أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الاثنين، 02 كانون الثاني 2012

أركان المعارضة السورية يتبادلون الاتهامات… ووثيقة التحالف «ولدت ميتة»

الدوحة – محمد المكي أحمد؛ القاهرة – محمد الشاذلي؛ الرياض – أبكر الشريف؛ دمشق، نيقوسيا – «الحياة»، أ ف ب

بعد أقل من 24 ساعة على توقيع اتفاق توحيد المعارضة السورية، ممثلة في «المجلس الوطني السوري» و «هيئة التنسيق الوطنية»، ظهرت خلافات حادة بين الجانبين من جهة وداخل «المجلس الوطني» من جهة اخرى، ألقت بظلال الشكوك في شأن قدرة المعارضة على الوحدة، بسبب تباين وجهات النظر حول تعريف «التدخل الأجنبي». يأتي ذلك مع تواصل الاشتباكات بين القوات النظامية ومنشقين عن الجيش في حماة وريف دمشق. كما قتل طفل في السابعة من العمر على طريق بلدة محردة في حماة برصاص لقوات الامن اصاب سيارة والده، وفق ما اوضح المرصد السوري لحقوق الانسان الذي اشار إلى ان هذا الطفل هو «الشهيد الاول في عام 2012».

وبعد نشر وثيقة الاتفاق بين طرفي المعارضة، التي تضمنت بنوداً أثارت استياءً بالغاً وعاصفة احتجاجات في صفوف «المجلس الوطني» ودفعت بعض أعضاء المكتب التنفيذي فيه إلى تجميد عضويتهم، أعلن برهان غليون رئيس المجلس، أن النص «مجرد مسوّدة» سُرّبت قبل التصديق عليها، وأنه كان سيعرضها على الأمانة العامة للمجلس قبل إبرامها في شكل نهائي، في حين قال هيثم مناع رئيس «هيئة التنسيق»، إنه وقّع الورقة بالفعل كـ «نص اتفاق» مع غليون بحضور 7 أعضاء من الجانبين.

وأفاد بيان صادر عن مكتب رئيس المجلس الوطني، بأن «هيئة التنسيق نشرت المشروع على أساس اتفاق نهائي قبل الرجوع إلى الهيئات القيادية المعنية لدى الطرفين، وهذا مخالف لقواعد العمل المشترك كلها، وهو أول خرق لمشروع التفاهم المحتمل».

وحول ما جاء في الوثيقة لجهة رفض التدخل الأجنبي، قال بيان مكتب غليون «نحن نرفض التدخل الأجنبي البري، الذي من شأنه المساس بوحدة الأراضي السورية واستقلالها، ونوافق على التدخل الأجنبي الذي يفرض مناطق عازلة تحت حظر جوي وبحري، وهذا ركيزة أساسية في مطالب الحراك الثوري». كما انتقد المجلس الوطني «هيئة التنسيق الوطنية»، التي قال إنها «جسد ليس له أرضية شعبية واسعة»، ورأى أن موافقتها على الاكتفاء برفض التدخل الأجنبي البري «يعني انشقاقاً سياسياً من طرفها عن النظام السوري وضربة ذات ثقل ضد النظام السوري ومحاولة لعزله سياسياً».

وأكد البيان موقف المجلس الوطني ورئيسه على «ضرورة تدويل الملف السوري وتحويله إلى مجلس الأمن الدولي بأسرع وقت ممكن،» كما أكد «الدعم الكامل» للقوات المنشقة عن الجيش السوري، والتي تعمل تحت اسم «الجيش السوري الحر،» بعد أن كانت الوثيقة قد اكتفت بالإعراب عن «الاعتزاز» بمن رفض إطلاق النار على المحتجين.

أما «هيئة التنسيق الوطنية»، فقد انتقدت رد «المجلس الوطني»، وقالت في تعليق لرئيسها في المهجر هيثم مناع، الذي يظهر توقيعه على الوثيقة: «بعد نشر بيان الدكتور غليون حول الموضوع، أصبح من الضروري تقديم تقرير مفصل للمعارضة الديموقراطية السورية وأصدقائنا العرب والرأي العام حول ما جرى بدقة، من أجل توضيح وقائع المحادثات والجلسات الأخيرة تحديداً، ووجهة نظر الوفد المفاوض في هيئة التنسيق الوطنية، وسيُنشر التقرير في أقرب أجل».

وأعتبر عضو مكتب العلاقات الخارجية في «المجلس الوطني» محمد ياسين النجار أن الوثيقة «في حكم الملغاة». وأكد لـ «الحياة» أنها «مجرد وثيقة كانت تحتاج الى تصديق من المجلس الوطني، لكن التسريب كان مقصوداً من الطرف الآخر»، في إشارة إلى «هيئة التنسيق».

وعن سبب انتقادات وجهتها أصوات في المجلس الوطني للوثيقة وغليون شخصياً، قال إن «المكونات الاساسية للمجلس الوطني… لم توافق على الوثيقة لأنها تتعارض مع الوثائق التي تبناها المجلس الوطني في اجتماع تونس في كانون الاول (ديسمبر) الماضي. ولفت الى أن هذه الوثائق «تقول بدعم الجيش الوطني الحر دعماً كاملاً».

وقلل النجار من شأن الخلافات بين المجلس الوطني وهيئة التنسيق، قائلاً: «الجسم الرئيس للمعارضة، أكثر من 80 في المئة وأقول ذلك تواضعاً، في المجلس الوطني. نريد أن يقوم المجلس الوطني بشكل مباشر ومن دون مواربة بإسقاط النظام». وأضاف إن «التدخل العسكري سيتم من خلال المجلس الوطني عندما يوافق المجلس بهيأته العامة على أي عمل يمكن أن يفيد في اسقاط النظام، وهذا لا يعتبر في العُرف السياسي تدخلاً».

وكانت جماعة الإخوان المسلمين السورية انتقدت الوثيقة بالصيغة المقدمة من «هيئة التنسيق الوطنية»، والتي أظهرتها على أنها صيغة نهائية، وقالت إن هذه الوثيقة «احتوت على الكثير من التفاصيل المثيرة للجدل الوطني». كما أصدرت الكتلة الكردية في المجلس الوطني بياناً قالت فيه إنها «فوجئت» كغيرها من مكونات المجلس بإعلان الاتفاق، وأبدت «استغرابها لهذا السلوك من قيادة المجلس»، وأكدت رفضها لهذا الاتفاق.

ميدانياً، تواصلت الاشتباكات بين القوات النظامية ومنشقين عن الجيش في ريف دمشق وحماة. وأعلن المرصد السوري ان «مواطناً استشهد في حي وادي ايران في حمص اثر اصابته برصاص قناصة من الشبيحة». وأضاف انه «عثر على جثماني مواطنين اثنين من قرية المشروع قرب حمص وعلى جسديهما آثار تعذيب واطلاق رصاص، واتهم الاهالي شبيحة من قرية موالية للنظام بقتلهما بعد اختطافهما» فجر أمس.

وتابع المرصد ان «اكثر من 20 متظاهراً اصيبوا بجروح اثر اطلاق رصاص كثيف من قبل قوات الامن باتجاه مواطنين رفعوا علم الاستقلال وسط مدينة داريا» في ريف دمشق.

وفي الرياض تحول اجتماع لإئتلاف القبائل السورية أمس إلى معركة بالسلاح الأبيض والأيدي والعصي، ما أوقع خمسة جرحى. وذكر ان خلافاً بين طرفين، أحدهما من المنظمين وآخرين، اتهمهم المنظمون، بأنهم من «أنصار النظام وشبيحة» أرادوا التشويش على المجتمعين، ليتحول المكان إلى ساحة صراع بين الطرفين.

وقال عضو الائتلاف شواخ البورسان لـ»الحياة» إن جماعة (لم يسمها) افتعلت شجاراً وفتنة، تمنع المجتمعين من التوصل إلى أهدافهم. وانتهى الشجار بخمس إصابات بسيطة تضرر منها «المشوشون»، الذين ضطبت معهم أسلحة بيضاء.

أسر العشرات من قوات الأمن في سوريا والعربي يؤكد أن القتل مستمر

القاهرة- (وكالات): أكد الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي الاثنين انه “ما زال هناك اطلاق نار وقناصة” في المدن السورية، موضحا انه ربما يتم عقد اجتماع لوزراء الخارجية العرب الاسبوع المقبل لتقييم مهمة المراقبين العرب في سوريا.

وقال العربي في أول مؤتمر صحافي يعقده منذ بدء مهمة مراقبي الجامعة العربية في سوريا الثلاثاء الماضي إن “اخر تقرير” تلقاه عبر الهاتف افاد بانه “ما زال هناك اطلاق نار وقناصة (في المدن السورية) ومن الصعب القول من اطلق النار على من”، مؤكدا أن “هذا موضوع يجب اثارته مع الحكومة السورية لان الهدف (من إرسال المراقبين العرب) هو وقف اطلاق النار وحماية المدنيين السوريين”.

واكد انه تم الافراج عن “3484 معتقلا” منذ وصول المراقبين العرب إلى سوريا، مضيفا ان الجامعة العربية طلبت من المعارضة السورية قوائم باسماء المعتقلين للتحقق من وضعهم “ووصلت بالفعل” بعض القوائم الاثنين.

وأوضح أن رئيس بعثة المراقبين العرب في سوريا الفريق اول محمد احمد الدابي سيرسل إلى الجامعة “أول تقرير له خلال يومين”، مضيفا ان “احد وزراء الخارجية العرب طلب عقد اجتماع لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري لدراسة التقرير الذي سيقدمه” الدابي.

ومن جهة أخرى، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مجموعة منشقة أسرت الاثنين العشرات من قوات الأمن في محافظة ادلب بشمال سورية، في عملية هي الأولى من نوعها.

وقال المرصد في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه: “نفذت مجموعات منشقة عملية نوعية هي الأولى التي تنفذ بهذه الطريقة حيث داهمت المجموعة نقطتين عسكريتين في بلدة كفرحايا بجبل الزاوية في محافظة ادلب وأسرت جميع عناصر النقطتين”.

وأوضح المرصد أنه لم يتمكن من معرفة العدد الدقيق للجنود الأسرى حتى هذه اللحظة الذين يقدر عددهم بالعشرات كما اشتبكت المجموعات مع عناصر نقطة عسكرية ثالثة ما أدى إلى مقتل وجرح عناصرها.

وكانت “لجان التنسيق المحلية” السورية، وهي شبكة من الناشطين المعارضين، أفادت بإن عشرة أشخاص على الأقل قتلوا الأحد على يد القوات الحكومية، بينهم طفل في السابعة من عمره، في محافظتي حماة وحمص المضطربتين.

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن أكثر من خمسة آلاف شخص لقوا حتفهم جراء الإجراءات القمعية التي تتخذها الحكومة السورية ضد المتظاهرين المطالبين بالديمقراطية.

المغني جورج وسوف: المعارضة السورية في الخارج صناعة خليجية

القاهرة- ( د ب أ): قال المغني السوري المعروف جورح وسوف إنه يؤيد نظام الرئيس بشار الأسد تأييدا كاملا، حتى مع سقوط المئات من القتلى خلال الاحتجاجات التي شهدتها بلاده.

وأوضح وسوف لصحيفة (الرأي) الكويتية في عددها الصادر الاثنين “أقولها أمام كل العالم، اعتبر موقفي من النظام مشرفا لأنه يعبر عن حبي الشديد له ويؤكد وطنيتي وعشقي لسورية، كما أن النظام فعلا يحافظ على البلاد، بل ويدعم استقرارها”.

وأضاف: “قدمت أغنيتين للرئيس السوري الأولى منذ عام ونصف العام وكانت بعنوان بشار يا حبيب الملايين وتقول كلماتها: يا غالي يا ابن الغالي يا حبيب الملايين.. يللي جبينك عالي ما بيعلى فوقه جبين. وأقصد بشار وأباه حافظ”.

وتابع وسوف: “الثانية كانت وقت اندلاع التظاهرات بعنوان عربون وفاء وتقول كلماتها: أقول لبشار ياغالي يا ابن الغالي ياحبيب الملايين فعلا كلنا بنحبك. كما غنيت كذلك أغنية سورية بلد الحرية، وكانت كذلك لبشار، كما قمت بإحياء ليلة مع مجموعة من مؤيدي الرئيس بشار بساحة الأمويين بعنوان بصمة شباب سورية، لأنه كان من الضروري أن يعلم العالم أننا مع الرئيس، مثقفون وكتاب وفنانون، ونقف بجانبه وكان حفلا ساهرا ضمن مهرجان قسم الوفاء للوطن”.

وقال وسوف:”الشعب السوري طيب وسورية بلد الأمان والحب والبهجة، وأقول بهجتنا هي رئيسنا وأقول لكل العالم بأن بهجة كل مواطن سوري هي رئيسه الذي نحبه ونقف خلفه حتى ينتصر ورئيسنا إنسان جاء من قلب الشعب السوري”.

وتابع:”سورية ليست بها معارضة ضد الرئيس، لكن هناك مندسين بين الناس ويتسببون في إحداث بلبلة بين الناس، وهناك احتمالات لوجود أخطاء وفساد لكن ذلك لا يستدعي كل ما تشهده سورية وكل شيء سيتم إصلاحه”.

وأضاف: “أقول لجمهوري وكل شخص يحبني أو لا يحبني إن سورية تتعرض فعلا لمؤامرة، وذلك لمواقفها القومية حتى ننسى القضية الفلسطينية، وهي شغلنا الشاغل والأساسية، وبالنسبة للمعارضة الخارجية فهم لا يمثلون الشعب السوري لأنهم تم شراؤهم بالمال، ولا تهمهم مصلحة البلاد. كل ما يهمهم المناصب والمال الخليجي الذي يحصلون عليه ويدفع لهم بغزارة”.

وتابع “كلنا في سورية نعلم بأن هؤلاء الذين تم شراؤهم بالمال، والمقابل سورية، ليسوا من طلائع المناضلين نهائيا بل هم خونة باعوا الوطن مقابل المال، كما يرفضون الحوار لأن لديهم أجندات ينفذونها من دولة خليجية باعوا سورية لأجلها. هم لا يعرفون مصلحة بلدنا كما لا يعرفون أي شيء عن الشعب السوري، هم صناعة خليجية، وهم ينادون باستعمار سورية فهل هذه هي الوطنية من وجهة نظرهم وهل خطة الإصلاح في رأيهم احتلال سورية، بل ويريدون إسقاط النظام لمصلحة جهات أجنبية فهم خونة لسورية يريدون بيع البلد للاستعمار”.

وقال وسوف: “بالنسبة للإصلاحات، فعلا يقوم بها النظام السوري وتسير وفق خطة معينة وأطالب كل سوري موجود في قلب سورية أو خارجها بالحفاظ عليها لأن كل شيء يعوض إلا الوطن، وأقول للجميع أنا بحب سورية من كل قلبي ولازم ننتمي لرئيسنا وأقول لكل من سمع خطاب الرئيس بشار الأسد في مجلس الشعب أن يسمعه مرتين وثلاثا، لأنه من القلب وحفظ الله سورية”.

وختم بالقول: “أحب أن أطمئن جمهوري الحبيب على صحتي وأقدم التعازي لجميع أبناء الشعب السوري ولشهدائنا من الجيش والشرطة والأمن”.

باراك يرى أن عائلة الأسد لديها عدة اسابيع فقط في السلطة

القدس المحتلة- (ا ف ب): قال وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك الاثنين أمام اعضاء في الكنيست انه يعتقد أن عائلة الرئيس السوري بشار الأسد بقي لديها “عدة اسابيع” فقط في الحكم.

وقال باراك أمام لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست “بقي لعائلة الأسد عدة اسابيع فقط في السلطة في سوريا” بحسب تصريحات أوردها المتحدث باسم اللجنة.

وكان وزير الدفاع المقرب من رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو اعلن في وقت سابق أن “سقوط الأسد سيكون نعمة للشرق الاوسط”.

وتبدو إسرائيل قلقة من الوضع المتفجر في سوريا خصوصا بسبب النزاع بشأن هضبة الجولان السورية المحتلة.

واحتلت اسرائيل الهضبة في حزيران/ يونيو 1967 وضمتها في 1981. ويعيش حوالى 20 الف مستوطن اسرائيلي على هذه الهضبة الاستراتيجية التي تطالب دمشق باعادتها كاملة شرطا للسلام مع اسرائيل.

وبحسب باراك، فان نظام الأسد يتدهور كنتيجة للعديد من الضغوط الداخلية والخارجية. وقال “حتى لو انه من الصعب معرفة التاريخ الصحيح لسقوط النظام، فان النزعة واضحة ومع مرور كل يوم يقترب النظام من نهاية حكمه وتخف قبضته”.

لكن وزير الدفاع الاسرائيلي أشار إلى انه لا يتوقع تدخلا دوليا كبيرا في سوريا في الوقت الحالي حيث أن العالم “يفهم انه لا يوجد حتى الان بديل للنظام الحالي”.

وتابع باراك ان سقوط نظام الاسد سيشكل “ضربة قاسية للمحور الراديكالي”، مشددا على التأثير المتوقع لسقوط النظام السوري على طهران.

سوريا: احتمال عقد اجتماع لوزراء الخارجية العرب لتقويم عمل المراقبين

شدد الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، على أن إطلاق النار في سوريا لا يزال مستمراً، مرجحاً عقد اجتماع لوزراء الخارجية العرب، الأسبوع المقبل، لتقويم مهمة المراقبين العرب، في مقابل دعوة الخارجية الفرنسية، اليوم، الى توفير الوسائل الكفيلة بتمكين المراقبين العرب من تنفيذ مهمتهم في سوريا.

وفي سرائيل رأى وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، أن أيام عائلة الأسد في الحكم باتت معدودة، وذلك بالتزامن مع إعلان المرصد السوري لحقوق الإنسان عن إقدام منشقين عن الجيش السوري على أسر عشرات الأفراد من القوى الأمنية في محافظة إدلب. وأُعلن اليوم أيضاً وفاة أول صحافي منذ بدء الاحتجاجات في سوريا متأثراً بجروح أصيب بها الأسبوع الماضي.

أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن منشقين عن الجيش السوري أسروا عشرات من أفراد قوات الأمن بعدما استولوا على نقطتي تفتيش عسكريتين في محافظة إدلب اليوم.

وذكر المرصد أن المنشقين اشتبكوا مع قوات الأمن عند نقطة تفتيش ثالثة، مما أدّى إلى مقتل واصابة عدد غير معروف من قوات الأمن الموالية للرئيس السوري بشار الأسد.

وفي هذا السياق، أكد مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، أن عملية اليوم وقعت في جبل الزاوية في إدلب، مشيراً إلى أنه لم يتضح على الفور عدد القتلى والأسرى.

وتأتي الهجمات بعد ثلاثة أيام من إعلان الجيش السوري الحر المعارض أنه أصدر أوامره لمقاتليه بوقف الهجمات في انتظار اجتماع مع مراقبي الجامعة العربية الموجودين في سوريا.

إلى ذلك، توفي صباح اليوم الصحافي السوري شكري أبو البرغل إثر إصابته برصاصة في الوجه يوم الجمعة الماضي.

وقال ايهم، نجل أبو البرغل، إن والده « توفي في الساعة السابعة من صباح اليوم الاثنين، في مستشفى المواساة الحكومي بدمشق، بعد تعرضه لرصاصة في منزله يوم الجمعة الماضي في بلدة داريا قرب العاصمة دمشق».

وكان التلفزيون السوري قد قال السبت الماضي إن الصحافي أبو البرغل أصيب برصاص مجموعات مسلحة، ليمسي أول صحافي يلقى حتفه في الاحتجاجات التي تشهدها سوريا.

سياسياً، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، اليوم، أنه «ما زال هناك إطلاق نار وقناصة» في المدن السورية، موضحاً أنه ربما يُعقد اجتماع لوزراء الخارجية العرب الأسبوع المقبل لتقويم مهمة المراقبين العرب في سوريا.

وقال العربي، في أول مؤتمر صحافي يعقده منذ بدء مهمة مراقبي الجامعة العربية في سوريا الثلاثاء الماضي، إن «آخر تقرير» تلقاه عبر الهاتف أفاد بأنه «ما زال هناك إطلاق نار وقناصة (في المدن السورية)، ومن الصعب القول من أطلق النار على من»، مؤكداً أن «هذا موضوع يجب إثارته مع الحكومة السورية، لأن الهدف (من إرسال المراقبين العرب) هو وقف اطلاق النار وحماية المدنيين السوريين».

كذلك، أكد العربي أنه أُفرج عن «3484 معتقلاً» منذ وصول المراقبين العرب الى سوريا، مضيفاً إن الجامعة العربية طلبت من المعارضة السورية قوائم بأسماء المعتقلين للتحقق من وضعهم، موضحاً أن رئيس بعثة المراقبين العرب في سوريا، محمد احمد الدابي، سيرسل الى الجامعة «أول تقرير له خلال يومين»، ومضيفاً إن «أحد وزراء الخارجية العرب طلب عقد اجتماع لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري لدراسة التقرير الذي سيقدمه الدابي».

بدورها،قال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية، برنار فاليرو، «وصل مراقبو الجامعة العربية الى سوريا قبل حوالى عشرة ايام، وينبغي ان تكون لديهم جميع الوسائل التي تمكنهم من انجاز مهمتهم. نريد ان نكون متأكدين بانهم قادرون على التوجه الى اي مكان عليهم زيارته للوقوف شهودا ولانجاز التفويض الذي منحتهم اياه الجامعة العربية بشكل موثوق وموضوعي وكامل»، مذكّراً بأن «موقف فرنسا الثابت يدعم المبادرة العربية للخروج من الازمة» التي تشمل مهمة المراقبين وتفترض ضمان حرية التظاهر وانسحاب الاليات العسكرية.

من جهة أخرى، أعرب وزير الدفاع الإسرائيلي، ايهود باراك، اليوم، أمام اعضاء في الكنيست عن اعتقاده بأن عائلة الرئيس السوري بشار الأسد بقي لديها «عدة أسابيع» فقط في الحكم.

وقال باراك أمام لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست «بقي لعائلة الأسد عدة اسابيع فقط في السلطة في سوريا»، بحسب تصريحات أوردها المتحدث باسم اللجنة.

وكان باراك قد أعلن في وقت سابق أن «سقوط الأسد سيكون نعمة للشرق الأوسط».

(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)

باراك: نظام الأسد سيسقط في غضون “أسابيع

أ. ف. ب.

القدس: قال وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك الاثنين امام اعضاء في الكنيست انه يعتقد ان عائلة الرئيس السوري بشار الاسد بقي لديها “عدة اسابيع” فقط في الحكم.

وقال باراك امام لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست “بقي لعائلة الاسد عدة اسابيع فقط في السلطة في سوريا” بحسب تصريحات اوردها المتحدث باسم اللجنة.

وكان وزير الدفاع المقرب من رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو اعلن في وقت سابق ان “سقوط الاسد سيكون نعمة للشرق الاوسط”.

وتبدو اسرائيل قلقة من الوضع المتفجر في سوريا خصوصا بسبب النزاع بشان هضبة الجولان السورية المحتلة.

واحتلت اسرائيل الهضبة في حزيران/يونيو 1967 وضمتها في 1981. ويعيش حوالى 20 الف مستوطن اسرائيلي على هذه الهضبة الاستراتيجية التي تطالب دمشق باعادتها كاملة شرطا للسلام مع اسرائيل.

في هذه الأثناء، اكد الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي الاثنين انه “ما زال هناك اطلاق نار وقناصة” في المدن السورية، موضحا انه ربما يتم عقد اجتماع لوزراء الخارجية العرب الاسبوع المقبل لتقييم مهمة المراقبين العرب في سوريا.

قال العربي في اول مؤتمر صحافي يعقده منذ بدء مهمة مراقبي الجامعة العربية في سوريا الثلاثاء الماضي، ان “اخر تقرير” تلقاه عبر الهاتف افاد بانه “ما زال هناك اطلاق نار وقناصة (في المدن السورية) ومن الصعب القول من اطلق النار على من”، مؤكدا ان “هذا موضوع يجب اثارته مع الحكومة السورية لان الهدف (من ارسال المراقبين العرب) هو وقف اطلاق النار وحماية المدنيين السوريين”.

واكد انه تم الافراج عن “3484 معتقلا” منذ وصول المراقبين العرب الى سوريا، مضيفا ان الجامعة العربية طلبت من المعارضة السورية قوائم باسماء المعتقلين للتحقق من وضعهم “ووصلت بالفعل” بعض القوائم الاثنين.

واوضح ان رئيس بعثة المراقبين العرب في سوريا الفريق اول محمد احمد الدابي سيرسل الى الجامعة “اول تقرير له خلال يومين”، مضيفا ان “احد وزراء الخارجية العرب طلب عقد اجتماع لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري لدراسة التقرير الذي سيقدمه” الدابي.

واوضح الامين العام للجامعة العربية ان “لدينا (حتى الان) 70 مراقبا في 6 مدن قاموا ب26 مهمة وسيصل خلال ايام 30 مراقبا اخرين”.

وقال ان الحكومة السورية تعهدت بالسماح لوسائل الاعلام بدخول سوريا والتنقل فيها بحرية “باستثناء ثلاث محطات تلفزيونية”.

وافاد مسؤول في الجامعة العربية طلب عدم ذكر اسمه ان المحطات التلفزيونية الثلاث التي ترفض دمشق دخولها هي قنوات العربية والجزيرة وفرانس 24.

وسئل العربي حول دعوة رئيس البرلمان العربي على سالم الدقباسي الى سحب فريق المراقبين العرب فورا من سوريا، فأجاب “هذا تصريح مهم وسوف يتم بحثه عندما يجتمع الوزراء” العرب، غير انه طالب بالتريث قبل تقويم جدوى مهمة المراقبين العرب، مشيرا الى انها بدأت منذ اسبوع فقط.

وثار جدل حول مهمة المراقبين العرب في سوريا اذ اعرب بعض افراد المعارضة السورية عن عدم رضاهم ازاء اختيار ضابط الاستخبارات العسكرية السوداني المخضرم الفريق اول الركن محمد احمد الدابي لرئاسة البعثة.

واغضب الدابي المعارضة السورية عندما صرح بان السلطات السورية تتعاون حتى الان مع البعثة وبوصفه زيارته لمدينة حمص المضطربة، حيث قتل المئات، بانها كانت جيدة.

ووفقا لتقديرات الامم المتحدة، فان قمع السلطات السورية للتظاهرات المطالبة باسقاط نظام الاسد اسفر عن مقتل اكثر من خمسة الاف شخص منذ اذار/مارس.

وتصر حكومة الاسد من جانبها على ان العنف تثيره عصابات ارهابية مسلحة تتلقى دعما من الخارج.

وتزايدت الانتقادات الموجهة لعمل المراقبين العرب في سوريا ووصلت الى حد المطالبة بانهاء مهمتهم، مع تواصل القمع الدامي الذي ينفذه نظام الرئيس السوري بشار الاسد ضد المتظاهرين بالرغم من وجودهم.

وقتل مدني الاثنين في حي البياضة في حمص (وسط) برصاص قوى الامن فيما قتل مزارع برصاصة طائشة خلال مداهمات في بلدة الشيفونية قرب دمشق بحثا عن ناشطين، على ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

من جهتهم يقوم المراقبون بجولات الاثنين في حمص وحماة (وسط) ودرعا (جنوب)، للاطلاع على الوضع بحسب وكالة الانباء السورية الرسمية سانا.

والاحد دعا رئيس البرلمان العربي علي الدقباسي الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي الى سحب المراقبين العرب على الفور “مع استمرار النظام السوري في التنكيل وقتل المواطنين السوريين الابرياء، فضلا عن انتهاك بروتوكول جامعة الدول العربية المعني بحماية المواطنين السوريين”، بحسب بيان.

واشار الدقباسي الى “تزايد أعمال القتل والعنف التي راحت ضحيتها أعداد كبيرة من أبناء وأطفال الشعب السوري المطالب بالحرية واحترام القانون وتعزيز حقوق الإنسان” مضيفا “إن ذلك يتم بوجود مراقبين من جامعة الدول العربية الامر الذي أثار غضب الشعوب العربية”.

يذكر ان البرلمان العربي هيئة استشارية تضم 88 برلمانيا من البلدان الاعضاء بالجامعة العربية.

واعلنت لجان التنسيق المحلية التي تنظم التعبئة الميدانية مساء الاحد عن مقتل 315 مدنيا من بينهم 24 طفلا وتوقيف 125 شخصا من بينهم 7 اطفال منذ وصول المراقبين العرب الى سوريا في 26 كانون الاول/ديسمبر.

واعلن المرصد الاحد عن اعتقال جهاز المخابرات الجوية الناشطة وعد محفوض (32 عاما) السبت في حرستا قرب دمشق لمشاركتها في تظاهرة نسائية في حي الميدان بدمشق.

غير ان مهمة المراقبين العرب لقيت احتجاجات متزايدة من قبل المعارضين السوريين الذين يتهمون النظام بعرقلتها ويعربون عن قلقهم حيال “مواقف” رئيسها الفريق اول محمد احمد مصطفى الدابي.

وقال جبر الشوفي عضو الامانة العامة للمجلس الوطني السوري الذي يمثل اهم حركات معارضة نظام الرئيس السوري بشار الاسد، ان المراقبين مكثوا “اكثر مما ينبغي” في فنادقهم قبل ان يسمح لهم بالخروج الى الميدان وان زياراتهم تتم “تحت مراقبة عناصر امن النظام”.

وتاتي مهمة المراقبين العرب في اطار خطة عربية لحل الازمة تشمل ضمان حرية التظاهر وانسحاب الاليات العسكرية من الشوارع.

دبلوماسيا دعت الخارجية الفرنسية الاثنين الى توفير الوسائل الكفيلة بتمكين المراقبين العرب من تنفيذ مهمتهم في سوريا، لتتزامن هذه الدعوة مع مطالبات عدة بانهاء مهمتهم.

وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو “وصل مراقبو الجامعة العربية الى سوريا قبل حوالى عشرة ايام، وينبغي ان تكون لديهم جميع الوسائل التي تمكنهم من انجاز مهمتهم. نريد ان نكون متأكدين بانهم قادرون على التوجه الى اي مكان عليهم زيارته للوقوف شهودا ولانجاز التفويض الذي منحتهم اياه الجامعة العربية بشكل موثوق وموضوعي وكامل”.

وذكر فاليرو ان “موقف فرنسا الثابت يدعم المبادرة العربية للخروج من الازمة” التي تشمل مهمة المراقبين وتفترض ضمان حرية التظاهر وانسحاب الاليات العسكرية.

وكتبت صحيفة الحياة الاثنين في مقالة لاحد كتابها بعنوان “فضيحة الدابي” ان الجامعة العربية “تمخضت وجاءت بفريق يقوده عسكري ينتمي الى جيش مارس جرائم في درافور، أشد فظاعة من الجرائم التي يمارسها النظام في سوريا اليوم، ومتهم بجرائم حرب. وقالت عنه منظمة العفو الدولية إن محمد أحمد الدابي كان مسؤولا +عن اعتقالات تعسفية وعمليات احتجاز واختفاء قسري وتعذيب وأشكال أخرى من إساءة المعاملة للكثير من الناس في السودان+،فضلا عن أن الدابي أحد رجال الانقلاب الذي قام به عمر البشير، فكيف نريد منه أن يدافع عن الحرية”.

ومن المنتظر ان تصل مجموعة ثانية من المراقبين العرب الى سوريا الخميس.

وافاد المرصد ان “مجموعات منشقة” هاجمت الاثنين في ادلب (شمال غرب) “نقطتين عسكريتين في بلدة كفرحايا في جبل الزاوية واسرت جميع عناصر النقطتين…كما اشتبكت مع عناصر نقطة عسكرية ثالثة مما ادى الى مقتل وجرح عناصرها”.

واكد المرصد ان قوات النظام قتلت خمسة مدنيين الاحد في سوريا من بينهم فتى في السابعة في بلدة خطاب في ريف حماة هو “اول شهيد في 2012”.

رددوا شعارات تدعو إلى إسقاط نظام الأسد

ناشطون سوريون يستقبلون العام الجديد بالأسهم النارية

أ. ف. ب.

لقطة من فيديو نشر على موقع يوتيوب لمجموعة من المراقبين العرب وسط حشد من متظاهري الجمعة ضد النظام في ادلب

استقبل ناشطون سوريون العام الجديد على طريقتهم الخاصة، في ظل تواصل المظاهرات الداعية إلى إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، وأطلق الناشطون الأسهم النارية، ورددوا شعارات تطالب بإسقاط النظام.

دمشق: احتفل الناشطون السوريون على طريقتهم بحلول العام الجديد، فنزلوا إلى شوارع المدن والبلدات، هاتفين بإسقاط النظام، ومطلقين الأسهم النارية، بعدما تجاوزت حركتهم الاحتجاجية شهرها التاسع، رغم القمع العنيف، الذي أودى بأكثر من خمسة آلاف مدني، بحسب أرقام الأمم المتحدة.

وعلى طريق بلدة محردة في محافظة حماه، قتل طفل في السابعة من العمر من بلدة خطاب برصاص أطلقته قوات الأمن، أصاب سيارة والده، بحسب ما أوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي أشار إلى أن هذا الطفل هو “الشهيد الأول في عام 2012”.

تم بث أشرطة فيديو على موقع يوتيوب، ظهر فيها “شبان الثورة”، وهم يطلقون الأسهم النارية احتفالاً بحلول العام الجديد، ويطلقون هتافات تدعو إلى إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد.

وفي مدينة إدلب الواقعة شمال غرب سوريا، تجمع مئات الأشخاص في إحدى ساحات البلدة لمشاهدة إطلاق أسهم نارية، وهم يحملون المشاعل، ويطلقون الهتافات الداعية “إلى الوحدة الوطنية وإلى الأخوة الإسلامية المسيحية”.

ورفع المتجمعون في هذه المدينة القريبة من الحدود مع تركيا مجسمًا كبيرًا، ضم هلالاً وصليبًا، وهتفوا “للحرية ولحرية الحياة”.

وفي حلب، التي بقيت نسبيًا في منأى عن الحركة الاحتجاجية، تجمع عدد من الشبان، بحسب أحد الاشرطة في حي الصاخور، وهم يطلقون هتافات تأييد لمدينتي حمص ودرعا، ومناهضة للرئيس السوري، مثل “الأسد عدو الله”، كما حملوا لافتات “تشكر” قنوات الجزيرة والعربية والبي بي سي على تغطيتها للأحداث في سوريا.

كتب على إحدى اللافتات “عام جديد من دون حديد ولا قيود. نتمنى لإخواننا المسيحيين عامًا سعيدًا، وعاشت سوريا الحرة”.وفي مدينة الزبداني، الواقعة على بعد نحو 50 كلم من دمشق، تجمع مئات الأشخاص حول شجرة صنوبر كبيرة مزّينة بمناسبة عيد الميلاد، وهم يرقصون ويطلقون الأسهم النارية، بحسب ما أظهر أيضًا أحد أشرطة الفيديو، وهم يهتفون “الشعب يريد رحيل المجرم”، في إشارة إلى الرئيس السوري.

كما سجلت احتفالات مشابهة في درعا وفي داعل جنوب البلاد، وظهر الشبان وهم يحملون المشاعل، ويطلقون الهتافات المناهضة للنظام. وعلقت لافتات كتب عليها “العالم يحتفل بالعام الجديد بإطلاق الأسهم النارية، وفي سوريا نستقبل العام الجديد بالرصاص والدبابات”، و”سوريا بخير من دون بشار ومن دون الشبيحة ومن دون المراقبين”، في إشارة إلى المراقبين العرب، الذين أرسلتهم الجامعة العربية.

دبلوماسيًا، دعا البرلمان العربي الأحد إلى سحب المراقبين العرب فورًا من سوريا، قائلاً إن القمع الدامي للاحتجاج مستمر، رغم وجود المراقبين.

وحضّ رئيس البرلمان العربي علي الدقباسي الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي على سحب المراقبين العرب على الفور “مع استمرار النظام السوري في التنكيل وقتل المواطنين السوريين الأبرياء، فضلاً عن انتهاك بروتوكول جامعة الدول العربية المعني بحماية المواطنين السوريين”، بحسب بيان.

وأشار الدقباسي إلى “تزايد أعمال القتل والعنف، التي راحت ضحيتها أعداد كبيرة من أبناء وأطفال الشعب السوري، المُطالب بالحرية واحترام القانون وتعزيز حقوق الإنسان”.

وأضاف “إن ذلك يتم بوجود مراقبين من جامعة الدول العربية، الأمر الذي أثار غضب الشعوب العربية”. يذكر أن البرلمان العربي هيئة استشارية تضم 88 عضوًا من برلمانيين من البلدان الأعضاء في الجامعة العربية.

وقال عدنان الخضير رئيس غرفة عمليات بعثة مراقبي الجامعة العربية في سوريا “سيتوجه نحو 20 مراقبًا آخرين إلى دمشق من السعودية والبحرين وتونس”.

من جهة أخرى، نفى الفريق محمد احمد مصطفى الدابي رئيس بعثة المراقبين العرب تصريحات أحد المراقبين، الذي أشار في شريط على موقع يوتيوب إلى وجود قناصة في درعا مهد حركة الاحتجاج.

وقال الدابي في مقابلة مع شبكة “بي بي سي” إن “هذا الرجل قال إنه إذا رأى بأمّ عينيه- هؤلاء القناصة – فإنه سيشير إليهم فورًا”. وأضاف “لكنه لم ير (قناصة)”.

وكان فريق أولي من خمسين مراقبًا وصل الاثنين في إطار بروتوكول الجامعة العربية، الذي أقرّته سوريا في الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر، الداعي إلى سحب الجيش السوري من البلدات والمناطق السكنية، ووقف العنف ضد المدنيين وإطلاق سراح المعتقلين.

ميدانيًا، سقط في سوريا خمسة أشخاص الأحد برصاص قوات الأمن. وإضافة إلى الطفل، الذي قتل في محافظة حماه، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن “مواطنًا استشهد الأحد في حي وادي ايران في محافظة حمص، إثر إصابته برصاص قناصة من الشبيحة”.

وأضاف المرصد أنه “عثر على جثماني مواطنين اثنين من قرية المشروع قرب حمص وعلى جسديهما آثار تعذيب وإطلاق رصاص، واتهم الأهالي شبيحة من قرية موالية للنظام بقتلهما بعد اختطافهما فجر الأحد”.

وأوضح المرصد أن “رجلاً استشهد الأحد في مدينة داريا في ريف دمشق متاثرًا بجروح أصيب بها خلال إطلاق رصاص من قبل قوات الأمن الأحد”، موضحًا أن “أكثر من 20 متظاهرًا أصيبوا بجروح إثر إطلاق رصاص كثيف من قبل قوات الأمن باتجاه مواطنين، رفعوا علم الاستقلال وسط داريا” في ريف دمشق.

وأشار المرصد إلى أن “شابًا استشهد في مدينة حماه بعد منتصف ليل السبت الأحد متاثرًا بجروح أصيب بها قبل أيام”، كما أعلن أنه علم اليوم بسبب صعوبة الاتصالات بأن “طفلة في الثامنة من العمر استشهدت الخميس الماضي في مدينة تلبيسة في ريف حمص”.

وفي اللاذقية، أعلن المرصد أن “قوات الأمن السورية تقوم بحملة مداهمات واعتقالات في حي الرمل الجنوبي” داخل هذه المدينة الساحلية.

من جهة ثانية، أعلن المرصد أن طبيب الأسنان معد محمد مواهب طايع “الذي اعتقلته السلطات الأمنية السورية في العاشر من أيلول/سبتمبر الماضي من عيادته في اللاذقية بتهمة التظاهر، قد مثل أمام محكمة ميدانية في سجن صيدنايا قرب دمشق بتهمة دعم الإرهاب”.

وأضاف المرصد إن “شقيق الطبيب طايع المقيم خارج سوريا اتصل بالمرصد” موضحًا أن شقيقه مثل أمام محكمة ميدانية في الثاني والعشرين من كانون الأول/ديسمبر 2011 بدون وجود محام للدفاع عنه، وحددت جلسة جديدة لمحاكمته في الثالث من الشهر الحالي، وأنه يخشى أن يحكم على شقيقه بالإعدام استنادًا إلى القوانين السورية الجديدة”، لافتًا إلى أن شقيقه “فقد أكثر من نصف وزنه نتيجة تعرضه للتعذيب الشديد خلال الاعتقال”.

وطالب المرصد “وفد المراقبين العرب بالتوجّه الفوري إلى سجن صيدنايا للوقوف على ما يجري من انتهاك صارخ لبروتوكول الجامعة العربية من قبل السلطات السورية، والطلب منها الإفراج عن الطبيب معد مواهب طايع وكل معتقلي الرأي والضمير والتظاهرات السلمية في السجون والمعتقلات السورية”.

في بيان ثان، أعلن المرصد “أن جهاز المخابرات الجوية في مدينة حرستا اعتقل عصر يوم السبت الناشطة وعد محفوض، واقتادها إلى مكان مجهول، في الوقت الذي كانت لجنة المراقبين العرب تتواجد في المنطقة”.

وأوضح المرصد أن محفوض “من مواليد 1980، وهي موظفة حكومية، ويعتقد أن اعتقالها هو بسبب مشاركتها في تظاهرة نسائية في حي الميدان في دمشق قبل أيام”، مطالبًا السلطات السورية بالإفراج الفوري عنها.

اللاذقية تغلي وحمص مشلولة.. وغضب على الدابي

السوريون يستقبلون 2012 بمظاهرات حاشدة.. ومقتل طفل مع بداية العام > سويسرا ترفض التماسا من ابن خال الأسد لزيارتها

بيروت: يوسف دياب القاهرة: سوسن أبو حسين دمشق – لندن: «الشرق الأوسط»

احتفل السوريون باستقبال العام الجديد على طريقتهم الخاصة؛ حيث نظمت المعارضة في الداخل وشباب الثورة مظاهرات متزامنة في دمشق وإدلب وحلب والزبداني ودرعا والقامشلي، فنزل الآلاف إلى أحياء دمشق، ومنها الميدان وبرزة والقدم، وحملوا لافتات تطالب بإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

ومع بدء الساعات الأولى من العام الجديد، قتل صباح أمس 4 مدنيين برصاص الامن في مدينة القصير، بينما قتل مدني آخر في قرية كفرنبل في منطقة إدلب. وعلى طريق بلدة محردة في محافظة حماه، قتل طفل في السابعة من العمر من بلدة خطاب، حسب ما أوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي أشار إلى أن هذا الطفل هو «الشهيد الأول عام 2012».

وفي حمص قال ناشط لـ«الشرق الأوسط» إن «المدينة مشلولة تماما بفعل الانتشار العسكري والأمني فيها»، مؤكدا أن «الدبابات ما زالت تنتشر في شارع الستين الذي لم تصله بعثة المراقبين بعد.

وفي سياق متصل، قال ناشطون إن مدينة اللاذقية الساحلية تعيش حالة غليان شعبي يصعب التكهن بلحظة انفجاره، وقال ناشطون لـ«الشرق الأوسط»: «تعيش الأحياء المعارضة حالة استياء عارمة، نتيجة الاستفزازات التي تمارسها عناصر من الشبيحة».

وفي غضون ذلك، دعا رئيس البرلمان العربي، علي الدقباسي، أمس، إلى سحب المراقبين العرب فورا من سوريا، في وقت تواصلت فيه حالة من الاستياء والغضب، في اوساط المعارضة السورية من عمل المراقبين العرب، ورئيس البعثة الفريق محمد أحمد مصطفى الدابي، بعد تصريحاته المثيرة للجدل، وآخرها نفيه التصريح المنسوب إلى أحد المراقبين الذي أشار إلى وجود قناصة في درعا وهو ما نفاه الدابي. وعبرت المعارضة عن استيائها من تصريحات الدابي «الملتبسة» و«المواقف المريبة لرئيس البعثة». إلى ذلك، رفضت المحكمة العليا في سويسرا التماسا من حافظ مخلوف، ابن خال الأسد، لزيارتها.

السوريون يستقبلون 2012 بمظاهرات حاشدة تطالب بإسقاط النظام

أهالي القصير غاضبون لعدم وصول المراقبين.. وناشط في حمص لـ«الشرق الأوسط»: المدينة مشلولة

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: يوسف دياب

احتفل السوريون باستقبال العام الجديد على طريقتهم؛ حيث نظمت المعارضة في الداخل وشباب الثورة مظاهرات متزامنة في دمشق وإدلب وحلب والزبداني ودرعا والقامشلي، فنزل الآلاف إلى أحياء دمشق، ومنها: الميدان وبرزة والقدم، ليلة السبت – الأحد، وحملوا لافتات تطالب بإسقاط النظام. بينما شهد مركز مدينة إدلب وريف المحافظة مظاهرات حاشدة تطالب برحيل نظام الرئيس (السوري) بشار الأسد، وجاء المشهد مماثلا في معرة النعمان وجرجناز وبنش، في وقت أحصت لجان التنسيق المحلية التي تنظم المظاهرات على الأرض، مقتل 5862 مدنيا بيد الجيش وقوات الأمن السورية منذ بدء الانتفاضة الشعبية في 15 مارس (آذار) الماضي حتى نهاية عام 2011، وبين هؤلاء القتلى 395 طفلا.

وتم بث أشرطة فيديو على موقع «يوتيوب» ظهر فيها «شبان الثورة» وهم يطلقون الأسهم النارية احتفالا بحلول العام الجديد، ويطلقون هتافات تدعو لإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد.

في مدينة إدلب الواقعة شمال غربي سوريا تجمع مئات الأشخاص في إحدى ساحات البلدة لمشاهدة إطلاق أسهم نارية وهم يحملون المشاعل ويطلقون الهتافات الداعية «للوحدة الوطنية وللأخوة الإسلامية – المسيحية».

ورفع المتجمعون في هذه المدينة القريبة من الحدود مع تركيا مجسما كبيرا ضم هلالا وصليبا، وهتفوا لـ«الحرية ولحرية الحياة».

وفي حلب، التي بقيت نسبيا بمنأى عن الحركة الاحتجاجية، تجمع عدد من الشبان، بحسب أحد الأشرطة، في حي الصاخور وهم يطلقون هتافات تأييد لمدينتي حمص ودرعا ومناهضة للرئيس السوري، مثل «الأسد عدو الله»، كما حملوا لافتات «تشكر» قنوات «الجزيرة» و«العربية» و«بي بي سي» على تغطيتها للأحداث في سوريا.

ومع بدء الساعات الأولى من العام الجديد، قتل صباح أمس 4 مدنيين برصاص قوات الأمن في سوريا؛ إذ قضى ثلاثة منهم برصاص قناصة كمنوا عند سد الصوامة في مدينة القصير (القريبة من الحدود اللبنانية)، بينما قتل مدني آخر برصاص طائش في قرية كفرنبل في منطقة إدلب قرب الحدود التركية. ووصف المسؤول في تنسيقية القصير، أبو علي حسن، الوضع في المدينة بأنه «حذر للغاية». وأكد لـ«الشرق الأوسط» أن «الدبابات ما زالت تطوق المدينة من كل الاتجاهات، كما أن الحواجز تقطع أوصالها، بينما تحتل القناصة المباني المرتفعة». وأوضح حسن أن «أهالي القصير غاضبون لعدم وصول أي من فريق المراقبين العرب إلى القصير، على الرغم من كل النداءات والمناشدات». وقال: «لقد اتصل المسؤول الأول في مجلس الثوار في القصير منذ 5 أيام بمقر الجامعة العربية في القاهرة، وأطلعهم على الوضع الإنساني المأساوي عندنا ونسبة الدمار والخراب، وزودهم برقم هاتفه، ووعدوه بأن المراقبين سيتصلون به للتنسيق معه لزيارة المدينة، لكن حتى الآن لم يتصل بنا أحد». أما بالنسبة لحمص فلا تزال على حالها، وقد أشار الناشط أبو ياسر لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «المدينة مشلولة تماما بفعل الانتشار العسكري والأمني فيها»، مؤكدا أن «الدبابات ما زالت تنتشر في شارع الستين الذي لم تصله بعثة المراقبين بعدُ، بينما تغيب عن محيط أحياء باب عمر ودير بعلبة وباب السباع والإنشاءات وتختبئ في البساتين ومجمعات المدارس القريبة منها، لتعود إلى محيط هذه الأحياء فور مغادرة المراقبين لها». ولاحظ أنه «على الرغم من الحضور اليومي للمراقبين إلى حمص فإن الواقع المزري لم يتغير، والواضح أن النظام مستمر في نهجه بحضور المراقبين أو بغيابهم».

اللاذقية تغلي.. بين حصار الأمن والقمع اليومي

ناشط لـ«الشرق الأوسط»: كل أسبوع تقريبا يتم تسليمنا جثة لمعتقل معارض

جريدة الشرق الاوسط

ما زالت مدينة اللاذقية السورية تعاني من حصار خانق تفرضه عناصر الأمن والشبيحة على الأحياء المنتفضة في المدينة الساحلية. ويقول ناشطون سوريون إن الأهالي حاولوا يوم الجمعة المشاركة في مظاهرات «الزحف نحو ساحات الحرية»، إلا أن الأمن السوري حاصر المساجد ومنع بعض المشايخ من إلقاء خطبة الجمعة، كما نفذت سيارات تابعة لفرع أمن الدولة حملة اعتقالات عشوائية في أحياء الصليبة والعوينة والطابيات والرمل الفلسطيني.

المدينة التي تم تقطيع أحيائها وشوارعها بحواجز أمنية، منذ عدة أشهر، بهدف منع سكانها من النزول في مظاهرات تطالب برحيل نظام بشار الأسد، تشهد حالة غليان شعبي، يصعب التكهن بلحظة انفجاره، كما يشير أحد الناشطين حيث «تعيش الأحياء المعارضة التي ينتمي معظم سكانها إلى الطائفة السنية حالة استياء عارمة، نتيجة الاستفزازات التي يمارسها عناصر من الشبيحة يأتون من الأحياء الأخرى». ويقول أحد الناشطين في هذا الصدد: «منذر الأسد (نجل ابن عم الرئيس السوري بشار الأسد) يجوب بسيارته كل ليلة تقريبا شوارع حي الصليبة المعروف بمعارضته للنظام الحاكم، ويطلق الرصاص في الهواء، مهددا الناس ومطلقا بحقهم أقذع الشتائم، وذلك يحدث برعاية الأمن المتمركز في الحي منذ بداية الثورة». ويضيف الناشط: «الناس تنتظر اللحظة المناسبة للنزول إلى الشارع والتظاهر ضد نظام الحكم. معظم الأحياء مستعدة، لكن الكثافة الأمنية تمنع أي إمكانية للتجمع. في حي الصليبة مثلا، وهو أكثر الأحياء معارضة لنظام بشار الأسد، يوجد أكثر من خمس حواجز أمنية متمركزة في أماكن مختلفة، إضافة إلى سيارات الأمن والشبيحة التي تجوب شوارع الحي باستمرار».

ويتابع الناشط: «حي قنينص الصغير الذي لا يتجاوز عدد سكانه 2000 نسمة ويقطنه فقراء، اعتقل معظم الشباب فيه بسبب مشاركتهم في المظاهرات المطالبة برحيل الأسد، وكل ليلة تحدث مداهمات، ويعتقل أشخاص جدد».

وفي الوقت الذي رُفعت فيه شجرة ميلادية عملاقة على مدخل المدينة، زينت بصور ما يطلق عليهم النظام السوري «شهداء الأمن والجيش». يشير الناشطون المعارضون إلى أن أبناء اللاذقية المعتقلين في سجون النظام «يموتون تحت التعذيب بشكل يومي دون أن يعلم العالم بذلك». ويقول حسام، وهو ناشط يتابع أخبار المعتقلين داخل أقبية الأمن: «كل أسبوع تقريبا يتم تسليمنا جثة لمعتقل معارض، يهددون الأهل بأنهم لو تحدثوا بالموضوع، سينالون مصيرا مشابها». ويصف حسام مشهد إحدى الجثث المسلمة إلى الأهل، حيث تمكن من رؤيتها قبل دفنها: «الجثة كانت منتفخة، أثار الضرب والحرق على جميع أعضاء الجسد، من الواضح أنهم يستخدمون أدوات وحشية، الوجه كان مشوه الملامح». وما زال أهالي المدينة يتناقلون قصة الشاب إسماعيل زرطيط، الذي ضبطه أصدقاؤه الموالون ينشط على الإنترنت بإرسال صور وفيديوهات إلى صفحات «فيس بوك» المعارضة، فأبلغوا أجهزة الأمن، التي اعتقلته لمدة أسبوع، ليسلّم إلى أهله جثة هامدة، بعد تعرضه لتعذيب وحشي.

وتعد اللاذقية من المدن السورية التي ينقسم أهلها بين موالين ومعارضين، مما يجعل احتمال حدوث صراعات أهلية بين السكان أمرا واردا، حيث وقعت اشتباكات بين الأحياء، في بدايات الانتفاضة ضد نظام بشار الأسد، تم ضبطها بسرعة.

الدقباسي: بعثة المراقبة العربية تعطي النظام السوري غطاء لقتل المواطنين

الجامعة استمرت في الدفاع عنها وقالت إنها تعمل على نزع فتيل الأزمة

جريدة الشرق الاوسط

القاهرة: سوسن أبو حسين

في أعنف هجوم على عمل الجامعة العربية في الملف السوري، دعا رئيس البرلمان العربي، علي سالم الدقباسي، الجامعة إلى سحب بعثتها العاملة في دمشق، قائلا إن أعمال القتل ما زالت مستمرة، وإن وجود بعثة المراقبة العربية في سوريا يعطي النظام هناك غطاء لقتل المواطنين، إلا أن الجامعة العربية استمرت أمس في الدفاع عن بعثتها وقالت إنها تعمل على نزع فتيل الأزمة.

وكان رئيس بعثة المراقبين العرب السوداني الفريق أول الركن محمد أحمد مصطفى الدابي قد أغضب بعض المتابعين أيضا عندما قال إنه لم يرَ شيئا «مخيفا» في أولى جولاته في المدينة.

وفي إطار الانتقادات الموجهة إلى بعثة العمل العربية التي بدأت عملها في سوريا منذ نحو 10 أيام، بدا البرلمان العربي، وهو لجنة استشارية مؤلفة من 88 فردا من كل الدول الأعضاء بالجامعة العربية، أكثر تشددا في انتقاد ضعف عمل البعثة وعدم قدرتها على الحيلولة دون استمرار نظام الأسد في القتل والتنكيل. ودعا الدقباسي أمس الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية، إلى سحب فريق المراقبين العرب فورا من سوريا، قائلا إن دعوته هذه تأتي نظرا «لاستمرار النظام السوري في التنكيل وقتل المواطنين السوريين الأبرياء، فضلا عن الانتهاك السافر للنظام السوري لبروتوكول جامعة الدول العربية، المعني بحماية المواطنين السوريين».

وكان البرلمان العربي أول كيان عربي يوصي بتجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية بسبب أعمال العنف ضد المحتجين السوريين منذ اندلاع الثورة السورية.

وقال الدقباسي في بيان له أمس إن «ما يحدث من تفاقم لأعمال القتل والعنف راح ضحيتها أعداد كبيرة من أبناء وأطفال الشعب السوري المطالب بالحرية واحترام القانون وتعزيز حقوق الإنسان». واستنكر أن يتم هذا في ظل وجود بعثة المراقبين العربية في سوريا، وتابع قائلا إن «هذا يتم في وجود مراقبين من جامعة الدول العربية، الأمر الذي أثار غضب الشعوب العربية، ويفقد الهدف من إرسال فريق تقصي الحقائق في وقف أعمال المذابح وقتل الأطفال وسحب جميع المظاهر المسلحة من المدن السورية، ويتيح للنظام السوري غطاء عربيا لممارسة أعماله غير الإنسانية تحت سمع وبصر جامعة الدول العربية». وطالب رئيس البرلمان العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، بدعوة مجلس الجامعة على المستوى الوزاري (للانعقاد) في أقرب وقت ممكن لاتخاذ القرار المناسب في ضوء تمادي النظام السوري في أعماله غير الإنسانية.

ومن جانبه، قال السفير عدنان الخضير رئيس غرفة عمليات بعثة مراقبي الجامعة العربية في القاهرة أمس، إنه من المبكر الحديث الآن عن أي أمور غير عمل بعثة مراقبي الدول العربية إلى سوريا، مشيرا إلى أن أي قرار بهذا الخصوص يقرره مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب.

ولفت الخضير إلى أن البعثة مستمرة في أداء مهامها المحددة وأن الجامعة العربية تعمل على نزع فتيل الأزمة، لافتا إلى أن الغرفة نجحت حتى الآن في القيام بالمهام الموكلة إليها مما انعكس على حسن سير عمل بعثة المراقبين وتوفير كل احتياجاتهم وقيام عدد من الدول بطلب زيادة عدد مراقبيها في البعثة.

وأعرب الخضير عن أمله في أن تتحرى وسائل الإعلام الدقة فيما تنشره من أخبار قد يكون لها دور سلبي على مهام البعثة، مشيدا في الوقت نفسه بالدور الذي تضطلع به في أدائها لمهامها.

أما فيما يتعلق بإرسال بعثة أخرى تتكون من 47 عضوا إلى سوريا، فقال الخضير إن الأمر يدرس حاليا بالتشاور والتنسيق ما بين غرفتي عمليات دمشق والقاهرة والتي أعدتها الجامعة لمتابعة مهام البعثة.

يذكر أن زيادة عدد أعضاء البعثة جاءت بطلب من المعارضة السورية التي طالبت بزيادة العدد للانتشار في المواقع الأكثر تعرضا لانتهاكات النظام السوري خاصة في حمص وحماة وإدلب ودرعا وريف دمشق. كما أكد السفير الخضير في بيان لاحق أن العمل الميداني لبعثة الجامعة في سوريا يسير وفقا لخطة العمل العربية والبروتوكول الموقع مع الجانب السوري بهذا الشأن، وأن «مجلس جامعة الدول العربية هو الجهة الوحيدة المختصة بإيقاف عمل بعثة المراقبين، وأن المراقبين يمثلون جميع الدول العربية وملتزمون بما صدر عن مجلس الجامعة في هذا الشأن».

المعارضة السورية تحذر من إخفاق المراقبين وتبدي قلقها من مواقف الدابي «المريبة»

مصادرها لـ «الشرق الأوسط»: 60 مراقبا من دول مجلس التعاون الخليجي يلتحقون بالبعثة قريبا

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: يوسف دياب

كلما انقضى يوم من روزنامة عمل بعثة المراقبين العرب في سوريا المحددة بمهلة شهر قابلة للتجديد لمرة واحدة، زاد منسوب القلق لدى المعارضة السورية في الداخل والخارج من إخفاق هؤلاء المراقبين في إنجاز مهمتهم الإنسانية، إما بسبب تصريحات رئيسها وأعضائها المتضاربة وغير الواضحة، وإما بسبب ما تعتبره «تقييد السلطات السورية لتحركاتهم ومنعهم من الوصول إلى بعض المواقع، وتضليل المراقبين بوجود مجموعات مسلّحة وإظهار أن الثورة مسلحة وليست سلمية، في محاولة للمساواة بين الضحية والجلاد، عدا عن عجز بعثة المراقبين من دخول المستشفيات والسجون ومراكز الاعتقال الكبرى».

في الوقت ذاته، واصل رئيس بعثة المراقبين العرب الفريق محمد أحمد مصطفى الدابي تصريحاته المثيرة للجدل، وآخرها نفيه التصريح المنسوب إلى أحد المراقبين الذي أشار في شريط على موقع «يوتيوب» إلى وجود قناصة في درعا مهد حركة الاحتجاج. وقال الدابي في مقابلة مع شبكة «بي بي سي»، إن «هذا الرجل (المراقب) قال إنه إذا رأى بأم عينيه هؤلاء القناصة فإنه سيشير إليهم فورا، لكنه لم ير قناصة».

غير أن تصريحات الدابي الملتبسة، أثارت حفيظة المعارضة السورية التي عبرت عن استيائها لما سمتها «المواقف المريبة لرئيس البعثة». وأعلنت مصادر المعارضة لـ«الشرق الأوسط»، أن «مواقف الدابي مثيرة للاستغراب وتطرح علامات استفهام عن مغزاها، لا سيما أن معظم هذه التصريحات تصب في مصلحة النظام السوري»، مذكرة بتصريحاته السابقة التي أعلن فيها أن «الوضع في حمص مطمئن ولم ير أي شيء غير عادي»، وقوله إن «هناك مسلحين (يقصد بين الثوار) في سوريا».

واعتبر المصدر الذي رفض ذكر اسمه، أن «تجربة بعثة المراقبين العرب غير مجدية حتى الآن، لأنها لم تغير شيئا على الأرض». وقال «يكفينا أن هؤلاء المراقبين مجردون من إمكانيات المراقبة وفاقدون لحرية الحركة والتنقل والعمل وفق مقتضيات البروتوكول الموقع بين الجامعة العربية والنظام السوري». وسأل المصدر «هل يعقل أن هؤلاء يستعملون وسائل بدائية عبر تصوير الأحداث والمشاهد بهواتفهم الجوالة؟ وأين الوسائل التي أمنتها لهم الجامعة العربية؟ ولماذا لا تسأل الجامعة الحكومة السورية عن سبب إعاقتها لمهمة المراقبين؟»، موضحا أن «اللجنة الموجودة في سوريا مقيدة وتخضع لمشيئة النظام الذي يحركها وفق رغباته، وهؤلاء لا يصلون إلى الموقع الذي يرغبون بتفقده إلا بعد الموعد بثلاث أو أربع ساعات لأن ممثلين عن الحكومة هم من يقودهم وفق الخطة المرسومة من قبل النظام».

وكشف المصدر عن أن «ما بين 50 و60 مراقبا جديدا من دول مجلس التعاون الخليجي، مجهزين بالوسائل التقنية سيلتحقون ببعثة المراقبين وسيصلون إلى سوريا في الساعات المقبلة». أضاف «صحيح أن وجود هؤلاء المراقبين رغم العلل أفضل من عدم وجودهم، لا سيما أن الجامعة العربية ومجلس الأمن الدولي سيحددان نوع القرار الذي سيتخذ بشأن الوضع في سوريا في ضوء ما يتضمنه تقرير هذه البعثة، فإذا كان هذا التقرير لمصلحة الثورة وعززته تقارير مؤسسات حقوق الإنسان، فإن ذلك سيحرج موقف روسيا وتصبح هناك إمكانية لتجنب الفيتو الروسي في مجلس الأمن».

إلى ذلك، أمل عضو المجلس الوطني السوري، ورئيس مكتب العلاقات الخارجية في الشرق الأوسط في المجلس، أديب الشيشكلي، أن «يتمكن المراقبون من إنجاز مهمتهم بتجرد». وتمنى في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن «يستمع المراقبون إلى الثوار كما يستمعون إلى ممثلي الحكومة السورية، وأن يرافقهم في تحركاتهم ممثلون عن الثوار». وسأل «لماذا لم يطبق من بنود المبادرة العربية إلا بند إرسال المراقبين؟، أين وجود الإعلام الحر لينقل ما يحصل على الأرض؟، أين البنود المتعلقة بسحب الجيش والمظاهر المسلحة من الشوارع وموضوع إطلاق سراح المعتقلين والسماح بالتظاهر؟ ولماذا تستمر الجامعة العربية بصمتها حيال نقض النظام السوري لكل بنود البروتوكول؟»، معتبرا أن «النظام السوري انتقى بندا واحدا من كل المبادرة، وهو دخول المراقبين، ومن ثم قيد حركتهم». وطالب الشيشكلي البعثة بـ«زيارة السجون الكبرى المشهورة في دمشق وأهمها: فرع فلسطين، فرع الخطيب سجن الأمن الجوي في ساحة التحرير وسجن الشيخ حسن، وكذلك زيارة المستشفيات»، ومذكرا المراقبين بأن «عملهم إنساني وعليهم أن يبرزوا الحقائق والوقائع وأن يتحملوا مسؤوليتهم أمام الله وضميرهم وأمام العالم كله، وأن يوثقوا سقوط ما يزيد على 200 شهيد في المناطق السورية منذ بدء مهمتهم التي تقتضي بالدرجة الأولى وقف أعمال القتل، وأن يبرزوا سراشة هذا النظام بوجه الشعب السوري الأعزل، وألا يساوي تقريرهم بين الضحية والجلاد».

وقال «لا شك أننا نخشى تضليل المراقبين من قبل جماعة النظام، والمثال على ذلك ظهور شباب في حمص في المكان الذي يوجد فيه هؤلاء المراقبون، زعموا أنهم من الثوار وكانوا يرفعون علم الاستقلال ويحملون في الوقت نفسه أسلحة حربية، وهؤلاء من الشبيحة في محاولة لإظهار أن الثورة مسلحة». وأشار إلى أن «النظام السوري حاول تضليل المراقبين بإطلاق سراح 755 معتقلا، في حين أن الآلاف المؤلفة ما زالوا في المعتقلات، وبعضهم يجري نقلهم يوميا من منطقة إلى أخرى بالحافلات والشاحنات العسكرية، كي لا يتمكن المراقبون من كشفهم ومقابلتهم والاطلاع على واقعهم».

حافظ مخلوف يلتمس تأشيرة إلى سويسرا والقضاء يرفض

مسؤول المخابرات السوري قال إنه يريد لقاء محاميه

جريدة الشرق الاوسط

رفضت المحكمة العليا في سويسرا التماسا قدمه حافظ مخلوف، ابن خال الرئيس السوري بشار الأسد، المسؤول عن فرع المخابرات العامة في دمشق، من أجل إجبار السلطات السويسرية على منحه تأشيرة دخول إلى البلاد لـ«زيارة محاميه وبحث سبل طعن العقوبات الدولية المفروضة عليه».

ولم تتضح الأسباب الحقيقية التي دفعت بمخلوف إلى تقديم الطلب، علما بأنه بمثابة «الذراع الأمنية» للرئيس الأسد، وهو عميد في الاستخبارات السورية والمخابرات العسكرية السورية والقوات الجوية السورية ومكتب الأمن الوطني السوري، ويتولى أمن دمشق وضواحيها. لكن مصادر في المعارضة السورية استبعدت قيام مخلوف بأي خطوة من دون مباركة الأسد، مشيرة إلى أنها قد ترتبط بالإجراء الذي قامت به السلطات السويسرية بتجميد 50 مليون فرنك سويسري (53 مليون دولار) من أموال المسؤولين السوريين، وبينهم الرئيس الأسد.

وحسب وكالة «أسوشييتد برس»، فقد قدم مخلوف التماسا للمحكمة الفيدرالية في سويسرا طالبا منحه تأشيرة دخول لزيارة محاميه للتباحث معه، كما قالت صحيفة «إن زد زد إم زونتاغ» السويسرية.

ومخلوف من مواليد عام 1975، ويعتبر من أهم الأشخاص في جهاز أمن الدولة. ويرأس فرعا يسمى فرع دمشق يتبع لجهاز أمن الدولة الاستخباراتي، وفرع دمشق يعتبر مسؤولا عن الحالة الأمنية في مدينة دمشق وريفها، ويقال إنه يتنافس مع اللواء زهير حمد على منصب رئاسة جهاز أمن الدولة بعد تقاعد رئيسه السابق علي مملوك.

ومخلوف كان برفقة شقيق الرئيس الأسد، باسل الأسد، في السيارة التي تعرضت لحادث تحطم أودى بحياة باسل على طريق مطار دمشق الدولي في 21 يناير (كانون الثاني) 1994، وقد أشرف على التحقيق في حادثة اغتيال المسؤول الأمني والعسكري لحزب الله، عماد مغنية، الذي تم اغتياله يوم 12 فبراير (شباط) 2008 في تفجير سيارة في منطقة كفرسوسة.

وارتبط اسم حافظ مخلوف بمهمة السيطرة على تمرد في سجن صيدنايا عام 2010، التي يقول المعرضون للنظام إنها انتهت بمجزرة راح ضحيتها الكثير من السجناء.

وفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على حافظ مخلوف مع عدد آخر من المسؤولين السوريين، وعرف الاتحاد مخلوف آنذاك بأنه «مقرب» من ماهر الأسد، شقيق الرئيس السوري قائد الفرقة الرابعة في الجيش السوري، التي يعتقد على نطاق واسع أنها مسؤولة عن تنفيذ عمليات القمع التي تستهدف المناوئين للنظام منذ اندلاع الانتفاضة منتصف مارس (آذار) الماضي. وبالإضافة إلى العقوبات الأوروبية، قررت الولايات المتحدة تجميد أمواله التي تقع تحت سلطة القضاء الأميركي مع مجموعة من المسؤولين السوريين المتهمين بقتل المتظاهرين في المدن السورية.

فوج إضافي من المراقبين العرب إلى سوريا الخميس المقبل

تسجيل 70 حالة تعذيب وقتل واغتصاب في إدلب

سجل المراقبون التابعون للجامعة العربية، سبعين حالة تعذيب وقتل واغتصاب في محافظة إدلب، فيما بدأ عدد آخر من المراقبين بالتوافد إلى القاهرة تمهيدا للإنتقال الى سوريا لتعزيز بعثة الجامعة العاملة هناك، وسط استمرار عمليات القتل التي يمارسها نظام بشار الأسد ضد المواطنين.

وقال عبد اللطيف الجيبالي رئيس قطاع المراقبين العرب إلى محافظة إدلب السورية إن الاوضاع بالمحافظة مستقرة نسبية.

وكشف الجبالي في تصريح خاص لإذاعة “راديو سوا” الأميركية أمس وجود 70 حالة تشمل التعذيب والقتل والاغتصاب قامت بها قوات الامن السورية.

وتابع أن السلطات السورية تمنح المراقبين الحرية في التنقل في كافة المناطق التي يريد المراقبون الذهاب اليها، مشيرا إلى أن السلطات تنصح بين الحين والاخر بعدم الذهاب إلى منطقة بعينها بسبب الانفلات الامني الذي تشهده تلك المنطقة.

وأمس قامت ثلاثة فرق من المراقبين بزيارة كل من حي الارمن والزهراء والعباسية في حمص بوسط سوريا والتقت الأهالي هناك.

وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) ان وفد المراقبين زار المستشفى العسكري بحمص واطلع على أوضاع الجرحى وقام وفد اخر بزيارة باب دريب والتقى عدداً من المواطنين.

كما واصل وفد من بعثة المراقبين جولته في ادلب وزار المستشفى الوطني فيها فضلا عن زيارته لمدينة درعا ولقائه المواطنين.

وقام فريق من بعثة المراقبين بزيارة المعضمية في ريف دمشق والتقى أهاليها.

الى ذلك، أعلن الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية رئيس غرفة العمليات المعنية بمتابعة بعثة المراقبين العرب في سوريا السفير عدنان الخضير إن فوجا جديدا مكونا من 22 مراقبا سيتوجه إلى سوريا يوم الخميس المقبل ليصبح الفوج الثاني الذي ينضم للبعثة. أضاف أن نحو 20 مراقبا سيصلون غدا من المملكة العربية السعودية والبحرين وتونس، لافتا إلى أن “الدول العربية هي التي تطلب زيادة عدد مراقبيها إلى سوريا وهذا يؤكد إصرار الدول العربية على إنجاح مهمة المراقبين”.

وقد توافد على مطار القاهرة امس عدد من المراقبين قادمين من دول مجلس التعاون الخليجي والعراق وتونس والسودان، تمهيدا لسفرهم خلال الساعات القادمة إلى سوريا، للمشاركة في بعثة المراقبين التابعة للجامعة العربية هناك.

وأكد الخضير أن غرفة العمليات في الجامعة تلقت العديد من الاتصالات ورسائل الشكر من داخل سوريا وخارجها تتضمن شكاوى حول معتقلين وغير ذلك، وأن الغرفة نجحت في علاج مشكلاتهم مع السلطات السورية، معربا عن سعادته لهذه الرسائل ولنجاح الغرفة في حل هذه المشاكل .

وتتوجس المعارضة السورية من فشل المراقبين فى تسليط الضوء على القتل الجماعي، وأكدت عضو “المجلس الوطني السوري” بسمة قضماني أن “المزيد من السوريين ربما يختارون استخدام القوة ضد النظام.. اذا فشلت بعثة المراقبين التابعة للجامعة العربية في تسليط الضوء على القتل الجماعي” للمحتجين.

وقالت قضماني في تصريح نقله موقع “دامس بوست” السوري الالكتروني أمس إن “المعارضة تخشى ألا يرى المراقبون حقيقة ما يحدث على ارض الواقع.. و أن يكون تقريرهم ضعيفاً”.

واشارت فى هذا الصدد الى ان حكومة دمشق لم تسمح للمراقبين بالحركة بحرية أو التواصل مع شهود عيان مستقلين.

وتابعت قضماني قائلة: “إن الخطر يكمن في أن يصور المراقبون الأزمة في سوريا على انها صراع بين جماعتين مسلحتين.. وهو ما من شأنه أن يثني الجامعة العربية عن إحالة القضية السورية إلى مجلس الامن التابع للامم المتحدة”. واضافت “ان فقدان الثقة في الدول العربية والعالم الخارجي سيزيد الاحباط ويقوي صوت من يدعون إلى تحويل الازمة إلى صراع مسلح”.

ونوهت الى ان “البعض سيقولون ان السبيل الوحيد لمواجهة مثل هذه القوة هو الرد بالقوة”، مشيرة إلى أن “هذا التوجه قوي لأن الناس يدفعون ثمناً باهظاً لمواصلة المقاومة سلمياً”.

وشددت على ان “زعماء المعارضة يخشون من أن التحول إلى المعارضة العنيفة من شأنه ان يضعف التأييد الدولي القوي للحركة السلمية السورية المطالبة بالديموقراطية ويترك الشعب وحده في مواجهة النظام في وقت يحتاج بشدة إلى الدعم الدولي”. اضافت، ان “المعارضة السورية ربما تطلب التدخل الدولي ما لم يتوقف قتل المدنيين”.

كما هدد رئيس “المجلس الوطني السوري” برهان غليون، مجددا باللجوء إلى مجلس الأمن الدولي حال عدم التزام النظام السوري بتطبيق المبادرة العربية. وقال في تصريحات نقلها الموقع الإلكتروني ذاته، إنه “إذا لم يلتزم النظام بتلبية الالتزامات التي أخذها على عاتقه فليس هناك حل سوى الذهاب إلى مجلس الأمن”.

ميدانياً، خرج في دوما أمس الالاف الى الشوارع للاحتجاج حاملين جثامين ثلاثة محتجين. وقال شهود ان المحتجين هتفوا “الشهيد حبيب الله والاسد عدو الله”. كما شيعت العديد من المدن والقرى في مختلف المحافظات شهداءها، فيما واصلت القوات الموالية لنظام الاسد قمع المواطنين خصوصا في مدينة حمص التي تتعرض لحصار عسكري وأمني واعتداءات يومية.

وقالت “لجان التنسيق المحلية” في صفحتها على موقع “فيسبوك” إن “7 شهداء سقطوا (حتى عصر أمس) في أول أيام 2012 بينهم طفل: 3 شهداء في حماة و4 في حمص”.

(أ ش أ، قنا، يو بي أي)

مراقبون جدد إلى دمشق وتظاهرات “عام الحرية” تعم المدن

توافد عدد من المراقبين العرب إلى القاهرة أمس، عشية توجههم للمشاركة في بعثة المراقبين في سوريا، التي شهدت عدداً من التظاهرات التي استقبلت العام الجديد تحت عنوان “عام الحرية”، في وقت كشفت مصادر بريطانية عن مخطط سري للتدخل وفرض حظر جوي، ووجود لعملاء استخبارات بريطانيين وأمريكيين على أراضي سوريا، وتحدثت مصادر “إسرائيلية” عن سيناريوهات وضعها جيش الاحتلال لمرحلة “ما بعد الأسد” .

وأفاد ناشطون من المعارضة السورية بأن العديد من السوريين خرجوا إلى الشوارع ليعربوا عن أملهم بأن يكون عام 2012 “عام الحرية” . وقالت “لجان التنسيق المحلية” إن المتظاهرين بمحافظة حمص (وسط) هتفوا بشعارات مناوئة للنظام السوري، وأضافت أن القوات الحكومية أطلقت النار، ما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى . وأشار ناشطون إلى أن تظاهرة مماثلة نظمت في البياضة بحمص، وذكرت اللجان أنه سمع دوي انفجارات في حي بابا عمرو . وقال ناشطون إن 3 مدنيين بينهم طفل قتلوا على يد قوات الأمن في حمص، وإن أجزاء من المحافظة تعرضت للقصف . وأفادت المعارضة أن قوات الجيش اشتبكت مع بعض المنشقين قرب العاصمة دمشق .

وكان المراقبون العرب توافدوا على القاهرة، قادمين من دول مجلس التعاون الخليجي والعراق وتونس والسودان، تمهيدا لسفرهم إلى سوريا لمشاركة بعثة المراقبين في متابعة الأوضاع هناك، ودعا رئيس البرلمان العربي علي سالم الدقباسي جامعة الدول العربية إلى سحب فريق المراقبين فورا من سوريا، وقال إن “النظام السوري لا يزال يمارس أعمال التنكيل والقتل والانتهاك السافر لبروتوكول الجامعة” .

وعاد إلى القاهرة وفد طليعة بعثة المراقبين قادماً من دمشق بعد زيارة استغرقت عشرة أيام قام خلالها بالإعداد لاستقبال بعثة المراقبين ومشاركته في بعض فعاليات المراقبة . ووصل الوفد برئاسة سمير سيف اليزل الأمين العام المساعد للجامعة العربية، الذي رفض الإدلاء بتصريحات .

على المستوى الدولي، كشفت صحيفة “دايلي ستار صنداي” أن وزارة الدفاع البريطانية وضعت خططاً سرية لمنطقة حظر جوي فوق سوريا بإشراف حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وأن عملاء الأمن الخارجي البريطاني (إم .آي 6) والاستخبارات المركزية الأمريكية (سي .آي .إيه) موجودون في سوريا . وقالت إن بريطانيا تحتاج إلى دعم من مجلس الأمن الدولي لتنفيذ الخطط . وأضافت أن مسؤولاً أمنياً أكد أن عملاء من “إم .آي 6” و”سي .آي .إيه” على الأرض في سوريا لتقييم الوضع، ونسبت إليه قوله إن “العملاء تسللوا إلى سوريا للحصول على الحقيقة، ولدينا قوات خاصة ليست بعيدة عنها كُلّفت تقييم ما يحدث ومعرفة احتياجات المنشقين من المعدات العسكرية” .

وكشفت تقارير “إسرائيلية” أن جيش الاحتلال “يستعد لسقوط نظام الرئيس بشار الأسد ويقوم بجهود لتقييم الأوضاع ومراجعة السيناريوهات التي يتعين الاستعداد لها” . وذكرت صحيفة “هآرتس” أنه وفقاً لتقييمات الاحتلال الأمنية فإن الوضع الداخلي في سوريا “سيستمر في التدهور” . وذكرت أن من بين السيناريوهات التي يستعد لها “صعود الجهاد الإسلامي وغيره من الجماعات بعد سقوط النظام . أو هجوم محتمل قد يشنه مدنيون سوريون على الجولان” .

الحمصي: الآليّات العسكريّة لم تُسحب.. ولا نريد لجنة متآمرة مع النظام

أكد الشاهد العيان في سوريا المدعو أبو محمد الحمصي، في حديث لقناة “أخبار المستقبل”، أنّ “تصريح الأمين العام لـ”جامعة الدول العربية” نبيل العربي عن أنّ لجنة المبعوثين العرب إلى سوريا نجحت في مهمّتها وأن الآليات العسكرية سحبت من المدن، وأُطلق سراح معتقلين من السجون”، فهذا كله لم نلمسه والآليّات العسكريّة لم تسحب، مشيرًا إلى أنّه “لو سحبت الدبابات لرأيت المتظاهرين بالملايين في الشوارع”، ومؤكّدًا أنّ “أحداً لم ير إطلاق المعتقلين”.

 وبشأن إدخال مواد غذائية للأهالي وفق ما أشار العربي، شدّد الحمصي على أنّ “الاهالي يموتون من الجوع والبرد والعمّال لا يذهبون إلى عملهم جراء الحصار واطلاق الرصاص على المنازل”، لافتًا إلى أنّ الشعب السوري “لا يريد لجنة (مراقبين عرب) متآمرة مع نظام الطاغية، ولا دول تساعد النظام”، وختم بالقول: “نحن لنا الله فقط”.

(رصد NOW Lebanon)

إدلبي: مجازر ترتكب في سوريا منذ دخول المراقبين إليها.. وتصريحات العربي خطيرة للغاية

إعتبر ممثّل لجان التنسيق المحليّة في سوريا عمر إدلبي أنّ “كلام الأمين العام لـ”جامعة الدول العربيّة” نبيل العربي غير دقيق”، مشيرًا إلى أنّ “390 شهيدًا سقطوا في سوريا على يد قوّات النظام السوري منذ دخول المراقبين العرب إلى سوريا وهذا لا  ينسجم مع ما قاله العربي فهناك مجاز ترتكب” في سوريا.

إدلبي، وفي حديث لقناة “الجزيرة” من القاهرة، قال: “منذ اللحظات الأولى لتوقيع النظام بروتوكول المراقبين العرب قلنا إننا ندعم المراقبين، ولكن هذا ليس شيكًا على بياض والتصريحات اليوم خطيرة وخطيرة للغاية”.

(رصد NOW Lebanon)

باريس تطالب بتوفير الوسائل لتمكين المراقبين من القيام بمهمتهم بسوريا

دعت الخارجية الفرنسية على لسان المتحدث باسمها برنار فاليرو إلى توفير الوسائل الكفيلة بتمكين المراقبين العرب من تنفيذ مهمتهم في سوريا، لتتزامن هذه الدعوة مع مطالبات عدة بانهاء مهمتهم.

فاليرو، وفي تصريح، قال: “وصل مراقبو “جامعة الدول العربية” إلى سوريا قبل حوالي عشرة أيام، وينبغي أن تكون لديهم جميع الوسائل التي تمكنهم من إنجاز مهمتهم”، مضيفاً: “نريد أن نكون متأكَّدين بانَّهم قادرون على التوجه إلى أي مكان عليهم زيارته للوقوف شهوداً ولانجاز التفويض الذي منحتهم إياه “جامعة الدول العربية” بشكل موثوق وموضوعي وكامل”.

وشدد فاليرو على أنَّ “موقف فرنسا الثابت يدعم المبادرة العربية للخروج من الأزمة” التي تشمل مهمة المراقبين وتفترض ضمان حرية التظاهر وانسحاب الاليات العسكرية.

(أ.ف.ب.)‏

معارض سوري: لا جدوى من “لجنة المراقبين العرب”.. ولإحالة الملف إلى مجلس الأمن

أكّد عضو المكتب التنفيذي لـ”المجلس الوطني السوري” سمير نشار أنّ “الشعب السوري يُقتَل أمام أعين بعثة المراقبين العرب”، معتبرًا أنّه “على ما يبدو فإنّه مكتوب على أن يدفع ألف شهيد لتبعث اللجنة تقريرًا ولا ندري ما هي مصداقيّته”.

نشّار، وفي حديث لقناة “أخبار المستقبل”، قال: “الجامعة العربيّة” لا تزال تمنح النظام السوري فرصة تلو الفرصة ليقتل الناس”، مطالبًا “الجامعة العربية” بـ”تحويل الملف إلى مجلس الامن لأنّه وحده قادر على حماية المدنيين”، ومعتبرًا أنّ “الجامعة في تاريخها لم تثبت قدرتها على حل مشاكل كهذه”.

وإذ رأى أنّ “لا جدوى من دور مراقبي “جامعة الدول العربية” وهي قاصرة عن معالجة الامر”، شدّد نشّار على أنّ “المشاكل التي تعاني منها سوريا اليوم لا يمكن الانتهاء منها الا بتدخل دولي لحماية الشعب السوري”.

نشّار الذي أكّد أنّ “أعداد القتلى لم يعلن عنه منذ دخول المراقبين العرب إلى دمشق”، سأل: “لماذا لم يُسمح لوسائل الإعلام العربية والغربية المستقلة بدخول المناطق السوريّة؟”

(رصد NOW Lebanon)

العربي: القتل مستمر بسوريا

العربي: السلطات السورية أفرجت حتى الآن عن 3484 معتقلا من السجون

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي اليوم الاثنين إن عمليات القتل لا تزال مستمرة في سوريا، وإن القناصة لا يزالون يهددون أرواح المدنيين، ودعا إلى وضع حد لإطلاق النار، وذلك في وقت تواجه فيه بعثة المراقبين العرب هناك انتقادات حادة.

ودافع العربي في مؤتمر صحفي بمقر الجامعة العربية بالقاهرة عن بعثة مراقبي الجامعة، وأكد في تصريحات هي الأولى منذ وصول بعثة المراقبين إلى سوريا قبل نحو أسبوع أنها “تحتاج للمزيد من الوقت” كي تنجز مهامها. وأشار في الوقت نفسه إلى أن السلطات السورية أفرجت حتى الآن عن 3484 معتقلا من السجون السورية على أربع دفعات، وفق ما تنص عليه المبادرة العربية.

ونقل مراسل الجزيرة نت في القاهرة أنس زكي عن العربي قوله إن الجيش السوري انسحب من المناطق السكنية، وبات يقف على مشارف المدن السورية، لكن إطلاق النار لا يزال مستمرا من أماكن مختلفة “غير معلومة المصدر”، كما أن عمليات القتل ما زالت مستمرة والقناصة ما زالوا يمثلون تهديدا.

وأضاف أن هناك اقتراحا بعقد اجتماع لوزراء الخارجية العرب الأسبوع المقبل لدراسة وتقييم التقرير الأولي الذى سيقدمه رئيس بعثة المراقبين العرب في سوريا الفريق أول محمد أحمد الدابي إلى الأمانة العامة خلال يومين.

وأكد العربي أنه تلقى تقارير تشير إلى وجود جثث لمعارضين سوريين في عدة مدن، وشدد على ضرورة وقف إطلاق النار بشكل فوري.

وكان العربي يتحدث في القاهرة في الوقت الذي تتحقق فيه بعثة المراقبين العرب في سوريا من التزام سوريا بمبادرة السلام العربية.

ولم يكتمل بعد فريق البعثة العربية المزمعة التي تضم 150 عضوا، كما أنها تعتمد على الحكومة في توفير وسائل النقل والأمن لمراقبة الأحداث في شتى أنحاء سوريا التي يقطنها 23 مليون نسمة.

وخرج عشرات الآلاف من السوريين إلى الشوارع الأسبوع الماضي، في محاولة على ما يبدو كي يظهروا للمراقبين العرب عمق رفضهم لحكم الرئيس بشار الأسد.

أعمال القتل لم تتوقف رغم وجود مراقبي الجامعة العربية

انتقادات حادة

من جهة أخرى قال البرلمان العربي، وهو هيئة استشارية مؤلفة من 88 عضوا تضم ممثلين للدول الأعضاء بالجامعة العربية، إن أعمال العنف تواصل حصد أرواح كثيرة في سوريا.

وقال رئيس البرلمان العربي علي سالم الدقباسي “إن ذلك يتم في وجود مراقبين من الجامعة العربية، الأمر الذي أثار غضب الشعوب العربية ويفقد الهدف من إرسال فريق تقصي الحقائق.. وذلك يتيح للنظام السوري غطاء عربيا لممارسة أعماله غير الإنسانية تحت سمع وبصر جامعة الدول العربية”.

ورغم ترحيب معارضي الأسد بالبعثة العربية بوصفها فرصة نادرة كي يشاهد أحد من الخارج الأحداث في سوريا، فإنهم لا يتوقعون بشكل كبير أن يتمكن المراقبون من وقف حملة على المعارضين يقول مسؤولو الأمم المتحدة إنها أدت إلى سقوط أكثر من 5000 قتيل منذ مارس/آذار الماضي.

وتدعو المبادرة العربية إلى انسحاب الجيش السوري والأسلحة الثقيلة من المدن والبلدات، والإفراج عن آلاف السجناء السياسيين، وبدء الحوار مع جماعات المعارضة.

من جانبها قالت عضو المجلس الوطني السوري المعارض ريما فليحان إن وجود المراقبين العرب لم يؤثر في تصرفات النظام السوري، حيث قتل المئات ولم يحدث تراجع.

15 قتيلا بسوريا رغم المراقبين

قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن 15 بينهم طفلة قتلوا اليوم الاثنين برصاص الأمن في حمص وإدلب وريف دمشق رغم وجود المراقبين العرب، بينما أكدت منظمة حقوقية سورية أسر عشرات من أفراد الأمن من قبل منشقين في شمال سوريا.

وأوضحت الهيئة العامة للثورة السورية في بيان أن سبعة قتلوا برصاص قوات الأمن في حمص.

وأوضحت أن من بين القتلى السبعة الطفلة راما عبد المعين الحلواني (عشر سنوات) التي أصيبت بطلقة متفجرة في الرأس. ومن بين القتلى أيضا مجند قتل رميا بالرصاص لدى محاولته الانشقاق عن قوات الأمن.

وأضافت الهيئة أن ثلاثة قتلوا في جبل الزاوية بمحافظة إدلب قرب الحدود مع تركيا، وقتل عدد مماثل في ريف دمشق.

وسقط هؤلاء القتلى رغم انتشار عشرات المراقبين التابعين للجامعة العربية في محافظات منها حمص وريف دمشق وحماة ودرعا حيث يقومون بجولات ميدانية ويلتقون السكان.

وأظهرت صور بثت على شبكة الإنترنت تعرض عدد من المراقبين لإطلاق نار أثناء استماعهم لشكاوى المتظاهرين في حي الحميدية بحماة. وكان فريق من المراقبين قد توجه إلى درعا المدينة ودرعا البلد، بينما توجه فريق آخر إلى مدينة داريا بريف دمشق.

وقالت الجامعة العربية في وقت سابق إن دفعات جديدة من المراقبين ستصل من دول الخليج العربية إلى القاهرة تمهيدا لنقلهم إلى دمشق خلال الأسبوع الجاري، ليرفع عددهم الإجمالي إلى أكثر من مائة.

ومن المقرر أن تقدم بعثة المراقبين العرب في نهاية هذا الأسبوع أول تقاريرها إلى الأمانة العامة التي ستعرضها بدورها على وزراء الخارجية العرب.

عمليات المنشقين

وفي مقابل العمليات العسكرية والأمنية التي تستهدف الناشطين المناهضين لنظام الرئيس بشار الأسد، هاجم عسكريون منشقون اليوم ثلاث نقاط تفتيش في جبل الزاوية بإدلب وأسروا عشرات الجنود وقتلوا عددا من أفراد الأمن، وفق ما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وذكر مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن المنشقين أسروا الجنود بعدما تمكنوا من السيطرة على نقطتيْ تفتيش في هذه المدينة، وهي معقل من معاقل الاحتجاجات المستمرة منذ منتصف مارس/آذار الماضي.

وأوضح عبد الرحمن أن المنشقين اشتبكوا مع قوات أمنية كانت تتمركز في نقطة تفتيش ثالثة، وقتلوا وجرحوا عددا منهم.

وكان الجيش السوري الحر -الذي تقدر بعض المصادر تعداده بعشرة آلاف- قد أعلن قبل أيام أنه أمر مقاتليه بوقف الهجمات على القوات النظامية إلى أن يجتمع بمراقبي الجامعة العربية.

ميدانيا أيضا تواصلت اليوم المظاهرات المطالبة برحيل نظام الرئيس بشار الأسد. وبث ناشطون صورا لمظاهرة جرت صباح اليوم في كفر سوسة بدمشق، بينما نظمت مساء أمس مظاهرات في مدن وبلدات بمحافظات حمص وإدلب وحماة.

قتلى بسوريا ومراقبون خليجيون قريبا

قالت الهيئة العامة للثورة السورية في بيان اليوم الاثنين إن أربعة أشخاص قتلوا برصاص قوات الأمن والجيش بمحافظات إدلب وحمص وريف دمشق، في حين قضى صحفي اليوم متأثرا بجروح أصيب بها قبل بضعة أيام.

وأوضحت الهيئة أن قتيلين لم تذكر أسميهما قضيا بمنطقة جبل الزاوية بمحافظة إدلب بينما قتل شخص ثالث بمدينة دوما بمحافظة ريف دمشق، وقضى الرابع بمنطقة البياضة بمحافظة حمص.

يأتي ذلك بعد أن أشارت الهيئة إلى أن 13 شخصا بينهم طفل قضوا برصاص الأمن السوري باليوم الأول من العام الجديد بمحافظات حمص وإدلب وحماة.

ونشرت الهيئة كذلك إحصائية عن حصيلة قتلى العام الماضي أفادت فيها أن 5804 سوريين موثقة أسماؤهم قتلوا برصاص الأمن منذ اندلاع الثورة يوم 15 مارس/ آذار الماضي.

مقتل صحفي

من جهة ثانية قال أيهم نجل الصحفي السوري شكري أبو البرغل إن والده توفي اليوم بمستشفى المواساة الحكومي بدمشق جراء إصابته يوم الجمعة الماضي برصاص بالوجه أطلقت عليه بمنزله من قبل من أسماها التلفزيون الرسمي المجموعات المسلحة. وبات أبو البرغل أول صحفي يلقى حتفه بتلك الاحتجاجات.

تأتي هذه التطورات وسط استمرار المظاهرات المناوئة للنظام بمناطق متفرقة من سوريا، فقد خرجت أمس مظاهرة في حي المرجة بحلب هتف المشاركون فيها بإسقاط النظام وواجهتها قوات الأمن بالرصاص والغاز المدمع.

وخرجت كذلك في حي الزاهرة بمدينة دمشق مظاهرة مسائية رفعت خلالها لافتات تطالب بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد.

سياسيا، أكدت جامعة الدول العربية أن دفعات جديدة من المراقبين ستصل من دول الخليج العربية إلى القاهرة تمهيداً لنقلهم إلى دمشق خلال الأسبوع الجاري.

وقال الأمين العام المساعد للجامعة عدنان الخضير -في بيان- إن العمل الميداني للبعثة بسوريا يسير وفقا لخطة العمل العربية والبروتوكول الموقع مع السلطات السورية.

وأوضح الخضير أن الجامعة هي الجهة المختصة بإيقاف عمل البعثة، وأن المراقبين يمثلون جميع الدول العربية.

كما أكد أن غرفة العمليات على اتصال دائم بتلك البعثة حيث تنقل إليها كافة البلاغات الواردة إليها للتحقق منها.

وكان مدير الشؤون العربية بالجامعة السفير علي الجاروش قد نفى أن يكون أي من أعضاء فريق المراقبين بسوريا يعمل وفق أجندة خاصة. وقال بنشرة سابقة للجزيرة إن الجميع يعملون بإطار الجامعة ووفق الاتفاقيات التي تحدد مهمتهم.

جاء ذلك مع بدء عودة أفراد الدفعة الأولى من مراقبي الجامعة العربية إلى القاهرة.

الهيئات الإسلامية

من جهة أخرى أكد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو أن السلطات السورية لم ترد حتى الآن على طلب المنظمة السماح للهيئات الإسلامية العاملة في المجال الإنساني بدخول الأراضي السورية.

وأضاف إحسان أوغلو أن منظمته تتمنى أن يكون رد الحكومة السورية سريعا وإيجابيا حتى تتمكن المنظمة من تقديم المساعدات الإنسانية الضرورية هناك.

في غضون ذلك طلب البرلمان العربي أمس الأحد، من الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي “سحب فريق المراقبين العرب من سوريا فوراً”.

وقال رئيس البرلمان علي الدقباسي في بيان صدر بالقاهرة إن تفاقم أعمال القتل والعنف راح ضحيتها أعداد كبيرة من أبناء وأطفال الشعب السوري المُطالب بالحرية واحترام القانون وتعزيز حقوق الإنسان في وجود مراقبين من جامعة الدول العربية، الأمر الذي أثار غضب الشعوب العربية.

الأغنية في الثورة السورية

شكلت الأغنية علامة فارقة في مسار الثورة السورية وهي تدخل شهرها العاشر، وتنوعت الأغاني بين ثورية خالصة وأخرى استلهما فنانون سوريون على وقع الأحداث الجارية، كما وجدت الأغاني الشعبية مكانها في الثورة وفي هتافات الثائرين.

ولم يتأخر المغني السوري سميح شقير ابن بلدة القريا من محافظة السويداء في موقفه بإعلانه الانحياز إلى دماء شعبه، وهو الذي أخذ على نفسه عهدا في إحدى أغانيه بأنه “لو رحل صوتي ما بترحل حناجركم”.

وبعد أغنيته “يا حيف”، التي عدت أغنية الثورة الأولى، أطلق مؤخرا أغنية جديدة مصورة على موقع يوتيوب تحمل عنوان “قربنا يا الحرية” يستعيد فيها أبرز هتافات الثورة السورية، من شعارها الأشهر “الشعب السوري ما بينذل” إلى “سوريا بدها حرية”.

وتتوجه كلمات الأغنية -التي كتبها ولحنها شقير- في أحد مقاطعها بتحية إلى رسام الكاريكاتير السوري المعروف علي فرازات وإلى مغني مدينة حماة إبراهيم قاشوش حين يقول: “قربنا يا الحرية.. مهرك كان غالي علي.. دم الشهدا فداكي.. ننساهم لو فينا ننساكي.. ما ننساهم .. شو عملتوا بإيدين الرسام.. بالأطفال.. بحنجرة المغني”.

وكان الفنان إبراهيم قاشوش الذي اشتهر بلقب “مطرب الثورة السورية”، من أبرز الناشطين إبان الاحتجاجات الشعبية وفي قيادة المظاهرات التي تنادي بإسقاط الرئيس بشار الأسد، وتأليف الشعارات المناوئة للنظام وإنشادها أمام الجماهير في ساحة العاصي في حماة، ومن بينها أنشودة “يالله ارحل يا بشار”، وقد جزت حنجرته عقابا له على ذلك.

كما اشتهرت أغنية “حرام عليك” لعبد الباسط ساروت التي رفعها المتظاهرون في مختلف أرجاء المحافظات التي تشهد تحركات احتجاجية. ومن الفنانين المشاهير كانت المطربة أصالة أول من غنى للثورة السورية، وغنت أغنية “آه لو هالكرسي يتحرك”، ووجهت مقابل مواقفها بحملة تشهير كبيرة.

ولعل أهم ما ميز الساحات والتحركات الاحتجاجية أن كل هتاف تحول إلى أغنية لها إيقاع رافعة مطالب الثوار، كما استعادت الأهازيج والأغاني التراثية حضورها.

سوريا وتركيا: تحوّل وغموض العلاقات

تتناول دراسة للدّكتور عقيل محفوض نشرها المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السّياسات العلاقات السوريّة التركيّة على ضوء التطوّرات التي يشهدها البلد الفترة الأخيرة، وفي وقتٍ تضاربت فيه المواقف بشأن التّعامل مع النّظام القائم بدمشق.

ويؤكّد الباحث بدراسته: سوريا وتركيا “نقطة تحوّل” أم “رهان تاريخيّ”؟ أنّ علاقة البلدين شهدت السّنوات الأخيرة تحوّلات نوعيّة، وكانت قريبة من وضع نموذج للتحوّلات التي تطرأ على التّفاعلات السياسيّة بمنطقة الشّرق الأوسط، والتي سرعان ما تتحوّل عن هذا السّقف وتنزل لمراتبَ أخرى وتصل حد القطيعة والتّغيير.

وتؤكّد الدّراسة أنّ سوريا وتركيا اللّتين اجتهدتا في بناء “تحالفهما” خلال العقد الماضي، تتّجهان اليوم للعمل على تقويضه، انطلاقًا من قيام تركيا بمراجعة نشطة لأولويّاتها وسياساتها، بكلّ ما يقتضيه ذلك من استعدادات وقابليّات للتّراجع والالتفاف على ما جرى لصالح رهانات جديدة.

ولا بدّ أن تقوم سوريا، من باب ردّ الفعل أو كتحصيل حاصل، بعملٍ مماثل. وهذا يعني أنّ العلاقات السوريّة التركيّة تقف أمام “نقطة تحوّل” حرجة و”رهانات تاريخيّة” نشطة.

وتضيف أنّ العلاقات السوريّة التركيّة تشكل مثالا أو حيّزًا نشطًا لديناميّتين متعاكستين، الأولى سياسات وفواعل “التّقارب” و”التداخل” و”الاعتماد المتبادل”، والثّانية سياسات وفواعل “الانفصال” و”التّخارج” و”التّنافر”. وإنّ استمرار تلك الديناميات المتعاكسة يُبقي العلاقات عند “نقطة التحوّل” فلا تطوي صفحتها لأنّها لم تحقّق شروطها كاملة، ويمكن تجاوز هذه النّقطة أو تتجاوز بعض شروطها عندما يتوافق الطّرفان موضوعيًّا وسياسيًّا على “تجاهل” فواعل وعوامل التّنافر، وهذا يدخل فيما يسمَّى “رهانًا تاريخيًّا”، إلا أنّهما في حال اتّجها إلى تبنِّي خيارات وسياسات المنافسة والصّراع، فإنّ ذلك يضع العلاقات أمام احتمال التّراجع عمّا كانت عليه حتّى قبل اتّفاق أضنة (أكتوبر/ تشرين الأوّل 1998) وربّما تتطوّر الأمور إلى مجابهة مباشرة.

ويشير الباحث إلى أنّ الأزمة السوريّة تعدّ مدخلا للتّدقيق في طبيعة التحوّلات والرّهانات التي شهدتها العلاقات السوريّة التركيّة، وفي المحدّدات العامّة والتجلّيات، وفي المقولات التركيّة بشأن الأزمة، إلى جانب السّيناريوهات المحتملة (من منظور تركيا).

تركيا وأحداث سوريا

ويرى محفوض أنّ تركيا اتّخذت موقفًا مركّبًا من الأحداث في سوريا، ينطوي على غموضٍ قصديّ، ومستويات متعدّدة، بما يوحي بأنّ أنقرة تؤيّد استقرار البلاد، وليس “بقاء” أو “استمرار” النّظام السياسيّ، وقد يصبح “النظام السياسيّ” -من هذا المنظور– هو نفسه عقبة أمام “الاستقرار”.

وهذا على نحو: “عيْنٌ هنا، وعينٌ هناك” لإظهار الدّعم والتّأييد للاستقرار ومسار الإصلاح، والحثّ عليهما، وفي الوقت نفسه الانفتاح على الخيارات والبدائل الأخرى، مثل المعارضة الرّاهنة أو أيّ مسارات وترتيبات محتملة، مع ممارسة ضغوط سياسيّة وإعلاميّة ونفسيّة وحتّى تَدَخُّلِيَّة على النّظام السياسيّ وعلى شرائح مجتمعيّة وأثنيّة ودينيّة في سوريا نفسها.

وفي هذا السّياق أخذت المواقف التركيّة صورة قريبة من “الغزل” مع أطراف المعارضة والنّاشطين في الدّاخل، وهو ما يفسّر الشّعارات والهتافات المؤيّدة لتركيا في مناطق محدّدة، مثل حمص وبانياس وتلكلخ وجسر الشّغور وحماة، حيث رفع علم تركيا وظهرت كتابات وصور مؤيّدة لأردوغان، ويطالب بعضُها بتدخّل تركيا في الأزمة السوريّة.

ويعدّ الباحث محاولة تركيا تشكيل خطط مرسومة لإقامة “الملاذات الآمنة”، ومخيّمات اللاجئين، مدخلا محتملا لتنسيق أعمال المعارضة، من أجل الدّخول إلى البلاد على غرار المسار الليبيّ.

مخاوف وسيناريوهات

تطرّق الباحث إلى المخاوف التي ركّز عليها الخطاب السياسيّ في تركيا بالتأكيد على وجود مخاوفَ جدّية من انعكاسات الأحداث في سوريا على الأمن القوميّ لتركيا، وخاصّةً في جهتي التكوين المذهبيّ الطائفيّ والتكوين العرقيّ. وتخشى تركيا وقوع صدامات مذهبيّة أو عرقيّة أو ربّما حرب أهليّة، وقد تتطوّر الأمور إلى تقسيمٍ محتمل، وهو ما يمكن أن ينتقل إلى تركيا. وهذه سيناريوهات تتحدّث تركيا عنها، وعن مخاوفها بشأنها، ولكن سلوكها العمليّ أحيانا يوحي كأنّما هي “تشتغل” من أجل حصولها.

ويشير الباحث إلى وجود مسارات تطوّر محتملة بخصوص الموقف التركيّ في قراءته للوضع العامّ في سوريا وهي سيناريو أوّل يتعلّق بالإصلاح والذي يأتي بتغييرات تكون استجابةً لمطالب الشعب، وأهمّها: العفو السياسيّ، وإطلاق المعتقلين من كلّ الأطياف، وقوانين الأحزاب والإعلام والانتخاب ومكافحة الفساد، والإقرار بمبدأ تداول السّلطة. أمّا السّيناريو الثّاني فهو تهيئة نظام بديل وهو ينسجم مع احتمال تدهور الأوضاع في سوريا، أو “الفشل” في التوصّل إلى تسوية للأحداث الرّاهنة، بحيث يميل الأتراك للبحث عن بديل للنّظام القائم، أو العمل على تعزيز احتمالات محدّدة، مثل دعم تشكيل هيئات إطاريّة وتنفيذيّة وقياديّة للمعارضة.

ويرى الباحث أنّ هذا الأمر قائم حتّى مع تفضيل الأتراك النسبيّ للسيناريو الأوّل، إذ أنّ البراغماتيّة السياسيّة تجعلهم يسيرون في هذا المسار، لأغراضٍ أخرى، قد لا يكون منها “إسقاط” النظام السياسيّ، وإنّما “إضعافه” و”الهيمنة” عليه، أو الظّهور بمظهر الحريص عليه من خلال التدخّل لدى المعارضة من أجل التّسوية.

أمّا السّيناريو الثالث وهو الفوضى أو الحرب الأهليّة، وفي هذه الحالة فإنّ وقوع سوريا في الفوضى والحرب الأهليّة أو تحوّلها إلى “دولة فاشلة” ينطوي على مخاطرَ كثيرة لتركيا، ولدى الأتراك مدارك نشطة بوجود مخاطر عالية على أمن بلدهم واستقراره، بسبب قابليّته لتلقّي تبعات ذلك، إذ أنّ التكوين العرقيّ والدينيّ والمذهبيّ والثقافيّ متقارب، ولدى تركيا ديناميّات انقسام وصراع داخليّ بكيفيّةٍ قابلة للتفجّر، وخاصّةً في البعدين العرقيّ والمذهبيّ.

نبيل العربي: نرحب بتصريحات الدقباسي حول سحب المراقبين العرب من سوريا

طالب بإعطاء البعثة الوقت الكافي لإتمام عملها

العربية.نت

رحّب الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، بتصريحات رئيس البرلمان العربي علي الدقباسي الذي طالب بسحب بعثة المراقبين من سوريا فوراً لأن “نظام الأسد مازال يقتل المواطنين الأبرياء”، على حد قوله.

وقال العربي في مؤتمر صحافي بالقاهرة إن اقتراح الدقباسي يمكن أن تدرسه اللجنة الوزارية العربية عندما تنعقد.

وأشار العربي إلى أن الهدف من مهمة البعثة العربية توفير الحماية للمدنيين السوريين، مؤكداً أن المظاهر العسكرية سُحبت من المدن السورية خلال زيارة بعثة المراقبين، كما أن البعثة نجحت في إدخال مساعدات غذائية للشعب ونجحت في إخراج جثث لاسيما في مدينة حمص، منوهاً إلى ضرورة إعطاء البعثة الوقت الكافي لإتمام عملها.

وتحدث العربي عن استمرار وجود القناصة وإطلاق النار في المدن السورية، معرباً عن أمله بأن تنتهي في أسرع وقت، وأكد ان رئيس البعثة العربية محمد مصطفى الدابي “عسكري مشهود له بالخبرة”.

وطالب بالإفراج الفوري عن المعتقلين في السجون السورية، كما طلب من المعارضة السورية تزويد الجامعة بأسماء المعتقلين في السجون السورية.

ورداً على سؤال، لفت العربي الى أنه “وبصرف النظر عن تقرير بعثة المراقبين فإن الرد عليه سيكون من المجلس الوزاري”.

أمين عام الجامعة العربية: الجيش السوري انسحب من الاحياء السكنية

اعلن نبيل العربي الامين العام لجامعة الدول العربية يوم الاثنين ان النظام السوري سحب قواته من جميع الاحياء السكنية في مدن البلاد، ولكنه اضاف ان اطلاق النار مستمر وان القناصة ما زالوا يشكلون تهديدا لسلامة المواطنين السوريين.

واضاف العربي ان الجامعة ستنشر تقريرا عن عمل مراقبيها في سورية، وستقرر ما اذا كان ينبغي عمل المزيد في سبيل وقف العنف في البلاد.

وقال الامين العام في تصريحات نقلتها وكالة فرانس برس “ما زال هناك اطلاق نار، يجب وقف ذلك كليا” مضيفا انه بينما يصعب معرفة الجهة التي تطلق النار، ما زال القناصة يربضون في اسطح المباني ويهددون المدنيين.

اختطاف

في غضون ذلك، قال المرصد السوري لحقوق الانسان إن منشقين عن الجيش السوري استولوا على نقطتي تفتيش تابعتين لسلطات دمشق في محافظة ادلب الشمالية يوم الاثنين.

واضاف المرصد ان المنشقين اشتبكوا ايضا مع قوات الامن في نقطة تفتيش ثالثة، وقتلوا وجرحوا عددا من عناصر الامن فيها.

واوضح رامي عبدالرحمن، مدير المرصد ومقره لندن، ان العمليات المذكورة وقعت في منطقة جبل الزاوية في محافظة ادلب.

وتأتي هذه الهجمات بعد ان اعلن الجيش السوري الحر (المؤلف من منشقين عن القوات السورية المسلحة) قبل ايام ثلاثة انه امر مقاتليه بالكف عن مهاجمة القوات الحكومية قبيل اجتماع كان مقررا له ان يعقد مع بعثة المراقبين العرب.

فقد اعلن العقيد رياض الاسعد، قائد الجيش السوري الحر، يوم الجمعة الماضي انه امر مقاتليه بوقف الهجمات على القوات الحكومية منذ وصول المراقبين العرب الى البلاد.

300 قتيل

وكان ناشطون سوريون معارضون قد قالوا في وقت سابق إن أكثر من ثلاثمئة مدني قتلوا على يد قوات الأمن منذ وصول بعثة المراقبين العرب إلى البلاد، يأتي هذا في الوقت الذي طالب أحد الأجهزة الاستشارية لجامعة الدول العربية بسحب المراقبين من سورية بسبب استمرار قمع الاحتجاجات.

وذكرت لجان التنسيق المحلية في سورية، وهي كيان معارض يعنى بتوثيق الاحتجاجات ضد النظام الحاكم في دمشق، أن ثلاثمئة وخمسة عشر شخصا لقوا حتفهم منذ دخول البعثة الأراضي السورية، من بينهم أربعة وعشرون طفلا.

وأوضحت أن ثمانية قتلى سقطوا الأحد عندما أطلقت قوات الامن النار على محتجين في حي داريا بدمشق.

وبينما لم يتسن التحقق من هذا العدد من مصادر مستقلة، دعا البرلمان العربي إلى سحب بعثة المراقبين بدعوى أن ” البعثة توفر غطاء للحكومة السورية لمواصلة ما وصفه بالأعمال غير الإنسانية”.

وقال رئيس البرلمان العربي، وهو لجنة استشارية من 88 عضوا من الدول الاعضاء في الجامعة، ان على المراقبين الرحيل “اخذا في الاعتبار استمرار قتل النظام السوري للمدنيين الابرياء”.

“غطاء عربي”

وقال سالم الدقباسي رئيس البرلمان العربي في بيان له ان ذلك يتم “في وجود مراقبين من جامعة الدول العربية، الامر الذي اثار غضب الشعوب العربية ويفقد الهدف من ارسال فريق تقصي الحقائق”.

واضاف ان ذلك “يتيح للنظام السوري غطاءاً عربيا لممارسة اعماله غير الانسانية تحت سمع وبصر جامعة الدول العربية”.

يذكر ان البرلمان العربي مجرد هيئة استشارية لا تلزم توصياته الجامعة العربية.

ويوجد حوالى 60 من المراقبين في سورية لتقييم الوضع على الارض ومعرفة ما اذا كان الرئيس السوري بشار الاسد يفي بتعهده بانهاء حملة قمع الاحتجاجات المناهضة لحكمه والمستمرة منذ تسعة شهور.

واثارت بعثة المراقبين العرب جدلا بالفعل، وتحدثت جماعات لحقوق الانسان عن قتلى ما زالوا يسقطون خلال اشتباكات وخروج عشرات الالاف من المحتجين الى الشوارع ليوضحوا للمراقبين مدى غضبهم.

  المزيد من بي بي سيBBC © 2012

البرلمان العربي يحث على سحب المراقبين من سوريا على الفور

طالب احد الاجهزة الاستشارية لجامعة الدول العربية بسحب المراقبين العرب من سوريا بسبب استمرار قمع الاحتجاجات.

وقال رئيس البرلمان العربي، وهو لجنة استشارية من 88 عضوا من الدول الاعضاء في الجامعة، ان على المراقبين الرحيل “اخذا في الاعتبار استمرار قتل النظام السوري للمدنيين الابرياء”.

وقال سالم الدقباسي رئيس البرلمان العربي في بيان له ان ذلك يتم “في وجود مراقبين من جامعة الدول العربية، الامر الذي اثار غضب الشعوب العربية ويفقد الهدف من ارسال فريق تقصي الحقائق”.

واضاف ان ذلك “يتيح للنظام السوري غطاءاً عربيا لممارسة اعماله غير الانسانية تحت سمع وبصر جامعة الدول العربية”.

يذكر ان البرلمان العربي مجرد هيئة استشارية لا تلزم توصياته الجامعة العربية.

ويوجد حوالى 60 من المراقبين في سوريا لتقييم الوضع على الارض ومعرفة ما اذا كان الرئيس السوري بشار الاسد يفي بتعهده بانهاء حملة قمع الاحتجاجات المناهضة لحكمه والمستمرة منذ تسعة شهور.

واثارت بعثة المراقبين العرب جدلا بالفعل، وتحدثت جماعات لحقوق الانسان عن قتلى ما زالوا يسقطون خلال اشتباكات وخروج عشرات الالاف من المحتجين الى الشوارع ليوضحوا للمراقبين مدى غضبهم.

المراقبون والقناصة

وتضاربت التصريحات الصادرة عن مراقبي البعثة العربية المكلفة بتقييم التزام الحكومة السورية بالمبادرة العربية حول قيام قناصة في مدينة درعا باستهداف المدنيين بعد نشر مقاطع فيديو على شبكة الانترنت يقر فيها أحد المراقبين بوجود قناصة.

وصف رئيس البعثة العربية تصريحات المراقب بأنها “افتراضية”

ولكن رئيس بعثة المراقبين اللواء مصطفى الدابي نفى في مقابلة مع بي بي سي أن يكون أحد مراقبي البعثة قد رأى قناصة في المدينة.

وأظهر المقطع أحد المراقبين وهو يقول إنه رأي قناصة على أسطح المنازل وطالب بسحبهم من المدينة.

ولا يمكن التحقق من صحة الفيديو الذي تم بثه على الانترنت ولكن يظهر فيه شخص يعتقد أنه أحد المراقبين وهو يحتج على قيام قناصة باستهداف المتظاهرين في درعا.

وقال المراقب موجها كلامه إلى المتظاهرين ” تقولون إن هناك قناصة. لا داعي لأن تقولوا لي. لقد شاهدتهم بنفسي”.

وأضاف أن مخاوف بعثة المراقبين سيتم نقلها إلى الجامعة العربية وهدد باتخاذ اجراءات إذا لم يتم سحب القناصة في غضون 24 ساعة.

“افتراضية”

ولكن رئيس البعثة اللواء مصطفى الدابي نفي صحة هذه التصريحات ووصفها بأنها ” افتراضية”.

وقال الدابي في مقابلة مع بي بي سي ” إذا رأى هذا الرجل القناصة بعينيه فسيقدم تقريرا فوريا عن الحادثة ولكن لم يحدث أنه شاهد القناصة”.

ويقول مراسل بي بي سي في بيروت جون دونيسون إن تصريحات رئيس البعثة ستزيد من شكوك المعارضين بشأن البعثة العربية بعد اتهامها في وقت سابق بأنها منحازة إلى جانب النظام السوري.

وكان الدابي قد صرح عقب زيارته إلى حمص الخميس الماضي بأنه “شاهد بعض الفوضي في عدة مناطق ولكنه لم يجد أي شئ مخيف”.

وأضاف مراسل بي بي سي أن المتظاهرين يشعرون بغضب شديد تجاه بعثة المراقبين التي تواصل عملها لليوم الخامس وتبدو عاجزة عن وقف أعمال العنف وسقوط القتلى.

المزيد من بي بي سيBBC © 2012

مثقفون سوريون يؤسسون رابطة للكتاب للاسهام “في صنع سوريا الجديدة

القاهرة (رويترز) – بعد تسعة أشهر من اندلاع الاحتجاجات الشعبية في البلاد استهل أكثر من 110 مثقفين سوريين بارزين العام الجديد بالاعلان عن تأسيس (رابطة الكتاب السوريين) واتاحة عضويتها لكل كتاب سوريا من مختلف التيارات الادبية والفكرية.

وقال الشاعر نوري الجراح لرويترز يوم الاحد ان الرابطة ستكون مفتوحة أيضا لكتاب عرب وغير عرب مساندين للشعب السوري كأعضاء شرف. وسوف يتمتع الكتاب الفلسطينيون المقيمون في سوريا “بالعضوية الكاملة في الرابطة وينطبق عليهم ما ينطبق على اخوتهم من الكتاب السوريين.”

وأضاف أن الرابطة “أول مولود ديمقراطي للثورة السورية” هي ثمرة مناقشات على مدى شهرين بين مثقفين هم الناقدان حسام الدين محمد وخلدون الشمعة في لندن والمفكر صادق جلال العظم في برلين والكاتب ياسين الحاج صالح في دمشق والشاعر علي كنعان والناقد مفيد نجم في أبوظبي وفرج بيرقدار في السويد.

وتابع أن الرابطة ستكون اطارا للكتاب داخل سوريا وخارجها “يمكنهم من التعبير بقوة وصراحة عن مواقفهم مما يجري في بلادهم. وليكون لهم دور فعال ومعلن في مساندة ثورة شعبهم ولعب دور حقيقي في مستقبل سوريا والعمل على استعادة الدور الطليعي للثقافة والمثقف في حياة المجتمع… بما يساعد على تسريع عملية الانتقال من نظام الاستبداد والقمع والاقصاء الى نظام ديمقراطي مدني تعددي حر أساسه المواطنة يتيح أوسع الفرص للطاقات الابداعية الادبية والفكرية.”

وقال الجراح وهو مقيم في لندن انه “بموازاة ثورة شعبنا السوري من أجل الحرية والكرامة والنهوض الوطني” تتأسس الرابطة كتعبير عن المشاركة “في الثورة السورية” وعن الحاجة الى اطار ديمقراطي ومستقل لعموم الكتاب السوريين يعبر عن الواقع الجديد لسوريا “التي تولد الان في شوارع الحرية.”

ويوجد في سوريا اتحاد للكتاب ورئيسه حسين جمعة الذي ووجه بهجوم حين شارك في أعمال مؤتمر اتحاد الكتاب العرب في القاهرة في يوليو تموز “لتأييده سياسة القمع والقتل” كما عبر الكاتب المصري مجدي يوسف انذاك وطالب باخراجه من الجلسة وأيده مثقفون مصريون.

وتفيد تقديرات الامم المتحدة بأن نحو خمسة الاف شخص لقوا حتفهم في سوريا منذ تفجر الاحتجاجات المناهضة لنظام الرئيس بشار الاسد في مارس اذار 2011. ولكن السلطات السورية تتهم قوى خارجية بتسليح وتمويل “ارهابيين” في البلاد وتقول ان 2000 من أفراد الجيش والشرطة قتلوا.

وقال الجراح ان الرابطة الجديدة ستقوم بتجسير الفجوة “التي حاول نظام الحزب الواحد أن يقيمها بين أهل القلم داخل الجغرافيا السورية وخارجها فالبطش والقمع وتكميم الافواه طال الجميع دون تفريق. لقد عزلت تلك السياسات المثقفين السوريين بعضهم عن بعض ولجمت عناصر القوة في الثقافة وبالتالي شلت المكانة الثقافية والادبية لسوريا في العالم ما أدى الى اضعاف معنى سوريا في أعين السوريين قبل غيرهم وافراغها من الفكر المبتكِر الجسور والمخيلة الطليقة والنقد السياسي والاجتماعي الخلاق والروح الحرة المتوثبة.”

وتابع أن الرابطة ستتولى دعم وحماية مصالح الكتاب والمؤلفين وتأسيس ما يلزم للحفاظ على الحقوق المادية والادبية محليا وعالميا وخلق شروط عمل أفضل لاعضائها ومنع أي اساءات يمكن أن يتعرضوا لها وتطوير الثقافة وتعميمها وتوسيع قاعدتها الاجتماعية.

وأضاف أن الرابطة شكلت لهيكلها التنظيمي المؤقت أربع لجان.. ادارية وثقافية وحقوقية وتنسيقية اضافة الى المنسق العام ورئيس الرابطة.

وأوضح أنه يحق لكل عضو الترشح لعضوية أي لجنة وسيتم التصويت بين يومي 10 و25 يناير كانون الثاني الجاري عبر الموقع الالكتروني الذي سيطلق بعد يوم الثلاثاء وهو www.syrianswa.com .

وقال ان عمل الرابطة سيسري وفق الهيكل التنظيمي المنتخب “لحين انعقاد المؤتمر الاول للرابطة في دمشق والتوافق على اليات أخرى.”

وأعلنت الرابطة عن جوائز لكتابة اليوميات “خصوصا يوميات الكتاب والحركيين والثوريين خلال الثورة” وللشعر وللرواية وللكتابات الفكرية والنقدية وجائزة حمزة الخطيب لادب الاطفال اضافة الى تأسيس مجلة ورقية ووحدة لنشر الكتب.

ومن المشاركين في الرابطة صادق جلال العظم وعزيز العظمة وطيب تيزيني ونوري الجراح وياسين الحاج صالح وعبد الرزاق عيد وحسام الدين محمد وعلي كنعان مفيد نجم وفرج بيرقدار وخلدون الشمعة ومحمد شحرور وسليم بركات وخيري الذهبي وجودت سعيد وشوقي بغدادي وبرهان غليون وفواز حداد وفؤاد كحل وميشيل كيلو وممدوح عزام وعائشة أرناؤوط وروزا ياسين حسن ومعتز الخطيب ومصطفى خليفة ورزان زيتونة وبكر صدقي وابراهيم صموئيل ومحمد نجاتي طيارة وفاروق مردم بيك وخليل النعيمي.

الجامعة العربية: الجيش السوري ينسحب من المدن لكن اطلاق النار مستمر

القاهرة (رويترز) – قال نبيل العربي الامين العام لجامعة الدول العربية ان الجيش السوري انسحب من المناطق السكنية ويقف على مشارف المدن السورية الا أن اطلاق النار مستمر وما زال القناصة يمثلون تهديدا.

وتقول الامم المتحدة ان أكثر من خمسة الاف قتلوا خلال الحملة العنيفة على الاحتجاجات المناهضة لحكم الرئيس السوري بشار الاسد التي بدأت في مارس اذار. وتقول السلطات السورية ان جماعات مسلحة قتلت 2000 من قوات الامن. وقال العربي “نعم هناك اطلاق نار..اخر تقرير تليفوني ..هناك اطلاق نار..اطلاق نار من اماكن مختلفة بحيث من الصعب القول من اطلق النار على من.” وتابع “قناصة نعم هناك قناصة ونرجو أن تختفي هذه المظاهر كلها.”

وطالب العربي الحكومة السورية بالالتزام الكامل بما وعدت به.

وكان العربي يتحدث في القاهرة بعد اسبوع من وصول مراقبي الجامعة العربية الى سوريا للتحقق من التزام دمشق بخطة سلام تطالب الاسد بسحب القوات والدبابات من الشوارع والافراج عن المعتقلين واجراء حوار مع المعارضة. ويشكك كثيرون من نشطاء المعارضة السورية في ان تتمكن البعثة من ممارسة ضغوط حقيقية على الاسد لوقف العنف.

وقال العربي ان الجامعة ستعد تقريرا عن الاسبوع الاول من عمل المراقبين وستحدد ما اذا كانت هناك حاجة لاتخاذ المزيد من الاجراءات. وقال ان 70 مراقبا يعملون حاليا في ست مدن وان 30 اخرين سيصلون قريبا.

وأضاف ان المراقبين الذين يعملون حاليا في سوريا نجحوا في الافراج عن 3484 سجينا وان الجامعة العربية تطلب من جماعات المعارضة قائمة باسماء الاشخاص الذي تعتقد انهم اعتقلوا حتى يتسنى التحقق من الافراج عنهم.

ولم يتضح ما اذا كان العدد يشمل الاشخاص الذين اعلنت الحكومة السورية الافراج عنهم الشهر الماضي. وكانت الحكومة قالت في 28 ديسمبر كانون الاول انها افرجت عن 755 سجينا.

وقال العربي ان بعثة الجامعة العربية نجحت في ادخال مواد غذائية الى مدينة حمص بؤرة الاحتجاجات المناهضة للحكومة واخراج جثث من هناك.

وقال “اعطوا بعثة المراقبين الفرصة ليثبتوا وجودهم على الارض.”

ودافع العربي عن سجل اللواء السوداني محمد الدابي رئيس بعثة المراقبين العرب.

وكان الدابي اثار الاسبوع الماضي المخاوف بين جماعات المعارضة من ان عمل بعثة المراقبة قد يوفر الغطاء لحكومة الاسد عندما قال انه لم ير “شيئا مخيفا” يحدث في حمص.

وقال العربي “الدابي لا شك انه عسكري قدير وسجله حتى الذي رأيته ليس فيه ما يشينه اطلاقا.”

وتوقع العربي عودة الدابي الى القاهرة بحلول نهاية الاسبوع وتقديم تقرير عما تم انجازه خلال الاسبوع الاول من عمل المراقبين. واضاف ان وزراء الخارجية العرب سيقررون بعدها ما اذا كان يتعين زيادة عدد المراقبين.

المعارضة: منشقون يأسرون جنودا سوريين في شمال البلاد

بيروت (رويترز) – قالت المعارضة ان منشقين عن الجيش السوري أسروا عشرات من أفراد قوات الأمن بعد أن سيطروا على نقطتي تفتيش عسكريتين بمحافظة ادلب الشمالية يوم الاثنين في الوقت الذي صرح فيه الامين العام للجامعة العربية بأن بعثة المراقبة التابعة للجامعة تحقق تقدما.

وقالت المعارضة ان المنشقين اشتبكوا أيضا مع قوات الامن عند نقطة تفتيش ثالثة مما أسفر عن مقتل وإصابة عدد غير معروف من الجنود المواليين للرئيس بشار الاسد.

ويسعى الاسد جاهدا لسحق الانتفاضة الشعبية وتفادي مصير زعماء أطاحت بهم انتفاضات “الربيع العربي”.

وبعد عشرة أشهر استمر فيها العنف الذي قالت الامم المتحدة انه أودى بحياة ما يزيد على خمسة الاف شخص قضت بعثة المراقبين العرب الاسبوع الاخير في تقييم مدى التزام الاسد بالمبادرة العربية.

وقال الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي في تصريحات تتسم ببعض التفاؤل ان الجيش السوري انسحب من المناطق السكنية ويرابط على مشارف المدن لكن اطلاق النار مستمر وما زال القناصة يمثلون خطرا.

وقال العربي “نعم هناك اطلاق نار..اخر تقرير تليفوني ..هناك اطلاق نار..اطلاق نار من اماكن مختلفة بحيث من الصعب القول من اطلق النار على من.” وتابع “قناصة نعم هناك قناصة ونرجو أن تختفي هذه المظاهر كلها.”

وطالب العربي الحكومة السورية بالالتزام الكامل بما وعدت به.

وتدعو مبادرة الجامعة العربية الاسد الى سحب القوات والدبابات من الشوارع والافراج عن المعتقلين واجراء حوار مع المعارضة.

وقال العربي ان المراقبين تمكنوا من الافراج عن 3484 سجينا ونجحوا في ادخال مواد غذائية الى مدينة حمص وهي أحد مراكز العنف مضيفا “اعطوا بعثة المراقبين الفرصة ليثبتوا وجودهم على الارض.”

لكن كثيرين من نشطاء المعارضة السورية يشككون في ان تتمكن البعثة من ممارسة ضغوط حقيقية على الاسد لوقف العنف.

وجاءت أنباء الهجمات على نقاط التفتيش العسكرية بعد ثلاثة ايام من تصريح جيش سوريا الحر المناهض للحكومة بأنه أمر مقاتليه بوقف العمليات الهجومية في انتظار اجتماع مع مندوبي الجامعة العربية.

وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الانسان المعارض ان عملية يوم الاثنين وقعت في جبل الزاوية في ادلب. ولم يتضح على الفور عدد من قتلوا أو أسروا على ايدي الجنود المنشقين.

ومن ناحية أخرى قال المرصد ان شخصين قتلا رميا بالرصاص يوم الاثنين في حمص وان جثة آخرين سُلمت الى أسرتيهما. وأضاف قوات الامن قتلت مزارعا في دوما على الاطراف الشمالية الشرقية لدمشق أثناء قيامها بمداهمات بحثا عن اشخاص مشتبه بهم تريد السلطات اعتقالهم.

وقال كنعان الشامي عضو هيئة تنسيق الثورة السورية متحدثا من دمشق ان الناس يقدمون على مخاطرة كبيرة بالتجمع في المدن التي يتوقع ان يزورها المراقبون العرب على أمل أن يتمكنوا من الحديث معهم.

واضاف ان الناس في الدرعية كانوا يتوقعون وصول المراقبين الى البلدة يوم الاحد في بداية العام الميلادي الجديد وتوجه الالاف الى الميدان الرئيسي ورفعوا علم الاستقلال على سارية والتفوا حوله. وتابع ان قوات الامن اطلقت النار عليهم وقتلت اثنين من المحتجين.

وقال الشامي ان الناس يحاولون ان يظهروا للمراقبين مدى القمع الذي يتعرضون له ويخاطرون بحياتهم لمقابلتهم لان الامن يحيط بالمراقبين أينما ذهبوا مضيفا ان المخاطرة تتضمن امكان تعرضهم للاعتقال والضرب أو القتل فضلا عن سهولة اتهامهم بالخيانة والاتصال بقوى أجنبية.

لكن عصام اسحق وهو عضو كبير في المجلس الوطني السوري المعارض قال انه ينبغي منح المراقبين فرصة مضيفا ان وجودهم يساعد في هدم حاجز الخوف ويشجع على توسع الاحتجاجات.

وتمنع الحكومة السورية معظم الصحفيين الدوليين من العمل في البلاد ومن ثم يصعب التحقق بشكل مستقل من الانباء الواردة من هناك. وينحي الاسد باللائمة في الاضطرابات على اسلاميين مسلحين مدعومين من الخارج يقول المسؤولون انهم قتلوا 2000 من افراد قوات الامن.

وذكرت وكالة الانباء العربية السورية (سانا) الرسمية ان عاملة في مدرسة في مدينة حماة قتلت على ايدي مسلحين خطفوها قبل ثلاثة ايام بعد ان رفض زوجها الذي يعمل في المدرسة نفسها طلبهم أن يترك وظيفته.

وقالت الوكالة ايضا ان صحفيا يعمل في الاذاعة الرسمية توفي يوم الاثنين متأثرا بجروح أُصيب بها عندما اطلق مسلحون النار عليه قبل عدة ايام في الدرعية في ريف دمشق.

(شارك في التغطية خالد يعقوب عويس في عمان)

من دومنيك ايفانز

إراقة الدماء في سوريا تتحدى بعثة المراقبين العرب

عمان (رويترز) – قتلت قوات الامن السورية ثمانية محتجين اخرين وحثت منظمة تابعة للجامعة العربية المراقبين العرب على مغادرة سوريا قائلة ان استمرار إراقة الدماء يعد استخفافا بمهمتهم.

وقالت اللجان التنسيقية للثورة السورية التي تقوم باحصاء القتلى ان قوات الرئيس السوري بشار الاسد الحريصة على منع حدوث احتجاجات ضخمة في وجود المراقبين قتلت 286 شخصا منذ 23 ديسمبر كانون الاول وهو اليوم السابق لوصول رئيس البعثة الى سوريا.

وقالت اللجان ان بعض قتلى الاحد الثمانية سقطوا عندما اطلقت قوات الامن النار على محتجين في حي داريا بدمشق.

وقال البرلمان العربي وهو هيئة استشارية مؤلفة من 88 عضوا تضم ممثلين للدول الاعضاء بالجامعة العربية ان أعمال العنف تواصل حصد ارواحا كثيرة .

وقال علي سالم الدقباسي رئيس البرلمان العربي ان ذلك يتم “في وجود مراقبين من جامعة الدول العربية الامر الذي أثار غضب الشعوب العربية ويفقد الهدف من ارسال فريق تقصي الحقائق.”

واضاف ان ذلك “يتيح للنظام السوري غطاء عربيا لممارسة أعماله غير الانسانية تحت سمع وبصر جامعة الدول العربية.”

وعلى الرغم من ترحيب معارضي الاسد بالبعثة العربية بوصفها فرصة نادرة كي يشاهد احد من الخارج الاحداث في سوريا فانهم لا يتوقعون بشكل كبير ان يتمكن المراقبون من وقف حملة على المعارضين يقول مسؤولو الامم المتحدة انها ادت الى سقوط اكثر من خمسة آلاف قتيل منذ مارس اذار.

ويتحرى المراقبون عن التزام سوريا بخطة للجامعة العربية تدعو الى انسحاب القوات والاسلحة الثقيلة من المدن والبلدات والافراج عن الاف السجناء السياسيين وبدء الحوار مع جماعات المعارضة.

وقال الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي ان الامر لا يحتاج أكثر من اسبوع لتقييم ما اذا كان الاسد يفي بوعوده.

وقالت ريما فليحان عضو المجلس الوطني السوري المعارض ان وجود المراقبين لم يؤثر في تصرفات النظام السوري حيث قتل المئات ولم يحدث تراجع.

والبرلمان العربي هو اول منظمة تدعو الى تجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية احتجاجا على اراقة الدماء.

وذهب المراقبون الذين يزورون درعا مهد الانتفاضة السورية المستمرة منذ تسعة اشهر الى منزل الشيخ أحمد الصياصنة امام المسجد العمري في درعا حيث اندلعت اول الاحتجاجات في مارس اذار.

ولم يتضح اذا ما كان المراقبون قد التقوا بالصياصنة شخصيا الذي يقول السكان انه رهن الاقامة الجبرية في بيته منذ خمسة اشهر على الاقل لدوره في الدعوة الى انهاء حكم حزب البعث المستمر منذ عقود.

ولم تكمل البعثة العربية بعد قوتها المزمعة التي تضم 150 عضوا كما انها تعتمد على الحكومة في توفير وسائل النقل والامن لمراقبة الاحداث في شتى انحاء سوريا التي يقطنها 23 مليون نسمة .

وقال ناشط من درعا يدعى ابراهيم ابا زيد “الفريق يتحرك بصحبة المحافظ ولا يمكن لاحد غير افراد الامن ان يقترب منهم.”

واشارت بعض تصريحات السوداني محمد الدابي رئيس البعثة الى موقف لين تجاه السلطات السورية على الرغم من ان بعض المراقبين لم يجملوا تصريحاتهم.

وقال مراقب وهو يبدو عليه القلق ان المراقبين شاهدوا قناصة في البلدة مؤكدا انهم رأوهم بأنفسهم وانهم سيطلبون من الحكومة سحبهم على الفور. وقال المراقب ان الفريق سيكون على اتصال بالجامعة العربية في القاهرة.

وابلغ الدابي فيما بعد هيئة الاذاعة البريطانية بي.بي.سي ان تصريحات المراقب التي عرضت في شريط مصور على موقع يوتيوب على الانترنت يوم السبت حرفت.

وفي واقعة اخرى اذاعتها قناة العربية طالب أحد المراقبين في حي بابا عمرو المضطرب في حمص من السلطات عبر الهاتف وقف اطلاق النار هناك.

وخرج عشرات الالاف من السوريين الى الشوارع خلال الايام السبعة الماضية في محاولة على ما يبدو كي يظهروا للمراقبين العرب عمق رفضهم لحكم الاسد.

وكتب على لافتة حملها محتجون في احدى ضواحي دمشق “السوريون يريدون نظاما حديثا في السنة الجديدة.”

ويقول الاسد (46 عاما) ان جماعات اسلامية تدعمها قوى خارجية هي التي تقف وراء الاضطرابات وانها قتلت 2000 من قواته.

الجامعة العربية تؤكد استمرار إطلاق النار وتواجد قناصة في المدن السورية

قال الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي في أول مؤتمر صحفي يعقده منذ بداية مهمة المراقبين في سوريا الثلاثاء الماضي “إن الجيش السوري انسحب من مدن سورية وأن القناصة ما زالوا يمثلون تهديدا”.

دفعت الانتقادات المتزايدة لعمل المراقبين العرب في سوريا الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي الى التدخل، فاعلن انه “لا يزال هناك اطلاق نار وقناصة” في المدن السورية، ولم يستبعد احتمال عقد اجتماع لوزراء الخارجية العرب الاسبوع المقبل لتقييم مهمة المراقبين العرب.

وكانت الانتقادات الموجهة لعمل المراقبين العرب في سوريا تزايدت خلال الايام القليلة الماضية، ووصلت الى حد المطالبة بانهاء مهمتهم، مع تواصل القمع الدامي الذي ينفذه نظام الرئيس السوري بشار الاسد ضد المتظاهرين بالرغم من وجودهم.

فقد قتل مدني الاثنين في حي البياضة في حمص (وسط) برصاص قوى الامن فيما قتل مزارع برصاصة طائشة خلال مداهمات في بلدة الشيفونية قرب دمشق بحثا عن ناشطين، على ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

من جهتهم يقوم المراقبون بجولات الاثنين في حمص وحماة (وسط) ودرعا (جنوب)، للاطلاع على الوضع بحسب وكالة الانباء السورية الرسمية سانا.

وقال العربي في اول مؤتمر صحافي يعقده منذ بدء مهمة مراقبي الجامعة العربية في سوريا الثلاثاء الماضي، ان “اخر تقرير” تلقاه عبر الهاتف افاد بانه “ما زال هناك اطلاق نار وقناصة (في المدن السورية) ومن الصعب القول من اطلق النار على من”، مؤكدا ان “هذا موضوع يجب اثارته مع الحكومة السورية لان الهدف (من ارسال المراقبين العرب) هو وقف اطلاق النار وحماية المدنيين السوريين”.

واكد انه تم الافراج عن “3484 معتقلا” منذ وصول المراقبين العرب الى سوريا، مضيفا ان الجامعة العربية طلبت من المعارضة السورية قوائم باسماء المعتقلين للتحقق من وضعهم “ووصلت بالفعل” بعض القوائم الاثنين.

واوضح ان رئيس بعثة المراقبين العرب في سوريا الفريق اول محمد احمد الدابي سيرسل الى الجامعة “اول تقرير له خلال يومين”، مضيفا ان “احد وزراء الخارجية العرب طلب عقد اجتماع لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري لدراسة التقرير الذي سيقدمه” الدابي.

واوضح الامين العام للجامعة العربية ان “لدينا (حتى الان) 70 مراقبا في 6 مدن قاموا ب26 مهمة وسيصل خلال ايام 30 مراقبا اخرين”.

وقال ان الحكومة السورية تعهدت بالسماح لوسائل الاعلام بدخول سوريا والتنقل فيها بحرية “باستثناء ثلاث محطات تلفزيونية”.

وافاد مسؤول في الجامعة العربية طلب عدم ذكر اسمه ان المحطات التلفزيونية الثلاث التي ترفض دمشق دخولها هي قنوات العربية والجزيرة وفرانس 24.

وكان رئيس البرلمان العربي علي الدقباسي دعا الاحد الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي الى سحب المراقبين العرب على الفور “مع استمرار النظام السوري في التنكيل وقتل المواطنين السوريين الابرياء، فضلا عن انتهاك بروتوكول جامعة الدول العربية المعني بحماية المواطنين السوريين”، بحسب بيان.

واشار الدقباسي الى “تزايد أعمال القتل والعنف التي راحت ضحيتها أعداد كبيرة من أبناء وأطفال الشعب السوري المطالب بالحرية واحترام القانون وتعزيز حقوق الإنسان” مضيفا “إن ذلك يتم بوجود مراقبين من جامعة الدول العربية الامر الذي أثار غضب الشعوب العربية”.

ولما سئل العربي عن دعوة الدقباسي الى سحب فريق المراقبين العرب فورا من سوريا، أجاب “هذا تصريح مهم وسوف يتم بحثه عندما يجتمع الوزراء” العرب، غير انه طالب بالتريث قبل تقويم جدوى مهمة المراقبين العرب، مشيرا الى انها بدأت منذ اسبوع فقط.

وفي الاطار نفسه قال جبر الشوفي عضو الامانة العامة للمجلس الوطني السوري الذي يمثل اهم حركات معارضة نظام الرئيس السوري بشار الاسد، ان المراقبين مكثوا “اكثر مما ينبغي” في فنادقهم قبل ان يسمح لهم بالخروج الى الميدان وان زياراتهم تتم “تحت مراقبة عناصر امن النظام”.

وتاتي مهمة المراقبين العرب في اطار خطة عربية لحل الازمة تشمل ضمان حرية التظاهر وانسحاب الاليات العسكرية من الشوارع.

واعلنت لجان التنسيق المحلية التي تنظم التعبئة الميدانية مساء الاحد عن مقتل 315 مدنيا من بينهم 24 طفلا وتوقيف 125 شخصا من بينهم 7 اطفال منذ وصول المراقبين العرب الى سوريا في 26 كانون الاول/ديسمبر.

واعلن المرصد الاحد عن اعتقال جهاز المخابرات الجوية الناشطة وعد محفوض (32 عاما) السبت في حرستا قرب دمشق لمشاركتها في تظاهرة نسائية في حي الميدان بدمشق.

وافاد المرصد ان “مجموعات منشقة” هاجمت الاثنين في ادلب (شمال غرب) “نقطتين عسكريتين في بلدة كفرحايا في جبل الزاوية واسرت جميع عناصر النقطتين…كما اشتبكت مع عناصر نقطة عسكرية ثالثة مما ادى الى مقتل وجرح عناصرها”.

واكد المرصد ان قوات النظام قتلت خمسة مدنيين الاحد في سوريا من بينهم فتى في السابعة في بلدة خطاب في ريف حماة هو “اول شهيد في 2012”.

دبلوماسيا دعت الخارجية الفرنسية الاثنين الى توفير الوسائل الكفيلة بتمكين المراقبين العرب من تنفيذ مهمتهم في سوريا، لتتزامن هذه الدعوة مع مطالبات عدة بانهاء مهمتهم.

وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو “وصل مراقبو الجامعة العربية الى سوريا قبل حوالى عشرة ايام، وينبغي ان تكون لديهم جميع الوسائل التي تمكنهم من انجاز مهمتهم. نريد ان نكون متأكدين بانهم قادرون على التوجه الى اي مكان عليهم زيارته للوقوف شهودا ولانجاز التفويض الذي منحتهم اياه الجامعة العربية بشكل موثوق وموضوعي وكامل”.

وذكر فاليرو ان “موقف فرنسا الثابت يدعم المبادرة العربية للخروج من الازمة” التي تشمل مهمة المراقبين وتفترض ضمان حرية التظاهر وانسحاب الاليات العسكرية.

وكتبت صحيفة الحياة الاثنين في مقالة لاحد كتابها بعنوان “فضيحة الدابي” ان الجامعة العربية “تمخضت وجاءت بفريق يقوده عسكري ينتمي الى جيش مارس جرائم في درافور، أشد فظاعة من الجرائم التي يمارسها النظام في سوريا اليوم، ومتهم بجرائم حرب. وقالت عنه منظمة العفو الدولية إن محمد أحمد الدابي كان مسؤولا +عن اعتقالات تعسفية وعمليات احتجاز واختفاء قسري وتعذيب وأشكال أخرى من إساءة المعاملة للكثير من الناس في السودان+،فضلا عن أن الدابي أحد رجال الانقلاب الذي قام به عمر البشير، فكيف نريد منه أن يدافع عن الحرية”.

ومن المنتظر ان تصل مجموعة ثانية من المراقبين العرب الى سوريا الخميس.

على صعيد آخر رفضت سويسرا منح تاشيرة دخول الى حافظ مخلوف، ابن خال الرئيس السوري بشار الاسد ورئيس فرع المخابرات العامة في دمشق، الذي اراد زيارة محاميه في سويسرا، بحسب ما افادت صحيفة ام زونتاغ الصادرة الاحد. وافادت الصحيفة ان سبب طلب زيارة مخلوف الى سويسرا هو البحث مع محاميه في طريقة للاحتجاج على العقوبات التي تفرضها سويسرا على النظام السوري وعدد من شخصياته.

من جهة اخرى قال وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك الاثنين لاعضاء في الكنيست انه يعتقد ان عائلة الرئيس السوري بشار الاسد لم يبق لديها سوى “عدة اسابيع” فقط في الحكم.

وقال المتحدث باسم باراك ان الوزير اخبر لجنة العلاقات الخارجية والدفاع في الكنيست انه “بقي لعائلة الاسد عدة اسابيع فقط في السلطة في سوريا”.

البرلمان العربي يدعو إلى سحب المراقبين العرب احتجاجا على “استمرار القتل

دعا البرلمان العربي الأحد إلى سحب المراقبين العرب من سوريا “نظرا لاستمرار النظام السوري في التنكيل وقتل المواطنين السوريين الأبرياء”. فيما تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن سقوط خمسة قتلى الأحد برصاص قوات الأمن.

المعارضة توقع اتفاق سياسيا وسط خلافات حول التدخل العسكري الأجنبي

مهمة المراقبين العرب تثير انتقادات شديدة والنظام يواصل قتل المتظاهرين

 احتفل الناشطون السوريون على طريقتهم بحلول العام الجديد فنزلوا الى شوارع المدن والبلدات هاتفين باسقاط النظام ومطلقين الاسهم النارية، بعدما تجاوزت حركتهم الاحتجاجية شهرها التاسع رغم القمع العنيف الذي اودى باكثر من خمسة الاف مدني بحسب ارقام الامم المتحدة.

وعلى طريق بلدة محردة في محافظة حماه قتل طفل في السابعة من العمر من بلدة خطاب برصاص اطلقته قوات الامن اصاب سيارة والده، بحسب ما اوضح المرصد السوري لحقوق الانسان الذي اشار الى ان هذا الطفل هو “الشهيد الاول عام 2012”.

وتم بث اشرطة فيديو على موقع يوتيوب ظهر فيها “شبان الثورة” وهم يطلقون الاسهم النارية احتفالا بحلول العام الجديد ويطلقون هتافات تدعو لاسقاط نظام الرئيس بشار الاسد.

دبلوماسيا، دعا البرلمان العربي الاحد الى سحب المراقبين العرب فورا من سوريا قائلا ان القمع الدامي للاحتجاج مستمر رغم وجود المراقبين.

من جهة اخرى، نفى الفريق محمد احمد مصطفى الدابي رئيس بعثة المراقبين العرب تصريحات احد المراقبين الذي اشار في شريط على موقع يوتيوب الى وجود قناصة في درعا مهد حركة الاحتجاج.

ميدانيا، سقط في سوريا خمسة اشخاص الاحد برصاص قوات الامن. واضافة الى الطفل الذي قتل في محافظة حماه، اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان ان “مواطنا استشهد الاحد في حي وادي ايران في محافظة حمص اثر اصابته برصاص قناصة من الشبيحة”.

دعا البرلمان العربي اليوم الأحد إلى السحب الفوري لفريق المراقبين العرب من سوريا “نظرا لاستمرار النظام السوري في التنكيل وقتل المواطنين السوريين الأبرياء.”

وكانت الجامعة العربية بعثت فريقا صغيرا من المراقبين إلى سوريا لتقيم الوضع على الأرض ومعرفة ما إذا كان الرئيس السوري بشار الأسد يفي بتعهده بانهاء حملة قمع الاحتجاجات المناهضة لحكمه المستمرة منذ تسعة شهور.

وأثارت بعثة المراقبين العرب جدلا بالفعل. وتحدثت جماعات لحقوق الانسان عن قتلى ما زالوا يسقطون خلال اشتباكات وخروج عشرات الآلاف من المحتجين إلى الشوارع للتوضيح للمراقبين مدى غضبهم.

وأغضب رئيس بعثة المراقبين العرب السوداني الفريق أول الركن محمد أحمد مصطفى الدابي بعض المتابعين أيضا عندما قال إنه لم ير شيئا مخيفا” في اولى جولاته في المدينة.

وقال البرلمان العربي وهو لجنة استشارية مؤلفة من 88 فردا من كل الدول الأعضاء بالجامعة العربية اليوم إن أعمال العنف “راح ضحيتها أعداد كبيرة من أبناء وأطفال الشعب السوري”.

وأضاف علي سالم الدقباسي رئيس البرلمان العربي أن ذلك يتم “في وجود مراقبين من جامعة الدول العربية الأمر الذي أثار غضب الشعوب العربية ويفقد الهدف من إرسال فريق تقصي الحقائق.”

واستطرد ان ذلك “يتيح للنظام السوري غطاء عربيا لممارسة أعماله غير الإنسانية تحت سمع وبصر جامعة الدول العربية.”

وكان البرلمان العربي أول كيان عربي يوصي بتجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية بسبب أعمال العنف ضد المحتجين السوريين.

وعلق مسؤول بالجامعة العربية على بيان البرلمان العربي قائلا لرويترز إن الوقت ما زال مبكرا للغاية لتقييم نجاح بعثة المراقبين مضيفا أن من المقرر بقاء البعثة في سوريا لشهر وأن المزيد من المراقبين في طريقهم إلى هناك.

ودعا البرلمان نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية إلى عقد اجتماع على مستوى وزراء الخارجية لاتخاذ قرار بشأن سحب بعثة المراقبين على الفور.

ودعا الدقباسي إلى “سحب فريق المراقبين العرب فورا من سوريا نظرا لاستمرار النظام السوري في التنكيل وقتل المواطنين السوريين الأبرياء فضلا عن الانتهاك السافر للنظام السوري لبروتوكول جامعة الدول العربية المعني بحماية المواطنين السوريين.”

وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء إن عددا من المحافظات السورية شهدت يوم الجمعة “تجمعات حاشدة” مؤيدة للأسد “رفضا للتدخل الخارجي وتأكيدا على الوحدة الوطنية والإصرار على التصدي للمؤامرة التي يتعرض لها الوطن.”

وتابعت أن المظاهرات نددت “بالضغوط والحملات المغرضة التي تستهدف زعزعة أمن واستقرار سوريا” ودعت إلى “كشف كذب وافتراءات الفضائيات الإعلامية المضللة.”

واتهمت السلطات السورية قوى خارجية بتسليح وتمويل “إرهابيين” في البلاد وتقول إن 2000 من أفراد الجيش والشرطة قتلوا.

سوريون أمضوا سهرة رأس السنة وسط تمنيات بـ”سنة سودة لبشار

اختلف احتفال السوريين هذا العام عن باقي الأعوام، حيث تنوعت أساليب تعبيرهم في الترحيب بحلول عام 2012، منهم من نزل الشارع صارخا، ومنهم من سكن صفحات “الفيس بوك” ناشدا القرب من الأم سوريا في بعاده عنها، ومنهم من غنى مع الطفولة المشردة في تركيا، لكن الجميع في منتصف الليل كان موعدهم واحتفلوا كل على طريقته.

بينما انشغلت دول العالم بحلول العام الميلادي الجديد ألفين واثني عشر بإقامة الاحتفالات وإطلاق الألعاب النارية، كان للسوريين طقوسهم الخاصة للاحتفال هذا العام. لحظات امتزج فيها الألم بالأمل الواعد للاحتفال في العام القادم في سوريا “أحرارا”.

ففي الداخل السوري أمضى “الثوار” السوريون ليلتهم في الشوارع تظاهروا واحتفلوا برأس السنة هاتفين بشعاراتهم التي أطلقوها منذ تسعة أشهر وسط إصرار على “وحدة الصف ومتابعة الطريق”. فتمنى شباب حمص “عاصمة الثورة” كما يطلق عليها “سنة سودة لبشار” وغنوا لـ”الثوار”

ولم تغب مظاهر العيد المعتادة في الساحات من إطلاق للأسهم النارية وحلقات الدبكة ولكنها امتزجت بأنغام أغاني الثورة والهتافات المناهضة للنظام فتجمع المئات في محافظة إدلب حاملين المشاعل ومتحلقين حول مجسم ضخم يعلوه “هلال يعانق صليبا” في إشارة إلى الوحدة الوطنية، وفي الزبداني بريف دمشق كانت شجرة كبيرة قد جمعت حولها المئات ليحتفلوا مرددين عبارات اعتادوا على ترديدها يوميا تطالب “بإسقاط الرئيس ورحيله”.

كما رصدت احتفالات مشابهة في أنحاء متفرقة في سورية من درعا جنوبا إلى إدلب شمالا، مرورا بمدينة ابن الوليد، تظاهر خلالها الشبان مطلقين الألعاب النارية ومطلقين أصواتهم للسماء منادين بالحرية وبشعارات ضد النظام، وحملوا لافتات كتبوا عليها “في السنة الجديدة نقول للأمة الإسلامية خذلتمونا ليلة رأس السنة” و”العالم يحتفل بالعام الجديد بإطلاق الأسهم النارية وفي سوريا نستقبل العام الجديد بالرصاص والدبابات” و”سوريا بخير من دون بشار ومن دون الشبيحة ومن دون المراقبين” في إشارة إلى بعثة المراقبين العرب الذين أرسلتهم الجامعة العربية

وكان لأطفال مخيم “يايلاداغي”بصمتهم أيضا على قدوم العام الجديد، فغنوا للثورة والأمل ولسوريا، وبدأوا بكتابة تاريخ جديد كما يرونه ببراءة طفولتهم، فكان احتفالا شارك فيه الكثير من الشبان والشابات أتوا من عدة دول ليرسموا الفرحة على وجوه الأطفال في خيام الشتات، نظمته مجموعة تطلق على نفسها “صبايا وشباب المجتمع المدني السوري”.

أما “نساء” دمشق لم يتركن هذه المناسبة تفوتهن بدون أن يقدمن بدورهن معايدة ويأكلن حلو العيد تحت اسم “معايدة حرائر دمشق للمجرم بشار بالعام الجديد” فنشرن على موقع “يوتيوب” أغنية لا تخلو كلماتها من روح الفكاهة الممتزجة بالألم تطالب برحيل النظام، على رتم أغنية زياد الرحباني “عايشة وحدها بلاك” تقول “سوريا ماشية بلاك وبلا حكمك يا أسد .. حاجي تحكي عن ذكاك ضحكت عليك البلد.. ح ترحل ايي لح ترحل”

ونشرت شبكة”خرابيش” بمناسبة حلول العام الجديد “أخيرا انتهى عام 2011 وبدأ عام 2012 وهاهم الحكام العرب يقدمون لنا أوبريت الكابوس العربي بهذه المناسبة”

موقع “فيس بوك” كان ليلة رأس السنة على غير عادته ساحة للاحتفال والتعبير والمشاركة للكثير من السوريين في الخارج الذين استعانوا به ليكونوا قريبن من بلدهم سوريا، فلم يكن مجرد موقعا للتواصل عن أخبار “الثورة والثوار” وأخبار “النظام” ودعوات “التظاهر والاعتصام”، وإنما غدا مجالا للتعبير وبث ما يجول بالخواطر من أمنيات وآمال. فتبادل ساكنوه في تلك الليلة التهاني من شعر ونثر وبالتوقيت السوري لدخول السنة الجديدة في سوريا.. فكتبت الشاعرة والمخرجة السورية هالة محمد:

رأس السنةْ

تمهّلي قبلَ أنْ تَعبُري …

صورة تَذكاريّة لسوريا قبلَ الغروب … في الضوء

صوّري دموعنا … لقطةْ قريبةْ … لا يهمّ !!!

انتبهي ، في مثل هذا اليوم من كلّ عام … شاهدة قبرٍ ستلتمع تحتَ المطر … كتبَ عليها قصيدة قد تكتمل :

سوريا أثقُ بكِ

وكتبت زينة حلاق الممثلة السورية على جدارها “2012 عام الحرية والإنسانية والحب والخير والإبداع والفن واللاعنف ….أحبك رقم 12” وعبّر المخرج هيثم حقي عن فخره بكونه “سوري” بكلمات كتبها على حائطه “ذهب عام 2011 بعد أن أشعل الثورات ودفع السوريون فيه ومازالوا أكبر ضريبة دم وقمع واعتقال وتعذيب … ومع هذا ضرب السوريون بتضحياتهم الهائلة واقدامهم وشجاعتهم مثلاً انحنى العالم أمام عظمته … أيها السوريون الأبطال مع دخول عام النصر 2012 أشكركم فرداً فرداً لأنكم جعلتموني فخوراً بانتمائي إليكم”

وقالت الشاعرة السورية رشا عمران”أنا خارج سوريا لكنني لم أكن يوما أشد التصاقا بها كما الآن، أثق أن 2012 ستحمل السلام لسوريا، السلام لشعبها النادر، لأبطالها الرائعين، ستحمل النصر لثورتها المعجزة، المجد لشهداء الثورة السورية، الحرية للمعتقلين، النصر لسوريا، نخب سوريا الجديدة القادمة”.

إضافة لتبادل الكثير التهاني شرب المحتفلون عبر “الفيس بوك” كأس الوطن وتمنوا طلوع فجر “الحرية” مع بداية العام الجديد فكتبت سمر يزبك الكاتبة والصحافية السورية “نادية عيساوي وزياد ماجد ونوار وأنا نرنو إليكم، قلوبنا معكم. كل سنة وسوريا حرة”. وكان للنقد مكانه أيضا حيث كتب علي فرزات رسام الكاريكاتور”إذا كان للسنة رأس….فلا بد أن لها قدم…سترفس بها الأوباش…هههه هههه”..

هكذا مرت ليلة الحادي والثلاثين من ديسمبر/كانون الأول على السوريين في الداخل والخارج، مع استمرار التظاهرات وسقوط القتلى والجرحى، وتواصل حملة القمع التي يمارسها “النظام” وتخبط بعثة المراقبين العرب واختلافات المعارضة، وكأنهم لم يغادروا عاما ليستقبلوا عاما.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى