أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأربعاء 27 شباط 2013

محادثات «جدية ومعمقة» بين كيري ولافروف لتطبيق بيان جنيف

نيويورك – راغدة درغام؛ برلين – اسكندر الديك

لندن، موسكو، دمشق، بيروت – «الحياة»، رويترز، ا ب، ا ف ب – هيمنت الأزمة السورية وآفاق الحل السياسي على المحادثات التي أجراها امس في برلين وزير الخارجية الأميركية جون كيري مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، بعد اجتماع الوزير الاميركي مع المستشارة الألمانية أنغيلا مركل ووزير خارجيتها غيدو فيسترفيلله. وقالت فيكتوريا نولاند الناطقة باسم الخارجية الاميريكية ان الوزيرين اجتمعا لمدة ساعة و45 دقيقة وامضيا اكثر من نصف هذه المدة في مناقشة الوضع السوري. ووصفت المحادثات بانها كانت «جدية وعميقة». وناقش الوزيران كيفية تطبيق اتفاق جنيف بهدف الاتفاق على صيغة تسمح بتشكيل حكومة انتقالية. وطالب لافروف المعارضة السورية بتسمية ممثليها للحوار مع النظام.

وكان لافروف استبق اجتماع برلين بانتقاد من وصفهم بـ «المتشددين الذين يراهنون على حل عسكري للمشاكل السورية ويعيقون المبادرات لبدء الحوار». وقال «انهم يسيطرون فيما يبدو حتى الان على صفوف المعارضة السورية بما في ذلك ما يسمى بالائتلاف الوطني

وقال برهان غليون الرئيس السابق لـ «المجلس الوطني» السوري، لـ «الحياة» في لندن، ان المعارضة تعتبر روسيا طرفاً غير محايد في الازمة السورية، وطالب الدول الصديقة بالحد من الدور الروسي في المفاوضات وتصريحات الوزير لافروف لا تقل تشدداً حيال الثورة السورية عن تصريحات وزير الخارجية السوري وليد المعلم. وقال ان اجتماع «اصدقاء الشعب السوري» في روما سيركز على مسألتين: اتخاذ موقف ثابت من قبل الدول الصديقة من مسألة الحوار وشروطه، والثانية ضرورة تحديد مستقبل العمل الميداني واهمية تمكين المعارضة من مواجهة القوة المتفوقة للنظام. واشترط غليون ان تحاط مشاركة موسكو في اي وساطة باطار قانوني وان تكون مواقف المعارضة مدعومة من قبل اصدقاء سورية بشكل يحد من الدور المنحاز لموسكو، وبحيث لا تأتي اي تسوية لصالح النظام.

وعن تمكين المعارضة من المواجهة العسكرية وضرورة حماية المدنيين في مناطق الشمال السوري قال غليون ان «الائتلاف» سيقترح توسيع نطاق عمل صواريخ «باتريوت» داخل الاراضي التركية الى حوالي 10 كلم من الحدود السورية، بحيث تستطيع رد صواريخ «سكود» التي تتعرض لها مناطق حلب وادلب وبالتالي تحد من حجم الدمار والقتل الذي يلحق بهذه المناطق. وكانت منظمة «هيومان رايتس واتش» ذكرت ان قصف النظام لهذه المناطق في الاسبوع الماضي ادى الى مقتل أكثر من 141 شخصا من بينهم 71 طفلا.

وقالت مصادر في المعارضة السورية ان «الائتلاف الوطني» يسير باتجاه تشكيل «حكومة سورية الحرة» التي ستعتمد بشكل رئيسي على عائدات النفط في شمال شرقي البلاد، اضافة الى عائدات الجمارك في مناطق الحدود الشمالية التي تسيطر عليها المعارضة.

من جهة اخرى علمت «الحياة» ان الروس ابدوا اعتراضاً شديد اللهجة على استخدام النظام السوري صواريخ «سكود» في القصف الاخير الذي تعرضت له مدينة حلب، وابلغوا هذا الاعتراض للمعلم خلال زيارته الاخيرة لموسكو. وقالت مصادر مطلعة ان الزيارة التي كان رئيس «الائتلاف الوطني» السوري معاذ الخطيب ينوي القيام بها الى موسكو لم تلغ بل تأجلت الى موعد جديد وينتظر ان يقوم بها في 12 او 13 شهر آذار (مارس) المقبل.

وفي نيويورك، أكد فرحان حق نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أن أحد الموظفين الدوليين في قوة «أندوف» العاملة في الجولان السوري المحتل «مفقود وأن الأمم المتحدة تجري اتصالات مع الأطراف لمعرفة مصيره» من دون أن يحدد ما إذا كانت الأطراف تشمل المعارضة السورية أم الحكومتين السورية والإسرائيلية فقط. وفيما رفضت الأمم المتحدة إعطاء مزيد من التفاصيل، قال ديبلوماسيون إن «الموظف كندي الجنسية واسمه كارل كامبو يعمل مستشاراً قانونياً في بعثة أندوف وهو متوار منذ ٦ أو ٩ أيام» وأن مصيره «غير معروف حتى الآن». ولم توضح من هي الأطراف التي يجري الاتصال بها لمعرفة مصير الجندي الكندي المفقود.

ودان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون «التقارير عن هجمات بصواريخ سكود على حلب والتفجيرات الكبيرة في دمشق». ونقل مساعد بان للشؤون السياسية جيفري فلتمان عنه «الدعوة الى وقف إرسال الأسلحة الى كلا الطرفين في سورية من كل الدول» مشدداً على أن «مرتكبي الجرائم في سورية سيخضعون للمحاسبة» وأن «جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية لا تخضع لتقادم الزمن».

وجدد بان التأكيد على ضرورة الاستجابة الى مبادرة رئيس «الائتلاف الوطني» السوري أحمد معاذ الخطيب مشيراً الى أنه «متشجع حيال مواقف أعضاء في مجلس الأمن داعمة لمقترح الخطيب».

ويستمع مجلس الأمن اليوم الى مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فاليري آموس التي ستقدم تقريراً حول الوضع الإنساني في سورية وعمل الأمم المتحدة الإنساني فيها.

سورية: اشتباكات عنيفة داخل المسجد الاموي

بيروت – ا ف ب

تدور اشتباكات عنيفة في محيط وداخل باحة الجامع الاموي الكبير في حلب الذي تمكن مقاتلو المعارضة من اقتحامه، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.

واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان “مقاتلي المعارضة تمكنوا من اقتحام الجامع، وان المعارك تدور في حرمه“.

وافاد المرصد في وقت سابق عن استمرار الاشتباكات في حي السبع بحرات في وسط حلب وفي احياء المدينة القديمة وقرب القلعة الاثرية ومحيط الجامع الاموي.

وذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية “سانا” ان “ارهابيين استهدفوا اليوم بعبوة ناسفة السور الجنوبي للجامع الاموي الكبير بمدينة حلب ما اسفر عن وقوع اضرار كبيرة فيه وفي المنطقة المجاورة

نهاية صادمة في سورية لاستضافة اللاجئين الفلسطينيين

محمد خالد الأزعر *

من دون أية مقدمات أو انذارات مبكرة، بوغتت جماعة اللاجئين الفلسطينيين في سورية بواقع متغير شديد المرارة؛ بما أوقعها في لجة من الحيرة وأوقفها أمام خيارات صعبة وتحديات عاصفة لم تألفها لأكثر من ستين عاماً.

في سيرة اللجوء الفلسطيني الممتد في أرض العرب بعامة، ومستجدات ما بعد اندلاع النزاع الأهلي في سورية بخاصة، ما يؤكد صحة القاعدة الفقهية القائلة إن الحل الأمثل لقضية اللاجئين، أي لاجئين في كل مكان وزمان، هو عودتهم الى أوطانهم الأم، وأن أي حل بديل آخر يظل مشوباً بالنقص الذي قد يتجلى في وقت لاحق طال الزمن أو قصر.

على صعيد الاحتياجات الأساسية للإنسان، كحقوق السكن والتعليم والعمل والتنقل والملكية، وبقية شروط الحياة السوية، لم يتم التعاطي عربياً مع اللاجئين الفلسطينيين ككتلة مصمتة واحدة. فقد تراوحت أوضاعهم الحقوقية بين الجودة والسوء وفق أماكن اللجوء وطبيعة النظم السياسية فى الدول التى استقبلتهم. ثم إن هذه الأوضاع طرأت عليها أحياناً تحولات جوهرية داخل الدولة المضيفة الواحدة، وفقاً لتطورات داخلية أو إقليمية لم يكن للاجئين دخل في تحديدها.

وهكذا، فإنه إذا كانت النظرة البانورامية الشاملة، تساوي للوهلة الأولى بين أوضاع اللاجئين الفلسطينيين، باعتبارهم عرباً بين مضيفين عرب، فإن التأمل في التفصيلات من قريب يبين أننا في صدد قطاعات مختلفة نسبياً من اللاجئين يخضعون لأكثر من مقاربة قانونية في البلاد المضيفة.

على سبيل التوضيح، لنا أن نلاحظ عدم التساوي بالمطلق بين الأوضاع الحقوقية والشروط الحياتية لكتلتي اللاجئين في كل من سورية ولبنان، وذلك على رغم قصر المسافة الجغرافية الفاصلة بينهما، التي لا تزيد كثيراً عن رمية حجر. فبينما ظل اللاجئون في سورية يحظون بحقوق ترقى تقريباً إلى مساواتهم بالمواطنين السوريين الأقحاح، وقع لاجئو لبنان في قعر المجتمع المضيف وعلى هوامشه بكل ما تنطوي عليه هذه المكانة من معانٍ سلبية.

للإنصاف، فإنه طوال أعوام اللجوء الفلسطيني الموشاة بالمرارات منذ نكبة 1948 وصولاً الى اللحظة الراهنة الدامية، ظل التعامل السوري مع اللاجئين بمثابة المثال الذي تهفو إليه أفئدة العاطفين على تحسين أحوال اللاجئين الفلسطينيين عموماً فى الرحاب العربية قاطبة. وفي مقابل الاستقرار الحقوقي في المثل السوري، سيق اللاجئون في نماذج الدول المضيفة الأخرى الى الخوض عنوة في قضايا خلافية وجدالية داخلية وإقليمية، ارتدت على شؤونهم بخسائر فادحة.

ففي لبنان منتصف سبعينات القرن الماضى، أجبر اللاجئون على أن يكونوا طرفاً بين فرقاء حرب أهلية شبه طائفية. وكان من تبعات غزو عراق صدام حسين للكويت عام 1990 أن دفع بعض فلسطينيي الملاجئ الخليجية، وفي طليعتها الكويت، ثمناً باهظاً من أنفسهم وأموالهم واستقرارهم، وتحولوا الى لاجئين للمرة الثانية والثالثة، ومنهم من صار عالقاً على الحدود المشتركة في صحارى وقفار الشام وشمال شبه الجزيرة العربية. وحدث الشيء ذاته للفلسطينيين في العراق جراء احتلاله العام 2003؛ الذين انتهت السياحة المؤلمة ببعضهم في أرض الله الى اقامة مزرية في البرازيل. ولم يجد نظام العقيد القذافي البائد وسيلة لإثبات أن اتفاق أوسلو عام 1993 لم يقم دولة فلسطينية، غير إلقاء مئات من اللاجئين على قفار الحدود الشرقية لبلده، كي تتولى قيادتهم تطبيق حقهم في العودة إن استطاعت!

بين يدى هذه الأمثلة ونحوها، لم تعبأ العواصم المضيفة بعذابات اللاجئين وإنسانيتهم، ولا انشغلت أو ارتدعت بأنهم جزء من لحم الأمة ودمها؛ قدر له مواجهة غزوة وضعت قدمها في فلسطين أولاً، وأن بلاد العرب كلها ربما كانت مرشحة لخطواتها التالية في شكل أو آخر. بل ولم يسأل صناع السياسة والقرار في هذه العواصم أنفسهم، عما إذا كانت قيودهم على حيوات هؤلاء اللاجئين تتناسب والعهود والمواثيق الإقليمية والدولية الخاصة بمعاملة اللاجئين عموماً، حتى وإن لم يكونوا عرباً أمثالهم؟

ما يعنينا من استحضار هذه الوقائع التذكير بأن لاجئي الاستضافة السورية ظلوا مطولاً بعيدين نسبياً عن تبعات الاحتقانات والمشادات والاشتباكات الداخلية والبينية العربية؛ التي أوقعت نظراءهم في دول مضيفة مجاورة في أحابيلها. والظاهر أن هذه «النعمة» أوشكت على الأفول وبطريقة انعطافية حادة وبالغة القسوة، نتيجة الصراع الدامي بين النظام السوري ومعارضيه. والعبرة هنا أنه في غضون هذا الصراع، أطلت القاعدة التي سرت على بقية قطاعات اللاجئين الفلسطينيين، بحيث أضحى لاجئو سـورية بـدورهم في مـرمـى نـيران لم يألفوها من قبل ولا يدرون كيف يتـقـون لـظاهـا. وهم الآن بين عدو يتجـهـمهم وشـقيـق مـلك أمـرهـم ومدارات حياة لم يجربوها. ومن المؤكد أن هؤلاء يعانون راهناً أزمنة طاحنة، لا سيما في اللحظات التي يعن لهم فيها القياس والمقارنة بين ما كانوا فيه بالأمس القريب وما أصبحوا عليه اليوم.

وبغض النظر عن التلاؤم المحتدم حول الجهة المسؤولة عن استدراج اللاجئين الى هذه المعمعة، تبقى النتيجة واحدة وهي أن حالة اللجوء الفلسطيني تضع أصحابها على حافة أخطار، بعضها معلوم يمكن اتقاء شروره ولو بشق الأنفس، وبعضها مجهول لا يدري أحد متى وكيف ومن أين يقع؟ وفي ذلك حجة داحضة للزعم بأن معالجة هذه الحالة قد تمر بسلام من دون تطبيق حق العودة الى الوطن الأم.

* كاتب فلسطيني

لافروف بعد لقائه كيري: اتفقنا على المساعدة لبدء حوار سوري

المعارضة تدعو إلى تشديد العقوبات على النظام وقتال عنيف في حلب

    (و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ)

صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بعد محادثات أجراها مع نظيره الاميركي جون كيري في برلين أمس، بان على المعارضة السورية أن تجري محادثات مع نظام الرئيس السوري بشار الاسد.

 ونقلت عنه وكالة “انترفاكس” الروسية المستقلة: “نحن ندعو المعارضة التي ستلتقي ممثلين لعدد من الدول الغربية والاقليمية في روما، الى ان تعلن كذلك انها مع الحوار، لأنها اطلقت تصريحات متناقضة في هذا الشأن، وليس فقط ان تعلن بل كذلك ان تسمي فريقها التفاوضي“.  

 وقال ان ممثلي النظام السوري “اكدوا لنا ان لديهم فريقا تفاوضيا وانهم مستعدون لبدء الحوار في اسرع وقت ممكن”. واضاف انه وكيري اتفقا خلال لقائهما على بذل كل ما في وسعهما للمساعدة في بدء محادثات في البلد الذي يمزقه النزاع. وأوضح بالنسبة الى الازمة في سوريا “ان اهم شيء هو اننا اكدنا ادراكنا المشترك بان استمرار العنف لا يمكن تحمله، وتصميمنا على  ان نفعل كل ما يترتب على روسيا والولايات المتحدة فعله… طبعاً ليس كل شيء يترتب علينا، ولكن سنفعل كل ما يترتب علينا لايجاد الظروف التي ستسهل بدء حوار بين الحكومة والمعارضة في اسرع وقت ممكن”. واكد “ان أحداً “لن يحل للسوريين مشاكلهم، ولكن كي تبدأ مناقشة هذه المسألة، من الضروري الجلوس الى طاولة التفاوض“.

 وكان لافروف ندد في وقت سابق بالمعارضين “المتطرفين” في سوريا واتهمهم بالمراهنة على الحل العسكري وعرقلة اي محاولة لاجراء حوار. وهو كان التقى الاثنين في موسكو وزير الخارجية السوري وليد المعلم الذي اعلن ان نظام الاسد مستعد لاجراء محادثات مع المعارضة المسلحة.

 ويقوم كيري حتى 6 اذار بجولته الخارجية الاولى منذ توليه وزارة الخارجية وقد اغتنم فرصة مروره في برلين لعقد لقاء ثنائي مع لافروف. وقال وهو يصافح لافروف امام المصورين قبل بدء اللقاء : “انا سعيد، نحن نعرف واحدنا الاخر“.

 ودعت مجموعة العمل  لـ”اصدقاء الشعب السوري” المؤلفة من 56 دولة الى زيادة الضغوط على نظام الرئيس السوري بشار الاسد، وذلك خلال لقاء عقدته في صوفيا في اطار الاعداد للقاء الوزاري لهذه المجموعة المقرر الخميس في روما. وقالت في بيان ان المجموعة “تكرر دعوتها جميع الدول الى فرض حظر على المنتجات النفطية السورية والامتناع عن شراء الفوسفات السوري” الذي يستخدم في مجال الاسمدة الزراعية. ودعت المجتمع الدولي الى احترام الحظر المفروض على بيع سوريا السلاح كما اكدت “التزام الامتناع عن طبع العملة للحكومة السورية“.  

  الوضع الميداني

ميدانياً، تستمر الاشتباكات العنيفة في مدينة حلب بشمال سوريا وخصوصاً في محيط الجامع الاموي الكبير الذي يحاول مقاتلو المعارضة الاستيلاء عليه.

وسقطت خمس قذائف هاون على مبنى قناة الفضائية التربوية السورية الكائن في حي برزة بدمشق، مما  تسبب بأضرار مادية بالمبنى من دون وقوع اصابات بين العاملين فيه.     

وأوردت صحيفة “النيويورك تايمس” ان السعودية تمد المسلحين السوريين المعارضين لنظام الاسد باسلحة اشترتها من كرواتيا. (راجع العرب والعالم)

    واتهم  رئيس حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي صالح مسلم في مؤتمر صحافي في باريس،  السلطات التركية بـ”حرف الثورة عن مسارها والمشاركة في عسكرتها ودعم مجموعات جهادية”. ومعلوم ان حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي هو الفرع السوري لـ”حزب العمال الكردستاني” الانفصالي في تركيا.   

   الفاتيكان

 وفي حاضرة الفاتيكان،  وجه رئيس المجمع الحبري للكنائس الشرقية الكاردينال ليوناردو ساندري الى اساقفة العالم اجمع نداء لرفع “تضرعات ملحة” الى الله من اجل مساعدة سوريا التي تمزقها الحرب الاهلية.

 وفي هذا “النداء لجمع الاموال من اجل دعم مسيحيي الاراضي المقدسة” الذي صدر بست لغات، فيما سيستقيل البابا بينيديكتوس السادس عشر غداً، اعتبر الكاردينال الارجنتيني ان “مصير سوريا سينعكس على الشرق الاوسط برمته”. وكرر دعوة بينيديكتوس السادس عشر في كانون الثاني الى الصلاة “كي تستمد المجموعات المسيحية في الشرق الاوسط التي غالباً ما تتعرض للتمييز، من الروح القدس القوة والوفاء والرجاء” التي تحملها على البقاء في اراضيها. وتهدف هذه الرسالة التي وجهت في زمن الصوم، الى اطلاع الكنيسة على مشاكل المؤمنين الذين يعيشون في القدس واسرائيل وفي الاراضي الفلسطينية وفي البلدان المجاورة (سوريا ولبنان والاردن ومصر).

فيلتمان يحذر من جرّ لبنان إلى الصراع بسبب تهريب السلاح عبر الحدود

لافروف وكيري: اتفاق على تهيئة ظروف الحوار السوري

أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف انه اتفق مع نظيره الأميركي جون كيري، خلال لقائهما في برلين أمس، على بذل موسكو وواشنطن «كل ما في وسعهما لتهيئة الظروف لإطلاق الحوار بين المعارضة والسلطات السورية بأسرع ما يمكن»، وذلك بعد ساعات من إشارته إلى أن على واشنطن أن تحاول إقناع المعارضة بالتخلي عن مطالب بضرورة تنحي الرئيس السوري بشار الأسد قبل بدء المحادثات، قائلا ان دمشق جهزت وفدها التفاوضي، ويتحتم على المعارضة القيام بالامر ذاته.

وفي حين أعرب وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان، عن «القلق من إمكانية أن يؤدي أي عمل إلى جر لبنان إلى أتون الصراع، خاصة مع وجود تقارير بشأن تواصل نقل السلاح عبر الحدود بما يخالف الالتزامات الدولية»، تعرض الجامع الأموي الكبير في حلب للمزيد من الأضرار جراء الاشتباكات في داخله بين القوات السورية والمسلحين الذين فجروا عبوة في احد أسواره.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند إن اللقاء بين لافروف وكيري، في برلين، استمر لمدة ساعة و45 دقيقة، استحوذت الأزمة السورية على أكثر من نصفها، مشيرة إلى أنها «كانت عبارة عن جلسة جادة جدا». وأوضحت أن الوزيرين بحثا كيفية تطبيق «اتفاق جنيف» الصادر في 30 حزيران الماضي، والذي يدعو الحكومة السورية والمعارضة إلى التحاور وتأليف «حكومة انتقالية».

وقال لافروف، بعد الاجتماع مع كيري الذي يلتقي اليوم الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في باريس، «نحن نأمل بان المعارضة التي ستجتمع في روما مع ممثلي الدول الغربية والإقليمية ستعرب عن التأييد للحوار، لأنه كان جاء على لسان المعارضة تصريحات متضاربة بهذا الشأن، ونأمل ألا تؤيد الحوار فحسب، بل وتسمي فريقها للتفاوض». وذكر بزيارة وزير الخارجية السوري وليد المعلم إلى موسكو أمس الأول، مشيرا إلى أن «ممثلي دمشق الرسميين أكدوا لنا وجود فريق للتفاوض لديهم، واستعدادهم لبدء الحوار بأسرع ما يمكن».

وقال لافروف «الأهم هو أننا أكدنا تفاهمنا بشأن عدم القبول باستمرار العنف، وانطلاقا من هذا التفاهم، أكدنا عزمنا على فعل كل ما يتوقف على روسيا والولايات المتحدة. بالطبع لا يتوقف علينا كل شيء، لكننا سنبذل كل ما وسعنا لتهيئة الظروف لإطلاق الحوار بين الحكومة

والمعارضة بأسرع ما يمكن». وأشار إلى أن «مشاكل السوريين لن يحلها احد غير السوريين أنفسهم، ولكن يجب الجلوس إلى طاولة المفاوضات لكي تبدأ مناقشة الحل».

وكان لافروف قال، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الهولندي فرانز تيمرمانز في موسكو، «على واشنطن أن تحاول إقناع المعارضة السورية بالتخلي عن مطالب بضرورة ترك الأسد للسلطة قبل بدء المحادثات». وأضاف «خلال اتصالاتنا مع دول أخرى، يمكنها أن تؤثر على الأطراف في سوريا لاحظنا وجود فهم متزايد للحاجة للتأثير، سواء على الحكومة أو على المعارضة، أولا قبل كل شيء حتى لا يصدر منها طلبات غير واقعية كشروط لبدء الحوار. هذا ما سنبحثه مع كيري. خلال أحدث مكالمة هاتفية تكون لدي انطباع عن أنه متفهم لمدى حدة الوضع في سوريا».

وأضاف «قبل عدة أيام كان يبدو أن شروط جلوس الأطراف لإجراء محادثات تتضح. كانت هناك مطالب تؤيد بدء الحوار سريعا، لكن ظهر رفض لمثل هذا المسلك. يبدو أن المتطرفين الذين يراهنون على الحل العسكري لمشكلات سوريا، ومنع مبادرات بدء الحوار أصبحوا الآن يهيمنون على صفوف المعارضة السورية، بما في ذلك ما يسمى بالائتلاف الوطني».

وذكر البيت الأبيض، في بيان، إن نائب الرئيس الأميركي جو بايدن اتصل برئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض احمد معاذ الخطيب مرحبا بقراره السفر إلى روما لحضور مؤتمر «أصدقاء سوريا» غدا. وأضاف أن «بايدن أكد للخطيب إن اجتماع روما سيتيح فرصة للتشاور بشأن سبل تسريع المساعدات للمعارضة والدعم للشعب السوري».

فيلتمان

وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان، خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي حول الشرق الأوسط، إن «آلة الدمار العسكري تواصل مهمتها في سوريا، وسط مخاوف من أن يتم جر الدول المجاورة، ولاسيما لبنان، إليها»، مؤكدا «أهمية دعوة الأمين العام بعدم تسليح أي من الجانبين المتورطين في الصراع الدائر هناك».

وأضاف فيلتمان أن «الموقف بشكل عام مستقر في لبنان، لكن التوتر زادت حدته في منطقة الحدود الشرقية الشمالية». وأضاف «نحن نشعر بالقلق من إمكانية أن يؤدي أي عمل إلى جر لبنان إلى أتون الصراع، خاصة مع وجود تقارير بشأن تواصل نقل السلاح عبر الحدود بما يخالف الالتزامات الدولية».

وحذر فيلتمان من العنف الذي ترتكبه الجماعات المتطرفة الأجنبية في سوريا، مؤكدا أنه «لا ينبغي أن يكون هناك أي مكان في سوريا في المستقبل لكل من تعامل بحدة وانتهازية في النزاع الدائر أو استخدم التطرف المذهبي والعقائدي لمحاولة احتكار السلطة»، مؤكدا أن «سوريا المستقبل لن تكون لمجموعة واحدة بل ستستوعب وتحترم حقوق جميع مكونات المجتمع السوري من دون استثناء».

واعتبر فيلتمان «اقتراح قبول رئيس الائتلاف الوطني السوري احمد معاذ الخطيب للحوار بأنه تطور ايجابي»، ودعا «جميع الأطراف في سوريا للدخول بأقرب وقت ممكن بمحادثات على أساس إعلان جنيف، وذلك بهدف ضمان وضع حد لإراقة الدماء وتأمين تحقيق الانتقال السياسي في سوريا بما يلبي الطموحات المشروعة للشعب السوري ويحافظ على وحدة وسيادة وسلامة أراضيها واستقلال الأمة السورية بكاملها».

ميدانيا

تدور اشتباكات عنيفة بين القوات السورية والمسلحين في محيط وداخل الجامع الأموي الكبير في حلب، ومعارك في بلدة خان العسل في ريف حلب الغربي. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيان، أن «اشتباكات عنيفة تدور بين القوات النظامية ومقاتلين من عدة كتائب في محيط الجامع الأموي الكبير في مدينة حلب، وتسمع أصوات إطلاق الرصاص والانفجارات في المنطقة».

وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن «إرهابيين استهدفوا بعبوة السور الجنوبي للجامع الأموي الكبير بمدينة حلب ما أسفر عن وقوع أضرار كبيرة فيه».

وأضاف المرصد أن «الاشتباكات مستمرة بعنف لليوم الثالث على التوالي في محيط مدرسة الشرطة في خان العسل، فيما يقوم الطيران بالإغارة على مواقع المسلحين». وتابع إن «المعارك أسفرت خلال 48 ساعة عن مقتل ما لا يقل عن 29 مقاتلا، و45 عنصرا من القوات السورية». وتابع «نفذت طائرات حربية غارات جوية على مناطق عدة في محافظات ريف دمشق ودير الزور والرقة وادلب ودرعا».

السفير»، ا ف ب،

ا ب، رويترز، ا ش ا)

فيلتمان يطرح قضية المملوك وسماحة: قلق من عدم اتفاق اللبنانيين على الانتخابات

خلال جلسة دورية أمام مجلس الأمن حول الشرق الأوسط، تطرّق وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان لمذكرات التوقيف اللبنانية بحق العميد السوري علي المملوك، المتهم إلى جانب الوزير اللبناني السابق ميشال سماحة، بمحاولة ارتكاب مؤامرة إرهابية ضد لبنان. كما تناول القرارات التي أصدرها القاضي اللبناني المختص في القضية بتاريخ 20 شباط الحالي ضد المتهمين الثلاثة بهذه القضية.

وفي سياق آخر، تطرّق فيلتمان لقرار المحكمة الدولية الخاصة بلبنان والقاضي بتأجيل بدء محاكمات المتهمين بقضية اغتيال رئيس الوزراء رفيق الحريري عن الموعد المؤقت الذي كان مقرّراً لذلك، أي بتاريخ 25 آذار، وأعرب عن تطلعه بأن يتم تحديد موعد بدء هذه المحاكمات قريباً. كما اعتبر أن الذكرى الثامنة لاغتيال الحريري، التي صادفت في 14 شباط الحالي، كانت مناسبة للتشديد على ضرورة تحقيق العدالة في تلك الاغتيالات في لبنان.

وفيما وصف الوضع الأمني على طول امتداد الخط الأزرق في الجنوب بأنه هادئ بشكل عام، أعرب فيلتمان عن قلق الأمم المتحدة إزاء زيادة عدد الانتهاكات الجوية الإسرائيلية للأراضي، مشيراً للغارة الجوية التي ارتكبتها إسرائيل في سوريا نهاية الشهر الماضي. في المقابل، جدّد دعوة الأمين العام جميع الأطراف المعنية لمنع التوتر والتصعيد والتقيد بالتزاماتها إزاء احترام السلامة الإقليمية وسيادة جميع الدول في المنطقة.

وفي النهاية، أعرب فيلتمان عن قلق الأمم المتحدة لعدم توافق الأطراف اللبنانية حتى الآن حول مشروع قانون الانتخابات البرلمانية المقررة في حزيران المقبل، مشدداً على أهمية إجراء انتخابات حرة ونزيهة وذات مصداقية لضمان الاستقرار في لبنان. كما شجع جميع الأطراف اللبنانية على العمل من أجل ضمان إجراء هذه الانتخابات على أساس توافقي وفي الإطار الزمني والقانوني والدستوري المحدد لذلك. («السفير»)

إسرائيل تعيد ستة مصابين سوريين إلى بلادهم بعد علاجهم

القدس المحتلة- (رويترز): قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن اسرائيل أعادت الاربعاء ستة من سبعة سوريين جرحى إلى بلادهم بعد أن تلقوا العلاج في مستشفياتها اثر اصابتهم خلال الصراع الدائر بين مقاتلي المعارضة وقوات الرئيس السوري بشار الاسد.

وأدخلت إسرائيل السوريين السبعة يوم 16 فبراير شباط عبر هضبة الجولان السورية المحتلة التي شهدت سفوحها الشرقية اشتباكات بين مقاتلي المعارضة وقوات الاسد. ولم يكشف مسؤولون اسرائيليون المزيد من التفاصيل عن هوية المصابين.

قالت متحدثة باسم الجيش الاسرائيلي ان ستة من المصابين غادروا المستشفى وعادوا إلى سوريا اليوم. وأضافت ان المصاب السابع لا يزال تحت الرعاية الصحية في إسرائيل وان اصابته شديدة.

وأصدر الجيش الاسرائيلي بيانا قال فيه ان عملية اعادة السوريين “تمت في مكان لم يعلن عنه حرصا على سلامتهم الشخصية“.

وإسرائيل وسوريا في حالة حرب من الناحية الرسمية.

مجموعة سورية تتبنى قرصنة حساب لوكالة فرانس برس على موقع تويتر

باريس- (ا ف ب): اعلنت إدارة وكالة فرانس برس أن حسابا للوكالة على موقع تويتر تعرض للقرصنة بعد ظهر الثلاثاء من قبل ناشطين قالوا انهم يدعمون النظام السوري بقيادة الرئيس بشار الاسد مشيرة إلى أن الوثائق والاخبار التي نشرت على هذا الحساب ليست تابعة للوكالة.

وقالت الادارة في بيان “منذ الساعة 17,45 (16,45 ت غ) تعرض حساب وكالة فرانس برس- صور للقرصنة. ان الوثائق التي نشرت لا تعود للوكالة. تأخذ وكالة فرانس برس كل الاجراءات لاعادة الحساب الى عمله الطبيعي باسرع وقت ممكن“.

وتم بعد ظهر الثلاثاء نشر صور واخبار معظمها يتعلق بالنزاع في سوريا على حساب وكالة فرانس برس-صور قبل ان يتم وقف الحساب.

وفي تغريدة على تويتر، تبنت مجموعة تسمي نفسها (الجيش السوري الالكتروني) مسؤوليتها عن عملية القرصنة.

وكانت هذه المجموعة قد تبنت عمليات قرصنة لموقعي محطة سكاي نيوز العربية والجزيرة موبايل وكذلك مواقع انترنت اخرى تعود لحكومات مختلفة في المنطقة.

واكد (الجيش السوري الالكتروني) على موقعه على شبكة الانترنت انه يدافع عن الشعب العربي السوري ضد الحملات التي تشنها وسائل الاعلام العربية والغربية. ويتهم الجيش السوري الالكتروني هذه الوسائل بـ”بث معلومات خاطئة حول ما يجري في سوريا“.

واشنطن بوست: واشنطن تدرس إرسال مساعدات إلى مقاتلي المعارضة السورية

واشنطن- (رويترز): قالت صحيفة واشنطن بوست نقلا عن مسؤولين امريكيين واوروبيين إن البيت الابيض يدرس تغييرا في سياسته تجاه الصراع الدائر في سوريا منذ عامين وانه قد يرسل سترات واقية من الرصاص ومركبات مدرعة الي مقاتلي المعارضة وربما يقدم تدريبا عسكريا.

واضافت الصحيفة ان من المتوقع أن يناقش وزير الخارجية الامريكي جون كيري التغيير المقترح في السياسة مع مسؤولين اثناء جولته الحالية في عواصم أوروبية وعربية.

وقالت الواشنطن بوست إن المسؤولين الامريكيين مازالوا يعارضون إرسال أسلحة الى مقاتلي المعارضة.

وسيجتمع كيري مع قادة المعارضة السورية اثناء مؤتمر “أصدقاء سوريا” في روما غدا الخميس.

وقال كيري في لندن يوم الاثنين ان الرئيس باراك أوباما يعكف على دراسة المزيد من الخطوات “للوفاء بإلتزامنا تجاه (السوريين) الابرياء” لكنه لم يذكر تفاصيل.

وقال كيري ايضا ان استمرار العنف في سوريا- حيث تشير تقديرات للامم المتحدة الي مقتل 70 ألف شخص- يمثل دليلا جديدا على انه حان الوقت لأن يتنحى الرئيس السوري بشار الاسد عن منصبه. وفي الوقت نفسه دعا وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الى زيادة الدعم للمعارضة السورية بشكل ملموس من اجل المساعدة في ايجاد نهاية للصراع.

وقدمت الولايات المتحدة مساعدات انسانية- مثل الاغذية والادوية والملابس- بملايين الدولارات للسوريين واللاجئين لكنها لم ترسل بشكل مباشر مساعدة الي المعارضين المسلحين او المعارضة السياسية.

السعودية تزود المعارضة السورية باسلحة كرواتية.. والجيش النظامي يكثف تحصينات حواجزه حول دمشق

دمشق ـ ‘القدس العربي’ من كامل صقر: قالت صحيفة ‘نيويورك تايمز’ ان السعودية تمد المسلحين السوريين المعارضين لنظام الرئيس بشار الاسد بأسلحة اشترتها من كرواتيا، فيما استمرت الاشتباكات العنيفة في مدينة حلب في شمالي سورية، لا سيما في محيط الجامع الاموي الكبير الذي يحاول مقاتلو المعارضة السيطرة عليه.

ونقلت صحيفة ‘نيويورك تايمز’ مساء الاثنين عن مسؤولين امريكيين وغربيين قولهم ان السعودية مولت ‘شراء كمية ضخمة من اسلحة المشاة’ كانت جزءا من ‘فائض غير معلن عنه’ من الاسلحة من مخلفات حروب البلقان التي جرت في التسعينات، وان تلك الاسلحة بدأت تصل المسلحين السوريين عبر الاردن في كانون الاول (ديسمبر).

وقالت الصحيفة انه بعد ذلك التاريخ بدأت تظهر العديد من قطع الاسلحة اليوغسلافية على شرائط الفيديو التي يعرضها المسلحون على موقع يوتيوب.

وقال مسؤولون للصحيفة انه منذ ذلك الحين غادرت كرواتيا ‘العديد من الطائرات المحملة’ بالاسلحة، ونقلت عن مسؤول اخر قوله ان تلك الشحنات تضمنت ‘الاف البنادق ومئات الرشاشات’ اضافة الى ‘كمية غير محددة من الذخيرة‘.

الا ان متحدثة باسم وزارة الخارجية الكرواتية صرحت للصحيفة انه منذ بداية ما يسمى بالربيع العربي، لم تقم كرواتيا ببيع اية اسلحة الى السعودية أو الى المعارضين السوريين. كما رفض مسؤولون سعوديون واردنيون التعليق على ذلك، بحسب الصحيفة.

وقالت الصحيفة ان دور واشنطن في ذلك، ان كان لها اي دور، غير واضح.

الا انها نقلت عن مسؤول امريكي بارز وصفه شحنات الاسلحة بانها تعكس ‘نضج خط امدادات المعارضة‘.

الى ذلك رفع الجيش السوري في الساعات الأخيرة الماضية من درجة تحصينات حواجزه العسكرية المتقدمة في عمق مناطق شمال العاصمة دمشق، إثر معلومات عن نية مقاتلين إسلاميين شن هجمات انتحارية تستهدف تلك الحواجز بهدف الوصول إلى أطراف العاصمة دمشق.

وقالت مصادر ميدانية سورية لـ ‘القدس العربي’ انه جرى تعزيز الاجراءات الدفاعية والتسليحية في النقاط العسكرية المتقدمة.

وشهد ليل الأثنين محاولة رابعة من مقاتلي المعارضة المسلحة للدخول إلى دمشق وتحديداً الوصول إلى ساحة العباسيين التي تشكل رمزاً جغرافياً وسيادياً سورياً، لكن العملية فشلت باعتراف مقاتلي المعارضة، وبدأت العملية مساء الاثنين بهجوم انتحاري عبر سيارة مفخخة ضربت حاجزاً عسكرياً عند مدخل حي القابون شمالاً ورغم قوة التفجير الذي سُمع في معظم مناطق دمشق إلا أنه لم يود بحياة أي عسكري واقتصرت النتائج على إصابة ثلاثة عسكريين بجروح، وذلك بسبب تحصينات أُعدت مسبقاً لتلقي هجوم انتحاري من هذا النوع، أعقب ذلك هجوم مسلح على الحاجز ذاته لكن الغلبة كانت لعناصر الحاجز الذين أوقعوا أربعة عشر قتيلاً في صفوف المسلحين المهاجمين.

في الأثناء ذاته كان مئات المسلحين يشنون هجوماً في عدة محاور رئيسية شمال العاصمة أبرزها في جوبر وبرزة والقابون لتدور اشتباكات عنيفة استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة واستمرت عدة ساعات، وتعترف صفحات المعارضة بسقوط أعداد كبيرة من القتلى في صفوف المسلحين وتتحدث صفحات مؤيدة للحكومة على مواقع التواصل الاجتماعي عن تكبيد الجيش السوري للمسلحين قرابة مئتي قتيل لكنه من الصعوبة بمكان تحديد أرقام دقيقة من مصادر مستقلة.

ساحة العباسيين للمرة الثانية كانت هدفاً لمقاتلي المعارضة الذين أرادوا الوصول إليها لكن الساحة بقيت بعيدة عن أي عمل مسلح، فيما شهدت مناطق مدنية مجاورة لها كالقصاع وأخرى بعيدة عنها كحي المزة ومساكن برزة سقوط قذائف أطلقها مسلحون من حي جوبر والقابون، وقد رد الجيش السوري مستخدماً مدفعية الدبابات.

جاء ذلك فيما استمرت (ا ف ب) الاشتباكات العنيفة في مدينة حلب في شمال سورية الثلاثاء، لا سيما في محيط وداخل باحة الجامع الاموي الكبير الذي تمكن مقاتلو المعارضة من اقتحامه، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.

واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان مقاتلي المعارضة تمكنوا من اقتحام الجامع، وان المعارك تدور في حرمه.

وكان المرصد افاد عن استمرار الاشتباكات في حي السبع بحرات في وسط حلب وفي احياء المدينة القديمة وقرب القلعة الاثرية ومحيط الجامع الاموي.

وقتل في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سورية الثلاثاء 97 شخصا، بحسب حصيلة اولية للمرصد الذي يقول انه يستند، للحصول على معلوماته، على شبكة واسعة من المندوبين والمصادر الطبية في كل سورية.

الدعم العسكري للمعارضة لن يغير من المعادلة.. وقدر سورية حرب اهلية تستنزف الجميع

ابراهيم درويش

لندن ـ ‘القدس العربي’: قفز موضوع تسليح المعارضة من جديد للنقاش العام، فمنذ الاسبوع الماضي والصحف الامريكية تتحدث عن شحنات من الاسلحة الثقيلة وصلت وتتدفق للمقاتلين السوريين عبر الاردن، وفي طيات الخبر ان السعودية هي التي تقف وراء عمليات زيادة الدعم، كل هذا في وقت قررت فيه المعارضة السورية التخلي عن تشددها والمشاركة في مؤتمر روما، على ما يبدو بعد زيارة لروبرت فورد، السفير الامريكي لسورية، ومبعوث الادارة الخاص لدى المعارضة والذي يواظب على حضور اجتماعات المعارضة.

ومن هنا فليس مستغربا ان تدخل صحيفة ‘نيويورك تايمز’ بعد ‘واشنطن بوست’ و’لوس انجليس تايمز’ الساحة وتؤكد تدفق سلاح كرواتي الصنع وبتمويل سعودي في محاولة لكسر الجمود العسكري على الساحة العسكرية السورية.

وبنت الصحيفة معلوماتها على تصريحات لمسؤولين امريكيين وغربيين والذين قالوا ان الاسلحة بدأت تصل الى دمشق عبر الاردن، وكان وصولها عاملا فيما يقولون ‘الانجاز التكتيكي’ الصغير للمقاتلين على الساحة الجنوبية. وينظر لوصول الاسلحة على انها نقطة تحول من عدد من الحكومات الداعمة للانتفاضة السورية، ففي جزء منها محاولة لموازنة شحنات الاسلحة المستمرة للنظام السوري من ايران وروسيا.

ولكن الجديد في تدفق الاسلحة هو ذهابها الى جماعات بعينها حيث يتم اختيار الجماعات المقاتلة ذات الرؤية ‘الوطنية’ في محاولة اخرى لتعزيز قوة هذه الجماعات على حساب جبهة النصرة والجماعات الجهادية التي اوجدت لها قوة وسيادة على الساحة العسكرية السورية، خاصة في شمال البلاد.

ويتناقض الموقف الجديد للدول الداعمة للمقاتلين السوريين مع مخاوفها السابقة من وقوع الاسلحة التي ستدعم فيها المقاتلين بيد هذه الجماعات، ويبدو ان هناك نوعا من الاعتراف انه بدون مدخل جديد لسورية فالدول الغربية ستخسر حلفاءها ولن يكون لها اي تأثير في مستقبل سورية ان اصبح الجهاديون سادة سورية الجدد. ويضيف المسؤولون جانبا اخر للتغير في الموقف وهو توقف دفع العمليات العسكرية فانجازات المعارضة المتسارعة في الشمال والتي حققتها في العام الماضي دخلت حالة من الجمود والبطء.

الدور الامريكي

وفي الوقت الذي لا يعرف فيه الدور الذي تلعبه الولايات المتحدة في عملية التسليح، الا ان مصادر اخرى تحدثت الاسبوع الماضي عن قيامها بتقديم معلومات امنية عن الجماعات التي يجب ان تذهب اليها الاسلحة. وفي هذا السياق نقلت ‘نيويورك تايمز’ عن مسؤول امريكي قوله خطوط الامداد للمعارضة المسلحة وصلت مرحلة من النضج. ومع ذلك يعكس المسؤول الموقف الامريكي من المعارضة انها لا تزال متشرذمة وعقيمة في بعض الجوانب والشحنات السعودية لا تعتبر في حد ذاتها النقطة التي ستحرف ميزان المعركة لصالح المقاتلين وتعجل بنهاية النظام. وقال المسؤول ان نقطة اللاعودة لم يتم الوصول اليها بعد.

ويضيف التقرير الصحافي الى ان الاندفاع السعودي تجاه التسليح نابع من مخاوف ما اسمتها الدول السنية عدم قدرتها لموازاة الجهود الايرانية في تسليح النظام، حيث يعتقد ان الايرانيين يرسلون شحنات اسلحة لدمشق بطريقة روتينية. ويقول المسؤول ان الاسلحة تنقلها طائرات القوات الجوية الايرانية (بوينغ) لكن باسم اخر وهو ‘مهراج’. وفي الوقت الذي تقدم فيه دول الخليج السلاح والمساعدات اللوجيستية للمقاتلين ومنذ بداية الازمة الا ان الفرق في الحجم، حيث يقول المسؤولون ان طائرات محملة بالسلاح من كرواتيا، حيث اظهرت صور بالفيديو انتشار السلاح اليوغسلافي الصنع بشكل كبير في انحاء سورية.

وتشمل الشحنات انواعا من السلاح المتقدم مثل الرشاشات وقنابل الهاون والصواريخ المحمولة كتفا والتي تستخدم ضد الدبابات. وتظهر مدونة اليوت هيغنز والذي يكتب تحت اسم مستعار (براون موسيس) والذي قدمت مقالاته خريطة جديدة لانتشار السلاح. ويقول مسؤولون ان السلاح الكرواتي المباع للمقاتلين هو بقايا السلاح اليوغسلافي من الحرب التي اندلعت في دول يوغسلافيا السابقة في التسعينات من القرن الماضي. وبحسب مسؤول غربي فان الشحنات تشمل على الاف البنادق والرشاشات. وبحسب مدونة براون فانه اول ما لاحظ وجود الاسلحة في معارك في جنوب سورية قرب درعا. وتنفي كرواتيا اي علاقة بتصدير الاسلحة. وفي الوقت الذي يقول خبراء ان عددا من دول الاتحاد اليوغسلافي السابق باعت الاسلحة في السوق السوداء.

خريطة السلاح في سورية

ومن هنا فهناك من يشكك في ان تكون كرواتيا صدرت اسلحة لانها تريد الانضمام في الاتحاد الاوروبي لكنهم لا يستبعدون الاحتمال. وتقول الصحيفة ان امكانية استخدام الاسلحة الكرواتية ولدت من زيارة قام بها مسؤول كرواتي لواشنطن العام الماضي واخبر المسؤولين الامريكيين ان لديها كميات كبيرة من الاسلحة جاهزة.

وكانت صحيفة كرواتية ‘جوتارنيي’ قد اشارت يوم الاحد الى ما قالت ان ظهور طيارات اردنية في مطار بيلسو في العاصمة الكرواتية زاغرب. وفي هذا الاتجاه يقول براون ان وسائل الاتصال الاجتماعي ومئات افلام الفيديو التي توضع يوميا على يوتيوب تسمح للمحليين والناشطين ببناء فكرة عما يجري على الساحة السورية. ومن خلالها قام المحللون العسكريون بمتابعة تطورات القدرات العسكرية للمقاتلين من استخدام الاسلحة الخفيفة للمتقدمة، كما وجعلتهم في موقع لتحديد نوعية الاسلحة ومصدرها، ان كان مهربة او غنمها المقاتلون من الجيش السوري النظامي. بالاضافة لذلك استطاع المحللون رصد تكتيكات الجيش السوري وتحديد ان كان قد استخدم اسلحة ممنوعة من مثل ‘القنابل العنقودية’ وصواريخ سكود ومعدات اخرى.

وفي اطار اخر رصد المحللون تدفق صواريخ محمولة على الكتف تستخدم في مواجهة الدبابات السورية. ويقول براون انه استطاع التوصل الى وجود اسلحة كرواتية من خلال مشاهدته شريطي فيديو اخذا من التلفاز الرسمي السوري حيث اظهر عددا من الاسلحة التي اخذها الجيش السوري من المقاتلين بعد معارك في درعا القريبة من الحدود الاردنية. ويضيف ان الغريب ليس عرض التلفاز السوري الاسلحة المصادرة من المقاتلين ولكن المثير هي نوعية الاسلحة التي رصد منها (ام ـ 79 اوسا) المضاد للدبابات المصنع في يوغسلافيا القديمة اضافة لصاروخ ‘ام ـ 60’ وار بي جي – 22 وقاذف ار بي جي-6. وما يثير الاهتمام هي ان هذه الاسلحة لا يستخدمها الجيش السوري. وتأتي التطورات الجديدة في الوقت الذي يجول فيه وزير الخارجية الامريكي جون كيري اوروبا والمنطقة ومن المتوقع ان يلتقي اليوم في برلين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.

كيري المسكين

وفي هذا الاتجاه علق جوناثان ستيل في صحيفة ‘الغارديان’ على الزيارة ورفض الائتلاف الوطني حضور مؤتمر روما، الذي سيعقد بعد غد وتحضره دول صديقة للانتفاضة السورية ان الرفض كان بمثابة الصفعة لكيري الفقير- هذا قبل ان تقرر المعارضة حضور الاجتماع، لكن هجوم المعارضة على الولايات المتحدة والدول الغربية لسكوتها على قتل الشعب السوري وقصف الجيش مدينة حلب بصواريخ ‘سكود’. ويرى ستيل ان لهجة التحدي التي اتسم بها موقف المعارضة يذكر برفض بنيامين نتنياهو وقف البناء الاستيطاني في القدس الشرقية. ولكن مقارنة دولة عملاقة من ناحية السلاح وتتلقى مليارات الدولارات من الولايات المتحدة، وتحظى بدعم دبلوماسي دولي ومعارضة منقسمة على نفسها. ويضيف الكاتب ان ما يجعل موقف المعارضة السورية محطا لعدم الارتياح لانه جاء بعد اعلان الشيخ معاذ الخطيب عن استعداده للتحاور مع النظام، وهو ما يعارضه المجلس الوطني السوري واطراف اخرى في المعارضة التي تقول ان مجلس الائتلاف هو الذي يحق له اعلان مبادرات تتعلق بنهاية حكم الاسد. وعلى الرغم من تأييد الخارجية الامريكية لمبادرة الخطيب مثلما هو حال روسيا للتفاوض مع النظام وبدون شروط، حيث ستؤدي الى رحيل الاسد في النهاية لكن ليس كشرط للحوار.

ويتساءل ستيل عن موقف الادارة الامريكية التي وافقت على خطة جنيف لتشكيل حكومة انتقالية تضم وزراء في الحكومة الحالية ولكن لم يتم الحديث عن مصير الاسد. ويصور الكاتب حال الادارة الامريكية انها منقسمة الى صقور وحمائم، حيث لعب اوباما دور الحمامة الذي رفض مقترح كلينتون- بترايوس لتسليح المعارضة، لكن الصقور الداعين لتسليح المعارضة لم يستسلموا. ويشير الى تصريحات مسؤولين امريكيين ان الرئيس اوباما قد يراجع موقفه. ويضيف ستيل بالقول ان اي تغير في الموقف الامريكي سيقدم على انه تحول نحو تسليح المعارضة سيكون باتجاه المعارضة المعتدلة، لكن هذا لا يمنع من وقوع الاسلحة في الجماعات الاخرى ان اخذنا بعين الاعتبار الوضع الفوضوي في سورية الآن، والفصائل التي تتنافس وتتناحر بينها. ويعتقد ستيل ان تسليح المعارضة لن يغير من الوضع العسكري الحالي، فالمعادلة ستظل كما هي: النظام لا يستطيع الانتصار ولا المعارضة. بل على العكس فزيادة كميات الاسلحة على الارض لن يؤدي الا الى زيادة اعداد القتلى، بل سيعقد عملية ايصال السلاح الى المحتاجين داخل سورية وهم بالملايين، ويضاف الى هذا فان مخاطر وقوع الاسلحة في يد الجهاديين والسلفيين لن يكون مستبعدا. ويبدو الكاتب متشائما في حديثه حيث يقول ان هناك القليل ما يمكن عمله لسورية، حتى لو بدأت المفاوضات وادت الى حكومة وحدة وطنية فالجهاديون لن يعترفوا بها.

ويتوقع ستيل ان تدخل سورية حالة طويلة من الحرب الاهلية التي ستنزف الطرفين. ويذكر بالقول ان كيري الذي شاهد حماقات فيتنام عليه ان يختار طريقا اكثر حكمة. وبنفس السياق طالبت ‘الغارديان’ في افتتاحيتها على اوباما ان ينخرط بسياسة خارجية اكثر عملية، وان يفك الاحتكار عنها خاصة انه فشل في الولاية الثانية، فقد اعتقد انه سيحقق انتصارا سريعا في افغانستان ان زاد عدد الجنود، وعندما فشلت عملية الدفع بالقوات ذهب لاستخدام الطائرات بدون طيار في الباكستان وافغانستان.

خمسة مرشحين لمنصب رئاسة حكومة المناطق الخاضعة للمعارضة في سورية

بيروت ـ ا ف ب: تتداول اوساط المعارضة السورية بخمسة اسماء على الاقل لمرشحين محتملين لرئاسة حكومة تتولى ادارة المناطق الخاضعة لمقاتلي المعارضة في سورية، وذلك قبل ايام من الموعد المقرر لاختيار رئيس الحكومة خلال اجتماع للائتلاف المعارض السبت في اسطنبول، بحسب ما ذكر احد اعضاء الائتلاف لوكالة فرانس برس.

واعلن الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية في 22 شباط (فبراير) ان الهيئة العامة للائتلاف ستجتمع في الثاني من اذار (مارس) في اسطنبول لتحديد هوية رئيس حكومة تتولى ‘تدبير الامور في المناطق المحررة‘.

وقال عضو الامانة العامة للمجلس الوطني السوري والائتلاف الوطني سمير نشار في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس من تركيا ان المجلس الوطني السوري، احد ابرز مكونات الائتلاف، ‘قرر البارحة اقتراح ثلاثة اسماء مبدئيا لكي يكون احدهم رئيس وزراء‘.

والثلاثة هم برهان غليون، الرئيس السابق للمجلس الوطني، وسالم المسلط، والخبير الاقتصادي اسامة قاضي.

واوضح ان ‘هذه اسماء اولية سنقدمها للائتلاف وسنرى اذا كان في الامكان التوصل الى مرشح توافقي‘.

كما اشار الى وجود اسماء اخرى من خارج المجلس الوطني، وبينهم رئيس الوزراء السوري المنشق رياض حجاب والكاتب المعارض خالد مصطفى.

واضاف نشار ‘يمكن من الان وحتى مطلع الشهر، موعد اجتماع الائتلاف، ان تحصل مشاورات جانبية نتوصل من خلالها الى صيغة معينة للتوافق على اسم’، مشيرا الى انه ‘في حال عدم التوافق يحصل انتخاب رئيس الوزراء‘.

ورفض المتحدث باسم الائتلاف وليد البني من جهته، ردا على سؤال لفرانس برس، التعليق على الاسماء المطروحة.

وقال ‘سيتم ترشيح اسماء عدة ويتم التصويت عليها بالاقتراع السري‘.

ويبلغ عدد اعضاء الجمعية العامة 64 عضوا.

واشار البني الى ان النقطة الوحيدة المدرجة على جدول اعمال الاجتماع الذي يعقد السبت والاحد هي ‘محاولة وضع اسس للحكومة واختيار رئيس الحكومة‘.

وقال ‘لا فيتو على احد على شرط الا يكون ممن شاركوا في الفساد او في عمليات القتل‘.

واوضح ان ‘مهمة الحكومة هي ادارة الامور في الاراضي المحررة’، مثل الاهتمام بمشاكل الماء والكهرباء، الخ..، مؤكدا ان اعضاءها سيكونون من ‘التكنوقراط‘.

حقوقيون قلقون ازاء استمرار اعتقال محام بارز في سورية

دمشق ـ ا ف ب: اعرب الحقوقي انور البني الثلاثاء عن قلقه حول مصير زميله المحامي خليل معتوق المعتقل منذ الثاني من تشرين الاول (اكتوبر) 2012 في دمشق.

وقال البني في تصريح لوكالة فرانس برس ‘ينتابنا قلق جدي على صحة وسلامة المحامي خليل معتوق خصوصا ان ظروف الاعتقال الثابتة بشهادات معتقلين رهيبة ولا انسانية تماما‘.

وطالب ‘باطلاق سراح معتوق وجميع المعتقلين’، معتبرا ان ‘اي حديث عن حلول سياسية لا يمكن ان يكون ذا جدوى، فيما عشرات الالاف من المعتقلين في هذه الظروف‘.

ودعت منظمة العفو الدولية الى ‘تحرك عاجل’ من اجل اطلاق معتوق، المدافع عن حقوق الانسان، مشيرة الى ان ‘المدعي العام ينكر احتجازه‘.

وذكرت المنظمة في بيان الاربعاء ان ‘ثمة بواعث قلق متزايدة تتعلق بسلامة المحامي السوري البارز والمتخصص في حقوق الإنسان خليل معتوق، وذلك بعد أن أنكرت الدولة أنه قيد الاحتجاز لديها، وذلك على الرغم من قول محتجزين آخرين أنهم قد رأوه في الحجز معهم‘.

واشارت المنظمة في بيانها الى ان ‘استمرار اخفاء مصيره ومكان تواجده يجعله خارج نطاق الحماية التي يوفرها القانون، ويواجه بالتالي خطرا عظيما بالتعرض لانتهاكات جسيمة لحقوق الانسان‘.

وكان المركز السوري للدراسات والابحاث القانونية افاد ان عناصر من الأمن قامت صباح الثاني من تشرين الاول (اكتوبر) 2012 باعتقال معتوق، المدير التنفيذي للمركز، أثناء انتقاله من منزله بصحنايا (ريف دمشق) الى مكتبه في وسط دمشق.

وحمل المركز في حينه نظام الرئيس بشار الاسد مسؤولية حياة معتوق ‘الذي يخضع لعلاج مكثف ودقيق لوضعه الصحي’، مشيرا الى اصابته ‘بخلل بالرئتين ادى الى تعطل 60 بالمئة منهما عن العمل ولم تمض على عودته من رحلة العلاج بالخارج سوى أيام‘.

ومعتوق مسيحي، ولد العام 1959، وقام بالدفاع عن المئات من السجناء السياسيين.

مأزق «الائتلاف» السوري: عقليّتان متضادتان في جسم واحد

لا يوحي جسم «الائتلاف» المعارض بالتماسك الذي أراده صنّاعه الأميركيون. بعض أطرافه ترى أن الحلّ السياسي جاء نتيجة استعصاء لا يسمح بكسر التوازن العسكري مع الحكومة، بينما هناك أطراف مقتنعة بإمكانية كسر التوازنات عبر تغيير موازين القوى الميدانية. وأتت «مبادرة» أحمد معاذ الخطيب لاختبار حرارة ونوعية مياه «الائتلاف»

عندما أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون«انتهاء صلاحية» المجلس الذي تألّف في إسطنبول قبل عام، فإنّ هذا كان يعني بحثاً أميركياً عن جسم سوري معارض جديد يكون ملائماً لواشنطن، من أجل ملاقاة استحقاقات التسوية للأزمة السورية. استحقاق بدأ الطبخ المشترك الأميركي _ الروسي له منذ بداية صيف 2012 مع صدور بيان جنيف، وتبيّن لواشنطن أنّ «المجلس الوطني السوري» ليس مؤهلاً لذلك.

خلال أحد عشر يوماً محموماً، حاول مسؤول الملف السوري في وزارة الخارجية الأميركية، السفير روبرت فورد، تهيئة جسم معارض جديد من أجل ذلك، فووجه بعقبات من قبل الإخوان المسلمين الذين رأوا أنّ المسألة ستكون من أجل تجاوز هيمنتهم على المجلس، بالتزامن مع هواجس واعتراضات أبداها رياض الترك نتيجة إدراكه المسبق أن هذا الجسم الجديد سيكون من أجل «تسوية سورية» وملاقاة استحقاقاتها. بسبب هذا وذاك، أتت تركيبة «الائتلاف الوطني السوري» مبنية على صيغة تقول إنّه تشكّل بناءً على اتفاق «المجلس الوطني السوري وباقي أطراف المعارضة الحاضرة» في الاجتماع التأسيسي في الدوحة، حيث كان فيه للمجلس رسمياً ثلث مقاعد الجسم الجديد، وفعلياً عبر غطاء المستقلين أكثر من النصف. وأتت تلك العبارة التي تقول بـ«عدم الدخول في حوار أو مفاوضات مع النظام القائم»، وفقاً لنص الوثيقة التأسيسية للائتلاف.

وفي مقابلة مع صحيفة «القدس العربي» يوم 7 كانون الأول الماضي، أفصح الترك عن آرائه تجاه هذا الجسم الجديد، والذي أصبح أحد أركانه، بأنّه لم يكن «متحمساً له» ما دام «سيشكل واجهة سياسية بديلة من المجلس الوطني الذي يراد إسدال الستار عليه وفقاً لرغبة الأميركيين». ووصف «الائتلاف» بأنّه «أسقط بمظلة دولية» من أجل «جرّ بعض المعارضين المدجنين إلى تسوية مع النظام أو بعض أطرافه» عبر إرادة أميركية _ روسية لـ«إنهاك الطرفين لإيصالهما إلى حلّ على الطريقة اللبنانية: لا غالب ولا مغلوب».

يبدو أنّ الترك قد اختار طريق إفشال هذا الخيار الأميركي _ الروسي من داخل «الائتلاف»، حيث صرح في تلك المقابلة بأن «المسألة الكبرى اليوم ليست في ما تسعى إليه بعض الدول الكبرى، بل في ما يجري على أرض المعركة داخل سوريا». وراهن على المعارضة المسلحة من أجل «إسقاط النظام مهما غلا الثمن»، ملتقياً في ذلك مع القائد الفعلي لـ«الإخوان» فاروق طيفور، الذي رفض اقتراحاً قدمه الدكتور ناصر القدوة، نائب كوفي أنان، في مؤتمر القاهرة للمعارضة السورية (2_3 تموز 2012) بالقبول ببيان جنيف، قبل أن يرفض، أيضاً، ما وافقت عليه غالبية المؤتمرين في القاهرة، بتشجيع من روبرت فورد، بتشكيل «لجنة متابعة» تكون هي القيادة الائتلافية للمعارضة، وتتألف من ممثلين عن «المجلس» و«هيئة التنسيق» و«المجلس الكردي» و«المنبر الديموقراطي»، وهي الأعمدة الأربعة للمعارضة السورية.

في مؤتمر القاهرة، صرّح طيفور بـ«أننا سنأخذ الأمر بأيدينا»، بعد اعترافه بفشل استراتيجية «المجلس» الرئيسية منذ تأسيسه في استجلاب التدخل العسكري الأجنبي على غرار السيناريوين العراقي والليبي. كان هذا الكلام، وهو الآتي من تلميذ الشيخ مروان حديد مؤسس تنظيم «الطليعة المقاتلة للإخوان المسلمين»، الذي أشعل الأحداث السورية عبر مجزرة مدرسة المدفعية بحلب يوم 16حزيران 1979، ثمّ كان قائداً مع رياض الشقفة ومهندس ثالث هو عمر جواد لـ«الانتفاضة الإخوانية المسلحة» في حماة يوم 2 شباط 1982، استباقاً لحل عسكري جرت محاولة تطبيقه من قبل «المجلس»، ومن معه من المعارضة المسلحة، في حلب ودير الزور ودمشق في الأيام العشرة الأخيرة من تموز 2012، إما لتجريب حسم الأمور عسكرياً ضد النظام أو لإفشال التسوية التي وضحت معالمها في جنيف يوم 30 حزيران، والتي على الأرجح كان يريد نبيل العربي، من خلال توقيته لمؤتمر المعارضة بعد يومين من جنيف، ملاقاة ما اتفق عليه الأميركيون والروس هناك.

نجح فاروق طيفور ورياض الترك في إفشال انتخاب المرشح الأميركي لرئاسة «الائتلاف»، أي الصناعي رياض سيف الذي كان ينسّق مع روبرت فورد لأشهر من أجل طبخة «الائتلاف»، وقبلا كحلّ وسط في ربع الساعة الأخير باختيار شخص بدون خبرة سياسية، هو الشيخ أحمد معاذ الخطيب. ومع بوادر نضوج الطبخة الأميركية _ الروسية، في دبلن (6 كانون الأول) وجنيف (9 كانون الأول _ 11كانون الثاني)، طرح الخطيب قنبلة سياسية بالنسبة إلى أجواء «الائتلاف» من خلال «مبادرة شخصية» تقول بقبول «الحوار مع النظام» وفي تناقض مع الوثيقة التأسيسية لـ«الائتلاف»، مبرراً ذلك بأن «هناك دولاً تعد ولا تفي، وهناك من يقول للسوريين اقتحموا… ثم يتركهم في وسط المعركة»، في إشارة منه إلى إغلاق صنابير الدعم المالي والعسكري دولياً وإقليمياً عن الائتلاف والمعارضة المسلحة، خلال الفترة التي أعقبت اجتماع دبلن بين كلينتون ولافروف.

خلال أيام ظهر دعم واشنطن لمبادرة الخطيب، ثمّ انفتاح البابين الروسي والإيراني أمامه. أيضاً، وعبر التجاذبات والانقسامات في وسط «الائتلاف»، أمام المبادرة وفي مواجهتها أو معها، وضح أن رياض سيف وصناعيين وتجاراً دمشقيين معارضين في الخارج شكلوا الداعم الرئيسي لها بالتضافر مع جسم إخواني دمشقي يعود إلى جناح عصام العطار في الإخوان: «الطلائع الإسلامية»، الذي اندمج في الشهر الأخير من عام1980مع «الطليعة المقاتلة» و«التنظيم العام للإخوان المسلمين». وأيضاً حظيت المبادرة بدعم من علي البيانوني، الذي لم ينسَ، وعصام العطار، في موقفهما هذا ما قادت إليه مغامرات تلاميذ الشيخ مروان حديد في حزيران 1979 وشباط 1982وما بينهما، والحصاد الفاشل المر الذي دفع السوريون ثمنه عشرات آلاف القتلى في مواجهات بين السلطة والمعارضة المسلحة آنذاك. وهم ربما عندما يقفان وراء الشيخ الخطيب يعبّران عن وعي لذلك الدرس، وأيضاً عن وعي أن «الإرادة المحلية» لا تستطيع عند المعارضة أن تقف في وجه «الإرادة الدولية» التي من الواضح أنها تتجه للاتفاق على تسوية للأزمة السورية وفقاً لبيان جنيف. وهما يعرفان أن التسوية تقام بين من «تلطّخت أيديهم بالدماء»، مثلما جرت المحاولات لذلك بعد «حماة 1982» في ألمانيا في شهر كانون أول عام 1984 بين السلطة، ممثلة في الاستخبارات العسكرية عبر العميد حسن خليل والعقيد هشام اختيار، والقائم بأعمال المراقب العام للجماعة الشيخ منير الغضبان، ثم تكرّرت في عام 1987 بين علي البيانوني والعماد علي دوبا. هذا إذا لم تجر الإشارة إلى مفاوضات السلطة والإخوان بين خريف 1979 وشتاء 1980 عبر الوسيط أمين يكن، بعدما كانت قد جرت الكثير من الدماء بين حادثة المدفعية واختيار السلطة للحل الأمني العسكري منذ النصف الثاني لشهر آذار1980.

هنا، لم تكن مبادرة الخطيب على ما يبدو مبادرة بمعنى الكلمة بقدر ما أنها اختبار لحرارة ونوعية مياه «الائتلاف»، من أجل تلمس قدرته على ملاقاة غيوم التسوية الأميركية _ الروسية. في يوم 14 شباط 2013، وفي اجتماع الهيئة السياسية لـ«الائتلاف» في القاهرة، استطاعت مبادرة الخطيب أن تنقل هذا الجسم السياسي السوري المعارض من عبارة «يلتزم الائتلاف بعدم الدخول بأي حوار أو مفاوضات مع النظام» في 11 تشرين الثاني2012 إلى ضفة جديدة يقبل بها بـ«حل سياسي» في إطار «عملية سياسية» مع النظام، ولو مع بقاء اشتراطات ومطالبات من قبله بإقصاءات تخص من يمثلون النظام.

يأتي مأزق «الائتلاف» من أسطر قليلة تفصل عبارتي «الحل السياسي» و«العملية السياسية»، في ذلك البيان الصادر في القاهرة عن عبارة واضح أنها حشرت حشراً تقول إنّ: «باب الحل السياسي لن يفتح إلا عبر تغيير موازين القوى على الأرض». تتجاور عقليتان هما في حالة تضاد داخل جسم سياسي واحد، الأولى تنطلق من أن الحل السياسي يأتي نتيجة وحصيلة استعصاء لا يسمح بكسر التوازن على الأرض، الذي هو بناء بثلاثة طوابق: محلي _ إقليمي _ دولي. والثانية كانت ولا تزال ترفض الحل السياسي نتيجة اقتناعها بإمكانية كسر التوازنات للوصول إلى «تغيير موازين القوى على الأرض»، وهي تمارس المناورة لما قبلت بـ«حل سياسي» و«عملية سياسية» مع قوى «مقبولة» من النظام، فيما هي في الحقيقة التي صعّدت الأمور عسكرياً في الجنوب والشمال في شهر شباط 2013 لتخريب الطريق أمام مبادرة الشيخ الخطيب.

«انقلاب حموي» على البيانوني

يشعر المراقب العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا، علي صدر الدين البيانوني (الصورة)، بمرارة الانقلاب الذي قام به الحمويون في مجلس شورى «الإخوان» في آب عام 2010 ضد مرشحه زهير سالم الذي قدمه عند انتهاء ولايته كمراقب عام للجماعة في سوريا. وأدّت الانتخابات، في النهاية، إلى سيطرة الحمويين على منصب المراقب العام (رياض الشقفة)، ونائب المراقب العام (فاروق طيفور)، ورئيس مجلس الشورى (محمد حاتم الطبشي).

والاثنان الأوّلان من تلاميذ الشيخ مروان حديد، والثالث من الجناح المتشدّد في «التنظيم العام» الذي كان في السبعينيات والثمانينيات بزعامة حموي آخر هو الشيخ سعيد حوا.

لافروف بعد لقائه كيري: نتعهد بالدفع تجاه حوار بين النظام السوري والمعارضة

في اجتماع استمر ساعة و45 دقيقة تصدره الملف السوري

موسكو: سامي عمارة لندن: «الشرق الأوسط»

التقى وزير الخارجية الأميركي جون كيري نظيره الروسي سيرغي لافروف في العاصمة الألمانية برلين، حيث ناقشا ملف الأزمة السورية والملف النووي الإيراني، إضافة إلى ملفات أخرى.

وقال كيري وهو يصافح لافروف أمام المصورين قبيل الاجتماع: «أنا سعيد.. يعرف أحدنا الآخر».

وبحث الوزيران في اجتماعهما الذي استغرق أكثر من ساعة الأزمة السورية وقضايا أخرى تهم الطرفين. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية فيكتوريا نولاند إن الوزيرين اجتمعا لنحو ساعة و45 دقيقة، اكثر من نصف الوقت خصص لبحث الأزمة السورية، ومنها تطبيق اتفاقية جنيف التي تدعو الحكومة والمعارضة لتشكيل حكومة انتقالية.

من جانبه حث لافروف عقب المحادثات المعارضة السورية لأن تدخل في محادثات مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وقال لافروف: «لا يعتمد كل شيء علينا ولكن سنعمل كل ما بوسعنا لخلق الظروف لبدء حوار بين الحكومة السورية والمعارضة»، بحسب وكالة «اسوشيتد برس». ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن لافروف قوله في برلين: «نحن ندعو المعارضة التي ستلتقي ممثلين من عدد من الدول الغربية والإقليمية في روما، إلى أن تعلن كذلك أنها مع الحوار؛ لأنها أطلقت تصريحات متناقضة بهذا الشأن، وليس فقط أن تعلن، بل كذلك أن تسمي فريقها التفاوضي».

وطلب لافروف من كيري الضغط على المعارضة السورية للحديث مع دمشق دون المطالبة بالإطاحة بالرئيس الأسد. وتحدث لافروف عن مدى إدراك نظيره الأميركي «لحدة الأوضاع في سوريا». وقال إن الكثير من الأطراف الدولية تتفق في الرأي حول ضرورة التأثير على ممثلي الجانبين حكومة ومعارضة، و«إقناعهما بعدم التقدم بطلبات غير واقعية كشروط مسبقة لبدء الحوار».

لكن المتحدث باسم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية استبعد التوصل لحل للأزمة السورية ما لم يرحل الرئيس الأسد. وقال وليد البوني في مقابلة مع وكالة أنباء الأناضول التركية نشرت أمس، إن الائتلاف قرر المشاركة في مؤتمر أصدقاء الشعب السوري في العاصمة الإيطالية روما غدا.

وأضاف أن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية سوف يطلب تزويد الجيش السوري الحر بالأسلحة. وتابع: «من المهم بالنسبة لنا أن يتم تسليحنا حتى نستطيع مواجهة هجمات نظام الأسد». وأوضح أنه يجب إعطاء رسالة في روما مفادها أنه إذا لم يرحل الأسد فإنه لن يكون هناك أي حل سياسي.

وكان كيري قد رفض أمس بعد لقائه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الكشف عن تفاصيل احتمالات التدخل لإنهاء العنف في سوريا قبل إجرائه محادثات مع قيادة المعارضة السورية في وقت لاحق هذا الأسبوع على هامش اجتماع «أصدقاء سوريا» المزمع عقده في روما غدا. وقال في كلمته في برلين، المحطة الثانية في جولته التي ستستمر 11 يوما في عواصم أوروبية مختلفة والشرق الأوسط، وبدأها في لندن أول من أمس، إن جولته في تسع دول تهدف إلى التواصل مع «الأصدقاء والحلفاء» بشأن قضايا مثل الأزمة السورية.

وقبيل لقائه مع نظيره الأميركي، جدد لافروف التأكيد على ما سبق وأدلى به من تصريحات تكشف عن تفاؤل مشوب ببعض التحفظ حول احتمالات النجاح في إجلاس ممثلي الحكومة والمعارضة السورية حول طاولة الحوار من أجل البحث عن أقصر السبل اللازمة لوقف العنف والتحول إلى بحث المسائل المتعلقة بتنفيذ بنود وثيقة جنيف التي توصلت إليها مجموعة العمل الدولية حول سوريا في 30 يونيو (حزيران) الماضي.

ورغم إعلانه في ختام مباحثاته مع نظيره الهولندي فرانس تيميريانس حول خيبة أمله مما يراه إمساك المتطرفين بالكلمة العليا بين فصائل المعارضة، أشار لافروف إلى أن موسكو «لن تستسلم» أمام تراجع المعارضة، مشيرا إلى أن بلاده كانت قد تصورت منذ أيام أن الظروف باتت أكثر وضوحا ومناسبة لجلوس الأطراف إلى طاولة المفاوضات، وظهرت أصوات لصالح مثل هذا الحوار من دون شروط مسبقة، ثم تم إنكار هذه المواقف، في إشارة غير مباشرة إلى ما تحقق في مباحثاته مع وليد المعلم وزير الخارجية السورية، ولقائه مع معاذ الخطيب رئيس الائتلاف الوطني السوري.

وأضاف لافروف أن المتطرفين استطاعوا فرض وجهات نظرهم على أنساق الائتلاف الوطني السوري، مؤكدين إعلاء توجه الاعتماد على خيار القوة العسكرية.. ما يعرقل الاستجابة لأي مبادرات تقول ببدء الحوار. وإذ عاد ليؤكد عزم موسكو على عدم الاستسلام، قال إن بلاده لا تستطيع وبطبيعة الحال التوصل إلى حل للمشكلة نيابة عن السوريين. وأشار إلى أن موسكو تعرب عن قلقها تجاه استمرار الأوضاع الراهنة في سوريا.

وأشار إلى أن موسكو تعرب عن قلقها تجاه استمرار الأوضاع الراهنة في سوريا، مضيفا: «إن الكثير من ممثلي المجتمع الدولي يتفقون في ضرورة التأثير على الجانب الحكومي والمعارضة وإقناعهما بعدم التقدم بطلبات غير واقعية كشروط مسبقة لبدء الحوار».

مظاهر «الحياة الطبيعية» في مخيم الزعتري تخفي الرعب في نفوس سكانه

أبناء اللاجئين يصرخون كلما رأوا طائرة خوفا من القصف

مخيم الزعتري (الأردن): هانا لوسيندا سميث

المرأة العجوز تشعر بهلع يمنعها من أن تفصح عن اسمها، لذا ستعرف باسم وردة. تجفف دموعها، وتمر بأصبعها على عنقها معبرة عن خوفها مما سيحدث لأهلها، الذين تركتهم وراءها في سوريا، على يد النظام إذا نشر اسمها في وسائل الإعلام. خوف وردة له ما يبرره، لأن أخاها قد مات بهذه الطريقة مع عدد كبير من الآخرين في قرية طفس التي هربت منها. تقيم بخيمة صغيرة في مخيم الزعتري للاجئين الذي يقع على بعد 15 كيلومترا داخل الحدود الأردنية. تروي قصتها فتقول: «في الحي الذي كنت أقطن به، لم يبق سوى عشرة منازل. لقد أتى الشبيحة وكانوا يستولون على كل ما يعجبهم. وكان يمتلك أخي الكثير من المال، فاستولوا عليه ثم نحروا عنقه. ومزقوا شهادات أفراد الأسرة، وفي النهاية أحرقوا المنزل وجثة أخي بداخله. وقبل أن يغادروا كتبوا على الجدران الباقية من المنزل، إما الأسد أو الحريق والدمار»، في إشارة إلى الرئيس السوري بشار الأسد. هربت وردة من جنوب قرية طفس، وعبرت الحدود الأردنية – السورية مصطحبة معها ابنتها، لكنها لم تكن معها في المخيم، حيث رفض جنود الأسد عبور ابنها البالغ من العمر خمسة عشر عاما، قائلين إن الرجال غير مسموح لهم بمغادرة البلاد، واختارت الفتاة أن تظل معه. واغرورقت عيون وردة بالدموع مرة أخرى، وقالت: «لم أر ابنتي منذ أربعة أشهر».

وعلى هذا الجانب من الحدود، أصبحت وردة مجرد رقم ضمن عشرات الآلاف من السوريين في مخيم الزعتري ممن لا تختلف قصصهم كثيرا عن قصتها، فهي قصص رعب وهلع ودمار. توجد أسر في كل أنحاء المخيم من حمص ودرعا وريف دمشق، فوجدت قصصهم شبيهة بقصة وردة. إنهم يتحدثون عن نظام يقصفهم يوميا ليلا ونهارا، ويقوم رجاله بعدها بمداهمة واقتحام المنازل. ولم يكن يجرؤ حتى الذين يصرون على البقاء في منازلهم رغم القصف، على الخروج بمجرد ظهور الشبيحة – القوات الموالية للنظام السوري. وتقيم في خيمة، تبلغ مساحتها 3 أمتار مربعة وتحمل شعار المفوضية العليا لشؤون اللاجئين ذا اللون الأزرق، مع ابن أخيها أبو عمر وزوجته رولا وأبنائهم الثلاثة. وبينما تتحدث وهي تحتسي الشاي، يلعب الابن الأكبر في قطعة من حشية فراش قديم. ويقول أبو عمر: «إنه يلعب بها كأنها طائرة». السماء شاسعة في خيال كل الأطفال في مخيم الزعتري. تقول رولا: «لقد جن جنون الأطفال عندما بدأ القصف. والآن يصرخون كلما رأوا طائرة. وبدأ ابننا الأصغر يبلل نفسه كلما حدث هذا». وقال أبو عمر إنه لولا أبناؤه، لمكث هو وزوجته في منزلهم بسوريا. وهذا سبب يتكرر بين الكثير من السوريين الذين اختاروا اللجوء إلى المخيم، فالأطفال أصيبوا بالرعب والصدمة، مما دفع آباءهم إلى الهروب. ويقول أبو عمر: «لقد باتت القذائف تقترب إلينا إلى أن دمرت منزلنا. لقد غادرنا البلاد خالي الوفاض، لا نحمل سوى حقيبة صغيرة تحتوي على بعض الأشياء الخاصة بأطفالنا».

ولقد أصبح المخيم كابوسا. الأطفال منتشرون في «الزعتري»، حيث يجلس الأطفال الصغار داخل المخيم مفتوحي العيون، بينما يتسم الأطفال الأكبر سنا بالمشاغبة ويلعبون في الشوارع. لديهم الكثير من الأصدقاء هنا، لكن لا يوجد الكثير مما يمكن فعله من دون ألعاب. لذا، يلعبون بالقداحات أو يقفزون فوق الشاحنات. ويخشى أبو عمر ورولا عليهم كثيرا. وتقول رولا: «إنهم يكونون صداقات، لكن ليس بطريقة آمنة. لا نريد أن يتعلموا السلوك السيئ».

يقول خليل، معلم من درعا يعمل حاليا في المدرسة الوحيدة الموجودة في المخيم، إنه من الصعب تشجيع الأطفال وتحفيزهم على التعليم، فقد اختفى كل المرح في عملية التعليم. ويشير إلى أنهم يتعلمون اللغة العربية والرياضيات، لكن لا توجد أي مواد يمكن استخدامها في تعلم أي مادة أخرى، سواء كانت فنونا أو موسيقى أو ألعابا رياضية. ويذكر أن في سوريا تم إغلاق عدد كبير من المدارس على مدى العامين الماضيين وحولها النظام إلى سجون.

في النظام التراتبي بمخيم الزعتري، تشغل وردة وعائلتها مرتبة متقدمة، فأكثر العائلات التي التقتهم «الشرق الأوسط» يتكدسون في الخيام، حيث تضم الخيمة الواحدة ما يزيد على العشرين. مع ذلك، لم يمنحهم ما يتمتعون به من راحة نسبية أي امتيازات عندما هطلت الأمطار والثلوج منذ شهرين. ويعد الطقس الذي شهدته المنطقة هو الأسوأ منذ سنوات. أغرقت الأمطار الخيام، ونامت وردة وعائلتها على حشيات مبللة بالماء لمدة عشرة أيام. وقالت: «وصل الماء إلى داخل الخيمة، لذا فرشنا أغطية تحتها. وحفرنا نفقا لطرد المياه من الخيمة، لكن استمر الماء في دخول الخيمة. وطلبنا من الأمم المتحدة خيمة جديدة، لكنهم لم يتمكنوا من ذلك، وأصابتنا جميعا الأنفلونزا».

يقع مخيم الزعتري في سهل صحراوي، مما يعني أنه يشهد موسمين؛ موسم الأمطار وموسم الغبار والعواصف الترابية. وإذ إن الأمطار قد انتهت، فالموسم المقبل هو موسم العواصف الترابية. وعند السفر على الطريق المؤدي إلى المخيم، يجب الانحراف لتفادي شاحنات نقل ضخمة تنقل الأحجار من أجل مواجهة التراب. مع ذلك، لا تكفي هذه الكمية، لأنه بمجرد أن يتم وضع الحصى والأحجار على الطريق، يظهر طريق آخر.

ويتزايد عدد سكان مخيم الزعتري زيادة مطردة، حيث يصل خمسة آلاف وافد جديد إلى المخيم كل ليلة، ويضاف إلى كل من في المخيم والعاملين التابعين للأمم المتحدة أعداد هائلة أخرى. انتظرت وردة وعائلتها أسبوعين حتى تسلمت خيمة خاصة بها، وإلى أن حدث ذلك كانت تنام على الأرض في إحدى الخيام التي توجد في مدخل المخيم.

يوضح فادي، الناشط المعارض السوري الذي عادة ما يصطحب الصحافيين إلى المخيم، أن هناك سبعة من فريق عمل الأمم المتحدة في مخيم الزعتري لإجراء المقابلات اللازمة مع آلاف اللاجئين الذين يصلون إلى هناك. «تشكل المقابلات أهمية، ويجب إجراؤها على الوجه الملائم، بحيث يمكننا جمع أدلة عما يحدث داخل سوريا»، تقل إمدادات الطعام والدواء والأغطية – التي يوجد نقص فيها بالأساس – بين سكان المخيم الذين يزداد عددهم. وقد اعتادت الأسر هنا أن تتناول وجبتين مطهيتين يوميا، لكن الآن يتم تسليمهم طعاما معلبا لطهيه داخل خيامهم. تخبرني وردة بأن لديهم المؤن الأساسية – الأرز وزيت الزيتون والشاي – ولكنهم يفتقرون إلى الفواكه أو الخضراوات الطازجة.

وفي الطريق المؤدي إلى الزعتري من عمان، يمر عدد لا حصر له من الشاحنات المحملة بالمساعدات. «عادة ما يبدي الأردنيون تعاطفا شديدا مع اللاجئين السوريين»، هذا ما يقوله فادي: «غير أنه ما زال هناك نقص في الطعام أو الأغطية التي يحتاجها المخيم. وبمجرد وقوف شاحنة مساعدات داخل المخيم، نجد أنه يكون محاطا على الفور بعدد يتراوح ما بين 500 إلى 1000 شخص، وتندلع أعمال شغب. يتمثل السبيل الوحيد المتاح لوقف هذا في قيام المتطوعين بالتنقل لمخيم آخر لتسليم المعونات».

غير أنه في ظل قسوة الحياة في مخيم الزعتري، حيث يحيا الناس، لكن حياتهم تكون معلقة، ثمة بعض مظاهر الحياة الطبيعية. يتعامل الناس المقيمون هنا مع مشكلة ضخامة المخيم عن طريق ترتيب المخيمات المتماثلة في صورة شوارع، ثم تقسيم تلك الشوارع إلى ميادين أو ساحات. يعرف كل شارع برقمه؛ يبلغ إجمالي عدد الشوارع سبعة عشر شارعا في المجمل، ويوضح لنا أبو عمر أن الوافدين الجدد عادة ما يضلون طريقهم. ويقول: «في حالة حدوث ذلك، يذهبون إلى المسجد، ويبعث إمام المسجد برسالة لأسرتهم للحضور واصطحابهم».

وفي مركز المخيم، تصطف متاجر متنقلة في الشارع الرئيسي المزدحم، تبيع كافة الأشياء التي لا تستطيع الأمم المتحدة والجمعيات الخيرية التزويد بها. هناك مقاه وبائعو فواكه ومتاجر هواتف جوالة. وفي كشك مساحته ستة أقدام مربعة مبن من الحديد المموج، يجلس بضياء، وهو حلاق من درعا أتى إلى المخيم قبل شهر بصحبة زوجته وابنته التي يبلغ عمرها شهرين. وقد أقام صالون حلاقة ويقوم بخدمة ثالث زبون له. يقول: «هذه حياتي. لدي صالون حلاقة في درعا، والآن أصبح لدي واحد في مخيم الزعتري». لقد دفع خمسة آلاف ليرة سورية مقابل المبنى، ويتقاضى 150 ليرة مقابل قص الشعر وحلاقة الذقن. ويقول إنها وظيفة جيدة.

لكن خلف هذا المظهر السطحي من الحياة الطبيعية، يكمن غطاء من الرعب. كل شخص أتحدث معه يتحدث عن أنصار الأسد، وحتى الشبيحة، الذين يأتون إلى المخيم. يقول أبو عمر: «سمعنا أن رجال الأسد أتوا إلى هنا الشهر الماضي وحاولوا تسميم أحد صهاريج المياه». ويضيف: «ألقى ضباط الشرطة القبض عليهم وأعادوهم إلى سوريا. وفي مخيم آخر، أضرم الشبيحة النيران في خيمة، بداخلها كل أفراد الأسرة. نحن نعيش في خوف من أن يحدث لنا كل ذلك».

وتعتبر هذه الشائعات بمثابة أسلحة نفسية. لا يرغب كثير من البالغين في أن يتم التقاط صور لهم، خشية من تبعات أن يراهم النظام. توضح رولا: «الأسد ما زال موجودا هنا». لكنها في حالة من الفزع أيضا من احتمال حدوث هجوم جوي على المخيم. تحدثنا قائلة: «الأسد مجنون. ونحن قريبون جدا من الحدود، إلى حد أنه بإمكانه قصف المخيم في أي وقت».

تستند مخاوف رولا إلى حقيقة ملموسة. يشير سائق سيارة أجرة إلى النقطة التي سقطت عندها صواريخ من داخل سوريا قبل أسبوعين. يغلق الجيش الأردني الطرق القليلة الأولى، لكن بعد البحث لنصف ساعة يتم العثور على شريط أصفر يحمل تحذيرات من حدوث تفجيرات، وذلك على بعد كيلومتر واحد من المخيم. في حالة هبوط صاروخ داخل حدوده، سيحدث دمارا كارثيا.

إن سكان مخيم الزعتري يعيشون نوعا آخر من عدم الأمان. إن شعور الرعب الذي تبثه الغارات الجوية والشبيحة ما زال يلقي بظلاله، ويمكن أن تتبدد الحماية المحدودة التي توفرها الخيام والأسلاك الشائكة بسهولة تماما وبشكل معتاد.

تلقي ضغوط مخيم الزعتري بوطأتها بشكل هائل على النساء. كثيرات يأتين هنا بمفردهن، إذ يظل أزواجهن داخل سوريا، يقاتلون مع الجيش السوري الحر أو يحمون أي منزل تركوه. ترملت ابنة عم رولا بأبشع الصور – عاد زوجها إلى سوريا ليأتي لها بالأدوية التي يستحيل إيجادها في المخيم. تقول: «غادر قبل أسبوعين، ولم يسمع أحد به منذ ذلك الحين. نعلم أنه ميت».

وليس ثمة مساحة للنساء الوحيدات. الجميع هنا مختلطون: الأسر والسيدات العزباوات والرجال العزاب. تقول رولا: «إذا لم يكن لدى سيدة زوج، لا تكون آمنة في المخيم. وإذا أردت الذهاب إلى الحمام ليلا، لا يمكنني الذهاب من دون زوجي. فالمكان ليس آمنا».

توضح وردة أن الظروف في مخيم الزعتري أسوأ منها في سوريا. تقول: «في سوريا، نقتل جراء التفجيرات، لكن في الزعتري، نموت من البرد. الحمامات والمطابخ مكتظة وغير نظيفة، ولا توجد مراعاة للخصوصية أو الكرامة».

ومن ثم، فرغم كل شيء هربت منه في طفس، تتمثل أمنية وردة الوحيدة في أن تعود أدراجها إلى هناك. «لم تعد هناك منازل، وأصبحت المزارع لا تنتج أي شيء. لكن كل يوم، أحلم بالعودة إلى الوطن. إنني متأهبة للموت».

مفاوضات في القاهرة لضم أكراد سوريا للائتلاف المعارض لنظام الأسد

الخطيب ومسلم اتفقا على تحقيق أهداف الثورة بالطرق السلمية ومن دون تدخل خارجي

القاهرة: سوسن أبو حسين وأدهم سيف الدين

يجري الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية مفاوضات وصفت بالجدية، لضم ممثلي الأكراد في سوريا للائتلاف المعارض، وذلك بهدف توحيد صفوف المعارضة في مواجهة نظام الرئيس بشار الأسد.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن لقاء مهما عقد بين أحمد معاذ الخطيب رئيس الائتلاف، وصالح مسلم رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، يوم السبت الماضي، على هامش اجتماعات الائتلاف التي شهدتها العاصمة المصرية القاهرة في الأسبوع الماضي، للتباحث حول انضمام الأكراد للائتلاف، ممثلين في الهيئة الكردية العليا، التي تعد المظلة السياسية الكبرى لأكراد سوريا.

وكان خلاف سابق قد نشب بين الائتلاف وممثلي الأكراد بسبب رفض الأول قبول عضوية «مجلس غرب كردستان»، الذي يضم حزب الاتحاد الديمقراطي وعددا من الأحزاب الكردية الأخرى، واكتفى الائتلاف بضم المجلس الكردي، إلا أن المجلس علق مشاركته اعتراضا على ذلك.

وقال صالح مسلم لـ«الشرق الأوسط» إن «اللقاء هو أولي، يهدف لبحث انضمام الأكراد للائتلاف، ولتغيير الصورة التي تبلورت لدى الائتلاف حول عمل حزب الاتحاد الديمقراطي لصالح نظام بشار الأسد، وإثبات ولائنا للثورة السورية». وأكد مسلم أنه «على استعداد لقبول قرار الائتلاف في اختيار الأسماء الممثلة للهيئة الكردية العليا، شرط قبول الهيئة بقطبيها ممثلا لأكراد سوريا بعيدا عن جذب أطراف دون أخرى»، كما نفى مسلم أي علاقة بين حزبه وبين حزب العمال الكردستاني في تركيا.

وعن اتفاق أربيل الأخير بين أحزاب الهيئة الكردية العليا قال مسلم: «لم نقرر شيئا جديدا، والهيئة الكردية بانتظار رد الائتلاف لتمثل أكراد سوريا جميعا، ويجري التفاوض في الوقت الحالي حول الأسماء والخطط السياسية والميدانية».

من جهته، قال مصدر كردي حضر الاجتماع لـ«الشرق الأوسط» إن «اللقاء تركز في الغالب على تحقيق أهداف الثورة السورية بالطرق السلمية من دون تدخل خارجي، وإن الطرفين اتفقا على فتح قنوات اتصال مباشرة من أجل أن يتفهم ويستمع كل جانب مواقف الطرف الآخر بالنسبة للتحركات السياسية والميدانية على الأرض».

وأشار المصدر، الذي تحدث شريطة عدم كشف اسمه، إلى أن «الغاية من فتح قنوات اتصال مباشرة بين الائتلاف والهيئة الكردية هي عدم سماع أخبار مغلوطة، وتقريب وجهات النظر من دون شوائب تعكر صفوف الثورة». وقال إن «مسلم قال للخطيب نحن لا نستطيع خوض معركة غير متكافئة مع النظام السوري؛ لأن قوات الحماية الشعبية (الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي) تمتلك أسلحة فردية خفيفة، في حين يمتلك النظام السوري طائرات ومدافع ثقيلة، كما في محافظة الحسكة، معقل أكراد سوريا، التي تستضيف نحو نصف مليون نازح من المحافظات الساخنة، وبالتالي لا يمكن أن تكون موقعا لمناوشات مع قوات نظام الأسد، في الوقت الحالي».

على صعيد متصل علمت «الشرق الأوسط» أن المعارضة السورية سوف تسمي رئيس وزراء الحكومة السورية التي تدير المرحلة الانتقالية خلال مؤتمر يعقد في إسطنبول يوم 2 من مارس (آذار) المقبل، فيما أوضحت المصادر أن مشاركة المعارضة في مؤتمر روما ستكون المحاولة الأخيرة مع المجتمع الدولي للتجاوب مع مطالبهم، وفي مقدمتها الإسراع في الحسم السياسي عبر قرارات تصدر من مجلس الأمن بعزل الأسد ونظامه.

وردا على سؤال حول ما أعلنه وليد المعلم في موسكو حول الحوار مع المعارضة المسلحة، قال هيثم المالح عضو الائتلاف السوري المعارض إنه «لا حوار مع قتلة الشعب السوري»، وأضاف: «لدينا قرار صادر عن الأمم المتحدة برقم 133 يدين نظام الأسد، ومن المفروض الذهاب إلى مجلس الأمن لإصدار قرار تحت البند السابع، وإذا اعترضت روسيا سنطالب بإدانتها في الجمعية العامة للأمم المتحدة».

«هيومن رايتس ووتش»: 4 صواريخ باليستية سقطت في حلب وقتلت 141 سوريا

معارضون يعزون استخدامها إلى حصار «الجيش الحر» للمطارات العسكرية

بيروت: «الشرق الأوسط»

أكدت منظمة «هيومن رايتس ووتش» لحقوق الإنسان الأميركية، استخدام النظام السوري الصواريخ الباليستية في قصف مناطق تسيطر عليها المعارضة خلال فبراير (شباط) الجاري. وقالت إن «القوات النظامية أطلقت ما لا يقل عن أربعة صواريخ باليستية من طراز سكود، على مناطق تسيطر عليها المعارضة في محافظة حلب شمال سوريا، ما أدى إلى مقتل أكثر من 141 شخصا بينهم 71 طفلا».

واعتبر أولي سولفانغ، الباحث في شؤون الطوارئ بالمنظمة، أن «استخدام الصواريخ الباليستية ضد الشعب يمثل موقفا سيئا جدا». وأكد سولفانغ الذي قام بزيارة أربعة مواقع تعرضت للقصف من قبل القوات النظامية، أن «جميع هذه المناطق سكنية ولا يوجد فيها أي مؤشر لاحتوائها على أهداف عسكرية». وأشار إلى أنه «سبق أن زار مواقع تعرضت لهجمات في سوريا، ولكنه لم ير مثل هذا الدمار من قبل»، لافتا إلى أنه «عندما تتوقع أن الأمور لا يمكن أن تسوء أكثر، تجد الحكومة السورية طرقا مختلفة لتصعيد تكتيكات القتل».

وقال ناشطون معارضون في حلب لـ«الشرق الأوسط» إن «الصواريخ الباليستية وتحديدا السكود سقطت في منطقتي تل رفعت ومارع في ريف حلب الشمالي وفي مدينة إعزاز على الحدود السورية التركية، أما في مدينة حلب فسقطت الصواريخ على أحياء الأرض الحمراء ومساكن هنانو وطريق الباب إضافة إلى حي جبل بدرو».

وأوضح أحد الناشطين لـ«الشرق الأوسط» أن «أحياء بكاملها تم تدميرها في حلب لا سيما حي جبل بدروا الذي سحب من تحت ركامه ما يزيد على الـ100 جثة». وأعرب عن اعتقاده بأن «استخدام النظام السوري للصواريخ الباليستية يعود إلى الحصار الخانق الذي يفرضه الجيش السوري الحر على المطارات العسكرية ما أدى إلى تراجع قدرات سلاح الجو النظامي على استهداف معاقل المعارضة، كما حرم النظام من قدرته على ضرب المواقع الخلفية للمعارضة، ولذلك فإن الحل الذي وجده النظام هو استخدام سكود الذي يصل مداه الفعال إلى 800 كيلومتر».

وكشف النقيب عبد السلام عبد الرزاق، المنشق عن إدارة الأسلحة الكيماوية، لـ«الشرق الأوسط» عن امتلاك «النظام السوري ما يقارب 800 صاروخ باليستي بينها 200 سكود»، مؤكدا أن «مساحة التدمير التي تخلفها هذه الصواريخ كبيرة جدا». وأشار عبد الرزاق إلى أن «معظم الصواريخ التي يمتلكها النظام السوري جرى تعديلها لتصبح بعيدة المدى وذات قدرة تدميرية كبيرة، إضافة إلى إمكانية تحميلها برؤوس نووية وكيميائية وجرثومية». ولفت إلى «وجود منصات رئيسة لإطلاق الصواريخ الباليستية حيث توجد هذه المنصات في منطقة القطيفة بريف دمشق ومنطقة السبينية في حلب إضافة إلى منصات أخرى في ريف حماه».

وقال عبد الرزاق إن «القوات العسكرية النظامية تمتلك عربات أو منصات متحركة تستخدم لإطلاق الصواريخ الباليستية». وبحسبه، فإن «الخطورة في استخدام صاروخ سكود القادر على حمل 1000 كيلوغرام من المتفجرات ضد المناطق المأهولة بالسكان تكمن في مدى الخطأ الكبير له والذي يقدر بـ500 متر، ما يؤدي إلى سقوط أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين، حيث تمت تسوية عشرات المباني بالأرض في حلب».

وكان تقرير «هيومن رايتس ووتش» قد نقل عن البيانات العسكرية الرسمية لعام 2011 التي رصدها المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، امتلاك سوريا أنواع مختلفة من الصواريخ الباليستية في ترساناتها العسكرية. كما استشهد التقرير بصحيفة «نيويورك تايمز» التي ذكرت أن القوات النظامية استخدمت الصواريخ الباليستية لأول مرة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي. ومنذ ذلك الحين، رصد ناشطون أكثر من 30 هجوما بمثل هذه الصواريخ قبل الهجمات التي وثقتها المنظمة في هذا التقرير.

يذكر أن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي «ناتو» أدان في منتصف فبراير (شباط) الجاري، استخدام السلطات السورية صواريخ سكود في عملياتها ضد المعارضة، مؤكدا قيام الحلف برصد إطلاق مثل هذه الصواريخ خلال الأيام الماضية وامتلاكه أدلة «دامغة» على قيام النظام السوري باستخدامها، بينما نفت وزارة الخارجية السورية «استخدام الجيش صواريخ سكود في قصف لمواقع المعارضة» مشيرة إلى أن «صواريخ سكود استراتيجية وبعيدة المدى ولا تستخدم في مواجهة عصابات إرهابية مسلحة».

تركيا تنفي.. والمعارضة السورية تؤكد: أنقرة قدمت أسلحة نوعية للمقاتلين

5 قذائف لكل وحدة مقاتلة من طرازي «بي 9» و«بي 10» لمواجهة الدبابات الروسية المتطورة

بيروت: ثائر عباس

نفت تركيا أمس قيامها بتهريب أسلحة نوعية إلى المعارضين السوريين غداة تقارير تحدثت عن تقديم واشنطن وأنقرة نوعيات جديدة من الأسلحة للمعارضين ساهمت في التقدم الأخير الذي أحرزته قوى المعارضة. وأكد مصدر تركي رسمي لـ«الشرق الأوسط» أن بلاده تمنع أي نوع من التهريب عبر حدودها، مشيرا إلى أن السلطات التركية أوقفت أول من أمس شحنتين من الأسلحة كانت مهربة من سوريا إلى تركيا.

غير أن المعارض السوري، ومدير مكتب المجلس الوطني السوري في غازي عنتاب محمد سرميني أكد أن الولايات المتحدة وتركيا قدمتا أسلحة نوعية للمعارضة، لكن بكميات قليلة وغير كافية. وأوضح لـ«الشرق الأوسط» أن أسلحة جديدة سلمت للمعارضين هي عبارة عن قذائف متطورة مضادة للدروع من طرازي «بي 9 وبي 10» القادرة على اختراق دروع الدبابات الحديثة التي يمتلكها النظام من طرازي «تي 72 وتي 82» التي لا تؤثر فيها القواذف العادية.

ويعاني المعارضون من عدم قدرتهم على التأثير على مثل هذه الأنواع من الدبابات التي تمتلكها وحدات النخبة في جيش النظام، التي لا تخترقها القذائف المضادة للدروع التقليدية «بي 7» وغيرها. بالإضافة إلى دبابات تم تعديلها في جنوب أفريقيا لتزويدها بحقل مغناطيسي يبعد القذائف عنها. لكن سرميني قال إن الأسلحة الموزعة «قليلة جدا» وهي لم تتعد 4 أو 5 قطع لكل وحدة مقاتلة.

وكانت مصادر روسية قد تحدثت عن ظهور أنواع جديدة متطورة من السلاح مع المعارضين، لم يسبق للجيش السوري النظامي أن استخدمها سابقا. وأشار تقرير لمحطة «روسيا اليوم» إلى أنه قد تم في محافظة درعا مصادرة كميات كبيرة من الأسلحة من بينها تلك التي لم تظهر أبدا في تسجيلات الفيديو التي تبثها المعارضة.. ومن بينها: قاذفة قنابل يدوية «آر بي جي إم 79»، ومدفع «إم 60» عديم الارتداد المضاد للدبابات، وقاذفة قنابل يدوية «آر بي جي 22»، وقاذفة القنابل «ميلكور» ونقلت المحطة عن بعض المصادر أن هذه الأسلحة يستخدمها الجيش الكرواتي، الذي اعترفت بلاده بالائتلاف الوطني السوري ولم تصبح بعد عضوا في الاتحاد الأوروبي الذي يمنع توريد الأسلحة إلى سوريا. لكن مصادر أخرى تشير إلى إمكانية وصول كل هذه الأسلحة من ليبيا، التي اشترتها منذ فترة طويلة.

وأعلنت السلطات التركية أنها صادرت أسلحة وذخائر من سيارتين كانتا تحاولان العبور من سوريا إلى تركيا في البوابة الحدودية في محافظة أورفا. وخضعت السيارتان اللتان تحملان لوحات سورية لتفتيش دقيق بعد شكوك موظفي الجمارك بوجود مواد مشبوهة. وتم العثور على 120 بندقية تعمل بضغط الهواء و50 بندقية أخرى بالإضافة إلى ذخائر عائدة لهما ومناظير البنادق. وقد تم توقيف سائقي السيارتين وفتحت السلطات التركية تحقيقا في الحادث.

بعد حمص وحلب: دمشق أمام خطر التدمير

مـالـك أبـو خـيـر

رصاصة .. فقذائف مدفعية .. ثم قصف طيران نفّاث، ثم أسلحة محرّمة بدأت بالفوسفورية وصولاً إلى العنقودية، حتى بات اليوم صاروخ “سكود” سيد الموقف، كلها أساليب للتدمير تطور استخدامها شيئاً فشيئاً على الساحة السورية، فشملت غالبية المدن والأحياء ضمن حملة تدمير ممنهج.

عندما انطلقت عبارة “الأسد أو نحرق البلد” من مؤيدي النظام السوري، اعتبرها البعض مجرد هتاف يردده هؤلاء. لكن مع مرور أيام الثورة السورية تحوّل الأمر حقيقة تظهر جلياً عبر الخراب الذي خلّفته الآلة العسكرية التابعة للنظام، التي حوّلت كل منطقة طالبت بالحرية إلى ركام يتساقط فوق رؤوس ساكنيه.

لعلّ حلب هي التي نالت قسماً كبيراً من التدمير بين المدن السورية، فبعدما أعلن قائد المجلس العسكري للجيش الحر فيها انطلاق حرب تحريرها من “العصابات الأسدية” دخلت المدينة في دوّامة من القصف اليومي من مختلف أنواع الأسلحة، شملت حي بني زيد وهو مدخل الريف الحلبي، ثم الأشرفية التي تحتوي الأكراد والعرب، وبساتين الباشا حيث يقيم مسيحيون وسنّة، إضافة إلى السكري وبستان القصر وجديدة وسيف الدولة والعامرية وسوق الهال، وهذه المناطق هي من أهمّ الأحياء القديمة في مدينة حلب، حيث جوامع وكنائس أثرية، دون نسيان الجامع الأموي الذي تعرض لتدمير كامل.

فسياسة المعارك كانت تقوم على انسحاب جيش النظام من المناطق التي يهاجمها “الجيش الحر”، ليتكفّل الطيران والمدفعية بتدمير كل شيء. والثوار لا يملكون أي قوة تمنع القوة الجوية من التفوّق عليهم فيما النظام أعطى كل الصلاحيات لطيرانه لقصف ما يريد من الأهداف حتى لو كان يعود تاريخها إلى آلاف السنين. أما القوة الصناعية التي كانت تتميز بها حلب فباتت ضمن الأراضي التركية بعد أن قام بعض قطّاع الطرق الذي يعملون تحت اسم “الجيش الحر” ببيعها ونقلها إلى تركيا لتصبح عاصمة الشمال السورية الاقتصادية مجرد ركام وفوضى وحطام لا أكثر.

مازن.م، أحد الناشطين والعاملين في المجال الإغاثي في حلب، يؤكد أن القصف على المناطق الأثرية يتم بشكل مقصود وممنهج، ويقول: “في أغلب الأحيان يقصف الطيران مواقع أثرية لا يوجد فيها أي تواجد للجيش الحر، بل مدنيون عزّل، كما حدث في منطقة الجامع الأموي وبعض الكنائس الأثرية، وكأنها سياسة عقاب لهذه المدينة على عصيانها، فالنظام خسر 70 بالمئة منها، وأصبحت تحت سيطرة الجيش الحر، وهذه المساحة المحررة باتت مهدمة بالكامل بكل ما تحتويه من مناطق أثرية“.

وفي الريف الحلبي لم يتوقف النظام عن القصف بالمدفعية والطيران، وانتقل إلى ضربه بصواريخ “سكود” التي كان آخرها على الحيّ الشرقي من المدينة ما أودى بحياة عشرات الأشخاص. تلا ذلك هجوم دمّر العديد من الأحياء المدنية في منطقة جبل بدر، فأُصيب المئات من المدنيين الأبرياء.

الجدير بالذكر أن النظام بدأ باستخدام هذه الصواريخ بعد خسارته لمطاراته الحيوية في الشمال السوري لتصبح البديل عن أي سلاح آخر.

الصمت الدولي عمّا يحدث، وإن اختلفت التفسيرات حوله، يصبّ في خانة أنه “اتفاق مبرم” على تحويل سوريا بكاملها إلى ركام مع تكبيدها القدر الأكبر من الخسائر بالأرواح والثروات، وتدمير حضارتها حتى لا تستطيع فعل أي عمل يهدد أمن إسرائيل ما بعد سقوط الأسد. فسقوطه بات حتمياً، لكن المجتمع الدولي ينظر إلى سوريا من خلال البوصلة الإسرائيلية التي تريد أن تضمن أمنها أربعين عاماً قادمة إن لم يكن أكثر، وهذا لا يتم إلا إذا أضحت سوريا ركاماً.

فالخارجية الأميركية وبعد كل هذا الدمار خرجت ببيان يتيم تعلن فيه استنكارها لما يحدث، مؤكدة أن “هناك إجراماً يمارس بحق شعب أعزل”. فرنسا شاركتها الأسلوب نفسه، وكذلك باقي الدول الأوروبية، في حين أن دولة مالي لكونها تحتوي على الثروات وخارج إطار البوصلة الإسرائيلية لم يأخذ قرار التدخل الفرنسي فيها أكثر من 48 ساعة تحت حجة “حمايتها من الإرهاب“.

سياسة التدمير في دمشق لم تختلف كثيراً عن حلب، فالريف الدمشقي من حرستا وصولاً إلى عقربا بات مجرد ركام يقصف يومياً بكل أصناف الأسلحة. وبالرغم من أن الجيش الحر لا يزال خارج قلب العاصمة خوفاً عليها من تدمير شبيه لحلب، إلا أن النظام لم ينتظر دخوله بل استبقه بسلسلة تفجيرات كالتي حدثت في منطقة المزرعة عند جامع الحياة. كما بدأ بتدمير حي برزة البلد، الملاصق لحي القابون بحجة أنه منطقة مخالفات، فيما يؤكد ناشطون أنها تتحول إلى منطقة لتحصين قوات النظام تحسباً لدخول الجيش الحر إلى قلب العاصمة.

أحد القادة العسكريين في “الجيش الحر” أكد أن هناك مزاجاً عاماً بعدم دخول دمشق خوفاً عليها من تدمير سيقوم به النظام كنوع من الانتقام لكل مكان ينسحب منه. ويؤكد القيادي وجود رغبة بحل سياسي ينهي الحرب دون المزيد من الدمار، على أن يكون طبعاً رحيل الأسد ومن معه أول بنود هذا الحل.

130 قتيلا وقصف مكثف لريف دمشق

                                            أفاد المركز السوري لحقوق الإنسان بأن نحو 130 سوريا قتلوا أمس الثلاثاء بأنحاء متفرقة من سوريا، سقط عدد كبير منهم جراء القصف المكثف الذي نفذته القوات النظامية بالدبابات والطائرات على مواقع الثوار في ريف دمشق.

وأوضح المرصد في بيان أن من بين القتلى الذي سقطوا أمس 90 مدنيا، سقط معظمهم في محافظات ريف دمشق وحلب ودمشق ودرعا.

وحسب المرصد فإن ما لا يقل عن 32 من أفراد القوات النظامية بينهم أربعة ضباط لقوا مصرعهم أمس في اشتباكات وبرصاص قناصة في عدة محافظات.

في غضون ذلك كثف الجيش النظامي السوري قصفه بالدبابات والطائرات على مواقع الثوار بريف دمشق، وتحديدا في دير العصافير ودوما وعدرا ومخيم اليرموك والقابون وغيرها. وقد اشتدت المواجهات بين الجيش الحر وقوات النظام في جوبر بعد تفجير استهدف رحبة الدبابات قبل يومين.

وحسب مركز مسار الإعلامي، قصفت القوات النظامية براجمات الصواريخ مدن وبلدات مضايا وزملكا وداريا والزبداني.

وأضاف المركز أن القصف تجدد على مدن الرستن وتلبيسة والقصير وقرية الغنطو في حمص، وعلى مدينة مورك وقريتي قبيبات وأم حارتين في حماة، وسط إطلاق نار وعمليات دهم وحرق للمنازل.

وتتواصل الاشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام على أطراف حيي اليرموك والقدم، كما تدور معارك على طريق المتحلق الجنوبي، في حين يحاول النظام اقتحام داريا المحاصرة منذ أكثر من 100 يوم.

اشتباكات بحلب

في غضون دارت اشتباكات عنيفة بين قوات النظام السوري والجيش السوري الحر بمحيط الجامع الأموي الكبير في وسط حلب، وتواصلت المعارك بمناطق أخرى في المحافظة حيث أسقط الثوار ثلاث طائرات.

وذكر ناشطون أن طائرات قصفت محيط مطار منغ وبلدات مسكنة وخان العسل والنقارين في حلب، وأكدوا تجدد القصف على مدن بنش بيلون ومعرة النعمان وكورين وخربة الجوز في إدلب.

وذكرت مصادر عدة للمعارضة تواصل القصف على أحياء درعا البلد وحيي طريق السد ومخيم النازحين، وعلى بلدات معربة وداعل والطيبة وصيدا وبصر الحرير وعلما والمليحة الشرقية.

وقالت لجان التنسيق المحلية إن الاشتباكات تواصلت بمحيط بلدة خان العسل في حلب وبأحياء عدة في المدينة، كما أكدت شبكة شام وقوع اشتباكات بأحياء السبع بحرات والجديدة والحميدية وداخل مدرسة الشرطة، حيث سيطر الثوار على مبنى كانت القوات النظامية تتمركز فيه بشركة الكابلات.

صواريخ باليستية

على صعيد آخر قالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن الجيش النظامي صعد هجماته بالصواريخ الباليستية على المناطق التي يسيطر عليها الثوار، إذ شن أربع هجمات على ريف حلب الأسبوع الماضي، مما أسفر عن مقتل أكثر من 141 شخصا، بينهم 71 طفلا.

وقال الباحث في حالات الطوارئ بالمنظمة أولي سولفانج أمس الثلاثاء “زرت العديد من مواقع الهجمات في سوريا، لكنني لم أر قط مثل هذا الدمار”، وأضاف بعد تفقده مناطق الهجمات الأربع “بمجرد أن نظن أن الأمور بلغت من السوء مداها نفاجأ بأن الحكومة السورية وجدت وسائل لتصعيد أساليب القتل“.

وكان وزير الإعلام السوري عمران الزعبي نفى الأحد أن النظام يستخدم صواريخ سكود في الصراع، لكن بيان هيومن رايتس ووتش ذكر اليوم أن حجم الأضرار وغياب أي طائرات عن المنطقة في ذلك الوقت مع تأكيد الناشطين على إطلاق صواريخ من قاعدة عسكرية قرب دمشق هي دلائل ترجح بشدة أنها هجمات بصواريخ باليستية، كما سبق أن تحدث حلف شمال الأطلسي (ناتو) في ديسمبر/كانون الأول عن استخدام النظام صواريخ سكود مرات عدة.

وأوضحت هيومن رايتس ووتش أنه لا توجد أي دلائل على وجود مقاتلين أو قواعد للمعارضة في المناطق التي تعرضت لهجمات بصواريخ باليستية حيث لم يكن بها سوى مدنيين.

وأضافت أن كل ضربة دمرت ما بين 15 و20 منزلا، وأوضح سولفانج أن استخدام صواريخ باليستية لمهاجمة الشعب يمثل مستوى متدنيا جديدا “حتى بالنسبة لهذه الحكومة“.

لافروف يدعو المعارضة السورية لمفاوضة الأسد

                                            قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الثلاثاء بعد محادثات مع نظيره الأميركي جون كيري في برلين إن على المعارضة السورية أن تدخل في محادثات مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد، في حين أكد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أن مشاركته في مؤتمر أصدقاء الشعب السوري المقرر في روما الخميس القادم يرجع إلى قناعته بضرورة العمل السياسي خاصة بعد الإدانات الدولية الواضحة للنظام.

ودعا لافروف المعارضة التي ستلتقي ممثلين عن دول غربية وإقليمية في روما إلى “أن تعلن أنها مع الحوار لأنها أطلقت تصريحات متناقضة بهذا الشأن، بل وأن تسمي فريقها التفاوضي“.

وجاءت هذه الدعوة بعد لقاء بين لافروف وكيري في برلين قبل يومين من عقد مؤتمر أصدقاء سوريا في روما، وسبق لوزير الخارجية الروسي أن دعا واشنطن لمحاولة الضغط على المعارضة السورية كي تتخلى عن شرط رحيل الأسد لبدء المحادثات.

وقبل وصوله إلى برلين، قال لافروف من موسكو إن “المتطرفين مهيمنون حاليا في صفوف المعارضة (السورية) وهم يراهنون على الحل العسكري ويعرقلون أي مبادرة تقود إلى حوار”، وأبدى أسفه من أنه قبل أيام قليلة كان يبدو أن الظروف اللازمة اجتمعت لجلوس الأطراف إلى طاولة المفاوضات.

واعتبر أن العديد من ممثلي المجتمع الدولي يتفقون على ضرورة التأثير على الجانب الحكومي والمعارضة و”إقناعهما بعدم التقدم بطلبات غير واقعية كشروط مسبقة لبدء الحوار“.

وسبق أن حذر الوزير الروسي أثناء استقباله الاثنين في موسكو نظيره السوري وليد المعلم من أنه “لا بديل مقبولا عن تسوية سياسية يتم التوصل إليها من خلال توافق مواقف الحكومة والمعارضة“.

مؤتمر روما

من جهته، قال الائتلاف السوري المعارض في بيان مساء الثلاثاء إن قراره الذي اتخذه الجمعة الماضي بمقاطعة مؤتمر روما -الذي عدل عنه لاحقا- كان يهدف إلى “دق ناقوس التنبيه لفظاعة الجرائم التي يرتكبها نظام الأسد الإرهابي بحق شعبه”، وذلك لدفع القوى التي تستطيع الضغط على النظام من أجل اتخاذ مواقف أكثر جدية.

وأوضح أن موافقته على الذهاب إلى روما ترجع إلى قناعة قيادة الائتلاف بضرورة الاستمرار في عملية التواصل السياسي مع القوى الدولية المختلفة، خاصة بعد الإدانات الواضحة للنظام والاقتراحات الحريصة التي وصلت للائتلاف من دول مؤثرة في الشأن السوري.

وكان الائتلاف أعلن عقب اجتماع له ليلة الاثنين عدوله عن قرار مقاطعة مؤتمر روما بعد اتصالات دبلوماسية جرت مع قيادته من جانب الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والنرويج ووعود بتقديم دعم نوعي للائتلاف أثناء مشاركته في المؤتمر.

وفي اتصال لقناة الجزيرة، قال عضو الأمانة العامة للائتلاف سمير نشار إنه كان من الأحرى بالوزير لافروف أن يطالب النظام بالتوقف عن قصف المدن بالطائرات وصواريخ سكود، وأضاف أنه لا يمكن قيام حوار سياسي مع بقاء الأسد، لأن وجوده يهدد النسيج الاجتماعي السوري وبناء الدولة السورية ووحدتها.

وأكد نشار أن المعارضة لن تقبل بالحوار مع الأسد “بعد ارتكابه المجازر بحق الشعب”، وأنها لن تتنازل عن شرط تنحيه للوصول إلى حل سياسي للأزمة.

وفيما يتعلق بالحكومة المصغرة المزمع تشكيلها قريبا، قال نشار إن الهيئة العامة للائتلاف ستعقد اجتماعا بإسطنبول الأسبوع المقبل لتسمية رئيسها وأعضائها، وأضاف أن المجلس الوطني -وهو أكبر تشكيلات الائتلاف- اختار ثلاثة مرشحين لرئاسة الحكومة، وهم أسامة قاضي وبرهان غليون والشيخ سالم المسلط.

 حوار دمشق والمسلحين.. مناورة أم تسوية؟

أحمد السباعي-الجزيرة نت

في خطوة فاجأت معظم المتابعين للشأن السوري، خرج رأس دبلوماسية النظام السوري وليد المعلم ليدعو المعارضة المسلحة إلى الحوار من موسكو الداعمة الدولية الأولى لنظامه بعدما كان حتى الأمس القريب يصف هذه المجموعات “بالإرهابية” التي تريد تدمير سوريا الوطن والمجتمع.

ولكن ما الجديد الذي طرأ على الموقف السوري الذي كان يشدد دائما حتى في الإفراج المزعوم عن المعتقلين كان يرفقها بجملة أن المفرج عنهم “لم تتلطخ أيديهم بدماء السوريين”؟ هل هو الضغط الروسي على النظام لتغيير موقفه؟ هل النظام يبحث عن “تسوية شاملة ومصالحة وطنية” ووضع حد لسفك الدماء الذي لن يجلب الإصلاح كما قال المعلم؟ أم إنها مناورة جديدة من النظام لكسب الوقت وتقطيعه بحثا عن الحسم العسكري؟

دعوة وزير الخارجية السوري قابلها هجوم مفاجئ لنظيره الروسي سيرغي لافروف على المعارضة، معتبرا أن “المتطرفين مهيمنون حاليا في صفوفها ويراهنون على الحل العسكري ويعرقلون اي مبادرة تقود إلى حوار”. وأضاف أنه “حتى قبل ايام قليلة كان يبدو لنا أن الظروف اللازمة اجتمعت لجلوس الأطراف إلى طاولة المفاوضات وبدء بحث مستقبل البلاد“.

تسوية شاملة

المحلل السياسي شريف شحادة يقول إن دمشق دعت مرار وتكرارا منذ بداية الأزمة إلى حوار وطني يضم جميع أطياف المجتمع، وأضاف أنه مع ظهور مجموعات مسلحة تقاتل الجيش والحكومة، طالبت موسكو بأن يكون الحوار شاملا ودمشق وافقت على هذا الاقتراح لأنها تريد إقناع الروس بأن من يحمل السلاح هدفه تدمير البلاد لا الحوار.

وأشار إلى أن المعلم أصر على أن تكون الدعوة من موسكو أولا لإحراج المعارضة والدول الراعية لها والتي تكرر اتهاماتها لدمشق بعدم الجدية في موضوع الحوار، وتأكيد جدية الدولة في حل الأمور عبر الحوار وبالطرق السلمية وأن من يرفض الحل هو الطرف الآخر. ونفى أن تكون دعوة المعلم نتيجة ضغط روسي بل نابعة من السياسة العامة للدولة، مؤكدا أن الموقف الروسي ثابت أيضا بدعمه للنظام.

وأوضح أنه عندما تكون هناك مصالحة وطنية كبرى وحل سياسي وتسوية شاملة لن يُستثنى حتى من حمل السلاح وقاتل الدولة والجيش، وأضاف أنه على الجميع الذهاب إلى هذه التسوية بروح التسامح والتصالح لحل الأزمة، مشيرا إلى أن التسوية تتطلب من المسلحين رمي سلاحهم، لكن الحوار والسلاح على الطاولة أمر بعيد عن المنطق.

في المقابل أكد عضو الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية برهان غليون إن موقف الائتلاف واضح من أن الشروط الدنيا لأي مفاوضات أو حوار هي قرارات الشرعية الدولية وتحديدا قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في الثالث من أغسطس/آب العام الماضي الذي نص على وقف العنف وسحب الأسلحة الثقيلة وعودة القوات إلى ثكناتها وإطلاق سراح المعتقلين والسماح بحرية التعبير.

مرواغة ومناورة

وأوضح أن النظام يحاول “المراوغة والمناورة إعلاميا وكسب الوقت واللعب على الرأي العام الدولي” وتقديم نفسه على أنه مع الحوار الذي “قتله ودفن مبادراته المتكررة“.

أما بالنسبة لمكان الدعوة فأشار غليون إلى أن النظام يريد تقديم نفسه للروس على أنه لم يعد يسمي المسلحين بالإرهابيين واتخذ موقفا متقدما وقدم تنازلا للمعارضة بإبداء رغبته للحوار حتى مع المسلحين، مؤكدا عدم وجود معارضة سياسية وأخرى مسلحة بل هناك ثورة تريد الإطاحة بالنظام.

على الضفة الروسية تشير المحللة السياسية إلينا سوبونينا إلى أن الضغط الروسي على النظام أثمر تصريح المعلم وتغير موقف دمشق من المجموعات المسلحة وتقبل الحوار معهم.

وأكدت أن القراءة الروسية للوضع السوري بدأت تتغير وخصوصا بعد اكتشاف موسكو عدم قدرة النظام على الإصلاحات السياسية بسرعة، وإعادة الاستقرار للبلاد، لافتة إلى أن موسكو بدأت منذ فترة اتصالاتها مع المعارضة والآن كثفتها وتحديدا في الأشهر الأخيرة حين وصفت الأحداث السورية بالحرب الأهلية أي إن هناك طرفين يتواجهان على الأرض. 

وقالت المحللة الروسية أن موسكو تدير عملية تفاوض معقدة جدا بين طرفين لا قاسم مشتركا بينهما، وأضافت أن روسيا تحولت إلى مركز السياسة الدولية وساحة تلعب فيها جميع الأطراف.

رقم قياسي للنزوح من سوريا.. وتحذير من نزاع في لبنان

فيلتمان يعلن فرار 900 ألف سوري إلى الدول المجاورة من جراء الحرب

دبي – قناة العربية

من المقرر أن يستمع مجلس الأمن، الأربعاء، إلى مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، فاليري آموس، حول الوضع الإنساني في سوريا وعمل الأمم المتحدة.

وعشية اجتماع أصدقاء سوريا المقرر، غداً الخميس، في روما, أعلن مساعد الأمين العام للشؤون السياسية، جيفري فيلتمان، أمام مجلس الأمن الدولي، أن “أكثر من 900 ألف سوري فرّوا إلى الدول المجاورة، بينهم أكثر من 150 ألفاً خلال الشهر الحالي فقط، وهو رقم قياسي، مشيراً إلى أن الوضع الإنساني يتدهو أكثر فأكثر في سوريا.

ورسم فيلتمان ما وصفها “صورة مروّعة” للصراع الذي بدأ كحركة احتجاجية سلمية ضد بشار الأسد وتحول إلى عنف عندما حاولت القوات الحكومية سحق المظاهرات، على حد تعبيره.

وحذر فيلتمان من أخطار اتساع النزاع، خصوصاً إلى هضبة الجولان. كما أشار إلى إمكانية جرّ لبنان إلى الحرب الأهلية بسبب الصبغة الطائفية للنزاع في سوريا ووجود مقاتلين أجانب وجماعات متطرفة.

المعارضة السورية تحصل على أسلحة جديدة

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

تفيد أنباء من بيروت بأن المعارضة السورية حصلت على أسلحة متطورة بهدف تضييق الهوة في التسلح مع قوات النظام السوري وتعزيز قيادة عسكرية جديدة للمعارضة تأمل الدول الغربية في أن تتمكن من التصدي للمقاتلين المرتبطين بالقاعدة.

ونقلت وكالة رويترز عن عدد من قادة ومقاتلي المعارضة أن شحنة وصلت إلى سوريا عبر تركيا الشهر الماضي اشتملت على معدات تحمل على الكتف وعتاد محمول آخر بما في ذلك أسلحة مضادة للطائرات والدروع وقذائف مورتر وقاذفات صاروخية.

وقال معارضون مسلحون أن الأسلحة – بالإضافة إلى أموال لدفع رواتب للمقاتلين- يجري توزيعها من خلال هيكل قيادة جديد في إطار خطة للداعمين الأجانب من أجل مركزية السيطرة على وحدات المعارضة وكبح الإسلاميين المرتبطين بالقاعدة.

لكن في علامة على صعوبة توحيد الجماعات المقاتلة المتباينة، قال بعض المقاتلين إنهم رفضوا الأسلحة ورفضوا الخضوع للقيادة الجديدة.

ورفض المعارضون، حسب ما ذكرت رويترز، الكشف عن موردي الأسلحة رغبة منهم في عدم إحراج الداعمين الأجانب، لكنهم قالوا إنها وصلت عبر تركيا “من دول مانحة“.

وقال قائد للمعارضين في محافظة حمص: “تسلمنا هذه الأسلحة بشكل قانوني وعادي. لم تسلم عبر ممرات التهريب وإنما سلمت بشكل رسمي من خلال معبر باب الهوى” الحدودي مع تركيا الذي تسيطر عليه المعارضة.

وأضاف: “لكنها لا تكفي لمساعدتنا على الانتصار (..) وصلت شحنة أخرى إلى تركيا لكن لم نتسلمها حتى الآن“.

حكومة معارضة

وتجتمع المعارضة السياسية في اسطنبول السبت القادم لاختيار رئيس للوزراء في الحكومة الانتقالية التي يفترض أيضا أن تختار وزيرا مدنيا للدفاع لتشكل بذلك الهيكل الأساسي لدولة وجيش في المستقبل.

ورغم أن دولا كثيرة تؤيد معارضي الرئيس السوري بشار الأسد إلا أن قلة منها تساند بنشاط تسليح المعارضين خشية وقوع الأسلحة في أيدي متشددين إسلاميين وخوفا من أن يؤدي ذلك إلى تكرار صراعات غربية مثل الحروب ضد طالبان في أفغانستان والجماعات المرتبطة بالقاعدة في العراق.

ويعتمد المعارضون بشكل أساسي حتى الآن على الأسلحة الخفيفة، التي تهرب من دول مجاورة، فضلا عن الأسلحة التي يحصلون عليها من القواعد العسكرية التي يسيطرون عليها داخل سوريا.

لكن لقطات فيديو وصور من أنحاء البلاد تدعم فيما يبدو تأكيدات بوصول أسلحة متطورة مصنوعة في بلدان متعددة منها يوغوسلافيا والصين إلى أيدي المعارضة.

لافروف بعد لقائه كيري يدعو المعارضة السورية الى تسمية ممثليها للحوار مع النظام

دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف المعارضة السورية الى تسمية ممثليها للتفاوض مع النظام السوري للتوصل الى حل لوقف الصراع الدائر في سوريا.

وجاء تصريح لافروف بعد لقائه نظيره الأمريكي جون كيري في برلين في إطار جولاته الخارجية للاستماع الى حلول حول الشأن السوري.

وقال لافروف في برلين “نحن ندعو المعارضة التي ستلتقي ممثلين من عدد من الدول الغربية والاقليمية في روما، الى الاعلان كذلك انها مع الحوار، لانها اطلقت تصريحات متناقضة بهذا الشأن، وليس فقط ان تعلن بل كذلك ان تسمي فريقها التفاوضي“.

وأضاف “ممثلو النظام السوري اكدوا لنا ان لديهم فريقا تفاوضيا وانهم مستعدون لبدء الحوار في اسرع وقت ممكن“.

محادثات

واشار الى انه وكيري اتفقا خلال الاجتماع على بذل كل ما في وسعهما للمساعدة في بدء محادثات لانهاء الازمة في سوريا.

واكد انه بالنسبة للازمة في سوريا “فان اهم شيء هو اننا اكدنا ادراكنا المشترك بان استمرار العنف لا يمكن تحمله، وعلى تصميمنا على فعل كل ما يترتب على روسيا والولايات المتحدة فعله“.

وتابع “بالطبع ليس كل شيء يترتب علينا، ولكن سنفعل كل ما يترتب علينا لخلق الظروف التي ستسهل بدء حوار بين الحكومة والمعارضة في اسرع وقت ممكن“.

واكد انه “لن يحل احد للسوريين مشاكلهم، ولكن لكي تبدأ مناقشة هذه المسالة، فمن الضروري الجلوس الى طاولة التفاوض“.

جولات خارجية

يقوم كيري حتى السادس من اذار/مارس باولى جولاته الخارجية منذ توليه وزارة الخارجية واغتنم فرصة مروره في برلين لعقد لقاء ثنائي مع لافروف. وتعود المعرفة بين الرجلين الى زمن ترؤس كيري لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الاميركي.

وقال كيري وهو يصافح لافروف امام المصورين قبيل بدء اللقاء “انا سعيد نحن نعرف الواحد منا الاخر“.

وحذر لافروف خلال استقباله الاثنين في موسكو نظيره السوري وليد المعلم بان “لا بديل مقبولا عن تسوية سياسية يتم التوصل اليها من خلال توافق مواقف الحكومة والمعارضة“.

BBC © 2013

اطبع هذا الموضوع | اغلق هذه النافذة

المعارضة السورية تحصل على أسلحة جديدة لكن الانقسامات مستمرة

بيروت (رويترز) – تلقى المعارضون السوريون أسلحة متطورة تهدف لتضييق الهوة في التسلح مع قوات الرئيس بشار الأسد وتعزيز قيادة عسكرية جديدة للمعارضة تأمل الدول الغربية في أن تتمكن من تخفيف قوة المقاتلين الإسلاميين.

وأبلغ عدد من قادة ومقاتلي المعارضة رويترز أن شحنة وصلت إلى سوريا عبر تركيا الشهر الماضي اشتملت على معدات تحمل على الكتف وعتاد محمول آخر بما في ذلك أسلحة مضادة للطائرات والدروع وقذائف مورتر وقواذف صاروخية.

وأبلغ معارضون مسلحون رويترز أن الأسلحة -بالاضافة إلى أموال لدفع رواتب للمقاتلين- يجري توزيعها من خلال هيكل قيادة جديد في إطار خطة للداعمين الأجانب من أجل مركزية السيطرة على وحدات المعارضة وكبح الإسلاميين المرتبطين بالقاعدة. لكن في علامة على صعوبة توحيد الجماعات المقاتلة المتباينة قال بعض المقاتلين إنهم رفضوا الأسلحة ورفضوا الخضوع للقيادة الجديدة.

وتشكل أي شحنة أسلحة مهمة دعما للمعارضين الذين طالموا شكوا من قلة الدعم الدولي رغم أنها لن تكفي على الأرجح لتحويل دفة التوازن العسكري ضد الأسد.

ورفض المعارضون الكشف عن موردي الأسلحة رغبة منهم في عدم إحراج الداعمين الأجانب لكنهم قالوا إنها وصلت عبر تركيا “من دول مانحة“.

وقال قائد للمعارضين في محافظة حمص “تسلمنا هذه الأسلحة بشكل قانوني وعادي. لم تسلم عبر ممرات التهريب وإنما سلمت بشكل رسمي من خلال معبر باب الهوى” الحدودي مع تركيا الذي تسيطر عليه المعارضة.

واضاف قائلا لرويترز عبر برنامج سكايب “لكنها لا تكفي لمساعدتنا على الانتصار… وصلت شحنة أخرى إلى تركيا لكن لم نتسلمها حتى الآن.”

وقال إنه يعتقد ان المانحين الأجانب ينتظرون أن تشكل المعارضة السورية حكومة انتقالية للعمل مع القيادة العسكرية للمعارضة.

وتجتمع المعارضة السياسية في اسطنبول يوم السبت لاختيار رئيس للوزراء في الحكومة الانتقالية التي يفترض أيضا أن تختار وزيرا مدنيا للدفاع لتشكل بذلك الهيكل الأساسي لدولة وجيش في المستقبل.

ورغم ان دولا كثيرة تؤيد معارضي الأسد إلا ان قلة منها تساند بنشاط تسليح المعارضين خشية وقوع الأسلحة في أيدي متشددين إسلاميين وخوفا من أن يؤدي ذلك إلى تكرار صراعات غربية مثل الحروب ضد طالبان في أفغانستان والجماعات المرتبطة بالقاعدة في العراق.

ويعتمد المعارضون بشكل اساسي حتى الآن على الأسلحة الخفيفة التي تهرب من دول مجاورة -حيث يمول أو يرسل كثير منها متعاطفون من دول الخليج العربية- فضلا عن الأسلحة التي يحصلون عليها من القواعد العسكرية التي يسيطرون عليها داخل سوريا.

لكن لقطات فيديو وصور من أنحاء البلاد تدعم فيما يبدو تأكيدات بوصول أسلحة متطورة مصنوعة في بلدان متعددة منها يوغوسلافيا والصين إلى أيدي المعارضة.

وشاهد مصور من رويترز في دمشق الشهر الماضي بضعة أسلحة نارية غربية الصنع في أيدي مقاتلين من المعارضة من بينها البندقية الأمريكية إم4 والنمساوية ستير وهي أسلحة من شبه المؤكد أنها جاءت من خارج البلاد.

وإيران هي اقوى داعمي الأسد في المنطقة في حين أن السعودية وقطر هما أقوى المؤيدين لتسليح المعارضة وهو ما يعكس الابعاد الطائفية القوية للصراع السوري.

ورغم أن السعودية وقطر لا تناقشان شحنات اسلحة محددة للمعارضين إلا أن البلدين يعلنان دعمهما لتسليحهم من حيث المبدأ.

وقال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في مؤتمر صحفي في الرياض في 12 فبراير شباط إن المملكة تعتقد أن “وحشية” النظام السوري ضد شعبه تستلزم تمكين الشعب من الدفاع عن نفسه.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني الاسبوع الماضي انه في غياب رؤية دولية واضحة لانهاء الازمة السورية فان بلاده تدعم المعارضة بكل ما تحتاجه حتى إذا حملت السلاح دفاعا عن النفس.

لكن الدول الغربية كانت أكثر حذرا والتزمت علنا حتى الآن بإرسال مساعدات “غير فتاكة” مثل أجهزة الاتصالات اللاسلكية والسترات المضادة للرصاص.

وتشعر القوى الغربية بالقلق لتزايد نفوذ المتشددين الاسلاميين في بلد يقع عند مفترق طرق في الشرق الأوسط بين العراق وإسرائيل وتركيا ولبنان والأردن.

وبذلت تلك القوى جهودا لتوحيد المعارضة المسلحة تحت قيادة واضحة. وشكلت هيئة في ديسمبر كانون الأول لجمع وحدات أو كتائب المعارضة تحت قيادة موحدة.

وقال مساعد لقائد بالمعارضة المسلحة في محافظة شهدت بعضا من أعنف المعارك “أحد اسباب تغيير وجهة نظر المانحين هي أنهم يريدون تمكين القيادة العسكرية الجديدة. يريدون مساعدتها في تنظيم الأسلحة والمقاتلين.”

واضاف قائلا “إذا انضمت الكتائب فانها تحصل على نصيبها من الأسلحة وأيضا على رواتب شهرية للمقاتلين.”

وتقسم القيادة العسكرية الجديدة سوريا إلى خمس جبهات هي الجنوبية والغربية والشرقية والشمالية والوسطى.

وقال المقاتل المعارض “كل جبهة تسلمت نصيبها. وزعت بالتساوي بين الجميع” مضيفا ان تكلفة الأسلحة سترد في صورة عقود لإعادة الاعمار بعد الصراع تمنح للدول التي تقدم المساعدة.

وتابع قائلا “لذا فالأمر بالأساس كما لو أننا دفعنا مقدما. إنها تمول من الدول التي ستشارك في إعادة إعمار سوريا.”

لكن في علامة على استمرار الانقسامات في صفوف معارضي الأسد يشكو بعض المعارضين المسلحين من أن “المجالس العسكرية” التي تسلمت الأسلحة -والتي ينظر اليها الغرب على انها حليف مرجح اكثر من الإسلاميين المتشددين- لم تكن الجماعات التي ينبغي تسليحها.

وقال قائد بالمعارضة يعمل حول العاصمة دمشق “هناك نزاع في دمشق. الذين حصلوا على هذه الأسلحة ليسوا المقاتلين الحقيقيين. انهم أعطوها للمجلس العسكري الذي لا يقاتل.”

نحن من يقف على خط الجبهة ويقاتل.”

وقال إن مقاتليه رفضوا عرضا للحصول على أسلحة في مقابل الولاء للمجالس العسكرية.

وأضاف قائلا “عقد اجتماع وطلبوا من كتيبتنا الانضمام في مقابل أن يعطونا ما بين عشرة الي 20 صاروخا وذخيرة مضادة للدروع وعتادا آخر.

كانوا يريدون أن يكون كل شيء تحت إشرافهم لكننا رفضنا.”

وتابع قوله “انهم يعطون تلك الأسلحة لأناس ليتمكنوا من خلق وجود (قتالي) على الأرض. فلماذا لا يعطونها لأناس لهم وجود بالفعل؟

وقال قائد آخر إنه لن يتورع عن الاستيلاء على أسلحة مرسلة إلى معارضين يقاتلون بالاسم فقط إذا علم أن تلك الأسلحة تمر عبر منطقته.

وقال عدد من المقاتلين من انحاء البلاد تحدثوا لرويترز في فبراير شباط إنهم يخشون أن تكون الخطة الأساسية للقوى الخارجية هي دفع الجيش السوري الحر المعارض والمقاتلين الإسلاميين “المعتدلين” الآخرين إلى مواجهة مع المتشددين.

وشن مقاتلون من جماعات متشددة مثل جبهة النصرة وجماعة أحرار الشام الإسلامية بعضا من اكثر الهجمات الفتاكة بما في ذلك تفجير سيارات في دمشق وحلب ومناطق أخرى. وصفوف تلك الجماعات مليئة بمقاتلين جهاديين من أنحاء العالم الإسلامي.

وقال رئيس أركان القيادة العسكرية للمعارضة العميد سليم إدريس إن وجود المقاتلين الأجانب يعرقل الدعم الدولي للمعركة ضد الأسد.

وأبلغ رويترز “إننا ننادي كل اشقائنا من جميع الدول. من فضلكم يا اشقائي: نحن لا نحتاج إلي رجال. إبقوا في بلدانكم وافعلوا شيئا صالحا داخل بلدانكم.

إذا كنتم تريدون مساعدتنا أرسلوا فقط لنا اسلحة او مالا.. او حتى صلوا من اجلنا. لكن ليس عليكم ان تأتوا الي سوريا. لدينا ما يكفي من الرجال السوريين يقاتلون.”

ونفى إدريس تسلم اسلحة من مانحين وقال إن الأسلحة ما زالت تدخل البلاد عبر السوق السوداء عازفا فيما يبدو عن تسليط الضوء على القوى الأجنبية.

وقال إنهم لم يحصلوا على أسلحة من الأوروبيين ولا يريدون إحراجهم أو إحراج اي أحد بمسألة الأسلحة.

وفشلت محاولات سابقة لتوحيد المعارضة السورية المسلحة بسبب خصومات محلية والتنافس على الأموال والنفوذ. واكتسب البعض أموالا ونفوذا بتهريب الأسلحة والامدادات الطبية والأغذية والديزل في حين شجع غياب الادارة المدنية في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة على انتشار الجماعات المعارضة المسلحة التي تعمل بشكل مستقل.

وسعيا للتصدي لتلك الانقسامات تأمل المجالس العسكرية في أن تدفع للمقاتلين راتبا رمزيا شهريا يبلغ 100 دولار يمول جزئيا من تبرعات من منطقة الخليج.

وقال القائد الذي ينتمي لحمص إن إحدى دول الخليج دفعت في الآونة الأخيرة 15 مليون دولار من أجل الرواتب.

واضاف قائلا “هم يريدون تنظيم الثوار ووضعهم جميعا تحت قيادة واحدة.. من ينضم يكون مؤهلا للحصول على المال والسلاح. هذا كله من أجل عملية التنظيم.”

ومضى يقول “إذا انضمت كتيبة فسوف تحصل على حصتها .. وإذا لم تفعل فلن تحصل على أسلحة. نريد أن نكون منظمين.”

(إعداد مصطفى صالح للنشرة العربية – تحرير وجدي الالفي)

من مريم قرعوني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى