أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأربعاء 23 آب 2017

 

 

 

انتهاء اجتماع المعارضة السورية في الرياض بلا نتائج

الرياض، آستانة – رويترز، أ ف ب

انتهى اجتماع عقدته فصائل المعارضة السورية في الرياض من دون التوصل إلى نتائج، وفق ما أفاد أحد المشاركين في الاجتماع، مؤكداً أن مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد شكل عقبة في طريق التوصل إلى موقف موحد للمشاركة في مفاوضات السلام.

وبدأت «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة أمس (الإثنين)، اجتماعاً مع وفود من معسكرين معارضين معتدلين هما «منصة القاهرة» و«منصة موسكو»، في محاولة للتوصل الى إجماع حول استراتيجية مشتركة للتفاوض.

ودعا مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا المعارضة إلى توحيد وفدها لوضع استراتيجية تفاوض أكثر براغماتية، بعدما رعى سبع جولات من المحادثات التي لم تحقق نجاحاً، وشكل مصير الرئيس السوري بشار الأسد عقبة أساسية فيها.

وصرح أحمد رمضان من «الهيئة العليا للمفاوضات»: «رفض ممثلو مجموعة موسكو الإقرار بأي نصٍّ يشير إلى مطلب الشعب السوري برحيل بشار الأسد، وأن لا يكون له أي دور في السلطة الانتقالية». وأضاف «هناك قدر مهم من التفاهم تم بين وفد الهيئة العليا ووفد مجموعة القاهرة، وأعاق تشدد مندوبي مجموعة موسكو الاستمرار في الجهود لضم ممثلين عن المجموعتين إلى وفد المفاوضات». ولم يصدر أي تصريح من «مجموعة موسكو».

ويشكل مصير الأسد مصدر خلاف، إذ تصر «الهيئة العليا للمفاوضات» على تنحيه، إلا أن المجموعتين الأخريين تتبنيان موقفاً أكثر ليناً.

والأسبوع الماضي، أعرب دي ميستورا عن أمله بإجراء محادثات سلام «حقيقية وجوهرية» بين الحكومة والمعارضة السورية غير الموحدة في تشرين الأول (أكتوبر).

وخسر مقاتلو المعارضة الكثير من المناطق التي كانوا يسيطرون عليها منذ بدء محادثات السلام لإنهاء العنف في سورية، بما فيها حلب التي استعادتها قوات النظام السوري بعدما كانت معقلاً للمعارضة.

ومع تراجع وضع مسلحي المعارضة، يقول خبراء أن النظام لا يواجه ضغوطاً لتقديم تنازلات على طاولة المفاوضات، خصوصاً بالنسبة لمسألة مستقبل الأسد.

إلى ذلك، أفاد وزير الخارجية الكازاخستاني خيرت عبدالرحمنوف اليوم بأن الجولة المقبلة من المحادثات بين روسيا وتركيا وإيران في شأن التوصل إلى تسوية لإنهاء الحرب الأهلية في سورية، أُجلت من أواخر آب (أغسطس) الجاري إلى منتصف أيلول (سبتمبر) المقبل.

وقال عبدالرحمنوف للصحافيين: «وفقاً للمعلومات التي تلقيتها من روسيا، فإن الدول الضامنة وهي بالتحديد روسيا وتركيا وإيران، تعتزم عقد اجتماع فني قبل نهاية آب، حيث ستتفق على جدول الأعمال ومواعيد اجتماع آستانة المقبل على وجه الدقة»، مضيفاً: «من الخطط المبدئية عقد اجتماع في منتصف أيلول».

وأوضحت وزارة خارجية كازاخستان عبر موقع «فايسبوك» أنه سيتم تحديد تاريخ المحادثات خلال اجتماع يعقد هذا الشهر بين خبراء من روسيا وتركيا وإيران، مشيرة إلى أنه «مبدئياً، قد نكون نتحدث عن منتصف أيلول تقريباً».

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف للصحافيين في موسكو أمس، إن «الاجتماع على مستوى الخبراء سيعقد بحلول نهاية الشهر الجاري أو مطلع أيلول المقبل». ولم يعط تاريخاً محدداً لمحادثات آستانة الفعلية. وكانت روسيا تخطط لانعقاد جولة جديدة من المحادثات في آستانة أواخر آب الجاري.

وخلال محادثات سلام سابقة عقدت في آستانة، وضعت كل من روسيا وتركيا وإيران خطة لإقامة «مناطق خفض التوتر» في أجزاء من سورية.

 

أردوغان يتوعد بإفشال إقامة «دولة كردية» في سورية

أنقرة، طهران – أ ف ب، رويترز

توعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس (الثلثاء)، بأن تركيا ستحبط أية محاولة للميليشيات الكردية التي تعتبرها أنقرة «إرهابية»، لإقامة دولة كردية في شمال سورية، فيما نفى الحرس الثوري الايراني ما قالته تركيا عن أن البلدين يخططان لعملية مشتركة ضد الاكراد في العراق.

وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو اليوم، إنه «سيبلغ المسؤولين الأكراد في العراق بأن قرارهم إجراء استفتاء على الاستقلال خطأ، وبأن أنقرة تتوقع إلغاء التصويت».

وجاءت تصريحات تشاووش أوغلو في مؤتمر صحافي في بغداد مع نظيره العراقي، قبل أن يتوجه إلى أربيل للاجتماع مع مسؤولين أكراد في وقت لاحق من اليوم. وأضاف «ما نتوقعه من أربيل واضح وهو إلغاء الاستفتاء، إذ إنّ مصالح ومستقبل الأكراد تكمن في عراق موحد».

ورفض رئيس الوزراء العراقي حيدر عبادي الاستفتاء المزمع واعتبره «من جانب واحد» وغير دستوري. وقال أحد المفاوضين مساء الاثنين الماضي إن وفداً من الائتلاف الحاكم ربما يلتقي سياسيين أكرادا في الأسبوع المقبل، لإقناعهم بتأخير أو إلغاء الاستفتاء.

وقال أردوغان اليوم: «لا نسمح ولن نسمح مطلقاً لوحدات حماية الشعب الكردية، وحزب الاتحاد الديموقراطي بإقامة ما يسمى بدولة في شمال سورية»، مضيفاً أنهم «يريدون إقامة ممر إرهاب في شمال سورية يصل الى البحر المتوسط».

وتتولى الأحزاب الكردية السورية إدارة منطقتين في شمال شرقي سورية، بالاضافة الى منطقة عفرين غرباً. وتابع أردوغان ان «تركيا ستواصل القتال ضد المنظمات الإرهابية أينما وجدت»، في اشارة إلى «وحدات حماية الشعب» الكردية التي تعتبرها تركيا مرتبطة بـ «حزب العمال الكردستاني» المحظور الذي تصنفه أنقرة وواشنطن وبروكسيل منظمة «إرهابية».

وتدور تكهنات بأن أنقرة ربما تخطط لتمديد العملية ضد «وحدات حماية الشعب» الكردية لإخراجها من عفرين، بعدما قال أردوغان إن «وجودها هناك يعتبر تهديدا لتركيا». وأشار الرئيس التركي في الخامس من آب الجاري إلى أن تركيا تخطط لتوسيع عمليتها باتخاذ «خطوات جديدة ومهمة»، إلا أنه لم يكشف عن مزيد من التفاصيل.

وتعتبر أنقرة «وحدات حماية الشعب» الكردية و«حزب الاتحاد الديموقراطي» الكردستاني منظمات إرهابية، إلا أن الولايات المتحدة متحالفة مع المقاتلين الاكراد في معركتها ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في سورية.

وفي طهران، قالت القوات البرية للحرس الثوري في بيان نشرته وكالة «ايسنا» الإخبارية: «إننا لم نخطط لأي عمليات خارج حدود إيران». وتابع: «لكننا وعلى الدوام سنواجه بقوة أي مجموعة، فريق، او شخص يسعى إلى اختراق الأراضي الايرانية لشن عمليات ارهابية او لزعزعة أمننا».

ويأتي الإعلان الإيراني غداة تصريحات الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بأن عملية مشتركة مع ايران ضد المقاتلين الاكراد “مطروحة على الدوام”.

وبحسب تقرير نشرته صحيفة «توركيي» التركية على صفحتها الأولى الاثنين، قدمت إيران «اقتراحاً مفاجئاً» لانقرة لشن هجوم مشرك ضد المتمردين الاكراد في شمال العراق، خلال زيارة رئيس الاركان الايراني محمد حسين باقري لانقرة في السابع عشر من الشهر الحالي.

وخاضت تركيا معارك لعقود ضد حزب العمال الكردستاني، فيما خاض الأمن الإيراني مواجهات ضد حزب بيجاك الكردستاني. وللحزبين قواعد في العراق المجاورة.

وعلى رغم نفي التخطيط لعمليات محددة، هدد الحرس الثوري بامكانية شن اعتداءات عابرة للحدود مستقبلاً في حال تعرض إيران للخطر.

وأوضح البيان الإيراني «على الرغم من عدم وجود خطة لدى إيران لتنفيذ عمليات واسعة خارج حدودها، الا أنه في حال سعت أي مجموعة ارهابية إلى خلق قلاقل أمنية على حدودنا، فستتم مواجهتها برد شرس ومكثف، وسيتم استهداف فلولهم اينما وجدوا».

وكان أردوغان أكد الاثنين أن قائدي اركان البلدين ناقشا كيفية العمل ضد المسلحين الأكراد. وقال: «سيستمر العمل اذ انكم تعرفون أن لحزب العمال الكردستاني الإرهابي موطئ قدم في ايران». وأضاف: «إنهم دائما يتسببون بالأذى لنا ولايران. نحن نعمل لأننا نعتقد أنه في حال تعاون البلدان فسنصل إلى نتيجة في وقت أسرع».

وطالما شهدت العلاقات بين تركيا، توترات خلال السنوات الأخيرة. ويتخذ كل منهما موقفاً متضاداً من النزاع السوري، إذ دعا اردوغان مرارا إلى الإطاحة بالرئيس بشار الأسد من أجل انهاء الحرب في حين تقف طهران، إضافة إلى موسكو، الى جانب الرئيس السوري.

واعتبرت زيارة باقري لانقرة، الأولى لرئيس اركان ايراني منذ الثورة الاسلامية في ايران في العام 1979، منعطفاً نحو تحسن العلاقات الثنائية بين البلدين.

وقال باقري خلال زيارته «إن تحركات تركيا وايران تكمل الواحدة الاخرى. لقد توصلنا إلى اتفاقات جيدة لمنع مرور الإرهابيين على جانبي الحدود».

 

«اسوشيتد برس»: إيران تقترب من إنجاز ممر بري إلى المتوسط

دبي، بيروت – «الحياة» أ ب

أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان  إلى سقوط أكثر من 29 قتيلاً من تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) خلال الساعات الـ 24 الأخيرة من القتال على جبهات في محيط مركز مدينة الرقة، فيما ذكرت «اسوشيتد برس» أن آلاف المقاتلين الموالين لإيران يتقدمون شرقاً في البادية السورية ليقربوا طهران للمرة الأولى من تحقيق هدفها بالحصول على ممر آمن من حدودها إلى البحر المتوسط عبر العراق وسورية ولبنان.

وقال المرصد اليوم (الأربعاء) إن مدينة الرقة التي كانت تعد معقل «داعش» في سورية، تشهد قتالاً مستمراً بوتيرة متفاوتة العنف، تتبع للجبهة التي تدور فيها الاشتباكات ولقربها من مركز المدينة، إذ تتركز الاشتباكات بين «قوات سورية الديموقراطية» المدعمة بالقوات الخاصة الأميركية من جانب، وعناصر «داعش» من جانب آخر، على محاور في محيط وسط مدينة الرقة، وفي المدينة القديمة وشمال حيي نزلة شحادة وهشام بن عبد الملك ومحيط حي الرشيد وحارة البوسرايا.

وتسببت الاشتباكات وعمليات القصف المتبادل على محاور القتال، والقصف من قبل التحالف الدولي، في مقتل ما لا يقل عن 29 من عناصر «داعش»، وإصابة آخرين بجروح، خلال الـ 24 ساعة الأخيرة من الاشتباكات، إضافة لسقوط خسائر بشرية مؤكدة في صفوف «قوات سوريا الديموقراطية».

وكذلك واصلت قوات النظام والعناصر الموالية لها معركتها ضد «داعش» في ريف حماة على محاور في محيط منطقتي الدكيلة وجنى العلباوي ومحور صلبا، إذ تمكنت قوات النظام من تحقيق تقدم والسيطرة على تلال في منطقة العلباوي. وترافقت الاشتباكات والغارات، مع قصف من قبل قوات النظام على محاور القتال، ومعلومات عن خسائر بشرية مؤكدة في صفوف طرفي القتال.

ونفذت الطائرات الحربية بعد منتصف ليل الثلثاء – الأربعاء، غارات عدة على مناطق في بلدات الشميطية والحوايج والخريطة بريف دير الزور الغربي، ما أدى لاستشهاد مواطنة وسقوط جرحى، كما استشهدت مواطنتان اثنتان، جراء قصف الطائرات الحربية لمناطق في بلدة حوايج ذياب بريف دير الزور ليل أمس.

ودارت بعد منتصف ليل الثلثاء – الأربعاء، اشتباكات بين الفصائل الإسلامية والمقاتلة المدعومة تركياً من جهة، وقوات سوريا الديموقراطية من جهة أخرى، في محوري مرعناز وكلجبرين بريف حلب الشمالي، وسط أنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين، ترافق مع قصف قوات سوريا الديموقراطية على مناطق في أطراف مدينة اعزاز، بريف حلب الشمالي، في حين قصفت قوات النظام بعد منتصف ليل أمس، مناطق في قرية الليرمون وصالات الليرمون وبلدة كفر حمرة شمال حلب، ومناطق أخرى في محيط حي جمعية الزهراء، ولم ترد أنباء عن إصابات.

وذكرت «اسوشيتد برس» في تقرير اليوم أن آلاف المقاتلين الموالين لإيران يتقدمون شرقاً في البادية السورية ليقربوا طهران للمرة الأولى من تحقيق هدفها بالحصول على ممر آمن من حدودها إلى البحر المتوسط عبر العراق وسورية ولبنان.

ويعد هذا الممر «الجائزة الأكبر» لطهران منذ تدخلها في الحرب السورية منذ 6 سنوات، إذ أنه سيسهل حركة المقاتلين الموالين لها بين إيران والعراق وسورية ولبنان، إضافة إلى نقل السلاح إلى دمشق و«حزب الله» وكيلها الأساسي. وكذلك سيضعها في موقع يسمح لها بأن تؤدي دوراً أساسياً ومربحاً في عملية إعادة البناء المتوقعة في العراق وسورية بعدما دمرتهما حروبهما المستمرة.

وهذا الطريق تقتطعه قوات النظام السورية والعناصر الموالية لايران، سيعزز قوة «حزب الله» الذي يمتلك ترسانة من عشرات آلاف الصواريخ التي يرجح أنها تشحن جواً من إيران إلى سورية ثم تنقل براً إلى لبنان.

 

إسرائيل تحض روسيا على «لجم إيران»

الرياض – أبكر الشريف الدمام – منيرة الهديب الناصرة – أسعد تلحمي

أنهت وفود المعارضة السورية اجتماعات مكثفة في الرياض أمس، من دون بلوغ الهدف الأساس، الذي تمثل بتشكيل وفد موحد إلى محادثات جنيف أو التوصل إلى اتفاق على البرنامج السياسي الذي يمثل الأساس للمفاوضات، وفي مقدمه الموقف من الرئيس السوري بشار الأسد. في موازاة ذلك، يجري رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم في منتجع سوتشي جنوب روسيا. وكشفت مصادر إسرائيلية مطلعة أن نتانياهو يحمل رسالة تحذير إلى موسكو مفادها «أن توسيع النفوذ الإيراني في سورية قد يقود المنطقة إلى حرب وعليكم لجمها».

وأفادت صحيفة «إسرائيل اليوم» القريبة من الحكومة، بأن إسرائيل قلقة من عدم تجاوب واشنطن وموسكو مع مطالبها لتعديل بنود اتفاق وقف النار جنوب سورية، خصوصاً ضمان خروج القوات الإيرانية والميليشيات الشيعية من سورية، وليس فقط إبعادها 20 كيلومتراً من الحدود مع إسرائيل. وأوضحت مصادر مطلعة أن الوفد الأمني الإسرائيلي الذي زار واشنطن الأسبوع الماضي والتقى كبار مستشاري الرئيس الأميركي دونالد ترامب، «عاد إلى إسرائيل خالي الوفاض». وأشارت إلى أن الأميركيين رفضوا الطلب الإسرائيلي التزام التحرك لوقف النشاط الإيراني المتزايد في سورية والمنطقة. وتابعت أنه نتيجة هذا الموقف الأميركي، قرر نتانياهو التوجه بسرعة إلى موسكو «لإقناع الرئيس بوتين بلجم الإيرانيين» أو مواجهة خطر اندلاع حرب في المنطقة.

إلى ذلك، وبعد يومين من الاجتماعات، فشلت منصات المعارضة الثلاث، الرياض والقاهرة وموسكو، في التوصل إلى اتفاق يؤدي إلى توحيدها ضمن وفد واحد، لكن الوفود المشاركة اتفقت على تكثيف المشاورات قبل اجتماع جنيف المقبل.

وأكد عضو «الهيئة العليا للمفاوضات» رئيس «المجلس الوطني السوري» جورج صبرا، عدم تحقيق محادثات الرياض، التي جمعت الهيئة بمنصتي القاهرة وموسكو، هدفَها بتشكيل وفد موحد للمعارضة إلى جنيف، موضحاً أن الاجتماعات «حددت نقاط الاختلاف والاتفاق بين الأطراف الثلاثة».

وقال صبرا في تصريح إلى «الحياة»: «لم يحقق الاجتماع الغاية التي عقد لأجلها، وليست هناك أي مخرجات من الاجتماع، ولكن تم الاتفاق على متابعة التواصل والبحث من أجل تقريب وجهات النظر».

وزاد: «كانت هناك نقطة إيجابية في محادثات الرياض، وهي رسم إطار الاتفاق والاختلاف في القضايا المطروحة بين الهيئة والمنصتين» (القاهرة وموسكو).

وشدد صبرا على ضرورة استمرار النقاش بين الأطراف الثلاثة. وتابع: «لا بد من استمراره من أجل الوصول، كما نطمح، إلى تشكيل وفد موحد للمعارضة إلى جنيف. لا تزال هناك فسحة بين رؤية الهيئة والرؤى الأخرى، ونأمل في أن نقلل المسافة بين الهيئة العليا والمنصتين الأخريين».

وقال عضو «منصة القاهرة» عبدالسلام النجيب لـ «الحياة»، إن المشاورات «لم تحقق أهدافها في تشكيل وفد موحد للمعارضة، وذلك بعد إصرار منصة موسكو على رفض شروط الهيئة العليا للمفاوضات حول عدم وجود دور لبشار الأسد في المرحلة الانتقالية، ومقترح صياغة إعلان دستوري لإدارة المرحلة الانتقالية في سورية».

في موازاة ذلك، قال رئيس «منصة موسكو» قدري جميل لـ «الحياة»: «اللقاءات الثنائية مستمرة بين المنصات مع اتفاق على المبادئ العامة لحل القضية السورية، واختلاف وارد على قضايا محددة». وأضاف: «العقبات الأربع التي اختلفت عليها الأطراف المجتمعة في الرياض، هي أولاً المشاركة في جنيف بوفد واحد أو موحد. فيما كان الاختلاف الثاني حول الإشارة في أي شكل إلى وضع بشار الأسد في الفترة الانتقالية، سواء بالسلب أو الإيجاب، كي لا يعكر الأجواء في الفترة المقبلة». وزاد: «وكان هناك اختلاف بسيط في موضوع الدستور، وكان رأينا ضرورة وجود دستور موقت للفترة الانتقالية، مع رأي آخر للأطراف الأخرى. ورابعاً خلاف في إجراء تعريف للجسم الانتقالي في الفترة المحددة»، مشدداً على أنه لا حل أمام المعارضة إلا الاتفاق والوصول إلى وفد موحد للمشاركة في جنيف.

 

نتانياهو يناقش مع بوتين «الترسخ الإيراني في سورية»

القدس المحتلة – أ ف ب

أعلن مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو في بيان اليوم (الثلثاء) أن الأخير سيطرح مسألة محاولة إيران الترسخ عسكرياً في سورية و«العدوانية الإيرانية»، خلال اللقاءات التي سيعقدها غداً مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مدينة سوتشي على البحر الأسود.

وأضاف البيان «هذا الأمر يثبت أن مستوى عدوانية إيران لم يتراجع منذ توقيع الإتفاق النووي (في العام 2015 مع القوى العظمى)، ما أصبح مشكلة دول الشرق الأوسط كافة، وليس فقط مشكلة إسرائيل».

وكان مكتب نتانياهو قال الأحد الماضي إن الرجلين «سيتناولان التطورات الأخيرة في المنطقة»، مذكراً بأنهما التقيا مرات عدة في السنوات الأخيرة «بهدف تجنّب احتكاك سلاحي الجو الإسرائيلي والروسي في سورية».

وتتابع إسرائيل منذ بداية الحرب في سورية العام 2011، بأكبر قدر من الإهتمام تطور الوضع في الدولة المجاورة، وتحرص على عدم الانخراط في الصراع محتفظة بحقها في قصف قوافل متوجهة إلى مراكز تابعة لـ «حزب الله» اللبناني أو مواقع قوات النظام السوري.

واستُدعي السفير الإسرائيلي لدى موسكو في آذار (مارس) الماضي بعد قصف الطيران الإسرائيلي أهداف بدت أنها كانت مرتبطة بـ «حزب الله» الذي يحارب إلى جانب نظام الأسد.

وتعتبر روسيا إلى جانب إيران، أحد حلفاء النظام السوري الرئيسين، وبدأت في أيلول (سبتمبر) 2015 عملياتها العسكرية في سورية دعماً للقوات النظامية.

وأضاف بيان نتانياهو أن رئيس جهاز «الموساد» يوسي كوهين، ورئيس «مجلس الأمن الوطني الإسرائيلي» مئير بن شابات، سيرافقان نتانياهو في زيارته إلى روسيا.

 

الدفاع الروسية تعلن تفعيل مركز عمّان لمراقبة “خفض التوتر” بجنوب سوريا

(الأناضول): أعلنت وزارة الدفاع الروسية الأربعاء، تفعيل مركز عمّان لمراقبة اتفاق خفض التوتر في جنوب سوريا.

 

وأوضحت الوزارة الروسية في بيان، أنّ المركز سيتولى مهمة مراقبة وقف إطلاق النار في مدينتي درعا والقنيطرة السوريتين.

 

وأضاف البيان أنّ المركز سيدعم عملية إيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق الجنوبية لسوريا.

 

وأعلنت الحكومة الأردنية في السابع من الشهر الحالي، توصل الولايات المتحدة وروسيا والأردن إلى اتفاق يدعم وقف إطلاق النار بين قوات النظام والمعارضة السورية، في محافظات درعا والقنيطرة والسويداء جنوب غربي سوريا، وبدأ سريانه في 9 يوليو/ تموز الجاري.

 

مواجهات عنيفة وسط الرقة بين «قسد» وتنظيم «الدولة»… وتصاعد القلق على مصير أهالي المدينة المحاصرين

عشرات القتلى بين المقاتلين والمدنيين

عبد الرزاق النبهان

حلب – «القدس العربي»: قال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومصادر أخرى إن أكثر من 170 مدنيا قتلوا في ضربات قادتها الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية خلال الأسبوع الماضي في مدينة الرقة وهو ما يمثل زيادة كبيرة في الخسائر البشرية في إطار حملة طرد المتشددين التي بدأت منذ أكثر من شهرين.

وقال المرصد إن 42 شخصاً على الأقل بينهم 19 طفلاً و12 امرأة قتلوا أمس الاثنين بضربات دمرت مباني اتخذتها عائلات ملاذا لها. وأضاف المرصد ومقره بريطانيا أن هذا العدد هو الأكبر في يوم واحد منذ أن بدأت قوات سوريا الديمقراطية، المؤلفة من فصائل كردية وعربية، هجومها على الرقة في يونيو/ حزيران بعد حملة طويلة لعزل الدولة الإسلامية داخل المدينة. وأكد سكان سابقون في الرقة، على صلة بأقارب لهم لا يزالون في المدينة، لرويترز هذا أيضاً.

ولا تزال أحياء عدة في محافظة الرقة شمالي سوريا، تشهد مواجهات عنيفة بين قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل الوحدات الكردية الغالبية العظمى فيها وتنظيم الدولة الإسلامية، فيما يسعى الأول لتعزيز تقدمه الذي حققه في الأسابيع الماضية، في حين لا يزال القصف الجوي المكثف على الأحياء التي يسيطر عليها التنظيم مستمراً منذ أيام عدة، وقالت مصادر لـ»القدس العربي» إن ستة مقاتلين من قوات سوريا الديمقراطية وأربعين من عناصر تنظيم الدولة قتلوا خلال الساعات الماضية في اشتباكات بين الطرفين في أحياء عدة في مدينة الرقة، فيما تواصل مقاتلات التحالف الدولي قصف المدينة.

وأكدت المصادر بأن مقاومة تنظيم الدولة اشتدت حدتها حيث أخذ يزج بكل قوته في حرب شوارع شرسة تدور بين الطرفين في أحياء عدة من الرقة، في محاولة منه لمنع استمرار قوات سوريا الديمقراطية بالتقدم.

وأشارت إلى أن قوات سوريا الديمقراطية «قسد» تواجه صعوبات كبيرة في اقتحام الأحياء السكنية التي يسيطر عليها التنظيم بسبب استخدامه للعبوات الناسفة والسيارات المفخخة والقناصة، فضلاً عن مواصلة هجماته الليلية الخاطفة عبر عمليات تفجيرية مباغتة.

وفي موازاة ذلك قالت مصادر ميدانية لـ «القدس العربي» إن ما يقارب 80 مدنياً – بينهم أطفال ونساء- قتلوا بقصف جوي استهدف أحياء سكنية في مدينة الرقة خلال الـ24 ساعة الماضية، وأضافت أن طائرات التحالف الدولي الداعمة لقوات سوريا الديمقراطية استهدفت حارة السخاني قرب (جامع الحني) بالإضافة إلى استهدافها حي البدو الثاني، مما أدى إلى دمار واسع في الأبنية ومحيط المنطقة المستهدفة، في حين عبّرت مصادر أهلية من أبناء محافظة الرقة عن مخاوفها بشأن مصير الآلاف المدنيين الذين ما زالوا محاصرين داخل أحياء الرقة التي يسيطر عليها تنظيم الدولة. وأكدت أن عائلات كثيرة لا تزال محاصرة بأحياء المدينة حيث لم تتمكن من الخروج بسبب الاشتباكات، ويعيشون أوضاعاً بالغة السوء في ظل انعدام الكهرباء وشح الطعام والمياه وغياب الخدمات الطبية.

وفي المقابل وجه سكان محاصرون في الرقة نداءات استغاثة صوتية عبر تطبيق واتساب في ظل استمرار عمليات القصف الجوي المكثف الذي تسبب بمقتل أعداد كبيرة من المدنيين. وجاءت استغاثة المدنيين المحاصرين في أحياء مدينة الرقة بعد وصول المعارك إلى وسط المدينة وتزايد القصف الجوي المكثف من قبل مقاتلات التحالف الدولي، حيث تقبع آلاف العائلات في أحياء الرقة بين سندان تنظيم الدولة الإسلامية ومطرقة التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية، فيما ما زالت مئات الجثث تحت الأنقاض في أحياء عدة من المدينة وفق ما أكده السكان بحسب التسجيلات الصوتية.

ونشرت وكالة أعماق للأنباء التابعة للدولة الإسلامية فيديو الاثنين عرض 12 جثة على الأقل ملقاة على الأرض كثير منها لأطفال. وقالت الوكالة إن اللقطات جرى تصويرها في الرقة أمس وعرضت ضحايا الضربات الجوية لقوات التحالف إضافة إلى مشاهد للدمار الكبير الذي لحق بمناطق سكنية. ولم يتسن لرويترز التأكد بصورة مستقلة من مصداقية هذا الفيديو. وقالت حملة (الرقة تذبح بصمت) التي يديرها نشطاء حقوقيون إنها وثقت مقتل 946 مدنياً على الأقل منذ بدء هجوم الرقة في يونيو حزيران. وتقول الأمم المتحدة إن 200 ألف شخص على الأقل فروا من الرقة على مدى الشهور الماضية وإن ما يصل إلى 20 ألفا من المدنيين لا يزالون محاصرين داخل المدينة. وزادت محنة المدنيين داخل المدينة سوءا مع انقطاع المياه منذ أكثر من شهرين ونقص الغذاء إذ يعيش كثير منهم على تناول أغذية معلبة.

 

الجيش السوري الحر يفكك عبوات ناسفة في درعا ويتهم خبراء من «حزب الله» بتصنيعها

هبة محمد

دمشق ـ «القدس العربي»: أعلن تشكيل عسكري تابع للجيش السوري في محافظة درعا، جنوبي سوريا، امس الثلاثاء عن نجاح فرقه الهندسية من العثور على أعداد كبيرة من العبوات المتفجرة التي كانت مزروعة على الطرقات العامة.

وأكد «جيش الثورة» التابع للجيش السوري الحر عبر حسابات رسمية في مواقع التواصل، تفكيك إثنتي عشرة عبوة ناسفة، من قبل فريق الهندسة التابع له، وأظهرت الصور التي نشرها «جيش الثورة» للعبوات المتفجرة التي تم العثور عليها، تصميمها من قبل زارعيها على شكل أحجار بركانية، لتتناسب مع الطبيعة الجغرافية في المناطق التي زرعت فيها.

الناطق الرسمي باسم جيش الثورة في محافظة درعا «أبو بكر الحسن» قال لـ «القدس العربي» خلال اتصال خاص معه: تم اكتشاف العبوات الناسفة عبر استخدام أجهزة ومعدات بدائية للكشف عن المتفجرات، بالإضافة إلى عمليات المراقبة للطرقات، وتسيير الدوريات خلال ساعات النهار والليل.

المتحدث الرسمي أشار إلى ان العبوات التي تم العثور عليها غالباً تم تصنيعها عبر خبراء يتبعون لحزب الله اللبناني، واتهم المصدر، قيام من سماهم «عملاء» تابعين للنظام السوري وتنظيم الدولة بزرع العبوات في المناطق المحررة جنوبي سوريا. وقتل صباح امسس الثلاثاء، عنصر تابع للجيش السوري الحر جراء انفجار عبوة ناسفة في منطقة غرز في ريف محافظة درعا، فيما قضى الإثنين، الناشط الإعلامي «أسامة الزعبي» وأخوه وطفل صغير، جرّاء انفجار عبوة ناسفة استهدفت سيارتهم، على طريق الكرك الشرقي-رخم بريف درعا الشرقي.

كما أكد «الحسن»، وجود 22 شخصاً في الوقت الراهن ضمن محكمة دار العدل في حوران، تم إلقاء القبض عليهم أثناء زراعة عبوات ناسفة في المناطق المحررة، منوهاً إلى إن المحكمة ستصدر في الوقت القريب أحكاماً بحقهم. العبوات الناسفة بحسب المتحدث باسم جيش الثورة، ترمي إلى ضرب واستهداف عناصر الجيش السوري الحر والسيارات التابعة لهم، بغية قتل أكبر عدد منهم. وختم «أبو الحسن» تصريحه لـ «القدس العربي» بالقول: جيش الثورة سيضاعف من دورياته العسكرية وسيشدد الإجراءات الأمنية خلال فترة عيد الأضحى المقبل بهدف منع استهداف المدنيين بهذه العبوات المتفـجرة.

 

تحضير لتحالف عسكري دولي لمهاجمة إدلب وتركيا تقدم مقترحاً لتجنب كارثة سياسية وإنسانية

يتضمن حل «الهيئة» ودمج المعارضة بالشرطة و«إدارة مدنية» للمحافظة

إسماعيل جمال

إسطنبول – «القدس العربي»: مع تزايد الحديث عن تحركات دولية للتحضير لعملية عسكرية كبيرة ضد هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) في محافظة إدلب السورية، كشفت صحيفة تركية عن مساعٍ واسعة ومقترح قدمته أنقرة للمعارضة السورية في محاولة لتجنيب المحافظة ويلات عملية عسكرية سوف تـؤدي إلى إنهـاء أكـبر مـعاقل المعـارضة وخلق أزمة إنسانية جديدة غير مسبوقة على حـدودهـا.

وبحسب تقرير نشرته صحيفة «يني شفق» المقربة من الحكومة التركية، الثلاثاء، فإن حراكاً دبلوماسياً واجتماعات متلاحقة تجري في العاصمة أنقرة تتركز مع أطراف من المعارضة السورية في محاولة لإيجاد صيغة تقبل بها الجهات الدولية وتجنيب المحافظة ويلات عملية عسكرية كبيرة.

وتقول الصحيفة إن الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا يجرون استعدادات واسعة من أجل مهاجمة هيئة تحرير الشام في إدلب، وتشير إلى أن هذه الأطراف سرعت تحضيراتها في الآونة الأخيرة الأمر الذي دفع أنقرة لتقديم مقترح من 3 نقاط أساسية قد يجنب في حال قبوله المحافظة خطر العملية العسكرية.

وتهدف تركيا بالدرجة الأولى من خلال تجنب وقوع عملية عسكرية بالمحافظة إلى الحفاظ على أكبر معاقل المعارضة السورية وعدم السماح بسقوطها لتأخير حسم المعركة لصالح الأسد في سوريا، بالإضافة إلى الخشية من حصول كارثة إنسانية كبيرة بالمحافظة الحدودية معها والتي يقطنها حالياً قرابة مليوني مدني جرى تجميعهم من الكثير من مناطق الصراع الأخرى في البلاد، وهو ما قد يعني حصول موجة هجرة جديدة وكبيرة إلى داخل الحدود التركية، يضافون إلى أكثر من 3 ملايين لاجئ سوري يعيشون في تركيا.

ويشمل المقترح التركي نقطة أساسية تتمثل في الإعلان عن تشكيل إدارة مدينة في المحافظة لا تتبع لأي من الفصائل العسكرية وتكون مرتبطة بالحكومة الانتقالية التابعة للمعارضة السورية، وهي خطوة تهدف بالدرجة الأولى ـ بحسب الصحيفة- إلى سحب الغطاء القانوني الدولي عن العملية التي يجري الإعداد لها.

وتتمثل النقطة الثانية من المقترح في تشكيل جهاز شرطة مدنية يتكفل بالحفاظ على أمن المحافظة يمكن أن ينضم إليه عناصر الفصائل المسلحة وذلك على غرار الشرطة الموالية لتركيا التي جرى تشكيلها في مناطق درع الفرات شمالي سوريا لا سيما في مدينة جرابلس، يضاف إلى ذلك تشكيل هيئة شرطية وإدارية مدنية توافق عليها تركيا تكون مهمتها الانتشار على حدود إدلب مع تركيا وإدارة المعابر الحدودية التي سيطرت عليها هيئة تحرير الشام مؤخراً وتسببت في حرج كبير للحكومة التـركية.

كما يتضمن المقترح حل هيئة تحرير الشام وضم العناصر المعتدلة التي ترغب إلى الفصائل المعتدلة بالمحافظة وخروج العناصر المتشددة إلى خارج حدود المحافظة.

وتشير الصحيفة إلى أن المباحثات التي تجري في أنقرة تضم ممثلين عن الفصائل المسلحة في إدلب والهيئات السياسية ومنظمات المجتمع المدني، بالإضافة إلى ممثلين عن العشائر.

وتصاعد التركيز الدولي والحرج التركي من الأوضاع في إدلب عقب توسيع هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) سيطرتها على المحافظة لا سيما المعابر الحدودية مع تركيا ومساعي روسيا لفرض المنطقة الرابعة من اتفاقية «مناطق عدم الاشتباك» بالمحافظة.

وتشهد أنقرة في الأيام الأخيرة حراكاً دولياً يتركز حول بحث مصير إدلب، فبعد زيارة رئيس أركان الجيش الإيراني إلى أنقرة يصل، اليوم الأربعاء، وزير الدفاع الأمريكي إلى تركيا قبيل زيارة «قريبة» لوزير الدفاع الروسي، حيث تسعى تركيا لإقناع الأطراف الدولية بضرورة تجنب اللجوء إلى عملية عسكرية كبيرة يمكن أن تؤدي إلى تدمير المحافظة وخلق أزمة إنسانية كبيرة.

وتقول مصادر تركية إن عملية عسكرية دولية ضد إدلب قد تشكل تهديداً على القوات التركية المتمركزة في مناطق «درع الفرات» شمالي سوريا، ويفشل مخططات الجيش التركي للقيام بعملية عسكرية ضد مناطق سيطرة وحدات حماية الشعب الكردية خاصة في عفرين.

وكشفت صحف تركية قبل أيام عن أن روسيا طلبت من تركيا تأجيل بحث الطلب التركي بمهاجمة عفرين إلى ما بعد إنهاء ملف إدلب الذي يشكل أولوية كبرى لموسكو بحسب الرد الروسي، ومن هذا المنطلق تضغط أنقرة باتجاه حل سلمي للأوضاع في إدلب في محاولة لتسريع إمكانية الوصول إلى توافقات مع روسيا وأمريكا تمكنها من مهاجمة عفرين.

وفي حال فشل المحاولات التركية لتجنيب إدلب عملية عسكرية، ستلجأ على الأغلب إلى التوصل إلى توافقات مع الأطراف الدولية تتضمن دعمها للعملية العسكرية ضد العناصر المتطرفة بالمحافظة مقابل السماح للجيش التركي بالقيام بعملية عسكرية ضد الوحدات الكردية في عفرين.

 

وزير الدفاع الأميركي في أنقرة بعد زيارة مفاجئة لبغداد

إسطنبول ــ باسم دباغ

وصل وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس، اليوم الأربعاء، إلى أنقرة، حيث سيلتقي مع نظيره التركي فكري إشك، ونائب رئيس الوزراء التركي، نور الدين جانيكلي، ثم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

 

ووصل ماتيس إلى أنقرة، قادماً من العاصمة العراقية بغداد، التي زارها بشكل مفاجئ، أمس الثلاثاء، والتقى فيها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، قبل أن يتوجه إلى أربيل للقاء رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود البرزاني، حيث طالب الأخير بتأجيل استفتاء الانفصال، والمقرر في 25 سبتمبر/ أيلول المقبل.

 

وتأتي زيارة ماتيس إلى تركيا، وسط تسريبات عن إمكانية القيام بعملية عسكرية في محافظة إدلب ومنطقة عفرين شمالي سورية، وكذلك الحديث عن تعاون تركي إيراني، وإمكانية إقامة عملية مشتركة بين أنقرة وطهران، ضد معاقل “حزب العمال الكردستاني”، في كل من جبال قنديل وجبال سنجار في العراق.

 

وسيبحث ماتيس في لقاءاته مع المسؤولين الأتراك، الحرب ضد تنظيم “داعش” الإرهابي، وكذلك الاستفتاء على انفصال إقليم كردستان العراق، فضلاً عن مناقشة بعض تفاصيل التحفّظات التركية ضد تعاون واشنطن مع “حزب الاتحاد الديمقراطي” الكردي وتسليحه، في سورية.

 

وأشارت تسريبات، إلى أنّ واشنطن ستؤكد خلال زيارة ماتيس، التزامها بدعم تركيا في قتال “حزب العمال الكرستاني”، بينما ستواصل دعمها جناحه السوري “حزب الاتحاد الديمقراطي” الذي اتخذت منه حليفاً لضرب “داعش” في المنطقة.

 

كما تأتي زيارة ماتيس، بعد أيام من زيارة رئيس الأركان الأيراني، الجنرال محمد حسين باقري، التاريخية لأنقرة، والتي ناقش خلالها مع المسؤولين الأتراك، مواجهة تمدّد “حزب العمال الكردستاني”، في كل من العراق وسورية، وكذلك توجيه ضربات لجناح الكردستاني الإيراني “حزب الحياة الحرة”.

 

نتنياهو لبوتين: تعزيز الوجود الإيراني في سورية يهدد إسرائيل

موسكو ــ العربي الجديد، القدس المحتلة ــ نضال وتد

أعرب الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، خلال لقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اليوم الأربعاء، عن رضاه عن تطور العلاقات الروسية الإسرائيلية، بينما رأى نتنياهو أن تعزيز إيران وجودها في سورية، يشكل تهديدًا لإسرائيل والشرق الأوسط والعالم.

 

وقال نتنياهو، الذي يقوم بزيارة عمل قصيرة إلى منتجع سوتشي جنوب روسيا: “تبذل إيران جهودًا كبيرة لتعزيز وجودها في سورية. يشكل ذلك تهديدًا لإسرائيل والشرق الأوسط، وأعتقد للعالم أجمع”.

 

وأضاف: “وصلت إيران إلى مرحلة متقدمة من السيطرة والتأثير على العراق واليمن، وهي فعليًّا تسيطر على لبنان في أمور كثيرة”.

 

وتابع قائلاً: “بجهودنا المشتركة ننتصر على (داعش)، وهذا أمر هام للغاية. لكن الأمر السلبي هو أن إيران تدخل إلى المناطق التي ننتصر فيها على “داعش” ويختفي منها. لا يمكننا أن ننسى ولو لدقيقة، أن إيران تواصل يومياً التهديد بالقضاء على دولة إسرائيل، وتسلّح التنظيمات الإرهابية وتحفز الإرهاب وتبادر به”.

 

وكان بوتين قد استقبل نتنياهو، في وقت سابق اليوم، في منتجع سوتشي جنوب روسيا، في لقاء هو السادس من نوعه في العامين الماضيين، وسط توقعات بأن تتصدر الأزمة السورية والوجود الإيراني جنوب سورية جدول أعمال المحادثات.

 

وأوضح المكتب الصحافي للكرملين، في بيان، أنه “تقرر تبادل الآراء حول قضايا الدفع بالعلاقات الثنائية والوضع في الشرق الأوسط، وفي مقدمتها القضية السورية ومكافحة الإرهاب الدولي والتسوية الفلسطينية – الإسرائيلية وغيرها من القضايا على الأجندة الإقليمية والدولية”، بينما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن نتنياهو سيناقش مع بوتين الوجود العسكري الإيراني جنوب سورية.

 

من جهتها، ذكّرت صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” الروسية، في عددها الصادر اليوم، أن إسرائيل أكدت مراراً أنها لن تسمح بتعزيز مواقع إيران بالقرب من حدودها، ما يعني أن هناك احتمال شنها حرباً على المواقع والوحدات الموالية لإيران التي تتعاون مع الكيانات الروسية، كما حذرت الصحيفة من أن ذلك سيمس مصالح موسكو.

 

وفي مقالٍ بعنوان “جرّ موسكو إلى نزاعات جديدة في الشرق الأوسط”، رأت “نيزافيسيمايا غازيتا”، أن تقدم قوات النظام مدعومة من روسيا “يولّد تناقضات جيوسياسية وعسكرية جديدة في الشرق الأوسط”، متوقعة أن يطلب نتنياهو من بوتين اليوم مراعاة المصالح الإسرائيلية عند تسوية الأزمة السورية.

 

وأشار كاتب المقال إلى أن زيارة نتنياهو إلى روسيا تتزامن مع جولة وزير الدفاع الأميركي، جيمس ماتيس، التي تشمل الأردن والعراق وتركيا، مرجحاً أنه يناقش خلالها منطقة خفض التصعيد جنوب سورية في ظل استياء الولايات المتحدة وإسرائيل من تمركز قوات الحرس الثوري الإيراني و”حزب الله” اللبناني بالقرب من الحدود مع الأردن وإسرائيل.

 

من جانب آخر، نقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية، أن نتنياهو قال في مستهل لقائه مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إن “إيران تهدد وجود دولة إسرائيل”.

وكانت وسائل الإعلام الإسرائيلية أشارت في الأيام الماضية إلى أن نتنياهو سيطلب من الرئيس الروسي إدخال تعديلات على الاتفاق بشأن وقف إطلاق النار جنوبي سورية، وأن تشمل الاتفاقيات بهذا الخصوص بندًا يؤكد عدم بقاء قوات إيرانية، أو غير سورية، في الأراضي السورية في مرحلة ما بعد الحرب.

وقالت وسائل الإعلام الإسرائيلية، أن الوفد الأمني الإسرائيلي الرفيع الذي أجرى محادثات بهذا الخصوص في واشنطن، خرج باستنتاج أن الولايات المتحدة تؤيد الموقف الإسرائيلي مبدئيًا، لكن لا يتوقع خطوات فعلية بهذا الاتجاه، وأضافت أن نتنياهو اطلع على نتائج هذه التقديرات، أمس، قبل توجهه إلى روسيا صباح اليوم.

ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن مصادر سياسية إسرائيلية قولها إن لقاء بوتين – نتنياهو يندرج ضمن الجهود الدولية التي تبذلها إسرائيل لتكريس “الخطر الكامن في بقاء القوات الإيرانية في سورية”، وتداعيات ذلك على الاستقرار في سورية والمنطقة.

وكانت آخر زيارة لنتنياهو إلى موسكو في مارس/آذار الماضي، وأعرب خلال محادثاته مع بوتين في الكرملين، عن أمله في “ألا يتم استبدال الإسلام الراديكالي والإرهاب السني بالإرهاب الإسلامي الراديكالي الشيعي بقيادة إيران”، على حد تعبيره.

 

لقاء بوتين-نتنياهو:معلومات اسرائيلية لتعديل هدنة الجنوب السوري؟

سلطت الصحافة الإسرائيلية في أعدادها، الخميس، الضوء على زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى روسيا، للقاء الرئيس فلاديمير بوتين في مدينة سوتشي، حيث سيعرض نتنياهو خلال المباحثات القلق الاسرائيلي بشأن اتفاق وقف اطلاق النار في جنوب سوريا، والتخوف من سماح الاتفاق، الذي ترعاه روسيا والولايات المتحدة، بترسيخ الوجود الايراني في هذا البلد.

 

ويصطحب نتنياهو في مباحثاته مع الرئيس الروسي، رئيس جهاز “الموساد” يوسي كوهين، ومستشار الامن القومي مئير بن شبات، سعياً منه لعرض معلومات أمنية موثقة لإقناع بوتين بالمخاوف الإسرائيلية من تواجد العناصر الإيرانية، وتلك التابعة لحزب الله جنوب سوريا، سواء من الجهة المقابلة للحدود الأردنية أو الإسرائيلية، إضافة إلى بحث سبل التنسيق الأمني في ما يتعلق بالأحداث الجارية في سوريا، حيث أن اسرائيل تمتلك الكثير من المعلومات المهمة عن الجماعات المسلحة، التي تريدها موسكو، غير أن حكومة تل أبيب تحاول أن تُقايض هذه المعلومات بإدخال تعديلات تطمح اليها في هدنة الجنوب السوري.

 

وقالت صحيفة “معاريف”، إن احتمالات إقناع نتنياهو للرئيس الروسي بطرد إيران من سوريا معدومة، موضحة أن اللقاء الجديد، الأربعاء، هو السادس بينهما خلال عامين. وأشارت الصحيفة إلى أن نتنياهو أكد قبل زيارة موسكو، أن إيران ليست مشكلة لإسرائيل فقط، بل للعالم أجمع.

كما نقلت عن السفير الروسي في اسرائيل قوله، إن بقاء الأسد في السلطة أفضل للإسرائيليين.

 

ولم تبتعد كثيراً صحيفة “إسرائيل هيوم” عندما أكدت على ما سيقوله نتيناهو لبوتين، إذ عنونت على صدر صفحتها الأولى: “نتنياهو سيغادر لموسكو، ويقول إن إيران مشكلة العالم أجمع”. وبينت الصحيفة أن هدف زيارة نتنياهو إلى موسكو، هو جعل بوتين يوقف التمدد الإيراني في سوريا.

 

واعتبر موقع “واللا” أن الطريق لوقف التمدد الإيراني في سوريا يمر عبر الكرملين، فيما ذكرت القناة العاشرة الإسرائيلية أن لقاء نتنياهو وبوتين هو بمثابة محاولة إسرائيلية لتليين موقف روسيا في الموضوع الإيراني في سوريا.

 

أمر مفاجىء” وراء لقاء بوتين-نتنياهو في سوتشي

نقلت وكالة أنباء “نوفوستي” الروسية عن رئيسة قسم دراسة إسرائيل والجماعات اليهودية في معهد الإستشراق الروسي تاتيانا كاراسوفا قولها، إن قرار عقد لقاء بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو في سوتشي، الأربعاء، يشير إلى حاجة ملحة للتواصل.

 

وهذا اللقاء هو من نوع “اللقاءات لسبب خاص”، أي “بسبب حاجة برزت فجأة”. والحاجة المفاجئة للتواصل تتكرر كثيراً في الفترة الأخيرة، إلا أن 80-90 في المئة من مثل هذه الحالات يتم حلها بالهاتف، على حد قول كاراسوفا. وبما أن الزعيمين قررا أن يلتقيا، فهذا يعني “أن المسألة مطروحة بحدة، لدرجة أنه لا يمكن حلها بالهاتف”.

 

وتضيف كاراسوفا، إن “موضوعات البحث والنقاش ومحاولات اتخاذ قرارات ما، سوف تكون في سياق ما الذي سيحدث لسوريا؟ ومن سيتولى الإشراف على المرحلة الإنتقالية أو سيتحكم بها؟”. وتعتبر أن الأمر الأهم الآن هو “تحديد تلك القوى، التي يمكنها أن تتولى الإشراف على العملية الإنتقالية. هل بوسع روسيا القيام بذلك؟ أتصور، نعم. وهذه مهمة ليست بسيطة أبداً، إنها حمل ثقيل جداً. لكن، حول هذا الأمر بالذات سوف يتفق الجانبان، كما اعتقد”.

 

وتعتقد كاراسوفا أن إيران “لن تغادر أراضي سوريا في ظل جميع صيغ تسوية النزاع. وإسرائيل تهدد.. إسرائيل تتخذ موقف استحالة مثل هذه الصيغة. وروسيا لايسعها سحب إيران، فنحن في تحالف عملياً. ومن الواضح أن الولايات المتحدة لا تستطيع ولا تريد سحب إيران، وهي لم تقل شيئاً حول هذا الأمر حتى الآن. وها هي العقدة الصعبة هنا”.

 

معركة الجرود: انسحاب داعش يختلف عن مغادرة النصرة

منير الربيع

نجح الجيش اللبناني في ما كان يرمي إليه، وهو حصر وجود عناصر تنظيم داعش في بقعة جغرافية ضيقة، عبر تعطيل حركتهم بعد السيطرة على معظم المعابر والطرق التي يستخدمونها في مناوراتهم. سيطر الجيش على 100 كيلومتر مربع من أصل 120 كان التنظيم يسيطر عليها. وقد تم دفع عناصر التنظيم إلى التراجع في اتجاه الحدود السورية، وتحديداً عن معبر مرطبياً، الذي قد يكون المعبر الوحيد الذي سيستطعيون استخدامه للانسحاب من تلك المنطقة، في اتجاه الداخل السوري.

 

استطاع الجيش في خمسة أيام تحقيق أهداف كبيرة من العملية، أهمها السيطرة على مختلف التلال والوديان التي كان يحتلها تنظيم داعش، وعمل الجيش على ربطها ببعضها البعض عسكرياً، بعد إزالة الألغام منها وتنظيفها، وجعلها آمنة بعد تعزيز الحزام العسكري حولها. وقد شهدت المرحلة الثالثة من عملية فجر الجرود، سيطرة الجيش على راس الكف بعد اشتباكات عنيفة مع عناصر التنظيم، الذين عمدوا إلى الانسحاب فوراً بفعل تضعضعهم، وفق ما تؤكد مصادر عسكرية متابعة. وتمكن الجيش من تحرير قرنة شعابة الوشل في جرود رأس بعلبك.

 

وقد أعلنت قيادة الجيش أن المساحة المتبقية هي 20 كيلومتراً مربّعاً، مشيرة إلى الاستعداد لانهائها مع مراعاة القانون الدولي الإنساني. وتؤكد المصادر أن الجيش يهدف إلى تحرير مرطبيا وسراج حقاب الشير والشاحوط في منطقة عرسال ليعلن بعدها الانتصار. وفيما نفى الجيش أن يكون أسر أي عنصر من مقاتلي داعش، تبدو لافتة حالات الإنسحاب التي يقوم بها عناصر التنظيم وقياديوه في اتجاه الأراضي السورية، حيث يخوض كل من حزب الله والجيش السوري معركة معهم. وهنا، لا بد من العودة إلى اليوم الأول من المعركة، إذ قام عدد من قادة التنظيم ومقاتليه بتسليم أنفسهم إلى حزب الله معلنين الاستسلام.

 

عملياً، أصبح التنظيم محاصراً من الجهات الأربع في المساحة المتبقية له. فمن الجهة السورية حزب الله والجيش السوري، ومن الجهة اللبنانية الجيش اللبناني. وتشير مصادر متابعة إلى أن ثمة توجهاً لدى حزب الله والجيش السوري، بعدم استكمال القتال حتى النهاية، مع استمرار الضغط على عناصر التنظيم، لإجبارهم على الانسحاب، لأن الحسم العسكري قد يسمح لهم الاستشراس في القتال، واللجوء إلى تنفيذ عمليات إنتحارية توقع خسائر كبرى في جميع الأطراف. ما سيؤدي إلى إطالة أمد المعركة. بالتالي، من الأفضل تحقيق النتائج المرادة من المعركة بدون خوضها، أي انسحاب عناصر التنظيم من تلك المنطقة، في اتجاه الداخل السوري. وتفيد المعلومات بإمكانية انسحابهم إلى دير الزور، حيث سيتم الاستثمار في وجودهم هناك، أو في البادية، خصوصاً أن ثمة رهاناً لدى حزب الله والجيش السوري، بأن ذهاب هؤلاء إلى تلك المنطقة، سيحتم عليهم فتح معركة ضد القوات المعارضة الأخرى. بالتالي، يرتاح الحزب والجيش السوري من خوض هذه المعركة، طالما وجد من يخوضها عنهم.

 

وبالتأكيد، إن عمليات الإنسحاب، أو فتح الطريق أمام عناصر التنظيم للانسحاب من تلك المناطق إلى الداخل السوري، لن تحصل قبل الاتفاق على جملة بنود، أبرزها ملف العسكريين المخطوفين، وجثث عدد من مقاتلي حزب الله التي يحتجزها التنظيم، بالإضافة إلى احتمال وجود أسير للحزب لا يزال على قيد الحياة، وهو كان قد أسر في تدمر قبل أشهر. يصر حزب الله على رفض إعلان أي تفاوض مع التنظيم، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الجيش، مع الإشارة إلى أن هذا التفاوض يحصل تحت النار، وهو مرتبط بالمعلومات التي يقدمها التنظيم عن مصير العسكريين المخطوفين.

 

ولا بد من الإشارة إلى أنه حتى إذا ما جرى الاتفاق على انسحاب التنظيم من الجرود، فإن ذلك لن يحصل بشكل علني، أي لن يكون على غرار ما حصل مع جبهة النصرة التي انتقل مقاتلوها إلى إدلب بالباصات، بل سيكون انسحاب هؤلاء بآلياتهم وبدون أي ترتيبات، وعلى دفعات مع استمرار العمليات العسكرية وبدون الإعلان عن وقف لإطلاق النار.

 

الرقة مدينة تحتضر

يتواصل سقوط ضحايا من المدنيين في الرقة نتيجة غارات التحالف الدولي على المدينة، حيث قُتل 170 مدنياً بينهم 60 طفلاً، خلال الأسبوع الماضي، مع تصعيد التحالف عمليات القصف. وسجّل خلال الأيام الماضية أكثر من 250 غارة استهدفت مدينة الرقة ومحيطها.

 

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، الثلاثاء، إن 42 مدنياً قتلوا في قصف استهدف احياء عديدة لا تزال تحت سيطرة “داعش”، وذلك غداة مقتل 27 آخرين الأحد، في قصف استهدف حارة مكتظّة بالسكان وسط المدينة.

 

ونقلت وكالة “فرانس برس” عن مدير المرصد رامي عبدالرحمن قوله، إن ارتفاع حصيلة الضحايا المدنيين تعود إلى أن “الغارات تضرب أحياء مكتظة بالسكان خصوصاً في وسط المدينة”، لافتاً إلى أن “غارات التحالف تستهدف أي مكان أو مبنى ترصد فيه تحركات لتنظيم الدولة الإسلامية”.

 

وقال المتحدث باسم التحالف الدولي الكولونيل راين ديلون، الذي يرافق وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس في زيارته إلى العراق، الثلاثاء، إن التحالف “سيأخذ هذه الادعاءات على محمل الجد”، وأنه سيفتح تحقيقاً بشأن هذه المسألة.

 

وقدر التحالف، في تقرير أصدره هذا الشهر، أن “624 مدنياً على الأقل قتلوا بشكل غير متعمد في ضربات التحالف” منذ بدء عملياته العسكرية سوريا والعراق في صيف العام 2014. لكن منظمات حقوقية تقدر أن العدد أكبر بكثير.

 

ويحاول المدنيون، بشكل يومي، الفرار من الرقة ولكنهم يتعرضون لمخاطر نيران الاشتباكات والقصف، بالإضافة إلى قناصة تنظيم “داعش” والألغام التي زرعها في الشوارع. ووفق تقديرات الأمم المتحدة فإنه لا يزال نحو 25 الف مدني عالقين في المدينة.

 

وكشف الناشط في حملة “الرقة تُذبح بصمت” أبومحمد، أن بين قتلى غارات التحالف منذ يوم الأحد، عائلات بأكملها وآخرون نازحون الى الرقة من مناطق سورية أخرى. وأضاف “للأسف لا يوجد أي طريقة ليحمي الناس أنفسهم، كل ما يمكنهم فعله هو إيجاد ملجأ إو الابتعاد قدر الامكان عن الشوارع”.

 

وتتركز المعارك حالياً في المدينة القديمة، بالإضافة إلى حيي الدرعية والبريد غرباً، وأطراف وسط المدينة من الجهة الجنوبية. وتُعدّ أحياء وسط مدينة الرقة الأكثر كثافة سكانية مما يعقد العمليات العسكرية، لاسيما وأن تنظيم “داعش” يعمد إلى استخدام المدنيين كـ”دروع بشرية” ويمنعهم من الهرب، بحسب شهادات أشخاص فروا من مناطق سيطرته.

 

معبر نصيب بند “مؤجل” من اتفاق الجنوب

سابستيان حمدان

قالت مصادر عسكرية لـ”المدن”، إن معبر نصيب الحدودي بين سوريا والأردن، هو “البند المؤجل” في الاتفاق على منطقة “خفض التصعيد” جنوب غربي سوريا الذي عُقد في العاصمة الأردنية عمان، ودخل حيز التنفيذ مطلع تموز/يوليو بضمانة روسية-أميركية-أردنية.

 

ولم تفلح الاجتماعات الأخيرة في إنهاء مسألة معبر نصيب الحدودي، إذ ما تزال فصائل “الجبهة الجنوبية” ترفض فكرة إدارة قوات النظام للمعبر بوصاية أردنية–روسية، بحسب مصادر “المدن”.

 

وعقدت اجتماعات عديدة في الأيام القليلة الماضية بهدف إنهاء مسألة المعبر، ودار الحديث فيها حول نقطتين؛ الأولى، أن يكون المعبر تحت رعاية الحكومة السورية، بحيث تكون الإجراءات في المعبر خاضعة لـ”تسلسلية رسمية” لا أن تكون تحت إدارة “جهة ثورية” كما يحدث في الشمال السوري. أما النقطة الثانية؛ فتحدثت عن “وجود موظفين من إدارة الهجرة والجمارك التابعة للنظام، لإدارة المعبر مع تواجد جهات ضامنة” في إشارة إلى القوات الروسية. وتابعت المصادر، بالقول إن “رفع علم النظام فوق المعبر هو إحدى أكبر العقبات التي نسفت العرض قبيل نقاشه، وهي مسألة تعتبرها الجبهة الجنوبية مرفوضة قطعياً”.

 

وتقول المصادر، إن فصائل “الجبهة الجنوبية” تحاول إثبات قدرتها على إدارة المعبر عبر إدارة مدنية مستقلة، إلا أن الأمر يلاقي رفضاً من قبل النظام والضامن الروسي، موضحاً أن فصائل “الجبهة الجنوبية” تحاول كسب دعم الأردن والدعم الأميركي لافتتاح المعبر.

 

وكثرت الشائعات مؤخراً حول موعد افتتاح المعبر وعمله، وهو ما نفته مصادر “المدن”، مؤكدة أن “المعبر هو إحدى النقاط المؤجلة بانتظار مزيد من التفاهم والنقاش، ولا يوجد ضغوط حتى اللحظة لإتمام المسألة”.

 

وأضاف المصادر، أن الأردن لا يزال يتخذ دور الحياد والابتعاد عن أي ارتجالات سياسية، وسط محاولته إعادة انعاش اقتصاده، إذ تتعلق آماله على الخط التجاري السوري.

 

مصدر سياسي مقرب من “الجبهة الجنوبية”، قال لـ”المدن”، إن “ملف المعبر ما زال قيد النقاش والتأجيل، مع استمرار رفض الجبهة الجنوبية لأي اتفاق يفضي إلى دخول قوات النظام رفع راية النظام فوقه”. وأضاف المصدر، أن “ملف معبر نصيب لن يطرح بشكل جدي وحازم من قبل الدول الضامنة قبل التزام النظام والمعارضة بالاتفاق لما لا يقل عن ثلاثة شهور كمرحلة أولى، إذ تختبر الأطراف الضامنة احتمال استمرار الاتفاق جنوب غربي سوريا ومسألة صموده في ظل خروقات طفيفة من قبل النظام”.

 

وتابع المصدر: “من المفترض في البداية، تشكيل مركز روسي-أميركي مشترك لمراقبة استمرار وقف إطلاق النار وسير الاتفاق من دون خروق، وضمان تحديد الجهة التي أخلت بالاتفاق. وبعد إطلاق المركز واثبات فعاليته سيتم الحديث بشكل جدي وحازم عن افتتاح المعبر”.

 

وتسعى قوات النظام للبحث عن بديل لمعبر نصيب مع استمرار رفض “الجبهة الجنوبية” أي مشروع يفضي باستعادة سيطرة النظام عليه، لذلك سعت قوات النظام للسيطرة على الشريط الحدودي مع الأردن في ريف السويداء الشرقي، لاسيما بعد انسحاب “جيش أحرار العشائر” إلى داخل الأراضي الأردنية وسيطرة النظام عليها.

 

وسيطرت قوات النظام على معبر أبو الشرشوح الحدودي، بعد انسحاب “أحرار العشائر” في 8 آب/أغسطس، ولم يبدِ الأردن أي غضب إزاء ما جرى من تسلّم النظام لمواقع عناصر “أحرار العشائر” بعد انسحابهم إلى داخل الساتر الأردني. وبطبيعة الحال، فإن موقف المملكة في التعامل مع الأزمة السورية “براغماتي”، لاسيما أن خسائرها إزاء إغلاق المعابر مع سوريا تزيد عن 300 مليون دينار أردني سنوياً، وفقاً لوسائل إعلام محلية أردنية.

 

إلا أن الانزعاج الذي أبدته فصائل البادية السورية والناشطين السوريين مما جرى شرقي السويداء، واستلام النظام لمعبر “أبو شرشوح” ورفعه علمه فوقه، أجبر “أحرار العشائر” على استعادة بعض النقاط في المنطقة، ضمن عملية عسكرية أطلق عليها اسم “رد الكرامة” لاستعادة أهم الخطوط التجارية في المنطقة. واتهمت فصائل البادية حينها “جيش أحرار العشائر” بمنعها من دخول مناطق سيطرته ومؤازرته خلال المعارك ضد قوات النظام والمليشيات المساندة لها، ما أثار شكوك الفصائل بأن يكون الأمر قد تم باتفاقيات دولية.

 

واتهمت مصادر “المدن”، “أحرار العشائر”، بتعطيل مشروع “الجبهة الجنوبية” الرافض تسليم أي معبر على الشريط الحدودي مع الأردن إلى النظام، وأن “أحرار العشائر” نسف ما كانت المعارضة تفاوض عليه. الأمر الذي دفع حينها “قوات شباب السنة” إلى إجبار “أحرار العشائر” على الانسحاب وترك نقاطها في سريتي العمان والندى على الشريط الحدودي مع الأردن غربي السويداء، خوفاً من تسليمها لقوات النظام على غرار ما حدث شرقي السويداء.

 

مجلس مدني لإدارة الرقة يتهيأ لما بعد طرد تنظيم {داعش}

أبرز التحديات… إزالة الألغام ورفع الأنقاض وإعادة عملية التربية والتعليم

عين عيسى (الرقة – سوريا): كمال شيخو

عند التجول بين المناطق المحررة من تنظيم داعش في الرقة، تبدو مظاهر الدمار التي حلت بها واضحة جراء المعارك العنيفة، إذ يمكن رؤية بعض المنازل التي غادرها أصحابها لتصبح أثراً بعد عين ولم يتبقَ منها سوى الأطلال؛ أما التي نجت من القصف، فلم تسلم من تكسير زجاج أبوابها ونوافذها جراء ضغط الانفجارات في المناطق المحيطة بها.

ولا تزال الكثير من كتابات التنظيم منتشرة على جدران المنازل والمرافق العامة، تذكر أبناءها بحقبة سوداء. ويسود شعور بين الأهالي أن إعادة الاستقرار والأمن إلى المناطق التي تخرج عن سيطرة «داعش» ونشر الطمأنينة والسلام بين الأهالي؛ تتوقف إلى حد بعيد على انضباط قوات الأمن الداخلي، ومدى قدرتها على الدفاع عن هذه المناطق، إلى جانب وجود إدارة مدنية تحظى بقبول أبنائها.

وفي المبنى المؤلف من طابقٍ واحد وسط بلدة عين عيسى الواقعة غربي مدينة الرقة (شمال سوريا)، يعمل أعضاء مجلس الرقة المدني الذي تشكل منتصف شهر أبريل (نيسان) العام الحالي، في اجتماع ضم مائة شخصية اجتماعية وعشائرية من أبناء المدينة، وانتخب مجلساً مدنياً لإدارة المحافظة بعد طرد عناصر تنظيم داعش منها، وانتخبوا الشيخ محمود شواخ البرسان والمهندسة ليلى مصطفى للرئاسة المشتركة، إلى جانب 3 نواب و10 شخصيات في عضويته الرئاسية، ثمانية منهم عرب واثنان من الأكراد.

ثلاث مهمات رئيسية

يتألف المجلس من 14 لجنة تخصصية، ومن بين أبرز التحديات التي تواجه عمله، إزالة الألغام وتفكيك المفخخات التي زرعها عناصر التنظيم، وكذلك رفع الأنقاض جراء الحرب المحتدمة في شوارع المدينة، أما المهمة الثالثة فهي إعادة عملية التربية والتعليم. وتقع مدينة الرقة على الضفة الشرقية لنهر الفرات، وتبلغ مساحتها نحو 27 ألف كيلو متر مربع، وكان يسكنها قبل اندلاع الحرب قرابة 300 ألف نسمة، فرَ غالبيتهم ونزحوا إلى مخيم عين عيسى والمناطق المجاورة، وتحتاج المدينة إلى خدمات وجهاز شرطة وغيرها من الأمور الأساسية، ليتمكن هؤلاء من العودة إلى ديارهم.

غير أن منسق العلاقات الخارجية في المجلس المدني للرقة عمر علوش، اعتبر أن البنية التحتية في الرقة قد انهارت بشكل شبه كلي نتيجة الحرب، الأمر الذي قد يؤخر عودة النازحين إلى ديارهم. وقال: «عودة الناس إلى ديارهم ليس بالأمر السهل، فالحرب لم تنته بعد، ونحن نتطلع قريباً لبدء الأعمال والأشغال ضمن مدينة الرقة بعد طرد (داعش)، وهناك لجان فنية تدرس عملية إعادة إعمار المدينة بعد التحرير».

وسيطر تنظيم داعش على مدينة الرقة بداية عام 2014، وعمد خلال فترة حكمه إلى تحويل المدارس والأبنية العامة لمقرّات أو سجون له، كما منع تدريس التلاميذ وفق المنهاج الرسمي المعتمد في سوريا، وفرض على الطلاب والشباب الخضوع إلى دورات تعليم دينيّة. وستواجه الإدارات المقبلة إشكالية التعامل مع الأطفال دون سن 18، لا سيما الذين خضعوا إلى تلك الدورات الشرعيّة. يقول رئيس لجنة القضاء بالمجلس المدني المحامي إبراهيم الفرج، إنهم يتابعون الآن حالة أكثر من 700 شاب. ويتابع: «كان بينهم متطوعون في جهاز الحسبة، وسائقون أو موظفو حراسة عملوا في مقرات التنظيم، ونظراً لأنهم غير مقاتلين ولم تتلطخ أياديهم بالدماء أفرجنا عن 300 شخص حتى اليوم، وبعد استكمال التحقيقات حولهم». وأضاف أن المجلس خصص برامج وأنشطة خاصة لإعادة دمج هؤلاء في المجتمع لممارسة حياتهم الطبيعية.

وبين أبرز العقبات التي واجهت عمل مجلس الرقة المدني أيضاً، في مجال التعليم، اعتماد منهاج دراسي، وتأمين الكتب المدرسية. وشرح رئيس لجنة التربية والتعليم في المجلس غازي مضحي الحمد، كيف أنه تقدم باقتراح لرئاسة وأعضاء المجلس، يتضمن اعتماد المنهاج الحكومي الحالي، والبحث عن حلول لاستجلاب الكتاب المدرسي من مديرية تربية النظام. وكشف غازي المضحي «الشرق الأوسط» أن المجلس وافق على إبقاء المنهاج الحكومي، وبادر بالاتصال مع مسؤولين من مديرية التربية في الرقة، ليكونوا وسطاء بين المجلس المدني ووزارة التربية في حكومة النظام.

منهاج رسمي وعودة المدرسين

وقال المضحي: «قلنا للوسطاء إننا سنلغي كل الدروس والصفحات التي تدعو إلى التطرف الديني، وتمجيد الأشخاص، وتقديس الحزب الحاكم. أوضحنا لهم أن هدفنا منح الطالب كتاباً مدرسياً وقراءة منهاج سوري».

بدوره، أكد مصدر مسؤول من مديرية التربية في مدينة الرقة، طلب عدم الكشف عن هويته ولا يزال على رأس عمله، أنّ رد وزارة التربية في دمشق كان إيجابياً، ورحبوا بفكرة عودة الطاقم التدريسي لأبناء الرقة إلى مدارس المدينة، وتدريس الكتاب المدرسي الرسمي في الرقة وريفها.

وقال المصدر: «بحسب خطة الوزارة، سيعاد كل المدرسين والمعلمين المسجلين في قوائم وزارة التربية إلى مدارس ومعاهد الرقة وبلداتها كما كانت قبل عام 2011، باستثناء بلدتي تل أبيض وسلوك»، ونقل المصدر عن وزارة تربية النظام، أن رواتب المعلمين ونفقات المدارس والمجمعات التربوية، ستوزع بدءاً من العام الدراسي الجديد (2017 / 2018). وأخبر المضحي أنّ المدرسين والعاملين في المعاهد الدينية والدعوية التابعة لتنظيم داعش، سيخضعون إلى اختبارات وتقييم، وقال: «من كان غير متأثر بدعاية التنظيم، ولا يحمل فكره وعقيدته التكفيرية، سيعاد إلى التدريس».

إعادة هيكلة ما بعد التحرير

ولا تزال الكثير من كتابات التنظيم منتشرة على جدران المنازل والمرافق العامة، تذكر أبناءها بحقبة سوداء في تاريخ مدينتهم، فإعادة الاستقرار والأمن إلى المناطق التي تخرج عن سيطرة «داعش»، ونشر الطمأنينة والسلام بين الأهالي؛ يتوقف ذلك إلى حد بعيد على انضباط قوات الأمن الداخلي، ومدى قدرتها على الدفاع عن هذه المناطق، إلى جانب وجود إدارة مدنية تحظى بقبول أبنائها.

وذكرت ليلى مصطفى رئيسة المجلس لـ«الشرق الأوسط»، أنّ قوات سوريا الديمقراطية؛ تعهدت بتسليم إدارة المدينة بعد تحريرها للمجلس المدني. وأضافت: «اتخذنا من بلدة عين عيسى مقراً مؤقتاً لعملنا، لكن بعد التحرير سنقوم بإعادة هيكلية المجلس ليضم جميع أبناء المحافظة من ذوي الكفاءات والاختصاصات دون تهميش أحد، لتصبح الرقة نموذجاً للتفاهم والعيش المشترك».

وفي بداية شهر يونيو (حزيران) الماضي، بدأت قوات سوريا الديمقراطية معركة تحرير مدينة الرقة من قبضة عناصر التنظيم، حيث باتت تسيطر على أكثر من 60 في المائة من مساحتها، وحررت الكثير من أحيائها وشوارعها.

وتابعت المهندسة ليلى حديثها بقولها: «تمت دراسة ومسح كل المناطق المتضررة من الناحية التعليمية والصحية وكذلك الخدمية، وجميع النواحي التي تخص الحياة المعيشية لمحافظة الرقة، وبناءً عليها قمنا بوضع الحلول والخطط الاستراتيجية وبرامج قيد التنفيذ».

تدريب ثلاثة آلاف شرطي

وأفاد المحامي إبراهيم الحسن نائب الرئاسة المشتركة للمجلس المدني، أنّ التحالف الدولي والقوات الأميركية تقوم بتدريب قوات الأمن الداخلي لتنتشر في مدينة الرقة بعد التحرير، وأشار إلى أنّ: «الخطة تشمل تدريب ثلاثة آلاف شرطي من أبناء الرقة وريفها لحفظ الأمن والسلام في المحافظة بعد طرد مقاتلي التنظيم».

وقد بدأ الجهاز عمله بشكل فعلي وانتشرت عناصر الشرطة في معظم القرى والبلدات والمناطق المحررة، حيث تلعب دوراً رئيسياً في عملية إعادة الأمان والاستقرار، وأضاف الحسن: «يجري تدريب 50 شاباً بمعدل أسبوعي لهذا الغرض، إلى أن يتم الانتهاء من تدريب العدد المطلوب وفق الخطة المعتمدة للتحالف الدولي والمجلس المدني».

الشرق الاوسط

 

قوات سوريا الديمقراطية تتقدم في الرقة

قالت قوات سوريا الديمقراطية إن مقاتليها سيطروا على حي الرشيد بالكامل شرقي مدينة الرقة بعد معارك ضد مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية.

وذكرت هذه القوات المكونة أساسا من وحدات حماية الشعب الكردية أن اشتباكات عنيفة اندلعت على أكثر من محور داخل المدينة المحاصرة في أحياء الرقة القديمة والمنصور والمرور، مما أدى لمقتل العشرات من مقاتلي تنظيم الدولة والاستيلاء على أسلحة وذخائر.

وسيطرت القوات المدعومة من التحالف الدولي على 55 % من مساحة مدينة الرقة، وتحاصر مقاتلي تنظيم الدولة مع آلاف المدنيين منذ نهاية يونيو/حزيران الماضي داخل المدينة.

وكانت مصادر محلية قالت إن أكثر من مئة مدني قتلوا -بينهم أطفال ونساء- وعائلات بكامل أفرادها لقيت حتفها جراء غارات طائرات التحالف الدولي وقصف قوات سوريا الديمقراطية على المدينة خلال الأيام الماضية.

وأعرب مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة أمس الثلاثاء عن “قلقه العميق”، داعيا جميع الأطراف إلى “احترام التزاماتهم” لحماية المدنيين.

وتتركز المعارك حاليا في المدينة القديمة، فضلا عن حيي الدرعية والبريد غربا وأطراف وسط المدينة من الجهة الجنوبية.

وتعد أحياء وسط مدينة الرقة الأكثر كثافة سكانية، مما يعقد العمليات العسكرية، ولا سيما أن تنظيم الدولة عمد إلى استخدام المدنيين “دروعا بشرية” ويمنعهم من الهرب، بحسب شهادات أشخاص فروا من مناطق سيطرته.

وقال المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية طلال سلو إن “أحد أهم أسباب بطء معركة الرقة هو الحفاظ على حياة المدنيين وتجنب وقوع خسائر كبيرة في صفوفهم”.

وأكد سلو لوكالة الصحافة الفرنسية أن قوات سوريا الديمقراطية فتحت ممرات آمنة لعبور المدنيين باتجاه مناطق سيطرتها.

وفر عشرات آلاف المدنيين من مدينة الرقة خلال الاشهر الماضية، ولجأ معظمهم إلى مخيمات نزوح تفتقر إلى الحاجات الأساسية، ولا يزال نحو 25 ألفا آخرين عالقين في المدينة، وفق تقديرات الأمم المتحدة.

المصدر : الجزيرة + وكالات

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى