أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأربعاء 31 كانون الأول 2014

دي ميستورا ينضم إلى النظام والمعارضة في محادثات موسكو

جنيف، بيروت – رويترز

أعلن مبعوث الأمم المتحدة الخاص بسورية ستيفان دي ميستورا الثلثاء، مشاركته في المحادثات التي ستجرى الشهر القادم بشأن سورية في موسكو، وذلك بعدما أعلن كل من الحكومة والمعارضة السورية مشاركتهما.

وقالت الناطقة باسم دي ميستورا جولييت توما لـ”رويترز”، إنه سيكون ممثلاً في محادثات بشأن سورية في موسكو في الفترة بين 26 و29 من كانون الثاني (يناير).

وفشلت جولتان من المحادثات في جنيف في مطلع عام 2014 في وقف الصراع الذي أسفر عن مقتل 200 ألف شخص، وما تزال الخلافات بشأن دور الرئيس السوري بشار الأسد في المستقبل حجر عثرة رئيس في طريق التوصل إلى تسوية.

وأضافت الناطقة أنها “مبادرة روسية تركز على المفاوضات بين السوريين”.

وقالت إن “مكتب المبعوث الخاص سيحضر المحادثات. يرحب مكتب المبعوث الخاص بأي مبادرة من شأنها أن تعزز فرص التوصل إلى نهاية سلمية ودبلوماسية للأزمة في سورية”، من دون أن توضح ما إذا كان دي ميستورا سيحضر المحادثات بنفسه، أو أن تشير إلى مبادرته التي طرحها سابقاً.

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال إن المحادثات ستكون بمثابة تمهيد لجولة ثالثة محتملة من محادثات جنيف.

 

سورية: قوات المعارضة تفجّر نفقاً في حلب وتقتل 7 من قوات النظام

) دمشق – أ ف ب

 

أفاد “المرصد السوري لحقوق الإنسان” بأنّ مقاتلين في المعارضة السورية فجّروا اليوم الثلثاء نفقاً يقع أسفل مبانٍ تتمركز فيها قوات النظام في حلب القديمة ما أدّى إلى مقتل 7 وإصابة عدد من العناصر ومسلحين موالين.

 

وقال المرصد إنّ انفجاراً وقع في المدينة القديمة ناجماً عن قيام مقاتلي “الجبهة الشامية” بتفجير نفق أسفل مقرات قوات النظام والمسلحين الموالين لها في منطقة دار المحكمة الشرعية في حي السبع بحرات في حلب القديمة”، مضيفاً أنّ تفجير النفق أدى إلى “مقتل وجرح ما لا يقل عن 20 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين”.

 

وقال مصدر ميداني نظامي سوري لـ “وكالة فرانس برس” إن الجيش تصدى “لمحاولة مسلحين التسلل إلى محيط قلعة حلب بعد تفجيرهم أحد المباني قرب القلعة عبر حفر نفق أسفل المبنى، مؤكداً وقوع “اشتباكات عنيفة بين الجانبين”.

 

وذكر “التلفزيون السوري” في خبر عاجل أن “مجموعات إرهابية استهدفت المدينة القديمة بثلاثة تفجيرات ما أدى إلى تدمير عدد من المباني الأثرية في المنطقة من دون التطرق إلى الخسائر.

 

روسيا تدعو إيران إلى المشاركة في «الحوار السوري»

لندن، موسكو – «الحياة»، رويترز

 

وجهت موسكو أمس تحذيراً لافتاً إلى واشنطن فاشترطت مقابل تعاونها في ملفي الأزمة السورية والنووي الإيراني أن ترفع الولايات المتحدة العقوبات التي تفرضها عليها. وجاء هذا التلويح بالربط بين هذه الملفات في وقت أرسلت وزارة الخارجية الروسية دعوات إلى حوالى ثلاثين شخصية سورية معارضة لحوار تشاوري في موسكو بين 26 و29 كانون الثاني (يناير) المقبل. وتضمن نص الدعوة، ضرورة «تضافر الجهود لمواجهة الإرهابيين» وإجراء حوار «من دون أي شروط مسبقة» على أساس «بيان جنيف»، وتجاهلت الدعوة «هيئة الحكم الانتقالية»، في مقابل اعتبار الحوار «مساهمة» في جهود المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا، كما وجهت الخارجية الروسية دعوة إلى إيران للمشاركة في هذا الحوار، على رغم أنها لم تدعَ إلى مفاوضات جنيف بداية العام الجاري. (للمزيد)

 

وذكر أن لدى موسكو أفكاراً للمرحلة الانتقالية التي تستمر بين سنتين وسنتين ونصف السنة تتضمن إجراء انتخابات نيابية وتشكيل هيئة تأسيسية ودعم الجيش السوري لمحاربة الإرهاب، على أن تنتهي المرحلة بانتخابات رئاسية «من دون فيتو على أي شخص».

 

وقالت جولييت توما، الناطقة باسم دي ميستورا، لـ «رويترز» أمس إن المبعوث الدولي سيرسل ممثلاً إلى المحادثات الخاصة بسورية في موسكو والتي ستجري في أواخر الشهر المقبل. وأضافت في تصريحات أرسلتها بالبريد الإلكتروني: «إنها مبادرة روسية تركّز على المفاوضات بين السوريين. مكتب المبعوث الخاص سيحضر المحادثات. يرحب مكتب المبعوث الخاص بأي مبادرة من شأنها أن تعزز فرص التوصل إلى نهاية سلمية وديبلوماسية للأزمة في سورية». وكان دي ميستورا قال في تصريحات صحافية إن المبادرة الروسية، في حال دُعمت دولياً، «مكملة» لخطته القاضية بـ «تجميد» القتال في سورية بدءاً من حلب شمالاً.

 

وكان لافتاً أمس إعلان الخارجية الروسية أن توسيع نطاق العقوبات الأميركية على موسكو الذي تقرر هذا الأسبوع يمكن أن يعرقل التعاون الثنائي في قضايا مثل الأزمة السورية والبرنامج النووي الإيراني. وقالت الوزارة في بيانها: «إن أفعال الولايات المتحدة تلقي الشك على آفاق التعاون الثنائي في ما يتعلق بتسوية الموقف المحيط بالبرنامج النووي الإيراني وبالأزمة السورية ومشاكل دولية حساسة أخرى». وأضافت: «كما يمكن أن تستشف واشنطن من أحداث سابقة.. نحن لا نترك مثل هذه الأفعال غير الودية من دون رد».

 

ميدانياً، فجّر مقاتلو المعارضة السورية نفقاً تحت مواقع لقوات النظام في حلب القديمة، ما أدى إلى مقتل وجرح نحو 20 منهم على الأقل. وأوضح «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن الانفجار الذي سمع دويه صباحاً ناجم عن قيام مقاتلي «الجبهة الشامية» التي تضم في صفوفها (جيش المجاهدين والجبهة الإسلامية وحركة نور الدين زنكي وجبهة الأصالة والتنمية) بتفجير نفق أسفل مقرات ومراكز لقوات النظام والمسلحين الموالين لها في منطقة دار المحكمة الشرعية بحي السبع بحرات في حلب القديمة.

 

إيران تؤكد سعيها إلى نظام جديد في المنطقة

طهران – محمد صالح صدقيان

 

حدد نائب القائد العام لقوات الحرس الثوري اللواء حسين سلامي قوة إيران وحلفائها في العالم العربي. وقال إن الحلفاء يتخذون «الثورة الإسلامية والباسيج (التعبئة الشعبية) نموذجاً». وأكد أن طهران «تساهم في صوغ نظام سياسي وأمني جديد» في المنطقة. و»تملك المبادرة» في تأسيس هذا النظام.

 

في العراق، أعلن الجيش وقوات «بدر» التي قتل اثنان من قادتها العسكريين، تحرير الضلوعية من «داعش»، وفرار العشرات من عناصر التنظيم في اتجاه الموصل. (للمزيد)

 

وقال سلامي خلال ندوة خاصة لمناقشة الدور البريطاني في أحداث عام 2009 التي تلت الانتخابات الإيرانية إن «العراق يملك حالياً جيشاً يستند إلى القاعدة الشعبية، وهو أكبر بعشرات المرات من حزب الله اللبناني من حيث العديد، وقريب من تعاليم الثورة الإسلامية» ، مشيراً إلی أن «سورية هي الأخری تملك جيشاً شعبياً يرتبط بالثورة الإسلامية ويستند إلى نموذج الباسيج» .

 

وتابع:» في اليمن هناك تنظيم أنصار الله الذي يستلهم مفاهيم الجمهورية الإسلامية الإيرانية. وهناك الجماعات الجهادية الفلسطينية، وهي في مواجهة مستمرة مع الكيان الصهيوني».

 

وأضاف أن «الثورة الإسلامية الإيرانية اليوم لا تعمل على نشر الثقافة التي توقظ أذهان العالم الإسلامي وتنميها فحسب، بل تعمل على تفعيل المواجهة التي سحبت البساط من تحت (أقدام) القوی الأجنبية في المنطقة». وأوضح أن «الأميركيين الذين يتحركون باستراتيجية ناقصة فشلوا في مواجهة جهاد الشعب الإيراني وهو القوة الفاعلة والمحركة للجهاد في العالم الإسلامي».

 

ورأی أن المنطقة «ما زالت تبحث عن نظام سياسي وأمني جديد»، مؤكداً أن «الجمهورية الإسلامية الإيرانية تساهم في إنتاج هذا النظام. وقد تقدمنا علی العدو في هذا المضمار، ونملك المبادرة في صوغ مثل هذا النظام».

 

من جهة أخرى، أعلنت منظمة «بدر»، بزعامة وزير المواصلات السابق هادي العامري، وهي من نماذج التعبئة الشعبية التي عدّدها سلامي، تحرير الضلوعية، في محافظة صلاح الدين، من «داعش».

 

وقال الناطق باسم العامري كريم النوري: «تم تحرير الضلوعية صباح اليوم (أمس) بمشاركة كل فصائل الحشد الشعبي والجيش». وأضاف أن «العشرات من عناصر التنظيم قتلوا في المعارك الأخيرة، فيما فر المئات منهم في اتجاه الموصل».

 

وأكد النوري مصرع كبير مستشاري العامري العسكريين، وهو ضابط برتبة لواء يدعى أبو حمزة العامري. وأوضح أنه «لقي حتفه في انفجار مسجد مفخخ أثناء دخوله إليه في الضلوعية»، وزاد أن «إرهابيي داعش فخخوا العديد من الطرقات والمنازل ودور العبادة في البلدة، وقد انتابهم الذعر منذ يومين، بعد معارك ضارية انتهت بسيطرة القوات الأمنية والحشد الشعبي على المنطقة».

 

إلى ذلك، قال ضابط برتبة لواء إن «قوات من الجيش والشرطة والحشد الشعبي ومقاتلي العشائر نجحوا اليوم (أمس) في استعادة السيطرة على الضلوعية». وأضاف أن 50 آلية عسكرية «تقدمت من شمال البلدة نحو جنوبها والتحمت بالقطعات العسكرية المحاصرة في الجنوب»، مشيراً إلى أن «هذا الالتحام يعني تحرير الضلوعية بالكامل وانتهاء وجود داعش».

 

النظام وفّر “خروجاً آمناً لعشرات العائلات من الغوطة الشرقية مقاتلون فجّروا نفقاً في حلب ومعتقلون يُضربون عن الطعام في حمص

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ب)

وفّر الجيش السوري “خروجاً آمناً” لعشرات العائلات من مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة من الغوطة الشرقية في ريف دمشق، فيما فجر مقاتلون في المعارضة السورية نفقاً يقع اسفل مبان تتمركز فيها قوات النظام في حلب القديمة، مما ادى الى مقتل أو اصابة عدد من الجنود ومسلحين موالين للنظام.

 

أفادت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” أن “وحدات من الجيش والقوات المسلحة قامت بتأمين خروج عشرات العائلات من مدينة دوما وبلدة زبدين في الغوطة الشرقية” التي تعتبر معقلاً لمقاتلي المعارضة في ريف دمشق، والتي تحاصرها القوات النظامية منذ اكثر من سنة. وتحدثت عن خروج 31 أسرة من دوما “ضمن مبادرة المصالحة الوطنية بالتعاون مع لجان شعبية من داخل مدينة دوما”.

وتتكون هذه الاسر من اطفال ونساء وكبار السن “وبينهم العديد من المسلحين الذين سلموا انفسهم الى الجهات المختصة ليصار الى تسوية أوضاعهم”.

واشارت الوكالة الى انه سبق للجيش أن أمّن في التاسع من كانون الاول الجاري خروج 76 عائلة من دوما ضمت 322 شخصا “بينهم 20 مسلحا سلموا انفسهم مع اسلحتهم الى الجهات المختصة”.

وأكد ناشط من دوما عرف عن نفسه باسم سعيد البطل، حصول الاجلاء، الا انه قال “إن الكثير من المحاصرين يخشون تجنيدهم في صفوف الميليشيات الموالية للنظام أو تعرضهم لمكائد”. وأوضح أن “قسما من الاشخاص الذين أجلوا قبل نحو شهر ونصف شهر لا يزال موقوفا حتى الان”، و”تسري شائعات مفادها أن الخارجين (الذكور) سيجنّدون”.

وتعاني دوما وغيرها من مدن وبلدات الغوطة الشرقية التي تحاصرها القوات النظامية منذ اكثر من سنة نقصاً شديداً في المواد الغذائية والاساسية والطبية. وتوفي العشرات في هذه المنطقة خلال الاشهر الاخيرة جوعاً او لعدم توافر الادوية اللازمة.

وتحاصر قوات النظام الغوطة الشرقية منذ سنة ونصف سنة. وقد احرزت تقدما على الارض خلال الشهرين الاخيرين في محيط العاصمة على حساب مواقع للمعارضة المسلحة.

 

انفجار في حلب

وفي حلب، أفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقرا له في بريد الكتروني أن انفجارا دوى في المدينة القديمة “تبين انه ناجم عن قيام مقاتلي الجبهة الشامية بتفجير نفق اسفل مقار قوات النظام والمسلحين الموالين لها في منطقة دار المحكمة الشرعية في حي السبع بحرات في حلب القديمة”.

وقال إن تفجير النفق ادى الى “مقتل وجرح ما لا يقل عن 20 عنصرا من قوات النظام والمسلحين الموالين”، فيما دارت”اشتباكات عنيفة بين مقاتلي الجبهة الشامية من طرف، وقوات النظام مدعمة بكتائب البعث من طرف آخر في المنطقة”.

وتضم “الجبهة الشامية” التي تشكلت قبل اقل من اسبوع فصائل اسلامية، هي “جيش المجاهدين” و”الجبهة الاسلامية” و”حركة نور الدين زنكي” و”جبهة الاصالة والتنمية”.

وقال مصدر ميداني نظامي سوري إن الجيش تصدى “لمحاولة مسلحين التسلل الى محيط قلعة حلب بعد تفجيرهم احد المباني قرب القلعة بحفر نفق اسفل المبنى”، تلتها “اشتباكات عنيفة بين الجانبين”.

 

إضراب عن الطعام

وفي حمص، ينفذ مئات المعتقلين في السجن المركزي اضراباً عن الطعام لليوم الرابع تواليا احتجاجاً على احتجازهم، على رغم انتهاء فترة الاحكام وعلى التعسف اللاحق بهم.

وقال سجين طلب عدم ذكر اسمه متحدثا الى “وكالة الصحافة الفرنسية” عبر الهاتف من داخل السجن إن “كل من في السجن، وعددهم اكثر من الف شخص، يشاركون في حملة اضراب عن الطعام بدأت قبل أربعة أيام”. واضاف: “نريد ان نعرف مصيرنا، ونطالب بالحرية. هناك اشخاص حكم عليهم بالسجن هنا لمدة ثلاثين سنة لمجرد انهم شاركوا في التظاهر السلمي، وآخرون سجنوا اعتباطيا. أنا في السجن منذ سبع سنوات، بعدما اتهمت بارتكاب أعمال عنف خلال الثورة”.

وتعتقل السلطات السورية، بحسب منظمات عدة مدافعة عن حقوق الانسان، عشرات الآلاف من الاشخاص، بعضهم لنشاطهم المعارض، وآخرون للاشتباه في انهم معارضون للنظام، أو حتى بناء على وشاية كاذبة.

ويتعرض المعتقلون في السجون والفروع والمقار الامنية “لاساليب تعذيب وحشية” تتسبب بحالات وفاة، او الاصابة بأمراض مزمنة، تترافق مع حرمان الغذاء والادوية والعلاج اللازم، استنادا الى هذه المنظمات.

 

الطيار الاردني

على صعيد آخر، نشر تنظيم “الدولة الاسلامية” ما قال إنه “مقابلة” مع الطيار الاردني معاذ الكساسبة (26 سنة) الذي أسره الاسبوع الماضي اثر سقوط طائرته المقاتلة في شمال سوريا، وذلك في مجلة “دابق” الشهرية التي ينشرها التنظيم باللغة الانكليزية.

ووقع الكساسبة في الاسر اثر سقوط طائرته المقاتلة من طراز “ف – 16” قرب مدينة الرقة معقل التنظيم في شمال سوريا، في اول حادث من نوعه منذ بدء الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة شن غارات جوية على التنظيم في سوريا والعراق.

وعرضت المجلة التي تنشر في منتديات الكترونية جهادية، في عددها السادس الصادر الاثنين، صورة للكساسبة بلباس برتقالي اللون، يشابه ذاك الذي ارتداه اجانب رهائن أعدمهم التنظيم خلال الاشهر الاخيرة.

ونسبت الى الطيار ان مقاتلته اصيبت بصاروخ حراري فوق الرقة، وهي الرواية التي أدجلى بها التنظيم المتطرف عن سقوط المقاتلة.

الا انه سبق للولايات المتحدة والاردن أن نفتا اسقاط المقاتلة بصاروخ، في حين اكدت عمان انه من غير الممكن تحديد سبب السقوط لتعذر الوصول الى حطام المقاتلة.

ونقلت المجلة عن الكساسبة ان دوره يوم سقوط الطائرة، كان تدمير اية دفاعات جوية قد تؤثر على عمل الطائرات الحربية.

 

روسيا تستبعد «صقور» المعارضة السورية.. والبيان الختامي شبه جاهز

مؤتمر موسكو: قراءة مرنة لجنيف.. وضمانات للنجاح

محمد بلوط

مع إرسال بطاقة أخيرة إلى المبعوث الأممي إلى سوريا استيفان دي ميستورا، يستكمل الديبلوماسيون الروس لائحة المدعوين إلى يومَي موسكو السوريَّين في 27 و28 كانون الثاني المقبل.

وليس واضحا ما إذا كان المبعوث الأممي سيجد الوقت الكافي، في فراغه الكثير، لأخذ مكانه في موسكو. وكان النص الذي صدر عن مكتبه بأنه سيمثل في المباحثات، من دون تحديد من سيلبي الدعوة الروسية، جاء في صيغة مبهمة ومطاطة وانتظارية توحي بأن المبعوث قد فوجئ بدعوته إلى عملية لم يشارك، لا من قريب ولا من بعيد، في التحضير لها، علما أنها تقع في قلب مهمته السورية.

والراجح أن دي ميستورا ينتظر أيضا الضوء الأخضر الأميركي، أو قرارًا من الأمانة العامة للأمم المتحدة لتحديد موقفه من حوار يجري على حساب اقتراحه لتجميد القتال في حلب، إذا ما أقلع الحوار، وتوصل منطقيًّا إلى تجاوزه ووضعه على الرف.

وقد أنجز الروس لائحة من الدعوات، ستواجه الرفض المنتظر من المدعوين أنفسهم، ليس لعدم اشتمالها على كل أطياف المعارضة فحسب، كما تقول مصادر في قيادة المعارضة الداخلية، ولكن لأنهم تلقوها بصفتهم الشخصية لا السياسية كممثلي أحزاب وكيانات ومنظمات مجتمع مدني.

وأبلغ مسؤول روسي بعض المعترضين أنه لا عودة عن شخصية الدعوات، لكن يمكن رفع عدد المقاعد في لقاء موسكو من 28 إلى 40 مقعدًا. وبالفعل فقد وزعت السفارات الروسية في دمشق وباريس وجنيف ولندن واسطنبول والقاهرة بطاقات الدعوة، إلى من انتخبَهم ممثلِين إلى اللقاء التشاوري ممثلُ الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف، بعد التفاهم مع الحكومة السورية.

وهكذا يحضر إلى موسكو كل من هيثم مناع، وحسن عبد العظيم، وصالح مسلم محمد، وهادي البحرة، وعبد الأحد اصطيفو، وبدر جاموس، ونواف عبد العزيز الملحم. كما يحضر زعيمان عشائريان إضافيان ، ومية الرحبة، وميس كريدي ومحمود مرعي، وقدري جميل، ومازن مغربية، ومعاذ الخطيب، وسمير العيطة، وصلاح درويش، ورندة قسيس، ومجد نيازي، وسليم خير بك، ووليد البني، ومحمد الفارس، وسهير سرميني، وأيمن الاصفري.

وتضم اللائحة مؤشرات أولية على وجود ضوء أخضر سعودي، لإشراك «الائتلاف الوطني السوري» في العملية السياسية حتى الآن، من دون أن تتضح معالم الموافقة السعودية، وما إذا كانت لا تزال مفتوحة، خصوصًا بعد استدعاء الرياض لهادي البحرة إليها للتشاور هذا الأسبوع، وإلغاء لقاء مقرر في جنيف الليلة، مع أحد قادة «هيئة التنسيق»، في إطار التشاور المستمر على ورقة تفاهم مشتركة لدخول موسكو.

كما تضم اللائحة أكثرية واضحة من المجتمع المدني، ومن الاتجاهات المختلفة في المعارَضة الداخلية السورية، التي اختارت منذ بداية الأزمة، رفض العسكرة والتدخل الخارجي، مثل «هيئة التنسيق»، و «تيار بناء الدولة»، و «جبهة التغيير والتحرير»، وغيرها من الجماعات.

ومثَّلَت الحقائقُ الميدانيةُ ضمانةً إضافيةً للروس، وحوار موسكو بإعادة دعاة التدخل الخارجي، مثل «الائتلاف»، إلى موقع ضعيف، وتمني مجرد المشاركة في العملية للخروج من عزلته، وتحجيم قدرته على الإضرار بالعملية السلمية، وهرولته على غير عادة لعقد اتفاق مع «هيئة التنسيق»، التي اتهم وجوهها وقياداتها على الدوام بالعمالة للنظام، وخيانة الثورة.

وتقول مصادر من المعارضة إن المكتب التنفيذي للهيئة يستعد غدًا للتصويت على تفاهم أولي مع هيئة «الائتلاف»، يَشترِط أن يكون أيُّ تفاوضٍ وفق مبادئ «جنيف 2»، مع مرونة واضحة في قراءة تتجاوز عقدة بقاء الرئيس بشار الأسد في موقعه، أو البحث في الحكومة الانتقالية. كما يتعاهد الطرفان على تقاسم التمثيل في أي وفد يفاوض الحكومة السورية.

وكان «الائتلاف» قد أخلَّ باتفاق سابق عقده مع «هيئة التنسيق» في كانون الثاني الماضي في القاهرة، لتقاسم التمثيل في جنيف، مقصيًا مَن يسعى إلى التحالف معهم اليوم، من العملية التفاوضية. كما نقض «المجلس الوطني السوري» اتفاقًا موقَّعًا بالأحرف الأولى مع «التنسيق» في القاهرة، في كانون الأول العام 2011.

وجلي أن الضمانة الأخرى لإنجاح اللقاء هي أن المشاورات التي سبقته مع الروس، أوضحت أنه على المعارضة أن تقدم تنازلًا جوهريًّا في انضمامها إلى جبهة مكافحة الإرهاب، وتقديم قاعدة سورية وطنية واسعة لمكافحة الإرهاب، لقاء إشراكها بالحكومة وإصلاحات تدريجية، لا تذهب بعيدًا في تغيير النظام. ويندرج ذلك في رؤية روسية لإعادة ترتيب الأوضاع السورية، ومنع الولايات المتحدة من الانفراد «سياسيًّا وعسكريًّا» في تحالف مكافحة الإرهاب، وفتح الباب أمام عملية سلمية سياسية مديدة، للتخفيف من استنزاف روسيا وإيران على الجبهة السورية، عبر الدعم المالي والعسكري المستمر، من دون الانسحاب منها، خصوصًا في ظل الهجوم السعودي المتمادي ضد عائداتهما النفطية.

وعمل الروس على استبعاد كل الصقور من العملية، بالرغم من تواضعها مقارنة بجنيف، ووضعوا «فيتو» على كل من هاجمهم في الإعلام من أقطاب «الائتلاف»، السابقين والحاليين، واستبدلوا التيار الإسلامي، الذي تقوده جماعة «الإخوان المسلمون» السوريون، بالرهان على الشيخ معاذ الخطيب وقدرته على تجميع كتلة تضم علماء الشام، والبرجوازية السنية الدمشقية، وتيارًا شعبيًّا يرفض الالتحاق بطروحات «الإخوان» المتطرفة.

وكان «الإخوان» أصدروا بيانا دعوا فيه إلى مقاطعة موسكو واللقاء التشاوري، علما أنهم سعوا، عبر وساطات كثيرة، إلى دخول قاعة الحوار، عبر واجِهَتِهم في «حزب الوعد» الذي يرأسه نبيل قسيس، إلا أن الروس رفضوا دعوتهم، ولم يصدر بيان الرفض «الإخواني» إلا بعد انتهاء إيصال بطاقات الدعوات، التي لم يصلهم منها أي بطاقة .

ومن المستبعد أن يعمد الروس إلى تغيير طبيعة الدعوات لتفادي ألغام الوفد المشترك، أو نشوء كتل وتحالفات تُعَقِّد النقاشَ الأولي، وتُدْخِل الحوارَ في مشاكل النسب التمثيلية والأوزان. وما تتشارك فيه هذه القوى أنها لا تملك تمثيلًا حقيقيًّا وازنًا، ولا سلطة ضامنة لعملية التنفيذ والضغط على الجماعات المسلحة للدخول في مسار بناء الثقة ووقف العمليات العسكرية عندما يحين الوقت.

لكن الرهان الحقيقي على موسكو، هو ككل رهان على أي عملية سياسية في نزاعٍ دامٍ ومكلفٍ كسوريا، هو تبلور كتل اجتماعية وسياسية تمحض المدعوين قوة التمثيل التي تنقصهم اليوم، وحق المشاركة في القرار عبر الآليات التي ستقررها من انتخابات أو مواثيق دستورية جديدة، موضوعة على لائحة النقاش، عبر استجابتها لانتظار سوري واسع، من كل الأطياف، لوقف حلقة الدم المقفلة، وابتكارها زخمًا وديناميكية في العملية التي تنتقل من حوار وتبادل أفكار إلى مفاوضات تضع تدريجيًّا حدًّا لتدمير سوريا والقتل ونزف الدم.

وكان الروس قد عمدوا، في الأيام الأخيرة، إلى خفض التوقعات من لقاء موسكو، ضمانة لنجاحه، بتقليص أيام اللقاء من أربعة إلى إثنين، تبدأ في 27 الشهر المقبل بلقاء بين ممثلي المعارَضة أنفسهم، يليه لقاء حكومي – معارض في 28 الكانون الثاني، على أن يصدر بيان ختامي في 29 منه، يمكن المراهنة منذ الآن أن الروس قد انهوا كتابته، وهو لن يتضمن سوى الأفكار العامة التي تم تبادلها، والقواسم المشتركة بين الحاضرين، على أن تتحول إلى مادة تفاوض في لقاء مقبل، إما في دمشق أو موسكو، وربما جنيف.

 

عشرات العائلات تنزح من دوما وزبدين

قام الجيش السوري بتوفير «خروج آمن» لعشرات العائلات من مناطق خاضعة لسيطرة المسلحين من الغوطة الشرقية في ريف دمشق، فيما ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن مسلحين فجروا نفقاً يقع أسفل مبان تتمركز فيها القوات السورية في حلب القديمة.

وذكرت وكالة الأنباء السورية ــ «سانا»، أمس، إن «وحدات من الجيش والقوات المسلحة قامت بتأمين خروج عشرات العائلات من مدينة دوما وبلدة زبدين بالغوطة الشرقية» التي تعتبر معقلا للمسلحين، وهي محاصرة منذ أكثر من عام.

وأشارت إلى خروج 31 أسرة من دوما إلى قدسيا «ضمن مبادرة المصالحة الوطنية، بالتعاون مع لجان شعبية من داخل مدينة دوما»، موضحة «تتكون هذه الأسر من أطفال ونساء وكبار السن، وبينهم العديد من المسلحين الذين سلموا أنفسهم للجهات المختصة ليصار إلى تسوية أوضاعهم».

وأشارت الوكالة إلى أن «الجيش سبق أن أمّن في التاسع من كانون الأول الحالي خروج 76 عائلة من دوما، ضمت 322 شخصا، بينهم 20 مسلحا سلموا أنفسهم مع أسلحتهم إلى الجهات المختصة».

وذكر «المرصد»، في بيان، أن «انفجاراً وقع في المدينة القديمة في حلب، تبين انه ناجم عن قيام مقاتلي الجبهة الشامية بتفجير نفق أسفل مقرات القوات السورية والمسلحين الموالين لها في منطقة دار المحكمة الشرعية بحي السبع بحرات في حلب القديمة».

وأضاف أن «تفجير النفق أدى إلى مقتل وجرح ما لا يقل عن 20 عنصرا من القوات السورية والمسلحين الموالين لها». وتضم «الجبهة الشامية» التي تشكلت قبل اقل من أسبوع «جيش المجاهدين» و«الجبهة الإسلامية» و«حركة نور الدين زنكي» و«جبهة الأصالة والتنمية».

وقال مصدر ميداني سوري، لوكالة «فرانس برس»، إن الجيش تصدى «لمحاولة مسلحين التسلل إلى محيط قلعة حلب، بعد تفجيرهم احد المباني قرب القلعة عبر حفر نفق أسفل المبنى»، مؤكدا وقوع «اشتباكات عنيفة بين الجانبين». وأضاف أن «تفجير النفق حصل في السويقة شمال غرب القلعة».

وذكر التلفزيون السوري أن «مجموعات إرهابية استهدفت المدينة القديمة بثلاثة تفجيرات، ما أدى إلى تدمير عدد من المباني الأثرية في المنطقة».

(«سانا»، ا ف ب)

 

2014 عام «الدولة الإسلامية» و2015 سيضعف التنظيم ويدمره… ومخاطر الصوملة واضحة في سوريا

لندن ـ «القدس العربي» إعداد إبراهيم درويش: ما هي توقعات العام المقبل 2015 وأهم الأحداث التي ستكون على أجندة الساسة في العالم؟ اسئلة يطرحها الباحثون في مراكز البحث «ثينك تانك» التي تؤثر على صناعة القرار العالمي.

وبحسب جيمس ليندزي، نائب مدير البحث في «مجلس العلاقات الخارجية» الأمريكي، فسيكون العام المقبل عام اضطرابات حيث تتواصل فيه نزاعات عام 2014 من أوكرانيا إلى الشرق الأوسط فيما يجب عدم تجاهل المشاكل الاقتصادية في أوروبا والصين واليابان.

وحذر من صعود قوة حزب يميني مستقل في الانتخابات البريطانية المقبلة. ومن بين المصاعب التي تنتظر العالم في مقبل الأيام آثار قرار الولايات المتحدة إعادة العلاقات مع كوبا بعد أكثر من نصف قرن نزاع يعطي أملا خاصة بعد رفع قرار حظر التبادل التجاري مع هافانا.

وأشار ليندزي لنقاط النزاع الساخنة التي ستظل في عناوين الأخبار وهي بالإضافة لأوكرانيا، التوتر بين الفلسطينيين والإسرائيليين خاصة ما حدث في الصيف الماضي حول الأماكن المقدسة في القدس، وتداعيات سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على شرق سوريا وشمال العراق، بالإضافة للنقاط الساخنة التي تشتعل ثم تختفي في بحر الصين الجنوبي، وكوريا الشمالية والتوتر المستمر بين الهند والباكستان.

ويترافق هذا مع حالة من القلق الاقتصادي في أوروبا واليابان والتي قد تقود لفترة كساد عام. وتعاني الصين من بطء في النمو الاقتصادي أما الدول المنتجة للنفط من روسيا إلى نيجيريا وفنزويلا فتئن تحت وطأة تراجع أسعار النفط.

ويعتقد ليندزي أن النقطة المضيئة الوحيدة في العالم هي الولايات المتحدة والسؤال يظل فيما إن كانت قادرة على مواصلة النمو الاقتصادي، خاصة بعد نتائج الانتخابات النصفية وفوز الجمهوريين فيها.

 

العراق لا يريد تركنا

 

وفي الوقت الذي يرى فيه ليندزي مسار العلاقات الأمريكية – الروسية في أدنى حالاتها إلا أنه يرى أن البلدين تعاونا في عدد من الملفات مثل أفغانستان والملف النووي الإيراني ومع ذاك فتعيش العلاقات أسوأ حالاتها منذ الحرب الباردة.

ويشير إلى استمرار تخفيض القوات الأمريكية في أفغانستان وعودتها من جديد إلى العراق تعني أن البلدين لن يختفيا من أجندة السياسة الأمريكية. فالولايات المتحدة ستواصل جهودها في تدريب القوات الأفغانية رغم أن مستقبل البلاد سيظل على المحك، في ظل مخاوف من عودة طالبان.

وبالنسبة للعراق فقد حاول الرئيس باراك أوباما الحفاظ على وعده الذي خاض الانتخابات الرئاسية بناء عليه عام 2008 وهو سحب القوات الأمريكية من العراق. في الوقت الذي سحب فيه القوات عام 2011 إلا أن «العراق لا يريد تركنا».

وفيه يواجه الرئيس أوباما كما يقول ليندزي «التحدي الأصعب» فهو «مهتم بما يجري في العراق، خاصة التحدي بعيد المدى الذي يمثله تنظيم الدولة الإسلامية. وفي الوقت نفسه فهو متردد في الالتزام الكامل بالحرب وإرسال قوات برية.

وبناء عليه فنحن نعتمد على استرتيجية تمزج بين المستشارين العسكريين والغارات الجوية لإضعاف وتدمير قدرات تنظيم الدولة، وليس من الواضح أن هذه الاستراتيجية قد أثمرت ثمارها سريعا. ومن هنا تحاول استراتيجية الإدارة دفع أصدقائنا في المنطقة إلى القيام بجهود أكثر».

ويشير ليندزي لملمح مهم في الحملة ضد تنظيم الدولة وهو «الدور الذي تلعبه إيران في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية مما يجعل كل من الولايات المتحدة وإيران حلفاء فعليين في المعركة ضد تنظيم الدولة».

 

أفكار للمرحلة المقبلة

 

وبناء على هذا الواقع الجديد في العراق يرى السفير الأمريكي السابق في بغداد جيمس جيفري أن على الولايات المتحدة البدء بالتفكير في الخطوة المقبلة أو مرحلة ما بعد تنظيم الدولة.

ففي مقالة نشرها المعهد اليمني المعروف، معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، يقول «بدأت المعركة ضد الدولة الإسلامية ويؤكد المسؤولون في واشنطن إنها ستكون معركة طويلة الأمد حتى في ظل الأولوية التي توليها إدارة أوباما للجبهة العراقية.

ومع ذلك فالنجاحات التي حققتها قوات البيشمركة والقوات الفدرالية التي تقودها الحكومة في بغداد تشير لتراجع في تقدم الجماعة الجهادية ومن المتوقع أن تؤدي إلى احتوائها وطردها في النهاية من تكريت والفلوجة والموصل».

وكما يحدث في أي عملية عسكرية فعندما تصبح للولايات المتحدة اليد العليا تتعاقب بعد الانتصارات تماما كما حدث مع تنظيم الدولة.

ويقول جيفري إن نجاحات التحالف لو استمرت فستؤدي لتدمير التنظيم كقوة مهمة في العراق، هذا في حالة توصلت الإدارة لإجابة عمن «سيقدم القوات البرية».

ومن الخيارات المطروحة، دمج 12 كتيبة من قوات الجيش العراقي والبيشمركة بعد تسليحها وتدريبها من جديد إلى جانب عناصر من العشائر السنية في «الحرس الوطني» إضافة لحضور أمريكي قوي في المواقع المتقدمة. وعندها يكون مناسبا البدء في التفكير لما سيحدث بعد.

ويجب على الولايات المتحدة تمتين انتصارها في العراق إن أرادت التقدم في سوريا ضد تنظيم «الدولة الاسلامية» هناك، وضد الجهود الإيرانية المحتملة للاستفادة من النكسات التي سيتعرض لها التنظيم في العراق، وضد النزاعات الدينية التي ظلت تلاحق الدولة العراقية.

ومن أجل تمتين النجاح يقدم جيفري عددا من النقاط. الأولى تدعو الإدارة عدم التركيز على عملية مكتملة بدرجة تؤدي إلى تقويض فرص نجاحها، ففي الوقت الذي يعتبر فيه مشروعا الحديث عن كيفية إنهاء الخطر كما تساءل الجنرال ديفيد بترايوس عام 2003 «قل لي كيف ينتهي كل هذا؟» لكن سؤالا كهذا قد يؤدي لتعويق الحملة التي في طابعها ذات كلفة قليلة وبعدد قليل من الجنود وبدون ضحايا.

ويرتبط بهذه النقطة أمر ثان وهو أن الحملة العسكرية هي في حد ذاتها ليست وسيلة ولكنها نهاية. فالحرب ضد تنظيم «الدولة الاسلامية» عملية ضرورية، فوقف تقدمه في العراق وسوريا سيؤدي لتشكيل الخيارات السياسية فيما بعد.

مشيرا لما قاله الرئيس أوباما في خطابه في أكاديمية «ويست بوينت» في أيار/مايو الماضي والذي قال فيه أن كل الأزمات لا تقتضي بالضرورة حلا عسكريا.

ويحذر جيفري قائلا أن أي حل سياسي يجب أن لا يكون مرتكزا على تحويل المنطقة ووقف تمردات على غرار التمرد الذي شنه تنظيم «الدولة الاسلامية» بل على مواصلة أمريكا دورها في دعم حلفائها والتصدي للإرهاب وحماية تدفق الطاقة ـ الغاز والنفط – وهذا عدا محاولة حل مشاكل المنطقة، فهي معقدة.

فقد حاولت واشنطن فعل هذا في مناطق تترواح من بيروت إلى مقديشو وعلى قاعدة واسعة في العراق وأفغانستان بنتائج أقل ما توصف بأنها ليست مرضية.

ويشير هنا إلى تحليل هنري كيسنجر في كتابه الجديد «النظام العالمي» والذي أشار فيه إلى ضعف بنية الدولة التي قام عليها النظام الغربي في الشرق الأوسط نتيجة للجذور الوطنية الهشة والهويات المحلية والدولية المتنافسة بما فيها حركات القومية العربية والجماعات الدينية القيامية مثل آيات الله في إيران وتنظيم «الدولة الاسلامية».

وهناك شك في داخل المجتمعات الغربية حول نقل التجارب الديمقراطية للمنطقة فيما تعارض قطاعات دينية واسعة تبني الأفكار الغربية عن الحكم.

 

أهل مكة أدرى بشعابها

 

وعليه، فأهل المنطقة هم أولى بحل مشاكلهم لا الغرب وفي مقدمته أمريكا. ويرى جيفري أن هذه النقطة تصلح في كل مكان في العالم لكنها أكثر صلة بالشرق الأوسط إن أخذنا عمق واتساع المشاكل التي تؤثر على النظام الداخلي فيه.

فالحداثة الاجتماعية الناشئة في ظل بنى وطنية ضعيفة تخلق مشاكل ضخمة يمكن للغرب المساعدة في حلها، ولكن بدون «صحوة» داخلية وبعيدة عن الحس القيامي وباتجاه بناء قيم سياسية مثل تلك التي تنتشر في بقية العالم لن يحدث تغيير أساسي على الواقع في المنطقة.

ودعا الكاتب الولايات المتحدة لتجنب القيام بعمليات فرض استقرار تقوم بها القوات الخاصة. فتجارب الولايات المتحدة في هذا السياق من فيتنام وما بعدها تعطي صورة عن نجاحات متفاوتة ومثيرة للتساؤل. حتى في الحالات التي لم يتعامل فيها السكان المحليون مع الأمريكيين كقوة محتلة، وتعاونت الدول الجارة لهم، وأظهر الأمريكيون صبرا.

ورغم هذا يرى الكاتب أن وجودا أمريكيا في المنطقة بما فيه العسكري ضروري من أجل التأكيد على النجاح في المدى البعيد. فمع ان الحل السياسي في العراق وسوريا، وإن كان صعبا في الوقت الحالي،إلا أنه ضروري لهزيمة تنظيم «الدولة الاسلامية».

وتتبع هذا سلسلة من الإصلاحات السياسية ولامركزة في الدولة ومشاركة عادلة في السلطة وتوزيعا عادلا للثروة.

ويشير لنجاح التجربة العراقية – الكردية ولكن توسيعها لتشمل المناطق السنية في العراق وإلى سوريا يقتضي تغيرا في الثقافة. وفي الوقت الذي تحتاج فيه هذه الترتيبات لغطاء من الأمم المتحدة إلا أن القوة العسكرية الضرورية لتأمينها يجب أن تأتي من الولايات المتحدة. مما يعني بقاء قوة أمريكية محدودة في العراق وبشكل محتمل في سوريا.

 

لا حل في سوريا

 

وتفترض أفكار جيفري نظاما للحل يسير حسب الخطة، وقد تكون قابلة للتطبيق في العراق، لكن في سوريا تبدو صعبة، في ظل القوى التي تتجاذب مصير سوريا، داخلية وخارجية، ومن هنا يرى جوشوا لانديز، الباحث المتخصص في شؤون سوريا والأستاذ بجامعة أوكلاهوما، ومحرر «سيريا كومنت» في توقعاته للواقع السوري أن سوريا ستتفكك أكثر في عام 2015. ويتوقع «صوملة» للبلاد طالما ظل المجتمع الدولي يضعف مراكز القوة في البلاد وفشلت المعارضة بالوحدة.

ويرى أن سوريا اليوم فيها أربع قوى ممثلة بنظام الأسد، وجبهة النصرة وتنظيم «الدولة الاسلامية» والأكراد وتسيطر مجموعة على 5% من سوريا.

وتسيطر حكومة الأسد على 45% من البلاد وربما 65 % من السكان. أما تنظيم «الدولة الاسلامية» فيسيطر على 35% ولكنه يحكم أقل من 3 ملايين نسمة. أما الأكراد فيحكمون نسبة تتراوح ما بين 8-9% والنصرة تسيطر على نسبة 5% من البلاد.

وتتوزع مئات الفصائل غير الجهادية نسبة 5% المتبقية.

ويتوقع ضعف كل القوى العربية باستثناء الأكراد حيث تخوض الولايات المتحدة حربا على الجميع: النصرة وتنظيم «الدولة الاسلامية» فيما تقوم بمعاقبة الأسد. ورغم خطط الولايات المتحدة لتدريب المعارضة المعتدلة وتسليحها لكن لا تبدي حماسا أو تشعر بحالة طارئة تدعو للبدء به.

ولأن كل القوى المشاركة في التحالف ضد تنظيم «الدولة الاسلامية» منقسمة حول الأهداف فهذا يترك كل مناطق السلطة في سوريا في حالة من الضعف والتدمير بدون أن يكون هناك منظور لبنائها. وبناء عليه فستضعف قوة الأسد والنصرة و تنظيم «الدولة الاسلامية» في عام 2015.

وبالنسبة للجيش السوري الحر فلم يعد مهما وبعض فصائله تتلقى أوامر من الجهاديين. فيما أجبر الناشطون والمتعلمون الذي قادوا الانتفاضة للوقوف على السياج والتفرج. ويمكن تفسير هذا بأن القوى الليبرالية كانت صغيرة ولم تستطع الوقوف أمام القوى الجهادية، أو أنها كانت ضحية لنظام الأسد الذي دمرها لصالح الجهاديين في محاولة لإجبار العالم على الاختيار بينه أو القاعدة.

وفي هذا السياق شهد العام الماضي تعزيزا لسلطة النظام في المدن من حمص والقلمون وحلب فيما خسر الريف، لكنه خسر مناطق في الجولان وإدلب ودرعا ومنطق الجزيرة.

مما يظهر قاعدة الدعم للأسد والمتركزة في المدن.

وفي الوقت الذي بدأ فيه عام 2014 بقيام النصرة بدحر تنظيم «الدولة الاسلامية» وإخراجه من الشمال فإنه انتهى بالنصرة وهي تقوم بطرد الجماعات غير الجهادية من ريف إدلب، ومحاولة المبعوث الدولي استيفان دي ميستورا الترويج لخطته من أجل وقف إطلاق النار المحلي في حلب. وشهد العام نفسه ولادة عدد من الدويلات والإمارات، «الخلافة» في الشرق والنصرة في شمال البلاد ورجوفا الكردية في شمال شرق سوريا.

وقد استفاد الأكراد من الحرب على تنظيم «الدولة الاسلامية» وقووا وجودهم في عفرين والجزيرة إضافة لعين العرب/كوباني.

كل هذا يعني استمرار الحرب خاصة أن القوى العظمى مصممة على تقديم الدعم لوكلائهم السوريين. وفي الوقت الذي انتهت فيه الحروب الأهلية بالمنطقة بتدخل أجنبي كما في لبنان والعراق إلا أن أحدا لا يريد التدخل في سوريا- على الأقل في الوقت الحالي.

ويرى لانديز أن عام 2014 كان عام تنظيم «الدولة الاسلامية» باقتدار ولكن عام 2015 سيكون العام الذي سيضعف فيه التنظيم إن لم يدمر.

 

إعداد إبراهيم درويش:

 

اشتداد الاشتباكات بين قوات المعارضة والنظام السوري في حلب

حلب – الأناضول – تتواصل الاشتباكات العنيفة، منذ أسبوعين، بين فصائل المعارضة السورية المسلحة وقوات النظام، في منطقة مزارع الملاح شمال غرب جبهة حندرات، التي يحاول النظام السيطرة عليها بهدف حصار حلب، والتقدم باتجاه بلدتي نبل والزهراء المواليتين له، والمحاصرتين من جانب قوات المعارضة.

 

وتشهد المعارك في المنطقة حالات كر وفر، حيث يتبادل الجانبين السيطرة على النقاط الموجودة فيها، دون أن يتمكن أحد منهم من حسم المعركة لصالحة، ما سبب استنزافاً للجانبين، وخسارة كبيرة في الأرواح والعتاد، وخاصة في قوات النظام، الذي يقاتل في صفوفه ميليشيات شيعية، أفغانية وعراقية، بحسب ما تفيد مراصد حقوقية وناشطون على الأرض.

 

كما تستميت قوات المعارضة لمنع حصار حلب، وقد أكد قادتها مراراً على أنه “بالرغم من الهجمات العنيفة التي تشنها قوات النظام والميلشيات المساندة له، فإن حلب لن تقع تحت الحصار”، في حين يزداد القتال صعوبة مع البرد الشديد في المنطقة.

 

وتقدمت قوات المعارضة في منطقة الملاح الثلاثاء، وسيطرت على بعض النقاط في المزارع، وتمكنت من قتل عدد من عناصر النظام، إلا أن قوات النظام عادت وسيطرت على تلك النقاط مجددا.

 

وسقط أحد الجرحى من جانب قوات المعارضة، خلال المعارك التي جرت الثلاثاء، حيث قام رفاقه بنقله إلى أحد المستشفيات الميدانية في ريف حلب الشمالي.

 

وأفاد أبو صهيب القائد الميداني في تجمع “فاستقم كما أمرت”، أن “الجيش في منطقة الملاح يبعد عنهم حوالي كيلو متر واحد، وعناصره يتمركزون في نقطة، يطلق عليها اسم “عرب سلوم”، وهي عبارة عن تجمع مكون من 20 مزرعة صغيرة”، لافتاً إلى أن “همة المقاتلين في فصائل المعارضة عالية، ويحققون تقدماً يوماً عن يوم، ومصممون على دحر قوات النظام إلى المكان الذي أتت منه”.

 

وتشهد حلب اشتباكات عنيفة بين الجانبين على العديد من جبهاتها في الريف والمدينة، حيث يسعى النظام للتقدم من جبهتي البريج قرب المدينة الصناعية، وحندرات، في حين تحاول فصائل المعارضة الضغط على قوات النظام، في جبهتي البحوث العلمية في الراشدين، والمخابرات الجوية في حي جمعية الزهراء.

 

«إخوان» سوريا يرفضون المبادرة الروسية للحوار مع النظام وقتلى في صفوف قوات الأسد في تفجير نفق قرب قلعة حلب

ميستورا يرسل ممثلا لمحادثات موسكو… والدعوات شخصية وليست حزبية

لندن ـ حلب ـ «القدس العربي» من احمد المصري وياسين رائد الحلبي: أعلنت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا، رفضها القاطع للمبادرة الروسية للحوار بين المعارضة والنظام، الذي تعد موسكو لعقده في كانون الثاني/يناير المقبل.

وفي بيان أصدرته ونشرته على موقعها الالكتروني، أمس الثلاثاء، قالت الجماعة «نرفض رفضاً قاطعاً المبادرة الروسية، ونعلن التحامنا مع شعبنا البطل، في مواجهة بطش النظام المجرم وحليفيه الروسي والإيراني في سبيل نيل الحرية والكرامة».

وأضافت الجماعة أنها تؤكد على رؤية الثورة السورية في «إسقاط النظام وتفكيك أجهزته الأمنية، والعمل على قيام الدولة المدنية.. دولة الحرية والعدالة والكرامة».

وأشارت الجماعة إلى دعمها للحل السياسي ضمن إطار حددته بـ»زوال نظام بشار الأسد وأجهزته الأمنية، وتوفير المناخ السياسي الملائم بوقف القتل الذي يمارسه ضد المدنيين الأبرياء، والإفراج عن المعتقلين، وفك الحصار عن المناطق المحاصرة».

وكشفت مصادر في الائتلاف السوري المعارض لـ»القدس العربي» عن أسماء شخصيات تمت دعوتها إلى مؤتمر موسكو، مشيرة إلى أن الأسماء التي تمت دعوتها حتى الآن هي: بدر جاموس، معاذ الخطيب، عبد الأحد اصطيفو، أيمن أصفري، رنده قسيس، عبد الباسط سيدا، فاتح جاموس، نواف الملحم، ميس كريدي، سمير عيطة، صالح مسلم، صلاح درويش، مجد نيازي، هادي البحرة، سهير سرميني، حسن عبد العظيم، مازن مغربية، عارف دليلة، هيثم مناع، منى غانم، وليد البني، قدري جميل، سليم خير بيك، ميه الرحبي ومحمد فارس.

وقالت المصادر إن موسكو وجهت الدعوات لتلك الشخصيات بصفتهم الشخصية، وليست الحزبية، جاء ذلك فيما قالت جولييت توما المتحدثة باسم مبعوث الأمم المتحدة الخاص بسوريا ستافان دي ميستورا لرويترز أمس الثلاثاء إنه سيرسل ممثلا إلى المحادثات بشأن سوريا في موسكو في الفترة بين 26 و29 من كانون الثاني/يناير.

وأضافت في تصريحات أرسلتها بالبريد الالكتروني «أنها مبادرة روسية تركز على المفاوضات فيما بين السوريين، مكتب المبعوث الخاص سيحضر المحادثات. يرحب مكتب المبعوث الخاص بأي مبادرة من شأنها أن تعزز فرص التوصل إلى نهاية سلمية ودبلوماسية للأزمة في سوريا».

ميدانيا فجر مقاتلون في المعارضة السورية نفقا يقع أسفل مبان تتمركز فيها قوات النظام في حلب القديمة أمس الثلاثاء، ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من العناصر ومسلحين موالين.

ووقع الانفجار في المدينة القديمة حيث قام مقاتلو الجبهة الشامية بتفجير نفق أسفل مقرات قوات النظام والمسلحين الموالين لها في منطقة دار المحكمة الشرعية بحي السبع بحرات في حلب القديمة.

وقالت مصادر إن تفجير النفق أدى إلى «مقتل وجرح ما لا يقل عن 20 عنصرا من قوات النظام والمسلحين الموالين»، مشيرا إلى اندلاع «اشتباكات عنيفة بين مقاتلي (الجبهة الشامية) من طرف، وقوات النظام مدعمة بكتائب البعث من طرف آخر في المنطقة».

 

النظام السوري شن 200 غارة على إدلب طيلة الأسبوعين الأخيرين

خروج عشرات العائلات من الغوطة الشرقية المحاصرة في ريف دمشق… ومعتقلون في سجن حمص يضربون عن الطعام

عواصم ـ وكالات ـ الغوطة الشرقية ـ «القدس العربي»: كثفت طائرات النظام قصفها لقرى وبلدات ريف إدلب الجنوبي، بعد سيطرة المعارضة المسلحة قبل أسبوعين على معسكري «وادي الضيف» و «الحامدية» أكبر معقلين للنظام في المنطقة، وشمل القصف مدينتي «معرة النعمان»، و «كفر نيل»، وبلدات «كنصفرة»، و «سفوهن»، و «الهبيط»، و «خان شيخون»، و «تل عاس» وامتد ليطال بلدات اللطامنة وكفر زيتا بريف حماة الشمالي.

وأفاد قائد الدفاع المدني في مدينة «معرة النعمان» أن «طائرات النظام السوري شنت نحو 200 غارة خلال الأسبوعين الماضيين على ريف إدلب الجنوبي»، مشيرا إلى أن «منطقة معرة النعمان لوحدها تعرضت لعشرات الغارات، أسفر عنها مقتل وجرح العشرات من المدنيين، واضطر الأطباء لبتر أطراف بعض الجرحى نتيجة إصابتهم الشديدة».

من جانبه أوضح الدكتور مازن السعود مدير مشفى أورينت، أن «مدينة كفر نبل نالت كذلك نصيبها من القصف، راح ضحيته 13 مدنيا، إثر استهداف المشفى الأسبوع الماضي»، مضيفا أن عشرات القتلى سقطوا في بلدتي «معصران»، و «سفوهن» في القصف المتواصل خلال الأسبوعين الماضيين.

وفي سياق متصل قصفت طائرات النظام صباح امس الثلاثاء وسط بلدة «الهبيط» بريف إدلب الجنوبي، أسفرت عن سقوط جريحين مجهولي الهوية حالتهم حرجة، يعتقد أنهما من النازحين إلى البلدة، كما تسببت في دمار كبير في البيوت والمحال التجارية، وقامت طواقم الدفاع المدني بإسعاف الجرحى للمشافي التركية الحدودية، بسبب عجز المشافي الميدانية عن معالجتهم لنقص الإمكانيات.

وتمكنت فصائل المعارضة السورية المسلحة تتقدمها جبهة النصرة وحركة أحرار الشام وفصائل من الجيش الحر قبل أسبوعين، من السيطرة على معسكري «وادي الضيف»، و «الحامدية»، أكبر معسكرين لقوات النظام في ريف إدلب، بعد معارك استمرت طيلة يوم الأحد الماضي، حيث تمت السيطرة بعد تحرير أكثر من 20 حاجزا حولهما.

وتمكنت قوات المعارضة من تدمير أكثر من 8 دبابات، وقتل أكثر من 50 عنصرا من قوات النظام، إلى جانب اغتنام 12 آلية ثقيلة، وكميات كبيرة من الذخائر.

إلى ذلك قام الجيش السوري بتوفير «خروج آمن» لعشرات العائلات من مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة من الغوطة الشرقية في ريف دمشق، حسبما ما أوردت وكالة الانباء الرسمية خروج (سانا) الثلاثاء.

وذكرت الوكالة ان «وحدات من الجيش والقوات المسلحة قامت بتأمين خروج عشرات العائلات من مدينة دوما وبلدة زبدين بالغوطة الشرقية» التي تعتبر معقلا لمقاتلي المعارضة في ريف دمشق، وهي محاصرة من القوات النظامية منذ أكثر من عام.

وأشارت إلى خروج 31 أسرة من دوما «ضمن مبادرة المصالحة الوطنية بالتعاون مع لجان شعبية من داخل مدينة دوما».

وتتكون هذه الأسر من أطفال ونساء وكبار السن «وبينهم العديد من المسلحين الذين سلموا انفسهم للجهات المختصة ليصار إلى تسوية أوضاعهم» بحسب الوكالة.

ولفتت الوكالة إلى ان الجيش سبق ان أمّن في التاسع من الشهر الجاري خروج 76 عائلة من دوما ضمت 322 شخصا «بينهم عشرون مسلحا سلموا انفسهم مع اسلحتهم إلى الجهات المختصة».

وأكد ناشط من دوما عرف عن نفسه باسم سعيد البطل لوكالة فرانس برس في بيروت عبر الإنترنت عمليات الاجلاء، الا انه حذر من «أن الكثير من المحاصرين يخشون تجنيدهم في صفوف الميليشيات الموالية للنظام أو تعرضهم لمكائد».

وأشار الناشط إلى ان «قسما من الاشخاص الذين تم إجلاؤهم منذ نحو شهر ونصف الشهر ما يزال موقوفا حتى الآن»، مضيفا «تسري شائعات مفادها ان الخارجين (الذكور) سيتم تجنيدهم».

وتعاني دوما وغيرها من مدن وبلدات الغوطة الشرقية المحاصرة من القوات النظامية منذ أكثر من سنة من نقص شديد في المواد الغذائية والاساسية والطبية. وتوفي العشرات في هذه المنطقة خلال الاشهر الاخيرة جوعا أو بسبب عدم توفر الأدوية اللازمة.

وتحاصر قوات النظام الغوطة الشرقية منذ سنة ونصف السنة. وقد احرزت تقدما على الأرض خلال الشهرين الماضيين في محيط العاصمة على حساب مواقع للمعارضة المسلحة.

إلى ذلك ينفذ مئات المعتقلين في سجن حمص المركزي إضرابا عن الطعام لليوم الرابع على التوالي احتجاجا على احتجازهم على الرغم من انتهاء فترة الاحكام وعلى التعسف اللاحق بهم، بحسب ما أفاد الثلاثاء سجين والمرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال سجين رفض الكشف عن اسمه من داخل السجن «كل من في السجن، وعددهم أكثر من ألف شخص، يشاركون في حملة اضراب عن الطعام بدات قبل أربعة ايام».

وأضاف «نريد ان نعرف مصيرنا، ونطالب بالحرية. هناك اشخاص حكم عليهم بالسجن هنا لمدة ثلاثين عاما لمجرد انهم شاركوا في التظاهر السلمي، وآخرون سجنوا اعتباطيا. انا في السجن منذ سبع سنوات بعدما اتهمت بارتكاب أعمال عنف خلال الثورة».

وتعتقل السلطات السورية، بحسب منظمات عدة مدافعة عن حقوق الانسان، عشرات آلاف الاشخاص، بعضهم لنشاطهم المعارض، وآخرون للاشتباه بانهم معارضون للنظام، أو حتى بناء على وشاية كاذبة.

ويتعرض المعتقلون في السجون والفروع والمقار الامنية «لأساليب تعذيب وحشية» تتسبب بحالات وفاة، أو الإصابة بأمراض مزمنة، تترافق مع حرمان من الغذاء والأدوية والعلاج اللازم، بحسب هذه المنظمات.

وقال السجين «لم يأت احد لزيارتنا. لقد اغمي على 12 شخصا بسبب النقص في الطعام. هناك أطباء ومسعفون بين السجناء يهتمون بالأمور الصحية، لكن لا يوجد دواء»، مضيفا «لم يستجب أحد لإضرابنا عن الطعام».

وذكر المرصد في بريد إلكتروني ان بعض المعتقلين في سجن حمص «انتهت فترة محكومياتهم (…) ولم يتم إخلاء سبيلهم إلى الآن من سلطات النظام بحجة ضياع ملفاتهم».

وإضاف «أعلن السجناء والمعتقلون المضربون عن الطعام أنهم مستمرون في إضرابهم بسبب سوء معاملة سلطات السجن للسجناء والمعتقلين، وقلة الغذاء والدواء وبسبب رفض طلبات إخلاء السبيل، وإلى ان ياتي وزير المصالحة الوطنية في حكومة النظام علي حيدر ويلبي مطالبهم».

 

النظام السوري يستجيب لمطالب «النصرة» بالإفراج عن معتقلات في إدلب مقابل إعادة الماء والكهرباء

حازم داكل

ريف إدلب ـ «القدس العربي» ـوافقت سلطات النظام السوري على إطلاق سراح أربع طالبات معتقلات وست أخريات كن معتقلات في السابق في سجن إدلب المركزي القديم، الذي يسيطر عليه النظام داخل مدينة إدلب بعد قطع الكهرباء والماء والطرقات المؤدية للمدينة لأكثر من خمسة أيام من قبل الهيئة الاسلامية لإدارة المناطق المحررة، والتي تشرف عليها «جبهة النصرة» و «حركة أحرار الشام الاسلامية». وكان عناصر من «جبهة النصرة» وآخرون من «أحرار الشام»، قطعوا المياه والكهرباء عن أكثر من نصف مليون نسمة في مدينة إدلب، إضافة الى قطع الطرقات المؤدية من الريف باتجاه المدينة باستثناء الطريق الدولي أريحا ــ اللاذقية الواقع تحت سيطرة قوات النظام السوري.

واشترطت تلك العناصر عبر شريط مصور بث على شبكات التواصل الاجتماعي، إطلاق سراح أكثر من ثلاثة وأربعين معتقلة داخل سجون النظام في مدينة إدلب كان النظام قد اعتقلهن خلال طريقهن إلى جامعة حلب، متهما إياهن بالارتباط بمجموعات إرهابية مسلحة وتقديم الدعم لها.

وكانت مفاوضات قد انطلقت منذ يومين بين النظام السوري من جهة والهيئة الاسلامية من جهة أخرى، عبر وساطة اللجنة الاهلية التي شكلت مؤخراً ترأسها المقرب السيد محمد العجل.

وذكر مصدر من داخل اللجنة الاهلية رفض الكشف عن اسمه في حديث خاص لـ «القدس العربي»، ان سبب تلك الازمة يعود لاعتقال النظام السوري أمهات لانغماسيين من «جبهة النصرة» كانوا قد قتلوا في معارك سابقة داخل مدينة إدلب، كما قام النظام باعتقال بعض الطالبات من جامعة حلب متهماً اياهن بأنهن على علاقة بتنظيمات إرهابية، ولهذا السبب جبهة النصرة اغلقت الطرقات وقطعت الكهرباء والماء عن المدينة.

وأضاف المصدر ذاته ان النظام السوري وافق البارحة على إطلاق سراح ست معتقلات من أمهات الانغماسيين وأربع طالبات أخريات، بشرط فتح الطرقات والماء والكهرباء للمدينة من قبل جبهة النصرة، ووافق الطرفان على ذلك بعد مفاوضات استمرت لأيام.

من جانبه، قال الناشط عمر حج قدور لـ «القدس العربي»، ان النظام بدأ يتعمد اعتقال النساء وفي كل مرة يلجأ المقاتلون في المعارضة لوسائل ضغط لإطلاق سراحهن كقطع المياه والكهرباء والطرقات، والغاية منها إخراج المقاتلين المعارضين بأسوأ صورة أمام أهالي المدينة لكسر حاضنتهم الشعبية داخل المدينة. وأضاف الناشط حج قدور ان مثل هذه الامور كانت قد جرت في السابق عدة مرات وفي كل مرة النظام كان يطلق سراح المعتقلين بدون اللجوء لقطع المياه والكهرباء عن المدينة، لكن النظام هذه المرة كان عنيداً ولم يتجاوب مع مطالب المقاتلين بسهولة.

يشار ان مدينة إدلب تستقبل أكثر من 600 ألف نازح ولاجئ من الريف الإدلبي وحلب كانوا قد لجأوا اليها بعد قصف عنيف وممنهج من قبل قوات النظام السوري على قراهم، وخضعت لسيطرة قوات النظام السوري في نيسان/أبريل 2012 بعد معارك بينها وبين قوات المعارضة استمرت لأيام.

 

سوريون: محسوبيات النظام موجودة في مؤسسات الثورة… واستبدلنا المستبد بآخر

انطاكيا ـ «القدس العربي» ـ من شمس الهادي: «لدي عائلة وخمسة أطفال وأنا معيلهم الوحيد، ماذا سأفعل بعد أن يتوقف تمويل المؤسسة التي أعمل بها وتتوقف الرواتب، هل سأعمل مجانا؟ ومن أين سأدفع إيجار المنزل وأطعم أطفالي؟» تتحدث ليلى بعينين ممتلئتين بالحزن والقلق على أن يتوقف عمل إحدى مؤسسات المعارضة السورية التي تعمل بها والتي تعتمد بشكل كلي على التمويل الخارجي في ديمومة نشاطها مثل الكثير من المنظمات والهيئات السورية الإعلامية والإغاثية والتعليمية العاملة سواء في تركيا أو في الداخل السوري.

تقول ليلى لـ «القدس العربي»: «نعلم أن هناك نسبة كبيرة من الرؤوس الكبيرة، كما أسمتهم، ضالعون في الفساد وقد ملأوا جيبوهم، وأحضروا عائلتهم وأقاربهم ووظفوهم في الوظائف الهامة ليتلقوا راوتب كبيرة في أعمال لا يمتلكون شيئا من متطلباتها، فالتعيين في الوظائف كان أيام النظام ولا يزال بعد الثورة يقوم على الولاءات والمحسوبيات وليس الكفاءة والجدارة».

تتابع «يبدو أننا في الكثير من مؤسسات الثورة لم نسقط النظام، وكل ما فعلناه هو إسقاط القشور فقط، فقد استبدلنا مستبدينا القدماء بمستبدين جدد، ثم أي كفاءة في العمل وأي جودة ترجى ممن يستلم الشأن العام ليؤمن نفسه وعائلته ماديا ولا يفكر في الأفضل للثورة وللناس، ومن يدفع ثمن كل هذه الأخطاء هم الشباب المخلصون للثورة».

أما الدكتورة نجوى وهي طبيبة خمسينية من مدينة حلب وأم لأربعة أطفال، فتقول: «لم أترك هيئة ولا منظمة ولا جمعية من المؤسسات الثورية إلا وانتسبت إليها، لكن الجميع يريدون متطوعين وأنا أريد عملا شريفا أعيش منه انا وأبنائي، وأستطيع دفع إيجار منزلي وإرسال إبني للجامعة، وأينما توجهت في هذه المنظمات والجمعيات ترى أن هناك شخصا واحدا بيده كل شيء مستبدا صغيرا بيده كل المقدرات وهو الذي يحصل على الدعم ليؤمن نفسه وذوي قرابته والموالين له ويحرم الآخرين».

وتستدرك قائلة: «عندما آتي لأطلب عملا مأجورا يقولون لا يوجد دعم، إن أحببت فلتعملي متطوعة فالمفتاح بيد المستبد والقلم بيده ولن يكتب نفسه من الأشقياء، أما الثورة والناس المعترة فعليهم وعلى البلد السلام».

تقول نجوى بصوت حزين: «أعمل طبيبة وقد عملت في الكثير من المشافي والهيئات الصحية قبل الثورة، وأثناءها ولكن التضييق الأمني الشديد اضطرني إلى الخروج من حلب، والآن عندما أترشح للعمل في إحدى المنظمات أو الهيئات يطلب مني الحصول على تزكية من فلان وعلان ممن لا علاقة لهم بالشأن الطبي بتاتا، ولكن تبعا لمسألة الولاء لهذا وذاك، فمتى سننتهي من هذه الفوضى القاتلة لتعود ثورتنا إلى المخلصين وأصحابها الحقيقيين؟».

وهذه حال عبد الرحمن الصحافي الشاب من درعا أيضا الذي تحدث عن معانــــاته قائـــلا: «كرهت العمل في الإعلام وللأسف ويسوؤني أن أقول هذا عن العمل في الثورة، فأنا أعمل في إحدى المجلات وأيضا في إذاعة محسوبة على الثورة وأتفانى ليكون العمل على أفضل ما يرام، وقد سعيت بكل إخلاص لأجعل الإذاعة تقف على قدميها وتنجح، والإدارة مسرورة بذلك، أما حين يأتي وقت الحصول على حقك فليس هناك سوى الاستغلال والكذب والاحتيال فالأموال والدعم لأصحاب المؤسسة ولمن يواليهم أما حقوق البسطاء فهي شيء ليس ضمن دائرة اهتماماتهم».

بدورها، تبين الأستاذة لمى وهي كاتبة وناشطة مجتمعية أن «هناك ظاهرة عامة في العمل الثوري سواء في الداخل السوري أو في المنظمات العاملة في تركيا، وهي أننا كشعب لم نعتد على العمل الجماعي، وهي ثقافة ما زالت ضعيفة في المجتمع السوري، وهذه إحدى المشكلات الهامة التي تواجهنا».

وتضيف: «نحن نعاني من فساد مستشر في مؤسسات ثورية كبيرة، والجميع كان يخشى من الكلام في البداية خوفا من الطعن في صفوف الثوار، ولكن الصمت زاد المشكلة استفحالا، والآن الأصوات أخذت ترتفع أكثر فأكثر من أغلب المؤسسات التي تفتقد الشفافية والمصداقية في تعاملها مع العمل أو العاملين فيها، وتفتقد حتى الوضوح في الرؤية أو الهدف وإلى سياسة واضحـــة داخليا وخارجــــيا، في حين أن أعمالها تؤثر في أعداد كبيرة جدا من الناس، وهي تغرق في بحور من سوء الإدارة والاستغلال والفساد وضبابية الرؤية ما ولد حالة إحباط عام لدى الشباب والناشطين».

وتشير إلى ان رواتب العاملين تحت القصف بالبراميل والتي لا تتعدى الفتات ولم تدفع، في حين يحصل غيرهم في الخارج على رواتب عالية جدا، ويقيمون في فنادق خمس نجوم، ولا شك أن العمل السياسي والإدارة لها متطلباتها ولكن ليس على حساب حقوق العاملين، فلنحفظ حدا أدنى من الكرامة للسوري في الداخل والخارج ولا نتركه بحاجة لأحد.

وتساءلت «كيف يمكن لشعب أن يصمد ويقاوم ونطلب منه أن يبدع وهو لا يحصل حتى على الحد الأدنى من الاحتياجات الأساسية التي تسمح له بالبقاء؟ ثم إلى متى يبقى العمل الثوري تحت رحمة الداعمين؟ ألم يئن الأوان لنا بعد أربع سنوات ان نمول نحن أنفسنا؟ فهـــل تنقصنا العقول أم رؤوس الأموال أم أنه الكسل والتواكل؟ قد يكون أحد الحلول وجــــود هيئة رقابة عليا على كل المنظمات الثورية يكون تمويلها ذاتيا وتعتمد الشفافية ووضوح الرؤية للأهداف والمعــــايير المطلوبة سواء للعمل أو لتوظيف العاملين، حتى يعلم كل من يتسلم مسؤولية مهما كانت صغيرة ما هو المطلوب منه وعلى أي نظام سيحاسب وحتى يكون على ثقة مهما علا منصبه أن هناك من سيحاسبه على عمله، إن كان لا يفكر بمحاسبة الله له ورقابته عليه».

 

الجيش اللبناني يحاصر عرسال… واصابات بين المدنيين السوريين

عرسال ـ «القدس العربي» من محمد الزهوري: أطلق الجيش اللبناني الرصاص الحي على مظاهرة خرج بها شبان لبنانيون من بلدة عرسال على الحدود السورية اللبنانية، وذلك بعد أن منعوا من التوجه إلى عملهم القائم في كسارات الحجارة في جرود البلدة، ما أدى إلى سقوط ثلاثة جرحى في صفوف المحتجين، ما زاد غضب أهالي البلدة فخرجوا بمظاهرات تطالب بفك الحصار عنهم.

ويأتي ذلك في الوقت الذي سقطت فيه قنابل عدة مسيلة للدموع في مخيمات اللاجئين القريبة من حاجز وادي حميد في المنطقة التي شهدت المظاهرات، ما أدى إلى إصابة عشرات الأطفال والنساء المتواجدين هناك.

وقال الطبيب السوري قاسم الزين مدير الهئية الطبية في عرسال لـ «القدس العربي»: «استقبلنا حتى الآن قرابة 30 مصابا من اللاجئين السوريين بعيادات الهيئة إضافة إلى 3 إصابات لعمال لبنانيين بمشفى الرحمة، وذلك إثر سقوط قنابل عدة تحوي غازات أطلقها الجيش اللبناني في منطقة وادي حميد على مظاهرة للعمال وعلى مخيمات السوريين، وكان جل الإصابات من الإطفال الرضع، واستطعنا إنقاذ الجميع من الموت». وأضاف: «نحن هنا شبه محاصرين منذ اشتباكات عرسال الآخيرة، فالجيش اللبناني يشدد علينا يوما تلو الآخر، لكن المعاناة لا تقف على هذا الامر فالدواء والمواد الطبية لا تتوفر بسهولة بسبب الطريق الذي يغلق بسرعة ما إن يفتح، وكأنه معبر رفح ذلك دون الوضع الانساني الذي يزداد سوءاً، فربما اصبحنا غزة الثانية». في حين أكد مدير مخيم البابين، أن العوائل الموجودة في مخيمه لم تتضامن مع العمال اللبنانيين على عكس ما أفادت وسائل إعلام لبنانية وصفحات التواصل الاجتماعي، بل القنابل هي التي تساقطت عليهم، متسائلا: كيف لرضيع أن يتظاهر؟. وتأكد لـ «القدس العربي» خروج مظاهرات في المنطقة، وقطع طرقات من قبل أهالي عرسال لطريق عين الشعب المؤدي إلى بلدة اللبوة، وذلك احتجاجا على ما يقوم به الجيش اللبناني، في الوقت الذي يعاني به قاطنوا عرسال سواء أكانوا من اللاجئين السوريين أو مواطنين لبنانيين يومياً من التدابير الامنية المشددة التي يتخذها الجيش اللبناني خشية هجمات متوقعة من الدولة الإسلامية على مناطق حدودية خاصة بعد الهجمات الاخيرة التي طالت مواقع في بريتال.

أما عن اللاجئين السوريين المتواجدين في مخيمات البلدة، والذين يتجاوز عددهم الـ70 ألف لاجئ سوري، أي ضعفي عدد سكان عرسال، فهم يعيشون حالة مأساوية منذ آب أغسطس المنصرم، حيث توقفت الجمعيات الإغاثية الخاصة في البلدة إضافة إلى مفوضية الأمم المتحدة ومكاتب منظمات دولية وعربية كانت مختصة بشؤون اللاجئين عن خدماتها بسبب تخوفها من معارك جديدة.

 

سوريا..»القمل» و»الجرب» ينهشان في أجساد أطفال حلب

حلب ـ الأناضول: أطلق ناشطون وعاملون في المجال الطبي بمدينة حلب حملة أسموها «الحملة الوطنية لمكافحة الأوبئة»، وذلك لمكافحة ظاهرة انتشار الجرب والقمل بين تلاميذ المدارس بشكل كبير في المدينة في الآونة الأخيرة. وقامت الحملة بمسوحات في مدارس وأحياء عدة من حلب، تبين خلالها أن الإصابات بالجرب والقمل بلغت مستوى غير مسبوق، ووصلت في بعض المدارس والأحياء إلى نسبة 95٪ بين التلاميذ، أطلقت على إثرها الحملة نداء للمنظمات المعنية والحكومة المؤقتة «لتحمل مسؤولياتها، والحيلولة دون تفشي الوباء».

وأوضح المشاركون في الحملة أن نداءاتهم لم تلق آذانا صاغية حتى الآن ولم تستجب سوى منظمة الهلال الأحمر العربي السوري، التي أسهمت بتقديم 3000 عبوة علاج، وهو أقل بكثير من كمية الدواء المطلوبة لمعالجة المصابين.

ويعود انتشار الجرب والقمل إلى الانقطاعات المتكررة والطويلة للمياه، الذي يحول دون استحمام الناس بشكل منتظم، إلى جانب انتشار القاذورات، والاكتظاظ السكاني في بعض المناطق نتيجة حالات النزوح إليها.

وأفاد الطبيب «محمد بركات» المتطوع في الحملة أن مرض الجرب هو عبارة عن طفيلي يدعى «القارمة الجريبية» ويعيش على جسم الإنسان، وهو سريع الانتشار ويحدث عند الملامسة أو استخدام الأدوات الشخصية للإنسان المصاب، لافتا إلى أن الاكتظاظ السكاني هو أحد أهم أسباب تفشي الوباء في حلب، وفي سوريا عموما.

من جانبه أكد الممرض «مصعب الحلبي» أن «الحملة يشارك فيها متطوعون، ولا توجد أية جهة داعمة لها»، وأنهم بدأوا بمساعدة الأطفال ثم انتقلوا إلى مساعدة العوائل، نتيجة انتقال العدوى إليهم، مشيرا إلى أنهم يقومون بزيارة المدراس والكشف على الأطفال، وتسجيل حالات الإصابة وتوثيقها، ومن ثم لقاء الأهالي بالتنسيق مع إدارات المدارس وتوعيتهم حول الوقاية من الإصابة، إلى جانب توزيع الأدوية المتوفرة لديهم للمصابين.

وتسببت العمليات العسكرية في سوريا خلال السنوات الثلاثة الماضية، بتضرر شبكة المياه في البلاد، ما أدى إلى حدوث انقطاعات طويلة فيها، وترافق ذلك مع توقف خدمات الدولة في مناطق سيطرة المعارضة، وعجز المجالس المحلية عن القيام بأعمال النظافة، كما تضرر القطاع الصحي بشكل كبير، ولم يعد قادرا على استيعاب المرضى بسبب قصف النظام السوري لكثير من المستشفيات، وعدم توفر الموارد المالية اللازمة لاستمرار عمل هذا القطاع.

 

النظام السوري يعيق تطوير علاقة “حماس” وإيران

غزة _ ضياء خليل

تكفل الإيرانيون و”حزب الله” اللبناني، في القيام بدور لإقناع النظام السوري بضرورة تطوير العلاقة بين طهران وحركة “المقاومة الإسلامية” (حماس)، ما يعني أنّ هذا النظام يعارض هذا التطور، بعد فتور في العلاقة سببه موقف الحركة من الثورة السورية، وفق ما ذكرت مصادر واسعة الاطلاع لـ”العربي الجديد”.

 

وأشارت المصادر، إلى أنّ طهران و”حزب الله” يقومان حالياً بعملية تسويق لتطوير العلاقة مع “حماس”، بعدما كان قطعها في السابق، إكراماً من إيران لنظام بشار الأسد الذي اعتبر موقف الحركة من الثورة ضده “خيانة” لا يمكن نسيانها أو غفرانها.

 

ولفتت المصادر، إلى أنّ الحديث عن تسويق عودة العلاقة يبدو “صعباً” بعض الشيء، لكنّه في ذات الوقت ليس “مستحيلاً”، خاصة أن إيران فقدت بفقدان “حماس” كحليف مهم لها، وزناً كانت هي في حاجته، كما أن الحركة في حاجتها، في إطار المصالح المتبادلة.

 

غير أنّ ما بدا من قوة للحركة في صدها عدوان 2014 على غزة، وقدراتها التي أذهلت الإيرانيين، الذين ظنوا للحظات أنّها قد تعاني وضعاً صعباً عسكرياً بعدما أوقفت عن الحركة الدعم المالي والعسكري، بدّل كثيراً من الحسابات لدى طهران و”حزب الله”، وفق المصادر ذاتها.

 

وأكّدت المصادر، أنّ هناك زيارة مرتقبة لرئيس المكتب السياسي لـ”حماس”، خالد مشعل، لطهران، لكنها لم تحدد بعد، وتعتقد المصادر أن هذه الزيارة وتحديد موعدها وجدولها، رهن بقدرة “حزب الله” وطهران على إقناع نظام بشار الأسد بالزيارة، خاصة أنّ النظام يرى في مشعل، المتسبب الأول في موقف “حماس” المحابي للثورة في سورية.

 

سورية: “الجبهة الإسلامية” تنفي استسلام عناصرها بريف دمشق

دمشق – أنس الكردي

نفت “الجبهة الإسلامية”، مساء أمس الثلاثاء، الأنباء التي يروّجها النظام السوري عن استسلام عدد من عناصر “جيش الإسلام”، مؤكدةً أنّ ذلك الأسلوب مكشوف، يمارسه النظام بعد كل خسارة يمنى بها.

 

وأوضح المتحدث الرسمي باسم “الجبهة الإسلامية”، إسلام علوش، في تصريحٍ تسلّم “العربي الجديد” نسخةً منه أنّ “النظام يحاول اليوم أن يحقّق نصراً إعلامياً كاذباً، بترويجه لاستسلام عددٍ من عناصر جيش الإسلام”، بعد فشله في تحقيق تقدم عسكري باختراق جبهات الغوطة الشرقية، في محاولة لتأليب الحاضنة الشعبية ضد الفصائل، ممثلةً بالقيادات العسكرية، من خلال تشديد الحصار، وقطع المواد الغذائية والطبية عن المدنيين المحاصرين”.

 

واعتبر علوش أنّ “ألاعيب النظام وأكاذيبه معلومة للقاصي والداني، مؤكداً في الوقت ذاته أنّ “هذا الكلام عار عن الصحة جملةً وتفصيلاً، وأسلوب مكشوف يمارسه النظام بعد كل خسارة يمنى بها”.

 

إلى ذلك، طالب القيادي العسكري “بعدم الانشغال بهذه الترّهات وتبنّيها، ناصحاً قياديي النظام “بتوفير أكاذيبهم وحربهم النفسية، لأنّها أمست مكشوفةً للجميع، والبحث عن طرق أنجع لرفع معنويات مؤيديهم ممن ضاقوا ذرعاً بهذا النظام الكاذب”.

 

ويعتبر “جيش الإسلام” التابع لـ”الجبهة الإسلامية”، أحد أقوى الفصائل العسكرية التي تقاتل النظام في حي جوبر والغوطة الشرقية، وسبق أن روّجت وسائل إعلام مقرّبة من النظام نية قائد الجبهة زهران علوش التفاوض مع النظام السوري، الأمر الذي نفاه علوش.

 

إلى ذلك، شنّ الطيران الحربي 12 غارةً بالصواريخ على حي جوبر، القريب من الغوطة الشرقية، الأمر الذي أدّى إلى جرح عددٍ من الأطفال، فيما لحقت أضراراً كبيرة في البنى التحتية، كما قصفت بلدة كفر بطنا بالمدفعية الثقيلة، ما أسفر عن مقتل مدني، وجرح آخرين.

 

ويشهد حي جوبر والغوطة الشرقية حملةً عسكرية مستمرة منذ أشهر، تشنّها القوات النظامية السورية، مستخدمةً كافة الأسلحة الخفيفة والثقيلة، بما فيها غاز الكلور السام، في محاولة السيطرة عليهما وتأمين العاصمة دمشق.

جميع حقوق النشر محفوظة 2014

 

سورية: معارضة الداخل والخارج ترفض دعوات موسكو “الشخصيّة” للحوار

دمشق، اسطنبول ــ ريان محمد، عبسي سميسم

يبدو أنّ النظام الروسي قد تمكّن من تحقيق ما لم يتمكّن أيّ طرف آخر من تحقيقه، وهو جمع المعارضة السوريّة، في الداخل والخارج، على رأي مشترك، لناحية رفضها المشاركة في لقاء موسكو الحواري، المقرّر عقده في السادس والعشرين من الشهر المقبل، بناء على دعوات شخصيّة، تهمل الكيانات السياسيّة التي ينتمون إليها.

وعلمت “العربي الجديد”، أنّ “الإدارة الذاتيّة الديمقراطيّة الكرديّة”، والتي تتولى إدارة مناطق من محافظة الحسكة، حيث يتمركز السوريون الأكراد، هي المكوّن الوحيد الذي تلقى دعوة مباشرة بوصفه كياناً قائماً في حدّ ذاته، الأمر الذي تخشى منه أطراف في المعارضة السورية، أن يكون أشبه بتثبيت شكل من أشكال التقسيم.

 

وفي سياق متّصل، توضح عضو الهيئة السياسيّة في “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السوريّة”، نغم الغادري، لـ”العربي الجديد”، أنّه “حتى اللحظة لم يتلقَّ الائتلاف، كجسم سياسي، أو أي من أعضائه، دعوة للمشاركة في اللقاء”. وتشير إلى أنّ أحداً لم يبلغ الائتلاف “تصوراً عمّا تريده روسيا من الاجتماع”، مبينة أن “كلّ أعضاء الائتلاف تقريباً، يرفضون فكرة زيارة موسكو، فيما لا يمكن للائتلاف أن يذهب، إلا بصفته ممثلاً لقوى الثورة والمعارضة”. وتقول إنّه “حتى في حال دعوة أي من أعضاء الائتلاف، بصفتهم الشخصيّة، فعليهم أن يأخذوا موافقة الهيئة السياسية على المشاركة”. وتصرّ الغادري على أنّ “موسكو هي الآن طرف في المشكلة، ويمكنها أن تصبح في المستقبل، طرفاً في الحل، إذا توقفت عن دعم النظام ورفعت الغطاء السياسي عنه”، معتبرة أنّه “حينها قد تدفع باتجاه حل سياسي يعتمد على مقررات مؤتمر “جنيف 1″

كمرجعيّة”.

 

وفي موازاة إشارتها إلى أنّ “مبعوث الرئيس الروسي ميخائيل بوغدانوف، لم يقدّم أيّ طرح جدي خلال لقائه الأخير بأعضاء الائتلاف، ما يؤكّد أنّ الهدف من التحرّك الروسي هو إعادة تأهيل النظام”، تشدّد الغادري على أنّه “لا علاقة للتقارب بين الائتلاف وهيئة التنسيق الوطنية بأي توجيه دولي”. وتقول إنّه “نتيجة قرار اتّخذته الهيئة السياسيّة منذ نحو ثلاثة أشهر بالتحاور مع كلّ الأحزاب المعارضة غير الممثّلة في الائتلاف، وهيئة التنسيق واحدة منها”، لافتة إلى أنّ الهيئة السياسيّة ستدرس مبادرة أرسلتها هيئة التنسيق، خلال لقاء القاهرة الأخير، في اجتماع تعقده في الثاني من الشهر المقبل”.

 

ويرحّب الجانب المصري بلقاء الائتلاف مع هيئة التنسيق، وفق الغادري، التي تشير إلى “استعداد مصري للمساهمة في حلّ أيّ خلاف (للائتلاف) مع أية جهة معارضة أخرى”، موضحة أن “مصر دولة لها ثقل في المنطقة، وهي تؤيّد، وفق ما أبلغتنا به الخارجية المصرية، مطالب الشعب السوري وفق الرؤية التي يطبقها الائتلاف”. وتلفت إلى أنّ مصر “تدعم الائتلاف بصيغته الحالية، وتدعم أي مبادرة لحلّ سياسي يطرحها، ولم تدعم سفك الدماء بأي شكل من الأشكال، لكنّ الوضع الداخلي لم يسمح لها بتقديم الدعم الإنساني”.

 

ويثني رئيس “الائتلاف” السابق، معاذ الخطيب، في تصريحات لـ”العربي الجديد”، على “تقارب قوى المعارضة”، معتبراً إياه “عاملاً مهماً في تغيير المعادلات السياسية، وتحريك ما يجري في سورية، باتجاه الإنقاذ بعد أن وصلنا إلى استعصاء شديد”. وعلى خلفية مبادرة رئيس “الائتلاف” السابق، برهان غليون، بشأن إصلاح الائتلاف وإلغاء التكتلات الموجودة داخله والمحاصصة في التعيينات، بالتنسيق مع رئيس الحكومة السورية المنشق، رياض حجاب، والخطيب نفسه، يقول الأخير: “يتحرك الدكتور برهان والدكتور رياض بفعالية جيدة، ونتشارك جميعاً في ضرورة تجديد الائتلاف لنفسه إن أراد أن يقوم بدور إيجابي في المراحل المقبلة، ويستعيد بعض مكانته”.

 

ويوضح الخطيب أنّ “أولويات أيّ حلّ سياسي في سورية، تأتي من إبعاد مصدر المشكلة، وهو المنظومة الأمنية القاتلة التي تحكم شعبنا، وقد يسأل أحدهم، لماذا يقبلون بالرحيل الطوعي؟ والجواب: كيلا يخسروا أكثر، فالوضع ليس في صالح أحد، وخصوصاً المنظومة الأمنية”. ويحذّر من “اتجاه البلاد نحو كارثة، نحاول بالتفاوض تقليل آثارها، وتداعيات انفلات أمني، يُعوّض عنه اتفاق على ترتيب الأمور، بدءاً من رحيل بشار الأسد، ووقف قتل المدنيين الذي أدمنه النظام”. ويعتبر الخطيب، أنّ خطة المبعوث الدولي الى سورية، ستيفان دي ميستورا “مفيدة جزئيّاً لمن أنهكهم الجوع والمرض، ولكن إذا لم تُعرف نهاياتها والاستراتيجية التي تنطلق منها، فقد تكون فقط لصالح النظام”.

 

في موازاة ذلك، تؤكّد هيئة التنسيق الوطنيّة المعارضة، على لسان عضو مكتبها التنفيذي، آصف دعبول، أنّ “الحجج التي تسوقها روسيا حول عدم دعوة الكيانات السياسية السورية المعارضة، هو بمثابة تسويف”. ويقول دعبول، في تصريحات لـ”العربي الجديد”، إنّ “ترك السوريين يجدون حلاً من دون رعاية وضمانات، أمر صعب جداً، ونحن نعرف عن النظام عدم جديّته وعدم صدقيّة أي عهد معه”.

 

ويوضح أنّ “أطرافاً اعترضت على الدعوات وشكل اللقاء، ومنها الهيئة التي طالبت موسكو بإجراء تعديلات جذريّة على اللقاء، وعقدت مباحثات مع الدبلوماسية الروسية حول ذلك”. ويعرب عن اعتقاده بأنّ “الروس، وهم حلفاء النظام، لن يضغطوا عليه بشكل جديّ لحلّ الأزمة السوريّة”، لافتاً إلى أن “الروس في مأزق عالمي إثر تهميشهم في التحالف الدولي وأوكرانيا، بالإضافة إلى تدهور وضعهم الاقتصادي، لذا فهم يحاولون إحداث خرق على الساحة السورية من خلال هذا اللقاء، لكنّهم لم يصيبوا”.

ويهدّد دعبول، في حال إصرار الروس على إجراء اللقاء بشكله الحالي، بـ”امتناع هيئة التنسيق عن المشاركة فيه”، معتبراً أنّه “إذا لم يكن هناك حوار جدي بين أطراف المعارضة الحقيقية، وينتج عنه ما يفيد الشعب السوري، فلن يكون هناك فائدة من عقده والمشاركة فيه”.

 

وفي الإطار ذاته، يعرب عضو المكتب التنفيذي في “هيئة التنسيق الوطنية”، زياد وطفة، لـ”العربي الجديد”، عن اعتقاده أنّ “الحراك الروسي، لم يرتقِ في أي لحظة ليكون مبادرة، وما هو مطروح لا يساوي أبداً ما أطلق عليه البعض “موسكو 1” باعتباره بديلاً عن “جنيف 3”. ويرى أنّ “الحراك الروسي ليس إلا ظاهرة إعلامية، لا مقوّمات لديها لتقدّم جديداً”.

ويعتبر وطفة أنّه “بالطبع لا يمكن أن يكون الروس ضحلين، ولا غايات لهم، ومنها إظهار النظام على أنّه قوي وإظهار المعارضة على هذه الشاكلة، إذ أنّ 28 شخصاً، أكثر من نصفهم يمثلون النظام، يأتون ليمثلوا الشعب السوري والمعارضة”.

 

من جهته، يقول مصدر مسؤول في “تيار بناء الدولة السوريّة” المعارض، لـ”العربي الجديد”، إنّ “ما وصلنا عن لقاء موسكو لا يفضي إلا إلى أن هناك تحركاً جديّاً للسير في اتجاه حلّ الأزمة السوريّة، كما لا تبدو السلطة السورية جادة في الوصول إلى حلّ سياسي”. ويورد سلسلة من الملاحظات على لقاء موسكو، تبدأ من “توجيه دعوات شخصية، مروراً بمواصلة السلطة اعتقال رئيس التيار (لؤي حسين)، إلى زجّ عدد كبير من الشخصيّات المحسوبة على السلطة في لقاء المعارضة، إضافة إلى الطابع غير الرسمي اللقاءات وغياب جدول أعمال”. ويستنتج أنّ “كل ما سبق يؤشّر إلى أنّ اللقاء، حتى الآن، لن يحمل شيئاً على صعيد إنهاء الأزمة السورية أو التخفيف من وطأتها عن السوريين”.

 

الإئتلاف والهيئة على خطى التقارب لمواجهة الأسد

فادي .أ. سعد

التقى المنفذ العام لهيئة التنسيق الوطنية حسن عبد العظيم، السبت في القاهرة، برئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية هادي البحرة، وبحضور عضوي الائتلاف، قاسم الخطيب وبدر جاموس. هذا اللقاء، هو الثالث من نوعه خلال العام 2014، بعد لقائين عقدا أوائل العام ولم يتمخضا عن نتائج مهمة.

 

وكان عضو هيئة التنسيق الوطنية منذر خدام، قد قال في وقت سابق، إن الاجتماع الأخير بين الطرفين، جرى بعد اتصال الائتلاف للقاء الهيئة، بغاية الحوار والتنسيق بين الطرفين، قبل لقاء مزمع في موسكو.

 

وقالت هيئة التنسيق في بيان أصدرته الإثنين، إنه “بناء على طلب قيادة الائتلاف، فقد جرى عقد لقاء بين وفدين من الهيئة والائتلاف، في القاهرة، بغاية بدء صفحة جدية من العلاقات، لما فيه مصلحة الشعب السوري وقضيته ووحدة المعارضة. وذلك في سياق جهود توحيد المعارضة السورية، على أساس رؤية سياسية للحل السياسي التفاوضي”. تابع البيان: “إن خارطة الطريق لإنقاذ سوريا هي مشروع تفاوضي مع السلطة، يبحث في كيفية تنفيذ بيان جنيف، ويغطي المرحلة الانتقالية فقط”. وسيصدر بيان مشترك عن الجهتين، يتم تدارسه من قبلهما.

 

وتسرب الإثنين، مقترح من ست نقاط، تقدمت به هيئة التنسيق إلى الائتلاف، تضمن أهمية توافق الطرفين على أن بيان جنيف، وقرارات مجلس الأمن المعنية بالشأن السوري، هي أساس الحل السياسي، والتوافق على عملية جنيف كإطار تفاوضي بين المعارضة والسلطة، وعلى أن التوافق الدولي والإقليمي، ضرورة أساسية لنجاح العملية التفاوضية. كما نصّ المقترح على أن يتبنى الطرفان وثيقة “بيان المبادئ الأساسية للتسوية السياسية لمؤتمر جنيف الثاني للسلام”، بتاريخ 9 فبراير/شباط 2014، و”خارطة الطريق لإنقاذ سوريا” التي أقرتها عدة قوى معارضة. وانطلاقاً من الوثيقتين، سيعملان معاً لإنتاج وثيقة سياسية تجمع كافة القوى المعارضة.

 

في الجانب العملي، تقترح النقاط الست أن “تقوم الجهود، والهيئات الوطنية المشتركة بين الائتلاف والهيئة، على قاعدة المشاركة الفاعلة الكاملة والمتساوية”. وكذلك على أن “يشكل الطرفان لجنة مشتركة للتواصل وإدارة العلاقات بينهما والتعاون مع فصائل المعارضة الوطنية الأخرى”.

 

بدوره، سرّب موقع اليوم السابع المصري، الجمعة، مضمون مبادرة مصرية يجري العمل عليها، ومن أهم بنودها توحيد المعارضة السورية، وتشكيل مجلس وطني من 100 شخصية، وحكومة تكنوقراط برئاسة رئيس الوزراء المنشق رياض حجاب، إضافة لتعطيل العمل بالدستور الحالي، وتعديل القوانين الخاصة بالانتخابات. وقد علّق الكاتب والباحث سلامة كيله، على هذه التسريبات بالقول: “إن الطروح الأربعة، جزء من وثيقة سرّبت عبر موقع بوابة الأهرام، واعتبرت جزءاً من المبادرة المصرية. لكنها في الحقيقة جزء من وثيقة يتم تداولها بين المعارضة السورية، تنص على إبعاد الصف الأول والثاني من السلطة السورية، وتشكيل مجلس عسكري من كبار ضباط الجيش السوري والمنشقين عنه، من الجيش الحر، وتشكيل حكومة برئاسة معاذ الخطيب”.

 

عضو هيئة التنسيق مهند حبال، قال لـ”المدن”: “اللقاء تناول مسألة الحل السياسي في سوريا”، مضيفاً “ما تم التوصل إليه بين كل من الهيئة والائتلاف، جيد. ونحن ننتظر خارطة طريق”. الأمر الذي أكده عضو الائتلاف بسام الملك، الذي قال لـ”المدن”: “تم التوافق على نسبة تتجاوز الثمانين بالمئة من القضايا التي تم التطرق إليها في اللقاء بين الهيئة والائتلاف”، مضيفاً “الائتلاف الوطني السوري منفتح على كل أطراف المعارضة والشخصيات الوطنية، بما يخص الحوار، حول أية وثيقة. والائتلاف يستمع لآراء الجميع، للتوصل إلى قواسم مشتركة، وبالتالي ورقة عمل واحدة إن أمكن”. الملك قال إن الغرض من ذلك هو: “أن تكون وجهة نظر المعارضة متقاربة في مواجهة النظام، في حال ذهبنا إلى موسكو”.

 

حسن عبد العظيم كان قد التقى السبت، وزير الخارجية المصري سامح شكري، في القاهرة. وصرّح عبد العظيم إن “هيئة التنسيق تعقد آمالاً عظيمة على دور مصر في حل الازمة السورية”، وإن الهيئة تريد “حلاً تفاوضياً سياسياً ينقل سوريا إلى دولة مدنية ديمقراطية، ويحافظ على كيان الدولة، ووحدة أراضيها وشعبها”. وأشار عبد العظيم إلى أن “النظام لا يستطيع أن يقرّر دون موافقة داعميه، ولا المعارضة تستطيع أن تقرر دون داعميها”، وأوضح “أصبح الحل السوري حلاً إقليمياً دولياً، وليس سورياً-سورياً”.

 

وفي ما يتعلق بالدعوة الروسية لأطياف المعارضة السورية، للاجتماع في موسكو، قال بسام الملك: “لا توجد مبادرة روسية، ولا ورقة عمل أو برنامج، قدما للمعارضة”، وإن “روسيا يهمها أن تُظهر للمجتمع الدولي قدرتها على الحل”. تعليق عضو الإئتلاف جاء رداً على تصريحات المبعوث الروسي الخاص إلى الشريق الأوسط ميخائيل بوغدانوف، الأخيرة، والتي قال فيها إنه “لا يعوّل على نجاح لقاء المعارضة السورية في موسكو”.

 

وبما يخص مستقبل اللقاء بين أطياف المعارضة السورية، في مصر، تمنى الملك، إجراء الحوار السوري السوري، على أرض مصر، لأن مصر محايدة، بخلاف روسيا التي مازالت تدعم النظام السوري.

 

وتستعد الهيئة والائتلاف، وعدد من قوى المعارضة داخل سوريا وخارجها، لعقد لقاء قادم في القاهرة، وصفه منذر خدام بأنه “لقاء وطني”، ويتوقع عقده منتصف شهر يناير/كانون الثاني، بحسب تصريح مصدر معارض لصحيفة الأهرام المصرية.

 

إلى ذلك، أعلنت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا، الثلاثاء، رفضها المطلق للمبادرة الروسية القاضية بإجراء حوار بين المعارضة والنظام في موسكو. وقالت الجماعة في بيان “نرفض المبادرة الروسية رفضاً قاطعاً، ونعلن التحامنا مع شعبنا البطل، في مواجهة بطش النظام المجرم وحليفيه الروسي والإيراني في سبيل نيل الحرية والكرامة”. وكان لافتاً تأكيد الجماعة في بيانها على أن رؤيتها للحل في سوريا تتماهى مع ما قالت إنه رؤية الثورة السورية المتمثلة بـ”إسقاط النظام وتفكيك أجهزته الأمنية، والعمل على قيام الدولة المدنية، دولة الحرية والعدالة والكرامة”. وأشارت إلى أن أي حل سياسي في سوريا لن تقبل به إلا إذا كان ضمن إطار يتضمن “زوال نظام بشار الأسد وأجهزته الأمنية، وتوفير المناخ السياسي الملائم بوقف القتل الذي يمارسه ضد المدنيين الأبرياء، والإفراج عن المعتقلين، وفك الحصار عن المناطق المحاصرة”.

 

تحفظ سوري معارض على أسماء متداولة لحضور مؤتمر موسكو لأنها محسوبة على النظام السوري

إيلاف- متابعة

بيروت: تلقى 4 أعضاء من هيئة التنسيق الوطنية دعوات بصفة شخصية لحضور مؤتمر موسكو، بينما من المتوقع أن يحصل على الدعوة نفسها أعضاء في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة خلال لقائهم اليوم في إسطنبول مع السفير الروسي لدى تركيا.

 

ليست معارضة

وقالت صحيفة “الشرق الأوسط” إن لائحة بنحو 28 اسمًا تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي، تضم أسماء من الائتلاف وهيئة التنسيق، وبعض الأحزاب المحسوبة على النظام السوري، تلقت دعوات للمشاركة في المؤتمر الذي تدعو له موسكو بين 26 و29 كانون الثاني (يناير).

وتحفظ عضو الائتلاف بدر جاموس والمنسق العام لهيئة التنسيق حسن عبد العظيم على الأسماء المدرجة في اللائحة، إذا صحت، لأنها تحوي أسماء لا تمت إلى المعارضة السورية بصلة. ونقلت الشرق الأوسط عن عبد العظيم قوله إنه وهيثم مناع وعارف دليلة وصالح مسلم تلقوا دعوة لحضور مؤتمر موسكو، “ومن بين الأسماء التي ستتم دعوتها من الائتلاف الرئيس هادي البحرة، وأمينه العام نصر الحريري، والرئيس السابق معاذ الخطيب، ووليد البني”، إضافة إلى أسماء اعتبرها غير معارضة، بل تحسب على النظام السوري.

 

غير محايدة

وقال جاموس للصحيفة نفسها إنه لم يتلقَ وأعضاء الائتلاف أي دعوة، متوقعًا أن يحصلوا عليها خلال اللقاء الذي سيجمعهم مع السفير الروسي لدى تركيا اليوم. وأبدى تحفظه على بعض الأسماء الواردة في اللائحة المسربة، نافيًا ما نشر عن وثيقة مشتركة بين هيئة التنسيق الوطنية والائتلاف الوطني للمشاركة في حوار مع النظام السوري، “فما اتفق عليه لا يعدو كونه اتفاقًا على العمل لتوحيد الرؤية في مؤتمر القاهرة الشهر المقبل، والاتفاق على ورقة مشتركة مع هيئة التنسيق في القاهرة لا يعني القبول بالذهاب إلى موسكو، فالآلية التي تعتمدها روسيا في الترويج لمبادرتها مرفوضة، إذا لم تكن ترتكز على مقررات مؤتمر جنيف، كما أن الائتلاف سبق له أن رفض اعتماد موسكو لعقد المؤتمر، لكونها ليست بلدًا حياديًا”.

ورأى جاموس أن سياسة روسيا في سوريا تهدف إلى تشتيت المعارضة، بينما رجح عبد العظيم أن يعقد اللقاء الوطني الموسع في القاهرة لتوحيد الرؤية بين الأطراف المعارضة، بين 21 و22 كانون الثاني (يناير).

دي مستورا ممثلًا

وقالت جولييت توما، المتحدثة باسم مبعوث الأمم المتحدة الخاص بسوريا ستيفان دي ميستورا، لوكالة رويترز إنه سيكون ممثلًا في محادثات موسكو.

وأضافت: “المبادرة الروسية تركز على المفاوضات بين السوريين، ومكتب المبعوث الخاص يرحب بأي مبادرة من شأنها أن تعزز فرص التوصل إلى نهاية سلمية ودبلوماسية للأزمة في سوريا”. لكنها لم توضح ما إذا كان دي ميستورا سيحضر المحادثات بنفسه.

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال إن المحادثات ستكون تمهيدًا لجولة ثالثة محتملة من محادثات جنيف، وتعطي مشاركة دي ميستورا ثقلاً للمبادرة، رغم أنه لا يوجد مؤشر على مشاركة غربية في المحادثات في ظل احتدام التوتر بخصوص الأزمة الأوكرانية.

 

منذر آقبيق: جنيف ما زالت صالحة للحل السياسي

معارض سوري: نرفض بدء مفاوضات من الصفر

بهية مارديني

رأى منذر آقبيق عضو الائتلاف الوطني السوري المعارض في لقاء مع “ايلاف” أن “خارطة الطريق للحل السياسي في سوريا حسب جنيف مازالت صالحة”، رافضا بدء مفاوضات جديدة من نقطة الصفر.

قال المعارض السوري منذر آقبيق أن بيان جنيف يؤكد أن السوريين قد عبّروا بشكل واضح عن رغبتهم في التغيير نحو نظام ديمقراطي عادل يحترم حقوق الإنسان و التعددية، مشيرا إلى أن البيان يعترف بوجود انتفاضة او ثورة في سوريا تنشد التغيير الجذري.

وأضاف “يؤكد البيان أن الحل في سوريا يجب ان يبدأ من احداث انتقال سياسي حقيقي و غير قابل للرجوع عنه نحو الديمقراطية. اما آلية الانتقال السياسي بحسب البيان فهي بانتقال السلطة إلى هيئة انتقالية حاكمة ذات صلاحيات كاملة (وليست موسعة كما يلمح البعض) ، بما فيها الامن و الجيش، و يمكن ان تحتوي الهيئة على عناصر من المعارضة و النظام و آخرين (بموافقة متبادلة). و هذا البند يفتح المجال نحو إزالة بعض التخوفات لدى جهات مختلفة ضمن الصراع، ولكنه واضح تماما لجهة انتقال السلطة من الأسد الى الهيئة الحاكمة”.

نقطة الصفر

و لفت آقبيق “أن الأسد و داعميه يعلمون ذلك جيدا ، و يحاولون الآن التهرب من جنيف تحت عنوان أنه لم يعد صالحا، بينما اكبر خطا يمكن ان يرتكبه اي طرف معارض سوري هو موافقته على البدء من الصفر ضمن أية مفاوضات بدون مرجعية جنيف، و إذا كان هناك اجتماعا مزمعا في موسكو فإن من يحضره من المعارضين عليه مسؤولية كبيرة تجاه ذلك، اي بكلمات أخرى، عدم تخفيض السقف”.

ورأى آقبيق “ان بدء الائتلاف بإجراء اللقاءات التشاورية مع اطياف المعارضة السورية هي خطوة في الاتجاه الصحيح، رغم تأخرها، و كان آخر لقاء أوائل العام الجاري عندما جرت محاولات لم تنجح آنذاك لتشكيل وفد مشترك إلى جنيف مع هيئة التنسيق”.

الاصطياد في الماء العكر

وقال ” من المهم بمكان ان يتابع الائتلاف هذه الجهود مع هيئة التنسيق و كافة تيارات المعارضة الاخرى التي تؤمن بمبادئ الدولة المدنية الديمقراطية وصولا إلى تفاهمات و توافقات واضحة و معلنة تغلق الطريق امام اي طرف معاد للثورة السورية و يريد الاصطياد في الماء العكر لمصلحة نظام الاسد. و تثبت ان السوريين موحدين في معارضة نظام الفساد و الاستبداد و لا احد منهم يقبل بأي حال من الاحوال إعادة إنتاجه باي شكل من الأشكال، و أيضا عدم القبول باي نوع آخر من الاستبداد المتطرف”.

واعتبر آقبيق ” أن النقاط الست المقترحة للاتفاق بين الائتلاف وهيئة التنسيق تشكل أساسا جيدا لهذه الجهود و تؤمن الحد الأدنى المطلوب خصوصا لجهة الإصرار على التغيير الجذري و الشامل في نظام الحكم، اي رحيل المافيا الأسدية و البدء بالتحول الدمقراطي المبني على اسس دستورية سليمة”.

التطرف

وفي سؤال أيضا حول ملف التطرف وكيفية القضاء عليه شدد أن “التطرف لم يكن موجودا في سوريا بشكل ملحوظ، استخدم الاسد المتطرفين في العراق، و عندما عادوا من هناك، وضعهم في السجن، بعد بدء الثورة افرج عنهم، وسرعان ما شكلوا كتائب مسلحة تعتنق السلفية الجهادية، اما متطرفي القاعدة فقد اتوا إلى سوريا و استخدموا مجازر الاسد البشعة كأداة للتجنيد. كافة انواع التطرف تشكل خطرا كبيرا على الوطن و الشعب و مستقبل البلاد، و يمكن مواجهة التطرف و الانتصار عليه فقط بعد إزالة اسبابه و اولها نظام الاسد، الذي يسبب بجرائمه اليأس و الغضب. بعد زوال النظام، يمكن ان يتوحد الشعب في المواجهة التي يجب ان تكون لها ابعادا ثقافية و تعليمية و إعلامية و ليس فقط عسكرية”.

وأشار آقبيق الى أن “الموضوع الطائفي هام ايضا حيث العدالة الانتقالية عندما تطبق بشكل سليم يمكن لها ان تخفف الاحتقان الشعبي و تساعد في إزالة التوتر الاهلي ، و عندما يشعر كافة المواطنون السوريون بانهم متساوون في الحقوق و الواجبات و ان الدولة حيادية تجاه الطوائف و الأعراق المختلفة، فإنهم سوف يميلون تلقائيا نحو الاستقرار و يواجهون كل من يحاول إشعال نار الفتنة. والعدالة الانتقالية ليست فقط محاكم للمجرمين، و إنما رعاية صحية و تعليمية و سكنية للمتضررين، و اعادة بناء و انتعاش اقتصادي و كافة الإجراءات التي تأخذ بيد الشعب نحو البحث عن المصالح الاقتصادية و الحياة الآمنة بعيدا عن اسباب التوتر و العنف و المعاناة من جرائمهم”.

وسألت “ايلاف” أخيرا حول معركة رئاسة الائتلاف والاجتماع المقبل مطلع الشهر القادم لانتخاب رئيس ونواب وأمين عام جديد وهيئة سياسية جديدة ، وهل سيكون آقبيق جزء من هذه المعركة ، فقال ” لم يسبق لي الترشح لأي منصب سابقا ضمن الائتلاف وعلى الأغلب سوف أستمر في هذا الاتجاه ولكني لم أتردد سابقا في ممارسة العمل الايجابي ضمن أي موقع يتيح نقل تطلعات الشعب السوري الى الأوساط الدبلوماسية والاعلامية والترويج لأهداف الثورة “، فأضافت “ايلاف” سؤالا حول أين يقف آقبيق بين الكتل داخل الائتلاف فأجاب ” لقد أبلغت الكتلة الديمقراطية أنني سوف أتابع كمستقل مع اعتزازي الكبير بعملنا خلال الفترة الماضية “، وأنهى لقائه بالقول “يوجد استقطاب شديد وخلافات في الكتل لا تخفى على أحد وبوجودي في الائتلاف كمستقل أستطيع رؤية الامور بشكل أوضح حسب اعتقادي”.

 

غارات على جوبر.. واغتيال قيادي بـ”الحر” بتلبيسة

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

تعرض حي جوبر في العاصمة السورية دمشق، الأربعاء، لعدة غارات جوية، فيما اغتال مسلحون قيادياً في الجيش الحر في تلبيسة بريف حمص.

 

على صعيد المعارك، استمرت الطائرات المقاتلة والمروحية في قصف العديد من المناطق، على رأسها حي جوبر الدمشقي، حيث تعرض الحي لأكثر من 18 غارة جوية، أطلق عليه خلالها 12 صاروخاً، وهو ما اعتبره ناشطون في المعارضة “تصعيداً غير مسبوق”.

 

وكان الحي تعرض للقصف المدفعي الثلاثاء في أعقاب اشتباكات عنيفة دارت في الحي بين المسلحين والقوات الحكومية.

 

وأضاف ناشطون آخرون أن الطيران الحربي شن 12 غارة جوية، الأربعاء، على بلدة إبطع في ريف درعا، 8 منها بالبراميل المتفجرة، بينما تعرضت مدينة جاسم لأربع غارات جوية.

 

وفي وقت مبكر الأربعاء، ذكر ناشطون معارضون أن مسلحي المعارضة تمكنوا من “تحرير حاجز الزلاقيات بريف حماة بالكامل”، موضحين أن العملية لم تستغرق إلا نصف ساعة، نجم عنها مقتل عدد من أفراد القوات الحكومية.

 

وأضافوا أن اشتباكات عنيفة دارت بين مسلحي المعارضة والقوات الحكومية ﻋﻠﻰ ﺣﺎﺟﺰي ﺯﻟﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺼﺎﺻﻨﺔ في ريف حماة.

 

اغتيال قيادي بالجيش الحر

 

وقال ناشطون معارضون إن مسلحين مجهولين اغتالوا صباح الأربعاء القيادي في الجيش الحر أبو وائل الحمصي، بعد أقل من 24 ساعة على اختطافه.

 

وأضاف الناشطون أن “أبو وائل”، وهو أحد أبرز قيادات الجيش الحر في حمص أثناء حصارها، تعرض للاختطاف مساء الثلاثاء، وألقيت جثته فجر الأربعاء في قرية السعن، على بعد 4 كيلومترات شرقي تلبيسة.

 

إيطاليا: رعاية طبية لـ130 مهاجرا سوريا من ركاب سفينة بلو سكاي إم

ليتشي (31 كانون أول/ديسمبر) وكالة (آكي) الايطالية للأنباء

أعلنت السلطات الايطالية أن مائة وثلاثين مهاجرا سوريا خضعوا للرعاية الطبية من مجمل 970 مهاجر غير شرعي كانوا على متن سفينة (بلو سكاي ام) التي رست فجر اليوم الاربعاء بميناء غاليبولي، بالقرب من مدينة ليتشي جنوب شرق إيطاليا

 

ونفى فريق خفر السواحل الإيطالية بعد تفقده السفينة معلومات عن وجود موتى بين المهاجرين على متنها، غالبيتهم من حملة الجنسية السورية وبينهم نساء حوامل، حسبما تناقلت وسائل إعلام محلية في وقت سابق

 

ولقد تدخلت قوات خفر السواحل الإيطالية بعد تلقيها نداء استغاثة الذي أطلق بينما كانت السفينة تبحر قرب جزيرة كورفو اليونانية بإتجاه سواحل كرواتيا ولكنها عدلت في وقت لاحق مسارها نحو إيطاليا

 

وكانت وسائل إعلام عالمية قد تداولت في وقت سابق أنباء عن وجود مسلحين على متن السفينة ولكن السلطات الايطالية نفت ذلك وذكرت أن نداء الاستغاثة أطلقه المهاجرون بعد أن تبين لهم أن قطبان السفينة هجروها في عرض البحر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى