أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الاثنين، 01 آب 2011


الدبابات تجتاح معاقل الاحتجاج… وحماة تقطر دماً

واشنطن – جويس كرم؛ دمشق، نيقوسيا، لندن -»الحياة»، ا ف ب، رويترز

شنت القوات السورية امس حملة، بدت متزامنة، على كل مواقع الاحتجاجات والتظاهر في البلاد، ما ادى الى وقوع نحو 140 قتيلا على الاقل ومئات الجرحى والمعتقلين في ما أعتبر اليوم الاكثر دموية، خصوصا في حماة، منذ بدء الاحتجاجات. ما اثار ردود فعل دولية منددة، فدعت واشنطن الى «عزل» الرئيس اشار الاسد وحكومته، فيما طالبت باريس المجتمع الدولي الى تحمل مسؤولياته، في حين اعتبرت انقرة ان اللجوء الى هذا العنف يلقي شكوكا على نية الحل السلمي.

فبعد حصار استمرت أكثر من اسبوعين، قامت دبابات الجيش السوري بدخول مدينة حماة وسط البلاد، مصحوبة بالمدرعات وقوى الامن. وتحدث شهود عن قصف بالمدفعية استهدف احياء المدينة واطلاق الرصاص الحى، ما ادى لسقوط ما لا يقل عن مئة قتيل ومئات الجرحى.

وتوازى مع دخول الجيش حماة، عمليات امنية واسعة في دير الزور، التي قال ناشطون إن ارتال من الدبابات تتوجه اليها، ودرعا والحراك والبوكمال وريف دمشق، اسفرت عن مقتل نحو 36 آخرين، ليكون يوم امس اكثر الايام دموية في سورية منذ بدأت الحركة الاحتجاجية.

وقال ناشطون إن 136 شخصاً بينهم 100 في حماة قتلوا برصاص قوات الأمن، اضافة إلى عشرات الجرحى إصابة اغلبهم خطرة خلال اقتحام قوات من الجيش لمدن سورية عدة.

وتحدثت الرابطة السورية لحقوق الإنسان عن «مقتل 3 أشخاص في ريف إدلب. وأكد رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان «مقتل 19 شخصاً في دير الزور (شرق) و6 أشخاص في الحراك (جنوب) وشخص في البوكمال (شرق).

وذكر المرصد السوري «أنه تم قطع الطريق الدولي المؤدي من حلب (شمال) إلى دمشق في مناطق عدة وخرج الأهالي للتظاهر في خان شيخون ومعرة النعمان وسراقب في ريف إدلب».

من جهتها، افادت وكالة الانباء الرسمية (سانا) ان «عنصرين من قوات حفظ النظام استشهدا اليوم برصاص مجموعات مسلحة فى حماة». واضافت الوكالة ان هذه المجموعات «قامت باحراق مخافر الشرطة والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة واقامت الحواجز والمتاريس واشعلت الاطارات في مداخل وشوارع المدينة».

وفي واشنطن، وفي أشد بيان حول سورية، أكد الرئيس باراك أوباما أن التقارير «المرعبة» حول حماة «انما تعكس الطابع الحقيقي للنظام السوري»، معتبرا أن «بشار الأسد ومن خلال أفعاله، يضمن أنه ونظامه سيصبحون جزءا من الماضي» وأن الشعب السوري «سيقرر المستقبل».

وعبر أوباما عن «شعور بالقرف من استخدام الحكومة السورية العنف والوحشية ضد شعبها». وأضاف أنه «مرة أخرى يظهر الأسد أنه غير قادر وغير مستعد على الاطلاق للتجاوب مع تطلعات وشكاوى الشعب السوري المشروعة». وشدد على أن «سورية ستكون في مكان أفضل عندما تسير في الانتقال الديموقراطي» ولوح «في الأيام المقبلة بأن الولايات المتحدة ستستمر في زيادة الضغوط على نظام الأسد والعمل مع آخرين حول العالم لعزل حكومة الأسد والوقوف مع الشعب السوري» وهو ما قد ينعكس في عقوبات واجراءات اضافية ضد قطاعات حيوية للنظام، وقيود ديبلوماسية أكبر على شخصيات فيه.

من ناحيته، قال مسؤول في السفارة الاميركية في دمشق إن الهجوم على حماة يرقى الى مستوى «الحرب الكاملة»، واصفا اياه بانه «عمل اخير يدل على الياس التام».

ودعت تركيا من جابنها الحكومة السورية الى وقف الهجمات القاتلة على المدنيين واستخدام السبل السلمية لانهاء الاضطرابات.

وقالت وزارة الخارجية في بيان نشرته وكالة الاناضول للانباء انه «فيما تتوقع تركيا من سورية العمل لاحلال جو سلمي خلال شهر رمضان المبارك، فانها، وكل العالم الاسلامي، تشعر بالحزن الشديد وخيبة الامل جراء التطورات الحالية عشية شهر رمضان».

واضافت ان عمليات القمع الدموية للمدنيين تلقي بالشك على «تصميم وصدق (الحكومة السورية) على حل المسالة بالوسائل السلمية».

وندد وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه «باقصى حزم ممكن» بمواصلة القمع في سورية، معتبرا ذلك «غير مقبول خصوصا عشية شهر رمضان».

6وقال جوبيه في تصريح ان فرنسا «تبدي قلقها البالغ حيال العمليات التي يقوم بها الجيش اليوم في حماة ودير الزور والبوكمال والتي افيد انها اوقعت حتى الان اكثر من مئة ضحية».واضاف انه «على المسؤولين السياسيين والعسكريين والامنيين السوريين ان يعلموا اكثر من اي وقت مضى انهم سيحاسبون على افعالهم».

وخلص الى «ان فرنسا تود اكثر من اي وقت مضى في هذه الظروف المروعة ان يتحمل مجلس الامن الدولي مسؤولياته ويعلن موقفه بشكل قوي وواضح مثلما فعل مرارا الامين العام للامم المتحدة» بان كي مون.

وعبر كل من لندن وبرلين عن مواقف مماثلة.

الدبابات اقتحمت حماه في أكثر الأيام دموية منذ آذار

أوباما يتحدث عن تقارير “مرعبة” ويتعهّد عزل الأسد

السفير الاميركي في دمشق روبرت فورد عاد الى واشنطن

مجلس الأمن يعقد جلسة طارئة اليوم بدعوة من ألمانيا

واشنطن – هشام ملحم

نيويورك – علي بردى

دمشق – الوكالات:

في مسعى واضح لاستعادة السيطرة على الاوضاع عشية بدء شهر رمضان، شدد النظام السوري حملته الامنية على الاحتجاجات المستمرة منذ خمسة اشهر، فاقتحمت الدبابات فجر امس مدينة حماه ومدناً اخرى في وقت متزامن مما اسفر عن سقوط 145 قتيلاً، في خطوة تشير الى عزم الحكومة على قمع التظاهرات بالقوة على رغم حملة التنديد الدولية التي كان ابرزها تعهد الرئيس الاميركي باراك اوباما تصعيد الضغط على الرئيس السوري بشار الاسد لفرض العزلة عليه وعلى حكومته، فيما وصل السفير الاميركي لدى دمشق روبرت فورد الى واشنطن لاجراء مشاورات مع حكومته والمثول امام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ. ويجتمع مجلس الأمن اليوم في جلسة طارئة بدعوة من ألمانيا للبحث في الوضع السوري، وقالت باريس انه لا يجوز السكوت عما يحصل في سوريا، بينما أعربت انقرة عن خيبة املها من وعود دمشق بالاصلاح ودعت الى الوقف الفوري للقمع.(راجع العرب والعالم)

وافاد ناشطون حقوقيون ان عشرات الدبابات دخلت حماه من مداخلها الاربعة الساعة الـ 5:00 صباحاً بالتوقيت المحلي، وان اشتباكات حصلت بين القوات الحكومية وأبناء المدينة الذين نصبوا حواجز وأحرقوا اطارات سيارات لاعاقة تقدم قوى الامن. واعادت هذه الاحداث الى الاذهان احداث حماه مطلع الثمانينات من القرن الماضي. وتحدث ناشطون عن سقوط 113 قتيلاً في حماه وحدها، بينما سقط الآخرون في دير الزور وضواحي دمشق ودرعا وحمص.

اما وسائل الاعلام السورية فقالت ان الجيش دخل حماه لتطهيرها من جماعات مسلحة “قامت بقطع الطرق واقامة حواجز واطلاق النار عشوائياً في شوارع المدينة وارهاب المواطنين”. واضافت ان مجموعة مسلحة هاجمت مفرزة امنية في بلدة صوران قرب حماه وقتلت خمسة من عناصر المفرزة واصابت خمسة آخرين بجروح. وبات امس اليوم الاكثر دموية في سوريا منذ انطلاق الاحتجاجات المطالبة باسقاط النظام. (راجع العرب والعالم)

وسجل هذا التصعيد عشية رمضان الذي كان المعارضون تعهدوا فيه زيادة تحركاتهم في مواجهة النظام وخصوصاً الاحتحاجات الليلية. وبدا ان النظام سارع الى خطوة استباقية من اجل اخضاع المدن والبلدات المتمردة عليه.

الموقف الاميركي

وفي واشنطن، تعهدت الولايات المتحدة تصعيد الضغوط على نظام الاسد بسبب العنف “الوحشي” الذي يستخدمه ضد شعبه من اجل زيادة عزلته وتأكيد الوقوف الى جانب الشعب السوري، واقتربت اكثر من اي وقت مضى من مطالبته بالتنحي، حين اشارت الى ان سوريا ستكون بلداً افضل حين تبدأ عملية الانتقال الديموقراطي.

وجاء في بيان صدر عن البيت الابيض باسم الرئيس اوباما ان “الرئيس بشار الاسد من خلال اعماله يضمن انه ونظامه سوف يبقيان في الماضي، وان الشعب السوري الشجاع الذي يتظاهر في الشوارع سوف يقرر مصيره”.

وقال اوباما انه “صعق من جراء استخدام الحكومة السورية العنف والوحشية ضد شعبها”. ووصف التقارير الواردة من حماه بأنها “مرعبة وتبين حقيقة النظام السوري. مرة اخرى، أظهر الرئيس الاسد انه غير قادر اطلاقاً وغير راغب في قبول المطالب الشرعية للشعب السوري”.

واضاف في تصعيد واضح ان لجوء الاسد “الى استخدام التعذيب، وفساده وارهابه تضعه في الجانب الخاطئ للتاريخ ولشعبه”.

واكد ان سوريا “ستكون مكاناً افضل عندما تسير عملية الانتقال الديموقراطي قدماً”. وتعهد الرئيس الاميركي، الذي تجري حكومته الآن اتصالات مكثفة مع حلفائها الاوروبيين بما فيهم تركيا في شأن الاوضاع المتردية في سوريا، انه “سيواصل الضغوط على النظام السوري، والعمل مع الآخرين في انحاء العالم لعزل حكومة الاسد والوقوف الى جانب الشعب السوري”.

وتزامن هذا الموقف مع وصول السفير الاميركي في سوريا الى واشنطن لاجراء مشاورات مع حكومته والمثول أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الاربعاء التي ستنظر في تعيينه سفيرا في سوريا، كما قالت مصادر أميركية مسؤولة لـ”النهار”. وكان أوباما عين فورد سفيرا في دمشق بقرار رئاسي العام الماضي نظرا الى معارضة عدد من الاعضاء الجمهوريين المصادقة على تعيينه.

وقالت المصادر المسؤولة لـ”النهار” ان السفير فورد أقلع من دمشق قبل بدء الهجوم العسكري على حماه، وهو هجوم وصفته هذه المصادر بغضب واضح بأنه “مجنون ومتهور ويائس”، وكشفت ان “الوضع المأسوي في حماه يعني اننا قد نطلب منه (فورد) العودة فورا الى دمشق وتأجيل جلسة الاستماع في مجلس الشيوخ” الى وقت آخر. وقالت: “يهمنا جدا في هذه المرحلة الحساسة ان يكون لنا سفير في دمشق يراقب الوضع مباشرة ويكرر مواقف حكومتنا بوضوح لجميع الاطراف”. وفي حال موافقة لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ على تأجيل جلسة الاستماع، فان فورد يمكن ان يغادر واشنطن عائدا الى دمشق مساء اليوم (الاثنين)، استنادا الى المصادر.

ويجتمع فورد اليوم مع وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، التي من المتوقع ان يصدر عنها بيان قوي عن الاوضاع في سوريا، يعكس المعلومات التي سيحملها فورد. ورأت المصادر ان الهجوم على حماه يعني ان نظام الاسد يريد ان يؤكد للحركة المعارضة تصميمه على استخدام العنف المفرط حتى ضد مدينة مثل حماه ارتبط اسمها بعنف هائل في 1982، على رغم ان العالم كله يراقب ما يجري في هذه المدينة.

وقالت المصادر ان نظام الاسد يشعر باحراج كبير لأن “تظاهرات حماه كانت سلمية، وأظهرت أكاذيب النظام عن نشاطات تخريبية لجماعات مسلحة”. وأشارت الى ان نظام الاسد طرد محافظ حماه السابق لأنه ساهم في تفادي العنف في المدينة.

الأمم المتحدة

وفي نيويورك ندد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون أمس بـ”حملة العنف” التي تنفذها السلطات السورية في حماه والمناطق الأخرى، داعياً الى وقفها “على الفور”، ومذكراً اياها بأنها خاضعة “للمحاسبة بموجب قانون حقوق الإنسان الدولي”.

وقال الناطق بإسم الأمم المتحدة في بيان أن الأمين العام “قلق جدا من تقارير من سوريا أن مئات المتظاهرين قتلوا وجرحوا في حماه ومدن وبلدات أخرى في البلاد”. وأضاف أنه “يندد بشدة باستخدام العنف ضد السكان المدنيين ويدعو الحكومة السورية الى وقف حملة العنف هذه فورا”. وكرر أن على السلطات السورية “واجب احترام حقوق الإنسان للشعب السوري، بما في ذلك حرية التعبير وحق التجمع السلمي”. وحضها على “الإستماع الى التطلعات المشروعة للسكان”. وذكر السلطات السورية بأنها خاضعة “للمحاسبة بموجب قانون حقوق الإنسان الدولي عن كل أعمال العنف التي ترتكبها ضد السكان المدنيين”.

حملة أمنية على حماه ودير الزور تحصد عدداً قياسياً من الضحايا … والأسد يعلن وأد الفتنة

أوباما يضغط لعزل النظام السوري … وتركيا وأوروبا تؤكّدان أن العنف ليس حلاً

في الوقت الذي يبدو فيه أن النظام السوري حسم أمره أمس باتجاه فرض حل عسكري للاحتجاجات الشعبية المستمرة منذ منتصف آذار الماضي، وشن عشية حلول شهر رمضان حملة أمنية واسعة النطاق تركزت على مدن حماه ودير الزور والبوكمال أدت الى رقم قياسي في عدد الضحايا قدر بعشرات القتلى ومئات الجرحى، أطلقت دول العالم الغربية حملة سياسية مضادة لزيادة الضغوط على الرئيس بشار الأسد لوقف عملية القمع للمحتجين، مع ارتفاع التهديد برفع ما يحصل في سوريا إلى مجلس الأمن الدولي.

وقال الأسد، في كلمة إلى الجيش، «لقد أرادوها فتنة لا تبقي ولا تذر، لكن الشعب السوري كان أكبر من كل ما تم رسمه والتخطيط له، واستطعنا معا أن نئد الفتنة، وأن نقف مع الذات وقفة جادة ومسؤولة تستكشف مواطن الخلل والوهن وتعمل على معالجتها، وتفتح الآفاق الرحبة أمام الإصلاح الشامل الذي انطلقت عربته ولن تتوقف رغم كل ما سخر ويسخر من طاقات مادية وتقنية ودبلوماسية وإعلامية وعسكرية بهدف تمزيقنا والقضاء على المقاومة نهجا وثقافة وسلوكا، ولن يكون مصير هذه الهجمة الشرسة أفضل من مصير سابقاتها».

وفي تدخل غير مسبوق من ناحية عمل موفد دبلوماسي في سفارة أجنبية في سوريا، اعتبر الملحق الصحافي في السفارة الأميركية في دمشق ج. ج. هاردر أن الهجوم الذي يشنه الجيش السوري على حماه «يرقى إلى مستوى الحرب الكاملة»، مضيفا «توجد عصابة مسلحة كبيرة واحدة في سوريا اسمها الحكومة السورية»، فيما توعد الرئيس الأميركي باراك أوباما بتصعيد الضغوط على النظام السوري «لعزل حكومته». وكررت أنقرة دعوتها الحكومة السورية إلى وقف العمليات العسكرية واختيار السبل السياسية والحوار والمبادرات السلمية للتوصل إلى حل».

وعشية بدء شهر رمضان، أعلن نشطاء مقتل 136 شخصا، بينهم 100 في حماه، وإصابة المئات «برصاص قوات الأمن» في حماه ودير الزور والبوكمال وحمص ومناطق أخرى، بينما تحدثت السلطات عن «استشهاد 6 من قوات

الأمن في حماه ودير الزور»، مشيرة إلى «قيام مجموعات مسلحة بإحراق مخافر الشرطة والاعتداء على الممتلكات العامة وإطلاق النار على المدنيين في المدينتين».

وأعلن مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن «أن الأهالي قاموا بإحراق 24 ناقلة جند تابعة للجيش السوري في منطقة المسرب (35 كلم غرب دير الزور) على الطريق الممتدة من الرستن الى دير الزور». وأوضح ان «الاهالي ألقوا قنابل مولوتوف على قافلة عسكرية لمنعها من التوجه الى دير الزور لضرب اهاليهم ما ادى الى إحراق 24 ناقلة جند».

ونقلت «رويترز» عن نشطاء قولهم إن «الدبابات السورية اقتحمت، وهي تطلق القذائف والمدافع الرشاشة مدينة حماه ما أسفر عن مقتل 80 مدنيا». لكن مصادر محلية في المدينة قالت لـ«السفير»، إن «الجيش لم يقتحم حماه بل سيطر على المداخل، وإن مقاومة عنيفة تمنعه من الدخول، استخدمت فيها مضادات الدروع كالأر بي جي». وأشارت إلى انه «ليس هناك قصف واقعي كما يذيع الناشطون، بل قصف خلبي (قذائف فارغة) في الهواء للترهيب، بالإضافة إلى اعتقالات واسعة في أحياء محدودة من المدينة نظرا لانقسام الأحياء ووجود الحواجز الشعبية فيها».

وقالت وزارة الداخلية، في بيان، إن «مجموعات مسلحة بدأت فجر اليوم (أمس) بمهاجمة المقرات الرسمية والأمنية ومراكز الشرطة في مدينة حماه في محاولة لقتل وخطف أفرادها وتخريب وحرق محتوياتها وإطلاق النار عشوائيا في كافة أنحاء المدينة لترويع المواطنين ومنع الموظفين من الوصول إلى أماكن عملهم». وأضاف البيان أن «قوات حفظ النظام تصدت مباشرة لهذه المجموعات المسلحة واشتبكت معها حماية لأمن المواطنين الأبرياء وحفاظا على المقرات والممتلكات العامة والخاصة وانتشرت في بعض مفاصل المدينة، وقد نجم عن هذه الاشتباكات استشهاد ثمانية من عناصر الشرطة وحرق عدد من الوحدات الشرطية بالمدينة والريف وعدد من السيارات والدراجات الشرطية ومقتل عدد من المسلحين». وشدد على أن «الجهات المسؤولة ستعمل جاهدة على ملاحقة الإرهابيين أينما وجدوا ليتم توقيفهم وتقديمهم للقضاء لينالوا قصاصهم العادل ومواصلة العمل لإعادة الأمن والاستقرار إلى المدينة». (تفاصيل صفحة 13)

الأسد

وقال الأسد، في كلمة عبر مجلة «جيش الشعب» إلى عناصر القوات المسلحة بمناسبة الذكرى الـ66 لتأسيس الجيش السوري، «أقدم لكم أطيب الأمنيات وأحر التهاني بمناسبة الذكرى السادسة والستين لتأسيس جيشنا العربي السوري الذي كان منذ اللحظات الأولى لولادته رمز الجيش الوطني الملتزم بقضايا الأمة، والمدافع عن حقوقها في مواجهة المخططات العدوانية التي تستهدف الحاضر والمستقبل. وقد أثبت جيشنا العقائدي البطل عبر مراحل تاريخه النضالي أنه الحصن المنيع والعرين الذي تتحطم على أقدام جنوده الميامين أحلام المعتدين ومشروعاتهم المشبوهة لتبقى سوريا بشعبها وجيشها أنموذجا يحتذى في الوحدة الوطنية والمحبة والتآخي والعيش المشترك الذي نعتز به ونفتخر، ونكمل الدرب معا نحو المستقبل المنشود».وأضاف «إذا كان قدر سوريا أن تكون في موقع القلب لهذه المنطقة الجيوستراتيجية من العالم فإن إرادة أبنائها تأبى إلا أن تكون قلب الأمة النابض بكل مقومات العزة والسيادة والكرامة والإباء. وإننا على يقين تام بأن تمسكنا بثوابتنا الوطنية والقومية يزيد حقد الأعداء علينا، لكننا في الوقت ذاته على ثقة مطلقة بأننا قادرون بوعي شعبنا وبوحدتنا الوطنية أن نسقط هذا الفصل الجديد من المؤامرة التي نسجت خيوطها بدقة وإحكام بهدف تفتيت سوريا تمهيدا لتفتيت المنطقة برمتها إلى دويلات متناحرة تتسابق لكسب رضا من عملوا على تفتيتها. وقد فات أولئك أن لسوريا خصوصيتها الذاتية العصية على كل المؤامرات والمتآمرين».

وشدد على أن «سوريا العربية شعبا وجيشا وقيادة اعتادت أن تشيد الانتصارات، وتلحق الهزائم بأعداء الوطن والأمة، ونحن اليوم أكثر تصميما على متابعة نهج الكرامة بخطى واثقة تستند إلى القدرات الذاتية، وتعرف كيف تفعلها لإضافة انتصار جديد، وترك صناع الحروب وتجار الدم يجترون مرارة الهزيمة والخيبة والخذلان».

وتابع «لقد أرادوها فتنة لا تبقي ولا تذر، لكن الشعب العربي السوري كان أكبر من كل ما تم رسمه والتخطيط له، واستطعنا معا أن نئد الفتنة، وأن نقف مع الذات وقفة جادة ومسؤولة تستكشف مواطن الخلل والوهن وتعمل على معالجتها، وتفتح الآفاق الرحبة أمام الإصلاح الشامل الذي انطلقت عربته ولن تتوقف رغم كل ما سخر ويسخر من طاقات مادية وتقنية ودبلوماسية وإعلامية وعسكرية بهدف تمزيقنا والقضاء على المقاومة نهجا وثقافة وسلوكا، ولن يكون مصير هذه الهجمة الشرسة أفضل من مصير سابقاتها، وجميع أبناء سوريا الشرفاء على يقين بأننا سنخرج من الأزمة أشد قوة وأكثر حضورا وفاعلية إقليميا ودوليا».

وخاطب الأسد القوات المسلحة بالقول «لقد أثبتم للعالم أجمع بأنكم الأوفياء لشعبكم ووطنكم وعقيدتكم العسكرية، وما قدمتموه من جهد وتضحيات سيبقى موضع التقدير العالي والإعجاب الشديد بتماسككم وانضباطكم وحرصكم على تمثل القيم النبيلة للمؤسسة العسكرية التي لم تبخل يوما في تقديم الغالي والنفيس للحفاظ على أمن الوطن والمواطن، ويكفيكم فخرا أن دماءكم الطاهرة وجراحكم النازفة وصبركم وإقدامكم وتصميمكم على تنفيذ مهامكم المقدسة قد أزهر وأثمر، وقطع الطريق على أعداء الوطن وأسقط الفتنة، وحافظ على سوريا وطنا أبيا عزيزا يحتضن جميع أبنائه، وقد عقدوا العزم على إكمال الدرب يدا بيد وكتفا إلى كتف في سبيل الحفاظ على الوطن وسيادية قراره الوطني الكفيل بتصدير نموذج سوري للحرية والديموقراطية والتعددية السياسية الكفيلة بإطلاق القدرات وتوفير الأجواء الملائمة لانطلاقة واثقة نحو مستقبل نصنعه بأيدينا، ووفق قناعاتنا ومصالحنا، لا وفق ما يريده أعداء الأمة».

وعن الجولان السوري المحتل، قال الأسد «يخطئ من يظن أن الضغوط وإن اشتدت، والمؤامرات وإن تنوعت، قادرة على أن تدفعنا للتنازل عن بعض حقوقنا ومبادئنا، فإيماننا بالسلام العادل والشامل، وحرصنا على بلوغه وتحقيقه لا يعني قط التخلي عن ذرة تراب أو قطرة ماء، والجولان العربي السوري سيبقى عربياً سورياً، وسيعود كاملا إلى حضن الوطن الأم سوريا، وسنبقى أحرارا في قرارنا الوطني، وأسيادا في علاقاتنا الدولية ونهجنا المقاوم لإحلال السلام العادل والشامل وفق قرارات الشرعية الدولية التي تؤكد على الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي العربية المحتلة حتى خطوط الرابع من حزيران 1967، ومن يراهن على غير ذلك يكن واهما، فالشدائد تزيدنا صلابة، والمؤامرات تزيدنا قوة، والضغوط تدفعنا للتمسك أكثر بثوابتنا وحقوقنا العصية على التذويب أو التهميش، وأبناء الرجال الذين صنعوا تشرين التحرير يعرفون كيف يشقون الطريق إلى تشرين جديد، وستبقى سوريا رغم أنوف أعدائها رمزا للمحبة والسلام والأمن والأمان والاستقرار الذي يحافظ على هيبة الدولة وكرامة المواطن. إننا لعلى موعد مع نصر جديد، ورسم معالم مستقبل باهر يتناسب مع طموحات شعبنا العربي السوري».

ردود فعل دولية

ووصف أوباما، في بيان، المتظاهرين الذين خرجوا إلى الشوارع بأنهم «شجعان»، معتبرا أن سوريا «ستكون أفضل عندما يحدث انتقال ديموقراطي» من دون أن يدعو بشكل واضح لرحيل الأسد. وقال «إن استخدام الحكومة السورية للعنف والوحشية ضد شعبها مروع. إن التقارير التي تخرج من حماه مرعبة، وتظهر الطبيعة الحقيقية للنظام السوري».

وقال أوباما إنه «في الأيام المقبلة، ستواصل الولايات المتحدة زيادة ضغوطها على النظام السوري والعمل مع آخرين في أنحاء العالم لعزل حكومة الأسد والوقوف مع الشعب السوري». وأضاف «مرة أخرى أظهر الرئيس الأسد انه غير قادر وغير مستعد بتاتا للاستجابة للتظلمات المشروعة للشعب السوري. ان استخدامه للتعذيب والفساد والترويع يضعه في مواجهة مع التاريخ ومع شعبه». وتابع إن «بشار الأسد من خلال اعماله يؤكد أنه سيصبح هو ونظامه جزءا من الماضي، وإن الشعب السوري الشجاع الذي تظاهر في الشوارع هو الذي سيقرر مستقبله. إن سوريا ستصبح مكانا افضل عندما يحدث انتقال ديموقراطي».

وكانت إدارة اوباما قالت مرارا ان الأسد فقد شرعيته إلا انها لم تسع صراحة الى إطاحته.

من جهته، اتهم السناتور الجمهوري جون ماكين السلطات السورية بارتكاب «مجزرة». وقال «آمل أن يتم اتخاذ إجراءات لرفع شكاوى إلى المحكمة الجنائية الدولية. لقد وصل الأمر إلى هذا الحد».

وكان الملحق الصحافي في السفارة الأميركية في دمشق ج. ج. هاردر قال، لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إن الهجوم الذي يشنه الجيش السوري على مدينة حماه «يرقى الى مستوى الحرب الكاملة» واصفا إياه بأنه «عمل أخير يدل على اليأس التام».

وقال هاردر «توجد عصابة مسلحة كبيرة واحدة في سوريا اسمها الحكومة السورية». وأضاف «أعتقد أننا نستطيع أن نقول إن هذه حرب كاملة تشنها الحكومة السورية على شعبها». وتابع «إن هذه الحرب الكاملة التي تشنها الحكومة السورية هي برأيي عمل آخر يدل على اليأس التام. انهم يقتلون شعبهم، ويرسلون بالدبابات الى مدنهم. هذه مهزلة».

وعن رأيه في قول الحكومة ان قواتها تواجه عصابات مسلحة، قال هاردر «توجد عصابة مسلحة كبيرة واحدة في سوريا اسمها الحكومة السورية». وأضاف «إنها العصابة المسلحة التي تنهب مدنها، هذه هي العصابة المسلحة التي تزرع الرعب في قلوب الكثير من الناس الذين خرجوا للتظاهر سلميا».

وقال هاردر إن المسؤولين الأميركيين لا يمكنهم أن يعرفوا على وجه التحديد من هي الجهة التي تحكم في الحكومة السورية. وأضاف «الحكومة ليست وحدة متماسكة ولكنها عبارة عن مجموعة من الجماعات المختلفة داخل الحكومة نفسها». وتابع «في أوقات كثيرة لا نعرف من هي الجهة التي نتحدث معها، ولا نعرف من يتحدث باسم الحكومة. من ناحية لدينا حركة إصلاح مزعومة، ومن ناحية أخرى لدينا حرب، وهجمات على حماه ودير الزور. الأمر غير منطقي على الإطلاق».

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، إلى وقف العنف مذكرا السلطات السورية «بأنه يمكن محاسبتها بناء على القانون الدولي لحقوق الإنسان على كل أعمال العنف ضد المدنيين».

ودعت تركيا الحكومة السورية إلى وقف الهجمات القاتلة على المدنيين واستخدام السبل السلمية لإنهاء الاضطرابات. وقالت وزارة الخارجية، في بيان، إن «تركيا تكرر مرة أخرى دعوتها الحكومة السورية إلى وقف العمليات (العسكرية) واختيار السبل السياسية والحوار والمبادرات السلمية للتوصل الى حل».

وأضافت ان «هذه العمليات (العسكرية) لن تؤدي الى حل»، معتبرة انه «فيما تتوقع تركيا من سوريا العمل لإحلال جو سلمي خلال شهر رمضان المبارك، فإنها، وكل العالم الإسلامي، تشعر بالحزن الشديد وخيبة الأمل جراء التطورات الحالية عشية شهر رمضان». واعتبرت أن «عمليات القمع الدموية للمدنيين تلقي بالشك على تصميم وصدق (الحكومة السورية) على حل المسألة بالوسائل السلمية».

وقال رئيس البرلمان الأوروبي جيرزي بوزاك، «أدين التدخل العسكري في حماه ومدن أخرى. يجب ان تتوقف المجزرة على الفور وعلى النظام ان يباشر تسليم السلطة». وأضاف «ان استخدام الاسلحة الثقيلة وقتل المدنيين الأبرياء لا يمكن تبريرهما، وعلى النظام السوري والهرمية العسكرية أن يفهما ذلك».

وقال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه، ان باريس «تبدي قلقها البالغ حيال العمليات التي يقوم بها الجيش في حماه ودير الزور والبوكمال والتي أفيد أنها أوقعت حتى الآن اكثر من مئة ضحية». وأضاف «على المسؤولين السياسيين والعسكريين والأمنيين السوريين ان يعلموا أكثر من أي وقت مضى انهم سيحاسبون على افعالهم». وتابع «ان فرنسا تود أكثر من اي وقت مضى في هذه الظروف المروعة ان يتحمل مجلس الامن الدولي مسؤولياته ويعلن موقفه بشكل قوي وواضح مثلما فعل مرارا الامين العام للأمم المتحدة» بان كي مون.

ونقلت وكالة «انسا» الإيطالية للانباء عن وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني قوله «إنه أحدث فعل بشع من افعال القمع العنيف ضد المحتجين المحتشدين سلميا منذ ايام». وناشد نظام الأسد «الكف الفوري عن كافة اشكال العنف» والبدء بحوار شامل مع المعارضة. وأضاف «نطالب بأن ينعقد مجلس الامن بشكل طارئ لاتخاذ موقف حازم جدا»، مشيرا الى انه اقترح ايضا «عقد اجتماع لسفراء الاتحاد الاوروبي في دمشق».

وقال وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيله «ان الحكومة الالمانية تطالب الرئيس الأسد بوضع حد فوري لأعمال العنف ضد المتظاهرين المسالمين». وتابع البيان في إشارة الى الرئيس السوري «وفي حال لم يبد استعداده لتغيير أساليبه سنفرض عقوبات جديدة مع شركائنا الأوروبيين». وأكد أن ألمانيا «تبقى مقتنعة تماما بأن على مجلس الامن التحرك إزاء اعمال العنف هذه ولن نحد من جهودنا لإقناع الدول المترددة» في إشارة الى روسيا والصين بشكل خاص.

واستبعدت الاستخبارات الألمانية حدوث تغيير في السلطة في سوريا في الوقت الراهن. وفي مقابلة مع صحيفة «تاغس شبيغل» الألمانية الصادرة اليوم، قال رئيس جهاز الاستخبارات الألمانية إرنست أورلاو «لا أرى أن هذا (الوضع) سيؤدي إلى تغير في نظام الحكم». وأضاف أن «عشيرة الأسد تحاول شق صفوف المعارضة من خلال عروض مثل نظام التعددية الحزبية والانتخابات». ورأى أن «المعارضة نفسها «ليست موحدة بالقدر الذي يمكنها من فرض تغيير في نظام الحكم».

ودعا وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الرئيس السوري الى وقف الهجوم على حماه، معربا عن مشاعر «الاستياء الشديد» للهجوم الذي يــأتي عشــية بداية شـــهر رمضان. وقال «ان مثل هذه الاعمال ضد المدنيين الذين يحتجون سلميا بأعداد ضخمة في المدينة منذ اسابيع، غير مبررة».

وأضاف «يبدو ان الهجوم هو جزء من جهود منسقة في عدد من المدن السورية لمنع الشعب السوري من الاحتجاج قبل رمضان. ومما يزيد من مشاعر الصدمة تجاه هذه الهجمات انها تجري عشية بدء شهر رمضان».

وفي تحذير للأسد، قال هيغ «الرئيس الأسد مخطئ إذا اعتقد ان القمع والقوة العسكرية سينهيان الأزمة في البلاد. يجب ان يوقف هذا الهجوم على شعبه».

(«السفير»، سانا، أ ف ب، أ ب، رويترز، د ب ا)

الأسد: سورية قادرة على إحباط أي مؤامرة خارجية

دمشق- (د ب أ): أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن بلاده قادرة على إحباط أي مؤامرة خارجية تستهدف زعزعة الوحدة الوطنية، حسبما ذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) في وقت مبكر الاثنين.

وقال الأسد في كلمة عبر مجلة جيش الشعب بمناسبة الذكرى الـ66 لتأسيس الجيش العربي السوري “إننا على يقين تام بأن تمسكنا بثوابتنا الوطنية والقومية يزيد حقد الأعداء علينا.. لكننا في الوقت ذاته على ثقة مطلقة بأننا قادرون بوعي شعبنا وبوحدتنا الوطنية أن نسقط هذا الفصل الجديد من المؤامرة التي نسجت خيوطها بدقة وإحكام بهدف تفتيت سورية تمهيدا لتفتيت المنطقة برمتها إلى دويلات متناحرة”.

ونقلت (سانا) عن الأسد قوله “إن سورية العربية شعبا وجيشا وقيادة اعتادت أن تشيد الانتصارات.. وتلحق الهزائم بأعداء الوطن والأمة.. ونحن اليوم أكثر تصميما على متابعة نهج الكرامة بخطا واثقة تستند إلى القدرات الذاتية”.

وخاطب الرئيس السوري القوات المسلحة قائلا “لقد أثبتم للعالم أجمع بأنكم الأوفياء لشعبكم ووطنكم وعقيدتكم العسكرية.. ويكفيكم فخرا أن دماءكم الطاهرة وجراحكم النازفة وصبركم وإقدامكم وتصميمكم على تنفيذ مهامكم المقدسة قد قطع الطريق على أعداء الوطن وأسقط الفتنة وحافظ على سورية وطنا أبيا عزيزا يحتضن جميع أبنائه”.

وأكد الأسد “يخطئ من يظن أن الضغوط وإن اشتدت والمؤامرات وإن تنوعت قادرة على أن تدفعنا للتنازل عن بعض حقوقنا ومبادئنا.. فإيماننا بالسلام العادل والشامل.. وحرصنا على بلوغه وتحقيقه لا يعني قط التخلي عن ذرة تراب أو قطرة ماء.. والجولان العربي السوري سيبقى عربيا سوريا.. وسيعود كاملا إلى حضن الوطن الأم سورية”.

وأضاف “سنبقى أحرارا في قرارنا الوطني وأسيادا في علاقاتنا الدولية ونهجنا المقاوم لإحلال السلام العادل والشامل وفق قرارات الشرعية الدولية التي تؤكد على الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي العربية المحتلة حتى خطوط الرابع من حزيران 1967.. ومن يراهن على غير ذلك يكن واهما.. فالشدائد تزيدنا صلابة والمؤامرات تزيدنا قوة.. والضغوط تدفعنا للتمسك أكثر بثوابتنا وحقوقنا العصية على التذويب أو التهميش”.

وتأتي كلمة الأسد بعد ساعات قليلة من اقتحام الجيش لمدينة حماة وسط سورية وقرى أخرى في أنحاء البلاد مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 136 شخصا من بينهم 97 في حماة.

وزير الخارجية البريطاني يستبعد التدخل العسكري في سوريا

دبابات الجيش السوري في مدينة حماة

لندن- (رويترز): قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الإثنين إن بريطانيا تريد ضغطا دوليا أقوى على سوريا بما في ذلك من الدول العربية بسبب سحقها للمحتجين إلا أنه استبعد التدخل العسكري.

وقال في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) “نريد المزيد من العقوبات… نريد أن يكون هناك ضغط دولي أقوى من كل الجهات. وبالطبع لكي يكون فعالا لا يمكن أن يكون الضغط من الدول الغربية فقط وانما يشمل أيضا الدول العربية وتركيا”.

وتابع إن السعي لاتخاذ إجراء عسكري ضد سوريا حتى بتفويض من الأمم المتحدة “احتمالا مستبعدا”.

قناصة فوق الاسطح والدبابات تطلق القذائف بشكل عشوائي

سورية: الجيش يقتحم المدن فجرا ويرتكب مجزرة جديدة في حماة

اوباما يتوعد بعزل بشار والسفارة الامريكية تصف الحكومة بالعصابة

دمشق ـ نيقوسيا ‘القدس العربي’ ـ وكالات: صعدت القوات السورية حملتها العسكرية في عدة مدن سورية امس الاحد حيث قامت الدبابات باطلاق القذائف ونيران المدفعية بشكل عشوائي مما اسفر عن مقتل 136 شخصا بينهم 100 في مدينة حماة (وسط) واصابة العشرات اغلبهم اصابة خطرة، فيما اعتقل اكثر من 300 شخص في ريف دمشق.

وسارعت دول غربية الى الاعراب عن استنكارها للحملة العسكرية على حماة التي تأتي عشية بداية شهر رمضان، داعية الرئيس السوري بشار الاسد الى وقف قمع المحتجين، فيما وصف الرئيس الامريكي باراك اوباما اعمال العنف في سورية بأنها ‘مروعة’ وتوعد بعزل الاسد.

وذكر رئيس الرابطة السورية لحقوق الانسان عبد الكريم ريحاوي ‘ان 100 مدني قتلوا الاحد في حماة برصاص قوات الامن التي رافقت الجيش لدى اقتحامه مدينة حماة’.

واضاف ريحاوي ‘ان خمسة اشخاص قتلوا برصاص الامن في عدة احياء من حمص التي خرج اهلها للتظاهر نصرة لمدينة حماة’.

كما اشار ريحاوي الى ‘مقتل ثلاثة اشخاص في ريف ادلب بينهم شخص من بنش وشخص من سرمين واخر في سراقب’ عندما خرج اهلها للتظاهر احتجاجا على ما يجري في حماة.

وعلمت ‘القدس العربي’ أن ابن عم محافظ حماة أنس الناعم قتل خلال عملية الاقتحام في حي الحاضر وهو شاب في العقد الثالث من عمره ولم يتسن التحقق من اسمه.

من جهته، اكد رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الانسان عمار قربي ‘مقتل 19 شخصا في دير الزور (شرق) وستة في الحراك (جنوب) وشخص في البوكمال (شرق)’.

كما انتشر القناصة فوق الاسطح في مدينة دير الزور، بحسب قربي الذي اوضح ان ‘اغلب الاصابات كانت في الرأس والعنق’.

كما اعلن مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن ان ‘شخصين قتلا في بلدة صوران (ريف حماة) وجرح العشرات عندما اطلق رجال الامن النار على الاهالي الذين خرجوا للتظاهر اثر سماعهم الانباء عن حماة’.

وذكر مدير المرصد عبد الرحمن ‘انه تم قطع الطريق الدولي المؤدي من حلب (شمال) الى دمشق في عدة مناطق، وخرج الاهالي للتظاهر في خان شيخون ومعرة النعمان وسراقب في ريف ادلب’.

واضاف انه ‘سمع صوت اطلاق الرصاص في محيط احياء البياضة ودير بعلبة والخالدية في حمص’، مشيرا الى ان ‘الاتصالات قطعت عن هذه الاحياء’.

كما اشار الى ‘حصار كامل للمنطقة واضراب تام في السوق تضامنا مع ما يحدث في حماة’.

واوضح عبد الرحمن ‘ان قوات من الجيش ترافقها عناصر امنية اقتحمت مدينة حماة من عدة محاور’.

ونقل مدير المرصد عن مصدر طبي في احد مشافي مدينة حماة ‘ان عدد الجرحى كبير ولا طاقة للمشافي على استيعابهم وبخاصة في ظل غياب المستلزمات الطبية اللازمة’.

من جهتها، لفتت وكالة الانباء الرسمية (سانا)الى ‘استشهاد ضابط برتبة عقيد وعنصرين من الجيش برصاص مسلحين في دير الزور’.

كما ذكرت الوكالة ان ‘عنصرين من قوات حفظ النظام استشهدا اليوم برصاص مجموعات مسلحة في حماة’.

واضافت الوكالة ان هذه المجموعات ‘قامت باحراق مخافر الشرطة والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة واقامت الحواجز والمتاريس واشعلت الاطارات في مداخل وشوارع المدينة’.

واشارت الوكالة الى ان ‘وحدات من الجيش تعمل على ازالة المتاريس والحواجز التي نصبها المسلحون في مداخل المدينة’.

ونقلت الوكالة عن بعض الاهالي في المدينة ‘ان مجموعات مسلحة تضم عشرات المسلحين تتمركز حاليا على اسطح الابنية الرئيسية في شوارع المدينة وهي تحمل اسلحة رشاشة وقاذفات ار بي جي متطورة وتقوم باطلاق النيران المكثفة لترويع الاهالي’.

واكد احد سكان المدينة في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس انه عند ‘حوالى الساعة السادسة صباحا دخلت قوات من الجيش واتجه اغلبها نحو جامع السرجاوي ومنطقة جنوب الثكنة’.

وفي ريف دمشق، ذكر مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان ‘صوت اطلاق رصاص كثيف جدا سمع في مدينة معضمية الشام ترافق مع وصول إمدادات عسكرية ضمت ناقلات جند ومدرعات الى شارع الأربعين’، مشيرا الى ‘حملة اعتقالات تنفذ في المدينة التي شهدت اقتحاما لقوات من الامن والجيش عند الخامسة من صباح الاحد (2.00 تغ)’.

واضاف الناشط ان ‘4000 متظاهر خرجوا في حرستا تضامنا مع حماة حيث تصدى لهم رجال الامن الذين اطلقوا الرصاص عليهم واصابوا 10 منهم بجروح اصابة احدهم على الاقل خطرة’. كما شنت الأجهزة الامنية ‘حملة اعتقالات واسعة في مدينة الكسوة مع سماع صوت اطلاق رصاص’ بحسب الناشط الذي اشار الى ‘معلومات عن سقوط جرحى’.

وذكر عبد الكريم ريحاوي ايضا ان قوات الامن اعتقلت اكثر من 300 شخص في هذه المدينة التي شهدت انقطاعا تاما للكهرباء والاتصالات.

كما اعلن رئيس الرابطة لوكالة فرانس برس ان ‘السلطات الامنية قامت باعتقال المعارض وشيخ قبائل البكارة نواف راغب البشير’، مشيرا الى ان البشير هو عضو الامانة العامة لاعلان دمشق.

وكشف ريحاوي ان ‘زعماء ومشايخ القبيلة قرروا الاجتماع (الاحد) في منزل الشيخ البشير لمناقشة تطورات اعتقال الشيخ’.

دوليا توالت ردود الفعل الغاضبة على هجمات قوى الامن السورية على عدد من المدن السورية.

وقال مسؤول في السفارة الامريكية في دمشق ان الهجوم الذي يشنه الجيش السوري على مدينة حماة الاحد يرقى الى مستوى ‘الحرب الكاملة’، واصفا اياه بانه ‘عمل اخير يدل على اليأس التام’.

وقال ج.ج هاردر الملحق الصحافي في السفارة لهيئة الـ’بي بي سي’ ‘توجد عصابة مسلحة كبيرة واحدة في سورية اسمها الحكومة السورية’.

وندد وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه ‘بأقصى حزم ممكن’ الاحد بمواصلة القمع في سورية، معتبرا ذلك ‘غير مقبول خصوصا عشية شهر رمضان’، في وقت يشن الجيش هجوما على عدة مدن منها حماة.

كما ادانت ايطاليا الاحد هجوم الجيش السوري على مدينة حماة التي تشهد احتجاجات مستمرة حيث وصفته بـ’الفعل القمعي البشع’ وحثت الحكومة السورية على انهاء كافة اعمال العنف ضد المدنيين.

واعرب وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيليه الاحد عن ‘الصدمة العميقة’ ازاء الهجوم العسكري السوري على حماة ودعا الى تعزيز العقوبات على النظام السوري.

واضاف ‘ان الحكومة الالمانية تطالب الرئيس الاسد بوضع حد فوري لاعمال العنف ضد المتظاهرين المسالمين’.

ودعا وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الرئيس السوري بشار الاسد الى وقف الهجوم الدموي ضد المتظاهرين في مدينة حماة الاحد، معربا عن مشاعر ‘الاستياء الشديد’ للهجوم الذي يأتي عشية بداية شهر رمضان.

واضاف ‘ان مثل هذه الاعمال ضد المدنيين الذين يحتجون سلميا بأعداد ضخمة في المدينة منذ عدة اسابيع، غير مبررة’.

النظام السوري يسرّع الحسم العسكري… والمــــعارضون يبحثون «التغيير»

حماه تشتعل: أنباء عن 100 قتيل

اقتحم الجيش السوري أمس «عاصمة» المتظاهرين المعارضين للنظام، في عملية عسكرية استهدفت حماه، وقع خلالها أكثر من مئة قتيل، بحسب مصادر المعارضة التي كذّبها إعلام النظام الساعي إلى إطفاء مسبق لموجة تظاهرات شهر رمضان

أقدم النظام السوري، أمس، على الخطوة التي يظنّ أنها كفيلة بالحؤول دون تزايد حدّة التظاهرات المعارِضة له خلال شهر رمضان، الذي يبدأ في سوريا اليوم، حيث سبق لمصادر المعارضة أن توعّدت بأن كل أيام هذا الشهر ستتحول إلى أيام جمعة، بما أنّ «صلاة التراويح» ستؤمّن فرصة يومية للتجمُّع مشابهة لصلاة الجمعة الأسبوعية. ولأنّ مدينة حماه ظلّت طيلة الفترة الماضية، عقْر دار المعارضين لنظام الرئيس بشار الأسد، فإنّ قرار تطبيق الحملة العسكرية عليها، الذي بدأ فجر أمس، أتى بكلفة مرتفعة جداً من الأرواح، بحسب مصادر المعارضة من منظمات حقوق إنسان وشهود أوصلوا صور قتلاهم وجرحاهم إلى الفضائيات العربية والأجنبية، مع دخول دبابات الجيش من الجهات الأربع للمدينة، حيث كانت تتمركز القوى المسلحة منذ أسابيع.

ورغم أنّ عدد القتلى المطروح من قبل المتظاهرين كان مرتفعاً، بوصوله إلى 100 مع ترجيح ارتفاعه مع مرور الساعات، إلا أن الإعلام الحكومي السوري والقنوات التي تدور في فلكه ظلّت تغرّد في مكان آخر، إذ أصرّت على روايتها عن «المجموعات المسلحة» التي تطلق النيران على المواطنين وتحرق المراكز الأمنية والمؤسسات العامة، «وهو ما أدّى إلى استشهاد عنصرين من قوات حفظ النظام برصاص مجموعات مسلحة في حماه قامت بإحراق مخافر الشرطة والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة وأقامت الحواجز والمتاريس وأشعلت الإطارات في مداخل المدينة وشوارعها» بحسب التلفزيون السوري ووكالة الأنباء الرسمية «سانا» التي نقلت عن «بعض الأهالي في المدينة أن عشرات المسلحين يتمركزون على أسطح الأبنية الرئيسية في شوارع المدينة وهم يحملون أسلحة رشاشة وقاذفات آر بي جي متطورة ويقومون بإطلاق النيران المكثفة لترويع الأهالي».

وفي رواية السلطة أيضاً ما قاله مصدر رسمي سوري لوكالة «يونايتد برس انترناشونال» عن أن مسلحين في المدينة قطعوا جميع الطرقات المؤدية إليها، وأغلقوا جميع مداخلها، حيث اشتبكوا مع قوات حفظ النظام بعدما أطلقوا النار باتجاهها «عندما حاولت إزالة الحواجز من على مداخل المدينة، ما أدى الى سقوط قتيلين في عدادها». كما نفى المصدر صحّة التقارير التي تحدثت عن سقوط قتلى مدنيين «مثلما روّجت بعض الجهات».

أما عن تفاصيل ما حدث، وفق ما رواه «المرصد السوري لحقوق الإنسان» و«الرابطة السورية لحقوق الإنسان» ومواطنون ومعارضون، فإنّ ناقلات جند سورية بدأت باقتحام المدينة من جهاتها الأربع منذ الساعة الخامسة والنصف من فجر الأحد، مزوّدة بمدافع رشاشة تصدّت بالقصف لأشخاص رموها بالحجارة وحاولوا إقامة حواجز ترابية لمنعها من التقدم. ونقل «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عن مسؤولين في القطاع الطبي قولهم إن «عدد القتلى من المرجح أن يرتفع، إذ أُصيب عشرات الأشخاص بجروح بالغة». وأبلغ طبيب أنّ معظم القتلى نُقلوا إلى مستشفيات بدر والحوراني والحكمة «حيث هناك نقص في عمليات نقل الدم». وتابع إنّ «الدبابات تهاجم من أربعة اتجاهات. إنهم يطلقون نيران أسلحتهم الآلية الثقيلة على نحو عشوائي، ويجتاحون حواجز طرق مؤقتة أقامها السكان». وقال مواطن آخر لوكالة «رويترز» إن «الجثث الناجمة عن هجوم اليوم ملقاة في الشوارع، من دون أن يتدخل أحد لنقلها»، متوقعاً أن يرتفع عدد القتلى لأن «قناصة الجيش صعدوا إلى أسطح شركة الكهرباء الحكومية والسجن الرئيسي». وذكر شهود للوكالة نفسها أن قذائف الدبابات «تسقط بمعدل أربع في الدقيقة داخل وحول شمال حماه، وقد قطعت الكهرباء والمياه عن الأحياء الرئيسية».

وشرح ناشط معارِض آخر لموقع «سيريا نيوز» أنّ «الهجوم العسكري بدأ من المدخل الجنوبي لمدينة حماه بالقرب من دوار حلب، تبعته عمليات إطلاق نار من الجهتين الغربية والشرقية، ثم اشتركت القوات المتمركزة على المدخل الجنوبي للمدينة». وأوضح أن «سماع دوي انفجارات حدث بين الساعة التاسعة والعاشرة صباحاً، مع وجود معلومات أولية عن إصابة عدد من الجوامع». وأشار الناشط نفسه إلى «تظاهر مجموعة من أهل الحاضر أمام مخفر الشرطة في المنطقة للتنديد بالقصف، حيث أقدم عناصر من الشرطة على إطلاق النار، ما أدى إلى استشهاد أربعة مدنيين، وأحرقوا المخفر ولاذوا بالفرار».

بدوره، لفت مصدر من أهالي المدينة للموقع نفسه إلى «وصول عدد الشهداء إلى أربعة وعشرين شخصاً حتى الساعة الثالثة ظهراً في مستشفيي الحوراني والعموري وحدهما، وعدد الجرحى يقدر بالمئات، إذ إن غرف العمليات جميعها ممتلئة، وهناك بعض الإصابات تعالج بممرات المستشفى، كما أن هناك الكثير من الشهداء والجرحى في المنازل». وأكد أن «الماء انقطعت عن منطقة دوار حلب (شمال المدينة) ومنطقة السكنة (غربها)، إضافة إلى توقف خطوط شبكة الاتصالات الخلوية (أم تي أن) مع بقاء خطوط سيريا تيل في الخدمة».

وفي اتصال هاتفي مع محافظ المدينة، أنس ناعم، أجاب «لا أملك أي معلومات حتى الآن، وأرفض إعطاء أي تصريح، وانتظروا تصريح وزير الإعلام (عدنان محمود) اليوم حول الأحداث في المدينة».

بدوره، وصف شاهد يُدعى أحمد لوكالة «أسوشييتد برس» الوضع قائلاً «إنهم يريدون كسر حماه قبل حلول شهر رمضان». وعن عدد القتلى، ذكر رئيس «الرابطة السورية لحقوق الإنسان» عبد الكريم ريحاوي أن «100 مدني قتلوا الأحد في حماه برصاص قوات الأمن التي رافقت الجيش لدى اقتحامه المدينة»، في مقابل 80 قتيلاً أكدت منظمة «حقوق الإنسان السورية» (سواسية) سقوطهم في المدينة. وبثّ ناشطون على شبكة الإنترنت صوراً قالوا إنها تُظهر مدرعات الجيش السوري وهي تقصف أحد الأحياء عند المدخل الشمالي لمدينة حماه، وصوراً أخرى تظهر دبابات الجيش عند دوار الرئيس حافظ الأسد، وأخرى تحاصر مستشفى الحوراني. كما تُظهر صور أخرى مواطنين وجنوداً يقفون معاً على ظهر ناقلات الجند، فيما وضعتها بعض الفضائيات في خانة انشقاق عشرات الجنود والضباط من الرتب المتوسطة والمتدنية عن قيادة الجيش.

(الأخبار، أ ب، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)

اقتحام معضميّة الشام وملامح ضربة عسكريّة لدير الزور

لم تفلح محاولات السلطات السورية للحدّ من الاحتجاجات قبل انطلاق شهر الصوم أمس، وسط إصرار المحتجين على الخروج بالمزيد من التظاهرات، تضامناً مع ما تعرضت له مدينة حماه، وتأكيداً لمطلبهم بالتغيير

لا يزال المشهد الذي يعيشه الشارع السوري، وهو على أبواب استقبال شهر رمضان، ضبابياً بالمطلق. كلما اتضحت صورته في محافظة سورية أو مدينة معينة، عادت الأحداث والمواجهات بين المتظاهرين والأجهزة الأمنية، لتعيده إلى ما كان عليه سابقاً، وسط تضارب دائم في الروايات المقدمة للأحداث. وفي موازاة الحملة العسكرية في حماه، كانت مدينة دير الزور أمس مسرحاً لعملية أمنية تضاربت حولها الروايات، فيما خرجت العديد من المدن الأخرى للتنديد بما تتعرض له حماه، ما أدى إلى سقوط مزيد من القتلى.

وتحدث رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان عمار القربي، لوكالة «فرانس برس» عن «مقتل 19 شخصاً في دير الزور (شرق)، حيث انتشر القناصة فوق الأسطح»، موضحاً أن «أغلب الإصابات كانت في الرأس والعنق»، فيما كشفت مصادر في المعارضة لوكالة «رويترز» أن القوات السورية اعتقلت الشيخ نواف البشير، زعيم قبيلة البكارة وهي قبيلة كبيرة في محافظة دير الزور، وذلك بعد ساعات من تأكيده أنه «يواجه صعوبات في وقف المقاومة المسلحة للهجوم العسكري على عاصمة محافظة دير الزور وفي إقناع سكان المحافظة بالتمسك بالوسائل السلمية، برغم أعمال القتل على أيدي قوات الأمن».

أما موقع «سيريا نيوز»، فنقل عن أحد النشطاء قوله «إن عدد الضحايا ارتفع الى 12 شخصاً جراء دخول الجيش الى المدينة، فيما أصيب 62 آخرون بجروح، نقلوا إلى مشفى النور وإلى كل من جامع الفتح والعريفي وعثمان بن عفان، وسط أنباء عن نقص شديد في الدم والأطباء والممرضين».

كذلك، نقل الموقع عن صحافي قوله «إن هناك اشتباكات بين الجيش ومسلحين، وسط نزوح عدد من الأهالي إلى ريف دير الزور وإلى قرى العياش والبغيلة نتيجة هذه التوترات»، متحدثاً عن «قصف مدفعي باتجاه منطقة الجورة».

في المقابل، قال محافظ دير الزور سمير عثمان الشيخ، لـ«سيريا نيوز»، إن «الجيش لم يدخل إلى المدينة بعد، وهو على أطرافها رداًَ على استغاثة الأهالي لضبط التوترات الناجمة عن وجود بعض المسلحين»، نافياً في الوقت ذاته «وجود قتلى مدنيين سقطوا». كذلك أشار محافظ دير الزور إلى أن «الجيش عربي سوري والأرض عربية سورية، والجيش إن كان سيدخل فليس بحاجة إلى إذن من أحد».

وعن التظاهرات والاعتصامات التي تشهدها المدينة منذ أكثر من 3 شهور، قال المحافظ « لا شك أن هناك مطالب محقة، لكن هناك في الوقت نفسه مطالب غير محقة تهدف إلى التخريب والفوضى»، مشيراً إلى «وجود مؤامرة خارجية مدروسة تحاول ضرب الاقتصاد الوطني في سوريا»، مستشهداً بـ«العصابات التي تهاجم مقارّ الشرطة والأمن، إضافة إلى منشآت اقتصادية مثل مركز الغزل وهو هدف مدني بالطبع».

وفي السياق، ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أن «ضابطاً برتبة عقيد وعنصرين من الجيش استشهدوا برصاص مسلحين في المواجهات التي تجري في مدينة دير الزور»، مشيرةً إلى أن «مجموعات مسلحة عمدت الى قطع بعض الطرق وإقامة حواجز في شوارع المدينة وترهيب المواطنين. كما هاجمت هذه المجموعات قوات حفظ النظام ومقر شرطة النجدة وسرقت بعض الأسلحة والذخائر». وأوضحت أن «قوات حفظ النظام تصدت لهذه المجموعات المسلحة وجرى تبادل لإطلاق النار، وما زال عناصر حفظ النظام يلاحقون هذه المجموعات المسلحة ويتعاملون مع الوضع هناك بالطرق المناسبة».

وتأتي هذه التطورات في دير الزور بعد يوم واحد من إشارة نشطاء إلى مقتل خمسة مدنيين على الأقل أول من أمس في المدينة، وحديث «اتحاد تنسيقيات الثورة السورية» عن أن «57 جندياً في دير الزور، من بينهم ضابطان برتبتي ملازم ونقيب انضموا الى المتظاهرين». كذلك تحدث اتحاد تنسيقيات الثورة عن قيام السكان بتأليف لجان محلية ونصب حواجز مؤقتة في محاولة لوقف تقدم الدبابات والعربات المدرعة الى داخل المدينة.

في غضون ذلك، سجل مقتل عدد من السوريين في أكثر من مدينة خرجت للتنديد بما شهدته مدينة حماه أمس.

وذكر رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان عبد الكريم ريحاوي «أن خمسة أشخاص قتلوا برصاص الأمن في عدة أحياء من حمص، خرج أهلها للتظاهر نصرةً لمدينة حماه»، فيما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه «سمع صوت إطلاق الرصاص في محيط أحياء البياضة ودير بعلبة والخالدية في حمص». كما أشار إلى «حصار كامل للمنطقة وإضراب تام في السوق تضامناً مع ما يحدث في حماه».

من جهةٍ ثانية، أشار رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان إلى «مقتل 3 أشخاص في ريف إدلب، بينهم شخص من بنش وشخص من سرمين وآخر من سراقب» عندما خرج أهلها للتظاهر احتجاجاً على ما يجري في حماه، فيما تحدث موقع «سيريانيوز» عن وجود اشتباكات مسلحة بين وحدات الجيش ومسلحين عند مدخل مدينة سراقب. كما تحدث عن إجبار «جماعات مسلحة أصحاب المحال التجارية في شارع الكورنيش في معرة النعمان على إغلاقها بالتهديد بالسلاح»، فيما لقي أحد أصحاب المتاجر «حتفه بعيار ناري بعد رفضه التهديدات من مجموعة مسلحة طلبت منه إغلاق متجره في بنش بإدلب».

كذلك، أكد رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان مقتل «6 أشخاص في الحراك (جنوب) وشخص في البوكمال (شرق)»، فيما أشارت «سانا» الى مقتل أحد أفراد قوات حفظ النظام في المنطقة.

وفي محافظة اللاذقية، أفاد موقع «سيريا نيوز» بأن «قوات الأمن عمدت الى تحويل طريق عند حي قنينص، وتطويق المنطقة بهدف إلقاء القبض على بعض المطلوبين من أهالي الحي، إلا أن وجهاء في المدينة تدخلوا في محاولة لإقناع المطلوبين بتسليم أنفسهم، ولا تزال المحاولات جارية وقوات الأمن تطوق المكان».

وفي ريف دمشق، ذكر مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن «قوات من الأمن والجيش اقتحمت عند الخامسة من صباح أمس مدينة معضمية الشام وتوزعت الدبابات على المداخل الشرقية والجنوبية والغربية».

وذكر رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان، أن «قوات الأمن اعتقلت أكثر من 300 شخص في هذه المدينة التي شهدت انقطاعاً تاماً للكهرباء والاتصالات»، وذلك بعد يوم واحد من مقتل شاب في حي القدم في العاصمة دمشق.

(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)

بشارة: التغيير في سوريا واقع لا محالة

جمع المركز العربي للأبحاث والدراسات في الدوحة، على مدى اليومين الماضيين، معارضين سوريين لبحث «واقع التغيير الآتي» في سوريا

التقى عدد من المعارضين السوريين، في الدوحة خلال اليومين الماضيين، في إطار ندوة خصصت لبحث تطورات الوضع في سوريا، بدعوة من المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات. وبعدما رأوا أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد لن يصمد أمام حركة الاحتجاجات التي تواجهه، ركزوا نقاشاتهم على ماهية التغيير القادم الى هذا البلد.

وقال مدير المركز عزمي بشارة، في افتتاح ندوة تحت عنوان «سوريا بين خيارات ومصالح القوى السياسية والاجتماعية واحتمالات التغيير»، إن «التغيير في سوريا أمر لا محالة واقع، وإن النظام في سوريا حاله كحال كل الأنظمة العربية المستبدة آيل إلى الزوال». وأضاف إن «النقاش ليس بخصوص إن كانت الثورة في سوريا ستنجح في تغيير النظام، لكنه حول طبيعة التغيير وكيف

سيكون».

ورأى أن «الحالة السورية هي حالة تندرج ضمن إطار الأنظمة العربية الاستبدادية، مع اختلافات معينة أولها أن النظام السوري أحد الأنظمة التي تستند إلى أيديولوجية حزب حاكم له تاريخه وخلفياته وقاعدته الاجتماعية، وكان في السابق يطرح فكرة جلبت إليها الكثير ممن يحملون أمل تحقيقها، غير أن النظام ابتعد عن تحقيق هذه الفكرة وأقام تحالفات مع أصحاب رؤوس الأموال ورجال الأعمال، مغرقاً في الفساد والقمع الأمني». وأكد بشارة أنه «حتى وإن سجّلت ردود أفعال عنيفة دفاعاً عن النفس، فإنها تبقى حالات استثنائية ومحدودة ولا يمكن أن تمس بالطابع السلمي للثورة، فهذه الثورة التي تستمر في حشد أعداد هائلة من أبناء الشعب السوري لما يزيد على 4 أشهر وتتسع على كل هذا النطاق في البلاد، هي ثورة شعبية سلمية غير مسبوقة في سوريا. وأردف قائلاً «ما يحدث اليوم هو أن الشعب مستمر في نضاله وثورته والنظام يضعف باستمرار ويتآكل». كذلك تحدث بشارة عن وجود العديد من الإنجازات التي حققتها الثورة في سوريا، بما فيها تغييرات أحدثها النظام في طريقة تعامله مع المعارضة وفتحه المجال أمامها لتعبر عن نفسها، مشيراً إلى أن إنكار هذه التغييرات سيكون إنكاراً لإنجازات الثورة في حد

ذاتها.

من جهةٍ ثانية، رأى بشارة أن «سيناريو تونس ومصر بانضمام الجيش إلى المتظاهرين مستبعد في سوريا»، كما استبعد «تكرار سيناريو ليبيا أو العراق، لأنه مرفوض على أكثر من صعيد».

من جهته، أوضح المعارض السوري هيثم مناع في مداخلته أن «الشعب السوري يصر على مواجهة الطائفية رغم كل التحريض والجهد الذي تقوم به السلطة الآن لإشعال الفتنة الطائفية». وأكد أن «الثورة الشعبية في سوريا رفعت لاءات ثلاث : لا للعنف، لا للطائفية ولا للتدخل»، معتبراً أن «استراتيجية النظام في مواجهة التحرك الشعبي ترتكز على محاولة كسر هذه اللاءات الثلاث».

أما المعارض ميشيل كيلو، فقد رأى في ورقة وزعت في الندوة أن «الأزمة السورية دخلت مرحلة اللاعودة من جميع جوانبها». وتحدث عن «شعور الشعب السوري بالخديعة من المواقف الدولية تجاه قضيته»، قائلأً إن «استمرار الأزمة يخدم واشنطن، وانتهاءها يضر بمصالحها، فهي ليست في عجلة من أمرها خلال الفترة المقبلة».

وأخيراً، أشار الباحث السوري جمال باروت، إلى الوضع الاجتماعي والاقتصادي الذي صنعه النظام السوري، مشدداً على أن «توزيع الدخل في سوريا يفتقر إلى العدالة الاجتماعية، كما ارتفع معدل الفقر في السنوات العشر الأخيرة من 11,5 في المئة إلى 34,3 في المئة».

(أ ف ب)

أوباما: النظام سيصبح جزءاً من الماضي

سجّل الرئيس الأميركي، باراك أوباما، أمس، أعنف موقف من بين نظرائه الأجانب الذين علّقوا على التطورات السورية الأمنية، بينما عادت المواقف التركية المنتقدة لنظام الرئيس بشار الأسد، والتي كانت الأشرس في الفترة الأولى من بدء التظاهرات السورية، قبل أن يتوقف حكام أنقرة عن الإدلاء بالمواقف النارية. ووصف أوباما الحملة الأمنية التي بلغت ذروتها أمس بأنها «مروّعة»، متوعداً بتصعيد الضغوط على الأسد. وفي بيان له، وصف أوباما المتظاهرين السوريين بأنهم «شجعان»، مشيراً إلى أن سوريا «ستكون أفضل عندما يحدث انتقال ديموقراطي» للسلطة فيها. وأضاف إن «استخدام الحكومة السورية للعنف والوحشية ضد شعبها مروّع. إن التقارير التي تخرج من حماه مرعبة وتظهر الطبيعة الحقيقية للنظام السوري». وكشف الرئيس الأميركي أنه «في الأيام المقبلة، ستواصل الولايات المتحدة زيادة ضغوطها على النظام السوري والعمل مع آخرين في أنحاء العالم لعزل حكومة الأسد والوقوف مع الشعب السوري». وتابع «مرة أخرى، أظهر الرئيس الأسد أنه غير قادر وغير مستعد بتاتاً للاستجابة لتظلمات الشعب السوري. إن استخدامه للتعذيب والفساد والترويع يضعه في مواجهة مع التاريخ ومع شعبه». ولفت أوباما إلى أن «بشار الأسد يؤكد أنه سيصبح هو ونظامه جزءاً من الماضي، وأن الشعب السوري الشجاع الذي تظاهر في الشوارع هو الذي سيقرر مستقبله». وكان مسؤول في السفارة الأميركية لدى سوريا قد رأى أن السلطات السورية «يائسة وضالعة في حرب واسعة ضد مواطنيها»، واصفاً الرواية السورية الرسمية عن أعمال أحداث حماه الدموية بـ«الخيالية». ومن أنقرة، كررت وزارة الخارجية التركية «دعوة الحكومة السورية إلى وقف العمليات (العسكرية) واختيار السبل السياسية والحوار والمبادرات السلمية للتوصل إلى حل»، لأنّ «هذه العمليات (العسكرية) لن تؤدي إلى حل».

وأضاف بيان وزارة الخارجية إن «عمليات القمع الدموية للمدنيين تلقي بالشك على تصميم وصدق الحكومة السورية على حل المسألة بالوسائل السلمية». أما وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، فقد دعا الأسد إلى وقف الهجوم الدموي ضد المتظاهرين، معرباً عن مشاعر «الاستياء الشديد».

وفي برلين، قال وزير الخارجية الألماني، غيدو فيسترفيله، في بيان، «إن الذي نشهده اليوم في سوريا صدمني بشدة»، محذراً من أنه «إذا لم يبد (الأسد) استعداده لتغيير أساليبه فسنفرض عقوبات جديدة مع شركائنا الأوروبيين».

أما وزير الخارجية الإيطالي، فرانكو فراتيني، فقد دعا إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن. وقال في تصريح لشبكة التلفزيون الإيطالية «تي جي 2» «نطالب بأن ينعقد مجلس الأمن بصورة طارئة لاتخاذ موقف حازم جداً»، مضيفاً إنه اقترح أيضاً «عقد اجتماع لسفراء الاتحاد الأوروبي في دمشق».

(أ ف ب، يو بي آي)

إخماد حريق في مستودع للجمارك

أخمد عناصر الإطفاء السوريون حريقاً اندلع في مستودع للجمارك العامة بمدينة عدرا قرب دمشق، يضم تجهيزات كهربائية ونسيجية. وقال قائد فوج الإطفاء في دمشق العقيد عبد الهادي ضاهر إن «عناصر الإطفاء استطاعوا السيطرة على الحريق ضمن المنطقة، ومنع انتقاله إلى أماكن أخرى عبر استخدام حوالى 80 طناً من المياه، إضافة إلى 4 أطنان من مادة الفوم الرغوي»، مضيفاً إن «الخسائر اقتصرت على المواد الموجودة في المستودع، وهي عبارة عن أجهزة كهربائية وخيوط ولُعب أطفال».

(يو بي آي)

خفض بدل خدمة العلم

أصدر الرئيس السوري بشار الأسد مرسوماً يقضي بخفض رسم البدل النقدي من المكلفين المقيمين خارج سوريا لمن كانت إقامتهم دائمة لا تقل عن أربع سنوات. ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن قيمة البدل حددت بمبلغ «خمسة آلاف دولار أميركي لمن كانت إقامتهم دائمة لا تقل عن أربع سنوات». وكانت الأنظمة السورية تقضي بدفع البدل النقدي ممن كان مقيم خارج سوريا لمدة خمس سنوات، وتختلف قيمته بحسب بلد الاغتراب. وذكرت مصادر سورية «أن البدل لا يزال يطبق فقط على المغتربين، بينما هناك حديث عن خدمة عسكرية وفق الاختصاص، وبحسب حاجة القطاعات». وأضافت المصادر إنه ينتظر تطبيق بدل للمقيمين في سوريا.

(يو بي آي)

تأجيل مباريات كرة قدم

قرر الاتحاد السوري لكرة القدم تأجيل مباريات كانت مقررة أمس ضمن دوري الدرجة الأولى لكرة القدم وذلك حتى إشعار آخر. وقرر الاتحاد السوري تأجيل مباريات الكرامة مع النواعير والطليعة مع الوثبة والجيش مع أمية ضمن المرحلة السادسة عشرة من البطولة، التي كانت ستقام في مدن طرطوس وحلب ودمشق على الترتيب.

(رويترز)

لندن تطلب مزيدا من “الضغط الدولي” ضد سوريا

أ. ف. ب.

لندن: طالب وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الاثنين “بمزيد من الضغط الدولي” على سوريا رافضا في الوقت نفسه امكانية تحرك عسكري برعاية الامم المتحدة في هذا البلد الذي يشهد حركة تمرد يقمعها الجيش.

وقال هيغ لاذاعة البي بي سي “نريد مزيدا من الضغط الدولي وبالتأكيد ضغط فعلي لا يمكنه ان يأتي من الدول الغربية وحدها”.

واضاف ان “هذا يشمل (ضغوطا من جانب) الدول العربية وتركيا التي كانت ناشطة جدا في محاولة اقناع الرئيس (السوري بشار) الاسد بالاصلاح بدلا من القيام بهذه الاعمال المروعة”.

وقال “اتمنى تبني قرار في مجلس الامن الدولي يدين هذا العنف”، معترفا في الوقت نفسه بان الانقسامات في مجلس الامن تجعل هذا الاحتمال “صعبا”.

ودعا هيغ الى فرض “عقوبات اضافية” على سوريا موضحا ان الاتحاد الاوروبي تفاهم على “سلسلة جديدة من العقوبات ستعلن هذا الاسبوع”.

وردا على سؤال عن احتمال تدخل عسكري في سوريا تقرره الامم المتحدة، استبعد الوزير البريطاني هذا السيناريو.

وقال “انه امكانية ليست مطروحة وحتى اذا كنا نؤيدها والامر ليس كذلك”.

واضاف “بالنتيجة، علينا ان نركز على وسائل اخرى للتأثير على نظام الاسد (…) الوسائل التي نملكها في هذا الوضع محدودة نسبيا وعلينا ان نكون صادقين في الاعتراف بذلك والعمل بما لدينا”.

تركيا توقعت من النظام العمل لإحلال جو سلمي خلال الشهر المبارك

السوريون يبدأون رمضان بدفن 137 قتيلاً في معاقل الإحتجاجات

يبدأ السوريون شهر الصوم اليوم بدفن قتلى الاحتجاجات الذين سقطوا في عدد من المدن يوم أمس في واحد من أكثر الأيام دموية في الحركة الاحتجاجية المستمرة منذ خمسة أشهر ضد الرئيس السوري بشار الاسد.

دمشق: يبدأ السوريون شهر رمضان اليوم الاثنين بتشييع القتلى الذين سقطوا بنيران قوت الأمن أمس الأحد ووصل عددهم إلى 137 في واحد من أكثر الأيام دموية في الحركة الاحتجاجية المستمرة منذ خمسة أشهر ضد الرئيس السوري بشار الاسد. وقد أعلن القاضي الشرعي الاول في سوريا عادل بندق انه ثبت لدى المحكمة الشرعية بدمشق ان أول أيام شهر رمضان هو يوم الاثنين.

وقد أكد عمار القربي، رئيس المنظمة السورية لحقوق الإنسان، أن “النظام السوري يريد أن يقضي على الاحتجاجات، ويحسم الموقف على الأرض قبل قدوم شهر رمضان”. من جانبها دعت تركيا الحكومة السورية الى وقف الهجمات القاتلة على المدنيين واستخدام السبل السلمية لانهاء الاضطرابات.

وقالت وزارة الخارجية في بيان نشرته وكالة الاناضول للانباء انه “فيما تتوقع تركيا من سوريا العمل لاحلال جو سلمي خلال شهر رمضان المبارك، فانها، وكل العالم الاسلامي، تشعر بالحزن الشديد وخيبة الامل جراء التطورات الحالية عشية شهر رمضان”.

وقال نشطون سوريون في وقت سابق إن المحتجين سيكثفون المظاهرات المطالبة بتنحي الرئيس بشار الأسد في شهر رمضان للاستفادة من زيادة التجمعات في المساجد أثناء الشهر.

وقال القربي إن المحتجين يخططون لتنظيم مظاهرات أضخم بكثير في رمضان لان الناس يسهرون حتى وقت متأخر من الليل أثناء الشهر ويزيد اقبال الناس على المساجد. ومن المتوقع خروج احتجاجات أضخم ليلا حيث ينزل السوريون الى الشوارع بعد صلاة العشاء.

ميدانيا، قتل 137 شخصا على الاقل بينهم 100 في حماة (وسط)، واصيب العشرات بجروح غالبيتها خطرة، خلال اقتحام الجيش عددا من معاقل الحركة الاحتجاجية ضد الرئيس بشار الاسد، في “مجزرة” نددت بها بشدة العواصم الغربية ودفعت المانيا لدعوة مجلس الامن الى جلسة طارئة الاثنين.

واعتقل خلال هذه الحملة العسكرية ايضا اكثر من 350 شخصا في ريف دمشق، بحسب ناشطين حقوقيين. وقال رئيس الرابطة السورية لحقوق الانسان عبد الكريم ريحاوي “ان 100 مدني قتلوا الاحد في حماة برصاص قوات الامن التي رافقت الجيش لدى اقتحامه مدينة حماة”.

بدوره قال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن “ان قوات من الجيش ترافقها عناصر امنية اقتحمت مدينة حماة من عدة محاور”. ونقل عبد الرحمن عن طبيب في احد مستشفيات حماة قوله ان “عدد الجرحى كبير ولا طاقة للمشافي على استيعابهم وبخاصة في ظل غياب المستلزمات الطبية اللازمة”.

وأكد أحد سكان حماة لوكالة الأنباء الفرنسية أن “حوالي الساعة السادسة صباحا دخلت قوات من الجيش واتجه اغلبها نحو جامع السرجاوي ومنطقة جنوب الثكنة”. وادى الهجوم على حماة الى ردة فعل غاضبة في العديد من المناطق السورية ترجمت تظاهرات تصدت لها قوات الامن بالرصاص.

وأكد ريحاوي أن “خمسة أشخاص قتلوا برصاص الأمن في عدة احياء من حمص خرج اهلها للتظاهر نصرة لمدينة حماة”. كما اشار الى “مقتل ثلاثة اشخاص في ريف ادلب بينهم شخص من بنش وشخص من سرمين واخر في سراقب” عندما خرج اهلها للتظاهر احتجاجا على ما يجري في حماة.

من جهته، أكد رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الانسان عمار القربي “مقتل 19 شخصا في دير الزور (شرق) وستة في الحراك (جنوب) وشخص في البوكمال (شرق)”. واضاف ان قناصة انتشروا فوق الاسطح في مدينة دير الزور، مؤكدا ان “اغلب الاصابات كانت في الراس والعنق”.

بدوره اعلن عبد الرحمن ان “شخصين قتلا في بلدة صوران (ريف حماة) وجرح العشرات عندما اطلق رجال الامن النار على الاهالي الذين خرجوا للتظاهر اثر سماعهم الانباء عن حماة”. واضاف “استشهد شاب وجرح ثلاثة اخرين اثر إطلاق الاجهزة الامنية النار من جهة الدوار الرئيسي في مدينة الكسوة على مجموعة من الشباب”.

وليلا أشار المرصد السوري أانه “في معضمية الشام نفذت قوات الامن عند الساعة 11 ليلا حملة مداهمات في شارع الروضة، حارة بيت الشيخ، وكان الكثير من شباب المعضمية نزحوا عنها خوفا من الاعتقال”.

وأضاف أنه “بحسب الاهالي فان عدد المعتقلين منذ فجر يوم الاحد تجاوز 350 شخصا، كما اكد الاهالي ان الشباب المعتقلين كانوا يعذبون امام البلدية تعذيبا شديدا”. واضاف انه “في مدينة دوما خرج الالاف في تظاهرة مسائية، وفي مدينة عربين خرج الاهالي في تظاهرة رغم الانتشار الامني الكثيف، كما خرجت مظاهرة في بلدة قدسيا نصرة لحماة ودير الزور والمدن المحاصرة”.

وفي حمص أكد المرصد السوري أن قوات الأمن عمدت ليل الأحد الاثنين الى “اطلاق النار بشكل كثيف جدا في حي الخالدية قرب جامع النور، كما اطلقت النار على المتظاهرين في احياء الانشاءات وجورة الشياح والخضر وباب السباع”.

واضاف المرصد ان مظاهرات خرجت في حمص “بعد صلاة التراويح في احياء الوعر والحمرا وجورة الشياح وباب السباع وحي الخضر والقصور والانشاءات وباب السباع والخضر”. وقال عبد الرحمن من جهة ثانية في تصريح لفرانس برس “ان الاهالي قاموا مساء الاحد باحراق 24 ناقلة جند تابعة للجيش السوري في منطقة المسرب (35 كلم غرب دير الزور) على الطريق الممتدة من الرستن الى دير الزور”.

واوضح ان “الاهالي القوا قنابل مولوتوف على قافلة عسكرية لمنعها من التوجه الى دير الزور لضرب اهاليهم ما ادى الى احراق 24 ناقلة جند”. كما قال “انه تم قطع الطريق الدولي المؤدي من حلب (شمال)الى دمشق في عدة مناطق وخرج الاهالي للتظاهر في خان شيخون ومعرة النعمان وسراقب في ريف ادلب”.

واضاف انه “سمع صوت اطلاق الرصاص في محيط احياء البياضة ودير بعلبة والخالدية في حمص” مشيرا الى ان “الاتصالات قطعت عن هذه الاحياء”. كما اشار الى “حصار كامل للمنطقة واضراب تام في السوق تضامنا مع ما يحدث في حماة”.

وتحاول السلطات السورية اخضاع حماة، التي اقتحمها الجيش من مداخلها الاربعة الاحد، بعد ان شهدت اضخم التظاهرات ضد النظام السوري خلال الاسابيع الماضية. ومنذ 1982 باتت حماة رمزا، في اعقاب القمع العنيف لتمرد جماعة الاخوان المسلمين المحظورة ضد الرئيس الراحل حافظ الاسد والد الرئيس بشار الاسد والذي اسفر عن 20 الف قتيل.

من جهتها، لفتت وكالة الانباء الرسمية (سانا)الى “استشهاد ضابط برتبة عقيد وعنصرين من الجيش برصاص مسلحين في دير الزور”. كما ذكرت ان “عنصرين من قوات حفظ النظام استشهدا اليوم برصاص مجموعات مسلحة فى حماة”.

واضافت سانا ان هذه المجموعات “قامت باحراق مخافر الشرطة والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة واقامت الحواجز والمتاريس واشعلت الاطارات في مداخل وشوارع المدينة”. واشارت الوكالة الى ان “وحدات من الجيش تعمل على ازالة المتاريس والحواجز التي نصبها المسلحون في مداخل المدينة”.

ونقلت سانا عن بعض الاهالي في حماة “ان مجموعات مسلحة تضم عشرات المسلحين تتمركز حاليا على اسطح الابنية الرئيسية في شوارع المدينة وهي تحمل اسلحة رشاشة وقاذفات ار بي جي متطورة وتقوم باطلاق النيران المكثفة لترويع الاهالي”.

وفي ريف دمشق، ذكر مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان “صوت اطلاق رصاص كثيف جدا سمع في مدينة معضمية الشام ترافق مع وصول امدادات عسكرية ضمت ناقلات جند ومدرعات الى شارع الاربعين”، مشيرا الى “حملة اعتقالات تنفذ في المدينة التي شهدت اقتحاما لقوات من الامن والجيش عند الخامسة من صباح الاحد (2,00 تغ)”.

واضاف الناشط ان “4000 متظاهر خرجوا في حرستا تضامنا مع حماة حيث تصدى لهم رجال الامن الذين اطلقوا الرصاص عليهم واصابوا 10 منهم بجروح، اصابة واحد منهم على الاقل خطرة”. كما شنت الاجهزة الامنية “حملة اعتقالات واسعة في مدينة الكسوة مع سماع صوت اطلاق رصاص” بحسب الناشط الذي اشار الى “معلومات عن سقوط جرحى”.

وذكر ريحاوي ايضا ان قوات الامن اعتقلت اكثر من 300 شخص في هذه المدينة التي شهدت انقطاعا تاما للكهرباء والاتصالات”. كما اعلن رئيس الرابطة لوكالة فرانس برس ان “السلطات الامنية قامت باعتقال المعارض وشيخ قبائل البكارة نواف راغب البشير”، مشيرا الى ان البشير هو عضو الامانة العامة لاعلان دمشق.

وكشف ريحاوي ان “زعماء ومشايخ القبيلة قرروا الاجتماع اليوم (الاحد) في منزل الشيخ البشير لمناقشة تطورات اعتقال الشيخ”. ومن جهة ثانية، اعلن في دمشق عن اطلاق البث التجريبي لقناة “نور الشام” الدينية التي “ستقوم ببث خطب الجمعة والبرامج الدينية المتنوعة بما يحقق فهما صحيحا للاسلام والقواعد الشرعية”، بحسب الاعلام الرسمي.

دوليا توالت ردود الفعل الغاضبة على هجمات القوات السورية على هذه المدن. ووصف الرئيس الاميركي باراك اوباما اعمال العنف في سوريا بانها “مروعة”، متوعدا بتصعيد الضغوط على نظام الرئيس بشار الاسد.

وقال اوباما في بيان ان المتظاهرين الذين خرجوا الى الشوارع هم “شجعان”، مؤكدا ان سوريا “ستكون افضل عندما يحدث فيها انتقال ديموقراطي”. واضاف “ان استخدام الحكومة السورية للعنف والوحشية ضد شعبها مروع. ان التقارير التي تخرج من حماة مرعبة وتظهر الطبيعة الحقيقية للنظام السوري”.

وقال اوباما انه “في الايام المقبلة، ستواصل الولايات المتحدة زيادة ضغوطها على النظام السوري والعمل مع اخرين في انحاء العالم لعزل حكومة الاسد والوقوف مع الشعب السوري”. واضاف “مرة اخرى اظهر الرئيس الاسد انه غير قادر وغير مستعد بتاتا للاستجابة لتظلمات الشعب السوري. ان استخدامه للتعذيب والفساد والترويع يضعه في مواجهة مع التاريخ ومع شعبه”.

وكان مسؤول في السفارة الاميركية في دمشق قال ان الهجوم الذي يشنه الجيش السوري على مدينة حماة الاحد يرقى الى مستوى “الحرب الكاملة”، واصفا اياه بانه “عمل اخير يدل على اليأس التام”. وقال ج.ج هاردر الملحق الصحافي في السفارة لهيئة الاذاعة البريطانية “بي بي سي” “توجد عصابة مسلحة كبيرة واحدة في سوريا اسمها الحكومة السورية”.

واعربت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون عن “صدمتها” للهجوم على حماة، مؤكدة ان واجب الجيش هو حماية المدنيين وليس “ذبحهم”. وقالت آشتون في بيان “لقد صدمتني الانباء الواردة اخيرا والتي تتحدث عن سقوط الكثير من القتلى اثر تدخل للقوات العسكرية السورية، غير مبرر على الاطلاق، في مدينة حماة”.

واضافت ان “ما يزيد من فداحة هذا الهجوم هو حصوله عشية شهر رمضان”، مؤكدة ان “واجب الجيش السوري وقوات الامن هو حماية السكان المدنيين لا ذبحهم”، مشددة على ان المسؤولين عن هذه الاعتداءات يجب ان “يحالوا امام القضاء”.

وندد وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه “باقصى حزم ممكن” بمواصلة القمع في سوريا معتبرا ذلك “غير مقبول خصوصا عشية شهر رمضان”. وقال جوبيه في تصريح ان فرنسا “تبدي قلقها البالغ حيال العمليات التي يقوم بها الجيش اليوم في حماة ودير الزور والبوكمال والتي افيد انها اوقعت حتى الان اكثر من مئة ضحية”.

واضاف “على المسؤولين السياسيين والعسكريين والامنيين السوريين ان يعلموا اكثر من اي وقت مضى انهم سيحاسبون على افعالهم”. ودعا وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الرئيس السوري الى وقف الهجوم الدموي ضد المتظاهرين في مدينة حماة الاحد، معربا عن مشاعر “الاستياء الشديد” للهجوم الذي ياتي عشية بداية شهر رمضان.

واضاف “ان مثل هذه الاعمال ضد المدنيين الذين يحتجون سلميا باعداد ضخمة في المدينة منذ عدة اسابيع، غير مبررة”. واعرب وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي الاحد عن “الصدمة العميقة” ازاء الهجوم العسكري السوري على حماة ودعا الى تعزيز العقوبات على النظام السوري.

واضاف “ان الحكومة الالمانية تطالب الرئيس الاسد بوضع حد فوري لاعمال العنف ضد المتظاهرين المسالمين”. ومساء الاحد دعت المانيا التي تتولى الرئاسة الدورية لمجلس الامن الدولي رسميا الى عقد اجتماع طارئ للمجلس الاثنين لبحث الوضع في سوريا.

وتنتهي ولاية المانيا في رئاسة مجلس الامن الاحد، واعتبارا من الاثنين ستصبح الهند الرئيسة الدورية للمجلس وبالتالي سيعود اليها امر تحديد جدول اعماله، الا ان المتحدث باسم البعثة الالمانية في الامم المتحدة الكسندر ايبريل قال انه يتوقع ان يعقد الاجتماع الطارئ حول سوريا بعد ظهر الاثنين.

ومن الممكن ان يعقد الاجتماع الاثنين، ولكن من المرجح ان تبرز الدعوة الالمانية مجددا الانقسام العميق حول الملف السوري في مجلس الامن الذي لم يتمكن حتى اليوم من الاتفاق ولو على بيان يدين القمع المستمر في سوريا منذ اربعة اشهر.

ومنذ اسابيع تمارس الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والمانيا والبرتغال ضغوطا على باقي اعضاء المجلس للخروج بموقف يدين اعمال العنف في سوريا، الا ان روسيا والصين وجنوب افريقيا والهند والبرازيل ترفض هذا الامر مدفوعة بالتجربة المريرة للحملة العسكرية التي يشنها الحلف الاطلسي على ليبيا.

ولكن دبلوماسيين اوروبيين قالوا ان الحملة العسكرية الدموية التي شنها النظام السوري الاحد على معاقل الحركة الاحتجاجية وما اسفرت عنه من مقتل الكثير من المدنيين قد تساهم في تغيير موقف الاعضاء المترددين في المجلس وجعلهم يصطفون الى جانب المطالبين بادانة ما يحصل.

بدوره دعا وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني الى “عقد اجتماع طارىء لمجلس الامن لاتخاذ موقف حازم جدا” من تطورات الاوضاع في سوريا، مضيفا انه اقترح ايضا “عقد اجتماع لسفراء الاتحاد الاوروبي في دمشق”.

واضاف الوزير الايطالي “لقد ارتكب النظام عملا قمعيا وحشيا اوقع اكثر من مئة قتيل” مضيفا ان ايطاليا “تدعو الى وقف فوري لاعمال العنف” عشية بدء شهر رمضان. كذلك نددت هولندا بشدة بالهجوم “غير المقبول” على حماة، مطالبة بتشديد العقوبات الاوروبية على نظام الاسد.

وقال وزير الخارجية الهولندي اوري روزنتال انه “تابع برعب العنف الذي مارسه الجيش اليوم في حماة. ان استخدام العنف ضد متظاهرين سلميين غير مبرر وغير مقبول”، مضيفا ان لاهاي تؤيد تشديد العقوبات الاوروبية على نظام الاسد الذي “يفقد شرعيته يوما بعد يوم” وتطالب مجلس الامن الدولي باصدار قرار يدين اعمال العنف هذه.

وفي انقرة قالت وزارة الخارجية التركية ان “تركيا تكرر مرة اخرى دعوتها الحكومة السورية الى وقف العمليات (العسكرية) واختيار السبل السياسية والحوار والمبادرات السلمية للتوصل الى حل”، مؤكدة ان “هذه العمليات (العسكرية) لن تؤدي الى حل”.

وتشهد سوريا موجة احتجاجات منذ منتصف اذار/مارس اسفرت عن مقتل حوالى 1500 مدني واعتقال اكثر من 12 الفا ونزوح الالاف، وفق منظمات حقوق الانسان. وتتهم السلطات “جماعات ارهابية مسلحة” بقتل المتظاهرين ورجال الامن والقيام بعمليات تخريب واعمال عنف اخرى.

مقتل شخصين برصاص الامن في حماة الاثنين

افاد ناشط حقوقي الاثنين ان مدنيين قتلا فجر اليوم الاثنين اثناء حملة عسكرية للجيش في حماة غداة مقتل اكثر من مئة شخص.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان “دوي اطلاق نار كثيف سمع في حي الحميدية في حماة حيث قتل شخصان بنار رجال الامن اثناء حملة مداهمات شنتها في المدينة”، موضحا ان “اصابتهما كانت في الرأس”.

وكان رئيس الرابطة السورية لحقوق الانسان عبد الكريم ريحاوي ذكر ان “مئة مدني قتلوا الاحد في حماة برصاص قوات الامن التي رافقت الجيش لدى اقتحامه مدينة حماة”.

وقتل 137 شخصا على الاقل برصاص قوات الامن السورية الاحد، بينهم مئة في حماة (وسط) واصيب عشرات بجروح غالبيتها خطرة، خلال اقتحام الجيش عدد من معاقل الحركة الاحتجاجية ضد الرئيس بشار الاسد.

الحريري: لا يمكن أن نبقى صامتين إزاء ما يحدث

ردود فعل دوليّة منددة بـ”مذبحة حماه” وأوباما يتوعد بعزل الأسد

أ. ف. ب.

توالت ردود الفعل الدوليّة على خلفية ما تتعرض له مدينة حماه السورية اليوم، حيث اعتبرت الولايات المتحدة أنّ ما تتعرض له المدينة يرقى إلى مستوى الحرب الكاملة، فيما ندد رئيس الحكومة اللبناني السابق سعد الحريري بالصمت العربي والدولي.

بيروت: وصف الرئيس الاميركي باراك اوباما الاحد اعمال العنف في سوريا، والتي قال نشطاء انها ادت الى مقتل نحو 140 شخصا، بأنها “مروّعة” متوعدًا بتصعيد الضغوط على نظام الرئيس بشار الاسد. ووصف اوباما في بيان المتظاهرين الذين خرجوا الى الشوارع بانهم “شجعان”، وقال ان سوريا “ستكون افضل عندما يحدث انتقال ديموقراطي”.

واضاف “ان استخدام الحكومة السورية للعنف والوحشية ضد شعبها مروع. ان التقارير التي تخرج من حماه مرعبة، وتظهر الطبيعة الحقيقية للنظام السوري”.

من جهته اتهم السناتور الجمهوري النافذ جون ماكين السلطات السورية بارتكاب “مجزرة” وقال متحدثا لوكالة الأنباء الفرنسية “امل ان يتم اتخاذ اجراءات لرفع شكاوى الى المحكمة الجنائية الدولية. لقد وصل الامر الى هذا الحد”.

وقال اوباما انه “في الايام المقبلة، ستواصل الولايات المتحدة زيادة ضغوطها على النظام السوري والعمل مع اخرين في انحاء العالم لعزل حكومة الاسد والوقوف مع الشعب السوري”. واضاف “مرة اخرى اظهر الرئيس الاسد انه غير قادر وغير مستعد بتاتًا للاستجابة لتظلمات الشعب السوري. ان استخدامه للتعذيب والفساد والترويع يضعه في مواجهة مع التاريخ ومع شعبه”.

واضاف “ان بشار الاسد من خلال اعماله يؤكد أنه سيصبح هو ونظامه جزءًا من الماضي، وان الشعب السوري الشجاع الذي تظاهر في الشوارع هو الذي سيقرر مستقبله. ان سوريا ستصبح مكانا افضل عندما يحدث انتقال ديموقراطي”.

وكانت ادارة اوباما قالت مرارًا ان الاسد فقد شرعيته، الا انها لم تسع صراحة الى الاطاحة به. وتنشغل واشنطن وحلفاؤها حاليًا في الحملة العسكرية ضد النظام الليبي، كما انها تنشغل في الحربين في افغانستان والعراق.

الهجوم السوري على حماه “يدل على يأس”

وقال مسؤول في السفارة الاميركية في دمشق ان الهجوم الذي يشنه الجيش السوري على مدينة حماه الاحد يرقى الى مستوى “الحرب الكاملة”، واصفًا اياه بانه “عمل اخير يدل على الياس التام”. وقال ج.ج هاردر الملحق الصحافي في السفارة لهيئة البي بي سي “توجد عصابة مسلحة كبيرة واحدة في سوريا اسمها الحكومة السورية”.

وقال هاردر “اعتقد اننا نستطيع ان نقول ان هذه حرب كاملة تشنها الحكومة السورية على شعبها”. واضاف “ان هذه الحرب الكاملة التي تشنها الحكومة السورية اليوم هي برأيي عمل اخر يدل على الياس التام”. وتابع “انهم يقتلون شعبهم، ويرسلون بالدبابات الى مدنهم. هذه مهزلة”.

وردا على سؤال حول رايه في قول الحكومة ان قواتها تواجه عصابات مسلحة، قال هاردر “توجد عصابة مسلحة كبيرة واحدة في سوريا اسمها الحكومة السورية”. واضاف “انها (الحكومة السورية) العصابة المسلحة التي تنهب مدنها، هذه هي العصابة المسلحة التي تزرع الرعب في قلوب الكثير من الناس الذين خرجوا للتظاهر سلميا”.

وقال هاردر ان المسؤولين الاميركيين لا يمكنهم ان يعرفوا على وجه التحديد من هي الجهة التي تحكم في الحكومة السورية. واضاف “الحكومة (السورية) ليست وحدة متماسكة، ولكنها عبارة عن مجموعة من الجماعات المختلفة داخل الحكومة نفسها”.

وتابع “في اوقات كثيرة لا نعرف من هي الجهة التي نتحدث معها، ولا نعرف من يتحدث باسم الحكومة”. وقال “من ناحية لدينا حركة اصلاح مزعومة .. ومن ناحية اخرى لدينا حرب، وهجمات على حماه ودير الزور (في الشرق). الامر غير منطقي على الاطلاق”.

الحريري: لا يمكن أن نبقى صامتين إزاء «مذبحة» حماه

وندد رئيس الحكومة السابق سعد الحريري أبرز أركان المعارضة اللبنانية الاحد بـ “المذبحة” التي تتعرض لها مدينة حماه السورية، معتبرًا ان “الصمت” العربي والدولي “يدفع باتجاه ازهاق المزيد من ارواح ابناء الشعب السوري الشقيق”.

وجاء في بيان صادر من المكتب الاعلامي للحريري انه يستنكر “المذبحة التي تتعرض لها مدينة حماه السورية وسائر أعمال القتل الدموية التي تشهدها حمص وأدلب ودير الزور ودرعا والعديد من المدن والمناطق السورية على أبواب شهر رمضان المبارك”.

واضاف الحريري الذي يعتبر ابرز اركان قوى 14 اذار المعارضة “ان الصمت بكل مستوياته العربية والدولية إزاء ما يحدث في سوريا، وتحديدًا في مدينة حماه التي سبق لها وتعرضت لأبشع المجازر بحق أبنائها في ثمانينات القرن الماضي، لا يؤسس للحلول المطلوبة، بل يدفع باتجاه إزهاق المزيد من أرواح أبناء الشعب السوري الشقيق”.

وتابع الحريري “إننا في لبنان لا يمكن تحت أي ظرف من الظروف أن نبقى صامتين إزاء هذه التطورات الدموية التي تشهدها الساحة السورية، ونهيب بكل المعنيين ليتداركوا الموقف منذ الآن لتمكين الشعب السوري من أن يحدد خياراته بنفسه بحرية وفي إطار حقوقه الإنسانية وأن يتجاوز المحنة الأليمة التي يمر بها بأسرع وقت ممكن”.

وينقسم اللبنانيون اجمالاً بين مؤيدين لقوى 8 آذار، وابرز اركانها حزب الله القريب من سوريا، وقوى 14 آذار المناهضة لدمشق. وكان الامين العام لحزب الله حسن نصرالله اعلن في 25 ايار/مايو وقوفه الى جانب النظام السوري، ودعا السوريين الى دعم رئيسهم، كما اعتبر في حديث في مطلع حزيران/يونيو ان هناك “مؤامرة” اميركية لتقسيم سوريا، كما تتبنى الوسائل الاعلامية التابعة للحزب وجهة النظر السورية الرسمية في تفسير ما يجري في سوريا.

وتشهد سوريا موجة احتجاجات منذ منتصف اذار/مارس اسفرت عن مقتل حوالي 1500 مدني واعتقال اكثر من 12 الفا ونزوح الالاف، وفق منظمات حقوق الانسان. وتتهم السلطات “جماعات ارهابية مسلحة” بقتل رجال الامن والقيام بعمليات تخريب واعمال عنف اخرى.

وادى اقتحام الجيش السوري مدينة حماه الاحد الى مقتل 100 شخص واصابة العشرات بجروح حسب ما افاد ناشطون في مجال حقوق الانسان. وبلغ عدد القتلى المدنيين برصاص قوات الامن السورية حتى عصر الاحد 136 قتيلا.

ايطاليا تدين “الفعل البشع” في مدينة حماه السورية

وادانت ايطاليا الاحد هجوم الجيش السوري على مدينة حماه التي تشهد احتجاجات مستمرة، حيث وصفته بـ”الفعل القمعي البشع”، وحثت الحكومة السورية على انهاء كل اعمال العنف ضد المدنيين. ونقلت وكالة انسا الايطالية للانباء عن وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني قوله “انه احدث فعل بشع من افعال القمع العنيف ضد المحتجين المحتشدين سلميًا منذ ايام”.

وناشد فراتيني نظام الرئيس السوري بشار الاسد “الكفّ الفوري عن اشكال العنف كافة” والبدء بحوار شامل مع المعارضة. وتقول منظمات حقوق الانسان ان مائة شخص على الاقل قتلوا الاحد اثر اقتحام الجيش السوري مدينة حماة.

بريطانيا تدعو سوريا الى وقف الهجمات القاتلة

بدوره، دعا وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الرئيس السوري بشار الاسد الى وقف الهجوم الدموي ضد المتظاهرين في مدينة حماه الاحد، معربا عن مشاعر “الاستياء الشديد” للهجوم الذي ياتي عشية بداية شهر رمضان.

وقال هيغ في بيان “اشعر بالاستياء الشديد للتقارير بان قوات الامن السورية اقتحمت مدينة حماه بالدبابات وغيرها من الاسلحة الثقيلة صباح اليوم (الاحد) مما ادى الى مقتل العشرات”. واضاف “ان مثل هذه الاعمال ضد المدنيين الذين يحتجون سلميا باعداد ضخمة في المدينة منذ اسابيع عدة، غير مبررة”.

وقال انه “يبدو ان الهجوم هو جزء من جهود منسقة في عدد من المدن السورية لمنع الشعب السوري من الاحتجاج قبل رمضان. ومما يزيد من مشاعر الصدمة تجاه هذه الهجمات انها تجري عشية بدء شهر رمضان”. وفي تحذير للاسد قال “الرئيس الاسد مخطئ اذا اعتقد ان القمع والقوة العسكرية ستنهي الازمة في البلاد. يجب ان يوقف هذا الهجوم على شعبه”.

المانيا تعرب عن “الصدمة الشديدة” للهجوم السوري على حماه

واعرب وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي الاحد عن “الصدمة العميقة” ازاء الهجوم العسكري السوري على حماه، الذي اوقع نحو 95 قتيلا حسب ناشطين حقوقيين، ودعا الى تعزيز العقوبات على النظام السوري.

وقال الوزير الالماني في بيان “ان الذي نشهده اليوم في سوريا صدمني بشدة”. واضاف “ان الحكومة الالمانية تطالب الرئيس الاسد بوضع حد فوري لاعمال العنف ضد المتظاهرين المسالمين”. وتابع البيان في اشارة الى الرئيس السوري “وفي حال لم يبد استعداده لتغيير اساليبه سنفرض عقوبات جديدة مع شركائنا الاوروبيين”.

واكد البيان ايضا ان المانيا “تبقى مقتنعة تماما بان على مجلس الامن التحرك ازاء اعمال العنف هذه ولن نحد من جهودنا لاقناع الدول المترددة” في اشارة الى روسيا والصين بشكل خاص.

باريس تندد بمواصلة القمع بصورة “غير مقبولة” في سوريا

وندد وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه “باقصى حزم ممكن” الاحد بمواصلة القمع في سوريا معتبرا ذلك “غير مقبول خصوصًا عشية شهر رمضان”، في وقت يشنّ الجيش هجومًا على مدن عدة، منها حماه. وقال جوبيه في تصريح ان فرنسا “تبدي قلقها البالغ حيال العمليات التي يقوم بها الجيش اليوم في حماه ودير الزور والبوكمال، والتي افيد انها اوقعت حتى الان اكثر من مئة ضحية”.

واضاف “على المسؤولين السياسيين والعسكريين والامنيين السوريين ان يعلموا اكثر من اي وقت مضى انهم سيحاسبون على افعالهم”. وختم “ان فرنسا تود اكثر من اي وقت مضى في هذه الظروف المروعة ان يتحمل مجلس الامن الدولي مسؤولياته ويعلن موقفه بشكل قوي وواضح مثلما فعل مرارا الامين العام للامم المتحدة” بان كي مون.

وقدمت فرنسا وثلاث دول اوروبية اخرى، هي بريطانيا والمانيا والبرتغال، منذ اسابيع عدة مسودة قرار في مجلس الامن الدولي تندد بالقمع في سوريا، وتدعو الى اصلاحات سياسية، غير ان الصين وروسيا الدائمتي العضوية في مجلس الامن تعارضان طرح النص للتصويت.

رئيس البرلمان الاوروبي يندد بـ”مجزرة” حماه

كما ندد رئيس البرلمان الاوروبي جيرزي بوزاك الاحد بما وصفه بـ”المجزرة” التي ارتكبها النظام السوري في حماه، ودعا السلطات السورية الى التنحّي. وقال بوزاك في بيان “ادين التدخل العسكري في حماه وفي مدن اخرى (…) يجب ان تتوقف المجزرة على الفور، وعلى النظام ان يباشر تسليم السلطة”.

وتابع البيان “ان استخدام الاسلحة الثقيلة وقتل المدنيين الابرياء لا يمكن تبريرهما وعلى النظام السوري والهرمية العسكرية ان يفهما ذلك”. ورئيس البرلمان الاوروبي هو المسؤول الاول في المؤسسات الاوروبية الذي يعلق على الاحداث التي جرت الاحد في سوريا.

تركيا تدعو سوريا إلى وقف الهجمات على المتظاهرين

من جانبها، دعت تركيا الحكومة السورية الى وقف الهجمات القاتلة على المدنيين واستخدام السبل السلمية لإنهاء الاضطرابات. وقالت وزارة الخارجية في بيان نشرته وكالة الاناضول للانباء ان “تركيا تكرر مرة اخرى دعوتها الحكومة السورية الى وقف العمليات (العسكرية) واختيار السبل السياسية والحوار والمبادرات السلمية للتوصل الى حل”.

واضافت انه “فيما تتوقع تركيا من سوريا العمل لإحلال جو سلمي خلال شهر رمضان المبارك، فانها، وكل العالم الاسلامي، تشعر بالحزن الشديد وخيبة الامل جراء التطورات الحالية عشية شهر رمضان”.

 واضافت ان عمليات القمع الدموية للمدنيين تلقي بالشك على “تصميم وصدق (الحكومة السورية) على حل المسالة بالوسائل السلمية”. وقد صعدت انقرة التي شهدت العلاقات بينها وبين سوريا انتعاشًا خلال السنوات الاخيرة، ضغوطها على الرئيس السوري بشار الاسد لتطبيق الاصلاحات، الا انه لم تدع الى تنحيه.

غير ان تركيا بدأت تظهر احباطها المتزايد بشأن تباطؤ سوريا في تطبيق الاصلاحات. وفي الشهر الماضي اتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان دمشق بارتكاب “فظائع” ضد المتظاهرين، في اقوى انتقاد يصدر من انقرة لحملة القمع التي ادت، حسب الناشطين، الى مقتل اكثر من 1400 مدني حتى الان.

التاريخ يعيد نفسه.. حماه تحت القصف

مقتل 136 في اقتحام مدن.. وأنباء عن مزيد من الانشقاقات * أوباما يتوعد الأسد بعزله دوليا.. ومسؤول أميركي لـالشرق الأوسط»: هذه حرب شاملة * صدمة دولية وتهديد بمزيد من العقوبات.. وروسيا «قد تغير موقفها» من دمشق

واشنطن: محمد علي صالح دمشق – لندن: «الشرق الأوسط»

في مشهد يذكِّر بمجزرة وقعت في بدايات الثمانينات من القرن الماضي، ارتكب الجيش والقوات الأمنية السورية مجزرة اخرى أمس في مدينة حماه, أدت إلى مصرع أكثر من 100 قتيل، ومئات الجرحى، أغلبهم في حالة خطرة، عشية شهر رمضان؛ حيث توعد المحتجون بشن مظاهرات سلمية في عموم البلاد. واقتحم الجيش السوري عدة مدن انتفضت تضامنا مع حماه، وقتل فيها نحو 32 شخصا، ليرتفع عدد القتلى إجمالا إلى نحو 136، وهو العدد الأكبر الذي يسقط في يوم واحد منذ انطلاقة الاحتجاجات, ولايزال العدد يتزايد حتى لحظة طباعة الصحيفة. بينما اعتقل الجيش أمس أكثر من 300 شخص في ريف دمشق. وأفادت معلومات بوجود انشقاقات جديدة في أوساط الجيش. وقال رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان، عبد الكريم ريحاوي: إن عدة أحياء من حمص خرج أهلها للتظاهر نصرة لمدينة حماه.. وقتل 5 منهم. وسارعت دول غربية وإقليمية إلى الإعراب عن صدمتها واستنكارها للحملة العسكرية على حماه، داعية إلى عزل الرئيس السوري بشار الأسد، مطالبة مجلس الأمن بالقيام بواجباته تجاه النظام السوري.

من جهة اخرى, قال الرئيس الأميركي باراك أوباما إن أعمال العنف في سوريا «مروعة»، متوعدا الأسد بعزله دوليا. ووصف في بيان له المتظاهرين بأنهم «شجعان».

من جهتها, اعتبرت الخارجية الأميركية الهجمات العسكرية القاتلة في سوريا، بأنها «إعلان حرب شاملة على الشعب السوري». وقال مسؤول في الخارجية لـ«الشرق الأوسط» إن: «الولايات المتحدة تلاحظ أن الهجمات العسكرية قد وصلت إلى مرحلة حرب شاملة ضد الشعب السوري». وخطت موسكو خطوة جديدة، بإعلان خبير روسي، مقرب من النظام، أن روسيا قد تضطر إلى تغيير موقفها من القضية السورية. واستنكر رئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري «المذبحة» التي تتعرض لها مدينة حماه، مؤكدا أن لبنان لن يقف صامتا إزاء هذه الأحداث.

سوريا تنزف.. مجزرة في حماه عشية رمضان.. والقتلى أكثر من 100

الجيش السوري اقتحم المدينة من 4 جهات فجرا.. وشبابها واجهوه بصدور عارية.. ودير الزور وحمص ومدن أخرى تتضامن

دمشق – لندن: «الشرق الأوسط»

في يوم دامٍ يعيد ذكرى مذابح أليمة شهدتها مدينة حماه السورية، في أوائل الثمانينات، عاد الجيش وقوات الأمن السورية لتكرار المأساة، باقتحامهما فجر أمس المدينة التي تشهد توترا متصاعدا، وقتل ما لا يزيد على 100 حسب إحصائيات أولية، إضافة إلى عشرات الجرحى، فيما انتشرت الأجهزة الأمنية في المدينة، لتخرب الممتلكات العامة وتحرق الإطارات، وتعتقل العشرات من سكان المدينة. واقتحم الجيش السوري مدنا أخرى بينها دير الزور، وحمص وإدلب وقتل أكثر من 35 شخصا. وأعلنت عدة مدن تضامنها مع حماه وقطع متظاهرون الطريق الدولي المؤدي من حلب (شمال) إلى دمشق في عدة مناطق وخرج الأهالي للتظاهر في خان شيخون ومعرة النعمان وسراقب في ريف إدلب. كما حدث إضراب عام في حمص تضامنا مع ما يحدث في حماه.

وأشرقت شمس حماه عشية حلول شهر رمضان على وقع قصف مدفعي عشوائي للمدينة أثناء اقتحام الدبابات من أربعة محاور، وحسب مصادر محلية فإن القصف المدفعي استمر نحو ساعة ونصف الساعة، ليبدأ بعدها إطلاق نار كثيف ومباغت مع اقتحام للأحياء بهدف إزالة الحواجز التي وضعها الأهالي لمنع دخول الجيش والأمن إلى الأحياء منذ نحو شهر. إذ كانت الأنظار تتجه إلى محافظة دير الزور التي تشهد عملية عسكرية وأمنية واسعة منذ يوم الجمعة. وبحسب مصادر حقوقية، فإن أكثر من 100 قتيل خلال ساعات نهار أمس وعشرات الجرحى سقطوا في حماه في أعنف عملية عسكرية شهدتها المدن السورية منذ بداية الأحداث، وأكثرها دموية، حيث لم تصل أرقام القتلى إلى مائة في يوم واحد.

وقال أحد سكان حماه لـ«الشرق الأوسط» إن عشرات القتلى والجرحى سقطوا أثناء دخول الدبابات إلى المدينة. وقال إن القصف وإطلاق النار كان عشوائيا، حيث سمعت في ساعات الصباح الأولى أصوات أسلحة ثقيلة.. وإطلاق رصاص، كما تم نشر قناصة على أسطح المباني الحكومية.

وقال أحد الشهود إن الأهالي الذين يقيمون حواجز على مداخل الأحياء أحرقوا إطارات لمنع تقدم الأمن. وحول المصابين والقتلى قال شهود عيان إن قوات الأمن كانت تطلق النار على المصابين والمسعفين على أبواب المستشفيات، لا سيما مستشفى الحوارني، لمنع نقل المصابين إليه. وأن هناك حالة من الهلع تسود المدينة، وأن الشباب ينزلون إلى الشوارع ويتحدون الآلة الحربية بصدور عارية.

من جانب آخر، قال مصدر رسمي إن قوات حفظ النظام اشتبكت مع «مسلحين بعدما أطلقوا النار باتجاهها عندما حاولت إزالة حواجز بالمدينة»، وإن عنصرين من قوات حفظ النظام «استشهدا برصاص مجموعات مسلحة في حماه». واتهمت السلطات «مجموعات مسلحة» بإحراق مخافر الشرطة والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة وأقامت الحواجز والمتاريس وأشعلت الإطارات في مداخل وشوارع المدينة، وقالت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن «وحدات من الجيش تعمل على إزالة المتاريس والحواجز التي نصبها المسلحون في مداخل المدينة». إلا أن ناشطا من المدينة قال إن «النظام السوري اتخذ منذ عدة أسابيع قرارا بتوجيه ضربة قاضية لحماه، وإن زيارة السفير الأميركي روبرت فورد إلى حماه أجلت هذه الضربة». وأضاف أن «النظام سارع إلى تسديدها قبل شهر رمضان للحد من المظاهرات المحتمل خروجها بكثافة في حماه خلال شهر رمضان».

وقالت مصادر محلية تعليقا على مشاهداتها يوم أمس لتصرفات الأمن والجيش «واضح جدا أنهم كانوا يقومون بأعمال انتقامية ردا على التظاهر وردا على أهالي حماه الذين شتموا الرئيس والمحافظ خلال جلسة أرادها المحافظ للقاء مع بعض الفعاليات في المدينة». وفي التفاصيل قالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن «المحافظ أنس ناعم وخلال أحد اللقاءات مع الأهالي كان يردد بين جملة وأخرى أن الرئيس قال له كذا وقال له كذا ما استفز أحد الحضور لينهض ويكيل الشتائم للمحافظ وللرئيس». وتتابع المصادر «غالبية أهالي حماه كانوا على يقين أن النظام لن يسكت عن الإهانات والتهم التي يكيلها أهالي حماه للنظام ورأسه في كل المظاهرات».

من جهة ثانية، ذكر رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان عبد الكريم ريحاوي أن «100 مدني قتلوا في حماه برصاص قوات الأمن التي رافقت الجيش لدى اقتحامه المدينة». وأضاف ريحاوي أن «خمسة أشخاص قتلوا برصاص الأمن في عدة أحياء من حمص خرج أهلها للتظاهر نصرة لمدينة حماه». كما أشار ريحاوي إلى «مقتل 3 أشخاص في ريف إدلب بينهم شخص من بنش وشخص من سرمين وآخر في سراقب»، عندما خرج أهلها للتظاهر احتجاجا على ما يجري في حماه.

من جهته أكد رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان «مقتل 19 شخصا في دير الزور (شرق) و6 أشخاص في الحراك (جنوب) وشخص في البوكمال (شرق)». كما انتشرت القناصة فوق الأسطح في مدينة دير الزور بحسب رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان الذي أوضح أن «أغلب الإصابات كانت في الرأس والعنق».

من جهته أعلن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن «شخصين قتلا في بلدة صوران (ريف حماه) وجرح العشرات عندما أطلق رجال الأمن النار على الأهالي الذين خرجوا للتظاهر إثر سماعهم الأنباء عن حماه».

وتحاول السلطات السورية إخضاع حماه التي اقتحمها الجيش من مداخلها الأربعة بعد أن شهدت أضخم المظاهرات ضد النظام السوري. وأكد مدير المرصد أن «أكثر من 500 ألف شخص شاركوا الجمعة في المظاهرة التي جرت في ساحة العاصي وسط مدينة حماه (وسط)»، مشيرا إلى أن «الشيخ الذي أم الصلاة في الساحة دعا إلى رحيل النظام الذي يحكم سوريا منذ 41 عاما وإلى نبذ الطائفية والتمسك بالوحدة الوطنية».

وقد أقيل محافظ حماه السابق أحمد خالد عبد العزيز في الثاني من يوليو (تموز) الماضي، بمرسوم رئاسي غداة مظاهرة شارك فيها أكثر من 500 ألف شخص دعوا إلى إسقاط النظام. ومنذ 1982 باتت حماه رمزا، في أعقاب القمع العنيف لتمرد جماعة الإخوان المسلمين المحظورة ضد الرئيس الراحل حافظ الأسد والد الرئيس بشار الأسد والذي أسفر عن 20 ألف قتيل.

وذكر مدير المرصد أن «تم قطع الطريق الدولي المؤدي من حلب (شمال) إلى دمشق في عدة مناطق وخرج الأهالي للتظاهر في خان شيخون ومعرة النعمان وسراقب في ريف إدلب». وأضاف مدير المرصد أنه «سمع صوت إطلاق الرصاص في محيط أحياء البياضة ودير بعلبة والخالدية في حمص»، مشيرا إلى أن «الاتصالات قطعت عن هذه الأحياء». كما أشار إلى «حصار كامل للمنطقة وإضراب تام في السوق تضامنا مع ما يحدث في حماه».

حقائق عن مذابح حماه عامي 1982 و2011

جريدة الشرق الاوسط

داهمت دبابات سورية مدينة حماة أمس، لسحق المظاهرات المناهضة لحكم الرئيس السوري بشار الأسد. وفيما يلي بعض التفاصيل عن المدينة التي تعرضت لمذبحة عام 1982.

* 1982:

– في نهاية السبعينات وبداية الثمانينات سعت جماعة الإخوان المسلمين السورية من خلال القيام بعمليات تفجيرية واغتيالات سياسية وحرب عصابات، إلى الإطاحة بالرئيس السوري آنذاك حافظ الأسد وحكومته.

– وفي فبراير شباط عام 1982 نصبت جماعة الإخوان المسلمين كمينا لقوات حكومية كانت تبحث عن منشقين في حماة.

– هاجمت قوات حكومية سورية المدينة وأزالت أحياء قديمة في حماة لسحق الانتفاضة المسلحة لجماعة الإخوان المسلمين التي احتمت في المدينة.

– تتراوح أعداد القتلى في العمليات التي دامت لثلاثة أسابيع في حماه بين عشرة آلاف وأكثر من 30 ألفا من إجمالي السكان الذي كان 350 ألفا. واعتقل النظام السوري بعد ذلك الكثير من أعضاء الجماعات الإسلامية المحلية.

– قالت جماعة سورية مدافعة عن حقوق الإنسان إن نساء وأطفالا وكبارا في السن كانوا بين القتلى في حملة القمع وأرغم الآلاف على الفرار من المدينة.

* 2011:

– في يونيو (حزيران) قال نشطاء إن قوات سورية قتلت 60 محتجا على الأقل في المدينة في أحد أدمى الأيام في الانتفاضة المندلعة ضد حكم الرئيس بشار الأسد. وذكر سكان أن قوات أمن وقناصة أطلقوا النيران على حشود من المتظاهرين.

– أقال الأسد محافظ حماه في الثاني من يوليو (تموز) بعد يوم من تجمع عشرات الآلاف من المحتجين في المدينة لمطالبة الأسد بالتنحي.

– المظاهرات في حماه كانت جزءا من احتجاجات اجتاحت شتى أنحاء البلاد والتي قال نشطاء إنها كانت من بين أكبر المظاهرات منذ اندلاع الانتفاضة ضد حكم الأسد في منتصف مارس (آذار) الماضي.

– في لفتة رمزية لإبداء التضامن، زار السفير الأميركي روبرت فورد والسفير الفرنسي اريك شيفاليه حماه في الثامن من يوليو للضغط على الأسد حتى لا يسحق الاحتجاجات. وأدانت سوريا هذا التصرف واستدعت السفيرين إلى دمشق في العاشر من يوليو.

– كان فورد وصل إلى دمشق في يناير (كانون الثاني) فقط وبعد أن نشر رسالة على صفحة السفارة الأميركية على موقع «فيس بوك» للتواصل الاجتماعي على الإنترنت اقتحم حشد مجمع السفارة في 11 يوليو ومزقوا لوحات.

* عن حماه – حماه مدينة عمرها البشر منذ العصر البرونزي والعصر الحديدي وتشتهر بالحصون والنواعير الأثرية. وعمل بشار الأسد وحكومته على أن تصبح المدينة وجهة سياحية.

معارضون سوريون: أحداث حماه «تحد مضاد» بين الشعب ونظام بشار

مأمون الحمصي: ما حذرت منه على صفحات «الشرق الأوسط» حدث بالأمس

القاهرة: محمد عجم وهيثم التابعي

اتفقت آراء عدد من المعارضين السوريين في الداخل والخارج على أن ما شهدته مدينة حماه السورية بالأمس هو محاولة من جانب نظام الرئيس بشار الأسد لإحباط احتمالات المشاركة الواسعة في الانتفاضة السورية، بعد دعوات التظاهر في المدن السورية عقب صلاة التراويح بشكل يومي خلال شهر رمضان.

من جانبه، فسر المعارض البارز، ياسين حاج صالح الاستخدام المفرط للقوة من قبل النظام السوري في حماه بأنه محاولة كبيرة وغاشمة لإحباط احتمالات المشاركة الواسعة في الانتفاضة السورية قبل رمضان. وقال لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف «الرسالة واضحة هدفها الترويع والإرهاب، النظام يريد ترويع أكبر عدد ممكن من السوريين ومنعهم من المشاركة في المظاهرات في رمضان»، مضيفا «الرسالة استهدفت بؤر الاحتجاجات الواسعة في الفترة الأخيرة مثل حماة ودير الزور والمعظمية، ولكنها رسالة لعموم الشعب السوري».

ويرى حاج صالح أن النظام السوري ليس لديه الآن سوى الحل الحموي (في إشارة إلى مذبحة حماه 1982) لتعدد بؤر الاحتجاجات الواسعة كذا نوعية مطالب الشعب السوري التي وصفها بأنها ليس عليها أي طابع آيديولوجي، مستبعدا أن يصل الأمر في حماه للوضع الذي حدث في عام 1982، حيث فند ذلك قائلا: «من الصعب جدا أن تتكرر المجزرة التي حدثت من قبل، فالتغطية الإعلامية تصنع الفارق برأيي».

وأوضح حاج صالح أن الرسالة أيضا مفادها واضح للسوريين بأن النظام لا حدود له في القتل، قائلا: «النظام قالها عبر صواريخه اليوم، لا توجد هناك حدود نتوقف عندها في القتل، ولا نتهيب سقوط أكبر عدد ممكن من الشهداء».

وندد حاج صالح بدور المجتمع الدولي الذي يقف صامتا إزاء ما يحدث وهو ما فسره قائلا «القوى الدولية تخشى التغيير في سورية، لأنها لا يمكن حصر متغيراته، فهي تفضل استمرار النظام ولو على جماجم الشعب السوري».

ولا يتوقع حاج صالح أن تؤثر استمرار المذابح على صمود الانتفاضة لفترة أطول قائلا: «لن يفيد النظام أن يقتل هذا العدد الكبير من المدنيين، فالقضية السورية قضية عادلة ولن يتنازل عنها الشعب السوري»، معتبرا أن جل ما يحدث بحماه الآن هو تحد مضاد بين الشعب والنظام السوري. وكشف صالح عن تزايد عدد المفقودين الذين لا يدرك أهاليهم مكانهم إلى حد الثلاثة آلاف معتقل، بالإضافة إلى المعتقلين الذين قال إن عددهم وصل إلى 13 ألف معتقل.

أما النائب السابق في البرلمان السوري ومنسق تجمع أبناء الجالية السورية بالقاهرة محمد مأمون الحمصي، فقال: «حذرت منذ أيام على صفحات (الشرق الأوسط) أن المرحلة المقبلة في عمر الثورة هي الأخطر، وبالفعل حدث أمس ما حذرت منه، فهناك مقدمات مهدت لذلك، على رأسها زيادة الدعم الإيراني للنظام السوري وتخصيص المرشد الإيراني علي خامنئي مبلغ ستة مليارات دولار لدعم نظام بشار الأسد، إلى جانب وجود أشكال جديدة من الإرهاب يمارسها النظام ضد الشعب الأعزل، وزيادة حدة الحملات العسكرية على المدن السورية».

ويؤكد الحمصي أن الخطر لا يزال قائما، لأن تحركات الجيش والاستخبارات تؤكد أن هناك نية مبيتة، فقبل أن يبدأ شهر رمضان الكريم يريد النظام أن يبيد الثورة السورية.

ويتساءل الحمصي: «كيف يمكن أن يقضي الشعب السوري شهر رمضان وسط تلك الأحداث والظروف والدماء المراقة، في وحشية لم يشهدها التاريخ سوى في جرائم النازية والفاشية؟».

وقال النائب السابق، إن «صمت العالم أعطى ضوءا أخضر لبشار ورجاله للاستمرار في جرائمهم الوحشية، وإن هذا الصمت سواء أكان من دول أو أحزاب أو قوى أو شخصيات تجاه ما يحدث من مجازر، لن يعني سوى أنه غطاء للممارسات والمجازر التي ترتكب في سوريا إن لم يكن مشاركة غير مباشرة في الجريمة». ويوضح المنسق العام للقوى الوطنية السورية، ثائر الناشف، لـ«الشرق الأوسط» أن ما جرى فجر أمس فاجأ الجميع وروع الأهالي في المدن السورية، فالنظام السوري غدر بأهالي حماه بعدما رفعوا الحواجز والسواتر الترابية التي أقاموها لمنع احتياج المدينة قبل شهر، وسبب إزالتها أن أهالي المدينة تلقوا تطمينات بعدم الاجتياح في شهر رمضان من خلال رسائل مزورة أرسلها النظام لبعض الأهالي، فقام الأهالي بإزالة هذه الحواجز للتواصل مع ريف حماه، خاصة مع حلول شهر رمضان الذي يفرض عليهم التحرك لأنهم كانوا في سجن كبير بعد أن منعتهم الحواجز من الخروج.

وأوضح الناشف أن إزالة الحواجز ليست السبب الوحيد لاختيار توقيت الهجوم على المدينة، فالتوقيت جاء قبيل حلول شهر الصيام الذي يحمل الكثير من الحماس ولما له من قيم ومعان روحية، وبالتالي خشي النظام من اجتذاب فئات جديدة للثورة ضده في هذا الشهر، مضيفا أن المظاهرات اليومية بعد التراويح التي دعا لها شباب الثورة طوال الشهر المبارك ستجعله محاصرا من هذا الزخم الذي ستخرج به.

ويؤكد منسق القوى الوطنية السورية أن ما خشي منه النظام من اجتذاب فئات جديدة حدث بالفعل أمس، فوحشية الاجتياح ونتيجة العملية العسكرية على حماه وغيرها من المدن كشفت وجه النظام أمام كثير من المواطنين كانوا على الحياد، غير مؤيدين للثورة أو النظام، حيث بدأت أعداد كبيرة من السوريين الذين كانوا يصدقون الإصلاح وما يروجه النظام أن هناك مؤامرة على سوريا، تغير موقفها وباتوا منذ الأمس جزءا من الثورة ضد بشار ورجال نظامه، مضيفا: «هذا التغير في المواقف لمسته بشكل شخصي من خلال عشرات المكالمات الهاتفية التي تلقيتها من داخل سوريا بالأمس، كما أن هذا التغير لم يكن على مستوى المواطن السوري فقط، بل على مستوى الجيش أيضا، فهناك انشقاقات واسعة في صفوف الجيش بعد أن غيروا مواقفهم نتيجة قصف الأحرار».

صفحات السوريين على «فيس بوك» تكتسي باللون الأحمر وتوثق أحداث العنف بمقاطع الفيديو

تفاعلت مع أحداث حماه وأعضاؤها يتفقون على «مظاهرات الرد»

القاهرة: محمد عجم

منذ فجر أمس ومع اجتياح دبابات الجيش السوري في ساعة مبكرة من الصباح مدينة حماه، غرب سوريا، بعد حصار المدينة لمدة شهر وسقوط عدد من الضحايا ما بين قتيل وجريح، نشطت المواقع الإلكترونية وصفحات الثورة السورية على موقع «فيس بوك» لنقل ما يدور على أرض الواقع، واكتست الصفحات باللون الأحمر للدلالة على دموية ما يدور للشعب السوري في حماه ودرعا والبوكمال وحمص ودير الزور، وغيرها.

ففي تفاعل سريع تكونت عدة صفحات تحمل اسم الشهيدة الطفلة ليال عسكر، التي قالت عنها صفحات «فيس بوك» إن قوات بشار الأسد قامت باقتحام بلدة الحراك في حوران بالدبابات وقد أدى ذلك إلى سقوط عدد من الجرحى وثلاثة شهداء كانت الشهيدة الطفلة ليال عسكر ذات الأربع سنوات من ضمنهم لترصع سجل شهداء ثورة الكرامة في سوريا. فيما جاء على صفحة أخرى: «تزف لكم الحراك الأبية خبر ارتقاء الطفلة الشهيدة ليال عدنان طه عسكر إلى السماوات العلى بإذن الله حيث استشهدت جراء صدمة قلبية نتيجة للخوف والرعب من القصف المدفعي.. اللهم نسألك أن نحتسبها من طيور الجنة».

بينما قام عدد من النشطاء السوريين بالدعوة لما سموه «مظاهرات الرد» بعد أول صلاة تراويح أمس (الأحد) في أول ليلة من شهر رمضان، وهي الدعوة التي لاقت ترحيب عدد كبير من زوار صفحات الثورة السورية. فعلى صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد – The Syrian Revolution 2011» كتب «تعميم من شباب الثورة.. التوجه اليوم إلى جامع قاسمو.. في القامشلي والجامع الكبير في عامودا.. وإلى طريق الحسكة في رأس العين من أجل التظاهر اليوم (الأحد) بعد صلاة التراويح نصرة لحماه ودير الزور وجميع المدن المحاصرة»، بينما توعد آخرون بشار بقولهم «من الشعب السوري العظيم إلى بشار وزبانيته: الجواب ما ستراه.. لا ما ستسمعه.. موعدنا الليلة».

الدعوة لم تقتصر على المسلمين فقط، حيث كتب أحد الأعضاء بالصفحة «يا شباب بعد صلاة التراويح كل الطوائف بساحة السبع بحرات شو ما كنت مسلم مسيحي علوي مرشدي سمعولي كردي بدوي يهودي.. المهم أنك سوري مدعو اليوم لمظاهرة بعد التراويح». أما صفحة «الحرية للمثقفين السوريين وصوت الفكر السوري» فوصفت ما يدور بالمدن السورية أمس بقولها إن «النظام قد وصل لحالة اليأس وهو الآن ينفذ عملية سريعة في محاولة منه لخلق الرعب لدى الناس، يريد أن يصدم الناس بهول مجازره، يريد أن يقول لنا هل تشاهدون كم أنا مجرم؟ هل تشاهدون كم أنا سفاح؟.. لكن نقول لك إن كل هذا لن يزيدنا إلا إصرارا ليس على إسقاطك بل وإعدامك أيضا.. ولا نامت أعين الجبناء».

الصفحات الإخبارية كان لها دور في متابعة الأحداث لحظة بلحظة وأبرزها شبكة شام (S N N)، كما تسابقت كافة الصفحات على رفع مقاطع الفيديو المصورة التي تنقل ما يحدث على الأراضي السورية وأخرى تنقل تشييع جثث الشهداء الذين سقطوا جراء القصف، وأولا بأول تناقل الأعضاء أعداد الشهداء والضحايا في كافة المدن التي تتعرض للقذف. كما خصصت شبكة رصد المصرية (R N N) جزءا كبيرا من أخبارها لتغطية أحداث حماه، وعقدت مقارنة بين ما يحدث بالأمس مع ما شهدته ذات المدينة عام 1982 والتي تعد أوسع حملة عسكرية شنها النظام السوري ضد المعارضة.

قادة الأحزاب الكردية يشاركون لأول مرة في مظاهرات القامشلي

قيادي كردي لــ«الشرق الأوسط»: خيار النظام الأمني لن يردع السوريين

أربيل: شيرزاد شيخاني

شارك أغلب قادة الأحزاب الكردية في سوريا، بمظاهرات جمعة «صمتكم يقتلنا»، في عموم المدن الكردية، كالقامشلي وعامودا والدرباسية ورأس العين وكوباني وعفرين، إلى جانب الشباب الكرد، وباقي مكونات المدن الكردية من عرب وآثوريين وغيرهم، على الرغم من درجات الحرارة الملتهبة التي كانت تلامس الخمسين درجة مئوية في أغلب مناطق كردستان سوريا، وعلى الرغم من الأخطار المحدقة بالمتظاهرين من جانب قوات الأمن والشبيحة التي أطلقت القنابل المسيلة للدموع على المحتجين، الذين قدر عددهم بعشرين ألف متظاهر في القامشلي، وأدت إلى إصابة عشرات المحتجين بالاختناق.

وكانت مظاهرة القامشلي، أول من أمس الجمعة، يتقدمها قادة عدد من الأحزاب الكردية في سوريا، بينهم صالح كدو، نائب سكرتير الحزب اليساري الكردي في سوريا، برفقة عمران السيد، عضو اللجنة المركزية، وفؤاد عليكو وعبد الصمد خلف برو، عضوا المكتب السياسي لحزب اليكيتي الكردي في سوريا، ومحمد صالح مسلم، رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي، ومحمد إسماعيل ونصر الدين برهك، عضوا المكتب السياسي في الحزب الديمقراطي الكردي (البارتي) جناح الدكتور عبد الحكيم بشار، وزرادشت محمد، القياي البارز في حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)، والدكتور صلاح درويش، عضو المكتب السياسي في الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، وفواز محمود ونواس عموكا، من حزب آزادي الكردي، إضافة إلى كوادر من مختلف الأحزاب الأخرى.

وقال القيادي الكردي، شلال كدو، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن هذه المشاركة الكردية على مستوى القيادات الحزبية العليا، تأتي بعد أن أثبتت الحركة الاحتجاجية، المستمرة منذ تسعة عشر أسبوعا في مختلف أنحاء سوريا على قدم وساق، أنه لا أفق للتحايل على حركة التاريخ، التي تسير بما لا تشتهي سفن نظام البعث في سوريا، وكذلك لا يوجد هناك أفق للغة الحديد والنار التي أثبتت الأسابيع والشهور الماضية أنها لا تستطيع كي السوريين بعربهم وكردهم بنارها مهما استمرت وطال بها الزمن أو قصر. لذلك فإن خيار النظام الأمني الذي اتخذه لنفسه منذ الحركة الاحتجاجية يبدو أنه لن يردع السوريين أبدا، وسوف يبقى في سياق قمع نظام مستبد لشعب ثائر يطالب بحقوقه الديمقراطية المشروعة، التي كفلها له دستور بلده، وكذلك كل المواثيق والعهود الدولية ولوائح حقوق الإنسان ذات الصلة.

يذكر أن غالبية أحزاب الحركة الوطنية الكردية في سوريا، كانت تنأى بنفسها عن المشاركة مع الشباب، جنبا إلى جنب، في المظاهرات بشكل مباشر، إلا أن تصعيد الموقف من جانب السلطة حيال الأكراد في الأسابيع الماضية، ولا سيما قتلها لشبان كرد في حي ركن الدين بالعاصمة دمشق، إلى جانب تفاقم الوضع في سائر أنحاء البلاد، وقتل الناس بدم بارد، وكذلك تصاعد موجة الانتقادات من المثقفين والنخب الاجتماعية والشبابية، أدى إلى بلورة موقف جديد تبنته معظم هذه الأحزاب، يقضي بمشاركة كل القيادات الحزبية البارزة في الحركة الاحتجاجية من الآن فصاعدا.

في غضون ذلك استنكرت أحزاب الحركة الكردية الحملات التي تستهدف بعض الرموز الكردية في سوريا. وأشار بيان صادر عن الأحزاب الكردية السورية تلقت «الشرق الأوسط» نصه إلى أنه «اجتمعت أحزاب الحركة الكردية في سوريا نهاية الشهر الماضي ودرست جملة من المواضيع، وفي المقدمة منها الإجراءات التي اتخذت بشأن المؤتمر الوطني الكردي المزمع عقده قريبا، الذي يعد من أهم الخطوات الواجب اتخاذها في هذه المرحلة الحرجة التي يمر بها بلدنا، وذلك من خلال تجميع طاقات شعبنا الكردي في سوريا؛ لتسهم بدورها الوطني في الخروج من الأزمة الحالية التي تعصف ببلدنا، من جهة، والدفاع عن شعبنا الكردي في تأمين حقوقه القومية في الاعتراف الدستوري بوجوده القومي، وإيجاد حل ديمقراطي عادل لقضيته. في الوقت الذي نحتاج فيه إلى توفير المناخ الإيجابي في علاقات الحركة الكردية بما تعنيها من (قوى سياسية وفعاليات اجتماعية وثقافية والحراك الشبابي)، وهذا ما قامت به أحزاب الحركة الكردية منذ اجتماعها الأول وعبر مبادرتها الوطنية في أواسط (أبريل) نيسان الماضي، وفي نشاطها مع القوى الوطنية المعارضة حيث أسهمت في توضيح الموقف السياسي الكردي بشأن الحراك الشعبي المتمثل في تأييد ومساندة المظاهرات والاحتجاجات السلمية، ودانت بالمقابل استهداف المتظاهرين السلميين بوسائل القمع من قبل السلطة، ودعت إلى وقف العمل بالحل الأمني وقتل المتظاهرين واعتقالهم واستعمال الجيش، الذي لن يستطيع، مهما توسع، الحد من احتجاج الشعب ومطالبته بحريته وكرامته، كما أسهم من خلال مبادرته إلى توضيح إمكانات الحل الوطني لهذه الأزمة. في ظل هذه المتطلبات، وعلى النقيض منها، كثرت في الآونة الأخيرة بيانات ومقالات على صفحات المواقع الإلكترونية تشكل حملات شرسة على الرموز الكردية وحركتها الوطنية، والعودة مجددا إلى ثقافة التخوين إلى حد الاختطاف، كما حصل مؤخرا مع الشاب شيركو، والاعتداء عليه من قبل ثلاثة أشخاص عرف منهم مارسيل مشعل التمو، وبروز ظاهرة الإرهاب السياسي والفكري، بذريعة حماية التظاهر والاحتجاجات والحراك الشبابي, التي ترى أحزاب الحركة فيها كل الحق، وترى الشباب أبناء حقيقيين للحركة الكردية، وبالتالي يشكلون مع الأحزاب والقوى الاجتماعية والثقافية الأخرى في المجتمع بمجموعها الحركة الكردية، التي توحد موقفها ونضالها إحقاقا لحقوق شعبنا الكردي وتعزيزا لدورنا الوطني العام. إننا في الوقت الذي نؤكد فيه ضرورة توحيد صفوفنا، ونؤكد على حقنا جمعيا في ممارسة النقد السياسي البناء، والإشارة إلى الأخطاء من قبل أي جهة كانت، وتقديرنا العالي للاعتراف بالخطأ، فإننا ندعو إلى الوقوف أمام هذه الظواهر الشاذة التي ورد ذكرها أعلاه، والتي تهدف إلى بث الشك والفتنة والبلبلة، بقصد زعزعة الاستقرار في المناطق الكردية، وهي موضع استنكارنا وإدانتنا، والتي لن تثنينا هي أو أية قوة أخرى مهما كانت عن الذود عنها وحمايتها».

هارب من درعا: الجيش السوري سلمنا أسلحة لنقوم بدور «عصابات مسلحة»

قال إن الشبيحة يراقبون القادة العسكريين وأحوال الناس تتدهور بشكل متسارع

القاهرة: هيثم التابعي

«أنا لم أهرب خوفا من الموت، فأنا كنت أذهب إلى الموت بقدمي كل يوم خلال المظاهرات، وتعرضت للرصاص مرات عدة، ولكني هربت خوفا من الاعتقال وما فيه من إهانات نفسية وجسدية قد لا يدركها من هو خارج سوريا».. هكذا تكلم أحد السوريين الفارين من محيط مدينة درعا السورية، التي يعتبرها الكثيرون مهد الاحتجاجات التي تضرب سوريا منذ ما يقرب من خمسة أشهر.

شاهد العيان السوري رجل أربعيني يعمل موظفا بالحكومة السورية، التقته «الشرق الأوسط» في إحدى محافظات مصر النائية، ليروي تفاصيل ما يحدث في درعا ومحيطها، وعلى الرغم من أنه ظل متماسكا طيلة اللقاء الذي استمر لما يزيد على الساعة، فإن نبرة صوته كانت محملة بالكرب والحزن الممزوج بالقلق على مستقبله ومستقبل بلاده وأبنائه.

الشاهد، الذي تحدث لـ«الشرق الأوسط»، شريطة عدم ذكر اسمه خوفا على حياته وحياة أقاربه الموجودين بسوريا، خاصة أن الأمن اعتقل بعضا منهم لإجباره على تسليم نفسه، كان عضوا نشطا في حزب البعث السوري في إحدى المدن التي تبعد عن درعا بما لا يزيد على عشرة كيلومترات، لكنه مزق بطاقة هويته بالحزب في ملتقى حاشد مع آخرين اعتراضا منه على أنهار الدماء التي أسالها الحزب في درعا. المثير أن الشاهد يعترف أنه انضم كملايين السوريين للبعث لإيجاد عمل، حيث إن عضوية البعث هي مفتاح العمل في سوريا، كما يقول.

ويروي الشاهد، الذي سمى نفسه «أبو ماسا» عن اقتحام الجيش والقوى الأمنية لمدينته الصغيرة، حيث قال: «حاصروها بالدبابات وبالشاحنات المسلحة، ثم حدث إطلاق نار كثيف يصم الآذان، لدرجة أنني لم أكن أسمع حديث من بجواري، ثم دخلوا المدينة وعاثوا فيها فسادا بحملة اعتقالات واسعة».

ويكشف أبو ماسا استباحة الجنود للبيوت بشكل مبالغ فيه، وعن وجود استهداف لكل الشباب بطريقة مهينة، مما دعا المئات من شباب المدينة للمبيت في المزارع والأماكن المهجورة، خوفا من الاعتقال، كما أن الأمن يقتحم البيوت الفارغة ويسكن بها بعد أن يعيثوا فيها فسادا.

وكشف أبو ماسا أن أول يوم من وجود القوى الأمنية بمدينته تم اعتقال ألف شخص بطريقة عشوائية، معظمهم من الشباب، وتم تعذيبهم والتنكيل بهم لمدة شهر، وعلى دورات متتابعة، على حد قوله.

الملفت أن أبو ماسا قال: «يتم اعتقال عشرات من أهالي المدينة في أفرع أمنية متعددة، بعضهم يكون مطلوبا لفرع أمني ويبحث عنه، بينما هو في الأصل معتقل لدى فرع آخر». ويصف أبو ماسا تفاصيل اقتحام الجنود للمنازل قائلا: «هناك نوع من الإهانة لحرمة السيدات حتى المسنات منهن لم يسلمن من الأذى». وشرح كيف يضيف بكاء الأطفال وصراخهم بعدا دراميا على الاقتحام الذي شبهه باقتحامات قوات الاحتلال.

وأوضح أبو ماسا أن الجنود يطالبون الأهالي بترديد: «لا إله إلا بشار»، وإلا أفرغوا لهم الطحين والماء والزيت أرضا، وهو ما يحدث فعلا، ويصف أبو ماسا الوضع في مدينته بـ«المزري»، حيث قال: «المدينة لا تمارس عملها الطبيعي. الناس في كرب وغم عميق، فالموسم الزراعي انهار، والناس في حالة مادية مزرية، وهناك معاناة اقتصادية ونفسية كبيرة. أغلب الناس لا تملك الفلوس لتسيير حالهم وعلى الرغم من ذلك فإن الناس تساعد بعضها بعضا، وتقتسم اللقمة بينهم.. المدينة محلاتها مغلقة طوال اليوم، عدا الصيدليات التي تفتح لفترات صغيرة ومتقطعة».

المثير أن أبو ماسا كان جزءا من المسيرة الحاشدة المشهورة التي خرجت من عدة مدن في محيط درعا يوم الجمعة 29 أبريل (نيسان) تحمل الطعام والماء لدرعا المحاصرة آنذاك، وروى كيف حدثت مجزرة اليادودة، التي قضى فيها 62 شابا، حيث قال: «خرجنا بشكل سلمي، لا نهتف إلا بالحرية، والله لم يكن بأيدينا إلا الورود والماء والطعام لأهل درعا، وبعد اجتيازنا جسر اليادودة، وبالقرب من درعا، نصبت القوى الأمنية لنا كمينا غادرا، وأطلقت علينا النار من كل الجهات ليسقط على الفور 62 شخصا وآلاف المصابين». وأضاف أبو ماسا: «صديق لي سقط بجواري مباشرة بطلقة قناص في منتصف رأسه».

ثم يروي أبو ماسا كيف تفرقت المسيرة، حيث سقط الكثيرون أرضا ودُهس الآلاف تحت الأقدام تحت وابل الرصاص، الذي كان الغرض منه القتل، لا التخويف، حسب كلامه. وقال: «ما إن عادت المسيرة إلى المدينة حتى اقتحم رجال الأمن المستشفيات؛ حيث حاولوا اختطاف المصابين منها، لكن الأهالي كانوا أخلوها بعد تضميد الجرحى وإعادتهم لبيوتهم، خشية قتلهم أو اعتقالهم».

ويقول أبو ماسا: «المخابرات الجوية اقتحمت المستشفى واعتقلت إداريين به لأكثر من 12 يوما». وكشف أبو ماسا عن وجود جواسيس من ذوي النفوس الضعيفة يعملون لصالح الجيش في كل المدن السورية.

ونفى أبو ماسا ما يروج له النظام عن وجود عصابات مسلحة، حيث قال إن «الجيش السوري هو من عرض تسليمنا أسلحة ليقوم الإعلام السوري بتصويرنا على أننا عصابات مسلحة سلمت نفسها»، لكنه ضمن عشرات غيره رفض ذلك تماما، وهو ما جعله مطلوبا من الأمن السوري بتهمة التحريض على المظاهرات وتمويلها، وهو ما علق عليه قائلا: «لا أملك من حطام الدنيا شيئا، فكيف أمول ثورة؟!».

أبو ماسا الذي تعامل مع قيادات الجيش في مدينته يروي أن اللواء المسؤول عن مدينته طلب منه تهدئة الأهالي وعدم ترديد شعارات تشتم الرئيس بشار، وهو ما لم يحدث بطبيعة الحال، لتتعرض المدينة لوابل كثيف من إطلاق النار ليلا لترويع الأهالي. وكشف أبو ماسا أن الشبيحة يقومون بمراقبة لواءات الجيش السوري خوفا من انقلابهم على القيادات العليا والنظام، حيث يقول: «من سمح لي بالدخول لقائد الجيش كان فردا من الشبيحة، كما أن اللواء تلقى مكالمات تسأله عن الضيف الذي يستقبله، بطبيعة الحال الشبيحة أبلغوا قادتهم أن مدنيا يقابل قائدا للجيش».

أبو ماسا روى بصوت ونبرات حزينة رحلة هروبه من سوريا، بعد أن علم بأن القبض عليه أصبح مسألة وقت، فاسمه يتصدر قائمة المطلوبين على 18 حاجزا أمنيا للقوى الأمنية والجيش في مدينته الصغيرة.

وعن ذلك يقول: «بدأنا الهروب في الساعة الحادية عشر مساء، والأرض كانت مليئة بالحفر والطين، ثم اعترضنا خندق كبير على الأراضي الأردنية، لم نتمكن من عبوره، فسرنا بمحاذاته وقتا طويلا من الزمن حتى اجتزناه، وسلمنا أنفسنا للأمن الأردني ومنه جئت للقاهرة».

ورفض أبو ماسا أن ينهي حديثه لـ«الشرق الأوسط» قبل أن ينقل عبرها معاتبة مدينته وكل المدن السورية للعرب على نسيانهم لأهل الشام في محنتهم، حيث قال: «لا نطلب منهم الدعم، ولكن نطلب منهم رفع الدعم الإعلامي والمعنوي عن بشار الذي يستبيح دماءنا».. المثير أن أبو ماسا ينشط الآن على الإنترنت لفضح النظام السوري، على حد قوله، عبر نشر مقاطع الفيديو وخلافه، لكنه اختتم حديثه قائلا: «أتمنى أن أعود لأقضي العيد في سوريا بعد الخلاص من بشار».

المعارضة في الخارج تستشعر لحظة التغيير.. بعد 48 عاما من الديكتاتورية

معارض: نؤدي دور الخادم لهذه الثورة بدعمها وإسنادها

إسطنبول – لندن: «الشرق الأوسط»

حين كان الدبلوماسي السوري السابق بسام البيطار مقيما في باريس منذ 3 عقود دق أحد أفراد الشرطة السرية من العاملين في السفارة باب شقته ليبلغه تهديدا مبطنا بالقتل إن هو لم يكف عن انتقاد عائلة الأسد.

وقال البيطار، 55 عاما، وهو يتذكر اليوم الذي زاره فيه الضابط من السفارة بمنزله في إحدى الضواحي بعد فصله من عمله بها في مايو (أيار) عام 1987 إن الضابط من السفارة الذي عرف نفسه باسم المقدم غياث أنيس وهو ليس اسمه الحقيقي، قال له إنه ينصحه كصديق بأن يلتزم الصمت وإلا سيواجه العواقب.

وتابع قائلا لـ«رويترز» إنه كان ينتقد الابتزاز والصفقات التجارية غير المشروعة لعائلة الأسد. وقال إنه فقد وظيفته وحرم من رؤية بلده. وتابع قائلا لـ«رويترز» إن السوريين يتحدون الآن طلقات الرصاص من أجل الحرية ويدفعون ثمنا أغلى كثيرا. وكان يتحدث في بهو فندق بإسطنبول على هامش اجتماع عقد هذا الشهر لمعارضين للرئيس بشار الأسد من خارج سوريا وداخلها.

ويسعى الأسد الذي خلف والده الرئيس الراحل حافظ الأسد عام 2000 إلى سحق انتفاضة مضى عليها أربعة أشهر تدفع المعارضين في الخارج إلى إقامة اتصالات مع الزعماء السريين لاحتجاجات الشوارع وإمدادهم بالدعم التنظيمي والمعنوي. ويتراوح المعارضون من علماء دين يقيمون في عواصم عربية، إلى رجال أعمال في عواصم غربية وناشطات يرتدين الجينز ويعشن في كندا والولايات المتحدة مما يعكس التنوع الثقافي والديني والاجتماعي للشعب السوري.

اليوم ألهم المحتجون الذين يتحدون طلقات الرصاص في الشوارع شخصيات المعارضة التقليدية السورية التي ينظر إليها في بعض الأحيان على أنها محدودة التفكير وتلاحقها ذكريات الحملة الدموية على انتفاضة مسلحة قادها الإسلاميون في حماه عام 1982. وكان مؤتمر إسطنبول الأحدث ضمن سلسلة من التجمعات في العواصم الغربية تهدف إلى إقامة صلات بين زعماء احتجاجات الشوارع في سوريا والمعارضين في الخارج الذين يقعون تحت ضغط لتنحية خلافاتهم جانبا والاتحاد.

ويرى البيطار وهو مسيحي من حلب فرصة الآن في إجراء تغيير سياسي حقيقي للمرة الأولى خلال عقود من العمل السياسي، وبعد 48 عاما من الديكتاتورية. وانتعش أمله في العودة إلى الوطن وهو ينظم احتجاجات أمام البيت الأبيض. وقال البيطار الذي كان يحشد تأييد الإدارة الأميركية لتشدد العقوبات على عائلة الأسد، إن المعارضة الآن مختلفة جدا، فالمعارضة اليوم متحدة في هدفها وهو التخلص من النظام الحالي. ولم تجر محاولات الجمع بين المعارضين في الخارج وزعماء احتجاجات الشوارع دون أن يلحظها الجهاز الأمني للأسد الذي شن حملة في 15 يوليو (تموز) على ضاحية القابون في دمشق حيث كان يأمل نشطاء الانضمام لمؤتمر إسطنبول من خلال دائرة تلفزيونية مغلقة. وتخلوا عن الفكرة بعد أن قتل الجهاز الأمني 14 محتجا.

وساعدت الاحتجاجات في سوريا في بث الروح في معارضة محتضرة. كما حفزت معارضين في الخارج على السعي لطرق مبتكرة لتمويل الاحتجاجات الداعية للديمقراطية والتنسيق مع منظميها داخل سوريا على أرض الواقع. وجلس معارضون في الخارج يقيمون في أستراليا ودول عربية وكندا، حول مائدة مؤتمر إسطنبول ومعهم أجهزة الكومبيوتر المحمول واللوحي يخططون لاجتماعات ويدردشون عبر موقع «سكاي بي» مع لجان تنسيق محلية داخل سوريا.

ويقول ياسر سعد الدين وهو محلل مستقل يميل إلى التيار الإسلامي ويقيم في قطر «على المعارضة بالخارج أن تؤدي دور الخادم لهذه الثورة ودعمها وإسنادها». وتلقى المعارضون في الخارج دفعة حين تم رفع الحظر على السفر المفروض على هيثم المالح هذا الشهر. والمالح قاض سابق أمضى عشر سنوات في السجن لمقاومته احتكار عائلة الأسد للسلطة وسيطرة حزب البعث على جهاز القضاء.

واستقبل المالح في مؤتمر إسطنبول استقبالا يليق برجل دولة وذلك بعد ثلاثة أشهر فقط من الإفراج عنه وهو يلعب دورا رئيسيا في إقامة جسور بين معارضي الأسد في الداخل والخارج. وقال المالح خلال تناوله الغداء في فندق الخمسة نجوم قرب البوسفور الذي عقد فيه اجتماع المعارضة، إن المعارضة في الخارج تجمع الأموال حتى يستمر المحتجون وتساعد في توسيع نطاق العصيان المدني الذي جعل بعض المدن مثل حماه وحمص مناطق محررة.

وأظهر مكان عقد المؤتمر حجم النفوذ المالي والتنظيمي لجيل شاب ميسور ماديا من المعارضين في الخارج الذين فروا من القيود في وطنهم ليقيموا مشاريع تجارية في الخليج وأوروبا. ومن بين النشطاء أسامة الشوربجي، 32 عاما، الذي قطع دراسته للحصول على درجة الدكتوراه في الكائنات الحية الدقيقة بجامعة باريس للحضور. وألقي القبض عليه عام 2003 مع مجموعة من النشطاء الشبان بعد حملة لتنظيف شوارع دارايا وهي ضاحية بدمشق وهي المبادرة التي اعتبرت محاولة تخريبية لتعطيل عمل المجلس البلدي.

وقال الشوربجي إنه يعتبر الجيل الجديد من المعارضين السوريين في الخارج أكثر تحررا من العقيدة السياسية التي يتشبث بها الجيل الأكبر سنا. ويقول سوريون مغتربون أنشأوا مواقع إلكترونية مناهضة للأسد وأمدوا منظمي الاحتجاجات في سوريا بالهواتف التي تعمل بالقمر الصناعي إنهم يجدون وسائل سرية أيضا لتمويل حملات العصيان في مدن مثل حماه وحمص يأملون أن تسرع بإسقاط حكم عائلة الأسد.

الجيش يقتحم مدناً عدة ومجزرة في حماة

عشرات القتلى في سوريا وأوباما يتوعد بـ “زيادة العزل”

سقط عشرات القتلى في صفوف المدنيين السوريين أمس، في خضم حملة أمنية مكثفة شنها الجيش السوري وقوى الأمن في حماة، ومداهمات واعتقالات في مدن أخرى، وسط دعوات لتظاهرات يومية خلال شهر رمضان، ما أثار ردود فعل دولية منددة، أبرزها إدانة الرئيس الأمريكي باراك أوباما ل”العنف المروع” وتوعدّه بالعمل مع آخرين في العالم لزيادة عزلة النظام السوري ورئيسه بشار الأسد .

وأعلن ناشطون حقوقيون أن 136 شخصاً بينهم 100 في مدينة حماة (وسط) قتلوا برصاص قوات الأمن، إضافة إلى عشرات الجرحى خلال اقتحام قوات من الجيش لمدن سورية عدة . وذكر رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان عبدالكريم ريحاوي  “أن 100 مدني قتلوا برصاص قوات الأمن التي رافقت الجيش لدى اقتحامه حماة” . وأضاف “أن 5 أشخاص قتلوا في أحياء من حمص” . وأشار إلى “مقتل 3 في ريف إدلب”، وأعلن رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان عمار قربي “مقتل 95 شخصاً” . وأكد “مقتل 19 في دير الزور (شرق) و6 في الحراك (جنوب) وشخص في البوكمال (شرق)” . وقالت منظمة “سواسية” إن “القوات السورية قتلت 80 مدنياً على الأقل” .

وأوضحت مصادر حقوقية “أن عدداً من أبناء حماة قاموا بمحاصرة مخافر الشرطة ومقار أمنية واستولوا على الأسلحة، وقاموا بحرق مخفر شرطة الحميدية بحي الحاضر” . وذكر سكان أن قذائف الدبابات تسقط بمعدل 4 في الدقيقة داخل وحول حماة، وأنه تم قطع الكهرباء والمياه .

وقال أحد سكان دير الزور “هناك دبابات في الشوارع لكن معظم القتلى سقطوا على يد المخابرات العسكرية” .

في ريف دمشق، ذكر المرصد أن “قوات من الأمن والجيش اقتحمت معظمية الشام، وتوزعت الدبابات على المداخل” . وقال مقيمان إن “42 شخصاً على الأقل أصيبوا حينما ألقت قوات الأمن قنابل مسامير على احتجاج في حرستا القريبة من العاصمة” . وقال المرصد إنه تم اعتقال ما يزيد على 100 في المعظمية . وقتلت سيدة وأصيب 10 بجروح في إطلاق نار على حافلة في حمص .

في منطقة الزبداني، قال سكان “إن إطلاق رصاص بشكل متقطع يسمع في منطقة سهل الزبداني وعلى تخوم بلدة مضايا على الحدود السورية اللبنانية” . وذكر ناشط حقوقي أن السلطات الأمنية اعتقلت المعارض البارز نواف البشير شيخ قبائل البكارة .

وأعلن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن “أن الأهالي قاموا بإحراق 24 ناقلة جند تابعة للجيش السوري في منطقة المسرب (35 كلم غرب دير الزور)، بإلقاء قنابل مولوتوف على قافلة عسكرية لمنعها من التوجه إلى دير الزور” .

ونددت لجنة التحضير لمؤتمر “تكوين المستقبل السوري” بالحملة “القمعية” التي شنتها السلطات السورية في أنحاء البلاد، وقررت تأجيل المؤتمر الذي كان مقرراً في العاشر من الشهر الحالي .

على صعيد ردود الفعل الدولية، وصف الرئيس الأمريكي أعمال العنف في سوريا بأنها “مروعة”، ووصف المتظاهرين الذين خرجوا إلى الشوارع بأنهم “شجعان”، وقال إن سوريا “ستكون أفضل عندما يحدث انتقال ديمقراطي” . وأضاف “إن استخدام الحكومة السورية للعنف والوحشية ضد شعبها مروع، إن التقارير من حماة مرعبة وتظهر الطبيعة الحقيقية للنظام” . وتابع إنه “في الأيام المقبلة، ستواصل الولايات المتحدة زيادة ضغوطها على النظام السوري، والعمل مع آخرين في أنحاء العالم لعزل حكومة الأسد والوقوف مع الشعب السوري” .

وقال أوباما “مرة أخرى أظهر الرئيس الأسد أنه غير قادر وغير مستعد بتاتاً للاستجابة لتظلمات الشعب السوري، إن استخدامه للتعذيب والفساد والترويع يضعه في مواجهة مع التاريخ ومع شعبه” . وأضاف “إن بشار الأسد من خلال أعماله يؤكد أنه سيصبح هو ونظامه جزءاً من الماضي، وإن الشعب السوري الشجاع الذي تظاهر في الشوارع هو الذي سيقرر مستقبله” .

واتهم السناتور الجمهوري النافذ جون ماكين السلطات السورية بارتكاب “مجزرة”، وقال “آمل بأن يتم اتخاذ إجراءات لرفع شكاوى إلى المحكمة الجنائية الدولية . لقد وصل الأمر إلى هذا الحد” .

واعتبرت بريطانيا أن اقتحام مدينة حماة بالدبابات غير مبرر . وندد وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه “بأقصى حزم ممكن” بمواصلة القمع، معتبراً ذلك “غير مقبول”، وهدد نظيره الألماني غيدو فيسترفيله بتطبيق المزيد من العقوبات . ووصفت إيطاليا الهجوم ب”الفعل القمعي البشع” .

وندد رئيس البرلمان الأوروبي جيرزي بوزاك بما وصفه ب”المجزرة” التي ارتكبها النظام السوري في حماة ومدن أخرى، ودعا السلطات السورية إلى التنحي .

ودعا وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني إلى عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن لبحث الوضع في سوريا . (وكالات)

من أجل سوريا وشعبها

كان الرهان أن يتزامن تنامي الخطوات الإصلاحية التي اتخذها النظام في سوريا، مع تقليص ملموس للاعتماد على الأداة الأمنية حلاً للتظاهرات التي تشهدها مدن وقرى سورية منادية بالإصلاح والتغيير .

انطلق الرهان من أن الحل السياسي، عبر “التشاور” أو الحوار الداخلي، وعبر خطوات شجاعة يتخذها النظام لإحداث التغيير المنشود، هو الواجب أن يسود، بما يحفظ للبلد استقراره ووحدته، وفي الوقت نفسه يحدث النقلة النوعية المرتجاة، للانتقال من الشمولية إلى التعددية، ومن الرأي الواحد والحزب الواحد إلى اعتماد صندوق الاقتراع سبيلاً وحيداً لتعبير الشعب السوري عن نفسه، وعن تطلعاته، حاضراً ومستقبلاً .

لكن، بعد أربعة شهور ونصف الشهر، على انطلاق التظاهرات والاحتجاجات في سوريا، يبدو أن نزف الدماء هو السائد، من خلال الحلول الأمنية، وأن بقعة أو بقع عدم الاستقرار تتسع، ما يضع الأيدي على القلوب من وضع كارثي إن استمرت المعالجات على النسق نفسه .

المأزق، من أسف يتفاقم، ما يؤشر إلى أن كل القوانين لا معنى لها إن استمر النزف وتصاعدت عمليات القتل، فالعالم اليوم مفتوحة أبوابه على مصاريعها، وما كان بالإمكان تغطيته بالأمس لم يعد ممكناً اليوم، في ظل أدوات التواصل التي تنقل إلى العالم كل حدث بتفاصيله الدقيقة، صوتاً وصورة، إضافة إلى أن ثمة شهية مفتوحة من غير جهة لإدخال أصابعها والتلاعب والاستفادة و”الاستثمار”، إن وجدت سبيلاً إلى ذلك .

والحديث هنا عن التدخلات، يجب قطع دابره بقطع دابر الأسباب والدواعي التي تفتح النوافذ وتشرع الأبواب، ولا يكون ذلك إلا من خلال حلول سياسية من شأنها الانتقال بسوريا إلى حال جديد، ينهي كل ما هو مشكو منه، والنظام نفسه اعترف بالكثير من الشوائب والعورات التي تراكمت على مدى العقود الماضية، وأدت إلى ما أدت إليه مما تشهده سوريا اليوم .

لسوريا أهميتها، دوراً وموقعاً، في مرحلة مصيرية تمر بها المنطقة كلها، والحرص على هذين الدور والموقع، لا يكون بالأسلوب المعتمد حتى الآن، وآن الأوان، عاجلاً أو آجلاً، لحلول جذرية تفضي إلى واقع جديد، واقع مغاير، واقع تغييري، نابع من الشعب عبر صناديق الانتخاب، فيه أحزاب وفيه آراء وفيه تعددية، وفيه مؤسسات وسلطات تنفيذية وتشريعية وقضائية، تحت سقف دولة عادلة وقادرة في آن .

بذلك تكون سوريا نفسها، التي يأمل كل سوري، وكل عربي، أن تكون آمنة مستقرة، وألا يكون هناك أي نزف، على أي مستوى، حتى لا يقع المحظور، في زمن أشباح “العرقنة” و”الصوملة” التي يكثر الحديث عنها هذه الأيا

تحليل سياسي-الخليج

المعارضة السورية تبحث عن قيادة موحدة

حين كان الدبلوماسي السوري السابق بسام البيطار مقيماً في باريس منذ ثلاثة عقود، دق أحد أفراد الشرطة السرية من العاملين في السفارة باب شقته ليبلغه تهديداً مبطناً بالقتل إن هو لم يكف عن انتقاد النظام .

وقال البيطار (55 عاماً) وهو يتذكر اليوم الذي زاره فيه الضابط من السفارة بمنزله في إحدى الضواحي بعد فصله من عمله بها في مايو/ أيار عام ،1987 إن الضابط من السفارة الذي عرف نفسه باسم المقدم غياث أنيس، وهو ليس اسمه الحقيقي، قال له إنه ينصحه كصديق “بأن يلتزم الصمت وإلا سيواجه العواقب” .

وتابع قائلا ل “رويترز” إنه كان “ينتقد الابتزاز والصفقات التجارية غير المشروعة لنظام الأسد رغم أنه “فقد وظيفته وحرم من رؤية بلده” . وتابع قائلاً “إن السوريين يتحدون الآن طلقات الرصاص من أجل الحرية ويدفعون ثمناً أغلى كثيراً” . وكان يتحدث في بهو فندق باسطنبول على هامش اجتماع عقد هذا الشهر لمعارضين من خارج سوريا وداخلها .

ويرى البيطار، وهو مسيحي من حلب، فرصة الآن في إجراء تغيير سياسي حقيقي للمرة الأولى خلال عقود من العمل السياسي” . وانتعش أمله بالعودة إلى الوطن وهو ينظم احتجاجات أمام البيت الأبيض” .

وجلس معارضون في الخارج يقيمون في استراليا وكندا ودول عربية حول مائدة مؤتمر اسطنبول ومعهم أجهزة الكمبيوتر المحمول واللوحي يخططون لاجتماعات ويدردشون عبر موقع “سكايب” مع لجان تنسيق محلية داخل سوريا .

ويقول ياسر سعد الدين، وهو محلل مستقل يميل إلى التيار الإسلامي ويقيم في قطر، “على المعارضة في الخارج أن تؤدي دور الخادم لهذه الثورة ودعمها وإسنادها” .

وتلقى المعارضون في الخارج دفعة حين تم رفع الحظر على السفر المفروض على هيثم المالح هذا الشهر . والمالح قاض سابق أمضى عشر سنوات في السجن لمقاومته احتكار عائلة الأسد للسلطة وسيطرة حزب البعث على جهاز القضاء .

واستقبل المالح في مؤتمر اسطنبول استقبالاً يليق برجل دولة، وذلك بعد ثلاثة أشهر فقط من الإفراج عنه وهو يلعب دورًا رئيساً في إقامة جسور بين معارضي الأسد في الداخل والخارج .

وقال المالح، خلال تناوله الغداء في فندق خمسة نجوم قرب البوسفور الذي عقد فيه اجتماع المعارضة، إن المعارضة في الخارج تجمع الأموال حتى يستمر المحتجون وتساعد على توسيع نطاق العصيان المدني الذي جعل بعض المدن مثل حماة وحمص مناطق محررة” .

وأظهر مكان عقد المؤتمر حجم النفوذ المالي والتنظيمي لجيل شاب ميسور مادياً من المعارضين في الخارج الذين فروا من القيود في وطنهم ليقيموا مشاريع تجارية في الخليج وأوروبا .

ومن بين النشطاء أسامة الشوربجي (32 عاماً) الذي قطع دراسته للحصول على درجة الدكتوراه في الكائنات الحية الدقيقة بجامعة باريس للحضور . وألقي القبض عليه عام 2003 مع مجموعة من النشطاء الشبان بعد حملة لتنظيف شوارع دارايا وهي ضاحية بدمشق، وهي المبادرة التي اعتبرت محاولة تخريبية لتعطيل عمل المجلس البلدي .

وقال الشوربجي إنه يعتبر “الجيل الجديد من المعارضين السوريين في الخارج أكثر تحرراً من العقيدة السياسية التي يتشبث بها الجيل الأكبر سناً” .

ويقول سوريون مغتربون أنشأوا مواقع الكترونية مناهضة للأسد، وأمدوا منظمي الاحتجاجات في سوريا بالهواتف التي تعمل بالقمر الصناعي، إنهم “يجدون وسائل سرية أيضاً لتمويل حملات العصيان في مدن مثل حماة وحمص يأملون بأن تسرع بإسقاط نظام الأسد” .

ويقول صالح مبارك، وهو أكاديمي تعلم في الولايات المتحدة ويعمل حالياً بجامعة قطر، إن المعارضة في الداخل في مقعد السائق والمعارضة في الخارج هي الصدى لكنها تتمتع بحرية الحركة” . وأضاف “أن معارضي الداخل محاصرون، وإذا تحدثت أي شخصية من المعارضة فإما تتلقى رصاصة أو يلقى القبض عليها” .

وفي مؤشر آخر على النضج السياسي، حفزت المناقشات عن شكل سوريا بعد سقوط النظام جماعة “الإخوان المسلمين” على أن تتبنى علنا المبادئ الديمقراطية وتقبل بمجتمع مدني مع التعهد بعدم تطبيق الشريعة الإسلامية .

وقال علي صدر الدين البيانوني، الرئيس السابق لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا “الدولة التعددية هي الهدف، ولا بد أن نؤكد رفضنا لكل شكل من أشكال استبداد الأكثرية ولأي ديمقراطية إقصائية . لقد عانينا طويلاً من سياسات وأشكال الاستبداد والاقصاء وعهدنا لكل ابناء الشعب أن ننفيها عن وطننا الحبيب، ونأمل بأن نبدد كل التخوفات من الغد الديمقراطي الذي نريده تشاركيا” .

ويقول عماد الدين الرشيد، أستاذ الشريعة الإسلامية الذي ترك سوريا مؤخراً ويمثل أحدث موجة من المعارضين في الخارج “لا ننكر أن هناك كماً من التراكم الكبير في ترهيب النظام للرأي السياسي الآخر والمعارضة السورية في معظمها ليس لديها ممارسة سياسية لأن النظام يحتكرها” .

وقال الرشيد، الذي سجن لفترة قصيرة خلال الاحتجاجات، وغادر سوريا بمجرد الإفراج عنه، “النظام يقتات على تمزق المعارضة” .

ويعترف الكثير من المعارضين في الخارج بافتقارهم إلى قيادة موحدة، لكنهم يقولون “إن الاخوان المسلمين واليساريين العلمانيين يمكن أن يتفقوا على هدفين رئيسين هما الإطاحة بالأسد والسعي إلى تحقيق مستقبل ديمقراطي” .

وقال رضوان زيادة، الباحث السوري المعروف والناشط المقيم في واشنطن، “إن الإخوان واليساريين العلمانيين استطاعوا توحيد أهدافهم لأن المحتجين لهم هدف واحد هو إسقاط النظام” .

وأضاف “إن المعارضة في الخارج تقع تحت ضغط حتى لا تعلن عن خلافاتها، بينما يقتل أبناء شعبها في سوريا إلا أن إيجاد بديل لحكم الأسد سيستغرق وقتاً” . وتابع أن “من الصعب الوصول إلى قيادة موحدة بعد 48 عاما من الدكتاتورية” مشيراً إلى أنه “حتى تتطور المعارضة وتكون تحالفات، فإنها تحتاج إلى وقت” .     (رويترز)

جرائم بحماة في عصر الإنترنت

نشر الناطق باسم “جمعية هنري جاكسون” مايكل ويس مقالا كتبه بصحيفة ديلي تلغراف قال فيه إنه سأل قبل بضعة أشهر أكاديميا أميركيا مختصا في شؤون الشرق الأوسط عن مدى صعوبة تكرار بشار الأسد لما فعله والده حافظ الأسد في حماة عام 1982 في عصر اليوتيوب وتويتر، فكان رده “لماذا تتساءل؟ هل تعتقد أن تصوير جريمة ونشرها في وضح النهار سيمنع دكتاتورا مثل بشار الأسد من تكرار ما فعله أبوه؟”.

وقال ويس إن سؤاله في تلك الفترة كان بسبب أن بشار الأسد أنفق ملايين الدولارات من أجل ترسيخ سياسة هدفها إقناع السياسيين الأميركيين -من جون كيري وتشاك هاغل إلى رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي- بأنه شرط أساسي في عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية.

وأوضح أن الأسد استعد لشهر رمضان باقتحام مدينة حماة التي تحتفظ بذكريات مجازر 1982، فقتل أمس عشرات الأشخاص عندما استخدمت الدبابات قذائفها ضد السكان المدنيين، واستهدف القناصة الناس في الشوارع.

وذكر أنه علم من مصادره أن خطة النظام السوري تتمثل في محاصرة المدن الثائرة تدريجيا بدل مهاجمتها مرة واحدة، وفي الوقت نفسه تركيز القوة الأمنية والعسكرية في الموالين من الطائفة العلوية، وبعبارة أخرى يعني هذا التصرف بلقنة لسوريا.

وتحدث ويس عن مشاهد انفصال جنود وضباط من الجيش تبثها وسائل الإعلام، مشيرا إلى ما عرضته قناة “الجزيرة” لمجموعة من سبعة جنود قالوا إنهم ينتمون إلى “جيش سوريا الحر” ودعوا إلى وقف المجازر، كما أشار إلى ما ذكره العقيد رياض الأسعد الذي قال إنه قائد “جيش سوريا الحر” لوكالة الأنباء الفرنسية من مكان غير معروف قرب الحدود السورية التركية بأن تحت قيادته مئات الجنود المنشقين.

ونسب الكاتب إلى المعارض السوري المقيم في لندن أسامة منجد قوله إن عناصر “جيش سوريا الحر” جنود وضباط من درجات غير عالية انشقوا بأعداد كبيرة في منطقة البوكمال قبل أسبوعين، وخطوة كهذه تهدد النظام جديا، لأنها ستتسبب في انشقاق وحدات أخرى تشكل بدورها مليشيا لمحاربة النظام، واعترف بأن تأثيرها الآن ليس كبيرا، وهناك وحدات عسكرية أخرى تنتظر الانشقاق، لكن الوقت ليس ملائما.

وختم ويس مقاله بالقول إن الفريق بشار الأسد يشكل حوله نظاما شبيها بعصابة جزاري الهوتو في رواندا، بينما يظل الغرب صامتا، ولذا فلا عجب أن كان شعار احتجاج الجمعة الماضي يحمل عنوان “صمتكم يقتلنا”.قتلى وجرحى بالمئات والمحتجون يتحدّون

يوم دام بسوريا والتظاهرات مستمرة

ارتفعت حصيلة قتلى الهجمات التي شنتها القوات السورية أمس والليلة الماضية على حماة ودير الزور ومدن وبلدات أخرى متجاوزة 150 قتيلا إضافة إلى مئات الجرحى في تصعيد وُصف بالدموي من جانب نظام الرئيس بشار الأسد.

وقابل المحتجون توسيع القوات السورية دائرة استهدافها للمدن والبلدات المنتفضة بمظاهرات جديدة الليلة الماضية, ودعوا إلى إضراب عام, وسط أنباء عن انشقاقات متزايدة في صفوف الجيش.

وقد شهدت سوريا أمس الأحد أكثر أيامها دموية منذ تفجر الاحتجاجات ضد نظام الأسد منتصف مارس/آذار الماضي بسقوط أكثر من 150 قتيلا بينهم 130 تقريبا في مدينة حماة (وسط) التي اجتاحتها قوات كبيرة من الجيش والقوى الأمنية مدعومة بعشرات الدبابات والآليات.

وبعد حصار استمر شهرا, اقتحمت القوات السورية حماة من عدة محاور، فيما بدا محاولة لمعاقبة المدينة التي يبلغ عدد سكانها 800 ألف, وشهدت مؤخرا مظاهرات ضخمة تطالب بإسقاط النظام.

وأعاد اقتحام المدينة شبح المذبحة التي شهدتها عام 1982 على يد قوات الرئيس السابق حافظ الأسد, وسقط فيها ما يصل إلى 40 ألف قتيل.

مذبحة بحماة

وقالت منظمات سورية لحقوق الإنسان وناشطون في لجان التنسيق المحلية إن عددا كبيرا من القتلى والجرحى أصيبوا في الرأس والصدر برصاص القناصة, فيما سقط مدنيون آخرون بقذائف الدبابات التي دمرت إحداها منزلا على رؤوس ساكنيه.

وقال أحد السكان لرويترز إن القناصة تمركزوا فوق أسطح مبنى شركة الكهرباء, والسجن الرئيسي بالمدينة, وتم قطع التيار الكهربائي عن معظم الأحياء الشرقية لحماة.

ذووفقا لاتحاد تنسيقيات الثورة السورية, فإن ما لا يقل عن 400 مدني أصيبوا في اقتحام حماة, فيما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن عدد الجرحى فاق طاقة مستشفيات المدينة.

وبث ناشطون على موقع الثورة السورية شريطا مصورا لطفل أكدوا أن أفرادا من مليشيات النظام (الشبيحة) ذبحوه بسكين في عملية اقتحام حماة التي قوبلت بتحذيرات غربية لنظام الأسد.

من جهته أكد المتحدث باسم لجان التنسيق المحلية عمر إدلبي -المقيم في لبنان حاليا- أن الدبابات قصفت عدة مناطق لدى اجتياحها المدينة.

وبث ناشطون تسجيلا مصورا يظهر فيه سكان يصافحون جنودا انشقوا وفي حوزتهم خمس دبابات. وفي مقابل رواية السكان, تحدثت الحكومة السورية عن “مجموعات مسلحة” تروع السكان وتحرق المؤسسات, وهي الرواية نفسها التي رددتها السلطات أثناء اقتحام مدن وبلدات مثل درعا وبانياس وجسر الشغور.

وفي ريف حماة, قتل شخصان وجرح عشرات حين فتحت قوات الأمن النار على متظاهرين تجمعوا للاحتجاج على اقتحام حماة، وفق ما قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن.

عمليات تتوسع

وإلى الشرق قرب الحدود مع العراق, بدأت القوات السورية الليلة الماضية حملة عسكرية على مدينة دير الزور، وفقا لمصادر من المدينة.

وقال جمال السالم عضو لجان التنسيق المحلية في دير الزور للجزيرة إن عدد القتلى ارتفع إلى 25, وأكد أن أحياء في المدينة تعرضت الليلة الماضية لإطلاق نار كثيف, مشيرا أيضا إلى انتشار قناصة.

سوريا تعيش أدمى أيامها منذ انطلاق الاحتجاجات

وأضاف أن أرتالا من الآليات العسكرية وصلت إلى دير الزور من طريق حلب, وأكد أن سيارات الأمن والشبيحة تجوب الشوارع وتطلق النار على السكان مباشرة.

وذكرت مصادر للجزيرة لاحقا أن حي الجورة بالمدينة تعرض لقصف مدفعي.

وفي محافظة دير الزور أيضا, قتل شخص برصاص الأمن في مدينة البوكمال التي تحاصرها الدبابات، وفق المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان.

وقتل الليلة الماضية ثلاثة مدنيين برصاص قوات الأمن في درعا جنوب سوريا عقب خروج مظاهرة تندد باقتحام حماة, وترددت أنباء عن انشقاق كبير في اللواء 61 بالجيش السوري.

وتحدث ناشطون عن سقوط خمسة قتلى في حمص, وثلاثة في ريف إدلب في مظاهرات تنديدا بالهجوم على حماة, بينما قتلت طفلة في بلدة الحراك القريبة من درعا, التي تعرضت أيضا للاقتحام.

وفي بلدة المعضمية بريف دمشق, اعتقلت قوات الأمن 300 شخص, وقطعت الاتصالات والكهرباء عنها, فيما قال دبلوماسي غربي إنه رأى عدة دبابات تدخل البلدة. وقال ناشطون إن عملية اقتحام أخرى استهدفت الليلة الماضية بلدة عربين في ريف دمشق.

وفي الوقت نفسه, قال سكان إن قوات الأمن استخدمت قنابل مسمارية في بلدة حرستا بريف دمشق، مما أسفر عن إصابة أكثر من 40 شخصا, بينما شهدت بلدة الكسوة حملة اعتقالات واسعة وسط إطلاق نار كثيف.

وفي دمشق, أفاد اتحاد تنسيقيات الثورة بقطع السلطات الكهرباء والماء عن أحياء بالمدينة مثل ركن الدين والقابون.

مظاهرات جديدة

ولم يمنع اقتحام حماة ودير الزور وبلدات في ريف دمشق من خروج مظاهرات تطالب بإسقاط النظام الليلة الماضية.

وأكد ناشطون خروج مظاهرات في عدد من أحياء مدينة حلب بينها صلاح الدين وجامع النصر بحي سيف الدولة عقب صلاة التراويح, بينما تحدث موقع الثورة السورية عن سقوط قتيل في هذه الاحتجاجات.

وأفادت مواقع معارضة بأن مظاهرات أخرى جرت الليلة الماضية في بلدات بريف دير الزور وريف إدلب, كما تظاهر آلاف قرب الجامع العمري في درعا, وقد أطلقت قوات الأمن النار على المتظاهرين ما أدى إلى مقتل ثلاثة منهم.

وبث ناشطون شريطا مصورا على الإنترنت لمظاهرة نظمت في حي المزة بدمشق عقب صلاة التراويح. وكان اتحاد تنسيقيات الثورة السورية دعا قبل هذا إلى التظاهر احتجاجا على العمليات التي تستهدف حماة ودير الزور وغيرهما, كما دعوا إلى إضراب عام.

الحملة العسكرية تتواصل بسوريا

واصلت القوات السورية حملتها المكثفة التي تستهدف القضاء على الانتفاضة الشعبية المطالبة بإسقاط النظام بعد اليوم الدامي التي عاشته عدة مناطق ومدن من بينها حماة أمس الأحد، والذي لاقى تنديدا دوليا واسعا وسط دعوات بمزيد الضغط على نظام بشار الأسد.

وأفادت لجان التنسيق المحلية في سوريا أن الجيش اقتحم مدينة دير الزور ومنطقة عربين بريف دمشق خلال ساعات الليل بعدد كبير من الدبابات والمدرعات والآليات, وقالت مصادر للجزيرة إن الدبابات قصفت حي الجورة بدير الزور.

كما أفاد شهود عيان بأن دبابات الجيش السوري اقتحمت مدينة البوكمال قرب الحدود العراقية من أربعة محاور، وسط إطلاق نار عشوائي وتم إحراق عدد من المتاجر والسيارات.

وقد بثت عبر الإنترنت صور لما قال ناشطون إنها مظاهرات خرجت في مدينة القورية بمحافظة دير الزور عقب صلاة التراويح, حيث ردد المتظاهرون هتافات تطالب بإسقاط النظام. كما شهدت بلدات التل والضمير وقدسيا في ريف دمشق مظاهرات ليلية مماثلة.

وكانت سوريا قد شهدت أمس الأحد يوما داميا قتل خلاله نحو 150 شخصا في عمليات نفذها الجيش السوري في عدة مدن، كان أعنفها في مدينة حماة التي اقتحمتها الآليات العسكرية مخلفة نحو 130 قتيلا في يوم واحد.

مجزرة بحماة

فبعد حصار استمر شهرا, اقتحمت القوات السورية أمس مدينة حماة من عدة محاور، فيما بدا محاولة لمعاقبة المدينة التي يبلغ عدد سكانها 800 ألف نسمة, وشهدت مؤخرا أكبر المظاهرات المطالبة بإسقاط النظام.

وقالت منظمات سورية لحقوق الإنسان وناشطون في لجان التنسيق المحلية إن عددا كبيرا من القتلى والجرحى أصيبوا في الرأس والصدر برصاص القناصة, بينما سقط مدنيون آخرون بقذائف الدبابات التي دمرت إحداها منزلا على رؤوس ساكنيه.

ووفقا لاتحاد تنسيقيات الثورة السورية, أصيب ما لا يقل عن 400 مدني في اقتحام حماة, بينما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن عدد الجرحى فاق طاقة مستشفيات المدينة.

تنديد واسع

وقد أثارت العملية العسكرية السورية ضد المتظاهرين موجة تنديد واستنكار دوليين حيث تقدمت ألمانيا بطلب رسمي لعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي, ودعت هولندا المجلس إلى إصدار قرار يدين أعمال العنف في سوريا.

أما وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ فأكد في تصريحات صحفية رغبة بلاده في ممارسة ضغوط أكبر على دمشق لوقف قمع المحتجين, مضيفا أن هذه الضغوط يجب ألا تمارس فقط من الغرب بل كذلك من الدول العربية وتركيا حتى تكون أكثر فعالية.

وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد أكد أن استخدام الحكومة السورية للعنف ضد المواطنين في حماة “روّعه”، وإن التقارير الواردة من هناك مفزعة وتظهر الصورة الحقيقية للنظام السوري على حد تعبيره, وأكد أن واشنطن ستواصل الضغط على النظام السوري والعمل مع آخرين في العالم لفرض عزلة على حكومة الأسد والوقوف مع الشعب السوري.

من جانبه قال وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه إن المسؤولين السياسيين والعسكريين في سوريا يجب أن يعلموا أنهم سيتحملون مسؤولية أفعالهم، وأن الفظائع التي يرتكبونها ضد المدنيين لا يمكن السكوت عنها.

وكانت الخارجية التركية قد أعربت عن خيبة أملها تجاه التطورات التي سبقت شهر رمضان, وقالت إن ذلك يثير الشكوك حول نية وصدق النظام السوري في تسوية الأزمة بالوسائل السلمية.

يذكر أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يفرضان عقوبات تتضمن تجميد أصول وحظر دخول أي من دوله بحق ثلاثين شخصا في النظام السوري على رأسهم الرئيس بشار الأسد.

مظاهرات حاشدة في دمشق دعماً لحماة.. وبريطانيا تستبعد التدخل العسكري

الاتحاد الأوروبي بصدد إقرار عقوبات جديدة ضد 5 مسؤولين سوريين

بروكسل – نور الدين الفريضي، دبي – العربية.نت

قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، اليوم الاثنين، إن بريطانيا تريد ضغطاً دولياً أقوى على سوريا بما في ذلك من الدول العربية بسبب سحقها للمحتجين، إلا أنه استبعد التدخل العسكري.

فيما خرجت احتجاجات في مختلف المدن السورية ضد القمع الدموي رداً على الهجمة العسكرية للقوات السورية وما خلفته أمس من عشرات القتلى والجرحى في حماة ودير الزور والبوكمال ومناطق أخرى.

وكان أبرز تلك الاحتجاجات خروج ظاهرتين حاشدتين في العاصمة دمشق الأولى من مسجد الدقاق، والثانية من مسجد الحسن، لتلتقيا سوياً وهو ما قد يشكل مساراً جديداً في الاحتجاجات في سوريا.

و نقلت وكالة “سيريا نيوز” شبه الحكومية عن أهالٍ في حماة أن عدد القتلى بلغ حتى ليل الأحد 128, دفن 70 منهم في حديقة الى جانب جامع السرجاوي والباقون في حديقة خلف مشفى الحوراني

وإلى ذلك أكد مصدر مطلع في بروكسل للعربية بأن دول الاتحاد الأوروبي ستقر ظهر اليوم بشكل رسمي عقوبات ضد خمسة مسؤولين سوريين على أن تنفذ في حقهم بدءا من يوم الثلاثاء عقوبات حظر دخول الاتحاد الأوروبي وتجميد أرصدتهم.

وسيصدر الاتحاد الأوروبي بيانا في هذا الشأن في غضون الساعات المقبلة حيث دانت كاثرين آشتون وزيرة الخارجية الأوروبية بكل شدة أعمال التقتيل التي استهدفت المدنيين في مدينة حماه وغيرها من مدن سورية.

ويدعم الاتحاد الأوروبي انعقاد مجلس الأمن من أجل استصدار قرار يدين سلوك القيادة السورية. لكن الجهود التي تقودها فرنسا وبريطانيا تصطدم إلى حد الان بتحفظات كل من روسيا والهند والبرازيل وجنوب افريقيا.

وقال هيغ في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية “بي.بي.سي”: “نريد المزيد من العقوبات.. نريد أن يكون هناك ضغط دولي أقوى من كل الجهات، وبالطبع لكي يكون فعالاً لا يمكن أن يكون الضغط من الدول الغربية فقط وإنما يشمل أيضاً الدول العربية وتركيا”.

وتابع أن السعي لاتخاذ إجراء عسكري ضد سوريا حتى بتفويض من الأمم المتحدة احتمال مستبعد.

وعلى صعيد متصل، وصف الرئيس الأمريكي باراك أوباما أعمال العنف في سوريا بأنها “مروعة” وتوعد بفرض عزلة على بشار الأسد.

ودعت ألمانيا التي تتولى الرئاسة الدورية لمجلس الامن الدولي الى عقد اجتماع طارئ للمجلس اليوم وهو رد الفعل الذي صدر أيضاً عن إيطاليا، حيث دعا وزير خارجيتها فرانكو فراتيني إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الامن لبحث تطورات الوضع في سوريا.

ويأتي ذلك في الوقت الذي يستعد فيه الاتحاد الأوروبي لتوسيع نطاق العقوبات ضد الحكومة السورية من خلال فرض تجميد أصول وحظر سفر خمسة أشخاص آخرين في سوريا.

كاتب كويتي: النظام السوري هو النسخة “العلمانية” من تنظيم “القاعدة” الإرهابي

  الناشط عمار قربي: ما يحدث شيء مرعب لم تقدم عليه إسرائيل

دبي – العربية

في تعليقه على ما حدث في حماة من اجتياح وقتل من قبل دبابات وجنود الجيش السوري، أصرالكاتب والصحافي د. أحمد الحاج علي الذي يعد أحد المنظرين لحزب البعث أن ما يحدث في سوريا هو حرب النظام والشعب على مجموعات مسلحة تخريبية تهدد الأمن، وأنها على حد قوله مجموعات محدودة تنتقل من مكان لآخر، قائلا إن النظام السوري سيعرض التفاصيل عن هذه المجموعات في الوقت المناسب.

ورد عليه الكاتب الكويتي صالح السعيدي في برنامج “بانوراما”: قائلا: “إن هذه الروايات عن المجموعات المسلحة لم تعد مقبولة، حيث مرت الآن أكثر من 4 أشهر ولم يكشف نظام بشار الأسد هوية هذه المجموعة، وأنا لا أرى- يقول السعيدي- فرق بين النظام السوري ونظام القاعدة، لأن نظام الأسد هو النسخة العلمانية من القاعدة، فهو يمارس الاقصاء والقتل والتعذيب لمخالفيه، وهذا النظام عاجز عن الإصلاح ولا يعرف إلا الحل الأمني”.

“نظام ستاليني”

وأضاف: “النظام السوري هو نظام ستاليني بالمطلق ولا يمكن إصلاحه، وهو اختطف الدولة منذ 50 عاما مارس خلالها القمع وتهميش الحياة السياسية وحزب البعث لم يفز بأي انتخابات ديمقراطية في سوريا قبل انقلاب 1963، ومضى 11 عاما على استلام بشار الأسد دون أي إصلاحات”.

من جهته قال الناشط السوري عمار قربي: “إن الذين سقطوا خلال الأحداث في سوريا بعد رفع قانون الطوارئ أكثر من الذين سقطوا خلال قانون الطوارئ”، وأضاف: هل الفنانة (المسيحية) مي سكاف من العصابات المسلحة حتى تعتقل، حتى الناشطة (الدرزية) أليسار فرج سلفية.. أبواق النظام يظنون أن هذه البلاد لهذا النظام، ورغم القتل على مدى 5 أشهر الناس لم تعد إلى بيوتها لأنها ذاقت الحرية، وحماة التي شهدت مجزرة اليوم بقيت شهرا كاملا هادئة وليس من المعقول أن تبقى أبواق النظام تردد نفس الكلام عن عصابات مسلحة فيما يعجز الإعلام الرسمي عن تقديم صورة لطفل يرمي حجرا، وما يحصل في سوريا شيء مرعب لم تفعله إسرائيل”.

وردا على سؤال يتعلق بمصحلة أمريكا في أن تحكم جماعات سلفية سوريا ستكون بالضرورة عدوة لها، أجاب د. علي الحاج علي: “أمريكا ليس لها مبدأ وهي مستعدة للتحالف مع الشيطان بمعناه الاقتصادي والسياسي من أجل تحقيق مصالحها”.

وأضاف في حديثه لـ”بانوراما”: “تلك المجموعات المسلحة التخريبية في البلاد، هي مدعومة من الغرب وتتلقى جميع أنواع الدعم، والشعب السوري أصبح يضيق ذرعا بهذه العصابات”.

وأردف: “لو أردنا القضاء على هذه العصابات بأي ثمن لتم ذلك بساعات محدودة، ولكن لأهمية حياة الإنسان السوري تجري العمليات القتالية بشكل محدود، ونحن لسنا فرنسا وبريطانيا بل نحن شعب عربي مسلم نفرق بين الظالم والمظلوم وهذا دليل على سعة أفق النظام”.

وعن أسباب الصمت العربي تجاه ما يحدث في سوريا، قال الكاتب الكويتي صالح السعيدي: “الدول المجاورة لسوريا مثل الأردن ولبنان لا تملك تأثيرا استراتيجيا في سوريا، وأكثر الدول المؤهلة لمساعدة الشعب السوري هي دول الخليج، بينما الحكومة العراقية وبعد أن كانت تردد على مدى 8 سنوات أن الإرهابيين والتفجيريين يأتون من سوريا أخذت موقفا داعما لنظام الأسد، وأنا أعتبر أن ذلك يأتي من منطلق طائفي وبدعم من إيران”.

من جهته، أكد الناشط الحقوقي عمار قربي أن هناك حتمية لسقوط هذا النظام، وقال إن عمل المعارضة يكمن في الدعم وتقليل الكلفة على الشعب السوري، وتابع: “أعتقد أن دول الخليج تخشى التغلغل الإيراني وتخاف من (تشبيح) النظام السوري داخل تلك الدول ففي إحدى الدول الخليجية الصغيرة يوجد أكثر من 10 آلاف بلطجي تابعين لنظام الأسد قادرين على القيام بأعمال إرهابية”.

السلطات تعتقل نواف البشير شيخ قبائل “البكارة

الجيش السوري يرتكب مجزرة في حماة.. وسقوط 136 قتيلاً في عدة مدن-

دبي – العربية

أفاد ناشط حقوقي أن 136 شخصاً بينهم 100 في مدينة حماة (وسط) قتلوا برصاص الأمن اليوم الأحد، إضافة إلى عشرات الجرحى، إصابة أغلبهم خطرة، خلال اقتحام قوات من الجيش لعدة مدن سورية.

وذكر رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان عمار قربي لوكالة فرانس برس أن “قوات من الأمن رافقت الجيش لدى اقتحامه مدينة حماة وأطلقت النار مما أسفر عن مقتل 95 شخصا” موردا لائحة باسماء 62 شخصا” فيما يجري التعرف على هوية بقية الجثامين”.

وأكد قربي “مقتل 19 شخصا في دير الزور (شرق) و6 أشخاص في الحراك (جنوب) وشخص في البوكمال (شرق).

على صعيد آخر، ذكر ناشط حقوقي الاحد أن السلطات الامنية السورية، قامت باعتقال المعارض البارز نواف البشير شيخ قبائل البكارة.

وذكر رئيس الرابطة السورية لحقق الانسان عبد الكريم ريحاوي، ان “السلطات الامنية قامت باعتقال المعارض وشيخ قبائل البكارة نواف راغب البشير”، مضيفا ان البشير هو عضو الامانة العامة لإعلان دمشق.

وكشف ريحاوي أن “زعماء ومشايخ القبيلة قرروا الاجتماع اليوم في منزل الشيخ البشير لمناقشة تطورات اعتقال الشيخ.

وكانت السلطات السورية شنت حملة اعتقالات طالت العديد من ناشطي حقوق الانسان، بعد انتخاب مجلس وطني كلف تطبيق “إعلان دمشق”، خلال اجتماع شارك فيه 163 معارضا في الاول من ديسمبر 2007.

انفجارات واطلاق للنار

ومن جهة أخرى، ذكرت وكالة الأنباء السورية الحكومية أن عددا من المسلحين في حماة يطلق نيران مدافع رشاشة وقاذفات صاروخية، ويقيم متاريس في مواجهة قوات الجيش، التي تعمل على إزالتها.

وهزت 3 انفجارات ساحة العاصي بحماة، فيما استمر إطلاق النار في محيط نادي

الضباط بالمدينة.

وفي اللاذقية وريف حماة، خرجت تظاهرات ضخمة دعما للأهالي في مواجهة الجيش وقوات الأمن.

وذكر مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن “أن قوات من الجيش والامن أطلقت النار على أشخاص بالقرب من حواجز اقامها الاهالي في حماة”.

وأفاد سكان عن إصابة العشرات في هجوم رئيسي بالدبابات على مدينة حماة بدأ عند فجر اليوم الاحد لسحق مظاهرات مطالبة بالديمقراطية، نقلا عن رويترز.

وتحدث شاهد عن انشقاق 16 دبابة سورية عن الجيش، ومحاولتها حماية الأهالي في حماة.

وقال أحد السكان، وهو طبيب، إنه يوجد 51 جريحا في مستشفى بدر الذي يواجه نقصا في الدم. وأضاف أن الدبابات طوقت مستشفى آخر هو الحوراني.

وجاء اقتحام حماة بعد شهر من محاصرتها، وفي أعقاب تظاهرات ضخمة ضد الأسد.

وفي وقت مبكر، قال شاهد لرويترز عبر الهاتف، وأصوات إطلاق نيران الأسلحة الآلية تدوى في الخلفية، “إن الدبابات تهاجم من أربعة اتجاهات، إنهم يطلقون نيران أسلحتهم الآلية الثقيلة بشكل عشوائي ويجتاحون حواجز طرق مؤقتة أقامها السكان”.

وفي مدينة البوكمال على الحدود مع العراق، أفاد شاهد عيان لـ “العربية”، أبو جعفر، “أن المدينة تتعرض لمداهمات أمنية منذ الخامسة صباحا (بالتوقيت المحلي)، يتولى تنفيذها فرع الاستخبارات العسكرية في المدينة بدعم من عصابات الشبيحة. وتم حرق عدة منازل”.

مقتل 4 في الحراك بريف درعا

وفي تطور آخر، قال نشطاء معنيون بالدفاع عن حقوق الإنسان إن القوات السورية قتلت 4 مدنيين حين داهمت منازل في جنوب سوريا اليوم الأحد في حملة عسكرية مكثفة لسحق الاحتجاجات ضد الرئيس الأسد.

وأفاد نشطاء محليون والمرصد السوري لحقوق الانسان أن الأربعة قتلوا في بلدة الحراك، على بعد 35 كيلومترا شمال شرقي مدينة درعا. وأضافوا أنه تم اعتقال العشرات وبينهم 3 نساء.

وقال المرصد إن القوات اعتقلت ايضا ما يزيد عن 100 شخص في ضاحية المعضمية بدمشق. وأوضح دبلوماسي غربي إنه رأى عدة دبابات تدخل الضاحية.

دخول الدبابات الى حمص

إلى ذلك، أكدت صور التقطت من منطقة القورية بمحافظة دير الزور في سوريا انشقاق عناصر عن الجيش الذي يقوم بعمليات في المنطقة. وكان العقيد رياض الأسعد المنشق عن الجيش السوري أعلن أنه يملك أعداداً كبيرة جداً من القوات المساندة له. وأشار إلى أن هذه القوات اشتبكت مع الجيش.

وشهدت عدة مناطق من دير الزور، مركز الإنتاج النفطي السوري، تطورات ميدانية، فقد أفاد ناشطون بارتفاع عدد القتلى إلى 5 بعدما اقتحمت عشرات الدبابات تدعمها ناقلات جند منطقة الجورة، حيث تم إطلاق النار عشوائياً.

وذكر ناشطون أن قصفاً مدفعياً يطال حي الطب، في الجهة الغربية من المدينة، في الوقت الذي اقتحم فيه الجيش قريتي التبني والخريطة، وقطع الاتصالات بشكل كامل عن بعض الأحياء.

وقال اتحاد تنسيقيات الثورة السورية إن بلدة البوكمال في أقصى شرق دير الزور والمجاورة للعراق, واقعة تحت حصار عسكري شديد مع قطع الماء والكهرباء والاتصالات منذ يوم الجمعة الماضي.

وأفاد ناشطون أن النظام أرسل تعزيزات عسكرية إلى البوكمال بعد انشقاق 30 جندياً إثر مقتل 4 محتجين.

بيان المثقفين

من جهة أخرى، وقعت مجموعة من رجال الدين والمثقفين السوريين على بيان عرضوا خلاله ما اعتبروه المبادئ الأساسية لحل سياسي عاجل للأزمة في سوريا.

ودعا الموقعون إلى إجراء محاسبة علنية لكل من سفك قطرة دم، مشددين على وحدة الشعب السوري, ورفض الطائفية والاقتتال الداخلي، وطالبوا بإجراء حوار جاد ومتكافئ دون وصاية بديلاً عن الحل الأمني، داعين إلى اجتثاث الفساد على أي مستوى، مع الحفاظ على بنية الدولة.

ولفت الموقعون إلى ضرورةِ إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين بلا قيد أو شرط، وإيقاف ملاحقة النشطاء.

كما طالبوا بإلغاء المادة الثامنة التي تنص على أن حزب البعث هو الأوحد القائد في البلد, والقانون 49 الذي ينص على إنزال عقوبةِ الإعدام على كل من ينتسب لجماعة الإخوان المسلمين، على أن يتم إجراء انتخابات هيئة تأسيسية حرة، وصولاً إلى دستور جديد يضمن فصل السلطات.

وأشار الموقعون إلى ضرورة عدم إدخال الجيش طرفاً في الأزمة.

شاهد من حماة: أكرمنا الجيش بالماء والغذاء فردوا بالرصاص والقنابل

  صرخات الأهالي نقلتها كاميرات المحمول

دبي – العربية.نت

ناشد عدد من سكان مدينة حماة المحاصرة عبر كاميرات الهواتف المحمولة الضمائر العربية أن تتحرك من أجل وقف المجازر في المدينة بعد أن عجزت وسائل الاعلام عن نقل ما يجري في داخلها بسبب منع السلطات الإعلاميين من دخولها.

وظهرت منذ الساعات الأولى من صباح اليوم عدة مقاطع فيديو نشرت عبر المواقع الاجتماعية تظهر نساء ورجالا راحوا ضحية القصف العشوائي للمدينة.

وناشدت امرأة سورية ترتدي النقاب الشعوب العربية التحرك بشكل جدي وعدم الاكتفاء بالمشاهدة من أجل وقف سفك الدماء، مؤكدة أن الجيش ارتكب فظائع رهيبة في المدينة، دون أن يستثني النساء أو الشيوخ.

من جانبه روى أحد المصابين الفظاعات التي ارتكبها الجيش رغم أن الأهالي استقبلوهم بالأحضان وأكرموهم بالماء والغذاء، ولكن الجيش كافأهم بالرصاص والقذائف على حد تعبيره.

ولاتزال المدينة التي حاصرها الجيش منذ فجر الأحد تعد ضحاياها الذين سقطوا برصاص الأمن، والحصيلة تجاوزت المائة قتيل قابلة للارتفاع.

سورية: تنديد دولي واسع بالعمليات العسكرية في حماة

تواجه العمليات العسكرية التي نفذتها القوات السورية ضد المتظاهرين حملة تنديد دولية واسعة النطاق. وقد أدت اشتباكات يوم أمس إلى مقتل 130 شخصا على الأقل، أغلبهم في مدينة حماة التي شهدت أكثر المواجهات عنفا.

فقد وصف الرئيس الاميركي، باراك أوباما، الأحد اعمال العنف في سورية بأنها “مروعة” متوعدا بتصعيد الضغوط على نظام الرئيس بشار الاسد. وفي بيان قال أوباما ان المتظاهرين الذين خرجوا الى الشوارع “شجعان وستكون بلادهم افضل في حال حدوث انتقال ديموقراطي للسلطة”.

وفي وقت سابق وتعليقا على الأحداث في حماة، وصف الملحق الصحفي في السفارة الأمريكية في دمشق، جي جي هاردر، ما يجري في المدينة بأنه “حرب شاملة تشنها الحكومة على شعبها”. ورفض الدبلوماسي الأمريكي، ما تقوله السلطات من أن “عصابات مسلحة” تهاجم قواتها، قائلا إن “العصابات المسلحة الوحيدة تابعة للحكومة”.

ودعت المانيا التي تتولى الرئاسة الدورية لمجلس الامن الدولي إلى إجراء مشاورات عاجلة في المجلس اليوم لبحث الحملة العسكرية السورية ضد المتظاهرين التي وصفتها بـ “الدموية”.

وأعرب وزير الخارجية الالماني، غيدو فسترفيلي، الأحد عن الصدمة العميقة إزاء الهجوم العسكري السوري على حماة ودعا الى تعزيز العقوبات على النظام السوري.

واضاف ان الحكومة الالمانية تطالب الرئيس الاسد بوضع حد فوري لأعمال العنف ضد المتظاهرين المسالمين.

وقال متحدث باسم البعثة الالمانية في الأمم المتحدة ان المانيا طلبت ان يعقد مجلس الامن الدولي اجتماعا يوم الاثنين لمناقشة العنف المتفاقم في سورية.

يذكر أن المانيا الرئاسة الدورية لمجلس الامن الدولي حتى منتصف ليل الاحد ثم تتولي بعد ذلك الهند رئاسة المجلس خلال اغسطس / آب.

وفي السياق نفسه دعا وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الرئيس السوري بشار الاسد الى وقف ما سماه بالهجوم الدموي ضد المتظاهرين في مدينة حماة الاحد معربا عن استيائه الشديد للهجوم الذي ياتي عشية بداية شهر رمضان.

من جهته ندد وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه بشدة بمواصلة القمع في سوريا معتبرا ذلك غير مقبول خصوصا عشية شهر رمضان. وقال جوبيه في تصريح ان فرنسا تبدي قلقها البالغ حيال العمليات التي يقوم بها الجيش اليوم في حماة ودير الزور والبوكمال والتي افيد انها اوقعت حتى الان اكثر من

مئة ضحية.

كما ادانت ايطاليا اليوم هجوم الجيش السوري على مدينة حماة ووصفته بالفعل القمعي البشع وحثت الحكومة السورية على انهاء كافة اعمال العنف ضد المدنيين.

في الوقت ذاته دعت تركيا الحكومة السورية الى وقف ماوصفته بالهجمات القاتلة على المدنيين واستخدام السبل السلمية لانهاء الاضطرابات.

وقالت وزارة الخارجية في بيان نشرته وكالة الاناضول للانباء ان تركيا تكرر مرة اخرى دعوتها الحكومة السورية الى وقف العمليات العسكرية واختيار السبل السياسية والحوار والمبادرات السلمية للتوصل الى حل.

أحداث الأحد

وقد قتل أكثر من 130 شخصا يوم أمس الأحد في أنحاء مختلفة من سورية، أغلبهم سقطوا في مدينة حماة التي اقتحمتها القوات السورية بالدبابات فجر أمس.

ومن بين القتلى أفراد في قوات الأمن إذ قالت السلطات السورية إن خمسة جنود بينهم عقيد قتلوا في تلك المواجهات، واتهمت ما سمته العصابات المسلحة بإحراق محطات الوقود وتدمير الممتلكات العامة والخاصة.

ويتوقع أن تتصاعد أعمال الاحتجاج خلال شهر رمضان الذي بدأ اعتبارا من اليوم. وقد حثت جماعة تدعى “الثورة السورية 2011” المتظاهرين على التجمع عقب صلاة المغرب فى أول أيام رمضان.

وكانت أشد أعمال العنف ضراوة قد وقعت في مدينة حماه التي سقط فيها نحو مئة قتيل، كما أطلقت قوات الأمن السورية النار على متظاهرين في مدينتي دير الزور ودرعا، وطوقت إحدى ضواحي دمشق.

واتهمت السلطات ما وصفته بـ “عصابات مسلحة” بـ “إحراق محطات الوقود وإلحاق الدمار بالممتلكات العامة والخاصة”.

دبابات تقصف حماة لليوم الثاني وتقتل أربعة

عمان (رويترز) – قال اثنان من سكان مدينة حماة السورية ان دبابات سورية قصفت منطقة بشمال شرق المدينة يوم الاثنين مما أسفر عن مقتل أربعة مدنيين على الاقل في اليوم الثاني من هجوم عسكري كبير لسحق الاحتجاجات ضد حكم الرئيس السوري بشار الاسد.

روسيا تدعو لوقف العنف في سوريا

موسكو (رويترز) – عبرت روسيا يوم الاثنين عن قلقها البالغ من التقارير التي تحدثت عن اراقة دماء في مدينة حماة السورية ودعت الى وقف العنف.

وقالت وزارة الخارجية الروسية “موسكو قلقة للغاية من معلومات افادت بسقوط عدد من الضحايا. استخدام العنف ضد المدنيين وضد ممثلي مؤسسات الدولة غير مقبول ويجب ان يتوقف.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى