أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأربعاء 23 تشرين الثاني 2016

صالح مسلم يريد «التفاهم» مع ترامب بعد «الفرمان السلطاني»

لندن – ابراهيم حميدي

اعتبر رئيس «حزب الاتحاد الديموقراطي» صالح مسلم لـ «الحياة»، أن إصدار السلطات التركية أمس، مذكرة اعتقال بحقه «فرمان سلطاني» لن يعرقل تحركاته في الدول الأوروبية، متوقعاً أن تفتح إدارة الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب حواراً لإنجاز «تفاهم سياسي وديبلوماسي» معه بعدما اقتصرت العلاقة سابقاً على الدعم العسكري لـ «وحدات حماية الشعب» الكردية لقتال تنظيم «داعش» شمال سورية وشمالها الشرقي.

وكانت وكالة أنباء «الأناضول» الرسمية أفادت بأن السلطات أصدرت مذكرة اعتقال بحق مسلم لصلته بتفجير سيارة استهدف حافلة عسكرية في أنقرة في 17 شباط (فبراير) الماضي قتل فيه 29 شخصاً وجرح عشرات. وقالت الوكالة إن أوراق الضبط شملت أيضاً 47 شخصاً آخرين بينهم جميل بايك وأعضاء بارزون في «حزب العمال الكردستاني» المحظور في تركيا.

وقال مسلم على هامش زيارة إلى لندن أمس التي تشمل إلقاء محاضرات في جامعات ولقاء مسؤولين في البرلمان والخارجية، إن قرار أنقرة «فرمان سلطاني، ولا صدقية لقرار قضائي تحت إمرة السلطان (الرئيس التركي رجب طيب أردوغان). ويعرف الجميع أن ليس لنا أي نشاط (عسكري أو أمني) خارج سورية. نحن ندافع عن أنفسنا ضد مرتزقة أرسلهم السلطان، سواء كانوا في داعش أو غيره في منطقة الشهباء قرب حلب أو الرقة» معقل التنظيم.

وبدأت «قوات سورية الديموقراطية» التي تضم «وحدات حماية الشعب» الجناح العسكري لـ «الاتحاد الديموقراطي» وعناصر عرب، معركةً باسم «غضب الفرات» لعزل الرقة تمهيداً لاقتحامها وطرد «داعش» منها بدعم عسكري واستخباراتي من التحالف الدولي بقيادة أميركا، بالتزامن مع بدء فصائل من «الجيش السوري الحر» بدعم من أنقرة معركةً باسم «درع الفرات» لطرد «داعش» من شمال حلب وإقامة منطقة آمنة خالية من التنظيم و «وحدات حماية الشعب» بمساحة تصل إلى خمسة آلاف كيلومتر مربع. وباتت المعركة الرئيسية على أبواب مدينة الباب حيث يتسابق الطرفان للسيطرة عليها، بحيث يعتبر مسلم أن دخول فصائل «درع الفرات» إليها «سيعقّد الأمور، لأن ذلك يفتح الباب أمامها إلى حلب والوصول إلى شرق المدينة، والروس لن يسمحوا بذلك». لكن أردوغان قال أمس: «اقتربنا من الباب حالياً وحاصرناها من الغرب أيضاً، وهذا لا يكفي، إذ إننا سنمضي من هناك إلى منبج. لماذا؟ ليس لأننا متشوقون لذلك، بل لأن هناك تنظيمي وحدات حماية الشعب والاتحاد الديموقراطي».

وكان مسلم أجرى خلال زيارته تركيا نهاية 2014 محادثات مع مسؤولين في الخارجية وأجهزة الأمن فيها، قبل أن تعود العلاقة بين الطرفين إلى سابق عهدها من التوتر، لأن أنقرة تعتبر «الاتحاد الديموقراطي» ذراعاً في سورية لـ «حزب العمال» المصنف تنظيماً إرهابياً لديها، فيما يتهم «الاتحاد الديموقراطي» بدعم تنظيمات متطرفة. وأوضح مسلم أن السلطات التركية «تفقد صوابها كلما هزمنا داعش… هم دعونا (قبل سنتين) للخداع، لأن الهجمات علينا استمرت كما استمر دعم داعش»، لافتاً إلى أن الجيش التركي يقصف القوات الكردية شمال حلب و «يتم استهدافنا عسكرياً وسياسياً». وزاد: «علاقتنا مع حزب العمال قائمة على الاحترام وهي مثل علاقتنا بالحزب الديموقراطي الكردستاني (برئاسة رئيس كردستان العراق مسعود بارزاني) أو الاتحاد الوطني الكردستاني (الذي أسسه الرئيس جلال طالباني)».

ويعتبر توقيت زيارة مسلم إلى لندن لافتاً، وهو نفى أن تكون ترمي إلى بحث الاستعدادات العسكرية لتحرير الرقة من «داعش»، لأن هذا الأمر «يبحثه العسكريون ونحن سياسيون»، لكنه أشار إلى أن لقاءاته تستهدف «تعزيز الدفاع عن شعبنا وعرض موقفنا السياسي إزاء مستقبل سورية لتأسيس دولة ديموقراطية فيديرالية علمانية». وإذ أشار إلى أن العلاقة مع واشنطن لا تزال تقتصر على التنسيق بين «وحدات حماية الشعب» والمبعوث الأميركي للتحالف ضد «داعش» بريت ماغورك وعلى لقاءاته (مسلم) مع المبعوث الأميركي السياسي إلى سورية مايكل راتني، أوضح أنه إذا أراد ترامب «حرباً جدية ضد داعش لا بد من بقاء الاتصالات معنا مستمرة ورفع مستواها. ونسعى إلى تفاهم سياسي وديبلوماسي أوثق بحيث لا ينحصر الأمر بالمسائل العسكرية».

وكان الرئيس التركي، الذي يقيم علاقة جيدة مع ترامب، أعرب أول من أمس، عن الأمل في أن تعيد الإدارة الأميركية الجديدة البحث في إقامة منطقة حظر جوي بين حلب وتركيا. لكن مسلم قال إن هذا «مرفوض لأنه يؤدي إلى تغييرات ديموغرافية» شمال حلب، علماً أن فصائل معارضة تتهم عناصر أكراداً بطرد عرب من مناطق لدى تحريرها من «داعش».

 

ألف جندي إيراني قتلوا في سورية

جدة، لندن، موسكو، بيروت، باريس – «الحياة»، رويترز، أ ف ب

أعلن الجيش النظامي السوري تشكيل فيلق من «المتطوعين» لدعمه والميليشيات الموالية، في قتال فصائل معارضة وأخرى متطرفة، بالتزامن مع إقرار طهران بمقتل ألف جندي إيراني خلال دعمهم حكومة دمشق. ووجّهت موسكو أمس، انتقادات لاذعة إلى مبعوثَي الأمم المتحدة للشؤون السياسية ستيفان دي ميستورا والإنسانية يان إيغلاند، في وقت أرسل الجيش الروسي طائرات متطورة إضافية إلى القاعدة العسكرية في اللاذقية.

ونقلت وكالة الأنباء الروسية عن وزير الخارجية سيرغي لافروف أمس: «الأمم المتحدة بشخص مبعوثها دي ميستورا تقوّض منذ أكثر من ستة أشهر قرار مجلس الأمن الرقم 2254 الذي يطلب تنظيم محادثات سلام شاملة بين الأطراف السورية من دون شروط مسبقة». وأضاف خلال زيارة إلى مينسك (بيلاروسيا): «ليس على الأرجح أمام المعارضين الوطنيين والحكومة السورية من خيار سوى أخذ زمام المبادرة بأنفسهم وتنظيم حوار سوري- سوري».

وفي الإطار ذاته، حمَل مصدر في الخارجية الروسية على الموفد الإنساني الدولي يان إيغلاند، وقال لوكالة «نوفوستي» إنه «يشوه الحقائق بقوله إن تنفيذ الخطة الأممية لحلب يعتمد على موسكو ودمشق».

وفي إطار الدعم الروسي للجيش النظامي السوري، أفيد أمس بأن 4 مقاتلات روسية حديثة من طراز «سو– 35 أس»، قامت في 21 تشرين الثاني (نوفمبر) برحلة من قاعدة «مارينوفكا» الجوية الواقعة في مقاطعة فولغوغراد الروسية إلى قاعدة «حميميم» الروسية في سورية، فيما أعلنت قيادة الجيش السوري تشكيل وحدة من «المتطوعين» للعمل إلى جانب بقية تشكيلات القوات المسلحة و «القوات الرديفة والحليفة لإعادة الأمن والاستقرار إلى كامل الأراضي السورية»، في إشارة الى الميليشيات الإيرانية والشيعية.

وفي موقف لافت، نقلت وكالة «تسنيم» للأنباء عن محمد علي شهيدي محلاتي رئيس «مؤسسة الشهيد» التي تقدم دعماً مالياً لأقارب مَن يلقون حتفهم خلال القتال لمصلحة إيران في المنطقة، قوله إن عدد قتلى إيران في سورية «بلغ ألفاً بعدما كان 400 سابقاً».

في جدة، دانت منظمة التعاون الإسلامي بشدة، القصف المتواصل على المدنيين في مدينة حلب السورية، الأمر الذي أدى إلى مقتل وجرح المئات من السكان المدنيين، وتفاقم الأوضاع الإنسانية المتردية في المدينة، واصفة إياه بـ «الوحشي». ودعا الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين، المجتمع الدولي إلى التدخل السريع لوقف عمليات القتل والمجازر التي تتعرض لها المناطق السكنية، مشيراً إلى أن استمرار القصف على المدارس والمستشفيات يتنافى مع أبسط قيم القانون الدولي والإنساني.

في غضون ذلك، دعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إلى «حوار صريح ومباشر مع داعمي دمشق»، معتبراً أنه «لا يمكن لزوم الصمت حيال حصار شرق حلب». وأضاف أنه «يجب عدم الاعتقاد بأن سحق المعارضين الذين ينبغي تمييزهم عن الإرهابيين سيكون حلاً لسورية».

 

«البنتاغون» يعلن مقتل قيادي من «القاعدة» في سورية

واشنطن – أ ف ب

أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، أمس، مقتل القيادي الكبير في «القاعدة» أبو أفغان المصري في غارة لطائرة أميركية من دون طيار في سورية الجمعة الماضي.

وقال الناطق باسم «البنتاغون» بيتر كوك إن المصري كان انضم إلى «القاعدة» في أفغانستان قبل أن يلتحق بفرع التنظيم في سورية. وأضاف: «كان على شاشات راداراتنا منذ بعض الوقت»، موضحاً أن المصري كان «على صلة بمجموعات إرهابية» في أنحاء الشرق الأوسط.

وأورد كوك أن الضربة الأميركية تمت قرب مدينة سرمدة في محافظة إدلب (شمال غربي سورية). وغالبية الضربات الجوية الأميركية في سورية تستهدف تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش). لكن واشنطن شنت أيضاً بضع ضربات على تنظيم «القاعدة» أو حلفائه المحليين في هذا البلد.

وفي 2 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، أعلن «البنتاغون» مقتل حيدر كركان، موضحاً أنه «المسؤول الأكبر في سورية للتحضير لهجمات» لتنظيم «القاعدة» في الخارج. وفي 3 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، أعلنت «جبهة فتح الشام» (النصرة سابقاً) مقتل أحد قيادييها أحمد سلامة مبروك، وهو مصري معروف باسم أبو فرج، في ضربة أميركية.

وكانت روسيا اتهمت الولايات المتحدة بعدم توجيه ضربات إلى «جبهة فتح الشام»، وقال وزير خارجيتها سيرغي لافروف في أيلول (سبتمبر) الماضي: «لدينا مزيد من الأسباب للاعتقاد أنه منذ البداية، فإن خطة (الولايات المتحدة) قضت بحماية جبهة النصرة وبإبقائها كخطة بديلة حتى يحين وقت تغيير النظام».

 

لافروف يتهم دي ميستورا بـ «تقويض» المفاوضات… ودمشق تطلب من موسكو «احتياجات أساسية»

لندن، موسكو – «الحياة»، أ ف ب

اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا بـ «تقويض» محادثات السلام الهادفة إلى إنهاء النزاع الدامي في البلد، في وقت قال الرئيس السوري بشار الأسد إن مواقف موسكو جعلت منها «قوة عظمى» بالتزامن مع توقيع اتفاقات إضافية بين دمشق وموسكو.

وقال لافروف كما نقلت عنه وكالة الأنباء الروسية: «الأمم المتحدة بشخص مبعوثها دي ميستورا تقوض منذ أكثر من ستة أشهر قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 الذي يطلب تنظيم محادثات سلام شاملة بين الأطراف السورية من دون شروط مسبقة».

وأضاف خلال زيارة إلى مينسك في بيلاروسيا أن «ليس على الأرجح أمام المعارضين الوطنيين والحكومة السورية من خيار سوى أخذ زمام المبادرة بأنفسهم وتنظيم حوار سوري-سوري».

ويطلب القرار 2254 الذي أقره مجلس الأمن الدولي في كانون الأول (ديسمبر) 2015 من الأمين العام للأمم المتحدة جمع ممثلي الحكومة السورية والمعارضة لإجراء مفاوضات رسمية حول عملية انتقالية سياسية في سورية على أن تبدأ في كانون الثاني (يناير) 2016.

وبحسب القرار الدولي، فإن عملية سياسية يديرها السوريون بتسهيل من الأمم المتحدة يفترض أن تؤدي «خلال ستة أشهر إلى حكم ذي مصداقية يشمل الجميع ولا يقوم على الطائفية، وتحدد جدولاً زمنياً وعملية لصياغة دستور جديد».

لكن الخلافات الحادة بين الطرفين حالت دون إقلاع مفاوضات السلام جدياً في جنيف في نهاية كانون الثاني ومطلع شباط (فبراير). وكان دي ميستورا دعا إلى عقد هذه المفاوضات.

وفي 13 نيسان (أبريل)، استؤنفت المفاوضات غير المباشرة في جنيف لكن في 18 من الشهر نفسه أعلنت المعارضة تعليق مشاركتها، معتبرة أنه من «غير المقبول» مواصلتها فيما يستمر النظام «بقصف المدنيين». وفي 27 نيسان، انتهت الجولة الثالثة من المفاوضات من دون إحراز أي تقدم.

ومنذ ذلك الحين أعلن دي ميستورا مراراً أنه يأمل في استئناف المحادثات، لكن من دون أن يتمكن من تحقيق أي شيء ملموس في هذا الصدد.

وبدأت روسيا تدخلاً عسكرياً جوياً في سورية في 30 أيلول (سبتمبر) 2015 لدعم حليفها الرئيس بشار الأسد الذي قال أمس إن السياسات والمواقف التي تنتهجها موسكو سواء على المستوى الدولي أو ما يتعلق بالحرب التي تتعرض لها سورية أكدت موقع روسيا الطبيعي «قوة عظمى».

وأضاف الأسد خلال استقباله دميتري روغوزن نائب رئيس الوزراء الروسي أمس إن «السياسة التي تنتهجها روسيا مبنية على المبادئ والقيم والتمسك بالقانون الدولي واحترام سيادة الدول وحقها في تقرير مصيرها»، مشيراً إلى «أهمية الدعم الروسي لسورية في مختلف المجالات».

ونقل موقع «روسيا اليوم» الرسمي عن روغوزن قوله إن «الهدف الرئيسي للدعم العسكري والاقتصادي والسياسي الذي تقدمه روسيا للحكومة والشعب السوري، هو تعزيز مقومات الصمود في مواجهة الإرهاب الذي يرتكب جرائم مروعة بحق السوريين، والذي تجاوز خطره سورية ليمتد إلى بقاع كثيرة من العالم».

وكان روغوزين التقى رئيس الحكومة السورية عماد خميس، الذي «جدد حرص الحكومة السورية على تطوير العلاقات الاقتصادية مع روسيا والارتقاء بها لمستوى العلاقات السياسية».

وفي إطار زيارة روغوزن لدمشق، عقدت اللجنة السورية – الروسية المشتركة برئاسة وزير الخارجية السوري وليد المعلم عن الجانب السوري وروغوزن عن الجانب الروسي جلسة محادثات اقتصادية أثمرت عن التوقيع بالأحرف الأولى على ثلاثة بروتوكولات للتعاون في المجال الجمركي بين مديرية الجمارك العامة في الجمهورية العربية السورية، وهيئة الجمارك الفيديرالية في الاتحاد الروسي، حول تنظيم المعلومات التمهيدية ما قبل وصول البضائع والمركبات التي يتم نقلها بين البلدين، وتبادل المعلومات المتعلقة بالقيمة الجمركية للبضائع المنقولة بين الاتحاد الروسي وسورية، والتعاون في مجال تبادل المعلومات والمساعدة المتبادلة وفقاً للنظام الموحد للأفضليات التعريفية للاتحاد الاقتصادي الأورآسي.

ورافق روغوزن في هذه الزيارة وفد روسي يضم نواب وزراء الخارجية والدفاع والتنمية الاقتصادية والطاقة والزراعة. وقال روغوزن إن الأسد «وعد بضمان الظروف الأكثر ملاءمة لتنفيذ المشاريع الاقتصادية الروسية في سورية. واتفقنا على أن الحكومة السورية ستولي اهتماماً دقيقاً لكل شركة روسية في سورية وقدمنا أكبر المشاريع في مجالي الطاقة والنقل للرئيس الأسد، وهو يضمن شخصياً نظام الظروف الأكثر ملاءمة». وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن الجانبين اتفقا خلال اللقاء على تعزيز التعاون الثنائي في مجالات التبادل التجاري والاستثمار والنفط والغاز والنقل.

وكان روغوزن قال: «كانت سورية سابقاً دولة ناجحة تبيع النفط والحبوب. واليوم لم يعد لها شيء: لا نفط ولا حبوب، ولا توجد بضائع كثيرة ضرورية لتلبية الاحتياجات الأساسية. في هذا السياق تمثل لجنتنا المشتركة للعلاقات التجارية الاقتصادية آلية لدعم سورية ونحن ندرس أي إمكانية مفتوحة لمساعدة السوريين».

من جهته، أكد المعلم «أهمية زيادة التبادل التجاري بين البلدين وتمكين المنتجات السورية من الولوج إلى السوق الروسية بهدف تحقيق شراكة استراتيجية اقتصادية بين البلدين. وسنعطي الأولوية في مشاريع إعادة الإعمار إلى الأصدقاء، ومنهم الشركات الروسية في مختلف المجالات».

 

المرصد السوري: 300 عائلة عراقية وصلت إلى ريف دير الزور الشرقي

القاهرة – د ب أ – أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن أكثر من 300 عائلة عراقية وصلت خلال الأسبوع الماضي إلى ريف دير الزور الشرقي، قادمة من المناطق العراقية التي تشهد عمليات عسكرية.

 

وقال المرصد في بيان، الاربعاء إن غالبية العائلات قادمة من منطقتي الموصل وتلعفر في العراق ، حيث عمد تنظيم الدولة على إسكانهم في المنازل التي استولى عليها من أصحابها في وقت سابق بريف دير الزور.

 

وأشار المرصد أن عائلات طلبت منهم السماح لهم بإكمال سيرها نحو الحدود السورية – التركية.

 

وأكدت مصادر أن العائلات التركمانية القادمة من العراق أكملت مسيرة نزوحها نحو الحدود السورية – التركية للدخول إلى الأراضي التركية.

 

فرنسا تعقد اجتماعاً لبحث “الحرب الشاملة” في سوريا

باريس – رويترز – اتهمت فرنسا الحكومة السورية وحلفاءها باستغلال حالة الغموض السياسي في الولايات المتحدة، لشن “حرب شاملة” على المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في البلاد وقالت إن الدول التي تتخذ موقفاً مناوئاً من الرئيس السوري بشار الأسد ستجتمع في باريس قريباً.

 

وقال وزير الخارجية جان مارك إيرو للصحافيين، بعد الاجتماع الأسبوعي للحكومة “تأخذ فرنسا بزمام المبادرة لمواجهة استراتيجية الحرب الشاملة التي يتبعها النظام وحلفاؤه الذين يستفيدون من حالة عدم اليقين في الولايات المتحدة.”

 

وأضاف أن اجتماعا للبلدان المناوئة للأسد سيعقد في الأيام المقبلة في باريس وأن فرنسا ستتحرك لاستصدار قرار من مجلس الأمن الدولي بفرض عقوبات على الحكومة السورية لاستخدام الأسلحة الكيماوية.

 

فتح تحقيق قضائي حول تسريب «وثائق سرية» بشأن ضربات على سوريا

هشام حصحاص

باريس ـ «القدس العربي»: في سابقة من نوعها، فتح القضاء الفرنسي تحقيقا يوم الاثنين يستهدف الرئيس الفرنسي فرانسوا ألاوند، بعد تسريب وثيقة مصنفة ضمن خانة «سري» حول خطة فرنسية لشن ضربات في سوريا عام 2013. الوثيقة كان قد حصل عليها صحافيان من جريدة لوموند إثر مقابلة أجرياها مع فرانسوا أولاند.

وأكدت مصادر قضائية أنه تم فتح التحقيق، بايعاز وطلب من ايريك سيوتي، النائب اليميني والمقرب من نيكولا ساركوزي، الذي اتهم أولاند بـ«تعريض الدفاع الوطني للخطر».

وأقر الصحافيان جيرار دافيه وفابريس لوم من جريدة «لوموند» في مقال نشر في 24 آب/ أغسطس عقب مقابلة مع أولاند في 30 آب 2013، أنهما حصلا على نسخة لوثيقة سرية من الرئيس نفسه تحوي معلومات حول ضربة فرنسية وشيكة في سوريا.

وكشفا أن الوثيقة السرية التي «وضعتها هيئة الأركان الفرنسية، في 29 آب، تبين الجدول الزمني للضربة العسكرية. وباعتبارها دليلا على دنو التدخل الفرنسي». وأكداالصحافيان أنهما كانا حينئذ مع الرئيس فرانسوا أولاند في مكتبه، وكان منهمكا في العمل، مع عدد مستشاريه في انتظار مكالمة هاتفية من الرئيس الأمريكي لبحث خطة الضربة العسكرية. وكتبا في مقالهما أنهما لاحظا وجود مجموعة من الوثائقة المصنفة تحت ختم «سرية» على مكتب الرئيس أولاند.

وورد في مقالهما، الذي حمل عنوان «اليوم الذي تخلى فيه أوباما عن أولاند»، أن الايليزيه قرر العدول عن المشاركة في شن ضربات عسكرية جوية بقيادة واشنطن في سوريا، بعدما لاحظ ترددا في موقف الرئيس الأمريكي بارك أوباما.

وفي نهاية شهر آب/أغسطس الماضي، شجب النائب إريك سيوتي ما وصفه « تصرف فاضح وخطير للسرية الضرورية لأمننا ولسيادتنا»، وأكد في رسالة وجهها للنيابة العامة في باريس في 4 تشرين الثاني/ نوفمبر الحالي أنه وجه رسالتين إلى وزارة الدفاع دون تلقي جواب على استفساراته. وبدورها بعثت النيابة العامة رسالة إلى وزارة الدفاع لطلب أجوبة حول سرية الوثيقة وتداعياتها حول ما اعتبر إساءة وتهديدا لأمن البلاد، الأمر الذي أجبر وزير الدفاع جان إيف لودريان، المقرب من فرانسوا أولاند، على الرد على هذه «الاتهامات»، وقلل من خطورة هذه الوثائق قائلا إن المسألة تتعلق «بنشر صحيفة تقارير حول أحداث مضى عليها ثلاث سنوات، وعن عملية لم يتم تنفيذها».

يشار إلى أن الولايات المتحدة وفرنسا كانتا تعتزمان في 2013 توجيه ضربة عسكرية للنظام السوري لاتهامه باستخدام السلاح الكيماوي المحظور في هجوم على ريف دمشق في 21 آب من تلك السنة، أدى إلى مقتل مئات المدنيين. غير أن أوباما تراجع في اللحظة الأخيرة عن خطة ضرب سوريا، بعدما تم التوصل وقتئذ إلى اتفاق مع روسيا أتاح تدمير مخزون وترسانة الأسلحة الكيميائية للنظام السوري.

جدير بالذكر أن الرئيس الفرنسي يتعرض منذ أسابيع لحملة شعواء من طرف المعارضة المتمثلة في اليمين الفرنسي، بعدما نشر الصحافيان في جريدة لوموند كتابا تحت عنوان «يتوجب على الرئيس ألا يقول هذا» في شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وتضمن عددا من التصريحات والاعترافات لفرانسوا أولاند، التي أثارت الكثير من الجدل واللغط، من بينها قضية الوثائقة السرية، إضافة إلى اعتراف فرانسوا أولاند إعطاءه أوامر للمخابرات الفرنسية بتصفية ما لا يقل عن «أربعة جهاديين». وقام نحو 150 نائبا من بين 199 من حزب «الجمهوريين» اليميني بالتوقيع في 11 تشرين الثاني/نوفمبر الحالي على مشروع قرار يقضي بإقالة الرئيس الفرنسي. لكن الخطوة تبقى رمزية، لأن إجراء «العزل» يتطلب موافقة ما لايقل عن ثلثي مجلس النواب في البرلمان حسب الدستور الفرنسي، وهو ما لا تتوفر عليه المعارضة.

 

نظام الأسد يغطي على الإبادة المنهجية لحلب بإعلانها «مدينة للسينما السورية»

تعليقات تقترح وضع شاشات على الحواجز والدشم العسكرية كي يشاهد الناس كيف يموتون

غازي عنتاب من مصطفى محمد: رغم الإبادة الجماعية التي تتعرض لها أحياء حلب الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة، جراء تصعيد جوي ممنهج روسي وسوري، أعلنت وزارة الثقافة في حكومة النظام، عن تنظيمها احتفالية «حلب عاصمة للسينما السورية» يوم الثلاثاء المقبل.

الفنان السوري عبد الحكيم قطيفان، علّق على الخبر بالقول: «فجأة قفزت إلى مخيلتي صور وجوه الأطفال المغطاة بالدماء، بينما وصلت إلى مسامعي أصوات قهر وصرخات الأهالي التي تشق السماء والكون، وما من مجيب».

واعتبر أن الاحتفالية تهدف إلى إيصال رسالة مفادها أن «حلب تخلصت من الإرهاب»، مشبهاً «احتفالية حلب الحالية، بالحفل الموسيقي الذي أقيم في مدينة تدمر الأثرية في أيار/ مايو الماضي، بعد طرد تنظيم الدولة منها، بمساندة جوية روسية».

أما الإعلامية السورية رجوى الملوحي، فأكدت أن الاحتفالية «رسالة تحمل نوعاً من التحدي والاستخفاف، وهي محاولة لإظهار النظام على أنه المنتصر في حلب، وكأن الحرب الدائرة أمر ثانوي، وسوريا تعيش أياماً طبيعية».

أضافت: «بالنظر إلى أطروحات النظام المستخفة بدماء السوريين، نستطيع القول إن هذا الأمر غير غريب على هذا النظام». وتابعت: «قبل فترة قصيرة نظم النظام عرض أزياء باللاذقية، وقبلها مهرجانا للألوان في دمشق، هو يريد أن يغطي على الجرائم التي يرتكبها، ويهدف إلى تشتيت حاضنته الشعبية بالاحتفالات والعروض وما شابه».

وما أثار حفيظة المعارضة، توقيت الإعلان الذي يتزامن مع إبادة جماعية تتعرض لها أحياء حلب الشرقية الخاضعة لسيطرة المعـــــارضة، جراء تصعيد جوي «ممنهج» روسي وســـوري، طال مشافيها ومراكزها الصحية، حتى أعلنت المدينة بلا مشافٍ.

وفي هذا الإطار سخر المعارض السوري محيي الدين اللاذقاني مغرداً: «يجب أن يطلق النظام على هذه الاحتفالية، احتفالية موسم أفلام الرعب الحقيقية». وكتب ناشط إعلامي يدعى أحمد على «فيسبوك»: «سيضعون شاشات كبيرة على الحواجز والدُشَم العسكرية بين الشرقية والغربية، كي يشاهد الناس في ما تبقى من حلب، كيف سيموتون».

بدوره رأى جلال الدين هزبر أن «تصوير أفلام الرعب الحقيقية في حلب، لا يحتاج إلى مهندسي ديكور، لأن المدينة ميدان رعب حقيقي». كذلك، كتبت رنا العاصي على «فيسبوك»، إن «عصابة التتار ترقص على أنغام مذبحة حلب، ولذلك يعلنون حلب عاصمة للسينما السورية».

وفي حين تساءل أمير عن سبب اختيار حلب لهذه الاحتفالية، بالتزامن مع ما تتعرض له المدينة من «مذابح جماعية»، خاتماً تدوينته «الشعب أين والنظام أين؟»، تهكم الطبيب السوري نور الدين ناصر على الاحتفالية بالقول: «إن أفلام الرعب التي تعيشها المدينة تجعل منها مدينة تستحق وبجدارة ذلك».

وبحسب وسائل إعلام النظام، فإن الاحتفالية التي تهدف إلى «دعم صمود المدينة وإعادة الألق لها»، سيتخللها عرض خمسة أفلام سينمائية، وحفل موسيقي غنائي وآخر فني.

 

حي الوعر الحمصي: النظام يمطره بالصواريخ لتمسّك سكانه ببند الإفراج عن المعتقلين

ثائر الطحلي

حمص ـ «القدس العربي»: يشهد حي الوعر في مدينة حمص السورية، قصفاً متواصلاً من النظام الذي يستهدف المدنيين بشكل مباشر، وذلك بعد تمسك الأهالي ببند الإفراج عن المعتقلين، والذين يبلغ عددهم حوالي 8000 معتقل، وفق ما أكد القائد العسكري وأحد أعضاء لجنة التفاوض مع النظام.

وأضاف لـ«القدس العربي»، أن «السبب في ذلك واضح جداً، وهو الضغط على أهالي الوعر للتخلي عن المعتقلين، حيث يقوم بشكل مستمر بقصف الحي بالأسلحة المحرّمة دولياً»، موضحاً أن «النظام يعوّل على الخلافات الداخلية التي قد تحدث نتيجة الضغط الذي يمارسه على الحي، ولكن في حال ثباتنا سيقوم النظام بإخراج عدد من المعتقلين وسينفذ الاتفاق».

وكانت لجنة مشكّلة من أهالي الحي وبعض العسكريين تولت مسؤولية التفاوض مع النظام، حيث يخرجون من الحي لعقد جلسات مفاوضات مغلقة معه.

وحول عملية سير المفاوضات بعد تصعيد النظام، أشار أبو توفيق إلى أن «المفاوضات مجمّدة حالياً ونحن ملتزمون بالتهدئة طالما التزم النظام وميليشياته فيها، إذ أننا نرد على أي اعتداء، وقمنا بالتواصل مع كافة المسؤولين على ملف التفاوض ولكن تبين لنا أن النظام قد أخذ الضوء الأخضر لقطع المفاوضات بهدف الضغط علينا للتخلي عن موضوع المعتقلين، لكننا لم نقبل وشرائح الحي متمسكة بهذا البند، حيث تم إبلاغ جميع الأطراف بذلك».

من جهته، وصف عضو «وكالة حمص الإعلامية»، همام أبو الزين، ما يجري في حي الوعر الحمصي بأنه «أشبه بالكارثة»، مؤكداً أن «النظام يقوم بقصف الحي بشكل متواصل بالصواريخ شديدة الانفجار وقذائف الهاون مستهدفاً المدنيين بشكل مباشر».

وأوضح أن «الوضع الإنساني في حي الوعر مأساوي للغاية حيث يقضي الأهالي معظم وقتهم في الملاجئ هرباً من القصف، والتي تعاني بدورها من الرطوبة الشديدة وانعدام التهوية والكهرباء، ما يجعلهم يعانون البرد والجوع». وحسب «مركز حمص الإعلامي»، فإن حصيلة قتلى الحملة العسكرية الأخيرة على حي الوعر خلال خمسة أيام، أي منذ 14 وحتى 19 من تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، قد بلغت عشرة أشخاص بينهم طفلان وامرأة، فقد تم توثيق 48 صاروخ فيل سقط على الحي خلال خمسة أيام وأكثر من 80 قذيفة مدفعية و40 قذيفة دبابة، بالإضافة إلى 26 قذيفة نابالم حارقة أسفرت عن أكثر من 75 جريحاً بينهم 20 حالة بتر أطراف، و15 حالة حرق بينهم قتلى.

من جهته، قال المتحدث باسم «مركز حمص الإعلامي» محمد السباعي لـ»القدس العربي» إن «قوات النظام مستمرة في التصعيد العسكري ضد المدنيين في حي الوعر، وذلك عبر استهداف المنازل السكنية بشكل مباشر، بالإضافة إلى استهداف الشوارع والطرقات الرئيسية والفرعية لإعاقة عمل فرق الدفاع المدني في إسعاف الجرحى ونقلهم إلى المشافي الميداني».

ويسكن حي الوعر أكثر من 15 ألف عائلة معظمهم من مهجري حمص القديمة، وكشف ناشطون أن ضباط روساً هددوا الموظفين في الحي، بإخلاء الوعر بشكل كامل في حال لم يرضخ المقاتلون فيه للخروج، مع التخلي عن بند إخراج المعتقلين.

وكان النظام السوري هجّر منذ شهرين دفعتين من المقاتلين مع عوائلهم من الحي، الذي يعتبر آخر معاقل الثورة في مدينة حمص إلى الشمال السوري، من دون الإفراج عن المعتقلين الذين يعدّهم أهالي الحي الورقة المحظور المساس بها، أو المساومة عليها، مهما كان الثمن.

وتُحاصر قوات النظام حي الوعر منذ أكثر من ثلاثة أعوام، حيث شهد الحي فترة هدوءٍ قصيرة ودخلت إليه مساعدات إنسانية قليلة إضافة لفتح المعابر، وما لبث أن عاد التصعيد العسكري من قبل النظام على الحي وهذه المرة بقصفه الصواريخ والقذائف الحارقة للضغط على المقاتلين والمدنيين داخل الحي للتخلّي عن بند الإفراج عن المعتقلين.

 

سجال باور والجعفري في مجلس الأمن: صراع الأسابيع الأخيرة بين الأسد وأوباما

دمشق ـ «القدس العربي»: الاشتباك الحامي الذي حصل، أول من أمس الإثنين، في اجتماع مجلس الأمن الدولي بين المندوب السوري بشار الجعفري ونظيرته الأمريكية سامانتا باور، طغى على الهدف من الاجتماع ذاته، هجوم وهجوم مضاد بين باور والجعفري تخلله إسناد روسي من نائب المندوب الروسي في مجلس الأمن، فلاديمير سافرونكوف.

خلال الجلسة، قالت باور إن «الطيران الحربي السوري والروسي نفذا 180 غارة جوية يوم السبت شرقي حلب، وإن الطيران السوري ألقى منشورات تقول للمدنيين شرق حلب (غادروا أو ستموتون)، ليرد الجعفري: «أي نفاق وأي كذب هذا الذي نسمعه، هذا الكلام كذب في كذب، معيب ومخجل. ويؤازره سافرونكوف مخاطباً باور: كفى نفاقاً».

يكشف ذلك عن صراع الأسابيع الأخيرة بين الرئيس السوري بشار الأسد والأمريكي باراك أوباما الذي يستعد للرحيل.

على بُعد خطوات قليلة، يتجهّز الرجل المثير للجدل دونالد ترامب لاستلام مفاتيح البيت الأبيض ومقاليد الرئاسة للسنوات الأربع المقبلة. وفي حملته الانتخابية، قال ترامب «لن أتدخل في سوريا وأقوم بمحاربة الأسد، كل من إيران وروسيا تعملان لصالح الرئيس السوري، ما يعني أن علينا مواجهة كل منهما، وفي الوقت نفسه ينبغي علينا أن نحارب داعش، الذي بدوره يقاتل ضد الأسد». واعتبر في مناسبة أخرى: «المشكلة الرئيسية لا تكمن في الأسد، وإنما في تنظيم داعش».

بعد ذلك تسربت معلومات عن تعيين ترامب للجنرال مايكل فلين مستشاراً لشؤون الأمن القومي. الأخير كان يقود الاستخبارات العسكرية الأمريكية بين عامي 2012 و 2014 واستقال بعد نشوب خلافات بينه وبين فريق أوباما.

فلين، البالغ من العمر 57 اختلف مع إدارة أوباما حول سبل تسوية الوضع في سوريا، وسبق له أن تحدث عن نهوض تنظيمي «جبهة النصرة « و»الدولة» في سوريا، قائلاً إن «ذلك لم يكن مصادفة أو خطأ غير مقصود، بل جاء نتيجة تخطيط مدروس من قبل فريق أوباما».

وإذا جرى رسمياً تعيين فلين مستشاراً لـ ترامب فإنه سيُشير عليه بما لا يخدم ولا يُرضي فصائل المعارضة المسلحة وبقية التنظيمات المتشددة في سورية. وفي المقابل، يتحدث الدبلوماسي الأمريكي المخضرم وعرّاب مفاوضات السلام العربية الإسرائيلية دينيس روس، عن أن ترامب عندما يتم تنصيبه في كانون/ الثاني يناير المقبل سيدعو لوقف نار في سوريا يمهد لعودة سلطة الأسد بشكل كامل. ويضيف أن التودّد إلى روسيا سيكون جيّدًا من الناحية النظرية إذا كانت العلاقة متبادل.

 

الأسد يستقبل «عرّاب» الصناعات العسكرية الروسية: مزيد من التعاون

كامل صقر

دمشق ـ «القدس العربي»: استقبل الرئيس السوري بشار الأسد، أمس الثلاثاء، وفداً يرأسه نائب رئيس الحكومة الروسية ديمتري روغوزن، المعروف بأنه العقل المدبر للصناعات العسكرية الروسية وعرّابها، ما يشير إلى أن الزيارة هدفها مزيد من التعاون بين الطرفين.

وأعلن المكتب الإعلامي في الرئاسة السورية أن «الأسد استقبل وفداً روسياً يرأسه روغوزن ومعه فريق من المسؤولين الروس أبرزهم نائب وزير الدفاع الروسي، ونائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، إضافة إلى نواب وزراء التنمية الاقتصادية والطاقة والزراعة».

وليست هذه المرة الأولى التي يوفِد فيها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نائب رئيس حكومته لزيارة الأسد، ففي نيسان/أبريل 2014، أي قبل أن تشترك موسكو في الحرب إلى جانب جيش النظام بأكثر من عام، استقبل الرئيس السوري، روغوزين في قصر الشعب.

ومعروف عن روغوزين علاقته الوثيقة بالأسد، وله دور في تحديد احتياجات جيش النظام العسكرية. ما يعني أن الزيارة تحمل طابعاً عسكرياً قبل أي منحى سياسي أو اقتصادي بين دمشق وموسكو، خصوصاً وأن نائب رئيس الحكومة الروسية يحمل عقلاً عسكرياً بالمطلق، وهو يسعى لأن تمتلك بلاده بحلول العام 2020 أقوى ترسانة نووية في العالم.

مصادر «القدس العربي»، تؤكد أن «بوتين كلما أراد أن يرفع مستوى التعاون العسكري مع دمشق يُرسل روغوزن، ومن المرجح أن ينسق الأخير مع القيادة العسكرية السورية لمستوىً جديد من هذا التعاون».

ونقلت الرئاسة السورية، عن الأسد، قوله، خلال استقبال الوفد، أن «السياسات والمواقف التي تنتهجها روسيا تؤكد موقع موسكو الطبيعي كقوة عظمى أساسها المبادئ والقيم والتمسّك بالقانون الدولي واحترام سيادة الدول وحقّها في تقرير مصيرها».

أما روغوزين، فأكد أن «الهدف الرئيسي للدعم العسكري والاقتصادي والسياسي الذي تقدمه روسيا للحكومة والشعب السوري هو تعزيز مقومات الصمود في مواجهة الإرهاب الذي يرتكب جرائم مروعة بحقّ السوريين والذي تجاوز خطره سورية ليمتد إلى بقاع كثيرة من العالم».

وتأتي الزيارة بعد يوم على إعلان موسكو على لسان رئيس لجنة شؤون الدفاع والأمن في مجلس الشيوخ الروسي، فيكتور أوزيروف أن «روسيا تعمل على تعزيز البنية التحتية لقاعدتي حميميم وطرطوس»، مشدداً على أن «القوات الروسية في سوريا وجدت لتبقى هناك».

وتوقع، وفق ما نقلت عنه وكالة «نوفوستي» الانتهاء من الجهود الرامية لرفع كفاءة قاعدتي حميميم وطرطوس في غضون سنتين أو ثلاث.

 

النظام السوري يتقدم بريف القنيطرة… واشتباكات في حلب واللاذقية

ريان محمد

دارت اشتباكات عنيفة بين قوات النظام السوري وفصائل المعارضة المسلحة في ريف القنيطرة، صباح اليوم الأربعاء، استعادت عقبها قوات النظام السيطرة على موقع النقار الغربي، في الوقت الذي تتواصل فيه الاشتباكات وعمليات القصف على جبهات حلب الشرقية.

وقال الناشط الإعلامي عمر الجولاني، لـ”العربي الجديد”، إن “قوات النظام والمليشيات الموالية له شنت هجوما مباغتا على نقاط الفصائل المسلحة في النقار الغربي، إذ دارت اشتباكات عنيفة، سيطر النظام عقبها على المنطقة، والتي كان قد خسرها قبل نحو شهرين”.

ولفت الجولاني إلى أن “الفصائل كانت تسعى، عبر سيطرتها على النقار الغربي، إلى مواصلة التقدم لكسر الحصار عن بلدة بيت جن، ومن ثم ريف دمشق الغربي، إلا أن غياب الإرادة الإقليمية، خصوصاً الأردنية، ولدى غرفة العمليات الدولية المشتركة (الموك)، التي تدعم الفصائل في جنوب سورية، حال دون تنفيذ هذه الخطة”.

من جهته، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن اشتباكات عنيفة دارت بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل المقاتلة من جهة أخرى، في منطقة النقار الغربي، قرب السرية الرابعة بقطاع القنيطرة الشمالي، حيث تمكنت قوات النظام من السيطرة على المنطقة عقب هجوم عنيف ومباغت.

وفي حلب، دارت اشتباكات عنيفة بين المعارضة وقوات النظام التي تحاول التقدم باتجاه دار العجزة، شمال شرقي حي مساكن هنانو، في حين يتواصل القصف على أحياء حلب الشرقية المحاصرة.

وفي ريف اللاذقية، قال الناشط الإعلامي أحمد كابتن، في حديث لـ”العربي الجديد”، إن “اشتباكات عنيفة وقصفا مدفعيا كثيفا تنفذه قوات النظام والمليشيات الموالية على عدة محاور في جبلي الأكراد والتركمان، في محاولة جديدة منها لاقتحام المنطقة”.

من جانبه، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن “اشتباكات عنيفة بين النظام والمعارضة تجري في محوري التفاحية وحدادة، ومحاور أخرى في ريف اللاذقية الشمالي، منذ ساعات الصباح الأولى، إثر هجوم تنفذه قوات النظام على المنطقة، يترافق مع قصف جوي وصاروخي، كما قصفت بشكل مكثف أماكن في جبل التركمان في ريف اللاذقية الشمالي”.

إلى ذلك، شنت مقاتلات تابعة لسلاح الجو التركي، 9 غارات على مواقع لتنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، في مدينة الباب ومحيطها بريف محافظة حلب السورية.

وبحسب بيان رئاسة الأركان التركية، فإنّ الغارات جرت، أمس الثلاثاء، في إطار عملية “درع الفرات”، التي دخلت يومها الثاني والتسعين، وأدّت إلى تدمير مبنيين اثنين كان التنظيم يستخدمهما كمقرات قيادية، بالإضافة إلى 4 مواقع دفاعية ومخزن للأسلحة.

 

فرنسا تأخذ زمام المبادرة لمواجهة تصعيد الأسد وروسيا

نددت فرنسا باستغلال النظام السوري وحلفائه لحالة الغموض السياسي في الولايات المتحدة الأميركية عقب الانتخابات الرئاسية، وسعيهم إلى شن “حرب شاملة” على المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية في أنحاء متفرقة من البلاد، وخصوصاً في أحياء حلب الشرقية المحاصرة.

 

ولمواجهة التصعيد العسكري الذي تقوده روسيا ونظام الرئيس السوري بشار الأسد، تعد فرنسا لاستضافة اجتماع للدول الداعمة للمعارضة، يعقد بداية كانون الأول/ديسمبر، كما أنها ستسعى خلال الاجتماع إلى الضغط باتجاه استصدار قرار من مجلس الأمن يعاقب الحكومة السورية على استخدام السلاح الكيماوي.

 

وقال وزير الخارجية الفرنسية جان مارك ايرولت، إن بلاده ستأخذ “بزمام المبادرة لمواجهة استراتيجية الحرب الشاملة التي يتبعها النظام وحلفاؤه الذين يستفيدون من حالة عدم اليقين في الولايات المتحدة”. وأضاف “ثبت أن النظام والدولة الإسلامية استخدما أسلحة كيماوية ومن ثم نحن نحتاج الآن إلى عقوبات وهذا هو القرار الذي نريده من الأمم المتحدة. يجب أن يتوقف المجتمع الدولي عن غض الطرف”.

 

وتابع إيرولت “اليوم هناك مليون شخص محاصر. ليس فقط في حلب وإنما في حمص والغوطة وإدلب وهذا هو واقع الأمر في سوريا”.

 

ويسابق المسؤولون الفرنسيون في إدارة الرئيس فرانسوا هولاند الوقت، من أجل تحقيق خرق في ملف الأزمة السورية بالتعاون مع دول تشاطرهم الموقف مثل بريطانيا، مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية وتصدّر فرانسوا فيون، أحد مرشحي اليمين، لاستطلاعات الرأي كرئيس محتمل خلفاً لهولاند.

 

تحذير الخارجية الفرنسية تطابق مع تصريحات لرئيس الوزراء الأسبق وأحد مرشحي اليمين آلان جوبيه، الذي حلّ ثانياً بعد فيون في جولة الانتخابات التمهيدية الأولى. وقال جوبيه، إن منافسه فيون يجامل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “بشكل مفرط”. وحذّر من تقاطع وجهات النظر بين الموقف الروسي وموقف فيون حيال الأزمة السورية.

 

وقال جوبيه، في تصريحات صحافية، الأربعاء، إنه “يجب التحدث إلى روسيا. لكن الحوار يجب أن يكون صريحا. لدي ثلاث حقائق أقولها لها. إن ضم شبه جزيرة القرم مخالف للقانون الدولي. وقد حصل اتفاق في مينسك لإخراج أوكرانيا من صعوباتها الحالية، وأنتظر من بوتين أن يطلب من أصدقائه تطبيقه بأمانة”. وأضاف “في سوريا، أنا أتفق تماما على أن الأولوية الأولى هي القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية، لكنني أنتظر من روسيا حلا للخروج من الأزمة”.

 

واعتبر جوبيه أن القضاء على تنظيم “الدولة الإسلامية” يجب ألا يكون “بالتحالف الروسي الإيراني الذي يبدو أن فرنسوا فيون يتوقعه. إيران تلعب دورا لزعزعة الاستقرار إلى حد كبير في اليمن والعراق وسوريا”. وأشار جوبيه إلى أن “حزب الله هو حزب إيراني لا يزال يهدد إسرائيل”، مشدداً على أنه “يجب أن نكون أكثر حزما وأكثر وضوحا مع روسيا”.

 

وانتقد جوبيه ما أسماه “هروب روسيا إلى الأمام في سوريا”، من خلال العمليات العسكرية التي تشنّها على مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة. وأكد أنه “لن تكون هناك عودة للسلام في سوريا مع  بشار الأسد”.

 

مليشيات النظام تدخل حلب الشرقية من الشمال..وتحاول تقسيمها

خالد الخطيب

تعيش المعارضة الحلبية أسوأ حالاتها منذ دخولها المدينة منتصف العام 2012، وبات القسم الخارج عن سيطرة النظام من المدينة مهدداً بالزوال والعزل، بعدما تسارعت التطورات الميدانية في الأحياء الشرقية المحاصرة، لصالح مليشيات النظام خلال الساعات الـ48 الماضية. وبدأت المليشيات جني نتائج حملة القصف الجوي والمدفعي المستمرة منذ أسبوع، محققة تقدماً في الجبهات شمالي وشرقي الأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة. وانتقلت المعارك أخيراً من الأطراف إلى داخل المدينة، بعدما أحكمت المليشيات سيطرتها على كل المواقع والمناطق الواقعة في محيط حلب الشرقية.

 

وتشهد الأحياء الشمالية الشرقية من حلب المحاصرة معارك عنيفة بين المعارضة ومليشيات النظام، ويخوض الطرفان “حرب شوارع” هي الأعنف في أطراف أحياء مساكن هنانو وبعيدين ودوارها والانذارات وعين التل. وتتفوق المليشيات المهاجمة بالطبع بالغطاء الناري الكثيف الذي تتمتع به، وتنوع الذخائر المستخدمة جواً وبراً في وجه المعارضة التي بدت مستنزفة ومنهكة للغاية.

 

وسيطرت المليشيات، الثلاثاء/الأربعاء، على تلة الزهور والمقبرة الإسلامية بشكل كامل بعدما تمكنت من إفشال كل محاولات المعارضة لاستعادت مواقعها، وتابعت المليشيات زحفها في المحور ذاته، شرقي المدينة، لتسيطر على أجزاء واسعة من معامل الشيخ نجار القديمة، وتشتبك إلى الجنوب منها مع قوات المعارضة المتحصنة في البحوث العلمية التي تشرف على مفترق طرق، وتتميز بموقعها الاستراتيجي.

 

مسألة خسارة البحوث العلمية بالنسبة للمعارضة كارثية، فموقعها المرتفع نوعاً ما وإشرافها على بداية الطريق الدولي المتجه إلى دوار الصاخور. الأمر إن تمّ سيمكّن المليشيات من رصد منطقة واسعة، وتصبح معها قريبة من الدوار الواقع إلى الغرب على مسافة كيلومترين ونصف. وهي المسافة اللازمة لالتقاء المليشيات ببعضها في محوري الداخل والخارج، الأمر الذي سيتسبب في عزل أحياء مساكن هنانو والأرض الحمرة والانذارات وبعيدين وبستان الباشا وسليمان الحلبي والشيخ خضر والشيخ فارس والحيدرية والهلك وعين التل. وفي المحصلة إجبار المعارضة على الانسحاب إلى الأحياء العليا جنوب غربي الأحياء الشرقية، أو فصلها عن بعض، وحصارها كل على حدة، وقطع طرق امدادها.

 

هجوم المليشيات من الشرق باتجاه البحوث العلمية كان من محاور متعددة، وعملت القوات المهاجمة على إشغال أكثر من جبهة. المحور الرئيس للعمليات، كان ذلك القادم من “اللواء 80” الذي يعتبر قاعدة عسكرية ضخمة تمركزت فيها أعداد كبيرة من مليشيات “حزب الله” اللبناني و”الحرس الثوري” الإيراني و”القوات الخاصة” الروسية.

 

ولم تكتفِ المليشيات بالعمل على المحور الشرقي، والتلويح بعزل الأحياء الشمالية الشرقية من حلب الشرقية، بل كثفت من هجماتها في المحاور الشمالية لتشتت جهد المعارضة وتحرمها بشكل قاطع من شنّ هجمات عكسية. وحاولت المليشيات التمدد أكثر في محيط دوار بعيدين وحي الانذارات بعدما سيطرت على تلة بعيدين ومجبل الانذارات، واقتربت أكثر من دوار بعيدين وسيطرت على مساحات واسعة في محيطه الشمالي. كذلك قضمت المليشيات المساكن الطرفية التابعة لمساكن هنانو من الشمال والشرق، وأصبحت على تماس مع المعارضة في الحي الواسع والممتد على رقعة جغرافية كبيرة، بالإضافة إلى وصولها إلى أطراف حي جبل بدروا الشعبي.

 

التقدم الأخير للمليشيات كان بفضل الغارات الجوية التي نفذتها طائرات النظام وروسيا، ومروحي البراميل، والتي استهدفت مساكن هنانو وجبل بدروا والبحوث العلمية والمقبرة الإسلامية وبعيدين والانذارات والأرض الحمرة، ومواقع أخرى تتحصن فيها المعارضة في المنطقة، بأكثر من 500 غارة جوية على مدى الأيام التسعة من حملة القصف. وتنوعت القنابل الملقاة بين ارتجاجية، وفراغية أسقطت عبر المظلات، وبراميل متفجرة في الغالب كانت تحمل غازات كيماوية سامة.

 

وكان التمهيد في ذروته، ليلة الثلاثاء/الأربعاء، على الأحياء المستهدفة بالهجوم شمال شرقي الأحياء المحاصرة، واستهدفت المدفعية والصواريخ من مختلف العيارات، من مرابضها في “اللواء 80” والمدينة الصناعية وتلة الشيخ يوسف ومعامل الدفاع، مواقع المعارضة وخطوط دفاعها وخطوط امدادها ومقراتها الخلفية. وتجاوز عدد القذائف الصاروخية والمدفعية التي دكت معاقل المعارضة 2000 قذيفة.

 

وفي الوقت الذي كانت فيه المليشيات تخوض معارك شرسة، وحرب شوارع، متبعة سياسة الأرض المحروقة في جبهات الشمال الشرقي، كانت المعارك لا تقل ضراوة في حي الشيخ سعيد الذي شهد معارك كر وفر، وتغير مستمر في خريطة السيطرة. فما أن تخسر المعارضة هناك بعض مواقعها حتى تشن هجمات معاكسة لتستعيدها من جديد. وهكذا تستمر المعارك بين الطرفين في الجبهات الجنوبية الغربية من الأحياء الشرقية، والتي ما تزال حامية حتى الآن، تحاول المعارضة فيها استرداد عدد من الأبنية والمواقع التي تتقدم إليها المليشيات.

 

وقتلت حملة القصف المستمرة على الأحياء الشرقية المحاصرة قرابة 25 مدنياً، بعدما استهدفت الغارات الحربية والمروحية أحياء السكري والفردوس وحلب القديمة ومساكن هنانو والصاخور والشيخ سعيد، وعدداً من أحياء المعارضة. وكانت حصيلة الضحايا خلال الساعات الـ48 الماضية، أقل من نظيراتها خلال الأيام السبعة الأولى من الهجمة، بسبب تركيز القصف على جبهات القتال، ونزوح المدنيين من منازلهم الواقعة قرب جبهات القتال والأحياء الساخنة.

 

القصف الجوي والصاروخي استهدف كما هو معتاد ضواحي حلب الغربية في الآتارب وكفرناها وسوق الجبس والراشدين والمنصورة وخان العسل وجمعية المهندسين وجمعية الصحفيين. وكذلك طال الضواحي الجنوبية في خان طومان وزيتان ومحيط العيس والزربة والطريق الدولي حلب-دمشق. أما في الشمال فكان التصعيد الجوي والمدفعي والصاروخي لافتاً، فاستهدفت بلدات حيان وعندان وبيانون ومحيط حريتان، بعشرات الغارات الجوية. كما استهدفت المليشيات المتمركزة في بلدتي نبل والزهراء بالمدفعية والصواريخ المواقع ذاتها، ورصدت بالصواريخ الحرارية طرق المعارضة ما تسبب بمقتل عدد من عناصرها.

 

تصعيد مليشيات النظام في جبهات الضواحي الشمالية المحيطة ببلدتي نبل والزهراء الشيعيتين، والتي بدت هادئة منذ مطلع العام 2016 بعد وصول المليشيات إليها وكسر الحصار عنها، يُنذر ربما باشتعالها قريباً، بالتوازي مع معارك المدينة التي تهدف إلى إسقاط المعارضة، وتبديد أحلامها بشأن كسر الحصار. وذلك بعدما تواردت أنباء عن احتمال تغيير المعارضة من تكتيكاتها العسكرية في حال فكرت بعمل عسكري جديد، أي أن البوابة الشمالية من المحتمل أن تكون من ضمن الخيارات المطروحة بعدما فشلت المعارضة في كسر الطوق من الغرب والجنوب الغربي.

 

المعارضة الحلبية ستواجه حملاً ثقيلاً، خلال الأيام القادمة، فالمليشيات تتبع خطط الالتفاف والحيلة لتتفادى المواجهة الطويلة في الأحياء الشمالية، وهي تعمل على تحقيق ذلك عن خلال تقطيع أوصال المعارضة وعزل مناطق سيطرتها لقسمين بادئ الأمر وإجبارها على الاستسلام والتراجع من الجبهات والأحياء الطرفية بعد تهديد طرق إمدادها نارياً كما يحصل الآن في الجبهات الشمالية الشرقية.

 

ولا خيارات للمعارضة المحاصرة في الوقت الراهن سوى الصمود، في الوقت الذي يبدو فيه فتح معركة من المحاور الخارجية للتخفيف عنها على أقل تقدير أمراً مستبعداً، فالترسانة الروسية الجوية والصاروخية لم تتح للمعارضة مجالاً لكي تفكر في الأمر أصلاً. فالاستهداف المستمر لمواقعها وطرق امدادها خلّ توازنها فعلاً. وكذلك التهديد البري المستمر من قبل المليشيات في جبهات غربي المدينة ومحاولتها التقدم في سوق الجبس “عقرب” وأطراف الراشدين، جعل المعارضة دائماً في موقع المتصدي.

 

فصائل الغوطة الشرقية تبدأ أولى خطوات الاتفاق

عمار حمو

تحركت عجلة الاتفاق بين “جيش الإسلام” و”فيلق الرحمن”، وبدأت أولى خطواتها ببدء عملية تسليم أسلحة وذخائر ومعدات لـ”الجيش” كانت محتجزة لدى “الفيلق”. وأفاد شهود عيان لـ”المدن” أن سيارات تابعة لـ”جيش الإسلام” عادت محملة إلى دوما من مدينتي زملكا وعربين. وبحسب شهود العيان، فمن بين “المستردّات” مضادات طيران ومعدات صناعية وكهربائية وذخيرة.

 

الناطق الرسمي باسم “جيش الإسلام” حمزة بيرقدار، أكد لـ”المدن”، بدء استلام “الجيش” للسلاح “المحتجز”، مشيراً إلى أنهم بانتظار استكمال هذا الملف، لمواصلة تطبيق بنود الاتفاق الذي تم توقيعه في 19 تشرين الثاني/نوفمبر.

 

وعلى الصعيد العسكري كان للاتفاق أثرٌ، وإن كان معنوياً، وفق ما ذكره مصدر عسكري في “جيش الإسلام” قال لـ”المدن”، إن الحديث عن أثر فعلي لحلّ الخلاف لا يزال مبكراً، ولكن أولى ثماره هي تسليم السلاح، وقوة ردّ “جيش الإسلام” على محاولات تقدم مليشيات النظام، بعد ثقته بعودة مصانعه وسلاحه.

 

وأضاف المصدر أن “جيش الإسلام” تمكن من قتل ما يزيد عن 40 عنصراً من قوات النظام، الإثنين، على جبهات الريحان والبحارية والميدعاني، فضلاً عن تدمير عدد من دباباته.

 

وكان “جيش الإسلام” و”فيلق الرحمن” قد توصلا إلى الاتفاق، بعد ما يزيد عن 6 شهور من الاقتتال الداخلي، وما تبعه من خلافات، وتقطيع لأوصال الغوطة الشرقية، ونتج عنه خسارة مناطق استراتيجية لكلا الفصيلين، لصالح مليشيات النظام.

 

ويقضي الاتفاق بـ”رد الحقوق إلى أهلها، والاتفاق على صون الجبهات ووضع كل الإمكانيات لأي جبهة تستدعي ذلك، ولجوء الطرفين إلى المحاكم إذا حدث أي خلاف”. مصدر عسكري من “فيلق الرحمن” قال لـ”المدن”، إن اجتماع قيادتي “الفيلق” و”الجيش” في إحدى بلدات الغوطة الشرقية، واتفاقهما، يتميز عن كل ما سبقه، فقد تم حلّ جزء من المشاكل بين الطرفين مباشرة، وتم تشكيل لجان باشرت مهامها، وخلال الأيام القادمة ستستكمل تلك اللجان مهامها.

 

وصول الفصيلين، المتفقين بعد نزاع، إلى صيغة جيش “موحد” هو حلمٌ وردي لا يمكن تطبيقه بهذه السرعة، ولكن تشكيل غرفة عمليات عسكرية مشتركة، وإعادة تفعيل الجبهات “النائمة” خطوات يمكن تحقيقها في القريب العاجل تنقذ الغوطة من السقوط.

 

أحد منظمي “الحراك الشعبي” في الغوطة الشرقية، قال لـ”المدن”، إن الوضع في الجبهة الشرقية للغوطة خطير جداً، وسط كثافة نارية، وطيران لا يهدأ، ولا قيمة للاتفاق وبنوده عند أهل الغوطة ما لم تفتح جبهات جوبر وزملكا وعربين وعين ترما لتخفيف الضغط عن الجبهة الشرقية.

 

من جهته، أكد الناطق الرسمي باسم “فيلق الرحمن” وائل علوان، لـ”المدن”، أن عودة التنسيق المشترك بين فصائل الغوطة الشرقية كما كان أيام “القيادة المشتركة” هو الهدف، مشيراً إلى أنه “لا فائدة من الاتفاق المشترك وأي اتفاق بين فصائل الغوطة الشرقية ما لم ينعكس إيجاباً على الجبهات، وتحسين الأداء النوعي والكمي”.

 

ولكن ثمة “أزمة ثقة” تراود أشخاصاً محسوبين على الطرفين، وعدداً من الشخصيات التي تقود “الحراك الشعبي” في الغوطة الشرقية، خصوصاً وأن الاتفاق الأخير سبقته “حرب بيانات”، ما أعطى انطباعاً سلبياً لأهالي الغوطة الشرقية عن أي بيان يصدر من الطرفين.

 

مصدر محلي قال لـ”المدن”، إنه رغم كل المخاوف من فشل الاتفاق، إلا أننا نأمل من الطرفين المضي في الصلح كخطوة أولى. وهما أمام اختبار حقيقي، ولا سبيل أمامهما لاجتياز الاختبار سوى المضي باتفاق يفضي إلى الدمج الكامل بينهما، أو غرفة عمليات عسكرية تقلب الطاولة على النظام وتقطع عليه مخططاته.

 

ويخشى أهل الغوطة الشرقية من عدم قدرة الفصائل العسكرية على إصلاح ما أفسدته خلال الشهور الستة الماضية. مصدر محلي قال لـ”المدن”: “يبدو أن القطار قد فاتنا من الناحية العسكرية، ويبدو أن الغوطة الشرقية وفصائلها متجهة إلى حلّ سياسي”. وأضاف المصدر، إن المحادثات بين ممثلين عن الغوطة الشرقية وأعضاء من “لجنة مصالحة دمشق” التابعة للنظام، للوصول إلى اتفاق بين الطرفين، ما زالت قائمة، وما التصعيد العسكري الذي تشهده الغوطة خلال الأيام الأخيرة، إلا ورقة ضغط على المعارضة للقبول بحل سياسي.

 

اتفاق “جيش الإسلام” و”فيلق الرحمن”، أنهى مظاهر الاقتتال والخلاف، بحسب الطرفين، ويسعى إلى إيجاد صيغة تفاهم عسكرية. ولكن “الحراك الشعبي” في الغوطة الشرقية، يطالب أن يتبع الاتفاق رفع السواتر والحواجز العسكرية من بين مدن وبلدات الغوطة الشرقية، والعمل على معالجة الانقسام بين أهالي الغوطة الشرقية، وهو أخطر آثار الخلاف.

 

غارات تركية تدمر مواقع لتنظيم الدولة بريف حلب  

شنت طائرات تابعة لسلاح الجو التركي تسع غارات على مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية في مدينة الباب ومحيطها بريف محافظة حلب السورية.

 

وقال بيان رئاسة الأركان التركية إن الغارات جرت أمس الثلاثاء في إطار عملية درع الفرات التي دخلت يومها الـ92، وأدت إلى تدمير مبنيين كان التنظيم يستخدمهما مقري قيادة، بالإضافة إلى أربعة مواقع دفاعية ومخزن للأسلحة.

 

وقُتل أربعة وجرح 21 آخرون من قوات الجيش السوري الحر في اشتباكات عنيفة مع عناصر تنظيم الدولة، بينما أُصيب جنديان تركيان بجروح طفيفة.

 

ومنذ بدء عملية درع الفرات قبل أكثر من ثلاثة أشهر، تمكنت قوات الجيش السوري الحر من السيطرة على 215 منطقة سكنية.

 

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال أمس إن قوات الجيش السوري الحر المدعومة من الجيش التركي أصبحت على مشارف منطقة الباب شرقي حلب، وأشار إلى أن هذه القوات ستتوجه إلى منبج لإخراج قوات حزب الاتحاد الديمقراطي منها.

 

ودعما لقوات الجيش السوري الحر، أطلقت وحدات من القوات الخاصة في الجيش التركي، بالتنسيق مع القوات الجوية للتحالف الدولي، فجر 24 أغسطس/آب الماضي، حملة عسكرية في مدينة جرابلس (شمال سوريا)، تحت اسم (درع الفرات)، تهدف إلى تطهير المدينة والمنطقة الحدودية من تنظيم الدولة ووحدات حماية الشعب الكردية اللذين تصنفهما أنقرة تنظيمين إرهابيين.

 

ونجحت العملية في السيطرة على المدينة ومناطق مجاورة لها، ثم في السيطرة لاحقا على كل الشريط الحدودي بين مدينتي جرابلس وإعزاز السوريتين، وبذلك لم تبق مناطق متاخمة للحدود التركية تحت سيطرة تنظيم الدولة.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2016

 

دي ميستورا يحذر من مأساة في حلب قبل تنصيب ترمب

دبي – قناة العربية

أعرب المبعوث الأممي إلى سوريا، ستافان دي ميستورا، عن قلقه من احتمال أن تشنّ قوات الأسد هجوماً جديداً لسحق شرق حلب، قبل تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترمب، في العشرين من يناير.

واعتبر دي ميستورا أن احتمال إطباق قوات الأسد بشكل وحشي وعدواني على ما بقي من شرق حلب قد يكون مأساوياً.

ولم يوضح دي ميستورا سبب اعتقاده بأن قوات الأسد قد تقدم على مثل هذه الخطوة، لكن دبلوماسيين أوروبيين قالوا إن نظام الأسد قد يشجعه تعهد ترمب بتعزيز العلاقات مع روسيا، إضافة إلى استبعاد رد من الإدارة الأميركية الحالية مع قرب نهاية ولايتها.

هذا واعتبرت منظمة “سايف ذا تشيلدرن” SAFE THE CHILDREN غير الحكومية أن استمرار معاناة الأطفال وموتهم في مدينة حلب يشكل “فضيحة أخلاقية”.

المنظمة الإنسانية أضافت في بيان لها أنّ الأطفال وعمال الإغاثة يتعرضون للقصف خلال وجودهم في المدارس والمستشفيات، واصفة ارتفاع حصيلة الأطفال الذين يموتون في حلب بأنه “فضيحة من الناحية الأخلاقية، كما نددت المنظمة باستهداف المدارس من قبل أطراف الصراع مطالبة هذه الأطراف بوقف فوري لإطلاق النار ونقل المدنيين الجرحى ودخول المساعدات الطبية”.

 

الائتلاف الوطني يدعو “أصدقاء الشعب السوري” لتبني إستراتيجية جديدة لحماية المدنيين

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2016

روما- طالب رئيس الائتلاف الوطني السوري أنس العبدة (أصدقاء الشعب السوري) بـ”العمل على إستراتيجية جديدة وموحدة لحماية المدنيين من جرائم الحرب، التي تقع عليهم بشكل متصاعد من كل من نظام الأسد وروسيا، لاسيما في حلب”.

ونقل المكتب الاعلامي للائتلاف تأكيد العبدة، خلال استقباله الثلاثاء معاونة وزير الخارجية الدنماركي شارلوت سلينتا والوفد المرافق لها، على “ضرورة العمل لإقامة منطقة حظر طيران، تكون ملاذاً آمناً للسوريين من طيران الأسد وروسيا”، مطالباً “الدنمارك والأصدقاء في أوروبا بلعب دور فعال في هذا المجال”

 

.

وأفاد المكتب الاعلامي للائتلاف بأن “العبدة وضع الوفد الدنماركي في صورة الأوضاع في سورية والحملة العسكرية المكثفة، التي تشنها روسيا ونظام الأسد على حلب”، ملفتا الى أن “إستراتيجية النظام في التهجير القسري والتغيير الديمغرافي في المناطق المحاصرة، وفرض الهدن المحلية من خلال تصعيد القصف والإجرام”، كما “بيّنَ الأعمال التي انتهجها النظام منذ 2014 لتخريب العملية السياسية في سلسلة من المماطلة والإجرام، كان آخرها ما يحصل اليوم في حلب من جرائم ضد الإنسانية”.

كما نوه العبدة بـ”ضرورة دعم المشاريع التي يحتاجها السوريون في المناطق المحررة، في التعليم والصحة والخدمات الأساسية، وذلك من خلال دعم الحكومة السورية المؤقتة”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى