أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأربعاء 6 أيار 2015

«جيش الفتح» في القلمون لتكرار «سيناريو إدلب»

لندن، جنيف، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب

سعت فصائل سورية معارضة بينها «جبهة النصرة» إلى تكرار «سيناريو إدلب» في القلمون شمال دمشق، وشكلت «جيش الفتح» لخوض معارك ضد القوات النظامية و «حزب الله» قرب حدود لبنان، بالتزامن مع طرد فصائل معارضة أخرى خلايا محسوبة على تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) من آخر معاقلها في القنيطرة. وأطلق المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا أمس محادثات ثنائية مع ممثلي جميع الأطراف السورية والإقليمية والدولية لاختبار إمكان العودة الى المسار السياسي وعقد «جنيف- 3».

وأعلنت قناة «المنار» الناطقة باسم «حزب الله» ومصدر عسكري في الحزب، أن «اشتباكات اندلعت بين مقاتلي الحزب ومسلحين من جبهة النصرة شرق لبنان على الحدود مع سورية»، مشيرة إلى أن «مقاتلي حزب الله نصبوا كميناً لمقاتلي النصرة في مواقع متقدمة على مشارف بلدتي الطفيل وبريتال». وأوضح مصدر في الحزب: «اندلعت الاشتباكات… خسائرهم البشرية كبيرة جداً»، فيما أفادت «المنار» بإن مقاتلي «حزب الله دمروا خمس مركبات عسكرية وقتلوا ما لا يقل عن 12 مسلحاً». وترددت أنباء عن مقتل «قائد عمليات الحزب في القلمون».

وكان عدد من الفصائل المعارضة بينها «أحرار الشام» و «جبهة النصرة» أعلن تشكيل «جيش الفتح» في القلمون في محاولة تكرار «سيناريو إدلب» عندما نجح تكتل معارض بالسيطرة على مواقع مدنية وعسكرية في شمال غربي سورية، ذلك لـ «خوض معارك تحرير كبيرة في قرى القلمون التي خسرها الثوار العام الماضي وصولاً إلى تحرير كامل القلمون»، وفق شبكة «شام» المعارضة.

وقال «الائتلاف الوطني السوري» المعارض في بيان، إن «سلوك حزب النظام الإيراني في لبنان يستدعي رداً وتدخلاً عربياً ودولياً»، داعياً الحكومة اللبنانية والجيش اللبناني إلى «ضبط الحدود وأن يتحملا مسؤوليتهما حيال حزب الله».

من جهة أخرى، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن «اشتباكات عنيفة أخرى بين قوات النظام والمسلحين الموالين من طرف ومقاتلي الفصائل الإسلامية والمقاتلة وجبهة النصرة من طرف آخر في محيط حواجز لقوات النظام في منطقة جبورين ومحيطها في ريف حمص الشمالي» (وسط البلاد) أسفرت عن سيطرة المعارضة على أربعة حواجز ومركزات لقوات النظام، ذلك في محاولة من مقاتلي المعارضة للتخفيف عن حلفائهم في القلمون.

وقالت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة أمس، إن «الثوار حرروا في شكل كامل بلدة القحطانية في ريف القنيطرة، آخر معاقل خلايا جيش الجهاد التابع لتنظيم «الدولة» في المنطقة»، فيما أفاد «المرصد» بمقتل «54 مقاتلاً بينهم 24 من جيش الجهاد خلال الاشتباكات» التي بدأت نهاية الشهر الماضي.

وبدأ أمس وفد من منظمة التحرير الفلسطينية زيارة الى دمشق هي الثانية خلال شهر، من أجل العمل على «تحييد مخيم اليرموك» عن النزاع العسكري وإخراج المسلحين منه وفك الحصار عنه، وفق ما قال مدير الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية في سورية أنور عبد الهادي.

في لندن، قالت منظمة العفو الدولية أمس، إن قوات النظام تستهدف المدنيين في حلب شمال البلاد بهجمات «البراميل المتفجرة» التي أجبرت مستشفيات ومدارس على العمل تحت الأرض. ووصفت الهجمات بأنها «جرائم ضد الإنسانية».

في جنيف، بدأ دي ميستورا مشاوراته السياسية بلقاء مندوب سورية لدى الأمم المتحدة حسام الدين آلا. وقال المبعوث الدولي إن بين الذين تمت دعوتهم نحو 20 دولة «وطيفاً واسعاً من الشباب والممثلين عن الشبان والساسة والشخصيات العسكرية والنساء والضحايا والمجتمع المدني والمهاجرين وزعماء دينيين ومحليين وغيرهم»، إضافة إلى ممثلي جماعات مسلحة ليست بينهم «جبهة النصرة» و «داعش».

 

لبنان تحت تأثير تسخين جبهة القلمون

الرياض – رندة تقي الدين – بيروت – «الحياة»

فرضت السخونة العسكرية في منطقة القلمون السورية، المحاذية للحدود اللبنانية البقاعية شرقاً، نفسها على المشهد السياسي اللبناني الملبد بالغيوم أمس، بموازاة استمرار رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط في الإدلاء بشهادته أمام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان للنظر في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، والتي جدد خلالها اتهام النظام السوري بالوقوف وراء الجريمة، وبإحكام قبضته على الحياة السياسية، فيما أعلن زعيم تيار «المستقبل» رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، الذي التقى الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في الرياض أمس، أن لبنان «غير معني بالدعوات الى تنظيم المعارك في القلمون»، وأن «لا حزب الله ولا الحرس الثوري الإيراني… وآلاف أطنان البراميل المتفجرة سيكون في مقدورها حماية بشار الأسد من السقوط». (للمزيد)

وفيما قالت مصادر مقربة من هولاند لـ «الحياة»، إنه أبلغ الحريري أن الرئاسة معطلة في لبنان بسبب إيران، فإن الحريري أشار الى أنه أبلغ الرئيس الفرنسي أن «الأمور لن تهدأ في لبنان إلا إذا حصل حل في سورية»، وطالبه «بممارسة ضغط دولي كي يحصل تغيير في سورية».

وكانت تداعيات المعركة التي يروج لها المقربون من «حزب الله» في القلمون مدار بحث في جولة الحوار الحادية عشرة بين قيادة الحزب وقيادة تيار «المستقبل» مساء أول من أمس، حيث طرح ممثلو الأخير جملة أسئلة عن رد فعل المجموعات المسلحة السورية على الأراضي اللبنانية وموقف الجيش من هذه المعركة. وهو ما عكسه الحريري في بيانه، محذراً من «السياسات الرعناء التي يمارسها حزب الله».

وبثت «جبهة النصرة» شريطاً مصوراً يظهر فيه العسكريون الشيعة المخطوفون لديها قالوا فيه إنهم «سيدفعون ثمن معركة القلمون إذا انجر الجيش وحزب الله إليها»، بينما قالت مصادر واسعة الاطلاع إنه إذا وقعت صدامات فإن الجيش لن يتدخل وإنه سيبقي المناطق الحدودية التي يتواجد فيها تحت سيطرته دون غيره.

واعتبر رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان أن غالبية الشعب ترفض خوض معركة لحماية غير لبنانيين.

وقال جنبلاط في شهادته إن محاولة اغتيال الوزير السابق النائب مروان حماده في 1 تشرين الأول (أكتوبر) 2004 كانت الترجمة الأولى لتهديد الرئيس بشار الأسد للرئيس الحريري (الذي أبلغه به خلال استقباله في دمشق 26 آب/ أغسطس) من العام نفسه إذا لم يمش بالتمديد للرئيس السابق إميل لحود، واعتبر أن «بشار الأسد كان ولا يزال أحد الطغاة الذين يحكمون في البلاد العربية».

وأكد جنبلاط أن محاولة اغتيال حمادة كانت رسالة مزدوجة له وللحريري من النظام السوري، مشيراً الى أن الرئيس السابق لأركان الجيش السوري الراحل العماد حكمت الشهابي اتصل به من الخارج ليحذره بعد المحاولة ضد حماده، وأن نائب الرئيس السوري السابق عبدالحليم خدام حاول إيصال رسالة لي بأن النظام السوري وراء المحاولة. وتضمنت شهادة جنبلاط تأريخاً لمرحلة سياسية فائقة الحساسية من تاريخ لبنان. وشدد غير مرة على اتفاقه مع الحريري الذي انضم لاحقاً الى اجتماعات المعارضة ضد «الاحتلال السوري» ومواجهة نظام الأسد والتمديد «القسري» للرئيس السابق إميل لحود وعلى اتفاقهما على أن يتم الانسحاب السوري وفقاً لاتفاق الطائف لا القرار الدولي 1559.

وكشف عن أنه حتى 13 شباط (فبراير) 2005 «كنت أحذر الحريري وأقول له انتبه» (عشية الاغتيال). وقال: «قبل 6 أيام قال لي الحريري إما يقتلوك أو يقتلوني». وسرد وقائع عن المضايقات التي تعرض لها والحريري من الأجهزة الأمنية اللبنانية التي قال إنهم «ركبوها» على شاكلة الأجهزة السورية. وأوضح أنه اتفق مع الحريري على خوض الانتخابات النيابية عام 2005 من دون الأخذ بمرشحين للنظام السوري. وعلّق على التظاهرات ضد القرار 1559 بقيادة «حزب الله» وقال إن الحزب «متحالف مع سورية سابقاً وحالياً». لكنه أشار الى أن «الحريري كان يرى أن بند نزع السلاح في القرار الدولي كان غير مقبول ومستحيلاً».

 

«العفو الدولية»: الهجمات السورية بـ «البراميل المتفجرة» جرائم ضد الإنسانية

لندن – رويترز

قالت “منظمة العفو الدولية” اليوم (الثلثاء) إن قوات الحكومة السورية تستهدف المدنيين في حلب بهجمات “البراميل المتفجرة” التي أجبرت مستشفيات ومدارس على العمل تحت الأرض ووصفت الهجمات بأنها “جرائم ضد الإنسانية”.

وأضافت أن “البراميل المتفجرة” (براميل محشوة بالمتفجرات والشظايا المعدنية تلقيها طائرات الهليكوبتر) قتلت نحو 3000 مدني العام الماضي في محافظة حلب الواقعة في شمال البلاد، بينما أوقعت أكثر من 11 ألف قتيل في سورية منذ العام 2012.

وتضمن تقرير لـ”منظمة العفو الدولية” التي تتخذ من لندن مقراً لها قول عامل في مصنع “رأيت أطفالا بلا رؤوس وأشلاء أعضاء بشرية في كل مكان”.

وقال مقيم آخر في ثاني أكبر مدينة سورية “الشوارع مغطاة بالدماء والأشخاص الذين قتلوا ليسوا هم الأشخاص الذين كانوا يقاتلون”، واصفاً المدينة بأنها “دائرة الجحيم”.

ولوقت طويل عبرت منظمات حقوقية عن القلق إزاء استخدام “البراميل المتفجرة” وأصدر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قراراً أوائل العام الماضي يدين استخدامها في المناطق الآهلة بالسكان مهدداً بإجراءات أخرى ضد دمشق إذا لم توقف استعمالها.

ونفى الرئيس السوري بشار الأسد في شباط  (فبراير) استخدم القوات الجوية السورية لـ”البرامل المتفجرة”، ولكن مسؤولون أوروبيون وأميركيون قالوا إن ما ذكره الأسد غير صحيح.

وتعد حلب القريبة من الحدود مع تركيا جبهة رئيسية في الحرب السورية.

وقالت “منظمة العفو الدولية” في التقرير “أجواء الرعب والهلع والمعاناة التي تفوق كل احتمال اضطرت بالكثير من المدنيين في حلب لتحمل شظف العيش تحت الأرض فراراً بأرواحهم من ويلات القصف الجوي الذي تشنه القوات الحكومية بلا هوادة”.

وقتل أكثر من 220 ألف شخص في الحرب السورية التي شردت نحو 7.6 مليون شخص، فر ما يقرب من أربعة ملايين منهم إلى دول مجاورة.

وقالت المنظمة إن الهجمات الحكومية باستخدام “البراميل المتفجرة” وغيرها من الأسلحة غير الدقيقة استهدفت أماكن مكتظة بينها أسواق ومحطات ركوب ومساجد ومستشفيات ومدارس.

وقالت المنظمة إن جماعات المعارضة المسلحة ارتكبت أيضا جرائم حرب باستعمال أسلحة غير دقيقة مثل مدافع الهاون وصواريخ محلية الصنع مزودة بإسطوانات غاز تسمى “مدافع جهنم” في هجمات قتلت ما لا يقل عن 600 مدني في 2014.

ونقلت المنظمة وصف مقيمين في حلب لهجمات جماعات المعارضة المسلحة بأنها عشوائية في أحيان كثيرة. ونقلت قول أحد سكان المدينة: “لا تشعر أبداً بالأمان أو السلامة، ولا تستطيع أن تخمن متى تصاب، إذ يمكن حدوث ذلك في أي وقت.”

 

سورية: مقتل 16 عنصراً من الأمن الكردي في هجوم انتحاري نفذه «داعش»

بيروت – أ ف ب

قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» اليوم (الأربعاء)، أن 16 عنصراً من قوى الأمن الكردية قتلوا في هجوم انتحاري نفذه تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في مدينة الحسكة شمال شرقي سورية.

وأضاف مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن، أن «انفجاراً كبيراً دوى في مدينة الحسكة فجر اليوم نجم عن تفجير تنظيم الدولة الإسلامية عربة مفخخة في مقر لقوات الأمن الداخلي الكردية (الأسايش) في ساحة البيطرة في المدينة».

وأعقب الانفجار هجوم نفذه عناصر آخرون على المقر تخللته معارك عنيفة. وقتل جميع المهاجمين، إضافة إلى 16 عنصراً من «الأسايش».

 

الأسد يعتبر أن خسارة معركة لا تعني خسارة الحرب

دمشق – أ ف ب

اعتبر الرئيس السوري بشار الأسد في ظهور علني نادر له في دمشق، اليوم (الأربعاء)، أن خسارة معركة في الحرب لا تعني الهزيمة، وذلك في أول إقرار ضمني له بسلسلة الخسائر التي تعرضت لها قواته خلال الأسابيع الأخيرة.

وقال الأسد خلال زيارة إلى مدرسة بمناسبة «عيد الشهداء»، «نحن اليوم نخوض حرباً لا معركة»، مضيفاً: «نحن لا نتحدث عن عشرات ولا مئات، بل نتحدث عن آلاف المعارك ومن الطبيعي في هذا النوع من المعارك والظروف، أن تكون عملية كر وفر، ربح وخسارة، صعود وهبوط، كل شيء فيها يتبدل ما عدا شيء وحيد هو الإيمان بالمقاتل وإيمان المقاتل بحتمية الانتصار».

 

واشنطن: لا بد من رحيل الأسد من أجل تسوية مشكلة تنظيم «الدولة الاسلامية»

واشنطن – أ ف ب

أعلنت السفيرة الاميركية لدى الامم المتحدة، سامنثا باور، أمس (الثلثاء)، ان مشكلة تنظيم «الدولة الاسلامية»، في سورية ومناطق اخرى من الشرق الاوسط، لن تلقى حلاً طالما ان الرئيس السوري بشار الاسد في السلطة.

وقالت سامنثا باور، في مقابلة اجرتها معها شبكة «بي بي اس»، التلفزيونية العامة، ان «الرئيس (باراك) اوباما على قناعة راسخة بانه لا يمكن معالجة مشكلة (تنظيم) الدولة الاسلامية في شكل دائم طالما ان مشكلة الاسد لم تلق حلاً».

وتابعت «من الاسباب التي تجعل المقاتلين الارهابيين الاجانب يتدفقون الى سورية انهم يريدون القتال ضد الاسد، وانهم يرونه يشنّ هجمات بالبراميل المتفجرة والكلور. لا يمكن الفصل بين الامرين».

وتتهم الولايات المتحدة كما بريطانيا وفرنسا الأسد باستخدام الكلور ضد المدنيين في سورية.

اما روسيا فتؤكد ان لا دليل دامغاً على مسؤولية دمشق.

واكدت سامنثا باور على اهمية اقناع روسيا وايران بوقف دعم الاسد.

وقالت «على انصار الاسد ان يفهموا التحذير بان النظام غير شرعي، وان الحرب الاهلية لن تتوقف ما لم يغادر الاسد السلطة».

 

دو ميستورا أطلق حواراً سورياً ونأى بنفسه عن التزامات محدّدة

جنيف – موسى عاصي

حوار بلا هدف واضح، هذا ما يمكن استنتاجه من المؤتمر الصحافي الذي عقده المبعوث الخاص للامم المتحدة لحل الازمة السورية ستيفان دو ميستورا والذي اعلن فيه بدء ورشة نقاش تستمر ستة اسابيع قابلة للتمديد. استخدم المبعوث الدولي كل ما في جعبته من عبارات ومصطلحات للنأي بنفسه عن التزامات محددة قد تضعه في نهاية المطاف أمام استنتاجات أكثرها ترجيحا الفشل في التوصل الى حلول للأزمة.

والرجل قالها صراحة رداً على سؤال لـ”النهار” عما “يمنع تحويل هذه الورشة الى مفاوضات حقيقية ما دام يحظى بموافقة القوى الكبرى الاقليمية والدولية كافة”، فكان الجواب أن التفكير في خروج هذا الحوار بتغيير ما على مستوى الحل في سوريا هو “ضرب من المغامرة”، مكررا أن حوار جنيف “ليس مفاوضات جنيف 3”.

لا يملك المبعوث الدولي اذاً، خطة واضحة للحوار، بل “سنسمع ما يقوله الاطراف المشاركون من سوريين وقوى مؤثرة في الازمة السورية وسنطلع على وجهة نظرهم في كيفية مقاربة تطبيق بيان جنيف 1 الذي يبقى القاعدة الاساسية لأي حل سياسي في سوريا والذي لم تجر مناقشات جدية في شأن تطبيقه”، رافضاً مرة أخرى الخوض في مناقشة بنود هذه الوثيقة واولوياتها “فهذا أمر لن ندخل فيه كأمم متحدة ومسألة اولويات كل طرف من الاطراف تبقى خاصة به وله الحق خلال هذا الحوار في أن يعرض وجهة نظره في هذه الاولويات أياً كانت”.

وأعلن أنه دعا الى جنيف 40 مجموعة من الاطراف السوريين المختلفين، الى طيف واسع من “الشباب والممثلين للشبان والساسة والشخصيات العسكرية والنساء والضحايا والمجتمع المدني والمهاجرين وزعماء دينيين ومحليين وغيرهم”. ومن المدعوين أيضاً جماعات معارضة مسلحة “لكننا لسنا على استعداد للقاء ممثلين لجبهة النصرة أو تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)” اللذين تصنفهما الأمم المتحدة منظمتين إرهابيتين، رافضا كشف هويات ممثلي الجماعات المسلحة “سأكتفي بالقول إن فئة من القادة تمت دعوتها ولن أخوض في أكثر من ذلك”.

كما أعلن عن دعوة 20 من ممثلي الدول ذات التأثير على المستويين الاقليمي والدولي . ودافع عن دعوة ايران للمشاركة في هذا الحوار على اساس أنها “دولة لها تأثير كبير في المنطقة وفي الازمة السورية تماما كالسعودية وتركيا والاردن وقطر”. وتقاطع هذا الموقف مع موقف اوساط ديبلوماسية غربية في جنيف أكدت لـ”النهار” أن دعوة ايران مسألة طبيعية فلها “دور كبير في المنطقة” ومن الطبيعي دعوتها الى هذه المناقشات. لكن هذه الاوساط ربطت امكان نجاح “حوار جنيف” باحراز تقدم نحو الحل السياسي بمدى “تجاوب الموقفين الايراني والروسي” مع المسعى الاممي.

 

الجلسة الاولى

وعقب المؤتمر الصحافي، انتقل دو ميستورا الى حيث عقد جلسة الحوار الاولى مع الوفد السوري الحكومي برئاسة السفير السوري في جنيف حسام الدين آلا، من غير أن يرشح عن اللقاء أي تفصيل، على ان يستكمل الحوار مع هذا الوفد اليوم.

 

المنطقة الآمنة

على صعيد آخر، كشفت اوساط ديبلوماسية غربية في جنيف أن التصريحات الأخيرة لرئيس “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” خالد خوجة من واشنطن وتلميحه الى احتمال تطبيق خطة “المنطقة الآمنة” في الشمال السوري لم تكن دقيقة . واوضحت أن الولايات المتحدة لا يمكن ان توافق في هذه المرحلة على فرض حظر طيران فوق هذه المنطقة “فذلك يتعارض تماما مع الاستراتيجية العسكرية الاميركية الحالية في منطقة تستخدمها طائرات الائتلاف الدولي لشن غاراتها اليومية على المواقع التي يستخدمها داعش”.

 

سوريا تحشد في سهل الغاب لمنازلة حاسمة

محمد بلوط

أخبار سيئة للمعارضة السورية: هجوم واسع متوقع في القلمون قد ينهي وجودها في الريف الدمشقي، و «لا» أميركية لطلب منطقة حظر جوي لحماية «جبهة النصرة» و «القاعدة» في الشمال السوري.

الـ«لا» الأميركية جاءت الأسبوع الماضي على لسان وزير الخارجية الأميركي جون كيري، خلال لقائه رئيس «الائتلاف الوطني السوري» خالد خوجة. ويوحي ذلك بأن ترجمة «الانتصارات» العسكرية للمجموعات المسلحة في الشمال السوري، وتصريفها سياسياً، لا يلقى آذاناً صاغية لدى الأميركيين، الذين لا يشاطرون «الائتلافيين» نظرتهم أن الحرب قد دخلت منعطفاً انحدارياً للرئيس السوري بشار الأسد.

إذ لا تغيير في مبدأ قائد الأركان الأميركي الجنرال مارتن ديمبسي، الذي تحولت مطالعته مرشد عمل للولاية الأولى للرئيس باراك أوباما وخطاً احمر للتورط الأميركي المباشر، لتضافر الكلفة الباهظة لأي حظر جوي في سوريا مع رفض الانزلاق نحو عملية برية، وهو مبدأ تعزز في الأيام الأخيرة، بعد غزو الأتراك و «جبهة النصرة» والجماعات «الجهادية» لجسر الشغور، فضلا عن مواصلة تأجيل تدريب القوة «المعتدلة» في تركيا المستمر منذ عام ونصف العام.

اللقاء لم يكن ايجابياً كما قال خوجة للصحافيين، بل إن الردود السلبية لكيري على طلب حماية جوية، تبعه متحدث باسم الخارجية بتوضيح أن لا تغيير في الموقف الأميركي حالياً من مسألة إقامة حظر جوي.

ويقدم التعقيب تكذيباً مزدوجاً: الأول لأوهام «الائتلافيين» الذين يحاولون حصد ما تزرعه «النصرة» في الشمال السوري، والثاني لرئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو، الذي لم يكف عن ترداد أن الفجوة مع واشنطن حول مسألة إقامة الحظر الجوي قد ضاقت.

ويبدو حديث «الائتلافيين» عن دخول الولايات المتحدة مرحلة دراسة الآليات للتدخل تعزية للأنفس التي رأت في عملية جسر الشغور، وقبلها ادلب، المنعطف الذي تنقلب معه مجريات الحرب السورية. ذلك أن رغبة «الائتلاف» بتحويل طيران التحالف إلى سلاح جو للمجموعات المسلحة، التي أعادت تركيا والسعودية وقطر إصلاح ذات بينها، وتوحيدها، يتجاهل تركيبة «جيش الفتح»، الذي تشكل من «النصرة»، و «جنود الشام»، و «كتيبة تركستان»، و «أنصار الإسلام»، و «أحرار الشام»، و «جند الأقصى»، وهي كلها مجموعات «قاعدية» الهوى أو البيعة، وبدأ توحيدها بقرار سعودي – تركي في آذار الماضي، برعاية استخبارات البلدين، ورفض السعوديون شيئاً واحداً، على ما قاله مصدر سوري معارض، هو أن يطلق الأتراك عليه اسم «جيش الفاتح»، كما اقترح رئيس الاستخبارات التركية حاقان فيدان تيمناً بالسلطان العثماني محمد الفاتح، وأصر السعوديون على تعميده بـ «جيش الفتح».

إن اشتراط إرسال إدارة «ائتلافية» إلى «الداخل» السوري بغطاء جوي دولي، كما طالب خوجة، لا يأخذ بعين الاعتبار أن هذه المنطقة، المرشحة لتظليلها بطيران التحالف أو غيره وحمايتها من هجمات الطيران السوري، تضم تلك المجموعات التي وضعتها الولايات المتحدة نفسها على لائحة الإرهاب، وهي جماعات تناصبها العداء حيناً وتستخدمها أحياناً أخرى في استراتيجياتها الإقليمية لاستنزاف خصومها، تحت مسميات متباينة، من آسيا الوسطى الأفغانية والباكستانية، إلى سوريا فالعراق فاليمن، ولكنها قد لا تذهب إلى حد القبول بانتصارهم النهائي، وخروجهم كلياً أو جزئياً عن السيطرة، كما في حالة «داعش». وهو يعني، في النهاية، أن تقوم طائرات الحظر الجوي، بحماية أبو محمد الجولاني، ومسلم الشيشاني، وأمراء الحرب و «الجهاد» في الشمال السوري، وإهداء الجماعات الوهابية بؤرة مفتوحة في المشرق.

وإذا كان مفهوماً أن الانشغال الإيراني بالأزمة اليمنية، واحتواء «داعش» في العراق، ومتطلبات ضبط النفس في الخط الأخير نحو الاتفاق النووي مع الغرب، أتاح نافذة تكتيكية للأتراك والسعوديين لتنفيذ هجمات الشمال، إلا أن هذه المتطلبات نفسها تقيد جزءاً من حركة الولايات المتحدة أيضاً. ذلك أن إدارة أوباما تفتش هي أيضا مع طهران عن انجاز ديبلوماسي كبير في الملف النووي، وقد ذهبت بعيدا في المفاوضات، وفي المواجهات الداخلية مع الكونغرس، ولا تريد التضحية بالاتفاق حتى يثبت العكس. كما لا تملك إدارة أوباما أي مصلحة في تصعيد المواجهة مع طهران في هذه اللحظة، وقبل التوقيع على الاتفاق، سواء عبر عملية عسكرية واسعة في الشمال السوري لكسر التوازنات، أو عبر إنشاء منطقة حظر جوي، ستكون استفزازاً مباشرا لإيران وسوريا، فضلا عن تعقيدات التوصل إلى قرار من هذا النوع في مجلس الأمن في مواجهة روسيا.

والأغلب أن سابقة كوسوفو، التي أباح فيها حلف شمال الأطلسي لنفسه أجواء يوغوسلافيا السابقة من دون العودة إلى مجلس الأمن، ليست مرشحة للتكرار في سوريا، ذلك أن روسيا، التي غضت النظر عن ذلك منتصف التسعينيات، كان يحكمها آنذاك الثلاثي بوريس يلتسين و «الفودكا» والغيبوبات الكحولية المتكررة، وليست روسيا العائدة بقوة مع فلاديمير بوتين.

ولم ينقلب مسار الحرب في سوريا لمصلحة تركيا والسعودية والمجموعات التي تقاتل باسمها على الأرض السورية، وإن صح أن هذه المجموعات قد اخترقت التوازن في شمال غرب سوريا، في غزوها لجسر الشغور وإدلب، إلا أن العملية، التي تصح تسميتها حملة كسر ميزان القوى، لا تزال بعيدة عن تحقيق أهدافها، حيث أن جسر الشغور وإدلب ليست سوريا كلها. وإذا كان صحيحاً أيضا أن الجيش السوري يواجه مجموعات مسلحة، أفضل تنظيماً وتنسيقاً وتسليحاً، بفضل غرف العمليات في إنطاكيا وعمان، إلا أن المعارضة تنحو إلى تفضيل رغباتها على حقائق ميدانية كثيرة، وإطلاق العد التنازلي نفسه الذي أطلقته صيف العام 2012، بقرب دخولها دمشق منتصرة.

وبحسب مصادر واسعة الاطلاع فقد بدأ الإيرانيون فعلاً بإرسال وحدات مقاتلة، ومجموعات كبيرة من ضباط الحرس الثوري، إلى المنطقة. كما أن وحدات من مقاتلي «عصائب الحق» العراقية، التي كانت خففت من حضورها الميداني في سوريا، بعد غزوة الموصل «الداعشية» في حزيران الماضي، قد بدأت بالعودة إلى ميادين القتال، والاحتشاد إلى جانب الجيش السوري في منطقة سهل الغاب، لتطوير هجوم مضاد لاستعادة المدينة.

وتحولت منطقة سهل الغاب جنوب جسر الشغور، إلى أكبر تجمعات الجيش السوري في المنطقة، وهو لا يزال يحتفظ فيها بخطوط إمداد واتصال مفتوحة، فيما لا تزال قوة من 200 جندي وضابط تتحصن في المستشفى الوطني لجسر الشغور، لتشكل رأس جسر لأي هجوم مضاد منتظر، بحماية غارات لا تنقطع للطيران الحربي منذ غزو المدينة.

كما أن الخريطة العامة للجبهات لا تزال ترجح تفوق الجيش السوري، وتظهر أهمية التدخل التركي والسعودي والأردني أيضاً في وضعية هذه الجبهات. إذ لا يزال الجيش في حالة هجوم في مناطق تمتد من أطراف الجبهة الجنوبية إلى دمشق والغوطة، كما أن الطوق الدمشقي الذي بات يحكم السيطرة عليه، بعد دخوله إلى ميدعا، وإغلاقه احد أهم خطوط إمداد المعارضة و «جيش الإسلام»، نحو البادية السورية – الأردنية، انجاز نوعي ومهم، سيلعب دوراً كبيراً في عمليات القلمون الشرقي أيضاً. ولا يزال الجيش السوري، الذي قاتل في العام 2012 على 468 جبهة قتال مختلفة، وفقد أكثر من 50 ألف شهيد، يسيطر على قلب سوريا، وفي حالة هجوم أو دفاع ديناميكي من دمشق فالقلمون فالمنطقة الوسطى، فحماه شرقاً، واللاذقية غرباً.

إن كل الانجازات التي حققتها المجموعات المسلحة، سورية و «جهادية» من كل حدب وصوب، لم يكن لها أن تتحقق لولا استنادها إلى قواعد خلفية قريبة، فهي لا تقاتل إلا انطلاقاً من دول الجوار، واستناداً إلى حلف إقليمي يرعاها، فلا جبهة جنوبية ولا تقدم فيها من دون الأردن واستخباراته، وإسرائيل، والسعودية وغرفة عمليات عمان، ولا سقوط لجسر الشغور أو ادلب، أو تهديد لحلب، من دون تركيا، التي باتت تقاتل المجموعات المسلحة، انطلاقاً منها. أما في كل الداخل السوري، فلا معاقل لها إلا وتحت الحصار والقصف، فضلاً عن أن كل المجموعات المسلحة لا تملك مشروعاً سياسياً سوى مشاريع «الإمارات الجهادية».

 

دي ميستورا يطلق مشاوراته: مضاعفة الجهود لإيجاد حل للأزمة

أطلق المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا من جنيف أمس، مشاورات مع أطراف النزاع السوري، ملمحاً إلى ضرورة تعديل بيان «جنيف 1»، ليعكس التغير الذي حصل على الأرض جراء دخول تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»-»داعش» على خط الأزمة.

وقال دي ميستورا، في مؤتمر صحافي في جنيف، «نبدأ اليوم (أمس) سلسلة نقاشات مباشرة مع اكبر عدد ممكن من الجهات الضالعة في النزاع السوري» لتقييم إمكانات بدء جولة جديدة من المفاوضات. والمحادثات ستمتد على مدى خمسة إلى ستة أسابيع أو حتى أكثر إذا لزم الأمر.

وأضاف «في أواخر حزيران سنجري تقييما للوضع، ونتخذ قراراً بخصوص المرحلة التالية». وأكد عدة مرات أن المحادثات ليست على مستوى مؤتمر دولي ثالث في جنيف.

وبدأ دي ميستورا المشاورات بلقاء مع السفير السوري لدى الأمم المتحدة في جنيف حسام الدين آلا. ويتوقع أن يلتقي الوسيط ممثلي الحكومة السورية وأكثر من 40 طرفاً سورياً وحوالي 20 جهة إقليمية ودولية. وبين السوريين الذين سيلتقيهم «أطراف سياسية وعسكرية ونساء وضحايا وزعماء دينيون» وكذلك ممثلون عن المجتمع المدني والشتات السوري.

والى جانب الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، دعيت دول المنطقة التي لديها نفوذ على أطراف النزاع، وفي هذا الإطار دعيت إيران، التي كانت قد استبعدت عن مؤتمرين دوليين حول سوريا نظمتهما الأمم المتحدة في العامين 2012 و2014، كما دعيت السعودية وتركيا.

وأكد دي ميستورا أن المجموعات التي تعتبرها الأمم المتحدة إرهابية، مثل «جبهة النصرة» أو «داعش» لم تُدعَ إلى مؤتمر جنيف. وأضاف أن صعود «داعش» غيّر الحقائق على الأرض منذ توقيع بيان «جنيف 1». واقترح مراجعة البيان ليعكس ذلك التغير.

(ا ف ب، ا ب، رويترز)

 

الائتلاف المعارض يحذر من “مجازر لحزب الله” في القلمون السورية

اسطنبول – الأناضول – حذر عضو الهيئة السياسية للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، “بدر جاموس من”، مجازر محتملة  لحزب الله في القلمون بريف دمشق، في ظل الحشد الذي ينفذه الحزب، لخوض معركة في المنطقة” داعياً إلى “تدخل عربي ودولي تجاه سلوك الحزب”

 

وأضاف جاموس في بيان صادر عن الائتلاف، الأربعاء، “إن من يسمع زعيم هذه الميليشيا يخطب ويهدد ويعلن عن معاركه على سوريين عبر وسائل الإعلام، يعتقد أنه يتحرك بضوء أخضر أممي، له ولنظامه الإيراني، في التوسع والعدوان، ولا يحسب أي حساب لقانون ولا لمواثيق دولية.”

 

ودعا جاموس “الحكومة اللبنانية والجيش اللبناني لضبط الحدود، وأن تتحمل مسؤولياتها حيال تنظيم حزب الله، ولو في الإنكار على تلك الميليشيا اعتداءاتها المتكررة على شعب سورية وأرضها، موجهاً تحية “للثوار الصامدين في جبال القلمون”، مضيفاً “إننا نشدّ على أيديهم من أجل الاستمرار في حماية المدنيين ما استطاعوا”.

 

«حزب الله» يجند الفتيان وإعلامه يروج لها وقوات المعارضة تتأهب وتشكل غرفة عمليات

سلامي محمد وأحمد الدمشقي

القلمون ـ «القدس العربي» يتحضر حزب الله اللبناني لخوض معركة كبيرة في القلمون الغربي في ريف دمشق الشمالي بسوريا، وقد باشر إعلامه بزخم اعلامي تمهيداً للمعركة القادمة بالقلمون، وبدأ بنشر الأغاني الحماسية، لإعادة شعبية الحزب في لبنان وفي الأراضي السورية أيضاً، عقب خسائره الفادحة في أراضي سوريا عامة، وفي القلمون خاصة، وتواردت أنباء أن حزب الله يقوم بتجنيد الأطفال من عمر خمسة عشر عاما في الضاحية الجنوبية في لبنان، من أجل نقلهم مع مقاتليه إلى سوريا، وبشكل أدق إلى مدن القلمون لبدء المعركة الجديدة فيها.

وأكد نور القلموني المتحدث الإعلامي باسم «تجمع واعتصموا بحبل الله» «القدس العربي» أن معلومات وردت من مصادر خاصة وموثقة، مفادها أن حزب الله يسعى لفتح معارك مع المعارضة السورية المسلحة في القلمون لريف دمشق في هذه الفترة، يهدف من خلالها للسيطرة على جرود القلمون، من أجل نقل معدات عسكرية وصواريخ بالستية، والسكود من سوريا إلى أراضيه المحاذية لجرود القلمون الغربي، ولأن جرود القلمون هي الأقرب والمحاذية لقراه الشيعية ويسهل عليها المرور من جبال القلمون إلى الأراضي اللبنانية والمعارك باتت على الأبواب.

وأشار القلموني أن حزب الله سيخوض هذه المعركة بمساندة من مليشيات عراقية، ومما لا شك فيه أن قوات النظام ستكون في الخطوط الأمامية الأولى في المعركة، وقد دخل رتل من الفرقة الثالثة التابعة لنظام بشار الأسد إلى مدينة يبرود واتجه نحو جرود القلمون الغربي، حيث المعركة الجديدة والتي خطط لها حزب الله اللبناني.

ويضيف عن المعركة التي تدور رحاها على أرض منطقة القلمون: لكن مقاتلي المعارضة لن يسمحوا لحزب الله اللبناني، ومن يسانده بالتمدد في القلمون، وهم على دراية بتحركاتهم، ومخططاتهم، ولهذا يتجمع الثوار في القلمون تحت مسمى «واعتصموا بحبل الله» ليكون بداية لتشكيل جيش الفتح، لتحرير القلمون، وطرد قوات النظام ومن يساندها، على غرار الجيش الذي اتحد في إدلب، وخاض معارك شرسة ضد نظام بشار الأسد، وتمكن من تحقيق تقدم كبير فيها.

وأردف المصدر: «المعركة في جبال القلمون ستكون كبيرة ومهمة، وستكون الحاسمة والنهاية للمليشيات الشيعية على أرض القلمون، فالمجاهدون على استعداد تام لها، ويعدون العدة والعتاد، وسيتوحدون تحت راية واحدة وهدف واحد».

وفي سياق متصل أقدمت جبهة النصرة خلال الأيام القليلة الماضية على تخريج دفعة جديدة من المقاتلين الجدد المنضمين إليها في منطقة القلمون بريف دمشق الشمالي، ويأتي تخريج الدفعة الجديدة من مقاتلي جبهة النصرة عقب أنباء عن حشود عسكرية ضخمة يقوم بها حزب الله اللبناني في مناطق سيطرته بالداخل اللبناني، لشن عملية عسكرية جديدة تهدف للسيطرة على المنطقة.

واتفق قادة الفصائل العسكرية المنتشرة في جرود القلمون على التوحد تحت مسمى واحد هو «جيش الفتح» للتحضير بشكل فوري لإطلاق معركة ضخمة لإعادة تحرير مدن وقرى القلمون من قوات الأسد والدفاع الوطني ومن يساندها من ميليشيا حزب الله اللبناني، وتم الاتفاق على تشكيل قيادة عسكرية موحدة باسم جيش الفتح في القلمون وتضم كلاً من تجمع «واعتصموا بحبل الله»، وجبهة النصرة، وأحرار الشام، إضافة إلى جيش القلمون، وتم بالفعل تحديد القادة العسكريين، ولجنة شرعية موحدة بالإضافة إلى إطلاق دورات تدريبية مشتركة لرفع جاهزية العناصر واستعدادهم للمعركة القادمة التي ستستخدم فيها المعارضة أسلحة نوعية مختلفة عن تلك التي استخدمتها في المعركة الماضية، خبرتها بعد عشرات العمليات التي قامت بها على مواقع حزب الله وقوات الأسد والدفاع الوطني وخلفت هذه المعارك العديد من القتلى وتم من خلالها تحرير عدة نقاط عسكرية منها نقاط كشفت طرق الإمداد للحزب إلى داخل الأراضي اللبنانية وهو ما أثار جنون حزب الله بحسب الناشط أحمد اليبرودي.

ويضيف أن النية مبيتة لدى الثوار لتحرير مدن وقرى القلمون، وجاءت انتصارات الشمال كدافع لتشكيل جيش الفتح، بل واستمرت العمليات ضد قوات حزب الله طيلة الفترة الماضية فسيطر الثوار على عدد من النقاط التي احتلتها قوات الأسد وميليشيا حزب الله كنقطة المش، التي فرض الثوار سيطرتهم عليها مؤخراً، وكشفوا طريق إمداد الحزب إلى داخل الأراضي اللبنانية وسط عجز كامل من الحزب وقوات الأسد عن استعادة أي نقطة على الرغم من استخدام سلاح الجو والبراميل المتفجرة.

واعتبر اليبرودي أن لا علاقة بين تشكيل جيش الفتح وحشود حزب الله على الحدود اللبنانية والتي تهدف بالأساس إلى تأمين طريق إمداد بين القلمون والأراضي اللبنانية من خلال السيطرة على الجرود، وبالتالي تفادي الكثير من الكمائن والهجمات، كما أشار اليبرودي الى أن حزب الله أجبر نظام بشار الأسد على حشد قوات الدفاع الوطني، ومن خلفها قوات جيش النظام، وافتتاح عدد من مكاتب التجنيد للدفاع الوطني لإغراء الشباب بالمال من أجل الانضمام إلى صفوف قوات النظام.

ولفت اليبرودي إلى أن حزب الله نشر عدداً من راجمات الصواريخ، والمدافع على مشارف الحدود السورية، كما قام الجيش اللبناني بتعزيز قواته، واستدعى كافة عناصر المغاوير وسط تخوف لبناني من زج الجيش في المعركة عبر دفع الثوار باتجاه الحدود اللبنانية للاصطدام بالجيش الذي يؤمن الحدود، ونوه اليبرودي في ختام حديثه إلى عدم اشتراك تنظيم الدولة في التحالف الجديد بعد انحسار وجوده مؤخراً في الجرود، جراء انسحاب قسم كبير من قواته باتجاه ريف حمص الجنوبي.

أما في الداخل اللبناني فقد رصد نشاط مكثف لتحركات الحزب على الحدود وفي البقاع، مع نشاط لافت على صفحات التواصل الاجتماعي يستعرض الحشود التي استدعيت إلى أرض المعركة، وإلقاء خطب جياشة من قبل قادة حزب الله للدعاية للمعركة في القلمون، بالتزامن مع دعوات للاستنفار والالتحاق بقوات الحزب في القرى الشيعية في البقاع مستمرة مع الدفع بمدرعات ثقيلة إلى مناطق نحلة، وبريتال، والطفيل على الحدود.

 

«هاكر» يعزل عبد الله زهران علوش من منصبه ويعيّن بديلاَ عنه

ياسين رائد الحلبي

ريف حلب ـ «القدس العربي» اخترق قرصان اليكتروني «هاكر» تابع لنظام بشار الأسد موقع جيش الإسلام الذي يقوده زهران علوش، وقام بنشر بيان اعتزال علوش وتعيين أبو معروف رئيس الأركان بديلاً عنه، وجاءت عملية «التهكير» بالتزامن مع نشر حساب على «تويتر» يحمل اسم «زهران عبد الله علوش» ويضع صورته، البيان ذاته في الوقت ذاته، وهذا ما سبب في بداية الأمر حالة من الفوضى في النشر عند الناشطين.

وجاء في البيان الذي تداوله ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، والممهور بختم وتوقيع نائب قائد الجيش: «أعفي القائد العام لجيش الإسلام الشيخ عبد الله زهران محمد علوش من مهامه في قيادة جيش الإسلام، وذلك نظراً لتجاوزات عسكرية وإدارية ادّت الى خسارات في صفوف المجاهدين على جبهات الغوطة الشرقية بشكل علم وحرستا وجوبر بشكل خاص ، وتم تعين المجاهد أبو معروف قائد هيئة الأركان عوضاً عنه»، وكان البيان مختوماً بختم جيش الإسلام القيادة العامة، بالإضافة الى شعار الجبهة الإسلامية.

 

وقال الناطق باسم جيش الإسلام النقيب إسلام علوش في حديثه مع «القدس العربي»: نجحت مخابرات نظام بشار الأسد في اختراق موقع جيش الإسلام، ولكن بعد 114 محاولة فاشلة لاختراق الموقع، وبالنهاية استطاعوا أن يقوموا بتهكير شركة الإستضافة التي أنشئ عليها موقع جيش الإسلام، ودام الاختراق لمدة ساعة كاملة، وسجل الموقع 120 ألف زيارة خلال فترة قصيرة جداً، مشيراً أن الهكر أخطأ في الاسم وذكر في البيان المزور اسم «عبدالله زهران علوش»، أي أنه أعفى والد قائد جيش الإسلام بدلاً منه.

وأكد أن ما حصل يتعلق بالوضع السياسي العام، والتوتر الذي تشهده العاصمة دمشق في الفترة الحالية، وخاصة بعد العرض العسكري الكبير الناجح لجيش الإسلام، وتخريج دفعة جديدة من المقاتلين الذين انضموا لجيش الإسلام وبلغ تعدادهم 1700 مقاتل، ولكن تم استدراك الاختراق في الموقع مباشرة.

هذا وقد تناقل ناشطون خبر عزل القائد زهران علوش، وقاموا بنقله على صفحاتهم الشخصية؛ وذلك بسبب الالتباس الذي حصل بعد تهكير الموقع بشكل مباشر، حيث يستند معظم الاعلاميين، والناشطون في صحة أخبارهم على المواقع الرسمية للفصائل العسكرية في حال تم نشر أخبار تتعلق بالعزل، والتعين، والاندماج، والفصل، وإعلان المعارك.

والمسؤول الأول عن عملية «التهكير» هو الجيش السوري الالكتروني المدعوم بخبرات تقنية كبيرة إيرانية وروسية، وقد تم سابقاً تهكير العديد من مواقع الفصائل العسكرية السورية المعارضة لحكم بشار الأسد، بالإضافة إلى اختراق حسابات على الفيس بوك، والتويتر، وعلى برنامج الاتصال الشهير السكايب، ويعود ذلك بسبب قلة تدابير الحماية الأمنية اللازمة لمواقع المعارضين، وحساباتهم الشخصية وقلة الخبرة في ذلك.

يعد جيش الإسلام من أكبر الفصائل العسكرية المعارضة في سوريا، ويعمل بشكل مركز على جبهات دمشق وريفها، ويتمركز في مدينة دوما الواقعة في الغوطة الشرقية، وتعتبر الأخيرة مكانا تدار من خلالها أكبر عملياته، رغم أنها تعيش حصاراً خانقاً منذ ما يقارب الثلاث سنوات من قبل نظام بشار الأسد.

 

سوريا: اشتباكات بين «حزب الله» و«جبهة النصرة»

«يونيسف»: سلمنا مساعدات لنازحين من مخيم اليرموك لم نصل إليهم منذ عامين

عواصم ـ وكالات: قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، أمس الثلاثاء، إنها سلمت مساعدات لأسر نزحت من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق، إلى خارج العاصمة السورية، في مناطق لم تستطع الدخول اليها منذ عامين.

وحسب بيان صادر عن المنظمة فإن هذه المناطق هي «يلدا» و«بيت سحم» و«ببيلا»، وجميعها تقع على بعد حوالي 10 كم إلى الجنوب من دمشق.

وأشارت المنظمة إلى أنها تمكنت صباح أمس من إرسال مواد طبية تخدم 3 آلاف شخص و5 معدات توليد تكفي 250 ولادة طبيعية ومواد ومكملات غذائية للأطفال. ووفقاً لموظفي «يونيسف» الذين كانوا على متن قوافل المساعدات، يعيش في هذه المواقع 50 ألف شخص، إضافة إلى حوالي 2.500 أسرة لاجئة معظمهم من الفلسطينيين الذين فروا من مخيم اليرموك.

وقالت المتحدثة باسم المنظمة، جولييت توما، إنهم لم يستطعوا الوصول الى هذه المناطق من قبل، لعدم تمكنهم من الحصول على إذن بالعبور من الحكومة السورية.

وأوضحت (يونيسف) أن المساعدات مرت بـ 5 نقاط تفتيش حتى وصلت إلى تلك المناطق.

وتحاصر قوات النظام السوري مخيم اليرموك الذي يقطنه أكثر من 18 ألف فلسطيني منذ نحو 3 سنوات.

وكان نصف مليون فلسطيني يعيشون في مخيم اليرموك قبل بدء الصراع السوري في 2011، وبعد أن تعرض للحصار منذ أكثر من عامين إضافة إلى «القصف اليومي»، فر ما لا يقل عن (185 ألفا) من أهالي المخيم بحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان، إلى مناطق أخرى داخل سوريا، أو اللجوء إلى دول الجوار.

الى ذلك سيطرت فصائل تابعة للمعارضة السورية المسلحّة على بلدة القحطانية، الواقعة في غرب القنيطرة، والقريبة من الشريط الحدودي مع إسرائيل جنوب سوريا.وهي آخر المناطق التي كان يتمركز فيها مقاتلو «جيش الجهاد»، التابع لتنظيم «داعش» في محافظة القنيطرة.

وقال أحد القادة العسكريين في جيش اليرموك، محمد الزعبي «إن مواجهات عنيفة دارت منذ فجرَ أمس بين الفصائل المقاتلة وعدد من مقاتلي داعش، حيث تمكّنت مجموعات من مباغتة مقاتلي داعش ومحاصرتهم بداخل بعض المنازل في البلدة»، مؤكدأ «مقتل 45 عنصر من التنظيم واستسلام عدد آخر منهم» .

الى ذلك قالت قناة «المنار» الناطقة بلسان حزب الله ومصدر عسكري في الحزب إن اشتباكات اندلعت بين مقاتلي الحزب ومسلحين من جبهة النصرة جناح القاعدة في سوريا أمس الثلاثاء في شرق لبنان على الحدود مع سوريا.

وقال المصدر إن مقاتلي حزب الله نصبوا كمينا لمقاتلي النصرة في «مواقع متقدمة» على مشارف بلدتي الطفيل وبريتال.

وينشط مقاتلو جبهة النصرة بشكل منتظم في المناطق القريبة من الحدود السورية واستهدفوا مواقع حزب الله والجيش اللبناني في الماضي.

وقال المصدر الذي ينتمي لحزب الله لرويترز «اندلعت الاشتباكات قبل ساعات… خسائرهم البشرية كبيرة جدا.» وقال تلفزيون المنار إن مقاتلي حزب الله دمروا خمس مركبات عسكرية لجبهة النصرة وقتلوا ما لا يقل عن 12 مسلحا.

ولم يصدر رد فعل فوري من «جبهة النصرة» التي نشطت في شن هجمات في الفترة الأخيرة في شمال غرب سوريا.

وقال مصدر أمني لبناني إن الاشتباكات مستمرة على مشارف بريتال وفي منطقة الطفيل وكانت على مسافة نحو 50 كيلومترا من الحدود السورية.

 

واشنطن: بقاء نظام الأسد سبب استمرار مشكلة “داعش

فرانس برس

اعتبرت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، سامنثا باور، أنّ ما وصفته بـ “مشكلة” تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) في سورية ومناطق أخرى من الشرق الأوسط، يعود إلى استمرار وجود نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وهو موقف يشير إلى تبدل أولويات الإدارة الأميركية في المنطقة، لا سيما في ظل قيادة الولايات المتحدة لتحالف دولي عريض للقضاء على “داعش”.

 

وأوضحت باور، في مقابلةٍ مع شبكة “بي بي إس” التلفزيونية، أنّ “داعش” لن يلقى حلاً طالما أن الرئيس السوري، بشار الأسد، في السلطة، مشيرةً إلى أن “الرئيس باراك

أوباما على قناعة راسخة، بأنّه لا يمكن معالجة مشكلة تنظيم “الدولة

الإسلامية” بشكلٍ دائم، طالما أنّ مشكلة الأسد لم تلق حلاً”.

واعتبرت أنّ “من الأسباب التي تجعل المقاتلين الإرهابيين الأجانب يتدفقون إلى سورية، أنهم يريدون القتال ضد الأسد، وأنهم يرونه يشن هجمات بالبراميل المتفجرة والكلور. لا يمكن الفصل بين الأمرين”.

كما شددت المسؤولة الأميركية، على أهمية إقناع روسيا وإيران بوقف دعم الأسد، لافتةً إلى أنّه “على أنصار الأسد أن يفهموا التحذير بأن النظام غير شرعي، وأن الحرب الأهلية لن تتوقف ما لم يغادر الأسد السلطة”.

 

وتعد هذه المرّة الأولى التي تعلن فيها الولايات المتحدة، بشكلٍ صريح، أن مسؤولية وجود تنظيم “داعش” في سورية، يعود إلى وجود النظام السوري في السلطة، كما أنها المرّة الأولى التي يتوجّه فيها مسؤول أميركي إلى أنصار النظام بالقول إنه “غير شرعي”، وأن استمرار وجوده يعني استمرار الحرب.

 

واشنطن: 20 مليون دولار مقابل معلومات عن قيادات”داعش

واشنطن ــ منير الماوري

أعلنت وزارة الخارجية الأميركية عن جوائز قيمتها الإجمالية عشرون مليون دولار أميركي، لمن يدلي بمعلومات تساعد في اعتقال أربعة من كبار قيادات تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، اثنان، منهم على الأقل، مرشحان لخلافة زعيم التنظيم، أبو بكر البغدادي.

وخصصت الخارجية الأميركية أكبر الجوائز الجديدة، البالغ قدرها سبعة ملايين دولار ثمناً لرأس العراقي عبد الرحمن مصطفى القادولي، الذي تقول الولايات المتحدة إنه مسؤول رئيسي في “الدولة الإسلامية” منذ أوائل عام 2012.

 

وأشارت المعلومات التي نشرتها السلطات الأميركية في قائمة كبار المطلوبين، إلى أن القادولي تتلمذ على يد أبي مصعب الزرقاوي بعد انضمامه إلى جماعته في عام 2004، وشغل منصب نائب الزرقاوي وأمير تنظيم “القاعدة” في كل من الموصل ونينوى في العراق. ولكن وزارة المالية الأميركية لم تدرج القادولي في قائمتها للإرهابيين، إلا في منتصف مايو/أيار من العام الماضي.

أما الرجل الثاني في مجموعة الأربعة، فهو السوري طه صبحي المعروف، أيضاً، باسم أبو محمد العدناني، وتعتبره الولايات المتحدة المتحدث الرسمي باسم تنظيم “الدولة” منذ 18 أغسطس/آب 2014، حيث تولى كتابة وتوزيع البيانات الرسمية للتنظيم، بما فيها بيان إنشاء الخلافة الإسلامية. كما يرشحه بعضهم خليفة محتملاً للبغدادي. وتفيد المعلومات المنشورة عن العدناني بأنه ينتمي إلى عائلة فلاحية بسيطة في سورية، وكان واحداً من أول المقاتلين الأجانب، الذين حاربوا قوات التحالف الدولي في العراق.

وخصصت الخارجية الأميركية، ثمناً أقل عن سابقه يبلغ خمسة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تقود إلى القبض عليه، وهو ثمن مساو، تماماً، لما خصصته للشخص الثالث في المجموعة، وهو مواطن من جورجيا، يدعى طرخان تايومورازوفيتش باتيراشفيلي، المعروف، أيضاً، باسم عمر الشيشاني، وبحسب السلطات الأميركية فإن سورية هي مقر إقامته الدائم، وأنه شغل مناصب عسكرية عليا عدة في تنظيم “داعش”، قبل أن يصبح اعتباراً من منتصف عام 2014 عضواً في مجلس الشورى الذي مقره الرقة.

 

واستقت السلطات الأميركية معلوماتها عنه من فيديو، وزعه “داعش” في أواخر شهر يونيو/حزيران من عام 2014.

أما الرابع والأقل أهمية في المجموعة، فهو التونسي طارق بن الطهار بن الفالح العوني الهارزي، إذ خصصت الولايات المتحدة مبلغ 3 ملايين دولار فقط للقبض عليه، ومع ذلك فقد أوردت واشنطن معلومات عنه، تشير إلى أنه يحظى بأهمية قيادية كبيرة، حيث إنه وفقاً للسلطات الأميركية يعمل على جمع الأموال، وتجنيد وتسهيل سفر المقاتلين من وإلى سورية منذ عام 2013.

كذلك، ذكرت الخارجية الأميركية بأنّ المطلوب يؤدي تلك المهمات بصفته أميراً لمنطقة الحدود بين سورية وتركيا، التي تعتبر مدخلاً لاتصال “داعش” بالعالم الخارجي.

يشار إلى أنّ أقل مكافأة ترصدها الولايات المتحدة للقبض على إرهابي هي مليون دولار، ويندرج في خانتها مطلوبان، هما رادولان ساهيرون وعبدالباسط عثمان، بالإضافة إلى اثنين آخرين مرصود للقبض على كل منهما مليونا دولار، وهما حافظ مكي وعبدالله نوبهار.

 

أما خانة الثلاثة ملايين دولار التي أدرج فيها طارق بن الطهار، فتشمل عشرة إرهابيين آخرين، أبرزهم أبو يوسف المهاجر، وعبدالله ياري.

أما مجموعة الخمسة ملايين دولار، فهي من الخانات المتقدمة بترتيب هو الخامس في السلم القيادي بعد زعيم “القاعدة” أيمن الظواهري، المرصود للقبض عليه أعلى مكافأة، حاليّاً، وهي 25 مليون دولار أميركي، وينفرد بالترتيب الأول من حيث الأهمية ومن حيث حجم المكافأة.

 

وهناك مجموعة، ترتيبها الثاني في حجم المكافأة، مخصصة للقبض على كل فرد بواقع عشرة ملايين دولار، وأيضاً، من حيث أهميتها. وتضم المجموعة ستة أشخاص أبرزهم الملا عمر زعيم حركة “طالبان”، الذي تقل أهميته عن أهمية الظواهري من وجهة نظر أميركا، كما يضم الترتيب الثاني في السلم القيادي، أيضاً، ناصر الوحيشي زعيم تنظيم “القاعدة” في جزيرة العرب ومقره اليمن.

وفي الترتيب الثالث من حيث الأهمية، تأتي مجموعة السبعة ملايين التي أدرج ضمنها الشخص الأول في المجموعة الجديدة، وهو عبدالرحمن القادولي، وسبقه إلى هذا الترتيب اثنان فقط، هما أبو بكر شيكاو ومحسن الفاضلي.

 

مقتل خمسة قياديين من “حزب الله” في معارك القلمون

ريف دمشق ــ هيا خيطو

تتواصل، لليوم الثالث على التوالي، معارك عنيفة بين فصائل المعارضة المسلحة من جهة، ومقاتلي “حزب الله” اللبناني، في جرود القلمون الغربي بريف دمشق، وسط أنباء عن تكبد الحزب عشرات القتلى، بينهم خمسة قياديين.

 

وأفاد الناشط الإعلامي، أبو أحمد القلموني، لـ”العربي الجديد”، بأنّ “معارك عنيفة لا تزال مستمرة حتى اللحظة في جرود القلمون الغربي، وخصوصاً في محيط منطقتي عسال الورد والجبة، على الحدود السورية مع لبنان، وسط قصف مدفعي وجوي عنيف لقوات النظام”.

وأكّد القلموني، أنّ “الثوّار تمكنّوا، ليل أمس الثلاثاء، من قتل قياديين في “حزب الله” بعد مهاجمة مقرّاتهم في المنطقة ذاتها، وهم علي عليّان، وحمزة زعيتر، وحسين لويس، وتوفيق نجار، وحسن عاصي، في حين تجاوزت حصيلة قتلى حزب الله، خلال ثلاثة أيام من المعارك، أربعين قتيلاً”، مشيراً إلى أنّ “عناصر الحزب كانوا ينادون بعضهم بعضاً، أمس، عبر أجهزة اللاسلكي، لإعادة تجميع أنفسهم، وسحب الجثث”.

 

وفي خطوة استباقية لـ”حزب الله” وقوات النظام، اللذين روّجا عبر وسائل إعلامهما لمعركة “كبرى وحاسمة” في القلمون ستنطلق، قريباً، بدأت كتائب المعارضة في مهاجمة مقرات الحزب في محيط قرية الجبّة، أول أمس الاثنين، إلى أنّ اشتدت وتيرة المعارك، أمس، حينما أعلنت “جبهة النصرة تشكيل “جيش الفتح في القلمون”، قائلة، إنّ هذا الجيش يضم “المخلصين الصادقين من معظم الفصائل المتواجدة في القلمون”.

 

وحالما بدأت تتوارد الأخبار عن احتدام معركة القلمون، أمس، بدأ النظام يقصف كافة مناطق القلمون، حيثّ تلقّت مدينة الزبداني وحدها، ليل أمس، أكثر من ثمانية براميل متفجرة ألقاها الطيران الحربي، مع أنّ المدينة ومحيطها لم يشهدا أية معارك خلال اليومين الماضيين.

 

وتسيطر قوات النظام في القلمون الغربي على مراكز مدينتي النبك ويبرود، وقرى عسال الورد ورأس المعرة، في حين تتمركز فصائل المعارضة في الجرود المحيطة، على عكس مدينة الزبداني التي تتجمّع داخلها فصائل “أحرار الشام الإسلامية”، وتحيط بها حواجز قوات النظام من كافة الجهات.

 

الأسد يظهر في عيد الشهداء..وقواته تتراجع في الغوطة وحمص

قال رئيس النظام السوري بشار الأسد، في ذكرى عيد الشهداء، الأربعاء: “نحن نخوض حرباً وليس معركة بل عشرات المعارك وفي الحرب كل شيء يتبدل ما عدا الإيمان بالمقاتل وإيمان المقاتل بحتمية الانتصار”، وإن “الحرب الخارجية الادعائية بدأت اليوم بعد أن فشلت منذ عامين.. والوطنية ليست مجرد كلام بل يجب أن تقترن بالشجاعة وعلينا التفريق بين القلق والخوف والحكمة والجبن”.

 

الأسد شارك في حفل أقامته هيئة مدارس أبناء وبنات الشهداء، في حي الصناعة بدمشق، وقال: “في التكريم الذي تقيمه لأبناء شهداء الحرب على سوريا الذين أكملوا مسيرة آبائهم وانتسبوا إلى الكليات العسكرية بمختلف صنوفها”. وأكد أن “الشهادة أنبل رسالة يحملها الإنسان.. وأكثر إنسان قادر على حملها هو أي فرد من أفراد عائلة الشهيد”. وربط ذكرى إعدام رواد الاستقلال العربي، قبل قرن تقريباً، بما يحدث اليوم، قائلاً: “من قام بعمليات الإعدام جمال باشا السفاح ومن يقوم بها اليوم هو أردوغان السفاح”.

 

من جهة أخرى، قُتل ثلاثة من مليشيا “حزب الله” اللبناني في مواجهات القلمون بريف دمشق الغربي، الثلاثاء، بينهم قياديان هما علي عليان وتوفيق النجار. ونفى أحد القادة العسكريين في “جيش فتح القلمون”، في تصريحات إعلامية، أن يكون القتال مع حزب الله يجري في بلدات لبنانية، في بريتال والطفيل، كما يروّج الإعلام الموالي له، مؤكداً أن المعارك تدور في القرى السورية، ضد مواقع يحتلها الحزب في عسال الورد والجبة.

 

الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، قال إن “سلوك حزب النظام الإيراني في لبنان يستدعي رداً وتدخلاً عربياً ودولياً”، داعياً الحكومة اللبنانية والجيش اللبناني إلى “ضبط الحدود وأن يتحملا مسؤوليتهما حيال حزب الله”.

 

وأكد “المرصد السوري لحقوق الإنسان” تجدد الاشتباكات بين “حزب الله”، تدعمه قوات النظام، ومقاتلي المعارضة، في جرود القلمون، الأربعاء، في ظل أنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين.

 

على صعيد آخر، تناقل نشطاء أنباء عن أن تعميماً من وزارة الدفاع السورية وصل إلى الحواجز الأمنية في العاصمة، أكد أن عملية اقتحام دمشق ستكون خلال الأيام القادمة تحت غطاء جوي من التحالف العربي، وتحت قيادة زعيم “جيش الإسلام” زهران علوش. وذكر التعميم أن 7 مناطق ستكون عرضة للاقتحام، ومنها دمشق وريف حماة ودرعا والسويداء والقنيطرة وحلب. وأن اقتحام دمشق سيكون من أربعة قطاعات منها برزة وجوبر. وترافق التعميم مع استنفار للحواجز، وتدقيق كبير على الداخلين إلى دمشق.

 

إلى ذلك، تمكّنت قوات “جيش الإسلام” من استعادة السيطرة على بلدة ميدعا في الغوطة الشرقية، بشكل كامل، بعدما دخلتها قوات النظام قبل يومين. وتمكنت المعارضة المسلحة من السيطرة على منطقتي معامل السبيداج وتل أصفر بين بلدة ميدعا ومدينة عدرا العمالية، في الغوطة الشرقية. وأوضح مراسل وكالة “مسار برس” أن الاشتباكات التي جرت في المنطقتين المذكورتين، أسفرت عن مقتل أكثر من 25 عنصراً من قوات النظام، وإعطاب 3 دبابات وعربة “بي إم بي”. واكتشفت الأربعاء، مجزرة ارتكبتها قوات النظام في ميدعا قبل انسحابها، حيث قتلت 9 من أهالي البلدة بينهم نساء وأطفال.

 

من جهة ثانية، قال “جيش اليرموك” إنّه أنهى المعركة ضد “جيش الجهاد” المبايع لتنظيم “الدولة الإسلامية” في بلدة القحطانية بريف القنيطرة، متوعداً بإنهاء أي وجود للتنظيم في حوران. وأضاف “جيش اليرموك”: “جهزنا جيشنا وعبأنا مقاتلينا، وكان النصر حليفنا، ونعدكم يا أهل حوران أننا ماضون في سبيل الله حتى إسقاط النظام وأعوانه”.

 

المعركة ضد “جيش الجهاد” في القنيطرة شارك بها عدد من الفصائل الإسلامية، إلى جانب الجيش الحر، أبرزها “حركة أحرار الشام الإسلامية”. وقال القائد العسكري في “جيش اليرموك” محمد الزعبي، لوكالة “الأناضول”: “إن مواجهات عنيفة دارت منذ فجرَ الثلاثاء، بين الفصائل المقاتلة وعدد من مقاتلي داعش، حيث تمكّنت مجموعات من مباغتة مقاتلي داعش ومحاصرتهم بداخل بعض المنازل في البلدة”، وأكد الزعبي مقتل 45 عنصراً من التنظيم واستسلام عدد آخر منهم. وأوضح  الزعبي أن الفصائل المقاتلة، وبسيطرتها على القحطانية، تكون قد “طهّرت” القنيطرة من وجود “تنظيم الدولة”، ولن تسمح مرّة أخرى بإعلان أي مجموعة مسلحة مبايعتها للتنظيم في الجنوب السوري. وأفاد مسؤول المكتب الإعلامي في “ألوية الفرقان” أبو يحيى، أن قائد “جيش الجهاد” المعروف باسم أبو مصعب الفنوصي، هرب مع أربعة من مرافقيه إلى قرية الصمدانية القريبة، حيث توجّهت إلى هناك مجموعات من الفصائل المقاتلة، في محاولة منهم لإلقاء القبض عليه.

 

وكانت المعارضة المسلحة، قد أطلقت، الثلاثاء، معركة باسم “وكان حقاً علينا نصر المؤمنين”، في ريف حمص الشمالي. وتشكلت لهذه الغاية غرفة عمليات باسم “نصرة المستضعفين”، وضمت “حركة أحرار الشام الإسلامية” و”فيلق حمص” و”أهل السنة والجماعة”، و”أجناد حمص”، و”جبهة النصرة”، و”جند التوحيد”. وبدأت المعركة باتجاه قرى جبورين وكفرنان وتسنين في ريف حمص الشمالي، وسيطرت على حواجز الديك وزكبو والمداجن وبيت القرميد. وفي المقابل، ومنذ فجر الأربعاء، قصفت قوات النظام مدن وقرى الريف الشمالي في حمص، واستهدف الطيران الحربي والمروحي مدينة تلبيسة والفرحانية وأم شرشوح، بأكثر من 20 غارة.

 

وكانت كبرى فصائل المعارضة في ريف حمص الشمالي، قد أعلنت عن حلّ تشكيلاتها، واندماجها ضمن تشكيل واحد وقيادة واحدة تحت مسمى “جيش التوحيد”، والتعاون مع غرفة عمليات “نصرة المستضعفين”. ويضم “جيش التوحيد” الجديد: “تجمع ألوية الإيمان بالله” و”لواء حماة العقيدة” و”لواء تلبيسة” و”لواء 313 جند بدر” و”لواء أسود الإسلام” و”كتائب سيف الإسلام خطاب” و”لواء صقور تلبيسة” و”لواء معاوية بن أبي سفيان” و”كتائب سيوف الحق”.

 

وفي حلب، قتل 17 عنصراً لقوات النظام بعد تفجير أحد مقراتها بحلب، حيث زرع مقاتلو “تجمع فاستقم كما أمرت” و”الجبهة الشامية”، ألغاماً في غرفة عمليات لقوات النظام في حي سيف الدولة، ثم فجروها. كما قُتل 9 عناصر لقوات النظام، نتيجة استهداف مقاتلي “كتائب ثوار الشام” بقذائف المدفعية، موقعاً لهم في حيّ الراموسة. وقتل 3 عناصر من قوات النظام خلال اشتباكات مع “كتائب أبو عمارة” في منطقة المناشر بقرية البريج قرب حلب. وذكرت وكالة “سمارت” أن “الجبهة الشامية” دمرت بقذيفة دبابة، مدفعاً لقوات النظام في قرية باشكوي بالريف الشمالي، كما دمر الجيش الحر بمدفع “جهنم”، مبنى تتحصن به قوات النظام في حي سليمان الحلبي بالمدينة.

 

واستمرت الاشتباكات إلى فجر الأربعاء، في منطقة البريج عند مدخل حلب الشمالي الشرقي، فيما دارت اشتباكات في محيط قرية باشكوي بريف حلب الشمالي، وفي حي صلاح الدين جنوب غربي حلب، فيما تتواصل اشتباكات في محيط مطار كويرس العسكري، بين قوات النظام من جهة، وتنظيم “الدولة الإسلامية” الذي يحاصر المطار في ريف حلب الشرقي.

 

“حزب الله” يراجع حساباته القلمونية

عملياً أعلن الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله أمس الثلاثاء، مواربة، التخلّي عن معركة القلمون الحاسمة، بمجرّد الإشارة إلى عدم الإعلان عن المعركة. باكراً بدأ الحزب التسويق للمعركة، كما قال نصرالله، منذ ما قبل ذوبان الثلج. في كلام الأمس بدا واضحاً قوله أنه لا يريد شن المعركة لشنها، بل إن مسبباتها هي دفاعية، بعد أن هاجمت المجموعات المسلحة مراراً مواقع الحزب، الأمر الذي يفرض عليه الردّ، وذلك في إسقاط لصيغة الردّ في الزمان والمكان المناسبين، في الصراع مع إسرائيل، على الصراع مع المجموعات السورية.

 

متغيرات عديدة حصلت في الميدان السوري منذ شهرين إلى اليوم وبإعتراف نصرالله ربما هي التي دفعت بالحزب إلى التخلّي عن الإنغماس في المعركة. وما جرى في اليومين الماضيين يعتبر إشتباكاً محدوداً، إذ شن “جيش الفتح” هجوماً على مواقع الحزب في مناطق عديدة، وأوقع الهجوم خسائر في صفوف الحزب، من بينهم قياديان بارزان، ليرد الحزب في اليوم التالي بهجوم على بعض مواقع المسلّحين في جرود بريتال والطفيل المقابلة لمنطقة عسال الورد.

 

وفق ما يعتبر الطرفان لا تخرج هذه الإشتباكات، عن المحدودية، فهي أشبه بضربة مقابل ضربة، ولا تعني حرباً شاملة، خصوصاً أن الحزب تعمّد البدء بالمعركة عبر الإعلام، بالتزامن مع الحرب النفسية، عبر المناورات التي أجراها في الفترة الأخيرة، والحشود العسكرية الكبيرة التي استقدمها إلى المنطقة، والهدف الإبقاء على أجواء الإستنفار في صفوف المسلحين لمنعهم من التقدم بإتجاه أي منطقة، ولإشعارهم بالخوف، وبأن المعركة قادمة بين ساعة وأخرى لعرقلة أي خطّة قد يعتزمون القيام بها.

 

تبدأ القراءة في المتغيرات، وفق ما تشير مصادر متابعة لـ”المدن”، من التقدم الذي حققته قوات المعارضة في الشمال السوري، لا سيما في إدلب، وجسر الشغور، وريف اللاذقية، وسهل الغاب في حماة، يضاف إلى ذلك توحّد فصائل المعارضة والإنضواء في “جيش الفتح”، وانسحاب هذا الأمر على منطقة القلمون، والإعلان عن تشكيل “جيش الفتح” هناك.

 

هذا الواقع، فرض على “حزب الله” رؤية مغايرة، إذ تؤكد المصادر أنه في السابق كان يراهن على الإستثمار في الخلافات بين المجموعات المسلّحة، أما اليوم فأصبح الواقع مختلفاً، وفيما يبحث عن نصر معنوي بعد كلّ الهزائم، يخشى الإقدام على خطوة ناقصة تضاف إلى الإنتكاسات.

 

حتى كلام بعض المسؤولين في الحزب أضحى صريحاً أكثر من السابق. كل الأمور بالنسبة إليهم أصبحت مكشوفة على الملأً. والهدف وفق ما يقول بعضهم لـ”المدن”، هو حماية النظام السوري، لأن “حزب الله” يعتبر أن سقوط بشار يعني سقوطه، وبالتالي فإن الهدف الأساس من كل ما يقوم به الحزب هو حماية النظام من السقوط، وفي وقت يتلقى الهزائم في أماكن يبقى الهدف الأساس لدى الحزب هو حماية دمشق وحمص والساحل السوري.

 

أكثر من ذلك، فإن عدداً من قيادات الحزب لم يعد يخفي أن “حزب الله” استنزف إلى درجات عالية في سوريا، يشيرون إلى أنه على الرغم من ذلك فإن النظام في وضع صعب جداً لا بل في أحرج مراحله، لذلك الهدف الأساسي هو حماية العاصمة، اذ يعتبرون أن “حزب الله” لن يدخل في معركة القلمون على شاكلة القصير ويبرود لأن ذلك لن يفيده وسيكلفه كثيراً فيما النتائج غير محسومة، بل الهدف من هذه الحملات الإعلامية هو الإبقاء على الإستنفار لمنع المسلحين من التقدم باتجاه القرى القلمونية، والطريق الدولية التي تربط دمشق بالساحل وبالتالي يحكم الطوق على دمشق.

 

يختصر أحد المصادر ما يحصل، بالقول: “إن حزب الله يريد أن يبقي حال الإستنفار في صفوفه وصفوف المسلحين، وسيستمر الضخ الإعلامي عن أن المعركة ستبدأ خلال ساعة أو أيام من أجل إبقاء استنفارهم في الجرود ومنعهم من التوجه إلى مكان آخر”.

 

ما أجراه حزب الله إذاً هو مناورة، وهنا تشير معلومات “المدن” إلى أن الحزب سحب العديد من عناصره باتجاه الزبداني ودمشق لحمايتها، كما أن إشارة نصر الله إلى أن الحزب بدأ بالقتال في مناطق لم يذهب إليها في السابق، تفسرها المصادر على أنها إشارة إلى ما يتردد عن إرسال عدد من المقاتلين إلى ريف اللاذقية، لكن “حزب الله” لن يتخلى عن طلب نصر معنوي، وبالتالي ربما يكون هذا النصر في إحدى القرى هناك أو في ريف إدلب لإستعادة المعنويات والتغطية على مسألة القلمون.

 

الاردن يدرِب العشائر السورية..والائتلاف يؤجل لقاء دي ميستورا

أكد الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال محمد المومني، أن بلاده “ستشارك في تدريب أفراد من العشائر السورية”، لمواجهة تنظيم “الدولة الإسلامية، وذلك “ضمن برنامج دولي”. وأضاف المومني أن “أي تفاصيل أخرى بخصوص مشاركة الأردن في تدريب سوريين، ستتم في الوقت المناسب”. وقال المسؤول الأردني، إن “عمليات التدريب ستأتي في سياق الحرب على الإرهاب، انطلاقاً من أن التحالف الدولي، المؤلف من أكثر من 60 دولة، أقر أبعاداً معينة للحرب، منها: عسكري عملياتي، وأمني، وإيديولوجي”، واعتبر أن هذا التدريب هو “جزء من الجبهة العسكرية”.

 

وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، قد أعلن “بدء تدريب المعارضة السورية بإشراف الولايات المتحدة في تركيا السبت المقبل”، مشيراً إلى أن “البرنامج سيبدأ بتدريب 300 عنصراً، ليصل إلى نحو ألفي عنصر مع نهاية العام الحالي”.

 

وكانت المندوبة الأميركية في الأمم المتحدة سامانثا باور، قد قالت إن مشكلة ما يسمى تنظيم “الدولة الإسلامية” في سوريا ومناطق أخرى من الشرق الأوسط لن تجد حلاً، طالما أن رأس النظام بشار الأسد في السلطة. وأوضحت باور أن “الرئيس باراك أوباما على قناعة راسخة بأنه لا يمكن معالجة مشكلة تنظيم الدولة الإسلامية بشكل دائم طالما أن مشكلة الأسد لم تلق حلاً”. وأشارت إلى أنه “من الأسباب التي تجعل المقاتلين الإرهابيين الأجانب يتدفقون إلى سوريا أنهم يريدون القتال ضد الأسد، وأنهم يرونه يشن هجمات بالبراميل المتفجرة والكلور، ولا يمكن الفصل بين الأمرين”.

 

من جهة ثانية، قال دبلوماسيون غربيون إن “الولايات المتحدة تريد من فريق محققين من الأمم المتحدة، تحديد المسؤول عن هجمات بأسلحة كيماوية في سوريا، في محاولة لتمهيد الطريق ليتخذ مجلس الأمن الدولي إجراء ضد أولئك المسؤولين”. وأعلنت الولايات المتحدة، أنها تتواصل مع الدول الأخرى الأعضاء بالمجلس بشأن استخدام الكلور كسلاح في سوريا.

 

وذكر مسؤول أميركي أنه “يجب أن يعالج مجلس الأمن الدولي الحاجة إلى تحديد المسؤول، هذا ضروري جدا لتحقيق العدالة للشعب السوري، ومحاسبة من استخدموا الأسلحة الكيماوية مراراً في سوريا”.

 

من جهته، قال مندوب روسيا بالأمم المتحدة فيتالي تشوركين، إن هناك في ما يبدو حلقة مفقودة، فـ”الناس يبحثون المزاعم عن استخدامه (الكيماوي)، لكن المحاسبة غير موجودة”، مشيراً إلى ضرورة “وجود أدلة قوية عن الملام في أي هجمات، قبل أن يتمكن المجلس من التحرك”.

 

وكانت وزارة الخارجية الألمانية، قد أعلنت الليلة الماضية، أن الجهات المعنية في ولايتي بريمن وساكسونيا السفلى، وبإشراف منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، دمرت 370 طناً من أسلحة سوريا من مخلفات غاز الخردل الصلب والسائل في مدينة مونستر، خلال الشهور الخمسة الأخيرة. وبذلك تنهي ألمانيا مرحلة تدمير مخلفات الأسلحة الكيماوية السورية، التي بقيت عقب تدمير الأسلحة في سفينة تابعة للولايات المتحدة الأميركية. وقال وزير الخارجية الألمانية، فالتر شتاينماير، إن “المجتمع الدولي استولى على الأسلحة الكيماوية السورية ونقلها خارج البلاد ونجح في تدميرها، ما يؤكد على تمكنه من حل الأزمات السياسية الصعبة في حال تحركه جنباً إلى جنب”.

 

على صعيد آخر، يواصل المبعوث الدولي إلى سوريا، ستفان دي ميستورا، مشاوراته في جنيف، التي تضم 40 طرفاً من كيانات المعارضة السورية السياسية والعسكرية، فضلاً عن وفد النظام، و20 لاعباً دولياً من منظمات ودول الأمم المتحدة ودول الجوار، بحسب ما أعلن. وأوضح دي ميستورا أنه “لا يتوقع من المشاورات أن تخرج بنتائج وبيانات، وأنها قد تستمر حتى 5 أسابيع، وقد تتواصل بحسب التطورات”. وسيقدم “دي ميستورا” تقريراً إلى الأمم المتحدة في نهاية حزيران/يونيو.

 

وقلل رئيس الائتلاف الوطني السوري، خالد خوجة من جهود دي ميستورا، مشيراً إلى أنها لا تأتي بجديد، مضيفاً أن المبعوث الدولي يريد أن يعطي صبغة رسمية لجهوده في حل الأزمة.

 

وكان دي ميستورا قد أشار إلى أن “هذه المشاورات لا تعتبر جنيف 3، وهي لا تعني أيضاً تحديد جولة جديدة للمباحثات، وإنما هي مشاورات للاستماع إلى جميع الأطراف، بتوجيهات من الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون”. وأضاف أن “الفرصة لا زالت متاحة، وعليهم التجريب، ويجب البداية بها، استناداً إلى توجيهات الأمين العام، لإجراء محادثات مع كل طرف، واستشعار أن تتم جولة جديدة من المفاوضات، وما هو شكل مستقبل سوريا في إتمام عملية السلام فيها، وما هو دور اللاعبين الدوليين، وبإشراك المجتمع المدني”. وشدد على أنه “يجب إشراك من لا تسمع أصواتهم، في محادثات عن قرب للتشاور حول الأزمة في سوريا، واستشعار المستقبل، وإن كانت لديهم فكرة عن سوريا المستقبل، فهذه هي الأرضية التي يجب أن تمهد قبل إحلال السلام”.

وكان من المقرر أن يلتقي دي ميستورا بأعضاء من الائتلاف السوري المعارض، خلال اليومين الأولين من انطلاق المشاورات الثلاثاء، إلا أن الائتلاف طلب تأجيل اللقاء التشاوري، إلى حين انتهاء اجتماع اللجنة السياسية للائتلاف، الأسبوع المقبل، حيث سيقدم الائتلاف وثيقة مبادىء سياسية خاصة به، إلى جانب الرؤية العامة للحل السياسي في سوريا، والتي أعدها فريق الائتلاف خلال مفاوضات “جنيف-1”.

 

إلى ذلك، اتهمت منظمة “العفو الدولية” النظام السوري، بارتكاب جرائم ضد الإنسانية في حلب، بقصفه هذه المدينة بشكل عشوائي، وبينت أن استخدام البراميل المتفجرة ينجم عنه “ترويع هائل ومعاناة لا تحتمل”. وقالت المنظمة في تقرير جديد لها، إن “الغارات الجوية المتواصلة التي تشنها طائرات النظام على العاصمة الاقتصادية السابقة للبلاد، أجبرت السكان على العيش تحت الأرض”. وأدانت المنظمة “جرائم الحرب المروعة، وتجاوزات أخرى ترتكبها قوات النظام يومياً في المدينة”، مشيرة إلى أن بعض أفعال النظام في حلب ترقى إلى “جرائم ضد الإنسانية”. وأكد مدير برنامج المنظمة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فيليب لوثر، أنه “باستهدافه المدنيين بشكل متعمد ومتواصل، انتهج النظام على ما يبدو سياسة عقاب جماعي عديمة الشفقة ضد السكان المدنيين في حلب”. كما انتقدت المنظمة، فصائل المعارضة، التي تقاتل في الجزء الشرقي من المدينة، بارتكابها “جرائم حرب” بسبب استخدامها “أسلحة غير دقيقة مثل قذائف الهاون وصواريخ بدائية تصنع انطلاقاً من قوارير الغاز ويسميها (مقاتلو المعارضة) مدافع جهنم”.

 

القلمون: قرع الطبول يشتد..والهدف الزبداني

المعارضة السورية: نلتزم موقف الدفاع لا الهجوم مع الجيش اللبناني

بدأ “حزب الله” اللبناني، التحضير لمعركة القلمون، عبر إعلامه، بشكل مشابه لما فعله منذ عام تقريباً في معركة يبرود. وتتواتر الأنباء عن حشده وتطويعه لأبناء القرى اللبنانية الشيعية، في البقاع، لخوض حرب “حاسمة”. قوات المعارضة السورية المسلحة، شنّت من جهتها، هجوماً استباقياً مباغتاً، منذ فجر الإثنين، على نقاط ميليشيا “حزب الله” وميليشيا “الدفاع الوطني” في الجرود المحيطة بقرى عسال الورد والجبة والمعرة في القلمون الغربي.

 

وقد أطلقت قوات المعارضة “معركة الفتح”، وأعلنت ظهر الثلاثاء، عن تشكيل “جيش فتح القلمون”، تيمناً بالجيش الذي أحرز انتصارات كبيرة في إدلب وريفها. ويتشكل “جيش فتح القلمون” من جميع الفصائل العاملة في المنطقة، ومن ضمنها “جبهة النصرة” وفصائل الجيش الحر كـ”لواء السيف العمري” و”لواء الغرباء” و”تجمع واعتصموا بحبل الله” بالإضافة إلى “حركة أحرار الشام الإسلامية”، وغيرها.

 

وأحرزت قوات المعارضة تقدماً على جبه الجبة وعسال الورد، حيث سيطرت على نقطتين استراتيجتين في محيط قرية الجبة، بينما اضطرت للانسحاب من نقاط أخرى كانت قد سيطرت عليهم. خسائر “حزب الله” و”الدفاع الوطني” قُدرت في أول أيام المعركة، بـ15 قتيلاً و20 جريحاً، فيما خسرت المعارضة قتيلين و4 جرحى. المعارضة اغتنمت دبابة ومدفعاً من عيار 57.

 

وشهدت جرود القلمون غارات من طيران الميغ والطيران المروحي التابع لقوات النظام، إضافة إلى قصف من قوات الجيش اللبناني المتمركز في محيط بلدة عرسال اللبنانية، وقصف متواصل براجمات الصواريخ التابعة لـ”حزب الله” من جرود بلدتي نحلة وبريتال، بحسب تأكيدات مصادر المعارضة لـ”المدن”.

 

وفي السياق، بثّت “جبهة النصرة”، الثلاثاء، تسجيلاً مصوراً لأسرى لبنانيين من الطائفة الشيعية، يطالبون فيه بتشكيل لجنة تفاوض بديلة عن اللواء عباس ابراهيم، وموجهين نداءات للشعب اللبناني، للضغط بغرض تحييد الجيش اللبناني، عن الصراع، وللطائفة الشيعية لمطالبة الحزب بوقف زج الشباب اللبناني في معركة لا ناقة له فيها ولا جمل.

 

قيادي في الجيش الحر، متواجد في جرود القلمون، قال لـ”المدن”، إن “حشود حزب الله هي فقاعات إعلامية أكثر منها على أرض المعركة، والدليل على ذلك أن قوات المعارضة هي من بدأت المعركة بهجومها”. القيادي رجّح أن يكون الضخ الأعلامي، من ضمن بروباغندا حزب الله، لحشد واستقطاب أبناء القرى الشيعية في البقاع، بعد أن استنزفت كوادر الحزب في المعارك الدائرة على امتداد سوريا.

 

وفي ضوء الضخ الإعلامي لمعركة القلمون وحماية العمق اللبناني، يبدو بأن “حزب الله” يُعد لعملية أخرى، حيث وردت تسريبات لـ”المدن” عن نية الحزب القيام بعمل عسكري في منطقة الزبداني، عبر ثلاثة محاور، هي: عين الشعرة المتاخمة لبلدة سرغايا، ومحور يحفوفا حيث توجد مستودعات الحزب، ومحور بلدة حام. والهدف هو تأمين طريق دمشق-النبي شيت في البقاع، والتي تعد من أهم معاقل الحزب.

 

القيادي في الجيش الحر، أكد اطلاعه على هذه التسريبات، ورجّح أن ما يعد له الحزب هو سوق الشباب الشيعة الأغرار إلى معارك في محيط دمشق، خاصة بعد توارد الأنباء عن قرب معركة الحسم في دمشق، من قبل المعارضة. وأضاف: “الحزب يلجأ لكذبة القلمون ليقنع الشباب بالتطوع، علماً أننا صرحنا أكثر من مرة، بأن لا نية للمعارضة في الدخول إلى العمق اللبناني، وهذه رسالة نوجهها إلى الجيش اللبناني الذي وضعه حزب الله في مواجهتنا، ويقوم بقصفنا: إننا نلتزم موقف الدفاع لا الهجوم مع الجيش اللبناني”.

 

ولا يعني ما سبق، أنه ليس هنالك من حشود لـ”حزب الله” في قرى نحلة وبريتال المتاخمة لجرود القلمون، ولكن ليس بالحجم الذي يُروّجُ له. القيادي يؤكد: “بالنهاية معركتنا هي حرب جبال، ولا قيمة للكثافة العددية في حرب الجبال. النظام والحزب كانو يعتمدون دائماً سياسة القصف من بعيد، ويتحاشون المواجهات المباشرة، لعلمهم بأنها مواجهة خاسرة مع أصحاب الأرض”.

 

القيادي في الحر، أوضح بأن “جيش فتح القلمون” ما زال في طور الهيكلة، حيث تمّ تشكيل مجلس عسكري  بمشاركة ممثلين عن كل الفصائل، بهدف “توحيد الجهود بشكل كامل لمواجهة ميليشا حزب الله والنظام، وتوجيه رسالة واضحة لتنظيم داعش، بأن أي اعتداء على أي فصيل في القلمون، سيكون اعتداءً على الجميع، ويستوجب الرد القاسي، خصوصاً في هذه الفترة الحساسة”.

 

مفاجأة القلمون تجبر حزب الله على تغيير خطته العسكرية

مروان شلالا

اجتماع الدول الخمس في لندن لبحث الأزمة السورية

المفاجأة التي صدمت حزب الله في القلمون أفقدته خمسة من قيادييه، وأجبرته على تغيير خطته العسكرية، وتسريح من كان حشدهم لمعركة الحسم، التي كان يعدها ويتباهى بها في المنطقة.

 

مروان شلالا من بيروت: أجبرت مبادرة الثوار السوريين إلى الهجوم حزب الله إلى تغيير منطق عملياته في المنطقة، خصوصًا بعد سقوط العديد من قيادييه قتلى، بحسب مصادر جيش الفتح في القلمون.

 

فقد أعلنت هذه المصادر سقوط 5 من قادة حزب الله في القلمون، وهم: حسين العنقوني، وعلي العليان، وحسن عدنان عاصي، وتوفيق النجار، وحسين لويس.

 

مسامير أمنية

 

ونقلت “العربية” عن مصادر خاصة قولها إن الحزب سرح غالبية العناصر التي حشدها في البقاع والمواقع المطلة على الداخل السوري في جرود رأس بعلبك وبريتال، بعدما كان أعلن الاستنفار العام في صفوف مقاتليه تحضيرًا لإطلاق “معركة الحسم” في القلمون، أي قرر التخلي عن استراتيجية الهجوم الواسع، خوفًا من حجم الخسائر التي قد تقع في صفوف عناصره، وبسبب انكشاف خططته الهجومية، خصوصًا بعد انتشار أخبار العملية العسكرية بين مناصريه وأهالي المقاتلين، والتي أحدثت حالة استياء وخوف من سقوط أبنائهم قتلى في هذه المعركة.

 

وقال خبير عسكري للعربية إن الاحتمالات تذهب نحو إمكان أن يكون الحزب استبدل قرار الهجوم الواسع لصالح عمليات عسكرية، هدفها تقطيع المنطقة إلى مناطق معزولة، لا تسمح للمجموعات المسلحة بفرض سيطرتها على كل القلمون، “أو كما يصطلح عليه عسكريًا إنشاء مسامير أمنية وعسكرية داخل منطقة سيطرة المسلحين، في المرتفعات المشرفة والاستراتيجية”.

 

وأضاف: “تغيير الخطة العسكرية لحزب الله في هذه المرحلة، وتأجيل الهجوم الواسع قد يكون مردهما لما يدور من حديث عن بعض التسويات بين الحزب وجبهة النصرة وتنظيم داعش يسمح، لمن يريد من هذه الجماعات، بالانسحاب من منطقة القلمون باتجاه شمال وشرق سوريا بعد توفير معبر آمن لهم”.

 

معارك حمص

 

واشتعلت حمص الثلاثاء مع إطلاق فصائل “حركة أحرار الشام” و”فيلق حمص” و”أهل السنة والجماعة”، و”أجناد حمص”، و”جبهة النصرة”، و”جند التوحيد” معركة “وكان حقاً علينا نصر المؤمنين”، بعدما توحدت عسكريًا تحت لواء غرفة عمليات “نصرة المستضعفين”. وتستهدف المعركة  قرى جبورين وكفرنان وتسنين في ريف حمص الشمالي.

 

وقالت التقارير إن هذه الفصائل استطاعت سريعًا السيطرة على حواجز  الديك وزكبو والمداجن وبيت القرميد، وتمكن الثوار من تدمير دبابة تي-72 مستخدمين صاروخ كونكورس على جبهة تسنين، وتدمير مدفع من عيار 23 على  جبهة كفرنان.

 

وفي رد على الهجوم، تقصف قوات النظام مدن وقرى الريف الشمالي في حمص، وينشط الطيران الحربي والمروحي الذي استهدف مدن وقرى الريف الشمالي في المحافظة القريبة من الاشتباك بأكثر من عشرين  غارة، تركزت على تلبيسة والفرحانية وأم شرشوح.

 

كما استهدف القصف المدفعي مدن وقرى الريف الشمالي، ما أدى إلى وقوع عدد من الإصابات بين المدنيين، كما سجل سقوط امرأة في قرية غرناطة، إثر سقوط صاروخ فراغي على القرية.

 

لا تعوّل

 

سياسيًا، فيما كشف وزير الخارجية القطري خالد العطية عن مؤتمر مرتقب للمعارضة السورية في الرياض، لوضع خطة لإدارة المرحلة الانتقالية ما بعد الأسد، في أعقاب إختتام قمة تشاورية خليجية في الرياض، نقلت وكالة آكي الايطالية للأنباء عن مصادر دبلوماسية غربية قولها إن العاصمة البريطانية لندن ستستضيف اجتماعًا لممثلي الدول الخمس الكبرى الأعضاء في مجلس الأمن مطلع الأسبوع المقبل لبحث القضية السورية، وإمكانات إيجاد مخارج لها، مؤكدةً أن هذا البند هو الوحيد على جدول أعمال الاجتماع، في محاولة لتقريب وجهات النظر بين هذه الدول، وإيجاد حل مشترك يستند إلى إعادة إحياء فكرة عقد مؤتمر جنيف-3.

 

مشاورات جنيف

 

وكان ستافان دي ميستورا، المبعوث الأممي إلى سوريا، قال إن مشاورات جنيف التي بدأت أمس، والتي ضمت 40 طرفًا من كيانات المعارضة السورية السياسية والعسكرية، فضلًا عن وفد النظام، و20 لاعبًا دوليًا من منظمات ودول الأمم المتحدة ودول الجوار، قد تستمر أسابيع، بحسب التطورات.

 

وأضاف في مؤتمر صحفي عقده الثلاثاء في مقر الأمم المتحدة بجنيف أنه لا يتوقع من المشاورات أن تخرج بنتائج وبيانات. وسيقدم دي ميستورا تقريرًا إلى الأمم المتحدة بنهاية حزيران (يونيو) المقبل.

 

ولفت إلى أن هذه المشاورات لا تعتبر جنيف-3، “وهي لا تعني أيضًا تحديد جولة جديدة للمباحثات، وإنما هي مشاورات للاستماع إلى جميع الأطراف، بتوجيهات من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، والفرصة ما زالت متاحة، وعليهم التجريب لإجراء محادثات مع كل طرف، واستشعار أن تتم جولة جديدة من المفاوضات، وما هو شكل مستقبل سوريا في إتمام عملية السلام فيها، وما هو دور اللاعبين الدوليين    بإشراك المجتمع المدني”.

 

وشدد دي ميستورا على أنه يجب إشراك من لا تسمع أصواتهم في محادثات عن قرب، للتشاور حول الأزمة السورية، واستشعار المستقبل، وإن كانت لديهم فكرة عن سوريا المستقبل، “فهذه هي الأرضية التي يجب أن تمهد قبل إحلال السلام”.

 

وأضاف: “المناقشات عملية مستمرة، تتوسع عند الضرورة باشراك أطراف والتشاور معها، والخطة هي القيام بجرد لما تحقق في نهاية حزيران (يونيو) المقبل، وحتى ذلك الوقت قد تستمر المحادثات، إما بالصيغة نفسها أو بغيرها”.

 

الأسد يعيّن توفيق حيدر خلفًا لعلي المملوك

قائد مفرزة شتورا سابقًا ومؤسس الفرع الخاص لاحقًا

عيّن بشار الأسد العميد العلوي توفيق حيدر خلفًا للواء علي المملوك في رئاسة مكتب الأمن القومي، ما يؤكد وضع المملوك في الاقامة الجبرية، بعد انكشاف تواصله مع المخابرات التركية.

 

إيلاف – متابعة: نقل موقع “أورينت نيوز” السوري المعارض عن مصادر إعلامية تأكيدها أن نظام الأسد عيّن العميد توفيق حيدر رئيسًا لمكتب الأمن القومي، خلفًا للواء علي المملوك، الذي أُقيل من منصبه ووضع تحت الإقامة الجبرية في دمشق، إثر انكشاف علاقته المستجدة بالمخابرات التركية، خلافًا لما أشيع سابقًا عن تلقيه العلاج في مستشفى الشامي، بعد إصابته بمرض سرطان الدم.

 

والعميد حيدر علوي من مواليد قرية البودي بريف جبلة، التي تعتبر من أكبر روافد النظام السوري بشبيحتها، وينتمي إلى عشيرة الحدادين العلوية، وهي نفس العشيرة التي ينتمي إليها محمد مخلوف، خال بشار الأسد، الذي كان يدعم توفيق حيدر بقوة.

 

وحيدر مؤسس ومدير الفرع الخاص، وهو فرع من الاستخبارات مقره مبنى رئاسة الحكومة، ويعتبر إحدى أذرع جهاز الاستخبارات الجوية، وله دور خفي وخطير في عملية تثبيت أقدام النظام السوري وضرب الثورة السورية.

 

واسم حيدر ليس جديدًا على الساحة السورية، فهو معروف لبنانيًا بـ”رئيس مفرزة شتورا” حين كان عقيدًا، ويتصف مثل معظم ضباط نظام الأسد من العلويين بالبطش والإجرام. ظل حيدر في منصبه في شتورا حتى خروج الجيش السوري من لبنان في العام 2005. ويروى أنه أخذ معه  تمثال باسل الأسد، شقيق بشار الأسد الذي لقي حتفه بحادث سيارة، وكان مقامًا قرب حاجز المخابرات السورية في شتورا، عندما صدر قرار الانسحاب من لبنان.

 

وبالعودة إلى المملوك، فربما يؤكد تعيين خلف له رواية اتصاله بالمخابرات التركية، وعرضه عقد صفقة معها ليخرج من سوريا، قبل أن يلقى مصير اللواء رستم غزالي، الذي أمر هو بنفسه أن يدس السم في جسده، بينما كان يرقد في مستشفى الشامي نفسه، بعد عراكه مع ضابط آخر.

 

قوات المعارضة السورية تسيطر على بلدة ميدعا بريف دمشق  

قال مراسل الجزيرة نت إن كتائب المعارضة السورية تسيطر على كامل بلدة ميدعا في ريف دمشق الشرقي، بالتزامن مع مقتل عشرة جنود من قوات النظام السوري أثناء محاولتهم التسلل من جبهة نحليا غرب معسكر المسطومة في إدلب.

 

ووفق وكالة مسار برس، فإن مقاتلي المعارضة دمروا ثلاث دبابات وأسروا عشرة عناصر من قوات النظام خلال المعارك التي جرت في ميدعا.

 

وسيطرت القوات ذاتها على معامل “السبيداج” وتل أصفر قرب بلدة ميدعا بعد معارك مع قوات النظام.

 

من جهته، قال اتحاد تنسيقيات الثورة السورية إن قوات النظام ارتكبت مجزرة بحق تسعة مدنيين في بلدة ميدعا منهم نساء وأطفال كانوا يقيمون بالحي الشمالي للبلدة التي تعتبر خط تماس مع قوات النظام، مشيرة إلى أن هؤلاء القتلى قد سقطوا قبل ثلاثة أيام.

 

ولفت المصدر ذاته إلى أن عناصر من قوات النظام ومقاتلين تابعين لـحزب الله اللبناني كانوا قد تسللوا إلى البلدة يوم الأحد الماضي.

 

في هذه الأثناء، أفاد مراسل الجزيرة نت أن طيران النظام يشن عشرات الغارات على مدينة جسر الشغور وريفها، بالتزامن مع اشتباكات عنيفة بين كتائب المعارضة وقوات النظام في محاولة من الأخير التقدم باتجاه حاجز العلاوين والتلال المحيطة بقرية فريكا على طريق جسر الشغور-أريحا.

 

معارك وقتلى

وكان الثلاثاء قد شهد تقدما لقوات المعارضة بريف دمشق، حيث تمكن المقاتلون من السيطرة على محيط بلدة الجبة بريف دمشق الشمالي، إثر اشتباكات بين الطرفين أسفرت عن تدمير آلية عسكرية للنظام ومقتل أربعة من جنوده وفقا لوكالة مسار برس.

 

وقد قتل أربعة عناصر من حزب الله اللبناني بينهم قياديان هما علي عليان وتوفيق النجار خلال مواجهات بمنطقة القلمون في ريف دمشق الغربي.

 

وكانت اشتباكات قد اندلعت بمنطقتي الجبة وعسال الورد بين أفراد حزب الله وجيش النظام السوري من جهة ومقاتلي جيش الفتح التابعينَ للمعارضة السورية بالقلمون في ريف دمشق.

 

وفي دمشق، أفاد ناشطون اليوم بسقوط قذيفة هاون بالقرب من سوق الهال في الحي البريطاني ما أدى إلى إصابة ثلاثة أشخاص بجروح.

 

ثوار سوريا يحتشدون لمواجهة نصر الله في #القلمون

العربية.نت

حالة من الترقب تسيطر على القلمون مع تصاعد التهديدات بمعركة وشيكة، فيما ذكرت المعلومات أن مناوشات تدور حالياً في المنطقة.

وأطلق تجمع “واعتصموا بحبل الله”، التابع للجيش الحر في سوريا، بالتعاون مع جبهة النصرة، معركة وصفت بـ”الاستباقية” ضد ميليشيات حزب الله اللبناني المرابطة في منطقة القلمون، بريف دمشق، وقوات الأسد، تحت اسم “الفتح المبين”، فيما أشارت مصادر في المعارضة إلى تشكيل غرفة عمليات لـ”جيش الفتح” في القلمون على غرار إدلب.

ويضم تجمع “واعتصموا بحبل الله”، الذي تأسس في نهاية الشهر الماضي، أبرز فصائل الجيش الحر في القلمون؛ وهي لواء الغرباء، وكتائب السيف العمري، ولواء نسور دمشق، ورجال القلمون.

وتأتي المعركة التي أطلقتها المعارضة، والتي وصفها اليبرودي بأنها “استباقية”، رداً على الحملة الإعلامية لحزب الله اللبناني، التي تمهد لـ”معركة القلمون الكبرى”، والتي يهدف من خلالها إلى “السيطرة على كامل مناطق المعارضة في القلمون”.

وكان الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله قد توعد بمعالجة الوضع في منطقة القلمون السورية بشكل جذري، حسب قوله.

ورفض نصر الله خلال كلمته الأسبوعية تحديد زمان أو تفاصيل العملية التي ستتم في هذه المنطقة الحدودية مع لبنان.

وأوضح أن هذه المجموعات تشكل خطراً على لبنان وتعتدي على الجيش اللبناني وتستمر باحتجاز الجنود اللبنانيين، وتهدد بقتلهم كما تقوم بقصف لبنان، على حد زعمه.

 

خوجة غير متفائل بجهود دي ميستورا حول #سوريا

العربية.نت

قلل رئيس الائتلاف الوطني السوري، خالد خوجة من جهود المبعوث الدولي دي مستورا، مشيرا إلى أنها لا تأتي بجديد، مضيفا أن المبعوث الدولي يريد أن يعطي صبغة رسمية لجهوده في حل الأزمة.

وقال خوجة إن المؤتمر الذي دعت إليه الرياض لتوحيد جهود المعارضة لم يكن مفاجئا لقيادة الائتلاف التي تعمل مع المملكة للتحضير له منذ شهر، مضيفا أن جهود الرياض تصب في مصلحة الشعب السوري.

وبدأ وسيط الأمم المتحدة لسوريا، ستيفان دي ميستورا، أمس الثلاثاء، محادثات واسعة في جنيف مع عدد من الأطراف الإقليمية والمحلية في النزاع السوري بينها إيران، في محاولة لإحياء المحادثات المتوقفة الهادفة إلى وقف النزاع في سوريا. والتقى دي ميستورا في جنيف السفير السوري لدى الأمم المتحدة حسام الدين علاء.

وأوضح دي ميستورا للإعلام أن المناقشات المباشرة ستشمل “أكبر عدد ممكن من الجهات الضالعة في النزاع السوري” لتقييم إمكانات بدء جولة جديدة من المفاوضات.

والمحادثات ستمتد على مدى خمسة إلى ستة أسابيع أو حتى أكثر إذا لزم الأمر، وأضاف: “في أواخر يونيو.. سنجري تقييما للوضع ونتخذ قرارا بخصوص المرحلة التالية”.

 

الحر يعيد السيطرة على قرية ميدعا الاستراتيجية بريف دمشق

أعلن الجيش الحر عن استعادته السيطرة على قرية ميدعا في منطقة المرج الاستراتيجية، بعد 3 أيام من المعارك، تمكنت خلالها المعارضة من صد هجوم قوات النظام على الغوطة الشرقية.

وقالت قيادة الجيش، في بيان مساء الثلاثاء، إن جيش الإسلام تمكن من السيطرة على ميدعا بالكامل، بعد “قيام المقاتلين بعملية مضادة”، استعادوا على إثرها النقاط التي سيطرت عليها القوات النظامية، خلال الأيام الماضية.

وذكرت قيادة الجيش أن قواتها تمكنت من “قتل نحو 30 عنصراً من القوات النظامية والميلشيات التابعة لها، وأحكمت السيطرة على أطراف البلدة بشكل كامل”.

كما تحدث الناطق باسم جيش الإسلام عن وجود “العشرات من القتلى المرميين على الطرقات في البلدة”، عبر تغريدة له على صفحته الشخصية على تويتر.

وتحظى قرية ميدعا بأهمية استراتيجية كبيرة، فهي تمثل آخر طرق إمداد المعارضة إلى الغوطة الشرقية، وتربط بين مدينتي دوما والضمير، وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد قال منذ يومين إن “القوات النظامية تمكنت من قطع الطريق الذي يمر عبر ميدعا، والذي تستخدمه المعارضة للتزود بالطعام والتعزيزات”.

 

فرنسا زودت المعارضة السورية بأسلحة قتالية

باريس – فرانس برس

يكشف كتاب بعنوان “في كواليس الدبلوماسية الفرنسية” سوف يصدر في 13 مايو أن فرنسا سلمت أسلحة قتالية لمقاتلي المعارضة السورية في 2012، وذلك رغم الحظر الأوروبي الساري منذ العام 2011.

وصرح الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند لمؤلف الكتاب كزافييه بانون خلال مقابلة في مايو 2014 “لقد بدأنا عندما تأكد لنا أن (الأسلحة) ستكون في أيد أمينة، وقامت أجهزتنا بعمليات التسليم “.

وأضاف بانون – خبير الشؤون الدبلوماسية والعسكرية – أن فرنسا سلمت مقاتلي المعارضة المناهضة لنظام الرئيس بشار الأسد مدافع من عيار 20 ملم ورشاشات من عيار 12,7 ملم وقاذفات صواريخ وصواريخ مضادة للدبابات.

وتابع بانون أن عمليات التسليم التي بدأت في الربع الثاني من العام 2012 لم تكن منتظمة، وكانت تهدف إلى مساعدة المقاتلين أكثر منه إلى إحداث تأثير لتغيير مجرى المعارك.

وكان حظر أوروبا سارياً آنذاك منذ يونيو 2011 إلا أنه رفع في 29 مايو 2013 وحتى الأن لم تعترف فرنسا رسميا سوى بتسليم أسلحة غير فتاكة وسترات واقية من الرصاص ونظارات ليلية.

وأضاف بانون نقلاً عن شاهد رفض الكشف عن هويته أنه في ما يتعلق بعمليات التسليم السرية “اضطررنا إلى أخذ أقصى حد من الاحتياطات”، مثل إزالة أي أثر لمصدر للأسلحة وإقامة سلسلة سياسية عسكرية تضمن “السيطرة التامة والوجهة النهائية الآمنة”.

ومن بين المحطات التي يتناولها الكتاب الاستعداد في أواخر صيف 2013 لشن غارات جوية ضد النظام السوري إثر اتهامه بشن هجمات كيميائية، وهي خطة تم العدول عنها في النهاية.

كما يشير الكتاب إلى بعض الأهداف العسكرية التي تم تحديدها آنذاك ومن بينها “مخابرات سلاح الجو السوري التي تسيطر على الأسلحة الكيميائية”.

 

سورية: اتهامات لقوى كردية باغتيال قيادي آشوري

روما (6 أيار/مايو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

اتّهم نشطاء وسياسيون آشوريون سوريون صراحة عناصر تابعة لـ”حماية الشعب الكردية” باغتيال قيادي عسكري آشوري سوري لـ”أهداف وغايات سياسية” أساسها تهجير مسيحيي الحسكة، فيما تحدث آخرون عن وجود علاقة لقوى ودوائر عسكرية وأمنية حكومية بملف اختطاف مائتي آشوري شمال شرق سورية.

 

واعتمد كثير من الناشطين الآشوريين الذين تحدثوا لوكالة (آكي) الإيطاليية للأنباء في توجيه اتهاماتهم، على أن المعطيات المكانية التي تم فيها الاغتيال في منطقة تقع تحت سيطرة هذه القوات الكردية، لكنهم لم يوجّهوا الاتهامات لجهة سياسية كردية محددة، واعتبروا أن من قام بالاغتيال “تصرف بشكل فردي وبدوافع وغايات شخصية”، على حد وصفهم

 

وكان مجهولون قد اغتالوا الشهر الماضي (داود جندو) القيادي في (مجلس حرس الخابور) في ريف الحسكة وجرحوا آخر (الياس ناصر). وقالت مصادر مقربة من الضحايا “إنهم خرجوا ليلاً “برفقة مسلحين أصدقاء في مهمة مشتركة، لكن أصدقائهم غدروا بهم”. وأثار هذا الاغتيال استياءً في مختلف الأوساط الآشورية السريانية، وأثارت سجالاً حول الجهة الفاعلة والهدف من الاغتيال. كذلك أوحت بيانات القوى الآشورية بأن القتلة هم “مقربون من الضحايا”، واعتبرت الجريمة “بمثابة استهداف الشعوب المتآخية وضرب أواصر الحياة المشتركة”، وتحدثت عن “يد الغدر والخيانة”، في إشارة إلى أن القتلة هم حلفاء.

 

وجدير بالذكر أن (مجلس حرس الخابور) الذي قُتل قيادي فيه و(المجلس العسكري السرياني) هما فصيلان عسكريان آشوريان سريان يقاتلان إلى جانب (وحدات حماية الشعب الكردية) ضد تنظيم الدولة الإسلامية في ريف الحسكة والقامشلي شمال شرق سورية.

 

ولأجل احتواء وتطويق آثار الاغتيال وتداعياته على العلاقة الكردية ـ المسيحية، طالب الآشوريون (السريان) بإجراء تحقيق لكشف الجناة، ولم يدر عن ذلك أي نتيجة عنه، ما يهدد العلاقة الكردية المسيحية، وتضرب مصداقية سلطات (الإدارة الذاتية) التي أعلنها حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، وتعزز الشكوك بقدرة القائمين عليها على تحقيق العدل والأمان في حال سحب النظام ما تبقى له من سلطات أمنية وقضائية وعسكرية ومدنية في المحافظة.

 

من جهته اتّهم سليمان يوسف، الباحث الآشوري السوري المهتم بقضايا الأقليات، قوى عسكرية وأمنية حكومية بالاستفادة من اختطاف نحو مئتي آشوري شمال شرق سورية

 

وقال لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “إنها المرة الأولى منذ بداية الأزمة السورية يُستهدف ويُقتل آشوريون سوريون لأهداف وغايات سياسية، ولا يمكن الفصل بين استهداف المقاتلين الآشوريين واجتياح تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) للقرى الآشورية وخطف أكثر من 200 آشوري لا يزالون رهائن لدى الدولة”. وأضاف “وفق المعطيات، فإن آشوريي سهل الخابور ضحايا الإرهاب الداعشي وضحية أجندات لقوى محلية أخرى، ويبدوا أن كلمة السر لإطلاق سراح المختطفين الآشوريين ليست لدى المحاكم الشرعية الإسلامية التابعة للتنظيم كما يُروج ويُشاع، وإنما هي لدى طرف آخر، أخذ من ملف المخطوفين ورقة يلعب بها في وجه الآخرين” وفق وصفه.

 

وأضاف “هذا ليس اتهماً وإنما وقائع توصّل لها بعض الوسطاء من وجهاء وشيوخ عشائر سعوا لإطلاق سراح المخطوفين، وما يعزز الاعتقاد بأن تكون بعض القوى والدوائر العسكرية والأمنية الحكومية في الحسكة داخلة على خط المخطوفين الآشوريين ومتمسكة بملفهم بقصد استغلاله لأغراض وأجندات خاصة” وفق قوله.

 

ونفى السياسي المعارض طلب تنظيم الدولة مائة ألف دولار عن كل رهينة كفدية لقاء الإفراج عنهم، وقال “لقد ثبت أنه مجرد طلب تعجيزي لوقف مساعي الإفراج عنهم وللتغطية على الأسباب الحقيقية للخطف والتستر على الأطراف الضالعة في التآمر على الآشوريين”، وفق تأكيده

 

الأسد: الجيش السوري سيتوجه إلى جسر الشغور لدعم جنود محاصرين على مشارفها

بيروت (رويترز) – قال الرئيس السوري بشار الأسد يوم الأربعاء إن الجيش السوري سيتوجه إلى بلدة جسر الشغور التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة لمساعدة جنود محاصرين على مشارفها.

 

وبرر الأسد انتكاسات لحقت بالجيش في الآونة الأخيرة بأنها جزء من طبيعة الحرب.

 

وكان مقاتلون إسلاميون قد سيطروا الشهر الماضي على البلدة الواقعة بمحافظة إدلب ليقتربوا بذلك من محافظة اللاذقية السورية التي تسيطر عليها الحكومة.

 

وأدلى الأسد بالتصريحات خلال مناسبة لإحياء ذكرى الشهداء في مدرسة بموقع غير معلوم. وظهر الأسد في لقطات تلفزيونية محاطا بحشود من الناس كانوا يهتفون له.

 

(إعداد ياسمين حسين للنشرة العربية – تحرير أمل أبو السعود)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى