أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأربعاء 25 أذار 2015

 

المعارضة تتقدم بـ «قادسية الشام» و «انهيار» حواجز للنظام في إدلب

واشنطن – جويس كرم – بيروت، لندن، – «الحياة»، أ ف ب، رويترز-

 

أعلنت المعارضة السورية أنها حققت تقدماً في معركة «قادسية بصرى الشام» وحاصرت عناصر من قوات النظام و «الحرس الثوري» الإيراني و «ميليشياته» في ريف درعا بين دمشق وحدود الأردن، مستفيدة من زيادة الدعم الغربي. تزامن ذلك مع تقدُّم فصائل إسلامية في مدينة إدلب شمال غربي البلاد و «انهيار» مواقع للنظام، في وقت أكد البيت الأبيض أن الرئيس بشار الأسد «فقد كل شرعيته وعليه الرحيل» عن السلطة، مُجدِّداً التزام واشنطن تحقيق «مرحلة انتقالية عبر التفاوض» بين ممثلي النظام والمعارضة.

 

وكانت فصائل في «الجيش الحر» وأخرى إسلامية فتحت معركة «قادسية بصرى»، في إشارة الى المعركة التي انتصر فيها المسلمون على الفرس عام 636. وأفاد «الائتلاف الوطني السوري» المعارض بأن مقاتلي «الجيش الحر» تقدموا في «جبهات في مدينة بصرى الشام بريف درعا، وسيطروا على عدد من النقاط الاستراتيجية داخل المدينة، كما فرضوا حصاراً مطبقاً على قوات الحرس الثوري الإيراني والميليشيات الطائفية وميليشيا الدفاع الوطني التابعة لنظام الأسد الموجودة داخل المدينة، وذلك بعد قطع خط الإمداد المتصل بمحافظة السويداء» الخاضعة لسيطرة النظام. وقالت مصادر مُعارِضة إن السيطرة على المدينة مهمة، لأنها «خزّان بشري للموالين للنظام وتربط بين درعا والسويداء».

 

وكانت قوات النظام مدعومة بعناصر من «حزب الله» وميليشيات شيعية شنّت هجوماً أوائل الشهر الماضي لاستعادة المنطقة الحدودية القريبة من الأردن وإسرائيل، لكن التقدُّم أصبح بطيئاً كما يبدو. وقال ثلاثة من مسؤولي المعارضة إن الدول الأجنبية زادت مساعداتها لهم رداً على هذا التقدم.

 

في شمال غربي سورية، أكد «المرصد» أن «اشتباكات عنيفة دارت بين عناصر من جبهة النصرة وفصائل إسلامية من جهة، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من من جهة أخرى، في محاور ومحيط حواجز قرب مدينة إدلب، إثر هجوم عنيف بدأه مقاتلو الفصائل الإسلامية والنصرة للتقدُّم والسيطرة على مدينة إدلب الخاضعة لقوات النظام». وأشارت المعارضة إلى تفجير مقاتليها سيارات مفخخة و «انهيار تسعة حواجز للنظام». وترمي المعارضة من الهجوم إلى فصل مدينة حلب شمال البلاد عن اللاذقية معقل النظام في الساحل غرباً.

الجعفري في دمشق

 

في غضون ذلك، التقت مستشارة الأمن القومي الأميركي سوزان رايس الرئيس السابق لـ «الائتلاف الوطني السوري» معاذ الخطيب في ختام زيارته واشنطن. وقالت الناطقة باسم مجلس الأمن القومي برناديت ميهان في بيان، إن رايس «شددت على أن الأسد فقد كل شرعيته للحكم وعليه الرحيل»، مشيرة إلى أن واشنطن «ملتزمة مرحلة انتقالية يتم التفاوض حولها تحفظ مؤسسات الدولة السورية، وتحمي الأقليات وتضع أسساً لحكومة شاملة».

 

وفي دمشق، التقى الأسد وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري، الذي قام أمس بزيارة قصيرة لدمشق هي الأولى لمسؤول عراقي على هذا المستوى منذ بدء الأزمة السورية منتصف آذار (مارس) 2011.

 

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) عن الأسد قوله للجعفري خلال اللقاء: إن «النجاحات التي يحققها الشعبان العراقي والسوري وقواتهما المسلحة في مواجهة التنظيمات الإرهابية، ساهمت في وقف تمدُّد الإرهاب، والتشاور والتنسيق بين البلدين من شأنهما تعزيز هذه النجاحات». وأشار إلى «أهمية وجود إرادة دولية حقيقية للوقوف في وجه الإرهاب والدول الداعمة له».

 

فصائل اسلامية تهاجم مدينة إدلب رايس: الأسد فقد الشرعية وعليه الرحيل

المصدر: (و ص ف، رويترز)

اعلن تحالف من جماعات المعارضة الإسلامية في سوريا يضم “جبهة النصرة” التابعة لتنظيم “القاعدة” و”حركة احرار الشام”، إنه شن هجوما امس للسيطرة على مدينة ادلب بشمال غرب البلاد والقريبة من الطريق السريع الاستراتيجي الرئيسي الذي يربط دمشق وحلب.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ بريطانيا مقراً له، إن تحالف الجماعات المسلحة شن هجمات على مناطق عدة في ادلب منها مواقع للجيش، لكنه لم يخترق مشارف المدينة بعد.

وبث التلفزيون السوري الرسمي إن الجيش هاجم المقاتلين في محافظة ادلب، من غير ان يشير الى هجوم للسيطرة على المدينة. ولم يشارك تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) في الاشتباكات.

وفي الجنوب، كشف مقاتلو المعارضة الرئيسية ان الدول الاجنبية كثفت امدادات الاسلحة لهم منذ ان شنت دمشق هجوما اوائل الشهر الماضي لاستعادة المنطقة الحدودية القريبة من الاردن واسرائيل. وأوضح ثلاثة من مسؤولي المعارضة ان الدول الاجنبية زادت مساعداتها ردا على التقدم الذي حققه الجيش النظامي في مثلث ارياف دمشق ودرعا والقنيطرة خلال ذلك الهجوم. وقال قائد “الجيش الاول” المعارض العقيد المنشق صابر صفر إنهم يطالبون بالمزيد.

وامتنع مقاتلو المعارضة عن الادلاء بتفاصيل أو الافصاح عن الدول التي زودتهم اسلحة. وتلقت جماعات “الجبهة الجنوبية” في السابق مساعدات عسكرية من طريق الاردن الحليف القوي للولايات المتحدة. وتلقى بعض جماعات المقاتلين الجنوبيين أسلحة مضادة للدبابات أميركية الصنع على رغم انهم يصفون الكميات منذ وقت طويل بأنها قليلة.

 

نواب بلجيكيون

على صعيد آخر، رأى وفد من أربعة نواب بلجيكيين بدأوا زيارة لسوريا امس، إن تهديد تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) للشرق الأوسط وأوروبا يتطلب أن تُرفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا وأن تعاد العلاقات الديبلوماسية معها.

ويقوم فيليب دوينتر وجان لانريس وانكي ديرميرش وماركو سانتي، وهم أعضاء في حزبين يمينيين في بلجيكا بزيارة مستقلة للعاصمة السورية ولا يمثلون السياسة الرسمية للحكومة.

وصرح دوينتر بعد اجتماع مع رئيس مجلس الشعب السوري محمد جهاد اللحام إنه لا يمكن خسارة الحرب ضد “داعش” وجماعات متطرفة أخرى. وقال: “إذا خسرنا هذه المعركة ضد داعش (تنظيم الدولة الإسلامية) وضد جبهة النُصرة وضد الجهاد الإسلامي هنا في سوريا والعراق سنخسرها غدا في لبنان وسنخسرها في اليوم التالي على شواطيء المتوسط وسنخسرها بعد أسبوع في أوروبا”. وأضاف: “أولا يتعين على بلادنا في أوروبا ان ترفع العقوبات والمقاطعة الاقتصادية لأن ضحاياها الوحيدة لها هم السوريون العاديون. ثانيا يتعين أن نعيد العلاقات الديبلوماسية مع الحكومة السورية وثالثا يجب ألا نعتبر الرئيس بشار الأسد، عدوا بل حليفا ضد التطرف والإرهاب السلفي”.

وهذا ثاني وفد من نوعه يزور دمشق ويجتمع مع مسؤولين سوريين. ففي الشهر الماضي اجتمعت مجموعة من المشرعين الفرنسيين مع الرئيس بشار الأسد لكن وزارة الخارجية الفرنسية قالت إن الوفد لا يمثل فرنسا.

 

واشنطن

وفي واشنطن نقل البيت الأبيض عن مستشارة الأمن القومي الأميركية سوزان رايس في اجتماع مع الرئيس السابق لـ”الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” احمد معاذ الخطيب إن الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة انتقالاً سياسياً في سوريا يتم التوصل إليه من طريق التفاوض.

وأصدر البيت الأبيض بياناً عن الاجتماع الذي عقد الاثنين جاء فيه: “أكدت رايس أن بشار الأسد فقد كل الشرعية للحكم ويجب أن يرحل”.

وفي موسكو، افادت وكالة “انترفاكس” الروسية للأنباء إن الجولة المقبلة من محادثات موسكو في شأن سوريا ستجري من 6 نيسان الى 9 منه.

 

انفجار شديد في قضاء الريحانية التركي قرب الحدود مع سوريا

هاطاي- الأناضول: وقع انفجار شديد في أرض خالية بقضاء ريحانية، التابع لولاية هاطاي، جنوبي تركيا، قرب الحدود مع سوريا.

 

وأدى الانفجار إلى تشكل حفرة واسعة، ولم يُسفر عن خسائر في الأرواح، حسب المعلومات الأولية، فيما توجهت فرق من قوات الأمن لتفقد موقع الحادث.

 

وذكر بيان، نُشر في الموقع الرسمي للولاية على الإنترنت، أن الانفجار وقع فجر اليوم الأربعاء، وأنه ناجم عن سقوط ” مادة متفجرة/ ذخيرة عسكرية” يعتقد أن مصدرها الأراضي السورية.

 

وأشار البيان إلى إصابة شخصين بجروح خفيفة، مع تعرض بعض المنازل القريبة من الموقع إلى خسائر مادية بسيطة، موضحًا أن التحقيق بخصوص الحادث مستمر.

 

وسبب الانفجار حالة من الخوف الشديد لدى سكان المنطقة المحيطة، حيث تطايرت الأحجار إلى المناطق المجاورة.

 

واتخذت قوات الأمن تدابير واسعة في المنطقة القريبة من الحدود مع سوريا.

 

ائتلاف المعارضة السورية: قوات الأسد قصفت ريف إدلب بالغازات السامة

اسطنبول- (د ب أ): أكد ائتلاف المعارضة السورية أن قوات نظام الرئيس بشار الأسد قصفت بلدة قميناس بريف إدلب شمالي البلاد بغاز الكلور السام.

 

وقال الائتلاف في بيان له تلقت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه إن “مروحيات عسكرية قصفت مساء الثلاثاء بلدة قميناس بريف إدلب ببراميل متفجرة تحتوي على غاز الكلور السام في خرق جديد للقرار الدولي رقم 2209″.

 

وأضاف الائتلاف الذي يتخذ من مدينة اسطنبول التركية مقرا له أن “نظام الأسد نفذ 7 هجمات بغاز الكلور خلال أقل من 20 يوما تلت صدور القرار المذكور دون أن يترتب على ذلك أي موقف من قبل مجلس الأمن أو الدول التي رعت ذلك القرار وصوتت لصالحه”.

 

وأضاف: “لقد وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان 6 خروقات حصلت بعد قرار مجلس الأمن 2209 الصادر بتاريخ 6 آذار (مارس) 2015، وذلك في 32 منطقة في سورية، متسببة باستشهاد 59 شخصا خنقا”.

 

وطالب الائتلاف “كتائب الجيش السوري الحر بضرورة الحذر ووضع سلامة المدنيين في المقام الأول”.

 

المعارضون في جنوب سوريا يقولون إن خصوم الأسد كثفوا إمدادات الأسلحة لكنها لا تزال أقل من احتياجاتهم

توم بيري

بيروت – رويترز- : يقول مقاتلو المعارضة الرئيسية في جنوب سوريا إن الدول الأجنبية كثفت إمدادات الأسلحة إليهم منذ أن شنت دمشق هجوما اوائل الشهر الماضي لاستعادة المنطقة الحدودية القريبة من الأردن وإسرائيل.

ويشير هذا إلى أن خصوم الرئيس بشار الأسد العرب والغربيين يريدون المساعدة في الحفاظ على آخر موطئ قدم كبير لما يطلقون عليه المعارضة المعتدلة وإن كان المعارضون يقولون إن المعدات ما زالت أقل من احتياجاتهم.

ويحاول الجيش السوري المدعوم من فصائل مسلحة حليفة تشمل جماعة حزب الله الشيعية اللبنانية استعادة أراض لها أهمية حيوية للأسد وحلفائه الإيرانيين وكليهما يعطي أهمية كبيرة للصراع مع إسرائيل التي تقع على حدود سوريا من ناحية الجنوب الغربي.

وفي البداية تقدموا بسرعة في الجنوب الغربي لسوريا. وبث التلفزيون الحكومي برامج من قرى عدة استعيدت من المعارضين الذين يمثلون آخر مجموعة من تيار المعارضة الرئيسي المناهض للأسد الذين سحقوا في أماكن أخرى أمام القوات الحكومية أو جماعات جهادية مثل تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة جناح القاعدة في سوريا.

لكن التقدم أصبح بطيئا فيما يبدو. وقال ثلاثة من مسؤولي المعارضة إن الدول الاجنبية زادت مساعداتها ردا على هذا التقدم. وقال صابر صفر وهو عقيد انشق على الجيش السوري ويرأس الآن جماعة يطلق عليها «الجيش الأول» في إطار تحالف «الجبهة الجنوبية» المعارض إنهم يطالبون بالمزيد. وتحدث عن طريق خدمة سكايب على الإنترنت من داخل سوريا.

وامتنع مقاتلو المعارضة عن ذكر تفاصيل أو الافصاح عن الدول التي زودتهم بالأسلحة. وتلقت جماعات الجبهة الجنوبية في السابق مساعدات عسكرية عبر الأردن الحليف القوي للولايات المتحدة.

وتلقت بعض جماعات المقاتلين الجنوبيين أسلحة مضادة للدبابات أمريكية الصنع رغم أنهم يصفون الكميات منذ وقت طويل بأنها صغيرة. وبالإضافة إلى الولايات المتحدة يشمل الخصوم الأجانب للأسد السعودية وقطر وتركيا.

وقال مصدر عسكري سوري إن الجيش يعمل وفقا لخطة جديدة «تركز على توجيه ضربات مكثفة ضد بعض مواقع العصابات الإرهابية». وأضاف المصدر «هذه الضربات تحقق نتائج ممتازة.»

ومني تيار المعارضة الرئيسي في شمال سوريا بأكبر انتكاسة في الآونة الأخيرة بانهيار حركة حزم وهي جماعة مدعومة من الولايات المتحدة حلت نفسها هذا الشهر بعدما تعرضت لهجوم من جبهة النصرة.

ويمثل ضعف جماعات تيار المعارضة الرئيسي تعقيدا كبيرا للمخططين الأمريكيين الذين يريدون تسليح وتدريب معارضين لقتال تنظيم الدولة الإسلامية. كما أن جبهة النصرة نشطة في الجنوب لكنها تجنبت الدخول في صراع مع جماعات تيار المعارضة الرئيسي هناك.

ومع تنفيذ هجوم الجنوب حث المعارضون مؤيديهم الأجانب على تقديم المزيد من الدعم ووعدوا بمواجهة التقدم الذي تستخدم فيه تكتيكات حرب العصابات.

وقال صفر العقيد المنشق إنهم يعملون استنادا لمبدأ الكر والفر وليس على أساس معركة بين جيشين.

لكن رامي عبدالرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا قال إن جانب الحكومة فقد قوة الدفع. وأضاف أنه بعد الاندفاع في بداية الهجوم أصبح التقدم بطيئا.

وقال مسؤول بارز في الشرق الأوسط إن مستشارين إيرانيين يتواجدون على الأرض. وتقول دمشق إن المعارضين لقوا دعما أيضا من إسرائيل.

وقال نوح بونسي كبير المحللين لدى مجموعة الأزمات الدولية «يوجد بالتأكيد استغلال كبير من جانب النظام ومؤيديه في هذا الهجوم ولذلك من الملاحظ أن المعارضة كانت قادرة على إبطاء تقدمهم.» وأضاف «القتال من أجل منطقة رئيسية إلى الجنوب من دمشق سيستمر والكثير عرضة للخطر من الجانبين ومؤيديهم.»

ويمكن لمعارضي الأسد في الخارج استخدام الجبهة الجنوبية للقيام بنوع من الضغط اللازم لفرض تسوية سياسية. ولم تحقق الجهود الدبلوماسية الرامية إلى إنهاء الصراع السوري الذي دخل عامه الخامس أي نتائج.

وتحاول مجموعات الجبهة الجنوبية تنظيم نفسها سياسيا ووضعت خطة لانتقال السلطة تعمل على حماية مؤسسات الدولة. لكنها لم تحصل على الأسلحة اللازمة لترجيح كفة المعركة مثل الصواريخ المضادة للطائرات من الدول الأجنبية.

وقال أبو غياث الشامي المتحدث باسم جماعة معارضة أخرى تسمى «ألوية سيف الشام» إن الاستجابة ليست بالسرعة المطلوبة أو على مستوى الهجوم الذي يشنه النظام السوري وإيران.

وأضاف عبر الإنترنت «ما نعانيه هو استهدافنا من قبل النظام بالصـــــواريخ الموجــــهة من التلال التي يسيطرون عليها والطائرات الحربية التي تسقط البراميل المتفجرة.»

ونفى النظام السوري استخدام البراميل المتفجرة وهي براميل مليئة بالمتفجرات والشظايا.

ومع ذلك تقول جماعات المعارضة إن قواتها تستعد لهجوم مضاد. وقال أبو أحمد التضامن الذي يقود جماعة أخرى تسمى «جبهة الشام الموحدة «جرى تعزيز الجبهات وسنتحرك قريبا للهجوم.»

 

السويداء تعيش حالة من الترقب بعد اقتراب المعارك منها والجبهة الجنوبية تؤكد أن المستهدف هو النظام وميليشياته

مهند الحوراني:

درعا – «القدس العربي»: يعيش أبناء محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية جواً من الترقب والحذر إثر اشتعال المعارك على أطراف محافظتهم بالجنوب السوري، حيث تستعر المواجهات العنيفة منذ مطلع الأسبوع الحالي في مدينة بصرى الشام الواقعة في أقصى الريف الشرقي من محافظة درعا بين قوات النظام بمساندة من الميليشيات الأجنبية من جهة وبين الجيش الحر من جهة أخرى. حذر شديد في بلدات السويداء بعد محاولات النظام السوري الزج بالمكون الدرزي في حرب خارج أرضه، قد تؤدي إلى فتنة طائفية يسعى النظام لإشغال الجيش الحر في درعا بها، الأمر الذي لاقى رفضاً كبيراً وسط غالبية الدروز ومشايخهم، باستثناءات العائلات التي تطوع أبناؤها ضمن صفوف الجيش السوري، وشاركوا في المعارك الدائرة بمدينة بصرى.

على الجانب المقابل صدرت تطمينات من قبل الجبهة الجنوبية على لسان المتحدث الرسمي باسمها عصام الريس أثناء حديثه مع «القدس العربي» فقال: موقفنا من أهالي السويداء كان ومازال واضحاً، هم سوريون بالنسبة لنا، ومعركتنا لا تستهدف السويداء بل تستهدف خزان الميليشيات المحتشد في بصرى الشام، ونطالبهم بعدم الانجرار وتصديق التجييش الطائفي الذي يروج له النظام لزجهم في حرب مع إخوتهم لطالما امتنعوا عن الانجرار فيها.

وأشار الريس إلى أن هذا التخوف لا مبرر له، حتى أن بعض الفصائل الإسلامية أطلقت سراح أشخاص من الطائفة الدرزية بمبادرات شخصية تعبر عن حسن النيات، فالجبهة الجنوبية هي من تقود الهجوم في بصرى الشام وتمسك بزمام الأمور.

في سياق متصل أصدرت مجموعة من الصحافيين والفنانين والمعارضين السياسيين والنشطاء في محافظة درعا، بياناً حمل عنوان «بيان حول محاولة النظام زج أبناء السويداء في مواجهة أبناء درعا» بمشاركة عدد من نخب الثورة السورية، وأكد البيان على المحاولات المستمرة من قبل النظام لبث الفتن بين المكون السني، وباقي الأقليات للقضاء على الثورة التي انتهجت مبدأ أساسياً منذ انطلاقتها وهو ثورة لكل السوريين.

وحرص الموقعون من خلال البيان على إيصال رسالة لجيرانهم من أبناء جبل العرب تنبههم من خطورة استخدام نظام بشار الأسد لشبان السويداء ليكونوا وقوداً لمشروع إيران، مستذكرين وحدة الحال والتعاون المشترك خلال الثورة السورية الكبرى لدحر الغزاة.

من جهة أخرى أعد ناشطون وسياسيون معارضون للنظام السوري من أبناء السويداء بياناً أبرز ما جاء فيه: هذا النظام المدعوم بالميليشيات الطائفية والإيرانية يحاول من جديد زج أبناء السويداء في مواجهة إخوانهم من درعا، وهو الأمر الذي لا يقبله أبدا حكماء السويداء ولا أبناؤها الأحرار، لأنهم يدركون حساسية المرحلة وخطورة المعركة التي يمر بها أبناء حوران بمواجهة الاحتلال الإيراني ونظام بشار الأسد، بعد أن قتلت قواته على مدى السنوات الأربعة الآلاف من أهالي درعا بوحشية لا توصف.

وأكد الموقعون على البيان أن أبناء السويداء كانوا وما زالوا ضد سياسة القتل والتدمير والتهجير والتي أدت إلى دمار سوريا، وإن كان هناك بعض الضالين من أبناء المحافظة والذين غرر بهم النظام ليسوقهم ضمن اللجان الشعبية خارج حدود السويداء، فهم بالتأكيد لا يمثلون توجه أبناء المحافظة الذي تم التعبير عنه بمواقف كثيرة وواضحة تنص على رفض إقحام أبناء السويداء في قتال إخوانهم والتورط بدماء الأبرياء.

وأوضح البيان أن استخدام النظام لأراضي السويداء في قصف بعض المناطق هو أمر مؤلم وخارج عن إرادة أهالي السويداء وعن رغبتهم، وهو يعبر عن النظام وحده، الذي يستخدم كل الأراضي السورية للغاية نفسها. ودأب أهالي محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية على مدار الأعوام الأربعة من عمر الحراك الثوري السوري في الوقوف على الحياد في غالب الأحيان، باستثناء حركات ومظاهرات وصفت بالخجولة خرجت في بداية الثورة.

 

وسائل إعلام إيرانية: 186 قتيلا من الحرس الثوري في سوريا

إسطنبول – الأناضول- ذكرت وسائل إعلام إيرانية، أمس الثلاثاء، أن عدد قتلى العناصر المنتسبين للحرس الثوري الإيراني الذين يساندون جيش نظام الأسد في سوريا بلغت قرابة 200 شخص.

وأوردت الوسائل أسماء وجنسيات العناصر المنتسبة للحرس الثوري الإيراني المقاتلة إلى جانب النظام السوري، الذين لقوا مصرعهم في معارك ضد قوات المعارضة، في الحرب الدائرة منذ 5 أعوام، والبالغ عددهم 186 شخصا، هم: 19 قائدًا من رتب مختلفة، و167 عنصرًا بينهم 14 أفغانيا، و5 باكستانيين.

ويقاتل إلى جانب جيش النظام السوري، مسلحون من جنسيات لبنانية، وعراقية، وأفغانية، وباكستانية، وذلك بعد أن تمكنت قوات المعارضة من قتل وأسر العديد منهم في المعارك الدائرة في عموم البلاد.

 

قوات المعارضة تخترق خطوط إدلب الأمامية والنظام يرد بالكيماوي

عبسي سميسم

تمكنت قوات المعارضة المسلحة في محافظة إدلب، من اختراق الخطوط الأمامية لقوات النظام في مدينة إدلب، ووصلت إلى قلب المدينة حيث تدور اشتباكات هناك، بينها وبين قوات النظام وعناصر اللجان الشعبية “الشبيحة”، في حين ردت قوات النظام بقصف عنيف بالطائرات طال معظم مناطق المعارضة المحيطة بمدينة إدلب، كما قصفت كلاً من مدينة بنش وبلدة قميناس ببراميل تحتوي على غاز الكلور، وأطلقت صاروخي أرض أرض سقطا على أطراف بنش في الوقت الذي سقط فيه صاروخ أرض أرض داخل الأراضي التركية، بالقرب من مدينة الريحانية الحدودية.

وقال الناشط الإعلامي عبد قنطار “للعربي الجديد”، إنه “بعد الإعلان عن بدء المعركة ببيان رسمي صدر عن غرفة عمليات جيش الفتح التي يشارك فيها عدد من الفصائل، بدأت المعركة بالتمهيد من خلال قصف حواجز النظام المتمركزة على أطراف المدينة، وسرعان ما بدأت عمليات الاقتحام من جميع المحاور، مبينا أنه تم إعلان السيطرة على حواجز (سادكوب، والكهرباء، والمسبح، ومكتب الدور، والغزل القديم، والغزل الجديد، والأعلاف، والسكن الشبابي، والرام، وعين شيب، والمحلج، والمداجن، والقلعة)”، وبين قنطار أن “سيطرة فصائل المعارضة على حاجزي السكن الشبابي، والرام أدى إلى كسر الطوق الأمني حول المدينة، ودخول الثوار إليها، إذ لا تزال الاشتباكات مستمرة إلى الآن داخل المدينة حيث تدور حرب شوارع”، مضيفا أنه في ساعة متأخرة من ليل أمس الثلاثاء، تم إعلان السيطرة على ثكنة المنشرة شرق مدينة إدلب ومقتل العديد من مليشيات الأسد.

وأكد قنطار أن قوات النظام ردت على تقدم المعارضة بإلقاء برميلين محملين بغاز الكلور على مدينة بنش، وأخر على بلدة قميناس، كما قصفت بسلاحها الجوي معظم ريف المحافظة منها التمانعة، ودير سنبل، وركايا، وتفتناز، وبنش، وخان شيخون، بالإضافة إلى محيط المدينة”.

وأكد أحد القادة الميدانيين في مدينة بنش، أن ” قوات النظام قصفت مدينة بنش بصاروح أرض أرض، سقط شرق المدينة ضمن الأراضي الزراعية، كما استهدف الطيران الحربي مدينتي بنش وقميناس ببرميلين محملين بغاز الكلور السام، ما تسبب بحصول نحو 30 حالة اختناق، بينها أطفال”، مبينا أن “الطيران الحربي لم يهدأ طوال الليل” .

وأكد الصحفي محمد النعيمي المقيم في مدينة الريحانية التركية، أن انفجارا هائلا هز المدينة نتج من سقوط صاروخ أرض أرض ضمن الأراضي الزراعية شرق مدينة الريحانية، بعمق نحو خمسة كيلو مترات داخل الأراضي التركية، فيما لم ترد أنباء عن سقوط ضحايا جراء سقوط الصاروخ.

في حين أكد الناشط ابو عبادة من بنش، أن “فصائل المعارضة سيطرت داخل مدينة إدلب على قصر العدل ومبنى التربية ومبنى المحافظ وثكنة الإنشاءات شرق المدينة ومعمل الغاز”، ونفى محافظ إدلب خير الدين عبد الستار السيد، في تصريح صحفي، أن “تكون الفصائل المسلحة حققت أي تقدم في مدينة إدلب، وأن عدد قتلى تلك الفصائل بالمئات إن لم يكن بالآلاف”.

وبين المحافظ أن “نحو 8 مدنيين قتلوا داخل المدينة جراء سقوط عدد من قذائف هاون”، موضحا أن “مقاتلي الفصائل يبعدون كيلومترين عن المدينة”.

وتناقل ناشطون معارضون على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، صورا للعمليات الانتحارية، وأخرى من داخل النقاط التي كان النظام يسيطر عليها.

بدوره قال “المرصد السوري لحقوق الانسان”، إن “ما لا يقل عن 20 من قوات النظام والمسلحين الموالين لها قتلوا في محيط مدينة إدلب”، ذاكرا أن “النظام قام قبل أيام، بنقل بعض الإدارات من مدينة إدلب إلى مدينة جسر الشغور الخاضعة لسيطرته”.

من جانبه، أعلن “جيش الفتح”، المكون من “أحرار الشام، جبهة النصرة، جند الأقصى، جيش السنة، فيلق الشام، صقور الشام، لواء الحق، أجناد الشام”، عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “توتر”، السيطرة على بعض الحواجز منها سادكوب، والكونسروة، وعين شيب، والقلعة، والسكن الشبابي، والرام، وأجزاء من الجامعة، إضافة إلى بعض الأحياء على أطراف المدينة”.

 

مقاتلو درعا: طريق دمشق لا يمر بالسويداء

عبسي سميسم

تحاول قوات النظام السوري التعويض عن فشلها العسكري في معركة “قادسية بُصرى”، جنوب البلاد، التي أطلقتها فصائل المعارضة المسلحة يوم السبت الماضي بهدف السيطرة على مدينة بصرى الشام بريف درعا، وذلك من خلال التجييش الطائفي والمناطقي بين درعا والسويداء، مستغلة وقوع الاشتباكات بالقرب من البلدات ذات الأغلبية الدرزية التابعة لمحافظة السويداء، ومهاجمة حاجز لقوات النظام مع بداية المعركة، يوم السبت الماضي، يقع ضمن مثلث يؤدي إلى ثلاث قرى ذات أغلبية درزية هي ذيبين وبكا وبرد. هجوم أدى إلى سقوط قتلى لجيش النظام وعناصر من مليشيا “الدفاع الوطني” من أبناء محافظة السويداء، وبدأ النظام ينشر الشائعات عبر مناصريه في المحافظة بأن أهالي درعا يريدون اقتحام السويداء، وأوعز لهم أن يشنوا حملة تخوين ضد مناصري الثورة في المحافظة، كما بدأت تعلو أصوات ضمن المحافظة تطالب بتسليح أبناء المحافظة، لدرء الخطر الذي يتربص بهم على حدودهم الغربية.

 

تحييد السويداء

ردّت “غرفة الإعلام العسكري” في الجبهة الجنوبية على هذا التحريض، بإصدار بيان رأى فيه كثيرون في سورية وخارجها، “حكمةً” لتفادي زيادة التوتر المناطقي المذهبي الموجود أصلاً وتاريخياً بين المحافظتين الجارتين في الجنوب السوري. وتوجهت “غرفة الإعلام العسكري” في الجبهة الجنوبية في بيانها إلى أهالي محافظة السويداء، بالقول: “إن النظام السوري، ومن يحتل أرضنا من قوات إيرانية ولبنانية وغيرها لم يقدموا لنا ولكم إلا الويلات، لم يستثن النظام أية فئة من فئات الشعب في حربه ضد التغيير، إذ أتقن لعبة العنف وتأليب الطوائف السورية على بعضها”.

 

وأوضح البيان أنه “منذ يومين، أطلق الثوار معركة القادسية لتحرير مدينة بصرى الشام من مليشيات النظام والاحتلال، وفي بداية المعركة قامت كتائب الثوار بالالتفاف لشرق مدينة بصرى لقطع الإمداد عن العدو”.

وأضاف: “لم ولن تسعى قوات الثورة إلى دخول مناطق السويداء، ولكن كان المطلوب قطع الإمداد من قريتي بكا وذيبين، وما الاشتباكات التي حصلت إلا رد فعل على بعض الذين حاولوا الاصطياد بالماء العكر”.

وتابع البيان بالقول: “أنتم رجال العهد، ونحن للعهد وافون، لن نخلف معكم وعداً، ولن نتراجع عن اتفاقنا معكم، ولن نتراجع عن عهدنا، الذي قطعناه لأنفسنا قبل أن نقطعه لكم، إن طريق الثورة تتجه نحو دمشق، ولا تمر من السويداء، التي نعرف أن فيها رجالاً، وأنها قادرة على تحرير نفسها حين تزف الساعة”.

 

في المقابل، أكدت ناشطة من محافظة السويداء، فضلت عدم ذكر اسمها لـ “العربي لجديد”، أن الشيخ وحيد البلعوس قال “إن من يمت من أبناء السويداء في معركة ضد أبناء درعا سيموت غير مأسوف عليه، وكذلك من يمت من أبناء درعا في معركة ضد أبناء السويداء سيموت غير مأسوف عليه”، في ما يشبه تحريم الاقتتال الطائفي بين أبناء الطائفتين، من قبل البلعوس الذي يُعتبر من مشايخ الطائفة الدرزية، الذي تم إبعاده عن المؤسسة الدينية في الثلاثين من يناير/كانون الثاني الماضي من قبل مشايخ العقل المرتبطين بالنظام، على خلفية تصريحات أدلى بها هاجم فيها سلوك النظام في محافظة السويداء.

تقدُّم المعارضة

ومع تقدم المعارك، سيطرت قوات المعارضة السورية المسلحة، ليل أول أمس الإثنين، على حاجز برد وعدد من الأبنية ومزرعة كانت تتحصن فيها قوات النظام المدعومة بقوات من “جيش الدفاع الوطني” وعناصر من حزب الله والحرس الثوري الإيراني، خلال المواجهات التي تدور بين الجانبين منذ ثلاثة أيام.

 

وأفاد المتحدث الرسمي باسم “الفيلق الأول” التابع لـ”الجيش الحر” ابراهيم نور الدين لـ”العربي الجديد” بأن” معارك الجبهة الجنوبية أثبتت قدرة فصائل وتشكيلات المعارضة على فتح المعارك مهما كانت الحملة التي تشنها قوات الأسد المدعومة بمليشيات حزب الله اللبناني و مرتزقة الحرس الثوري الإيراني”.

 

وأوضح نور الدين بأن “الجبهة الجنوبية تعمل على تخليص المدنيين في الحي الغربي من بصرى الشام من الحصار الذي تفرضه مليشيات الدفاع الوطني ومليشيات حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني، وتحاول قطع كافة طرق الإمداد للميلشيات الطائفية المتواجدة داخل مدينة بصرى الشام”.

 

ولفت المسؤول الإعلامي إلى “أن المعارك على أشدها، لكن هناك تكتماً إعلامياً من أجل نجاح العمل”، مشيراً إلى “سيطرة الثوار على حاجز برد وعدد من الأبنية ومزرعة كانت تتحصن فيها اللجان الشعبية وقوات حزب الله”، إضافة إلى أن “المعارضة لم تستهدف المدنيين مطلقاً، بل ضربت المربعات الأمنية للنظام وأماكن تواجد الدفاع الوطني وحزب الله والحرس الثوري”.

 

البُعد الإيراني

كل ما يحيط بالمعركة في بصرى الشام وحولها بات يحمل أو يُحمَّل أبعاداً طائفية ــ قومية يعتبر كثيرون أن المعارضة المسلحة خيراً فعلت في التخفيف من وزرها عبر إصدارها بيان “تحييد السويداء”. ذلك أن اشتراك عناصر إيرانية بشكل كبير في إدارة معركة بصرى الشام إلى جانب قوات النظام، جعلها تأخذ “أبعاداً إيرانية” صرفة، وخصوصاً نظراً لتسمية المعركة بـ “قادسية بصرى”، تيمناً بمعركة شهيرة بين المسلمين العرب والفرس في العراق، وقعت في العام 636 ميلادي، انتهت بانتصار حاسم للمسلمين ومقتل قائد الفرس رستم فرخزاد، وأحدثت تغييرات أدت إلى إلحاق العراق وفارس بـ”الخلافة الإسلامية”.

 

في المقابل، يستحضر عناصر اللجان الشعبية “الشبيحة” التابعين للنظام من أبناء السويداء أحد رموزهم الدينية الذي يعود لأصول فارسية ويرفعون شعارات كـ “يا سلمان” و”لبيك يا سلمان” التي يضعونها كوشوم على أيديهم في إشارة إلى سلمان الفارسي.

 

وتقع مدينة بصرى الشام التاريخية على بعد 40 كيلومتراً عن مركز مدينة درعا، ونحو 140 كليومتراً عن دمشق، وترتفع عن سطح البحر نحو 850 متراً، وكانت عاصمة دينية ومركزاً تجارياً هاماً وممراً على طريق الحرير الذي يمتد إلى الصين.

 

معركة بصرى الشام: توريط الدروز فشل؟

سالم ناصيف

يبدو أن الاستثمار الميداني من قبل النظام لمعركة بصرى الشام، التي اندلعت مؤخراً شرق درعا قد باء بالفشل، حيث عجز النظام عن حرف مسار المعركة بتغيير وجهة فصائل درعا من طرد النظام والميليشيات الأجنبية المتواجدة فيها، إلى حرب مع جيرانهم من سكان قرى محافظة السويداء، الذين أيضاً رفضوا بدروهم الانصياع للأصوات الطائفية الساعية لنشوب الحرب المبتغاة، خاصة أبناء قريتي بكا وذيبين الدرزيتين.

 

وفي الوقت الذي قتل فيه 8 من المسلحين المحليين المنتشرين على حدود قرية بكا، خلال تأمينهم لمدنيين نازحين من بصرى الشام إلى السويداء، بحسب روايات السكان، نتيجة الاشتباكات المندلعة في محيط المنطقة بين الجيش الحر وقوات النظام، حاول البعض استثمار أمرٍ آخر علّه يحقق الهدف ذاته ولو بشكل إعلامي في أقل تقدير. فقد انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صورة تظهر أحد عناصر الميليشيات المقاتلة إلى جانب النظام، قيل إنها لمقاتل ينتمي لمليشيا طائفية جديدة تعمل إيران على إنشائها داخل محافظة السويداء، يكون قوامها من المقاتلين الدروز تحت مسمى “لبيك يا سلمان” نسبة إلى الصحابي سلمان الفارسي، الذي يحتل مكانة كبيرة لدى الدروز.

 

وأستغربت مصادر عديدة من داخل السويداء التناول السريع لإعلام المعارضة أنباء الميليشيا الجديدة، واصفة ذلك الإعلام بأنه وقع في فخ التهويل وعدم التحقق من صدق الرواية، وبأنه يقدم خدمات مجانية للنظام من حيث لا يدري.

 

مصدر من السويداء أكد لـ”المدن” أن الصورة المنشورة تعود إلى عناصر تم تجنيدهم في وقت سابق أواخر العام الماضي، في صفوف ميليشيا “لواء الجولان”، الذي عمل حزب الله أواخر العام الماضي على تشكيله، لكنّه لم يتمكن من استقطاب سوى العشرات من العناصر، ولم يسجّل لها أي عمل عسكري حتى الآن، الأمر الذي يعتبره البعض دليلاً على فشل هذا المسعى، لأنه لم يتعدَ حدود الاستعراض الشخصي.

 

ولم يستبعد المصدر أن تكون القيادات الأمينة قد سمحت لعناصرها حمل تلك الشارات، وتسهيل طرق الحصول عليها، كون ذلك يخدم أهدافها، إضافة إلى أنه قد يساهم في تخفيف حالة الرفض الشعبي لانتشار السلاح في المحافظة.

 

المصدر لم يستبعد أيضاً أن يكون الموضوع مجرد إشاعة تخدم طبيعة المعركة، التي يواجه فيها مقاتلو الجيش الحر ميليشيات أجنبية طائفية، مشيراً إلى أنه في ما لو كان أمر “لبيك يا سلمان” حقيقة، لكانت الدعوات إلى التجنيد في صفوف الميليشيا قد عمت المحافظة وهذا ما لم يحدث مطلقاً، خلافاً للمرات السابقة التي جرت في السويداء وكانت تتخذ أسلوب الزيارات الاجتماعية الداعية لتلك الفصائل، كما حدث عند تشكيل “لواء الجولان”.

 

وكانت مجموعة من مثقفي درعا قد أطلقت نداءً طالبت فيه أبناء السويداء الحذر من محاولات النظام وحليفه الإيراني زج أبناء السويداء في مواجهات ضد الجيش الحر في درعا، مؤكدة أن أبناءهم يقومون بعمل بطولي يهدف إلى طرد المليشيات من مدينة بصرى والقرى التابعة لها.

 

في المقابل، ردّت مجموعة من الناشطين والمثقفين في السويداء في بيان أثنت فيه على البيان الذي أصدره مثقفون من درعا واصفة إياه بأنه “يحمل نفساً وطنياً جامعاً”، وأكدت فيه أن “السويداء لن تكون يوماً إلا على العهد في حماية وحدة سوريا والحفاظ على روابط الأخوة والكرامة بين أبناء الوطن الواحد”.

 

وفي موازاة ذلك، أصدرت “غرفة الإعلام العسكري، التابعة لـ”الجبهة الجنوبية”، بياناً موجهاً إلى أهالي السويداء قالت فيه إن “طريق الثورة يتجه نحو دمشق ولا يمر من السويداء”. وجاء في البيان “لم تسعَ ولن تسعى قوات الثورة الى دخول مناطق السويداء، ولكن كان المطلوب قطع الإمداد (على النظام) من قريتي بكا وذيبين، وما الاشتباكات التي حصلت إلا رد فعل على بعض الذين حاولوا الاصطياد بالماء العكر.. أنتم رجال العهد، ونحن للعهد وافون، لن نخلف معكم وعداً، ولن نتراجع عن اتفاقنا معكم، ولن نتراجع عن عهدنا، الذي قطعناه لأنفسنا قبل أن نقطعه لكم”.

 

وأضاف البيان “يا أهلنا من بني معروف، رحم الله من مات مظلوماً، وبيننا وبينكم التاريخ والمستقبل الذي سنبنيه سوياً. لن نطلب منكم ما لا طاقة لكم عليه، ولا تتركوا بعض الشبيحة من عملاء النظام يدمرون مستقبلنا المشترك، الذي لا نراه إلا زاهراً”.

 

المعارضة السورية تسيطر على بصرى الشام وتتقدم بإدلب  

أعلنت قوات المعارضة سيطرتها الكاملة على مدينة بصرى الشام جنوب سوريا وقلعتها الأثرية، بينما بدأت معركة السيطرة بالكامل على مدينة إدلب في شمال البلاد.

 

وكانت المعارضة قد بدأت قبل نحو ثلاثة أيام معركة السيطرة على بصرى الشام التي كانت من معاقل النظام المهمة جنوب السويداء. وذكرت مصادر مقربة من النظام أن عشرات الجنود والمدنيين قتلوا في المدينة، كما أعلنت المعارضة السورية المسلحة سيطرتها الكاملة على مدينة بصرى الشام بما في ذلك القلعة الأثرية.

 

وبسيطرتها على بصرى الشام تُحكم المعارضة قبضتها على كامل الريف الجنوبي الشرقي لمحافظة درعا.

 

كما أعلنت فصائل من المعارضة السورية المسلحة عن بدء معركة للسيطرة على كامل مدينة إدلب التي تسيطر عليها قوات النظام شمالي البلاد.

 

وقال مراسل الجزيرة هناك إن مقاتلي جيش الفتح التابع للمعارضة السورية المسلحة تمكنوا من السيطرة على حاجزي سادكوب والشيب شرق المدينة بعد استهدافهما بسيارتين ملغمتين، مما أوقع عشرات القتلى من جنود النظام.

 

السوريون ليسوا أرقاما.. حملة للتنديد بقمع النظام

العربية.نت

 

أطلقت مجموعة ناشطين حملة “السوريون ليسوا أرقاماً”، التي كتب المشاركون فيها أرقاماً تشير إلى عدّاد المعتقلين والضحايا في سجون النظام على جبينهم، احتجاجاً على صور ضحايا التعذيب والتجويع التي سربها “قيصر” من مشفى (601) التابع للنظام.

 

ويقول أحد مؤسسي الحملة، رامي العاشق لـ”زمان الوصل”: بدأت الفكرة بعد تسريب صور الشهداء، وكان من بينهم أصدقاء عرفنا سابقاً باستشهادهم تحت التعذيب، لكن صورهم أفجعتنا، وآخرون عرفنا باستشهادهم من الصور المسربة.

 

ويشير الناشط والصحافي إلى أن حملة “السوريون ليسوا أرقاماً” بدأت بجهود فردية من الإعلامية ميس إدوارد المقيمة في السويد، والإعلامي إياد شربجي المقيم في أميركا.

 

وبعدما قرر الناشطون توحيد جهودهم والذهاب إلى أبعد من مشاركة صورة على مواقع التواصل، قامت الكاتبة غرام الحسين بإنشاء صفحة للحملة، ودعت إليها الناشطة والطبيبة الفلسطينية ليات بنّا، كما صمم غرافيك الصفحة جمع صور الشهداء المصمم والمصور تامر تركماني، حسب العاشق الذي يعتبر أحد مؤسسيها أيضا.

 

ويؤكد رامي العاشق أن عددا كبيرا من الناشطين ساهم في إطلاق وتأسيس الحملة، وأن بعضهم يفضل العمل في الظل، واصفا الحملة بأنها رد فعل منظم على “الجريمة المروّعة”، التي فضحتها صور “قيصر” المسربة.

 

ويضيف: “لأن إدانة النظام في المجتمع الدولي دوما تصطدم بالفيتو الروسي والصيني، بدأ الناشطون بالتواصل بشكل مباشر وغير مباشر مع أهالي الضحايا السوريين وممن يحملون جنسيات أخرى، إضافة للسورية، بهدف رفع دعوى قضائية على النظام لدى قضاء البلدان الثانية للضحايا”.

 

ويتابع العاشق: “نحن أمام ملف قضائي حقوقي كبير علينا العمل عليه معاً لتحقيق ما أمكن من العدالة، لأن العالم لا يفعل شيئا سوى المتابعة وعدّ الأرقام، ونحن لا نريد أن نكون رقما على الفضائيات وفي صفحات الجرائد”.

 

وردا على سؤال فيما إذا كان مؤسسو الحملة، مازالوا يؤمنون بأن صفحات “فيسبوك” قادرة على إحداث أي تغيير، أجاب: “لصفحات التواصل الاجتماعي تأثيرها، ولكن الأهم من ذلك جدوى التأثير وبوصلته وهدفه، إذا ما استطعنا مراكمة عمل حقيقي وأوصلناه إلى المجتمعات الأخرى، ما سيُحدِث تأثيرا في الاتجاه الصحيح وليس ضجيجا منفّرا”.

 

ويشير العاشق إلى أنهم يستهدفون الجمهور السوري وغير السوري، موضحاً أن الحملة انطلقت بالعربية والإنجليزية وستتطوّر.

 

وأكمل حديثه: “سيكون معنا مواطنون أوروبيون وغير أوروبيين، وسيتحدّثون بلغاتهم، وسيصورون ويبثون مقاطع فيديو دعما لهذه الحملة”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى