أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأربعاء 8 شباط 2012

دول مجلس التعاون تطرد سفراء «النظام السوري»

نيويورك – راغدة درغام؛ الرياض – أحمد غلاب؛ الرياض، دمشق، بيروت موسكو، انقرة – «الحياة»، رويترز، أ ف ب، أ ب

في خطوة غير مسبوقة منذ مقاطعة دول الخليج لنظام الرئيس العراقي صدام حسين بعد غزوه الكويت، طلبت دول مجلس التعاون أمس من «سفراء النظام السوري»، كما سمتهم، مغادرة أراضيها فوراً، كما طلبت من سفرائها في دمشق العودة فوراً إلى بلدانهم. جاء ذلك قبل اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون المتوقع عقده في الرياض الاحد المقبل، والذي يسبق اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة في اليوم نفسه. وترافق قرار دول مجلس التعاون بمقاطعة غربية شبه كاملة للنظام السوري بعدما اتخذت واشنطن وعواصم غربية رئيسية خطوات مماثلة.

في هذا الوقت كانت دمشق تستقبل بحفاوة لافتة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي التقى الرئيس بشار الاسد والى جانبه نائبه فاروق الشرع ووزير الخارجية وليد المعلم ومستشارته بثينة شعبان. ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن لافروف قوله إن الرئيس الأسد مستعد لقبول توسيع مهمة الجامعة العربية في سورية وتحديد موعد للاستفتاء على دستور جديد. كما اكد الأسد أنه «ملتزم تماماً» السعي لانهاء العنف من جميع الأطراف في البلاد وللحوار مع كل الجماعات السياسية.

وقال لافروف ان روسيا اكدت استعدادها «للمساهمة في التوصل الى مخرج للازمة على اساس المبادرة التي اقترحتها الجامعة العربية».

وفي واشنطن شككت وزارة الخارجية في التعهدات التي قطعها الرئيس الاسد لوزير الخارجية الروسي ودعت دمشق الى وضع حد فوري للعنف. وانتقدت المتحدثة باسم الوزارة فيتكوريا نولاند الوعود الجديدة التي اطلقها الاسد أمس وقالت «تدركون لماذا يشكك المجتمع الدولي باسره في هذه التعهدات عندما نرى ان الاسد يعيد المقترحات نفسها التي قدمها منذ اشهر واشهر واشهر بدلاً من الاهتمام بوضع حد للعنف».

وجاء في البيان الصادر عن رئاسة مجلس التعاون: «تتابع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ببالغ الأسى والغضب تزايد وتيرة القتل والعنف في سورية، الذي لم يرحم طفلاً أو شيخاً أو امرأة في أعمال شنيعة أقل ما يمكن وصفها به بالمجزرة الجماعية ضد الشعب السوري الأعزل، من دون أي رحمة أو شفقة أو حتى مراعاة لأية حقوق أو مشاعر إنسانية أو أخلاقية».

وأضاف: «ان المملكة العربية السعودية رئيسة الدورة الحالية لمجلس التعاون تعلن أن دول المجلس قررت سحب جميع سفرائها من سورية، والطلب في الوقت ذاته من جميع سفراء النظام السوري مغادرة أراضيها وبشكل فوري وذلك بعدما انتفت الحاجة لبقائهم بعد رفض النظام السوري كل المحاولات، وإجهاضه الجهود العربية المخلصة كافة لحل هذه الأزمة، وحقن دماء الشعب السوري الشقيق. وترى دول المجلس أن على الدول العربية المقرر أن تجتمع في مجلس الجامعة الأسبوع المقبل أن تتخذ الإجراءات الحاسمة أمام هذا التصعيد الخطير ضد الشعب السوري، بعدما قاربت الأزمة من السنة من دون أي بارقة أمل للحل».

وزاد البيان: «وإذ تعلن دول المجلس ذلك في معرض إدانتها الشديدة لهذه الأعمال فإنها تشعر بالأسى البالغ والحزن الشديد على هدر هذه الأرواح البريئة وتكبد هذه التضحيات الجسيمة، لا لشرف الدفاع عن الوطن ضد معتد أجنبي، ولكن لتحقيق مآرب شخصية تهدف إلى الصراع على السلطة من دون أي اعتبار لكرامة المواطن السوري وحريته».

ودافع السفير الروسي في الرياض أوليغ أوزيروف عن موقف بلاده من الأزمة السورية معتبراً أن ما يجري في سورية «عنف» يصدر من المعارضة قبل أن يصدر من النظام. وقال في مؤتمر صحافي مساء أمس في منزله إن هناك من فهم معارضة موسكو أي قرار ضد دمشق بشكل خاطئ، وإن هناك من لا يريد أن يسمع صوت بلاده والصين. مضيفاً: «لدينا مقترحات لحل الأزمة السورية وللأسف أصدقاؤنا في مجلس الأمن لا يريدون أن يسمعونها». ووجه السفير الروسي انتقادات للدول العربية التي اتخذت إجراءات ضد نظام بشار الأسد، وتساءل هل تريدون حرباً أهلية في سورية؟.

وقال: «روسيا لن تقبل الحرب الأهلية على الأراضي السورية، ويجب الصبر ثم الصبر لإيجاد الحل، ويجب الشروع في الحوار الوطني دون أي قيود»، رافضاً في الوقت نفسه «التنبؤ بمستقبل الرئيس السوري بشار الأسد لجهة البقاء في السلطة أو التنازل عنها».

وبينما كان متوقعاً ان تخف حدة العنف على الاقل خلال زيارة الوزير الروسي لدمشق، قالت مصادر مختلفة في المعارضة امس ان الحصار استمر حول مدينة حمص التي تعرضت احياؤها للقصف منذ الصباح، خصوصاً حي بابا عمرو المحاصر منذ اكثر من شهر. وقتل 19 شخصاً نتيجة القصف. وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان قوات الامن تخطط لاقتحام هذا الحي واحياء الخالدية والبياضة. ونقل عن هيئات التنسيق المحلية ان مدينة الزبداني تعرضت ايضاً لقصف عنيف. كما نقلت جهات معارضة انباء عن مواجهات في درعا وعن اقتحام قوات الامن مدينة السويداء حيث منعت سيارات الاسعاف من الدخول لاسعاف الجرحى.

وفي انقرة قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان امس إن تركيا تعد مبادرة جديدة مع الدول التي تعارض الحكومة السورية ووصف استخدام الصين وروسيا لحق النقض (الفيتو) ضد قرار لمجلس الأمن في شأن سورية بالمهزلة. وأضاف، في اجتماع لحزب «العدالة والتنمية»، ان تركيا ستبدأ مبادرة جديدة مع الدول التي تقف «إلى جانب الشعب وليس الحكومة السورية». ولم يخض اردوغان في تفاصيل ما ستتضمنه المبادرة الجديدة ولم يكشف عن الدول التي تعدها مع تركيا. ومن المتوقع ان يتوجه وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو الى الولايات المتحدة اليوم لاجراء مباحثات مع نظيرته هيلاري كلينتون.

وفي دمشق ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن لجنة النقل السورية – العراقية المشتركة اتفقت على دعم المرافئ السورية لنظيراتها العراقية وبالعكس خصوصاً بالنسبة إلى البضائع الواردة لكلا البلدين ودول الجوار وتسهيل نقل البضائع القادمة بحراً بين الدولتين.

وفي نيويورك أسرعت روسيا الى استيعاب إفرازات تدهور العلاقة مع قطر ودول الخليج في ضوء استخدامها الفيتو ضد مشروع القرار حول سورية عبر تعمد سفيرها في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين نفي ما قال إن «وسائل إعلام في روسيا والعالم العربي تداولته» بأنه هدد بإزالة قطر عن الخريطة.

وقال تشوركين في مؤتمر صحافي مفاجئ دعا إليه في الأمم المتحدة إن «ادعاءات وأكاذيب تحدثت عن استخدامي لغة غير لائقة مع رئيس الحكومة القطري حمد بن جاسم آل ثاني أثناء أحد لقاءاتنا في نيويورك». وشدد على أنه لم يستخدم مثل هذه اللغة على الإطلاق مع بن جاسم خصوصاً أنه لم يلتقه «على انفراد في أي من الاجتماعات الثلاثة التي جمعتنا أثناء وجوده في نيويورك». وقال تشوركين إنه التقى بن جاسم بحضور الأمين العام للجامعة نبيل العربي أو سفراء الصين والهند وجنوب أفريقيا إضافة الى الوفد المرافق لرئيس وزراء قطر «وتحدثنا باللغة الإنكليزية، وكان الحديث لائقاً من الجانبين». وأشار تشوركين الى أنه التقى بن جاسم «للمرة الأولى عام ٢٠٠٦ أثناء الحرب على لبنان وأسسنا يومها علاقة صداقة للعمل معاً».

ولم يجب تشوركين على ما إذا كان الوضع في سورية ينزلق الى حرب أهلية مشيراً الى أن «انهيار الوضع في سورية سينعكس على المنطقة برمتها». وعن لقائه بوفد «المجلس الوطني» السوري برئاسة برهان بن غليون في نيويورك قال تشوركين إن «غليون أكد رفضه الحوار مع الأسد لكني أشرت إليه بضرورة عقد حوار مع ممثلين عن الحكومة وإلا ما فائدة الحديث عن حكومة وحدة وطنية في المبادرة العربية». وتوجه الى الدول العربية بالقول إن «روسيا صديقة للعالم العربي وهي حقيقة جيوبوليتيكية بالنسبة الى المنطقة»، معتبراً أن دولاً غربية «تسعى الى تشويه صورة روسيا في العالم العربي».

ورداً على المؤتمر الصحافي لتشوركين اعتبر مندوب منظمة «هيومن رايتس ووتش» في الأمم المتحدة فيليب بولوبوان أن «مزيج التهديدات المبطنة والتوضيحات من السفير الروسي لا يمكنها أن تغطي الأثر المدمر للفيتو على الضحايا السوريين جراء الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي ترتكبها حكومة الأسد».

هدية الأسد للافروف: دستور جديد بلا بعث

واشنطن تشكك في وعود الأسد للافروف

دول مجلس التعاون الخليجي تطرد السفراء السوريين

أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي زار دمشق امس يرافقه رئيس الاستخبارات ميخائيل فرادكوف، للرئيس السوري بشار الاسد وجوب تنفيذ الاصلاح الضروري الذي يلبي المطالب المشروعة للشعب بحياة أفضل، وطالبه بالتعجيل في الاصلاحات السياسية “التي نضجت منذ زمن” وقال إن الاسد وعده بأن يعمل على تحديد موعد للاستفتاء على الدستور الجديد الذي انتهت اللجنة المعنية من صوغه.

وفي الجانب الآخر، برز انقسام المجتمع الدولي حيال الأزمة السورية، إذ شككت واشنطن في وعود الاسد للافروف، واستدعت فرنسا وايطاليا وهولندا واسبانيا والمانيا سفراءها من سوريا “للتشاور”، بينما قررت دول مجلس التعاون الخليجي الست طرد السفراء السوريين المعتمدين لديها، احتجاجاً على استمرار القمع لحركة الاحتجاجات المطالبة باسقاط الاسد. وأعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ان تركيا ستطلق “مبادرة جديدة” دولية في شأن سوريا “تدعم الشعب وليس النظام”، من غير ان يوضح طبيعة هذه المبادرة. وتواصلت العمليات العسكرية، إذ تحدث ناشطون عن مقتل 25 شخصاً معظمهم في مدينة حمص التي تعرضت بعض أحيائها للقصف. (راجع العرب والعالم)

لافروف

وتجمع الآلاف من مناصري النظام في شارع المتحلق الجنوبي الذي يصل المطار بحي المزة في دمشق لاستقبال الوزير الروسي والتعبير عن تقديرهم لاستخدام بلاده والصين حق النقض “الفيتو” من أجل اجهاض مشروع قرار عربي – اوروبي في مجلس الامن يندد بالنظام السوري. وأظهرت مشاهد بثها التلفزيون مرور موكب لافروف الذي تدافع نحوه الناس، بينما حمل كثيرون  اعلاماً سورية وروسية وصينية ومجسماً ضخما من البالونات للعلم الروسي. وأعاد هذا الاستقبال الى الاذهان الاستقبال الذي لقيه الزعيم السوفياتي الراحل نيكيتا خروشوف خلال زيارته لمصر في الستينات من القرن الماضي في ظل الحرب الباردة.

ونقلت الوكالات الروسية  للانباء عن الوزير الروسي في بداية اللقاء والاسد ان “على زعماء الدول ان يتحملوا مسؤولياتهم”، وخاطب الاسد قائلاً: “انتم تتحملون مسؤوليتكم”. وأمل ان “تعيش الدول العربية في سلام ووفاق”.

وأفادت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” ان الاسد جدد امام لافروف “استعداد سوريا للتعاون مع اي جهد يدعم الاستقرار” في البلاد. ونقلت عنه ان “سوريا رحبت منذ البداية بأي جهود تدعم الحل السوري للازمة والتزمت خطة عمل الجامعة العربية … وتعاونت بشكل كامل مع بعثة المراقبين العرب على رغم عرقلة بعض الاطراف العربية لعمل البعثة”. واضافت ان الاسد “شكر باسم الشعب السوري روسيا على مواقفها في مجلس الامن وحرصها على تغليب لغة الحوار وترسيخ الحلول الوطنية بدل التصعيد وسياسة الاملاءات التي تمارسها بعض دول هذا المجلس”.

وأوضحت “سانا” ان المبادرة المقصودة هي تلك التي تم الاتفاق عليها في 2 تشرين الثاني 2011. وتنص المبادرة على وقف اعمال العنف من أي جهة أتت، وعلى سحب الجيش من الشوارع، وفتح البلاد امام وسائل الاعلام الاجنبية، وارسال بعثة من المراقبين العرب لمراقبة تنفيذ الخطة.

ونقلت الوكالات الروسية عن لافروف: “أكد لنا الرئيس السوري انه ملتزم تماما العمل لوقف أعمال العنف اياً كان مصدرها”. وقالت إن الوزير أبلغ الأسد أن السلام مصلحة روسية.

ونسبت وكالة “ايتار – تاس” الروسية الرسمية الى لافروف ان “الاصلاحات الضرورية يجب ان تنفذ لتلبية المطالب المشروعة للشعب الذي يكافح من اجل حياة افضل”. وأضاف ان “من الواضح ان الجهود لوقف العنف يجب ان يرافقها بدء الحوار بين القوى السياسية”.

ولفتت الى ان الاسد خاطب لافروف قائلاً ان الموقف الروسي “اضطلع بدور كبير في إنقاذ وطننا”.

أما “سانا”، فنسبت الى لافروف عقب اللقاء أنه أجرى “مقابلة مهمة جداً” مع القيادة السورية و”قبل كل شيء مع الرئيس بشار الأسد” ونائبه فاروق الشرع ووزير الخارجية وليد المعلم. وقال: “أكدنا استعدادنا للمساعدة للخروج من الأزمة السورية في أقرب وقت ممكن، على أساس تلك المواقف التي وردت في خطة جامعة الدول العربية المؤرخة 2 تشرين الثاني 2011”.

وذكّر بما ورد في الرسالة التي كان بعث بها الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف إلى الأسد عن ضرورة التعجيل في الإصلاحات السياسية في سوريا “التي نضجت منذ زمن”، داعياً إلى إجراء إصلاح دستوري في أسرع وقت ممكن. وأشار الى أن “الرئيس الأسد أكد لنا أنه في أسرع وقت ممكن سوف يستقبل اللجنة المكلفة إعداد دستور جديد وبعد تسليمه بصورة رسمية يحدّد تواريخ لإجراء إستفتاء على هذا الدستور الجديد ذي الأهمية القصوى، وفي ما بعد سوف تجري الإنتخابات العامة بمشاركة الكثير من الأحزاب التي شُكّلت بموجب قانون الأحزاب الجديد، وستجري هذه الإنتخابات على أساس الدستور الجديد ولن تكون هناك خلال عملية التصويت أي إمتيازات لحزب ما بما في ذلك حزب البعث (الحاكم)”.

وشدد على أن “نتائج هذه الزيارة التي قمنا بها تنفيذاً لتكليف من الرئيس ميدفيديف كانت مهمة جداً وأتت في وقتها”، و”لدينا كل الأسس التي تجعلنا نعتقد أن الإشارة التي أتينا بها عن ضرورة المضي قدما وفق كل الإتجاهات قد استوعبت”. ولاحظ أن كل القوى الخارجية لابد أن تساعد على الحوار الوطني والتوصل الى إتفاق والى المصالحة الوطنية بعيداً من التدخل في الشؤون الداخلية لسوريا.

ولم يرد في التصريحات التي نقلت عن لافروف أن روسيا تؤيد الآن دعوة الجامعة العربية  الصريحة إلى تنحي الأسد.

وبالتزامن مع لقاء الاسد ولافروف، اعلنت اللجنة الوطنية المكلفة اعداد مشروع دستور لسوريا إنهاء عملها تمهيدا لرفع المشروع الجديد الى الاسد واعلان موعد للاستفتاء عليه.

تشوركين نفى تهديد قطر

¶ في نيويورك (علي بردى) نفى المندوب الروسي الدائم لدى الامم المتحدة السفير فيتالي تشوركين امس ان يكون وجه تهديدات الى قطر او أدلى بعبارات نابية في حق رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، خلال المشاورات التي أجريت الاسبوع الماضي في نيويورك عن الاوضاع في سوريا. لكنه حذر العرب من البصق في بئر يشربون منها.

واشنطن “تشكك”

¶ وفي واشنطن، انتقدت الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند الوعود الجديدة التي قطعها الاسد في شأن الاصلاحات الديموقراطية. وقالت: “تدركون لماذا يشكك المجتمع الدولي بأسره (في هذه التعهدات) عندما نرى ان الاسد يعيد المقترحات نفسها التي قدمها منذ اشهر واشهر واشهر بدل الاهتمام بوضع حد للعنف” في سوريا. واضافت ان هذه الفكرة “اشبه بوعد جديد قطعه نظام الاسد يكمن في التلويح بورقة عن انتخابات يمكن التحكم بها تماما… لا نرى كيف يمكن ذلك ان يقربنا من حوار وطني”.

وسئلت عن اقتراح السناتور الجمهوري جون ماكين درس “كل الخيارات، بما فيها تسليح المعارضة” السورية، فأجابت: “لا أعتقد ان ارسال اسلحة الى سوريا هو الحل”، ولكن “لا نستبعد اي خيار”.

كما سئل الناطق باسم البيت الابيض جاي كارني عن احتمال تسليح المعارضة السورية، فأجاب: “لا ندرس هذا الخيار حاليا… ندرس امكان تقديم مساعدة انسانية الى السوريين ونعمل مع شركائنا لزيادة الضغط وزيادة عزلة الاسد ونظامه”.

وردا على سؤال عن شكل هذه المساعدة، أقر بعدم وجود “آلية” لمساعدة السوريين.

واشنطن تمهّد للتدخل تحت عنوان المساعدة الإنسانية … وأردوغان يلوّح بمبادرة دولية جديدة

الأسد ولافروف: دمشق تسرّع الإصلاحات … وموسكو توفّر الضمانات الخارجية

زياد حيدر

أعلن الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، استعداد دمشق للتعاون مع أي جهد يدعم الاستقرار في سوريا، مؤكدا «تصميم سوريا على إنجاز الحوار الوطني بمشاركة ممثلين عن الحكومة والمعارضة والمستقلين»، فيما أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان الأسد أكد التزامه وقف أعمال العنف من أي مصدر كان، مؤكدا ان موسكو ابدت استعدادها «للمساهمة في التوصل الى مخرج للازمة على أساس المبادرة التي اقترحتها الجامعة العربية» في 2 تشرين الثاني الماضي، مشيرا الى ان سوريا تؤكد اهتمامها بمواصلة العمل مع بعثة المراقبين العرب ورفع عددهم، الا أن مصدرا في البعثة اعلن ان الجامعة العربية ابلغتهم بقرار سحبهم من دمشق.

في المقابل اعلنت واشنطن انها تقترب خطوة اضافية نحو التدخل المباشر في الازمة السورية تحت عنوان «تقديم مسـاعدات إنسانية للشعب السوري». وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان «سـنطلق مبادرة جديدة مع الدول التي تقف إلى جانب الشعب وليس الحكومـة السـورية. نحن نعد ذلك»، من دون أن يوضح طبيـعة هـذه المبادرة، وما اذا كانت تأتي في اطار القرار الاميركي الفرنسي تشكيل ما يسمى مجموعة اصدقاء الشعب السوري، التي يبدو انها تستعيد السيناريو الليبي (تفاصيل ص 15).

وطالبت دول مجلس التعاون الخليجي سفراء «النظام السوري» بمغادرة أراضيها بشكل فوري، بعد استدعائها سفراءها من دمشق، متهمة النظام بارتكاب «مجزرة جماعية وإجهاض» الجهود العربية للتوصل إلى حل للازمة، التي سيناقشها اجتماع وزراء الخارجية العرب المقرر عقده الاحد المقبل في القاهرة.

زيارة لافروف

وقال مسؤول سوري رفيع المستوى لـ«السفير» ان اللقاء بين القيادة السورية برئاسة الرئيس بشار الاسد ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تميز بجانبه السياسي، على الرغم من مشاركة رئيس الاستخبارات الخارجية الروسية ميخائيل برادكوف ونظيره السوري رئيس الاستخبارات العامة اللواء علي مملوك في اللقاء الذي استمر ساعتين ونصف الساعة، وامتد إلى طاولة الغداء التي اقتصرت على أعضاء الوفدين الرسميين، وبينهم نائب الرئيس السوري فاروق الشرع، ووزير الخارجية وليد المعلم، والمستشارة الرئاسية بثينة شعبان إضافة الى نائب وزير الخارجية فيصل المقداد ومعاون وزير الخارجية للشؤون الأوروبية عبد الفتاح عمورة، ومن الجانب الروسي المبعوث الروسي للشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف إضافة لبرادكوف ونائبه فلاديمير زيماكوف ومدير إدارة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية سيرغي فيرشينين وسفير روسيا في دمشق عظمة الله كولمحمدوف.

وقال المصدر ان أجواء اللقاء كانت هي الأجواء المعتادة في اللقاءات بين الطرفين، متحدثا عن تفاهم على مجمل الأمور، ولا سيما المرتبطة بالأزمة وتطوراتها المستقبلية.

وأعد للوزير الروسي استقبال شعبي حاشد على طرق دمشق، حيث تجمع الآلاف من مناصري النظام في شارع المحلق الجنوبي الذي يصل مطار دمشق الدولي بحي المزة للتعبير عن تقديرهم لموقف بلاده «الداعم لسوريا ولشعبها وبرنامجها الإصلاحي».

وكرر لافروف، في تصريحات صحافية، الموقف الروسي الداعي إلى وقف العنف من كافة الأطراف، وضرورة عدم التدخل الخارجي في الشأن السوري، وتشجيع الأطراف المعنية على الحوار الوطني، مشيرا إلى أن روسيا ستؤدي دورا عند الدول التي تمارس تأثيرا على المعارضة لدفعها للحوار الوطني.

وشجع لافروف القيادة السورية مجددا نحو تسريع الإصلاحات، متحدثا عن توجه الأسد نحو إعلان موعد للاستفتاء الدستوري ولاحقا الانتخابات النيابية. وقال ان الطرفين اتفقا على ضرورة استمرار عمل بعثة المراقبين وزيادة عددها، إلا أن الجامعة العربية أبلغت المراقبين المقيمين في دمشق بقرار سحبهم بعد ساعات على مغادرة لافروف، وفقا لما قال أحد المراقبين لـ«السفير».

وعرض الأسد، خلال لقائه لافروف وبرادكوف، مجريات الأحداث في سوريا والبرامج الزمنية للإصلاحات الجارية بعد إقرار القوانين الناظمة لها وطبيعة الإرهاب الذي يمارس ضد المواطن السوري ومؤسسات الدولة من قبل المجموعات المسلحة المدعومة من قبل أطراف خارجية.

وشكر الأسد «باسم الشعب السوري روسيا على مواقفها في مجلس الأمن الدولي وحرصها على تغليب لغة الحوار وترسيخ الحلول الوطنية بدلا من التصعيد وسياسة الإملاءات التي تمارسها بعض دول هذا المجلس، والتي لا تأخذ بالاعتبار مصالح الشعب السوري ورؤيته لتحقيق الإصلاحات في البيت السوري الداخلي ومن دون تدخل خارجي»، مؤكدا «تصميم سوريا على إنجاز الحوار الوطني بمشاركة ممثلين عن الحكومة والمعارضة والمستقلين».

وقال الأسد إن «سوريا رحبت منذ البداية بأي جهود تدعم الحل السوري للأزمة، والتزمت خطة عمل الجامعة العربية التي أقرت في 2 تشرين الثاني للعام الماضي، وتعاونت بشكل كامل مع بعثة المراقبين العرب بالرغم من عرقلة بعض الأطراف العربية عمل البعثة»، مجددا «استعداد سوريا للتعاون مع أي جهد يدعم الاستقرار في سوريا».

من جهته، اعتبر لافروف أن «موقف روسيا في مجلس الأمن من القضية السورية نابع من تقييمها الواقعي والمتوازن للأحداث التي تشهدها سوريا، واحترامها للقانون الدولي وحق الشعوب في تقرير مصيرها ومن قناعتها بأن التدخل الخارجي والتحريض بدلا من تشجيع الحوار الداخلي سيؤديان إلى المزيد من العنف وسفك الدماء».

وكرر «حرص روسيا على استقرار سوريا واستقلالية قرارها ودعمها مصالح الشعب السوري والإصلاحات الديموقراطية الجارية في سوريا»، وعبر عن «أمل روسيا في الإسراع بتنفيذ هذه الإصلاحات، ومشاركة جميع السوريين بحوار وطني يحفظ سيادة بلدهم وأمنه واستقراره».

وشدد لافروف، بعد نهاية اللقاء، على العناوين الرئيسية لنهج روسيا في الأزمة السورية، من دون أي تغيير بارز.

وقال مسؤول سوري لـ«السفير» ان أجواء «اللقاء كانت جيدة ومريحة جدا ولا تخرج عن أجواء اللقاءات السورية – الروسية الاعتيادية»، مشيرا إلى «أن القيادة السورية لمست مجددا تمسك موسكو بنهجها وسياستها تجاه سوريا، من دون أي تغيير يلحظ». وقال ان اللقاء ركز على الشأن السياسي، من دون أن يكون الموضوع الأمني أولوية بعد تقديرات وسائل الإعلام في هذا الصدد.

وأعلن لافروف، في تصريح بعد اللقاء في قصر الشعب، أن اجتماعه مع الأسد كان «مهما جدا». وقال ان «روسيا أكدت خلال اللقاء استعدادها للمساعدة للخروج من الأزمة السورية في أقرب وقت ممكن على أساس تلك المواقف التي وردت في خطة جامعة الدول العربية المؤرخة في 2-11-2011» في إشارة إلى خطة العمل العربية حول الحل على أساس الحوار الوطني بين طرفي السلطة والمعارضة بإدارة من الجامعة العربية والقيادة السورية الحالية.

وأضاف «إن الأسد أكد التزامه كما هو وارد في الخطة العربية بمهمة وضع حد للعنف مهما كان مصدره، ولهذا الغرض تؤكد سوريا اهتمامها بمواصلة العمل مع بعثة مراقبي جامعة الدول العربية ورفع عدد المراقبين كي تنتشر في كل النقاط المطلوبة وكي تتأكد بنفسها من أي خروقات أو انتهاكات لمبدأ عدم جواز السماح بالعنف مهما كان مصدره». وتابع «أؤكد ما قلته أمس في المكالمة الهاتفية مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي: ان روسيا تعتقد أنه من الضروري الحفاظ على بعثة المراقبين وتوسيعها ما يشكل عاملا جديا مهما».

وقال لافروف «يجب أن تراقب المساعي الرامية لمنع العنف مهما كان مصدره من أي طرف كان، مع ضرورة تفعيل الحوار بمشاركة كل السوريين والحكومة وكل المجموعات وبمساعدة من قبل جامعة الدول العربية». وأضاف إن «الأسد أكد اليوم (أمس) أن اللجنة التي كانت قد شكلت لإجراء الحوار مع كل المجموعات المعارضة تحت رئاسة نائب الرئيس لا تزال تتمتع بكل الصلاحيات الضرورية لإجراء هذا الحوار، ولا بد من أن تتم مساعدتها من قبل من يستطيع أن يساعد، بمن في ذلك هؤلاء الذين يرفضون حتى الآن أن ينضموا إلى الحوار».

وقال وزير الخارجية الروسي «ذكرنا لنظرائنا السوريين ما ورد في الرسالة التي كان بعث بها الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف إلى الأسد حول ضرورة تسريع الإصلاحات السياسية في سوريا التي نضجت منذ زمن، ودعونا في هذا الإطار إلى إجراء إصلاح دستوري في أسرع وقت ممكن، وقد أكد الرئيس الأسد لنا أنه في أسرع وقت ممكن سيستقبل اللجنة المكلفة بإعداد دستور جديد، وبعد تسليمه بصورة رسمية يحدد تواريخ لإجراء استفتاء حول هذا الدستور الجديد ذي الأهمية القصوى، وفي ما بعد سوف تجري الانتخابات العامة بمشاركة الكثير من الأحزاب التي شكلت بموجب قانون الأحزاب الجديد، وستجري هذه الانتخابات على أساس الدستور الجديد، ولن تكون هناك خلال عملية التصويت أي امتيازات لحزب ما بما في ذلك حزب البعث».

وأعلنت «اللجنة الوطنية لإعداد مشروع دستور سوريا» إنهاء عملها. وقالت، في بيان، «إنها سترفع مشروع الدستور إلى رئيس الجمهورية لاستكمال أسباب صدوره وفق الإجراءات الدستورية».

وأكد لافروف أن «نتائج هذه الزيارة التي قمنا بها تنفيذا لتكليف من قبل ميدفيديف كانت مهمة جدا وأتت في وقتها، ولدينا كل الأسس التي تجعلنا نعتقد أن الإشارة التي أتينا بها حول ضرورة المضي قدما وفق كل الاتجاهات قد استوعبت». وقال «نعتقد ونؤمن بضرورة مواصلة الجهود الرامية إلى إيجاد حل وتسوية للأزمة السورية، وينوي الجانب الروسي العمل بشكل نشيط مع الجانب السوري ومع جيران سوريا وفي جامعة الدول العربية، وسوف نواصل بطبيعة الحال العمل مع مجموعات المعارضة التي لسبب أو لآخر لا توافق حتى الآن على المشاركة في الحوار الوطني العام، ونعتقد أنه من الضروري أن تعمل مع هذه المجموعات تلك الدول التي تتمتع بتأثير أكثر عليها». وأضاف «ننطلق من أهداف بسيطة وواضحة تتلخص في عدم سماح وجواز سقوط الضحايا بين المدنيين، ونعتقد كذلك أن المنطقة تحتاج إلى السلام، وسوريا تحتاج إلى السلام، وكل القوى الخارجية لا بد من أن تساعد على الحوار الوطني والوصول إلى اتفاق والمصالحة الوطنية بعيدا عن التدخل في الشؤون السورية الداخلية».

وبعد ساعة فقط على مغادرة لافروف أبلغت جامعة الدول العربية بعثة المراقبين المقيمة في دمشق بقرار سحبها، وفق ما قال أحد المراقبين في البعثة لـ«السفير». وقال المراقب، الذي يحمل الجنسية التونسية، ان البعثة أبلغت بقرار سحبها وإنهاء مهامها ظهرا وإن أعضاء البعثة أبلغوا بوجوب مغادرة الأراضي السورية، مشيرا إلى أن تفسيرا رسميا لم يبلغ للمراقبين المتبقين في سوريا، وعددهم 65 مراقبا تقريبا وأغلبيتهم من جنسيات عراقية وتونسية ومصرية وسودانية.

وفي نيويورك، اعلن مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين ان موسكو تخشى ان تؤدي الانتقادات الحادة التي اعقبت لجوءها الى الفيتو، الى «تسميم» علاقاتها مع العالم العربي. ونفى مزاعم نشرت على الانترنت مفادها انه خاض جدلا حادا مع رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم خلال المفاوضات حول سوريا في مجلس الامن.

وقال تشوركين، في مؤتمر صحافي، ان بلاده تخشى «استخدام (هذه المزاعم) في شكل مصطنع في محاولة لتسميم علاقاتنا مع العالم العربي». واضاف «يبدو ان جهة تحاول بيأس إحداث شرخ بين روسيا والعالم العربي، لذا علي ان اصحح». وتابع «هناك بعض الردود المبالغ فيها التي تشتم أحيانا (الفيتو الروسي) من جانب زملائنا الغربيين. لديهم بالتأكيد اسبابهم، لكن التأثير الجانبي او ربما الهدف من بعض هذه الردود هو اشاعة عداء لروسيا في العالم العربي ولن نقدر هذا الامر البتة».

«التعاون الخليجي»

وقالت (ا ف ب، ا ب، رويترز) رئاسة مجلس التعاون الخليجي، في بيان: «تتابع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ببالغ الأسى والغضب تزايد وتيرة القتل والعنف في سوريا الذي لم يرحم طفلا أو شيخا أو امرأة، في أعمال شنيعة أقل ما يمكن وصفها به بالمجزرة الجماعية ضد الشعب السوري الأعزل من دون أي رحمة أو شفقة أو حتى مراعاة لأي حقوق أو مشاعر إنسانية أو أخلاقية».

وأضاف البيان إن «السعودية، رئيسة الدورة الحالية لمجلس التعاون، تعلن أن دول المجلس قررت سحب جميع سفرائها من سوريا، والطلب في الوقت ذاته من جميع سفراء النظام السوري مغادرة أراضيها وبشكل فوري، وذلك بعد أن انتفت الحاجة لبقائهم بعد رفض النظام السوري كل المحاولات وإجهاضه كافة الجهود العربية المخلصة لحل هذه الأزمة وحقن دماء الشعب السوري الشقيق».

وتابع «ترى دول المجلس أن على الدول العربية المقرر أن تجتمع في مجلس الجامعة الأسبوع المقبل (الأحد) أن تتخذ كافة الإجراءات الحاسمة أمام هذا التصعيد الخطير ضد الشعب السوري بعد أن قاربت الأزمة السنة دونما أي بارقة أمل للحل. وإذ تعلن دول المجلس ذلك في معرض إدانتها الشديدة لهذه الأعمال فإنها تشعر بالأسى البالغ والحزن الشديد على إهدار هذه الأرواح البريئة وتكبد هذه التضحيات الجسيمة لا لشرف الدفاع عن الوطن ضد معتد أجنبي لكن لتحقيق مآرب شخصية تهدف إلى الصراع على السلطة دونما أي اعتبار لكرامة المواطن السوري وحريته».

كما أعلنت كل من بلجيكا وبريطانيا واسبانيا وفرنسا وايطاليا وهولندا استدعاء سفرائها من سوريا «للتشاور نظرا لتصاعد حملة القمع التي يشنها النظام السوري». وكانت بريطانيا استدعت سفيرها أول من أمس، فيما أعلنت واشنطن إغلاق سفارتها في سوريا.

وسيعقد وزراء خارجية دول المجلس السبت في الرياض اجتماعا مخصصا لبحث الوضع في سوريا عشية اجتماع مجلس الجامعة العربية في القاهرة. وذكرت وكالة الانباء القطرية (قنا) ان رئيس الحكومة وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني بحث مع وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ووزير الخارجية البريطاني وليام هيغ «تطورات الأوضاع الراهنة في سوريا».

واعتبر وزير الخارجية المغربي سعد الدين العثماني، في لشبونة، انه ينبغي «ممارسة كل الضغوط الممكنة» على النظام السوري لوقف أعمال العنف لكنه استثنى من ذلك «التدخل العسكري». وقال «على الصين وروسيا الضغط على سوريا» موضحا ان بلاده «مستعدة لاتخاذ مبادرات في الأمم المتحدة نظرا الى انها البلد العربي الوحيد في مجلس الامن، لكن في اطار الجامعة العربية فقط».

واشنطن

وأبدت واشنطن شكوكها في التعهدات التي قطعها الأسد خلال لقائه لافروف. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند «تدركون لماذا يشكك المجتمع الدولي بأسره (في هذه التعهدات) عندما نرى ان الاسد يعيد المقترحات نفسها التي قدمها منذ اشهر واشهر واشهر بدلا من الاهتمام بوضع حد للعنف» في سوريا.

وردا على ان الاسد سيعلن قريبا جدولا زمنيا لاستفتاء حول الدستور، قالت نولاند ان هذه الفكرة «اشبه بوعد جديد قطعه نظام الاسد يكمن في التلويح بورقة عن انتخابات يمكن التحكم بها بشكل تام». واضافت «لا نرى كيف يمكن لذلك ان يقربنا من حوار وطني».

واعلن البيت الابيض، ردا على حض السناتور الجمهوري جون ماكين واشنطن على درس فكرة تسليح المعارضة السورية، إن الولايات المتحدة تدرس تقديم مساعدات إنسانية للشعب السوري. وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني «سنواصل العمل مع حلفائنا الدوليين لممارسة الضغط المطلوب». وأكد أن الادارة الاميركية لا تدرس احتمال تسليح المعارضة، مضيفا «نبحث احتمال تقديم مساعدات إنسانية للسوريين».

وسئل كارني عن احتمال تسليح المعارضة السورية بناء على اقتراح عدد من النواب الأميركيين، فقال «لا ندرس هذا الخيار حاليا». واضاف، غداة اغلاق السفارة الاميركية في دمشق، «ندرس امكان تقديم مساعدة انسانية الى السوريين ونعمل مع شركائنا لزيادة الضغط وزيادة عزلة الاسد ونظامه».

وردا على سؤال عن شكل هذه المساعدة، اقر كارني بعدم وجود «آلية» لمساعدة السوريين.

ومن ناحيتها، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند ان «ما يمكن ان نقوم به ليس حتميا». واستبعدت ايضا تقديم اية مساعدة عسكرية للمعارضة. وقالت «لا نعتقد انه الحل الجيد لادخال المزيد من الاسلحة الى سوريا».

واعتبر النائب الديموقراطي جون كيري، الذي يترأس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، أن الأزمة في سوريا «تختلف كثيرا» عن الحالة الليبية، داعيا روسيا والصين إلى دعم تحرك الأمم المتحدة ضد النظام السوري.

وكان «المجلس الوطني السوري» و«الجيش السوري الحر»، دعوَا في بيان مشترك، «رجال الأعمال السوريين والعرب إلى المساهمة في تمويل عمليات الدفاع عن النفس وحماية المناطق المدنية».

ميدانياً

وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيان، «مقتل 25 شخصا بينهم أربعة جنود». وأوضح «قتل 16 شخصا في محافظة حمص، في حين قتل أربعة جنود في الجيش السوري على أيدي مجموعة منشقة». وقال «قتل خمسة أشخاص في قصف على مدينة الزبداني من قوات الجيش النظامي التي تحاصر المدينة». وقال معارضون «ان تظاهرات عدة خرجت في دمشق ودرعا وريف دمشق وادلب والسويداء لنصرة حمص». وأشار الى «إصابة 16 مواطنا في إطلاق نار من قوات الأمن بهدف تفريق تظاهرة طلابية في مدينة انخل في ريف درعا».

وذكرت لجان التنسيق المحلية إن «النظام يقصف بلدة بصر الحرير في محافظة درعا بالرشاشات الثقيلة والدبابات وذلك بعد اشتباكات عنيفة وقعت مع 70 عسكريا انشقوا مع عتادهم فيها». كما افادت عن «قصف تتعرض له بلدة كفرتخاريم في محافظة ادلب، واشتباكات عنيفة تدور بين الجيش الحر وقوات النظام بالأسلحة الثقيلة».

روسـيا انتصـرت فمـاذا عـن سـوريا؟

سامي كليب

حصل وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف على وعود سياسية من الرئيس السوري بشار الأسد تفتح المجال واسعا للتغيير والإصلاح. ما كان ليحصل على ذلك لولا رفع السقف إلى أقصاه في الأمم المتحدة وتسليف الأسد فيتو ثانياً مقرونا بفيتو صيني في أقل من 4 أشهر.

لم يقل لافروف كل شيء أمام الصحافيين بعد لقاء الأسد. قيل الكثير على الأرجح في الداخل. وصل الوزير الروسي إلى دولة تغلي على نار الحسم العسكري وتغلي على وقع المسيرات المرحبة بالزائر الكبير. شاهد بأم العين ما كان يعرفه عن بعد. سوريا منقسمة ولكن شعبية الأسد لا تزال حاضرة بوضوح. لا بد من الدفع إذاً باتجاه تسريع عجلة الإصلاحات لأن الحسم العسكري وحده لا يضمن المستقبل. سوريا القوية مهمة للأسد ولكنها مهمة أيضا لروسيا ولافروف. السلاح وحده ما عاد يصنع القوة، من المهم إذاً إغراء الغاضبين بأن الانفتاح السياسي جدي، وان السعي لحكومة وحدة وطنية أكيد، وان الانتخابات هي التي تقرر من يحكم البلد.

الأسد يتقدم بالحسم العسكري، وروسيا أعطت الضوء الأخضر. تدرك القيادة الروسية أن التفاوض باسم دولة قوية أهم من التفاوض على دولة ضعيفة. لم تكتف بالضوء وإنما قدمت مساعدة عسكرية وأمنية عنوانها طرطوس، وتفاصيلها لا يعلمها إلا رئيس الاستخبارات الروسية الذي رافق لافروف إلى دمشق. ما كانت موسكو لتقدم كل هذا الدعم لو أنها تشك بانهيار النظام. وما كانت لتقدمه لولا أنها تعيش أكثر لحظاتها زهواً بعودتها قوية إلى ساحة الصراع الدولي منذ تفكك الاتحاد السوفياتي.

جاء لافروف يؤكد دعمه للأسد. قال له ذلك على الأرجح في الجلسة المغلقة، ثم قاله على طريقته في الخارج. بدا الرئيس السوري أكثر من مرتاح. كلمات الود والترحيب والشكر اختصرت العنوان الأول. جاءت أنباء حمص تؤكد أن الجيش لا يزال قادرا على الضرب بيد من حديد، ولا يزال موحدا. وصلت تقارير أمنية تعزز موقف موسكو ودمشق القائل بأن السلاح والمسلحين خطيرون.

زائر كبير استقبلته دمشق أمس وحاولت أن تفهمه انه زائر كبير. كيف لا وهو الذي صارع العالم ليحافظ على تحالفه مع سوريا (حتى ولو كانت الأهداف أكبر بكثير من سوريا). باتت عاصمة الأمويين، كما كانت أكثر من مرة في التاريخ، محوراً لتجاذبات دولية ربما لم تبلغ يوماً ما بلغته اليوم. ولان المصالح الدولية تتقدم عادة على المبادئ، فإن الأسد أراد الإفادة إلى أقصى حد من الدعم الروسي وأعطاه ما يعزز موقفه في مجلس الأمن. وموسكو فهمت أن مصلحتها العالمية حاليا تكمن مع النظام السوري الحالي وليس مع نظام يأتي به الغرب فيقضي على آخر موقع روسي مهم في المنطقة.

ولأن الصراع الدولي في أوجه حول الأزمة السورية، لا بد من البحث عن تدعيم المستقبل. قال لافروف ووافقه الأسد بأن الحل السياسي هو حامي القوة العسكرية وليس العكس. حصل الوزير الروسي على وعود مهمة من الرئيس السوري بشأن الإصلاحات والدستور ومستقبل حزب البعث، وثمة تواريخ محددة ستظهر تباعا. قال الرجل أيضا إن الدول الغربية لن تسكت على الهزيمة وانه لا بد من الانتباه كثيرا. فصّل رئيس الاستخبارات الروسية ميخائيل فرادكوف ما ينبغي الانتباه له.

مجرد مجيء لافروف إلى دمشق حدث بحد ذاته. منذ بداية الأزمة السورية قبل 11 شهرا تجنّب الروس تكثيف اللقاءات الرسمية مع القيادة السورية منعا للإحراج. كانوا يريدون لعب دور الوسيط مع الحفاظ على تحالفهم الاستراتيجي مع الأسد. فتحوا الأبواب أكثر من مرة علانية أو في السر للمعارضة. تقاربوا كثيرا مع بعض أعضاء «هيئة التنسيق». حاولوا فتح خط جدي مع «المجلس الوطني». تبين لاحقا أن الضغوط الغربية والخليجية أقوى من كل محاولاتهم. كان المطلوب من هذه الأطراف إسقاط النظام. كانت كلمة السر عند قطر وأنقرة، لكن التنسيق السعودي ـ القطري لاحقا دفع الدوحة للعب الدور الأخطر بينما بقيت الرياض تحرك خيوطاً خلف الكواليس.

ما حصل في دمشق أمس ليس أمراً عابراً. الخطوط العريضة للتفاهم الأمني والسياسي بين البلدين صيغت بدقة قبل جلسة الفيتو المزدوج. حصلت اتصالات بعيدة عن الأضواء مع الإيرانيين والأتراك والمعارضة. وصل بعض هذه الاتصالات إلى قطر نفسها عبر طرف ثالث. كان المطلوب إيجاد قواسم مشتركة لإنجاح مهمة المراقبين العرب.

نصح الروس مرارا الأسد بتأخير الحسم العسكري والإبقاء على علاقة جيدة مع الجامعة العربية. قالوا أكثر من مرة لحليفهم السوري: نحن نضمن لك مجلس الأمن وأنت حافظ على مرونة مع الجامعة. قبل الأسد بروتوكول الجامعة برغم رفض سابق لأي تدخل في سوريا ورفض آخر لعقد أية لقاءات مع المعارضة خارج الأراضي السورية.

النقطة المفصلية كانت في آخر جلسة للجامعة العربية. تم الحصول على تسجيلات صوتية تؤكد أن رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني قال بالحرف الواحد لنظرائه العرب: «مهما فعلتم سوف أنقل الملف السوري إلى مجلس الأمن». تبين للجانبين السوري والروسي أن الهدف الخليجي والدولي هو تحميل النظام السوري كل المسؤولية الجنائية والجرمية عما حصل واستصدار قرار إدانة من أعلى سلطة دولية مع ما يعنيه ذلك من فتح الأبواب أمام محاكمات دولية، وفرش السجاد الأحمر أمام تدخل عسكري حتى ولو لم يحصل.

كانت المعلومات الاستخباراتية الروسية والسورية تؤكد أن السلاح انتشر على نحو خطير. تبين أن ثمة خططا أمنية ستنفذ في مراحل متلاحقة وفي وقت واحد لإحداث بلبلة كبيرة. تم العثور على أنواع من الأسلحة والمتفجرات معدة لعمليات واسعة. جرى الحديث عن لائحة للاغتيالات تطال شخصيات مهمة. ظهر من تبادل المعلومات بين دمشق وموسكو وطهران أن ما يحصل على الأرض ليس مجرد تمرد مسلح جزئي. بعض هذا الملف حمله رئيس الاستخبارات الروسية.

يؤكد المقربون من الأسد ان «الفيتو» الروسي الأول لم يحصل بتفاهم مسبق مع دمشق. فوجئت القيادة السورية وبسعادة كبيرة بالفيتو المزدوج الروسي ـ الصيني آنذاك، أما هذه المرة فكان الاحتمال معروفا مسبقا. قال الروس بوضوح للسوريين قبل الجلسة الأخيرة لمجلس الأمن: إما أن يتم التوصل إلى قرار خال من أي إشارة إلى تنحية الأسد والى حل عسكري ويؤكد وجود سلاح ومسلحين، وإلا فإن الفيتو جاهز.

منذ عدة أشهر، أدرك الأسد أن القرار الروسي بدعمه ليس أمرا عابرا بل هو جزء من استراتيجية روسية واسعة تحفظ مصالح روسيا بقدر ما تدعم سوريا. هذا ما يفسر ثقته الكبيرة بالنفس أمام كل الذين زاروه في الأشهر القليلة الماضية. كان الرئيس السوري يدرك أن هزيمة الولايات المتحدة في العراق والانهيارات الاقتصادية العالمية والخوف من القدرات العسكرية في المنطقة من إيران إلى «حزب الله» لن تسمح للغرب بمغامرة عسكرية. ولكن كان يدرك خصوصا أن الموقف الروسي هو استراتيجي وليس تكتيكيا.

رسخت زيارة لافروف أمس هذا التحالف الاستراتيجي بين البلدين. ارتاح الأسد. وارتاح أيضا فلاديمير بوتين، فرئيس الوزراء الروسي يدرك أن تحديه العالم في مجلس الأمن عزز الشعور القومي الروسي قبل أسابيع قليلة على الانتخابات الرئاسية في آذار المقبل.

«الباروميتر السوري» في السياسة الخارجية الروسية نجح. ولكن المشكلة أن ثمة مرشحين آخرين للرئاسة في العالم. الرئيس الأميركي باراك أوباما قد يخسر الانتخابات لو بقي الأسد في السلطة، والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي كذلك. كيف سيواجه الرئيس الأميركي ناخبيه وهو الذي وعدهم منذ شهر نيسان الماضي بأن النظام السوري سقط؟ لا بد إذاً من تكثيف الضغوط، ليس مقبولا في الوقت الراهن نجاح أي مبادرة تعزز الأسد وتقوي محور إيران ـ سوريا ـ «حزب الله».

الأمر خطير على الاستراتيجية الأميركية. أميركا التي خرجت مهزومة من العراق شاهدت بأم العين قبل أيام تظاهرة لـ«حزب الله» في العراق، وتظاهرة أخرى للحوثيين يمتدحون إيران في قلب اليمن، أي في قلب الخليج، ورئيس الحكومة العراقية نوري المالكي يستعيد زمام الكثير من أمور الحكم والحكومة ويبعث بإشارات مقلقة للأميركيين بشأن تحليق طائراتهم فوق أراضي العراق، بينما مملكة البحرين تموج غضباً برغم القبضة الحديدية السعودية والغطاء الغربي الواسع.

لم يكن مفاجئاً والحالة هذه أن تتحرك آلة سحب السفراء. لم يكن غريباً أن يتزامن استدعاء سفراء أميركا وفرنسا وبريطانيا وبلجيكا وايطاليا وغيرها من دمشق، مع قرار دول الخليج بطرد سفراء سوريا من أراضيها. ولم يكن غريباً أن يسارع ساركوزي ومعه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لتدشين مجموعة اتصال للضغط على سوريا، وعاد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان يتحدث عن خطة ضد الحكومة السورية. وبذلت قطر جل جهودها لجمع محمود عباس وخالد مشعل برعاية أميرها في الدوحة.

ما كل هذه التحركات إلا تعبير عن خسارة حقيقية أمام الروس والصينيين في الملف السوري. هي هستيريا وفق وصف لافروف.

في أوضاع كهذه يبقى احتمالان، فإما أن تنجح القيادة الروسية بجذب الغرب إلى صفها لحل الأزمة السورية فتحفظ ماء وجه الجميع، وإما أن تشهد سوريا تطورات أمنية خطيرة قد تدفع إلى مواجهة أوسع لن تستثني هذه المرة إيران.

لا شك بأن لافروف حصل من الأسد هذه المرة على ما يدعم كلا الخيارين، وتستطيع موسكو الآن التفاوض باسم دولة قوية. لا بد من صدمة سياســية كبــيرة تحمي الحسم العسكري؟ الأسد سيقرر شكل ذلك ومضمونه… أما التنحي بالقوة فقد صار من الماضي.

أنقــره لا تســتبعد الســيناريو الليبــي أردوغـــان: وصيـــة أخيـــرة للأســـد

أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، أمس، أن أنقرة ستطلق «مبادرة جديدة» دولية بشأن سوريا بعد استخدام الصين وروسيا الفيتو ضد قرار في مجلس الأمن.

وقال اردوغان، لنواب حزب العدالة والتنمية في البرلمان، «سنطلق مبادرة جديدة مع الدول التي تقف إلى جانب الشعب وليس الحكومة السورية. نحن نعد ذلك»، من دون أن يوضح طبيعة هذه المبادرة. وأضاف إن حكومته «تستخدم كل السبل الدبلوماسية للفت انتباه الأسرة الدولية» إلى الأزمة السورية.

وانتقد اردوغان الفيتو الروسي ـ الصيني المشترك في مجلس الأمن السبت الماضي. وقال «العملية التي جرت في الأمم المتحدة بشأن سوريا مهزلة للعالم المتحضر». وأضاف «مرة أخرى يأسر مجلس الأمن ضمير المجتمع الدولي. امتلاك سلطة النقض مسؤولية كبيرة. استخدام هذه السلطة يمنح الضوء الأخضر لاستمرار القمع».

ومن المقرر أن يتوجه وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو إلى واشنطن اليوم حيث سيبحث مع نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون الملف السوري.

واعتبر اردوغان أنه لا يمكن لأنقرة أن «تبقى مجرد متفرج على أعمال العنف في سوريا» التي تتقاسم معها تركيا حدودا يفوق طولها 900 كلم. وقال للأسد «الطريق الذي تسلكه مسدود. وأوصيك للمرة الأخيرة بالرجوع عن هذا الطريق قبل إراقة المزيد من الدماء وقبل أن تزهق أرواح المزيد من الأبرياء». وأضاف «المسؤولون عن (أحداث) حماه لم يحاسبوا ولكن المسؤولين عن أحداث حمص سيدفعون الثمن عاجلاً أم آجلاً. من يتبعون طريق آبائهم سوف يحصلون على ما يستحقون».

وقال مسؤولون أميركيون إنهم يدرسون الآن إمكانية قيام مجموعة من الدول المتفقة في الرأي لتنسيق الدعم للمعارضة السورية. وقد يصاغ مثل هذا المسعى بشكل تقريبي على غرار مجموعة الاتصال التي أشرفت على الحملة الدولية التي أطاحت بالعقيد الليبي معمر القذافي العام الماضي.

وقال مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية التركية لوكالة «رويترز» إن «من الطبيعي» البدء في بحث خطة بشأن سوريا خارج إطار الأمم المتحدة ولكن من السابق لأوانه القول ما إذا كانت الدول ستشكل مجموعة اتصال على غرار ما حدث مع ليبيا. وأضاف «بسبب الفيتو نحن في وضع توجد فيه خيارات أخرى. علينا بحثها بعناية. من السابق لأوانه القول إننا بسبيلنا إلى تشكيل مجموعة اتصال كما حدث مع ليبيا، ولكن بالطبع هنـاك حاجة لمناقشة هذا».

إلى ذلك، قال الوزير التركي للشؤون الأوروبية ايغمين باغيش، بعد لقاء مع رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولز في بروكسل، «آن الأوان لان تعمل الأسرة الدولية معا لإقناع القادة السوريين بإجراء الإصلاحات اللازمة ليتمكن جميع الناس في سوريا من العيش بحرية ورخاء».

(«السفير»، ا ف ب، رويترز)

إخوان سورية: ما يحدث في حمص إبادة جماعية

القاهرة- (د ب أ): وصف رياض الشقفه المراقب العام للإخوان المسلمين في سورية الوضع بحمص بحرب إبادة جماعية.

وقال الشقفة في اتصال مع وكالة الأنباء الألمانية: “ما يقوم به النظام في حمص هو حرب إبادة لا أقل”.

ويشن الجيش السوري عمليات قصف على حمص، معقل الاحتجاجات المطالبة بإسقاط النظام، منذ أيام أسفرت عن سقوط المئات من القتلى.

وأعرب الشقفة عن تأييده لفكرة التبرع لدعم تسليح الجيش السوري الحر بقيادة العقيد رياض الأسعد، وتابع: “لابد من دعم الجيش السوري الحر لأنه لم يعد مقبولا السكوت على هذا الوضع الراهن”.

واعترف بصعوبة الدعم بالسلاح، وقال: “نحن لا توجد عندنا إمكانيات الدعم بالسلاح ، لذلك ندعم وندعو إلى الدعم بالمال فقط لأن الدعم بالسلاح ممكن للدول فقط”.

وحول ما أعلنه منشقون عن الجيش النظامي من تشكيل “المجلس العسكري الثوري الأعلى” بقيادة العميد الركن مصطفى الشيخ، قال الشقفة: “لا توجد قيادة للعسكريين المنشقين سوى العقيد رياض الأسعد ونحن ننسق معه فقط، أما مصطفى الشيخ فهذا فقاعة”.

أكثر من 50 قتيلا في حمص السورية بينهم 18 من حديثي الولادة

القاهرة- عمان- (د ب أ) (رويترز): قال ناشطون سوريون إن أكثر من 50 شخصا لقوا حتفهم الأربعاء بمدينة حمص، نتيجة القصف الذي تشنه قوات النظام على أحياء المدينة وانقطاع التيار الكهربائي.

وقال عمر إدلبي المتحدث باسم لجان التنسيق المحلية لوكالة الأنباء الألمانية إن قوات الأمن بدأت قصف أحياء الخالدية والإنشاءات وبابا عمرو، واستهدفت تحديدا المناطق السكنية والمستشفيات.

وأوضح أن 18 من الأطفال الخدج توفوا نتيجة انقطاع التيار الكهربي عن مستشفى الوليد بحي الوعر القريب من بابا عمرو.

وأوضح أن التقارير المبدئية القادمة من داخل حمص تفيد بمقتل أكثر من 50 وجرح العشرات، مشيرا إلى أن الجرحى لا يستطيعون الوصول إلى المستشفيات. كما أشار إلي أن القوات الحكومية قامت باعتقال عدد من الجرحى من مستشفى كانوا يعالجون بداخله.

ومن جهة أخرى، قال المرصد السوري لحقوق الانسان إن افراد ميليشيا مؤيدة للرئيس السوري بشار الاسد قتلوا بالرصاص اليوم الاربعاء 20 مدنيا على الاقل حين اقتحموا منازل ثلاث عائلات عزل على اطراف احياء معارضة في مدينة حمص.

وقال المعارض بالمنفى رامي عبد الرحمن رئيس المرصد الذي يوجد مقره في بريطانيا متحدثا لرويترز ان ميليشيا الشبيحة اقتحمت ثلاثة منازل اثناء الليل وذبحت عائلة تضم خمسة افراد هم الاب والزوجة واطفالهما الثلاثة وعائلة من سبعة افراد في منزل اخر وثمانية افراد في منزل ثالث.

ولم يصدر تعليق فوري من السلطات السورية ولم يمكن التأكد من التقرير لأن السلطات تضع قيودا مشددة على الدخول للبلاد.

ويأتي هذا الهجوم بعد يوم واحد من زيارة وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إلى سورية ولقائه بالرئيس بشار الأسد وتعهده بالسعي لحل الأزمة.

ووفقا للوكالة السورية للأنباء (سانا) فإن الأسد قال خلال اللقاء إن سورية رحبت منذ البداية بأي جهود تدعم الحل السوري للأزمة والتزمت خطة عمل الجامعة العربية. وأضافت الوكالة أنه “جدد استعداد سورية للتعاون مع أي جهد يدعم الاستقرار”.

واشنطن لا تمانع منح الحصانة للأسد كجزء من صفقة لتفادي الحرب الأهلية

الجزائر- (د ب أ): كشف سفير الولايات المتحدة لدى الجزائر، هنري إنشر، أن بلاده لا تمانع في منح الحصانة للرئيس السوري بشار الأسد كجزء من صفقة لتفادي اندلاع حرب أهلية.

وقال إنشر، في مقابلة مع صحيفة (الخبر) الجزائرية نشرت الأربعاء إن “تطورات الوضع في سورية بلغت درجة من التعقيد”، وأن “الفيتو الروسي والصيني ليس النهاية، بل على العكس بداية العمل لإيجاد مخرج للأزمة السورية وتنحي الرئيس”.

واعتبر أن الحديث عن إمكانية ضمان خروج آمن للرئيس السوري مقابل وقف العنف وتفادي الحرب الأهلية “أمر وارد”، على اعتبار أن الأولوية بالنسبة للإدارة الأمريكية تكمن في حماية المدنيين،وبالتالي “لا ضرر من التوصل إلى منح الحصانة كجزء من صفقة لضمان تفادي الحرب الأهلية”، على غرار ما حدث مع الرئيس اليمني علي عبد الله صالح.

وأضاف السفير الأمريكي أن الأولوية تكمن في التفاوض مع المعارضة في الداخل والخارج، مشددا على أن المخرج من الأزمة السورية يتطلب العمل على توحيد المواقف الدولية، وأن المشاورات مستمرة في هذا الاتجاه.

اجازة للمراقبين العرب في دمشق والجامعة تطلب منهم المغادرة

دمشق- (يو بي اي): قال مراقبون ضمن بعثة المراقبين العرب في سوريا، الأربعاء، إن جامعة الدول العربية منحتهم إجازة حتى 14 شباط/ فبراير الجاري، وأبلغتهم بضرورة مغادرة الأراضي السورية، وتوقعوا أن يكون القرار مقدّمة لإنهاء عمل بعثتهم في سوريا.

وقال رئيس فريق المراقبين العراقيين اللواء ركن علي حسن الحبيب الأربعاء ليونايتد برس إنترناشونال إن “الجامعة أبلغت المراقبين بضرورة السفر الى بلدانهم في إجازة حتى 14 من الشهر الجاري (شباط/ فبراير)”.

وأضاف “لم نبلّغ الى الآن بإيقاف عمل بعثة المراقبين، بل مُنحنا إجازة حتى منتصف الشهر الجاري، ونحن بانتظار ما سيصدر حتى ذلك التاريخ”.

وأرجع رئيس فريق المراقبين العراقيين سبب طلب مغادرة المراقبين الى “أسباب مالية ليس إلا”.

ومن جانبه، قال رئيس أحد الفرق العربية العاملة في دمشق ضمن بعثة المراقبين العرب السوداني جعفر كبيده إن “رئيس بعثة المراقبين الفريق محمد مصطفى الدابي غادر الى السودان، وجميع المراقبين سوف يغادرن سوريا غداً الخميس، وبُلّغنا أن الجامعة منحت المراقبين إجازة حتى 14 الشهر الجاري، ولكن على الأغلب لن نعود الى سوريا”.

وأسف السفير كبيدة لما حصل لبعثة المراقبين العرب، مشيراً إلى أن هناك أحداث متسارعة و”على الأغلب سينتهي عمل البعثة”.

وقررت الأمانة العامة لجامعة الدول العرابية في 29 كانون الثاني/ يناير الماضي وقف عمل بعثة المراقبين العرب في سوريا.

ويبلغ عدد المراقبين العرب نحو 85 مراقباً من العراق والسودان ومصر والجزائر والصومال.

وكانت بعثة المراقبين العرب بدأت عملها في سوريا لمدة شهر في منتصف كانون أول/ ديسمبر 2011.

وأعلنت دول مجلس التعاون الخليجي في 24 كانون الثاني/ يناير الماضي، سحب مراقبيها ضمن بعثة المراقبين من سوريا قبل ساعات على إعلان دمشق عن موافقتها على طلب الجامعة العربية التمديد لعمل البعثة في سوريا لمدة شهر إضافي.

بوتين يحذر من التصرف بتهور وباريس لاتصدق تعهدات دمشق

موسكو- باريس- (رويترز): قال رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين الاربعاء انه يوجد جنوح متزايد للعنف في العالم وان روسيا يجب الا تسمح للاخرين بالتدخل في شؤونها وتكرار أحداث مثل التي شهدتها ليبيا وسوريا.

وقال بوتين في اجتماع مع زعماء دينيين روس تطرق لليبيا وسوريا “نحن بالقطع ندين كل اشكال العنف بغض النظر عن مصدره لكن لا يمكن ان يتصرف شخص ما مثل فيل في متجر للخزف”.

واستطرد “ساعدهم انصحهم قيد على سبيل المثال قدرتهم على استخدام السلاح لكن لا تدخل تحت اي ظرف”.

واستخدمت روسيا هذا الاسبوع حق النقض (الفيتو) ضد قرار لمجلس الامن التابع للامم المتحدة يدعم خطة لجامعة الدول العربية تدعو الرئيس السوري بشار الاسد الى تسليم السلطة إلى نائبه.

وأضاف بوتين “ثقافة العنف تصدرت المشهد في الشؤون الدولية خلال العقد المنصرم ولا يمكن الا أن يسبب ذلك قلقا… ويجب الا نسمح بشيء مثل هذا في بلدنا”.

وكثيرا ما انتقد بوتين الذي يخوض انتخابات الرئاسة الروسية الشهر القادم الولايات المتحدة وحلفاءها في حلف شمال الاطلسي لاستخدامهم القوة العسكرية ضد دول أخرى بدءا من الغزو الذي قادته واشنطن للعراق عام 2003 الى حملة القصف الجوي التي شنها الحلف العام الماضي لاسقاط الزعيم الراحل معمر القذافي.

كما اتهم بوتين خصومه السياسيين الذين نظموا أضخم احتجاجات ضد حكمه بتلقي اموال ومساعدات اخرى من الولايات المتحدة وأوروبا.

ومن جهة أخرى، قال وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه الأربعاء إن الوعود التي قدمها الرئيس السوري بشار الأسد لروسيا بإجراء إصلاحات وإنهاء الحملة العنيفة على الاحتجاجات المستمرة منذ 11 شهرا “تحايل”.

وأضاف قائلا لإذاعة فرانس انفو لدى سؤاله إن كان الأسد سيفي بوعوده “هذا تحايل ولن ينطلي علينا”.

وتابع “انها ليست المرة الاولى التي يذهب فيها احد للقاء بشار ويحصل على ضمانات”.

وكان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف اجتمع بالأسد الثلاثاء في دمشق حيث قال إن الدولتين تريدان إحياء بعثة المراقبة التي أرسلتها جامعة الدول العربية التي تم تعليق عملها بسبب أعمال العنف وايضا المضي قدما في برنامج للإصلاح.

وتعمل باريس على تشكيل مجموعة دولية تضم جميع المناهضين للعنف والذي تقول انه اودى بحياة ستة الاف شخص منذ بدأت احتجاجات الشوارع. وكانت قد ساعدت في صياغة مشروع قرار بالامم المتحدة دعمته الجامعة العربية والذي صوتت ضده روسيا والصين.

وقال جوبيه “استرجع ما ابلغني به زميلي التركي بأنه امضى ست ساعات مع بشار لاقناعه ثم وقع في اليوم التالي 100 قتيل. لا اصدق مطلقا الالتزامات التي يتعهد بها النظام السوري الذي فقد مصداقيته”.

ويقول نشطاء المعارضة ان القوات السورية اقتحمت مدينة حمص اليوم فقتلت عشرات المدنيين.

وكان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قال السبت الماضي انه يتشاور مع دول مختلفة لانشاء مجموعة اتصال بشأن سوريا لدعم المعارضة ولايجاد حل للازمة انطلاقا من خطة الجامعة العربية.

وقال جوبيه ان باريس تريد ان تجمع الثلاثة عشر عضوا في مجلس الامن الذين وافقوا على مشروع القرار بالاضافة الى الاتحاد الاوروبي والدول العربية. ولم يتضح ما اذا كانت الخطة الفرنسية تماثل المقترح التركي باستضافة مؤتمر دولي لمناقشة الازمة.

وتابع جوبيه “نحن نريد أن نفعل هذا لتكثيف الضغط على روسيا لنظهر لها انها في مأزق ومعزولة تماما وعلى الاسد لدعم خطة الانتقال التي اقترحتها الجامعة العربية”.

وقال مصدر دبلوماسي فرنسي إن من المرجح حدوث تقارب بين الخطط المختلفة خلال الثماني والاربعين ساعة المقبلة.

وقالت المتحدثة باسم الحكومة الفرنسية فاليري بيكريس إن من المقرر أن يتحدث ساركوزي إلى الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف في وقت لاحق الاربعاء.

وفي سياق ذي صلة، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الأربعاء إن الرئيس السوري بشار الأسد كلف نائبه فاروق الشرع بإجراء الحوار مع كل القوى المعارضة، داعياً المجتمع الدولي للضغط على الحكومة والمعارضة في سوريا لوقف العنف والجلوس إلى طاولة المفاوضات.

ونقلت وكالة (أنترفاكس) الروسية عن لافروف قوله خلال لقاء وزيرة الخارجية الباكستانية هينا رباني خار، انه “من الضروري دعوة الحكومة والمعارضة لبدء مفاوضات.. بشار الأسد أعطى توجيهاته لنائب الرئيس (فاروق) الشرع لبدء مثل هذا الحوار”.

وقال لافروف إن “الذين قرروا حمل السلاح، من جانب الحكومة والمعارضة، يجب أن يخضعوا للضغط كي يضعوا أسلحتهم جانباً والجلوس إلى طاولة التفاوض”.

وشدد وزير الخارجية الروسي على أن على المجتمع الدولي ألاّ يستبق نتائج الوضع في سوريا بما في ذلك مصير الأسد، مشيراً إلى أن نتائج الحوار الوطني يجب أن يقررها السوريون أنفسهم.

ورأى لافروف أن قرار بعض الدول سحب سفرائها من دمشق لن يساعد في حل الأزمة في هذا البلد.

لافروف يؤكد استعداد الأسد للحوار وواشنطن تشكك

الدول الخليجية تطرد سفراء سورية ومكين يدعو واشنطن لبحث تسليح المعارضة

استمرار قصف حمص يوقع 31 قتيلا ومظاهرات تندلع في السويداء

عواصم ـ ‘القدس العربي’ وكالات من كامل صقر: ازدادت الضغوطات العربية والغربية على النظام السوري امس في الوقت الذي وصل فيه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الى دمشق، حيث اتخذت الدول الخليجية خطوة حاسمة تجاهه عبر طرد سفرائه واتهامه بارتكاب ‘مجرزة جماعية واجهاض’ الجهود العربية للتوصل الى حل للأزمة المستفحلة في هذا البلد الذي يشهد مواجهات دامية بين المحتجين والسلطات، فيما استدعت دول اوروبية عدة الثلاثاء سفراءها من سورية للتنديد باستمرار حملة قمع المدنيين واعلنت انها بصدد الاعداد لحزمة جديدة من العقوبات ضد نظام بشار الاسد.

واعلن لافروف الثلاثاء انه عقد لقاء ‘مفيدا جدا’ مع الرئيس السوري بشار الاسد، ونقل عنه التزامه العمل ‘على وقف اعمال العنف ايا كان مصدرها’ في بلاده.

وقال لافروف كما نقلت عنه وكالات الانباء الروسية بعد لقائه الاسد في دمشق ‘عقدنا لقاء مفيدا جدا. واكد لنا الرئيس السوري انه ملتزم بالكامل بالعمل لوقف اعمال العنف ايا كان مصدرها’.

وفي اول رد فعل على تصريحات لافروف ابدت الولايات المتحدة الثلاثاء شكوكها في التعهدات التي قطعها الرئيس السوري، ودعت دمشق الى وضع حد فوري للعنف، كما انتقدت المتحدثة باسم الخارجية الامريكية فيكتوريا نولاند الوعود الجديدة التي اطلقها الاسد في شأن الاصلاحات الديمقراطية.

كما حض السناتور الجمهوري جون ماكين الولايات المتحدة الثلاثاء على درس فكرة تسليح المعارضة السورية التي تقاتل القوات التابعة لنظام الرئيس بشار الاسد.

وقال ماكين للصحافيين ‘علينا ان نبدأ بدرس كل الخيارات، بما في ذلك تسليح المعارضة. حمام الدم (في سورية) يجب ان يتوقف’.

وكان النائب الديمقراطي جون كيري الذي يترأس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الامريكي، اعتبر في وقت سابق امس ان الأزمة في سورية ‘تختلف كثيرا’ عن الحالة الليبية، داعيا روسيا والصين الى دعم تحرك الامم المتحدة ضد نظام بشار الاسد.

واكد بيان رسمي لمجلس التعاون شديد اللهجة الثلاثاء ان ‘السعودية رئيس الدورة الحالية تعلن بأن دول المجلس قررت سحب السفراء من سورية والطلب في الوقت ذاته من جميع سفراء النظام السوري مغادرة اراضيها وبشكل فوري’.

واوضح ان هذه الخطوة تأتي ‘بعد ان انتفت الحاجة لبقائهم بعد رفض النظام السوري كل المحاولات واجهضت كافة الجهود العربية المخلصة لحل هذه الأزمة وحقن دماء الشعب السوري’.

واشار الى ان الدول الخليجية ‘تتابع ببالغ الاسى والغضب تزايد وتيرة القتل والعنف في سورية الذي لم يرحم طفلا او شيخا أو امرأة، في اعمال شنيعة اقل ما يمكن وصفها به بالمجزرة الجماعية ضد الشعب الاعزل دون اي رحمة’.

وتأتي خطوة الدول الخليجية في خضم حملة نشطة هدفها ممارسة اقصى الضغوط الممكنة على سورية لكي تستجيب للمبادرة العربية التي فشل مجلس الامن في اقرارها بسبب الفيتو الروسي والصيني.

ومن جهته قال الرئيس السوري بشار الأسد الثلاثاء إن سورية على استعداد للتعاون مع أي جهد ينهي 11 شهرا من الاحتجاجات ضد حكمه.

ونقلت الوكالة العربية السورية للانباء (سانا) عن الرئيس الأسد قوله خلال استقباله وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ‘إن سورية على استعداد للتعاون مع أي جهد يدعم الاستقرار’.

وقالت سانا إن الاسد ‘شكر باسم الشعب السوري روسيا على مواقفها فى مجلس الأمن الدولي وحرصها على تغليب لغة الحوار وترسيخ الحلول الوطنية بدلا من التصعيد وسياسة الاملاءات التي تمارسها بعض دول هذا المجلس والتي لا تأخذ بعين الاعتبار مصالح الشعب السوري ورؤيته لتحقيق الإصلاحات فب البيت السوري الداخلي ودون تدخل خارجي’.

وأكد الاسد ‘تصميم سورية على إنجاز الحوار الوطني بمشاركة ممثلين عن الحكومة والمعارضة والمستقلين’.

ومن جهته عبر لافروف أمس الثلاثاء، عن اعتقاده بضرورة مواصلة الجهود الرامية للوصول إلى حل وتسوية للأزمة السورية، لافتا إلى ان الجانب الروسي ينوي مواصلة هذا العمل مع القيادة السورية. وأشار إلى أن سورية تود أن تواصل بعثة المراقبين العرب عملها، وكذلك زيادة عدد المراقبين. وقال لافروف عقب لقائه الرئيس السوري في قصر الشعب بحضور وزير الخارجية السوري وليد المعلم الثلاثاء ان ‘سورية تحتاج إلى السلام ويجب التوصل إلى اتفاق بعيداً عن التدخل الخارجي’.

وكان لافروف وصل دمشق امس، مع مدير الاستخبارات الخارجية الروسية ميخائيل فرادكوف بتكليف من الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف، للقاء الرئيس الأسد وبحث سبل إيجاد حل للأزمة السورية، والدعوة لحوار وطني شامل في البلاد.

وقال وزير الخارجية الروسي: ذكرنا لنظرائنا السوريين ما ورد في الرسالة التي كان بعث بها الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف إلى الرئيس الأسد حول ضرورة تسريع الإصلاحات السياسية في سورية التي نضجت منذ زمن ودعونا في هذا الإطار إلى إجراء إصلاح دستوري في أسرع وقت ممكن وقد أكد الرئيس الأسد لنا أنه في أسرع وقت ممكن سوف يستقبل اللجنة المكلفة بإعداد دستور جديد وبعد تسليمه بصورة رسمية يحدد تواريخ لإجراء استفتاء حول هذا الدستور الجديد ذي الأهمية القصوى وفيما بعد سوف تجري الانتخابات العامة بمشاركة الكثير من الأحزاب التي شكلت بموجب قانون الأحزاب الجديد وستجري هذه الانتخابات على أساس الدستور الجديد ولن تكون هناك خلال عملية التصويت أي امتيازات لحزب ما بما في ذلك حزب البعث.

واعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الثلاثاء ان تركيا ستطلق ‘مبادرة جديدة’ دولية بشأن سورية ‘تدعم الشعب وليس النظام’ في سورية، من دون ان يوضح طبيعة المبادرة.

جاء ذلك في حين استمرت اعمال العنف في سورية وخصوصا في حمص احد اكبر معاقل الاحتجاجات في سورية التي تتعرض لقصف عنيف منذ السبت وسقط فيها الثلاثاء 31 قتيلا، حسب ناشطين، كما اندلعت المظاهرات يوم امس في منطقة السويداء.

وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان 24 شخصا قتلوا في مدينة حمص الثلاثاء بينهم اربعة جنود وامرأة. كما قتل طفل في ريف حمص.

اسماء الاسد: انا مشغولة بمواساة عائلات الضحايا وبشار هو رئيس البلاد وليس فصيلا فيها

لندن ـ ‘القدس العربي’: قالت زوجة الرئيس السوري اسماء الاسد في رسالة بالبريد الالكتروني ارسلت لصحيفة ‘التايمز’ البريطانية عبر وسيط لها انها تقف الى جانب زوجها، وان ‘بشار الاسد هو رئيس البلاد وليس جماعة من الشعب وان السيدة الاولى تدعم مهمته’. وجاء في الرسالة ان اسماء تمارس دورها الاجتماعي وتقوم بدعم العمل الخيري، حيث جاء فيها ان ‘السيدة الاولى مشغولة وتركز في برنامجها المليء بالنشاطات على دعم الجمعيات الخيرية وتطوير المجتمعات الريفية ودعم الرئيس كلما احتاج للدعم. وفي هذه الايام فإنها منشغلة ببناء الجسور والتشجيع على الحوار، وتقوم بمواساة عائلات ضحايا العنف والاستماع اليها’.

وتقول الصحيفة ان السيدة الاسد وافقت على محتويات الرسالة بعد المقال المطول الذي نشرته الصحيفة عنها الاسبوع الماضي وتكهنت فيه حول موقفها من الثورة وان كانت اسيرة او مجبرة على دعم زوجها ام انها معزولة عن الواقع.

وتعتبر الرسالة كسرا للصمت من قبل السيدة المولودة والمتعلمة في بريطانيا وابنة طبيب مشهور يعمل في هارلي ستريت والمولود في حمص التي تتعرض لهجوم بشع من قبل النظام.

وتشير المصادر المقربة منها الى انها قرأت المقال حولها وكتبت الرسالة الالكترونية التي تعتبر اول تواصل مع الاعلام الدولي منذ اندلاع الانتفاضة قبل 11 شهرا. وادت الرسالة الى ردود غاضبة من المراقبين والمعارضة الذين اتهموها بالنفاق وقالوا انها تمارس سياسة النعامة وتدفن رأسها في الرمال وتواصل حياتها كما ان شيئا لا يحدث حسب كريس دويل، رئيس جمعية التفاهم العربي ـ البريطاني (كابو).

وشكك دويل فيما ان كانت اسماء تواصل عملها الخيري كما كانت في السابق، وان كانت تواسي عائلات الجرحى والقتلى لانه لا توجد ادلة على ذلك. وتساءل كيف للاسد مواساة ارملة قتل زوجها على يد شبيحة النظام. ونقلت عن الناشط رامي الجراح الذي اجبر على الهرب الى القاهرة العام الماضي معلقا على رسالة اسماء بالقول انها اظهرت نفاقا لا يمكن احتماله، واضاف ان الناشطين لديهم قائمة بخمسة الاف ضحية ولم تتلق ولا عائلة واحدة مواساة من اسماء. وقال ان صوت اسماء يرتفع عاليا عندما يتعلق الامر بمأساة الصومال ولكنها تصمت عندما يتعلق الامر بأبناء شعبها. واتهمها معارض اخر بأنها مثل زوجها تعيش حالة من الانكار وخداع النفس. وقال اخر عمل معها ان اسماء وزوجها اللذين لم يقوما بزيارة عائلات الضحايا في بداية الانتفاضة فإنهما لن يزوراها الآن. وعلقت الصحيفة في افتتاحيتها تحت عنوان ‘الساعة الحادية عشرة’ قائلة ان الرسالة الالكترونية التي تلقاها مراسلها للشؤون الخارجية، مارتن فليتشر غير مسبوقة، خاصة ان لا رجال الدولة ولا زوجاتهم يعلقون على مقالات في ظروف من العنف والقتل الوحشي. وتواصل القول ان اسماء قبل عامين كانت مثالا للاناقة والذكاء والليبرالية لكن مصيرها الآن بات معلقا بالحملة الشرسة التي يقودها زوجها وادت لمقتل ما يقرب من ستة الاف شخص.

وسخرت الصحيفة مما جاء في الرسالة من انشغال السيدة الاسد بمواساة عائلات الضحايا قائلة انها ان كانت صادقة فعليها استخدام تأثيرها واقناع زوجها وتحذيره من ان القمع الحالي سيرتد عليه. وقالت ان ‘الحوار الذي تتحدثين عنه لن يتم الا في حالة امر زوجك بعودة الجيش للثكنات واطلق سراح كل الاسرى وجلس مع كل اطراف المعارضة لمناقشة الكيفية التي ستخرج سورية من المستنقع الدموي’ الحالي. وتواصل القول ان السيدة الاسد وزوجها امام خيار الوقوف في وجه العناصر المتشددة في العائلة ووقف القمع وعندها قد يخرجان من السلطة بكرامة، ولكن ان واصلا العنف والحمام الدموي فهذا سيقود للاطاحة بهما وقتلهما.

سفير روسيا ينفي التلاسن مع نظيره القطري في مجلس الامن

نيويورك ـ ا ف ب: اعلن السفير الروسي لدى الامم المتحدة فيتالي تشوركين الثلاثاء ان روسيا تخشى ان تؤدي الانتقادات الحادة التي اعقبت لجوءها الى الفيتو في مجلس الامن على خلفية الازمة السورية، الى ‘تسميم’ علاقاتها مع العالم العربي.

ونفى السفير مزاعم نشرت على الانترنت مفادها انه خاض جدلا حادا مع رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم خلال المفاوضات حول سورية الاسبوع الفائت في مجلس الامن.

وقال تشوركين في مؤتمر صحافي في مقر الامم المتحدة ان بلاده تخشى ‘استخدام (هذه المزاعم) في شكل مصطنع في محاولة لتسميم علاقاتنا مع العالم العربي’.

واضاف ‘يبدو ان جهة تحاول بيأس احداث شرخ بين روسيا والعالم العربي، لذا علي ان اصحح’.

وتابع تشوركين ‘هناك بعض الردود المبالغ فيها التي تشتم احيانا (الفيتو الروسي) من جانب زملائنا الغربيين (…) لديهم بالتأكيد اسبابهم، لكن التأثير الجانبي او ربما الهدف من بعض هذه الردود هو اشاعة عداء لروسيا في العالم العربي ولن نقدر هذا الامر البتة’.

ولجأت موسكو وبكين السبت الى الفيتو في مجلس الامن لمنع صدور قرار يدين القمع في سورية حيث تصاعدت اعمال العنف في الايام الاخيرة.

وسرت معلومات غير مؤكدة عن تهديدات وجهها تشوركين الى رئيس الوزراء القطري الذي يترأس اللجنة الوزارية العربية المعنية بالملف السوري، وذلك خلال اجتماعات الاسبوع الفائت.

واوضح تشوركين ان البعثة الروسية تلقت ‘سيلا’ من الاتصالات في شان هذه المزاعم، معتبرا انها ‘خبيثة واستفزازية’.

ولفت الى انه اجرى ثلاثة لقاءات في نيويورك مع رئيس الوزراء القطري في حضور سفراء او مسؤولين في الامم المتحدة، مضيفا ‘اذا اراد المرء توجيه تهديدات (…) فلن يقوم بذلك في حضور عشرين شخصا’.

الاسد مثل صدام يقدم نفسه على انه الوحيد القادر على الحفاظ على وحدة سورية

صحف عبرية

في الصور على مواقع الانترنت السورية يظهر جنود الجيش السوري الحر يجتازون جدولا يفصل بين سوريا وشمالي لبنان، وعلى ظهورهم مواطنون اصيبوا في المعارك في سوريا. هدفهم هو مدينة طرابلس، معقل المواطنين السُنة والفلسطينيين والتي في نطاقها اقيم مستشفى طوارىء لمعالجة جرحى الجيش السوري الحر. مراسل الصحيفة اللبنانية ‘الاخبار’، الذي زار المدينة، يروي بان في المستشفى، الذي تنقصه وسائل اجراء العمليات والادوية الحيوية، يعالج جرحى الجيش الفارين على أيدي طبيب بيطري، جاء من السعودية لمساعدة الثوار السوريين.

المسافة بين طرابلس وحمص السورية، والتي جرت فيها في نهاية الاسبوع مذبحة لاكثر من 300 شخص، هي نحو 80كم على الطريق الرئيسي، ولكن بين المدينتين توجد منطقة وادي خالد، على الحدود تماما، ونحو القرى الصغيرة فيه، المأهولة في معظمها بالمواطنين السنة، يهرب مواطنون من حمص وقضائها. الكثيرون منهم ينضمون الى الجيش السوري الحر، الذي أقام في الجانب اللبناني قواعد لوجستية، مركز اتصالات، وبالاساس قاعدة تهريب للسلاح والذخيرة.

على مدى عشرات السنين كانت هذه المنطقة بعيدة عن العين والقلب من حكومات لبنان. وهذه هي احدى المقاطعات الفقيرة والمستضعفة، وأساس عمل سكانها كان تهريب البضائع بين سوريا ولبنان. اما الان، فان خبراتهم ومعرفتهم للمنطقة وبالاساس المعابر المريحة لاجتياز الحدود تستخدم كذخر استراتيجي للجيش السوري الحر. وبدلا من تهريب أجهزة التلفزيون، البضائع الغذائية وقطع الغيار في الايام العادية، أصبحوا موردي سلاح ومرشدين لتهريب الناس من سوريا. كما ان ميليشيا زعران النظام، ‘الشبيحة’، تعرف المنطقة جيدا. فقبل العصيان المدني ارتزق الكثير منهم من ذات التهريب في الجانب السوري من الحدود. والان تجدهم يعملون في خدمة الجيش السوري، ومهمتهم منع تهريب رجال الجيش السوري الحر، زرع الالغام في معابر الحدود والمس بمن يحاول تهريب السلاح.

ولكن، منطقة وادي خالد في لبنان ليست فقط ميدان قتال بين المهربين المؤيدين للنظام السوري وبين المهربين من مؤيدي الجيش السوري الحر. الى هذه المنطقة السائبة، التي لا يصل اليها الجيش اللبناني، تجتذب ايضا قوات من شأنها أن تحرف الحرب في سوريا الى اتجاهات جديدة. من تقارير الصحف الاجنبية واللبنانية يتبين بان نشطاء القاعدة أيضا يرون في الحرب في سوريا فرصة لاقامة قاعدة عمل جديدة في الدولة، التي حرصت حتى الان على ابعادهم عن اراضيها. وهكذا، مثلا، وصل الى لبنان نشطاء القاعدة من ليبيا ومن العراق، وهم يعملون منذ الان على ‘استطلاع المنطقة وفحص الامكانيات والشروع في العمل ضد النظام السوري’، كما افاد مراسل صحيفة ‘الاخبار’. تقارير اخرى تفيد بانه على الحدود بين سوريا ولبنان يعمل الان عشرات اعضاء منظمات الجهاد اللبنانية، التي تجبي ‘تبرعات’ لقاء نقل البضائع والاشخاص. دعاة دين متطرفون يصدرون فتاوى لجنود الجيش السوري الحر، وهكذا يمنحون نشاطهم بعدا من الحرب المقدسة.كما أن كتائب الجيش السوري الحر تتبنى جوانب دينية: فمثلا تحمل الوحدات اسماء أبطال من عهد الاسلام الاول. تجنيد الفارين للجيش الحر يعتمد أيضا على اقناع ديني وطائفي، الرسالة الاساس فيه هي الحرب ضد ‘الكفار العلويين’ الذين نزعوا من الدولة دينها ‘الحقيقي والصحيح’ ودحروا جانبا المؤمنين السنة.

فهل تحولت سوريا الى قاعدة عمل جديدة للقاعدة، بعد أن دحرت من العراق؟ هذا هو التهديد الذي يخشون منه ليس فقط في الغرب بل وفي سوريا أيضا، وبقدر لا يقل عن ذلك في لبنان، حيث قد تتطور معركة بين حزب الله ومؤيديه وبين المتطرفين السنة.

الحساب الطائفي العنيف بين السنة، نحو 70 في المائة من السكان، وبين العلويين، الذين تبلغ نسبتهم نحو 17 في المائة يدخل 2.5 مليون مسيحي في لبنان، نحو 10 في المائة من السكان في معضلة شديدة. معظمهم قرروا حتى الان الانتظار لرؤية كيف ستتطور الامور. وأمام ناظريهم يقف التهديد الذي اطلقه الاسد على مسمع القيادة المسيحية قبل عشرة اشهر: ‘أيدوني وإلا فان رجالكم سيعانون’. بعض من زعمائهم، مثل المطران غريغوريوس الثالث، رئيس طائفة الروم الكاثوليك، يؤيدون الرئيس. آخرون يقللون من اسماع صوتهم ويتعرضون للانتقاد من المعارضة على أنهم لا ينضمون الى الخطوة الثورية.

بين تهديدات الاسد وانتقاد المعارضة، يقلق المسيحيون من امكانية ان تتحول سوريا أخيرا الى دولة اسلامية سنية متطرفة، تصفي معهم الحساب على أنهم ايدوا الاسد ولم ينضموا الى الثورة على حد سواء.

الاسد، مثل صدام حسين في العراق، يعرض نفسه كمن يستطيع هو وحده منع انحلال سوريا الى مقاطعات وتحويل العصيان المدني الى حرب أهلية. القلق من امكانية أن تتحول سوريا الى نموذج ثانٍ للعراق ليس غريبا ايضا عن اعضاء الامم المتحدة، الذين يتجادلون حول الطريقة للرد على ما يجري في سوريا. عندما يكون في كفة الميزان الاحتمال الطفيف في اقامة الديمقراطية، حيال خطر الحرب الطائفية، فانهم لا يسارعون الى اسقاط بشار الاسد.

تقارير بريطانية: روسيا تقف مع الخاسر وتريد الانتقام من خدعة ليبيا بحماية الطغاة

فيسك: شيعة العراق ولبنان يدعمون بشار ولم يواجه بعد ‘لحظة بنغازي’

لندن ـ ‘القدس العربي’: في افتتاحية لها كتبت صحيفة ‘اندبندنت’ البريطانية معلقة على الوضع في سورية ومطالبة المجتمع الدولي بعدم التخلي عن السوريين، وقالت انه ليس ضروريا التذكير بأن الحرب الاهلية قد بدأت في سورية، لانها بدأت بالفعل.

فالقصف المستمر على حمص ما هو الا تصعيد عسكري في الانتفاضة التي قتل فيها حتى الآن 5400 شخص حسب تقديرات الامم المتحدة. وقالت ان الوضع لم يعد مقبولا خاصة بعد تصريحات وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ واستدعاء سفير لندن في دمشق.

واكدت ان الزيادة في عدد القتلى مدعاة للقلق خاصة في ان اندفاع النظام نحو العنف كان متوقعا، فالفيتو الروسي والصيني حرر الاسد من كل قيود. وترى ان تصاعد العمليات في حمص التي يخشى ان تتحول الى عملية عسكرية واسعة ما هو الا نتاج مصالح ذاتية للدول التي صوتت ضد مشروع الجامعة العربية. خاصة ان روسيا والصين رفضتا المشروع لانه يركز على ادانة ادارة الاسد دون ان يطلب من المعارضة التخلي عن العنف.

وتتهم الصحيفة روسيا بتخليها عن الشعب السوري لنظام يتحول يوما بعد يوم لنظام قاتل واجرامي. وتعتقد الصحيفة ان التعنت الروسي ضد القرار جاء بسبب شعورها بالخيانة في ليبيا عندما حولت دول الناتو منطقة الحظر الجوي الى دعم كامل للمعارضة المسلحة. وتضيف ان الموقف الروسي نابع من موقف روسيا من الربيع العربي الذي تنظر اليه على ان تحولا خطيرا في ميزان القوة من التحالف الايراني ـ السوري الى صالح الدول الملكية في الخليج، اضافة الى مصالح روسيا في سورية حيث تعتبر الاخيرة الحليف العسكري من ناحية شراء الاسلحة الروسية، وفتحها ميناء طرطوس لروسيا لاقامة قاعدة عسكرية على البحر المتوسط. وتعتقد ان الجهود الدبلوماسية الروسية لحل الازمة ما هي الا جهود شكلية وستؤدي الى زيادة عزلة روسيا دوليا. وترى ان فشل مشروع الجامعة العربية في الامم المتحدة يظهر محدودية قدرة المؤسسة الدولية. ومن هنا فان الجهود الانسانية تظل مثل دور الامم المتحدة ذات اثر محدود والخطوة الرئيسية هي ان يتم تشديد العقوبات على النظام السوري ومنعه من الحصول على الاسلحة التي سيستخدمها لقتل شعبه. وتنهي بالقول ان اغلاق السفارة الامريكية في سورية يشير الى ان ادارة الرئيس اوباما توصلت الى انه لم تعد هناك فائدة من الحديث مع الاسد.

وبنفس السياق تقول ‘الغارديان’ ان الموقف الروسي والصيني اوقف الجهود الدولية للتصدي للوضع في سورية الذي تطور بالهجوم على المدينة الثائرة حمص والاستمرار في قصفها بالاسلحة الثقيلة.

ووصفت الصحيفة الفيتو بأنه موقف رجعي أسف له الجميع في الدول الغربية والعالم العربي حيث كان يؤمل من ان يؤدي القرار لعزل الرئيس الاسد ويعزز دور الامم المتحدة في ظل الربيع العربي والتغيرات في المنطقة. وترى ان الفيتو الروسي والصيني لا يدعم الربيع العربي بل على العكس اعطى الاسد الضوء الاخضر كي يكثف من حملته ضد شعبه. وحملت الصحيفة كلا من فلاديمير بوتين، رئيس الوزراء الروسي والرئيس الصيني هو جينتاو مسؤولية حمام الدم في حمص بالاضافة للرئيس الاسد. وتضيف ان الاثر المباشر للفيتو ان روسيا بحمايتها للاسد واستمرارها بيعها الاسد الاسلحة فالنظام سيقوم بعملية يائسة للسيطرة على المناطق التي خسرها. وتقول ان من مخاطر الفيتو الاخرى هو زيادة دعم المعارضة في الداخل، اضافة لزيادة عمليات تسليحها حيث سيتدفق عليها السلاح بمعدلات كبيرة بدلا من تراجعه. والاهم من ذلك فان اندلاع الحرب الاهلية في سورية سيجر القوى الاقليمية، تركيا وايران، وسيجد الغرب احب ام لم يحب نفسه منخرطا شيئا فشيئا في حرب باردة ارضها سورية بينه وبين روسيا.

وتعتقد الصحيفة ان روسيا ترى الامر من خلال هذا المنظور وان موقفها المعطل لاي حل دولي مدفوع بما حدث معها في ليبيا، وتتساءل ان كانت روسيا بسبب هذا الشعور تريد التحول الى حام للطغاة الذين يحملون البنادق ضد شعبهم. وتعتقد ان هذا الموقف يحمل مخاطر لروسيا ولسورية على حد سواء منها، ان موسكو اصبحت اسيرة حلفها مع النظام السوري، وانها مجبرة على الدفاع عن نظام لا يمكن الدفاع عنه خشية ان تخسر ماء وجهها حالة تكثف الجهود الدبلوماسية الدولية مرة اخرى. وترى ان روسيا تقف على الجانب الخطأ من النزاع وعليها ان تظهر انها تعمل لمصالح الشعب السوري بدلا من حماية الاسد الذي يقتل شعبه.

حمص وبنغازي

وفي مقال لروبرت فيسك في ‘اندبندنت’ علق فيه على موقف الغرب من روسيا في مجلس الامن، وعلى التحليلات في الصحف الغربية وتصريحات هيلاري كلينتون الغاضبة مشيرا الى ان تحليلات الصحافيين الغربيين والمعارضة وجيش سورية الحر، تذكر بما حدث في بنغازي والموقف الدولي. ويقول ان حقيقة ارتكاب المخابرات السورية انتهاكات حقوق الانسان معروفة ويتذكرها اللبنانيون، وان هناك فسادا في داخل الدولة صحيح، وكذا يعرف الجميع ان الحكومة غير منتخبة. ويكتب ساخرا من تصريحات كلينتون المستغربة من تجاهل روسيا معاناة سكان حمص الذين يقتلون، وكأن امريكا اهتمت كثيرا بمعاناة 1300 فلسطيني قتلوا في الحرب الاسرائيلية على غزة. ويقول لماذا يجب على الروس الاهتمام بمعاناة اهل حمص، فهل التفتوا لمعاناة اهل الشيشان؟ ويقول اننا شاهدنا كلنا الاهانة التي تلقتها كلينتون نهاية الاسبوع الماضي عندما صوتت روسيا ضد قرار كان يمكن ان يتحول الى تغيير للنظام كما حدث في منطقة الحظر الجوي مع ليبيا. ويضيف ان بشار الاسد لن يذهب بعد، وربما يحتاج لوقت كي يرحل، مشيرا الى ان الصحف العربية والاجنبية مليئة بالتحليلات حول ما اذا كان الاسد يواجه ‘لحظة بنغازي’، قائلا ان هذه القصص تنبع من العواصم الغربية، باريس ولندن وواشنطن، لكن قلة في المنطقة العربية تفهم كيف يسيء الغرب تقدير الوضع.

ومن هنا فاننا يجب ان نعود ونردد الكليشيه المعروفة، من ان مصر ليست تونس، واليمن ليست البحرين، وليبيا ليست اليمن وقطعا فان سورية ليست ليبيا، صحيح ان تركيا تخلت عن الاسد وكذا دول الخليج معها انها تكرمت عليه بدعوته للجوء مريح. ووجه ما يراه فيسك في ان مقاربة سورية بالدول الاخرى التي حدث فيها تغيير غير صحيحة لان سورية لا يزال لها حلفاء في المنطقة، فهناك ايران والعراق ولبنان. اضافة ان الاسد يواجه اعداء مسلحين بالكلاشينكوفات مقارنة مع القذافي الذي كان يواجه اعداء حقيقيين مدعومين بالغارات وقوة الناتو المتفوقة.

ويضيف ان الدول التي حملت لواء الشجب مثل تركيا التي قيل انها تفكر بانشاء ممرات آمنة، حيث سكتت انقرة عن الكلام، وكذا الملك عبد الله. ويعتقد فيسك ان العامل الشيعي مهم في بقاء الاسد، فطالما كان الاسد قادرا على تأمين اقتصاده بالتجارة مع ايران والعراق ودعم من الشيعة في لبنان فانه سيظل مستمرا في الحكم. وما يزيد من قدرة النظام على البقاء هو ان المدينتين الرئيسيتين حلب ودمشق ما زالتا مواليتين للنظام، كما ان الاسد لم يواجه حتى الآن عمليات انشقاق جماعية كما حدث مع ليبيا.هآرتس 7/2/2012

خريطة طريق روسية سورية تستند إلى المبادرة العربية الأولى

دمشق وموسكو تتوقّعان المزيد من التصعيد

توافق روسي سوري على ما يمكن وصفه بخريطة طريق لحل الأزمة في سوريا تستند إلى المبادرة العربية الأولى التي تقوم على وقف العنف وإجراء حوار وتسريع الإصلاحات هي باختصار خلاصة زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى دمشق حيث التقى الرئيس بشار الأسد

كشفت مصادر سورية مطّلعة أن زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لدمشق أمس تمحورت في الجزء الأكبر منها حول تقييم الوضع في ضوء رفع مستوى الضغوط على الحكم في سوريا، وأبعاد الحملة المتوقع اشتدادها ضد روسيا أيضاً. وقالت إن «التطابق كان واضحاً حيال توصيف ما يجري، وحول توصيف المشروع المعادي وسبل المواجهة دبلوماسياً وآلية التنسيق، إضافة إلى عرض من الرئيس السوري حول خطته الإصلاحية».

وأشارت المصادر إلى أن الموفد الروسي أوضح مجدداً أن بلاده «لا تعترف سوى بالمبادرة العربية الأولى التي تضم الدعوة إلى وقف العنف وإرسال بعثة المراقبين والدعوة إلى الحوار بين الحكم وأطراف المعارضة». وبحسب المصادر، فإن دمشق وموسكو «توافقتا على أن ما حصل في مجلس الامن تجاوز الصيغة اليمنية كما عرضها الجانب الآخر، وأن روسيا حثت سوريا على المضي بالخطوات الإصلاحية وتسريع الوتيرة».

وقالت المصادر إن الجانب السوري أوضح أن «الدستور الجديد صار في صياغاته الأخيرة، وأنه سوف يعلن خلال أيام قليلة عن ذلك، كما سيدعى السوريون إلى الاستفتاء وإلى إقرار التعديلات التي تتناول ضمانة الدولة العلمانية المدنية وإقرار التعددية الحزبية وإلغاء مضمون المادة الثامنة التي تقول بالحزب القائد، كذلك التأكيد على ملفات تخص الحريات العامة، الفردية والسياسية والإعلامية».

وحسب المصادر، فإن الجانب السوري أشار إلى «انعقاد قريب، وربما خلال أسبوعين للمؤتمر القطري لحزب البعث، والذي سيسير في برنامج الإصلاحات على مختلف الصعد». وقالت إن النقاش صار الآن حول «احتمال قوي بأن تشكل حكومة انتقالية مع صلاحيات موسعة، تقود المرحلة حتى إجراء الانتخابات النيابية المقبلة بعد ثلاثة أشهر».

من جهة ثانية، قالت المصادر إن الوضع على الأرض لن يتأثر بما يجري، وأن عملية «مطاردة المجموعات المسلحة مستمرة وسوف تتكثّف خلال الفترة المقبلة»، مشيرة إلى «تبادل معلومات جرى بين الوفد الروسي الذي ضم رئيس الاستخبارات العسكرية وبين المسؤولين السوريين».

ولفتت المصادر إلى أن «تصعيد خطوات المقاطعة السياسية والدبلوماسية والاقتصادية من جانب المحور المقابل، لم تكن محل استغراب روسيا وسوريا، بل إن لديهما توقعات بمزيد خلال الفترة المقبلة».

وكانت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) قد نقلت عن الرئيس بشار الأسد قوله، خلال استقباله لافروف، «إن سوريا رحبت منذ البداية بأي جهود تدعم الحل السوري للأزمة، والتزمت خطة عمل الجامعة العربية التي أقرّت في الثاني من شهر تشرين الثاني للعام الماضي وتعاونت بنحو كامل مع بعثة المراقبين العرب بالرغم من عرقلة بعض الأطراف العربية لعمل البعثة، مجدداً استعداد سوريا للتعاون مع أي جهد يدعم الاستقرار في سوريا». وقالت «سانا» إن الرئيس الأسد «عرض خلال اللقاء مجريات الأحداث في سوريا والبرامج الزمنية للإصلاحات الجارية بعد إقرار القوانين الناظمة لها وطبيعة الإرهاب الذي يمارس ضد المواطن السوري ومؤسسات الدولة على أيدي المجموعات المسلحة المدعومة من قبل أطراف خارجية». وأضافت أن الأسد «شكر باسم الشعب السوري روسيا على مواقفها في مجلس الأمن الدولي وحرصها على تغليب لغة الحوار وترسيخ الحلول الوطنية، بدلاً من التصعيد وسياسة الإملاءات التي تمارسها بعض دول هذا المجلس، والتي لا تأخذ بعين الاعتبار مصالح الشعب السوري، ورؤيته لتحقيق الإصلاحات في البيت السوري الداخلي ودون تدخل خارجي، مؤكداً تصميم سوريا على إنجاز الحوار الوطني بمشاركة ممثلين عن الحكومة والمعارضة والمستقلين».

من جهته، اعتبر الوزير لافروف أن موقف روسيا في مجلس الأمن من القضية السورية نابع من تقييمها الواقعي والمتوازن للأحداث التي تشهدها سوريا، واحترامها للقانون الدولي وحق الشعوب في تقرير مصيرها، ومن قناعتها بأن التدخل الخارجي والتحريض بدلاً من تشجيع الحوار الداخلي سيؤديان إلى المزيد من العنف وسفك الدماء.

وفي تصريح صحافي عقب مباحثاته مع الرئيس الأسد، قال لافروف: «أكدنا استعدادنا للمساعدة على الخروج من الأزمة السورية في أقرب وقت ممكن على أساس تلك المواقف التي وردت في خطة جامعة الدول العربية المؤرخة في 2/11/2011»، في إشارة إلى الخطة العربية الأولى التي تنص على بروتوكول إرسال المراقبين. ونقل لافروف عن الرئيس الأسد التزامه، كما هو وارد في الخطة العربية، بمهمة وضع حد للعنف أياً كان مصدره، ولهذا الغرض تؤكد سوريا اهتمامها بمواصلة العمل مع بعثة مراقبي جامعة الدول العربية ورفع عدد المراقبين كي تنتشر في كل النقاط المطلوبة وكي تتأكد بنفسها من أي خروقات أو انتهاكات لمبدأ عدم جواز السماح بالعنف أياً كان مصدره.

وقال وزير الخارجية الروسي «أؤكد ما قلته أمس (الاثنين) في المكالمة الهاتفية مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي من أن روسيا تعتقد أن من الضروري الحفاظ على بعثة المراقبين وتوسيعها، ما يشكل عاملاً جدياً مهماً». وأضاف «أن الرئيس الأسد أكد أن اللجنة التي كانت قد شكلت لإجراء الحوار مع كل المجموعات المعارضة تحت رئاسة نائب الرئيس لا تزال تتمتع بكل الصلاحيات الضرورية لإجراء هذا الحوار، ولا بد من مساعدتها من قبل من يستطيع أن يساعد، بمن في ذلك هؤلاء الذين يرفضون الحوار حتى الآن، وأن ينضموا إلى الحوار». وقال «ذكّرنا بضرورة تسريع الإصلاحات السياسية في سوريا التي نضجت منذ زمن، ودعونا في هذا الإطار إلى إجراء إصلاح دستوري في أسرع وقت ممكن، وقد أكد الرئيس الأسد لنا أنه في أسرع وقت ممكن سوف يستقبل اللجنة المكلفة بإعداد دستور جديد، وبعد تسليمه إياه رسمياً، يحدد تواريخ لاجراء استفتاء حول هذا الدستور الجديد ذي الأهمية القصوى، وفي ما بعد سوف تجرى الانتخابات العامة بمشاركة الكثير من الأحزاب التي شكلت بموجب قانون الأحزاب الجديد، وستجرى هذه الانتخابات على أساس الدستور الجديد ولن تكون هناك خلال عملية التصويت أي امتيازات لحزب ما، بما في ذلك حزب البعث.

وكان آلاف الاشخاص قد تجمعوا منذ الصباح في شارع المتحلق الجنوبي لاستقبال موكب وزير الخارجية الروسي لتحيته والتعبير عن الشكر لموقف بلاده الداعم لسوريا. ورفع المشاركون في تحية الموكب الاعلام السورية وعلم دولة روسيا الاتحادية ورددوا الهتافات الوطنية.

إلى ذلك، قالت وزارة الخارجية الصينية ان بكين تدرس ارسال مبعوث الى الشرق الاوسط لمناقشة الأزمة السورية. وقال ليو وي مين، المتحدث باسم الخارجية الصينية، «نأمل ان تكون الوساطة الروسية ناجحة. الصين تولي دائماً اهتماماً وثيقاً بتطورات الوضع في سوريا».

(الأخبار)

حرب السفراء تتصاعد أوروبياً وخليجياً

في خطوة تصعيدية، اتخذت دول مجلس التعاون الخليجي قراراً بسحب سفرائها من سوريا وطرد سفراء سوريا، فيما اكتفت العديد من الدول الأوروبية حتى اللحظة باستدعاء سفرائها من دمشق للتشاور

سوريا | أعلنت دول مجلس التعاون الخليجي أمس أنها قررت الطلب من سفراء «النظام السوري» مغادرة أراضيها فوراً، في مقابل سحب سفرائها من دمشق، وذلك بالتزامن مع قيام عدد من الدول الأوروبية باستدعاء سفرائها من دمشق للتشاور واستعداد الاتحاد الأوروبي لفرض مزيد من العقوبات على السلطات السورية. أما تركيا، فاكتفت بالاعلان أنها ستطلق «مبادرة جديدة بشأن سوريا مع دول تدعم الشعب وليس النظام».

وأوضح مجلس التعاون الخليجي، في بيان، أن «المملكة العربية السعودية الرئيس الحالي للمجلس تعلن أن الدول الأعضاء بالمجلس قررت سحب كل سفرائها من سوريا، وتطالب أيضاً كل سفراء النظام السوري على أراضيها بالرحيل على الفور». واعتبر البيان أن هذه الخطوة جاءت «بعدما انتفت الحاجة لبقائهم إثر رفض النظام السوري كل المحاولات وأجهضت كافة الجهود العربية المخلصة لحل هذه الأزمة وحقن دماء الشعب السوري».

ووفقاً للبيان، فإن «دول المجلس ترى أن على الدول العربية المقرر أن تجتمع في مجلس الجامعة الأسبوع المقبل أن تتخذ كافة الاجراءات الحاسمة أمام هذا التصعيد الخطير ضد الشعب السوري، بعدما قاربت الازمة السنة دون اي بارقة أمل للحل». وأكد أن دول الخليج «تشعر بالأسى البالغ والحزن الشديد على هدر الارواح البريئة، وتكبد التضحيات الجسيمة، لا لشرف الدفاع عن الوطن ضد معتد أجنبي بل لتحقيق مآرب شخصية تهدف إلى الصراع على السلطة دون اعتبار لكرامة المواطن السوري وحريته».

وعلى الصعيد العربي أيضاً، أعلن مجلس الشعب المصري أنه بناءً على طلب الأعضاء فيه، سيوقف أي تعاون مع البرلمان السوري، فيما اعتبر وزير الخارجية المغربي سعد الدين العثماني، في مؤتمر صحافي مع نظيره البرتغالي باولو بورتاس، أنه ينبغي «ممارسة كل الضغوط الممكنة» على النظام السوري لوقف اعمال العنف، لكنه استثنى من ذلك «التدخل العسكري».

وفي موازاة التحرك العربي، أعلنت مجموعة جديدة من الدول الأوروبية استدعاء سفرائها من دمشق للتشاور، فيما أعلن الاتحاد الاوروبي أنه لا ينوي سحب رئيس ممثليته في سوريا، بحسب المتحدث باسم الاتحاد، الذي أكد أن الاتحاد يحتاج الى التواجد في سوريا حتى نستطيع ان نكتب التقارير ونراقب ما يحدث.

وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، برنار فاليرو، أنه «نظراً لتصاعد حملة القمع التي يشنها النظام السوري ضد شعبه، قررت السلطات الفرنسية استدعاء السفير الفرنسي في سوريا للتشاور». وأضاف «بدأنا محادثات مع شركائنا في بروكسل لتشديد العقوبات مرة أخرى». كذلك لفت إلى أن فرنسا تتابع الخطة التركية، إلّا أنه «ليس لدينا الكثير من المعلومات عنها». ودعا فاليرو وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي يزور سوريا إلى استخدام نفوذ بلاده للضغط على سوريا من أجل قبول خطة سلام اقليمية.

كذلك استدعت كل من اسبانيا وبلجيكا وإيطاليا وهولندا سفراءها في دمشق، فيما ترأس رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اجتماعاً لمجلس الأمن القومي البريطاني خصص لبحث الوضع في سوريا. أما وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، كاثرين آشتون، فجددت، بعد لقائها وزير خارجية البرازيل انطونيو باتريوتا في البرازيل، دعوة الاتحاد الأوروبي للرئيس السوري بشار الأسد إلى التنحي لإفساح المجال أمام عملية انتقال للسلطة تشمل كل السوريين بمن فيهم الأقليات والأكثرية لإيجاد طريق نحو حل سلمي للأزمة الراهنة.

ولفتت آشتون إلى أن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي سيلتقون خلال الأسبوعين المقبلين وسيناقشون الوضع في سوريا، وذلك في وقتٍ يبحث فيه الاتحاد الاوروبي تشديد العقوبات على النظام السوري ويفكر خصوصاً في استهداف تعاملات البنك المركزي ومبيعات الذهب والمعادن الثمينة. من جهتها، تستعد أستراليا لتوسيع حظر السفر والعقوبات المالية على عدد من السوريين لتشمل 75 شخصاً إضافياً و27 مؤسسة في سوريا.

في غضون ذلك، أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده تعد «مبادرة جديدة مع دول تدعم الشعب وليس النظام» في سوريا، بدون أن يوضح طبيعة هذه المبادرة، بالتزامن مع انتقاد شديد وجهه للرئيس السوري. وأكد أردوغان أمام نواب حزب العدالة والتنمية أن تركيا «تستخدم كل السبل الدبلوماسية للفت انتباه الأسرة الدولية» إلى الأزمة السورية، فيما من المقرر أن يتوجه وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو اليوم الى الولايات المتحدة حيث سيلتقي وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ويبحث معها الملف السوري.

كذلك، ندد أردوغان باستخدام روسيا والصين حق النقض في مجلس الأمن، مؤكداً أن هذا «الفيتو» هو «إذن بالقتل يعطى للطاغية»، قبل أن يؤكد أن أنقرة لا يمكنها أن تبقى مجرد متفرج على أعمال العنف في سوريا. وأشار إلى أن «سوريا ليست بجارة عادية بالنسبة لنا… والشعب السوري ليس بشعب عادي، إننا نرى في كل متر مربع من سوريا آثار تاريخنا المشترك. والشعب السوري أشقاء لنا. وتآخينا مع هذا الشعب مدون في التاريخ بالدماء». وأضاف لذلك «لا يمكننا البقاء صامتين حيال ما يجري في سوريا، ولا يمكننا إدارة ظهورنا إلى الشعب السوري. وإننا لا نربت كتف الظالمين الذين يقتلون شعوبهم، كما يفعل حزب الشعب الجمهوري المعارض الرئيسي». وبعدما ذكّر بأن حكومته قدمت الكثير من الدعم للإدارة السورية «لتندمل جراح الماضي» وتنفيذ الإصلاحات، أضاف أن أنقرة خاب أملها «لأن الأسد نكث بوعوده». وأضاف أن «المسؤلين عن (أحداث) حماه لم يحاسبوا ولكن المسؤولين عن أحداث حمص سيدفعون الثمن عاجلاً أم آجلاً. وإن من يتبعون طريق آبائهم سوف يحصلون على ما يستحقون».

أما أميركياً، فبرز تضارب في مواقف أعضاء الكونغرس الأميركي حيال النهج الواجب اتباعه تجاه الأزمة السورية.

(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)

الاشتباكات متواصلة في حمص

«المجلس الوطني» يدعو الى تمويل «الجيش الحر»

دعا المجلس الوطني السوري رجال الاعمال السوريين والعرب الى المساهمة في تمويل العمليات العسكرية للمعارضة، وفيما استمر تصاعد العنف في حمص، اطلق سراح 11 ايرانياً بوساطة تركية

سوريا | قتل 25 شخصاً، بينهم اربعة جنود، امس في سوريا، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان، فيما دعا المجلس الوطني السوري والجيش السوري الحر، في نداء مشترك وزع امس، رجال الاعمال السوريين والعرب الى المساهمة في تمويل عمليات «الدفاع عن النفس». ويأتي هذا النداء بعد انتقادات لاذعة وجهها قائد الجيش الحر العقيد رياض الاسعد، عبر تلفزيون «بي بي سي» الى المجلس الوطني، واصفاً اياه بـ«المجلس الفاشل» الذي لم يقدم اي دعم الى الشعب السوري.

ونقل المرصد السوري لحقوق الانسان عن ناشط في حي الخالدية أن «مجموعة منشقّة قتلت اربعة من جنود الجيش الذي حاول اقتحام الحي». وفي مدينة حمص ايضاً، قتل ستة مدنيين على الاقل «خلال القصف واطلاق النار الذي تعرض له حي بابا عمرو»، بحسب المرصد. وكان المرصد قد اشار في بيان سابق الى «محاولة تجري لاقتحام حي بابا عمرو تترافق مع اطلاق نار من رشاشات ثقيلة». في ريف حمص، تحدث بيان سابق للمرصد عن «مقتل طفل اثر اطلاق رصاص من قوات الامن التي اقتحمت مدينة الحولة»، مشيراً الى اصابة «ما لا يقل عن ثمانية اشخاص بجروح اثر اطلاق رصاص من القوات المقتحمة».

بدورها، قالت وكالة الانباء السورية «سانا» أن «مجموعات إرهابية اعتدت على المواطنين وحرقت مسجداً التجأ إليه مواطنون في مدينة الرستن». كذلك افادت عن «استشهاد عدد من المدنيين في حمص وثلاثة ضباط في إدلب». ونقل مراسل سانا عن سكان قولهم إن المجموعات الإرهابية المسلحة قامت بتفخيخ بعض الأبنية بعدما هجرت سكانها في حي الإنشاءات بحمص وقامت بتفجيرها، كما أنها فخخت عدداً من الأبنية في حي النازحين وحي عشيرة تمهيداً لتفجيرها بالإضافة إلى إشعال النار بإطارات السيارات فوق الأسطح في عدد من الأحياء لإعطاء انطباع أن الجيش يقوم بقصفها.

وتشهد مدينة حمص منذ منتصف الليل قصفاً متقطعاً مصدره رشاشات خفيفة وثقيلة. ويسمع دوي القذائف في حي بابا عمرو، الامر الذي يمكن مشاهدته في بث حي يتم على موقع على الانترنت من آلة تصوير تم تثبيتها على اسطح احد الابنية.

وفي تطور لافت، شكر وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي امس نظيره التركي أحمد داوود أوغلو على الجهود التركية التي أفضت الى الإفراج عن زوار إيرانيين مختطفين. وذكرت وكالة «مهر» الإيرانية للأنباء، ان محادثات هاتفية جرت بين وزيري خارجية إيران وتركيا إثر الاتصالات التي قامت بها وزارة الخارجية الإيرانية مع المسؤولين الأتراك لتأمين الإفراج عن الرعايا الإيرانيين المختطفين في سوريا. وأكد داوود أوغلو في الاتصال انه تم إطلاق سراح 11 زائراً إيرانياً اختطفوا في سوريا. وأكد ان تركيا ستبذل جهودها من اجل الإفراج عن باقي الإيرانيين المحتجزين الـ 18.

وذكرت محطة اذاعة سورية خاصة قريبة من السلطات ان مفاوضات بدأت بين دمشق وأنقرة لإطلاق 49 ضابطاً تركياً احتجزتهم السلطات السورية على اراضيها. وقالت محطة «شام اف أم» القريبة من النظام ان سوريا وتركيا بدأتا مفاوضات للافراج عن 49 ضابط استخبارات تركياً «كانوا ينشطون بشكل غير شرعي» في سوريا.

وبحسب الاذاعة، فإن السلطات السورية اشترطت على انقرة ثلاثة امور للافراج عن الضباط، هي تسليم عناصر من «الجيش السوري الحر» الى السلطات السورية، ووضع حد لتسلل عناصره الى الاراضي السورية انطلاقاً من الاراضي التركية، والكف عن تدريب عناصره. وقالت المحطة الاذاعية ان السلطات السورية اشترطت ان تكون ايران شاهداً على الاتفاق بين الطرفين.

(أ ف ب)

موسكو تؤيد مواصلة العمل لإيجاد حل للوضع في سوريا

أ. ف. ب.

موسكو: قال الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف انه يريد ان يتواصل البحث عن حل للازمة السورية بما في ذلك داخل مجلس الامن الدولي، بحسب ما افاد الكرملين الاربعاء.

وقال الكرملين ان مدفيديف اكد في مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان على “ضرورة الاستمرار في البحث — بما في ذلك في مجلس الامن الدولي– عن سبل منسقة لمساعدة السوريين على ضبط الازمة بانفسهم”. واضاف ان ذلك يجب ان يحدث “دون تدخل خارجي، وباحترام تام لسيادة سوريا”.

واستخدمت روسيا الاسبوع الماضي حق الفيتو للاعتراض على مشروع قرار بشان سوريا في مجلس الامن الدولي، وهو ما وصفه مدفيديف بانه قرار مبرر قائلا ان مشروع القرار لا يشجع البحث عن حل سلمي للنزاع.

ونقل عن مدفيديف قوله ان مشروع القرار المقترح “لم يسمح لنا بالقيام بتقييمات غير متحيزة للوضع في سوريا او ضمان دعوة الطرفين الى وقف اطلاق النار وانهاء سفك الدماء”. وقال ان “مثل هذا القرار لم يكن ليشجع البحث عن طريقة سلمية لحل الازمة”.

موقف مجلس الأمن من سوريا قد يدفع بإسرائيل لمهاجمة إيران

أشرف أبو جلالة

بسبب موقف روسيا والصين الأخير في مجلس الأمن من الأزمة السورية، ترى العديد من التقديرات أن إسرائيل قد تلجأ إلى مهاجمة طهران بشكل مفاجئ، لأنها باتت تعتقد أن المجتمع الدولي سيكون عاجزاً عن منع إيران من تطوير برنامجها النووي.

رأت تقارير صحافية أن وصول مجلس الأمن إلى طريق مسدود في ما يتعلق بطريقة التعامل مع الوضع المتأزم في سوريا قد يشجع إسرائيل على اتخاذ قرارها بمهاجمة إيران.

وذلك من منطلق أنه في حال لم يتمكن مجلس الأمن من اتخاذ إجراءات ضد سوريا، على خلفية الأحداث السياسية التي تشهدها البلاد منذ ما يقرب من عام، فإن إسرائيل قد تخلص إلى أن المجلس سيكون عاجزاً عن منع إيران من تطوير أسلحة نووية.

وفي هذا الصدد، نقلت اليوم صحيفة “كريستيان ساينس مونيتور” الأميركية عن بعض من الخبراء الدبلوماسيين قولهم إن الخلاف الدبلوماسي الحاصل بشأن سوريا يبعث برسالة مفادها أن باقي المشكلات الإقليمية الشاقة، مثل الأزمة النووية الإيرانية، قد تكون بعيدة أيضاً عن الحلول التي يمكن التوصل اليها عبر المفاوضات.

وفي الوقت الذي قررت فيه روسيا الوقوف إلى جانب صديقتها في المنطقة، ألا وهي حكومة الرئيس بشار الأسد، فإن إسرائيل قد تخلص إلى أن السيناريو نفسه قد يتكرر، إذا جددت القوى الغربية ( بما في ذلك روسيا ) محاولتها للتفاوض مع إيران.

وأوردت الصحيفة هنا عن مايكل دويل، مسؤول سابق في الأمم المتحدة وهو متخصص الآن في الشؤون الخارجية والأمنية في جامعة كولومبيا في نيويورك، قوله :” عدم قدرة مجلس الأمن على اتخاذ قرار بشأن سوريا يزيد من احتمالية شن هجوم إسرائيلي على إيران. والعنف يولد عنفا، وإن غرقت سوريا في حرب أهلية، وهي الاحتمالية المرجح حدوثها الآن، فقد تنظر إيران لعدم الاستقرار المتزايد على أنه غطاء أو حافز إضافي يمكن أن تستعين به كذريعة من أجل شنها الهجوم”.

وتابع دويل حديثه في السياق نفسه بالقول: “وهذا كله هو السيناريو الأقرب إلى الحقيقة، إذا لم يفلح مجلس الأمن في اتخاذ تدابير ذات فعالية في ما يخص الملف السوري”.

وإدراكاً منها لتداعيات الأوضاع في المنطقة، قامت روسيا يوم أمس بإرسال وزير خارجيتها، سيرجي لافروف، إلى دمشق، لإجراء مقابلة مع الرئيس بشار الأسد. وفي تصريحاته لوسائل الإعلام الروسية، قال لافروف إن الأسد يرغب في إنهاء العنف الذي تشهده بلاده وأنه سيطرح عما قريب خطة إصلاح تتضمن دستورا جديدا والتحضير لإقامة انتخابات حرة. وتزامن ذلك مع استمرار التقارير الإعلامية التي تتحدث عن شن القوات الحكومية هجمات ضد المدنيين، وبخاصة في مدينة حمص المحاصرة.

وتابعت الصحيفة حديثها بنقلها عن مايكل أوبنهايمر، الأستاذ في مركز الشؤون العالمية التابع لجامعة نيويورك، قوله ” تكمن المشكلة في أن شعور الإيرانيين بأن روسيا ستحميهم كما فعلت مع النظام السوري يزيد فقط من احتمالية نشوب مواجهة عسكرية”.

ومازال يصر الرئيس باراك أوباما على أن الدبلوماسية لا تزال الطريقة الأفضل لإقناع إيران بتغيير النهج الخاص ببرنامجها النووي. لكن بعض الدبلوماسيين في الأمم المتحدة أوضحوا أنهم متخوفون من أن يتم إرجاء المحادثات التي يبدو أنها ستقام على مدار الأسابيع المقبلة، نتيجة الخلاف الحاصل بشأن الأوضاع المتفاقمة في سوريا.

الأسعد لـ”إيلاف”: خبر اعتقالي كذب ونعمل على إسقاط نظام الأسد

بهية مارديني

في وقت ترتفع الأصوات المطالبة بتدخل عسكري دولي لوقف مجازر الجيش السوري

أكد العقيد رياض الأسعد، قائد ومؤسس الجيش السوري الحر، أن الاخبار التي تروّج حول اعتقاله كاذبة، مشيراً إلى أن الجهود متواصلة من اجل اسقاط نظام بشار الأسد. يأتي هذا في وقت تتعالى الأصوات المطالبة بتدخل عسكري لوقف المجازر التي يرتكبها النظام السوري.

نفى العقيد رياض الأسعد، مؤسس الجيش الحر، أنباء تناقلتها وسائل اعلام محسوبة على النظام السوري حول اعتقاله، وأوضح في تصريح خاص لـ”ايلاف” أنه “لم يعتقل وهو بخير ويعمل لإسقاط النظام الغاشم وسيواصل مسيرته حتى النصر”، رافضا الخوض في مزيد من التفاصيل.

واعتبرت مصادر ذات صلة أن هناك مؤامرة على الجيش الحر بترويج أخبار ضده، تارة عبر الحديث انه يتم التفاوض بين اسطنبول والنظام على تسليم الاسعد مقابل تسليم ضباط أتراك تم القبض عليهم في الاراضي السورية، وتارة أن العقيد قيد الاعتقال.

في حين أضاف الاسعد “ان كل الاخبار التي يروجها إعلام النظام عارية عن الصحة “.

وكانت مواقع الكترونية محسوبة على النظام روجت أن الجيش العربي السوري ألقى القبض على من أسمته” الخائن رياض الأسعد في محافظة إدلب في بلدة كفر تخاريم”.

واشارت إلى أن القوات المسلحة السورية نفذت عملية عسكرية أمنية نوعية بالقرب من الحدود التركية.

ونقل موقع دام برس المحسوب على النظام السوري عن مصدر مطلع في العاصمة التركية “أن مجموع الضباط الذين تركوا الجيش العربي السوري والتحقوا بصفوف المعارضة لا يتجاوز عددهم ال36 ضابطاً وصف ضابط”.

واعتبر المصدر “أن هؤلاء المقيمين في جبل الزاوية في إدلب على الحدود السورية التركية والمزودوين بأحدث تقنيات الاتصال مع القواعد الموجودة داخل تركيا أبلغوا المخابرات التركية بعد تعرضهم للحصار الشديد وتقدم الوحدات الخاصة التابعة للجيش السوري من مواقعهم ومناداتهم بالأسماء للاستسلام، أبلغوا مخابريهم في أنقرة أنهم باتوا عاجزين عن الصمود والمواجهة وطلبوا الوفاء فوراً بالالتزامات التي قطعت لهم بتأمين خط انسحاب آمن من قبل المخابرات التركية وحلفائهم العرب والغربيين ولما لم تصلهم أية إمدادات أو خطط انسحاب وتغطية حتى منتصف ليل أمس أبلغوا الأتراك نيتهم بتسليم انفسهم واستعدادهم لإصدار بيان جماعي يعلن انسحابهم من الجيش الحر نتيجة الخديعة التي أوقعوا فيها من قبل مجلس اسطنبول وداعميه من العرب ودول الناتو الذين أوهموهم أن عدة الحرب جاهزة وليس عليهم سوى قطف الثمار لاحقاً” على حد زعم اعلام النظام السوري.

وكان قد انتشر في المواقع الالكترونية السورية خبر اعتقال عشرات الضباط الاتراك في سورية “كانوا يعملون على إدخال مجموعات مسلحة الى سورية، وتردد أن إردوغان لا يستطيع الدخول في صفقة مباشرة مع سورية لأنها ستعتبر هزيمة لتركيا”.

طالب زهير اسماعيل عضو تيار التغيير الوطني المجتمع الدولي بتدخل عسكري عاجل في سوريا، واعتبر أنه “ليس هناك شبيه لهذا النظام إلا نيرون الذي حرق روما، و لم يمر مثل اجرامه على التاريخ القديم والحديث”.

وانتقد الخطاب السياسي للمجلس الوطني السوري، متسائلاً “لماذا يخشى المجلس الوطني المطالبة بتدخل عسكري أليست هذه دماء السوريين التي تراق، لماذا يرتعدون من هذه الجملة؟”، وطالب كل المعارضة السورية ب”فسخ هذا المجلس المعطوب الذي يختبئ وراء الثورة ويتلاعب بالكلمات والناس تموت” على حد تعبيره.

وقال” بمجرد أن يعلم النظام بالتدخل العسكري وأن هناك رفعا حقيقيا للغطاء عنه سوف يجمع حقائبه ويرحل ولا اجد بديلا عن هذا الحل”.

وأضاف” أن دير بعلبة شرقي حمص تستنجد، والقصف مستمر يتصاعد عليها ومستمر وحالات الجرحى خطيرة،” موضحاً” أن القصف يتم من السجن المركزي ومن فرع لجامعة البعث الموجود فيها”.

وأكد اسماعيل “أن تعزيزات عسكرية قوامها حوالى خمسين دبابة اتجهت من دمشق الى حمص دون ان يستطيع اهالي ريف دمشق قطع الطريق عليها”.

وأشار إلى”أننا نتحدث عن كارثة انسانية في سوريا وسوريا كلها اصبحت منكوبة جراء اجرام هذا النظام”.

وهاجم الموقف الروسي الذي يدعو إلى الحوار والاصلاح في ظل القصف وحرب الابادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب السوري.

واعتبر “أن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ناقض نفسه وناقض سياسات بلاده حين تحدث في دمشق عن أن استدعاء عدد من الدول العربية والغربية سفراءها من سوريا “غير منطقي” ولا يساهم في تطبيق الخطة العربية لحل الأزمة في هذا البلد”، وعقب اسماعيل أن “تلك المبادرة العربية التي يتحدث عنها لافروف هي التي استخدمت موسكو الفيتو ضدها في مجلس الامن الدولي.

وأشار اسماعيل إلى قول لافروف أن” بشار الاسد شدد على أهمية وقف العنف فوراً، من أي جانب كان”، وقال هذا الكلام لافروف نقلاً عن الاسد فيما كانت حمص تتعرض لحرب ابادة.

ولفت اسماعيل الى قول لافروف أن مصير الرئيس السوري بشار الأسد يجب ان يقرره “السوريون انفسهم” بينما أكد اسماعيل ان السوريين قالوا إن الشعب يريد اسقاط النظام واعدام الرئيس، واعتبر الروس شركاء في جرائم النظام منذ الفيتو الأول.

وأوضح أنه مرّت حوالى السنة من عمر الثورة السورية والشعب السوري لا يأخذ الا التصريحات وفزع المنظمات الانسانية ويقود معركته لوحده.

وقال لافروف اليوم إن الأسد كلف نائبه فاروق الشرع بإجراء الحوار مع كل قوى المعارضة، مشيرا إلى أنه يجب الضغط على الحكومة والمعارضة للتخلي عن استخدام السلاح والجلوس إلى طاولة المفاوضات.

وأضاف “يجب أن يجلس ممثلو الحكومة وكل الأحزاب المعارضة إلى طاولة المفاوضات، وقد طرحنا أمس هذه المسألة بشكل مباشر أمام الأسد الذي أكد انه كلف نائبه الشرع بإجراء الحوار مع كل القوى المعارضة وبتنظيم الحوار الوطني الذي سيشمل كل القوى السياسية السورية”.

وأوضح لافروف في وقت سابق “نحن نؤيد كل المبادرات التي من شأنها ضمان الظروف للسوريين أنفسهم ليباشروا بالحوار ويبحثوا عن طرق المصالحة الوطنية”، لافتا إلى أنه “يجب أن يعمل على ذلك أعضاء المجتمع الدولي كلهم سواء في العالم العربي أو أوروبا أو الولايات المتحدة أو غيرها من المناطق”.

وأعلن أنه “نحن ننطلق من أن هذا الاستعداد يعتبر عاملا هاما يجب أخذه بالحسبان، ونعول على أن كل من له تأثير على المعارضة سيحثها على بدء مثل هذا الحوار”.

عنوان المرحلة تعزيز وحدة المعارضة ودعم الجيش السوري الحر

أنباء عن بحث الأمن القومي الأميركي خيار العمل السري في سوريا

عبدالاله مجيد

ترددت أنباء في الولايات المتحدة عن أن مجلس الأمن القومي يعكف على إعداد أمر رئاسي يجيز العمل السرّي كأحد الخيارات السياسية للتعامل مع الملف السوري، في وقت يبحث فيه الغرب الإمكانيات المتاحة لدعم المعارضة السورية.

تدرس الحكومات العربية والغربية، التي تبحث عن استراتيجيات للتعامل مع الأزمة السورية، سبل تعزيز المعارضة ضد نظام الرئيس بشار الأسد، بما في ذلك دعم الجيش السوري الحر.

وكان الفيتو الروسي والصيني في مجلس الأمن الدولي أضعف آفاق الحل عن طريق المفاوضات التي كانت قاتمة أصلاً. ولكن دبلوماسيين ومحللين غربيين يحذرون من أن الانقسامات العميقة في صفوف المعارضة وقوة نظام الأسد وصعوبة تنفيذ عمليات سرية… كلها تطرح مشاكل جدية.

وفي واشنطن، تردد أن مجلس الأمن القومي يعكف على إعداد أمر رئاسي، يجيز العمل السري كأحد الخيارات السياسية، ولكن لا يُعرف إن كان البيت الأبيض سيقدم على مثل هذه الخطوة الخطرة بتوقيع الأمر فعلاً.

في هذا الشأن، نقلت صحيفة الغارديان عن الضابط السابق في وكالة المخابرات المركزية روبرت بير، الذي عمل في الشرق الأوسط، إن مثل هذا الأمر الرئاسي إذا وُقع سيكون تسربيه فوريًا، وسيكون حدثًا بمثابة القنبلة. وأضاف بير إن إدارة أوباما “ليست لديها فكرة عمّا ينبغي أن تفعله، وهي لا تريد أن تكون وراء التطهير العرقي للعلويين، الأمر الذي سيكون له تأثير متفجر في لبنان”.

وكانت بريطانيا وفرنسا أرسلتا شحنات سرّية من الأسلحة للثوار الليبيين في العام الماضي، ولكن يبدو أنه من المستبعد أن تكررا هذا التكتيك في سوريا.

وفي الحالة الليبية، قدمت فرنسا أسلحة… وبريطانيا معدات غير فتاكة. وقام عسكريون من قطر بأكبر دور خارجي، كما شاركت وحدات من الامارات والأردن، بحسب صحيفة الغارديان، ناقلة عن ضابط سابق في الاستخبارات البريطانية قوله إن أي تدخل خارجي في سوريا سيتعيّن “أن يكون له وجه عربي”.

لعل أهم اللاعبين من الخارج هي تركيا، التي تستضيف المجلس الوطني السوري، وتوفر ملاذًا آمنًا للجيش السوري الحر وأفراده ذوي التسليح الخفيف في مواجهة قوات النظام.

وقال إميل هوكايم المحلل المتخصص في الشرق الأوسط في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن “إن ثقة الأتراك بهذا الدور ومدى سفوره أو سريته اعتبارات أساسية” في هذا المجال.

وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أعلن الثلاثاء أن تركيا ستطلق مبادرة جديدة في أعقاب ما سمّاه “مهزلة” مجلس الأمن الدولي. وتوجّه وزير خارجيته أحمد داود أوغلو الأربعاء إلى واشنطن لبحث المبادرة مع نظيرته الأميركية هيلاري كلنتون، رغم أن تفاصيلها لم تُعلن.

وقال سنان أولغين، وهو دبلوماسي تركي سابق يعمل الآن في مؤسسة كارنغي للسلام الدولي، إن خيار أنقرة المفضّل هو تقديم دعم إقليمي لعمليات محدودة ينفذها حلف شمالي الأطلسي، بما في ذلك إقامة “منطقة آمنة” للثوار، وممر لإيصال المساعدات الإنسانية.

ونقلت صحيفة الغارديان عن أولغين قوله “إن تركيا عبرت نقطة اللاعودة”، وأحرقت جسورها، وكلما طال بقاء الأسد… زاد الوضع ترديًا”. وأضاف “إن تركيا راهنت رهانًا كبيرًا على تغيير النظام”.

ويؤيّد القطريون أيضًا شكلاً من أشكال التدخل العسكري المحدود. وقال شادي حامد مدير الأبحاث في مركز بروكنز الدوحة “إن الزخم ينتقل بعدما حدث في مجلس الأمن نحو الحديث عن منطقة عازلة أو منطقة آمنة، وإن حديثًا جديًا يجري هنا حول ذلك، ولكن القطريين يريدون انخراط الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي”.

ويرى مراقبون أن إقامة منطقة آمنة سيترتب عليه تدمير الدفاعات الجوية السورية، وأن هذا سيتطلب مشاركة القوات الأميركية، الأمر الذي استبعدته واشنطن في الوقت الحاضر، ولكن حامد أشار إلى أن إدارة أوباما أطلقت إعلانات مماثلة قبل التدخل في ليبيا.

في هذه الأثناء، يُرجّح أن يرتدي التدخل الخارجي شكل دعم خفي للجيش السوري الحر. ويُقال إن قطر والعربية السعودية تنهضان بالتمويل، لكن الضابط السابق في وكالة المخابرات المركزية الأميركية روبرت بير قال إن الجيش السوري الحر يواجه مشاكل في تهريب أسلحة ثقيلة ومتطورة إلى الداخل.

ونقلت صحيفة الغارديان عن بير إن الجيش السوري الحر يريد الحصول على أسلحة مثل صواريخ أرض ـ جو، ولكن لا يُسمح بنقلها عبر الحدود في تركيا أو الأردن، مضيفًا أن الكثير من هذه المعدات تباع في أسواق السلاح في ليبيا.

وتوقع الباحث هوكايم تزايد الدعم للجيش السوري الحر، محذرًا من أن غياب التنسيق بين دول الخليج يهدد بظهور ميليشيات متنافسة. وعلق المحلل مارك لينتش قائلاً إنه يتوقع أن “تزداد الدعوات إلى مدّ الجيش السوري الحر بالسلاح، أو أن يجري ذلك بلا ضجة… ولكن يجب ألا يتوهم أحد بأن هذا علاج سحري. فمن الأرجح بكثير أن يسفر تسليح الطرف الأضعف في حرب أهلية مدوَّلة عن طريق مسدود مؤلم منه عن نتيجة حاسمة سريعة”.

وتتابع الأردن تطورات الوضع في سوريا بأعين القبائل الموجودة على جانبي الحدود.  ويمكن أن تتولى الأردن أيضًا تدريب وإمداد الثوار المناوئين للأسد، ولكن في حالة واحدة فقط، هي أن تناط به “مقاولة ثانوية” من دول الخليج الأغنى بكثير، على حد قول صحيفة الغارديان.

ويُرجّح أن تكون الأولوية لإقناع المعارضة السورية المنقسمة برص صفوفها على أي نشاط سري، لأسباب ليس أقلها أن حظر الاتحاد الأوروبي على السلاح يمنع إرسال أي إمدادات منه.

وقال الخبير العسكري في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية بين باري إن أي تقويم للجيش السوري الحر سيخلص إلى أن أشد ما يحتاجه هو اتصالات آمنة. فإن مقاتليه كانوا يستخدمون هواتف خلوية بأرقام سورية، من السهل أن تراقبها الأجهزة السورية.

كما إن مدّه بأسلحة مضادة للدبابات ومناظير الرؤية الليلية، من شأنه أن يساهم في تحسين أدائه ضد قوات النظام المتفوقة.

وكانت النزاعات السابقة في المنطقة شهدت تهريب السلاح على طرق، كثيرًا ما تمر عبر مناطق كردية، ولكن أكراد سوريا لم يسمحوا حتى الآن بمرور أسلحة إلى المعارضة، كما تلاحظ صحيفة الغارديان.

حمص مدينة منكوبة… والقتلى أكثر من ستين

أ. ف. ب.

أوغلو: لا يمكن لنظام عاجز عن السيطرة على بلدة صغيرة أن يتحدانا

تواصل قوات الأمن السوري استهداف مدينة حمص المحاصرة، فيما وقع أكثر من 60 قتيلاً، وسط توقعات بارتفاع الحصيلة نظرًا إلى كثافة عمليات القصف وإطلاق النار، من جهة أخرى ثمّن المجلس الوطني السوري الأربعاء طلب دول مجلس التعاون الخليجي من السفراء السوريين المعتمدين لديها مغادرة أراضيها.

دمشق: قتل 62 شخصا بينهم اطفال ونساء واربعة عسكريين الاربعاء، خمسون منهم في حمص في اعمال عنف في سوريا، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. في ريف دمشق، “قتل ضابط وثلاثة جنود اثر تفجير دبابة من مجموعة منشقة، واسر ضابط اخر” في قرية كفيريابوس بالقرب من الزبداني، بحسب ما جاء في بيان للمرصد.

وقتل ثلاثة اشخاص واصيب العشرات بجروح في قصف على مدينة الزبداني وسهل مضايا. واشار المرصد الى “تهدم الكثير من المنازل في الزبداني التي تعيش حالة انسانية صعبة في ظل عدم توفر المياه والكهرباء، وسجل نزوح مئات العائلات عنها”.

في ريف ادلب (شمال غرب)، افاد المرصد عن “استشهاد شاب في مدينة معرة النعمان اثر اطلاق رصاص من قبل القوات الامن”، مشيرا الى سماع “اصوات الانفجارات والرشاشات الثقيلة في المدخل الجنوبي للمدينة”. واشار الى “ان اليات عسكرية تضم دبابات اقتحمت مدينة اريحا واطلقت النار من رشاشات ثقيلة ما ادى الى استشهاد مواطن وجرح اربعة اخرين”.

وفي جنوب البلاد، تحدث المرصد عن “استشهاد مواطن واصابة 11 مواطنا بجروح في قرية تسيل (ريف درعا) التي تتعرض لاطلاق نار من رشاشات ثقيلة تترافق مع حملة اعتقالات، وذلك بعد انشقاق جنود من الجيش النظامي وضابط برتبة ملازم اول”. شرقا، نقل المرصد عن اهالي في المنطقة ان “طالبا جامعيا استشهد في بلدة ام حمام (ريف دير الزور) اثر انفجار عبوة ناسفة بمنزله”.

وكان المرصد افاد صباحا عن مقتل “ما لا يقل عن خمسين مواطنا اثر القصف واطلاق النار الذي تتعرض له احياء عدة في حمص”. واشار المرصد الى ان “العدد مرشح للازدياد بسبب صعوبة الاتصال ووجود اشخاص تحت الانقاض”.

وأكد الناشط عمر شاكر في اتصال عبر سكايب مع وكالة فرانس برس من حي بابا عمرو “بدأ القصف المركز والعنيف بين السادسة والسابعة مساء، بعدما كان القصف متقطعًا في الليل”، مشيرًا إلى أن “قوات الجيش والأمن تحاول اقتحام أحياء الخالدية والبياضة وبابا عمرو”.

وتابع شاكر “البنية التحتية لبابا عمرو أصبحت تحت الصفر، حيث جرى استهداف خزانات المياه وأعمدة الكهرباء (…) كما تضررت 40 بالمئة من منازل الحي نتيجة القصف، فيما دمّرت بعض المناطق فيها كليًا”.

وبحسب شاكر، فإن سكان بابا عمرو “يعانون نقصًا في المواد الطبية والمواد الغذائية”. وبثّ ناشطون مشاهد مباشرة من مدينة حمص صباح اليوم، تظهر تعرّض المدينة للقصف، فيما سمعت أصوات تكبير من المآذن. وقتل في الأيام الأخيرة مئات المدنيين في حمص جراء قصف القوات السورية، بحسب ناشطين.

وقتلت ثلاث عائلات في منازلها على يد عناصر مدنية موالية للنظام السوري في مدينة حمص بعد أن داهموهم ليل الثلاثاء الاربعاء، بحسب ما اعلن ناشطون معارضون. وافاد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن صباح الاربعاء ان ثلاث عائلات يبلغ عدد افرادها عشرون شخصا قتلت في عقر دارها ليلا في مدينة حمص.

واوضح ان احدى هذه العائلات مكونة من خمسة اشخاص بينهم فتاة (15 عاما) وطفلان (5 و7 سنوات)” مضيفا ان “العائلة الثانية مكونة من سبعة اشخاص، فيما تتكون الثالثة من ثمانية افراد”.

واضاف عبد الرحمن ان “القتلى سقطوا برصاص الشبيحة” الذين اقتحموا منازلهم في كرم الزيتون والسبيل المتاخمة للاحياء المعارضة في حمص كبرى معاقل الحركة الاحتجاجية ضد نظام الرئيس بشار الاسد.

الا ان المتحدث باسم الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبد الله اوضح في اتصال مع فرانس برس ان افراد هذه العائلات “ذبحوا بالسكاكين وطعنوا بأدوات حادة على يد عناصر الامن والشبيحة الذين اقتحموا منازلهم في حي السبيل”.

واضاف ان الاشخاص ينتمون الى عائلات غنطاوي وتركاوي وزامل. وسقط في الايام القليلة الماضية مئات القتلى في حمص جراء القصف واطلاق النار من جانب القوات النظامية، بحسب ناشطين.

من جهته، أفاد التلفزيون الرسمي السوري الاربعاء ان “مجموعة ارهابية مسلحة” استهدفت مصفاة حمص للنفط بالقصف. وذكر التلفزيون في شريط عاجل ان “مجموعات ارهابية مسلحة تستهدف مصفاة حمص بعدد من قذائف الهاون ما أدى الى اشتعال النيران في خزاني وقود”.

واكد مراسل التلفزيون السوري معين دغام في اتصال لاحق مع التلفزيون انه “تمت السيطرة على النيران” بدون ان يشير الى وقوع ضحايا نتيجة هذا القصف. وتوالت الحوادث التي استهدفت البنى التحتية في سوريا حيث نسبت الوكالة مرات عدة الى “مجموعة ارهابية مسلحة” استهداف خط لنقل النفط في حمص (وسط) واخر بين مدينتي حمص وبانياس في سوريا. ويبلغ انتاج النفط في سوريا بحسب الارقام الرسمية 380 الف برميل في اليوم.

وذكر التلفزيون السوري الرسمي الاربعاء ان “مجموعة ارهابية مسلحة” قامت بتفجير سيارة في حمص، ما اسفر عن مقتل وجرح عدد من المدنيين وعناصر من القوى الامنية. وذكر التلفزيون في شريط اخباري عاجل ان “مجموعة ارهابية مسلحة فجرت سيارة مفخخة في حي البياضة في حمص ما اسفر عن سقوط قتلى من المدنيين وقوات حفظ النظام واصابة اخرين بجروح”.

ونسب الاعلام السوري الرسمي مرارا منذ بدء الاضطرابات في سوريا الى “مجموعة ارهابية مسلحة”، استهداف خط لنقل النفط في حمص (وسط) واخر بين مدينتي حمص وبانياس. ياتي ذلك فيما قتل الاربعاء ما لا يقل عن خمسين شخصا بينهم اطفال ونساء في حمص جراء الهجمات التي تشنها القوات السورية، بحسب ناشطين.

واليوم، اعلن وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو ان تركيا تعمل على عقد مؤتمر دولي “في اقرب فرصة” حول الازمة السورية بمشاركة اطراف اقليمية ودولية. وصرح لقناة “ان تي في” الاخبارية “نحن مصممون على تنظيم منتدى على اساس واسع من اجل توافق دولي بين الدول التي يقلقها” الوضع في سوريا المجاورة لتركيا.

واعلن داود اوغلو ان المؤتمر قد ينعقد في تركيا او بلد اخر لكن يجب ان يكون “في المنطقة” و”في اقرب فرصة”. وقال أوغلو إنه “لا يمكن لنظام عاجز عن السيطرة على بلدة صغيرة ان يتحدانا”.

واضاف الوزير ان تركيا تلتزم سياسة دبلوماسية نشيطة من اجل تحديد “خارطة طريق جديدة” لسوريا، وسيتباحث رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الاربعاء مع الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف بعد استعمال روسيا والصين السبت الفيتو لعدم تبني قرار في مجلس الامن الدولي يدين نظام الرئيس السوري بشار الاسد.

من جانبه سيغادر داود اوغلو انقرة عصر الاربعاء ليقوم بزيارة عمل في الولايات المتحدة حليفة تركيا التقليدية لبحث الملف السوري مع واشنطن.

وطالبت المفوضة العليا لحقوق الانسان في الامم المتحدة نافي بيلاي الاربعاء ب”تدابير فاعلة” لحماية المدنيين في سوريا، معتبرة ان فشل مجلس الامن في الاتفاق على قرار شجع “الحكومة على المضي اكثر في قتل شعبها”.

واعربت بيلاي في بيان عن “صدمتها للهجوم المخطط له الذي تشنه الحكومة السورية على حمص واستخدام المدفعية وغيرها من الاسلحة الثقيلة في ما يبدو من قبيل الهجمات العشوائية على المناطق المدنية في المدينة”. وقالت ان “فشل مجلس الامن في التوصل الى اتفاق على تحرك مشترك قوي شجع على ما يبدو الحكومة على المضي في قتل شعبها لسحق الاحتجاجات”.

وذكرت نافي بيلاي بان قادة العالم اتفقوا عام 2005 على انه “عندما تفشل دولة ما بشكل واضح في حماية شعبها من جرائم خطيرة فان الاسرة الدولية باسرها مسؤولة عن التدخل من خلال اتخاذ اجراءات حماية في الوقت المناسب وبشكل حاسم”.

ويأتي نداء بيلاي في الوقت الذي اعلن فيه وزير الخارجية التركي الاربعاء ان بلاده تعمل على تنظيم مؤتمر دولي حول الازمة السورية “في اقرب فرصة”. وسيتباحث رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الاربعاء مع الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف بعد استخدام روسيا والصين السبت الفيتو لعدم تبني قرار في مجلس الامن الدولي يدين نظام الرئيس السوري بشار الاسد.

وقالت بيلاي “في الاشهر الـ11 الاخيرة منذ بدء القمع الوحشي لتظاهرات سلمية في معظمها من قبل النظام السوري، الاف المتظاهرين من المدنيين قتلوا وجرحوا وسجنوا وتعرضوا للتعذيب وللاختفاء القسري”.

وختمت بالقول “كل الامور تشير الى تورط الجيش السوري وقوات الامن في غالبية الجرائم المرتكبة”، معتبرة انها “تشكل جرائم ضد الانسانية”.

من جهة أخرى، ثمّن المجلس الوطني السوري الأربعاء، في بيان، طلب دول مجلس التعاون الخليجي من السفراء السوريين المعتمدين لديها مغادرة أراضيها، داعيًا إلى الاعتراف الرسمي بالمجلس “ممثلاً لإرادة الثورة والشعب في سوريا”.

وأعرب المجلس الوطني في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة عنه عن “تقديره لموقف دول مجلس التعاون الخليجي بطرد سفراء النظام السوري على الفور وسحب سفرائها من دمشق تنديدًا بالمجزرة الجماعية التي ينفذها النظام بحق الشعب السوري وخاصة في حمص”.

6وأضاف البيان أنه “يأمل في أن تتعزز تلك الخطوة بإعلان الاعتراف الرسمي بالمجلس الوطني بوصفه ممثلاً لإرادة الثورة والشعب في سوريا”. وناشد البيان “كل الدول العربية والبلدان الصديقة طرد سفراء النظام وقطع العلاقات الدبلوماسية معه”.

وأعلنت دول مجلس التعاون الخليجي الثلاثاء أنها قررت الطلب من سفراء “النظام السوري” مغادرة أراضيها بشكل فوري، وسحب جميع سفرائها من دمشق، منددة بـ”المجرزة الجماعية ضد الشعب الأعزل” في هذا البلد وفقًا لبيان رسمي.

النظر في طرق أخرى تهدف إلى تكثيف الضغوط على الرئيس بشار الأسد

خيارات يمكن لأميركا وبريطانيا الرد بها على فيتو روسيا والصين

أشرف أبو جلالة من القاهرة

لفتت تقارير صحافية إلى أن كل من بريطانيا وفرنسا وأميركا ستنظر في طرق أخرى، تهدف إلى تكثيف الضغوط على نظام الرئيس الأسد، كفرض المزيد من التدابير الأمنية والاقتصادية، ومساعدة الجيش السوري الحر، أو اتخاذ خطوات عسكرية مباشرة.

القاهرة: تسبب استخدام روسيا والصين حقهما في النقض في مجلس الأمن ضد قرار تم استصداره أخيرًا بشأن سوريا في إجبار حكومات غربية على إعادة تقويم نهجها بشأن سوريا.

لفتت في هذا السياق تقارير صحافية بريطانية إلى أن بريطانيا وفرنسا وأميركا ستنظر الآن في طرق أخرى، تهدف إلى تكثيف الضغوط على نظام الرئيس الأسد.

وأشارت اليوم صحيفة الدايلي تلغراف البريطانية إلى أن الخيارات الآتية هي التي يتوقع أن تتعامل من خلالها الدول الغربية مع النظام في سوريا، وهي كما يلي:

1- اتخاذ مزيد من التدابير الدبلوماسية والاقتصادية. وهنا، أوضحت الصحيفة أنه بمقدور القوى الغربية وحلفائها العرب أن يلجأوا إلى الجمعية العمومية للأمم المتحدة، ويحثونها على إدانة الأسد، ودعم خطة السلام الخاصة بجامعة الدول العربية، التي تطلب من الرئيس السوري تسليم السلطة إلى نائبه. ومن المنتظر في غضون ذلك أن يجتمع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في الـ 27 من الشهر الجاري، حيث يتوقع أن ينظروا في تشديد العقوبات على سوريا، رغم اتخاذ الخطوة الأكثر أهمية بالفعل، وهي المتعلقة بفرض حظر على واردات النفط السوري.

2- مساعدة الجيش السوري الحر. وهنا لفتت الصحيفة إلى أن وجود قوة مكونة بشكل كبير من منشقين عن الجيش النظامي يقدم فرصاً ومخاطر بالنسبة إلى الساسة في الغرب. وأضافت الصحيفة أن بريطانيا تمتلك بالفعل علاقات رسمية مع المجلس الوطني السوري، الذي يعد غطاء لأحزاب المعارضة. وقد تتمثل الخطوة المقبلة في تطوير علاقات مع قيادة الجيش السوري الحر. لكن ما نوع المساعدة التي يمكن تقديمها إلى الثوار؟.

هنا، أعقبت الصحيفة حديثها بالقول إن ما يمكن تقديمه إلى المتظاهرين يتمثل في النقاط الآتية:

* المساعدات غير المميتة – التي قد تشتمل على مساعدات لوجستية ومعلومات استخباراتية ونظم اتصال واستطلاع. وهو ما سيزيد من قدرات الجيش السوري الحر وسيزيد من التهديد الذي يشكله على الرئيس الأسد.

* تزويد الجيش السوري الحر مباشرةً بالأسلحة والذخيرة. وقالت الصحيفة إن تلك ستكون الطريقة الأسرع لتعزيز صفوف الثوار، وإن كانت ستخرق أيضاً حظراً يفرضه الاتحاد الأوروبي على تزويد سوريا بالسلاح.

* غضّ الطرف عن الدول العربية التي تساعد الجيش السوري الحر. فإذا قدَّم الغرب مساعدات غير مميتة للثوار، فإن ذلك سيتيح غطاء دبلوماسيًا ضمنيًا لجيران سوريا من الدول العربية لتزويد المسلحين بالسلاح. وقد تكون قطر، التي ساعدت ثوار ليبيا بموافقة هادئة من جانب بريطانيا، واحدة من الدول الرئيسة في هذا الجانب.

3- اتخاذ خطوات عسكرية مباشرة ضد الأسد، خاصة عن طريق فرض منطقة حظر طيران أو مناطق عازلة، حيث يمكن للمدنيين أن يكونوا في مأمن من الهجمات. لكن خطوة كهذه لن تحظى بتخويل من جانب مجلس الأمن، وهو ما سيفقدها الشرعية. وقال هنا جوناثان أيال، رئيس قسم الدراسات الأمنية في معهد الخدمات المتحدة الملكي: ” فرض منطقة حظر طيران من شأنه أن يشكل صورة من صور الإحباط لحل مشكلة غير موجودة. وبالنسبة إلى المناطق العازلة، فلن يكون هناك جدوى من إعلانها، إلا إذا كنت مستعدًا للدفاع عنها، وهو ما سيعني مواجهة عسكرية مباشرة”.

وختمت الصحيفة حديثها في هذا الشأن بالقول إن المشكلة في كل هذه الخيارات هي أنها كلها تهدد بالتسبب في إراقة مزيد من الدماء. فمساعدة خصوم النظام سيشجّعهم ويقود نحو نشوب مزيد من أعمال القتال.

ومن وجهة نظر الأسد، فإنه إن خلص إلى أن الجيش السوري الحر على وشك أن يتلقى دعمًا من الخارج، فإنه سيحاول سحق الثوار قبل أن تزداد قوتهم. وهو ما قد يفسّر إراقة الدماء في مدينة حمص.

النظام السوري يضطهد الجرحى والاطباء

أ. ف. ب.

باريس: ذكرت منظمة “اطباء بلا حدود” الاربعاء ان النظام السوري يمارس “قمعا دون رحمة” ضد الجرحى الذين يصابون خلال تظاهرات الاحتجاج والعاملين في المجال الطبي الذين يحاولون اسعافهم، مستندة الى شهادات جرحى واطباء.

وقالت ماري بيار الييه رئيسة المنظمة غير الحكومية في بيان “اليوم في سوريا يلاحق الجرحى والاطباء وقد يتعرضون لخطر اعتقالهم وتعذيبهم على ايدي الاجهزة الامنية. بات الطب يستخدم سلاحا للاضطهاد”.

ولاطباء بلا حدود طواقم طبية في هذا البلد، وتقوم المنظمة انها “عاجزة عن التدخل مباشرة في سوريا” لعدم حصولها على تراخيص. وقالت المنظمة استنادا الى شهادات جمعتها خارج البلاد ان “معظم الجرحى لا ينقلون الى المستشفيات العامة خشية اعتقالهم او تعذيبهم” و”يعالج الاطباء الجرحى في شقة او مزرعة”.

وقال طبيب طلب عدم كشف اسمه ان “الاجهزة الامنية تهاجم المستشفيات الميدانية وتدمرها”. واضاف “يدخلون المنازل بحثا عن ادوية او اي معدات طبية”. واضافت المنظمة التي تسعى منذ اشهر الى الحصول على تراخيص رسمية للعمل في سوريا ان “عددا محدودا من الجرحى يتمكنون من اللجوء الى الدول المجاورة حيث يتلقون العلاج بالشكل الصحيح”.

وتؤكد المنظمة ان “الاطباء لم يعودوا يتجرأون على طلب الدم من بنك الدم المركزي الموضوع تحت وصاية وزارة الدفاع التي اصبحت توزع حصريا اكياس الدم”.

واضافت الييه “من الضروري ان تحيد السلطات السورية المستشفيات والعيادات. المستشفيات ينبغي ان تكون اماكن محمية يعالج فيها الجرحى من دون تمييز ولا يتعرضون فيها لاي سوء معاملة او تعذيب، وحيث لا يعرض العاملون في المؤسسات الطبية حياتهم للخطر لاختيارهم احترام مبادىء مهنتهم”. ومنذ بدء حركة الاحتجاج ضد نظام بشار الاسد اسفر القمع عن مقتل اكثر من ستة الاف شخص واصابة الالاف بجروح بحسب ناشطين سوريين لحقوق الانسان.

دول أوروبية تستدعي سفراءها.. وأستراليا توسع العقوبات

نظرا لتصاعد حملة القمع التي يشنها النظام السوري ضد شعبه

جريدة الشرق الاوسط

أعلنت عدة عواصم أوروبية من بينها باريس وروما ومدريد وأمستردام أمس عن سحب سفرائها لدى سوريا للتشاور، معللة ذلك بأنه جاء «نظرا لتصاعد حملة القمع التي يشنها النظام السوري ضد شعبه». فيما أوضح الاتحاد الأوروبي أنه ليس لديه نية لاستدعاء سفيره لدى سوريا، وأرجع متحدث باسمه ذلك بقوله: «من المهم أن يكون لنا ممثلون على الأرض».. بينما وسعت السلطات الأسترالية حظر السفر والعقوبات المالية المفروضة على قادة سوريين، للضغط من أجل وقف العنف ضد المدنيين.

وأعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن فرنسا استدعت سفيرها لدى سوريا إريك شوفالييه للتشاور، وذلك للمرة الثانية في غضون أشهر، حيث سبق وأن غادر شوفالييه سوريا في منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) «للتشاور» أيضا، بعد أعمال عنف استهدفت المصالح الفرنسية، قبل أن يعود إلى دمشق في بداية يناير (كانون الثاني) الماضي.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو: «نظرا لتصاعد حملة القمع التي يشنها النظام السوري ضد شعبه، قررت السلطات الفرنسية استدعاء السفير الفرنسي لدى سوريا للتشاور». وأوضح أن عودة السفير ستحصل «في الأيام المقبلة».

وأضاف المتحدث «بدأنا محادثات مع شركائنا في بروكسل لتشديد العقوبات مرة أخرى»، مشيرا إلى أن تلك العقوبات ستكون اقتصادية.. وقال دبلوماسيون في بروكسل إنها ستستهدف البنك المركزي السوري ومبيعات الذهب والمعادن الثمينة، فيما أكد المتحدث الفرنسي أن «هدفنا هو إنهاء القمع» في سوريا، معربا عن قلقه من ارتفاع عدد الأطفال القتلى في سوريا.

ووفق الخارجية، فإن أريك شوفاليه، السفير الفرنسي في دمشق سيعود إلى باريس «في الأيام المقبلة» من أجل «التشاور». وهذه المرة الثانية التي يستدعى فيها شوفاليه الذي عاد إلى مقر عمله في دمشق أوائل ديسمبر (كانون الأول) الماضي بعد استدعائه إلى باريس بسبب أعمال العنف التي تعرضت لها المصالح الدبلوماسية والقنصلية الفرنسية في سوريا واستهداف شوفاليه شخصيا.

غير أن باريس ترفض حتى الآن الاحتذاء بواشنطن التي أغلقت بعثتها الدبلوماسية في دمشق ورحلت سفيرها وكل موظفي السفارة وأوكلت لبولندا مهمة تمثيل مصالحها في سوريا. ويدور في الأوساط الدبلوماسية الفرنسية نقاش حول ما إذا كان يتعين إغلاق السفارة أم إبقاؤها مع سحب السفير مؤقتا تعبيرا عن الاحتجاج. وثمة مدرستان: الأولى تدعو إلى تبني دبلوماسية الضغوط «التصعيدية» بحيث لا تحرق هذه الورقة مرة واحدة، والثانية ترى أن إغلاق السفارة وربما قطع العلاقات مع النظام السوري والاعتراف بالمعارضة ممثلة بالمجلس الوطني السوري سيكون بمثابة «ضربة كبيرة» للنظام في دمشق. وحتى أمس، كانت باريس تقول إنها «لا تريد أن تكون أول بلد يقدم على خطوة كهذه». ولكن بعد قرار دول الخليج الست سحب سفرائها من دمشق وطرد السفراء السوريين لديها، فإن كل الاحتمالات أصبحت واردة.

وفي غضون ذلك، قال بيان صادر عن وزارة الخارجية الإيطالية أمس إن إيطاليا استدعت سفيرها لدى سوريا للتشاور، إثر «أعمال العنف غير المقبولة التي يرتكبها نظام دمشق».. وذلك بعد يوم من تصعيد بريطانيا والولايات المتحدة الضغط على الرئيس السوري بشار الأسد لكي يتنحى. وتابع البيان أن السفارة الإيطالية في العاصمة السورية ستبقى «مفتوحة وتواصل العمل لضمان المساعدة للمواطنين الموجودين في هذا البلد، ومتابعة تطورات الأزمة البالغة الخطورة الجارية في البلد بأكبر قدر من الانتباه».

وذكر البيان أن أمين عام الوزارة كان أعرب لسفير سوريا في روما حسن خضور عن «إدانة الحكومة الإيطالية الشديدة واستنكارها لأعمال العنف غير المقبولة التي يرتكبها نظام دمشق بحق السكان المدنيين».

وبدورها، قالت وزارة الخارجية الإسبانية في بيان لها أمس إنه «نظرا لازدياد القمع ضد المدنيين في سوريا خلال الأيام الأخيرة، فقد قررت حكومة إسبانيا استدعاء سفيرها في دمشق للتشاور». وأضاف البيان أنه «سيتم كذلك استدعاء السفير السوري بشكل عاجل إلى وزارة الخارجية؛ للإعراب له شخصيا عن إدانة ما تقوم به قوات الجيش والأمن السورية».

كما قال وزير الخارجية الهولندي يوري روزنتال أمس أمام النواب في لاهاي: «قررت استدعاء سفير هولندا في دمشق للتشاور، وسيعود على الأرجح اليوم (أمس)»، مضيفا أن السفير السوري لدى هولندا، المقيم في بروكسل تم استدعاؤه أيضا.

من جهته، أعلن مايكل مان، المتحدث باسم منسقة السياسة الأوروبية الخارجية كاثرين أشتون، أن الدول الأعضاء بالاتحاد لديها حرية التصرف، ولكن القطاع الدبلوماسي بالاتحاد «ليس لديه نية» لاستدعاء السفير من دمشق.

ورغم تكراره لإدانة أعمال القمع التي يقوم بها النظام السوري بقيادة الرئيس بشار الأسد، أضاف مان: «من المهم أن يكون لنا ممثلون على الأرض»، خاصة أنه لا توجد حرية صحافة في سوريا.

إلى ذلك، فرضت أستراليا حظر سفر وعقوبات مالية على قادة سوريين أمس، في الوقت الذي تصعد فيه الإجراءات للضغط من أجل وقف العنف ضد المدنيين السوريين. وقال وزير الخارجية كيفن رود إن أكثر من 5 آلاف شخص قتلوا خلال عام من العنف في سوريا، وإن الرئيس السوري بشار الأسد تجاهل تماما حقوق الشعب السوري.

وأضاف للبرلمان الأسترالي: «يجب أن يتنحى الأسد، هذا العنف من نظام الأسد يجب أن ينتهي»، متابعا أن أستراليا ستمدد حظر السفر والعقوبات المالية لتشمل 75 شخصا إضافيا و27 مؤسسة في سوريا، وستعمل مع دول أخرى لشن مزيد من العقوبات المحتملة.

قصف متواصل على بابا عمرو.. والزبداني تحت الحصار لليوم الرابع على التوالي

ناشطون يحذرون من صور بالأقمار الصناعية تكشف أماكن وجود الجيش الحر حملها الوفد الروسي لنظام الأسد

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: ليال أبو رحال لندن: «الشرق الأوسط»

لم يحل انشغال النظام السوري أمس باستقبال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وحشد مسيرات مرحبة سارت في قلب العاصمة دمشق، دون استمرار عمليات قوات الأمن السورية، لا سيما في مدينة حمص التي شهدت منذ منتصف ليل أول من أمس قصفا كثيفا، فيما استمر دوي القذائف في حي بابا عمرو، وفق ما أكده ناشطون في المدينة.

وفيما أحصت لجان التنسيق المحلية مقتل 23 قتيلا حتى عصر أمس أكثر من نصفهم في حمص، أكدت وزارة الداخلية السورية أن «عملية ملاحقة المجموعات الإرهابية ستتواصل حتى استعادة الأمن والنظام في جميع أحياء حمص وريفها والقضاء على كل من يحمل السلاح ويروع المواطنين ويهددهم في أمنهم وأمانهم»، متحدثة عن «مقتل العشرات من الإرهابيين وإلقاء القبض على عدد آخر»، خلال ملاحقتهم يوم الاثنين الفائت.

وصعدت قوات الجيش السوري النظامي عملياتها العسكرية في مدينة حمص، حيث استمر إطلاق النار الكثيف من أسلحة متوسطة وثقيلة مع نشاط كبير للقناصة وذلك لليوم الثالث على التوالي، ووجه ناشط حمصي محاصر نداء للعالم عبر اتصال مع «الشرق الأوسط»، وقال «الكهرباء مقطوعة منذ يومين والاتصالات الخلوية، أما الهاتف الأرضي فهناك مناطق فيها اتصالات وأخرى مقطوعة، كما أنها تتعرض لمراقبة شديدة، في البيت الذي أسكنه كل النوافذ تكسرت، والطقس بارد جدا ولا يوجد مازوت للتدفئة، والطعام نفد ولا يمكننا التنقل داخل البيت خشية الرصاص العشوائي.. وأصوت الانفجارات والقنابل والرصاص لا تحتمل».

من جانب آخر قال ناشطون إن القصف استمر يوم أمس على أحياء الخالدية وبابا عمرو والإنشاءات والبياضة ووادي السايح دير بعلبه، وأكد أحد الناشطين أن الأضرار كبيرة جدا وأنه إذا استمر القصف على الوتيرة ذاتها خلال يومين ستدمر أحياء كاملة، وقال إن بناءين كاملين في وادي السايح تحولا إلى ركام.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أفاد أمس بأن «طفلا قتل إثر إطلاق رصاص من قوات الأمن التي اقتحمت مدينة الحولة في ريف حمص ترافقها آليات عسكرية»، مشيرا إلى إصابة «ما لا يقل عن ثمانية أشخاص بجروح إثر إطلاق رصاص من القوات المقتحمة». كما أكد ناشطون أن «قتيلين على الأقل وأكثر من عشرة جرحى أصيبوا قرب جامع الرحمة إثر قصف وإطلاق نار كثيف تعرض له حي البياضة».

وفي ريف دمشق، أكد ناشطون أن «عصابات من الشبيحة دخلوا إلى منطقة الضمير، عقب اشتباكات عنيفة وقعت ليل أول من أمس بين قوات من الجيش النظامي وعناصر من (الجيش الحر)، وأن انفجارات عدة هزت المدينة». وقالت لجان التنسيق إن «مدرعة دخلت مع آليات ثقيلة أخرى إلى مبنى المؤسسة العسكرية بعد إخلائها، وتم إحراق أجزاء منها لتصورها قناة الدنيا على أنها عمل العصابات المسلحة».

وفي داريا، استقدمت قوات الأمن تعزيزات إضافية اقتحمت المدينة من شارع الشهيد غياث مطر. كما جرى اعتقال 4 أطفال من أحد المنازل، وضعوا، وفق شهود عيان، في الصندوق الخلفي لسيارتين سياحيتين.

وفي مضايا، أفادت صفحة «الثورة السورية» على موقع «فيس بوك» عن سقوط عدد من الجرحى، جراء سقوط قذيفة على أحد المنازل، لم يتم الوصول إليهم بسبب صعوبة التنقل في ظل القصف المتواصل من محاور عدة وانتشار القناصة الذين استهدفوا أي شيء يتحرك. وفي دوما، تخوف ناشطون من تعرض المدينة للقصف أو الاقتحام، بعد انسحاب مئات العناصر الأمنية من منطقة المنفوش وإخلائهم لأحد الحواجز الأمنية.

وفي الزبداني، تواصل القصف العنيف على المدينة أمس لليوم الرابع على التوالي، في ظل قطع كامل لخدمات الكهرباء والمياه والاتصالات وخطوط الإنترنت. وذكرت تنسيقية الزبداني أن 5 قتلى سقطوا حتى ظهر أمس وأكثر من 35 جريحا، في موازاة تدمير أكثر من 20 منزلا. وأفادت بأن «مدفعية نشرتها كتائب الأسد على رؤوس الجبال ومن أرتال الدبابات المنتشرة في محيط الزبداني ومضايا تتولى عملية القصف، حيث تتشظى القذيفة في الهواء وتنشر شظاياها لتخلف عشرات الإصابات وتدمر منازل عند سقوطها».

وفي محافظة إدلب، أشارت «لجان التنسيق المحلية» إلى قصف تعرضت له بلدة كفرتخاريم، واشتباكات عنيفة بين «الجيش الحر» وقوات الأمن بالأسلحة الثقيلة، مما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى برصاص قوات الأمن التي فتحت النار على مشيعي الدكتور عبد الرؤوف ميلاتو، الذي قتل برصاصة قناص أصابته داخل صيدليته الواقعة أمام المشفى الوطني خلال قيامه بإسعاف مدير المركز الثقافي أحمد مصري الذي توفي أيضا.

وفي السويداء، تعرضت مظاهرة خرجت في منطقة شهبا ورفعت علم الاستقلال السوري لهجوم بالعصي والهراوات وإطلاق الرصاص، مما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى، في ظل انتشار لعناصر الشبيحة والأمن بين بيوت الناشطين، وفق ما ذكرته لجان التنسيق المحلية.

أما في درعا، فقد تعرضت بلدة بصر الحرير لقصف بالرشاشات الثقيلة والدبابات، بعد اشتباكات عنيفة دارت بين قوات النظام وسبعين عسكريا انشقوا مع عتادهم فيها.

وفي معلومة لم يتم التأكد من دقتها، نشر ناشطون تحذيرا وجه لقيادة الجيش السوري الحر، حول تسريبات «شبه مؤكدة» من القصر الجمهوري «عن أن الوفد الاستخباراتي الروسي حمل للجانب السوري صورا ملتقطة بالأقمار الصناعية تظهر كل أماكن ومواقع الجيش السوري الحر وأماكن انتشاره للمساعدة في توجيه ضربة مفاجئة وقوية للقضاء عليه».

اعتقال سوري ولبناني في ألمانيا بتهمة التجسس لسوريا

وزير الخارجية الألماني يستدعي السفير السوري

جريدة الشرق الاوسط

كولون (ألمانيا): ماجد الخطيب

أعلنت النيابة الألمانية الاتحادية العامة عن اعتقال مواطن سوري، وآخر ألماني من أصل لبناني، بتهمة التجسس لصالح أحد أجهزة النظام السوري ضد نشاط المعارضة السورية في ألمانيا. وقالت النيابة العامة في كارلسوهة، في تقرير صحافي لها، إن الاثنين كانا يخضعان لمراقبة دائرة حماية الدستور (الأمن العامة) منذ فترة.

وبعد ساعات قليلة من حملة الاعتقال والمداهمة، التي شملت 6 سوريين ولبنانيين آخرين صباح أمس (الثلاثاء)، استدعى وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلي السفير السوري رضوان لطيف إلى الوزارة، محذرا من أن ألمانيا لن ترضى، بأي شكل من الأشكال، عن التعرض للمعارضين السوريين المقيمين في ألمانيا بالمضايقة والتخويف.

وهذه هي المرة الثانية خلال أقل من شهرين يجري فيها استدعاء السفير السوري لدى ألمانيا إلى وزارة الخارجية. وجاء الاستدعاء الأول بعد حادثة اعتداء مجهولين بالضرب على معارض سوري ينتمي إلى المجلس الوطني المعارض، ويعيش في العاصمة الألمانية. وقال متحدث باسم الوزارة آنذاك إن الوزير فسترفيلي أوضح لممثل الحكومة السورية أن ألمانيا لن تقبل بمضايقة المعارضين السوريين، المقيمين في سوريا، بهذه الطريقة.

وجاء في تقرير النيابة العامة أنها طالبت وزارة الخارجية بالتدخل بعد أن تبين أن بعض المشتبه بهم هم من العاملين في السفارة السورية. وتمت إحالة ملف التحقيق إلى شرطة الإجرام ببرلين على أن يستمر التعاون مع دائرة حماية الدستور في الموضوع.

وكان أكثر من 79 محققا وقاضيا في النيابة العامة، شاركوا في حملة الاعتقال والمداهمة التي شملت شققا ومكاتب للمشتبه بهم ببرلين. وجرى خلال الحملة اعتقال السوري محمود أبو أ. (47 سنة)، والألماني – اللبناني أكرم و. (34 سنة) بعد توفر دلائل عن مشاركتهما في فرض الرقابة على نشاط المعارضين السوريين المقيمين في ألمانيا. شملت الحملة 6 سوريين ولبنانيين آخرين، يحمل بعضهم الجنسية الألمانية، بتهمة العمل في شبكة التجسس السورية. وقال مصدر في النيابة العامة إن التهم لا تقتصر على مراقبة المعارضين السوريين، وإنما تتعداها إلى محاولات التخويف والضغط.

المجلس الوطني و«الجيش الحر» يدعوان لتمويل عمليات «الدفاع عن النفس»

العميد الشيخ يعلق عمل المجلس العسكري.. و«الجيش الحر»: لا يمكننا الكلام عن ثورة سلمية

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: كارولين عاكوم

بعد يومين من إعلان العميد الركن المنشق مصطفى الشيخ تشكيله المجلس العسكري الأعلى لتحرير سوريا، ومن ثم إصدار «الجيش الحر» بيانا اعتبر فيه هذا الإعلان يصب في «خدمة النظام السوري»، وهو الأمر الذي اعتبره البعض خطوة تنعكس سلبا على الثورة وأهدافها، عاد العميد الركن المنشق مصطفى الشيخ وقال لـ«الشرق الأوسط» إن عمل هذا المجلس لا يزال «معلقا مع وقف التنفيذ» إلى حين ظهور نتائج الطرح الجديد الذي يعمل عليه طرف ثالث بينه وبين «الجيش الحر»، مؤكدا أن هذا الطرف ليس المجلس الوطني السوري، ولافتا إلى أنه أبلغ موافقته على هذا الطرح وهو في انتظار رد فعل «الجيش الحر» عليه.

لكن في المقابل، أكد العقيد في «الجيش الحر» وعضو المجلس العسكري عرفات الحمود، أن كلام الشيخ ليس صحيحا، لافتا إلى أن المباحثات التي جرت بين الطرفين قبل إعلان الشيخ عن المجلس العسكري باءت بالفشل بسبب تحركات الشيخ المشبوهة والتي حاول من خلالها استقطاب الضباط وتحريض الناس على الجيش الحر. وأشار الحمود إلى أن الشيخ كان قد أرسل صيغة طرح إلى «الجيش الحر» وقائده ينص على أن يكون الشيخ رئيس المجلس العسكري، فيما يكون العقيد رياض الأسعد نائبا له، وتنبثق عنه لجان عدة على أن تكون قراراته ملزمة لأعضائه، وبالتالي يجرد العقيد الأسعد من صلاحياته بحسب الحمود، الذي أكد رفض الجيش الحر له وقال «طرحه لا يناسبنا، فهو ليس له فضل على الثورة، أتى ببذلته العسكرية حاملا نياشينه برفقة 40 شخصا من المدنيين، ومرسلا من قبل النظام بهدف تخريب (الجيش الحر)».

في المقابل، قال الحمود إن «الجيش الحر» أعاد وطرح صيغة أخرى على الشيخ، لكنه أيضا رفضها، تألفت من 27 مادة، أهمها إعادة هيكلية «الجيش الحر» على أن يبقى العقيد الأسعد قائدا له، وتشكل 7 لجان تغطي كل المجالات من التنظيمية إلى الإدارية والمالية والعسكرية. أما في ما يتعلق بالمجلس العسكري، فقد لفت الحمود إلى أن الطرح يرتكز على إعادة تشكيل المجلس الذي كان قد تشكل في يوليو (تموز) الماضي، على أن يضم كل الضباط المنشقين من رتبة مقدم وما فوق، ويتولى رئاسته الضابط الأعلى رتبة، مع منحه صلاحيات تغطي أكثر من ثلثي عمل «الجيش الحر»، على أن تكون قراراته نافذة بعد التصديق عليها من قائد «الجيش الحر».

ومن جهة أخرى، أصدر «الجيش السوري الحر» و«المجلس الوطني السوري» نداء مشتركا توجها فيه إلى رجال الأعمال السوريين والعرب للمساهمة في تمويل عمليات «الدفاع عن النفس» وحماية المناطق المدنية. وتعليقا على هذا البيان، لفت الحمود إلى أن الهدف الأساسي منه هو إظهار للرأي العام أن «الجيش الحر» والمجلس الوطني لا يزالان في خط الثورة الواحد، وهما موحدان رغم عتب «الجيش الحر» على المجلس بسبب عدم تقديم الدعم المادي لنا، وأن «الجيش الحر» الذي يحتاج إلى الدعم هو «ذراع الثورة العسكرية». وقال «بعد كل ما يقوم به النظام من جرائم ومجازر مستخدما الأسلحة الثقيلة، لا يمكننا الكلام عن ثورة سلمية، ولن نكون سلميين. سندافع ضمن إمكاناتنا، وسنهاجم النقاط والمواقع التي تسبب في قتل الناس ومهاجمة المدنيين».

ومما جاء في البيان «نوجه دعوة حارة إلى رجال الأعمال السوريين والعرب للمساهمة المباشرة والفاعلة في التمويل المشروع لعمليات الدفاع عن النفس وحماية المناطق المدنية في إطار الجيش السوري الحر، وتأمين الإمكانات اللازمة لحماية جبهتنا الداخلية»، لافتا إلى أن «الإمكانات المتوافرة لا تكفي لصد هجمة النظام التي تلقى دعما وتمويلا من قوى إقليمية ودولية توفر السلاح والذخائر للنظام».

وحث المجلس الوطني السوري، في النداء «الدول العربية الشقيقة وأصدقاء الشعب السوري على المساهمة في دعم شعبنا وتمكينه من صد هجمات النظام الوحشية»، محملا «المجتمع الدولي المسؤولية الكاملة عما ستؤول إليه الأمور، في حال ترك النظام يتصرف بهذا الشكل الدموي والإجرامي في وجه شعب أعزل».

نصر الله: لا نتاجر بالمخدرات ولا نغسل الأموال.. فقد أغنانا الله بإيران

كرر وقوفه إلى جانب النظام السوري ونفى التورط العسكري فيها

جريدة الشرق الاوسط

دافع الأمين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصر الله عن العلاقة العضوية التي تربط الحزب بإيران، قائلا: «إننا في حزب الله نتلقى الدعم المعنوي والسياسي والمادي بكل أشكاله الممكنة والمتاحة من الجمهورية الإسلامية في إيران منذ عام 1982»، نافيا قيام الحزب بالاتجار بالمخدرات وغسيل الأموال لتمويل أنشطته، «لأن الله أغنانا بدولته الإسلامية في إيران عن أي فلس في العالم حلال أو حرام». وأكد أن «إيران لا تملي علينا شيئا»، وأعلن أنه «حتى ولو قامت إسرائيل بقصف المنشآت النووية الإيرانية فإن القيادة الإيرانية لن تطلب شيئا من حزب الله ولن ترغب في شيء، ونحن الذين علينا أن نجلس ونفكر ونقرر ماذا نفعل».

وكرر نصر الله نفيه «التدخل عسكريا في سوريا»، معتبرا أن النظام «لا يزال يحظى بالشعبية»، ومشيرا إلى أن هناك جزءا من الشعب السوري لا يزال مع النظام وهناك في المقابل معارضة بعضها سياسي وبعضها شعبي وبعضها مسلح وإن باتت تطغى الصبغة المسلحة.

وأكد نصر الله في كلمة ألقاها ليل أمس بمناسبة «أسبوع الوحدة الإسلامية» الذي دعا إليه الإمام الخميني أن الحزب «حريص على استمرار الحكومة اللبنانية، وليس مطلوبا وساطة، فمعالجة الأزمة مسؤولية الجميع»، معلنا أنه «لا حكومة جديدة، وهذه الحكومة ستستمر، علما بأنها ليست حكومة حزب الله». ورأى أن «هذه الحكومة بمعزل عن توصيفها هي حتى الآن أساس استقرار البلد، ويجب أن نجهد لتنجز شيئا»، معتبرا أن «الوقت الآن ليس وقت إسقاط حكومات ولا وقت توتير سياسي في لبنان، وعلينا بتعاوننا وإخلاصنا وانفتاحنا أن نتجاوز هذه المرحلة الصعبة».

من ناحية أخرى، أعلن السيد نصر الله: «إننا في حزب الله نتلقى الدعم المعنوي والسياسي والمادي بكل أشكاله الممكنة والمتاحة من الجمهورية الإسلامية في إيران منذ عام 1982»، لافتا إلى أن «انتصار المقاومة في لبنان على إسرائيل في 25 أيار (مايو) 2000 ما كان ليتحقق لولا هذا الدعم المعنوي والمادي الإيراني لحركة المقاومة في لبنان، وهذا الانتصار الذي تحقق بلا قيد ولا شرط تحقق بدعم إيراني، وطبعا كان لسوريا دور كبير». وأكد أن «حركة المقاومة التي صمدت وانتصرت في حرب تموز (يوليو) ما كانت لتصمد وتنتصر أيضا لولا هذا الدعم الإيراني، وحركة المقاومة في فلسطين هي المعنية تتحدث عن نفسها، وسواء تحدثت أم لم تتحدث فهذا شأنها». ونفى نصر الله الكلام الذي يروج عبر وسائل الإعلام عن شبكات المخدرات في أميركا وأوروبا وأفريقيا وأن حزب الله يدير هذه الشبكات وهي التي تمول أنشطته، مشيرا إلى أن «تجارة المخدرات بالنسبة إلينا حرام، وأيضا أغنانا الله بدولته الإسلامية في إيران عن أي فلس في العالم حلال أو حرام، ونحن لسنا محتاجين». كما أكد: «إننا لا نغسل أموالا ولا نغطي ولا نسامح ولا نقبل بهذا الأمر، وبعض ما هو حلال ومباح من الناحية الفقهية لا نقوم به كالتجارة، فنحن في حزب الله ليس لدينا أي مشروع تجاري اليوم، لا في الداخل ولا في الخارج، وقد ألغينا وصفّينا مشاريعنا التجارية التي نفذناها في السابق».

ودعا «من لديه أي دليل على عمل قام به حزب الله لأجل مصلحة الجمهورية الإسلامية في إيران كمصلحة إيرانية فليتفضل ويخبرنا»، مؤكدا أن «إيران لا تملي علينا شيئا، ويمكن أن تسألوا كل حركات المقاومة التي تتلقى دعما من إيران». وأعلن أنه «حتى ولو قامت إسرائيل بقصف المنشآت النووية الإيرانية كما تقول بعض التحاليل، فإن القيادة الإيرانية لن تطلب شيئا من حزب الله ولم ترغب في شيء، ونحن الذين علينا أن نجلس ونفكر ونقرر ماذا نفعل». وفي الموضوع السوري شدد نصر الله على أنه «لا كثرة التهويل ولا قلة التهويل يمكن أن تنال من موقفنا المبني على رؤية، ومن يريد أن يعمل على قلبنا وأعصابنا فهو يراهن على سراب في أي موضوع من الموضوعات». وأشار إلى أن بعض الفضائيات العربية خرجت بخبر عاجل عن جهة معارضة سورية أن حزب الله قصف منطقة الزبداني بالكاتيوشا، وفي اليوم التالي حزب الله هاجم الزبداني وتصدت له الجماعات المسلحة، وأن جثث قتلى حزب الله تملأ الطرقات، لافتا إلى أن «أحدا لم يدلنا على هذه الجثث، وهذا مثل عن مقاربة الإعلام للموضوع السوري». ورأى السيد نصر الله أن «الواقع في سوريا اليوم أن هناك نظاما ما زال قائما لديه دستور، والجيش مع هذا النظام وحتى الآن لا يزال واقفا مع هذا النظام، وهناك شريحة كبيرة من الناس تعبر عن تأييدها للنظام وتتظاهر في الشوارع، وبالتالي فافتراض أن هذا النظام معزول شعبيا غير صحيح». وأكد أن «هناك جزءا من الشعب السوري لا يزال مع النظام، وهناك في المقابل معارضة بعضها سياسي وبعضها شعبي وبعضها مسلح، وإن باتت تطغى الصبغة المسلحة، وهناك مواجهات مسلحة في عدد من المناطق السورية، وهناك أيضا جزء كبير من سوريا ينعم باستقرار جيد».

وتحدث نصر الله عن وجود «قرار أميركي وغربي وإسرائيلي وعدد من دول الاعتدال العربي لإسقاط النظام للإتيان بنظام بديل»، كاشفا أن «بعض الأصدقاء المشتركين قالوا لنا أن لا نقلق، وإن النظام الجديد سيدعم المقاومة، وهذا قيل ويقال في الكواليس لكننا لا نورط أنفسنا بهذا الموقف، بل نحن منسجمون مع أنفسنا»، معتبرا أن «المطلوب في سوريا هو رأس المقاومة في لبنان وفلسطين ورأس القضية الفلسطينية ورأس الشعب الفلسطيني، وهذه هي الحقيقة».

وأشار إلى أنه «بعد فشل الحرب وذهاب أماني إسقاط نظام الجمهورية الإسلامية في إيران أدراج الرياح، بدأ البحث عن طريقة أخرى للحؤول دون تلاقي المسلمين في هذه الأمة»، وقال: «بعد الحرب ذهبوا لموضوع الفتنة المذهبية واختراع ما سموه المد الإيراني والمد الشيعي، وهذا الآن هو مادة الحرب الناعمة التي تستخدمها أميركا والغرب في مواجهة الأمة»، موضحا أن «التهمة هي أن إيران تقوم بإنشاء مد شيعي في العالم الإسلامي وأنها تريد أن تشيع السنة في العالم الإسلامي، أي أن إيران تريد تشييع مليار ونصف مليار مسلم بالحد الأدنى، ولذلك يتم الحديث عن خطر داهم اسمه المد الشيعي، وهذا عمل الشياطين لا يستند إلى أي حقائق أو وقائع». وأضاف: «في الموضوع الديني لا أساس لما يقال عن مد شيعي من الصحة، ولكن هناك من يروج له».

وتطرق نصر الله إلى خطاب له في الثمنينات يطالب بإقامة الجمهورية الإسلامية في لبنان، قائلا: «إن بعض الناس، ومن أجل التحريض، ينطلقون من مواقف أخذت في الـ1982 والـ1983 أننا نريد إقامة جمهورية إسلامية، وهذا صحيح، لقد خطبنا بذلك في بداية الثمانينات»، لكنه ذكر في المقابل «القيادات المسيحية اليوم التي تتحدث بالتعايش والسلم الأهلي، كيف كانوا يتحدثون يومها بالوطن المسيحي والتقسيم والفيدرالية؟»، لافتا إلى أن «خطاب حزب الله السياسي منذ أكثر من 20 سنة واضح، وهذه قناعاتنا التي نشخصها ونرى أنها مصلحة شعبنا في لبنان من كل الطوائف».

دول الخليج تطرد سفراء الأسد

مصادر عربية لـ«الشرق الأوسط»: خطوات أخرى منتظرة بينها الاعتراف بالمعارضة *7 دول أوروبية تسحب سفراءها.. وأستراليا توسع العقوبات * لافروف في دمشق: رسالتنا استوعبت ونخطط لحل على أساس المبادرة العربية * واشنطن تبحث إرسال معونة إنسانية إلى الشعب السوري

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: ثائر عباس القاهرة: سوسن أبو حسين واشنطن: محمد علي صالح

في خطوة للضغط على النظام السوري لوقف العنف ضد مواطنيه, قررت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية سحب جميع سفرائها من سوريا، بينما دعت سفراء سوريا المعتمدين لديها إلى مغادرة أراضيها وبشكل فوري. وشددت في بيان صدر أمس عن الأمانة العامة لدول المجلس على انتفاء الحاجة لبقاء السفراء «بعد رفض النظام السوري كل المحاولات وإجهاضه كل الجهود العربية المخلصة لحل هذه الأزمة وحقن دماء الشعب السوري الشقيق».

ولم تستبعد مصادر عربية دبلوماسية رفيعة المستوى لـ«الشرق الأوسط» أن تتخذ الدول العربية، خاصة الخليجية منها، مواقف أكثر تصعيدا ضد النظام السوري، من بينها التفكير في الاعتراف بالمجلس الانتقالي السوري، كاشفة عن أن هذا الأمر ستتم مناقشته خلال اجتماع دول مجلس التعاون الخليجي الذي سيعرض أيضا المطالبة بتنفيذ كل القرارات التي صدرت عن وزراء الخارجية العرب، خاصة بنود المقاطعة ومنع الطيران السوري من الوصول إلى العواصم العربية.

واستعادت تركيا حراكها في الملف السوري أمس مع إعلان رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان عن نيته إطلاق «مبادرة» للعمل مع الدول التي تعارض النظام السوري، بينما قالت مصادر تركية رسمية إن أنقرة «أعادت وضع كل الخيارات على الطاولة»، وسط تسريبات إعلامية تركية عن «الاستعداد لدعم أي تحرك للناتو». وتحدث أردوغان في كلمة أنهى بها حالة من الصمت سادت تركيا حيال الملف السوري، مخاطبا الرئيس السوري بشار الأسد قائلا «من يتبعون طريق آبائهم سيلقون ما يستحقون».

ومن جهتها، أعلنت عدة عواصم أوروبية من بينها باريس وروما ومدريد وأمستردام وبرلين، أمس، عن سحب سفرائها لدى سوريا للتشاور، لتنضم إلى لندن وبروكسل, بينما وسعت السلطات الأسترالية حظر السفر والعقوبات المالية المفروضة على قادة سوريين، للضغط من أجل وقف العنف ضد المدنيين. وفي دمشق أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بعد لقاء الأسد أمس أن «رسالتنا استوعبت ونخطط لحل على أساس المبادرة العربية».

وفي تطور لاحق، أعلن البيت الأبيض أن الولايات المتحدة تبحث إرسال معونة إنسانية إلى الشعب السوري، في الوقت الذي تكثف فيه الضغط على حكومة الأسد.

موسكو مستعدة للسعي إلى حل في سوريا استنادا إلى مبادرة الجامعة العربية

لافروف: الإشارة التي أتينا بها قد استوعبت

جريدة الشرق الاوسط

لندن: «الشرق الأوسط» موسكو: سامي عمارة واشنطن: محمد علي صالح

في سابقة بروتوكولية هيأت السلطات السورية استقبالا شعبيا حاشدا لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والوفد المرافق له، وخلافا لما جرت عليه العادة في الزيارات السياسية للوزراء الأجانب، تم تحشيد الألوف من السوريين للتعبير عن «الشكر لروسيا لاستخدامها حق الفيتو» الذي عطَّل صدور قرار من مجلس الأمن لحل الأزمة في سوريا.

وأعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أمس، في ختام لقاء مع الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق، أن روسيا مستعدة لمواصلة البحث عن حل للأزمة في سوريا استنادا إلى مبادرة الجامعة العربية. وقال لافروف، كما نقلت عنه وكالات الأنباء الروسية: «أكدنا حسن نيتنا للمساهمة في التوصل إلى مخرج للأزمة على أساس المبادرة التي اقترحتها الجامعة العربية».

وقال لافروف، بعد لقائه الرئيس السوري: «إن الأسد أكد التزامه كما هو وارد في الخطة العربية بمهمة وضع حد للعنف مهما كان مصدره، ولهذا الغرض تؤكد سوريا اهتمامها بمواصلة العمل مع بعثة مراقبي جامعة الدول العربية ورفع عدد المراقبين كي تنتشر في كل النقاط المطلوبة وكي تتأكد بنفسها من أي خروقات أو انتهاكات لمبدأ عدم جواز السماح بالعنف مهما كان مصدره».

وأضاف وزير الخارجية الروسي: «أؤكد ما قلته أمس في المكالمة الهاتفية مع أمين عام الجامعة العربية، نبيل العربي، أن روسيا تعتقد أنه من الضروري الحفاظ على بعثة المراقبين وتوسيعها، ما يشكل عاملا جديا مهما». وأضاف لافروف أنه «يجب أن تراقب المساعي الرامية لمنع العنف مهما كان مصدره من أي طرف كان، مع ضرورة تفعيل الحوار بمشاركة كل السوريين والحكومة وكل المجموعات، وبمساعدة من قبل جامعة الدول العربية». وأضاف: «أكدنا استعدادنا للمساعدة للخروج من الأزمة السورية في أقرب وقت ممكن على أساس تلك المواقف التي وردت في خطة جامعة الدول العربية المؤرخة في 2 – 11 – 2011».

وأفردت وسائل الإعلام الرسمي مساحات واسعة من البث لنقل وقائع الاستقبال الشعبي، وقال المحلل السياسي بسام أبو عبد لله في مقابلة مع قناة «تلفزيون الدنيا» التي تتبنى الخطاب الأمني للنظام السوري: «إن الشعب الروسي عاطفي وسيتأثر كثيرا بهذا الاستقبال»، مؤكدا أنه يعرف هذا من تجربته الشخصية وزواجه سيدة روسية.

وبالتزامن مع وصول الوفد الروسي إلى دمشق كان القصف يشتد على بعض أحياء مدينة حمص، وكان لافتا ما نقلته قناة «تلفزيون الدنيا» عبر صفحتها على موقع «فيس بوك»، وهو «سؤال مدير الاستخبارات الروسية المرافق لوزير الخارجية سيرغي لافروف لمضيفه السوري وهو يبتسم قائلا: كم من الوقت سأنتظر حتى تدعوني إلى الغداء في حمص؟». لافروف الذي وصل إلى دمشق قبل ظهر أمس برفقة مدير الاستخبارات الخارجية الروسية ميخائيل فرادكوف وبتكليف من الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف قال: «إن الإشارة التي أتينا بها حول ضرورة المضي قدما قد استوعبت».

من جانبه أكد الأسد «الاستعداد للتعاون مع أي جهد يدعم استقرار سوريا»، وذلك بعد جلسة مباحثات عقدها الوفد الروسي مع الرئيس بشار الأسد، حضرها نائبه فاروق الشرع ووزير الخارجية وليد المعلم والمستشارة الإعلامية في القصر الجمهوري بثينة شعبان ونائب وزير الخارجية فيصل المقداد ومعاون وزير الخارجية عبد الفتاح عمورة. ومن الجانب الروسي حضر ميخائيل فرادكوف، رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية لروسيا، وميخائيل بوغدانوف، المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط نائب وزير الخارجية، وفلاديمير زيماكوف، نائب رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الروسية، وسيرغي فيرشينين، مدير إدارة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية، وعظمة الله كولمحمدوف، سفير روسيا في دمشق. كانت أولى الكلمات التي قالها الوزير الروسي قبل بدء جلسات المحادثات المغلقة: «إن روسيا معنية بأن تعيش الشعوب العربية في أمن وتوافق» وإن «كل حاكم في كل بلد يجب أن يعي ما يقع عليه من مسؤولية» وزاد مخاطبا الرئيس الأسد: «وأنتم تعون هذه المسؤوليات». بحسب ما نقلته وكالة أنباء «موسكو» الروسية التي قالت إن لافروف بحث في دمشق سبل إيجاد حل للأزمة السورية، والدعوة لحوار وطني شامل في البلاد. وفي ختام محادثاته قال لافروف إنه خلال المحادثات التي أجراها أعرب عن استعداد بلاده «للمساعدة في الخروج من الأزمة السورية في أقرب وقت ممكن». ودعا لافروف إلى «مراقبة المساعي الرامية لمنع العنف مهما كان مصدره من أي طرف كان مع ضرورة تفعيل الحوار بمشاركة كل السوريين والحكومة وكل المجموعات، وبمساعدة من قبل جامعة الدول العربية»، مشيرا إلى أن الأسد أكد له أن «اللجنة التي كانت قد شُكلت لإجراء الحوار مع كل المجموعات المعارضة تحت رئاسة نائب الرئيس لا تزال تتمتع بكل الصلاحيات الضرورية لإجراء هذا الحوار، ولا بد أن تتم مساعدتها من قبل من يستطيع أن يساعد، بمن في ذلك هؤلاء الذين يرفضون حتى الآن أن ينضموا إلى الحوار».

يُشار إلى أن السلطة دعت في يوليو (تموز) الماضي إلى مؤتمر استشاري للحوار الوطني، شارك فيه عدة أطياف من المجتمع السوري، بينما رفضت المعارضة الداخلية المتمثلة بهيئة التنسيق الوطني، وأيضا المعارضون في الخارج، المشاركة فيه، ومع أن المؤتمر خرج بمجموعة توصيات اعتبر حينها أنها قد تكون أساسا يبنى عليه للحوار حول إيجاد حل للأزمة، فإن النظام عاد وانقض على المؤتمر الاستشاري وشن عددا من الشخصيات النقابية المحسوبة على شقيق الرئيس، ماهر الأسد، حملة عنيفة على رئيس المؤتمر فاروق الشرع. وقال وزير الخارجية الروسي: «ذكرنا لنظرائنا السوريين ما ورد في الرسالة التي كان قد بعث بها الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف إلى الرئيس الأسد حول ضرورة تسريع الإصلاحات السياسية في سوريا التي نضجت منذ زمن، ودعونا في هذا الإطار إلى إجراء إصلاح دستوري في أسرع وقت ممكن»، كما أكد الأسد للوفد الروسي «أنه في أسرع وقت ممكن سوف يستقبل اللجنة المكلفة بإعداد دستور جديد وبعد تسليمه بصورة رسمية يحدد تواريخ لإجراء استفتاء حول هذا الدستور الجديد ذي الأهمية القصوى، وفي ما بعد سوف تجرى الانتخابات العامة بمشاركة الكثير من الأحزاب التي شكلت بموجب قانون الأحزاب الجديد وستجرى هذه الانتخابات على أساس الدستور الجديد ولن تكون هناك خلال عملية التصويت أي امتيازات لحزب ما بما في ذلك حزب البعث». واعتبر لافروف أن نتائج هذه الزيارة التي قام بها بتكليف من الرئيس ميدفيديف كانت «مهمة جدا وأتت في وقتها»، وقال: «لدينا كل الأسس التي تجعلنا نعتقد أن الإشارة التي أتينا بها حول ضرورة المضي قدما قد استوعبت»، وإن بلاده «تعتقد وتؤمن بضرورة مواصلة الجهود الرامية إلى إيجاد حل وتسوية للأزمة السورية»، وإن «الجانب الروسي ينوي العمل بشكل نشيط مع الجانب السوري ومع جيران سوريا وفي جامعة الدول العربية». وقال: «سوف نواصل بطبيعة الحال العمل مع مجموعات المعارضة التي، لسبب أو لآخر، لا توافق، حتى الآن، على المشاركة في الحوار الوطني العام، ونعتقد أنه من الضروري أن تعمل مع هذه المجموعات تلك الدول التي تتمتع بتأثير أكثر عليها»، مشددا على أن المساعي الروسية «تنطلق من أهداف بسيطة وواضحة تتلخص في عدم سماح وجواز سقوط الضحايا بين المدنيين»، وقال: «نعتقد، كذلك، أن المنطقة تحتاج إلى السلام، وسوريا تحتاج إلى السلام، وكل القوى الخارجية لا بد أن تساعد على الحوار الوطني والوصول إلى اتفاق والمصالحة الوطنية بعيدا عن التدخل في الشؤون السورية الداخلية». من جانب آخر، قال بيان رسمي رئاسي: إن الرئيس الأسد قال للوزير الروسي إنه «مستعد للتعاون مع أي جهد يدعم استقرار سوريا» وفي ما يخص الحوار الوطني قال الأسد إنه «سينجز بمشاركة الحكومة والمعارضة والمستقلين»، ولفت البيان إلى أن الأسد قدم عرضا لمجريات الأحداث في سوريا و«البرامج الزمنية للإصلاحات الجارية بعد إقرار القوانين الناظمة لها وطبيعة الإرهاب الذي يمارَس ضد المواطن السوري ومؤسسات الدولة من قبل المجموعات المسلحة المدعومة من قبل أطراف خارجية»، كما قدم الشكر لروسيا على مواقفها في مجلس الأمن الدولي و«حرصها على تغليب لغة الحوار وترسيخ الحلول الوطنية بدلا من التصعيد وسياسة الإملاءات التي تمارسها بعض دول هذا المجلس» التي وصفها الأسد بأنها «لا تأخذ بعين الاعتبار مصالح الشعب السوري ورؤيته لتحقيق الإصلاحات في البيت السوري الداخلي ومن دون تدخل خارجي».

وجدد الأسد استعداد سوريا للتعاون مع أي جهد يدعم الاستقرار في سوريا، وقال إن «سوريا رحبت منذ البداية بأي جهود تدعم الحل السوري للأزمة والتزمت خطة عمل الجامعة العربية التي أقرت في 2 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي وتعاونت بشكل كامل مع بعثة المراقبين العرب على الرغم من عرقلة بعض الأطراف العربية لعمل البعثة».

ونقل البيان الرسمي السوري عن الوزير لافروف قوله: «إن موقف روسيا في مجلس الأمن من القضية السورية نابع من تقييمها الواقعي والمتوازن للأحداث التي تشهدها سوريا واحترامها للقانون الدولي وحق الشعوب في تقرير مصيرها ومن قناعتها بأن التدخل الخارجي والتحريض بدلا من تشجيع الحوار الداخلي سيؤديان إلى المزيد من العنف وسفك الدماء». وإنه جدد «حرص بلاده على استقرار سوريا واستقلالية قرارها ودعمها لمصالح الشعب السوري وللإصلاحات الديمقراطية الجارية في سوريا»، معبرا عن «أمل روسيا في الإسراع بتنفيذ هذه الإصلاحات ومشاركة جميع السوريين بحوار وطني يحفظ سيادة بلدهم وأمنه واستقراره».

يُشار إلى أن النظام السوري يميز بين معارضة وطنية وأخرى غير وطنية، والمعارضة الوطنية تتألف من أحزاب قديمة وأخرى تشكلت حديثا موالية للنظام وداعمة لبرنامج الإصلاح الذي طرحه، وبعض الشخصيات المعارضة الداخلية التي لا تطالب بإسقاط النظام، أما المعارضة غير الوطنية فهي المنضوية ضمن المجلس الوطني برئاسة برهان غليون والمعارضين المستقلين المطالبين بإسقاط النظام والداعين للتدخل الخارجي لإسقاط النظام. كما يرفض النظام التحاور مع المعارضة التي يصنفها ضمن خانة العمالة، ويعمل على محاربتها بكل الوسائل.

وحشدت السلطات، أمس، مئات من طلاب المدارس ومن الموظفين الحكوميين، الذين تم نقلهم بحافلات خاصة إلى مدخل دمشق الجنوبي في المزة للمشاركة في استقبال شعبي كبير رُفعت فيه أعلام روسيا وأطلقت بالونات تحمل ألوان العلم الروسي، وهتفت الجموع لدى مرور موكب السيارات الذي يقل الوفد الروسي: «تحيا روسيا والصين لمواقفهما الداعمة لنظام الأسد». وقال بيان رسمي: «إن جموعا غفيرة من المواطنين توافدت منذ ساعات الصباح إلى المتحلق الجنوبي واحتشدت قرب المخابز الاحتياطية في المزة في دمشق لتحية وزير الخارجية الروسي تقديرا لمواقف بلاده الداعمة لسوريا وشعبها وبرنامجها الإصلاحي…»، وفي حلب «توافدت حشود إلى ساحة سعد الله الجابري تقديرا لمواقف روسيا مع سوريا ورفضا للتدخل الأجنبي في شؤون سوريا الداخلية ودعما لمكافحة الإرهاب».

في غضون ذلك، كان القصف يشتد على بعض أحياء حمص السكنية ليقتل أكثر من 20 شخصا ويصيب العشرات بجروح. إلا أن وكالة الأنباء السورية (سانا) قالت: «إن مجموعات إرهابية مسلحة هاجمت أمس عددا من حواجز حفظ النظام في حمص»، وإن «المجموعات الإرهابية أطلقت عددا من قذائف الهاون على أحياء عدة في المدينة»؛ حيث «سقطت 3 قذائف في حرم مصفاة حمص أطلقتها المجموعات الإرهابية المسلحة».

وفي سياق المساعي المبذولة لوقف العمليات العسكرية الجارية في حمص وبمناسبة زيارة الوفد الروسي، طالب تيار بناء الدول – معارضة داخلية بزعامة لؤي حسين – الجامعة العربية بـ«إعادة إرسال بعثة المراقبين إلى سوريا وتركيز وجودهم في حمص والمناطق التي تتعرض لاجتياح عسكري من قبل أجهزة السلطة». وقال تيار «بناء الدولة»، في بيان أصدره أمس: «على الجامعة أن تعمل على زيادة عدد المراقبين وإرسال خبراء عسكريين»، داعيا «بعثة المراقبين لتركيز اشتغالها على بند حماية المدنيين بالتعاون مع جميع المنظمات المدنية والأهلية المحلية. وعدم الاكتفاء بالتصريحات الصحافية».

وفي موسكو، أعلن قسطنطين كوساتشوف، نائب رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الدوما، أمس، أنه إذا استطاعت موسكو التوصل إلى حل للخروج من المأزق الراهن في سوريا فإن ذلك سوف يكون مبررا لتبديد شكوك الغرب تجاه ما يقال حول سعي روسيا نحو تحقيق مآرب ذاتية لها في سوريا. وأعرب كوساتشوف عن يقينه من أن العلاقات مع كل من فرنسا وألمانيا أقوى كثيرا من أن تتأثر بالخلافات حول الملف السوري. ونقلت مصادر روسية إعلامية عن ألكسندر رار، أحد أبرز الخبراء الألمان في الشؤون الروسية القريب من دوائر الكرملين، قوله إنه لا يستبعد تحول الغرب من الملاسنات اللفظية مع روسيا إلى فرض عقوبات ضدها. وقال إن الخلافات المطروحة لا تتعلق بسبل معالجة الأزمة السورية، بقدر ما تتعلق بمبادئ العلاقات الدولية. وأشار إلى أن للغرب في ذلك الشأن مواقعه القوية، مؤكدا ضرورة العمل من أجل الحيلولة دون قتل المزيد من الأبرياء. واختتم الخبير الألماني استنتاجاته بقوله إن الأمر قد ينتهي بتدخل مسلح من جانب الدول الغربية بما قد يتجاوز الأمر معه مجرد الحديث عن سيادة الدول بل ويتجاوزها إلى مسائل تقرير المصير للشعوب وحقوق الإنسان، وفي هذا الشأن ستكون روسيا والصين مفتوحتين أمام انتقادات توجه إلى ما يجري في القوقاز والتيبت. كانت الصحف الروسية قد توسعت في استعراض ما جرى من لقاءات ومناقشات وما تعالى من انتقادات في حق روسيا في الكثير من العواصم الغربية والعربية، وتوقفت بالدرجة الأولى عند تنسيق المواقف بين الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. ونقلت شبكة «نيوز رو» الإلكترونية الروسية وثيقة الصلة بإسرائيل توقعات عدد من المراقبين الإسرائيليين حول أن لافروف قد يطرح مطلب تنحي بشار الأسد عن السلطة، بينما نقلت عن موقع «NEWSru Israel» الإلكتروني الإسرائيلي ما نشره حول تعمد الرئيس الروسي إيفاد مدير مخابراته الخارجية ميخائيل فرادكوف مرافقا لوزير الخارجية لافروف لمصارحة الرئيس السوري بما يتهدد بلاده من أخطار.

وفي نيويورك، استبعد المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة، فيتالي تشوركين، العودة إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ضمن جهود معالجة الأزمة السورية. وقال تشوركين أمس: «لا أرى أي مجال لعمل بناء في مجلس الأمن الآن»، لكنه أردف قائلا: «إذا كانت هناك فرصة للنظر من جديد إلى مشروع قرار من دون إحداث خلاف مثل ما حصل سابقا فمن الممكن أن نتبعها». وبينما استبعد تشوركين العمل على مشروع قرار جديد، مؤكدا أنه تم التخلي عن مسودة مشروع قرار تقدمت به روسيا سابقا حول سوريا، قال إن بلاده كانت تتمنى لو لم «تتسرع» الدول الغربية في فرض تصويت على مشروع القرار العربي – الغربي يوم السبت الماضي، مما أدى إلى استخدام روسيا والصين حق النقض (الفيتو).

أسماء الأسد تعلن دعمها الكامل لزوجها في أول اتصال بالصحافة الغربية

ناشطون: السيدة السورية الأولى تلعب دور النعامة.. ولا يمكنها النظر في عيني إحدى ضحايا بشار

جريدة الشرق الاوسط

أعربت أسماء الأسد زوجة الرئيس السوري بشار الأسد، البريطانية المولد والتي تتحدر من مدينة حمص، عن دعمها الكامل لزوجها بينما تحاول قواته التصدي وقمع المعارضة.. كما أوضحت أنها مهتمة بالعمل الخيري، وتؤمن بدعم الحوار، حسب ما ذكرت صحيفة «التايمز» البريطانية أمس.

وفي رسالة إلكترونية أرسلها مكتب أسماء إلى الصحيفة، وتعتبر أول اتصال بين زوجة الرئيس السوري ووسائل الإعلام الدولية منذ بدء الانتفاضة ضد النظام الحاكم في سوريا قبل أحد عشر شهرا، قالت أسماء إن «الرئيس هو رئيس سوريا، وليس لفريق من السوريين.. والسيدة الأولى تدعمه في هذا الدور».

وأضافت الرسالة أن «الأجندة المثقلة تماما للسيدة الأولى مخصصة دائما وبشكل أساسي للجمعيات الخيرية التي تعمل معها منذ زمن طويل، وللتنمية الزراعية وكذلك لدعم الرئيس». وأشارت إلى أنها «هذه الأيام، تهتم أيضا بتشجيع الحوار.. وهي دائما على السمع وتواسي عائلات ضحايا العنف». وبحسب وصف الصحيفة، فقد قوبلت رسالة أسماء الأسد بغضب وتشكك من قبل الخبراء ونشطاء المعارضة السوريين، والذين وصفوا أسماء باتخاذ موقف «النعامة»، وبكونها خيالية، بحسب رأي كريس دويل، وهو مدير مركز التواصل العربي البريطاني، وزوج إحدى الناشطات من المعارضة السورية. وتأتي رسالة أسماء في وقت تتصاعد فيه هجمات النظام وجهوده لقمع المعارضة، حيث تتواصل – منذ أكثر من ثلاثة أيام على التوالي – عمليات قصف مدينة حمص بالصواريخ والقنابل.. في أعنف عمليات من نوعها منذ بدء الاحتجاجات السورية. وخلافا لزوجها الذي ينتمي إلى الطائفة العلوية، فإن أسماء الأسد (36 عاما) التي ولدت في بريطانيا، والحاصلة على إجازة جامعية من «كينغز كولدج» في لندن، هي من الطائفة السنية وتتحدر عائلتها من حمص. وأشارت «التايمز»، في عددها الصادر أمس، إلى أن أسماء الأسد يبدو أنها وافقت على الإدلاء بتلك التصريحات عقب تساؤل الصحيفة الأسبوع الماضي عن كيفية نظر سيدة راقية ومتعلمة مثلها، نشأت في مجتمع ليبرالي كبريطانيا، ولها رصيد جيد من العمل الخيري، لما تفعله قوات زوجها من قتل وسجن وتعذيب لآلاف المعارضين السوريين.

وتقول الصحيفة إن أسماء الأسد، والتي كانت الأبرز ظهورا على صفحات المجلات الغربية ضمن زوجات الرؤساء العرب، اكتفت بالانزواء منذ اندلاع الثورة، وصب اهتمامها على الحياة العامة.. إلا أنها تعرضت للانتقاد لصمتها على الأزمة التي أوقعت أكثر من خمسة آلاف قتيل في بلادها. وقد ظهرت أسماء الأسد الشهر الماضي مع اثنين من أولادها لدعم زوجها خلال مظاهرة مؤيدة للنظام السوري، ولكن من دون إلقاء أي كلمة.

وأكد كريس بويل أن أسماء لا تستطيع مزاولة العمل الخيري بأريحية كما كانت من قبل، متسائلا: «هل تستطيع أسماء أن تواجه أرملة رجل ممن قام نظام زوجها بقتله أو ضربه حتى الموت؟».. فيما علق الناشط رامي جراح، والذي فر إلى مصر منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بقوله «السيدة الأولى تتبع أسلوب المنافقين بصمتها خلال 11 شهرا من المجازر».

تركيا تعيد وضع «كل الخيارات» على الطاولة السورية.. وتحضر لمؤتمر «لمناهضي النظام» في إسطنبول

أردوغان للأسد: من دَق دُق ومن يتبعون طريق آبائهم سوف يحصلون على ما يستحقون

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: ثائر عباس

استعادت تركيا حراكها في الملف السوري أمس مع إعلان رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان عن نيته إطلاق «مبادرة» في الملف السوري، بينما قالت مصادر تركية رسمية، إن أنقرة «أعادت وضع كل الخيارات على الطاولة» فيما يتعلق بالملف السوري، وسط تسريبات إعلامية تركية عن «الاستعداد لدعم أي تحرك للناتو».

وإذ كشفت مصادر دبلوماسية تركية لـ«الشرق الأوسط» عن أن من بين الأفكار المطروحة في تركيا الدعوة إلى مؤتمر دولي لـ«مؤيدي الشعب السوري ومناهضي النظام» يعقد في إسطنبول، تحدثت مصادر تركية عن أفكار أخرى بينها «دعم الحراك الداخلي السوري للإطاحة بالنظام في ظل تعثر التدخل الخارجي».

ونبه أردوغان في كلمة أنهى بها حالة من الصمت سادت تركيا حيال الملف السوري في الفترة الماضية، مما استدعى انتقادات من المعارضة السورية له شخصيا لعدم «الوفاء بوعوده»، من أن الذين ارتكبوا مجزرة حمص سوف يعاقبون، قائلا للأسد: «الطريق الذي تسير فيه أيها الرئيس السوري بشار الأسد هو طريق مسدود.. وأوصيك للمرة الأخيرة بالرجوع عن هذا الطريق قبل إراقة المزيد من الدماء وقبل أن تزهق أرواح المزيد من الأبرياء».

وقال إرشاد هورموزلو، كبير مستشاري الرئيس التركي عبد الله غل لـ«الشرق الأوسط» إن بلاده سوف تبدأ حركة مشاورات واسعة فورا، مشيرا إلى أن «الحل في سوريا يحب أن يقرر من قبل الشعب السوري، وخريطة طريق هذا الحل يجب أن يقررها هذا الشعب»، منتقدا مواقف الصين وروسيا لاستعمالهما حق النقض (الفيتو) الذي زاد من نسبة العنف في سوريا. وقال: «سنتشاور فورا مع الجامعة العربية ودول مجلس التعاون الخليجي، وسوف يذهب وزير الخارجية إلى واشنطن لإجراء مباحثات مع المسؤولين الأميركيين وتبادل الأفكار معهم حول الملف السوري»، مضيفا «لا يمكن السكوت على سفك الدماء لمجرد وجود شيء اسمه حق النقض في مجلس الأمن».

وتحدث هورموزلو عن «إجراءات معينة سوف يجرى اتخاذها ستتقرر بعد الاتفاق على خريطة طريق مع الدول المؤيدة للشعب السوري»، معلنا أنه «يأمل خيرا من اجتماع مجلس وزراء مجلس التعاون الخليجي لكي يكون هناك وضوح في الرؤية فيتحمل المجتمع الدولي مسؤوليته، وكل دولة مسؤوليتها الأخلاقية». وقال هورموزلو إن على الشعب السوري أن يعلم أننا داعمون لكل خياراته وتطلعاته، وعندما واجهنا خيارا من اثنين وقفنا مع الشعب السوري وليس مع نظام حزب البعث». ورفض توضح ماهية هذه الإجراءات، معتبرا أن تركيا «سوف تختار بطبيعة الحال الطريق الصحيح بعد التشاور مع الأصدقاء والحلفاء، لكنها لا تستطيع الإعلان عن خياراتها بواسطة الإعلام».

وقال مسؤول في مكتب رئيس الوزراء التركي لـ«الشرق الأوسط» إن أردوغان وعلى الرغم من مناشدته الأسد «العودة عن الخطأ»، فإنه أصبح مقتنعا بأنه فقد مصداقيته بعدما تعهد بالإصلاح أكثر من مرة ولم يقم بذلك. وأشار المسؤول إلى أن الأيام القليلة المقبلة سوف تحدد الخيارات التي سوف تلجأ إليها تركيا، خصوصا في ظل غياب الإشارات الإيجابية من الجانب السوري والاستمرار في عمليات القتل وسفك الدماء، وحيث الوضع يسوء يوما بعد يوم، مشيرا إلى أن أردوغان يمتلك مجموعة خيارات وتصورات سوف يبلورها من خلال الاتصالات التي يقوم بها القادة الأتراك في الأيام المقبلة. وقلل المسؤول التركي من أهمية الانتقادات التي توجهها بعض أطراف المعارضة السورية لأردوغان وتركيا، معتبرا أن تأييد تركيا للشعب السوري أمر محسوم ولا نقاش فيه، رغم أن البعض يتوقع ترجمة هذا التأييد بطرق مختلفة.

وأكد مسؤول بارز في وزارة الخارجية التركية أمس أن بلاده «لم تتخذ بعد قرارا باستدعاء سفيرها في دمشق وطرد السفير السوري من أنقرة»، لكنه أشار إلى أن هذا «لا يعني أن مثل هذا القرار لن يتخذ».

وإذ أوضح المصدر لـ«الشرق الأوسط» أن زيارة داود أوغلو إلى واشنطن مقررة منذ نحو شهر، وستستمر لنحو أسبوع مع جدول أعمال حافل باللقاءات والمناقشات مع رسميين وقيادات سياسية، أشار إلى أن هذه الزيارة تشمل ملفات عدة، السوري بينها، لكنه ليس الوحيد، موضحا أن ملفات أخرى مهمة جدا كالملف النووي الإيراني وملف الإرهاب سيكونان على جدول الأعمال.

وقال المصدر إن بلاده حاولت مع السوريين الوصول إلى نتائج بكل الطرق، جربنا المحادثات الثنائية وزار وزير الخارجية دمشق مرتين، وكذلك فعل رئيس الاستخبارات، واستقبلنا مسؤولين سوريين، لكن من دون نتيجة. وجربنا العمل الإقليمي بدعم مبادرة الجامعة العربية فانتهى الأمر إلى لا نتيجة أيضا. وللأسف كان الفشل أيضا من نصيب تحويل الملف إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة بسبب الفيتو. وأوضح المصدر أن تركيا «لن تنتظر إلى الأبد»، مشيرا إلى أن القوى التي لا تدعم النظام، بل الشعب ستحاول إيجاد إطار ما لم يتحدد شكله بعد. وكشف المصدر لـ«الشرق الأوسط» عن أن من بين الخيارات المطروحة انعقاد مؤتمر دولي – إقليمي حول سوريا ستستضيفه إسطنبول في أقرب فرصة ممكنة للخروج بخطة عمل موحدة، ومبادرات محددة حول الوضع في سوريا.

ونقلت وسائل إعلام تركية عن أردوغان قوله في اجتماع الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية: «إننا نبذل المساعي الرامية إلى تأسيس السلام والاستقرار في سوريا.. وسنقيم تعاونا مع الدول الواقفة إلى جانب الشعب السوري وليس إلى جانب الإدارة السورية.. وإننا نواصل استعداداتنا بهذا الشأن كما سنواصل دعمنا لمبادرات جامعة الدول العربية».

وخاطب الرئيس السوري بشار الأسد قائلا «أريد أن أتوجه إلى الأسد بلغته: يا بشار إن من دَق دُق»، مضيفا أن «الطريق الذي تسير فيه أيها الرئيس السوري بشار الأسد هو طريق مسدود.. وأوصيك للمرة الأخيرة بالرجوع عن هذا الطريق قبل إراقة المزيد من الدماء وقبل أن تزهق أرواح المزيد من الأبرياء».

وأشار إلى أن «سوريا ليست بجارة عادية بالنسبة لنا.. والشعب السوري ليس بشعب عادي، إننا نرى في كل متر مربع من سوريا أثار تاريخنا المشترك.. والشعب السوري أشقاء لنا.. وتآخينا مع هذا الشعب مدون في التاريخ بالدماء، لذلك لا يمكننا البقاء صامتين حيال ما يجري في سوريا، ولا يمكننا إدارة ظهورنا للشعب السوري. وإننا لا نربت على ظهر الظالمين الذين يقتلون شعوبهم، كما يفعل حزب الشعب الجمهوري (حزب المعارضة الرئيسي في تركيا)، فليذهب هذا الحزب إلى دعم حزب البعث».

وذكر أن حكومته قدمت الكثير من الدعم للإدارة السورية «لتندمل جراح الماضي» وتنفيذ الإصلاحات. غير أنه أضاف أن أنقرة خاب أملها لأن الأسد نكث بوعوده، مضيفا «صدقنا بنية طيبة أنه سيطبق الإصلاحات.. غير أن الأسد راوغ وبدأ يتبع طريق والده.. ونكث بكل الوعود وذبح مئات الأبرياء في ذكرى المجزرة التي ارتكبها والده في حماه قبل 30 عاما». وأضاف «المسؤولون عن أحداث حماه لم يحاسبوا ولكن المسؤولين عن أحداث حمص سيدفعون الثمن عاجلا أم آجلا. من يتبعون طريق آبائهم سوف يحصلون على ما يستحقون». وانتقد أردوغان أيضا روسيا والصين لتصويتهما ضد مشروع قرار بمجلس الأمن يهدف لحقن الدماء في سوريا. وقال إن «منح المضطهِد ترخيصا للقتل أمر غير مقبول».

وكانت صحيفة «راديكال» التركية قالت إن أنقرة ستقدم الدعم اللوجيستي لعملية عسكرية تتولاها قوات حلف الناتو ضد سوريا انطلاقا من قاعدة إينجرليك ومنطقة البحر المتوسط. ويأتي هذا التطور بعد تصاعد الأحداث الدامية التي تشهدها مدينة حمص، وذلك على الرغم من أن مصادر أكدت قبل ذلك أن تركيا لن تكون الدولة الأولى التي ستوجه ضربة عسكرية ضد دمشق.

وأضافت الصحيفة أن المسؤولين الأتراك يتشككون في إمكانية تحقيق المعارضة السورية المسلحة نتائج إيجابية في صراعها مع الجيش السوري النظامي الذي يجد دعما من قبل روسيا والصين وإيران. ونقلت عن مصادر دبلوماسية أن عدم تشكيل منطقة حدودية عازلة من شأنه أيضا تقوية نظام الأسد وسيكبد قوات الجيش السوري الحر والمدنيين خسائر كبيرة في الفترة المقبلة ونزوح آلاف السوريين من جديد إلى تركيا.

دول مجلس التعاون الخليجي تطرد سفراء النظام السوري المعتمدين لديها

مصدر دبلوماسي لـ«الشرق الأوسط»: الرياض طلبت مغادرة السفير السوري بصفة مباشرة وفورية أمس

جريدة الشرق الاوسط

الرياض: نايف الرشيد القاهرة: سوسن أبو حسين

قررت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية سحب جميع سفرائها من سوريا، بينما دعت سفراء سوريا المعتمدين لديها إلى مغادرة أراضيها وبشكل فوري، وشددت في بيان صدر أمس عن الأمانة العامة لدول المجلس لانتفاء الحاجة لبقائهم «بعد رفض النظام السوري كل المحاولات وإجهاضه كافة الجهود العربية المخلصة لحل هذه الأزمة وحقن دماء الشعب السوري الشقيق».

ورأت دول المجلس، أن على الدول العربية المقرر أن تجتمع في مجلس الجامعة الأسبوع المقبل «أن تتخذ كافة الإجراءات الحاسمة أمام هذا التصعيد الخطير ضد الشعب السوري بعد أن قاربت الأزمة من السنة دونما أي بارقة أمل للحل».

وكان بيان صدر أمس عن رئاسة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، في ما يلي نصه: «تتابع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ببالغ الأسى والغضب تزايد وتيرة القتل والعنف في سوريا الذي لم يرحم طفلا أو شيخا أو امرأة، في أعمال شنيعة، أقل ما يمكن وصفها به بالمجزرة الجماعية ضد الشعب السوري الأعزل، دون أي رحمة أو شفقة أو حتى مراعاة لأية حقوق أو مشاعر إنسانية أو أخلاقية.

والمملكة العربية السعودية رئيسة الدورة الحالية لمجلس التعاون تعلن أن دول المجلس قررت سحب جميع سفرائها من سوريا، والطلب في الوقت ذاته من جميع سفراء النظام السوري مغادرة أراضيها وبشكل فوري، وذلك بعد أن انتفت الحاجة لبقائهم، بعد رفض النظام السوري كل المحاولات وإجهاضه كافة الجهود العربية المخلصة لحل هذه الأزمة وحقن دماء الشعب السوري الشقيق.

وترى دول المجلس أن على الدول العربية المقرر أن تجتمع في مجلس الجامعة الأسبوع المقبل أن تتخذ كافة الإجراءات الحاسمة أمام هذا التصعيد الخطير ضد الشعب السوري بعد أن قاربت الأزمة من السنة دونما أي بارقة أمل للحل.

وإذ تعلن دول المجلس ذلك في معرض إدانتها الشديدة لهذه الأعمال، فإنها تشعر بالأسى البالغ والحزن الشديد على هدر هذه الأرواح البريئة وتكبد هذه التضحيات الجسيمة، لا لشرف الدفاع عن الوطن ضد معتد أجنبي، ولكن لتحقيق مآرب شخصية تهدف إلى الصراع على السلطة دونما أي اعتبار لكرامة المواطن السوري وحريته».

وكشفت مصادر دبلوماسية سعودية لـ«الشرق الأوسط» أن الرياض أبلغت السفير السوري لدى المملكة بصفة مباشرة وفورية مغادرة أراضيها، وذلك بناء على قرار مجلس التعاون.

وكانت الرياض أعلنت سحب سفيرها بناء على خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في 8 أغسطس (آب) الماضي، وهنا علق المصدر بالقول «الخليج بأكمله سحب سفراءه، وطلب من السفراء السوريين مغادرة دول الخليج، بعدما فشلت كافة الحلول المطروحة».

وأكدت مصادر عربية دبلوماسية رفيعة المستوى لـ«الشرق الأوسط» أن الجديد الذي انفردت به دول مجلس التعاون الخليجي هو طرد السفراء السوريين من دولهم، في إطار الضغط على النظام السوري لوقف المذابح التي يتعرض لها الشعب السوري، وكذلك للتجاوب مع قرارات وزراء الخارجية العرب.

وأكدت المصادر الدبلوماسية، التي تحدثت شريطة عدم ذكر أسمائها، أن القرار الخليجي يعد ضمن وسائل الضغط التي ستلجأ إليها دول الخليج لردع النظام السوري عن مواصلة انتهاكاته، كما يمكن اعتبارها خطوة في إجراءات تصعيدية لإبعاد النظام السوري عن التصعيد الدموي، وقالت المصادر «يبدو أن النظام السوري غير قادر على الحسم، وكذلك المعارضة السورية، ومن ثم لا بد من دور عربي يساهم في اتخاذ الموقف الذي يخدم أمن واستقرار الشعب السوري».

ولم تستبعد المصادر أن تتخذ الدول العربية، وخاصة الخليجية منها، مواقف أكثر تصعيدا ضد النظام السوري، من بينها التفكير في الاعتراف بالمجلس الانتقالي السوري، كاشفة أن هذا الأمر ستتم مناقشته خلال اجتماع دول مجلس التعاون الخليجي صباح الأحد المقبل في القاهرة، وكذلك اجتماع وزراء الخارجية العرب بعد ظهر نفس اليوم، كما ستتعرض هذه الاجتماعات للمطالبة بتنفيذ كل القرارات التي صدرت عن وزراء الخارجية العرب، خاصة بنود المقاطعة ومنع الطيران السوري من الوصول إلى العواصم العربية.

وأفادت المصادر بأن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، ورئيس المخابرات الروسي، ذهبا إلى دمشق، في محاولة جديدة لحقن الدماء، وإعطاء الفرصة للحل السلمي وفتح حوار حقيقي يؤدي إلى حلول.

واشنطن تتحدث عن معونة إنسانية ولافروف مرتاح للقاء الأسد

سحب ديبلوماسيين أوروبيين وعقوبات على “المركزي السوري”

“التعاون الخليجي” يطرد سفراء الأسد.. والسويداء تنتفض

حسمت دول مجلس التعاون الخليجي الست أمس باتجاه القطيعة النهائية مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد “بعد إجهاضه كافة الجهود العربية المخلصة”، واتهمته بارتكاب “مجزرة جماعية.. من دون أي رحمة أو شفقة”، معلنة سحب سفرائها من دمشق وطرد سفراء الأسد “فوراً”.

وفي سوريا امتدت رقعة الانتفاضة ضد النظام لتدخل منطقة السويداء بقوة على خط الثورة برغم آلة الحديد والنار التي تلجأ إليها قوات الأسد في ريف دمشق وحمص وحماه وإدلب ودرعا موقعة مزيداً من الضحايا من بين المدنيين المطالبين بإسقاط الأسد الذين تظاهروا أمس في قلب العاصمة السورية، تغطيها ديبلوماسية روسية تمثلت أمس بزيارة قام بها وزير خارجية الكرملين سيرغي لافروف إلى دمشق محاولاً إنعاش النظام حين اعتبر اللقاء مع الرئيس السوري “مفيداً جداً”، في خطوة شككت واشنطن في جديتها مع إعلانها استمرارها في الضغط على السلطات السورية من خلال بحث إرسال معونة إنسانية أميركية الى الشعب السوري.

وفي سياق الضغط الديبلوماسي والاقتصادي الأوروبي المتصاعد، قررت فرنسا وإيطاليا وإسبانيا وهولندا استدعاء سفرائها من دمشق مع تجديد الاتحاد الأوروبي مطالبته الرئيس السوري بالتنحي بانتظار حضور العقوبات ضد البنك المركزي السوري إضافة إلى حظر استيراد وتصدير المعادن النفيسة على طاولة الاتحاد في اجتماع يعقد خلال أسبوعين.

وفي عود إلى الخطوة التي اتخذها “التعاون الخليجي” أمس، فقد أعلن المجلس في بيان شديد اللهجة أن “دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية” تتابع “ببالغ الأسى والغضب تزايد وتيرة القتل والعنف في سوريا الذي لم يرحم طفلاً أو شيخاً أو امرأة في أعمال شنيعة أقل ما يمكن وصفها به بالمجزرة الجماعية ضد الشعب السوري الأعزل من دون أي رحمة أو شفقة أو حتى مراعاة لأي حقوق أو مشاعر إنسانية أو أخلاقية” .

أضاف البيان أن “المملكة العربية السعودية رئيسة الدورة الحالية لمجلس التعاون تعلن بأن دول المجلس قررت سحب جميع سفرائها من سوريا والطلب في الوقت ذاته من جميع سفراء النظام السوري مغادرة أراضيها وبشكل فوري، وذلك بعد أن انتفت الحاجة لبقائهم بعد رفض النظام السوري كل المحاولات وإجهاضه كافة الجهود العربية المخلصة لحل هذه الأزمة وحقن دماء الشعب السوري الشقيق” .

وتابع “وترى دول المجلس أن على الدول العربية المقرر أن تجتمع في مجلس الجامعة الأسبوع القادم أن تتخذ كافة الإجراءات الحاسمة أمام هذا التصعيد الخطير ضد الشعب السوري بعد أن قاربت الأزمة من السنة دونما أي بارقة أمل للحل” .

وختم البيان “وإذ تعلن دول المجلس ذلك في معرض إدانتها الشديدة لهذه الأعمال، فإنها تشعر بالأسى البالغ والحزن الشديد على هدر هذه الأرواح البريئة وتكبد هذه التضحيات الجسيمة لا لشرف الدفاع عن الوطن ضد معتد أجنبي، ولكن لتحقيق مآرب شخصية تهدف إلى الصراع على السلطة دونما أي اعتبار لكرامة المواطن السوري وحريته”.

ديبلوماسياً أيضاً، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو إنه “نظراً لتصاعد حملة القمع التي يشنها النظام السوري ضد شعبه، قررت السلطات الفرنسية استدعاء السفير الفرنسي في سوريا للتشاور”. وأوضح المتحدث أن عودة السفير ستحصل “في الأيام المقبلة”. وأضاف “بدأنا محادثات مع شركائنا في بروكسل لتشديد العقوبات مرة أخرى” مشيراً الى أنها ستكون اقتصادية. وقال فاليرو إن السفير الفرنسي سيعود الى باريس “خلال الأيام القليلة المقبلة”.

كذلك أعلنت وزارة الخارجية الإسبانية أمس في بيان أنه “نظراً لازدياد القمع ضد المدنيين في سوريا خلال الأيام الأخيرة، فقد قررت حكومة إسبانيا استدعاء سفيرها في دمشق”. وأضاف البيان أنه “سيتم كذلك استدعاء السفير السوري بشكل عاجل الى وزارة الخارجية للإعراب له شخصياً عن إدانة ما تقوم به قوات الجيش والأمن السورية”.

وفي روما أعلنت وزارة الخارجية الايطالية في بيان أمس أن ايطاليا استدعت سفيرها في سوريا “للتشاور” إثر “أعمال العنف غير المقبولة التي يرتكبها نظام دمشق”.

ولاهاي أيضاً اتخذت الخطوة عينها، وأعلن وزير الخارجية الهولندي يوري روزنتال أمس أمام البرلمان: “قررت استدعاء سفير هولندا في دمشق للتشاور. وسيعود على الأرجح اليوم (أمس)”. وأضاف أن السفير السوري في هولندا، المقيم في بروكسل استدعي أيضاً.

وجددت الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون أمس، دعوة الاتحاد الأوروبي للرئيس السوري إلى التنحي لإفساح المجال أمام عملية انتقال للسلطة تشمل كل السوريين.

وذكر بيان للاتحاد الأوروبي أن آشتون قالت بعد لقائها وزير خارجية البرازيل انطونيو باتريوتا في البرازيل، “أشدّد على مدى دعمنا له (أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي) ولمبادرة الجامعة العربية، وأهمية رؤية هذه القيادة قادرة على دعم شعب سوريا نحو مستقبل خالٍ من سفك الدماء الذي نراه تحت نظام الرئيس الأسد”. وأضافت “من جهتي كنت واضحة جداً بأن الاتحاد الأوروبي يعتقد بأنه ينبغي عليه (الأسد) التنحي جانباً. لا يمكنك قتل شعبك والبقاء. نحتاج أن نرى عملية انتقالية شاملة لكل الشعب، للأقليات في سوريا كما للأكثرية”.

وأشارت آشتون إلى ضرورة “الوقوف معاً لدعم الحل. وإن كان ذلك يتطلب إيجاد مجموعة أصدقاء سوريا، فأظن أن الأمر ليس كثيراً بشأن المعارضة بل بشأن شعب سوريا، وإن كان شيئاً تدعمه الجامعة العربية، فإنه سيكون أحد الطرق للمضي فيها”.

ولفتت آشتون إلى أن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي سيلتقون خلال الأسبوعين المقبلين وسيناقشون الوضع في سوريا، وما يمكن فعله لفرض ضغط سياسي قوي على النظام السوري “ليفهم بأن عليه وقف قتل الشعب وأنه ينبغي على الرئيس الأسد التنحي من أجل أن يحصل نقاش شامل، ومقاربة شاملة لمستقبل البلاد.

وقال ديبلوماسيون أوروبيون أمس إن دول الاتحاد الأوروبي تعمل على فرض جولة جديدة من العقوبات على سوريا وتأمل في الانتهاء من ذلك في موعد أقصاه 27 شباط (فبراير) الجاري، وأشاروا الى أن العقوبات ستشمل تجميد أصول البنك المركزي السوري ومعظم التعاملات معه كما ستشمل حظراً على استيراد وتصدير الفوسفات والألماس والذهب وغيره من المعادن النفيسة. وذكر ديبلوماسيون أن دول الاتحاد تبحث أيضاً فرض حظر على الرحلات التجارية من سوريا وإليها لكن الاتفاق على ذلك أقل ترجيحاً.

وقال أحد الديبلوماسيين إن “الهدف الواقعي هو الاتفاق على العقوبات بحلول 27 شباط (فبراير) حين يلتقي وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل لكن يمكن أن يحدث ذلك أيضاً قبل هذا الموعد”.

وأفادت صحيفة “ايفننغ ستاندارد” أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ترأس أمس اجتماعاً لمجلس الأمن القومي في حكومته حول سوريا.

وأعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن تركيا ستطلق “مبادرة جديدة” دولية بشأن سوريا بعد استخدام الصين وروسيا الفيتو ضد قرار في مجلس الأمن يهدف الى وقف إراقة الدماء في هذه الدولة المجاورة.

وقال أردوغان في البرلمان “سنطلق مبادرة جديدة مع دول تدعم الشعب وليس النظام” في سوريا، من دون أن يوضح طبيعة هذه المبادرة. وندد بشدة أمام نواب حزبه بالفيتو الروسي والصيني في مجلس الأمن السبت مؤكداً أن هذا الفيتو هو “إذن بالقتل يعطى للطاغية” في إشارة الى الأسد.

ومن المقرر أن يتوجه وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو اليوم الى الولايات المتحدة حليفة تركيا في حلف شمال الأطلسي حيث سيلتقي وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ويبحث معها الملف السوري، على ما أفاد مصدر ديبلوماسي تركي.

وشدد رئيس الوزراء التركي على أن أنقرة لا يمكنها “أن تدير ظهورها لسوريا”، موضحاً أن النظام السوري سيتعرض “عاجلاً أم آجلاً” للمحاسبة عن أعمال العنف الدموية التي وقعت في حمص.

وفي دمشق، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس أنه عقد لقاء “مفيداً جداً” مع الرئيس السوري الذي وعده بالعمل “على وقف أعمال العنف أياً كان مصدرها”. وقال كما نقلت عنه وكالات الأنباء الروسية في ختام اللقاء: “عقدنا لقاء مفيداً جداً. وأكد لنا الرئيس السوري أنه ملتزم بالكامل بالعمل لوقف أعمال العنف أياً كان مصدرها”، كما أكد لافروف أن روسيا مستعدة لمواصلة البحث عن حل للأزمة في سوريا استناداً الى مبادرة الجامعة العربية.

وقال لافروف: “أكدنا حسن نيتنا للمساهمة في التوصل الى مخرج للأزمة على أساس المبادرة التي اقترحتها الجامعة العربية”. وأكد أن سوريا تريد استمرار مهمة الجامعة العربية في البلاد وأن يتم توسيعها. وقال إن “سوريا أبلغت الجامعة العربية بأنها مهتمة بأن تواصل الجامعة عملها وأن يتم توسيعه”.

وأشار الى أن الرئيس السوري سيعلن قريباً موعد الاستفتاء حول دستور جديد تم الانتهاء من صياغته.

ولكن الولايات المتحدة ابدت شكوكها في التعهدات التي قطعها الاسد خلال لقائه لافروف، ودعت دمشق الى وضع حد فوري للعنف.

وفي مؤتمر صحافي، انتقدت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية فيتكوريا نولاند الوعود الجديدة التي اطلقها الاسد في شأن الاصلاحات الديموقراطية، وقالت “تدركون لماذا يشكك المجتمع الدولي بأسره (في هذه التعهدات)، لأننا نرى ان الاسد يعيد المقترحات نفسها التي قدمها منذ اشهر واشهر واشهر بدلاً من الاهتمام بوضع حد للعنف”.

وأعلن البيت الابيض أمس أن الولايات المتحدة تبحث ارسال معونة انسانية الى الشعب السوري في الوقت الذي تكثف فيه الضغط على حكومة الاسد.

ميدانياً، أعلنت “لجان التنسيق المحلية” “ارتفع عدد شهداء اليوم (أمس) إلى 35 شهيداً بينهم أربع سيدات وستة أطفال، سيدتان منهما هما والدتا ستة أطفال شهداء،19 شهيداً في حمص، عشرة شهداء في مضايا والزبداني بريف دمشق، وشهيدان في إدلب، شهيدان بدرعا إضافة لشهيدين في حلب.

ودخلت السويداء بقوة أمس على خط الثورة، ونظمت تظاهرة كبير في منطقة شهبا وعمدت قوات الأمن والشبيحة إلى إطلاق النار على المتظاهرين بأوامر من العميد مدير منطقة شهبا وشبيحته، واحتجزت عدداً من الشبان.

واقتحم الأمن والشبيحة منزل رجا الطويل وبداخله الجريحان خالد العبود وهشام الشوفي وحالتهما خطيرة جداً، مع أكثر من 100 شخص.

وفي ريف دمشق استمر القصف العنيف لليوم الرابع على التوالي على الزبداني من المدفعية المتمركزة على رؤوس الجبال والدبابات المنتشرة بمحيط المدينة في ظل انقطاع تام للاتصالات والكهرباء والمياه، علماً أن المدينة تعاني من كارثة إنسانية بسبب القصف والحصار ونقص الكوادر الطبية والإسعافية. وسجل سقوط عشرات الشهداء والجرحى.

كما سجلت اعتداءات من قبل الشبيحة وقوات الأمن في داريا وحرستا والدبوسية.

أما في دمشق فسجلت تظاهرة في منطقة البرامكة أمام مبنى وكالة الأنباء السورية (سانا) وفي أحياء الميدان ونهر عيشة والحجر الأسود وبرزة، فيما تظاهر عشرات السوريين ضد النظام بعدما كانت السلطات نظمت تظاهرة مؤيدة للأسد خلال استقبال وزير الخارجية الروسي.

وقالت “لجان التنسيق المحلية” إن تظاهرة انطلقت أمس “من أمام جامع المصطفى رداً على المسيِرة المؤيدة التي أطلقها النظام ترحيباً بلافروف وتضامناً مع مدن وبلدات غوطة دمشق والزبداني وحمص وباقي المدن والبلدات السورية التي تتعرض لمجازر النظام”.

وفي مدينة حلب خرجت تظاهرة من أمام مخبز الذرة في حي الصاخور تضامناً مع حمص والزبداني وباقي المدن السورية وتنديداً بالدعم الروسي والصيني للنظام.

ومدينة حمص استمرت عرضة للقصف العنيف. وأشار “المرصد السوري لحقوق الإنسان” الى محاولة “لاقتحام حي باب عمرو تترافق مع إطلاق نار من رشاشات ثقيلة”، وأفادت “لجان التنسيق” عن قصف تتعرض له بلدة كفرتخاريم في محافظة إدلب (شمال غرب)، و”اشتباكات عنيفة تدور بين الجيش الحر وقوات النظام بالأسلحة الثقيلة”.

وذكرت لجان التنسيق أيضاً أن “النظام يقصف بلدة بصر الحرير في محافظة درعا (جنوب) بالرشاشات الثقيلة والدبابات وذلك بعد اشتباكات عنيفة وقعت مع سبعين عسكرياً انشقوا مع عتادهم فيها”.

(أ ف ب، واس، رويترز، يو بي أي، “لجان التنسيق المحلية”)

مئة شهيد الإثنين و”اليونيسيف” تحصي مقتل 400 طفل منذ بدء الاحتجاجات

لافروف يلتقي الأسد على وقع المجازر ضد الشعب السوري

التقى الرئيس السوري بشار الاسد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي استقبل بحفاوة بالغة في دمشق، في حين استمرت المجازر في سوريا وخصوصا في حمص احد اكبر معاقل الاحتجاجات في سوريا التي تتعرض لقصف عنيف منذ السبت وسقط فيها الإثنين نحو مئة شهيد ومئات الجرحى، حسب ناشطين.

وذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان “الرئيس بشار الأسد استقبل ظهر امس وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي بدأ زيارة الى سوريا”، يرافقه مدير جهاز الإستخبارات الخارجية الروسية ميخائل فرادكوف في زيارة استغرقت يوماً واحداً للبحث عن سبل لتسوية الأزمة السورية.

وتأتي الزيارة بعد ايام على استخدام موسكو والصين حق النقض (الفيتو) في مجلس الامن الدولي ضد مشروع قرار يدين القمع الذي يمارسه النظام السوري ضد الحركة الاحتجاجية المستمرة منذ احد عشر شهرا.

ونقلت وكالات الانباء الروسية عن لافروف قوله في بداية اللقاء “على قادة الدول ان يتحملوا مسؤولياتهم”، مضيفا وهو يتوجه الى الاسد “انتم تتحملون مسؤوليتكم”.

وذكرت وكالة أنباء “نوفوستي” الروسية ان وزير الخارجية الروسي أبلغ الرئيس السوري ان عليه فعل ما بوسعه لضمان السلام في بلاده.

وقالت “نوفوستي” ان لافروف قال بمستهل مباحثاته مع الأسد إنه “يجب على كل زعيم دولة أن يعي المسؤولية الملقاة على عاتقه.. وأنتم تعون مسؤوليتكم”. وأضاف “من مصلحتنا أن تعيش الشعوب العربية في سلام وتوافق”.

وأعد نظام الأسد للافروف استقبال حاشد على طرق العاصمة حيث تجمع الالاف من مناصري النظام في شارع المحلق الجنوبي الذي يصل مطار دمشق الدولي

عن تقديرهم لموقف بلاده “الداعم لسوريا ولشعبها وبرنامجها الاصلاحي”، حسب الشريط الاخباري للتلفزيون السوري الذي كان يبث الصور بشكل مباشر.

وقال احد المشاركين للتلفزيون السوري ان “جميل روسيا والصين على راسنا ولن ننساه”، وقال آخر “ظهر الحق وزهق الباطل”.

وفيما كان لافروف يلتقي الأسد كانت مدفعية قوات الأخير تدك مدينة حمص وتوقع قتلى وجرحى في صفوف المدنيين الآمنين، خصوصا في حيي الخالدية وبابا عمرو الذي تعرض لمحاولة اقتحام تصدى لها عناصر “الجيش السوري الحر”.

كما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان بأن “قوات الامن اقتحمت مدينة الحولة ترافقها اليات عسكرية”.

وقال ابو رامي المقيم في حمص في اتصال هاتفي مع وكالة “فرانس برس”: “الحالة الانسانية سيئة جدا ولا احد يمكنه التنقل والقناصة منتشرون في كل مكان”.

واكد هادي العبد الله عضو الهيئة العامة للثورة السورية في حمص، ان الناشطين افادوا من هدنة قصيرة بعد منتصف ليل الإثنين ـ الثلاثاء لتفقد المنازل. وقال ان “الاهالي استطاعوا الوصول الى منازل مهدمة واخرجوا منها جثثا كثيرة دفنوها في احدى حدائق بابا عمرو”. واضاف “ان بعض الجثث مقطعة وهناك اشلاء”.

وتابع العبد الله ان هناك “مشفى ميدانيا واحدا في بابا عمرو لا يزال يعمل رغم اصابته امس بقذيفة هاون. وقد اطلق نداء استغاثة بسبب انتهاء المواد الطبية. لم يعد لديه شاش ولا قطن، ولا مواد مسكنة ولا ادوية التهاب او تخدير واوكسجين ووحدات دم”.

في جنوب سوريا، اشار “المرصد السوري لحقوق الانسان” وقوع اصابات خلال اطلاق نار من قوات الامن بهدف تفريق تظاهرة طلابية في مدينة انخل في ريف درعا (جنوب).

وذكرت لجان التنسيق المحلية ان “النظام يقصف بلدة بصر الحرير في محافظة درعا بالرشاشات الثقيلة والدبابات وذلك بعد اشتباكات عنيفة وقعت مع سبعين عسكريا انشقوا مع عتادهم فيها”.

كما افادت لجان التنسيق عن قصف تعرضت له بلدة كفرتخاريم في محافظة ادلب (شمال غرب)، و”اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام بالأسلحة الثقيلة”.

وأكدت المعارضة السوريى ان 98 شخصا استشهدوا في الاعتداءات التي يشنها جيش الأسد، معظمهم في حمص.

منظمة الامم المتحدة للطفولة (يونيسيف) قالت امس ان 400 طفل على الاقل قتلوا خلال الاحتجاجات المستمرة منذ 11 شهرا في سوريا، كما اعتقل عدد مماثل من الاطفال.

وصرحت المتحدثة باسم المنظمة ماريكسي ميركادو بانه “قتل 400 طفلا واعتقل اكثر من 400 اخرين”. واضافت المنظمة في بيان ان “هناك تقارير عن اعتقال اطفال تعسفيا وتعذيبهم وارتكاب تعديات جنسية ضدهم اثناء اعتقالهم”. وقالت ان هذه الارقام جاءت من منظمات سورية لحقوق الانسان “ووجدنا انها تتمتع بالمصداقية”.

(أ ف ب، يو بي أي)

العنف يتواصل ولافروف عقد لقاء “مفيداً” مع الأسد

“التعاون” يطرد سفراء سوريا ويستدعي سفراءه

قرر مجلس التعاون لدول الخليج العربية أمس، طرد سفراء سوريا في دوله الست الأعضاء، واستدعاء سفرائها من دمشق، “بعد أن انتفت الحاجة لبقائهم بعد رفض النظام السوري كل المحاولات، وأجهضت كافة الجهود العربية المخلصة لحل هذه الأزمة وحقن دماء الشعب السوري الشقيق”، حسب بيان للرئاسة السعودية للمجلس، فيما استدعت دول أوروبية عدة سفراءها للتشاور، في حين بدا أن سباق مبادرات دولياً اشتد بين أطراف عدة، أولها روسيا التي أوفدت وزير خارجيتها إلى دمشق، وأكدت عقد اجتماع “مفيد جداً” مع الرئيس السوري، الذي نقلت عنه تأكيد استعداده للتعاون مع أي جهد يدعم الاستقرار في البلاد، والصين التي تدرس إيفاد وفد إلى المنطقة، وتركيا التي أعلن رئيس وزرائها مبادرة دولية جديدة لم يفصح عن مضمونها . في وقت حصد العنف والقصف قتلى سوريين جدداً في مناطق عدة، أبرزها حمص وإدلب .

وقال مجلس التعاون في البيان إن “المملكة العربية السعودية رئيسة الدورة الحالية لمجلس التعاون تعلن أن دول المجلس قررت سحب جميع سفرائها من سوريا والطلب في الوقت ذاته من جميع سفراء النظام السوري مغادرة أراضيها وبشكل فوري، وذلك بعد أن انتفت الحاجة لبقائهم بعد رفض النظام السوري كل المحاولات وأجهضت كافة الجهود العربية المخلصة لحل هذه الأزمة وحقن دماء الشعب السوري الشقيق” .

وأعلن الرئيس السوري بشار الأسد استعداد بلاده للتعاون مع أي جهد يدعم الاستقرار في سوريا خلال لقائه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، شاكراً روسيا على مواقفها في مجلس الأمن الدولي، وقال إن “سوريا رحبت منذ البداية بأي جهود تدعم الحل السوري للأزمة، والتزمت خطة عمل الجامعة العربية التي أقرت في الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر، وتعاونت بشكل كامل مع بعثة المراقبين العرب، بالرغم من عرقلة بعض الأطراف العربية عمل البعثة” .

وأعلن لافروف أنه عقد لقاء “مفيداً جداً” مع الأسد، ونقل عنه التزامه العمل “على وقف العنف أياً كان مصدره” . وقال إن روسيا مستعدة لمواصلة البحث عن حل للأزمة استناداً لمبادرة الجامعة . وأكد أن الرئيس السوري سيعلن قريباً موعد الاستفتاء حول دستور جديد تم الانتهاء من صياغته .

وأبدت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند، في مؤتمر صحافي، شكوكها في التعهدات التي قطعها الأسد وانتقدتها في شأن الاصلاحات الديمقراطية، ودعت دمشق إلى وضع حد فوري للعنف .

وأعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس، أن تركيا ستطلق “مبادرة جديدة” دولية بشأن سوريا . وقال في البرلمان “سنطلق مبادرة جديدة مع دول تدعم الشعب وليس النظام”، وأضاف أن حكومته “تستخدم كل السبل الدبلوماسية للفت انتباه الأسرة الدولية” . وندد بشدة بالفيتو الروسي والصيني، مؤكدا أنه “إذن بالقتل”، وأن أنقرة لا يمكنها أن تبقى مجرد متفرج على العنف، موضحاً أن النظام السوري سيتعرض “عاجلاً أم آجلاً” للمحاسبة عن أعمال العنف في حمص .

وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية ليو ويمين إن الصين تبحث إرسال دبلوماسيين لزيارة عدد من الدول وستستمر في لعب دور بناء في الترويج للتسوية السياسية للأزمة في سوريا .

وأعلنت وزارة الخارجية الفرنسية استدعاء سفيرها في سوريا للتشاور، كما استدعت ايطاليا وأسبانيا وبلجيكا وهولندا سفراءها .

على الأرض، تواصلت أعمال العنف خصوصا في حمص (وسط)، التي سقط فيها 25 قتيلاً بينهم 4 جنود، وشهدت منذ منتصف ليل الاثنين/الثلاثاء، قصفاً بشكل متقطع . وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى إصابة 16 بجروح في تفريق تظاهرة طلابية بمدينة انخل في ريف درعا (جنوب) . وذكرت لجان التنسيق المحلية أن “النظام يقصف بصرى الحرير في درعا بالرشاشات والدبابات، بعد اشتباكات عنيفة مع 70 عسكرياً انشقوا مع عتادهم” . وأفادت عن قصف لبلدة كفرتخاريم في إدلب (شمال غرب)، و”اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام” . ومقتل 5 في ريف دمشق، “إثر القصف الذي تتعرض له الزبداني” .

مقتل 62 مدنيا في حمص بينهم 18 من حديثي الولادة غداة وعود سورية بوقف العنف

دمشق – قتل 62 شخصا بينهم اطفال ونساء واربعة عسكريين الاربعاء، خمسون منهم في حمص في اعمال عنف في سوريا، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

في ريف دمشق، “قتل ضابط وثلاثة جنود اثر تفجير دبابة من مجموعة منشقة، واسر ضابط اخر” في قرية كفيريابوس بالقرب من الزبداني، بحسب ما جاء في بيان للمرصد.

وقتل ثلاثة اشخاص واصيب العشرات بجروح في قصف على مدينة الزبداني وسهل مضايا.

واشار المرصد الى “تهدم الكثير من المنازل في الزبداني التي تعيش حالة انسانية صعبة في ظل عدم توفر المياه والكهرباء، وسجل نزوح مئات العائلات عنها”.

في ريف ادلب (شمال غرب)، افاد المرصد عن “استشهاد شاب في مدينة معرة النعمان اثر اطلاق رصاص من قبل القوات الامن”، مشيرا الى سماع “اصوات الانفجارات والرشاشات الثقيلة في المدخل الجنوبي للمدينة”. واشار الى “ان اليات عسكرية تضم دبابات اقتحمت مدينة اريحا واطلقت النار من رشاشات ثقيلة ما ادى الى استشهاد مواطن وجرح اربعة اخرين”.

وفي جنوب البلاد، تحدث المرصد عن “استشهاد مواطن واصابة 11 مواطنا بجروح في قرية تسيل (ريف درعا) التي تتعرض لاطلاق نار من رشاشات ثقيلة تترافق مع حملة اعتقالات، وذلك بعد انشقاق جنود من الجيش النظامي وضابط برتبة ملازم اول”.

شرقا، نقل المرصد عن اهالي في المنطقة ان “طالبا جامعيا استشهد في بلدة ام حمام (ريف دير الزور) اثر انفجار عبوة ناسفة بمنزله”.

وكان المرصد افاد صباحا عن مقتل “ما لا يقل عن خمسين مواطنا اثر القصف واطلاق النار الذي تتعرض له احياء عدة في حمص”. واشار المرصد الى ان “العدد مرشح للازدياد بسبب صعوبة الاتصال ووجود اشخاص تحت الانقاض”.

واضاف ان “بين الضحايا ثلاث عائلات قتلت على ايدي عناصر من “الشبيحة اقتحموا منازلهم”.

واصدر بيانا في وقت لاحق عن مقتل طفلة في حي بابا عمرو في سقوط “قذيفة على منزلها”.

وافاد المتحدث باسم الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبد الله في اتصال مع وكالة فرانس برس في بيروت ان “هناك احياء لا نتمكن من الدخول اليها بسبب النيران”، مشيرا الى “عدم ورود اي معلومات عن هذه الاحياء بسبب انقطاع وسائل الاتصالات عنها لكننا نسمع اصوات القصف عليها”.

واكد الطبيب علي الحزوري (27 عاما) الذي كان يشرف على مشفى ميداني اغلق بعد تعرضه للقصف لوكالة فرانس برس وجود 500 جريح في بابا عمرو نصفهم من النساء والاطفال.

وناشد الطبيب “دخول الهلال الاحمر واجلاء الجرحى وتامين الطعام للمدنيين”.

واكد الناشط عمر شاكر في اتصال عبر سكايب مع وكالة فرانس برس من حي بابا عمرو ان “القصف المركز والعنيف بدأ مساء، بعدما كان متقطعا في الليل”.

واضاف “ان البنية التحتية لبابا عمرو اصبحت تحت الصفر، اذ جرى استهداف خزانات المياه واعمدة الكهرباء (…) كما تضرر 40 بالمئة من منازل الحي نتيجة القصف فيما دمرت بعض المناطق فيها كليا”.

وبث ناشطون مشاهد مباشرة من مدينة حمص صباح اليوم تظهر تعرض المدينة للقصف، فيما سمعت اصوات تكبير من المآذن.

في المقابل، اورد الاعلام الرسمي السوري رواية مختلفة لاحداث حمص.

وبث التلفزيون السوري صورا حية من بابا عمرو تسمع فيها اصوات اطلاق نار، وتظهر آثار فجوات في بعض المباني نسبها الى “مجموعات ارهابية مسلحة”.

وقال التلفزيون ان هذه المجموعات استهدفت جامعة البعث في حمص، مشيرا الى ان الاضرار اقتصرت على الماديات.

وناشدت مواطنة في حي باب السباع عبر اتصال اجراه التلفزيون معها السلطات “الضرب بيد من حديد”، مضيفة “نريد حلا امنيا وحسما عسكريا” ضد “هؤلاء الذين يروعون المواطنين”.

من جهة ثانية، ذكر التلفزيون الاربعاء في شريط عاجل ان “مجموعات ارهابية مسلحة تستهدف مصفاة حمص بعدد من قذائف الهاون ما أدى الى اشتعال النيران في خزاني وقود”.

واكد مراسل التلفزيون السوري معين دغام انه “تمت السيطرة على النيران” بدون ان يشير الى وقوع ضحايا نتيجة هذا القصف.

وتاتي هذه التطورات غداة تاكيد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف “التزام الرئيس السوري بشار الاسد وقف اعمال العنف ايا كان مصدرها” في بلاده بعد ان التقاه في دمشق.

وابدت الولايات المتحدة شكوكا في التعهدات التي قطعها الرئيس السوري. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند الثلاثاء “تدركون لماذا يشكك المجتمع الدولي باسره (في هذه التعهدات) عندما نرى ان الاسد يعيد المقترحات نفسها التي قدمها منذ اشهر واشهر واشهر بدلا من الاهتمام بوضع حد للعنف” في سوريا.

واعلن لافروف غداة زيارته لدمشق ان مصير الرئيس السوري يجب ان يقرره “السوريون انفسهم” في مفاوضات بين السلطة والمعارضة.

كما اعلن وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو الاربعاء ان تركيا تعمل على تنظيم مؤتمر دولي بمشاركة اطراف اقليمية ودولية حول الازمة السورية “في اقرب وقت ممكن”.

وقال لشبكة “ان تي في” “نحن مصممون على تشكيل منتدى على اساس موسع من اجل توافق دولي بين الدول التي يقلقها” الوضع في سوريا المجاورة لتركيا.

وثمن المجلس الوطني السوري الاربعاء في بيان طلب دول مجلس التعاون الخليجي من السفراء السوريين المعتمدين لديها مغادرة اراضيها وسحب سفرائها من سوريا، داعيا الى الاعتراف الرسمي بالمجلس “ممثلا لارادة الثورة والشعب في سوريا”.

واعربت صحيفة سورية الاربعاء عن خيبتها لكون الموقف الروسي الداعم للنظام لا ينسحب على الموقف العربي “المقتدي” بالولايات المتحدة تجاه الازمة السورية.

وذكرت صحيفة “تشرين” الحكومية “كم كنا نتمنى لو ان الموقف الروسي الذي جدده أمس وزير الخارجية سيرغي لافروف هو موقف كل العرب قولا وفعلا انما للاسف ما حدث كان العكس تماما”.

واضافت الصحيفة “بينما كان لافروف يؤكد حرص بلاده على استقرار سوريا واستقلالية قرارها ودعمها لمصالح الشعب السوري والاصلاحات الديمقراطية الجارية فيها، كانت أنظمة مشيخات الخليج تقتدي بالولايات المتحدة الأميركية”. كما ذكرت صحيفة الوطن السورية الاربعاء نقلا عن احد المراقبين الذي طلب عدم ذكر اسمه “ان البعثة ابلغت ظهر أمس (الثلاثاء) بقرار سحبها وإنهاء مهامها”.

واشار المراقب الى ان “اي تفسير رسمي لم يعط لأعضاء البعثة الذين يقارب عددهم 65 عضوا”.

وكان الامين العام للجامعة العربية قرر في 28 كانون الثاني/يناير وقف عمل بعثة المراقبين العرب في سوريا متهما الحكومة السورية ب”تصعيد الخيار الامني”.

وقال عمر إدلبي المتحدث باسم لجان التنسيق المحلية لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن قوات الأمن بدأت قصف أحياء الخالدية والإنشاءات وبابا عمرو ، واستهدفت تحديدا المناطق السكنية والمستشفيات.

وأوضح أن 18 من الأطفال الخدج توفوا نتيجة انقطاع التيار الكهربي عن مستشفى الوليد بحي الوعر القريب من بابا عمرو.

وأوضح أن التقارير المبدئية القادمة من داخل حمص تفيد بمقتل أكثر من 50 وجرح العشرات ، مشيرا إلى أن الجرحى لا يستطيعون الوصول إلى المستشفيات.

كما أشار إلي أن القوات الحكومية قامت باعتقال عدد من الجرحى من مستشفى كانوا يعالجون بداخله.

ويأتي هذا الهجوم بعد يوم واحد من زيارة وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إلى سورية ولقائه بالرئيس بشار الأسد وتعهده بالسعي لحل الأزمة.

ووفقا للوكالة السورية للأنباء (سانا) فإن الأسد قال خلال اللقاء إن سورية رحبت منذ البداية بأي جهود تدعم الحل السوري للأزمة والتزمت خطة عمل الجامعة العربية. وأضافت الوكالة أنه “جدد استعداد سورية للتعاون مع أي جهد يدعم الاستقرار”.

في هذا الوقت، يستمر العنف في مناطق سورية عدة حيث افاد المرصد “ان اليات عسكرية تضم دبابات اقتحمت مدينة اريحا التابعة لريف ادلب (شمال غرب) واطلقت النار من رشاشات ثقيلة ما ادى الى استشهاد مواطن وجرح اربعة اخرين”.

وفي جنوب البلاد، تحدث المرصد عن “انشقاق 18 جنديا بينهم ضابط برتبة ملازم اول بعتادهم الكامل في قرية تسيل (ريف درعا) القريبة من الحدود الاردنية السورية”.

وذكرت لجان التنسيق المحلية من جهتها ان منزلين تهدما بشكل كامل جراء “القصف العنيف الذي بدأ هذا الصباح على بلدة تسيل”، مشيرة الى “اقتحام المدينة بالدبابات”.

واوقعت اعمال العنف المستمرة في سوريا منذ منتصف اذار/مارس اكثر من ستة الاف قتيل، بحسب ناشطين.

دول الخليج تطرد سفراء النظام السوري وتسحب سفراءها من دمشق.. وأنقرة بصدد إطلاق “مبادرة جديدة” بشأن أزمة سوريا

لافروف دخل سوريا دخول “الفاتحين”.. ونصرالله مهّد لرد “الجميل” إلى إيران إذا تعرضت لاعتداء

سجلت الساعات الأخيرة تدهورًا دراماتيكيًا في علاقات سوريا الدبلوماسية، مع قرار دول مجلس التعاون الخليجي طرد سفراء النظام السوري لديها وسحب سفرائها من دمشق ردًا على “وتيرة القتل والعنف الذي لم يرحم طفلاً أو شيخاً أو امرأة في أعمال شنيعة أقل ما يمكن وصفها به بالمجزرة الجماعية ضد الشعب السوري الأعزل دون أي رحمة أو شفقة أو حتى مراعاة لأية حقوق أو مشاعر إنسانية أو أخلاقية”.. وذلك بالتزامن مع قرار مجلس الشعب المصري تجميد علاقاته مع مجلس الشعب السوري، حاضًا في الوقت عينه الحكومة المصرية على قطع علاقاتها مع الحكومة السورية “وتبني موقف واضح وسياسات فعالة من الثورة السورية بما يتوافق مع كل ما تمليه الثورة المصرية من واجبات قومية لدعم الشعب السوري وإدانة جرائم النظام السوري”.

وغداة قرار واشنطن سحب سفيرها من دمشق، كرّت سبحة السفراء الأوربيين الذين استدعتهم دولهم من دمشق كفرنسا وإيطاليا وإسبانيا وبريطانيا وهولندا.. في حين لفت إعلان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن أنقرة بصدد إطلاق “مبادرة جديدة مع دول تدعم الشعب وليس النظام في سوريا”، مضيفًا أمام البرلمان التركي: “نستخدم كل السبل الدبلوماسية للفت انتباه الأسرة الدولية” إلى الأزمة السورية، وندد أردوغان في المقابل بالفيتو الروسي والصيني في مجلس الامن السبت الماضي، واصفًا إياه بأنه بمثابة “إذن بالقتل يُعطى للطاغية” في إشارة إلى الرئيس السوري بشار الاسد.

وفي الغضون، أعلنت المتحدثة باسم منظمة الامم المتحدة للطفولة “يونيسيف” ماريكسي ميركادو أنه “منذ نهاية كانون الثاني الفائت قُتل في سوريا 400 طفل واعتقل أكثر من 400 آخرين وردت تقارير عن تعذيبهم وتعرضهم للتعدي الجنسي أثناء اعتقالهم” من قبل السلطات السورية.. في حين بلغت حصيلة ضحايا الساعات الأربع والعشرين الأخيرة “35 قتيلًا برصاص الأمن السوري” وفق ما أوردت وكالات الأنباء العالمية إثر هجمات عسكرية شنتها قوات النظام السوري وتركزت على حمص ودرعا والزبداني وبعض أحياء حلب، على أنّ السويداء دخلت بقوة الثلاثاء على خط الثورة تزامنًا مع بيان صادر عن “أحرار جبل العرب” أعلن “رفع علم الإستقلال فوق نصب سلطان باشا الأطرش”، متوجهين إلى “الدروز في الجيش السوري والأمن” بالقول: “أخرجوا قبل أن يُخرجكم التاريخ (…) وعودوا إلى جذوركم واتركوا عصابة القتل”.

… وعلى وقع هذه التطورات، دخل وزير الخارجية الروسي سرغي لافروف سوريا دخول “الفاتحين” بفعل التظاهرات المرحبة التي أعدها النظام السوري على طول الطريق من مطار دمشق إلى قصر الرئيس بشار الأسد، وبعد اللقاء نقل لافروق عن الأسد “تأكيده الالتزام بمهمة وقف العنف من أي مصدر كان، كما هو وراد في الخطة العربية” حيال الأزمة السورية، وأضاف لافروف أمام الصحافيين: “إن سوريا تؤكد اهتمامها بمواصلة العمل مع بعثة مراقبي جامعة الدول العربية ورفع عدد المراقبين كي تنتشر في كل النقاط المطلوبة”.

وفي لبنان، كانت إطلالة لافتة في مضامينها لأمين عام “حزب الله” السيد حسن نصرالله، ففي الموقف من سوريا جدد وقوفه الكامل إلى جانب نظام الأسد، نافيًا وقوع قتلى ومجازر في حمص بناء على “اتصال بأصدقاء في حمص ليلة انعقاد مجلس الأمن الدولي سألناهم ماذا يجري في حمص، أجابوا: لا شيء مثل العادة “شوية” إطلاق النار و”شوية” اشتباكات” وفق ما روى نصرالله، نافيًا في الوقت عينه تدخل “حزب الله” في سوريا، ومعربًا عن اعتقاده بأنّ “الرهان على إسقاط النظام السوري هو رهان خاسر”، وطالب نصرالله المعارضة السورية بالشروع بحوار “غير مشروط” مع النظام السوري.

أما الشق الإيراني فقد استحوذ على الجزء الأهم من خطاب أمين عام “حزب الله”، من خلال إعلانه: “في ما يتعلق بالتطورات الآتية في المنطقة، وهناك تحليل اليوم أن إسرائيل إذا قامت بقصف المنشآت النووية الإيرانية فماذا يمكن أن يحصل. وأنا أقول لكم من الآن إنّ (المرشد الأعلى) الإمام الخامنئي والقيادة الإيرانية لن تطلب شيئاً من “حزب الله” ولن تملي شيئاً ولن ترغب بشيء، في ذلك اليوم نحن الذين علينا أن نجلس ونفكّر ونقرر ماذا نفعل”، وأضاف مستطردًا: “ما يجب على كل أبناء ومجاهدي وشعوب وجمهور المقاومة في المنطقة، أن يواجهوا به هذه الجمهورية (الإسلامية في إيران) وهذا النظام وهذه القيادة الإيرانية هو الشكر والتقدير والإحترام على إمداد ودعم المقاومة”، وذلك بعد أن كان نصرالله قد مهّد لإعلانه وجوب “ردّ الجميل” لإيران، بالإقرار علنًا لأول مرة بأنّ “حزب الله” هو تنظيم يتلقى “الدعم المعنوي والسياسي والمادي بكل أشكاله الممكنة والمتاحة من الجمهورية الإسلامية في ايران منذ عام 1982 (…) والانتصار في 25 أيار 2000 ما كان ليتحقق لولا هذا الدعم المعنوي والمادي الإيراني”.

كما أقر نصر الله بأنه كان من المنادين في حقبة العام 1982 بإقامة “جمهورية إسلامية في لبنان” لكنه بات يدعو اليوم لدولة “متعددة ومتنوعة”، مذكرًا في المقابل بأنّ “قيادات مسيحية يتحدثون اليوم عن الدولة الواحدة والعيش المشترك، كانوا أيضًا في ذلك الوقت يتحدثون بالوطن القومي المسيحي وبالتقسيم والفدرالية”، في حين تطرق أمين عام “حزب الله” باقتضاب ملخصًا الوضع الحكومي بالقول: “هذه الحكومة ستستمر لأن المطلوب في لبنان بهذه المرحلة استقرار أمني وسياسي”، موضحًا في هذا المجال أنّ “الوقت الحالي ليس وقت إسقاط حكومات ولا وقت توتير سياسي وأمني في لبنان”.

هاليفي: سوريا نقطة ضعف إيران

قال مدير سابق لجهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) إن الجدل الدائر في أميركا وإسرائيل هذه الأيام يتركز بشكل مفرط على شن هجوم على إيران لكبح جماح طموحاتها النووية، ولا يكاد يولي أي اهتمام لما قد تؤول إليه الأحداث في سوريا من إنزال هزيمة إستراتيجية بالحكومة الإيرانية.

وأوضح إفرايم هاليفي -الذي تولى الإشراف على الموساد في الفترة ما بين عامي 1998 و 2002- أن حصول إيران على موقع مكين لها في سوريا يتيح للملالي في طهران مواصلة سياساتهم الإقليمية المتهورة والعنيفة في المنطقة، على حد تعبيره.

وأضاف في مقال تحت عنوان “كعب أخيل إيران” نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأميركية في عددها اليوم، أن إجبار إيران على الخروج مما سماه “محورها الإقليمي” في دمشق سيعزلها عن “وكلائها” في المنطقة في إشارة إلى حزب الله في لبنان وحركة حماس في قطاع غزة، كما ينال من هيبتها المحلية والدولية مما قد يُرغم النظام في طهران على تعليق سياساته النووية.

ويرى هاليفي –الذي عمل كذلك مستشارا للأمن القومي وسفيرا- أن ذلك خيار “مأمون ومجزٍ بدرجة أكبر من الخيار العسكري”.

ويستطرد قائلا إن ترنح حكومة الرئيس بشار الأسد يجعل من سوريا “كعب أخيل” إيران، كناية عن أنها باتت نقطة ضعفها. فإيران ظلت تُغدق على دمشق موارد هائلة، وهناك معسكرات للحرس الثوري الإسلامي وأسلحة ومستشارون إيرانيون في كل أنحاء سوريا.

ومما يُحزن كاتب المقال أن الفرص التي تتيحها الأزمة السورية تبدو غائبة عن أذهان القادة الإسرائيليين. فقد تحدث رئيس الاستخبارات العسكرية الأسبوع الماضي عن مائتي ألف صاروخ في غزة ولبنان وسوريا قادرة على الوصول إلى كافة التجمعات السكانية داخل إسرائيل. وهناك خطر متزايد من أن الأسلحة السورية المتطورة قد تقع في أيدي مجموعات إرهابية. ولعل وجود إيران في سوريا يظل أمرا ضروريا من أجل أن تبقى تلك الأخطار ماثلة.

واستخلص هاليفي من المعطيات التي سردها أنه ينبغي على الأسد التنحي. وبالنسبة لإسرائيل فإن القضية الأساسية ليست في تخلي الأسد عن السلطة بل في ما إذا كان الوجود الإيراني في سوريا سيبقى إلى ما بعد سقوط نظامه.

إن طرد إيران من سوريا –كما يقول هاليفي- أمر مهم لأمن إسرائيل، “وإذا ما ذهب الأسد فلا بد أن تذهب معه الهيمنة الإيرانية على سوريا، وأن أي شيء خلاف ذلك سينزع أي أهمية من رحيل نظام دمشق”.

ولكي لا تبقى إسرائيل وحيدة أو اللاعب الرئيسي في جهود الإسراع برحيل الأسد، يرى مدير الموساد الأسبق أن أي محصلة عملية في سوريا لا بد أن تتضمن الولايات المتحدة وروسيا ودولا عربية.

واقترح في هذا الصدد أن تعرض الولايات المتحدة حوافز على روسيا لكي تتوقف عن حمايتها لنظام الأسد، “الذي ما أن تسحب موسكو دعمها له لا محالة سيسقط”، مشيرا إلى أن قوة بتفويض من جامعة الدول العربية يجب أن تُسند إليها فيما بعد مهمة الحفاظ على الاستقرار إلى أن تتولى حكومة سورية جديدة مقاليد الأمور في البلاد.

المصدر: نيويورك تايمز

التدخل في سوريا سيزيد التقتيل

كتبت صحيفة غارديان في مستهل تعليقها أن التدخل في سوريا سيزيد القتل ولن يوقفه وأنه رغم عرقلة روسيا والصين محاولة فرض تغيير النظام فإن تسوية وليدة مفاوضات هي السبيل الوحيد لتلافي حرب أهلية.

وعلى ما يبدو ليس هناك حد لثمن الدم الذي يجب أن يدفعه العرب في ربيعهم. فبعد المذابح في مصر واليمن والبحرين وليبيا ما زالت انتفاضة سوريا التي دخلت شهرها الـ11 تزداد هولا. فقد خلف القصف المتواصل للأحياء التي يسيطر عليها الثوار في مدينة حمص والذي استمر أربعة أيام صورا وتقارير مروعة من معقل المعارضة في بابا عمرو حيث المساجد تمتلئ بالجثث والأشلاء منثورة بالشوارع وأحياء سكنية تحولت إلى أنقاض.

غارديان

وأشارت الصحيفة إلى أن روسيا والصين استخدمتا سوريا لتحدي محاولة الغرب لتطويق الثورات العربية لمصالحه الخاصة. والفيتو قوى يد روسيا بنظام الأسد بينما أكد المسؤولون الروس سرا لقادة المعارضة أن النزاع مع الولايات المتحدة وليس معهم. وتعهد أوباما الآن بمحاولة حل المسألة بدون اللجوء إلى تدخل عسكري خارجي.

لكن هذا التعهد -كما قالت الصحيفة- بعيد جدا عن استبعاد التدخل العسكري. فقادة أميركا وبريطانيا وفرنسا مشغولون بوضع تحالف إرادة جديد مع حلفائهم المستبدين في السعودية والخليج لحشد المعارضة وإجبار الأسد على التخلي عن السلطة.

وقالت الصحيفة إن التدخل يحدث فعلا. فهناك تقارير بأن السعودية وقطر تمولان وتسلحان المعارضة. والجيش السوري الحر له ملاذ آمن في تركيا. ويقال إن هناك قوات خاصة غربية تقدم دعما عسكريا على الأرض. وإذا فشل هذا فإن الأمم المتحدة يمكن تجاوزها باستحضار مسؤولية حماية المدنيين كما حدث في ليبيا.

درس ليبيا

لكن لا شيء من ذلك سيوقف القتل، بل سيزيده. وهذا هو الدرس الواضح من تدخل حلف شمال الأطلسي العام الماضي في ليبيا. فقد كان عدد الضحايا في البداية من ألف إلى ألفين وعند سقوط القذافي وإعدامه بعد سبعة أشهر قدر عدد الضحايا بعشرة أضعاف ذاك العدد.

وأشارت الصحيفة إلى أن الأزمة السورية تعمل على مستويات متعددة أهمها دور سوريا كحليف إستراتيجي رئيسي لإيران وهو ما يجعل الأزمة سامة جدا في منطقة حاول فيها الغرب وعملاؤه العرب تحويل مد الصحوة العربية لمصلحتهم بتصعيد الصراع مع طهران.

والإطاحة بالنظام السوري ستكون لطمة خطيرة لنفوذ إيران في الشرق الأوسط. وبعد تصاعد الصراع في سوريا تصاعدت أيضا المواجهة الغربية الإسرائيلية مع إيران.

والتدخل الغربي في سوريا -ومعارضة روسيا والصين له- يمكن فهمه فقط في هذا السياق: كجزء من حرب بالوكالة ضد إيران التي تهدد بأن تكون مباشرة. وفي ذات الوقت ليس هناك ما يدل على تقدم ملحوظ في موقف النظام السوري والمعارضة.

وختمت الصحيفة بأنه إذا لم تستطع المعارضة شق طريقها للسلطة ولم ينفجر النظام من الداخل فإن المخرج الوحيد من حرب أهلية متصاعدة هو تسوية سياسية تفاوضية تقود إلى انتخابات حقيقية. ولكي ينجح ذلك سيحتاج الأمر الآن إلى ضمان من القوى الرئيسية في المنطقة وما وراءها. وبديل التدخل الغربي والخليجي المستبد يمكن أن يقود فقط إلى المزيد من إراقة الدماء ويحرم السوريين من السيطرة على بلدهم.

المصدر:غارديان

أنقرة تريد عقد مؤتمر دولي حول دمشق

موسكو تحذر من التدخل بسوريا

حذر رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء الأسرة الدولية من التصرف “بتهور” حيال سوريا، معتبرا أن على الشعب السوري أن يقرر مصيره بنفسه، فيما شككت كل من واشنطن ولندن وباريس بنتائج زيارة وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف وبتعهدات ووعود الرئيس بشار الأسد.

يأتي هذا في وقت أعلن فيه وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو -الذي يلتقي نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون اليوم الأربعاء- أن تركيا تعمل على عقد مؤتمر دولي “في أقرب فرصة” حول الأزمة السورية بمشاركة أطراف إقليمية ودولية.

ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن بوتين قوله “بالطبع نحن ندين العنف أيا كان مصدره، لكن يجب ألا نتصرف بتهور. علينا أن نترك الشعب السوري يقرر مصيره”. وأضاف أن مهمتنا هي المساعدة دون أي شكل من أشكال التدخل، في إشارة إلى الدول الغربية التي تطالب خصوصا برحيل الأسد.

وكان وزير الخارجية سيرغي لافروف العائد من دمشق حيث التقى الأسد، أعلن في وقت سابق الأربعاء أن مصير الأخير “يجب أن يقرره السوريون بأنفسهم”، في ختام مفاوضات بين السلطة والمعارضة.

ولم يجب لافروف على سؤال عمّا إذا كان قد بحث مع الأسد احتمال تنحيه من السلطة، وقال “إن خلاصة أي حوار وطني يجب أن تكون نتيجة اتفاق بين السوريين أنفسهم ومقبولة من جميع السوريين”.

ووصف لافروف استدعاء عدد من الدول سفراءها من سوريا وآخرها دول مجلس التعاون الخليجي بأنه “غير منطقي” ولا يساهم في تطبيق الخطة العربية لحل الأزمة في هذا البلد.

تشكيك وعدم تصديق

ولكن نتائج زيارة لافروف لم ترق لأميركا وأوروبا التي شككت بها، فقد أعلن وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه في تصريح إذاعي الأربعاء أنه لا يصدق “على الإطلاق” تعهدات دمشق خلال زيارة لافروف، واعتبر أن تلك الوعود -بوضع حد لأعمال العنف- مجرد “محاولة للتلاعب لن ننخدع بها”.

وفي السياق نفسه قال رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون الأربعاء في كلمة له أمام مجلس العموم إن “ثقته قليلة جدا” بنتائج زيارة لافروف إلى دمشق.

وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند قالت “تدركون لماذا يشكك المجتمع الدولي بأسره (في هذه التعهدات) عندما نرى أن الأسد يعيد المقترحات نفسها التي قدمها منذ أشهر بدلا من الاهتمام بوضع حد للعنف” في سوريا.

وفي الصين، وصف الناطق باسم الخارجية هناك، تصريحاتِ وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ التي وصفت الفيتو الصيني بأنه “خيانة للشعب السوري” بأنها غير مسؤولة. وقال المسؤول الصيني إن هدف الفيتو الصيني إنما هو الحفاظ على المصالح طويلة الأمد للشعب السوري.

في غضون ذلك يتوقع أن يوافق وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي على حزمة جديدة من العقوبات ضد سورية خلال أسبوعين، مستهدفين بنكها المركزي وصادراتها من الفوسفات والذهب وفق ما ذكره دبلوماسي اليوم الأربعاء.

عقوبات وإجلاء

وقال الدبلوماسي إنه ربما يكون للعقوبات الجديدة تأثيرا على “الاقتصاد اليومي” لسورية لكن “ليس أمامنا سوى خيارات ضئيلة للغاية” مشيرا إلى تحدي الأسد للعزلة الدولية المتنامية.

وأضاف أن الاتحاد الأوروبي يستعد أيضا لعقد اجتماع مع الجامعة العربية والأمم المتحدة على غرار إحدى اللجان التي أنشئت العام الماضي لمواجهة الازمة في ليبيا، مستبعدا في الوقت نفسه أي خيار عسكري.

وأكد الدبلوماسي أن السابقة الليبية ماثلة في ذهن الجميع، وقال إن الهند والبرازيل وجنوب إفريقيا بالإضافة إلى بعض الدول العربية أعربت عن “تحفظات” إزاء القضية.

واقترحت دولة أوروبية فرض حظر على الرحلات الجوية التجارية إلى سوريا، لكن الاقتراح محل خلاف وفقا للدبلوماسي مشيرا إلى أن ذلك ربما يعقد مسألة تسليم المساعدات الإنسانية.

كما يستعد الاتحاد الأوروبي-كإجراء احتياطي- لإجلاء رعاياه من سوريا، ولهذا أوفد إلى لبنان والأردن فرق خبراء مكلفة بالإعداد لعودة آلاف الأوروبيين المقيمين في سوريا، وأيضا رعايا دول أخرى في حال استدعى الأمر ذلك.

وأوضح أحد الدبلوماسيين أنه “استعداد للأسوأ”، لكن على الاتحاد أن يكون مستعدا على سبيل الاحتياط من خلال تنسيق الجهود في المنطقة.

مصداقية روسيا

من جانبه قال رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون إن روسيا فقدت كل مصداقيتها وسيكون من الصعب إشراكها في أي تسوية محتملة إذا استمرت في نهجها الحالي. وانتقد بشدّة زيارة لافروف لدمشق وحديثَه عن تدخّل أجنبي في الشأن السوري.

بدورها طالبت جماعة الإخوان المسلمين في الأردن حكومة بلادها بسحب سفيرها من دمشق وطرد السفير السوري من عمّان احتجاجا على “المجازر بحق المدنيين المطالبين بالحرية والكرامة” في سوريا.

من ناحية أخرى، نفى مصدر مسؤول بالجامعة العربية ما تردد عن سحب الجامعة بعثة المراقبين التابعة لها والموجودة حاليا في دمشق عقب تعليق أعمالها.

وقال المصدر لوكالة الأنباء الألمانية إن الجامعة طالبت رئيس البعثة بضرورة إعطاء عطلة للمراقبين لزيارة دولهم والإبقاء فقط على رئاسة البعثة وغرفة العمليات، بحيث لا يتجاوز عدد أعضاء البعثة عشرة أفراد لحين اتخاذ قرار من مجلس الجامعة المقرر اجتماعه الأحد المقبل لاتخاذ قرار نهائي بسحب البعثة، أو الإبقاء عليها.

مسيرات عربية تندد بالعمليات بسوريا

خرجت مسيرات في سلطنة عمان وقطر والأردن وفي محافظة ذمار اليمنية تضامنا مع الشعب السوري وتنديدا بالعمليات التي يقوم بها الجيش النظامي السوري في حق المدنيين في عدة مناطق وعلى رأسها محافظة حمص.

ففي مسقط نظم مئات السوريين والعُمانيين وقفة احتجاجية أمام السفارة السورية للتنديد بما وصفوها بالمجازر التي يتعرض لها الشعب السوري على أيدي قوات الجيش النظامي السوري ومن يعرفون بالشبيحة. وطالب المحتجون بطرد سفراء سوريا من كل الدول العربية.

كما خرج المئات في محافظة ذمار اليمنية في مسيرة للتضامن مع الشعب السوري، وندد المشاركون فيها بما سموها جرائم بشار الأسد بحق الشعب السوري الثائر.

وطالب المتظاهرون حكومة الوفاق اليمنية بالاعتراف بالمجلس الوطني السوري ورددوا هتافات مطالبة بطرد سفير سوريا لدى صنعاء.

وفي الأردن ندد ناشطون أردنيون خلال اعتصام قبالة السفارة الروسية في عمّان بموقف موسكو المؤيد لنظام بشار الأسد. وأوقد الناشطون الشموع تضامناً مع القتلى الذين سقطوا برصاص قوات النظام السوري.

أما في العاصمة القطرية الدوحة فقد تظاهر رعايا سوريون ومتضامنون مع الشعب السوري، أعلنوا تضامنهم مع الثورة السورية في ظل ما تتعرض له البلدات والأحياء السورية من عمليات عسكرية يشنها الجيش النظامي.

وكان عدد من أفراد الجالية السورية في قطر اعتصموا أمس الثلاثاء أمام السفارة الروسية في الدوحة، ورددوا شعارات نددت بالفيتو الروسي الذي أبطل مشروع القرار العربي الغربي بشأن سوريا في مجلس الأمن الدولي.

وقد رفع المعتصمون صور قتلى المظاهرات والاقتحامات العسكرية لقوات الجيش السوري للمدن السورية. كما حملوا لافتات باللغتين العربية والروسية مناهضة للرئيس الروسي ديمتري مدفيدف ورئيس حكومته فلاديمير بوتين. وقد قامت الشرطة القطرية بحراسة مقر السفارة الروسية أثناء الاحتجاج.

مطالبة أممية بحماية المدنيين السوريين

طالبت المفوضة العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة نافي بيلاي اليوم الأربعاء في جنيف باتخاذ تدابير فاعلة لحماية المدنيين في سوريا، معتبرة أن فشل مجلس الأمن الدولي في الاتفاق على قرار شجع الحكومة السورية على المضي أكثر في “قتل شعبها”، وفق تعبير بيلاي.

 وأعربت المسؤولة الأممية في بيان عن صدمتها للهجوم المخطط له الذي تشنه الحكومة السورية على حمص واستخدام المدفعية وغيرها من الأسلحة الثقيلة في سياق هجمات عشوائية تستهدف المناطق المدنية بالمدينة، حسب قولها.

 وانتقدت بيلاي روسيا والصين صراحة لاستخدامهما حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار بمجلس الأمن يدعو الرئيس بشار الأسد إلى التنحي.

 وقالت القاضية السابقة بالمحكمة العليا في جنوب أفريقيا إن من الضروري جدا أن يتجاوز المجتمع الدولي السياسة ويقوم بتحرك فعال لحماية السكان المدنيين.

 وأوضحت أن قادة العالم اتفقوا في عام 2005 على أنه عندما تفشل دولة ما بشكل واضح في حماية شعبها من جرائم خطيرة، فإن الأسرة الدولية بأسرها مسؤولة عن التدخل من خلال اتخاذ إجراءات حماية في الوقت المناسب وبشكل حاسم.

 وذكرت بيلاي أن كل الأمور تشير إلى تورط الجيش السوري وقوات الأمن في غالبية الجرائم المرتكبة، معتبرة أنها تشكل جرائم ضد الإنسانية.

 وخلصت إلى القول إن على من يتولون القيادة أن يتذكروا أن الجرائم الدولية الخطيرة لا تسقط بالتقادم، مشددة على ضرورة استمرار الجهود من أجل تحقيق العدالة لكل من سقطوا ضحايا للجرائم الجسيمة والممنهجة التي تجري اليوم في سوريا، حسب وصفها.

 يشار إلى أن لجنة تحقيق دولية اتهمت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي السلطات السورية بالمسؤولية عن ارتكاب جرائم ضد الإنسانية بحق محتجزين ومتظاهرين مسالمين، ويشمل تقرير اللجنة عشرات الشهادات بعضها لعسكريين عاينوا بعض تلك الانتهاكات.

عشرات القتلى وقصف عنيف لحمص

قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن عدد القتلى ارتفع إلى 70 قتيلا معظمهم جراء قصف الجيش النظامي المتواصل منذ فجر اليوم لأحياء في حمص، بينما توفي 18 من الأطفال الخدج بعد قطع السلطات الكهرباء عن بعض مستشفيات المدينة.

وبحسب الهيئة، فإن من بين القتلى 50 سقطوا في حمص بينهم 21 طفلا وخمس نساء، وأربعة قتلى في حماة وريف دمشق وقتيلان في إدلب وقتيل واحد في كل من درعا ودير الزور.

ويقول ناشطون إن من بين القتلى في حمص 19 شخصا هم أفراد ثلاث عائلات من آل التركاوي وآل مهيني وآل الزامل قتلوا طعنا بالسكاكين من قبل من يوصفون بالشبيحة في حي السبيل.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن عدد القتلى في حمص جراء القصف وإطلاق النار الذي تتعرض له أحياء عدة في المدينة مرشح للازدياد بسبب صعوبة الاتصال ووجود أشخاص تحت الأنقاض.

وأوضح المرصد أن القصف وإطلاق النار يطال أحياء بابا عمرو والخالدية والبياضة وكرم الزيتون وحي الرفاعي ووادي العرب.

من جهته أفاد المتحدث باسم الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبد الله أن هناك أحياء لا يمكن الدخول إليها بسبب النيران، مشيرا إلى عدم ورود أي معلومات عن هذه الأحياء بسبب انقطاع وسائل الاتصالات عنها.

وبث ناشطون مشاهد مباشرة من مدينة حمص صباح اليوم تظهر تعرض المدينة للقصف، فيما سمعت أصوات تكبير من المآذن.

وفي حي بابا عمرو، قال ناشطون إن أكثر من ثلاثين منزلا احترقت بالكامل جراء القصف، مؤكدين أن الجيش لم يترك منزلا من منازل الحي إلا قصفه، وأشاروا إلى أن الجيش النظامي يستهدف الحاضنة الاجتماعية للجيش السوري الحر في حمص، التي تعيش بلا كهرباء أو ماء.

ووفقا لناشطين فإن العديد من أحياء المدينة أصبحت معزولة تماما، وإن من الصعب الوصول إليها لإسعاف الجرحى، يأتي ذلك بينما تمكن الجيش من اقتحام حي الإنشاءات بالمدينة، بعد أيام من القصف المتواصل.

ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن ناشط تأكيده أن الدبابات وصلت عند مسجد القباب بالحي، وأن الجنود دخلوا المستشفى الحكومي فيه، واقتربوا من بابا عمرو، فيما تسمع أصوات القصف على كرم الزيتون والبياضة.

وأكد الطبيب علي الحزوري (27 عاما) الذي كان يشرف على مشفى ميداني أغلق بعد تعرضه للقصف لوكالة الأنباء الفرنسية وجود 500 جريح في بابا عمرو نصفهم من النساء والأطفال، ودعا إلى “دخول الهلال الأحمر وإجلاء الجرحى وتأمين الطعام للمدنيين”.

من جهته قال الطبيب في مشفى ميداني بحمص محمد المحمد إن أكثر من مائتي قذيفة سقطت على حي بابا عمرو خلال ثلاث ساعات فقط، وتسببت في مقتل أكثر من عشرين شخصا.

ووجه الطبيب المحمد من مشفى ميداني في حي بابا عمرو نداء استغاثة للقادة العرب والأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية وطالب الجميع بالتدخل لإيقاف ما سماها بالمجزرة التي يرتكبها النظام في حمص.

ومن مستشفى ميداني في حي بابا عمرو عرض أحد نشطاء الثورة السورية جثة طفل قال إن عمره سنتان وإنه قتل مع أخته في قصف استهدف منزلهما. وناشد الناشط داني عبد الدايم الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع الإنساني التدخل لوقف ما وصفها بمجازر ترتكبها قوات النظام السوري في حمص.

الرواية الرسمية

في المقابل، أوردت السلطات السورية رواية مختلفة لأحداث حمص ونفت إطلاقها النار على المنازل، وقالت إن صور الجثث المنتشرة على الإنترنت مختلقة.

وقالت وسائل إعلام حكومية إن مجموعات مسلحة تطلق قذائف الهاون في حمص وتضرم النار في الإطارات وتفجر المباني الخالية لإعطاء الانطباع بأن المدينة تتعرض لهجوم من القوات الحكومية.

وبث التلفزيون السوري صورا حيّة من بابا عمرو تسمع فيها أصوات إطلاق نار، وتظهر آثار فجوات في بعض المباني نسبها إلى ما سماها مجموعات إرهابية مسلحة.

وقال التلفزيون إن هذه المجموعات استهدفت جامعة البعث في حمص، مشيرا إلى أن الأضرار اقتصرت على الجانب المادي.

من جهة ثانية، ذكر التلفزيون الأربعاء أن مجموعات مسلحة تستهدف مصفاة حمص بعدد من قذائف الهاون، مما أدى إلى اشتعال النيران في خزاني وقود.

وأكد مراسل التلفزيون السوري أنه “تمت السيطرة على النيران” دون أن يشير إلى وقوع ضحايا نتيجة هذا القصف.

وفي السياق ذاته تحدث التلفزيون السوري عن سقوط قتلى وجرحى في تفجير سيارة مفخخة في حي البياضة بحمص. كما نقل التلفزيون عن مسؤول بوزارة الداخلية قوله إن ستة من أفراد الأمن قتلوا في معارك لقي فيها عشرات من المسلحين مصرعهم.

وعرض التلفزيون مقابلات مختصرة مع سوريين يحثون الحكومة على “الضرب بيد من حديد” في حمص.

تطورات أخرى

وبعيدا عن حمص استمرت عمليات الجيش السوري النظامي وقوات الأمن في مدن سورية عدة، حيث أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن آليات عسكرية تضم دبابات اقتحمت مدينة أريحا التابعة لريف إدلب شمال غرب البلاد، وأطلقت النار من رشاشات ثقيلة، مما أدى إلى مقتل مواطن وجرح أربعة آخرين.

وبمدينتي الزبداني ومضايا بريف دمشق تواصل قصف الجيش السوري النظامي على المدينتين، فيما حاصرت قوات الجيش النظامي مدينة تدمر واعتقلت العديد من سكانها، كما شنت حملة دهم واعتقالات واسعة بأحياء المرجة والفردوس بمدينة حلب.

كما تعرضت بلدة تسيل في ريف درعا لقصف الجيش السوري. وذكرت لجان التنسيق المحلية من جهتها أن منزلين تهدما بشكل كامل جراء “القصف العنيف الذي بدأ هذا الصباح على بلدة تسيل”، مشيرة إلى “اقتحام المدينة بالدبابات”.

وتحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن انشقاق 18 جنديا بينهم ضابط برتبة ملازم أول بعتادهم الكامل في بلدة تسيل.

كما بث ناشطون سوريون معارضون صورا من بلدة المسالمة القريبة من مدينة درعا تظهر الآلاف من أبناء البلدة وهم يشيعون قتيلا سقط برصاص قوات الجيش النظامي السوري. وردد المشيعون هتافات تؤكد تضامنهم مع أبناء مدينة حمص.

كما أعرب المشيعون في بلدة المسالمة عن غضبهم مما اعتبروه خذلانا من الدول العربية للمتظاهرين السلميين في سوريا في مواجهة أعمال البطش والقمع الواسعة النطاق من جانب النظام. وندد المشيعون بموقف روسيا والصين المساند للنظام.

أمنستي: جرائم ضد الإنسانية بسوريا

وصفت منظمة العفو الدولية (أمنستي إنترناشونال) ما يجري من تقتيل للمدنيين في سوريا بأنه جرائم ضد الإنسانية، في حين دعت الأمم المتحدة إلى تحرك دولي عاجل لحماية المدنيين السوريين من القصف الذي يتعرضون له بنيران الجيش النظامي.

 فقد اعتبر المتحدث باسم قسم الشرق الأوسط في منظمة العفو الدولية جيمس لينتش في مقابلة مع الجزيرة، ما يجري في سوريا “جرائم ضد الإنسانية بالنظر إلى ما يرد من صور من هناك”.

وكانت المنظمة قد حثت في تقرير سابق لها الأمم المتحدة على إحالة ملف سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية، وتحدثت عن جرائم ضد الإنسانية ارتكبها النظام السوري ضد المدنيين.

من جهتها دعت المفوضة السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة نافي بيلاي اليوم الأربعاء، إلى تحرك دولي عاجل لحماية المدنيين السوريين من القصف الذي يتعرضون له بنيران قوات الجيش النظامي.

وقالت بيلاي في بيان إنها ارتاعت نتيجة الهجوم الذي تتعرض له مدينة حمص السورية. ونددت باستخدام النظام السوري المدفعية والأسلحة الثقيلة الأخرى ضد المدنيين في هجمات تبدو عشوائية على الأحياء السكنية في المدينة.

واعتبرت بيلاي أن الفشل في اتخاذ قرار في مجلس الأمن قد أشعل ما وصفته برغبة الحكومة السورية في ذبح شعبها في محاولة لقمع الاحتجاجات.

في هذه الأثناء أصدرت مجموعة من الحقوقيين العرب المهتمين بالقانون الدولي بيانًا أبدوا فيه دعمهم للجيش السوري الحر بسوريا قائلين إن حق المقاومة وفقًا للقانون الدولي هو أحد أنواع الدفاع عن النفس الذي نصت عليه المواثيق الدولية، وإن ما يقوم به هذا الجيش هو أمر مشروع في القانون الدولي.

وناشد البيان الحكومات العربية أن تمد يد العون إلى الثوار السوريين بالمال والسلاح، كما طالبوا مجلس الأمن بالاعتراف بحق الشعب السوري في الدفاع عن نفسه.

اتهام حقوقي لسوريا بقمع الأطباء والجرحى

اتهمت منظمة أطباء بلا حدود الدولية اليوم الأربعاء نظام الرئيس السوري بشار الأسد باستخدام الدواء “وسيلة  للاضطهاد” في حملته الدامية على المعارضة، مشيرة إلى أن الجرحى لا يتوجهون إلى المستشفيات الحكومية خشية الاعتقال والتعذيب.

 وقالت المنظمة إن  الشهادات التي جُمعت من أطباء سوريين ومرضى مصابين جرى علاجهم خارج البلاد تشير إلى قيام النظام السوري بحملة صارمة حول توفير الرعاية الطبية الضرورية.

 وقالت ماري بيير آلي رئيسة المنظمة في بيان “يجري في سوريا اليوم مطاردة المرضى المصابين والأطباء، وهم عرضة للتعذيب والاعتقال على أيدي أجهزة الأمن”. وأضافت “يتم استخدام الدواء سلاحا للاضطهاد”.

 وأوضحت منظمة أطباء بلا حدود أن الكثير من الجرحى لا يجرؤون على طلب العلاج في المستشفيات العامة خوفا من الاعتقال أو التعذيب من جانب قوات الأمن التي تمشط المستشفيات بحثا عن الأشخاص الذين أصيبوا خلال  المظاهرات.

 وأشارت إلى أن عددا قليلا من المصابين تمكن من الفرار إلى دولة مجاورة للعلاج، ولكن اضطر معظمهم لتلقي العلاج في مستشفيات سرية جرى إنشاؤها في شقق أو مزارع أو أي مكان آخر”.

 وقالت أطباء بلا حدود إن الأوضاع الصحية والتعقيم في هذه المستشفيات المتنقلة “بدائية”، وتعاني هذه المستشفيات من نقص في مواد التخدير، مشيرة إلى أن الأطباء الذين  يديرونها يخشون المداهمة.

وأضافت أن عمال الصحة الذين يعملون في الخفاء يجدون أنه من الصعب علاج حالات الرضوض الخطيرة وتقديم الرعاية بعد العمليات، موضحة أنهم لا يستطيعون الحصول على الدم من بنك الدم المركزي، الذي تسيطر عليه وزارة  الدفاع وهو مصدر الدم الوحيد في البلاد.

جريمة

وأكدت المنظمة في بيانها أنه يتم التعامل مع حيازة الأدوية أو الضمادات على أنها جريمة.

 ونقلت عن طبيب سوري قوله “قوات الأمن تلاحقنا باستمرار”، موضحا أنه جرى اعتقال وتعذيب عدد من زملائه الذين عالجوا المصابين في المستشفيات الخاصة.

كما نقلت عنه أن أجهزة الأمن تهاجم المستشفيات الميدانية وتدمرها، بالإضافة إلى مداهمة المنازل بحثا عن أدوية ومستلزمات طبية. وطالبت المنظمة الدولية بتوفير الحماية للمستشفيات باعتبارها أرضا محايدة، وبذلك يتمكن المعارضون والنظام أيضا من معالجة جرحاهم.

ودعت المنظمة حكومة الرئيس السوري إلى وقف العنف ضد المصابين الذين يحتاجون إلى الرعاية. وقالت آلي “من الضروري أن تؤكد السلطات السورية على حيادية منشآت الرعاية الصحية”.

ولا تعمل منظمة أطباء بلا حدود مباشرة داخل سوريا. وقالت المنظمة إنها سعت للحصول على ترخيص للعمل في البلاد منذ عدة شهور دون جدوى.

موسكو ونظام الأسد.. علاقات متشعبة

طبع ما يمكن وصفه بالدعم غير المحدود مواقف روسيا تجاه سوريا أثناء الثورة الشعبية الحالية ضد النظام، سواء ما تعلق منها بالفيتو الروسي الأول ثم الثاني ضد مشروع قرار عربي غربي في مجلس الأمن أو توريد السلاح الروسي إلى الساحة السورية الملتهبة منذ 11 شهرا.

لكن الناظر لهذه العلاقات يجدها قد خطت مسارها خاصة لدى الشريك الروسي على حسابات واسعة ذات أبعاد إستراتيجية وعسكرية وسياسية واقتصادية، في حين وجدت موسكو في دمشق سوقا لتصدير أسلحتها في سياق تعاون عسكري بارز طبع علاقاتهما منذ عقود.

كان الاتحاد السوفياتي السابق من أوائل الدول التي اعترفت بسوريا بعد استقلالها عام 1944، وتعززت العلاقات بين البلدين بعد وصول الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد إلى الحكم عام 1970، حيث لجأ الكرملين بعد طرد السوفيات من مصر إلى بلد آخر في الشرق الأوسط هو سوريا التي يحكمها حزب البعث العربي الاشتراكي، فتدفق السلاح إليها إضافة إلى الدعم السياسي في المحافل الدولية.

وفي العام 1963 أقيم مركز الدعم المادي التقني للأسطول البحري السوفياتي سابقا والروسي حاليا في ميناء طرطوس السوري كأحد أشكال العلاقات الإستراتيجية بين البلدين.

شطب ديون

وقد نشطت هذه العلاقات بصورة أكبر عام 2005 وفي عهد الرئيس الحالي بشار الأسد عندما لجأ السوريون إلى الحليف الروسي لشطب ديون دمشق التي تجاوزت في العام 1992 13 مليار دولار، حيث وقع البلدان اتفاقية شطبت موسكو بموجبها 75% من ديون سوريا.

ولكن بأي مقابل، زار بشار الأسد روسيا منذ توليه الحكم ثلاث مرات (2005-2006-2008) مقابل زيارة واحدة قام بها الرئيس الروسي ديمتري مدفيدف في 2010 جرى الحديث فيها على الشراكة الإستراتيجية بين البلدين.

ترجم هذه التعاون -بالإضافة إلى مركز الدعم التقني للأسطول البحري الروسي في ميناء طرطوس السوري- بارتفاع نصيب سوريا في الصادرات العسكرية الروسية إلى ما بين 7% و10%.

وفيما يشبه الخطوة الاستعراضية رست سفن حربية روسية بما فيها حاملة طائرات في ميناء طرطوس في 8 يناير/كانون الثاني الماضي بينما كانت المحافظات السورية تلتهب مطالبة بإسقاط النظام.

توريد أسلحة

وفي أوج قصف المدن وارتفاع القتلى المدنيين وصلت الميناء سفينة وعلى متنها 60 طنا من الأسلحة والمعدات العسكرية المرسلة من قبل الوكالة الروسية العامة لتصدير الأسلحة.

وأكثر من ذلك وقع البلدان حسب صحف روسية الشهر الماضي على صفقة لتزويد سوريا بـ36 طائرة من نوع (ياك 130)، وذلك مقابل 550 مليون دولار تضاف لصفقات تسلح بقيمة 700 مليون دولار عام 2010.

أما تجاريا فقد بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين ملياري دولار، وأغلبه في مجال التعاون في مجالات النفط والغاز.

مواجهة الهيمنة

يقول الداعمون للموقف الروسي -بناء على هذا التعاون الواسع- إن موسكو ظلت تراهن على الموقف الروسي كسلاح رئيس في الشرق الأوسط في مواجهة الهيمنة الأميركية.

لكن منتقدي الفيتو الروسي واصطفافه إلى جانب النظام الروسي يقولون إن روسيا لم تستطع صنع أي أصدقاء جدد في المنطقة، ولذلك قد تذهب خسارتها أبعد من الخسارة المادية في حال لم تعدل موقفها، وفي ظل حسابات ساساتها قبل الانتخابات الرئاسية القادمة.

بسبب هجمات القوات السورية

حقوقيون عرب يؤيدون الجيش الحر

أصدرت مجموعة من الحقوقيين العرب المهتمين بالقانون الدولي بيانا أبدوا فيه دعمهم للجيش السوري الحر، معتبرين أن حق المقاومة وفقاً للقانون الدولي هو أحد أنواع الدفاع عن النفس الذي نصت عليه المواثيق الدولية، وأن ما يقوم به هذا الجيش هو أمر مشروع في القانون الدولي.

 وناشد البيان الحكومات العربية أن تمد يد العون للثوار السوريين بالمال والسلاح، كما طالبوا مجلس الأمن بالاعتراف بحق الشعب السوري في الدفاع عن نفسه.

 وقال خبير القانون الدولي الدكتور محمود المبارك أحد الموقعين على البيان إن البيان هو تأصيل قانوني دولي يؤكد أن حق المقاومة هو حق فطري أكدته المواثيق الدولية ومنها المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة واتفاقية لاهاي للعام 1907 والإعلان العالمي لحقوق الإنسان عام 1948 وكذلك إعلان استقلال البلدان والشعوب المستعمرة الصادر عام 1960.

 وأضاف في اتصال هاتفي مع الجزيرة من الأحساء بالمملكة العربية السعودية أن الشعب السوري اليوم تنتهك حرمته بمعنى أنه يحتاج إلى من يدافع عنه، والجيش السوري الحر قد نصب نفسه لذلك، وهذا الجيش بدوره لا بد له من معونة لأداء مهمته.

واعتبر أن البيان “هو خطوة قانونية تعطي الشرعية لأي دولة لمساعدة الجيش السوري الحر، بمعنى أن هذه الدولة أو الدول لا تحتاج إلى قرار من مجلس الأمن لكي تمد هذا الجيش بالمال والسلاح”.

وعما إذا كان الرئيس السوري بشار الأسد لم تعد له شرعية، قال المبارك “إن الشرعية لأي حاكم تأتي من داخل البلد وليس من خارجه، والشعب السوري قد أسقط شرعية الأسد وحكومته من أول يوم قامت فيه المظاهرات في درعا ثم امتدت إلى المدن الأخرى”.

فتوى

وكان 107 من كبار العلماء المسلمين أفتوا بعدم جواز الاستمرار في العمل في وظائف قوات الأمن والجيش السوريين في ظل الوضع الراهن، وبوجوب الانشقاق عنه والوقوف في وجهه ولو أدى ذلك إلى قتلهم.

وطالب العلماء في بيانهم السوريين بتعزيز الجيش السوري الحر والانضمام إليه للدفاع عن المدنيين.

 كما دعا البيان المسلمين والعالم الحر إلى دعم تشكيلات هذا الجيش ماديا ومعنويا. وأكد العلماء على وجوب دعم الثوار في سوريا بكل ما يحتاجونه، ليتمكنوا من إنجاز ثورتهم والمضي في سبيل نيل حريتهم وحقوقهم.

 وحث العلماء الدول العربية والإسلامية على اتخاذ مواقف جادة تجاه النظام السوري بطرد سفرائه ووقف التعامل معه، وتجاه الدول المساندة له خاصة روسيا والصين. ودعا بيان العلماء ثوار سوريا والمجلس الوطني المعارض وأي تشكيلات أخرى إلى توحيد الصفوف والتسامي عن أي خلافات جانبية.

 ومن الموقعين على البيان رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور يوسف القرضاوي ومفتي مصر علي جمعة، وكل من العلماء راشد الغنوشي وصادق الغرياني وعبد المجيد الزنداني وعوض القرني وسلمان بن فهد العودة ومحمد حسان وأحمد هليل وعلي الصلابي وعشرات من كبار العلماء المسلمين.

75 قتيلا في سوريا.. معظمهم في حمص

أهالي الرقة والسويداء تظاهروا بقوة احتجاجاً على مجزرة حمص الأخيرة

حمص – جعفر الحمصي، بيروت – محمد زيد مستو

أعلنت الهيئة العامة للثورة السورية سقوط 75 قتيلا في سوريا اليوم الأربعاء، معظمهم في حمص.

ووردت أنباء عن مقتل 61 شخصاً، بينهم 21 طفلا، في حمص وإصابة العشرات خلال محاولة اقتحام أحياء المدينة وسط تجدد للقصف العنيف، حسب ما أفاد مراسل “العربية”.

ووصلت المدينة تعزيزات عسكرية واسعة النطاق وسط انتشار كثيف للأمن والعسكر والقناصة على أسطح المنازل .

وأفاد ناشط سوري لـ”العربية” أن القصف الصاروخي بدأ منذ ساعات الفجر الأولى على أحياء حمص مع انتشار دبابات الجيش السوري في كافة أنحاء المدينة، فيما أكد طبيب ميداني أن الإصابات خطيرة وتحتاج لتدخلات سريعة مع الإشارة إلى النقص الشديد في المواد الطبية اللازمة لإسعاف الجرحى.

وأفاد شاهد عيان أن الوضع في بابا عمرو مزر جدا وعمليات الإسعاف متعثرة جراء القصف العنيف، مشددا على أن القذائف والصواريخ دمرت 20 منزلا وتسببت في إشعال عدة حرائق.

حرب حقيقية على حمص

وأضاف مراسل العربية أن ما يجري في حمص منذ ساعات الفجر الأولى هو بمثابة حرب حقيقية.

وأفادت لجان التنسيق المحلية بسقوط 100 قذيفة على بلدة الزبداني بالإضافة إلى اقتحام عشرات الآليات العسكرية لعدة بلدات في درعا.

وأفادت الهيئة العامة للثورة السورية بمقتل العشرات بعد تجدد القصف على أحياء الخالدية والبياضة في حمص وبابا عمرو مع تحليق المروحيات العسكرية على ارتفاع منخفض، في وقت قطعت فيه كافة الاتصالات والإنترنت عن حمص وريفها بشكل كامل.

وكانت الرقة والسويداء شهدتا تحركات نسبية ضد النظام السوري، ودخلتا على خط الثورة بقوة مع تزايد التصعيد العسكري لقوات الجيش والأمن وارتكابها مجازر في حمص وريف دمشق.

وبعد مواجهات بالأيدي والعصي للأهالي مع رجال الأمن في الرقة شمال وسط سوريا، وسقوط العديد من الضحايا خلال الأسبوع الماضي، شهدت مدينة السويداء جنوباً يوم أمس هجوماً عنيفاً على المتظاهرين الذي هتفوا للمدن التي تتعرض للمجازر، ونفذت قوات الأمن السوري حملة اعتقالات واسعة بالسويداء، بالإضافة إلى محاصرة العشرات داخل منازلهم.

وتعرضت مدينة السويداء جنوب سوريا لإطلاق نار كثيف أمس، ما أدى إلى جرح سبعة أشخاص، ووردت أنباء عن مقتل أحدهم جراء إطلاق الأمن السوري النار على مظاهرات خرجت نصرة لحمص التي تعرضت لقصف عنيف لليوم الرابع على التوالي.

كما منعت السلطات سيارات الإسعاف من الوصول للمدينة، واقتحمت العديد من المنازل بحثاً عن المتظاهرين الذين فروا، حسب الهيئة العامة للثورة السورية.

وتأتي تلك الأحداث وسط انتقاد تعرضت له محافظة الرقة والسويداء، بالتخلف عن ركب الثورة السورية.

مال الشبيحة

ورغم أن المظاهرات المناهضة للرئيس السوري بشار الأسد ونظامه الحاكم، خرجت في جميع المدن خلال الثورة، إلا أن نسبة زخمها والقمع الذي واجهته عرفت تفاوتا بين مختلف المدن.

ففي حين نالت حمص وحماة وإدلب ودرعا وريف دمشق النصيب الأكبر من الحملات العسكرية التي راح ضحيتها آلاف الضحايا، تعرضت مدن حلب والسويداء وطرطوس لقمع بسيط خلال الأشهر الأولى من اندلاع الثورة.

لكن الرقة التي يقدر عدد سكانها بمليون نسمة، تعتبر من المدن التي بدأت الحراك باكرا جدا بواسطة الناشطين الذين شرعوا بعمل منظم من أيام الثورة التونسية، حسب الإعلامي السوري المعارض فرحان مطر.

ويقول مطر الذي ينحدر من الرقة، إن البنية العشائرية، وتأثير البعث والسلطات التي حاولت استرضاء شيوخ العشائر بالترغيب والترهيب، بالإضافة إلى وجود عنصر حاسم وهو محافظ الرقة عدنان السخمي صاحب شركة آسيا للدواء والمتورط في قضايا فساد كبيرة وقوية والاتجار بالمخدرات؛ ساهمت في إبطاء زخم الحركة الاحتجاجية ضد الأسد.

ويضيف أن محمد سعيد بختيان ساهم بماله كذلك في تقديم الرشاوى ومحاربة كل من له علاقة بالحراك بفصله عن عمله، إضافة إلى القوات الأمنية التي غيبت وأخرت حراك الرقة، وهو ما جعل بشار الأسد يختار المدينة ليصلي فيها عيد الأضحى لأول مرة خارج العاصمة، حيث قيل آنذاك إن الرقة خارج الحراك.

لكن مع ذلك فإن ثوار الرقة بهتافاتهم “شوشوا” على الصلاة حينها وأجبروا التلفزيون الرسمي على قطع البث المباشر وقت عرض الصلاة، فيما لم يتم عرض كلمة ألقاها الرئيس السوري على أهالي المدينة بالبث المباشر ولا حتى مسجلة بسب تداخلها مع أصوات الهتافات المعارضة، حسب تأكيد مطر الذي كان أعلن استقالته عن التلفزيون السوري الرسمي وانضمامه للمعارضة قبل أشهر.

وكان آخر ما سعى له النظام لإثبات أن المدينة موالية له، هو قيامه بعقد ملتقى العشائر فيها منذ أكثر من أسبوع، وهو ما أغضب المحتجين الذين أرادوا إثبات أن المدينة تقف إلى جانب المدن السورية الأخرى في وقوفها ضد القتل المتواصل حسب وصف مطر، معتبراً أن تلك الحادثة كانت بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير، والتي تزامنت كذلك مع المجازر “الوحشية” التي ترتكب في المدن الأخرى، الأمر الذي أجج الشعور بالغضب لتخرج الرقة بقوة على النظام.

وتمثل حراك الرقة مؤخراً بالمظاهرات وإزاحة صور الرئيس السوري بشار الأسد ووالده حافظ، ما أدى إلى فرار الأمن في بعض الأحيان، واضطرارهم للاشتباك مع الأهالي بالحجارة والعصي.

وتشهد الرقة التي تعتبر من المحافظات السورية الكبيرة مساحة وفق فرحان مطر حالة غليان، مشيراً إلى أن أحياء كثيرة خرجت عن سيطرة القبضة الأمنية للسلطات، وهو ما دفعه لتحدي الحكومة بإخراج أي مسيرة مؤيدة للرئيس الأسد خلال الوقت الحالي.

وفيما بلغ عدد القتلى في الرقة 13 قتيلاً معظمهم جنود رفضوا إطلاق النار على المتظاهرين خلال أشهر الثورة السورية، أدى الحراك الأخير إلى مقتل شاب ودهس طفل على أيدي قوات الأمن والشبيحة، ورضيعة ماتت في حضن أمها باختناقها بالغاز حسب مصادر للمعارضة.

اللعب على الأقليات

أما مدينة السويداء التي خرجت أمس إلى الواجهة بعد اقتحامها بعنف من قبل قوات الأمن واستعمال الرصاص الحي فيها ضد المتظاهرين للمرة الأولى، فإنها أيضاً كانت من المدن التي خرجت فيها مظاهرات ضخمة خلال الأشهر الماضية، كان أكبرها المظاهرات التي خرجت في ساحة الشعلة وأخرى في ساحة الفخار وسط المدينة، حسب وصف المعارضة السورية ريما فليحان.

وأشارت الكاتبة فليحان إلى أن المتظاهرين أحرقوا تمثال حافظ الأسد ثلاث مرات، كان آخرها أول أمس الإثنين، مؤكدة أن مدينتها لن تكون أقل من المدن الأخرى الثائرة بعدما جرى خلال اليومين الماضيين.

ورغم اتهام السويداء المجاورة لدرعا مهد الاحتجاجات، بتخلفها عن ركب المدن الثائرة ضد حكم الأسد، حيث لم يسقط فيها سوى خمسة قتلى منذ مارس/آذار العام الماضي، إلا أن الحراك فيها بشكل عام حسب تأكيد فليحان، كان نخبوياً، وهي من المحافظات التي بدأ فيها الاعتصام النقابي بوقت مبكر من الثورة.

سوريا تتحول إلى تابوت كبير.. ودمشق تنتظر دورها

فوضى في المؤسسات الرسمية.. والشبيحة يحتلون المقاهي

دمشق – جفرا بهاء

نهار دمشق وليلها غريبان عن بعضهما، لا رابط بينهما سوى وحدة المكان، فشوارعها في النهار تئن تحت أقدام وسيارات المؤيدين، بينما تستقبل الليل صارخة بجملة “الله أكبر” في الكثير من شوارعها حاملة صوت الرصاص إلى داخل البيوت والقلوب.

دمشق تؤمن أن الكلام الساخط وحده لا يكفي، وهو ليس سوى غبار صيف يعمي العين، ولكن النظام السوري مطبق على العاصمة السورية كما الوحش الجريح الذي يصارع آخر سكرات الحياة، محاولاً الفتك بكل ما حوله محولاً الاحتقان الذي في الصدور ناراً أصبح من الواضح أن الرماد الذي يغطيها لن يستمر طويلاً.

وإن كانت دمشق تاريخياً أثبتت مهارة وحنكة في التحايل على الظلم، وإن كانت حافظت في جميع الظروف على هدوء ظاهري، فإن هذا الهدوء لا يجعل الطمأنينة تستقر في قلب النظام الحاكم، إذ إن الحركة شبه الطبيعية للشوارع وللناس لا يمكن أن تنبئ عن الواقع الحقيقي للمدينة.

ومن يرى دمشق اليوم يفهم ماذا يعني أن تتشح بالسواد كالأم الثكلى، ويدرك ما معنى أن يستفزها النظام السوري بإشاعة الخوف والرعب في شوارعها من خلال حواجزه ومسيراته وشبيحته الذين باتوا مظهراً موجوداً في كل مكان عام أو خاص، حزن وغضب سكانها ينبعث من أفئدتهم ليلتحموا بمدينتهم ليلاً خارجين كل ليلة هاتفين لنصرة إخوتهم.

ريف دمشق “الابنة المدللة” تُقتحم يومياً تحت سمع سكان دمشق، ومالم يعتده هؤلاء هو سماع أصوات الرصاص، والجديد هذه الأيام أن أصوات الرصاص لم تعد حكراً على ما يأتي من الريف المحيط بالمدينة، بل تعداه لينطلق في أكثر الشوارع تأييداً للنظام عادة في النهار، وكأن دموع دمشق باتت تجري دون توقف بعد أن صارت عيونها ساحة للصمت.

وإن كان التلفزيون السوري الرسمي بث الاستقبال الذي قام به المؤيدون على أتوستراد المزة لوزير الخارجية الروسي، فإن ذات التلفزيون لم يملك جرأة أن يقول إن أتوستراد المزة الذي استبيح لمسيراتهم منذ بداية الثورة أعلن انتفاضته الخاصة، واعتاد كل ليلة على الخروج عند منتصف الليل ليهتف لحمص ولريف دمشق محاولاً تضميد جرحه الذي أصر على النزيف من الجسد كله.

اعتاد النظام السوري أن يجمع الموظفين والطلاب في ساحة السبع بحرات “الأصغر من حيث المساحة”، ولكن التجارب الفاشلة في حشد عدد كبير عدة مرات جعلته يغير سياسته، منتظراً مناسبة كزيارة وزير الخارجية الروسي مستخدماً الترغيب لكل من يشارك والترهيب لمن لا يشارك في مسيراته المصطنعة، فأصبح يوم المسيرة هو يوم عطلة رسمي بالنسبة للموظفين وخصوصاً المعارضين منهم.

حالة من الجمود تسيطر على المدينة، أروقة المؤسسات الرسمية تحولت إلى ما يشبه الفوضى، وأي مواطن يدخل حاملاً معاملة رسمية فإن معاملته ستدخل الأدراج لتقبع فيها إلى ما شاء الله.

المقاهي باختلاف أنواعها باتت مقصد الشبيحة وعناصر من الجيش بلباسهم الرسمي، يجلسون هناك مستفزين مشاعر كل من دخل المقهى أو المطعم، مفجرين بذلك براكين من الغضب المكبوت وسط أخبار القتل والوحشية التي يسمعها سكان دمشق كما غيرهم في باقي المدن، لتتحول أحاديث هؤلاء إلى الهمس، وليصبح الهواء العقيم هو المسيطر على الجالسين، ولتزحم النقاشات والكلمات الغاضبة فاضة بذلك بكارة الصمت رافضة الموت.

ومع تحول الوطن إلى تابوت كبير يدرك سكان العاصمة أن دورهم آت لا محالة، وما الهدوء المخيم على بعض شوارعها إلا أكذوبة، ولتصل آهات وصرخات حمص وريف دمشق محطماً الخناجر الخشبية التي تتموضع عند الرقاب.

ميليشيا مؤيدة للأسد تقتل 3 عائلات في حمص

اقتحموا منازلهم وقتلوا 20 شخصاً على أطراف أحياء معارضة في حمص

العربية.نت

قتل أفراد ميليشيا مؤيدة للرئيس السوري بشار الأسد بالرصاص 20 مدنيا على الأقل، حين اقتحموا منازل ثلاث عائلات عزل على أطراف أحياء معارضة في مدينة حمص، حسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم الأربعاء.

وقال المعارض بالمنفى رامي عبدالرحمن، رئيس المرصد الذي يوجد مقره في بريطانيا، متحدثا لوكالة “رويترز”، إن ميليشيا الشبيحة اقتحمت ثلاثة منازل أثناء الليل وذبحت عائلة تضم خمسة أفراد، هم الأب والزوجة وأطفالهما الثلاثة، وعائلة من سبعة أفراد في منزل آخر، وثمانية أفراد في منزل ثالث.

ولم يصدر حتى الآن تعليق فوري من السلطات السورية على المذبحة، فيما أعلن المجلس الأعلى للثورة في حمص عن مقتل الأسر الثلاث ذبحا بالسكاكين.

ولا تزال أحياء حمص تعيش تحت وطأة القصف وحالة من الحرب الحقيقية، حسب ما يؤكد مراسل “العربية”.

الوطني السوري يرحب بطرد دول الخليج سفراء النظام

استدعت كل من فرنسا وإسبانيا سفيريهما في دمشق “للتشاور”

العربية.نت

رحب المجلس الوطني السوري اليوم الأربعاء في بيان له بقرار دول مجلس التعاون الخليجي طرد السفراء السوريين المعتمدين لديها، داعيا الى الاعتراف الرسمي بالمجلس “ممثلا لارادة الثورة والشعب في سوريا”.

وأعرب المجلس في بيان تلقت وكالة “فرانس برس” نسخة عنه عن “تقديره لموقف دول مجلس التعاون الخليجي بطرد سفراء النظام السوري على الفور وسحب سفرائها من دمشق تنديدا بالمجزرة الجماعية التي ينفذها النظام بحق الشعب السوري وخاصة في حمص”.

واضاف البيان انه “يأمل ان تتعزز تلك الخطوة باعلان الاعتراف الرسمي بالمجلس الوطني بوصفه ممثلا لارادة الثورة والشعب في سوريا”.

وناشد البيان “كافة الدول العربية والبلدان الصديقة طرد سفراء النظام وقطع العلاقات الدبلوماسية معه”.

ومن جانبه، اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاربعاء ان استدعاء عدد من الدول سفراءها من سوريا “غير منطقي” ولا يساهم في تطبيق الخطة العربية لحل الأزمة في هذا البلد، متحدثا غداة زيارة لدمشق.

قرار خليجي

و قررت دول مجلس التعاون الخليجي في وقت سابق طرد سفراء سوريا المعتمدين في عواصمها واستدعاء سفرائها من دمشق.

وفي بيان له، أكد المجلس أن الدول الخليجية تتابع “ببالغ الأسى والغضب تزايد وتيرة القتل والعنف في سوريا الذي لم يرحم طفلاً أو شيخاً أو امرأة في أعمال شنيعة أقل ما يمكن وصفها به بالمجزرة الجماعية ضد الشعب السوري الأعزل دون أي رحمة أو شفقة أو حتى مراعاة لأية حقوق أو مشاعر إنسانية أو أخلاقية”.

ويضيف البيان أن المملكة العربية السعودية، رئيسة الدورة الحالية لمجلس التعاون، أعلنت أن دول المجلس قررت سحب جميع سفرائها من سوريا والطلب في الوقت ذاته من جميع سفراء النظام السوري مغادرة أراضيها وبشكل فوري وذلك “بعد أن انتفت الحاجة لبقائهم بعد رفض النظام السوري كل المحاولات وإجهاضه كافة الجهود العربية المخلصة لحل هذه الأزمة وحقن دماء الشعب السوري الشقيق”.

ورأت دول المجلس أن على الدول العربية المقرر أن تجتمع في مجلس الجامعة الأسبوع القادم أن تتخذ كافة الإجراءات الحاسمة أمام هذا التصعيد الخطير ضد الشعب السوري بعد أن قاربت الأزمة من السنة دونما أي بارقة أمل للحل.

وأعربت هذه الدول عن شعورها بـ”الأسى البالغ والحزن الشديد على هدر هذه الأرواح البريئة وتكبد هذه التضحيات الجسيمة لا لشرف الدفاع عن الوطن ضد معتد أجنبي ولكن لتحقيق مآرب شخصية تهدف إلى الصراع على السلطة دونما أي اعتبار لكرامة المواطن السوري وحريته”.

فرنسا وإسبانيا تستدعيان سفيريهما

وكانت كل من فرنسا وإسبانيا قد سحبتا اليوم سفيريها من سوريا، رداً على حملة القمع الدموية التي يشنها النظام السوري ضد المناهضين له.

وقالت الخارجية الإسبانية، في بيان لها إنه، سيتم كذلك استدعاء السفير السوري بشكل عاجل إلى وزارة الخارجية للإعراب له شخصياً عن إدانة ما تقوم به قوات الجيش والأمن السورية.

اما المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، برنار فاليرو، فأكد أنه “نظرا لتصاعد حملة القمع التي يشنها النظام السوري ضد شعبه، قررت السلطات الفرنسية استدعاء السفير الفرنسي في سوريا للتشاور”، موضحاً أن السفير الفرنسي سيعود الى باريس “خلال الأيام القليلة المقبلة”.

وأضاف فاليرو: “بدأنا محادثات مع شركائنا في بروكسل لتشديد العقوبات مرة أخرى” على سوريا، في إشارة الى الإجراءات الاقتصادية التي اتخذها الاتحاد الأوروبي ضد حكومة الرئيس السوري بشار الأسد وعدد من الشخصيات والمؤسسات السورية.

ومعلقاً على إعلان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان عن مبادرة جديدة بشأن سوريا “مع الدول التي وقفت مع الشعب السوري وليس مع النظام”، قال فاليرو إن فرنسا تتابع الخطة التركية، “إلا أنه ليس لدينا الكثير من المعلومات عنها”.

ودعا فاليرو وزير الخارجية الروسي المتواجد حالياً في سوريا، سيرغي لافروف، الى استخدام نفوذ بلاده للضغط على سوريا من أجل قبول خطة سلام إقليمية.

وأضاف: “نتوقع من لافروف أن يغتنم زيارته الى دمشق لكي يجعل النظام السوري يفهم عزلته، وليدعم خطة الجامعة العربية، التي هي مبادرة شجاعة يجب أن تكون أساس أي حل”.

أوروبا: جهود حل الأزمة السورية لا تتضمن خيارات عسكرية

بروكسل (8 شباط/فبراير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

يؤكد مسؤولو الإتحاد الأوروبي أن مجمل مساعيهم لحل الأزمة السورية تتركز بشكل أساسي على الجهود الدبلوماسية والإجراءات العقابية دون أن تتضمن بأي حال من الأحوال الخيارات العسكرية

وفي هذا الصدد، أكد مصدر دبلوماسي مطلع أن الحلول العسكرية مستبعدة تماماً بالنسبة للأزمة السورية، “ونعني بذلك عدم الحديث عن تدخل عسكري من أي نوع أو حظر جوي، فهذه أمور مستبعدة، إذ يبقى الهدف هو وقف العنف في سورية وليس السعي إلى تأجيجه”، حسب قوله

وشرح المصدر أن الوضع السوري مختلف عن الوصع الليبي، ” بالنسبة لليبيا كان هناك قرارا دوليا حظي بمظلة عربية للتدخل عسكرياً في هذا البلد، ونحن نصر على الإستفادة من كافة الدروس التي وفرتها لنا التجربة الليبية”، على حد وصفه

وأضاف أن التجربة الليبية علمّت الإتحاد الأوروبي، بشكل خاص، على الإستماع إلى مختلف الأصوات،”فعندما يتعلق الأمر بفرض منطقة حظر جوي، نعود لما حدث في ليبيا حيث اعتبرها البعض نجاحاً، فيما قال آخرون أن تسببت بمشاكل كثيرة، وهذا ما يجب أخذه بعين الإعتبار”، حسب تعبيره

وشدد المصدر على رفض كل الأطراف الدولية المهتمة بالشأن السوري مسألة التدخل العسكري، مؤكداً أن العمل يجري من أجل تأمين أجواء تسمح بالبدء بمرحلة إنتقالية عبرحوار وطني حقيقي

وأضاف المصدر أن الإتحاد الأوروبي يؤيد مبادرة الجامعة العربية ويتابع إتصالاته مع كافة الأطراف بما في ذلك البرازيل

ويذكر أن الإتحاد الأوروبي يعمل من أجل فرض عقوبات إضافية على سورية من المأمول أن يتم إقرارها في السابع والعشرين من الشهر الجاري موعد اجتماع وزراء خارجية دول الإتحاد الأوروبي

تونس: النهضة تؤيد طرد السفير السوري وتدعو لتظاهرات “مساندة” للشعب السوري

تونس (8 شباط /فبراير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

جددت حركة النهضة التونسية الاربعاء دعمها لموقف الحكومة الخاص بطرد السفير السوري لديها ودعت جماهيرها في تونس إلى “تظاهرات شعبية مساندة لنضال الشعب السوري” بعد غد الجمعة العاشر من شباط/فبراير الجاري

وقالت الحركة في بيان لرئيسها راشد الغنوشي أن طرد السفير السوري من تونس الثورة هو “مطلب شعبي قبل أن يكون قرارا رسميا حظي باحترام الرأي العام الدولي والشارع العربي”، منوها بأنه “لا يمكن لبلد كان فاتحة لثورات الربيع العربي إلا أن يقف مع كل الشعوب الثائرة ضدّ الظلم والاستبداد”، بحسب البيان

وعبرت الحركة عن دعمها لموقف حكومة الثورة التونسية في طرد السفير السوري لديها مشيرة الى انها تستغرب من لجوء البعض لما وصفته “بالمقايضة الوهمية” في اشارة الى عدم اخذ الحكومة والرئاسة في تونس لوضع الجالية التونسية في دمشق وقالت “فإمّا أن نتخلى عن حرياتنا، أو عن القضية المركزية لأمتنا” مؤكدة أن الأنظمة المنتخبة هي الأكثر قدرة على الدفاع عن المصالح الوطنية والقومية لشعوبها، وان “إدانة صمت بعض النخب وتسويتها بين الجلاد وضحاياه يعتبر تواطؤا ضمنيا مع النظام الاستبدادي في سوريا”، حسب نص البيان

وكانت احزاب ولنقابات في تونس قد وصفت قرار السلطات طرد السفير السوري والشروع في اجراءات سحب الاعتراف بنظام بشار الاسد بأنه “خطوة متسرعة “و”سابقة في تاريخ الدبلوماسية التونسية “

ودعت النهضة أنصارها في تونس الى تنظيم تظاهرات شعبية مساندة لـ”نضال الشعب السوري”، كما حثت الشعوب وجامعة الدول العربية إلى مساندة “الأشقاء في سوريا صدّا لأبواب التدخل الأجنبي”، حسب تعبير البيان

جورج صبرا لـ آكي: المجلس الوطني منقسم حول التدخل العسكري في سورية

روما (8 شباط/فبراير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

قال عضو المجلس الوطني السوري المعارض جورج صبرا أن المجلس “منقسم حول تدخل عسكري للامم المتحدة في سورية لأنه مكون من مجموعات سياسية مختلفة للغاية، لديها الآن هدف مشترك هو إسقاط نظام بشار الأسد” حسب تعبيره

وذكر صبرا في مقابلة مع وكالة (آكي) الايطالية للأنباء أن “الاولوية” بالنسبة للمجلس الآن “انهاء العنف في سورية الذي يتسبب كل يوم في وفاة العديد من المدنيين” وأضاف “بالطبع فإن المجلس بحاجة الى جهود الاصلاح الداخلي للتفاعل بشكل أفضل مع المجتمع السوري، ولكن مرة أخرى هناك أعضاء يعارضون ذلك” على حد قوله

وحول ما قد يحدث بعد سقوط الرئيس السوري بشار الأسد ودور المجلس الوطني كمحاور مفضل بالنسبة للغرب، شكك صبرا في أن تبقى المعارضة السورية “موحدة، نظراً لأنه سيتم اجراء انتخابات جديدة” وأضاف “من المرجح جداً أن تتقدم كل جماعة سياسية (في المجلس) حينذاك بمفردها، كذلك كما سيحدث مع مختلف المجموعات التي تمثل لجان تنسيق الثورة” و “سيكون على الشعب السوري الذي قام بهذه الثورة أن يختار من يحكمه ديموقراطياً” حسب تعبيره

وفيما يتصل بالعلاقات بين المجلس الوطني و”الجيش السوري الحر” حرص على الإشارة إلى أن “المجلس الوطني لا يعتمد على الجيش الحر” وان “العلاقات معه ليست مستمرة، وإنما متقطعة للغاية” وأضاف “في الواقع، حتى المجلس الوطني لا يعرف ما هو الهدف الحقيقي لهؤلاء المنشقين، أما الآن، فإن الجيش السوري الحر هو أحد مكونات الثورة وسيحاول المجلس الوطني قريباً فهم دوره بشكل عبر عقد سلسلة من الاجتماعات” على حد قوله

وحول امكانية اندلاع حرب أهلية في سورية، قال صبرا “لقد تعلم السوريون الكثير من تجربة اللبنانيين والعراقيين، ولهذا السبب فإن الحرب الأهلية على الأقل حتى الآن مستبعدة. إن الأسلحة لازالت بيد الجنود الذين انشقوا، أي المنضويين تحت الجيش الحر، والذين يحمون المواطنين، ولا سيما في مدينة حمص” حسب تعبيره

ولفت إلى أن “الحوار مع روسيا غير مستبعد، إذا كانت هذه الأخيرة قادرة على إيجاد حل للأزمة السورية على الرغم من أنني أعارض بشدة أي حوار مع بشار الأسد” وأضاف “في بداية هذه الثورة سعينا في سورية مراراً وتكراراً للحوار مع الرئيس بشار الاسد لايجاد حل وتنشيط الاصلاحات التي طلبتها الناس، ولكن رد فعل الأسد كان القمع الذي أصبح أكثر عنفاً” وأضاف “بصدق أعتقد أن قلة من السوريين اليوم مستعدة لاجراء محادثات مع الرئيس” على حد قوله

الرئيس الروسي يبلغ أردوغان رفضه للتدخل الأجنبي في سوريا

قال الكرملين إن الرئيس الروسي ديميتري ميدفيدف أبلغ رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الأربعاء بأن البحث عن سبيل لإنهاء سفك الدماء في سوريا يجب أن يتواصل، بما في ذلك مجلس الأمن الدولي.

وعبر ميدفيدف عن رفضه لأي تدخل أجنبي في سوريا قائلا إنه خيار مرفوض.

وأكد ميدفيدف في محادثته الهاتفية مع أردوغان الحاجة إلى مواصلة الجهود لإيجاد حل، دون تدخل خارجي، وضرورة تنسيق الجهود لمساعدة السوريين أنفسهم على حل الأزمة.

مبادرة تركية

وقال وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو لوكالة رويترز للأنباء إن على المجتمع الدولي إرسال رسالة دعم قوية إلى الشعب السوري، وإرسال مساعدات إلى سكان مدينة حمص التي تتعرض إلى القصف المفعي على يد القوات السورية.

وقال أوغلو إن تركيا مستعدة لاستضافة مؤتمر دولي لدعم الشعب السوري، وإرسال رسالة إلى الرئيس السوري بشار الأسد لوقف حملته على المعارضة التي مازالت تتواصل منذ 11 شهرا.

وأضاف أوغلو أنه إذا فشل مجلس الأمن الدولي في حماية المدنيين، فيجب على الدول الحكيمة إيجاد السبل لإنهاء القتل، وتوصيل المساعدات إلى المدنيين الذين يحاصرهم القصف، خاصة في حمص.

وقال أوغلو قبيل توجهه إلى الولايات المتحدة لإجراء محادثات بشأن سوريا، إننا نريد عقد مثل هذا الاجتماع في منطقتنا، لنبدي قلقنا وتضامنا، … ولا يكفي أن نكون مراقبين، فقد حان الوقت لإرسال رسالة قوية للشعب السوري.

حمص

وكانت مدينة حمص قد تعرضت للقصف مجددا لليوم الخامس على التوالي، ويصف سكان المدينة القصف الأربعاء بأنه الأعنف.

ويقول النشطاء إن عدد الضحايا يتراوح بين 40 إلى 100 شخص قتلوا نتيجة القصف، ولكن يصعب التأكد من هذا الرقم.

وكان مراسل بي بي سي قد قال إن أنباء غير مؤكدة تفيد بأن قوات من المشاة موالية للرئيس بشار الأسد تتحرك مقتربة من المواقع التي تسيطر عليها المعارضة في المدينة.

ونقل المراسل عن أحد سكان بابا عمرو قوله إن قصف قوات الحكومة بالصواريخ والمدافع تميز بالعشوائية، وإنه إن لم يتدخل الغرب بدعم جيش سوريا الحر، فإن قوات الحكومة “ستسحق المعارضة.”

“إن كل بيت في بابا عمرو مستهدف، ولن تنجو إلا إذا كنت محظوظا”.

وقال جيم ميور مراسل بي بي سي في لبنان إن أعداد القتلى بسبب قصف الأربعاء ينبغي أن تأخذ بحذر. فهذه الأعداد تتضمن 18 طفلا خديجا توفوا بعد انقطاع التيار الكهربائي عن المستشفى، وقد أدى هذا إلى توقف الحضانات التي كانوا بها عن العمل.

وأضاف مراسلنا أن 19 شخصا من ثلاث عائلات في حمص قتلوا على يد من يعرفون باسم “الشبيحة” الذين اقتحموا بيوت تلك العائلات.

وقال التليفزيون السوري إن “إرهابيين مسلحين” هاجموا مصفاة للنفط في المدينة. وتنحي الحكومة السورية عادة باللوم في أعمال العنف على من تسميهم “جماعات يدعمها الأجانب”.

وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد كرر وعوده بإنهاء العنف، والحوار مع المعارضة، وإدخال إصلاحات، خلال محادثاته مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الثلاثاء.

كان لافروف قد عبر عن اعتقاده بأن الرئيس الأسد يدرك الحاجة لاتخاذ إجراء سريع.

رهان خاسر

وكانت الولايات المتحدة قد قالت إن الرهان بشكل كامل على الرئيس السوري بشار الأسد لحل الأزمة الراهنة في بلاده سينتهي الى الفشل.

جاء ذلك في تصريح أدلى به المتحدث باسم البيت الأبيض تعليقا على زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى دمشق واجتماعه مع الأسد.

كما عبرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند عن قلق بلادها في شأن استمرار بعض الحكومات مد الحكومة السورية بالأسلحة، وقالت إن ذلك يزيد من حدة العنف الدائر في البلاد.

في هذه الاثناء نقلت تقارير صحفية عن سكان في مدينة حمص السورية قولهم ان ما لا يقل عن 47 مدنيا قتلوا خلال الساعات الماضية بالمدينة بفعل قصف القوات الحكومية المتواصل لاحياء فيها.

ونقلت وكالة رويترز للانباء عن الناشط محمد حسن قوله، في اتصال عبر هاتف يعمل بالاقمار الاصطناعية، قوله ان “الكهرباء عادت لفترة وجيزة فتمكنا من شحن هواتفنا واتصلنا ببعضنا بين الاحياء، واحصينا 47 قتيلا على الاقل منذ منتصف الليل”.

المزيد من بي بي سيBBC © 2012

سوريا: الجيش يواصل قصف حمص لليوم الرابع على التوالي

يواصل الجيش السوري قصف مدينة حمص، أحد المعاقل الرئيسة للمعارضين لحكم الرئيس السوري بشار الأسد، لليوم الرابع على التوالي.

وارتفعت حصيلة ضحايا أعمال العنف الثلاثاء إلى 25 شخصا من بينهم اربعة جنود في الجيش النظامي وفقا لنشطاء سوريين.

وقال مراسل بي بي سي بول وود، الذي تمكن من دخول مدينة حمص، إن الانفجارات تسمع بشكل متواصل، وإن المنطقة التي يوجد فيها تتعرض بدورها لهجوم.

وقال نشطاء إن قصفًا مدفعيًّا من قبل الجيش طال حواجز المنشقين عن الجيش والمسلحين على أطراف الأحياء، خصوصا حيّ البياضة وشارع البرازيل وحي بابا عمرو الذي سمعت فيه دوي انفجارات ضخمة.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن إن “تسعة أشخاص على الأقل قتلوا بينهم سيدة، اثر اطلاق نار وقصف خلال محاولة اقتحام قوات الجيش حي الخالدية في حمص”.

وأضاف المرصد أن جنودا منشقين “قتلوا أربعة من أفراد الجيش”.

وفي حي بابا عمرو قتل ستة مدنيين على الأقل بعد تعرض الحي لقصف عنيف.

وأوضح المرصد أن طفلا قتل برصاص قوات الأمن التي اقتحمت الحولة في ريف حمص كما أصيب ثمانية آخرون على الأقل.

وقال المرصد إن “خمسة مدنيين قتلوا في مدينة الزبداني التي تعرضت لقصف عنيف بعد أن فشلت قوات الجيش في اقتحامها”.

وكان نشطاء سوريون قالوا إن 95 شخصا على الأقل قتلوا الاثنين جراء القصف العنيف التي تتعرض له حمص.

وفي المقابل قالت السلطات السورية ان قوات الجيش تحارب “ارهابيين” في حمص عازمين على تقسيم وتخريب البلاد.

وذكرت وسائل اعلام حكومية أن “عشرات الارهابيين” وستة من أفراد قوات الأمن قتلوا في الاشتباكات التي جرت في حمص الاثنين.

المزيد من بي بي سيBBC © 2012

تركيا تعد مبادرة جديدة بشأن سوريا

قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، الثلاثاء، إن تركيا تعد مبادرة جديدة مع الدول التي تعارض الحكومة السورية، واصفا استخدام الصين وروسيا لحق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار للامم المتحدة في شأن سوريا بـ”المهزلة”.

وأضاف في اجتماع لحزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه في أنقرة “سنبدأ مبادرة جديدة مع الدول التي تقف الى جانب الشعب وليس الحكومة السورية.”

واستطرد “أن العملية التي وقعت في الامم المتحدة فيما يتعلق بسوريا هي مهزلة للعالم المتقدم.

ومضى اردوغان للقول امام نواب حزبه ان حكومته “تستخدم كل السبل الدبلوماسية للفت انتباه الاسرة الدولية” الى الازمة السورية.

وندد بشدة بالفيتو الروسي والصيني في مجلس الامن السبت مؤكدا ان هذا الفيتو هو “اذن بالقتل يعطى للطاغية” في اشارة الى الرئيس السوري بشار الاسد.

ولم يذكر المزيد من التفاصيل في شأن المبادرة.

ومن المقرر ان يتوجه وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو الاربعاء الى الولايات المتحدة، حليفة تركيا في حلف شمال الاطلسي (الناتو)، ليلتقي وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ويبحث معها الملف السوري، وفق مصدر دبلوماسي تركي.

المزيد من بي بي سيBBC © 2012

البيت الابيض: نركز على الخطوات القادمة لحل الازمة في سوريا

واشنطن (رويترز) – قال البيت الابيض يوم الاربعاء ان الولايات المتحدة تأمل عقد اجتماع مع الشركاء الدوليين قريبا لبحث سبل وقف العنف في سوريا وتقديم مساعدات انسانية.

وقال جاي كارني المتحدث باسم البيت الابيض للصحفيين “في الايام القادمة سنواصل مناقشاتنا النشطة للغاية … لبلورة الخطوات القادمة للمجتمع الدولي في سبيل وقف قتل الشعب السوري.”

وتابع كارني ان المناقشات التي ستشمل المجلس الوطني السوري المعارض تستهدف مساعدة عملية “المضي قدما نحو انتقال سياسي سلمي .. انتقال ديمقراطي في سوريا.”

وبعد فشل مشروع قرار في مجلس الامن التابع للامم المتحدة ضد سوريا مطلع الاسبوع بسبب استخدام روسيا والصين الفيتو ضده تركز الانتباه على كيفية تشديد العقوبات المفروضة بالفعل على سوريا واستهداف سبل تمويل الرئيس السوري بشار الاسد.

لكن البيت الابيض شدد مجددا على انه لا يعكف على بحث التدخل العسكري لوقف الحملة على معارضي الاسد التي قتل فيها الالاف.

وقال كارني “لا نستبعد قط أي شيء في وضع كهذا. لكننا نواصل سبيلا يتضمن عزل نظام الاسد والضغط عليه حتى يتوقف عن عملية القتل الوحشي لشعبه.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى