على هذا السؤال، حيث أفاد أن “روسيا في حاجة إلى الولايات المتحدة لتعزيز صورتها كقلعة محاصرة، لذلك، كيف سينجح الكرملين في الحفاظ على الحشود المحيطة بفلاديمير بوتين في ظل غياب الأعداء؟”.

في الحقيقة، خبا نجم دونالد ترامب شيئاً فشيئاً في وسائل الإعلام الروسية الموالية للحكومة، بعد أن كان حاضراً بقوة على كل منصات وسائل الإعلام منذ انتخابه. وفي هذا الصدد، صرح قسطنطين فون أكيرت أن “الجهود المبذولة في سبيل إعادة العلاقات باءت بالفشل قبل انطلاقها”.

عموماً، ترتبط إمكانية التعاون بين روسيا والولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط بسياسة دونالد ترامب في المنطقة، إلا أن هذه الأخيرة لاتزال غير واضحة إلى الآن.

ما هي العلاقة التي تربط بين سوريا وروسيا وحلف شمال الأطلسي؟

في هذا الصدد، أورد مدير المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، توماس غومار، أن “روسيا تستخدم سوريا لتظهر لحلف شمال الأطلسي إلى أي مدى تمكنت من تطوير قواتها العسكرية”. وهو ما ترجمته روسيا على أرض الواقع في كل من كالينينغراد وسوريا من خلال استخدام أسلحة متطورة بهدف منع أي قوات غربية، وعلى وجه الخصوص الأميركية، من الدخول للمنطقة.

وأضاف غومار، أن “هدف الكرملين الرئيسي يتمثل في خلق توازن شامل بين جميع القوى ومصادر النفوذ، ذلك أن روسيا لا تسعى إلى تهدئة الوضع أو إيجاد حل للأزمة السورية، بل تطمح لاستغلالها لخدمة مصالحها”. والجدير بالذكر أن العلاقات بين روسيا وحلف شمال الأطلسي تشهد في الآونة الأخيرة توتراً بلغ أقصاه منذ الحرب الباردة.

ومن جهتها، تعتقد موسكو أن حلف شمال الأطلسي متورط في خلق العديد من النزاعات، على غرار شن الحلف لغارات واسعة النطاق قصفت من خلالها كوسوفو سنة 1999، إضافة إلى توسعه نحو أوروبا الشرقية.

من ناحية أخرى، يمكن اعتبار عملية ضم شبه جزيرة القرم والتدخل العسكري في سوريا من الخطوات التي رافقت سياسة التصلب التي أصبحت تنتهجها العقيدة العسكرية الروسية منذ سنة 2014، خاصة وأن روسيا أصبحت تعتبر أن الحلف الأطلسي بمثابة تهديد واضح لها.

وفي هذا السياق، أفاد الجنرال ميشال ياكوفليف، النائب السابق لرئيس أركان التحالف، الذي أصبح يشغل منصب مستشار في مجال الاستراتيجيات العسكرية، أن “التواصل بين الجيوش قد ضاع منذ الثورات الملونة”. كما أشار إلى أن “حلف شمال الأطلسي قد بذل قصارى جهده من أجل تهدئة العلاقات الثنائية مع روسيا، إلا أن هذه الخطوة لم تنجح. في المقابل، اختلق بوتين خرافة مفادها أن روسيا ضحية للظلم بقيادة الغرب”.

وفي حين عجزت روسيا عن التخلص من العقوبات المفروضة عليها بشأن أوكرانيا، لم يساعد التدخل في سوريا الكرملين على الحد من نفوذ وتأثير حلف شمال الأطلسي في أوروبا الشرقية والاتحاد السوفياتي السابق، كما كانت تأمل، بل حصل العكس تماماً.

خلافاً لذلك، رفضت كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي التدخل الروسي في سوريا، في حين قام حلف الناتو بدعوة مونتينيغرو للانضمام إليه بهدف تعزيز تواجد قواته على الحدود الروسية. وفي هذا الإطار، صرح جان باتيست فيلمر، أنه “في النهاية، ساهم بوتين في خلق ما كان يخشاه طيلة الوقت، وهو عودة حلف الناتو إلى سباق التسلح الذي يسترعي اهتمام بقية البلدان أكثر فأكثر”.

لوفيغارو

ترجمة هافينغتون بوست عربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى