أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأربعاء 29 تشرين الأول 2014

 

 

 

«البيشمركة» إلى عين العرب… لملء الفراغ

لندن، أربيل، إسطنبول، برلين – «الحياة»، أ ف ب، رويترز –

عبرت قوات «البيشمركة» الكردية العراقية امس الحدود السورية – التركية الى مدينة عين العرب الكردية للمشاركة في دعم المقاتلين الأكراد في دفاعهم عن المدينة ضد هجمات تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، وسط محاولات قام بها التنظيم لقطع طريق الإمداد من تركيا إلى المدينة المحاصرة. وأكدت أنقرة أن «البيشمركة» و «الجيش الحر» يجب أن يملآ الفراغ وليس حزب «الاتحاد الديموقراطي الكردي» الذي تتهمه تركيا بأنه «ارهابي».

 

جاء ذلك فيما أعرب نائب وزير الخارجية السعودي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله في افتتاح مؤتمر عن اللاجئين السوريين، في برلين، عن الاستغراب من استمرار «العجز الدولي لفرض حلول عادلة للشعب السوري العظيم». وأكد أن الأزمة الإنسانية جاءت» نتيجة مباشرة للسياسات الوحشية التي لجأ إليها النظام السوري ضد شعبه والتي خلفت حتى الآن أكثر من 200 ألف قتيل و9 ملايين لاجئ».

 

وكانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت أن الطائرات الأميركية شنت أربع غارات جوية ضد «داعش» في عين العرب، وأنها ضربت أهدافاً للتنظيم قرب المدينة ودمرت وحدة صغيرة لـ «الدولة الإسلامية» وأربعة مواقع قتالية، في وقت أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن الضربات تزامنت مع «استمرار الاشتباكات في سوق الهال بين مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي وتنظيم «الدولة الإسلامية» وسط قصف لعناصر التنظيم على مناطق في المدينة». وأشار إلى «اشتباكات متقطعة في الجبهة الجنوبية للمدينة وتبادل في اطلاق النار في الريف الغربي للمدينة».

 

وأعلن مساء امس رئيس «حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي» صالح مسلم ان حوالى 150 من قوات «البيشمركة» عبروا الى تركيا متجهين الى عين العرب.

 

وكان صحافي في وكالة «فرانس برس» قال انه شاهد قرابة أربعين آلية عسكرية تغادر قاعدة لـ «البيشمركة» شمال شرقي مدينة أربيل عاصمة كردستان العراق. وزودت بعض الآليات برشاشات ثقيلة، في حين امكن رؤية شاحنتين تجران مدفعين ميدانيين، وبعض راجمات الصواريخ الصغيرة. وأكد ضابط من البيشمركة ان «40 مركبة تحمل رشاشات وأسلحة ومدافع، مع 80 من قوات البيشمركة، ستتجه براً الى دهوك (المحافظة الحدودية مع تركيا في شمال العراق)»، فيما قال الناطق باسم «البيشمركة» هلكورد حكمت ان العناصر المرسلين الى عين العرب سيكونون بمثابة «قوات دعم».

 

وأكد وزير الخارجية التركي مولود شاوش اوغلو في تصريحات نقلتها وكالة انباء الأناضول أمس: «الآن ليست هناك مشكلة سياسية. لا مشكلة لعبورهم (الحدود). يستطيعون العبور في اي لحظة». لكن رئيس الوزراء احمد داود اوغلو قال في مقابلة مع تلفزيون «بي بي سي»، ان على الولايات المتحدة «ان تجهز وتدرب الجيش السوري الحر (المدعوم من دول عدة بينها تركيا)، بحيث لا يحل النظام (السوري) محل تنظيم «الدولة الإسلامية» اذا ما انسحب من (عين العرب)، ولا يحل ارهابيو حزب العمال الكردستاني محله» في اشارة الى «حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي».

 

في طهران، قالت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية إن ايران اتهمت تركيا امس باطالة أمد الصراع المستمر منذ ثلاث سنوات في سورية، من خلال الإصرار على اطاحة الرئيس بشار الأسد.

 

في برلين، دعت الأمم المتحدة امس في برلين الى زيادة المساعدات المالية الدولية للدول المجاورة لسورية، بينها لبنان، التي تعاني من تدفق حوالى ثلاثة ملايين لاجىء هربوا من سورية. وقال المفوض الأعلى للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين انطونيو غوتيريس لدى افتتاح المؤتمر الدولي الذي ضم اكثر من 40 ممثلاً لدول ومنظمات دولية في العاصمة الألمانية، أن «الدول التي تستقبل (لاجئين سوريين) في حاجة الى دعم مالي اكبر بكثير وهي تستحقه». وشدد وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير على أن «الوضع يزداد صعوبة» بالنسبة الى الدول التي تستقبل هؤلاء اللاجئين.

 

“المرصد”: مقتل 30 مسلحاً نظامياً في هجوم لـ”داعش” على حقل نفطي في حمص

بيروت – أ ف ب

 

قتل 30 مسلحاً موالياً للنظام السوري في هجوم شنه تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) على حقل شاعر النفطي الغازي في حمص، اذ قتل نحو 350 من قوات النظام والمسلحين الموالين له في هجوم مماثل في تموز (يوليو)، وفق ما قال الاربعاء “المرصد السوري لحقوق الانسان”.

 

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: “قتل ثلاثون شخصاً على الاقل من حراس الحقل والمسلحين الموالين للنظام عندما هاجم عناصر من تنظيم الدولة الاسلامية (امس) الثلاثاء حقل شاعر للغاز والنفط في حمص” في وسط سورية”.

 

واضاف: “هناك قتلى في صفوف تنظيم الدولة الاسلامية لكن من الصعب تحديد عددهم”.

 

وذكر عبد الرحمن ان “الهجوم بدأ صباح امس واستمر الى ما بعد منتصف ليل الثلاثاء الاربعاء، قبل ان تتوقف الاشتباكات العنيفة بين الطرفين لبعض الوقت، ثم تستعيد وتيرتها صباح اليوم في موازاة قصف لقوات النظام على مناطق الاشتباكات، وتمكن التنظيم خلال الهجوم في السيطرة على اجزاء من هذا الحقل”.

 

واكدت صحيفة “الوطن” السورية القريبة من السلطات تقدم التنظيم الجهادي، مشيرة الى وقوع “معارك عنيفة بين قوات للجيش ومجموعات ارهابية مسلحة”، والى “تمكن المجموعات الإرهابية من السيطرة على بئرين وتلة في المنطقة”.

 

كما ادت الاشتباكات، وفق الصحيفة الى “مقتل واصابة اعداد من الارهابيين وتدمير آلياتهم المجهزة برشاشات ثقيلة واستشهاد واصابة عدد من عناصر الجيش”.

 

ونقلت “الوطن” عن مصدر عسكري قوله ان “الاشتباكات استمرت حتى فجر اليوم، فيما تواصل قوات الجيش المدعومة بقوات الدفاع الشعبية العمل على استعادة السيطرة بشكل كامل على تلك المناطق ودحر الارهابيين منها وتأمين المنطقة كما كانت في السابق”.

 

وفي تموز (يوليو) قتل نحو 350 من قوات النظام والمسلحين الموالين له وموظفي الحقل عندما شن التنظيم الجهادي المتطرف الذي يسيطر على مناطق واسعة في سورية والعراق المجاور هجوماً على حقل شاعر، اذ جرى ذبح بعض هؤلاء والتنكيل بجثثهم.

 

وتمكن حينها “داعش” الذي يسيطر على حقول النفط في محافظة دير الزور في شرق سورية، من السيطرة على حقل “شاعر” لمدّة أسبوع ، قبل أن يستعيد النظام السيطرة عليه.

 

«الزهراني» ترك بناته الست ليصنع «متفجرات داعش»

الدمام – منيرة الهديب

 

حصدت المعارك الدائرة في مدينة عين العرب السورية أول من أمس إسماعيل الزهراني، الذي يعد أحد خبراء صناعة المتفجرات في تنظيم «داعش». (للمزيد).

 

وغادر الزهراني (42 عاماً) السعودية قبل نحو عام ونصف العام، تاركاً خلفه ست بنات، ووظيفته في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض، ليلتحق بصفوف التنظيم الإرهابي، إلا أن إصابته منعته من مواصلة القتال، فعكف على تعلم صناعة المتفجرات منذ نحو عام، حتى عُد أحد الخبراء في هذا المجال. وعلى رغم المدة التي قضاها الزهراني في «داعش»، إلا أن عناصر التنظيم لم يستطيعوا التعرف على هويته، ما دفعهم إلى اعتباره بداية «مجهول الهوية». وأطلقوا حملة عبر معرفاتهم في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، لتحديد هويته وإبلاغ أسرته بمقتله، وكان القتيل يُكنى بـ«أبي إبراهيم الجزراوي».

 

ولجأ مغردون «دواعش» إلى موقع القبائل السعودية للتعرف على هوية القتيل، كما تداولوا صورته، إضافة إلى كنيته «الجهادية»، معلنين حملة للبحث عن أهله وإعلامهم بمقتله، وهو ما تحقق لهم في وقت لاحق، وأعلنوا هوية القتيل. وينحدر الزهراني من مدينة أبها جنوب المملكة، والتحق الزهراني بمعسكرات عدة تابعة لتنظيم «داعش»، وتنقل بين مناطق سورية عدة.

 

البشمركة إلى كوباني عبر تركيا وطهران تتهم أنقرة بإطالة الحرب

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ش أ)

بعد 50 يوماً من الحصار الذي يفرضه مقاتلو تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) على مدينة عين العرب (كوباني بالكردية) على الحدود السورية-التركية، قال زعيم حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي السوري صالح مسلم إن مقاتلين من البشمركة الكردية العراقية عبروا الى تركيا من العراق متوجهين الى كوباني لمساعدة الاكراد المدافعين عن المدينة.

وأضاف أن نحو 150 من مقاتلي البشمركة عبروا الى تركيا وكان متوقعاً ان يصلوا في ليل أمس الى كوباني.

وشاهد صحافي في “وكالة الصحافة الفرنسية” نحو 40 آلية عسكرية تغادر قاعدة للبشمركة شمال شرق اربيل كبرى مدن كردستان العراق. وزود بعض الآليات رشاشات ثقيلة، في حين أمكن رؤية شاحنتين تجران مدفعين ميدانيين، وبعض راجمات الصواريخ الصغيرة.

وأكد ضابطان من البشمركة ان القوات التي غادرت القاعدة، ستتجه براً الى الاراضي التركية عبر محافظة دهوك الحدودية في شمال العراق. وقال احدهما طالباً عدم ذكر اسمه إن “40 مركبة تحمل رشاشات وأسلحة ومدافع، مع 80 من قوات البشمركة، ستتجه براً الى دهوك (المحافظة الحدودية مع تركيا في شمال العراق)، وستعبر اليوم” الى تركيا. وأضاف ان من المقرر ان “ينتقل 72 آخرون من طريق الجو في وقت مبكر من فجر الاربعاء”.

ونقلت وكالة “أنباء الاناضول” التركية شبه الرسمية عن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو: “الآن ليست هناك مشكلة سياسية. لا مشكلة لعبورهم (الحدود الى كوباني). يستطيعون العبور في أي لحظة”.

وكرر رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو في مقابلة مع تلفزيون هيئة الاذاعة البريطانية “بي بي سي”، ان على الولايات المتحدة “ان تجهز وتدرب الجيش السوري الحر وتدربه، بحيث لا يحل النظام (السوري) محل تنظيم الدولة الاسلامية اذا ما انسحب من (كوباني) ولا يحل ارهابيو حزب العمال الكردستاني (التمرد الكردي في تركيا) محله”. وشدد على ان “المجازر ستتواصل اذا ما قضي على الدولة الاسلامية”.

واستبعد مجدداً أي تدخل عسكري تركي في كوباني وجدّد شروط بلاده للمشاركة في الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد “الدولة الاسلامية”، قائلاً: “سنساعد كل قوة وكل تحالف من خلال قواعدنا العسكرية أو أي وسيلة أخرى، اذا توصلنا الى اتفاق على قيام سوريا جديدة تعددية وديموقراطية وعلى ضرورة قتال الدولة الاسلامية والنظام السوري”.

ولاحظ ان “إنقاذ كوباني واستعادة كوباني ومحيط كوباني من الدولة الاسلامية يحتاجان الى عملية عسكرية”. لكنه استدرك بانه لا تركيا ولا الحلفاء الغربيين سيرسلون قوات. وتساءل: “اذا كانوا ( الائتلاف الدولي) لا يريدون ارسال قواتهم البرية فكيف يتوقعون ان ترسل تركيا قوات برية؟”.

وقال بريت ماكيرك نائب المبعوث الذي كلفه الرئيس الاميركي باراك اوباما بناء ائتلاف ضد “داعش” في صفحته بموقع “تويتر” للتواصل الاجتماعي: “نرحب بنشر مقاتلي البشمركة وأسلحة من اقليم كردستان الى كوباني الذي بدأ مساء اليوم”.

في غضون ذلك، تواصلت المعارك في كوباني. وأفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له ان تسعة من “داعش” قتلوا في مكمن نصبه لهم مقاتلون من “وحدات حماية الشعب” الكردية في شرق المدينة.

أما “داعش”، فبث الاثنين شريط فيديو ظهر فيه المصور الصحافي البريطاني جون كانتلي (43 سنة)، الذي يحتجزه التنظيم المتطرف رهينة لديه، وهو يدلي برسالة بدت انها من داخل كوباني في محاولة على ما يبدو لاثبات سيطرة الجهاديين على قسم من المدينة.

وفي الشريط المصور ومدته خمس دقائق ونصف دقيقة بدا كانتلي وهو يتحدث من داخل مدينة مدمرة، مؤكداً ان “المجاهدين” لم يتراجعوا بل العكس هو الصحيح.

ويتضمن الشريط مشاهد لكوباني من الجو قال التنظيم إن “طائرة مسيرة لجيش الدولة الاسلامية” هي التي التقطتها. وفي هذه المشاهد بدت شوارع كاملة من المدينة مدمرة.

وفي الشريط ينفي البريطاني، الذي سبق له ان ظهر في أشرطة أخرى للتنظيم المتطرف، ان يكون الجهاديون اضطرو الى التراجع من المناطق التي سيطروا عليها في كوباني بضغط من الغارات الجوية التي تشنها الولايات المتحدة وحلفاؤها. ويؤكد في الشريط ان الجهاديين لا يزالون يسيطرون على الاحياء الشرقية والجنوبية من كوباني.

ومعلوم ان كانتلي مصور صحافي حر تعاون مع صحيفة “الصنداي تايمس” و”الصنداي تلغراف” و”وكالة الصحافة الفرنسية” وغيرها من وسائل الاعلام، وقد خطف في تشرين الثاني 2012 مع زميله جيمس فولي الذي قطع رأسه لاحقا جهاديو “الدولة الاسلامية”، كما قطعوا رأس صحافي أميركي آخر هو ستيفن سوتلوف، ورأس موظف اغاثة بريطاني هو ديفيد هينز.

وفي المقابل اعلنت القيادة المركزية الاميركية ان القوات الاميركية شنت أربع غارات جوية على مقاتلي “الدولة الاسلامية” قرب كوباني في سوريا وان الدول المتحالفة معها شاركت في تسع غارات استهدفت التنظيم في العراق.

 

الجدل الايراني – التركي

في غضون ذلك، قالت وكالة الجمهورية الاسلامية الايرانية للأنباء “ارنا” إن ايران اتهمت تركيا باطالة أمد الصراع المستمر منذ ثلاث سنوات في سوريا من خلال الاصرار على اطاحة الرئيس بشار الاسد ودعم “الجماعات الارهابية” في سوريا.

ونقلت عن مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية ان “تدخل أنقرة في الشؤون الداخلية السورية أدى ويا للاسف الى إطالة أمد الحرب وسقوط أعداد كبيرة من القتلى في صفوف المدنيين السوريين الابرياء… كان في الامكان انهاء الازمة في سوريا منذ ثلاث سنوات لو كان المسؤولون الاتراك توقفوا عن المطالبة بتغيير النظام ودعم الجماعات الارهابية في سوريا”.

وهذه التعليقات هي رد فعل كما يبدو على تصريحات الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الذي نقلت وسائل الاعلام التركية عنه الاثنين اتهامه ايران باستغلال الانقسامات الطائفية السورية.

وأوردت صحيفة “حرييت” عن لسانه: “عندما نعقد اجتماعات ثنائية مع ايران يوافقون على حل هذه المسألة معاً. وعندما يحين وقت التنفيذ فان لهم ويا للاسف طريقتهم الخاصة في العمل”.

 

واشنطن تأمل خلط أوراق وفتح مسار سياسي للحرب على الإرهاب

تفاهم روسي ـ أميركي على إنعاش «جنيف 1»

محمد بلوط

إحيــاء «جنــيــف 1» الســوري والعملية السياسية، في مواجهة التحالف ضد الإرهاب، وذلك بتفاهم روسي ـ أميركي.

الخيار الديبلوماسي يعود روسياً وأميركياً، في ذروة الهجوم على تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش» في الشمال السوري. ويعمل الروس، بشكل خاص، على إنعاش «جنيف 1»، رغم عدم توفر الشروط الميدانية لإطلاقه، وانشغال الأطراف بجبهات الحرب على الإرهاب، وغياب أي مؤشرات على قرب إطلاق العملية الديبلوماسية، وربما بسبب ذلك.

وفي ظل صمت أميركي، بدت المواقف التي أطلقها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس الأول، في غربة تامة عن السياق الحالي للأحداث بقوله إن «فرص استئناف المفاوضات حول الشأن السوري تزداد، لكن الحالة الراهنة لعملية التسوية شديدة التعقيد».

ومن الواضح أن الروس يريدون الذهاب إلى العملية السياسية رغم الاشتباك الديبلوماسي مع الأميركيين بشأن أوكرانيا، تأكيداً للقدرة على فصل الملفات، ومحاولة استعادة المبادرة في الملف السوري، بعد استبعادهم أي مشاركة في الحرب على الإرهاب وتحت أعلام التحالف الأميركي، فيما تمنح المفاوضات الأميركيين فرصة إعادة خلط الأوراق، ووضع مسار سياسي للحرب على الإرهاب في شقها السوري.

ويبدو أن التفاهم الروسي – الأميركي على إطلاق العملية السياسية حول الأزمة السورية، قد تم تجديده خلال اللقاء الذي جمع لافروف ونظيره الأميركي جون كيري في اجتماع باريسي في 14 تشرين الأول الحالي. وكان لافروف أبلغ نظيره السوري وليد المعلم بأن موسكو تسعى إلى إضاءة الأنوار في جنيف، على هامش الاجتماعات التي جرت خلال انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في 24 أيلول الماضي.

وتقول مصادر سورية معارضة إن المشرف الأميركي على ملف العلاقات مع المعارضة السورية دانيال روبنشتاين ابلغ قادة «الائتلاف الوطني السوري» المعارض أنهم لن يكونوا الطرف الوحيد المعارض، والذي سيجلس مجدداً إلى طاولة المفاوضات مع ممثلي الدولة السورية. وكان لافروف قد قال إن «حضور الائتلاف ضمن وفد المعارضة ضروري، لكن ينبغي أن يضم هذا الوفد ممثلي المجموعات الأخرى».

وجلي أن «الائتلاف السوري» لم يعد نقطة ارتكاز الديبلوماسية الأميركية للتدخل في سوريا، بعد اضمحلال تأثيره على مجرى العمليات في سوريا، والانشقاقات التي أصابته بفعل الاقتتال على ما تبقى منه بين أجنحته الموالية لقطر والسعودية، والتوجه إلى إعادة الاعتبار إلى المعارضة الداخلية، والمعارضة المسلحة، في إطار استعادة قطب سوري عسكري سياسي متجانس، قادر على اتخاذ قرارات في الداخل وتنفيذها، رغم فشل كل المحاولات التي جرت لتوحيد المعارضة، واتضاح أن البحث عن مجموعة معتدلة تسهم في ملء الفراغ، الذي قد تخلفه الحرب على «داعش»، رهان لا أساس له.

وفي المقابل، لا يبدو أن العرض الروسي، بحسب أوساط سورية مطلعة، لقي استحساناً سورياً في الوقت الحاضر. ومن المنتظر أن يصل المعلم إلى موسكو الأسبوع المقبل للتفاهم مع لافروف، بعد أن كان قد أبلغه في نيويورك بأن لا رغبة لدمشق بالذهاب حالياً إلى مثل ذلك المؤتمر. ويعتقد السوريون أن الأوان لم يحن بعد للعودة إلى طاولة المفاوضات، وان التطورات الميدانية والسياسية، تذهب باتجاه تأكيد وجهة نظرهم بأولوية الحرب على الإرهاب وتقدمها على أي تسوية أو حكومة انتقالية.

وجلي أن أي مفاوضات تجري الآن ستعيد المعارضة السورية تحت الأضواء، وتشكل تنازلاً كبيراً لا مبرر له على ضوء التطورات الميدانية التي يصبّ معظمها في مصلحة الجيش السوري، وهدية مجانية إلى المعارضة.

وتقول مصادر سورية إن الروس يصرون على حضور ممثلي الحكومة السورية إلى المؤتمر، الذي تعد له موسكو مع واشنطن، فيما يبدو أن مهمة المعلم ستتركز على إقناعهم بعدم جدوى الذهاب إليه.

وتضيف المصادر أن الروس يودون العودة إلى صيغة تفاوضية ترجح البيان الأول لجنيف، وهي صيغة باتت الولايات المتحدة تؤيدها، في استبعادها البحث بالموقع الرئاسي السوري، وتركيزها على عملية انتقالية، تقل تشدداً عما كانت تفكر فيه في «جنيف 2».

وتقول مصادر سورية إن الخطة الروسية ترتكز على العودة إلى وفد من المعارضين يضم «الائتلاف» و«هيئة التنسيق»، التي باتت تضم في صفوفها المعارض قدري جميل المقرّب من موسكو، والعشائر، بالإضافة إلى وفد من الأكراد.

ويقول مصدر سوري إن العناوين الرئيسة للخطة الروسية تستبعد أي تفاوض حول الموقع الرئاسي في المرحلة الأولى، لكن الخطة تتضمن الاتفاق على حكومة وحدة وطنية بالمناصفة بين النظام السوري والمعارضة، مع الإبقاء على وزارات الدفاع والخارجية والداخلية في عهدة الرئيس بشار الأسد، مع تقليص صلاحياته، ونقل جزء منها إلى الحكومة، لقاء عدم المساس بموقعه.

ومن المنتظر أن تعمل الحكومة خلال عامين على كتابة دستور جديد، وطرحه على الاستفتاء، وإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية، لا يُستبعد منها الأسد.

 

ريف إدلب: حرب بين «النصرة» و«ثوار سوريا»

عبد الله سليمان علي

تتجه الأحداث في ريف إدلب إلى تصعيد دموي شديد الخطورة، حيث سيطرت «جبهة النصرة» على مناطق جديدة، بينما يحشد خصومها تعزيزاتهم لشن هجوم مضاد، في الوقت الذي طرح بعض رؤوس «الجهاد» مبادرة لحل الأزمة المشتعلة بين الطرفين، قبل أن تحرق الأخضر واليابس في دوامة جديدة للعنف الدائر بين الفصائل المسلحة، قد لا يكون لها شبيه سوى أحداث ريف دير الزور، مع فارق بسيط أنه لا وجود لتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش» في إدلب.

وشهد الريف الإدلبي في تموز الماضي موجة من الصراع بين «جبهة النصرة» وحلفائها من طرف وبين «جبهة ثوار سوريا» وحلفائها من طرف ثانٍ، تمكنت خلالها «النصرة» من السيطرة على مناطق شاسعة على الشريط الحدودي مع تركيا، أهمها سلقين وحارم وعزمارين، وذلك في إطار سعيها إلى إقامة ما أسمته «دار القضاء»، كبديل لفكرة إعلان «الإمارة» التي لم تجد سبيلاً لتطبيقها بعد أن كان زعيمها أبو محمد الجولاني وعد بإقامتها خلال عشرة أيام في شهر رمضان الماضي.

وهدأت الاشتباكات بين الطرفين خلال الشهرين الماضيين لعدة أسباب، منها تدخل الوسطاء لإيجاد حل سلمي، وانشغال «جبهة النصرة» بهزائمها في ريف حماه على يد الجيش السوري، ودخول التحالف الدولي على الخط وبدء عملياته في سوريا، وكذلك إصابة قائد «جبهة ثوار سوريا» جمال معروف ونقله للعلاج في تركيا نتيجة صاروخ أطلقه الجيش السوري أودى بحياة نائبه.

إلا أن فشل مساعي المصالحة، وتزايد أعداد مقاتلي «جبهة النصرة» في ريف إدلب بعد انسحابهم من ريف حماه، وعودة جمال معروف سليماً معافى، وانشغال التحالف الدولي بمدينة عين العرب (كوباني)، كل ذلك أدّى إلى اندلاع الموجة الثانية من الصراع بين الطرفين، والتي انطلقت شرارتها الأحد الماضي لتهدد كامل الريف الإدلبي بمصير مشابه لمصير ريف دير الزور الذي شهد منذ بداية العام الحالي أعنف المعارك بين «داعش» من جهة و«جبهة النصرة» و«أحرار الشام» وحلفائهما من جهة ثانية، لم تنته قبل ارتكاب «داعش» لأبشع مجزرة بحق أبناء قبيلة الشعيطات الذين وقفوا ضد سيطرته على ريف مدينتهم.

وتشير المعطيات المتوافرة إلى أن أساس الصراع هو تنازع «جبهة النصرة» و«جبهة ثوار سوريا» على مناطق النفوذ، ومحاولة كل منهما توسيع حدود «إمارته»، لا سيما بعد تداول معلومات عن نية «النصرة» إقامة «إمارتها» في ريف إدلب بعد هزيمتها وانكفائها من المنطقة الشرقية، بينما يحاول جمال معروف التمسك بالأراضي التي يسيطر عليها وإظهار نفسه كفصيل «معتدل» يمكن للغرب الاعتماد عليه في محاربة «الإرهاب»، وذلك على خلفية قلقه المستدام من تمركز مقاتلي الجبهة في ريف إدلب إثر كل انسحاب يضطرون إليه، سواء من المنطقة الشرقية أو من ريف حماه مؤخراً، وما يشكله ذلك من تحدٍّ لنفوذه وهيمنته.

وفي إطار هذه المعطيات، يغدو من غير المهم السبب المباشر الذي أدّى إلى اندلاع المعارك بين الطرفين، لأنها يمكن أن تندلع لأي سبب طالما أن أسباب الصراع قائمة. ومع ذلك تذرّع جمال معروف بملاحقة بعض المطلوبين (حوالي 90 مسلحاً قرروا الانشقاق عنه والالتحاق بـ«جبهة النصرة») في بلدة البارة بريف إدلب، ليهاجم صباح الأحد مقار تابعة لـ «النصرة» و«أحرار الشام» في الحي الغربي من البلدة، الأمر الذي شكل صاعق الانفجار لمعارك الأيام الماضية، والتي امتدت إلى عدد من البلدات والقرى المحيطة.

وكان الرتل الذي أرسله جمال معروف يشي بنيته السيطرة على البلدة، لا ملاحقة مطلوبين داخلها وحسب، إذ كان الرتل يتضمن دبابات ومدفعية ومضادات دروع. وتمكنت «جبهة النصرة»، بالاشتراك مع «جند الأقصى»، من صد هجوم «جبهة ثوار سوريا» والسيطرة على البلدة. لكنها لم تتوقف عند هذا الحد بل سيطرت على قرى بليون وكنصفرة وابلين وابديتا ومشون ومغارة وشنان، واقتحمت معقل جمال معروف في مدينة معرة النعمان، مهددة باقتحام مسقط رأسه دير سنبل الذي بات قاب قوسين من وصول الاشتباكات إليه، لا سيما أن مصادر «جبهة النصرة» تتحدث عن قرار صادر عن الجولاني نفسه بملاحقة جمال معروف في أي مكان وعدم التساهل معه تحت أي ظرف.

في هذه الأثناء كانت بلدة البارة أكثر المناطق تأثراً بالمعارك الدائرة، حيث تساقط عليها ما يزيد عن مئة صاروخ وقذيفة هاون، ما أدى إلى إصابة العشرات وسط نزوح كثيف من قبل الأهالي بعد عمليات الاعتقال التي تعرض لها العشرات منهم، على رأسهم إمام مسجد الرحمن. وقد تبادل الطرفان الاتهامات حول قصف البلدة واعتقال الأهالي.

وبسبب خطورة هذه المعارك بادر بعض رؤوس «الجهاد»، قادةً ومشايخ، هم أبو بصير الطرطوسي وأبو ماريا القحطاني وحذيفة عبدالله عزام، إلى طرح مبادرة لحل الأزمة بين الطرفين، تقضي بوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى وتسليم جثث القتلى، والانسحاب من المناطق والمقار «المغتصبة»، وتشكيل لجنة شرعية مؤلفة من الأسماء السابقة، بالإضافة إلى شيخين يسميهما «المجلس السوري الإسلامي»، للنظر في مجمل القضايا العالقة بين الطرفين. وأعطت المبادرة مهلة 24 ساعة للموافقة عليها انتهت عملياً الساعة السابعة من مساء أمس الاول.

ووسط تسارع الأحداث، وتقدم «جبهة النصرة»، مقابل قيام «جبهة ثوار سوريا»، بالاشتراك مع «جبهة حق» و«حركة حزم» و«ذئاب الغاب»، بحشد تعزيزاتهم في دير سنبل ومنطقة أحسم لشن هجوم مضاد لاستعادة المناطق التي خسروها، يجد الريف الإدلبي نفسه أمام منزلق في غاية الخطورة قد يؤدي به إلى السقوط في خضم حرب ضروس لا تبقي ولا تذر، خصوصاً في ظل معلومات تتحدث عن رصد «الدولة الإسلامية» للمعارك الدائرة وتحينه الفرصة المناسبة للتدخل بهدف الانتقام لطرده من ريف إدلب أوائل العام الحالي، مع الإشارة إلى أن القائد العسكري في «داعش» أبو حسن البارة هو صهر جمال معروف.

 

تنظيم “الدولة الاسلامية” يعدم 46 من أبناء عشيرة سنية في العراق

بغداد- (أ ف ب): أعدم تنظيم “الدولة الاسلامية” 46 على الأقل من أبناء عشيرة سنية حملت السلاح ضده في محافظة الانبار في غرب العراق، بحسب ما افاد مسؤول محلي ومصدر طبي وكالة فرانس برس الاربعاء.

 

وقال مختار في مدينة هيت في الانبار مفضلا عدم ذكر اسمه ان “تنظيم داعش اعدم 46 من ابناء عشيرة البونمر، بعدما وثقوا ايديهم واطلقوا عليهم الرصاص”مضيفا ان هؤلاء اعتقلوا في “منطقة البونمر (شمال هيت) التي سيطر عليها التنظيم المتطرف الاسبوع الماضي.

 

واكد طبيب في مستشفى هيت تسلم جثث 46 شخصا مصابين بطلقات نارية.

 

القوات الأمريكية تضرب نقطة قيادة للدولة الإسلامية في سوريا والعراق بغارات جديدة

واشنطن- (رويترز): قالت القيادة المركزية الأمريكية الأربعاء إن الجيش الأمريكي شن 14 ضربة جوية يومي الثلاثاء والأربعاء على مقاتلي الدولة الإسلامية في سوريا والعراق.

 

وقالت القيادة إن القوات الأمريكية شنت ثماني ضربات في سوريا قرب مدينة كوباني السورية على الحدود مع تركيا ودمرت وحدة لمقاتلي الدولة الإسلامية و”نقطة للقيادة والتحكم” ومباني أخرى وعربات ومواقع قتال للجماعة المتشددة.

 

وأضاف البيان أن القوات الأمريكية شنت ست ضربات جوية في العراق ثلاث منها قرب الفلوجة وثلاث قرب سنجار ودمرت عدة وحدات صغيرة وعربتين للدولة الإسلامية.

 

قتلى وجرحى في انفجار سيارة مفخخة بحي موال للنظام السوري بحمص

الأناضول: سقط قتلى وجرحى مدنيين الأربعاء، جراء انفجار سيارة مفخخة في حي موال للنظام بمدينة حمص وسط سوريا، بحسب وكالة أنباء النظام (سانا) وتنسيقيات إعلامية معارضة.

 

وذكرت (سانا) في خبر عاجل أوردته وذكرت فيه أن “إرهابيين” فجروا سيارة مفخخة في حي الزهراء بحمص، مشيرة إلى وقوع قتلى وإصابات بين المواطنين وأضرارا مادية كبيرة.

 

ويطلق النظام السوري مصطلح “الإرهابيين” على كل من يحمل السلاح ضده من قوات المعارضة، وكذلك الأمر على تنظيم “داعش” الذي سيطر مؤخراً على نحو ثلث مساحة سوريا.

 

فيما أوردت تنسيقيات إعلامية معارضة مثل “الهيئة العامة للثورة السورية” و”شبكة سوريا مباشر” الخبر إلا أنها لم تحدد أيضاً أعدادا للقتلى والجرحى.

 

ولم تتبنّ حتى الساعة (13) تغ أي جهة مسؤوليتها عن تفجير السيارة المفخخة في الحي الموالي للنظام بحمص.

 

مقتل 43 شخصا بقصف لطيران النظام السوري بالبراميل المتفجرة على ريف إدلب

الأناضول: ارتفعت حصيلة ضحايا إلقاء طيران النظام السوري براميل متفجرة على مخيم للنازحين بريف إدلب شمالي سوريا، إلى 43 قتيلاً وعشرات الجرحى، بحسب تنسيقية سورية معارضة.

 

وفي بيان أصدرته، ووصل مراسل (الأناضول) نسخة منه الأربعاء، قالت “الهيئة العامة للثورة السورية”، وهي من أبرز التنسيقيات الإعلامية التابعة للمعارضة، إن أكثر من 43 مدنياً قتلوا فيما أصيب عشرات آخرين بجروح نتيجة إلقاء مروحية تابعة للنظام أربعة براميل متفجرة على مخيم قرية عابدين للنازحين في ريف ادلب الجنوبي.

 

وأوضحت الهيئة أن عدد القتلى مرشح للازدياد مع وجود عدد من المصابين في حالة حرجة.

 

ولفتت إلى أن مخيم عابدين الذي تم استهدافه يضم نازحين من قرى ريف محافظة حماة الشمالي القريب من إدلب وفروا من ديارهم بسبب المعارك التي تدور بين قوات النظام والمعارضة منذ أسابيع.

 

ولم يتسنّ التأكد مما ذكرت التنسيقية من مصدر مستقل أو من النظام السوري الذي يفرض قيوداً على التعامل مع وسائل الإعلام.

 

و”البراميل المتفجرة” هي سلاح سوفييتي قديم، عبارة عن براميل معدنية محشوة بمواد شديدة الانفجار إضافة إلى برادة حديد وشظايا معدنية صغيرة، وانتهج النظام السوري استخدامه بإلقائه من الطيران التابع لقواته في قصف المناطق السكنية التي تسيطر عليها قوات المعارضة.

 

داود أوغلو: النظام السوري و«بي كي كي» و«داعش» أعداء لتركيا

«الدولة الإسلامية» تستولي على حقل الشاعر النفطي وتأسر ضباطا

عواصم ـ وكالات ـ اسطنبول «القدس العربي» من اسماعيل جمال: قال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو «إن الوضع في سوريا بحاجة إلى استراتيجية شاملة»، وان «تركيا لا تريد أن ترى ثلاث مجموعات على حدودها، فالنظام السوري، ومنظمة بي كي كي الإرهابية، وداعش جميعهم أعداء لتركيا».

وأضاف أوغلو في مقابلة أجراها مع مراسلة هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» ليز دوسيت «لا شك أن كوباني تمتلك أهمية في الحرب الدائرة في سوريا بوقوفها أمام إرهاب داعش، لكن علينا أن لا ننسى أيضا أنها إحدى إفرازات الأزمة السورية الأوسع والأشمل».

وشدد أوغلو على أن إيجاد حل مؤقت للاعتداءات على عين العرب (كوباني) بمعزل عن إيجاد حل شامل للأزمة السورية التي ستنهي عامها الرابع لن يكون مجديا، حيث أن تلك الاعتداءات ستتجدد من قبل تنظيم داعش، أو النظام السوري على المدينة.

وأضاف «إذا كانوا(الأمريكيون والأوروبيون) لا يرغبون في إرسال قوات برية إلى المنطقة، فكيف ينتظرون من تركيا أن تأخذ على عاتقها تلك المخاطر، وأن تقوم بإرسال قواتها البرية».

وذكّر داود أوغلو، أن حزب الاتحاد الديمقراطي لا يمثل جميع الأكراد السوريين، حيث أن هنالك أكرادا يقاتلون في صفوف الجيش السوري الحر، كذلك فئات كردية تابعة لـ «الحزب الديمقراطي الكردستاني» الذي أسسه مصطفى البارزاني في أربعينيات القرن الماضي.

ونوه داود أوغلو، أن تركيا كانت موافقة منذ البداية على عبور قوات من البيشمركة، والجيش السوري الحر إلى عين العرب، وأن تركيا لن تعترض على وصول قوات أمريكية أو غربية إلى المنطقة، في حال أبدت الدول الغربية رغبتها بإرسال قواتها.

وكرر رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو القول الثلاثاء ان بلاده تأمل في ان تسيطر المعارضة السورية المعتدلة على مدينة عين العرب او كوباني السورية الكردية التي يحاصرها جهاديو تنظيم الدولة الاسلامية، بدلا من النظام السوري او الاكراد.

وقال «ان تجهز وتدرب الجيش السوري الحر، بحيث لا يحل النظام (السوري) محل تنظيم الدولة الاسلامية اذا ما انسحب من (كوباني) ولا يحل ارهابيو حزب العمال الكردستاني (التمرد الكردي في تركيا) محله».

وشدد رئيس الحكومة التركية على ان «المجازر ستتواصل اذا ما قضي على الدولة الإسلامية».

وترفض تركيا رفضا قاطعا تقديم مساعدة عسكرية للقوات الكردية التي تدافع منذ اكثر من شهر عن مدينة كوباني السورية الكردية التي يحاصرها الجهاديون، حتى لا يستفيد من هذه العملية نظام الرئيس السوري بشار الاسد، عدوها اللدود، وحزب العمال الكردستاني الذي يخوض منذ 1984 تمردا ضد انقرة.

وذكرت مصادر في المعارضة السورية لـ»القدس العربي» أن مقاتلي «الدولة الإسلامية» استولوا مجدداً على حقل الشاعر النفطي شرق مدينة حمص، واحتلوا 6 حواجز عسكرية للنظام، مما أدى الى مقتل العشرات من جنود الجيش السوري، واستيلاء التنظيم على عدد من الدبابات والمدافع. كما أكدت المصادر أن التنظيم قام بأسر عدد من الضباط والجنود السوريين.

 

حملات الجيش اللبناني في الشمال تفاقم حنق السنّة وتحذير من مخاطر الحل العسكري

إبراهيم درويش

لندن ـ «القدس العربي»: أدت المواجهات الأخيرة في شمال لبنان لرفع درجة التوتر الطائفي وسط مخاوف من انتقال زخم الحرب الأهلية السورية إلى لبنان بشكل يهدد الإستقرارالهش الذي يعيشه هذا البلد. فالمواجهات التي خاضها الجيش اللبناني في مدينة طرابلس تعتبر الأقوى التي يقوم بها ضد مقاتلي حي التبانة منذ سنوات، في وقت تتخمر فيه المشاكل في منطقة أخرى من البلاد المعروفة بتاريخها المتقلب وهي سهل البقاع التي تعيش تحت ضغط التوتر الطائفي المتزايد. فقد ظلت المنطقة التي برز منها حزب الله وطوال السنوات الماضية تعاني من آثار الحرب الأهلية في سوريا لكنها اليوم تبدو وكأنها جبهة قتال كما تقول صحيفة «نيويورك تايمز»، فنذر الحرب ظهرت في الأيام الماضية عندما شدد المتمردون السنة في سوريا من هجماتهم الصاروخية على البلدة الشيعية اللبوة انتقاما للأعمال العسكرية التي يقوم بها الجيش اللبناني في مدينة طرابلس.

وتقول الصحيفة إن شمال سهل البقاع كان على حافة الإنفجار حتى قبل بدء العمليات العسكرية الأخيرة في مدينة طرابلس التي تسكنها غالبية سنية. فليس بعيدا عن بلدة اللبوة هناك مدينة عرسال ذات الغالبية السنية والتي تحولت لمنطقة متفجرة نظرا لقربها من الحدود السورية ولجوء أعداد كبيرة من السوريين إليها ولتحولها لنقطة إمداد واستراحة للمقاتلين من سوريا.

ويعيش في هذه البلدة الآن حوالي 90.000 لاجىء، وعبر قادة البلدة عن دعمهم العلني للإنتفاضة السورية ضد بشار الأسد المدعوم من حزب الله. وتطور الوضع لمواجهة مفتوحة بين الجيش اللبناني والمعارضة السورية خاصة مقاتلي «جبهة النصرة» وعناصر أخرى من تنظيم الدولة الإسلامية.

وألقت جبهة النصرة القبض على 30 جنديا لبنانيا، حيث أعدمت 3 منهم. وقام المقاتلون السوريون أيضا بسلسلة من الهجمات على قرى البقاع، ويهدد توسع النزاع على طول الحدود اللبنانية بغمرالقرى الشيعية والمسيحية والسنية القريبة بشكل يفحص قدرة سكانها على البقاء خارج النزاع الطائفي وهو الخط الوحيد للدفاع عن لبنان واحد.

 

خوف

 

وتقول الصحيفة إن المسيحيين والشيعة يشعرون بالخوف من تزايد العناصر المتطرفة بين المتمردين حيث يتحدثون عن النزاع من خلال منظور طائفي.

ويقومون بنفض الغبار عن أسلحتهم وينظمون جماعات للمتطوعين لحراسة بلداتهم. وفي الوقت الحالي يستمعون لنصائح قادة حزب الله والجيش اللبناني الذين يطالبونهم بتجنب الإنتقام خاصة أن العنف الطائفي هو ما يسعى إليه الأعداء. وتنقل عن أحد سكان اللبوة و اسمه فياض قوله «كشيعي أشعر بالتهديد».

وشبه التقاطع الذي يربط شارع البلدة مع الشارع الرئيسي المؤدي لبيروت بـ «الخط الأخضر» في إشارة للخط الذي فصل بين المسيحيين في بيروت الشرقية والمسلمين في بيروت الغربية أثناء الحرب الأهلية. لكن الوضع في البقاع مختلف فهنا تتداخل البلدات المسيحية والسنية والشيعية ويتم التزاوج بين سكانها ويتشارك الأولاد في المدارس والآباء في التجارة والزراعة والتهريب.

وترتبط حياة السكان الإقتصادية والإجتماعية مع المدن السورية مثل حمص أكثر من العاصمة بيروت. وفي الوقت الحالي يصف فياض سكان عرسال بالخونة قائلا «يمكننا ضربهم ولكننا لا نريد». وأضاف «ليس لدينا ما نخسره، نحن مستعدون وننتظر الأوامر». ويقول عمدة اللبوة رامز أمهز لـ «نيويورك تايمز» حتى لو مات ألف شخص من اللبوة فلن نقع في شرك النزاع الطائفي».

ويضيف «نحن في اللبوة قمنا بحماية السلام في لبنان، وحافظنا على سكان عرسال، ولم نسمح للقرى الأخرى بإيذائهم رغم ان الكثيرين يحملونهم المسؤولية» أي سكان عرسال. ويقول أمهز إنه يتعاون مع القوات الأمنية ويحاول تطمين عائلات الجنود الأسرى. ويطالب العمدة بعدم تحميل اللوم لكل سكان عرسال وأن للبلدة «تاريخ مشرف» من التضحيات في الحروب مع إسرائيل.

وفي الوقت الذي لام زوار لبيت العمدة السنة بأنهم يقدمون المأوى للمتمردين، يرفض العمدة هذه اللغة «الطائفية». في المقابل يقول النقاد إن تدخل حزب الله في سوريا لدعم النظام السوري جر معه منطقة الجنوب اللبناني للحرب، فيما يقول مؤيدوه إن مشاركته حمت مناطقهم من غزو المتمردين السنة لها.

ورغم لغة العمدة التصالحية إلا أن زوجته ليندا تقول إن كل بلدة على ما يبدو أنغلقت على نفسها. وفي المقابل يقول سكان عرسال إنهم يعاقبون بسبب موقفهم من سوريا. فهذه البلدة الفقيرة زادت أعباؤها بسبب اللاجئين والمحاصرة من الجيش اللبناني وقذائف الجيش السوري.

ومنذ بداية مواجهات عرسال طرد أكثر من 5.000 لاجىء سوري، طردهم لبنانيون غاضبون. وفي البلدة المسيحية رأس بعلبك تقوم دوريات مسلحة بمراقبة شوارع البلدة ووضعت سكانها لمدة 14 ساعة تحت حظر تجول.

ويصف التقرير كيف يهب سكان قرى في الجنوب عندما يسمعون عن مواجهات بين حزب الله ومقاتلين سنة حيث يسارعون ببنادق الصيد وشباب لم يطلق رصاصة واحدة في حياته.

 

في طرابلس

 

ومقابل ما يجري في الجنوب، ففي مدينة طرابلس يشعر المقاتلون في حي التبانة بأن الجيش يستهدفهم ويضطهدهم حيث يتهمونه بالرضوخ لأوامر حزب الله.

وينقل مراسل صحيفة «كريستيان ساينس مونتيتور» عن الشيخ بلال البارودي، وهو رجل دين من طرابلس «لقد فقدنا كل الثقة بالجيش»، ويضيف «هناك غضب داخل المجتمع السني ولن ينتهي حتى يثبت الجيش أنه لا يدعم حزب الله».

ويعتبر الجيش اللبناني المؤسسة الوحيدة المتماسكة في الدولة اللبنانية وينظر إليه كضامن لاستقرار البلد.

وكان انهيار الجيش في أثناء الحرب الأهلية 1975-1990 علامة على تدهور الوضع الأمني.

ومنذ نهاية الحرب أصبح من المحرم «تابو» انتقاد الجيش، لكن هذا التابو كسر وسط المجتمع السني الذي يتهم الجيش بالتعاون مع حزب الله لملاحقة مؤيدي الثورة السورية. ولاحظوا كيف لم يمنع الجيش اللبناني حزب الله من إرسال آلاف من مقاتليه للمشاركة في العمليات العسكرية حيث لعبوا دورا مهما في الدفاع عن نظام بشار الأسد. وهناك أربعة جنود سنة على الأقل انشقوا عن الجيش وانضموا ل «جبهة النصرة».

وقلل الجيش من أهمية الإنشقاق وقال إنه لا يشكل تهديدا على تماسك الجيش. ومع ذلك تؤشر هذه الإنشقاقات على مشاعر الحنق المتزايدة بين السنة تجاه الجيش.

وبحسب آرام نيرغوزيان من معهد الدراسات الإستراتيجية والدولية فقوة الجيش اللبناني الحالية تشمل على 61.400 جندي إلى جانب 4.100 في سلاح الجو والبحرية، ويشكل السنة 35% من مجمل قوة الجيش والشيعة 27% والنسبة الباقية من الطوائف الأخرى. ويعلق نيرغوزيان المتخصص في الجيش اللبناني على الإنشقاق «أربعة انشقاقات من قوة 22.900 سني يمثل حالة شاذة لم تترجم بعد إلى توجه عام».

وأشار إلى أن الإنشقاقات جاءت من الصفوف الدنيا في الجيش وينتمي الجنود لمناطق لم تتأثر فقط بالأزمة السورية بل من إهمال الحكومة اللبنانية.

ورغم أن المواجهات بدأت بملاحقة الجيش لأحمد ميقاتي في بلدة عاصون قضاء الضنية. ويتهم الجيش اللبناني ميقاتي بذبح جندي من الجنود الأسرى لدى «جبهة النصرة». كما ويقول الجيش إن المجموعة كانت تخطط لعمليات انتحارية وتفجيرات.

وعبرت بعض القيادات السنية السياسية والدينية عن قلقها من استغلال حزب الله العنف في شمال لبنان ويشجع الجيش على استخدام القوة العسكرية ضد المتشددين.

ويقول الشيخ زيد زكريا، مفتي عكار « من يقوم بدفع الجيش تجاه الحل العسكري ضد المتشددين رغم أن هذا يهدد حياة الجنود والمدنيين؟.

ويقول الشيخ الباردوي إن المتشددين «يكرهون بشدة النظام السوري وحزب الله» و»يحاول الجيش إلقاء القبض عليهم ولن يكون الأمر سهلا لأنهم لن يتخلوا عن القتال بسهولة».

ويرى الجنرال المتقاعدة إلياس حنا إن الجيش اللبناني سينجح في حملته حيث نقلت عنه صحيفة «واشنطن بوست» قوله «يشعر الجيش بأنه قادر على السيطرة عليهم» أي المتشددين، وبرر هذا بقوله أن معظم السكان مؤيدون للجيش ولا يوجد والحالة هذا ملاجىء آمنة لهم.

ويقول إن الهجوم حظي بدعم قطاع من الجماعات السياسية في لبنان بمن فيها حزب الله الذي يقاتل في سوريا أيضا.

 

هجوم على إدلب

 

وما دام الحديث عن العامل السوري في الأزمة الحالية في لبنان. قال روبرت فيسك في تقرير له في صحيفة «إندبندنت» عن الخسائر الجديدة للنظام السوري وذبح تنظيم «داعش» لضباط في الجيش.

وذلك في هجوم مفاجىء على مدينة إدلب التي لا تزال تحت سيطرة النظام. وقال فيسك إن إدلب كادت أن تسقط بيد الجهاديين بعد تعرضها لهجوم واسع. ولو نجح «داعش» لكان سيطر على مدينتين كبيرتين في سوريا.

وقام بالهجوم على إدلب مقاتلون من «داعش» تعاونوا مع تنظيم «جبهة النصرة». ويقول فيسك إن المقاتلين اقتحموا المدينة وسيطروا على مقرات في المحافظة وبدأوا بقطع رؤوس ضباط.

ومع وصول قوات الحكومة وسيطرتها من جديد على المدينة كان عدد الذين قتلهم «داعش» و»جبهة النصرة» 70 جنديا عددا كبيرا منهم برتب عليا. وبحسب رسالة وصلت لدمشق قبل تأمين المدينة «لقد ذبحوا».

ويقول فيسك إن الرقة سقطت بيد «داعش» منذ شهور ولكن إدلب تقع في منطقة إستراتيجية بين حلب ومدينة اللاذقية الساحلية.

ولو سقطت إدلب لكانت ضربة قوية ومدمرة للحكومة. وتلقت الأخيرة أخبارا من داخل المدينة أنها سقطت بعد انشقاق قوات أمن وشرطة قامت بتسليم مقرات المحافظ الجديد خير أديب السيد وانضمت للمتمردين.

صحيح أن بعض القوات سلمت مقراتا للمتمردين لكن جنود الحكومة الذين كانوا في أطراف المدينة واصلوا قتال مئات من المقاتلين الذين حاولوا الدخول إلى إدلب، وظلوا يقفون أمام تقدم «داعش» حتى تمت استعادة مقر المحافظ.

ولا تبعد إدلب سوى 30 ميلا عن حلب ويقطنها 200.000 نسمة، وتشتهر بمتحفها الذي كان يؤمه الزوار الراغبين بالتعرف على تاريخ الرومان و»مدن الموتى» الواقعة شمال سوريا، وتعيش المدينة منذ عام تقريبا حالة حصار. ويرى فيسك إن الصدمة في دمشق حول إمكانية سقوط المدينة كانت واضحة، حيث قام المحافظ الجديد الذي لم يكن بالصدفة في مكتبه بالإتصال بمقرات الجيش ومنع الإعلان عن سقوط إدلب.

ويعلق فيسك إن المهاجمين كانوا يهدفون لتحقيق انتصار جديد لما يطلق عليها الخلافة الإسلامية التي تمتد من شرق حلب إلى ضواحي العاصمة العراقية بغداد.

ويضيف إلى أن شراسة الهجوم تظهر الكيفية التي يكابد فيها نظام الأسد في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية الذي يرغب الرئيس الأمريكي باراك أوباما بإضعافه والقضاء عليه. فعندما دخلت قوات «داعش» مركز المدينة فعلوا مثلما فعل رفاقهم عندما سيطروا على مدينة الموصل في حزيران/يونيو الماضي، حيث قاموا بإلقاء القبض على أكبر عدد من الضباط الكبار، وقام «داعش» بقتلهم باستخدام السكاكين بدلا من الرصاص.

وقبل فقدان المهاجمين السيطرة كانت «جبهة النصرة» قد أعلنت عن انتصارها وصورته بـ «الرقة الثانية». وفي تلة المشمع سيطر الجهاديون على مصفحتين و12 جنديا لا يعرف مصيرهم.

 

شهادة قاتل في جيش النظام السوري: لم يكن أعدائي أغناما بل أطفالا… والأنين والموت ملآ الهواء والتراب

أليمار اللاذقاني

ريف اللاذقية ـ «القدس العربي» في الوقت الذي اعتقد الأطباء أنّها نوبة صرع لمصاب حرب، كان نور الدين يعاني الوحدة في مشفى بعيد عن أهله بعد نجاته من الموت بشق النفس، وقبل صراخه العالي كان يحاول أن يتبين مالذي حصل معه بالضبط.

يقول نور الدين لـ«القدس العـــربي»، «كنت مندفعاً للأمام وأرى الأشياء كأخيلة، كمــا أنّني لم أكن أشعر بجسدي الهائج ولا بحركات يدي ورجلي، كان صراخي عالياً، كما كان هناك طاقةً هائلة تنفجر في جميع أنحاء جسدي».

يصمت قليلا ليستعيد الحادثة، ويتابع «عندما اخترقت السكين أحشاء الشبح، سمعت صوتاً أقرب إلى الرغاء وزعيقاً مبحوحاً، تسمّرت في مكاني ونظرت إلى الضحيّة، كان يندب بكلمات غير مفهومةٍ، تخيلت ما كان سيقول، فيما لو نجا من هذا وجلس مع أقرانه يتبادلون الحديث عن الآخرين، كما أفعل مع رفاقي، أُحسّ أنّ وجهه مألوف، لم أعد أرى سوى وجهه ولم أعد أسمع سوى نواحه، تذكّرت كيف أنّني في معركتي السابقة كنت خائر القوى، لم تكن معركة، كانت أشبه بعشرين ذئب يلتفون حول عدة أغنام، فيفترسونهم بدم بارد وبجهد قليل».

يضيف «لم يكن أعدائي أغناماً بل كانوا أطفالاً، تذكّرت كيف ارتعبت عندما اندفعت الدماء من عنق طفل محمول من شعره، واستغربت لملامح البطولة التي ظهرت على يد أبا الليل، يومها كان الأنين والموت يغمر الهواء والتراب، كان الجميع أعمى ومشدوها من هول الأنين ومن صوت الدم، وشعرت منذ ذلك اليوم أنّني من النوع الجبان، لكن المحترفين أخبروني أنهم شعروا بنفس الشيء للمرة الأولى، وراحوا يشرحون لي لحظاتهم البطولية».

كما نصحه أصدقاءه «بالطريقة التي يفجّر بها طاقة القتل في داخله، يقول نور الدين إن «الصراخ والغضب عاملان أساسيان في استنهاض الطاقة الداخلية، ونجح ذلك معي، لكن هذه الكائنات تصدر أصواتاً فجّة ووقحة تحتاج لخبرةٍ واسعة لكي أستطيع تجاهلها».

«عندما تجتاز خط السباق للمرة الأولى، لا تتذكر أي شيء حصل خلال فترة الإحدى عشرة دقيقة وخمس وأربعين ثانية التي تقضيها تلهث بلا توقف للوصول لخط النهاية، لا تجد وقتاً للتعب، ربما تحلم بطفولتك، أو ربما ترى إحدى وجوه الفتيات التي سحرنك يوماً ما، وبعد التمرّس تستطيع أن تتحدث إلى من هم بجوارك أثناء اجتياز الخط، وكأنك تسير في نفس المجموعة على طريق هادئ».

يتابع، «كذلك الغضب، فهو لغير المتمرسين شاق ومنهك، ولا أتحدث هنا عن الغضب العادي بل درجات الهيستيريا منه، تجعل منك حفنةً من النار لا ترى ولا تتذكر ما فعلته».

«كان أبو الليل، يصول ويجول بين الضحايا كعريس في عرسه، قال لي انتبه إلى ما فعلته وجاءني ضاحكاً، مزمجراً فقد غرس سكينه بهدوء في عنق الشبح ليسكت صوته المزعج جداً، وأمسك بيدي وصاح …هاااع هاااع، وكأنّه يقول: ها قد ولد البطل الذي في أحشائك، لم تدم لحظات الفرح طويلاً فبعد ان انطلقنا سويةً نحو مزيد من القتل، وقد بتّ أشعر وقتها أنّي ندٌّ له، شيء ما يقتل بشدة ويذيب الناس رعباً، شعور عظيم بالقوة».

يستدرك نور الدين بقوله «اشتدت يدي على السكين حينها استعداداً لأن أقتل آخراً من دون أن أسمح له حتى أن يصرخ، انفجار عظيم قذفني لأمتار وجعلني أسقط معتقداً أن القيامة قد حانت، وأن لقاء ربي قد حان، لكنني لم أخف هذه المرة، فلم أفعل شيئاً إلا لخدمته، وهذا الخنزير يخبرني الآن أني سأعود للقرية، فليذهب للجحيم هو وكل هذه الخنوثة التي تعتريه، أستغرب كيف لرجل مثل هذا لم ير من الحياة شيئاً أن يلاقي كل هذا الإحترام».

يقول «قضيت في المشفى ثلاثة شهور لأعود إلى القرية بلا قدمين، أما الأهل فهم كل الذين عاشوا خارج دائرة الموت أشبه بأغنام لا تفقه شيئاً تريد فقط أن تأكل، حتى أمي العجوز لن تراني سوى أبله مقطوع القدمين لن تعرف ما فعلته بالضبط وقد تخجل، نعم قد تخجل فهي لا تعرف بالضبط ما هي الحرب و مالذي يفرض علينا نحن المحاربون أن نفعل، أو حتى لا تعرف كيف نستمتع».

يتابع نور الدين «ربما ستخبرني والدتي بأنّه علي أن أتزوج من تلك البلهاء، عجيب هذا..! عندما كنت بكامل صحتي لم تكن أمي لتسمح لي بأن أخطبها، هل سأصبح الآن إنساناً يستحق ما يريد…؟ تبّاً لهم جميعاً وتبّاً للحب، لا مكان للحب في قلب المحارب، ولم أعد أرغب بأيّة حسنة من أحد، ستشفق عليّ البلهاء نعم ستشفق كأيّة ريفية لا تعلم شيئاً عن هذه الحرب سوى الضحايا والمصابين، لا يعلمون مالذي نفعله، لا يعلمون مالذي أصبحنا عليه، وكيف سيقتنعون ببطولتنا؟ هل سيجربون السكاكين على الدجاج؟ إنهم لا يعرفون حقّاً أننا كنا نبعثر النقود كنبلاء، لا يعرفون كيف كان التجار يركعون تحت أقدامنا، آه يا أبا الليل لو كنت حيّاً لنطقت لأثلجت قلبي قليلاً».

«آه يا أبا الليل لو أنك حيّاً، كم هذه الحياة مقيتة، وكم كانت حياتك جميلة، انتهت ببهاء انتهت وسكينك بيدك، أما أنا فربما أموت غيظاً، أشعر أن الأرض ستبتلعني غيظاً، كيف لهؤلاء المسوخ أن يفعلوا بي هذا؟، إنهم الآن يضحكون يلعبون كيفما يشاؤون، سأقتلهم وغداً تلوى الآخر، لن أعود للقرية لن أعود، سأحمل سكيني مجدداً وأصرخ عالياً سأقتل هؤلاء الأوغاد، سأقتلهم».

طلب ابن عمــــة نور الدين الذي يجلس بجانبه في المشفى مسكناً للألم، وبعدهــــا بقلــــيل كان قد اســـتسلم نور الدن في مكانه مرتجفاً وحاول النهوض ومازال يهذي ببضع كلمات، أعطته الممرضات حقنةً في الوريد وبدا عليهن الكثير من القرف، ظن حينها أن الممرضات يكرهن المرضى ذوي الأطراف المبتورة، وإحداهن قالت للأخرى: إنّ: «تأخراً طفيفاً في موعد الحقنة قد يودي بحياته»، وعندما سألها ابن عمته عن نوع الحقنة والسبب، لم تجب وذهبت.

استيقظ نور الدين في الثانية عشر ليلاً وكان وجهه الوردي قد عاد للحياة، وقد نسي كل ما جرى معه، حتى إنّه أخبر ابن عمه الذي يجلس بجانبه أنّه يرغب في السير في الهواء الطلق قليلاً، ومن ثم صمت قليلا ليتذكّر رجليه وضحك ساخراً: «لم يعد لدي ما أمشي عليه… تبّاً لحظّيَّ السيء».

بعد أن نام نور الدين، تذكر ابن عمته الشخص الذي كان عليه قريبه قبل أن يذهب للحرب، يقول «كان نور الدين يافعاً تتدفق الحياة من عينيه، كان ساخراً ضاحكاً، يجد السعادة في كأس من المتة والقليل من التبغ، مع حفنةٍ من الأحاديث عن صبيةٍ هنا أو هناك».

يختتم ابن عمته قائلا «لا أعلم مالذي علّي فعله الآن؟ وكيف سأخبر عمتي المثقلة بالهموم هذا الخبر السيء، أو حتى كيف سأقنع هذا الذي يغطّ في النوم كشيطان نائم بأن يذهب معي للقرية، كان يردد كثيراً أن الحياة بلا دراجته المدللة لا تعني شيئاً، فكيف له أن ينساها الآن ويتحدث عن هذه التي يسميها حرباً؟».

 

أحد سكان نبل والزهراء الشيعيتين في سوريا: صوتنا أخفض من صوت الرصاص لإيقاف الإحتقان الطائفي

ياسين رائد الحلبي

ريف حلب ـ «القدس العربي» قال أحد أبناء مدينتي نبل والزهراء «الشيعيتين» في ريف حلب الشمالي، «حاولنا بداية الأزمة أن نتجنب الصراع بيننا وبين القرى الســــنية المجاورة لتفادي الصراع الطائفي، ووقفنا نحن المثقفون والطلاب على الحياد، لكن عندما حاصرتنا المجموعات المسلحــــة إثر خلاف حصل مع جيش الدفاع الوطني «الشبيحـــة»، أصبح صوتنا أخفض من صوت الرصاص»، وذلك في الوقت الذي تتقدم فيه قوات النظام في الريف الشمالي بهدف حصار مدينة حلب والوصول الى مدينتي نبل والزهراء.

يبين أنه «تم تحميل الصوت الواعي داخل المدينتين مسؤولية الحصار المفروض علينا من قبل الفصائل المسلحة وذلك بعدما دعـــونا للتفاوض معهم، فلم يعد لدينا الحجة في إدخال لغة التفاهم بين مدينتينا والمدن السنية المجاورة».

وترسم قوات النظام الى السيطرة على التلال المرتفعة والمناطق المكشوفة حتى الوصول الى مدينتي نبل والزهراء والطريق المتوقع الذي ستسلكه قوات النظام هو رتيان ـ معرسته ـ نبل والزهراء، ويتضمن هذا الطريق تلال عالية وأماكن مكشوفة تستطيع قوات النظام من خلالها الوصول الى المدينة وكسر الحصار عنها.

وتعتبر المدينتان الآن من الناحية الجغرافية غير محاصرتين، إذ يحدهما من الغرب مدينة عفرين الكردية التي فتحت الأحزاب الكردية الموجودة فيها الطريق لسكان مدينتي نبل والزهراء بعد نشوب اشتباكات مسلحة بين «حزب الإتحاد الديمقراطي» وأذرعته العسكرية وبين الثوار، وتم تزويد المدينتين بكل الإحتياجات عن طريق المدن الكردية، كما كان يتم تزويد الطيران المروحي التابع للنظام والموجود في نبل والزهراء بالذخيرة والعتاد العسكري وذلك قبل أن يسقط الثوار طائرة مروحية فوق المدينة، حيث توقف النظام عن إرسال الطيران المروحي إليها.

وتمد مدينتا نبل والزهراء قوات النظام بالمسلحين «الشيعة»، حيث تفقد المدينة بشكل يومي مقاتلين الى جانب قوات النظام في معاركه بمدينة حلب وريفها، بالإضافة الى تعرض المدينتين لقصف السلاح الثقيل من قبل المعارضة المسلحة المتواجدة في القرى السنية المحيطة، وذلك رداً على قصف المدينتين لبلدات الريف الشمالي وانتقاماً من النظام لقصفه أحياء حلب وبلدات الريف الشمالي.

بدوره، يقول الناشط الإعلامي سامي الرج إن النظام يعمل منذ فترة طويلة على تنمية هذا الشرخ بين المدينتين الشيعيتين والقرى السنية المجاورة، ونجح بقلب مجريات الثورة الى أحداث طائفية.

وألقت المعارضة المسلحة القبض على العديد من الجنسيات المختلفة من المذهب الشيعي في اشتباكات الريف الشمالي بالقرب من حندرات، وبثت الفصائل العسكرية صوراً ومقاطع فيديو لجثث كانت تضع شعارات شيعية مثل عصبة خضراء على الرأس مكتوب عليها «يا علي مدد» او قلادة سيف ذو الفقار، وأشياء أخرى تدل على مذهبية الميليشيات التي تقاتل الى جانب قوات النظام.

وذكرت مصادر أخرى، أن الميليشيات الشيعية وعدت مدينتي نبل والزهراء بالوصول الى المدينتين قبل حلول عاشوراء، وذلك من خلال السيطرة على بلدات في الريف الشمالي، وكسر الطوق العسكري للثوار من جهة القرى السنية المحيطة بالقريتين.

يشار إلى أن مدينتي نبل والزهراء محاصرتان من قبل الثوار منذ عام 2012، حيث نشبت خلافات بين القريتين والقرى المحيطه بهما بسبب الموقف المؤيد للقريتين مع النظام السوري، وموقف القرى السنية المحيطة المؤيد للثورة، ما أدى الى التصادم المباشر بين الأهالي.

 

مجزرة في مخيم النازحين في إدلب

دمشق ــ هيا خيطو

يواصل طيران النظام السوري طلعاته الجويّة فوق ريف إدلب، ملقيّاً الصواريخ والبراميل المتفجّرة، إذ لقي أكثر من عشرين نازحاً حتفهم، وأصيب العشرات بجروحٍ، اليوم الأربعاء، من جرّاء قصف طيران النظام على مخيم النازحين، في ريف إدلب الجنوبي.

 

وألقى الطيران المروحي، برميلاً متفجراً على مخيم النازحين من مدينة اللطامنة وبلدة الهبيط، في ريف حماة الشمالي، بالقرب من قرية عابدين في الريف الجنوبي لإدلب، ما أسفر عن مقتل أكثر من عشرين مدنيّاً في حصيلة أولية، وجرح عشرات آخرين، بينهم حالات خطيرة، وتم إسعافهم في مستشفيات ميدانية، في المناطق المجاورة.

 

وأفادت مصادر محلية لـ”العربي الجديد” أنّ المخيم يضمّ نحو 200 خيمة لنازحين، وجدوا بين أشجار الزيتون في الأراضي القريبة من قريتي عابدين والشيخ مصطفى في ريف إدلب الجنوبي، أماناً نسبياً مقارنة بالقصف والمعارك التي تشهدها بلداتهم.

 

في موازاة ذلك، تواصلت اشتباكات متقطّعة بين “جبهة النصرة” و”جبهة ثوّار سورية” عند أطراف بلدة البارّة، في جبل الزاوية، منذ صباح أمس، على إثر خلافات سابقة بينهما، في حين شهدت مدينة معرّة النعمان، هدوءاً حذراً بعد استيلاء النصرة على مقرّات “ثوار سورية” في المدينة.

 

وقال الناشط الإعلامي من معرّة النعمان، بلال عمران، لـ”العربي الجديد” إنّ “جبهة النصرة أخلت سبيل بعض مقاتلي “ثوّار سورية” الذين احتجزتهم، بعد اقتحامها معرّة النعمان، أمس”، مشيراً إلى أنّ “هدوءاً حذراً يسود المدينة، التي تشهد حاليّاً وجوداً للفرقة 13 التابعة للجيش الحر، بالإضافة إلى “جبهة النصرة” وفصائل إسلامية أخرى”.

 

وكانت “جبهة ثوار سورية” قد قصفت، أمس، بلدة البارة بقذائف الهاون والدبابات، على خلفية نزاعات سابقة مع “النصرة المتمركزة فيها، مما دفع الأخيرة إلى اقتحام معرّة النعمان، والاستحواذ على مقار “ثوار سورية” داخل المدينة.

 

وفي إطار ردود الفعل على اقتتال مسلّحي المعارضة فيما بينهم، أصدرت حركة “أحرار الشام الإسلامية” التابعة لـ”الجبهة الإسلامية” اليوم بياناً، دعت فيه “ثوار سورية” و”النصرة” إلى “الوقف الفوري للاقتتال والاحتكام، لقضاء شرعي مستقلّ للبتّ في أسبابه”، كما ناشدتهما “التوجّه الكلي إلى جبهات القتال ضد النظام”.

 

الجيش الحر يسبق البشمركة إلى كوباني

دخل الأربعاء، نحو 200 مقاتل من الجيش السوري الحر، مدينة كوباني “عين العرب” السورية مع أسلحتهم، قادمين من الأراضي التركية، عبر معبر “مرشد بينار” الحدودي الواصل بين المدينة والأراضي التركية. ويحمل المقاتلون بنادق خفيفة ومدافع هاون، ورشاشات ثقيلة. ولم يحدد العقيد في الجيش الحر عبد الجبار العكيدي، أي كتيبة من الجيش الحر وفرت هذه الأسلحة أو التي دخلت المدينة للمساعدة في فك الحصار عنها. وهذه هي أول مجموعة تدخل، و”إذا دعت الحاجة إلى دخول المزيد فإنه بإمكاننا أرسال ألف آخرين” بحسب ما قال العكيدي، الذي أضاف “اليوم يكفي 200 ولكن يمكننا إرسال المزيد اليوم إذا كانت هناك حاجة”.

 

وقد رحبت القوات الكردية بمقاتلي الجيش الحر في كوباني، وتمت إقامة غرفة عمليات مشتركة بحسب العكيدي. وأوضح بأن اشتباكات عنيفة وقصف بالهاون وقع قرب المعبر الحدودي الرسمي عندما دخل المقاتلون.

 

في الوقت نفسه، وصل مقاتلون من قوات البشمركة العراقية، إلى جنوب شرق تركيا، قبل انتقالهم إلى كوباني لصد تقدم تنظيم الدولة الإسلامية. وحملت طائرة تابعة للخطوط الجوية التركية، طلائع قوات البشمركة، إلى مدينة سانلي أورفا، جنوب شرق تركيا، فجر الأربعاء، وسط إجراءات أمنية مشددة. وغادرت قافلة حافلات بيضاء ترافقها سيارات جيب مدرعة وسيارات شرطة المطار، بعد ذلك بوقت قصير.

 

من جهتها، قالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جين بساكي، حول اقتراب دخول البشمركة إلى المدينة “هذا مكون واحد. إنه بالقطع مكون شعرنا بأنه سيكون ذو تأثير. ومهم أن يكون لنا شريك على الأرض نعمل معه”.

 

وقال عضو المجلس الوطني الكردي السوري في كوباني أدهم باشو، إن البشمركة “سيصلون مدينتنا اليوم”، مؤكداً وصول مجموعة تضم ما يتراوح بين 90 و100 مقاتل إلى سانلي أورفا خلال الليل. وكان وزير البشمركة في كردستان العراق مصطفى سيد، قد نفى وجود حدود للفترة الزمنية التي ستبقى فيها قوات البشمركة في كوباني. وبدوره، أكد “المرصد السوري لحقوق الإنسان” أنه لا صحة لدخول أي عنصر من قوات البشمركة الكردية إلى كوباني حتى الآن.

 

من جهته، أكد الثلاثاء، رئيس “حزب الاتحاد الديمقراطي” الكردي السوري، صالح مسلم، أنه من المقرر أن يصل حوالي 150 مقاتلاً من البشمركة إلى كوباني خلال الليل. وأضاف “من المفترض أن يُحضروا في الأساس أسلحة مضادة للعربات المدرعة والدبابات. بالطبع علاوة على ذلك، لديهم بعض الأسلحة الأخرى للدفاع عن أنفسهم أيضاً. لكن معظمها ستكون مدفعية وأسلحة مضادة للدروع والدبابات”. وتابع مسلم “وحدات حماية الشعب تدافع فقط. بإمكانهم القيام بذلك، لكن هذه العربات المدرعة والدبابات تمثل لهم مشكلات. لا يمكن لوحدات حماية الشعب القيام بذلك بالأسلحة التي لديها، ومن ثم الآن سيقدم ذلك لهم الدعم”.

 

من جهة أخرى، فقد تنظيم الدولة الإسلامية الاتصال مع نحو 30 من عناصره، في شمال غرب المربع الحكومي الأمني بكوباني، ولا يعلم حتى اللحظة، ما إذا كانوا قد لقوا مصرعهم خلال اشتباكات مع “وحدات حماية الشعب الكردي”، أو خلال قصف لطائرات التحالف الدولي على المدينة. كما تشهد منطقة البلدية اشتباكات عنيفة، في حين قصف تنظيم الدولة بعشرات قذائف الهاون مناطق مختلفة في كوباني.

 

ولا تزال الاشتباكات مستمرة منذ ليل الثلاثاء-الأربعاء، بين مقاتلي وحدات الحماية وتنظيم الدولة، في منطقة ساحة الحرية، بالقرب من المركز الثقافي. بينما نفذت طائرات التحالف الدولي ضربة على منطقة سوق الهال في المدينة، استهدفت تجمعاً لتنظيم الدولة، كما شهدت الجبهة الجنوبية تبادلاً لإطلاق النار.

 

الجيش الإلكتروني الأميركي يتسلل إلى عشرات المواقع الأصولية يوميا

لندن: محمد الشافعي

تتقصى وزارة الخارجية الأميركية منذ شهور طويلة, في ساحة معركة شبكات التواصل الاجتماعي, حسابات جماعات أصولية متطرفة، وتسعى ليس إلى الإيقاع بهم فحسب، بل أيضا إلى التوعية باللغتين العربية والإنجليزية مستهدفة الشبان في البلدان العربية والغربية عبر «تويتر»، وأيضا تنشر أشرطة وتبث تعليقات وترد أحيانا بحدة على الذين يتحدون أميركا، وأغلب أعضاء الجيش الإلكتروني التابع للخارجية الأميركية بمن فيهم رئيسه السفير ألبرتو فرنانديز يتحدثون ويفهمون اللغة العربية. وكانت الولايات المتحدة أنشأت مركز الاتصالات هذا في 2011.

 

ولخص مسؤول كبير في الخارجية الأميركية مجمل الوضع بقوله لـ«الشرق الأوسط» أنها حرب من آلاف المناوشات، وليست معركة كبيرة ضد «القاعدة» و«داعش» اللذين يعتبران العدو الأول بلا منازع، ومن يدور في فلكهما. وأكد السفير فرنانديز الذي يتحدث ويفهم العربية في أجوبته لـ«الشرق الأوسط» أن هناك نحو 20 موظفا يتحدثون العربية. وقال «(داعش) عدونا الأول، نبحث عن أنصاره خلال التجوال بين عشرات المواقع الأصولية يوميا». وأوضح أن هناك فرصا يجب اغتنامها لتوضيح حقيقة مفادها أن أكبر ضحايا تنظيمي القاعدة وداعش هم من المسلمين، كما أنهما، وبالأخص «داعش» يلحقان الخراب بالمنطقة. وقال فرنانديز التواصل مع الأصوليين ليس هدفنا في الأساس، ولكننا لا نعارض القيام بذلك بغية إقناعهم بأنهم يسيرون في الطريق الخطأ.

 

عشرات القتلى بقصف بالبراميل تجمع نازحين بإدلب  

أفاد ناشطون بأن عشرات المدنيين قتلوا في قصف قوات النظام السوري بالبراميل المتفجرة تجمع نازحين قرب قرية عابدين بريف إدلب شمالي غربي سوريا، فيما سيطر مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية على كامل حقل شاعر للغاز بريف حمص.

 

ووفق الناشطين فإن البراميل المتفجرة سقطت على خيام كانت تقيم فيها عوائل نازحة من قرى وبلدات ريف إدلب التي تشهد حملة عسكرية من قبل قوات النظام للسيطرة على كامل هذا الريف.

 

وقبل ذلك أعلن تنظيم الدولة تمكن مقاتليه من اقتحام حواجز قوات النظام داخل حقل شاعر وقتل نحو مائة من القوات النظامية وأسر آخرين، على حد وصفه. يذكر أن التنظيم بدأ هجومه على المنطقة منذ أربعة أيام لاستعادة حقل شاعر للغاز الذي فقد السيطرة عليه في يوليو/تموز الماضي.

 

من جهتها نقلت وكالة “مسار برس” أن مقاتلي جبهة النصرة تمكنوا الثلاثاء من اقتحام مدينتي سراقب ومعرة النعمان في ريف إدلب وسيطروا على ثلاثة مقرات تابعة لجبهة ثوار سوريا، من بينها مقر نائب رئيس الأركان في معرة النعمان، وصادرت الأسلحة الموجودة في المقر.

 

في المقابل قصفت جبهة ثوار سوريا بلدة البارة التي تسيطر عليها جبهة النصرة بالأسلحة الثقيلة، مما أدى إلى مقتل سبعة من المدنيين بينهم أطفال ونساء، كما قام عناصر من الجبهة بتمشيط المناطق المحيطة ببلدة دير سنبل مسقط رأس جمال معروف -زعيم الجبهة- وقد حرك كلا الطرفين رتلين عسكريين باتجاه جبل الزاوية بهدف السيطرة عليه.

 

وكان مراسل الجزيرة أفاد -نقلا عن مصادر محلية- بأن مقاتلي جبهة النصرة سيطروا على معظم بلدات وقرى جبل الزاوية بعد سيطرتهم على بلدة البارة قبل يومين.

 

يشار إلى أن المعارك بين الجانبين بدأت قبل يومين إثر انشقاق كتيبة تابعة لجبهة ثوار سوريا في قرية البارة وانضمامها إلى النصرة مع كامل عتادها.

 

معارك الغوطة

من جانب أخر نفت المعارضة السورية المسلحة ما أعلنته وكالة سانا الرسمية للأنباء من أن قوات النظام سيطرت على بلدتي حوش الفار ومَيدعا في الغوطة الشرقية بريف دمشق، وأكدت كتائب المعارضة أنها استعادت السيطرة على البلدتين بالكامل، وأن قوات النظام سيطرت عليهما لساعات فقط.

 

كما كثفت قوات النظام قصفها على قرى وبلدات ريف درعا الجنوبي بعد إطلاق الجيش الحر معركة “أهل العزم” منذ أسبوعين، حيث تمكنت كتائب المعارضة خلال المعركة من السيطرة على عدد من الحواجز والمواقع لقوات النظام على الطريق الدولية المؤدية إلى معبر نصيب الحدودي مع الأردن.

 

أما مدينة كفر زيتا بريف حماة الشمالي فتتعرض منذ عدة أشهر لحملة عسكرية شرسة من جانب قوات النظام، وقد أسفرت تلك الحملة عن مقتل عشرات المدنيين =بينهم أطفال ونساء- كما أدت إلى إفراغ المدينة بالكامل من سكانها.

 

تحذير من تداعيات أزمة لاجئي سوريا بدول الجوار  

خالد شمت-برلين

عكست وعود المساعدة المالية والإغاثية المحدودة التي خرج بها المؤتمر الدولي حول أزمة اللاجئين السوريين الذي نظمته الخارجية الألمانية الثلاثاء بمقرها ببرلين، ابتعاد هذا المؤتمر عن الطابع التقليدي لمؤتمرات المانحين، وتركيز المشاركين فيه على التحذير من التداعيات الكارثية لاستمرار نزوح السوريين على دول الجوار المستقبلة لهم.

 

وانعقد المؤتمر تحت عنوان “أوضاع اللاجئين السوريين ودعم استقرار المنطقة”، وشاركت فيه 35 دولة ومنظمة دولية، حذر ممثلوهم من تسبب تفاقم أزمة نزوح السوريين بتهديد “الاستقرار الهش” بدول جوار سوريا واكتساب “المنظمات الإرهابية” مزيدا من المناصرين من اللاجئين السوريين.

 

وقال وزير التعاون الدولي الألماني غيرد مولر للجزيرة نت إن “المؤتمر مثل رسالة تضامن مع اللاجئين السوريين والدول المستضيفة لهم، مع قدوم الشتاء وبالتزامن مع تحذير برنامج الغذاء العالمي من تقليص الموارد المخصصة لمساعدة اللاجئين السوريين”.

 

وعزا وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير راعي المؤتمر استبعاد طرفي الأزمة السورية، نظام بشار الأسد والائتلاف السوري المعارض من المشاركة بالمؤتمر للطبيعة الخاصة لهذا المؤتمر، وتركيزه على دعم دول جوار سوريا المستقبلة للاجئيها.

 

وحذر شتاينماير من هز تفاقم أزمة اللاجئين السوريين لاستقرار المنطقة، وأشار إلى أن تداعيات هذه الأزمة تفوق إمكانيات جيران سوريا الذين باتت أوضاعهم هشة ومهددة، وشدد على أهمية “تقديم مساعدات تعليمية للاجئين السوريين بدول الجوار حتى لا تستغلهم منظمات متطرفة”، ولفت إلى أن وجود 400 ألف تلميذ سوري بمدارس لبنان فاق أعداد التلاميذ اللبنانيين.

 

وقال شتاينماير إن بلاده التي استقبلت 70 ألف لاجئ سوري، رفعت مساعدتها الإنسانية للاجئين السوريين ودول جوارهم من 140 مليون يورو إلي 500 مليون يورو هذ العام، وخصصت 100 منحة دراسية مجانية لطلاب لاجئين سوريين.

 

من ناحيته أعلن وزير التعاون الدولي الألماني غيرد مولر عزم بلاده إقامة 18 مخيما لإيواء اللاجئين السوريين بشمال العراق بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف).

 

وعبر المفوض الأممي السامي للاجئين أنطونيو غوتيريز للجزيرة نت عن رضاه عن محصلة مؤتمر برلين “لأنه أوصل تحذيرا للمجتمع الدولي من كارثة إنسانية مقبلة إن لم يزد مساعداته لدول جوار سوريا لتتمكن من استضافة أعداد أكبر من اللاجئين من جارتهم المضطربة”.

 

ودعا غوتيريز لتوجيه الأموال إلى الأردن ولبنان وتركيا التي وضعتها الأزمة الإنسانية بمواجهة تحديات قاسية تفوق إمكانيتها، وامتدح المسؤول الأممي ألمانيا معتبرا استقبالها لسبعين ألف لاجئ سوري يعد مثالا يحتذى لدول أوروبية، ودعا ألمانيا لفتح أبوابها أمام المرضي وضحايا العنف السوريين.

 

أعباء قاسية

وأعطى عرض رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام ووزير الخارجية الأردني ناصر جودة لتداعيات استمرار نزوح السوريين زخما لمطالبتهما بمساعدة المجتمع الدولي لبلديهما الذين ذهبت تقديرات -عرضت بالمؤتمر- لاستقبالهما بين 3 و5 ملايين لاجئ سوري في السنوات الأخيرة.

 

وقال سلام إن استمرار الأزمة السورية ألقى بأعباء قاسية في كل المجالات، وأضر بالأوضاع الاقتصادية والأمنية بلبنان المثقل بأكثر من 1.5 مليون لاجئ سوري، وأشار وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل إلى أن وجود اللاجئين السوريين ببلاده يكبدها خسارة ملياري دولار سنويا.

 

وأكد باسيل أن “المطالبة بتوطين اللاجئين السوريين بلبنان مرفوض، لأنه يقوض هدف إعادتهم لبلدهم ويزيد التوتر بلبنان”.

 

وقال وزير الخارجية الأردني ناصر جودة إن “استمرار نزوح السوريين أنهك بلاده ووضعها أمام تحد وجودي، نتيجة زيادة عدد السكان بنسبة 21% مما زاد من انتشار البطالة وألقى أعباء فادحة على قطاعات الصحة والتعليم والمياه والطاقة في البلد المعروف بفقره المائي واعتماده بنسبة 96% على مصادر طاقة خارجية”.

 

من جانبها علقت منظمة برو أزيل الألمانية، وهي أكبر منظمة لمساعدة اللاجئين بأوروبا، على المؤتمر الدولي حول اللاجئين السوريين، بمطالبة دول الاتحاد الأوروبي بفتح أبوابها لاستقبال اللاجئين السوريين.

 

وقال الأمين العام للمنظمة غونتر بوركهاردت إن استقبال الدول الصناعية 42 ألف لاجئ سوري يمثل رقما ضئيلا أمام نحو ثلاثة ملايين لاجئ استقبلتهم الدول المجاورة لسوريا.

 

تعزيزات من البشمركة والمعارضة السورية إلى عين العرب  

دخل عشرات المقاتلين من المعارضة السورية إلى مدينة عين العرب (كوباني) على الحدود مع تركيا لمساندة وحدات حماية الشعب الكردية ضد تنظيم الدولة الإسلامية، في حين ينتظر أن تدخل إلى المدينة في وقت لاحق قوات من البشمركة قادمة من إقليم كردستان العراق للغرض نفسه.

 

وأفادت مصادر خاصة للجزيرة بأن نحو سبعين مقاتلا من المعارضة السورية دخلوا مدينة عين العرب عبر الأراضي التركية من معبر مرشد بينار الحدودي.

 

كما عبرت سيارات محملة برشاشات متوسطة وثقيلة، وأضافت المصادر نفسها أن الساعات القادمة ستشهد دخول مجموعات أخرى من المقاتلين السوريين.

 

وفي وقت سابق، أفاد المسؤول عن العلاقات الخارجية في حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي إبراهيم كوردو لوكالة الأناضول بأن هناك فصائل عدة من الجيش السوري الحر تحارب إلى جانب المقاتلين الأكراد في عين العرب، الواقعة بمحافظة حلب (شمالي سوريا).

 

ورحب كوردو بإعلان فصائل أخرى من الجيش الحر استعدادها للانضمام للقتال، في إشارة إلى ما أعلنه القائد في الجيش الحر عبد الجبار العكيدي قبل أيام عن تكليفه بتشكيل فرقة مؤلفة من ألف مقاتل للتوجه إلى عين العرب.

 

وصول البشمركة

وفي السياق ذاته، وصلت فجر اليوم دفعة أولى من 150 مقاتلا من قوات البشمركة إلى مطار “شانلي أورفا” (جنوب شرق تركيا)، في طريقها إلى مدينة عين العرب لدعم وحدات حماية الشعب الكردية، التي تخوض قتالا مع تنظيم الدولة الإسلامية في المدينة منذ أكثر من شهر.

 

ووصل مقاتلو البشمركة إلى المطار التركي وسط تشديدات أمنية، قادمين على متن طائرة خاصة من مطار أربيل، ثم نقلتهم حافلات باتجاه مدينة سوروج قبالة عين العرب.

 

وفي السياق ذاته، عبر رتل من قوات البشمركة من كردستان العراق إلى الأراضي التركية في وقت مبكر من صباح اليوم عبر معبر “إبراهيم الخليل” في منطقة الفيش خابور على الحدود العراقية التركية.

 

وبثت قناة تلفزيونية كردية لقطات لما قالت إنها قافلة من مركبات البشمركة محملة بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة في طريقها إلى عين العرب.

 

وأفاد مراسل الجزيرة من الحدود التركية السورية أحمد عساف بأن قوات البشمركة التي جاءت عبر الجو وصلت إلى المطار التركي حوالي الساعة الثانية من فجر اليوم بالتوقيت المحلي، مضيفا أنها الآن مستقرة في ثكنة للجيش التركي قريبة من معبر “مرشد بينار” الحدودي في انتظار وصول أسلحتها الثقيلة، وفي انتظار التنسيق مع قيادة قوات وحدات حماية الشعب الكردية بشأن دور قوات البشمركة في المعركة.

 

غارات مكثفة

ويتزامن ذلك مع استمرار التحالف في تكثيف القصف على مواقع تنظيم الدولة الذي يحاول أن يحكم سيطرته على معبر “مرشد بينار” الحدودي مع تركيا.

 

فقد قال مراسل الجزيرة على الحدود التركية السورية أحمد عساف إن العنوان الأبرز ليوم أمس كان هو التحليق المستمر لطيران التحالف في سماء مدينة عين العرب، مؤكدا تنفيذ تسع غارات جوية استهدفت مواقع يسيطر عليها التنظيم.

 

وأشار المراسل إلى أن طيران التحالف كثف غاراته -خاصة قرب معبر “مرشد بينار”- واستهدف مواقع للتنظيم في المربع الأمني للمنطقة التي يسيطر عليها في المدينة.

 

وأفادت مصادر للجزيرة بأن القوات الكردية استفادت من الغارات فشنت هجوما على مواقع التنظيم في حي الصناعة، في حين لا تزال الاشتباكات مستمرة على أكثر من محور.

 

وكان إبراهيم كوردو قد وصف الوضع العسكري في عين العرب بأنه يسير في صالح وحدات حماية الشعب منذ 15 يوما وحتى الآن، موضحا أن الضربات الجوية للتحالف أسهمت في سيطرة أكراد سوريا على حوالي 70% من المدينة.

 

وقتل أكثر من ثمانمائة شخص في مدينة عين العرب منذ بداية هجوم تنظيم الدولة قبل نحو أربعين يوما.

 

قوات “الحر” و”البيشمركة” تتقدم إلى كوباني

قناة العربية – رويترز

يستعد مقاتلون من “الجيش الحر” للدخول إلى سوريا انطلاقا من تركيا للدفاع عن “كوباني”، بينما أفاد مراسل قناة العربية على الحدود السورية التركية أن أول دفعة من قوات البيشمركة الكردية وصلت إلى قاعدة عسكرية تبعد 10 كيلومترات فقط عن عين العرب “كوباني” السورية.

 

وأضاف أنه من المتوقع دخول قوات البيشمركة في الساعات القليلة المقبلة إلى كوباني، وهذه القوات مزودة بآليات ورشاشات ثقيلة ومدافع هاون وصواريخ مضادة للدروع لوقف تقدم تنظيم داعش.

 

وشوهدت قرابة 40 شاحنة وآلية عسكرية بعضها مزودة برشاشات ثقيلة، وعلى متنها عناصر من البيشمركة بملابس كردية تقليدية، تغادر القاعدة الواقعة شمال شرق أربيل، عاصمة اقليم كردستان العراق.

 

وأكد ضابطان من البيشمركة أن القوات التي غادرت قاعدتها العسكرية شمال شرق مدينة أربيل، ستتجه براً إلى الأراضي التركية.

 

وقال أحد هذين الضابطين إن “40 مركبة تحمل رشاشات وأسلحة ومدافع، مع 80 من قوات البيشمركة، ستتجه براً إلى دهوك (المحافظة الحدودية مع تركيا من شمال العراق)، وستعبر اليوم إلى داخل الأراضي التركية، على أن ينتقل 72 آخرون عن طريق الجو في وقت مبكر من فجر الأربعاء”.

 

وعلى صعيد الاشتباكات، أكد مراسل “العربية” أنه اندلعت اشتباكات عنيفة مساء الثلاثاء وحتى الساعات الأولى من فجر الأربعاء في المناطق الكردية وعناصر الجيش الحر من جهة، وعناصر تنظيم داعش من جهة ثانية.

 

وحسب مراسلنا فإن الدفعة الأولى من قوات البيشمركة تتكون من 155 عنصرا وسينتشرون في المناطق الغربية القريبة من تل شعير وفي المناطق الشمالية الشرقية لحماية البوابة الرئيسية لمعبر مرشد مينار التي تحاول قوات داعش السيطرة عليه.

 

فيما أفاد مراسل وكالة “رويترز” أن طائرة تابعة للخطوط الجوية التركية هبطت في مدينة سانليورفا في جنوب شرق تركيا حوالي الساعة 01:15 صباحا بالتوقيت المحلي وسط إجراءات أمنية مشددة، وغادرت قافلة حافلات بيضاء ترافقها سيارات جيب مدرعة وسيارات شرطة المطار بعد ذلك بوقت قصير.

وتحاصر قوات تنظيم داعش كوباني (عين العرب) الواقعة على الحدود مع تركيا منذ أكثر من شهر وأصبح مصيرها يمثل اختبارا مهما لقدرة قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة على محاربة التنظيم.

 

من جانبها، هددت الدولة الإسلامية بذبح المدافعين عن كوباني في هجوم أدى إلى فرار حوالي 200 ألف من الأكراد السوريين إلى تركيا وأثار دعوة من الأكراد لحمل السلاح في المنطقة.

 

وأقر برلمان إقليم كردستان العراق الأسبوع الماضي نشر بعض قوات البيشمركة في سوريا، وتحت ضغط الحلفاء الغربيين وافقت تركيا على السماح لقوات البيشمركة بالتحرك من العراق واجتياز أراضيها للوصول إلى كوباني السورية.

 

جون آلن: غارات التحالف أوقفت تقدم داعش

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أكد المبعوث الرئاسي الأميركي الخاص لدى التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة، الجنرال جون آلن، أن غارات التحالف نجحت في إيقاف تقدم المتشددين في العراق وسوريا. وفي لقاء مع “سكاي نيوز عربية”، أكد آلن أن تحقيق الانتصار على داعش يحتاج بعض الوقت، رغم أن العمليات العسكرية المتمثلة بالضربات الجوية أوقفت تقدم التنظيم المتشدد.

 

واعتبر أن المعارضة السورية المعتدلة قادرة على سد الفراغ الذي سيتركه داعش على الأرض في سوريا، مشيرا إلى أن التحالف يسعى لمحاربة التنظيم عسكريا وماليا وفكريا.

 

وردا على سؤال بشأن انخراط أنقرة في الحرب على الإرهاب، قال آلن إن المباحثات السياسية والعسكرية لاتزال جارية لتحديد الدور الذي يمكن أن تلعبه تركيا في التحالف ضد داعش.

 

وشدد المبعوث الرئاسي الأميركي على أن التحالف يعمل على وقف تدفق المسلحين الأجانب إلى تنظيم الدولة، الذي يسيطر منذ عدة أسابيع على مناطق واسعة من العراق وسوريا.

 

مقاتلو الجيش الحر يدخلون كوباني بقيادة “العكيدي” والبيشمرغة في الطريق

(CNN)– دخل مائتا مقاتل من الثوار السوريين، إلى مدينة كوباني المحاصرة ودخلوها فجر الأربعاء، مسحلين ببنادق خفيفة ومدافع هاون، ورشاشات ثقيلة، زودهم بها الجيش الحر، بحسب ما أبلغ CNN عبر الهاتف قائد الثوار، من داخل مدينة كوباني.

 

ولم يحدد العقيد عبد الجبار العكيدي، أي كتيبة من الجيش الحر التي وفرت هذه الأسلحة أو التي دخلت المدينة للمساعدة في فك الحصار عنها.

 

وهذه هي أول مجموعة تدخل، وإذا دعت الحاجة إلى دخول المزيد فإنه بإمكاننا أرسال ألف آخرين بحسب ما قال العكيدي، الذي أضاف “اليوم يكفي 200 … ولكن يمكننا إرسال المزيد اليوم إذا كانت هناك حاجة.”

 

وقد رحبت القوات الكردية بمقاتلي الجيش الحر في كوباني، وتمت إقامة غرفة عمليات مشتركة بحسب العكيدي.

 

وأوضح بأن اشتباكات عنيفة وقصف بالهاون وقع قرب المعبر الحدودي الرسمي عندما دخل المقاتلون، وقد تمكن فريق CNN على الحدود من سماع إطلاق النار، ومشاهدة ما يبدو غارة على الأقل، و قال مقاتل كردي من داخل كوباني، بأن 35 من الثوار السوريين دخلوا فجراً بقيادة العقيد عبد الجبار العكيدي.

 

وقالت وكالة أنباء الأناضول التركية بأن مقاتلي البيشمرغة من أكراد العراق، لم يعبروا بعد إلى كوباني، بعد وصولهم من أربيل جوا وهبوطهم في أورفا في ساعات الصباح الباكر الأربعاء.

 

وقد نقلوا بواسطة ستة حافلات صغيرة باتجاه الحدود، بسحب ما أفادت الوكالة، فيما عبرت قافلة أخرى إلى تركيا تحمل الأسلحة للمقاتلين الأكراد.

 

المركز السوري لحقوق الإنسان أفاد بأن نحو 50 مقاتلا من فصائل سورية مقاتلة، دخلوا إلى مدينة عين العرب مع أسلحتهم قادمين من الأراضي التركية، عبر المعبر الحدودي الواصل بين المدينة والأراضي التركية، وأفاد المرصد بأنه من المنتظر وصول عناصر من قوات البيشمرغة بعد البوابة الحدودية مع تركيا.

 

وأفاد المرصد بأن الاشتباكات ما تزال مستمرة منذ ليل الأربعاء، بين وحدات حماية الشعب الكردية وتنظيم الدولة الإسلامية “داعش” في منطقة ساحة الحرية بالقرب من المركز الثقافي في مدينة عين العرب “كوباني”، وأن ما لا يقل عن 12 قذيفة سقطت منذ صباح الأربعاء، على مناطق في المدينة أطلقها “داعش”، في حين نفذت طائرات “التحالف العربي الدولي” ضربة على منطقة سوق الهال في “كوباني” استهدفت تجمعا لداعش، بحسب ما أفاد المرصد.

 

مقاتلو البشمركة لعين العرب لن يزيدوا عن عدد مقاتلي الجيش الحر بالمدينة

اسطنبول (29 تشرين الأول/أكتوبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

كشف مصدر دبلوماسي غربي عن وجود اتفاق على أن يكون عدد مقاتلي البشمركة من كردستان العراق الذين يُسمح لهم الانتقال إلى سورية مواز تقريباً لعدد مقاتلي الجيش الحر وألا يزيد العدد الإجمالي لكل طرف عن ألف مقاتل.

 

وأشار المصدر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء أن تركيا ستسمح لدفعات صغيرة متتالية من مقاتلي البشمركة بدخول أراضيها للانتقال مباشرة إلى الحدود السورية ـ التركية تمهيداً لدخولهم إلى مدينة عين العرب (كوباني) سعيا لعدم سقوطها بيد تنظيم الدولة الإسلامية.

 

وأشار المصدر إلى وجود توافق تركي ـ أمريكي ـ كردي ـ سوري (المعارضة) على أن تدخل قوات من الجيش السوري الحر إلى المدينة وكذلك قوات من البشمركة، وأن يتم ذلك بالتنسيق المباشر مع قوات التحالف التي ستمنحهم تغطية ودعماً جوياً، وسيكون هناك غرفة عمليات مشتركة تُشرف على عملهم وتعطيهم التوجيهات، فيما تعمل هذه القوات بالتعاون مع وحدات حماية الشعب الكردية على الأرض،

 

وقال المصدر “سيتم السماح لدفعات متتالية من الجيش الحر ومن البشمركة العراقية بالدخول عبر تركيا إلى المدينة وكل دفعة بين 50 و200 مقاتل، ووفق اتفاق أولي لن يزيد العدد الإجمالي في هذه المرحلة عن ألف مقاتل من كل طرف، وعدم تجاوز هذا العدد هو رغبة تركية”، على حد وصفه

 

ولقد وصلت فجر اليوم طلائع القوات الكردية العراقية (البشمركة) إلى مطار شانلي أورفه في جنوب تركيا وانتقلت فوراً بحافلات باتجاه الحدود السورية التركية عند مدينة عين العرب (كوباني)، وقدّر بعض شهود العيان عددهم بنحو مائة مقاتل، وسط حرص تركي على عدم الإعلان عن حجمهم الحقيقي

 

ويّنتظر أن تنتقل قافلة عسكرية تابعة للبشمركة مزودة بأسلحة ثقيلة قادمة من العراق إلى المدينة السورية ذات الغالبية الكردية التي يحاول فيها مقاتلو وحدات حماية الشعب وكتائب من الجيش الحر منع تقدّم مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى