أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الاثنين، 07 كانون الثاني 2013

الأسد يعتبر «الربيع» فقاعة صابون… ويصف الثوار بالدمى

دمشق، لندن، أنقرة، بروكسيل – «الحياة»، أ ف ب، رويترز

في خطاب من المتوقع أن يعقد الجهود الديبلوماسية للحل في سورية، دعا الرئيس السوري بشار الأسد إلى «حراك وطني» في «حرب الدفاع عن الوطن»، واصفا المعارضين المسلحين بـ»الارهابيين» و»عملاء» لقوى أجنبية يستحيل التفاوض معهم. وطرح الأسد مبادرة سلام لـ «حل سياسي» تتضمن تهدئة ومؤتمر للمصالحة مع من لم «يخونوا» سورية يعقبه تشكيل حكومة ودستور جديد. ورفضت المعارضة السورية على الفور طرح الاسد، وأي مبادرة من شأنها «أن تعيد الاستقرار إلى نظام الأسد». كما انتقدت ما رأت أنه محاولة من النظام لـ «إحباط» الحل الديبلوماسي. بينما دعا الأتحاد الاوروبي الرئيس السوري إلى التنحي. وقللت تركيا من أهمية «الوعود الجوفاء» للنظام السوري.

وقال الأسد، في كلمته التي ألقاها في دار الأوبرا بوسط دمشق في أول ظهور علني له منذ حزيران (يونيو) الماضي وأول تصريحات علنية له منذ مقابلة تلفزيونية أجراها في تشرين الثاني (نوفمبر): «نحن الأن أمام حالة حرب بكل ما تحمله الكلمة من معنى. نحن الان نصد عدوانا خارجيا شرسا بشكل جديد… يستهدف سورية عبر حفنة من السوريين وكثير من الأجانب».

وتابع «إذا كنا اخترنا الحل السياسي فلا يعني الا ندافع عن انفسنا، واذا كنا اخترنا الحل السياسي فهذا يعني اننا بحاجة لشريك للسير في عملية سياسية وراغب بالسير في عملية حوار على المستوى الوطني». وأضاف «اذا كنا لم نر شريكا، فهذا لا يعني اننا لسنا راغبين بالحل السياسي، لكننا لم نجد الشريك». وسأل «مع من نتحاور؟ مع أصحاب فكر متطرف لا يؤمنون الا بلغة الدم والقتل والارهاب… أم نحاور دمى رسمها الغرب وصنعها وكتب نصوص الرواية عنها؟»، مضيفا «من الاولى ان نحاور الاصيل وليس البديل… نحاور السيد لا العبد».

وحذر الأسد من أن»هناك من يسعى لتقسيم سورية وآخرين يسعون لإضعافها». وخاطب الحاضرين أن «تسمعوه أو سمعتموه في الماضي من مصطلحات وأفكار وآراء ومبادرات وتصريحات عبر الإعلام ومن مسؤولين، لا تهمنا إذا كانت مصطلحات ذات منشأ ربيعي (في اشارة إلى ما يسمى «الربيع العربي»). فهي فقاعات صابون كما هو الربيع عبارة عن فقاعة صابون ستختفي». ولم يحد الأسد في خطابه عن المقولات التي يكررها منذ اندلاع النزاع وهي «مواجهة التآمر من الخارج»، و»المضي في مكافحة الارهاب»، والتحاور مع غير المتعاملين مع الخارج او «الارهابيين» و»المتطرفين». لكنه لم يأت على ذكر الانتخابات الرئاسية أو احتمال تنحيه عن السلطة، وهو الشرط الذي تضعه المعارضة السورية لاي حل.

ورفض الائتلاف السوري المعارض اي مبادرة تعيد الاستقرار لنظام بشار الاسد، بحسب ما قال الناطق باسم الائتلاف وليد البني.

وقال البني في اتصال هاتفي: «نحن قلنا عند تأسيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية باننا نرغب بحل سياسي، لكن هناك هدفا خرج السوريون من اجله، ودفعوا لاجله حتى الآن اكثر من 60 الف شهيد»، مؤكدا ان السوريين «لم يقدموا كل تلك التضحيات من اجل ان يعيدوا الاستقرار لنظام الطاغية».

ورأت مصادر ديبلوماسية أن خطاب الأسد يعيد الأزمة إلى «المربع الأول» وأن الشروط التي يضعها للحوار ومعارضته المرحلة الانتقالية التي ينص عليها اعلان جنيف، ستعرقل بالتأكيد الجهود التي يبذلها المبعوث الأممي -العربي الأخضر الإبراهيمي. وقالت إن خطاب الأسد «جاء مخيبا للأمال على غرار اطلالته الأولي بعد اندلاع الاحتجاجات في سورية».

ميدانيا، تعرضت مناطق واسعة في ريف دمشق لقصف من القوات النظامية تزامنا مع اشتباكات في محاولة للسيطرة على معاقل المقاتلين المعارضين، بينما قتل خمسة اشخاص في تفجير حافلة صغيرة في مدينة حلب. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القصف طاول مناطق عدة محيطة بدمشق، منها معضمية الشام وبيت سحم والزبداني ودوما (شمال شرق) وعربين.

كذلك، دارت اشتباكات في بلدة عقربا وفي محيط بيت سحم المجاورة لها، وفي محيط ادارة المركبات بين عربين وحرستا. وأفاد المرصد ان «اشتباكات عنيفة» تدور في داريا التي تحاول القوات النظامية «منذ اسابيع فرض سيطرتها الكاملة عليها وعلى محيطها».

الاسد يطرح مبادرة سياسية للحل والمعارضة ترفض

بيروت – الحياة

اعتبر الرئيس السوري بشار الاسد، ان ما تشهده سورية من احداث امنية، ليس بين حكم ومعارضة بل بين الوطن واعدائه، في خطاب القاه اليوم الاحد، في دار الاسد للثقافة والفنون في دمشق.

واعلن الاسد عن تصوره لحل الازمة، حيث تلتزم الدول المعنية بوقف تمويل المسلحين ووفق المسلحين للعمليات، مقابل وقف عمليات الجيش مع حق الرد. ثم تدعو الحكومة الحالية لمؤتمر حوار شامل يتنظم ميثاق وطني مبني على الاستفتاء الشعبي ويعرض الميثاق الوطني على الاستفتاء الشعبي، وبعدها تقوم الحكومة الموسعة بتطبيق الاستفتاء واقرار قانون انتخابي جديد ويدعى بعدها للانتخابات. وبعد الانتخابات يتم تشكيل حكومة جديدة والدعوة للحوار واطلاق سراح جميع المعتقلين جراء الاحداث الاخيرة.

واضاف، ان اي مبادرة تطرح يجب ان تستند الى الرؤية السورية، اما في موضوع العمل السياسي نحن لسنا بحاجة الى مساعدة، ومن يريد مساعدة سورية عليه وقف ادخال المسلحين والسلاح والارهاب.

واردف الاسد قائلاً، اي مبادرة خارجية مساعدة لا يمكن ان نقبل تفسيرها او تأويلها الا بما يخدم المصلحة السورية، ونحن ايدنا مبادرة جنيف التي تحفظنا على بند منها وهو بند المرحلة الانتقالية الذي كان غامضا.

ورفض الائتلاف السوري المعارض اليوم الاحد، اي مبادرة تعيد الاستقرار لنظام بشار الاسد، وذلك ردا على ما طرحه الرئيس السوري في خطاب القاه في دمشق، بحسب ما قال المتحدث باسم الائتلاف وليد البني.

وقال البني “نحن قلنا عند تأسيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية باننا نرغب بحل سياسي، لكن هناك هدف خرج السوريون من اجله، ودفعوا لاجله حتى الآن اكثر من 60 الف شهيد”، مؤكدا ان السوريين “لم يقدموا كل تلك التضحيات من اجل ان يعيدوا الاستقرار لنظام الطاغية” الذي يحكم سورية.

وقال الاسد “الكثيرون سقطوا في فخ صوّر لهم بانه صراع بين حكم ومعارضة، صراع على سلطة وكرسي ومنصب، ومن واجبنا ان نعيد توجيه الرؤية باتجاه البوصلة الحقيقية، انه صراع بين الوطن واعدائه بين الشعب والقتلة والمجرمين”، وان سورية لن تخرج من أزمتها الا بحراك وطني شامل، ولكن الحل مرتبط بعوامل داخلية واقليمية وخارجية، واي حراك لا يأخد بعبين الاعتبار هذه العوامل لا قيمة له.

وراى الأسد، ان سورية تشهد حرب بكل ما للكلمة من معنى “عدوان شرس يفتك بالدولة ومؤسساتها”.

واضاف، ان منذ اليوم الاول نتحدث عن الحل السياسي لكننا لم نجد شريك لذلك، ومن يعتبر ان الحل سياسي فقط فهو مخطىء، وان اي مرحلة انتقالية لخروج البلاد من الازمة يجب ان تتم “عبر الوسائل الدستورية”.

وتابع الرئيس، ان “اي مبادرة يجب ان تستند الى الرؤية السيادية”، مشيرا الى انه “لا داعي لنضيع وقتنا بأفكار تخرج عن هذا السياق”، وموضحا ان “اي انتقال يجب ان يكون عبر الوسائل الدستورية”. ودعا الى مؤتمر للمصالحة مع من لم “يخونوا” سورية يعقبه تشكيل حكومة جديدة وإصدار عفو.

وشدد، ان لا تنازل عن المبادىء ومن يراهن على اضعاف سورية من الداخل للتنازل عن الجولان هو واهم، وان اية محاولة لزج الفلسطنيين في الازمة السورية هدفها حرف البوصلة عن العدو الحقيقي.

رئيس الوزراء السوري يدعو الحكومة إلى اجتماع لوضع آليات لاقتراح الأسد

دمشق- (ا ف ب): دعا رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي اعضاء الحكومة إلى اجتماع يضعون فيه اليات اقتراح حل الازمة السورية الذي اعلنه الرئيس بشار الاسد في خطابه امس، بحسب ما افادت وكالة الانباء الرسمية (سانا) الاثنين.

وذكرت الوكالة في خبر مقتضب ان الحلقي دعا “اعضاء الحكومة لاجتماع نوعي لوضع الاليات اللازمة للبرنامج الوطني الذي اعلنه السيد الرئيس بشار الاسد في كلمته امس لحل الازمة في سوريا”، من دون أن تحدد تاريخ هذا الاجتماع.

وكان الأسد قدم الأحد في خطاب مباشر هو الاول له منذ سبعة اشهر، “حلا سياسيا” يقوم على ثلاث مراحل وبنود عدة، ويشكل بالنسبة اليه نقطة استناد لاي مبادرة اخرى للخروج من الازمة.

وقال الاسد إن “الحكومة القائمة” ستدعو الى مؤتمر وطني بعد وقف العمليات العسكرية، موضحا ان هذه الحكومة ستكلف “بادارة هذا الموضوع وستقوم بوضع التفاصيل والتوسع في هذه العناوين وتقدم هذه الرؤية على شكل مبادرة خلال الأيام القليلة القادمة وتتابع بعدها كل هذه المراحل”.

والاثنين نقلت صحيفة (الوطن) السورية المقربة من النظام عن مصادر مطلعة قولها ان اقتراح الاسد “وطني بامتياز”، موضحة ان “الحالة الانتقالية بالمعنى الافتراضي هي حالة وسطية ما بين قبل الانتقال وبعد الانتقال بالمعنى المنهجي وبالمعنى الزمني هي المرحلة الوسطية”.

واضافت المصادر التي اشارت الوطن الى انها “على اطلاع بالموقف الرسمي”، ان مفهوم الغرب عن “المرحلة الانتقالية” في سوريا هو الانتقال “من مرحلة الرئيس الاسد الى مرحلة ليس فيها الرئيس الاسد”، مشيرا الى ان هذا التفسير “مرفوض شكلا ومضمونا”.

ورأت المصادر التي طلبت عدم كشف هويتها ان “الهدف مما يطرح من تشكيل حكومة كاملة الصلاحيات هو استحواذ هذه الحكومة على صلاحية قيادة الجيش من الرئيس الأسد تمهيدا الى تقسيمه وتمزيقه”، مؤكدة ان “هذا لن يحدث، سوريا ستظل تقاتل بهذا الجيش حتى النهاية ولن تسمح بتمزيقه”.

وكان الموفد الدولي الاخضر الابراهيمي اقترح خلال زيارته دمشق في 27 كانون الاول/ ديسبمر الماضي تشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة لحين اجراء انتخابات نيابية او رئاسية.

واعتبرت مصادر الوطن ان “الحل السياسي بالنسبة للقيادة السورية للخروج من الازمة هو الخيار الاستراتيجي لكن الحل الامني فرضه عليها الارهاب”.

مرسي يؤيد دعوة السوريين لمحاكمة بشار الأسد أمام المحكمة الجنائية الدولية

واشنطن- (ا ف ب): أعلن الرئيس المصري محمد مرسي الأحد لمحطة التلفزيون الامريكية (سي ان ان) انه يدعم دعوة الشعب السوري لمحاكمة الرئيس بشار الأسد على جرائم حرب ارتكبها مع توقعه بسقوط النظام الحاكم في دمشق خلال الحرب الاهلية التي تجتاح البلاد.

وحسب مقتطفات من المقابلة نشرتها المحطة الامريكية، قال مرسي إن “الشعب السوري وبفضل ثورته والانطلاقة التي حققتها سيصل عندما يتوقف حمام الدم الى مرحلة جديدة سيكون له خلالها برلمان مستقل وحكومة يختارها بنفسه”.

واضاف “سوق يقرر السوريون ماذا يريدون ان يفعلوا باولئك الذين ارتكبوا جرائم ضدهم. يعود للشعب السوري أن يقرر”.

وكان الرئيس المصري يتحدث من خلال مترجم ردا على سؤال لمعرفة ما إذا كان يعتقد أن بشار الأسد سوف يحاكم أمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بهولندا.

وقال ايضا “على غرار ما كان الشعب المصري يريده (محاكمة رئيسه)، فان الشعب السوري يرغب بنفس الشيء ايضا ونحن ندعم الشعب السوري. سوف ينتصر وعنده ارادة النصر”.

شكر روسيا وايران والصين وتوعد الدول الممولة للمعارضة وانتقد حركة حماس

الأسد يطرح مبادرة لا تطال ‘الرئاسة’ ويرفض التنحي ويدعو لحوار باشراف حكومته .. والمعارضة ترفض

دمشق ـ ‘القدس العربي’ ـ من كامل صقر عواصم ـ وكالات: اكد الرئيس السوري بشار الاسد الاحد ان اي مرحلة انتقالية في سورية يجب ان تتم بـ’الوسائل الدستورية’، متجاهلا الدعوات الموجهة اليه للتنحي، وداعيا الى مؤتمر وطني بإشراف الحكومة الحالية بعد وقف العمليات العسكرية.

وتحدث الأسد عن حكومة ‘موسعة’ وليست حكومة ‘كاملة الصلاحيات’ كما كان يرغب بها المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي، كما أن خطاب الأسد يؤكد أن التسوية السياسية المقبلة إذا تمت فإنها لن تطال موقع رئاسة الجمهورية ممثلاً بالأسد الذي كان واضحاً من بين سطور كلامه أن هذا الموقع ليس للتفاوض السياسي وأن سقف التفاوض سيبقى الحكومة وليس الرئاسة.

وسارعت اطراف عدة في المعارضة الى رفض الطرح واي مبادرة من شأنها ‘ان تعيد الاستقرار’ الى النظام السوري، في حين وصفت لندن الخطاب بانه ‘اكثر من نفاق’، من دون ان ترى فيه برلين ‘اي ادراك جديد’ لواقع الأزمة المستمرة منذ 21 شهرا.

ورفض الأسد إجراء محادثات سلام مع المعارضة واصفا إياها بأنها ‘دمى’ صنعها الغرب، وتعهد بمواصلة قتال ‘الإرهابيين’ و’العصابات’في خطاب يتسم بالتحدي وصفه معارضوه بأنه إعلان جديد للحرب.

وعرض الاسد في خطابه المباشر الاول منذ سبعة اشهر ‘حلا سياسيا’ يقوم على ثلاث مراحل وبنود عدة، ويشكل بالنسبة اليه نقطة استناد لاي مبادرة اخرى.

ولم يحد الاسد عن النقاط الاساسية التي يرددها النظام منذ بدء الاحتجاجات المطالبة بأسقاطه منتصف آذار (مارس) 2011، مثل ‘مواجهة التآمر من الخارج’، و’المضي في مكافحة الارهاب’، وعدم التحاور مع ‘الارهابيين’ و’المتطرفين’ او المتعاملين مع الخارج.

ولم يأت الاسد على ذكر الانتخابات الرئاسية او احتمال التنحي عن السلطة قبل نهاية ولايته في العام 2014، وهو ما تضعه المعارضة شرطا لاي تسوية.

وقال امام حشد كبير في دار الاسد للثقافة والفنون وسط دمشق، انه قرر عرض الحل ‘ايمانا منا بضرورة الحوار بين ابناء سورية وبقيادة سورية ومن اجل استعادة مناخ الامن واعادة الاستقرار’.

وينص البند الاول على ان تلتزم الدول الاقليمية والدولية المعنية بوقف ‘تمويل وتسليح وايواء المسلحين بالتوازي مع وقف المسلحين كافة العمليات الارهابية، ما يسهل عودة النازخين السوريين الى اماكن اقامتهم الاصلية’.

اضاف ‘بعد ذلك يتم وقف العمليات العسكرية من قبل قواتنا المسلحة التي تحتفظ بحق الرد في حال تعرض امن الوطن او المواطن او المنشآت العامة او الخاصة لاي اعتداء’، مع ضرورة ‘ايجاد آلية التأكد من التزام الجميع بالبند السابق وخاصة ضبط الحدود’.

وينص البند الثالث على ان ‘تبدأ الحكومة القائمة مباشرة باجراءات اتصالات مكثفة مع كافة اطياف المجتمع السوري بأحزابه وهيئاته لإدارة حوارات مفتوحة لعقد مؤتمر للحوار الوطني تشارك فيه كل القوى الراغبة بحل في سورية من داخل البلاد وخارجها’.

وفي المرحلة الثانية، ستدعو الحكومة الحالية الى مؤتمر ‘للوصول الى ميثاق وطني يتمسك بسيادة سوريا ووحدة وسلامة اراضيها ورفض التدخل في شؤونها ونبذ الارهاب والعنف بكافة اشكاله’، على ان يعرض الميثاق للاستفتاءالشعبي وتنفذ بنوده ‘حكومة موسعة تشكل وتتمثل فيها مكونات المجتمع السوري’.

ومن آخر البنود ‘اجراء انتخابات برلمانية جديدة’ تليها حكومة تشكل وفق الدستور.

واعلن الاسد ان الحكومة الحالية ستكلف ‘بالتوسع في هذه العناوين وتقدم الرؤية خلال الايام القليلة القادمة’.

وقطع الطريق على اي مبادرة جديدة للحل في سورية من قبل اي طرف خارجي، عندما قال ان اي مبادرة من الخارج ‘يجب ان تستند الى هذه الرؤية السيادية، واي مبادرة هي مبادرة مساعدة لما سيقوم به السوريون ولا تحل محلها’، و’لا داعي لنضيع وقتنا بافكار تخرج عن هذا السياق’.

واذ اكد الاسد ان ‘اي شيء نقوم به في هذه المبادرة لا يعني التراجع عن مكافحة الارهاب’، قال ان ‘يدنا ممدودة للحوار’ مع ‘كل من خالفنا بالسياسة. سنحاور احزابا لم تبع وطنها للغريب، سنحاور من القى السلاح (…) سنكون شركاء حقيقيين مخلصين لكل من يعمل لمصلحة سورية وامنها واستقرارها’.

لكن هذا الحوار لن يشمل ‘اصحاب فكر متطرف لا يؤمنون الا بلغة الدم والقتل والارهاب’، ولا ‘دمى رسمها الغرب وصنعها وكتب نصوص الرواية عنها’، لانه ‘من الاولى ان نحاور الاصيل وليس البديل (..) نحاور السيد لا العبد’.

واعلن الاسد الذي قوطع مرارا بالهتافات والتصفيق، ان بلاده كانت منذ البداية مع الحل السياسي للازمة ‘لكننا لم نجد الشريك’، رافضا الحوار مع ‘عصابات تؤتمر من الخارج’، في اشارة الى اطراف معارضة والمقاتلين المعارضين الذين يتهم النظام السوري دولا اقليمية ودولية بتوفير الدعم المادي والمعنوي لهم.

واكد ان الغرب ‘هو من سد باب الحوار وليس نحن لانه اعتاد اعطاء الاوامر ونحن اعتدنا على السيادة والاستقلال وحرية القرار’.

وتوعد الاسد الدول الممولة للمعارضة وطالبها بوقف امدادها بالاسلحة كما انتقد حركة حماس دون ان يسميها وقال ان البعض يعتبر سورية فندقا فخما يأتيها للاستجمام وعندما تضطرب الاحوال يغادرها. وعلمت ‘القدس العربي’ ان حماس التي فؤجئت بهذا الانتقاد قررت الامتناع عن الرد.

وسارع الائتلاف السوري المعارض الى رفض طرح الاسد، وقال المتحدث باسم الائتلاف وليد البني في اتصال مع وكالة فرانس برس في بيروت ‘نحن قلنا (…) باننا نرغب بحل سياسي، لكن هناك هدفا خرج السوريون من اجله’، وكلفهم ‘اكثر من 60 الف شهيد’، مؤكدا ان السوريين لم يضحوا ‘من اجل ان يعيدوا الاستقرار لنظام الطاغية’.

من جهتها، قالت جماعة الاخوان المسلمين ان الاسد ‘لم يعد يعني السوريين في شيء اصلا’، متوجهة اليه بالقول ‘انت، وليس مبادرتك فقط، لا تعنينا’.

واضافت الجماعة في بيان ‘لم يكن الشعب السوري ليتوقع من بشار الاسد شيئا’، لانه ‘مجرم حرب، تجب محاكمته وانزال القصاص العادل به’.

من جهته، اعتبر المجلس الوطني السوري ان الاسد ‘رد على المبادرات الدولية بالرفض القاطع (…) رد على الهزائم التي تلحق بقواته بخطاب مزاعم منفصل عن

الواقع’.

دوليا، وبعد ساعات من تجديد رئيس الوزراء ديفيد كاميرون التأكيد ان على الاسد الرحيل، اعتبر وزير خارجيته وليام هيغ ان خطاب الاخير ‘اكثر من نفاق’، محملا اياه مسؤولية ‘القتلى والعنف والقمع الذي تغرق فيه سوريا، ووعوده الباطلة لا تخدع احدا’.

واسف نظيره الالماني غيدو فيسترفيلي لان الخطاب ‘لا يعبر (…) عن اي ادراك جديد’ للواقع في سورية. واعتبر انه ‘بدلا من تجديد نبرته العسكرية، كان من الحري به افساح المجال امام تشكيل حكومة انتقالية وحصول انطلاقة سياسية جديدة في سورية’.

واتى خطاب الاسد بعد حركة دبلوماسية مكثفة خلال الاسابيع الماضية في محاولة لايجاد مخرج للازمة بمشاركة موسكو، حليفة الاسد التي شكرها في كلمته، اضافة الى الصين وايران، على وقوفها الى جانب سورية.

وذكر الاعلام الرسمي السوري ان نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد يزور ايران بعد موسكو، وقد التقى فيها وزير الخارجية علي اكبر صالحي.

ميدانيا، ادت اعمال العنف في مناطق عدة لا سيما في ريف دمشق وحلب (شمال)، الى مقتل 40 شخصا بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له ويقول انه يعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في سورية.

صندي تايمز’: روسيا ارسلت سفنا حربية إلى سورية لردع أي تدخل غربي

لندن ـ يو بي آي: أفادت صحيفة ‘صندي تايمز’ الأحد بأن روسيا أرسلت إلى سورية خمس سفن إنزال تحمل المئات من مشاة سلاحها البحري والمركبات العسكرية، في ما اعتبرته استعراضاً للقوة من جانب واحد لردع أي تدخل غربي.

وقالت الصحيفة إن سفناً مقاتلة من أسطولي البلطيق والبحر الأسود ترافق سفن الإنزال وتتجمع في ميناء طرطوس السوري، حيث تحتفظ موسكو بقاعدة عسكرية تعتبرها طريقاً لإجلاء رعاياها من سورية، وهي أكبر قوة تحشدها روسيا في المنطقة منذ 40 عاماً. وأضافت أن مصدراً دبلوماسياً روسياً، طلب عدم الكشف عن هويته، أكد ‘أن وجود السفن الحربية وما لا يقل عن 300 جندي من مشاة البحرية يهدف إلى حماية مصالح روسيا في سورية، وثني الدول الغربية عن نشر قوات خاصة على الأرض للمشاركة في الانتفاضة ضد نظام الرئيس بشار الأسد’.

ونسبت الصحيفة إلى الدبلوماسي الروسي قوله إن بلاده ‘يجب أن تكون مستعدة لأي تطورات انطلاقاً من اعتقادها بأن الوضع في سورية قد يصل إلى ذروته قبل عيد الفصح’، الذي يصادف في نيسان (ابريل) المقبل.

وأضاف الدبلوماسي الروسي ‘أن وجود قوات مشاة البحرية الروسية بالقرب من المياه السورية من شأنه أن يردع الغرب من نشر قوات برية في سورية لمساعدة المسلحين الذين يقاتلون القوات الحكومية’.

وتقول روسيا إنها نشرت السفن ‘للمشاركة في تدريبات من أجل تحسين إدارة وصيانة واختبار تفاعل قوات البحرية’، وكانت أرسلت الشهر الماضي سفينة حربية تحمل وحدة من مشاة البحرية إلى ميناء طرطوس السوري، حيث لديها قاعدة بحرية.

محامون سوريون يجمعون شهادات واسماء الرموز المتورطة بالجرائم لمحاكمتهم في سورية والخارج بعد الثورة

الصحافيون السوريون في مرمى النار: خونة أم يقومون بمهمتهم؟

لندن ـ ‘القدس العربي’: يقوم فريق ينتشر اعضاؤه في كل من سورية وتركيا بجمع شهادات الناجين من التعذيب والاعتقال لدى الاجهزة الامنية التابعة للنظام، حيث يقومون باعداد قوائم تضم اسماء الضباط المتورطين في اعتقال وتعذيب المواطنين، في محاولة من النظام السوري قمع الانتفاضة. قام الفريق بارسال شهادات التعذيب الى المحاكم الثورية التي اقامها المقاتلون في المناطق التي يسيطرون عليها، والتي اصدرت بدورها 140 امر اعتقال لعدد من الضباط قالت ان الاتهامات الموجهة اليهم تتعلق بجرائم حرب.

ويأمل المحامون في استخدام الادلة هذه ضد قادة كبار في النظام السوري امام محكمة جرائم الحرب الدولية. وقالوا ان هناك اوامر تنتظر لالقاء القبض على الرئيس السوري بشار الاسد ويتوقعون ان يقدم للمحاكمة امام محاكم سورية.

ومع كل هذه الجهود فان اسئلة تطرح حول سلطة هذه المحاكم في بلد لا يزال يعاني من حرب وقتل يرتكبه الطرفان، فيما وجهت منظمات حقوق انسان دولية اتهامات لطرفي النزاع بارتكاب جرائم وقتل بدون محاكمة وممارسة التعذيب.

ووجه الشك في سلطة هذه المحاكم هو ان البلاد لا تزال رسميا يحكمها نظام الرئيس الاسد، حيث ستتم اعادة تشكيل الجهاز القضائي حالة رحيل نظامه. ونقلت صحيفة ‘واشنطن بوست’ عن احد اعضاء ما اطلق عليها لجنة محامي سورية الحرة قوله، ان الهدف الذي تعمل من اجله اللجنة هو منع حدوث عمليات القتل الانتقامي. ويضيف ان الطريقة الوحيدة لمنع هذه العمليات هو اعتقال المسؤولين عن الجرائم ووضعهم في السجون كي يجيبوا امام القانون عن جرائمهم. وتضم اللجنة 300 من المحامين السوريين، حيث تقول ان المجالس العسكرية في ثلاث مناطق وافقت على تطبيق الاوامر الصادرة بحق افراد واعتقال الاشخاص وحبسهم حتى يتم تقديمهم للمحاكم.

ومع ذلك هناك صعوبة في تطبيق العدالة في ظل الفوضى والحرب الاهلية، فهناك اشرطة فيديو على ‘يوتيوب’ تظهر ان مقاتلين في المعارضة قاموا بقتل رجل برتبة شاويش، حيث اعدم على الرغم من انه لم يكن يلبس الزي العسكري، كما اظهر اخر مجموعة من مقاتلين قالوا انهم من جبهة النصرة وهم يعدمون شبابا على الرغم من مناشداتهم وقولهم الا علاقة لهم بالقتال. ولكن المحامين يقولون للصحيفة ان الهدف الآن هو فتح قناة للسوريين كي يقدموا شهاداتهم عما تعرضوا له من تعذيب.

عفو

ويقول احمد حسون رئيس اللجنة انهم طلبوا من الائتلاف الوطني في الخارج منح عفو لاعضاء القوى الامنية ممن لم يتورطوا في عمليات قتل وتعذيب. وكانت اللجنة قد انشئت بعد اندلاع الانتفاضة بقليل، حيث تقوم بجمع الشهادات من اللاجئين في الداخل وفي مخيمات اللاجئين في سورية، بمن فيهم العسكريون الذين انشقوا عن النظام.

ويرغب المحامون بالحصول على اسماء الطيارين الذين يرمون القنابل على التجمعات المدنية، وكذا الضباط الذين امروا بالقتل او اشرفوا على مذابح او تورطوا في تحقيقات استخدم فيها التعذيب او الاغتصاب او تلقوا رشاوى. ويعتمد المحامون على القانون السوري الحالي، حيث يجدون احيانا صعوبة في توصيف جرائم تتعلق بالتجسس او المخبرين نظرا لعدم وجود نص واضح في القانون. وفي الوقت الحالي تعمل اللجنة في سورية وفي تركيا، من مدينة انطاكية وتخطط لفتح مكاتب لها في لبنان والاردن، حيث توجد اعداد كبيرة من اللاجئين السوريين.

التعذيب والاختفاء

والتعذيب معروف في سورية، حيث اعتمدت المخابرات الامريكية على النظام في التحقيق مع عدد من الاشخاص الذين شكت ان لهم علاقة بتنظيم القاعدة، فيما عرف بالترحيل القسري. وفي بداية الانتفاضة نشرت صحيفة ‘اندبندنت’ البريطانية شهادات كثيرة عن اساليب التعذيب التي يستخدمها النظام مع المعارضين. ففي المرحلة السلمية من الانتفاضة كان المعتقل توجه اليه اتهامات بالتظاهر غير المشروع، والانضمام لمنظمات محظورة، ومحاولة تقويض الدولة عبر نشر الاكاذيب. وكان المعتقلون يوضعون في غرف مكتظة، ويضربون بالعصي البلاستيكية ويشبحون من ارجلهم وغير ذلك من الاساليب المعروفة لدى الاجهزة القمعية. ويطرح موضوع البحث عن العدالة في الحرب اشكالية حول تعريف من هو الصديق او العدو، مما يعرض حياة الكثيرين للخطر، خاصة اولئك الذين يعملون على خطوط النار، اي الصحافيين السوريين، سواء كانوا يعملون في مؤسسات النظام او مع المعارضة.

بين خدمة الوطن وخيانته

وفي هذا السياق يقول تقرير لصحيفة ‘لوس انجليس تايمز’ ان القتال يتخذ طابعا قبيحا لدرجة صار من الصعب تعريف من هو العدو ومن هو الصديق، حسب نديم خوري من منظمة ‘هيومن رايتس ووتش’ في بيروت. فمنذ بداية الانتفاضة تم استهداف المؤسسات الاعلامية المؤيدة للنظام ومنها قناة الدنيا التي كان اخر ضحاياها الصحافي سهيل علي الذي قالت الحكومة ان مجهولين اطلقوا عليه النار وهو في طريقه للبيت من العمل، فيما قال اخرون انه قتل اثناء تغطيته للاحداث في حلب. وتنقل الصحيفة عن المذيعة ساندرا علوش التي استقالت من عملها في التلفزيون الرسمي بعد مقتل زميلة لها واختطاف خمسة اخرين، واستهداف سيارتها، حيث استقالت وهربت من البلاد، على الرغم من حبها لعملها ولكن المعارضة صنفتها عميلة للنظام.

وقال ان المعارضة ان كانت تبحث عن الديمقراطية وتقاتل النظام القمعي فانها تتصرف مثله عندما تستهدف الصحافيين الذين يقومون بعملهم. وتعتقد علوش انها حاولت من خلال برنامجها ‘ساعة وعشرون دقيقة’ تشجيع الحوار والسلام بين الاطراف المتصارعة، حيث قالت انها انتقدت النظام، وتحدثت عن المعتقلين السياسيين والمشردين داخل وخارج البلاد. وعلى الرغم من ذلك فهي وزوجها الان ملاحقان وتتلقى تهديدات على الفيسبوك، حيث يحاولان السفر لاي دولة اوروبية. وتعتبر سورية مقبرة للصحافيين حيث قتل فيها منذ بداية الازمة 35 صحافيا، منهم 28 قتلوا العام الماضي (2012) حسب اللجنة الدولية لحماية الصحافيين. وترى المعارضة والحكومة في الصحافة والصحافيين اداة في آلة دعائية ولهذا يتم استهدافهم.

مفتي السعودية يحذر من الدعوة للجهاد في سورية

الرياض ـ د ب أ: حذر مفتي عام السعودية الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ من قيام علماء الدين في المملكة من دعوة الشباب السعودي إلى الجهاد في سورية، مؤكدا أن دعم السوريين’ بالمال قد يكون أفضل’.

وحذر الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ خلال لقاء مع خطباء المساجد في الدمام شرق المملكة الليلة الماضية ‘من دعوة الشباب إلى الجهاد في سورية’، قائلا: ‘أنا لا أؤيد خروجهم للجهاد مهما كان’، عازيا ذلك إلى أنهم سيذهبون إلى أماكن غير معروفة ولا يعلمون تحت أي لواء ينخرطون وقد يوقعهم ذلك في أشياء غير مناسبة ويكونون هدفا سهلا لأعدائهم’.

ولفت إلى أن ‘الدعاء لهم ومساعدتهم بالمال قد يكون أفضل لهم وهو ما يلزمهم’، مشترطا أن’يكون دعمهم بالطرق النظامية’.

وكان أحد أعضاء هيئة كبار العلماء السعودية أصدر في حزيران (يونيو) الماضي فتوى تقضي بتحريم ‘الجهاد في سورية’ على السعوديين بدون إذن من السلطات وذلك بعد تصاعد الدعوات إلى ذلك في شبكات التواصل الاجتماعي على الإنترنت.

وكانت المملكة العربية السعودية ومصر، أيدتا التوصل إلى حل سلمي للأزمة في سوريا وأشارتا إلى أن ذلك ‘مطلوب ومرغوب عربيا ودوليا’.

وقال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل ، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المصري محمد كامل عمرو في الرياض السبت ، إن ‘الخروج السلمي (من الأزمة السورية) مطلوب ومرغوب عربيا ودوليا.. أما طريقة الخروج وشروط الخروج تتوقف على الشعب السوري نفسه’.

خطاب الأسد صفحة مستعارة من كتاب القذافي في أيامه الأخيرة

عبدالاله مجيد

لم نشهد مثل هذا الإخراج المسرحي للتظاهر بتأييد للرئيس السوري بشار الأسد مقترنة بشعارات الهتّافين مشدودي القبضات منذ اندلاع الانتفاضة السورية قبل نحو عامين. لكن مراقبين وصفوا ظهور الأسد على هذا النحو المسرحي سيء الإخراج بأنه صفحة مستعارة من كتاب القذافي في آخر أيامه، مشيرين إلى أن حتى الشعارات كانت هي نفسها التي رُفعت قبل رحيل القذافي بالطريقة المعروفة، وتحديدًا “الله، سوريا، الأسد وبس”.

عبد الإله مجيد: ما يعيد التذكير بالقذافي أيضًا هو تهويل الأسد، الذي كان يلجأ إلى إلقاء مفكك بين المقترحات المبهمة للتوصل إلى تسوية سلمية والتنديد بالمعارضة تنديدًا لا هوادة فيه. فإن تنظيم القاعدة و”المجرمين المسلحين” و”الإرهابيين الأغراب”، احتلوا الصدارة في مفردات خطابات القذافي أيضًا.

 ثم كان هناك الاستغراق في عواطف ناشزة، كما في قوله، “انظر إلى عيون أطفال سوريا فلا أرى ضحكة بريئة تشعّ منها، ولا أرى ألعابًا تزرع البسمة على وجوههم”، وهو ليس بالأمر المستغرب بالنسبة إلى كل من تابع أخبار حملته العنيفة ضد شعبه خلال العامين الماضيين.

أكثر نعومة وتعليمًا من القذافي … لكنه لغز

الأسد ليس القذافي بطبيعة الحال، ولكن شخصيته الأكثر نعومة والأحسن تعليمًا والأقرب إلى التفكير العقلاني، بعيدًا عن ميل القذافي الفطري إلى اللامعقول، تجعله لغزًا حتى أشد غموضًا في بعض النواحي، كما تلاحظ صحيفة الديلي تلغراف، مشيرة إلى أنه في حالة القذافي كان هناك دائمًا إحساس باستعداده للقتال حتى النهاية، مفضّلاً الميلودراما في الموت على الواقع الباهت للحلول التوافقية الوسطية أو الاستسلام. أما الأسد فإنه يقدم نفسه وكأنه زعيم يسيطر حقًا سيطرة كاملة على الأحداث، في تناقض صارخ بين خطابه والواقع.

 ولو كان معارضو الأسد في تراجع عن عرض خطوات يضعون أنفسهم تحت رحمته في إطارها عرضًا مهيبًا من زعيم قوي. ولو كان يقترب من تحقيق النصر فإن مقترحه، الذي يدعو أعداءه إلى إلقاء السلاح ومؤازريهم الأجانب إلى الكفّ عن دعمهم مقابل وعد سخي بإجراء “حوار وطني”، كان سيبدو مقترحًا مقنعًا.

لكن الوضع في سوريا اليوم لا يمتّ بصلة إلى هذه الصورة. والأسد بقي أطول من بعض التوقعات، التي كانت مفرطة في التفاؤل بهزيمته الوشيكة، ولكن ليس هناك أي إحساس أو مؤشر يوحي بأنه يكسب المعركة.

قاب قوسين أو أدنى

فقد رئيس النظام السوري مناطق واسعة من البلد لمصلحة المعارضة، بما في ذلك نصف حلب، أكبر المدن السورية، فيما تطرق أعداد كبيرة من قوات المعارضة أبواب دمشق نفسها.

السؤال الحقيقي هو ليس لماذا يتعين على المعارضة المسلحة أن تقبل مثل هذه المقترحات البائسة، بل لماذا عليها أن تتفاوض أصلاً وهي مقتنعة بأن نهاية الأسد باتت قاب قوسين أو أدنى.

يتحدث الأسد عن تعبئة دفاعاته، وكأنها ليست في حالة استنفار قصوى بلا جدوى، حيث قوات المعارضة تقف على بعد كيلومترات من دار الأوبرا التي كان يخطب فيها.

في النهاية اندفع أنصار الأسد نحوه تمامًا مثل القذافي خلال مسرحيات ظهوره الأخيرة في طرابلس. هل كانوا يعبّرون عن حبهم لزعيمهم؟، أم إنه الذعر والهلع، ومؤشر إلى الغاية الحقيقية من الخطاب ـ أن يكون صرخة أخيرة لتحشيد الموالين، ومحاولة يائسة لطمأنة آخر من بقوا معه بأن زعيمهم لم ينسهم في ساعة شدتهم، على حد تعبير صحيفة الديلي تلغراف.

http://www.elaph.com/Web/news/2013/1/784759.html

تأرجح المواقف الروسية بداية لرفع الدعم عن بشار الأسد

صبري عبد الحفيظ حسنين

منذ انتفاضة الشعب السوري ضد نظام حكم الرئيس بشار الأسد في منتصف مارس/ آذار 2011، ورغم سقوط نحو 60 ألف قتيل، فضلاً عن نحو 2.5 مشرد، و20 ألف مفقود، إلا أن روسيا تصرّ على دعم هذا النظام، في تحدٍّ سافر لكل المشاعر والقيم الإنسانية، إلا أن مؤشرات قوية إلى قرب وقوع الطلاق السياسي ظهرت ما بين الأسد وبوتين.

صبري عبد الحفيظ من القاهرة: انطلقت هذه البوادر مع تسريبات إعلامية، تشير إلى أن روسيا لن تدعم الأسد حتى النهاية، لكن الرئيس فلاديمير بوتين، أعلن ذلك صراحة، وقال في تصريح له: “نحن لا نسعى إلى إبقاء نظام الأسد في السلطة بأي ثمن، ولكن يتعيّن على السوريين التوافق في ما بينهم بشأن مستقبلهم، حتى نبدأ حينها بالبحث عن سبل تغيير النظام القائم”.

قرّاء “إيلاف” رأوا أن روسيا بدأت في التخلي عن نظام بشار الأسد، وذلك في سياق الإجابة عن سؤال الاستفتاء الأسبوعي، الذي جاء فيه: “ما معنى التناقض في المواقف الروسية من الرئيس السوري بشار الأسد؟.. بداية تراجع عن دعم النظام السوري.. مناورة لتحقيق مكاسب سياسية”.

شارك في الإجابة عن السؤال 12751 قارئاً، وأيّد 10971 قارئاً منهم، بنسبة 86.4% الخيار القائل إن تناقض التصريحات الروسية يشي بأنها سوف ترفع الغطاء السياسي والعسكري عن بشار الأسد، فيما رأت الأقلية من القرّاء، وعددها 1780 قارئاً، بنسبة 13.96% أنها مناورة لتحقيق مكاسب سياسية.

6يأتي تأرجح المواقف الروسية، في ظل تسارع الأحداث على الأرض في سوريا، وسيطرة المعارضة على مساحات أكثر من التي يسيطر عليها نظام الأسد، ووصولها إلى قلب العاصمة دمشق. لكنّ خبراء سياسيين يرون أن المعركة الحالية هي معركة البحث عن بديل جاهز وغير عدواني لنظام بشار الأسد، إضافة إلى محاولة تقديم الثمن إلى روسيا.

وقال الدكتور محمد عبد المجيد، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، إن روسيا بدأت فعلياً في التخلي عن بشار الأسد، ولكنها تتفاوض الآن على الثمن مقابل ذلك من الدول الحليفة للمعارضة، ومنها أميركا والسعودية وقطر وتركيا والاتحاد الأوروبي.

وأوضح لـ”إيلاف” أن إيران صارت غير قادرة على دفع الفاتورة لروسيا، في ظل اشتداد الأزمة الاقتصادية في إيران، وظهور أصوات معارضة لنهج الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد والمرشد الأعلى للثورة الإسلامية آية الله علي خامئني.

وأضاف أن ثمة صفقات تشترك فيها أطراف دولية وإقليمية، تجري في الغرف المغلقة من أجل إنهاء الحرب الدموية وإسقاط حكم الأسد، لكن المعضلة الأساسية، تتمثل في البديل الجاهز لقيادة سوريا، والحفاظ على أمن إسرائيل، وعدم انتقال المعركة إلى الجولان، أو تحوّل الأراضي السورية إلى قاعدة للإسلاميين المتشددين، ينطلقون منها إلى الجهاد ضد إسرائيل، أو يحدث تحالف مع حزب الله.

ولفت إلى أن الغرب يخشى من الجماعات المتشددة، التي تقاتل ضمن فصائل الجيش الحر ضد بشار الأسد. مشيراً إلى أن هناك حالة من الرعب لدى الغرب من أن تتحوّل أسلحة المعارضة المتشددة إلى صدور الأجانب، وتهدد مصالح أميركا في المنطقة.

ورغم تراجع التأييد الروسي لبشار الأسد، إلا أن زعيم المعارضة معاذ الخطيب رفض دعوة وزير خارجيتها إلى الذهاب إلى موسكو لإجراء محادثات، وقال في تصريحات له: “نحن قلنا بشكل صريح لن نذهب إلى موسكو.. قد نجتمع في دولة عربية إذا كان هناك جدول أعمال واضح.. وأيضًا نريد اعتذارًا من السيد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، لأنه طوال الوقت ظل يقول إن الشعوب لابد أن تقرر مصيرها من دون تدخل خارجي، بينما تتدخل روسيا في الشأن السوري بقوة، وكأن كل المذابح التي حصلت بحق الشعب السوري مجرد نزهة”.

وأضاف الخطيب: “إذا كنا لا نمثل الشعب السوري، فلماذا يدعونا؟، وإذا كنا نمثل الشعب السوري، فلماذا لا يستجيب، وتصدر روسيا بيان إدانة واضحًا لتوحّش النظام، ومطالبة صريحة بتنحّي الأسد، الذي هو شرط أساسي في أية مفاوضات”.

المعارضة السورية ترى أن المجتمع الدولي خذل الشعب السوري، ولم يقدم له أي دعم على الإطلاق، وقال مأمون الحمصي المعارض السوري البارز، إن تراجع روسيا عن دعم الأسد، ليس إلا مناورة دولية لمنح النظام فرصة أخيرة من أجل سحق الثورة السورية وتركيع الشعب، باستخدام الأسلحة الكيماوية، ضمن الفرص العديدة، التي منحها المجتمعان العربي والدولي له.

وأضاف لـ”إيلاف” أن نظام بشار الأسد يستخدم حالياً أسلحة كيماوية وأسلحة محرّمة دولياً ضد الشعب. وأوضح أن آثار هذه الأسلحة ظهرت على جثث الضحايا من حروق وفتك في جثث المدنيين الأبرياء، ولفت إلى أن تلك الآثار تشير إلى أن هناك ترخيصًا جديدًا لاستخدام هذه الأسلحة، ولكن بشروط تحديد الأماكن والكميات المسكوت عن استخدامها، بما يحفظ عدم وصولها إلى دول الجوار.

وأضاف أن الدعم من قبل الشريكين “الأسد – خامنئي” وعصاباتهما بدعم روسي صيني، مازال مستمراً، بهدف إبادة الشعب السوري وتدمير البنية التحتية للدولة، لاسيما في ظل تقدم الجيش السوري الحر على الأرض، وإحرازه انتصارات ساحقة ضد الجيش النظامي وعصاباته وشبيحته.

روسيا صارت مقتنعة تماماً بأن رحيل الأسد صار أمراً مفروغاً منه. وقال نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف: “الأسد بدأ يفقد السيطرة، وإنه لا يمكن استبعاد أن تنتصر المعارضة في النهاية”، فيما كان الرئيس بوتين أكثر صراحة، حيث قال: “لسنا معنيين بمصير الأسد. نتفهم أن هذه العائلة موجودة في السلطة منذ أربعين سنة، وهناك حاجة إلى التغيير”. وأضاف: “موقفنا ليس الاحتفاظ بالأسد ونظامه في السلطة بأي ثمن”.

غير أن الرئيس السوري بشار الأسد يصرّ على عدم الرحيل، وعلى أن ما يجري في بلاده حرب خارجية ضد الدولة، لإسقاط سوريا الممانعة، وطرح مبادرة للخروج من الأزمة، لا تتضمن رحيله، بل إيقاف أعمال القتال، والبدء في التفاوض على تشكيل حكومة جديدة. ما عرّضه لانتقادات واسعة من جانب المعارضة والمراقبين، والولايات المتحدة الأميركية.

ويتبنّى نائب الرئيس السوري، فاروق الشرع، وجهة نظر رئيسه، إذ قال: هذا صراع طويل.. والمؤامرة كبيرة، وأطرافها عديدون: إرهابيون.. رعاع.. مهرّبون”. وهي الألفاظ نفسها التي استخدمها معمّر القذافي في وصف معارضيه قبيل سقوطه، فهل يتكرر السيناريو الليبي في سوريا؟.

http://www.elaph.com/Web/news/2013/1/784796.html

المعارضة للأسد: نرفض مبادرةً تعيدُ الاستقرار لنظامك

اقترح بشار الأسد مبادرة لانهاء الأزمة قصرها على معارضة الداخل، الأمر الذي رفضه الائتلاف السوري فورًا. وفي النهاية، حشر الحاضرون الأسد في زاوية القاعة، فبدت عليه علامات الهلع، بالرغم من هتاف “شبيحة للأبد لاجل عيونك يا أسد”.

دمشق: فيما يبدو أنه لأسباب أمنية، طلّ الرئيس السوري بشار الأسد من دار الأسد للثقافة والفنون وسط دمشق ليلقي خطابًا انتظره الكثير من السوريين على أمل أن يحمل إليهم أي بوادر لحل الأزمة المستمرة منذ 21 شهرًا. لكن الأسد الذي رأى أن الثورة السورية مزعومة وأن الثوار ليسوا سوى حفنة من المجرمين طرح مبادرة اقتصرها على معارضة الداخل.

خطاب “اللا حل”

وهذا هو أول خطاب مباشر يلقيه الأسد منذ سبعة أشهر. وكانت تقارير صحافية رجحت أن يقدم خلاله ما اطلق عليه اسم “خطاب الحل”.

وطرح الأسد أسسًا للحل، كما قال، تنص بداية على “التزام الدول المعنية بوقف تمويل وتسليح وايواء المسلحين ووقف العمليات الإرهابية بما يسهل عودة النازحين”، على أن يلي ذلك “مباشرة وقف العمليات العسكرية من قبل قواتنا التي تحتفظ بحق الرد”، وصولاً إلى “عقد مؤتمر للحوار الوطني تشارك فيه كل الاطياف”.

وقال الأسد إن “الحل السياسي سيكون على الشكل التالي”:

– “تلتزم الدول المعنية بوقف تمويل وتسليح وايواء المسلحين ووقف العمليات الارهابية بما يسهل عودة النازحين.

– بعد ذلك مباشرة وقف العمليات العسكرية من قبل قواتنا التي تحتفظ بحق الرد.

– ضبط الحدود (…)

– عقد مؤتمر للحوار الوطني تشارك فيه كل الاطياف.

واكد الأسد أن أي مبادرة من الخارج “يجب ان تستند إلى هذه الرؤية السيادية، واي مبادرة هي مبادرة مساعدة لما سيقوم به السوريون ولا تحل محلها”. وأشار إلى أنّ الحكومة السورية ستبلور خلال الايام المقبلة هذه الافكار وتطرحها، وأي مبادرة “سوف تستند إلى هذه الافكار (…) ولا داعي لنضيع وقتنا بافكار تخرج عن هذا السياق”.

أعداء الوطن

واعتبر الأسد أن النزاع المستمر ليس بين حكم ومعارضة بل بين الوطن واعدائه. وقال في خطابه: “الكثيرون سقطوا في فخ صور لهم بأنه صراع بين حكم ومعارضة، صراع على سلطة وكرسي ومنصب، من واجبنا ان نعيد توجيه الرؤية باتجاه البوصلة الحقيقية (…) إنه صراع بين الوطن واعدائه بين الشعب والقتلة والمجرمين”.

وأضاف أن الصراع هو “بين المواطن وخبزه ومائه ودفئه ومن يحرمه من كل ذلك، بين حالة الامان التي كنا نتغنى بها وبث الخوف والذعر في النفوس”. وسأل “هل هذا صراع على كرسي ومنصب، أم صراع بين الوطن واعدائه؟ هل هو صراع على سلطة أم انتقام من الشعب الذي لم يعطِ اولئك الارهابيين القتلة الكلمة المفتاح من اجل تفتيت سوريا وتفتيت مجتمعها؟”.

واضاف “يسمونها ثورة وهي لا علاقة لها بالثورة لا من قريب ولا من بعيد (…) الثورة تكون ثورة الشعب، لا ثورة المستوردين من الخارج كي يثوروا على الشعب، هي ثورة من اجل مصلحة الشعب ليس ضد مصالح الشعب”. وسأل “بالله عليكم، هل هذه ثورة وهل هؤلاء ثوار؟ إنهم حفنة من المجرمين”، في اشارة إلى المقاتلين المعارضين الذين يواجهون القوات النظامية على الارض.

واعتبر الأسد أن هناك من يسعى إلى تقسيم سوريا، وقال: “للأزمة أبعاد أخرى ليست داخلية، ما يجري في الداخل بات واضحًا (…) هناك من يسعى لتقسيم سوريا”. وأكد أنه مع الحل السياسي للأزمة “لكننا لم نجد الشريك” لذلك.

يذكر أنه وبالتزامن مع بدء خطاب الأسد قال ناشطون إن الانترنت انقطع في أنحاء البلاد.

قسم أنصار الأسد: شبيحة للأبد

وشهد خطاب الأسد نهاية دراماتيكية حين حشره حشد من الحاضرين في زاوية القاعة فبدت على وجهه علامات الهلع رغم الهتافات المؤيدة. تدخل مرافقو الأسد لاخراجه من القاعة فيما هتف الحشد “شبيحة للأبد لأجل عيونك يا أسد”.

الائتلاف المعارض يرد بالرفض

رفض الائتلاف السوري المعارض الاحد أي مبادرة تعيد الاستقرار لنظام بشار الاسد، وذلك ردًا على ما طرحه الرئيس السوري في خطاب القاه في دمشق، بحسب ما قال المتحدث باسم الائتلاف وليد البني لوكالة فرانس برس.

وقال البني في اتصال هاتفي “نحن قلنا عند تأسيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بأننا نرغب بحل سياسي، لكنّ هناك هدفاً خرج السوريون من اجله، ودفعوا لأجله حتى الآن اكثر من 60 الف شهيد”، مؤكدًا أن السوريين “لم يقدموا كل تلك التضحيات من اجل أن يعيدوا الاستقرار لنظام الطاغية” الذي يحكم سوريا.

واعتبر البني أن خطاب الاسد موجه بالدرجة الاولى الى “المجتمع الدولي والذي من الواضح يقوم بجهود حقيقية لانضاج حل سياسي يؤدي الى تلبية طموحات الشعب السوري بانهاء الاستبداد وعلى رأسه انهاء نظام عائلة الاسد”.

واشار الى أن الاسد يحدد للاطراف العاملة في البحث عن حل “بأن اي مبادرة لا تعيد الاستقرار لنظامه ولا تدعه هو الذي يسيطر على الوضع في سوريا (…) فهو لن يقبلها. هو انتقد حتى أي مبادرة لا تتوافق وروح ما طرح”.

واعتبر البني أن طرح الرئيس السوري “هو استبعاد امكانية أي حوار مع الثوار (…) هو يريد أن يحاور من يختاره هو، وضمن هذا الحوار لا يقبل أي مبادرة تؤدي الى تلبية طموحات الشعب السوري أو تؤدي في النهاية الى رحيله وتفكيك نظامه”.

واضاف أن الدعوة “تستثني الذين يثورون عليه”، وهي موجهة الى “من لا يثور عليه أو من يمكن أن يقبل بعودة الاستقرار لنظامه بعد كل التضحيات التي قدمها الشعب السوري”.

إيران تؤيد مقترح الاسد لحل النزاع

اعرب وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي الاثنين عن تاييد بلاده للخطة التي اقترحها الرئيس السوري بشار الاسد لحل النزاع في سوريا. وقال الوزير في تصريح نشره موقع وزارته ان “الجمهورية الاسلامية (…) تؤيد مبادرة الرئيس بشار الاسد لحل شامل للازمة” في سوريا.

واكد صالحي ان خطة الرئيس السوري “ترفض العنف والارهاب والتدخل الخارجي في بلاده وتقترح عملية سياسية شاملة” للخروج من الازمة. ودعا صالحي كافة الفاعلين السوريين والمجتمع الدولي الى “اغتنام الفرصة” التي تتيحها هذه الخطة “لاعادة الامن والاستقرار الى سوريا وتجنب امتداد الازمة الى المنطقة”.

بنود مبادرة الأسد

قدم الرئيس السوري بشار الاسد الاحد في اول خطاب مباشر يلقيه منذ سبعة اشهر “الملامح الأساسية” لمبادرة تتألف من ثلاث مراحل لحل الازمة المستمرة في البلاد منذ 21 شهرًا، متمسكًا بأن تكون هي الاساس لأي مبادرة اخرى من الخارج أو غيره.

وقال الاسد خلال كلمة القاها امام جمع كبير في دار الاسد للثقافة والفنون وسط دمشق وبثها التلفزيون السوري الرسمي مباشرة: “ايمانًا منا بضرورة الحوار بين ابناء سوريا وبقيادة سورية ومن اجل استعادة المناخ الامن واعادة الاستقرار، فإن الحل السياسي في سوريا سيكون على الشكل الآتي”.

المرحلة الاولى:

-اولاً: “تلتزم الدول المعنية الاقليمية والدولية بوقف تمويل وتسليح وايواء المسلحين بالتوازي مع وقف المسلحين كافة العمليات الارهابية مما يسهل عودة النازحين السوريين الى اماكن اقامتهم الاصلية بأمن وامان. بعد ذلك مباشرة يتم وقف العمليات العسكرية من قبل قواتنا المسلحة التي تحتفظ بحق الرد في حال تعرض امن الوطن أو المواطن أو المنشآت العامة أو الخاصة لأي اعتداء”.

– ثانيًا: ايجاد آلية التأكد من التزام الجميع بالبند السابق وخاصة ضبط الحدود.

– ثالثًا: تبدأ الحكومة القائمة مباشرة باجراءات اتصالات مكثفة مع كافة اطياف المجتمع السوري بأحزابه وهيئاته لإدارة حوارات مفتوحة لعقد مؤتمر للحوار الوطني تشارك فيه كل القوى الراغبة بحل في سوريا من داخل البلاد وخارجها.

المرحلة الثانية:

– اولاً: تدعو الحكومة القائمة الى عقد مؤتمر الحوار الوطني الشامل للوصول الى ميثاق وطني يتمسك بسيادة سوريا ووحدة وسلامة اراضيها ورفض التدخل في شؤونها ونبذ الارهاب والعنف بكافة اشكاله. هذا الميثاق هو ما سيرسم المستقبل السياسي لسوريا.

– ثانيًا: يعرض الميثاق الوطني على الاستفتاء على الشعب.

– ثالثًا: تشكل حكومة موسعة تتمثل فيها مكونات المجتمع السوري وتكلّف بتنفيذ بنود الميثاق الوطني.

– رابعًا: يطرح الدستور على الاستفتاء الشعبي. وبعد اقراره تطرح الحكومة الموسعة باعتماد القوانين المتفق عليها في مؤتمر الحوار وفق الدستور الجديد ومنها قانون الانتخابات وبالتالي اجراء انتخابات برلمانية جديدة.

المرحلة الثالثة:

اولاً: تشكل حكومة جديدة وفقًا للدستور.

ثانيًا: عقد مؤتمر عام للمصالحة الوطنية واصدار عفو عام عن المعتقلين بسبب الاحداث مع الاحتفاظ بالحقوق المدنية لاصحابها.

ثالثًا: العمل على تأهيل البنى التحتية واعادة الاعمار والتعويض على المواطنين المتضررين بالاحداث.

تفاؤل لن يدوم

وقبل خطاب الأسد عبر ياسر الذي يدير احد المحال التجارية في حي الصالحية في دمشق عن تفاؤله بما سيقوله الرئيس. وقال لوكالة الأنباء الفرنسية “انا متفائل، من يراقب التصريحات الاعلامية (…) يشعر بأن هناك تحركاً ما نحو ايجاد حل للازمة وبالتالي هناك وجبة ما تم طهيها واصبحت جاهزة الآن”.

وتوقع أن يقترح الرئيس خلال خطابه “حكومة وحدة وطنية حقيقية بصلاحيات واسعة”، مضيفًا “لا تتوقعوا من نظام استمر لغاية اربعين عاماً أن يتنازل بسهولة هكذا عن السلطة”. في المقابل، لم تعلق نهى، وهي ربة منزل اربعينية، آمالاً كبيرة على الخطاب المنتظر. وقالت إنها لا تتمكن من النوم ليلاً بسبب اصوات القذائف. واضافت “ليس المهم ما سيتم طرحه ولكن ما سنراه على ارض الواقع”.

 جنيف-2

وقبل خطاب الأسد، أشارت تقارير إعلامية إلى أن نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد نقل خلال زيارته الاخيرة إلى موسكو موافقة الأسد على “خارطة الحل المصطلح على تسميتها جنيف-2، وبنودها التالية: وقف اطلاق النار، حضور مراقبين دوليين إلى سوريا للاشراف على تطبيقه، انشاء لجنة تأسيسية لتعديل الدستور، تأليف حكومة وطنية، انتخاب مجلس نواب عبر انتخابات حرة بمراقبة دولية”.

وكان الموفد الدولي الاخضر الابراهيمي قال بعد زيارته دمشق وموسكو نهاية الشهر الماضي، إن لديه “مقترحاً يمكن أن يتبناه المجتمع الدولي” لإنهاء الازمة ويستند إلى اعلان جنيف في 30 حزيران/يونيو الماضي. واوضح الابراهيمي أن مقترحه يقوم على تأليف حكومة كاملة الصلاحية وخطوات تؤدي إلى انّتخابات رئاسية أو برلمانية.

ونصت الخطة الانتقالية لمعالجة الازمة السورية التي اقرتها مجموعة العمل حول سوريا (الدول الخمس الكبرى وتركيا ودول من الجامعة العربية) في حزيران/يونيو الماضي والتي عرفت باسم خطة جنيف، على تشكيل حكومة انتقالية تملك كامل الصلاحيات التنفيذية، وامكانية البدء بمراجعة للدستور، على أن تخضع هذه المراجعة لموافقة الشعب، وتتبعها انتخابات حرة ومفتوحة امام جميع الاحزاب.

ولم يتطرق اتفاق جنيف إلى مسألة بقاء الأسد في السلطة إلى حين انتهاء ولايته، بينما قال الابراهيمي إن الحكومة التي يقترح تأليفها تنتهي ولايتها بإجراء “انتخابات اما رئاسية أو برلمانية وارجح أن تكون برلمانية لأن السوريين سيرفضون النظام الرئاسي”.

http://www.elaph.com/Web/news/2013/1/784449.html

اشتداد حدة القصف النظامي على مناطق عدة أثناء خطاب الأسد

استمرار الاشتباكات في محيط داريا وأحياء حلب.. وتجدد القصف في اليرموك وحمص القديمة

بيروت: ليال أبو رحال

لم تحل إطلالة الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، دون استهداف القوات النظامية لعدد من المناطق السوري، في ظل استمرار الاشتباكات مع عناصر الجيش السوري الحر، حيث أفاد ناشطون سوريون بزيادة وتيرة القصف خلال إلقاء الأسد لكلمته في العاصمة دمشق، التي شهدت بعض مداخلها إغلاقا تاما.

وأفادت لجان التنسيق المحلية في سوريا بوجود قصف عنيف براجمات الصواريخ والمدفعية استهدف الأحياء الجنوبية للعاصمة، في حين تجددت الاشتباكات بين «الجيش الحر» وقوات النظام في شارع راما وشارع الثلاثين ومحيط قسم شرطة اليرموك في مخيم اليرموك. وفي القابون، أفاد ناشطون بوجود إطلاق نار كثيف من معظم الحواجز الأمنية عقب خطاب الأسد.

وفي ريف دمشق، تواصلت الاشتباكات إثر محاولة القوات النظامية اقتحام مدينة داريا من الجهة الجنوبية بالتزامن مع قصف مدفعي عنيف تعرضت له بلدة القطيفة من اللواء 156 وتحليق طيران «ميغ 23» فوق سمائها. واستهدف قصف عنيف مدينة عربين بالتزامن مع خطاب الأسد على وقع اشتباكات عنيفة في محيط إدارة المركبات. وطال قصف عنيف بلدة مسرابا وأحياء مدينة دوما أثناء خطاب الأسد، كما تجدد القصف المدفعي العنيف أمس على مدينة الزبداني، كذلك مدينة المعضمية بالتزامن مع إطلاق نار كثيف وعشوائي واشتباكات عنيفة.

وفي مدينة حلب، كثفت القوات النظامية من استهدافها لأحياء المدينة أمس، تحديدا الحيدرية والشيخ خضر ومساكن هنانو وحي الراشدين بالتزامن مع اشتباكات على أطرافه. وأفادت لجان التنسيق عن مقتل خمسة أشخاص، بينهم طفل وامرأة وإصابة عدد من الجرحى، نتيجة سقوط قذيفة هاون على حافلة نقل ركاب، في موازاة إشارة ناشطي المعارضة إلى أوضاع إنسانية سيئة يعاني منها حي بعيدين في ظل انقطاع الكهرباء والماء منذ أكثر من شهر، إضافة إلى نقص حاد في الخبز وبقية المواد اللازمة للمعيشة.

وقالت لجان التنسيق المحلية إن «اشتباكات عنيفة دارت في محيط المخابرات الجوية وفي أحياء صلاح الدين وبستان القصر والصاخور»، في حين تمكن عناصر من «الجيش الحر» من الاستيلاء على فندق الضباط المجاور لمدرسة الشرطة في خان العسل، والتمركز بداخله عقب اشتباكات عنيفة. وفي مسكنة، قصف الجيش الحر مطار الجراح العسكري بقذائف الهاون، كما انشق ستة عناصر نظامية من داخل المطار.

وفي حماه، استهدف قصف صاروخي ومدفعي عنيف من حاجز دير محردة قرى وبلدات الريف الغربي ومدينة اللطامنة. وتعرضت كل من طيبة الإمام وقلعة المضيق وحلفايا لقصف نظامي. وفي كفرنبودة، استمرت الاشتباكات بين «الجيش الحر» وقوات النظام المتمركزة في تل عثمان غرب البلدة.

إلى ذلك، تجدد القصف على أحياء باب هود والحميدية وباقي أحياء حمص القديمة وسط إطلاق نار كثيف. واستهدف قصف مدفعي عنيف منازل المدنيين في مدينة الحولة. وأدى استمرار القصف الصاروخي على الرستن إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى. وفي درعا، تعرضت بلدات وقرى نصيب وحيط وازرع ووادي اليرموك ومحيط بلدة محجة للقصف من قبل القوات النظامية، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي أشار إلى «اشتباكات بالقرب من بلدة صيدا رافقها أصوات انفجارات وقصف على البلدة».

وفي إدلب، أفاد المرصد السوري بوجود اشتباكات متقطعة في محيط معسكر وادي الضيف بريف معرة النعمان بين القوات النظامية ومقاتلين من جبهة النصرة وكتائب أحرار الشام. كما وقعت اشتباكات خفيفة في محيط مطار تفتناز العسكري بين القوات النظامية ومقاتلين من جبهة النصرة وكتائب أحرار الشام والطليعة الإسلامية ولواء داود الذين يحاولون السيطرة على المطار منذ أيام.

كما شهدت السويداء حملة اعتقالات شنتها قوات النظام في مختلف مدن وقرى المحافظة في أعقاب مظاهرة شهبا وتشييع صلاح صادق، أول من أمس.

واشنطن تدرس خطة الـ«100 بطاقة» للنظام السوري

على غرار ما اتبعته مع صدام حسين

واشنطن: محمد علي صالح

قال مصدر في الخارجية الأميركية إن المسؤولين الأميركيين يدرسون خطة معاقبة الرئيس السوري بشار الأسد وأعوانه، بطريقة معاقبة الرئيس العراقي السابق صدام حسين وأعوانه، وذلك بإعلان قائمة فيها 100 شخص للقبض عليهم وتقديمهم لمحاكمات.. وقال المصدر إن إجراءات بدأت لتوزيع «أوراق كوتشينة» (لعبة الورق) فيها صور ومعلومات مختصرة عن كل واحد منهم، تمهيدا للدعوة للقبض عليهم.

وحسب الخطة، يمنح كل شخص فرصة للتعاون مع المحققين، مقابل عفو جزئي. ويقدم للمحاكمة الشخص الذي ثبت اشتراكه في جريمة، سواء قتل أو فساد. وقال المصدر إن الخطة ستعلن قريبا، وذلك لإعطاء فرصة لكل شخص في القائمة للهروب من النظام مبكرا. وهي تشبه خطة «الحقيقة والمصالحة» في جنوب أفريقيا بعد نهاية حكم الأقلية البيضاء العنصري، وأيضا خطط مماثلة في آيرلندا الشمالية ورواندا وغيرهما.. «ولكن، بسبب دموية نظام الأسد، ستتم محاكمة المتورطين، وفتح باب العفو والمصالحة لغيرهم».

وأوضح أن الهدف من إعلان الخطة مبكرا هو إرسال إشارة إيجابية قوية لشعب سوريا، وخاصة للمتعاونين مع الرئيس الأسد، بأن نهاية الأسد أمر لا مفر منه.. وأن الحكومة الجديدة بعد الأسد ستعمل على تحقيق العدالة، وتعويض الضحايا، وتحاشي الانتقام، وفتح باب المصالحة للمواطنين العاديين.

وحسب الخطة، سيمنح العلويين – من غير القياديين – فرصا للنجاة، وذلك حسب تقارير استخباراتية أظهرت أن كثيرا من العلويين يقفون مع الأسد فقط بهدف البقاء على قيد الحياة. وأن المعارضة قصرت في التقليل من الخوف منها، وفي تغيير صورة التطرف العسكري والديني وسط صفوفها. ولهذا يشعر كثير من العلويين بأنهم سوف يعدمون بالجملة، وأن هذا الخوف يساعد الأسد على عسكرة الطائفة العلوية، ويضعها في معركة حياة وموت، مع احتمال استعمال أسلحة الدمار الشامل، وتدمير دمشق، وتنفيذ مذابح فيها، قبل سقوط نظام الأسد.

وقال المصدر إن المسؤولين الأميركيين يراجعون ما حدث للرئيس العراقي السابق وأعوانه بعد سقوط نظامهم. وأن هناك تشابهات كثيرة، خاصة بسبب اعتماد كل واحد على بطانة صغيرة حوله، وعلى أقربائه وعلى قبيلته، بالإضافة إلى الاعتماد على أجهزة حزب البعث.

وأشار المصدر إلى احتمال تكرار ما حدث لصدام حسين، الذي هرب بعد سقوط نظامه على يد القوات الأميركية، وكانت أخباره مجهولة في الأسابيع الأولى، ونشرت أخبار عن مشاهدته في أنحاء مختلفة من العراق، أو أنه هرب إلى الأردن.. لكن لم تكن تلك الأخبار صحيحة، وظهرت سلسلة من التسجيلات الصوتية المنسوبة له وزعت في أوقات مختلفة، وكانت تدعو للمقاومة.

في وقت لاحق، وضع اسمه في قائمة المطلوبين واعتقل كثير من أفراد نظامه السابق. وبعد 3 شهور من سقوط نظامه، قتل أبناه عدي وقصي أثناء اشتباك عنيف مع القوات الأميركية في الموصل. وبعد 9 شهور من سقوط نظامه، أعلن الحاكم المدني في العراق، بول بريمر، القبض عليه في مزرعة قرب تكريت (مسقط رأسه) في عملية «الفجر الأحمر».

لبنان: توقيف عضو في المجلس الوطني السوري بدعوى «إدخال أجهزة اتصالات»

الحلبي لـ «الشرق الأوسط»: إجراء سياسي.. ويدل على تنسيق أمني بين دمشق وبيروت

بيروت: كارولين عاكوم

بتهمة محاولة إدخال أجهزة اتصالات موصولة بالأقمار الاصطناعية، أوقف في مطار بيروت الدولي عضو الأمانة العامة في المجلس الوطني السوري خليل الحاج صالح، بحسب ما ذكرته الوكالة الوطنية للإعلام، مكتفية بالإشارة إلى اسمه بالأحرف الأولى، لافتة إلى أن رجال دائرة المسافرين في جمارك مطار رفيق الحريري الدولي أحبطوا بعد ظهر أول من أمس محاولة إدخال هذه الأجهزة، مع أحد السوريين القادمين إلى لبنان من تركيا على متن الخطوط الجوية التركية.

وفي التفاصيل، بحسب الوكالة، أنه لدى تفتيش حقيبة شخص سوري يدعى خليل ح. ص. (مواليد 1969)، كان آتيا من تركيا، ضبطت في حقيبته ثلاثة أجهزة اتصال إنترنت عبر الأقمار الاصطناعية، وعلى الفور تم توقيفه مع المضبوطات. وبعد مراجعة مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية، أمر بتسليمه مع المضبوطات إلى الشرطة العسكرية.

واستنكر نبيل الحلبي، رئيس المؤسسة اللبنانية للديمقراطية وحقوق الإنسان، توقيف الحاج صالح، واصفا الإجراء بـ«الأمني السياسي»، مضيفا لـ«الشرق الأوسط» أن «هذا التوقيف تعسفي وغير قانوني، لأن حجز حرية أي شخص لا يمكن أن يتم من دون أي قرار قضائي»، معتبرا أنه «على السلطات اللبنانية التي تقول إنها تنأى بنفسها عن الأحداث في سوريا الكف عن القيام بتصرفات كهذه، تدل بشكل واضح على أن هناك تنسيقا بينها وبين الحكومة السورية».

وفي حين لفت إلى أن المعلومات التي أفادت بها السلطات اللبنانية إلى الآن، تقول إنه يتم التحقيق مع الحاج صالح وسيتم إطلاق سراحه قريبا، أشار الحلبي إلى أنه سبق أن تم توقيف فتاتين سوريتين ومواطن مصري قبل ذلك، بالتهمة نفسها، وهي محاولة إدخال هذا النوع من وسائل الاتصال، وجاء حينها بيان قيادة الجيش اللبناني ليقول إن التوقيف كان بسبب إدخال هذه الأجهزة الممنوعة إلى لبنان، من دون تبرير السبب القانوني للتوقيف.. موضحا أن «الإجراءات القانونية أو الأمنية في هذه الحالة لا تتطلب أكثر من التوقيع على تعهد أو مصادرة هذه الوسائل، أو أن يعمد هذا الشخص إلى الحصول على ترخيص لإدخالها، من دون أن يتم حجز حريته». ولفت الحلبي إلى أن هذه الوسائل التي تضبط مع الناشطين، هي وسائل للبث الفضائي، لا تختلف عن تلك التي تستعين بها الفضائيات، وبات يعتمد عليها الناشطون السوريون في نشاطاتهم الإعلامية والإغاثية في ظل انقطاع الإنترنت ووسائل الاتصال الأخرى.

بدوره، أبدى عمر إدلبي، الناطق باسم لجان التنسيق المحلية، قلقه من توقيف السلطات اللبنانية الحاج صالح، متخوفا على مصير الناشطين السوريين الموجودين في لبنان. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «نحاول التواصل مع عدد من الشخصيات في القوى السياسية اللبنانية للعمل على إطلاق سراحه، ومعرفة ما هو السبب الذي أدى إلى توقيفه، لا سيما أن الحاج صالح هو عضو في المجلس الوطني السوري وناشط سياسي وإعلامي ومن دعاة الحراك السلمي، وهناك محام يتابع قضيته وتلقينا وعدا بإطلاق سراحه قريبا». واعتبر إدلبي أن «هناك علامات استفهام عدة تطرح حول سبب توقيف الحاج صالح، لذا أصبحنا قلقين على مصيره ومصير الناشطين السوريين الآخرين في لبنان».

إقليم كردستان يوافق على إعادة فتح المعبر مع سوريا

في ظل توقعات بحدوث كارثة إنسانية وهجرة جماعية

أربيل: شيرزاد شيخاني

حذرت قيادات كردية سورية من وقوع كارثة إنسانية في حال استمرار غلق المعبر الحدودي الوحيد بين سوريا وإقليم كردستان، جراء تفاقم الوضع الاقتصادي الذي يرشح لموجة نزوح كبيرة نحو الإقليم الكردي؛ شبيهة بما حصل لأكراد العراق في أعقاب الهجرة المليونية نحو الحدود التركية والإيرانية عام 1991، أثناء قمع الانتفاضة الكردية في أعقاب هزيمة قوات النظام العراقي في حرب تحرير الكويت واشتداد وطأة الحصار الاقتصادي على العراق.

وهذا ما دفع بقيادة إقليم كردستان إلى التراجع عن موقف سابق أبدته بشأن أوضاع الأحزاب الكردية السورية المنضوية تحت راية الهيئة الكردية العليا، التي تضم مجلس شعب غرب كردستان الذي يمثل حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي بقيادة صالح مسلم، والمجلس الوطني الكردي السوري الذي يتمثل فيه 11 حزبا كرديا من مختلف الاتجاهات السياسية، حيث اشترطت قيادة كردستان على أحزاب المجلسين التوحد والالتزام بالإطار الجبهوي الذي أقر بالهيئة العليا الكردية لضمان تدفق المساعدات إلى الداخل السوري.. ولكن يبدو أن الخلافات كانت أعمق وأصعب على الحل بضغط من قيادة إقليم كردستان، مما أدى إلى تراجعها تحت ضغط اشتداد وطأة الحصار الاقتصادي وأزمة الخبز في المناطق الكردية داخل سوريا.

ونقل القيادي بحزب اليسار الديمقراطي الكردي السوري شلال كدو لـ«الشرق الأوسط» أنه «في وقت تشهد فيه وتيرة حملات الإغاثة الدولية في سوريا تصاعدا مستمرا، بحيث تتلقى شرائح واسعة من السوريين المساعدات الإنسانية من مختف المنظمات الدولية داخل سوريا، فإن المدن الكردية محاصرة تماما وتعيش أوضاعا إنسانية قاسية جدا، وباتت على أعتاب كارثة إنسانية بسبب الانقطاع المستمر للكهرباء وانعدام الخدمات الأساسية والمشتقات النفطية، ولا سيما وقود التدفئة، فضلا عن شح الخبز والأدوية والمستلزمات الطبية».

ويوضح أن المناطق الكردية في سوريا «بقيت مستثناة حتى هذه اللحظة من المساعدات الإنسانية والإعانات، رغم لجوء عشرات آلاف النازحين إليها من مختلف المحافظات التي تشهد معارك بين قوات النظام والمعارضة. وإذا لم يتدارك الوضع المعيشي والإنساني المتفاقم في المدن الكردية بالسرعة المطلوبة، فمن المتوقع حدوث موجات هجرة جماعية من كردستان سوريا صوب إقليم كردستان العراق وتركيا، لنكون في النتيجة أمام انهيار كامل لمختلف شرائح مجتمع الشعب الكردي في سوريا الذي سيتحول إلى شعب لاجئ.. وبالتالي تحويل قضيته إلى قضية لاجئين»، وأكد كدو أن «الأوضاع الإنسانية في عموم سوريا تتدهور يوما بعد يوم بسبب تداعيات الحرب التي يشنها النظام على الشعب وغياب أي أفق لحل الأزمة.. وكنا قد نقلنا مشهد هذا الوضع المأساوي إلى أشقائنا بقيادة إقليم كردستان، فتوصلنا معها إلى اتفاق يقضي بإعادة فتح المعبر الحدودي أمام الحركة التجارية، وكذلك أمام تدفق حملات الإغاثة الشعبية من مواطني إقليم كردستان العراق، التي نتوقع أن تكون نشطة ووفيرة كون الكرد السوريين وقفوا إلى جانب أشقائهم في كردستان العراق أيام المحن والهجرات»، مشيرا إلى أن «اللمسات الأخيرة توضع حاليا على إجراءات فتح المعبر الذي سوف يدار من الجانب السوري من قبل الهيئة الكردية العليا التي تضم المجلسين الكرديين، بعد أن تم انتخاب خمس لجان متخصصة من قبل المجلس الوطني الكردي لهذا الغرض لإدارة المعبر مناصفة مع مجلس غربي كردستان دون استحصال الرسوم الجمركية على حركة السلع والبضائع التي قد تتدفق من الإقليم صوب المدن الكردية في سوريا».

وفي السياق ذاته، كشف كدو عن «فتح أبواب التطوع أمام الشباب الكردي للانتساب إلى الجيش الوطني الكردي»، وقال: «في الوقت الذي يأخذ فيه الصراع في سوريا منحى طائفيا خطيرا وطابع حرب أهلية شرسة، في ظل غياب إرادة دولية واضحة للحسم، فإن القيادة العامة التخصصية العسكرية للهيئة الكردية العليا عقدت اجتماعها الثاني في مدينة قامشلو، وتوصلت لجملة من القرارات المهمة، أبرزها توجيه نداء إلى كل الراغبين في الانتساب إلى هذه القوة الكردية التابعة للهيئة الكردية العليا بالانضمام إليها، وعدم قبول وجود أي مظاهر مسلحة خارج هذه القوة المشتركة.

الأسد في «الأوبرا» خوفا من الاستهداف

ناشطون: النظام جمد الحياة في العاصمة.. وخلفية «الشهداء» سادية

لندن – بيروت: «الشرق الأوسط»

ما إن انتهى خطاب الرئيس السوري بشار الأسد حتى تدفق جمهور من الشباب الموجود في الصالة نحو خشبة المسرح، ووجد الأسد نفسه محاطا بجموع من المتدافعين، بينما جاهد حرسه الشخصي لإبعادهم، حتى إن أحدهم نطح الأسد برأسه بضربة غير محسوبة بدت عنيفة وتلقاها الأسد على فكه الأيسر، ليسود جو من الارتباك، حاول خلالها عدد من المرافقين الإحاطة بالأسد وسحبه باتجاه مخرج آخر للتخلص من جموع الشباب المتدافعين.

وعلى عكس خطاباته السابقة التي حرص على إلقائها من مجلس الشعب، اختار الأسد أن يلقي خطابه أمس، والذي جاء بعد أكثر من 7 أشهر على آخر خطاباته الجماهيرية، من إحدى قاعات دار الأوبرا في ساحة الأمويين بقلب العاصمة دمشق، حيث وقف الأسد على منبر مسرح دار الأوبرا، وهو مبنى مجهز من الداخل بأفخم وأرقى التجهيزات والتقنيات وبأسلوب دور الأوبرا العالمية، ويستوعب المسرح نحو 1400 شخص في المدرج الرئيسي، إضافة إلى شرفات و20 مقصورة.

ويشير ناشطون من دمشق إلى أن اختيار دار الأوبرا لإلقاء الخطاب «هو خيار أمني بامتياز»، مؤكدين خلال اتصال مع «الشرق الأوسط» أن «منطقة دار الأوبرا مغلقة أمنيا، ومراقبة بشدة من قبل الأجهزة المختصة، إضافة إلى اقترابها من القصر الجمهوري حيث يقيم الأسد». ولاحظ الناشطون أن إعلام النظام السوري لم يعلن عن مكان الخطاب مسبقا، خوفا من قصفه من قبل الجيش الحر المتمركز في داريا، التي لا تبعد عن دار الأوبرا سوى مسافة قصيرة.

وتقع الدار في الزاوية الجنوبية الشرقية من ساحة الأمويين بالقرب من النصب الضخم للسيف الدمشقي، ويتميز البناء بالفخامة، ويجمع بين طراز العمارة الدمشقية وأسلوب العمارة الحديثة. ويتم الدخول إلى موقع الدار بواسطة 5 بوابات، اثنتين من شارع شكري القوتلي، وأخريين من شارع باسل الأسد، إحداهما عبر جسر يصل الدار بالشارع الرئيسي، إضافة إلى مدخل على ساحة الأمويين.

ويلفت أحد المصادر في «الجيش الحر» في دمشق إلى أن «القوات النظامية قامت بإغلاق جميع مداخل العاصمة السورية دمشق، كما تم إغلاق أوتوستراد المزة منذ مساء السبت»، ويضيف أن «الأسد مرعوب، ويخاف الخروج من المنطقة الأمنية المجاورة لقصره.. حتى مجلس الشعب لا يتمكن من الذهاب إليه». مؤكدا أن «الأسد لن يخرج من دمشق حيا، مهما ألقى من الخطابات التافهة».

وفي غضون ذلك، أطلق مؤيدو الرئيس رصاصا كثيفا في حي المزة 86، الذي يعد أحد أحم الأحياء العلوية في العاصمة، وآزر الرصاص زغاريد النساء وصفير الأطفال على الشرفات تعبيرا عن ابتهاجهم بظهور الأسد وإلقائه خطاب سماه المؤيدون خطاب «النصر»، إلا أنه وفي مكان آخر وسط العاصمة انطلقت أصوات «تلعن حافظ الأب»، وهو أحد أكثر الشعارات شيوعا منذ بدء الثورة، من سماعات وضعت في مكان خفي قريب من مقر المحافظة في ساحة يوسف العظمة، لتشهد الساحة ارتباكا أمنيا ملحوظا، حيث راح الشبيحة يجوبون الساحة بجنون بحثا عن مصدر الصوت دون جدوى إلى أن انتهت مدة التسجيل.

أعقب ذلك السماح بفتح الشوارع في مركز المدينة بعد تجميد الحركة فيها خلال الخطاب، حيث شوهدت السيارات تتوقف عند الحواجز وتمنع من متابعة طريقها، في شارع الثورة وتفرعاته الشوارع المؤدية إلى ساحة المرجة وكافة الطرق المؤدية إلى ساحة الأمويين.. وترافق ذلك مع نشر للقناصة على كافة الأبنية المحيطة بالأوبرا.

وقال عمر الذي خرج لمتابعة معاملة في دوائر الدولة: «تجمدت الحياة في دمشق لأكثر من ساعتين أثناء الخطاب، فقد أجبرنا على التوقف بسياراتنا لأكثر من ساعة في ساحة المرجة»، كما لوحظ استنفار أمني وعسكري كبير في كل الشوارع، وكأن المدينة حبست أنفاسها في جو ماطر وبارد وغائم. وفي سوق الحميدية بالمدينة القديمة، قال أحد التجار: «كان هناك استنفار لكافة الحواجز في محيط السوق، وكان الشبيحة يتجولون في السوق جيئة وذهابا لرصد ردود فعل أصحاب المحلات، بالإضافة لنشر مزيد من الشبيحة في كافة الشوارع المتفرعة عن السوق».

وبالتزامن مع ذلك، تم قطع الإنترنت عن عموم البلاد لأكثر من أربع ساعات، أما التيار الكهربائي فقد تمت إعادته في معظم أحياء المدينة خلال زمن الخطاب ليعود ويقطع مجددا ولعدة ساعات. ومن الطريف أن سكان الأحياء الذين يعانون من انقطاع الكهرباء لساعات طويلة عبروا عن سعادتهم بالخطاب، لأنه أتاح لهم شحن الجوالات وغسل غسيل وكي الملابس. وقالت شذا من سكان شرق العاصمة: «نقصني بضع دقائق لإتمام كي الملابس، لو أن الرئيس أمد بخطابه قليلا، بينما كتب شاعر سوري على صفحته بأحد المواقع: «نعمة كبيرة اليوم علينا.. بسبب الخطاب المظلم، جاءت الكهرباء وشحنا جوالاتنا وهو الأهم». وتوقف السوريون عند وضع صور آلاف الضحايا من الجيش والأمن والشبيحة الذين قضوا من أجل بقاء الأسد على العلم السوري في خلفية المسرح الذي شهد الخطاب. وقال ناشط لـ«الشرق الأوسط» إن «اتخاذ الأسد لصور الشهداء خلفية لخطابه الدموي هو نوع من السادية المفرطة»، معتبرا أن «المجرم لا يرى خطأ فيما صنعت يداه»، في حين قال روائي سوري تعليقا على ذلك: «الأسد كان يقول للعالم: هذه الصور التي خلفي، هي لأشخاص قتلتهم كي أقف أنا هنا، وهؤلاء الذين يجلسون أمامي سأقتلهم أيضا وأضعهم خلفي وعندما أقتل الجميع سأرحل».

وتوقف السوريون أيضا عند مشهد مغادرة الأسد للصالة، حين بدا وكأنه أخطأ الطريق، حيث تدافع الشباب والبنات باتجاهه وسدوا أمامه سبيل العبور. وراح رجال الحرس الشخصي والمرافقون يدفعون الشباب عنه دون جدوى وحصل تدافع كبير، ويظهر أحد المشاهد تعرض الأسد لضربة قاسية، حيث «نطح» من أحد الحراس الشخصيين، والذي ارتمى باتجاه الأسد ليحول دون وصول الجمهور إليه، وبصعوبة حاول المرافق جذب الأسد إلى مخرج آخر للهرب من تدافع المؤيدين، وبدت إحدى البنات والحرس يجذبها من ملابسها لمنع وصولها للأسد الذي بدا على وجهه الاضطراب والخوف.

استياء دولي من خطاب الأسد.. واستمرار مطالبته بالرحيل

المعارضة: يسعى لإحباط الحل الدبلوماسي للصراع.. ونرفض أي مبادرة تعيد الاستقرار للنظام

لندن: «الشرق الأوسط»

توالت ردود الفعل المستنكرة أمس لمحتوى خطاب الرئيس السوري بشار الأسد، والذي عرض خلاله «رؤيته» لحل الأزمة السورية القائمة. لكن الخطاب كان «يكرر وعودا خادعة»، ويخلو «من أي إدراك جديد»، بحسب تعليقات مسؤولين دوليين، كما أنه كان «استفزازيا» و«إقصائيا» بحسب المعارضة السورية، التي أعلنت على الفور رفضها التام لأي مبادرة من شأنها «أن تعيد الاستقرار إلى نظام الأسد».

وأكد الأسد في خطابه أن بلاده كانت منذ البداية مع الحل السياسي للأزمة «لكننا لم نجد الشريك»، معتبرا أن «الربيع العربي هو فقاعات صابون.. وسوف تختفي». كما أكد أن الغرب «هو من سد باب الحوار وليس نحن، لأنه اعتاد إعطاء الأوامر.. ونحن اعتدنا على السيادة والاستقلال وحرية القرار»، متهما جهات بالعمل على تقسيم سوريا. لكنه أشاد بدعم دول منها روسيا والصين وإيران لدمشق.

وبينما قال الأسد إن أي مرحلة انتقالية في سوريا يجب أن تتم «بالوسائل الدستورية»، تجاهل الدعوات الموجهة إليه للتنحي، واستمر في الحديث عن «مواجهة التآمر من الخارج»، و«المضي في مكافحة الإرهاب»، والتحاور مع غير المتعاملين مع الخارج أو «الإرهابيين» و«المتطرفين»، واصفا إياهم بـ«دمى رسمها الغرب وصنعها وكتب نصوص الرواية عنها».. فيما لم يأت على ذكر الانتخابات الرئاسية أو احتمال تنحيه عن السلطة، وهو الشرط الذي تضعه المعارضة السورية لأي حل.

لكن الائتلاف الوطني السوري، أبرز فصائل المعارضة السورية، سارع إلى إعلان موقفه الرافض لما جاء بخطاب الأسد. وقال المتحدث باسمه وليد البني لوكالة الصحافة الفرنسية «نحن قلنا عند تأسيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بأننا نرغب في حل سياسي، لكن هناك هدفا خرج السوريون من اجله، ودفعوا لأجله حتى الآن أكثر من 60 ألف شهيد»، مؤكدا أن السوريين «لم يقدموا كل تلك التضحيات من أجل أن يعيدوا الاستقرار لنظام الطاغية» الذي يحكم سوريا.

ودوليا، وصف وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ خطاب الأسد بأنه «رياء»، قائلا في تعليق على موقع تويتر «إنه (الأسد) مسؤول عن القتلى والعنف والقمع الذي تغرق فيه سوريا، ووعوده الباطلة لا تخدع أحدا». كما أكد أمس رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون مجددا – قبيل بث خطاب الأسد – أن الرئيس السوري يجب أن يرحل، قائلا لشبكة «بي بي سي»: «ارحل.. هذه هي رسالتي إلى الأسد». وأضاف أن «كمية الدم التي تلطخ يديه تفوق التصور بالفعل».

من جانبها، قالت منسقة الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي، كاثرين أشتون، أمس، إن «على الرئيس السوري بشار الأسد أن يتنحى من أجل الوصول إلى حل سياسي للصراع في بلاده». وقال متحدث باسم أشتون، في بيانه أصدرته بعد كلمة الأسد «سنبحث بعناية ما إذا كان الخطاب يحمل أي جديد، لكننا متمسكون بموقفنا، وهو أن على (الأسد) أن يتنحى، ويسمح بانتقال سياسي».

وفي رد فعل من جانبه على الخطاب، قال وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلي «على الرئيس الأسد – بدلا من تكرار عبارات التهديد – أن يمهد الطريق أمام تشكيل حكومة انتقالية وبداية سياسية جديدة في سوريا»، معربا عن أسفه لأن «خطاب الأسد لا يعبر للأسف عن أي إدراك جديد (لواقع ما يجري في سوريا)». واختتم فسترفيلي تصريحاته قائلا «لا أطالبه فقط بإبداء استعداده الواضح لوقف إطلاق النار؛ بل أطالبه كذلك بوقف العنف الذي تمارسه قواته بشكل نهائي».

وفي السياق ذاته، قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إن الأسد «تصريحاته ما هي إلا تكرار لما يقوله دائما. نفس الوعود التي قدمها لنا». وتابع «حيث إن الأسد لم تعد له سلطة تمثيل الشعب السوري؛ فإن كلماته أيضا فقدت القدرة على الإقناع.. هناك حاجة إلى إكمال فترة انتقال سريعا من خلال محادثات يكون بها ممثلون للدولة السورية».

وأضاف أوغلو أنه ينبغي على الأمم المتحدة أن تتخذ موقفا واضحا من سوريا، وتبعث برسالة إلى الأسد بألا يمنع توزيع المساعدات. وقال «إذا كان واضحا الآن أن الأسد لن يفعل أي جديد، فإن على مجلس الأمن الدولي أن يحدد موقفا من الوضع في سوريا»، مشيرا إلى أن «الناس لا يجدون طعاما يتناولونه، أو حطبا يحرقونه في حماه وفي حمص».

إيران ترحب بمبادرة الأسد ورفض دولي

                                            أعلنت إيران تأييدها للخطة التي اقترحها الرئيس السوري بشار الأسد لحل النزاع في سوريا. وفي الوقت الذي رفضت فيه دول غربية خطاب الأسد معتبرة مبادرته “مجرد خداع” دعاه الرئيس المصري محمد مرسي إلى التخلي عن السلطة مبديا تأييده لمحاكمته كمجرم حرب.

فقد قال وزير الخارجية الإيراني إن “الجمهورية الإسلامية تؤيد مبادرة الرئيس بشار الأسد لحل شامل للأزمة” في سوريا.

وأكد علي أكبر صالحي أن خطة الرئيس السوري “ترفض العنف والإرهاب والتدخل الخارجي في بلاده وتقترح عملية سياسية شاملة”.

ودعا كافة الفاعلين السوريين والمجتمع الدولي إلى “اغتنام الفرصة” التي تتيحها هذه الخطة “لإعادة الأمن والاستقرار إلى سوريا وتجنب امتداد الأزمة إلى المنطقة”.

جاء ذلك بعد أن عرض الأسد الأحد بخطاب -هو الأول منذ مطلع يونيو/حزيران الماضي- ما عدّه حلا سياسيا من ثلاث مراحل تتضمن وقف العمليات العسكرية، وعقد مؤتمر وطني للحوار، ووضع دستور جديد للبلاد للخروج من الأزمة المستمرة منذ منتصف مارس/آذار 2011، التي قتل فيها ما لا يقل عن ستين ألف سوري، وفقا لأحدث إحصاء أممي.

دعوة للتنحي

وردا على خطاب الأسد، رفضت الخارجية الأميركية الخطاب معتبرة إياه محاولة بلا معنى للاحتفاظ بالسلطة في بلد مزقته الحرب، وحثته على التنحي عن السلطة.

وقالت المتحدثة باسم الوزارة فيكتوريا نولاند في بيان إن مبادرة الأسد “منفصلة عن الواقع وتقوض جهود المبعوث الخاص المشترك الأخضر الإبراهيمي ولن تجدي سوى السماح للنظام بمزيد من إدامة قمعه الدموي للشعب السوري”.

وفي العاصمة البريطانية لندن دعا رئيس الوزراء ديفد كاميرون الأسد إلى ترك منصبه “لأن يديه ملطختان بكمية هائلة من الدم”.

في حين اعتبر وزير الخارجية وليام هيغ في رسالة على موقع تويتر أن مبادرة السلام التي طرحها الأسد في خطابه لن تخدع أحداً “لأن عمليات القتل والعنف والقمع التي تجتاح سوريا من صنعه”.

وعود جوفاء

من جهته قال وزير خارجية تركيا أحمد داود أوغلو إن ما ورد في خطاب الأسد بشأن التسوية والإصلاحات، لا يعدو أن يكون وعودا جوفاء.

وأضاف أنه ليس في وسع الأسد الادعاء بأحقيته في أي دور قيادي بعد مقتل ستين ألف سوري, مطالبا إياه بالاعتراف بالمعارضة.

من ناحيتها, طالبت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون الأسد بالتنحي ليفتح المجال للتوصل إلى حل سياسي للأزمة.

وفي عاصمة ألمانيا برلين طالب وزير الخارجية غيدو فسترفيله مجددا الأسد بالتنحي.

وفي رده على خطاب الأسد، قال فسترفيله “على الرئيس الأسد بدلا من تكرار عبارات التهديد أن يمهد الطريق أمام تشكيل حكومة انتقالية وبداية سياسية جديدة في سوريا”.

وأعرب فسترفيله عن أسفه لأن الخطاب لم يتضمن أي رؤى جديدة. واختتم تصريحاته “لا أطالبه فقط بإبداء استعداده الواضح لوقف النار بل وقف العنف الذي تمارسه قواته بشكل نهائي”.

من جانبه حث البابا بنديكت السادس عشر اليوم الاثنين المجتمع الدولي على إنهاء ما وصفه بمذبحة “لا نهاية لها” في سوريا.

وقال إن سوريا “تمزقها مذبحة لا نهاية لها ويواجه سكانها معاناة مروعة” داعيا إلى “إنهاء صراع لن يكون به غالب وإنما مغلوبون إذا استمر مخلفا وراءه ساحة من الدمار”.

مجرم حرب

عربيا، دعا الرئيس المصري محمد مرسي الأسد إلى التخلي عن السلطة، مبديا تأييده لمحاكمة الأسد كمجرم حرب أمام محكمة جرائم الحرب الدولية.

وقال مرسي في مقابلة خاصة مع شبكة “سي أن أن” الأميركية إنه يؤيد المطالب الداعية إلى محاكمة الأسد أمام محكمة جرائم الحرب الدولية.

وأضاف أنه يدعم الكثيرين من الشعب السوري الذين يطالبون بمحاكمة الأسد كـ”مجرم حرب”.

يُذكر أن خطاب الأسد أتى بعد حركة دبلوماسية مكثفة خلال الأسابيع الماضية في محاولة لإيجاد مخرج للأزمة بمشاركة موسكو -حليفة الأسد التي شكرها بكلمته إضافة إلى الصين وإيران- على وقوفها إلى جانب سوريا.

اشتباكات باليرموك وقصف ريف دمشق وحلب

                                            وقعت اشتباكات وصفت بالعنيفة في مخيم اليرموك في دمشق بين عناصر الجيش السوري الحر وقوات النظام الحاكم. يأتي ذلك بعد أن قتل مائة شخص على الأقل الأحد بنيران قوات النظام في أنحاء متفرقة من سوريا وفق لجان التنسيق المحلية، كما تعرضت مناطق واسعة في ريف دمشق ودير الزور وحلب لقصف شنته القوات النظامية.

واندلعت الاشتباكات بمخيم اليرموك قرب شارع راما وشارع الثلاثين ومحيط قسم الشرطة.

وبمحيط العاصمة، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قصف القوات النظامية شمل مناطق في معضمية الشام وبيت سحم والزبداني ودوما وعربين. كما أفاد بوقوع اشتباكات بين الثوار وقوات النظام في بلدة عقربا، وفي محيط إدارة المركبات بين عربين وحرستا.

وفي ريف دمشق، قالت الهيئة العامة للثورة إن قوات النظام قصفت مدينة داريا بالدبابات تزامنا مع “حصار خانق”. كما وقعت اشتباكات بين الثوار وجيش الأسد في محيط المدينة.

معارك حلب

أما في حلب، فقد ذكر ناشطون أن قذائف عدة سقطت على أحياء بالمدينة منها حي السكري، مؤكدين أن إحداها أصابت حافلة نقل ركاب مما أدى لمقتل خمسة أشخاص وجرح 15 آخرين.

وأكد الناشطون تعرض أحياء الحيدرية والشيخ خضر ومساكن هنانو وبستان الباشا وكرم الجبل لقصف شديد من جانب قوات النظام، مشيرين لاستمرار الاشتباكات العنيفة في حيي صلاح الدين وكرم الجبل بالمدينة.

وفي محافظة إدلب، تدور اشتباكات متقطعة في محيط معسكر وادي الضيف الذي يحاصره عناصر الجيش الحر منذ سيطرتهم على مدينة معرة النعمان الإستراتيجية في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وفق المرصد.

وفي سياق مواز، يستمر مقاتلون من جبهة النصرة وكتائب أحرار الشام وعدة كتائب أخرى في محاصرة مطار تفتناز العسكري الذي تدور بمحيطه “اشتباكات خفيفة”.

وفي دير الزور، قالت لجان التنسيق المحلية إن قوات الأسد قصفت بالمدفعية أحياء عدة لاسيما حيي الحويقة والحميدية.

وأكد الثوار أنهم أعطبوا آليات عسكرية لقوات الأسد قرب فرع الأمن السياسي بعد اشتباكات وصفوها بالضارية مع الجيش الحكومي. وقالت شبكة شام إن طائرات مروحية قصفت بالصواريخ منجم الملح في ريف دير الزور، بالتزامن مع قصف عنيف بمدفعية ثقيلة على بلدة الخريطة.

المعارضة السورية: خطة الأسد مواصلة للحرب

                                            رهنت التسوية بتنحّيه

رفضت المعارضة السورية الأحد خطة الرئيس بشار الأسد لتسوية الأزمة, ورأت فيها إعلانا لاستمرار الحرب التي يشنها نظامه منذ نحو عامين, وقالت إن أي حل يمر عبر تنحيه. كما قوبلت خطة الأسد برفض قوى إقليمية اعتبرتها مجرد خداع.

وقال المتحدث باسم الائتلاف الوطني السوري المعارض وليد البني للجزيرة إن المبادرة التي عرضها الرئيس السوري لا تشمل الثوار على الميدان ولا المعارضة الحقيقية، وطالب المجتمع الدولي بأن يدعم الثوار السوريين بالسلاح للتخلص من النظام.

من جهته, قال جورج صبرة نائب رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض إن ما عرضه الأسد ليس مبادرة, وإنما “إعلان استمرار الحرب ضد الشعب السوري”.

وقد رفض مواطنون وثوار سوريون في ريف دمشق ما جاء في خطاب الأسد، وقالوا إنه لم يأت بجديد، بل يكرس سياسة المماطلة التي ينتهجها النظام كي يربح الوقت.

كما تشابهت إلى حد كبير ردود الفعل على خطاب الأسد في المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش الحر في ريف إدلب، إذ رفض كثيرون المبادرة التي تقدم بها الأسد، وقالوا إنها لم تأت بجديد بالنسبة إليهم، بينما لم يتمكن آخرون من متابعة الخطاب بسبب انقطاع الكهرباء، واضطروا إلى سماعه عبر الأثير.

وكان الرئيس السوري عرض في وقت سابق اليوم ما عدّه حلا سياسيا من ثلاث مراحل تتضمن وقف العمليات العسكرية، وعقد مؤتمر وطني للحوار، ووضع دستور جديد للبلاد للخروج من الأزمة المستمرة منذ منتصف مارس/آذار 2011، التي قتل فيها ما لا يقل عن 60 ألف سوري، وفقا لأحدث إحصاء أممي.

وجاء عرض الأسد في خطاب ألقاه أمام حشد من أنصاره في دار الأوبرا بدمشق, وهو الأول منذ مطلع يونيو/حزيران الماضي.

وقالت الناشطة السورية ديمة الدمشقي للجزيرة إن كل الطرق المؤدية إلى دمشق أُغلقت قبيل الخطاب, كما قُطعت الإنترنت لبضع ساعات.

مواصلة للحرب

وفي تصريح لرويترز, قال جورج صبرة إنه لا قيمة لخطاب الأسد حيث إنه تكرار مملّ لأفكار سابقة.

وأضاف “الرد المناسب هو استمرار المقاومة ضد هذا النظام المرفوض, واستمرار عمليات الجيش السوري الحر حتى تحرير الأراضي السورية شبرا شبرا”, مشددا على ضرورة رحيل الأسد قبل تنفيذ أي انتقال سياسي.

وفي وقت سابق اليوم, وصفت المتحدثة باسم الائتلاف الوطني السوري سهير الأتاسي خطاب الأسد بالمناورة.

وقالت للجزيرة إن غايته من تلك المبادرة كسب الوقت وإزهاق مزيد من الأرواح، مضيفة أنه ضرب في خطابه كل الأفكار والحلول السياسية.

وأشارت إلى الموقف المبدئي للائتلاف الوطني، وهو ضرورة تنحي الأسد، وأن لا يشترك في أي حل سياسي.

وقال المتحدث الآخر باسم الائتلاف وليد البني إن السوريين لم يقدموا 60 ألف قتيل كي يعيدوا الاستقرار لنظام الأسد. وفي السياق نفسه, قالت جماعة الإخوان المسلمين السورية إن خطاب الرئيس السوري لا يساوي شيئا, ووصفته بمجرم حرب يجب محاكمته.

مواقف دولية

وردا على خطاب الأسد, قال وزير خارجية تركيا أحمد داود أوغلو إن ما ورد فيه بشأن التسوية والإصلاحات لا يعدو أن يكون وعودا جوفاء.

وأضاف أنه ليس في وسع الأسد الادعاء بأحقيته في أي دور قيادي بعد مقتل 60 ألف سوري, مطالبا إياه بالاعتراف بالمعارضة.

من جهتها, طالبت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون الرئيس السوري بالتنحي كي يمكن التوصل إلى حل سياسي للأزمة, وهي الدعوة ذاتها التي صدرت عن رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون.

الدعم الخارجي

في المقابل, اعتبر فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري الأحد أن الحل السياسي في سوريا لا يمكن أن يتحقق بينما تقيم تركيا القواعد وتهرّب المسلّحين إلى سوريا، وتدعم دول عربية “الإرهاب”.

وقال المقداد في مقابلة مع قناة روسيا اليوم بعيد زيارته طهران إن ما يهم دمشق في النقاشات الدبلوماسية الجارية هو الموقف الروسي الرافض لأي تدخل خارجي في الأزمة السورية.

وكان المقداد التقى وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي في طهران التي كررت أمس رفضها أي تدخل عسكري في سوريا.

تزايد دعوات طرد السفير السوري بلبنان، اتهم بتجاوز الأصول الدبلوماسية

جهاد أبو العيس – بيروت

ارتفعت في لبنان وتيرة المطالبات الشعبية والبرلمانية الداعية لطرد السفير السوري علي عبد الكريم علي وإغلاق سفارة بلاده في بيروت، احتجاجا على ما يصفه معارضون بـ” ممارسات التشبيح التي يقوم بها على الأرض اللبنانية”.

وتتهم أوساط برلمانية وحزبية ووزراء بالحكومة السفير السوري بالخروج على الأصول الدبلوماسية وممارسة سياسة “تأليبية” ضارة بعلاقة اللبنانيين ببعضهم نتيجة تباين مواقفهم من الثورة السورية.

ووصلت ممارسات وتصريحات السفير حدا من الاستفزاز السياسي، دفعت برئيس الجمهورية ميشال سليمان لتوجيه انتقادات صريحة لأدائه دون أن يسميه، حين دعا جميع السفراء في لبنان إلى ضرورة احترام أصول التعامل الدبلوماسي والتوقف عن التدخل في شؤون بلاده وسياساتها الداخلية.

رسالة حادة

وجاءت انتقادات سليمان للسفير السوري بعد قيام الأخير بتوجيه رسالة احتجاج رفعها لوزير الخارجية عدنان منصور، وجه فيها نقدا حادا لسياسة وزير الشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور حيال التعاطي مع ملف النازحين السوريين في لبنان.

ومما زاد الأمر تعقيدا توجيه عبد الكريم رسالة ثانية بعيد انتقاد الرئيس اللبناني لأدائه  الدبلوماسي، تمثلت باتهام الوزير أبو فاعور (كتلة النائب وليد جنبلاط) بممارسة سياسة عدائية ضد النظام في سوريا تتنافى والاتفاقات الثنائية، مما اعتبر تحديا بارزا لسليمان.

وكانت صحيفة الحياة اللندنية نقلت عن أوساط سياسية انزعاج النظام السوري من موقف الرئيس اللبناني وتصريحاته التي قصد بها عبد الكريم، والتي اعتبرها البعض استمرارا لحالة التأزم التي تغلف العلاقة بين الطرفين، منذ تفجر قضية الوزير ميشال سماحة المدان بالتخطيط لعمليات إرهابية بتنسيق مع رسميين سوريين.

سجال سياسي

وتسببت رسائل السفير السوري بسجال سياسي حاد بين وزير الخارجية عدنان منصور، والشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور، إلا أن تدخل رئيس الجمهورية وطلبه من جميع السفراء الالتزام بالأصول الدبلوماسية حال دون تفاقم الخلاف لمستويات أعلى.

في المقابل، أشار عبد الكريم، في حديث تلفزيوني، إلى أنه التزم بالمعايير الدبلوماسية حين أرسل المذكرة إلى وزارة الخارجية التي أرسلتها بدورها إلى وزارة الشؤون الاجتماعية، وقال “من حق وزارة الخارجية أن تظهر مضمون المذكرة”.

ولفت السفير إلى أن “المذكرة التي وجهتها إلى وزارة الخارجية راعيت فيها الأعراف وما طلبته أن تكون إغاثية إنسانية محضة لا يقحم فيها لا التسييس ولا أيضا يسمح بأن تكون مادة لمآرب أخرى يسعى إليها البعض”.

وقال أيضا “أتمنّى من المنتقدين أن يجلبوا لي دليلا على اتهاماتهم، بل على العكس، فأنا لم أتعرّض لأحد من الوزراء والنواب وأحترم الجميع على رغم انتقاداتهم”.

زعيم مليشيا

من جهته، اعتبر عضو كتلة “المستقبل” النائب عمار حوري أن تحركات السفير السوري تجاوزت كل الأعراف الدبلوماسية “بل إنه تحول إلى زعيم مليشيا يهدد بخراب لبنان”.

وقال حوري للجزيرة نت إن هناك من أتاح من اللبنانيين منبره لمهاجمة لبنان والسيادة اللبنانية -في إشارة للنائب ميشال عون وفتحه المجال لتقديم وجهة نظر النظام السوري- وأضاف “بات منبر الرابية خارج الحسابات اللبنانية وبات للنظام السوري منبر آخر في لبنان”.

ورأى حوري أن ما سماها العنصريّة التي عبر عنها كل من ميشال عون ووزير الطاقة والمياه جبران باسيل، ضدّ السوريين والفلسطينيين النازحين إلى لبنان، فاقت بكثير العنصريّة التي تمارسها إسرائيل بحق الفلسطينيين، لافتا إلى أن الشعب السوري الذي استقبل اللبنانيين النازحين في عدوان يوليو/ تموز لا يمكن مكافأته بهذه “العنصريّة”.

بدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي فادي شامية إن مصدرا أمنيا موثوقا قال إن هناك أدلة تثبت أن السفير السوري في بيروت يرأس جهازا أمنيا بالتعاون مع الحزب القومي السوري لمراقبة المعارضين للنظام وترهيبهم على الأراضي اللبنانية.

ولفت شامية -للجزيرة نت- أن هذا الجهاز الأمني له عدة وظائف منها التشويش ومحاولة منع أي نشاط تضامني مع الشعب السوري، كذلك استهداف المعارضين السوريين وخطفهم، وهو ما أشار إليه تقرير رسمي أميركي (يضيف شامية) من أن السفير السوري في لبنان يمارس أعمالا لا تليق ووضعه الدبلوماسي مما جعله ضمن قائمة المستهدفين بالعقوبات الأميركية.

وكان ناشطون بالمجتمع المدني اعتصموا أمام المقر الحكومي بطرابلس، طالبوا خلاله بطرد السفير السوري بعد ما وصفوه بـ “التمادي الصارخ للسفير السوري في لبنان” مؤكدين على تضامنهم مع وزير الشؤون الاجتماعية والمهجرين وائل أبو فاعور، ومتسائلين عن أسباب صمت رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إزاء ما سموها تجاوزات السفير.

هموم تؤرق المقاتلين على جبهات حلب

عقبة الأحمد-حلب

رغم المعنويات المرتفعة جدا لمقاتلي كتائب الجيش السوري الحر التي بدت على محياهم على طول خطوط المواجهة في مدنية حلب شمال البلاد، فإن مسألة نقص الذخيرة والمؤن باتت هما يؤرقهم، إضافة لاستغلال قوات النظام المدنيين في المنطقة إما دروعا بشرية وإما عيونا لها لمعرفة تحركات الثوار.

في حي صلاح الدين جنوب غرب مدينة حلب تقع إحدى جبهات القتال المشتعلة بين مقاتلي الجيش الحر وجنود النظام، حيث تدور ما توصف بمعارك أمتار للتقدم في الشوارع والأزقة المدمرة وسط انتشار للسواتر الترابية في حين تمركز قناصة من الجانبين لرصد أي تحرك من الطرف الآخر.

وعلى زاوية شارع في الحي -الذي يسيطر الثوار على نحو 80% منه- كانت هناك نقطة لمجموعة من المقاتلين يبلغ عددهم ثمانية عناصر من كتيبة الوعد الحق التابعة للواء حلب الشهباء، تحدث أحدهم ويدعى أبو محمد للجزيرة نت عن مهام المجموعة المتمثلة في تمركز ثلاثة قناصة من المقاتلين لرصد تحركات أو أي عمليات تسلل لجنود النظام ومن والاهم من مليشيات الشبيحة، في وقت تسير بقية عناصر المجموعة دوريات في المنطقة المحيطة بالنقطة.

تمركز وثبات

وقد تمركزت قوات الثوار في هذه المنطقة -التي لا تبعد سوى نحو 200 متر عن خطوط التماس في الجبهة- قبل أسبوع بعد دحرها جنود النظام، وهي ثابتة في مواقعها منذ ذلك الوقت، ويأمل المقاتلون بتلقي إمدادات ذخيرة للحفاظ على أماكنهم وتحقيق سيطرة جديدة على الأرض.

وعن كيفية الاشتباك مع جنود النظام، يقول المقاتلان أبو محمد وأبو جهاد من نفس المجموعة إنه بسبب النقص في الذخيرة يطلقون رصاصة رصاصة نحو الهدف، أي ما يعرف بالمصطلح العسكري “دراكا”، في حين أن لدى قوات النظام قوة نارية كثيفة لاستخدامها الرشاشات “مثل زخ المطر”.

ورغم ذلك فإن الثوار يتقدمون في معركتهم متزودين بذخائر “غنموها” في مواجهات سابقة مع الجنود الموالين للرئيس بشار الأسد.

ويتناوب الثوار على الخطوط الأمامية للجبهة كل 24 ساعة بحيث يتراجع المقاتلون إلى نقاط خلفية ويتقدم آخرون مكانهم وهكذا دواليك، كما يتمكن بعض المقاتلين من الحصول على إجازة مدتها 24 ساعة للنظر في حاجيات أهله وذلك بعد كل 72 ساعة يقضيها على جبهات القتال.

مشاعر إنسانية

ورغم شدته كمقاتل لا يخفي أبو محمد وغيره من الثوار مشاعرهم الإنسانية الجياشة، فلدى أبو محمد عائلة مكونة من زوجة وطفل وطفلة يراهم كل 72 ساعة مرة واحدة، حيث كان يعمل قبل حمله السلاح نجارا للأثاث المنزلي. ويبث هذا المقاتل شجونه متمنيا سقوط النظام بأقرب وقت ليعود إلى أهله وعمله.

وعن سبب حمله السلاح والانضمام للجيش الحر، يقول أبو محمد إن القرار اتخذه بعد قصف طائرات النظام مخبزا في منطقة قاضي عسكر بحلب خلف مجزرة بعشرات القتلى والجرحى، وبعد رؤيته الأشلاء على الأرض.

وناشد أبو محمد “الشباب الشرفاء” في الخارج والداخل السوري النظر في حاجيات “عائلات الشهداء والجرحى”، معربا عن استيائه الشديد لعدم الاهتمام بهذه الشريحة التي لا يسأل عنها أحد رغم حاجتها الكبيرة.

أما أبو اصطيف قاذف -وهو مقاتل من سرايا خالد بن الوليد كان مرابطا على زاوية شارع آخر- فقال إن الجيش الحر يضطر للتراجع خوفا على حياة المدنيين الذين يتخذهم جنود النظام دروعا بشرية للتقدم إلى مناطق يسيطر عليها الثوار، مشيرا إلى أن قوات النظام تسيء للجيش الحر باتهامه باستهداف المدنيين “بينما يقوم هو بالعكس”.

ألم الشكوى

ويعتصر المجند المنشق عبد العلي اصطيف -وهو من كتيبة أبو عبيدة التابعة للواء حلب الشهباء- الألم عند الحديث عن نقص الذخيرة، معتبرا أن هذا الموضوع هو ما يؤخر التقدم في جبهات القتال.

كما اتهم مجموعات لم يسمها “بتخزين الذخيرة لما بعد مرحلة الأسد، ونحن بحاجة لرصاصة”، وأضاف “لو كنا إيد واحدة كنا انتصرنا من زمان”.

وخلال الحديث مع الثوار يسمع دوي رصاصات أو انفجار هنا وهناك، بيد أن هذا لا يخيف المقاتلين وإنما ما يخشونه دخول مدنيين إلى مناطق الثوار يتضح لاحقا أنهم عيون وشبيحة وربما عسكريون بلباس مدني، وفق ما أفاد أبو أحمد من سرايا خالد بن الوليد والذي كان إلى جانبه نجله وهو طالب جامعي يدرس الطب في السنة الثانية.

وأثناء الحديث يسمع على جهاز لاسكي المقاتلين من يحذر من مدني بلباس معين لمراقبته واعتقاله إن أمكن، بعد أن تبين أنه “شبيح” فيسارع الثوار لتعميم المعلومة والمراقبة. ويقول أبو أحمد إن هذا الأمر يحدث يوميا وإنهم أسروا العديد من هؤلاء المتسللين.

ومع انطلاق الثوار كل لموقعه في أزقة وحارات حي صلاح الدين لمواجهة قوات النظام، تسمع أصوات هتافات التكبير، وسط آمال كبيرة بالنصر مرددين مقولة “الله معنا”.

مأساة من نوع آخر، مرضى عقليون على خط النار بحلب

عقبة الأحمد-حلب

يروي مستشفى ابن خلدون للأمراض العقلية والنفسية في حلب فصول مأساة جديدة تعرضت لها شريحة من المجتمع لا ذنب لها سوى أنها وجدت نفسها على خط إطلاق النار بين مقاتلي الجيش الحر وقوات النظام، فقتل وجرح بعضهم وهام آخرون في الشوارع لأيام قبل أن تنتشلهم أياد أمينة لتعتني بهم من جديد بعد أن تخلى عنهم القريب ومعظم الكادر المسؤول عن رعايتهم.

يقع المستشفى في منطقة دويرينة بالضاحية الشرقية لمدينة حلب وعلى بعد خمسة كيلومترات من مطار حلب الدولي ومطار النيرب العسكري المحاذي له، واللذين باتت تخومهما جبهة قتال مشتعلة بين الجيشين الحر والنظامي.

وقد بدأت محنة هؤلاء المرضى -وعددهم 300 رجل و50 امرأة وتتراوح أعمارهم بين العشرين والسبعين عاما- قبل نحو أسبوعين، أي يوم الخميس 27 ديسمبر/كانون الأول الماضي عندما قصفت طائرات حربية للنظام مباني المستشفى على مدى أربعة أيام متتالية إثر معركة على أطرافه ضد ثوار تصدوا لمحاولة جيش النظام التقدم للتمركز فيه لتأمين المطار من هجمات الجيش الحر، وفق ما أفاد للجزيرة نت موظف في المستشفى يدعى أبو البراء.

وعلى أثر ذلك هرب معظم كادر المستشفى المكون من 300 موظف ولم يتبق إلا ثمانية موظفين، بينهم  طبيبان، آثروا البقاء لخدمة المرضى والعناية بهم، خاصة وأنهم يتناولون أدوية ضرورية جدا لتحسين حالتهم الصحية.

وواجه من تبقى من كادر المستشفى صعوبات كبيرة في العناية بعدد المرضى الكبير في ظل دمار واسع بالمباني وانقطاع الكهرباء والماء وتناقص المؤن الغذائية وبرودة الجو الشديدة.

وفي هذا السياق أوضح أبو البراء أن هم الكادر البسيط الذي بقي مع المرضى كان منصبا على جهود إبقائهم على قيد الحياة، خاصة وأن الكثير من المرضى بسبب عدم التناول المنتظم للأدوية والجو الأمني المحيط بالمكان عادت لهم حالات التهيج والصرع والهستيريا، ومن ثم صعبت السيطرة عليهم.

وأشار أبو البراء إلى أن القصف أوقع قتيلين بين المرضى وأدى إلى إصابة اثنين آخرين، في حين توفيت امرأتان جراء البرد الشديد ولعدم وجود كادر عناية نسائي بعد فراره من المستشفى.

الخوف والتشرد

وبسبب القصف الشديد أصيب معظم المرضى بالهلع والخوف الشديدين، فلجأ البعض منهم إلى الزوايا وتحت الأسرة والطاولات لحماية نفسه، في حين قام آخرون بالضرب على الأبواب مطالبين بالخروج من المكان حتى لا يموتوا داخل غرفهم.

وتمكن نحو أربعين نزيلا من الفرار من المستشفى وأصبحوا هائمين على وجوههم في شوارع حلب ومناطق ريفها بعد تدمير مباني المستشفى، ليعثر على عدد كبير منهم الجيش الحر ويسلمهم لهيئة الأمر بالمعروف ونصرة المظلوم، التي قال رئيسها الحاج يوسف أبو سليمان، القيادي بلواء التوحيد، للجزيرة نت إن هيئته سارعت لاتخاذ قرار بنقل من تبقى من المرضى والبحث عن الفارين إلى مكان آمن.

وأوضح أن الهيئة تعاملت بسرعة مع الموضوع وأن المرضى نقلوا مع أمتعتهم وأسرتهم في يوم واحد.

من جانبه ناشد المشرف على وضع المرضى من هيئة الأمر بالمعروف أبو أحمد العزيزي هيئات الإغاثة الإنسانية والهلال الأحمر التعاون من أجل إعادة المرضى لذويهم.

مشاعر المرضى

ورغم كل ما قدم للعناية بهؤلاء فإن الجهود تحتاج للمزيد خاصة وأن المستشفى كان أحد مستشفيين فقط في سوريا، وقال الطبيب المشرف للجزيرة نت إن عشرين من الكادر التحقوا من جديد للعناية بالمرضى، متوقعا التحاق المزيد بالمكان الجديد، مشيرا إلى أنه آثر البقاء حتى النهاية وتعهد بعدم خذلان المرضى في الأوقات الصعبة.

لكنه أعرب عن أسفه الشديد لعدم تعاون أهالي المرضى مع المستشفى عندما وجه نداء لاستلام ذويهم، خاصة وأن المرضى من محافظات عدة.

وبعد أن كان المستشفى مأوى لمئات المرضى وفيه حدائق غناء للترفيه وصالة رياضية وبلياردو أصبحت مبانيه خرابا بسبب القصف وتشرد نزلائه.

وبعد الانتقال إلى المكان الجديد عبر العديد من المرضى عن سعادتهم وضحكوا وصفقوا ورقصوا أمام الكاميرا، وشوهد أحدهم وهو يغني “حالي حالي حال، مالي مالي مال” ويردد المرضى وراءه، بينما رفع آخر كفيه بالدعاء ليردد أيضا وراءه المرضى.

وعن شعورهم أثناء القصف يروي “خ. م” كيف أنه فر مع نزيلين آخرين بسبب الخوف من الموت بالقصف حتى عثر عليهم الجيش الحر وسلمهم لمكان آمن.

وفي جناح النزيلات تعالت الأصوات بالشكوى من البرد، والضحك أحيانا، وتقدمت مريضة أربعينية تدعى “ف. ش” لتحكي روايتها عن القصف فقالت إنها لا تذكر سوى أنها نطقت بالشهادتين وتذكرت سورة الفاتحة وآية الكرسي قبل أن تفتح لهن الأبواب.

وتغنت “ف. ش” -التي فقدت زوجها ووالديها وقالت إنها مصابة بحالة من الهيجان العصبي- بأبيات من الشعر تقول “طرقت باب الرجاء والناس قد رقدوا … وبت أشكو إلى مولاي ما أجد…. وقلت يا أملي في كل نائبة….. يا من عليه لكشف الضر أعتمد”.

ولدى الدخول للمستشفى المدمر يلفت نظرك في الصيدلية عبارة للفيلسوف الفرنسي باسكال تقول “صنفان من الناس فقط يجوز أن نسميهم عقلاء وهم الذين يخدمون الله لأنهم يعرفونه، والذين يجدون في البحث عنه لأنهم لا يعرفونه”، ويطرح بعض العاملين هنا تساؤلا مفاده هل من العقل قصف مكان لهؤلاء المرضى؟

خطاب الأسد يعيق السلام بسوريا

                                            اعتبرت نيويورك تايمز أن الخطاب الذي ألقاه الرئيس السوري بشار الأسد أمس الأحد بمثابة حجر عثرة آخر في طريق السلام بسوريا رغم أن نبرته انطوت على تحدٍ، وبدا واثقا من نفسه، لكنه منقطع عن المظالم التي يرزح تحتها شعبه.

وأوضحت الصحيفة الأميركية الواسعة الانتشار أن الأسد استغل أول خطاب علني له منذ مطلع يونيو/حزيران الماضي في تبرير الإجراءات القمعية التي ينتهجها، وفي حشد أنصاره لمنازلة معارضيه والتبليغ عنهم “ليعصف بذلك الجهود الجارية للتوصل لحل سياسي للحرب الأهلية الدموية”.

وكان الأسد عرض في خطاب ألقاه أمام حشد من أنصاره في دار الأوبرا بدمشق أمس الأحد خطة سلام من ثلاث مراحل تتضمن وقف العمليات العسكرية، وعقد مؤتمر وطني للحوار، ووضع دستور جديد للخروج من الأزمة المستمرة منذ منتصف مارس/آذار 2011، التي قتل فيها ما لا يقل عن ستين ألف سوري، وفقا لأحدث إحصاء أممي.

كما عرض التفاوض مع المجموعات المعارضة التي لا يناصبها نظامه عداءً سافراً، لكنه استبعد أي مفاوضات مع المعارضة المسلحة متجاهلا مطالبها له بالتنحي مما يجعل من خطة السلام التي طرحها غير ذات جدوى، على حد تعبير الصحيفة في تقرير لمراسلها من بيروت.

ولم يشأ الأسد أن يقر بأن من سمتهم الصحيفة بالمتمردين يسيطرون على أجزاء واسعة من شمال وشرق البلاد، وأن ثمة العديد من المواطنين يطالبونه بالعدول عن فرض إجراءات صارمة أشاعت دمارا بالأحياء السكنية وأودت بحياة عشرات الآلاف، وأنه حتى حلفاءه القدامى مثل روسيا ألمحوا إلى أن الأسد ربما لن يكون قادرا على إلحاق الهزيمة بالتمرد.

نيويورك تايمز

بل إن الأسد وصف في خطابه أمس جهود الوساطة التي يضطلع بها المبعوث الأممي لسوريا الأخضر الإبراهيمي، بأنها تدخل خارجي.

وقال  المحلل بمركز كارنيغي للشرق الأوسط في بيروت يزيد صايغ إن الأسد لم يتحرك من موقفه قيد أنملة على ما يبدو، وبالكاد أبدى أي موافقة لاقتراحات الإبراهيمي.

ولعل خطابه الذي جاء بعد أيام من تلميحات بأنه بات أخيرا على استعداد للتفاوض، يحمل في طياته نُذُر متاعب لأصدقائه وأعدائه على حدٍ سواء. فروسيا قد تجد أن من الصعب عليها درء أي عمل دولي ضد سوريا في ظل تضاؤل فرص الحل السياسي.

ثم إن نبرة التحدي التي أظهرها الأسد قد تدفع الإبراهيمي إلى التخلي عن مهامه، الأمر الذي سيجعل مجموعة “أصدقاء سوريا” أمام خيار غير مستساغ فإما التدخل بجرأة أكبر أو المخاطرة بإطالة أمد الصراع إلى أجل غير مسمى.

ويرى الباحث بالشؤون السورية بجامعة أوكلاهوما الأميركية جوشوا لانديس أن موقف الأسد المنطوي على قدر من التحدي “يعني أننا إزاء حرب طويلة الأمد. إنه نفق حالك الظلمة، فليس هناك نهاية سعيدة لهذا الصراع، وذلك لأن الأسد يعتقد بأنه هو الرابح”.

ووصفت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، في بيان، خطاب الأسد بأنه “محاولة أخرى من النظام للتشبث بالسلطة دون أن يفعل شيئا للتعجيل بتحقيق هدف الشعب السوري في انتقال سياسي”.

وقالت فيكتوريا نولاند إنه في الوقت الذي يتحدث فيه الأسد عن إجراء حوار “يعمد النظام إلى إذكاء أوار التوترات الطائفية ويواصل قتل شعبه”.

المصدر:نيويورك تايمز

ديلي تلغراف”: خطاب الأسد يشبه آخر ظهور للقذافي

استخدم نفس المفردات مثل.. “القاعدة” و”الإرهابيون الأجانب” و”المسلحون المجرمون”

لندن – محمد عايش

قالت جريدة “ديلي تلغراف” البريطانية إن خطاب الرئيس السوري بشار الأسد أعاد التذكير بالأيام الأخيرة للدكتاتور الليبي معمر القذافي، مشيرة إلى أن الأسد استخدم نفس العبارات التي كان يستعين بها القذافي في خطاباته قبل سقوطه بفترة وجيزة.

وأشار تقرير لمحلل شؤون الشرق الأوسط في الصحيفة البريطانية ريتشارد سبينسر إلى أنه “حتى الهتافات التي أطلقها الجمهور لدعم وتأييد الأسد هي نفس تلك التي كان يطلقها مؤيدو القذافي خلال خطبه”.

وبحسب الصحيفة البريطانية فإن الكلمات التي استخدمها الأسد: “القاعدة”، “الإرهابيون الأجانب”، “المسلحون المجرمون”.. كلها مفردات سبق أن استخدمها القذافي قبل سقوطه، ومن ثم مقتله على أيدي الثوار.

ويقول التقرير إن الشعور الذي كان سائداً إبان فترة حكم القذافي أنه -أي القذافي – كان سعيداً بالقتال، وإنه كان يفضل الموت على الاستسلام أو التسوية مع المقاتلين، أما بشار الأسد فهو يقدم نفسه على أنه يتمتع بسيطرة كاملة على الأحداث، وهو ما يُظهر تناقضاً بين خطابه وبين حقيقة الأحداث على الأرض.

وحول المبادرة التي طرحها الأسد تقول “ديلي تلغراف” إن الوضع على الأرض لو كان كما يصوره الأسد فإن المقاتلين سوف يقبلون بها، بما تتضمنه من تسليم لأنفسهم وأسلحتهم والجلوس على مائدة الحوار، إلا أن الوضع على الأرض في سوريا ليس كذلك اليوم، كما تقول الصحيفة.

وتتابع: “بشار الأسد عاش تفاؤلاً مبالغاً به، بينما هزيمته باتت وشيكة، ولا يوجد أي أمل في أن يوصف كفائز”.

وتضيف: “بشار الأسد خسر أجزاء واسعة من سوريا، بما في ذلك نصف أكبر المدن في البلاد، إضافة إلى أعداد كبيرة من رجاله المسلحين الذين قتلوا على بوابات العاصمة دمشق”.

وتتساءل الصحيفة البريطانية: “كيف يمكن للمقاتلين السوريين أن يقبلوا بالعرض الذي قدمه الأسد لهم ما داموا قد أصبحوا متيقنين بأنه سيسقط لا محالة؟”.

وتنتهي “ديلي تلغراف” إلى القول: “الأسد ظهر محاطاً بمؤيديه ومن هتفوا له، وهي نفس الطريقة التي ظهر بها العقيد معمر القذافي في طرابلس لآخر مرة، ويومها عبر مؤيدوه عن حبهم لقيادته ليبيا، وهو نفس ما عبر عنه المؤيدون للأسد خلال خطابه في دار الأوبرا.

مقتل أول من هتف “الله أكبر” في الزبداني برصاص النظام

نشط سلمياً في مدينته وهو صاحب فكرة مسلسل “ضحكة بغصة” على الإنترنت

دمشق – جفرا بهاء

قتل أول أمس أول هاتف بكلمة “الله أكبر” في مدينة الزبداني بريف دمشق، وإذ نقول إنه أول من هتف للثورة هناك في أول مظاهرة خرجت هناك، فإنه حافظ على نشاط سلمي رغم القتل والقصف والدمار الذي حل بمدينته.

وأن يموت شاب سوري فهو ليس بالشيء الجديد، وأن يترك الحزن والفقدان في عائلته فهو أمر طبيعي، ولكن مقتل وسام برهان ترك غصة في الزبداني كلها، فكتبت تنسيقية “الزبداني وما حولها”: “الشهيد البطل وسام برهان شهيد السلمية والسلاح، لم تبك عيني أحداً كما بكتك يا وسام.. اليوم برصاص غادر أصابت البطل وسام برهان ليلحق بركب شهداء ثورة الكرامة نتمنى للشهيد الرحمة ولأهله الصبر والسلوان، الزبداني مستمرة بالثورة حتى إسقاط النظام”.

تعتبره الزبداني فنان الثورة، ومبتكر الأفكار، فهو صاحب فكرة المسلسل “ضحكة بغصة” الذي تنشره التنسيقية على شبكة الإنترنت، ويتكلم المسلسل عن الثورة السورية وما حدث ويحدث فيها بطريقة مضحكة مبكية، فيصور الواقع وينهي كل حلقة بزجل بصوته وتمثيله وكلماته، مختصراً مأساة أيام كاملة بابتسامة تساعد على الحياة، وكانت آخر حلقات “ضحكة بغصة” بعنوان رغيف الدم، تيمناً باسم الجمعة ما قبل الفائتة في سوريا، وحزناً على قتلى الأفران والخبز.

وقبل أن يتم تصوير الحلقة، كتبت تنسيقية الزبداني: “يمنع عنا الطاغية الأسدي الطحين منذ أسبوع، ويعاني الأهالي من فقدان المادة الرئيسية في طعامهم، وتعاني البلدات المجاورة انقطاع الخبز في بلودان وسرغايا لاعتمادهم على أفران الزبداني المتوقفة”.

الشهيد رقم 17 في عائلته

قتل من عائلة وسام برهان 16 شخصا، وجميعهم قتلهم رصاص الأسد، وجاء وسام ليكون الرقم 17 من تلك العائلة التي نكبت كما نكبت عائلات كثيرة في سوريا.

ترك وسام فيديو نعى فيه كل من قتل ومات في الثورة، ووجه رسالة زجلية قال فيها: “كان عندي بهالعمر أخين وأختين.. بيناتهم كنت غني.. أرحل أنا ولا يرحلو هن” وتابع قائلاً: “نحن بإذن الله مكفيين، وأنا بدي أطلب من كل مين بيعرفني يسامحني”، ووجه كلامه لابن عمه شريكه في الفيديو: “الله يخليك فوق راس أولادك، وإذا ضل هالفيديو بلانا نحن الاتنين يا رب الناس تسامحنا”.

وترك وسام زوجة ولكنه لم يترك أطفالا يعيشون شعور اليتم لحسن حظه!، لكن غيره ترك الكثير من الأيتام. لتصبح سوريا بلداً يغص باليتامى والثكالى والأرامل.

“بيت صالح”.. مثال لقتال طائفي زرعه النظام السوري

القرى التي عاشت لعشرات السنين بسلام أصبحت نيران الحرب تأكلها بيتاً بيتاً

لندن – محمد عايش

تتوسع الحرب يومياً في سوريا، وتتوسع رقعة القتال، بينما يدخل الجيش النظامي مزيداً من المدن والقرى التي كانت حتى الأمس القريب آمنة مطمئنة، لتنضم بذلك مناطق جديدة إلى دائرة قتال طائفي لا يبدو أنه سينتهي قريباً.

ورغم التباين الطائفي والديني بين عشرات القرى والمناطق الساحلية في سوريا، إلا أنها عاشت لعدة أجيال في سلام ووئام قبل أن تصلها نيران الحرب مؤخراً، عندما استهدف الجيش النظامي بعض هذه المدن والقرى، وبعضها الآخر كانت هدفاً لهجمات نفذها من يسمون “الشبيحة”، وهم المجموعات المسلحة التابعة لقوات النظام السوري.

وتمثل قرية “بيت صالح” القريبة من مدينة اللاذقية الساحلية نموذجاً على مدن ومناطق سورية عاشت سابقاً لعشرات السنين في أمان وسلام، قبل أن تداهمها نيران النظام، وتقسم أبناءها بين “سنة” و”علويين”، فيقتتلوا فيما بينهم، وتنتهي إلى بلدة مدمرة و”منازلها متفحمة”، كما روت صحيفة “صنداي تلغراف” في تقرير لها من هناك.

وقال رجل سني يسكن القرية للصحيفة البريطانية، ويدعى أبو محمد الشكري، إنه كان يسكن بجوار عائلة علوية كان يقاسمهم العمل والطعام والشراب نهاراً، ويشرب الشيشة معهم ليلاً، طوال سنوات طويلة مضت، إلا أنه تحول الآن من “عامل بناء إلى قائد عسكري للمقاتلين” ضد النظام في البلدة.

تهديد طائفي

ويقول الشكري، الذي يبلغ من العمر 40 عاماً: “كانت علاقتنا مع جيراننا العلويين رائعة، وكنا ودودين مع بعضنا البعض، ويقضي كل منا الكثير من وقته في منزل الآخر”.

والتقت مراسلة “التلغراف” مع الشكري في شارع يضم مجموعة من المحال التجارية المدمرة والمنازل المتفحمة، وتبدو مظاهر القتال الضاري ظاهرة عليه، حيث يقول الشكري: “خضنا العديد من المعارك هنا”، ويتابع: “أعرف أن رصاصاتي قتلت بعض الأشخاص في الطرف الآخر، وأعتقد أن من بين الذي قتلوا أصدقاء لي”.

وتقول “صنداي تلغراف” إن الحرب الجارية في سوريا وترت العلاقات بين السنة والعلويين، وتسببت بمشهد حزين، وتهديد طائفي قد يتوسع إلى أماكن أخرى ليس فقط على مستوى سوريا بأكملها، وإنما على مستوى المنطقة ككل.

العائلات العلوية هربت

وتشير الصحيفة البريطانية إلى أن العائلات التي عاشت سوياً بسعادة طوال العقود الماضية دخلت في قتال دموي على أساس طائفي في قرية “بيت صالح”، وأن الرجال الذين يتقاتلون اليوم بالسلاح كانوا أصدقاء يلعبون سوياً في هذا المكان عندما كانوا أطفالاً.

وبحسب الصحيفة البريطانية، فإن العائلات العلوية غادرت القرية وهربت إلى مدينة اللاذقية التي تبعد عشرين كيلو متراً فقط، بينما بسط المقاتلون السنة سيطرتهم على هذه البلدة.

وتمثل قرية “بيت صالح” نموذجاً للتقسيم الطائفي الذي نجح النظام في الترويج له خلال الشهور الـ21 الماضية من عمر الثورة السورية، حيث فر العلويون من العديد من القرى التي يغلب عليها السنة، وهرب السنة من العديد من القرى التي يغلب عليها العلويون، فضلاً عن أن العديد من القرى السنية القريبة من قرى علوية شهدت مجازر مروعة على أيدي الشبيحة التابعين للنظام، في محاولة لتأجيج مزيد من الاقتتال الطائفي الذي يبدو أن النظام استخدمه للصمود أمام الثورة الشعبية.

مدينة كردية تكذّب إطراء الأسد لها وتخرج في مظاهرة ضده

تعرضت المدينة للقصف من النظام وطائراته الحربية ونزحت أعداد من سكانها لتركيا

العربية.نت

ردّ سكان مدينة “رأس العين” الكردية “سري كانيه”، على تحية بشار الأسد لمدينتهم في خطابه الأحد، عندما قال إن سكانها أشاوس وتصدوا للإرهابين أثناء محاولتهم اقتحامها، بالخروج في مظاهرة، رفعوا خلالها أعلام الثورة والأعلام الكردية، وأنشدو أغنية يصفون فيها الأسد بالكاذب.

وتختلف حقيقة أحداث “رأس العين” عن ما ذكره الأسد، حيث فوجئ سكان المدينة، الواقعة أقصى شمال شرقي سوريا، وعدد سكانها 30 ألف نسمة، بدخول كتائب “جبهة النصرة، وغرباء الشام” دون تنسيق معهم واستطاعوا تحرير مديرية ناحية المدينة ومخفر الشرطة، وكان وجود النظام متمثلا في نحو 12- 27 عسكريا وقعوا قتلى أو أسرى بيد الكتائب الإسلامية المتشددة.

وبعد ذلك، طالبهم الأهالي بمغادرة المدينة تجنباً لقصفها من قبل قوات الأسد لكن الكتائب لم تفعل، وتعرضت المدينة للقصف مساء اليوم نفسه من قبل مدفعية النظام وطائراته الحربية، ما أسفر عن موجة نزوح باتجاه تركيا.

وفي وقت لاحق، تحدث الأهالي عن عمليات سرقة لبيوتهم من قبل تلك الكتائب ومحاولات منها للضغط على سكان مسيحيين وشركس بدخول الإسلام، ما دفع مناصري حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي المقرب من حزب العمال الكردستاني لمواجهة الكتائب الإسلامية في عدة معارك.

وفي مرحلة تالية، تدفقت مجموعة من كتائب الجيش الحر على المدينة، وحاليا يتقاسم إدارتها الحر ومسلحون من حزب كردي.

السوريون يستبقون كلمة الأسد بكوميديا سوداء

كتب أحدهم: “هذا وسيتضمن الخطاب مجازر جديدة”

دمشق – جفرا بهاء

ربما تكون صدفة حمقاء “بتعبير السوريين” أن يلقي الأسد خطابا جديداً في شهر كانون الثاني/ يناير، أي بعد سنة كاملة من خطابه الأسبق، وتكمن المصادفة أنهم “أي السوريون” ينتظرون الخطاب بفارغ الصبر بهدف الاستفادة من الكهرباء، تماماً كما انتظروه في كانون الثاني/يناير 2011.

عادة ما يتابع أي شعب كلمة رئيس البلاد الموجهة له، وعادة ما يلتزم الكثيرون بيوتهم للانتباه لما قد يقال، فكيف يمكن أن يكون الحال في الحالة السورية، حيث يعيش الناس منذ ما يقرب من العامين حالة حرب وإبادة قل نظيرها تاريخياً باتفاق الكثير من الناشطين والديبلوماسيين والمنظمات الحقوقية.

ولكن عنصر المفاجأة اختفى مع تسريبات جريدة الاخبار اللبنانية أمس عن فحوى الخطاب، حيث أشارت الصحيفة أن النقطة الجوهرية في الخطاب تتلخص بـ: “أنّه إذا لم يتمّ الاعتراض على ترشحه للانتخابات الرئاسية عام ٢٠١٤، مع مرشحين آخرين، فإنّه يوافق على خارطة الحلّ المصطلح على تسميتها “جنيف” “.

كتب أحد السوريين “عبد الرحيم .ب”، “ما يريد أن يثبتهُ الأسد لجماهيره غداً أنه فقط على قيد الحياة لا أكثر ولا أقل”.

ربما يعتقد من يتابع تلك الأقوال أنه ما من شيء لدى السوريين إلا السخرية من آلامهم، ولكن الحقيقة تقول إنه لولا امتلاكهم لتلك الروح لمات من تبقى منهم حزناً وكدراً في انتظار حرية طال الوقت قبل أن تصل.

“استطلاعات الرأي بتقلك أغلبية الشعب السوري مبسوط ان بشار سيخطب، لكن هناك خلاف بسيط بين المؤيدين والمعارضين.. المؤيدون بحاجة لجرعة معنويات.. أما المعارضون فبحاجة لساعة كهرباء” هكذا كتب Amer Maamo على صفحته في الانترنت، وأما عن مدى صحة هذا الكلام، فتكراره على لسان كثيرين يؤكد أن أفضل ما في خطاب الأسد أن الأجهزة الكهربائية التي تعبت من حالة اللا عمل ستباشر وظيفتها لساعة على الأقل.

وغير Rafik Atassi رأيه وقرر سماع كلمات الأسد: “من كتر ما العالم عم تحكي عن الخطاب والله شهيتوني احضرو”.

في كانون الثاني/يناير 2011 كان النظام لا يزال يسيطر على جزء كبير من سوريا، وبالتالي بدأ خطابه وسط نطاق من الخوف من المعارضين اتجاه تقارير زملاء عمل ومخبرين، واقتصر التعليق على الإنترنت على من هم خارج سوريا.

كانون الثاني/يناير 2012 الجيش الحر يسيطر على مساحة واسعة من سوريا، دمشق وحلب دخلتا خارطة الثورة أخيراً، وتحول الخوف من المعارض للموالي.

وبدت قاعدة “لا يجوز للمواطن المعارض أن يعلن سخريته” قديمة وبالية، لتحل محلها: “ورد اليافي: غدا.. هو الوداع الأخير.. وإن شاء الله عالخازوق…والله محيي الجيش الحر”.

والسخرية بدت تأخذ طابعاً علنياً فكتب “s.j”: “صرت خاطب شي عشر مرات.. وما عم يمشي الحال.. ما حلك تقتنع انو ما في نصيب..؟؟؟ أخي (البنت) بدا تكمل تعليما… وللآخر”.

وقال “m.j”: “بشار عجيبة من عجائب هذا الزمن.. ولن تفنى عجائبه إلا بفنائه”.

كانون الثاني/يناير 2011 وقف المواطن السوري المؤيد لنظام الأسد مجهزاً يديه للتصفيق وفمه للهتاف، تعلو وجهه ابتسامة توحي بأنه سعيد بمشاهدة رئيسه يضحك ويخطب ود الموالين ويطمئنهم.

كانون الثاني/يناير 2012 نفس المؤيد يشعر بخوف حقيقي مما قد يقوله رئيسه، قال “وائل.ع”: “سألنا أحد الموالين عن موقفه من خطاب الغد: و حقّ الله.. قال لي بالحرف الواحد: شو بدّو يحكي يعني بدّو يعرّف الإرهاب و يشرح خيوط المؤامرة ويتضاحك شوي وكنّو بيتذكّر يحكي عن الخطّة الخمسيّة وإنجازات القطاع العام”.

كوميديا سوداء

لا يزال المواطن السوري يتعامل بما يسميه هو شخصياً “ذكاء فطري”، فيختار قناة إخبارية يستمع فيها لبعض التحليلات عن خطاب الأسد، ويقلب شفتيه كناية عن أنه لا جدوى من كل تلك الخطابات التي بدا في وقت من الأوقات بأنها لا متناهية.

قال Omar Al Bahra: “أكاد أجزم أن خطاب بشار اليوم سيكون كمن صام دهرا ونطق كفرا”.

فيما علق Saado Rafie بحسرة واضحة: “هذا وسيتضمن الخطاب مجازر جديدة، بطرق عصرية تحاكي مسيرة الإصلاح والتطوير، حيث سيصل صدى هذه الكلمة إلى كافة المناطق التي لا تتوفر فيها الكهرباء عن طريق الطائرات والصواريخ العفوية”.

ولا يزال السوريون ينتظرون انتهاء حكم الأسد وإطلال الحرية على موتاهم، ولا يزال هو ومؤيدوه ومحبوه يعتقدون أن ثمة من ينتظر خطابه، ولكن ما كتبه الناشط إسلام أبو شكير ربما يكون الأدق في التعبير عن عواطف الناس: “خبر سانا يتحدث عن كلمة للأسد يتناول فيها آخر المستجدات في سوريا والمنطقة، صيغة الخبر تصوّر الموت السوري كما لو أنه حكاية وجد الرئيس أخيراً متسعاً من الوقت ليرفّه عنّا بسرد بعض مستجداتها.. لست غراباً ينعق.. لكنها قراءة في العنوان فقط”.

“كولاج” سوري، يبدأ بكوميديا سوداء وينتهي بموت الكثيرين، ويبقون هم متأكدون أنه زائل لا محالة بنفس درجة الثقة بأنه لا يتجرأ أن يقرأ ما كتبوه سخرية منه ومن نظامه، وإلا لاختار الصمت والصمت.. ثم الصمت.

مطارات سوريا العسكرية تحت القصف

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أفادت لجان التنسيق أن 25 شخاصا قتلوا، الاثنين، في أنحاء سوريا بقصف من قبل قوات الأمن استهدف المطارات العسكرية في ريف حلب وإدلب.

وشهدت إدلب اشتباكات بين الجيش الحكومي والجيش الحر في محيط مطار تفتناز العسكري، وقصفت القوات الحكومية مدن وبلدات ريف جسر الشغور الشمالي.

في هذه الأثناء، واصل الجيش الحر حصاره وهجماته على مطار منغ العسكري في ريف حلب بهدف السيطرة عليه. واستخدم الجيش الحر المدفعية في قصف المطار.

في حماة عانت المدينة من قصف شديد بقذائف الهاون والمدفعية من قبل قوات الأمن والجيش السوري.

أما بريف دمشق قصفت بلدة شبعا براجمات الصواريخ، وشن الطيران الحكومي غارة جوية على بلدة سقبا في المنطقة.

حمص شهدت قصفا عنيفا بقذائف الهاون والمدفعية من قبل آليات الجيش الحكومي بالتزامن مع اشتباكات عنيفة بين الجيشين الحر والحكومي في محاولة لاقتحام القرية من قبل قوات الأمن.

وحاصرت القوات الحكومية بلدة بصر الحرير في درعا مدعومة بالآليات العسكرية وسط وضع إنساني ومعيشي سيء وانعدام المواد الغذائية والطبية.

وكان نحو 100 شخص قتلوا بمختلف أنحاء سوريا الأحد، حسب ناشطين، وذلك في اشتباكات بين القوات الحكومية السورية وبين قوات الجيش الحر في مناطق عدة من البلاد، وتجددت في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين.

وسمع دوي انفجار قوي هز المخيم الفلسطيني بالتزامن مع اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية والجيش الحر.

حزب الله يمد الأسد بـ 5 آلاف مقاتل

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

عبر نحو 5 آلاف مقاتل من حزب الله اللبناني الحدود تجاه الأراضي السورية لمساندة نظام الأسد في معركة دمشق، والتي باتت قوات الجيش الحر تسيطر على أجزاء منها في أهم المعارك الدائرة هناك منذ بدء الأزمة السورية، حسب صحيفة الوطن السعودية.

وأفادت الصحيفة من مصادر موثوقة أن مقاتلي حزب الله، دخلوا الأراضي السورية الشهر الماضي، وهم عبارة عن أكثر من 4 كتائب إسناد وتتألف الواحدة منها من 1300 عسكري كحد أقصى، وقتل منهم خلال الأيام القليلة الماضية قرابة 300 مقاتل.

وفي هذا الصدد كتب مدونون لبنانيون أن حزب الله يقيم من فترة لأخرى مراسيم تشييع مقاتلين تابعين له قتلوا في سوريا.

وربطت مشاركة قوات حزب الله اللبناني في الأعمال القتالية الدائرة بسورية إلى جانب نظام الرئيس بشار الأسد، مع تفاقم تضييق مقاتلي الجيش السوري الحر الخناق على قوات النظام، من خلال معارك قتالية تتركز على العاصمة دمشق وريفها.

وتمت عملية عبور مقاتلي حزب الله عبر بلدة مضايا المحاذية لسلسلة جبال لبنان الشرقية، وتقع شمال غرب العاصمة دمشق وتتبع منطقة الزبداني، التي تدخل إدارياً في محافظة ريف دمشق.

وتشتهر بلدة مضايا التي يعتبرها السوريون مصيفا، بزيادة وتيرة عمليات تهريب الأسلحة، حتى قبل اندلاع الأزمة في سورية، وتنشط تلك العمليات ما بين سورية ولبنان والعكس.

وكشفت “الوطن” الأسبوع الماضي عن عزم عدد من العدليين السوريين المنشقين عن نظام بشار الأسد، بدعم من منظمة دولية في الولايات المتحدة، استصدار مذكرات اعتقال بحق 2000 شخصية، توصف بأنها “سفكت دم الشعب السوري”، على رأسها الرئيس الأسد، والأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، وقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني.

أطفال سوريا يبحثون عن الأمن بين أكوام النفايات

إليزابيث يون

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– إنه مشهد غريب بقدر ما هو محزن، ثلاثة أطفال في سنوات المراهقة الأولى، ينبشون الأرض بأيديهم وبالعصي التي يحملونها، بحثاً عن ملجأ يحتمون به من شبح الموت الذي يلاحقهم.

ففي الوقت الذي يفترض أن يستمتع فيه هؤلاء الأطفال ببراءتهم، يقومون بحفر ملجأ ليحميهم من قصف الطائرات التابعة لنظام الرئيس السوري، بشار الأسد، في منطقة قريبة من الحدود التركية، وتحديداً قرب مخيم “باب السلام”، الذي رفض استقبالهم.

محمد ظافر، أحد هؤلاء الأطفال أكد أن الملجأ الذي يقومون بحفره بأيديهم، سيكون مخصصاً “لحماية الأطفال من قصف الطائرات”، ورفض أن يقتصر الملجأ على ثلاثتهم فقط، بل أكد “سوف نقوم بتوسعته ليسع 20 إلى 30 شخصاً.”

إن هذا المنظر يقف شاهداً على رحلتهم السريعة وغير الاعتيادية نحو مرحلة البلوغ، وبالرغم من أن هذه هي المرحلة التي يفترض بهم خلالها أن ينشغلوا بلعب كرة القدم أو اللهو، إلا أنهم مشغولون بحفر هذا الملجأ.

ويمكن لمحمد أن يحدد صوت الطائرات ويميزها عن صوت الأسلحة الرشاشة والقنابل المتعددة، ويقوم الصبية بإحداث ثقوب في جدار الملجأ، كي يتمكنوا من رؤية ما يحصل حولهم خلال القصف، فهذا الملجأ الطيني يحمل بصمات الأطفال الذين حرصوا على بناءه، ليمثل الحل الوحيد المتبقي أمامهم.

هذا هو الحال الذي آلت إليه حياة أكثر من ثمانية آلاف لاجئ سوري، قدموا نحو الحدود السورية – التركية، لكنهم لم يستطيعوا عبور الحدود لمنع السلطات التركية استقبالهم منذ ستة أسابيع.

وعلى الرغم من أن المسافة التي تفصلهم عن حياة أفضل، تقل عن مائة متر، إلا أنهم يبحثون عن الأخشاب والبلاستيك ليحرقوها بحثاً عن الدفء، ويجمعون الأعشاب سداً لجوعهم.

ويمكن رؤية مخيمات اللاجئين السوريين الآخرين في الأراضي التركية من هذه المنطقة، وأكثر من 80 في المائة من اللاجئين المتواجدين في هذا المخيم، تركوا حياتهم هرباً من الحرب، ليعلقوا بين الحياة الأفضل أمامهم.

ويزدحم المكان بالخيم البلاستيكية التي حمتهم من حر الصيف، لكن لا يتوقع أنها ستحميهم من برد الشتاء القارص، الذي يمثل ألد أعدائهم في هذا الوقت، إذ انتقلت عشرات العائلات إلى “الهناجر” التابعة لعدد من الشاحنات المركونة على الحدود، ليوفروا سقفاً يحميهم من البرد.

لكن أصوات المدرعات التي يمكن سماعها من على مسافة بعيدة، تجعل خيار الإقامة في هذا المخيم أفضل من العودة إلى الحرب القائمة على الأراضي السورية.

وأصابت شدة البرد عائلة عبد القادر حسن في وقتٍ باكر، إذ استيقظت العائلة في صبيحة أحد الأيام، ليكتشفوا أن ابنتهم سهام، تجمدت من شدة البرودة، ويقول والدها: “لقد دفنت ابنتي في القرية المجاورة، وشقيقتها تخاف الآن من البرد.”

لكن البرد ليس الخطر الوحيد الذي يهدد حياة 200 عائلة في هذا المخيم، بل الدخان الناجم عن حرق البلاستيك للدفء، الذي ولد موجة من السعال الشديد، يمكنك سماع صداها في مختلف أرجاء المخيم.

ورغم أن اقتصاد أوروبا المزدهر لا يبعد عنهم كثيراً، إلا أن هذه هي طبيعة الحياة التي يمكن للعالم توفيرها لهؤلاء اللاجئين اليوم.

واشنطن: خطاب الاسد “منفصل عن الواقع

أدانت الخارجية الامريكية خطاب الرئيس السوري بشار الأسد الذي وصف فيه معارضيه بأنهم “دمى في يد الغرب”، وجددت الدعوة لتنحيه عن السلطة.

ووصفت الخارجية الامريكية مبادرة السلام التي اقترحها الأسد بأنها “منفصلة عن الواقع” و”محاولة اخرى من النظام للتشبث بالسلطة”.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الامريكية فكتوريا نولاند ” إن “مبادرة (الاسد) منفصلة عن الواقع، إنها تقوض جهود الوسيط الدولي الأخضر الابراهيمي وستكون نتيجتها الوحيدة استمرار القمع الدامي للشعب السوري”.

الا ان ايران رحبت بالخطاب الذي القاه الاسد وقالت إنه – اي الخطاب – طرح “خطة سياسية شاملة” من شأنها حل الازمة التي تعصف بسوريا.

ونقلت وكالة الانباء الايرانية الرسمية عن وزير الخارجية علي أكبر صالحي قوله “هذه الخطة ترفض العنف والارهاب والتدخلات الخارجية في الشأن السوري، وتحدد ملامح مستقبل البلاد من خلال عملية سياسية شاملة.”

وحث صالحي القوى الدولية والاقليمية على دعم محاولات انهاء الازمة من خلال ما وصفه “بحل سوري.”

وبدوره أكد الاتحاد الأوروبي على ضرورة “تنحي الرئيس السوري للسماح بانتقال سياسي”.

وكانت الأمم المتحدة قالت إن أكثر من 60 ألف شخص قد قتلوا منذ بدء الانتفاضة السورية في مارس/آذار 2011.

وكان خطاب الأسد الذي بثه التلفزيون السوري أول خطاب جماهيري له منذ يونيو/حزيران.

واقترح الأسد في خطابه مبادرة سياسية لإنهاء النزاع في بلاده، بيد أنه اتهم معارضيه في الوقت ذاته بأنهم “إرهابيون ودمى في يد الغرب”.

وفي المقابل رفضت المعارضة مبادرة الأسد قائلة إنها محاولة للتشبث بالسلطة.

مؤتمر مصالحة

ودعا الأسد في خطابه إلى مؤتمر للمصالحة مع من قال إنهم لم “يخونوا” سوريا، يعقبه تشكيل حكومة جديدة وإصدار عفو.

سوريا

دعا الاسد الى وقف العمليات المسلحة قبل اقامة مؤتمر مصالحة

وأضاف الأسد في خطابه الذي ألقاه في دار الأوبرا بوسط العاصمة دمشق أن مبادرته لحل الأزمة تتضمن مراحل عدة، أولها التزام الدول المعنية وقف تمويل تسليح المعارضة، يلي ذلك وقف الجيش للعمليات العسكرية مع الاحتفاظ بحق الرد إن تعرض للهجوم، وإيجاد آلية للتأكد من إمكانية ضبط الحدود.

وفي المرحلة الثانية تتم الدعوة لعقد مؤتمر يعمل على الوصول إلى ميثاق وطني يتمسك بسيادة سوريا ووحدة أراضيها ويرسم المستقبل الدستوري لها، ثم يعرض الميثاق الوطني للاستفتاء الشعبي، وتشكل حكومة وطنية موسعة، ويصاغ دستور جديد يطرح للاستفتاء ثم تنظيم انتخابات.

وفي المرحلة الثالثة والأخيرة تشكل حكومة جديدة وفقا للدستور وتجري مصالحة وطنية ويعلن العفو العام، يلي ذلك العمل على إعادة الإعمار.

ردود فعل دولية

أشتون

أكدت أشتون على “ضرورة أن يتنحى الأسد ليتيح المجال لعملية انتقال سياسي”.

وتوالت ردود الأفعال الدولية على خطاب الاسد، إذ وصف وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ اقتراحات الأسد بأنها “وعود فارغة مفعمة بالنفاق”. وقال إن العنف والقمع هما من صنع يدي الأسد.

وفي بروكسل قال متحدث باسم مفوضة الشؤون الخارجية في الاتحاد كاترين اشتون إن الاتحاد “يدقق في خطاب الأسد ليرى إذا ما كان يتضمن شيئا جديدا لكن موقفنا واضح وهو ضرورة أن يتنحى الأسد ليتيح المجال لعملية انتقال سياسي”.

أما وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله فأعرب عن أسفه لخلو خطاب الرئيس السوري “من أي ادراك جديد لواقع ما يحدث في سوريا” وطالب بتنحيه لتشكيل “حكومة انتقالية”.

وبدوره قال وزير الخارجية التركي إن ما جاء في الخطاب هو وعود مكررة ومفرغة من المضمون.

وقال المتحدث باسم الائتلاف الوطني السوري المعارض وليد البني إن “كل ما يريد الأسد هو قطع الطريق على إيجاد تسوية سياسية قد تتمخض عن اللقاء الروسي الأمريكي المزمع مع مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا لخضر الإبراهيمي”.

ونقلت وكالة فرانس برس عن البني قوله “نحن قلنا عند تأسيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بأننا نرغب بحل سياسي، لكن هناك هدفا خرج السوريون من اجله، ودفعوا لاجله حتى الآن اكثر من 60 الف شهيد. السوريون لم يقدموا كل تلك التضحيات من اجل ان يعيدوا الاستقرار لنظام الطاغية” الذي يحكم سوريا.

واعتبر البني أن خطاب الأسد موجه بالدرجة الأولى الى “المجتمع الدولي الذي يقوم بجهود حقيقية لانضاج حل سياسي يؤدي الى تلبية طموحات الشعب السوري بانهاء الاستبداد وعلى راسه انهاء نظام عائلة الاسد”.

المزيد من بي بي سي

BBC

BBC © 2013

المعارضة السورية: خطاب الأسد اعلان باستمرار الحرب

بيروت (رويترز) – رفض الرئيس السوري بشار الأسد يوم الأحد إجراء محادثات سلام مع معارضيه في خطاب يتسم بالتحدي وصفه معارضوه بأنه إعلان جديد للحرب.

ورغم أن الخطاب قدم على انه إعلان عن خطة سلام جديدة لم يعرض الأسد أي تنازلات بل وأبدى تشددا في الكثير من مواقفه. ودعا الأسد السوريين إلى حراك وطني في “حرب تواجه بالدفاع عن الوطن” مقللا من احتمال إجراء مفاوضات.

وفي كلمة ألقاها أمام أنصاره الذين ملأوا دار الأوبرا في دمشق قال الأسد “نحن لم نرفض يوما الحل السياسي .. تبنيناه منذ اليوم الأول عبر دعامته الأساسية وهو الحوار ومددنا أيدينا لكل من يحمل مشروعا سياسيا ووطنيا يدفع بسوريا إلى الأمام.”

وتساءل “لكن مع من نتحاور؟ مع أصحاب فكر متطرف لا يؤمنون إلا بلغة الدم والقتل والإرهاب؟ هل نتحاور مع عصابات تؤتمر من الخارج تتبع للغريب وأوامره؟…أم نحاور دمى رسمها الغرب وصنعها وكتب نصوص أدوارها؟ عندها الأولى أن نحاور الأصيل لا البديل… نحاور السيد لا العبد.”

وهذه هي أول كلمة يلقيها الأسد علنا منذ يونيو حزيران الماضي. ومنذ ذلك الحين وصل المعارضون إلى أطراف العاصمة.

وقال جورج صبرا نائب رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض لرويترز “لا يوجد شيء له قيمة في هذا الخطاب. هو فقط تكرار ممل للأفكار والطروحات السابقة ولا تستحق أن تسمى مبادرة. هذا إعلان استمرار الحرب ضد الشعب السوري.”

وأضاف “الرد المناسب هو استمرار المقاومة ضد هذا النظام المرفوض واستمرار عمليات الجيش السوري الحر لتحرير سوريا حتى تحرير الأراضي السورية شبرا شبرا.”

وتابع “بشار الأسد هو من ماضي سوريا وعليه الرحيل قبل أن ننفذ انتقالا سياسيا.”

وينظر الكثيرون إلى الكلمة على أنها رد فعل لجهود المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية الأخضر الإبراهيمي الذي يلتقي مع مسؤولين أمريكيين وروس لتضييق هوة الخلافات بين واشنطن وموسكو حول خطة للسلام. والتقى الإبراهيمي أيضا مع الأسد في سوريا أواخر الشهر الماضي.

وقالت رنا قباني وهي محللة سياسية تدعم المعارضة إن الإبراهيمي يجب أن يشعر بالخجل بعد خطاب الأسد الذي تضمن رفضا لجهوده الدبلوماسية باعتبارها تدخلا غير مقبول.

ودعت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وتركيا ومعظم الدول العربية الأسد إلى التنحي. وتقول روسيا التي تبيع أسلحة إلى سوريا وتستأجر قاعدة بحرية فيها إنها تؤيد نقل السلطة ولكن يجب ألا يكون رحيل الأسد شرطا مسبقا لأي محادثات.

ورفضت دول أجنبية معارضة للأسد كلمته. وقال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو “إن تصريحاته ما هي إلا تكرار لما يقوله طوال الوقت.”

وأضاف “يبدو وكأنه حبس نفسه في غرفة ولا يقرأ سوى تقارير المخابرات التي تقدم إليه.”

وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج إن “الوعود الجوفاء بالإصلاح لا تخدع أحدا”. وقال في رسالة على تويتر “القتلى والعنف والقمع المتفشي في سوريا من صنعه.”

وذكرت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون إن الاتحاد “سيبحث بعناية ما إذا كان الخطاب يحمل أي جديد لكننا متمسكون بموقفنا وهو أن على الأسد أن يتنحى ويسمح بانتقال سياسي.”

وتحدث الأسد (47 عاما) بثقة لمدة ساعة تقريبا أمام حشد من مؤيديه الذين قاطعوه مرارا بهتافاتهم وقبضاتهم المرفوعة مرددين “بالروح بالدم نفديك يا بشار”.

وفي نهاية الخطاب هرع العديد من أنصاره لمصافحته وهم يهتفون “الله سوريا بشار وبس ” في حين كان الأسد يلوح لهم ويبتسم وهو يحاول الخروج من القاعة ومن خلفه علم سوري عليه صور أشخاص يصفهم التلفزيون الرسمي بأنهم “شهداء” الصراع حتى الآن.

وقال الأسد في كلمته التي بثها التلفزيون الرسمي “نحن الآن أمام حالة حرب بكل ما تحمله الكلمة من معنى. نحن الآن نصد عدوانا خارجيا شرسا بشكل جديد… يستهدف سوريا عبر حفنة من السوريين وكثير من الأغراب… وهكذا حرب تواجه بالدفاع عن الوطن.”

وتابع “لن تخرج سوريا من محنتها إلا بتحويل هذه الطاقة إلى حراك وطني شامل ينقذ الوطن من براثن أزمة لم نشهد أو نتذكر لها مثيلا في تاريخ هذه المنطقة. هذا الحراك الوطني هو البلسم الوحيد للجروح العميقة التي أصابت أنسجة مجتمعنا وكادت أن تمزقه.”

وتمنع السلطات السورية معظم وسائل الإعلام المستقلة من دخول دمشق.

ويبدو ان الهدف من إلقاء الخطاب في دار الأوبرا التي تقع في منطقة بوسط دمشق تعرضت لهجمات من المعارضين هو محاولة لإظهار قوة رئيس أصبح ظهوره علنا أكثر ندرة مع اكتساب المعارضة مزيدا من القوة.

وسخر بعض النقاد من مكان إلقاء الخطاب حيث قال رامي خوري المعلق بصحيفة ديلي ستار اللبنانية على تويتر “خطاب الأسد يناسب إلقاءه في دار الأوبرا… لقد كان أوبراليا في خياله القادم من عالم آخر ولا يمت بصلة للواقع الذي يدور خارج المبنى.”

وتقول الأمم المتحدة إن 60 ألف شخص لقوا حتفهم في الحرب الأهلية الدائرة في سوريا. ووصل القتال إلى أطراف العاصمة في صراع صار أطول وأعنف الصراعات الناجمة عن الانتفاضات التي اجتاحت دولا عربية منذ عامين.

وشهدت الأشهر الستة الماضية تقدما كبيرا للمعارضين حيث يسيطرون الآن على معظم المناطق الشمالية والشرقية في البلاد وعدد من الأحياء الواقعة على أطراف دمشق إلى جانب المعبر الحدودي الرئيسي مع تركيا.

غير أن قوات الأسد لا تزال تسيطر بقوة على معظم المناطق الجنوبية الغربية المكتظة بالسكان والطريق السريع الرئيسي بين الشمال والجنوب وساحل البحر المتوسط.

كما يفرض الجيش سيطرته على قواعد عسكرية في أنحاء البلاد تنطلق منها الطائرات المقاتلة والهليكوبتر لضرب المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضين ما يجعل من المستحيل على مقاتلي المعارضة تعزيز قبضتهم على الأراضي التي يسيطرون عليها.

ويتولى الأسد طبيب العيون الحكم منذ عام 2000 خلفا لوالده حافظ الأسد الذي استولى على السلطة في انقلاب عام 1970.

وفي هذه الحرب تقف معارضة مسلحة ينتمي معظمها للأغلبية السنية في مواجهة الأسد المنتمي إلى الأقلية العلوية.

غير أن الخطة المطروحة في خطاب اليوم خلت من أي اقتراحات جديدة أفضل وهو ما يضمن رفض المعارضة لها. ومن بين الاقتراحات التي تضمنتها الخطة وقف المعارضين لعملياتهم أولا قبل أن يوقف الجيش إطلاق النار وهو اقتراح كفيل بإفشالها.

وأكد الأسد كثيرا على صلة المعارضين بتنظيم القاعدة ومتشددين إسلاميين آخرين. ووصفت واشنطن التي تدعم المعارضة إحدى الجماعات المعارضة بأنها منظمة “إرهابية” قائلة إنها على صلة بالتنظيم الذي أسسه أسامة بن لادن.

ولم تنجح السبل الدبلوماسية لحل الصراع حتى الآن حيث تطالب الولايات المتحدة وقوى غربية ودول عربية وتركيا برحيل الأسد بينما ترفض روسيا وإيران استبعاده من المحادثات حول تشكيل أي حكومة في المستقبل. واستخدمت موسكو حق النقض (الفيتو) لمنع صدور قرارات من الأمم المتحدة ضد الأسد.

ويسعى الإبراهيمي إلى تضييق الفجوة بين الجانبين والتقى مع عدد من كبار المسؤولين الأمريكيين والروس لبحث اقتراحه بشأن السلام والذي لم يوضح مصير الأسد.

وقال المتحدث باسم الائتلاف الوطني السوري وليد البني لرويترز إن كلمة الأسد جاءت في هذا التوقيت على ما يبدو في مسعى للحيلولة دون حدوث انفراجة بهذه المحادثات من خلال اتخاذ موقف لا يمكن معه تحقيق المصالحة بين الجانبين عن طريق السبل الدبلوماسية.

وقال البني إن حديث الإبراهيمي وآخرين عن نوع من الحلول السياسية يجري الإعداد له دفعه إلى الخروج وإبلاغ الآخرين بأنه لن يقبل هذا الحل. وأضاف أن الأسد يخشى أي اتفاق يفضي إلى سقوطه.

وفي مستهل خطابه قال الأسد لمؤيديه في القاعة “اليوم أنظر إلى وجوهكم ووجوه أبناء بلدي وقد كساها الحزن والألم. أنظر ألى عيون أطفال سوريا فلا أرى ضحكة بريئة تشع منها ولا ألعابا تزرع البسمة على وجوههم .أرقب أيادي العجائز فلا أراها إلا متضرعة للدعاء بالسلامة لابن أو ابنة أو حفيد.”

وأضاف “نلتقي اليوم والمعاناة تعم أرض سوريا ولا تبقي مكانا للفرح في أي زاوية من زوايا الوطن فالأمن والأمان غابا عن شوارع البلاد وأزقتها. نلتقي اليوم وهناك أمهات فقدت أبناءها خيرة أبنائها وأسر فقدت معيلها وأطفال تيتموا وأخوة تفرقوا بين شهيد ونازح ومفقود.”

لكنه قال “من رحم الألم يجب أن يولد الأمل ومن عمق المعاناة تجترح أهم الحلول. فالغيمة السوداء تحجب نور الشمس نعم لكنها تحمل في طياتها مطرا وطهرا وأملا بالخير والعطاء حين تمطر.”

من بيتر جراف وإريكا سولومون

(إعداد عبد المنعم درار للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)

نص الخطاب

دمشق-سانا

ألقى السيد الرئيس بشار الأسد كلمة اليوم تناول فيها آخر المستجدات في سورية والمنطقة وفيما يلي النص الكامل للكلمة:

السادة رئيس وأعضاء الحكومة…

السادة رؤساء وأعضاء قيادات المنظمات الشعبية والنقابات المهنية.. أيتها الأخوات… أيها الأخوة..

اليوم أنظر إلى وجوهكم ووجوه أبناء بلدي وقد كساها الحزن والألم… أنظر إلى عيون أطفال سورية فلا أرى ضحكة بريئة تشع منها ولا ألعاباً تزرع البسمة على وجوههم.. أرقب أيادي العجائز فلا أراها إلا متضرعة بالدعاء بالسلامة لابن أو ابنة أو حفيد.

وأضاف الرئيس الأسد.. نلتقي اليوم والمعاناة تعم أرض سورية ولا تبقي مكانا للفرح في أي زاوية من زوايا الوطن.. فالأمن والأمان غابا عن شوارع البلاد وأزقتها.. نلتقي اليوم وهناك أمهات فقدن أبناءهن.. خيرة أبنائهن.. وأسر فقدت معيلها وأطفال تيتموا وإخوة تفرقوا بين شهيد و نازح ومفقود.

من رحم الألم يجب أن يولد الأمل ومن عمق المعاناة تجترح أهم الحلول

وقال الرئيس الأسد.. وإذا كان كل هذا الألم يخيم كغيمة سوداء على البلاد، فإن الحالة الوجدانية وحدها.. على سموها.. ليست كافية لتعويض فقدان الأحبة أو عودة الأمن والأمان إلى البلاد أو تأمين الخبز والماء والوقود والدواء على امتداد ساحة الوطن.. فمن رحم الألم يجب أن يولد الأمل.. ومن عمق المعاناة تجترح أهم الحلول فالغيمة السوداء في السماء تحجب نور الشمس.. لكنها تحمل في طياتها مطراً وطهراً وأملاً بالخير والعطاء حينما تمطر.

وأضاف الرئيس الأسد.. هذه المشاعر والعواطف من ألم وحزن وتحد وإصرار هي طاقة جبارة .. لن تخرج سورية من محنتها.. إلا بتحويل هذه الطاقة إلى حراك وطني شامل ينقذ الوطن من براثن هجمة لم نشهد أو نتذكر لها مثيلا في تاريخ هذه المنطقة.

وقال الرئيس الأسد.. هذا الحراك الوطني هو البلسم الوحيد للجروح العميقة التي أصابت أنسجة مجتمعنا وكادت أن تمزقه.. هو الوحيد القادر على إبقاء سورية جغرافيا وجعلها أقوى سياسيا واسترجاعها اجتماعياً وثقافياً وأخلاقياً.. فكل مواطن مسؤول بل وقادر على تقديم شيء ولو كان بسيطاً أو محدوداً بنظره.. فالوطن للجميع ندافع عنه جميعا.. كل بما يستطيع ويملك.. فالفكرة دفاع والموقف دفاع والبناء دفاع والحفاظ على ممتلكات الشعب دفاع.. ولأن الهجمة على الوطن كله بما فيه ومن فيه فكل مواطن واعٍ بات يعلم علم اليقين أن السلبية أو انتظار الزمن أو الآخرين ليحلوا المشكلة هو بحد ذاته سير بالبلاد نحو الهاوية.. وعدم المشاركة بالحلول هو إعادة للوطن إلى الوراء لا تقدم به نحو الخروج مما فيه.

وأضاف الرئيس الأسد.. ولأن كثيرين سقطوا في فخ ما تم تصويره لهم على أن الصراع هو بين حكم ومعارضة أي صراع على كرسي ومنصب وسلطة.. فقد ابتعدوا والتزموا الصمت والحيادية.. وبالتالي فإنه من واجبنا جميعاً اليوم أن نعيد توجيه الرؤية باتجاه البوصلة الحقيقية للوطن.. فالصراع أيها السادة هو صراع بين الوطن وأعدائه بين الشعب والقتلة المجرمين بين المواطن وخبزه ومائه ودفئه ومن يحرمه من كل ذلك بين حالة الأمان التي كنا نتغنى بها وبث الخوف والذعر في النفوس.

الصراع هو بين الوطن وأعدائه

وقال الرئيس الأسد.. قتلوا المدنيين والأبرياء ليقتلوا النور والضياء في بلدنا.. اغتالوا الكفاءات والعقول ليعمموا جهلهم على عقولنا.. خربوا البنية التحتية التي بنيت بأموال الشعب لتتغلغل المعاناة في حياتنا.. حرموا الأطفال من مدارسهم ليخربوا مستقبل البلاد ويعبروا عن جاهليتهم.. قطعوا الكهرباء والاتصالات وإمداد الوقود وتركوا الشيوخ والأطفال يقاسون برد الشتاء دون دواء تأكيداً على وحشيتهم أما لصوصيتهم فتجلت في تخريب الصوامع وسرقة القمح والطحين ليتحول رغيف الخبز حلما وليجوع المواطن فهل هذا صراع على كرسي ومنصب… أم هو صراع بين الوطن وأعدائه.. هل هو صراع على سلطة… أم هو انتقام من الشعب الذي لم يعط أولئك الإرهابيين القتلة الكلمة المفتاح من أجل تفتيت سورية و تفتيت مجتمعها… إنهم أعداء الشعب وأعداء الشعب هم أعداء الله وأعداء الله يحشرون في النار يوم القيامة.

الثورة عادة ثورة الشعب لا ثورة المستوردين من الخارج

وأضاف الرئيس الأسد.. في البداية أرادوها ثورة مزعومة.. فثار الشعب عليهم حارما إياهم من حاضنة شعبية أرادوا فرضها بالمال والإعلام والسلاح خفية وعندما فشلوا انتقلوا إلى المرحلة الثانية فأسقطوا أقنعة “السلمية” وكشفوا الغطاء عن السلاح الذي كانوا يستعملونه منذ البداية خفيةً فرفعوه علناً.. وبدؤوا بمحاولاتهم احتلال مدنٍ لينقضوا كالذئاب من خلالها على باقي المدن.. ضربوا بوحشية.. وكلما كانوا يضربون كان الشعب الكبير بوعيه وصموده ينبذهم ويكشف زيفهم.. فقرروا الانتقام من الشعب بنشر الإرهاب أينما حلوا وفي أي مكان ودون تمييز.

وقال الرئيس الأسد.. يسمونها ثورة وهي لا علاقة لها بالثورات لا من قريب ولا من بعيد.. الثورة بحاجة لمفكرين.. الثورة تبنى على فكر.. فأين هو المفكر.. من يعرف مفكرا لهذه الثورة.. الثورات بحاجة لقادة.. من يعرف من هو قائد هذه الثورة.. الثورات تبنى على العلم والفكر لا تبنى على الجهل.. تبنى على دفع البلاد إلى الأمام لا إعادتها قرونا إلى الوراء.. تبنى على تعميم النور على المجتمع لا على قطع الكهرباء عن الناس.. الثورة عادة ثورة الشعب لا ثورة المستوردين من الخارج لكي يثوروا على الشعب.. هي ثورة من أجل مصالح الشعب ليست ضد مصالح الشعب فبالله عليكم هل هذه ثورة وهل هؤلاء ثوار إنهم حفنة من المجرمين.

الفكر التكفيري فكر دخيل على بلادنا

وأضاف الرئيس الأسد.. خلف كل ذلك كان التكفيريون يعملون في الصفوف الخلفية عبر عمليات التفجير والقتل الجماعي.. تاركين العصابات في الواجهة.. داعمين لها من الخلف.. وكلما كان الجيش والشعب يداً بيد يصد قتلهم وإجرامهم كانوا يقتربون من الانهيار.. عندها لم يجد التكفيريون بداً مما ليس منه بد فانتقلوا للقتال في الصفوف الأمامية واستلموا دفة سفينة الدم والقتل والتنكيل.. ولأن الفكر التكفيري فكر دخيل على بلادنا كان لابد من استيراده من الخارج افراداً وافكاراً.. وهنا انقلبت المعادلة.. تكفيريون..إرهابيون..قاعدة… يسمون أنفسهم “جهاديين” جاؤوا من كل حدب وصوب.. يقودون العمليات الإرهابية على الأرض وأما المسلحون وبعد فشلهم نقلوا إلى الصفوف الخلفية كمساعدين بأعمال خطف ونهب وتخريب.. خدم.. وبأحسن الأحوال أدلاء.. جواسيس على أبناء جلدتهم لصالح تكفيريين قتلة لا يتكلمون لغة سوى لغة الذبح وتقطيع الأوصال.

وقال الرئيس الأسد.. نحن أيها الاخوة.. نقاتل هؤلاء.. وكثير منهم غير سوريين.. أتوا من أجل مفاهيم منحرفة ومصطلحات مزيفة يسمونها جهاداً وهي أبعد ما تكون عن الجهاد وعن الإسلام في شيء.. الشيء المؤكد أن معظم من نواجههم الآن هم من هؤلاء الإرهابيين الذين يحملون فكر القاعدة وأعتقد معظمكم يعرف ويعلم كيف تمت رعاية هذا النوع من الإرهاب منذ ثلاثة عقود في أفغانستان من قبل الغرب وبأموال عربية بعد انتهاء مهمة هؤلاء الإرهابيين بتفكك الاتحاد السوفييتي وخروجه من أفغانستان انفلت من عقاله وبدأ يضرب في كل مكان ضرب في العالم العربي.. ضرب في العالم الإسلامي وانتقل إلى الغرب.. حاولوا التخلص منه بحرب أفغانستان وحاولوا التخلص منه بطرق مختلفة بعد غزو العراق ولكن هذا الإرهاب كان معندا ومستمرا بالانتشار وبدأ يتغلغل في قلب المجتمعات الغربية نفسها فأتت هذه الأحداث في العالم العربي وخاصة في سورية كفرصة سانحة لهذه القوى.. أقصد القوى الغربية لكي تقوم بنقل العدد الأكبر الممكن إلى سورية لتحويل سورية إلى أرض الجهاد وبالتالي يتخلصون من خصمين مزعجين بنفس الوقت.. يتخلصون من الإرهابيين ويضعفون سورية العقدة المزعجة بالنسبة للغرب.

وأضاف الرئيس الأسد.. هناك منظمة تعنى بموضوع الإرهاب لا أذكر ما اسمها أصدرت منذ نحو شهر أو أكثر بقليل تقريرا حول تراجع الأعمال الإرهابية بشكل عام وخاصة في منطقة أواسط وشرق آسيا.. صحيح لأن معظم الإرهابيين أتوا إلى سورية من معظم هذه الدول والبعض منهم يأتي من الدول الغربية نفسها.. دخول هؤلاء الإرهابيين إلى أي مجتمع هو خطير من الناحية الأمنية وهذا من البديهيات ولكن ليس مستحيلا دحرهم عندما نمتلك الإرادة والشجاعة لذلك.. ولكن الأخطر هو الدخول بالمعنى الفكري والاجتماعي.. فهذا النوع من الفكر عندما يتغلغل في قلب مجتمع يتحول هذا المجتمع إلى مسخ مشوه وإن لم نعالج هذا الموضوع بشكل جدي بغض النظر عن الأزمة التي تمر بها سورية بجوانبها السياسية.. وبمعنى آخر يجب أن نسمو فوق الخلافات بالنسبة لهذا الموضوع.. وإلا فنحن نورث الأبناء والأحفاد دماء.. ودماء لأجيال وأجيال.. وسورية التي نعرفها لن تكون موجودة ليس بالضرورة بالاسم أو الجغرافيا وإنما على الأقل سورية التي عرفناها كمجتمع ولكن هذا لا يمنع أن هذا النوع من الفكر يخلق فتنة ويدمر الجغرافيا والمعنى السياسي لأي مجتمع يتغلغل فيه.. هذه مسؤولية كبيرة لا بد من أن نتوحد جميعا من أجل مواجهتها.

سورية ستبقى حرة سيدة لا ترضى الخنوع ولا تقبل الوصاية

وقال الرئيس الأسد.. لكن للأزمة ابعاداً أخرى ليست داخلية فقط.. فما يجري بالداخل بات واضحاً لمن يريد الرؤية.. أما إقليمياً فهناك من يسعى لتقسيم سورية وآخرون يسعون لإضعافها.. بعضها يمد المجرمين بالمال والسلاح والبعض الآخر بالدعم والتدريب.. دول عدوة بنيت على الاحتلال والعدوان لا نستغرب ما قامت وما تقوم به.. ودول جارة جارت على سورية وشعبها لتضعفه وتهيمن عليه.. ودول بحثت عن موقع لها في تاريخ لا تمتلكه.. فكتبته بدماء الأبرياء من الشعب العربي.. والسوري تحديداً.. لكن سورية وشعبها أقوى وأصلب… ويعدهم بأنه لن ينسى.

وأضاف الرئيس الأسد.. وأما دوليا.. فليس خافياً على أحد أن سورية كانت وستبقى حرة سيدة لا ترضى الخنوع ولا تقبل الوصاية.. وهذا ما كان يزعج الغرب ولا يزال.. فأرادوا استغلال أحداث داخلية لإخراج سورية من المعادلة السياسية للمنطقة لينتهوا من هذه العقدة المزعجة وليضربوا فكر المقاومة وليحولونا إلى تابعين شأننا شأن الكثيرين ممن حولنا.. لكن المجتمع الدولي لا يقتصر على الغرب فقط فكثير من الدول في العالم وفي مقدمتها روسيا والصين ومعهما دول مجموعة البريكس وغيرها الكثير ترفض التدخل في شؤون الدول وزعزعة الاستقرار في المنطقة انطلاقاً من مبادئها ومصالحها وحرصها على حرية الشعوب في تقرير مصيرها.. دول تحترم سيادة سورية واستقلالها وحرية قرارها.. لن ترى منا إلا الشكر والتقدير والاحترام المتبادل.. وأخص بالشكر طبعا روسيا والصين وإيران.. لكل من وقف إلى جانب الشعب السوري في تقرير مصيره.

وقال الرئيس الأسد.. في ظل كل ذلك لا يمكن لنا الحديث عن الحل إلا بالأخذ بعين الاعتبار هذه العوامل.. الداخل.. والعامل الإقليمي.. والعامل الدولي.. وأي إجراء لا يغير هذه العوامل لن يسمى حلاً حقيقياً ولا تأثير له على الإطلاق.

وأضاف الرئيس الأسد.. ولنبدأ من الداخل.. فالخلاف إن كان بنظر البعض في البدايات بين معارضة وموالاة.. وأنا لا أعتقد أنه كان بهذا الشكل منذ البداية.. فهكذا خلاف في العالم المتحضر يكون حول كيفية بناء الوطن لا تخريبه.. حول كيفية تقدمه وتطوره لا إرجاعه عشرات السنين إلى الوراء.. العلاقة بين المعارضة والموالاة تكون علاقة الداخل بالداخل.. أما عندما يصبح جزء من الداخل مسيراً ومرتبطاً بالخارج فالصراع هنا بين الداخل والخارج.. بين استقلال الوطن والهيمنة عليه.. بين بقائه سيداً حرا واحتلاله من الخارج سياسياً.. وهنا تتحول القضية إلى الدفاع عن الوطن برمته ويتوحد الجميع ضد العدوان الآتي من الخارج بأدواتٍ بعضها داخلي.. لذلك عندما نقول معارضة خارجية أو أي كلام مشابه لا نقصد المكان الذي يقطن فيه هؤلاء الأشخاص وإنما نقصد المكان الذي وضعوا فيه قلبهم وعقلهم.. ارتباطهم ورهانهم.. والأهم تمويلهم.. هذا ما نقصده بالخارج سواء كان يقطن بالداخل أو بالخارج فهناك اشخاص يقطنون في الخارج ولكن يدافعون عن بلدهم.

نحن الآن أمام حالة حرب بكل ما تحمل الكلمة من معنى.. نحن الآن نصد عدواناً خارجياً شرساً بشكل جديد

وقال الرئيس الأسد.. نعم أيها السادة ليست معارضة وموالاة ولا جيشا مقابل عصابات وقتلة فحسب.. نحن الآن أمام حالة حرب بكل ما تحمل الكلمة من معنى.. نحن الآن نصد عدواناً خارجياً شرساً بشكل جديد وهذا النوع من الحروب هو أشد فتكا وأكبر خطراً من الحروب التقليدية لأنها لا تستخدم أدواتها لضربنا بل تجيرنا نحن لتنفيذ مشاريعها.. تستهدف سورية عبر حفنة من السوريين وكثير من الأغراب.. تحاول استخدامنا لقطع أشجارنا وهدم أحجارنا وللأسف بأيدي بعضٍ منا.. وهكذا حرب تواجه بالدفاع عن الوطن بالتوازي مع إصلاح ضروري لنا جميعا والذي قد لا يغير من واقع الحرب شيئاً لكنه يقوينا ويقوي وحدتنا ويعزز مناعتنا في مواجهتها.. البعض يعتقد أن هذا الحل أو هذا الاصلاح سيحل المشكلة.. لا.. هو عامل مؤثر ولكن هو ليس كل الحل.

الإصلاح دون أمان كالأمان دون إصلاح.. لا ينجح أحدهما دون الآخر

وأضاف الرئيس الأسد.. فالإصلاح دون أمان كالأمان دون إصلاح.. لا ينجح أحدهما دون الآخر.. وهذا ما كنا نقوله وما زلنا.. ومن كرر كثيراً أن سورية اختارت الحل الأمني فهو لا يسمع ولا يرى.. فنحن لطالما قلنا مراراً وتكراراً .. الإصلاح والسياسة بيد والقضاء على الإرهاب باليد الأخرى.. ومن يقلب الحقائق تحت هذا العنوان نقل له..عندما يتعرض شخص للاعتداء ويدافع عن نفسه هل نقول دافع عن نفسه أم اختار الحل الأمني… فلماذا عندما تدافع الدولة عن الشعب وعندما يدافع الشعب عن الوطن يقولون إنهم اختاروا الحل الأمني.

وقال الرئيس الأسد.. الدفاع عن الوطن واجب ليس مطروحا للنقاش وهو واجب قانوني ودستوري وشرعي وهو خيار وحيد فلا يوجد خيار للحل الأمني.. هنا خيار وحيد.. هو الدفاع عن النفس.. فإذا كنا اخترنا الحل السياسي وسعينا إليه منذ الأيام الأولى فلا يعني ألا ندافع عن أنفسنا.. واذا كنا اخترنا الحل السياسي منذ الأيام الأولى فهذا يعني أننا بحاجة لشريك قادر وراغب بالسير في عملية سياسية والدخول في عملية حوار على المستوى الوطني.. واذا كنا اخترنا الحل السياسي ولم نر شريكا فهذا لا يعني أننا لم نرغب.. هذا يعني أننا لم نر شريكا خلال المرحلة الماضية.. بشكل أوضح إذا كان الشخص يريد الزواج وبحث عن شريك ولم يجد من يرغب ويقبل به فهذا لا يعني أنه غير راغب في الزواج.. لذلك أي طرح حول اختيار الدولة في سورية للحل الأمني كلام غير صحيح ولم يطرح في يوم من الأيام ولم يصرح أي مسؤول في الدولة أننا نختار الحل الأمني.

الدفاع عن الوطن واجب وهو خيار وحيد

وأضاف الرئيس الأسد.. عندما تتعرض لهجوم وتدافع عن نفسك فهذا يسمى دفاعا عن النفس ولا يسمى اختيارا للحل الأمني.. فلسنا نحن من اخترنا الحرب.. الحرب فرضت على سورية وعندما تدافع الدولة عن الشعب وندافع عن أنفسنا لا يمكن لعاقل أن يسمي ذلك اختيارا للحل الأمني.. فالدفاع عن الوطن واجب وهو خيار وحيد، وقبولنا بالحل السياسي لا يعني ألا ندافع عن أنفسنا لكن ايضا قبولنا بالحل السياسي يعني وجود شريك سياسي قادر على الحوار وراغب به.

وقال الرئيس الأسد.. نحن لم نرفض يوماً الحل السياسي.. تبنيناه منذ اليوم الأول عبر دعامته الأساسية وهي الحوار.. ومددنا أيدينا لكل من يحمل مشروعاً سياسياً وطنياً يدفع بسورية إلى الأمام.. لكن مع من نتحاور… مع أصحاب فكر متطرف لا يؤمنون إلا بلغة الدم والقتل والإرهاب… مع عصابات تؤتمر من الخارج.. تتبع للغريب وأوامره.. فيأمرها برفض الحوار لعلمه ويقينه أن الحوار سيفشل مخططاته بإضعاف سورية والانتهاء منها وخاصة بعض الدول الإقليمية التي يعلم مسؤولوها أن خروج سورية من أزمتها سيقضي عليهم وعلى مستقبلهم السياسي بعد أن غرقوا وأغرقوا شعوبهم بالأكاذيب وصرفوا مقدرات بلادهم دعماً للإرهاب ولم يعد بمقدورهم تبرير سياساتهم العدوانية وتورطهم في سفك الدماء و قتل الأبرياء.. أم نحاور دمى رسمها الغرب وصنعها وكتب نصوص أدوارها… عندها الأولى أن نحاور الأصيل لا البديل.. نحاور من شكلها لا من يقوم بتأدية الأدوار المكتوبة له على خشبات المسارح الدولية.. نحاور السيد لا العبد.

وأضاف الرئيس الأسد.. وأما الغرب..سليل الاستعمار وصاحب الختم الأول في سياسة التقسيم والتناحر الطائفي البغيض فهو من سد باب الحوار لا نحن..لأنه اعتاد إعطاء الأوامر للإمعات ونحن اعتدنا على السيادة والاستقلال وحرية القرار.. لأنه أدمن الأجراء والأذلاء ولأننا جبلنا على الكرامة والإباء.. وسنبقى.. فكيف يحاورنا… ولماذا يحاورنا… وبالتالي فإن من يتحدث عن الحل السياسي فقط ويتعامى عن هذه الحقائق فهو إما جاهل بالوقائع أو متخاذل يقدم الوطن والمواطن لقمة سائغة للمجرمين ومن يقف خلفهم.. يبيع شعبه ودماء شهدائه بالمجان.. وهذا ما لن نسمح به.

وقال الرئيس الأسد.. البعض يتحدث عن الحل السياسي فقط والبعض يتحدث عن مكافحة الإرهاب فقط وهذا الكلام غير دقيق فالحل يجب أن يكون حلاً شاملاً وفيه محاور.. فيه السياسي ومكافحة الإرهاب وفيه محور ثالث مهم جدا هو الحل الاجتماعي ولدينا نماذج في حمص ودرعا تحديدا حيث تحسن الوضع بشكل كبير بسبب هذا الحل الاجتماعي فأشخاص وطنيون يمتلكون حساً وطنياً وانتماء وطنياً واخلاقاً قاموا بمبادرات بين الدولة وبعض المغرر بهم من المسلحين والإرهابيين واعطت نتائج هامة جدا على الواقع وهؤلاء الأشخاص لا ينتمون إلى أحزاب وليس لديهم أي برنامج سياسي وليس لديهم سوى الانتماء الوطني وهذا النوع من المبادرات هام جدا وخاصة ان أي أزمة في أي وطن وحتى لو كانت جريمة عادية تتفاقم فعلينا ان نعود إلى الجذور الاجتماعية دائما.

سنحاور من ألقى السلاح لتعود الدماء العربية السورية الأصيلة تسري في عروقه

وأضاف الرئيس الأسد.. أوجه تحية إلى هؤلاء الاشخاص الذين أنجزوا إنجازات وطنية كل بحسب ما يستطيع وأنا أعرف البعض منهم والتقيت بهم بشكل مباشر والبعض الآخر سمعت عنه ولكن هناك جنودا مجهولين ونوجه لهم التحية ونقول لهم نحن نعول كثيرا على مبادراتهم.

وقال الرئيس الأسد.. قد يبدو من كل ما سبق أنه لا يوجد أحد نحاوره وهذا الكلام غير صحيح.. فرغم كل ما سبق.. سنحاور ونمد يدنا دائما وأبداً للحوار.. سنحاور كل من خالفنا بالسياسة.. وكل من ناقضنا بالمواقف دون أن يكون موقفه مبنياً على المساس بالمبادئ والأسس الوطنية.. سنحاور أحزاباً وأفراداً لم تبع وطنها للغريب.. سنحاور من ألقى السلاح لتعود الدماء العربية السورية الأصيلة تسري في عروقه.. وسنكون شركاء حقيقيين مخلصين لكل وطني شريف غيور يعمل من أجل مصلحة سورية وأمانها واستقلالها.

المرحلة الأولى للحل: الالتزام بوقف تمويل وتسليح وإيواء المسلحين بالتوازي مع وقف المسلحين للعمليات الإرهابية

وأضاف الرئيس الأسد.. وعليه وانطلاقا من ثوابتنا المبدئية وفي مقدمتها سيادة الدولة واستقلالية قرارها ومبادئ وأهداف ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي والتي تؤكد جميعها على سيادة الدول واستقلالها ووحدة أراضيها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.. وإيمانا منا بضرورة الحوار بين أبناء سورية.. وبقيادة سورية.. ومن أجل استعادة المناخ الآمن وعودة الاستقرار فإن الحل السياسي في سورية سيكون على الشكل التالي.. المرحلة الأولى.. أولا.. تلتزم فيها الدول المعنية.. الاقليمية والدولية بوقف تمويل وتسليح وإيواء المسلحين بالتوازي مع وقف المسلحين للعمليات الإرهابية.. ما يسهل عودة النازحين السوريين إلى أماكن إقامتهم الأصلية بأمن وأمان.. بعد ذلك مباشرة يتم وقف العمليات العسكرية من قبل قواتنا المسلحة التي تحتفظ بحق الرد في حال تعرض أمن الوطن أو المواطن أو المنشآت العامة والخاصة لأي اعتداء.. ثانيا.. إيجاد آلية للتأكد من التزام الجميع بالبند السابق وخاصة ضبط الحدود.. ثالثا.. تبدأ الحكومة القائمة مباشرة بإجراء اتصالات مكثفة مع كل أطياف المجتمع السوري بأحزابه وهيئاته لإدارة حوارات مفتوحة لعقد مؤتمر حوار وطني تشارك فيه كل القوى الراغبة بحل في سورية من داخل البلاد وخارجها.

المرحلة الثانية: عقد مؤتمر الحوار الوطني الشامل للوصول إلى ميثاق وطني يتمسك بسيادة سورية ووحدة وسلامة أراضيها

وقال الرئيس الأسد.. المرحلة الثانية.. أولا.. تدعو الحكومة القائمة إلى عقد مؤتمر الحوار الوطني الشامل للوصول إلى ميثاق وطني يتمسك بسيادة سورية ووحدة وسلامة أراضيها ورفض التدخل في شؤونها ونبذ الإرهاب والعنف بكل أشكاله.. هذا الميثاق هو ما سيرسم المستقبل السياسي لسورية ويطرح النظام الدستوري والقضائي والملامح السياسية والاقتصادية والاتفاق على قوانين جديدة.. للأحزاب والانتخابات والإدارة المحلية وغيرها.. ثانيا.. يعرض الميثاق الوطني على الاستفتاء الشعبي.. ثالثا.. تشكل حكومة موسعة تتمثل فيها مكونات المجتمع السوري وتكلف بتنفيذ بنود الميثاق الوطني.. رابعا.. يطرح الدستور على الاستفتاء الشعبي وبعد إقراره تقوم الحكومة الموسعة باعتماد القوانين المتفق عليها في مؤتمر الحوار وفقا للدستور الجديد ومنها قانون الانتخابات وبالتالي إجراء انتخابات برلمانية جديدة.. وكل ما يتعلق بالدستور والقوانين يمكن ان نضع قبله كلمة “إذا” أي إذا اتفق في هذا المؤتمر.. مؤتمر الحوار على قوانين جديدة أو على دستور جديد تقوم الحكومة بالعمل على إظهارها.

المرحلة الثالثة: تشكيل حكومة جديدة وعقد مؤتمر عام للمصالحة الوطنية وإصدار عفو عام

وتابع الرئيس الأسد.. المرحلة الثالثة.. اولا.. تشكل حكومة جديدة وفقا للدستور الموجود في ذلك الوقت.. ثانيا.. عقد مؤتمر عام للمصالحة الوطنية وإصدار عفو عام عن المعتقلين بسبب الأحداث مع الاحتفاظ بالحقوق المدنية لأصحابها.. ثالثا.. العمل على تأهيل البنى التحتية واعادة الاعمار والتعويض على المواطنين المتضررين بالأحداث.

وأضاف الرئيس الأسد.. وبالنسبة للعفو العام يكون مع الاحتفاظ بالحقوق المدنية لأصحابها لأن الدولة يحق لها أن تعفو عن حقها أو ما يسمى الحق العام ولا يحق لها ان تعفو عن حقوق الأشخاص.. واعتقد إذا وصلنا إلى هذه المرحلة فلابد أن يكون العفو عاما ليس من قبل الدولة ولكن من أصحاب الحقوق وعندها عمليا نصل إلى المصالحة الوطنية والكل يسامح الكل.

وقال الرئيس الأسد.. إن هذه الملامح الرئيسية للحل السياسي كما نراه وهي مجرد عناوين بحاجة لتفاصيل وستكلف الحكومة بإدارة هذا الموضوع وستقوم بوضع التفاصيل والتوسع في هذه العناوين وتقدم هذه الرؤية على شكل مبادرة خلال الأيام القليلة القادمة وتتابع بعدها كل هذه المراحل حسب البنود المذكورة.

وأضاف الرئيس الأسد.. دعونا نضع كل موضوع في سياقه فنحن نعيش الآن في عصر التزوير والتأويل الخاطئ ولسنا من يؤول الأمور لكن هذه الحالة العامة في تأويل الأمور بعكس مقاصدها لذلك دعونا نضع الأمور في سياقها ونصحح الافكار والمصطلحات التي تطرح.

وأضاف الرئيس الأسد.. أولا.. بالنسبة لهذه الرؤية البعض سيتخوف منها وسيشعر بالقلق وسيعتبر أن فيها عودة إلى الخلف من الناحية الأمنية لكن أنا اطمئن الجميع بأنه بالنسبة لمكافحة الإرهاب لن نتوقف طالما يوجد إرهابي واحد في سورية وما بدأنا به لن نتوقف عنه فأي شيء نقوم به في هذه المبادرة لا يعني على الاطلاق التهاون في موضوع مكافحة الارهاب بل على العكس كلما تقدمنا في مكافحة الارهاب كانت هناك إمكانية لنجاح هذه الرؤية.

وقال الرئيس الأسد.. ثانياً.. هذه الرؤية إذا أرادوا تسميتها مبادرة أو رؤية أو أفكارا فهي موجهة لكل من يريد الحوار ولكل من يريد أن يرى حلاً سياسياً في المستقبل القريب في سورية وهي ليست موجهة لمن لا يريد أن يحاور وبالتالي سنسمع الآن منذ اليوم الكثير من الرفض من قبل الجهات التي تعرفونها ونحن نقول لهم مسبقاً.. لماذا ترفضون شيئاً هو ليس موجهاً لكم بالأساس كي لا يضيعوا وقتهم.

وأضاف الرئيس الأسد.. ثالثاً.. أي مبادرة تطرح من قبل أي جهة أو شخصية أو دولة يجب أن تستند إلى الرؤية السورية وهذا يعني أنه لا توجد مبادرة تحل محل ما يمكن أن نراه نحن كحل للأزمة في سورية.. بمعنى أوضح أي مبادرة هي مبادرة مساعدة لما سيقوم به السوريون ولا تحل محلها.. وبعد طرح هذه الأفكار من قبل الحكومة يجب أن تكون أي مبادرة تأتي من الخارج مستندة إلى هذه الأفكار ومساعدة لها ولا داعي لأن نضيع وقتنا ووقت الآخرين بمبادرات تخرج عن هذا السياق.

وقال الرئيس الأسد.. بنفس الوقت إذا تساءلنا كيف يمكن للمبادرات الخارجية أن تساعدنا.. فهناك محوران.. محور العمل السياسي ومحور مكافحة الإرهاب.. وفي المحور الأول لسنا بحاجة إلى مساعدة ونحن كسوريين قادرون على القيام بعملية سياسية متكاملة ومن يرد أن يساعد سورية بشكل عملي وفعلي وصادق ويرد النجاح فهو قادر على التركيز على موضوع وقف إدخال المسلحين والسلاح والمال الى سورية.. وهذه رسالة لكل من يعمل من الخارج كي يعرف أين يركز.. ولا نريد أحدا يأتي إلى سورية ليقول لنا ما الذي يجب علينا فعله في العملية السياسية.. بلد عمره آلاف السنين يعرف كيف يدير اموره.

وأضاف الرئيس الأسد.. النقطة الرابعة.. أن نؤيد المبادرات الخارجية المساعدة لا يعني بأي شكل من الاشكال أن نقبل بتفسيرها إن لم يكن يتوافق مع رؤيتنا.. ولا نقبل بأي تأويل لهذه المبادرات إلا بالطريقة التي تخدم المصلحة السورية.. وفي هذا الاطار أتحدث عن مبادرة جنيف التي أيدتها سورية ولكن كان فيها بند غامض هو بند المرحلة الانتقالية.. طبعاً هو غير مفسر لسبب بسيط.. لأننا عندما نتحدث عن مرحلة انتقالية فأول شيء نسأله انتقال من أين إلى اين… أو من ماذا إلى ماذا… أن ننتقل من بلد حر مستقل إلى بلد تحت الاحتلال مثلاً… هل ننتقل من بلد فيه دولة إلى بلد ليس فيه دولة وحالة فوضى مطلقة… أم هل ننتقل من قرار وطني مستقل إلى تسليم هذا القرار إلى الأجانب.

وقال الرئيس الأسد.. طبعاً الخصوم يريدون الثلاثة معا.. وبالنسبة لنا في مثل هذا الظرف المرحلة الانتقالية هي الانتقال من اللااستقرار إلى الاستقرار وأي تفسير آخر لا يعنينا.. أما في الأحوال الأخرى لو لم يكن هناك أزمة فالانتقال الطبيعي هو من وضع إلى وضع افضل.. هذا يأتي في سياق عملية التطوير وأي انتقال بالنسبة لأي مرحلة انتقالية يجب أن يكون عبر الوسائل الدستورية فبالنسبة لنا الآن ما نقوم به.. هذه الافكار بالنسبة لنا هي المرحلة الانتقالية.

وأضاف الرئيس الأسد.. خامساً.. أي مبادرة قبلنا بها فلأنها تنطلق من فكرة السيادة وقرار الشعب وفعلاً المبادرات التي طرحت وتعاملنا معها تركز على هذه النقطة في المقدمة.. وبالتالي الاشياء التي يتفق عليها داخل سورية أو خارجها يجب ان تكون بقرار الشعب لذلك حتى الميثاق الوطني الذي يمكن ان يقر من قبل مؤتمر الحوار الوطني لن يمر من دون استفتاء.. يعني يجب أن يكون هناك استفتاء شعبي على أي شيء وخاصة في هذه الظروف الصعبة ونحن قلنا لكل من التقينا به..أي شيء أو فكرة تأتينا من الخارج أو الداخل يجب أن يمر عبر استفتاء شعبي ولن يكون عبر الرئيس أو الحكومة أو الحوار أو أي شيء آخر.

وقال الرئيس الأسد.. ان ذلك يشكل نوعا من الضمانة لأن نقوم دائماً بخطوات تعبر فعلاً عن توافق شعبي وعن مصلحة وطنية وإذا فهمنا هذا الكلام البسيط والواضح فإن كل من يأتي إلى سورية ويغادرها يعرف بأن سورية تقبل النصيحة لكنها لا تقبل الاملاء وتقبل المساعدة ولكنها لا تقبل الاستبداد.

وتابع الرئيس الأسد.. بناء على ذلك كل ما يمكن أن تسمعوه أو سمعتموه في الماضي من مصطلحات وافكار وآراء ومبادرات وتصريحات عبر الإعلام ومن مسؤولين لا تهمنا إذا كانت مصطلحات ذات منشأ ربيعي فهي فقاعات صابون كما هو الربيع عبارة عن فقاعة صابون سوف تختفي.

وأضاف الرئيس الأسد.. إن أي تفسيرات لأي موضوع يخرج عن السيادة السورية بالنسبة لنا هو عبارة عن اضغاث احلام.. يحق لهم ان يحلموا ويستطيعون أن يعيشوا في عالمهم الحالم الخيالي ولكن لا يستطيعون ان يجعلونا نعيش في عالمهم الواقعي ولن نقوم بأي مبادرة أو عمل إلا انطلاقا من الواقع السوري ومن مصلحة ورغبة الشعب.

وقال الرئيس الأسد.. أيتها الأخوات..أيها الأخوة.. الوطن يعلو ولا يعلى عليه.. وسورية فوق الجميع.. بالمبادرات السياسية نقويها.. وبالدفاع عن كل حبة تراب نحميها.. فالسوري ينبض تسامحا وعفوا .. لكن الكرامة والوطنية تسريان في عروقه.. وها هي الشرائح الأكبر هبت لمواجهة الإرهاب.. فمنهم من تعاون بإعطاء المعلومات القيمة للأجهزة المختصة ما مكنها من القيام بواجبها في إحباط عمليات إرهابية مخططة ضد المواطنين.. ومنهم من انتفض في وجه الإرهابيين وحرمهم البيئة الحاضنة سواء بالدفاع عن مناطقهم أو حتى بالخروج في مظاهرات ضد المسلحين القتلة واستشهد خلال ذلك.. ومنهم من دافع كتفاً بكتف مع قواتنا المسلحة عن المدن والأحياء والبنية التحتية ولدينا نماذج كثيرة من هذه الحالات.. ولكن أذكر نموذجا واحدا في قرية صغيرة في أقصى الشمال السوري بمحافظة الحسكة اسمها رأس العين حيث قام الشباب الأشاوس في تلك القرية وهي على الحدود التركية مباشرة بالدفاع خلال عدة أيام ضد هجمات ارهابية متكررة وتمكنوا من دحر الإرهابيين القادمين من تركيا فتحية لهذه القرية.

وأضاف الرئيس الأسد.. ومنهم من حاور وأقنع وسامح وتسامح عبر مبادرات للمصالحة الوطنية على المستوى المحلي ما قطع الطريق على الإرهابيين وحول اتجاه الحالة العامة من التصعيد إلى التهدئة وعودة الوئام.

وقال الرئيس الأسد.. هؤلاء المواطنون عبروا بأدائهم عن حالة وعي عميقة فالأمان المنشود لا يأتي عبر الحياد والوقوف موقف المتفرج.. ولا عبر الهروب إلى الامام والانبطاح امام الخارج وعندما لا نكون بخير في وطننا فلن نكون بخير خارجه.. والوطن ليس لمن أقام فيه وحسب.. بل لمن دافع عنه.. ليس لمن نعم بخيراته وتفيأ بظلاله وعندما طلبه لم يجده.. هو لأولئك الذين لبوا النداء عندما ناداهم الوطن رغم أن كثيرا منهم غبنوا في كثير من المواقع والأحيان لكن عندما انتكس الوطن هبوا على اختلاف مشاربهم وانتماءاتهم قائلين.. هذا هو وقت العطاء فكان عطاؤهم دون حدود.. ومنهم من نال شرف الشهادة فأسقطت دماؤهم الربيع المزيف وحمت الشعب من الخداع الذي كاد أن يفعل فعله في البدايات.

وأضاف الرئيس الأسد.. أسقطت دماؤهم ما سماه الغرب ربيعا زوراً وبهتاناً وكان ناراً حاقدةً حاولت حرق كل ما لامسته عبر طائفية بغيضة وحقد أعمى وتقسيم مقيت.. فما كان ربيعا إلا لمن رسمه وخطط له وحاول تنفيذه وها هو يفشل.. فدماء هؤلاء الشهداء هي من حمت وستحمي الوطن والمنطقة.. وهي التي ستحمي وحدة أرضنا وتكرس تجانسنا واندماجنا وبنفس الوقت ستطهر مجتمعنا من الغدر والخيانة وتمنع سقوطنا الأخلاقي والإنساني والحضاري لعقود وأجيال.. وهذا هو الانتصار الأقوى والأهم.. والوطن عندما ينتصر لا ينسى من ضحى من أجله ولأن الوطن حق فسيعطي كل ذي حق حقه.

وقال الرئيس الأسد.. تحية لأصحاب الحق الأكبر بالتحية.. رجال الجيش العربي السوري.. تحية إلى ضباطنا وصف ضباطنا وجنودنا البواسل الذين يبذلون العرق والدم من أجل سورية وهم يرونها أولى من أنفسهم ومما يملكون.. تحية إلى قواتنا المسلحة التي تخوض أشرس أنواع الحروب وهي مصممة على إعادة الأمن والأمان للمواطن عبر اجتثاث الإرهاب.

وأضاف الرئيس الأسد.. إن قواتنا المسلحة التي سطرت ملاحم البطولة بتماسكها وصمودها وبلحمتها الوطنية كانت انعكاساً لصمود الشعب وتماسكه فحافظت على المواطن عزيزاً كريماً آمناً وحافظ الشعب عليها باحتضانه لها.. فالمجد لكل جندي قضى في المعركة وهو يدافع عن تراب البلاد والمجد كل المجد لكل جندي يمتشق سلاحه ودمه ليكمل مهمة من قضى.

وقال الرئيس الأسد.. تحية خالصة أوجهها لكل مواطن قام بواجبه الوطني عبر وقوفه إلى جانب قواتنا المسلحة.. كل بطريقته وبإمكانياته.. هؤلاء هم فخر سورية وعزتها وسيسطر التاريخ أسماءهم بحروف من نور ونار لأنهم يكتبون التاريخ بدمائهم وشجاعتهم فكانوا ومازالوا رديف الجيش وحماة المواطن جنبا إلى جنب مع حماة الديار.

وأضاف الرئيس الأسد.. ايتها الاخوات.. ايها الاخوة.. أعلم كما تعلمون جميعا أن ما يمر به الوطن مؤلم وصعب وأشعر بما يشعر به معظم الشعب السوري من وجع بفقدان أحبة أو استشهاد أبناء وأقرباء.. فنار حقدهم طالت الجميع.. ودخلت نعوش الشهداء الطاهرة بيوت الكثيرين.. وأنا منهم لأنني من الشعب وسأبقى كذلك فالمناصب زائلة لكن الوطن باق وأما دموع الأمهات الثكالى فستنزل برداً وسلاماً على أرواح أبنائهن الطاهرة وناراً وجحيماً على القتلة المجرمين الذين سرقوا ضحكة أطفالنا وها هم يحاولون سرقة مستقبلهم ببلد آمن قوي ومستقر.

وقال الرئيس الأسد.. سورية ستبقى كما عهدتموها بل وستعود بإذن الله أقوى مما كانت فلا تنازل عن المبادئ.. ولا تفريط بالحقوق ومن راهن على إضعاف سورية من الداخل لتنسى جولانها وأراضيها المحتلة فهو واهم.. فالجولان لنا وفلسطين قضيتنا التي قدمنا لأجلها الغالي والثمين.. الدماء والشهداء.. وسنبقى كما كنا ندعم المقاومة ضد العدو الأوحد.. فالمقاومة نهج لا أشخاص.. فكر وممارسة لا تنازلات واقتناص للفرص.. والشعب والدولة اللذان حملا أعباء ومسؤوليات الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في قضيته العادلة لعقود بكل ما حمله هذا الموقف من تحديات وأثمان دفعها كل مواطن سوري مادياً ومعنوياً.. ضغوطاً وتهديدات.. هذا الشعب وهذه الدولة لا يمكن أن يكونوا لأي سبب إلا في نفس الموقع تجاه إخوتهم الفلسطينيين.

وتابع الرئيس الأسد.. لذلك فإن أي محاولة لزج الفلسطينيين في الأحداث السورية هدفها حرف البوصلة عن العدو الحقيقي وهي محاولات فاشلة قبل أن تبدأ.. فالفلسطيني في سورية يقوم بواجبه تجاه وطنه الثاني كأي سوري ونحن في سورية دولة وشعبا نحمل مسؤولية القيام بواجبنا نحوهم كواجبنا تجاه أي سوري.. فتحية لكل فلسطيني شريف في سورية صان العهد وقدر المواقف السورية وتآخى بالدم والمصير مع أخيه السوري ولم يعامل سورية كفندق للاستجمام يغادره حينما تشتد الظروف.

وقال الرئيس الأسد.. أيتها الاخوات.. أيها الاخوة.. رغم كل ما خطط لسورية وما فعله القريب قبل الغريب فينا فلم ولن يستطيعوا أن يغيروا ما بأنفسنا لأن ما فيها عظيم وقوي ومتين وعريق فالوطنية تسري في عروقنا وسورية أغلى من كل شيء.. وما عبرتم عنه من صمود قرابة العامين تجاه ما يجري يخبر الكون كله أن سورية عصية على الانهيار وأن شعبها عصي على الخنوع والذل وأن الصمود والتحدي متأصل في خلايا الجسد السوري.. نتوارثه جيلاً بعد جيل.. كنا هكذا وسنبقى.. ويداً بيد ورغم كل الجراح سنسير بسورية ومعها إلى مستقبل أقوى وأكثر إشراقا.. سنسير بسورية ومعها.. سنسير إلى الأمام ولن يخيفنا رصاصهم ولن يرهبنا حقدهم لأننا اصحاب حق والله دائما وأبدا مع الحق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى