أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الاثنين، 11 حزيران 2012

صحيفة صن البريطانية تؤكد حصولها على “دليل مرعب” عن نشاط القاعدة في سورية

لندن- يو بي أي- أفادت صحيفة “صن” البريطانية، أن هناك “دليلاً مرعباً” على أن تنظيم القاعدة يعمل الآن في سورية، وأقام قواعد فيها تمكّنه من شن هجمات ضد بريطانيا والولايات المتحدة.

وقالت الصحيفة إنها “حصلت على أول لقطات من نوعها لمتطرفين ملثمين مسلحين برشاشات خفيفة وهم يستغلون الحرب الأهلية لكسب موطئ قدم لهم في سورية التي مزقتها الحرب، مما يدعم ‘النظرية القاتمة’ بأن تنظيم القاعدة يسعى للتوسع في هذا البلد حيث يمكن أن يشن هجمات من هناك ضد بريطانيا”.

وأضافت أن “المسلحين المقنّعين والذين ظهروا في الشريط المصور يقفون أمام ‘راية سوداء شريرة’ هم من بين عدد متزايد من المتطرفين الذين تم تجنيدهم لأحدث شبكة إرهابية لتنظيم القاعدة”.

وأشارت الصحيفة إلى أن “أسلحة المتطرفين المقنعين، وهي بنادق رشاشة روسية الصنع من طراز (بي كي إم 62.7) قادرة على إطلاق 650 طلقة في الدقيقة ويصل مداها إلى 1500 متر وقنابل يدوية وراجمات قنابل صاروخية، تعطي مؤشراً مرعباً على قوة نيرانهم”.

ونسبت إلى كريس دوبسون، الخبير البريطاني في شؤون الإرهاب، قوله إن “تنظيم القاعدة يريد الإنتقال إلى سورية بعد النكسات التي تعرّض لها في أفغانستان وباكستان، وهناك أدلة متزايدة على أن مقاتليه يفرون من مخابئهم كونها لم تعد محصّنة لإقامة قواعد جديدة بين صفوف المتمردين في سورية”.

وحذّر دوبسون من أن “هذه القواعد الجديدة صارت موقعاً مثالياً يمكّن تنظيم القاعدة من شن هجمات ضد بريطانيا والولايات المتحدة”.

سورية: عدد الضحايا فاق 14100 قتيل

الناصرة – اسعد تلحمي

بيروت، نيقوسيا، اسطنبول – أ ف ب، رويترز – شهد الوضع الأمني في سورية تصعيداً نوعياً بعد إعلان معارضين سيطرتهم على مركز كتيبة صواريخ للدفاع الجوي في الرستن إثر انشقاق معظم عناصر الكتيبة، فيما يشهد ريف اللاذقية مواجهات عنيفة. واعتبر معارضون ان الساحل السوري أصبح «منطقة غير آمنة»، فضلاً عن استمرار قصف مدينة حمص (وسط) التي دارت فيها اشتباكات أسفرت عن مقتل أكثر من 35 شخصاً، وريف حلب الذي تعرض لقصف بالمروحيات، لترتفع حصيلة قتلى أمس الى أكثر من 50 وعشرات الجرحى. ليرتفع عدد القتلى الى اكثر من 14100 قتيل، غالبيتهم من المدنيين، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وأعلن الرئيس الجديد لـ»المجلس الوطني السوري» عبد الباسط سيدا ان نظام الرئيس بشار الاسد «بات في المراحل الاخيرة»، مشيرا الى انه فقد السيطرة على دمشق وعدد من المدن، داعياً «المسؤولين في مختلف الادارات المدنية والعسكرية الى الانشقاق عن النظام».

وتزامن ذلك مع تطور لافت في الموقف الاسرائيلي لجهة دعمه إسقاط النظام السوري، على خلفية «الإبادة الجماعية» التي يرتكبها ضد شعبه، بحسب توصيف قادة الدولة العبرية.

وتتعرض الرستن (25 كيلومتراً شمال حمص) الى قصف عنيف حيث سقط أكثر من 500 صاروخ وقذيفة على البلدة منذ السبت، فيما تطلق المروحيات التابعة للجيش نيران مدافعها على المنطقة، وذلك في محاولة لاعادة السيطرة عليها بعدما سيطر «مقاتلون من الكتائب الثائرة» المعارضة على مركز كتيبة دفاع جوي للقوات النظامية في قرية الغنطو قرب الرستن، قبل ان ينسحبوا بعد انشقاق معظم عناصر الكتيبة. كما تتعرض بلدة تلبيسة في ريف حمص الى قصف من القوات النظامية التي تحاول اقتحام البلدة، بعد انشقاق بعض الجنود من حواجز طرق.

في ريف اللاذقية، تعرضت مدينة الحفة وقرى مجاورة لقصف عنيف لليوم السادس على التوالي.

واوضح مدير «المرصد السوري لحقوق الانسان» رامي عبد الرحمن ان «الجيش يتعرض لاكبر خسائر الآن في الحفة لان مئات المتمردين يتحصنون في هذه المنطقة الجبلية» ويستهدفون القوات النظامية التي تحاول الاقتراب من مواقعهم.

وتقع منطقة الحفة الوعرة في الريف الشمالي الشرقي من محافظة اللاذقية المحاذية للحدود التركية.

ويتحصن المنشقون، ومعظمهم عسكريون تابعون للمجالس العسكرية للجيش السوري الحر في الداخل، في هذه المنطقة، التي قتل فيها منذ 5 حزيران (يونيو) الجاري نحو 60 جنديا و46 مدنيا ومتمردا. ولفت عبد الرحمن الى ان الساحل» لم يعد منطقة آمنة» مضيفاً ان «البلاد برمتها انخرطت بالحركة الاحتجاجية» التي تشهدها منذ منتصف آذار (مارس) 2011.

وتواصل القصف على منطقة القصير وأحياء الخالدية وجورة الشياح في مدينة حمص من القوات النظامية «التي تحاول اقتحام هذه الاحياء» بحسب «المرصد». وتجددت الاشتباكات في بلدة الطيبة في ريف درعا بين القوات النظامية و»مقاتلين من الكتائب الثائرة». كما دارت اشتباكات بعد منتصف ليل السبت – الاحد قرب بلدة الصنمين. كما تعرضت بلدة حيان في ريف حلب الى قصف بالمروحيات.

وحض سيدا، في مؤتمر صحافي عقده في اسطنبول، «المسؤولين في مختلف الادارات المدنية والعسكرية الى الانشقاق عن النظام والانضمام الى صفوف الشعب». ودعا المجتمع الدولي الى «الاستمرار في حماية المدنيين ووقف آلة القتل السلطوية بقرار حاسم تحت الفصل السابع» في مجلس الامن.

الى ذلك، شبّه وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الوضع في سورية بوضع البوسنة في التسعينات من القرن الماضي، ورفض استبعاد تدخل عسكري فيها. وصرح هيغ: «لا نعرف كيف ستتطور الامور. سورية على شفير انهيار او حرب اهلية طائفية حيث تتبادل قرى مجاورة الهجوم وتتقاتل في ما بينها»، في اشارة الى حرب البوسنة والهرسك بين 1992 و1995.

وفي تطور لافت يبدو ان اسرائيل حسمت موقفها من الأحداث في سورية لجهة دعمها إسقاط النظام، إذ صعّد كبار المسؤولين الإسرائيليين لهجتهم ضد سورية على خلفية «الإبادة الجماعية» التي يرتكبها النظام السوري ضد شعبه، بحسب توصيفهم، وذلك بعد أكثر من عام فضّل به أركان الدولة العبرية بطلب من رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو عدم إطلاق تصريحات في هذا الشأن.

وأطلق الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز انتقادات للمجتمع الدولي على «عجزه إزاء المذابح التي يقترفها النظام في دمشق»، داعياً إلى تدخل عسكري فوري، مضيفاً أن إسرائيل تكنّ عظيم الاحترام للمحتجين.

وأطلق النائب الأول لرئيس الحكومة شاؤول موفاز تصريحات مماثلة ودعوة صريحة للتدخل الدولي العسكري معتبراً صمت العالم على «الجرائم ضد الإنسانية وإبادة شعب، يتناقض مع المنطق الإنساني برمته». وقال الوزير موشيه يعالون إن «نظام الأسد ساقط عاجلاً أم آجلاً…. وقلوبنا مع الشعب السوري». وبعد ساعات، كسر نتانياهو صمته، وقال في افتتاح الاجتماع الأسبوعي لحكومته إن «ما يحصل في سورية هو ذبح مدنيين، ليس على يد الحكومة السورية فحسب إنما يساعد في ذلك إيران وحزب الله».

«الكتائب الثائرة» تسيطر على مركز كتيبة دفاع جوي في الرستن

بيروت، باريس – أ ف ب، رويترز – واصلت القوات السورية الأحد عملياتها العسكرية حيث قامت بقصف بلدة الحفة في ريف اللاذقية (غرب) التي يتمركز فيها مئات المقاتلين، فضلاً عن استمرار قصف مدينة حمص (وسط) التي دارت فيها اشتباكات أسفرت بحسب ناشطين معارضين عن مقتل أكثر من 35 شخصاً.

وتتعرض الرستن على بعد 25 كيلومتراً إلى الشمال من حمص، إلى قصف عنيف حيث سقط أكثر من 500 صاروخ وقذيفة على البلدة منذ السبت، فيما تطلق المروحيات التابعة للجيش نيران مدافعها على المنطقة، وذلك في محاولة لإعادة السيطرة عليها بعد أن سيطر «مقاتلون من الكتائب الثائرة» على مركز كتيبة دفاع جوي للقوات النظامية قرب القرية قبل أن ينسحبوا بعد انشقاق معظم عناصر الكتيبة.

في ريف اللاذقية (غرب)، تعرضت مدينة الحفة، التي ظهرت في واجهة الأحداث في الأيام الأخيرة، وقرى مجاورة التي وصلتها صباح الأحد تعزيزات من القوات النظامية، لقصف عنيف من قبل القوات النظامية لليوم السادس على التوالي.

وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن «الجيش يتعرض لأكبر خسائر الآن في الحفة لأن مئات المتمردين يتحصنون في هذه المنطقة الجبلية» ويستهدفون القوات النظامية التي تحاول الاقتراب من مواقعهم.

وتقع منطقة الحفة الوعرة في الريف الشمالي الشرقي من محافظة اللاذقية المحاذية للحدود التركية.

ويتحصن المنشقون، ومعظمهم عسكريون تابعون للمجالس العسكرية للجيش السوري الحر في الداخل، في هذه المنطقة، التي قتل فيها منذ 5 حزيران (يونيو) الجاري نحو 60 جندياً و46 مدنياً ومتمرداً.

ولفت عبد الرحمن إلى أن الساحل» لم يعد منطقة آمنة» مضيفاً أن «البلاد برمتها انخرطت بالحركة الاحتجاجية» التي تشهدها منذ منتصف آذار (مارس) 2011.

وأشارت لجان التنسيق المحلية التي تشرف ميدانياً على الحركة الاحتجاجية في البلاد، من جهتها، إلى تجدد القصف المدفعي على الحفة بقذائف الهاون منذ الصباح.

ولفتت إلى انقطاع تام للتيار الكهربائي عن المدينة والى تخوف الأهالي بسبب سوء الأوضاع الإنسانية.

وفي حمص ذكر ناشطون معارضون أن 35 شخصاً على الأقل قتلوا أمس في قصف للجيش السوري في تجدد للهجوم من أجل استعادة السيطرة على المحافظة. واستهدف القصف خصوصاً معاقل للمعارضة في مدينة حمص وبلدات القصير وتلبيسة والرستن، حيث يصعد مقاتلو «الجيش السوري الحر» هجماتهم على دوريات الجيش والمتاريس وبطاريات الصواريخ.

وقال أبو قاسم، وهو ناشط في الرستن على بعد 25 كيلومتراً إلى الشمال من حمص، إن 500 صاروخ وقذيفة سقطت على البلدة منذ السبت، فيما تطلق المروحيات التابعة للجيش نيران مدافعها على المنطقة.

وأضاف أن «الجيش السوري الحر يعاني نقصاً في السلاح بصورة كبيرة، وهو يرد بهجمات للمقاتلين بينما يحاول تجنب التبادل المباشر لإطلاق النيران».

وأوضح أن بين أهداف مقاتلي المعارضة بطارية للصواريخ تابعة للجيش في قرية الغنطو قرب الرستن، حيث تتعرض القرية لقصف من قبل القوات النظامية التي تعمل على اقتحامها بعد أن سيطر «مقاتلون من الكتائب الثائرة» على مركز كتيبة دفاع جوي للقوات النظامية قرب القرية قبل أن ينسحبوا بعد انشقاق معظم عناصر الكتيبة.

وفي ريف حمص، سقط ثلاثة مواطنين اثر القصف الذي تعرضت له بلدة تلبيسة من قبل القوات النظامية التي تحاول اقتحام البلدة. وذكرت مصادر للمعارضة في تلبيسة إن البلدة تعرضت للقصف ونيران ثقيلة بقذائف الهاون من قوات موالية بعد انشقاق بعض الجنود من حواجز طرق مجاورة وقيادتهم حاملتي جند مدرعة في البلدة. وقال الناشط أبو محمد في مكالمة هاتفية عبر الأقمار الاصطناعية «قتل خمسة منهم امرأة وابنتها البالغة من العمر سنة. كانوا بين عدد محدود من المدنيين الذين لم يفروا من تلبيسة»

كما قتل ستة أشخاص بينهم ناشط في منطقة القصير اثر القصف الذي تتعرض له المدينة.

وفي مدينة حمص تتعرض أحياء الخالدية وجورة الشياح وأحياء أخرى «لقصف عنيف وإطلاق نار من رشاشات ثقيلة ومتوسطة من قبل القوات النظامية التي تحاول اقتحام هذه الأحياء» بحسب «المرصد»، مضيفاً أن القصف يترافق مع تحليق لطائرات الاستطلاع في سماء المدينة.

وأوضح أن إطلاق نار من قبل القوات النظامية اسفر عن مقتل مواطن في حي الخالدية الذي تقوم القوات بقصفه منذ الجمعة، ما أدى إلى مقتل 12 شخصاً السبت.

ومنذ سقوط حي بابا عمرو في بداية آذار تتعرض أحياء عديدة في مدينة حمص لقصف شبه متواصل من قوات النظام، وقد شهدت عمليات نزوح واسعة.

في ريف درعا (جنوب)، دارت اشتباكات فجر الأحد في بلدة الطيبة بين القوات النظامية و»مقاتلين من الكتائب الثائرة» ما اسفر عن مقتل عنصرين على الأقل من القوات النظامية.

كما دارت اشتباكات بعد منتصف ليل السبت الأحد قرب بلدة الصنمين.

وفي ريف حلب (شمال)، قتل مواطنان من بلدة حيان اثر تعرض البلدة للقصف من قبل مروحيات القوات النظامية السورية التي تحاول السيطرة على البلدة منذ أيام.

وفي ريف ادلب (شمال غرب)، قتل مواطن في بلدة كفرومة اثر إطلاق رصاص عشوائي خلال اقتحام البلدة.

إلى ذلك شارك آلاف المواطنين في تشييع 9 قتلى سقطوا في مدينة معرة النعمان اثر القصف الذي تعرضت له المدينة مساء السبت.

واقتحمت القوات السورية بلدة دير العصافير (ريف دمشق) وحي الجورة في دير الزور (شرق) وسط إطلاق رصاص كثيف خلال حملة دهم بحثاً عن مطلوبين.

كما أفاد المرصد عن سقوط 11 عنصراً من القوات النظامية على الأقل في اشتباكات بمحافظة درعا (جنوب) وفي استهداف قافلة عسكرية بريف دير الزور (شرق) واشتباكات في محافظة حمص.

ويأتي ذلك غداة مقتل 83 مدنياً في مختلف المناطق السورية في حصيلة جديدة أوردها «المرصد السوري لحقوق الإنسان» لضحايا أعمال العنف التي شهدتها البلاد، موضحاً أن بينهم 19 مدنياً في حمص و11 في بلدة تلبيسة، واثنين في بلدة الرستن واثنين في القصير، و23 في محافظة درعا (جنوب) فيما عثر على جثة مدني موال للنظام «مذبوحاً في ارض زراعية قرب بلدة داعل بعد اختطافه من قبل مسلحين». كما قتل شخص في محافظة حلب (شمال)، وقتل شخصان في محافظة ريف دمشق، وفي محافظة ادلب (شمال غرب) قتل 14 مواطناً بينهم 13 في مدينة معرة النعمان نتيجة تعرضها قصف. وفي محافظة اللاذقية (شمال غرب)، قتل 14 شخصاً بينهم 11 شخصاً غالبيتهم من الأطفال اثر القصف الذي تعرضت قرية بكاس ومدينة الحفة.

على صعيد آخر، أفاد مصدر في الشرطة الفرنسية بأن 18 شخصاً أوقفوا السبت بعد «تجاوزات» اثر محاولة متظاهرين اقتحام مبنى السفارة السورية في باريس.

وأوضح المصدر أن ثلاثة أشخاص «نجحوا في الدخول إلى حرم» السفارة «قبل أن يتم إبعادهم من جانب الموظفين».

ولبى المتظاهرون الذين بلغ عددهم حوالى الأربعين شخصاً بحسب احد المشاركين، دعوة للتظاهر أطلقتها حركة تطالب بالحرية لسورية.

وقال كزافييه رينو، وهو احد الذين تم التحقيق معهم «لقد توجهوا إلى سفارة سورية في باريس» بهدف «احتلالها احتجاجاً على الوضع والمجازر الأخيرة للأبرياء».

وأشار إلى أن متظاهراً أصيب في كتفه بعد تعرضه للضرب بعصي مستخدمة في رياضة البيسبول، تقدم بشكوى لدى مفوضية الشرطة في الدائرة الـ 15 في باريس وتم اقتياد الموقوفين إلى جلسة استماع.

غليون: لا مكان لإيران في مؤتمر حول سورية

إسطنبول – أ ف ب – أعرب «المجلس الوطني السوري» المعارض عن شكوكه حيال الاقتراح الروسي تنظيم مؤتمر حول سورية بمشاركة ايران الحليف الرئيسي للنظام السوري.

وقال الرئيس المستقيل للمجلس برهان غليون «لسنا في المبدأ ضد هذه الفكرة، لكن عملياً لا ارى كيفية اشراك دول لا تزال تدعم جرائم هذا النظام في مؤتمر هدفه ايجاد حل».

وأضاف خلال مؤتمر صحافي على هامش اجتماع للهيئات القيادية لانتخاب رئيس جديد للمجلس «نحن نؤيد ان يكون الجميع شريكاً في مؤتمر دولي، لكن بشرط ان تعترف هذه البلدان بحق الشعب السوري في الحرية».

وشدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف السبت على ضرورة الدعوة بأسرع وقت الى مؤتمر دولي حول سورية، وسط تحذيرات من انزلاق البلاد نحو حرب اهلية.

واقترح لافروف مشاركة الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن، أي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا، اضافة الى اعضاء جامعة الدول العربية والدول المجاورة لسورية بما فيها ايران، على رغم ان عدداً من الدول الغربية اعلنت في الايام الاخيرة رفضها مشاركة طهران. كما دعا غليون روسيا الى تقديم موقف اوضح في اتجاه الدعوة لتنحي الرئيس السوري بشار الاسد، آخذاً على موسكو نهجها «الملتبس بعض الشيء».

وكانت الولايات المتحدة وبريطاينا وفرنسا رفضت فكرة إشراك ايران في أي مؤتمر في شأن سورية.

هجمات في دمشق وانتخاب عبد الباسط سيدا رئيساً لـ”المجلس الوطني

“النهار” تنشر مضمون “اللاورقة” الروسية لعقد مؤتمر دولي

نيويورك – علي بردى

العواصم – الوكالات:

اتجه الوضع السوري امس الى مزيد من التصعيد الامني وشمول الاشتباكات والهجمات مناطق مختلفة من البلاد، إذ واصل الجيش النظامي عملياته في حمص ومدينة الحفة بمحافظة اللاذقية، بينما شن “الجيش السوري الحر” هجمات في عدد من احياء دمشق التي بدأت تشهد عمليات بوتيرة عالية في الايام الاخيرة. واعلن “المرصد السوري لحقوق الانسان” ان العنف اسفر عن مقتل 51 شخصا هم 31 مدنياً و16 عسكرياً نظامياً وثلاثة منشقين ومقاتل معارض. وانتخب “المجلس الوطني السوري” المعارض عبد الباسط سيدا رئيساً له خلفاً لبرهان غليون الذي تعرض اخيراً لانتقادات متزايدة من مسؤولين داخل المجلس ومن  الناشطين على الارض. وحض المسؤولين في النظام السوري وفي مؤسسات الدولة على الانشقاق والانضمام الى المعارضة، كما دعا المجتمع الدولي الى “اتخاذ قرار حاسم تحت الفصل السابع” في مجلس الامن، واعتبر ان النظام السوري بات في مراحله الاخيرة.(راجع العرب والعالم)

 “اللاورقة” الروسية

  وحصلت “النهار” على نص “اللاورقة” الروسية التي تتضمن تصوراً لـ”مفهوم مؤتمر دولي في شأن سوريا”. وقدمت موسكو هذه المبادرة “اتباعاً لسياستها الثابتة الهادفة الى التوصل الى تسوية سياسية ديبلوماسية للأزمة السورية وبغية دعم خطة السلام للمبعوث الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا كوفي أنان”.

وتنص الوثيقة التي تتألف من ست نقاط على أن “غاية المؤتمر هي التفاوض على خطوات عملية ترمي الى ايجاد حل سياسي دائم للأزمة السورية، وتشجيع اللاعبين الخارجيين الذين يمكنهم ممارسة نفوذ حقيقي على الأطراف السوريين المختلفين، على اتخاذ اجراءات متماسكة لدعم خطة السلام لكوفي أنان وعلى ضمان التنفيذ التام لقراري مجلس الأمن 2042 و2043”. وتقترح أن يشارك في المؤتمر كل من الصين وفرنسا وروسيا وبريطانيا والولايات المتحدة وقطر والسعودية والأردن والعراق ولبنان وتركيا وايران وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والإتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، على أن يكون التمثيل على مستوى وزراء الخارجية ورؤساء المنظمات الإقليمية والدولية.

وتتوقع أن “ممارسة كل المشاركين نفوذهم على الاطراف السوريين من أجل وقف فوري للنزاع المسلح … ووقف كل التصريحات الحادة التي تتناقض مع خطة أنان نصاً وروحاً”. وتدعو الى التوصل الى اتفاق بين السوريين أنفسهم ومن طريق الحوار. وإذ تدعو الى دعم مهمة الأمم المتحدة للمراقبة في سوريا “أنسميس”، تطالب كل الأطراف بالتوقف عن النشاطات التي يمكن أن تعكر الأجواء في وسائل الإعلام.

وينعقد المؤتمر في المرحلة الأولى من دون الأطراف السوريين، الذين يطلب منهم المشاركة لاحقاً، على أن يكون مكان انعقاد المؤتمر في أسرع وقت ممكن موسكو أو جنيف.

قراءة في تطورات الساعات السورية الماضية

شد حبال أميركي ـ روسي محوره وقف العنف أولاً

زياد حيدر

تزامنت تقريبا العملية العسكرية التي حصلت ليل الجمعة الماضي مع المؤتمر الصحافي لوزير خارجية روسيا سيرغي لافروف صباح أمس الأول السبت، بشكل دفع مراقبين ودبلوماسيين لرؤية ترابط بين الحدثين، لا سيما أن ليل الجمعة اختلف تماما عن صباحه، بالنسبة للعديد من المقيمين في دمشق، الذين تعرضوا على مدى الليل لحرب إشاعات وصلت حد بث إحدى الفضائيات العربية المحترفة أخبارا عن اشتعال المصرف المركزي وسط دمشق، ومقتل العشرات في قلب حي ابو رمانة الراقي.

والواقع أن اشتباكا واحدا لم يسجل في أحياء العاصمة تلك الليلة، فيما سجلت وقائع حرب محدودة وموزعة على مناطق مختلفة في أطرافها وفي ريف دمشق. ووفقا لمصادر سورية تابعت وقائع ليلة الثامن من حزيران الحالي، فإن الجيش السوري قام بضربة استباقية منعت تطور الهجوم على حواجزه في المناطق القريبة من الغوطة إلى عملية عسكرية واسعة في العاصمة، وذلك استنادا لإنذارات ومعلومات بأن التركيز انتقل في الآونة الأخيرة إلى محاولة هز دمشق، بناء على استنتاج أن «آخر الأهداف هو أهمها».

ووفقا لصحيفة «الوطن» القريبة من الحكومة، فإن الجيش لم يكتف بتوجيه ضرباته، بل لاحق المسلحين إلى مراكزهم، واستمر وهج النار وضجيج الاشتباك من ظهر يوم الجمعة وحتى صباح السبت، والذي بدت فيه شوارع العاصمة بحركة نهار عادي كأي يوم عطلة، وإن كثرت الحواجز الأمنية وانتشرت بمناطق كثيرة.

وفيما شهدت دمشق هدوءا ليل السبت، اشتدت المواجهات في حمص، ولا سيما حول حي الخالدية، وفي اللاذقية في مدينة الحفة ومحيطها، حيث تسود مخاوف كبيرة من «مخطط لمجزرة» وفقا لما ينقل الإعلام الرسمي بسبب حساسية المنطقة من نواح كثيرة مذهبية وعرقية، حيث نقلت الفضائيات وبينها «الإخبارية «السورية أن حوالي 70 إلى 80 شخصا اختطفوا من الحفة باتجاه قرية دفيل، مبدية قلقها «من أن تتم تصفيتهم واتهام الدولة».

وعرض التلفزيون الرسمي أمس شهادات حية تحمّل شبانا من الأردن وفلسطين (جنسية سورية) مسؤولية تفجيرات القزاز وكفرسوسة والقصاع، وذلك بإدارة وتنظيم أشخاص عراقيين منتمين لتنظيم «القاعدة». وركزت شهادة أحد المشاركين على الرابط بين «القاعدة» و«الجيش الحر»، مشيرا أيضا إلى أن عمليتي التفخيخ والتخطيط جرتا في ريف العاصمة دمشق.

ووجود «القاعدة» والتيار الإسلامي المتطرف هو من أكثر الأمور التي تثير قلق الروس، سواء أعلنوا ذلك أم لا. وهو يبدو جليا من خطابهم الدبلوماسي خلال اللقاءات الخاصة، فيظهر الحديث عن سوريا كأنه «في إطار الحرص على الأمن القومي الروسي». ووفقا لتلك المصادر لا تشكل سوريا آخر موطئ قدم لموسكو في شرق المتوسط فحسب، بل هي «آخر قلاع العلمانية في العالم العربي». وبالنظر للتجربة المصرية، وللدعم الخليجي القطري والسعودي للتيارات الإسلامية على اختلافها، تظهر روسيا حذرا شديدا في مداراتها لملف سوريا، خصوصا في ضوء قراءتها لواقع البلدان العربية الأخرى، والمعرضة لاهتزازات شديدة في أي وقت كالعراق ولبنان والأردن.

ويضاف إلى تلك العوامل استذكار «الإهانة الدولية» التي شعر بها الروس اثر غزو ليبيا، والتي يذكر بها المسؤولون الروس نظراءهم الأميركيين كلما طلبوا دعم موسكو لقرار دولي بخصوص سوريا. وهو أمر أعادوا تكراره في اللقاء الذي جمع بين كبار ديبلوماسيي وزارتي الخارجية الأميركية والروسية حول سوريا منذ يومين في موسكو. حيث لم ينته اللقاء إلى اتفاق، وإن اجتمع الطرفان «على ضرورة الحل السلمي» و«القلق الشديد من تنامي الحركات الإرهابية في سوريا» كما «ضرورة تطويق أية محاولة لهز الاستقرار المحيط ولا سيما في لبنان».

ويعتقد مسؤولون سوريون أن «التوافق الأميركي الروسي» هو أساس الحل الإقليمي. فلا مبادرات سياسية ولا تصورات مستقبلية يمكن أن تنجح من دون هذا التوافق. وذلك استنادا لاستنتاج سياسي واستخباراتي بأن وقف العنف والقضاء على التمرد المسلح هو «بداية الحل لا نهايته»، باعتبار أن أي «حل سياسي لا يمكن أن ينجح من دون وقف تمويل وتسليح المعارضة بحيث يكن الحوار بين ندين سياسيين وليس بين دولة وميليشيات». وهو أمر يعتقد كثيرون أنه غير ممكن ما لم يصدر قرار أميركي لكل من تركيا وقطر والسعودية بوقف دعم المعارضة المسلحة، القرار الذي لا تبدو ملامحه في الأفق، إذ يقتصر شد الحبال بين موسكو وواشنطن حاليا على رغبة الأولى في عقد مؤتمر دولي حول سوريا، تحضره إيران، ومشروع الثانية في مجلس الأمن لاستصدار قرار بالعقوبات على سوريا، في إطار الفصل السابع.

أما الخوف الروسي الحقيقي فينصب على خروج الأمور عن السيطرة في سوريا، بحيث تتحول الى حرب أهلية ، لن يكون بالإمكان حصرها أو حصول توافقات فيها على حل قبل مرور أعوام من الدمار والقتل.

وهو أمر يفسر مجددا لهجة لافروف المتشددة، إذ يؤمن الروس تماما بأن هذا الأمر «لن يقتصر على سوريا، بل سيقود الى حرب عالمية ثالثة».

التسليح الخليجي و«تفعيل أداء» مقاتلي سوريا: تعميق للصراع واستعداد لحرب العصابات

يوماً بعد آخر، يكتسب الحراك الخليجي لتسليح المعارضة السورية زخماًَ على وقع التدفق المتزايد للأموال والأسلحة إلى القوات المقاتلة على الأراضي السورية. ويأتي تسليح المعارضة السورية المتزايد في الوقت الذي يسعى فيه المجتمع الدولي لإيجاد أرضية مشتركة تسهم في وضع حد لتصعيد عمليات القمع التي يقوم بها النظام السوري.

ونقلت صحيفة «فايننشال تايمز» عن ناشطين مقربين من «الجيش السوري الحر» المتمركز بين سوريا وتركيا قولهم إن كتائب من الجنود المنشقين عينت مؤخراً ممثلين لها يتولون مهمة متابعة الاحتياجات العسكرية لمقاتلي المعارضة كما يتابعون تسلم الأسلحة التي تحتاجها الكتائب.

ولم يغفل الناشطون، بحسب الصحيفة، الإشارة إلى «سيل الأموال الذي يصلهم من السعودية وقطر، بالإضافة إلى التدفق المعتاد للأسلحة من مغتربين سوريين وبعض الأثرياء داخل سوريا».

ولفتت الصحيفة إلى أن السعودية وقطر كانتا قد أعلنتا أنهما تدعمان تسليح المعارضة السورية، لكنهما كانتا مترددتين بإلقاء ثقلهما في جهد منظم، في ظلّ التحذير الغربي من مغبة تأجيج الصراع في حرب طائفية، موضحة أنه «فيما كانت الإمدادات خفيفة، ازدادت في الفترة الأخيرة بشكل حاد وأصبحت من نوع آخر، في وقت ارتفع عدد الهجمات على الجنود حيث أسفرت عن قتل العديد وتدمير الدبابات».

وفيما يبرر الناشطون بأن الأسلحة تصب في مجال حماية المدنيين، يحذر المحللون من ان جهود الخليج في مجال التسليح تكتنفها المخاطر بسبب الغموض الذي يلف درجة تدريب الجماعات التي تتلقى تلك الأسلحة، فضلاً عن غياب الضمانات بألا يلجأ هؤلاء إلى إعادة بيع الأسلحة التي تصلهم إلى جماعات أخرى. وفي السياق نفسه، أكدت صحيفة «واشنطن بوست» أن قوة المقاتلين السوريين تزايدت على نحو فعال في الأسابيع الأخيرة، حيث صعدت هجماتها على القوات السورية كما وسعت رقعة سيطرتها على بعض المناطق، في ظلّ اهتمام المجتمع الدولي بالضغط على الأسد للامتثال إلى اتفاقية وقف إطلاق النار.

يعترف عناصر من «الجيش السوري الحر» للصحيفة بفقدان السيطرة وعدم القدرة على الالتزام بالهدنة، على الرغم من إصرار قيادته بأن الهجمات التي يقوم بها هدفها حماية المدنيين بسبب مخاوف من تكرار مجزرة الحولة.

ويؤكد عناصر «الجيش الحر» أن ازدياد الدعم حالياً، عوضهم عن النقص في الفترة السابقة، وسمح لهم بإعادة تنظيم صفوفهم وتعزيز التنسيق في ما بينهم مقابل تآكل قدرة الحكومة على فرض سيطرتها على كافة الأراضي السورية.

وفيما يبدو أن المساعدة الخليجية والغربية للمقاتلين قد أظهرت فاعليتها، تؤكد «واشنطن بوست» أن المقاتلين ما زالوا في مرحلة بعيدة من التفوق على الجيش النظامي، كما عن تشبههم بمقاتلي ليبيا الذين استطاعوا السيطرة على جزء كبير من الأراضي وترسانة عسكرية لا يستهان بها.

من جهته، يقول المسؤول السابق في وكالة الاستخبارات الدفاعية جيفري وايت، وهو باحث حالي في «معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى»، إنه لن يكون بمقدور المقاتلين الإطاحة بالنظام وتولي القيادة في دمشق، وإن بدا واضحاً أنهم بدأوا يشكلون عنصر ضغط على النظام».

ويضيف وايت معلقاً على أداء المقاتلين «يبدون بالنسبة لي أقوى وأفضل من ذي قبل.. الناس يصفونهم بالقوة المشرذمة وأنا أفضل القول إنهم قوة بدأت تصبح مؤهلة لخوض حرب العصابات بشكل متزايد».

في المقابل، تستدرك «واشنطن بوست» بالقول إن ما يحكى عن تزايد في قوة المقاتلين يصعب حسمه بدقة نظراً للقيود المفروضة على دخول الصحافيين، ولكن ما يرصده الخبراء العسكريون قد يؤكد ذلك، لا سيما وسط تنام ملحوظ في عدد التسجيلات المصورة لهجمات المقاتلين التي يبثونها عبر الانترنت، وما تتم ملاحظته من احتدام للقتال الدائر على الأرض.

(«السفير»)

صحيفة بريطانية: هناك دليلا مرعبا على أن القاعدة تنشط الآن في سوريا

لندن- (يو بي اي): أفادت صحيفة الـ(صن) الربيطانية الإثنين، أن هناك “دليلاً مرعباً” على أن تنظيم القاعدة يعمل الآن في سوريا، وأقام قواعد فيها تمكّنه من شن هجمات ضد بريطانيا والولايات المتحدة.

وقالت الصحيفة إنها “حصلت على أول لقطات من نوعها لمتطرفين ملثمين مسلحين برشاشات خفيفة وهم يستغلون الحرب الأهلية لكسب موطئ قدم لهم في سوريا التي مزقتها الحرب، مما يدعم ‘النظرية القاتمة’ بأن تنظيم القاعدة يسعى للتوسع في هذا البلد حيث يمكن أن يشن هجمات من هناك ضد بريطانيا”.

وأضافت أن “المسلحين المقنّعين والذين ظهروا في الشريط المصور يقفون أمام ‘راية سوداء شريرة’ هم من بين عدد متزايد من المتطرفين الذين تم تجنيدهم لأحدث شبكة إرهابية لتنظيم القاعدة”.

وأشارت الصحيفة إلى أن “أسلحة المتطرفين المقنعين، وهي بنادق رشاشة روسية الصنع من طراز (بي كي إم 62.7) قادرة على إطلاق 650 طلقة في الدقيقة ويصل مداها إلى 1500 متر وقنابل يدوية وراجمات قنابل صاروخية، تعطي مؤشراً مرعباً على قوة نيرانهم”.

ونسبت إلى كريس دوبسون، الخبير البريطاني في شؤون الإرهاب، قوله إن “تنظيم القاعدة يريد الإنتقال إلى سوريا بعد النكسات التي تعرّض لها في أفغانستان وباكستان، وهناك أدلة متزايدة على أن مقاتليه يفرون من مخابئهم كونها لم تعد محصّنة لإقامة قواعد جديدة بين صفوف المتمردين في سوريا”.

وحذّر دوبسون من أن “هذه القواعد الجديدة صارت موقعاً مثالياً يمكّن تنظيم القاعدة من شن هجمات ضد بريطانيا والولايات المتحدة”.

وتشهد سوريا منذ 15 آذار/ مارس عام 2011 مظاهرات تطالب بإصلاحات وبإسقاط النظام، تحوّلت الى مواجهات بين قوى مسلّحة وأجهزة الأمن الحكومية، أدّت الى مقتل الآلاف من الطرفين.

وفيما تتهم المعارضة الحكومة بأنها تقصف البلدات وتقتل من تصفهم بـ”المتظاهرين السلميين”، تقول السلطات السورية إنها تخوض حرباً مع من تصفهم بـ”المجموعات الإرهابية المسلّحة” التي تقول إنها مدعومة من الخارج، وتتحدث عن إستقدام المعارضة آلاف المقاتلين العرب والأجانب من أصحاب الخلفيات الأصولية.

قصف لدير الزور بعد اشتباكات ليلية ودعوات للمراقبين لتفقد حمص

بيروت- (د ب أ): قال ناشطون إن قوات سورية قصفت مناطق في محافظة دير الزور شرقي البلاد الاثنين، وذلك بعد اشتباكات ليلية بين قوات النظام ومقاتلين من الثوار.

وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن بلدة العشارة بدير الزور تتعرض لقصف من قبل القوات النظامية أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص بينهم عسكري منشق وذلك بعد اشتباكات دارت فجر الاثنين في المنطقة بين القوات النظامية السورية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن ستة من القوات النظامية.

وفي حمص بوسط سورية، تعرضت مدينة الرستن لقصف من قبل القوات النظامية في محاولة منها للسيطرة على المدينة الخارجة عن سيطرة النظام منذ أشهر. وفي مدينة القصير بحمص أيضا تعرض حاجز للقوات النظامية لهجوم من قبل مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة فجر الاثنين مما أدى إلى مقتل وجرح عدد من عناصر الحاجز.

ودعا ناشطون مراقبي الأمم المتحدة لزيارة حمص ليروا بأنفسهم كيف تقوم طائرات النظام بقصف الأحياء.

ووفقا للمرصد فقد قتل أكثر من 14 ألفا من المدنيين والمنشقين وقوات الجيش النظامي والأمن الداخلي منذ بداية الاحتجاجات في سورية منتصف آذار/مارس من العام الماضي.

مقتل 24 مدنيا و11 جنديا.. واستمرار العمليات العسكرية في حمص والحفة

سورية: سيدا يطالب باستخدام الفصل السابع ويدعو اركان النظام للانشقاق

بيروت ـ دمشق ـ وكالات: حض الرئيس الجديد للمجلس الوطني السوري المعارض عبد الباسط سيدا الاحد من اسطنبول المسؤولين في النظام السوري وفي مؤسسات الدولة على الانشقاق والانضمام الى المعارضة، كما دعا المجتمع الدولي الى ‘اتخاذ قرار حاسم تحت الفصل السابع’ في مجلس الامن.

وعلى الارض تواصلت اعمال العنف بوتيرة عالية فقتل 36 شخصا في سورية الاحد هم 24 مدنيا و11 جنديا ومقاتل من المعارضة، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال سيدا في مؤتمر صحافي عقده غداة انتخابه رئيسا للمجلس الوطني خلفا لبرهان غليون ‘ندعو المسؤولين في مختلف الادارات المدنية والعسكرية الى الانشقاق عن النظام والانضمام الى صفوف الشعب لان المواجهة باتت في مرحلة الحسم ولا بد من تحديد المواقف’.

واضاف ‘نطمئن الجميع من ابناء شعبنا طوائف ومذاهب وقوميات وخاصة الاخوة في الطائفة العلوية والاخوة المسيحيين بان سورية المستقبل ستكون بكل ابنائها ولكل ابنائها رجالا ونساء’.

واكد ان ‘سورية المستقبل ستكون مدنية ديمقراطية تعددية تحترم سائر الخصوصيات وتقر بحقوق الجميع وتلغي السياسات التمييزية وتعوض المتضررين وتولي الاهتمام الكافي للمناطق التي اهملت’.

ودعا المجتمع الدولي الى ‘الاستمرار في حماية المدنيين ووقف آلة القتل السلطوية بقرار حاسم تحت الفصل السابع’ في مجلس الامن.

وكان سيدا اعتبر في حديث لوكالة فرانس برس ان نظام الرئيس بشار الاسد ‘بات في المراحل الاخيرة’، مشيرا الى انه فقد السيطرة على دمشق وعدد من المدن.

وقال ‘دخلنا مرحلة حساسة. النظام بات في المراحل الاخيرة’، معتبرا ان ‘المجازر المتكررة والقصف المركز (على الاحياء الآهلة بالسكان) تشير الى تخبطه’.

واضاف ان ‘المعلومات تشير الى انه (النظام) فقد السيطرة على دمشق ومدن اخرى’، لافتا الى ‘اننا (المجلس) سندعم الجيش السوري الحر بكل الامكانيات’.

وكان المجلس الوطني السوري، اكبر تحالف للمعارضة السورية، اعلن في بيان في وقت سابق الاحد انه انتخب الكردي عبد الباسط سيدا رئيسا له خلفا لبرهان غليون، وذلك في اجتماع للمجلس امس في اسطنبول.

من جهته، افاد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس الاحد ان 14115 شخصا قتلوا في مختلف انحاء سوريا منذ 15 آذار (مارس) 2011، مشيرا الى ان بينهم 9862 مدنيا.

واضاف ان عدد المنشقين الذين قتلوا بلغ 783 مقابل 3470 من افراد الجيش النظامي وقوات الامن.

واشار عبد الرحمن الى ان ‘هذا الرقم لا يشمل القتلى من فرق الشبيحة الموالية للنظام والذين يقدر عددهم بالآلاف’.

ولفت الى ان اكثر من ثلاثة آلاف شخص قتلوا منذ بدء تطبيق وقف اطلاق النار بموجب خطة النقاط الست للمبعوث الدولي كوفي عنان في 12 نيسان (ابريل) الماضي.

من جهته، دعا ‘الجيش السوري الحر’، في بيان الاحد، ابناء الشعب السوري للمشاركة في ‘التصعيد الثوري السلمي من خلال المشاركة في الاضراب العام ودعمه وتفعيله فهو اولى الخطوات نحو العصيان المدني الشامل’.

وشملت الدعوة الى الاضراب العام كذلك ‘كل العاملين في الدولة في الداخل وفي الخارج’ لكي ‘يعلنوا موقفا شجاعا دون خجل أو تردد’.

ووجه ‘الجيش السوري الحر’ ‘النداء الى العسكريين ضباطا وصف ضباط وجنودا الذين لم تتلطخ اياديهم بدماء اهلهم وابنائهم وبناتهم للالتحاق بصفوف الثورة والانضمام الى صفوف الجيش السوري الحر’.

دبلوماسيا، شبه وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الاحد الوضع في سورية بوضع البوسنة في التسعينات ورفض استبعاد تدخل عسكري فيها.

وصرح هيغ لشبكة ‘سكاي نيوز’ ‘لا نعرف كيف ستتطور الامور. سورية على شفير انهيار او حرب اهلية طائفية وبالتالي لا اعتقد ان بامكاننا استبعاد اي شيء كان’.

واضاف ‘لكن ذلك لا يشبه الوضع في ليبيا العام الماضي حيث قمنا بتدخل ناجح لانقاذ الناس من القتل’.

وقال وزير الخارجية البريطاني ان سورية ‘تشبه اكثر البوسنة في التسعينات لانها على شفير حرب اهلية طائفية حيث تتبادل قرى مجاورة الهجوم وتتقاتل فيما بينها’، في اشارة الى حرب البوسنة والهرسك بين 1992 و1995.

واعتبر المجلس الوطني السوري في بيان الاحد ان مواقف روسيا من الاحتجاجات في سورية تسيء الى ‘العلاقة التاريخية’ بين الشعبين الروسي والسوري.

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اعلن السبت في موسكو ان روسيا لن توافق على طلب استخدام القوة ضد سورية في الامم المتحدة.

ودان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الاحد خلال الاجتماع الاسبوعي لحكومته ‘المجازر ضد المدنيين’ في سورية، بحسب بيان صادر عن مكتبه.

من جهته، دعا الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس في مقابلة مع الاذاعة الاسرائيلية العامة الاحد الاسرة الدولية الى مضاعفة جهودها لحقن الدماء في سورية وعبر عن دعمه للمتمردين.

واضاف ‘اشعر بأعمق احترام للمتمردين الذين يعرضون انفسهم للرصاص الحقيقي وآمل ان ينتصروا’.

ميدانيا، قتل 36 شخصا في سورية الاحد هم 24 مدنيا و11 جنديا ومقاتل من المعارضة، فيما تواصل القوات السورية عملياتها العسكرية وقصفت مناطق في محافظة حمص (وسط) والحفة في ريف اللاذقية (غرب) التي يتمركز فيها مئات المقاتلين، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان في بيانات متلاحقة.

ففي ريف اللاذقية (غرب)، تعرضت مدينة الحفة، التي برزت الى الواجهة في الايام الاخيرة، وقرى مجاورة لها لقصف عنيف من قبل القوات النظامية لليوم السادس على التوالي.

واوضح مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان ‘الجيش يتعرض لاكبر خسائر الان في الحفة لان مئات المتمردين يتحصنون في هذه المنطقة الجبلية’.

واوضح المرصد ان معارك جرت بين المقاتلين من المعارضة والقوات النظامية السورية على اطراف الحفة ما ادى الى مصرع مقاتل من المعارضة و’سقوط جرحى وقتلى من القوات النظامية’ لم يحدد عددهم.

وفي ريف حمص، سقط ثلاثة مواطنين في القصف الذي تعرضت له بلدة تلبيسة من قبل القوات النظامية التي تحاول اقتحام البلدة.

وقتل ستة اشخاص بينهم ناشط في منطقة القصير.

واشار المرصد الى مقتل اشخاص في مدينة الرستن في ظروف لم يتمكن من تحديدها.

واوضح ان اطلاق نار للقوات النظامية اسفر عن مقتل ثلاثة مواطنين في حمص، كما قتل ثلاثة مواطنين اخرين اثر القصف الذي تعرض له حي الخالدية في المدينة نفسها من قبل القوات النظامية السورية التي تحاول اقتحام الحي، بحسب المرصد.

وفي ريف حلب (شمال)، سقط مواطنان من بلدة حيان اثر تعرض البلدة للقصف من قبل مروحيات القوات النظامية السورية التي تحاول السيطرة على البلدة منذ ايام.

وفي ريف ادلب (شمال غرب)، قتل مواطن في بلدة كفرومة اثر اطلاق رصاص عشوائي خلال اقتحام البلدة.

كما قتل طفل اثر اصابته باطلاق رصاص في بلدة قطنا في ريف دمشق، بحسب ناشطين في البلدة.

ونقل المرصد ايضا ان القوات النظامية نفذت حملة مداهمات واعتقالات في حي القابون بدمشق بحثا عن مطلوبين.

وفي عتمان في ريف درعا قتل ثلاثة مواطنين اثر اطلاق رصاص خلال اقتحام القوات النظامية للبلدة، حسب المرصد.

كما افاد المرصد عن سقوط 11 عنصرا من القوات النظامية على الاقل في اشتباكات بمحافظة درعا (جنوب) وفي استهداف قافلة عسكرية بريف دير الزور (شرق) واشتباكات في محافظة حمص.

وقتل 36 شخصا في سورية الاحد هم 24 مدنيا و11 جنديا ومقاتل من المعارضة، فيما تواصل القوات السورية عملياتها العسكرية وقصفت مناطق في محافظة حمص (وسط) والحفة في ريف اللاذقية (غرب) التي يتمركز فيها مئات المقاتلين،

ففي ريف اللاذقية (غرب)، تتعرض مدينة الحفة، التي برزت الى الواجهة في الايام الاخيرة، وقرى مجاورة وصلت اليها صباح الاحد تعزيزات من القوات النظامية، لقصف عنيف من قبل القوات النظامية لليوم السادس على التوالي، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان في بيانات متلاحقة

واوضح مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان ‘الجيش يتعرض لاكبر خسائر الان في الحفة لان مئات المتمردين يتحصنون في هذه المنطقة الجبلية’.

وتقع منطقة الحفة الوعرة في الريف الشمالي الشرقي من محافظة اللاذقية المحاذية للحدود التركية.

ويتحصن المنشقون، ومعظمهم عسكريون تابعون للمجالس العسكرية للجيش السوري الحر في الداخل، في هذه المنطقة التي قتل فيها منذ 5 حزيران/يونيو نحو 62 جنديا و46 مدنيا ومتمردا، وحيث يستهدف المقاتلون القوات النظامية التي تحاول الاقتراب من مواقعهم.

ولفت عبد الرحمن الى ان الساحل’ لم يعد منطقة آمنة’، مضيفا ان ‘البلاد برمتها انخرطت في الحركة الاحتجاجية’ التي تشهدها منذ منتصف اذار/مارس 2011.

واشارت لجان التنسيق المحلية التي تشرف ميدانيا على الحركة الاحتجاجية في البلاد، من جهتها، الى تجدد القصف المدفعي على مدينة الحفة بقذائف الهاون منذ الصباح.

ولفتت الى انقطاع تام للتيار الكهربائي عن المدينة والى تخوف الاهالي بسبب سوء الاوضاع الانسانية.

واوضح المرصد ان معارك جرت بين المقاتلين من المعارضة والقوات النظامية السورية على اطراف الحفة ما ادى الى مصرع مقاتل من المعارضة و’سقوط جرحى وقتلى من القوات النظامية’ لم يحدد عددهم.

وفي ريف حمص، سقط ثلاثة مواطنين في القصف الذي تعرضت له بلدة تلبيسة من قبل القوات النظامية التي تحاول اقتحام البلدة.

وقتل ستة اشخاص بينهم ناشط في منطقة القصير.

واشار المرصد الى مقتل اشخاص في مدينة الرستن في ظروف لم يتمكن من تحديدها.

وتتعرض قرية الغنطو لقصف من قبل القوات النظامية التي تعمل على اقتحام القرية بعدما سيطر ‘مقاتلون من الكتائب الثائرة’ على مركز كتيبة دفاع جوي للقوات النظامية قرب القرية قبل ان ينسحبوا بعد انشقاق معظم عناصر الكتيبة، بحسب المرصد.

وفي حمص، تعرض حي الخالدية وحي جورة الشياح واحياء اخرى ‘لقصف عنيف واطلاق نار من رشاشات ثقيلة ومتوسطة من قبل القوات النظامية التي تحاول اقتحام هذه الاحياء’.

واضاف المرصد ان القصف يترافق مع تحليق لطائرات الاستطلاع في سماء المدينة.

واوضح ان اطلاق نار للقوات النظامية اسفر عن مقتل ثلاثة مواطنين، كما قتل ثلاثة مواطنين اخرين اثر القصف الذي تعرض له حي الخالدية في مدينة حمص من قبل القوات النظامية السورية التي تحاول اقتحام الحي، بحسب المرصد.

ومنذ سقوط حي بابا عمرو في بداية آذار/مارس، تتعرض احياء عديدة في مدينة حمص لقصف شبه متواصل من قوات النظام، وقد شهدت عمليات نزوح واسعة.

وفي ريف حلب (شمال)، سقط مواطنان من بلدة حيان اثر تعرض البلدة للقصف من قبل مروحيات القوات النظامية السورية التي تحاول السيطرة على البلدة منذ ايام.

وفي ريف ادلب (شمال غرب)، قتل مواطن في بلدة كفرومة اثر اطلاق رصاص عشوائي خلال اقتحام البلدة.

الى ذلك، افاد المرصد ان الاف المواطنين شاركوا في تشييع تسعة قتلى في مدينة معرة النعمان قضوا جراء القصف الذي تعرضت له المدينة مساء السبت.

واقتحمت القوات السورية بلدة دير العصافير بريف دمشق التي سقط فيها مواطن اثر اطلاق رصاص خلال حملة دهم بحثا عن مطلوبين.

كما قتل طفل اثر اصابته باطلاق رصاص في بلدة قطنا في ريف دمشق، بحسب ناشطين في البلدة.

ونقل المرصد ايضا ان القوات النظامية نفذت حملة مداهمات واعتقالات في حي القابون بدمشق بحثا عن مطلوبين.

واوضح المرصد انه سمعت اصوات اطلاق رصاص كثيف في درعا البلد ودرعا المحطة ومركز المدينة وحي السبيل، كذلك سمعت اصوات انفجارات شديدة في مدينة انخل وبلدة الغازية اللتين تعرضتا الاحد لقصف عنيف من قبل القوات النظامية.

وفي عتمان في ريف درعا قتل ثلاثة مواطنين اثر اطلاق رصاص خلال اقتحام القوات النظامية للبلدة، حسب المرصد.

كما افاد المرصد عن سقوط 11 عنصرا من القوات النظامية على الاقل في اشتباكات بمحافظة درعا (جنوب) وفي استهداف قافلة عسكرية بريف دير الزور (شرق) واشتباكات في محافظة حمص.

وياتي ذلك غداة مقتل 83 مدنيا السبت في مختلف المناطق السورية بحسب المرصد.

وقتل 14115 شخصا في مختلف انحاء سوريا منذ 15 آذار/مارس 2011، بينهم 9862 مدنيا، بحسب مدير المرصد رامي عبد الرحمن الذي اوضح ان ثلاثة آلاف شخص قتلوا منذ اعلان وقف اطلاق النار بموجب خطة النقاط الست للمبعوث الدولي كوفي عنان في 12 نيسان/ابريل الماضي.

الاسد سيسقط ولكن متى؟

صحف عبرية

أحد ما يجب ان يأخذ على نفسه المهمة الصعبة ليترجم الى العربية بيتا واحدا للشاعر حاييم نحمان بياليك، في قصيدته الابداعية ‘في مدينة القتل’: ‘الشمس أشرقت، الطريقة ازدهرت والذابح ذبح’. وقد كتبت في ذكرى ضحايا الاعتداء الجماعي في كشينوف، والترجمة مكرسة لمن قتلوا في درعا وفي حمص. القتل يجري وكأنه لا شيء. وكأن الصحف يمكنها ان تُعد العناوين الثابتة عن مذبحة اخرى لدى الجارة الشمالية الشرقية، وكل يوم فقط تُغير في النص العدد. عشرات في اليوم، عدد من ثلاثة منازل في نهاية الاسبوع.

نائب الوزير أيوب قرا رفع أمس مشروعا جديرا بالنسبة للدروس في هضبة الجولان: أن تعالج اسرائيل جراح الحرب الأهلية. وهي تجيد عمل ذلك. بل انها لا تجبي الثمن السياسي الانساني المناسب. على مدى 2010 شهدت كل اسبوع النشاط الاسرائيلي (بمساعدة الاتحاد الاوروبي) من اجل المواطنين من غزة. في قسم العلاج الطبيعي في مستشفى شيبا عولج مخربون من فتح أطلق خصومهم من حماس النار عليهم بدم بارد وقطعوا أرجلهم، بل ألقوا بهم من السطح الى الشارع. اسرائيل تتميز بأطبائها، وتتطوع بالمجان. على هذه الخلفية غريب انه لم ينهض في العالم العربي مثقفون أو أقرباء لثكلى ومعوقين ولم ينشروا ليقولوا: ‘نحن نقاتل ضد اسرائيل. ولكن الحقيقة يجب ان تقال في انه من الأفضل ان يكون المرء فلسطينيا تحت حكم الجيش الاسرائيلي في الضفة الغربية من ان يكون مواطنا متساوي الحقوق في سوريا بشار الاسد’. ولا صوت واحد يجري مثل هذه المقاومة؟.

موقف اسرائيل من نظام بشار الاسد ‘يتميز بعدمية عميقة’، كما كتب البروفيسور ايتمار رابينوفيتش في كتابه ‘الأفق المبتعد’ والذي يصدر هذه الايام. ‘عندما حل الربيع العربي على سوريا وجد الاسرائيليون صعوبة في بلورة موقف. فقد رأوا اضعاف المعسكر الايراني ككسب صاف لاسرائيل ولكن… لم تكن هناك أي ثقة بالنسبة للآثار المرتقبة على المصالح الاسرائيلية في حالة سقوط الاسد’.

في انعدام استقرارها أدت سوريا في 1967 الى حرب الايام الستة. بالمقابل، رغم تأييدها الخطير لايران وحزب الله فان الاتفاق الذي عقدته عائلة الاسد على جيليها مع اسرائيل في 1974 لتهدئة الجبهة في هضبة الجولان ثابت وقائم. على الأقل حاليا.

الجيش الاسرائيلي ليس طرفا مركزيا في المعركة السورية الداخلية. اسرائيل يمكنها فقط ان تُخمن ما هي موازين القوى وتقيس قدرة الاسد على الصمود. خبراء في الغرب يدعون بأن مصيره ان يجد نفسه خارج قصر الرئاسة في دمشق. وهناك من يتساءل اذا كان سيقيم شبه دولة في بعض المناطق في الشمال الغربي من دولته. العقل يقول ان سقوطه مؤكد، ولكن ليس واضحا اذا كان قريبا، وعلى أي حال، في تاريخ شعوب الشرق الاوسط مسجلة فصول عديدة لأنظمة ذبحت أبناء شعبها وبقيت لفترة طويلة على حالها.

الأساس هو ان الاسد لا يزال يعتمد على عناصر محور الشر في الشرق الاوسط وعلى وزير الخارجية الروسي سرجيه لافروف، الذي يرفض التدخل العسكري الخارجي الرامي الى تنحيته. قوة روسيا وايران، حماس وحزب الله، تسمح لهم بأن يدعموا كرسي الرئاسة في دمشق.

ولكن ان يكون المرء مواطنا لدى الاسد؟ هذا يُذكر بأمور قالها القيصر اوغوستوس عن هورودس، الذي قتل ابنيه من زوجته مريم الحشمونائية: ‘خير ان يكون المرء خنزيره على ان يكون ابنه’.

اسرائيل اليوم 10/6/2012

خيانة فرنسا للشعب السوري

صحف عبرية

قبل أربع سنوات، في احتفالات يوم الباستيل في 14 تموز 2008، شرف ضيف سياسي هام بحضوره القصر الرئاسي الفرنسي. وامام السياسي وزوجته الحسناء مد بساط أحمر، والمكتب الاعلامي لقصر الرئيس حرص على ان يبعد عنهما صحفيين لجوجين. لم تجدِ احتجاجات منظمة ‘صحفيون بلا حدود’: في اعلان المنظمة اُعرب عن ‘الصدمة’ من قرار الرئيس الفرنسي ان يستضيف في الاحتفالات ‘احد الطغاة سيئي السمعة في العالم، الذي يقف على رأس دكتاتورية تسحق حقوق الانسان’. الاحتجاج لم يؤثر، وفي يوم الباستيل ظهر بالفعل السياسي وزوجته الى جانب الرئيس الفرنسي وزوجته. السياسي، سهل على المرء ان يخمن، لم يكن احد غير بشار الاسد. ورئيس فرنسا كان نيكولا ساركوزي.

منذئذ وحتى الشهر الذي اندلعت فيه الاضطرابات والمظاهرات، بذلت فرنسا ساركوزي كل ما في وسعها كي تُستطاب من نظام الاسد: تملقته، امتدحت حكمته واعتداله ومجدت قدرته على المساهمة في سياقات السلام في الشرق الاوسط والوساطة بين الاسرة الدولية وايران. من أبدى برودة تجاه المغازلات الفرنسية كان بالذات الاسد نفسه. فقلبه لم يلين حتى بعد أن وقعت الادارة الفرنسية على اتفاق لبيع 14 طائرة ‘اير باص’ لشركة الطيران السورية، التي عانت من مقاطعة امريكية.

من يدري الى أي قدر كانت فرنسا الرسمية ستهون لو لم يبدأ الاسد بذبح ابناء شعبه. في حزيران من العام الماضي، بعد ثلاثة اشهر من اندلاع الاحتجاج المضرج بالدماء القى وزير الخارجية الفرنسي الن جوبيه أمام الجمعية الوطنية في باريس خطابا في الموضوع السوري وقال: ‘ما الذي يمكننا أن نفعله؟ فرنسا لا يمكنها أن تعمل ولن تعمل في غير إطار القانون الدولي’. ‘الشرعية الدولية’ معناها قرار من مجلس الامن في الامم المتحدة باستخدام القوة العسكرية في سوريا. كان واضحا في حينه وواضح اليوم ايضا بان المجلس بتركيبته الحالية لن يمنح مباركته لاي عملية كهذه.

الرأي العام العالمي المصدوم يرفع اصبع اتهام لـ ‘انعدام الوسيلة لدى الغرب’. وهذا التعميم يخطيء الهدف. فالولايات المتحدة بقيادة امريكا واصلت اتخاذ خط متشدد ضد نظام الاسد من المقاطعة، ذاك الخط الذي قرره سلفه جورج بوش، وردت معظم الوقت محاولات جس النبض السورية. في العقد الماضي كانت الولايات المتحدة ولا تزال مشاركة في تغيير الانظمة في العراق، في افغانستان، في مصر، في ليبيا، في البحرين وفي اليمن. ومن الطبيعي أن تحذر من الغرق في وحل شرق اوسطي آخر، الوحل السوري المضرج بالدماء. ولكن أين فرنسا؟ اين التزامها بالانسانية، كرامة الانسان، حرية الانسان؟

غداة انتصاره في الانتخابات، قال الرئيس الجديد، فرانسوا اولند، انه لا ينبغي استبعاد عملية عسكرية في سوريا، قال ولم يفعل شيئا غير اطلاق المزيد من التنديدات والتأييد للمزيد من ‘الحلول الدبلوماسية’. ما الذي منعه من أن يأمر طائرات الميراج بالاقلاع من قواعدها لتقصف ولو مجرد قصف على سبيل المثال، قيادات أجهزة الامن السورية في دمشق ومؤسسات حكم الاسد؟ فللاستخبارات الفرنسية معلومات دقيقة جدا عن مكان وجودها، واذا كانت تنقصها تفاصيل، فثمة من يمكنه أن يكمل لهم الصورة. بالمجان.

القصف كان سيؤكد جدا الرسالة العالمية للاسد: إرحل، إذا كانت حياتك غالية عليك. الطغاة، لسبب ما، لا يحبون ان يقصفوا. العلاقات الخاصة بين فرنسا وسوريا تعود الى عشرات السنين. النخبة السورية تتكلم الفرنسية. معقول الافتراض بانه حين ترفع عيونها الى جهة غربية للتدخل العسكري وتضع حدا لسفك الدماء الفظيع، فانها تفكر بفرنسا. وحتى من بينهم رأى في الماضي الاسد كأهون الشرور، فانهم يرونه الان كأسوأ الشرور. وهؤلاء سيرحبون بطائرات القصف الفرنسية في سماء دمشق. الرأي العام في فرنسا سيؤيد في غالبيته الساحقة مثل هذه العملية العسكرية الموضعية. وبالتأكيد سيرحب بطائرات الميراج في سماء سوريا المقصوفون، المذبوحون، المعذبون والمقتولون على ايدي سرايا الاسد الهجومية.

امام أكوام الجثث المعذبة والمحترقة في أرجاء سوريا لا مجال للسؤال ‘اين العالم؟’. يجب السؤال، يجب الصراخ، ‘اين فرنسا؟’.

يديعوت 10/6/2012

سورية: المعارضة والنظام يتحصنون بالدعم الدولي والجيش الحر يظهر ثقة بالنفس ويوسع سيطرته على الاراضي

انقسام داخل الطائفة العلوية بين خائف من سياسة الاسد وحانق عليه لفشله بقمع الانتفاضة

لندن ـ ‘القدس العربي’: لا يعرف ان كانت تصريحات سيرغي لافروف عن دعم روسيا لرحيل الرئيس السوري بشار الاسد تحولا في الموقف الروسي ام انها مجرد تصريحات تعبر عن رفض روسي للتدخل العسكري خاصة ان لافروف اكد ان بلاده ستقف امام اي قرار في مجلس الامن يدعو للتدخل العسكري، بعد ان قال ان بلاده لن تعارض ‘ما يريده السوريون’.

وقد قيل في الايام الاخيرة عن تحول ضمني في الموقف السوري تجاه الازمة، حيث فسرت التصريحات القوية لهيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الامريكية على انها تعبير في تقدم مساعي الدول المؤيدة للمعارضة باتجاه فرض حلها على ما يجري في سورية، وهو ما بدأ يتخذ الصيغة اليمنية حسب بعض المصادر. فبعد مذبحتي الحولة والقبير تكثفت الضغوط الدولية على كل من الصين وروسيا لتغيير موقفهما الداعم للاسد. وتقرأ تقارير صحافية غربية في تصريحات لافروف انها تراجع ولو بسيط في الموقف الروسي الداعم للنظام الروسي وسط الدعوات الدولية المتزايدة لرحيل الاسد. وجاءت تصريحات لافروف بعد اعلان المجلس الوطني السوري انتخاب عبدالقادر سيدا رئيسا للمجلس خلفا للرئيس المستقيل برهان غليون، حيث تحاول المعارضة توحيد صفوفها كي تحصل على اعتراف ودعم دولي وتنسق مع قوات المعارضة في الداخل.

تشدد من الطرفين

ويبدو ان هذه التطورات تقف وراء تشدد المعارضة في رفضها للحوار مع النظام، خاصة ان المقاتلين غالبا ما يصرخون كلما قام الجيش باستهدافهم ‘اين عنان؟’ وهذا تعبير عن موت الخطة. والتوصيف الاحسن للوضع السوري هو انه في حالة من الاستقطاب حيث يتقوى كل طرف بالدعم الخارجي، فمن جهة يؤكد الحلفاء او اصدقاء سورية على اهمية رحيل الاسد كمقدمة لحل الازمة، فيما لا تزال روسيا تواصل دعمها الاسد حفاظا على مصالحها ولانها لا تريد تكرار الدرس الليبي العام الماضي. وعلى الرغم من الدعم الدولي للمعارضة الا ان احدا من الداعمين خاصة امريكا ليست لديها نية او شهية للتدخل العسكري. وفي غياب اي حل فقد تجرأ كل من الطرفين على ارتكاب اعمال من العنف ولعل عنف النظام كان اشنع خاصة ما تفعله جماعات الشبيحة التابعة له. ويخسر النظام الدعم المحلي والدولي بسبب ممارسات الشبيحة الذين ارتكبوا افعالا تعبر عن حس طائفي، وتنقل صحيفة ‘لوس انجليس تايمز’ عن باحث قوله ان كل الصراع الآن يتمحور حول البعد الطائفي واشارت الصحيفة الى ان المقاتلين انفسهم ارتكبوا اعمال قتل وانتقام ضد ابناء القرى العلويين، مشيرة الى حادث العام الماضي عندما تم جر علويين كانوا في حافلة واعدموا في الحال. واتهم تقرير لمنظمة ‘هيومان رايتس ووتش’ في اذار (مارس) الماضي الطرفين بارتكاب جرائم حرب. وفي الوقت الذي يقاتل فيه العلويون من اجل بقائهم تخشى الاقليات الاخرى على مستقبلها. وفي غياب الحوار بين الطرفين واستمرار القتال فان حرب استنزاف تدور الان فلا النظام قادر على سحق المعارضة ولا الاخيرة لديها الامكانيات للاطاحة بالنظام.

تطور في القدرات

ومع ذلك تشير تقارير الى ملامح تقدم في عمليات المقاتلين وتحسن في قدراتهم. ويقول تقرير لصحيفة ‘واشنطن بوست’ انها بدأت تسيطر على مناطق داخل سورية نظرا لتوسع مساحة المعركة وعدم قدرة جيش النظام على السيطرة على المناطق التي تشهد عمليات عسكرية. وقالت الصحيفة ان المقاتلين اظهروا في الاسابيع القليلة الماضية قدرة على مواجهة قوات النظام وتوجيه ضربات قوية لها وتوسيع المساحات التي يسيطرون عليها. ويرتبط هذا بعدم التزام جيش سورية الحر المكون من فصائل تعمل كل واحدة تحت امرة قائد ميداني بخطة كوفي عنان، حيث يؤكد المقاتلون ان الهدنة ميتة وانهم يقومون بالهجمات على الجيش للدفاع عن المدنيين بعد مذبحتي الحولة والقبير اللتين قتل فيهما عدد كبير من الاطفال والنساء. ويقول المقاتلون انهم حسنوا من تسليحهم وحصلوا على معدات وذخائر وتمويل. مع انهم لا يزالون يؤكدون انهم لم يتلقوا دعما من الخارج، على الرغم من التقارير التي تقول ان شحنات اسلحة قطرية وسعودية بدأت بالوصول اليهم والدعوات المتزايدة خاصة نواب في الحزب الجمهوري لتسليح المعارضة. وتقول المصادر التي نقلت عنها الصحيفة ان الاموال التي يحصلون عليها لشراء الاسلحة تأتي من رموز المعارضة في الخارج. وكان مسؤولون امريكيون ومن المعارضة السورية قد قالوا الشهر الماضي ان برنامج نقل اسلحة سري بدأ يصل الى المقاتلين من دول الخليج وان الولايات المتحدة تغض الطرف عن هذه الجهود. وتقترح التطورات من ان المساعدة الخارجية بدأت تترك اثرها على عمل المقاتلين وان عملياتهم بدأت تضغط على النظام وتهدد بتعمق الازمة التي تحولت الى حرب اهلية، واتخذت الطابع الطائفي. وتظل الاسلحة الخفيفة التي حصل عليها المقاتلون اقل من قدرات الجيش السوري النظامي، فالبنادق والمتفجرات ومضادات الدبابات وقذائف الهاون تعتبر تطورا في قدرات المقاتلين لكنها لن تمكنهم في الوقت الحالي من تكبيد الجيش النظامي خسائر فادحة. وعلى خلاف المقاتلين الليبيين الذين سيطروا على مناطق واسعة في شرق البلاد فالمعارضة السورية لا تزال سيطرتها محدودة على مناطق داخل سورية.

يجهدون النظام

ونقلت ‘واشنطن بوست’ عن باحث في معهد الشرق الادنى في واشنطن ان المقاتلين لن يكونوا بأي حال قادرين على هزيمة الجيش السوري لكنهم بالاسلحة الجديدة يزيدون من الضغوط عليه، مما يؤدي الى حرب استنزاف وزيادة في هروب الجنود من الجيش. ويرى الباحث ان المقاتلين يظهرون قدرات جيدة وان وصفهم من انهم جيش ‘ململم من هنا وهناك’ غير صحيح بل يبدون الآن كقوة ذات قدرة على شن حرب عصابات. وبالاضافة لقدراتهم العسكرية الجديدة فهناك ثقة بالنفس قوية حيث نقلت عن مسؤول في المجلس العسكري لحمص سامي الكردي قوله انهم في كل يوم يسيطرون على مناطق جديدة، مشيرا الى ان قوات النظام لا تسيطر الا على المناطق التي تتواجد فيها دباباتهم وهناك ادلة ان الجنود لا يتجرأون على مغادرة دباباتهم. وتقول المعارضة المسلحة انهم في كل يوم يقتلون اعدادا كبيرة من قوات الامن حيث زعموا انهم في خلال العشرة ايام الاخيرة قتلوا حوالي 234 من قوات الامن. وتظهر اشرطة الفيديو على يوتيوب استهداف المقاتلين لدبابات النظام بالاربي جي، التي تنفجر. وتقول المعارضة انها استطاعت تحرير منطقتين من قوات النظام قرب ادلب وان معارك تدور يوميا حول مدينة حلب. وينظر الى عودة القصف على احياء حمص خاصة بابا عمرو التي استطاع الجيش السوري في شهر اذار (مارس) الماضي عودة المقاتلين اليها وان الجيش لم يكن قادرا على الاحتفاظ بالمكاسب التي حققه.

كر وفر

ويرى مراقبون ان الجيش السوري قادر في اي لحظة على استخدام القوة المتفوقة ويخرج المقاتلين من المناطق التي يتواجدون فيها لكن الحرب الآن تتخذ شكلا قد يعمل في صالح المقاتلين، فالجيش بعد ان ينجز عملياته ينسحب منها ليعود اليها المقاتلون، وهناك مناطق في الشمال اصبح من الصعب على النظام الحفاظ عليها او ادارتها. ولعل من اهم اسباب الثقة لدى الجيش الحر هو حدوث نوع من التماسك في قواته، خاصة ان بعض الفصائل العاملة في الميدان اخذت تعمل تحت امرة موحدة، وقدرتها المالية التي مكنتها من شراء السلاح من تجار الاسلحة داخل سورية هذا بالاضافة الى زيادة معدلات انشقاق الجنود وتراجع معنوياته بعد 15 شهرا من المواجهات. وفي بعض المناطق مثل حماة بدأ القادة الميدانيون بدفع رواتب للمقاتلين تتراوح ما بين 50 الى 100 دولار في اليوم.

انقسام داخل الطائفة

ويصور الوضع في سورية الآن على انه حرب بين الاقلية العلوية التي يمثلها النظام والسنة وهم الغالبية خاصة بعد المجزرتين، ومع ذلك فالاسد الذي يعتمد على النخب العسكرية العلوية وغالبية الطائفة وبقية الاقليات بدأ ممارساته الشرسة ضد القرى الثائرة تثير مخاوف الطائفة نفسها والتي يشعر عدد من ابنائها بحالة من الاحباط لانهم سيؤاخذون بذنب النظام وافعاله، ويتناقض هذا الوضع مع بداية الانتفاضة حيث اتحدت الطائفة وراء الاسد اما اليوم فهناك نوع من الانقسام حيث تشير صحيفة ‘نيويورك تايمز’ الى حالة من التجاذب الصعب داخل الطائفة والانقسام بين من يشعر بالاحباط لعدم قدرة الجيش على سحق المقاومة وبين من يرى ان الاسد في سياسته يدفعهم نحو حافة الحرب الاهلية ومواجهة مع السنة. فعلى الرغم من عقيدة البعث التي يتبناها النظام فان الغالبية السنية لا ترى في نظام الاسد الا حكما للطائفة التي لا تشكل سوى 13 بالمئة من عدد السكان. ويشير التقرير الى شعور بعض العلويين الناقدين للنظام انهم معلقون بين طائفتهم التي تتهمهم بالخيانة وبين المعارضة التي يشكل فيها الاسلاميون نسبة لا يستهان بها والتي تنظر اليهم على انهم كفرة وزنادقة. ويرى المؤيدون للاسد من جهة اخرى فيه شخصية ضعيفة غير قادرة على سحق المقاومة مقارنة بوالده الذي دمر مدينة بكاملها لانهاء المقاومة الاسلامية. وبحسب علوي التقته الصحيفة قال انه مع زيادة قتلى الجنود من العلويين فان الاصوات باتت تتهم النظام بانه لا يفعل اللازم لحماية الطائفة. وهناك من يتهم الاسد بخيانة طائفته حيث سمعت هتافات في بعض الاحياء العلوية ‘بشار صار سنيا’ نظرا لان زوجته اسماء من الطائفة السنية. وتنقل عن علوي في دمشق انه بعد مجزرة الحولة بدأ العلويون يسمعون بشكل مباشر من جيرانهم السنة انه يجب ان يحزموا حقائبهم ويعودوا الى جبال العلويين. وكان منشق علوي من القوات الجوية قد وضع نداء على يوتيوب يدعو فيه طائفته عن التوقف عن ارتكاب جرائم ضد السنة. وقال احمد متسائلا: هل يستحق بشار ان يكون قائدا للعلويين؟ واضاف انه يجب عدم السكوت على الجرائم والالتزام بالمبادىء الدينية والانسانية. ويعتبر المعارضون للنظام من الطائفة قلة، وهناك فيسبوك عن العلويين في الثورة السورية يدعو الى المقاومة السلمية. ولكن السياق العام لا يتسامح مع نقد الطائفة ومن ينتقدها اما يقتل او يهاجر، ويخشى الناقدون للنظام من العيش في مناطق سنية خشية العمليات الانتقامية.

وليام هيغ يشبه الوضع في سورية بالبوسنة في 1992ولا يستبعد تدخلا

لندن ـ ا ف ب: شبه وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الاحد الوضع في سورية بوضع البوسنة في التسعينات ورفض استبعاد تدخل عسكري فيها.

وصرح هيغ لشبكة سكاي نيوز ‘لا نعرف كيف ستتطور الامور. سورية على شفير انهيار او حرب اهلية طائفية وبالتالي لا اعتقد ان بامكاننا استبعاد اي شيء كان’.

واضاف ‘لكن ذلك لا يشبه الوضع في ليبيا العام الماضي حيث قمنا بتدخل ناجح لانقاذ الناس من القتل’.

وقال وزير الخارجية البريطاني ان سورية ‘تشبه اكثر البوسنة في التسعينات لانها على شفير حرب اهلية طائفية حيث تتبادل قرى مجاورة الهجوم وتتقاتل في ما بينها’، في اشارة الى حرب البوسنة والهرسك بين 1992 و1995.

ورد وليام هيغ ايضا على تصريحات موسكو التي قالت وهي تبدي معارضتها لاستخدام القوة ضد دمشق، ان روسيا ستدعم ‘بسرور’ تنحي الرئيس السوري بشار الاسد ‘اذا توافق السوريون انفسهم على هذا الامر’.

واعلن وليام هيغ ‘هذا بالتحديد ما نريده. لكن لا يمكنهم ان يقرروا مستقبلهم اذا كانوا يتقاتلون، واذا كانت جثثهم تحترق، واذا جرى قتل المراقبين’.

والاحد، اعتبر رئيس المجلس الوطني السوري المعارض ان موجة العنف في سورية حيث قتل السبت 111 شخصا في عمليات قصف للجيش خصوصا، تشير الى ان نظام الرئيس بشار الاسد ‘بات في المراحل الاخيرة’.

سوريا: معارك «الخطوط الحمر»

استمرار العمليات العسكرية في حمص والحفة ومجموعات مسلحة تهاجم ضواحي دمشق و«الجيش الحر» يدعو الى العصيان المدني

ارتفعت وتيرة العمليات المسلحة في سوريا منذ يوم الجمعة الماضي، سواء في الهجمات التي تخوضها المجموعات التابعة للمعارضة السورية، أو تلك التي يقوم بها الجيش السوري والأجهزة الأمنية

شهدت سوريا في نهاية الأسبوع تصعيداً عسكرياً غير مسبوق، وكانت ذروة العمليات يوم أمس في محافظة حمص، حيث شن الجيش السوري عدداً من الهجمات على أماكن تجمع مسلحي المعارضة. كذلك شن عدد كبير جداً من المسلحين التابعين لـ«كتيبة خالد بن الوليد» ولـ«لواء رجال الله» هجوماً كبيراً على قاعدة تابعة لقوات الدفاع الجوي في المحافظة. وبعدما تمكنوا من السيطرة على جزء منها لمدة تقل عن 15 دقيقة، شن الجيش السوري هجوماً معاكساً أدى إلى استعادة السيطرة على القاعدة ومحيطها وإلى مقتل 65 مسلحاً، بحسب مصادر المعارضة، فيما تمكن الباقون من الفرار.

وبدا واضحاً خلال الأيام الماضية أن مجموعات المعارضة وسعت من رقعة انتشارها، مستفيدة من وجود المراقبين الدوليين. وفي المقابل، وجدت القيادة السياسية والعسكرية الرسمية السورية أن المجموعات المسلحة تخطت «الخطوط الحمر». وبناءً على ذلك، اتخذ قرار، بحسب مصادر سورية مطلعة، «بالعمل على ردع المسلحين ومنعهم من تجاوز الخطوط الحمر، في محاولة لإعادتهم إلى ما كانوا عليه قبل دخول المراقبين، تمهيداً لعملية عسكرية كبرى سيتم تنفيذها حالما تسمح الظروف السياسية». وأشارت المصادر إلى أن «الأوامر التي تلقتها القوات العسكرية والأمنية النظامية تقضي بعدم التهاون مع المسلحين، وتكبيدهم أكبر قدر ممكن من الخسائر». وارتفعت وتيرة العمليات العسكرية بدءاً من يوم الجمعة الماضي، عندما فجّر مسلّحون معارضون خزانات وقود عائدة لمحطة كهرباء في منطقة القابون في ريف دمشق. وفي الوقت نفسه، هاجمت مجموعة ثانية مقر الاستخبارات الجوية في حرستا. كما تحركت مجموعة ثالثة في منطقة ركن الدين. الهجمات الثلاث حصلت في وقتٍ واحد. وكذلك وقعت اشتباكات قرب الميدان وكفرسوسة استُخدمت فيها قواذف الآر بي جي وأسلحة متوسطة ورشّاشة.

اعتقد كُثر أنها الساعة الصفر التي روّج لها بعض المعارضين الذين أشاروا إلى وقت مرتقب لهجوم كبير في المناطق التي لا تزال المعارضة المسلحة ضعيفة فيها نسيباً. لم يدم التكهن طويلاً، فقد ردّت أجهزة الاستخبارات السورية بعنف. تحركت بعشرات السيارات الرباعية الدفع، واشتبك من فيها بعنف، ولساعات، مع المجموعات المهاجمة. وتؤكد مصادر معارضة أن أكثر من مئة مسلح قتلوا في هذه المعارك. وفي هذا السياق، ذكرت مصادر عسكرية في المعارضة السورية لـ«الأخبار» أن المجموعات المهاجمة غريبة عن المناطق المستهدفة، لافتة إلى أن المهاجمين تابعون لمجموعات تكفيرية تتحرك في دوما. وفي السياق نفسه، نقلت مصادر ميدانية لـ«الأخبار» أن عناصر الأمن سحبوا جثث قتلى المجموعة الذين سقطوا خلال الاشتباكات، لكنها لم تُحدد الوجهة التي أخذوها إليها. في موازاة ذلك، نفت مصادر المجموعات الناشطة في مناطق الاشتباكات أن يكون مقاتلوها قد شاركوا في القتال، باعتبار أنه لم يجر أي تنسيق معها، لافتة إلى انها لم تكن تتوقع هذه الضراوة في الهجوم المضاد الذي شنته قوات النظام.

وصباح يوم السبت، حصل قصف عنيف على منطقة البساتين قرب القابون وبرزة. وقد أصيب جراء القصف أربعة أشخاص من مجموعة مقاتلة ناشطة في المنطقة، يقودها شخص يلقّب بـ«أبو الهول». واستهدفت قذيفة أمس السور الخارجي لمبنى رئاسة مجلس الوزراء السوري واقتصرت الأضرار على الماديات فقط.

وقال أحد سكان الحي إن «قذيفة استهدفت مبنى مجلس الوزراء السوري في حي كفرسوسة، وسط العاصمة السورية دمشق، فأصابت السور الخارجي». وأضاف إن القذيفة لم توقع أضراراً في المبنى.

وفي منطقة الحفة في ريف اللاذقية، هاجمت مجموعات اسلامية متشددة إحدى القرى واختطفت عدداً من المدنيين الذين لا يوالون المعارضة. وردت قوات النظام السوري بهجوم عنيف على اماكن تجمع المسلحين في المنطقة، ودارت اشتباكات استمرت لوقت طويل جداً. وقالت مصادر من المنطقة المذكورة لـ«الأخبار» إن الاشتباكات أدت إلى مقتل وجرح العشرات من الطرفين.

من جهته، دعا «الجيش السوري الحر»، في بيان أمس، أبناء الشعب السوري الى المشاركة في «التصعيد الثوري السلمي من خلال المشاركة في الإضراب العام ودعمه وتفعيله، فهو أولى الخطوات نحو العصيان المدني الشامل». وشملت الدعوة الى الإضراب العام كذلك «كل العاملين في الدولة في الداخل وفي الخارج» لكي «يعلنوا موقفاً شجاعاً دون خجل أو تردد». وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان عن تعرض حي الخالدية وحي جورة الشياح وأحياء أخرى في حمص «لقصف عنيف وإطلاق نار من رشاشات ثقيلة ومتوسطة من قبل القوات النظامية التي تحاول اقتحام هذه الأحياء».

الى ذلك، أفاد المرصد بأن آلاف المواطنين شاركوا في تشييع تسعة قتلى في مدينة معرة النعمان، قضوا جراء القصف الذي تعرضت له المدينة مساء السبت. وأوضح المرصد أنه سمعت أصوات إطلاق رصاص كثيف في درعا البلد ودرعا المحطة ومركز المدينة وحي السبيل، كذلك سمعت أصوات انفجارات شديدة في مدينة انخل وبلدة الغازية.

في المقابل، ذكرت وكالة سانا أن الجهات المختصة داهمت بالتعاون مع الأهالي أحد أوكار المجموعات الإرهابية المسلحة فـي بلدة يلدا بريف دمشق، وضبطت فيه معملاً لصنع العبوات الناسفة. وذكرت سانا أن مجموعة إرهابية مسلحة استهدفت محطة لتحويل الكهرباء في حمص، ما أدى إلى اشتعال النيران فيها.

وبث التلفزيون السوري أول من أمس فيلماً وثائقيا ألقى فيه الضوء على تفجيرات دمشق الإرهابية ومنفذيها، وكشف فيه أن إرهابيين من تنظيم جبهة النصرة المرتبط بتنظيم القاعدة ومن جنسيات مختلفة هم الذين خططوا ونفذوا هذه التفجيرات. كما بث التلفزيون السوري اتصالاً هاتفياً بين شخصين، أحدهما يستخدم شريحة هاتف تركية وآخر يدعى غيث محمد صادق كلية، يعدّان لارتكاب مجزرة بحق أهالي منطقة الحفة وقرية تفيل بريف اللاذقية.

(الأخبار، سانا، رويترز، ا ف ب، يو بي آي)

عبد الباسط سيدا «رئيساً توافقيّاً» للمجلس الوطني السوري

وضع المجلس الوطني السوري حدّاً مؤقتاً للخلافات بين أعضائه باختيار عبد الباسط سيدا رئيساً للمجلس، فيما أكد الرئيس الجديد أن النظام السوري «بات في المراحل الأخيرة»، كما أكد ضرورة دعم الجيش السوري الحر

بعد 11 شهراً من رئاسة برهان غليون للمجلس الوطني السوري المعارض، انتخب عبد الباسط سيدا خلفاً له على أمل أن ينجح في استقطاب الأقليات وإعادة توحيد صفوف المجلس بعد أن ضربته الخلافات، ودفعت غليون إلى الاستقالة من منصبه، في أعقاب أقل من شهر من التجديد له لولاية ثالثة.

واستهل سيدا، وهو كردي مقيم في السويد منذ حوالى عشرين عاماً وصاحب مؤلفات عدة في المسألة الكردية والفكر العربي، مهماته بالتأكيد أن نظام الرئيس بشار الأسد «بات في المراحل الأخيرة»، مشيراً إلى أنه فقد السيطرة على دمشق وعدد من المدن.

وأضاف الرئيس الجديد للمجلس الوطني، الذي تم التوافق عليه بالرغم من عدم امتلاكه خبرة سياسية كبيرة، «دخلنا مرحلة حساسة. النظام بات في المراحل الأخيرة». ورأى أن «المجازر المتكررة والقصف المركز (على الأحياء الآهلة بالسكان) تشير إلى تخبّطه».

ولفت سيدا، المنحدر من مدينة عامودا في محافظة الحسكة، إلى أن المجلس سيدعم «الجيش السوري الحر بكل الامكانيات»، بالتزامن مع تركيز العمل على «متابعة الجهود في الميدان الدولي من أجل اتخاذ موقف حاسم تجاه النظام الذي يواصل ارتكاب المجازر».

ورداً على سؤال عمّا إذا كان «الموقف الحاسم يعني تأييد ضربة عسكرية»، قال سيدا إن «مبادرة (الموفد الدولي كوفي) أنان ما زالت قائمة، لكنها لا تطبّق. وسنسعى عن طريق مجلس الأمن لإدراجها تحت الفصل السابع من أجل إلزام النظام بتطبيقها وترك كل الاحتمالات مفتوحة». وفي ما يتعلق بالمجلس الوطني بعد الخلافات التي نشبت بين مكوّناته، أقرّ سيدا بأن «التحديات كبيرة»، لكن «التركيز الأساسي سيكون على إعادة هيكلة المجلس الوطني». وأوضح أنه «سيتواصل مع كل الفصائل من أجل التوصل إلى رؤية مشتركة» في هذا المجال.

وأضاف «أنا على استعداد للتواصل مع القوى التي تريد الانضمام إلى المجلس الوطني»، كما «سنعمل على توثيق العلاقات مع الحراك الثوري والجيش السوري الحر».

وقالت مصادر في المعارضة إن انتخاب سيدا قد يساعد في اجتذاب تأييد مزيد من الأكراد، فيما أكد عضو الأمانة العامة للمجلس الوطني، بسام إسحاق، أن سيدا انتخب «لتحقيق مطالب من داخل المجلس ومن جانب المعارضة داخل سوريا، إضافة إلى القوى الدولية لجعل المجلس أكثر ديموقراطية».

ولفت إلى أن رئيس المجلس الانتقالي الجديد «سيعمل على عقد اجتماع لكل أعضاء المجلس بعد شهر، قد يتم خلاله انتخاب أمانة عامة جديدة ورئيس جديد»، ما قد يجعل احتلال سيدا لموقع الرئاسة أمراً مؤقتاً.

وكان عدد من مسؤولي المجلس تحدثوا عن «توافق» لاختيار عبد الباسط سيدا، الذي يوصف بأنه رجل «تصالحي ونزيه ومستقل». وقال منسق العلاقات الخارجية في المجلس الوطني السوري في أوروبا، منذر ماخوس، إن «سيدا لا يملك خبرة سياسية كبيرة»، لكنه «يلقى قبول الجميع». وقال مسؤولون آخرون في المجلس إن سيدا يتميز بصفتي المعارض الذي «لا ينتمي إلى أي حزب» و«الكردي المعتدل»، ويستفيد بالتالي «من وضعه كمستقل». ويعدّ سيدا من المجموعة الأولى التي عملت على تأسيس المجلس الوطني السوري، في الثاني من تشرين الأول 2011. وهو عضو في المكتب التنفيذي للمجلس ورئيس مكتب حقوق الإنسان فيه.

وقد حصل على دكتوراه في الفلسفة من جامعة دمشق. وانتقل بعد ذلك إلى ليبيا حيث عمل في مجال التدريس الجامعي لمدة ثلاث سنوات، قبل أن يتوجه إلى السويد في 1994 لتدريس الحضارات القديمة، منصرفاً الى العمل الأكاديمي والأبحاث والكتابة. ويوضح سيدا لوكالة «فرانس برس» أنه قام لفترة طويلة «بالعمل السياسي السري».

الجيش السوري الحر: دقت ساعة التحرير وحان وقت التغيير

أ. ف. ب

فيما تتواصل أعمال العنف في سوريا دعا الجيش السوري الحر إلى الإضراب العام والعصيان المدني. وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أنّ 14115 شخصًا قتلوا في مختلف انحاء سوريا منذ بدء الثورة بينهم 9862 مدنيًا.

بيروت: قتل ما لا يقل عن 14 شخصًا، غالبيتهم من القوات النظامية، في اعمال عنف في سوريا اليوم الاثنين، في حين تتعرض مدينة الرستن في حمص، احد معاقل الجيش السوري الحر، لقصف متواصل من قوات النظام، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

 وقال المرصد في بيان إن ثلاثة أشخاص، بينهم عسكري منشق، قتلوا في بلدة الشعارة في محافظة دير الزور (شرق) جراء تعرض البلدة لقصف من القوات النظامية السورية.

واضاف أن المنطقة شهدت فجرًا اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية السورية ومقاتلين معارضين، ما اسفر عن مقتل ما لا يقل عن ستة عناصر من القوات النظامية.

وفي مدينة ادلب (شمال غرب)، قتل اربعة من عناصر الامن بينهم ضابط، بالاضافة الى مدني اثر انفجار عبوة ناسفة استهدفت دورية امنية في شارع الثورة، بحسب البيان. واوضح المرصد أن مدينة الرستن تتعرض لقصف من القوات النظامية السورية التي تستخدم الطائرات المروحية في محاولة للسيطرة على المدينة الخارجة عن سيطرة النظام والتي يحاصرها منذ اشهر.

كما يتعرض حي جورة الشياح في مدينة حمص لقصف من القوات النظامية، “التي تحاول السيطرة عليه وعلى احياء أخرى” في المدينة. وفي مدينة القصير في محافظة حمص، تعرض حاجز للقوات النظامية لهجوم من مقاتلين معارضين فجرًا ما ادى الى مقتل وجرح عدد من عناصر الحاجز، بحسب المرصد.

وبلغت حصيلة اعمال العنف في سوريا امس، بحسب المرصد، 60 قتيلاً، هم 38 مدنيًا و16 عنصرًا من القوات النظامية، بالاضافة الى ستة مقاتلين معارضين.

إلى ذلك، دعا “الجيش السوري الحر” ابناء الشعب السوري الى الاضراب العام وصولاً الى العصيان المدني الشامل، وحث عناصر وضباط الجيش النظامي الذين لم “تتلطخ ايديهم” بدماء شعبهم على الالتحاق بصفوف المقاتلين المعارضين، بحسب بيان صدر عنه أمس الاحد.

وجاءت دعوة “الجيش السوري الحر” الذي يتألف بمعظمه من عدد من منشقين عن الجيش النظامي، في بيان حمل توقيع العقيد الطيار الركن قاسم سعد الدين، الناطق الرسمي باسم القيادة المشتركة للجيش السوري الحر وقائد المجلس العسكري في حمص وريفها.

وطلب البيان من ابناء الشعب السوري المشاركة في “التصعيد الثوري السلمي من خلال المشاركة في الاضراب العام ودعمه وتفعيله فهو اولى الخطوات نحو العصيان المدني الشامل”.

وأشار إلى أنّ المشاركة في الاضراب العام والعصيان المدني “لن تعني انتصار طرف على آخر بل انتصار سوريا العظيمة بأبنائها”، مشددًا على أن “الإضراب العام والعصيان المدني سلاح سلمي فتاك يهز عروش الطغاة والقتلة والمجرمين”.

وشملت الدعوة الى الاضراب العام كذلك “كل العاملين في الدولة في الداخل وفي الخارج” لكي “يعلنوا موقفًا شجاعًا دون خجل أو تردد”.

واعتبر “الجيش السوري الحر” أنه “دقت ساعة التحرير وحان وقت التغيير”، موجهًا “النداء الى العسكريين ضباطًا وصف ضباط وجنودًا الذين لم تتلطخ اياديهم بدماء اهلهم وابنائهم وبناتهم للالتحاق بصفوف الثورة والانضمام الى صفوف الجيش السوري الحر”. وكرر الجيش السوري الحر بحسب البيان، التزامه الدفاع عن كل السوريين في الدفاع “دون أي تمييز قومي أو ديني أو طائفي”

 وأمس الأحد، قتل 36 شخصًا في سوريا هم 24 مدنيًا و11 جنديًا ومقاتل من المعارضة فيما تواصل القوات السورية عملياتها العسكرية وقصفت مناطق في محافظة حمص (وسط) والحفة في ريف اللاذقية (غرب) التي يتمركز فيها مئات المقاتلين، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان في بيانات متلاحقة.

ففي ريف اللاذقية (غرب)، تتعرض مدينة الحفة، التي برزت الى الواجهة في الايام الاخيرة، وقرى مجاورة وصلت اليها صباح الاحد تعزيزات من القوات النظامية، لقصف عنيف من قبل القوات النظامية لليوم السادس على التوالي.

واوضح مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس أن “الجيش يتعرض لاكبر خسائر الان في الحفة لان مئات المتمردين يتحصنون في هذه المنطقة الجبلية”. وتقع منطقة الحفة الوعرة في الريف الشمالي الشرقي من محافظة اللاذقية المحاذية للحدود التركية.

ويتحصن المنشقون، ومعظمهم عسكريون تابعون للمجالس العسكرية للجيش السوري الحر في الداخل، في هذه المنطقة التي قتل فيها منذ 5 حزيران/يونيو نحو 62 جنديًا و46 مدنيًا ومتمردًا، وحيث يستهدف المقاتلون القوات النظامية التي تحاول الاقتراب من مواقعهم.

ولفت عبد الرحمن الى أن الساحل” لم يعد منطقة آمنة”، مضيفًا أن “البلاد برمتها انخرطت في الحركة الاحتجاجية” التي تشهدها منذ منتصف اذار/مارس 2011. واشارت لجان التنسيق المحلية التي تشرف ميدانيًا على الحركة الاحتجاجية في البلاد، من جهتها، الى تجدد القصف المدفعي على مدينة الحفة بقذائف الهاون منذ الصباح.

ولفتت الى انقطاع تام للتيار الكهربائي عن المدينة والى تخوف الاهالي بسبب سوء الاوضاع الانسانية. واوضح المرصد أن معارك جرت بين المقاتلين من المعارضة والقوات النظامية السورية على اطراف الحفة ما ادى الى مصرع مقاتل من المعارضة و”سقوط جرحى وقتلى من القوات النظامية” لم يحدد عددهم.

                      انشقاق كتيبة صواريخ في حمص.. ولندن: سوريا أشبه بالبوسنة

المجلس الوطني بعد انتخاب سيدا رئيسا : نقبل حضور إيران لمؤتمر الحوار بشروط * الجيش الحر يدعو إلى إضراب عام

بيروت: ليال أبو رحال لندن: «الشرق الأوسط»

وسط تصعيد متزايد لأعمال العنف وارتكاب المزيد من المجازر، قال ناشطون سوريون إن كتيبة صواريخ متمركزة في بلدة الغنطو بحمص أعلنت انشقاقها امس، رافضة تنفيذ اوامر عسكرية بقصف المدن، والاحياء السكنية. وبث الناشطون شريطا مسجلا على الانترنت يبين انشقاق الكتيبة 743 التابعة للواء 72 للفرقة 26 دفاع جوي، فيما لم يصدر تاكيد الانباء من النظام او من جهات مستقلة.

ويأتي ذلك في الوقت الذي شبه فيه وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ الوضع في سوريا بوضع البوسنة في التسعينات، رافضا استبعاد فكرة التدخل العسكري.

وقال هيغ لشبكة «سكاي نيوز»، إن الوضع في سوريا «لا يشبه الوضع في ليبيا العام الماضي، حيث قمنا بتدخل ناجح لإنقاذ الناس من القتل»، وتابع «إن سوريا تشبه أكثر البوسنة في التسعينات لأنها على شفير حرب أهلية طائفية، حيث تتبادل قرى مجاورة الهجوم وتتقاتل فيما بينها»، في إشارة إلى حرب البوسنة والهرسك بين 1992 و1995.

من جهة أخرى، دعا «الجيش السوري الحر» أبناء الشعب السوري إلى الإضراب العام وصولا إلى العصيان المدني الشامل، وحث عناصر وضباط الجيش النظامي الذين «لم تتلطخ» أيديهم بدماء شعبهم على الالتحاق بصفوف المقاتلين المعارضين.

وفي غضون ذلك، طالب المجلس الوطني السوري، عقب انتخابه عبد الباسط سيدا رئيسا جديدا له خلفا لبرهان غليون، مجلس الأمن الدولي بعقد «جلسة طارئة لحماية المدنيين السوريين وفق الفصل السابع». وقال غليون، في مؤتمر صحافي على هامش اجتماع المجلس الوطني أمس ردا على اقتراح روسي بمشاركة إيران في مؤتمر حول سوريا «نحن نؤيد مشاركة الجميع، لكن بشرط أن تعترف هذه البلدان بحق الشعب السوري في الحرية».

انشقاق كتيبة صواريخ متمركزة في الغنطو بحمص

بيروت: ليال أبو رحال

بينما تواصل قوات الأمن السورية عملياتها العسكرية التي تحصد يوميا عشرات القتلى، أعلنت كتيبة صواريخ متمركزة في بلدة الغنطو بحمص عن انشقاقها، وأكد العقيد مالك الكردي نائب قائد الجيش السوري الحر، الذي يتولى ميدانيا قيادة العمليات العسكرية على محاور مدينة الحفة، لـ«الشرق الأوسط» أمس أن وحداته «تمكنت من إسقاط مروحية للجيش النظامي وأسرت 12 شبيحا تابعين للنظام، كما قامت بصد هجمات عند المدخل الغربي للمدينة ومن المحور الشرقي»، مشيرا إلى أن «الطيران الجوي يحلق نهارا بشكل مستمر منذ 5 أيام فوق سماء المدينة».

وفي موازاة ذلك أعلن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن «14115 شخصا قتلوا في مختلف أنحاء سوريا منذ بدء الاحتجاجات في سوريا منتصف شهر مارس (آذار) 2011، بينهم 9862 مدنيا». وذكر أن «ثلاثة آلاف قتلوا منذ بدء تطبيق وقف إطلاق النار بموجب خطة النقاط الست للمبعوث الدولي كوفي أنان في 12 أبريل (نيسان) الماضي».

وقال إن «عدد المنشقين الذين قتلوا بلغ 783 مقابل 3470 من أفراد الجيش النظامي وقوات الأمن»، مشيرا إلى أن «هذا الرقم لا يشمل القتلى من فرق الشبيحة الموالية للنظام الذين يقدر عددهم بالآلاف». وكانت الأمانة العامة للمجلس الوطني السوري حملت أمس على تصعيد «النظام الفاشي في دمشق من عملياته العسكرية»، وقالت إنه «حول في الأيام القليلة الماضية المذابح وتدمير الأحياء وتهجير سكانها إلى سياسة منهجية تهدف إلى ردع الشعب عن دعم الثورة ومحاولة استعادة المبادرة السياسية والميدانية التي أخذ يفتقدها في مواجهة التعبئة الشعبية والعربية والدولية بعد مذبحة الحولة».

وبينما استنكرت هذا «التصعيد الدموي الخطير الذي يعني المزيد من قتل أبناء الشعب السوري وتدمير المساكن على رؤوس أصحابها وتهجير عشرات الألوف من قراهم وبلداتهم حتى تجاوز عدد هؤلاء اليوم المليون ونصف المليون حسب إحصاءات الصليب الأحمر»، دعت المراقبين الدوليين الموجودين في سوريا للتوجه فورا إلى المناطق المنكوبة. كما دعت الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثة المراقبين الدوليين وحكومات البلدان الصديقة، العربية والأجنبية، والمنظمات الإنسانية وجميع أصحاب الضمير التدخل العاجل من أجل وقف المذابح المستمرة في حمص ودرعا وجبل الأكراد واللاذقية وسهل الغاب وغيرها من المناطق، وإدانة أعمال القتل والتنكيل والتهجير المستمرة في سوريا منذ خمسة عشر شهرا، مطالبة مجلس الأمن الدولي بعقد جلسة طارئة لحماية المدنيين السوريين وفق الفصل السابع.

وفي حين أشارت لجان التنسيق إلى «انشقاق الكتيبة 743 التابعة للواء 72 التابع للفرقة 26 في الدفاع الجوي وانضمامها إلى صفوف الجيش الحر»، أفاد المرصد السوري عن محاولة قوات الأمن اقتحام القرية «بعد سيطرة مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة على مركز كتيبة دفاع جوي للقوات النظامية قبل أن ينسحبوا بعد انشقاق معظم عناصر الكتيبة».

وأعلن ناشطون في القصير أيضا سيطرة الجيش الحر على كتيبة الصواريخ المتمركزة في قرية الغنطو (قاعدة الدفاع الجوي الإقليمي)، وهي كتيبة صواريخ فولغا تابعة للواء 72 الفرقة 26 التابعة لإدارة الدفاع الجوي. وقال الناشطون إن «كل الضباط والعناصر الموجودة في القاعدة انشقوا، وذلك بالتنسيق مع الجيش الحر الموجود في المنطقة»، وجاء هذا التطور الخطير ليزيد تصعيد قوات الجيش النظامي وتكثيف قصفها على منطقة الغنطو وكل المناطق المتمردة في محافظة حمص.

كما هاجم الجيش الحر في مدينة القصير «بناء البلدية يوم أمس واستهدفه بقذائف (آر بي جي)، وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من المبنى»، كما بث ناشطون صورا تظهر احتراق مبنى البلدية، وقالوا إن «بناء البلدية مثل رعبا لأهالي المدينة، فهو أكبر معاقل جيش الأسد وشبيحته داخل مدينة القصير، كما أنه أعلى بناء ويكشف كل الأحياء وحتى محيط المدينة، ويتمركز على سطحه القناصة منذ عدة شهور، الذين قتلوا العشرات من المدنيين». وفي غضون ذلك، وفي حين زار وفد من المراقبين الدوليين مدينة بانياس وفي بلدة اليادودة في درعا، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بـ«تعرض مدينة الحفة وقرى مجاورة لها لقصف عنيف من قبل القوات النظامية السورية، بموازاة وصول تعزيزات جديدة من القوات النظامية إلى المنطقة».

وقال نائب قائد الجيش السوري الحر العقيد مالك الكردي، الذي يتولى ميدانيا قيادة العمليات العسكرية على محاور مدينة الحفة، لـ«الشرق الأوسط» أمس إن وحداته «تمكنت من إسقاط مروحية للجيش النظامي وأسرت 12 شبيحا تابعين للنظام، كما قامت بصد هجمات عند المدخل الغربي للمدينة ومن المحور الشرقي»، مشيرا إلى أن «الطيران الجوي يحلق نهارا بشكل مستمر منذ 5 أيام فوق سماء المدينة».

وكشف الكردي عن «مبادرة قام بها أحد الأطراف لدى الجيش النظامي لوقف قصفه على المدينة لإخلاء عدد من الجرحى، لكنها قوبلت بالرفض»، وقال: «قدت شخصيا عملية لإخلاء عدد من عائلات المدينة وتعرضنا لقصف من الطيران الجوي قرابة ساعتين، تمكنا بعدها من إخراج عدد قليل من العائلات والجرحى».

وفي حين ذكرت «لجان التنسيق» أن ستة قتلى على الأقل سقطوا في قرية دفيل وحي الرويسة جراء القصف العنيف على مدينة اللاذقية، أفاد المرصد السوري بـ«اقتحام القوات النظامية السورية بلدة عتمان في ريف درعا وسط إطلاق رصاص كثيف وحملة مداهمات واعتقالات بحثا عن مطلوبين للسلطات السورية». وأشارت لجان التنسيق إلى سقوط قتيلين على الأقل وعدد من الجرحى واحتراق عدد من المنازل بعد اقتحام جيش النظام البلدة بأعداد كبيرة من الأمن والشبيحة والدبابات والمدرعات».

وفي حمص استأنفت قوات الأمن العسكرية قصفها لأحياء عدة في المدينة، فتعرضت أحياء الخالدية وجورة الشياح وأحياء أخرى لقصف عنيف وإطلاق نار من رشاشات ثقيلة ومتوسطة، وسط محاولات لإعادة اقتحامها من قبل قوات الأمن السورية. وقال المرصد السوري إن «القصف ترافق مع تحليق لطائرات الاستطلاع في سماء المدينة، وذكرت لجان التنسيق المحلية أن 15 شخصا على الأقل قتلوا في مدينة حمص وجوارها أمس، بينما تعرضت قرية الغنطو لقصف عنيف أدى إلى احتراق مساحات واسعة من أراضيها الزراعية.

وفي دير الزور اقتحمت قوات الأمن السورية حي الجورة وسط إطلاق رصاص كثيف. وذكرت لجان التنسيق أن قذائف تساقطت على مسجد التوبة ومعهد تحفيظ القرآن في المدينة، إضافة إلى احتراق خمسة منازل.

وفي العاصمة دمشق حاصرت قوات الأمن السورية حي القابون ثم اقتحمته وأغلقت مداخله ومخارجه كافة. وكانت قوات الأمن اقتحمت مدعمة بآليات عسكرية ثقيلة بلدة دير العصافير في ريف دمشق وسط إطلاق رصاص كثيف وتحليق للطائرات في سماء البلدة.

أما في حلب فقد وصلت تعزيزات أمنية وعسكرية إلى الريف الحلبي، وسط مخاوف عن نية لاقتحام بلدات رتيان وحيان وبيانو. وتعرضت حيان لقصف من قبل مروحيات القوات النظامية السورية التي تحاول السيطرة على البلدة منذ أيام، ما أدى إلى مقتل شخصين على الأقل.

وشهدت إدلب مظاهرات حاشدة خرجت في تشييع تسعة قتلى قضوا إثر قصف عنيف تعرضت له مدينة معرة النعمان مساء السبت الفائت.

الانقسام يواصل طريقه بين العلويين في سوريا

تعامل الأسد مع الأزمة السورية زاد من الحالة الخلافية داخل طائفة الرئيس

بيروت: نيل ماكفركوهار *

بعد أن وجه خباز من بانياس في سوريا، يدعى جابر عبود، نقدا معلنا ضد الرئيس بشار الأسد بسبب عجزه عن تعزيز تغيير حقيقي في البلاد، تجاهلت الأحياء المجاورة ذلك.

غير أن عبود ومعظم أفراد مجتمعه ينتمون إلى الطائفة العلوية، الطائفة الدينية نفسها التي ينتمي إليها الرئيس. عندما اندلعت الانتفاضة الشعبية، اعتقد كثيرون أنه إذا ما انهارت أسرة الأسد، فسوف يلقون مصيرا مشؤوما. فانقلبوا على عبود، مقاطعين متجر الحلويات الذي يملكه ومجبرين إياه في النهاية على ترك المدينة.

«الحي منقسم؛ نصف سكانه مكتئبون وخانعون، والباقي متوحشون»، هذا ما قاله في حوار هاتفي من مدينة اللاذقية القريبة، وأضاف: «من المحبط الذهاب إلى هناك.. إنها أشبه بمدينة مليئة بالأشباح.. مقسمة، وتنتشر فيها قوات الأمن في كل مكان».

مع تصاعد النزاع السوري إلى مستويات جديدة من العنف الطائفي، يركن الأسد بدرجة أكبر من أي وقت مضى إلى طائفته سعيا للحصول على دعمها. ما زال العلويون من قوات الأمن النخبة في صفه، مثلما هي الحال بالنسبة للعديد من السوريين من الأقليات.

غير أن مقابلات أجريت مع عشرات العلويين أشارت إلى انقسام معقد في صفوفهم؛ فبعض العلويين في حالة من الضيق من أن قوات الأمن لم تنجح حتى الآن في قمع المعارضة، فيما يقول آخرون إن الأسد يخاطر بمستقبل العلويين بالدفع بهم إلى شفا حرب أهلية مع السنة.

يظهر حزب البعث الحاكم الذي يرأسه الأسد بمظهر دعم اشتراكية عربية مدنية شاملة، غير أن السنة، الذين يشكلون نسبة تقدر بنحو 74 في المائة من السكان، أبدوا معارضتهم الشديدة منذ وقت طويل لما ينظرون إليه بوصفه حكما طائفيا من قبل العلويين، الذين ينتمون اسميا لطائفة الشيعة ويمثلون نسبة 13 في المائة فقط من السكان.

ويقول أشخاص على شاكلة عبود إنهم يشعرون بالعجز في دولة يحتدم فيها النزاع بين قوتين متناحرتين. فبعد أن نبذتهم طائفتهم العلوية، يجدون أن الإسلاميين الذين يسيطرون على أجزاء من المعارضة المسلحة يتعاملون معهم بحالة من الشك القاتل. وقد قتل عدد ضئيل من الأفراد من صفوف المعارضة.

على الجانب الآخر، هناك علويون ينتقدون الأسد واصفين إياه بأنه متساهل بصورة مبالغ فيها، وقائلين إن والده الرئيس السوري السابق، حافظ الأسد، لو كان في موضعه، لانتهى الآن من قمع المعارضة قاطبة.

مع مقتل المئات من الشباب العلويين دفاعا عن النظام، تتعالى الأصوات في الجنازات وفي أماكن أخرى طارحة تساؤلات على شاكلة: «لماذا لا يتخذ النظام الإجراءات الكافية لحمايتنا؟»، بحسب علويين أجريت مقابلات معهم.

غير أن هناك هتافات معارضة للأسد في أحياء خاصة بالعلويين، مثل الزهراء في حمص، منها: «بشار أصبح سنيا!» (تنحدر زوجة الأسد، أسماء الأخرس، من أسرة معروفة من السنة من حمص.) وصلت التوترات بين العلويين والسنة إلى ذروتها من جديد بعد سلسلة من عمليات القتل الجماعي، وتحديدا مذبحة الحولة التي وقعت في 25 مايو (أيار) والتي راح ضحيتها 108 كلهم سنة؛ بينهم 49 طفلا. وقال الناجون من مذبحة الحولة وآخرون يعيشون على مقربة من موقع المذبحة يوم الأربعاء الماضي في قرية مزرعة القبير، إن منفذي الهجوم أتوا من القرى العلوية. وذكرت الأمم المتحدة أن الشكوك في الحولة انصبت على الرجال المسلحين المؤيدين للنظام المعروفين باسم «الشبيحة». يذكر أن العلويين يهيمنون على صفوف الشبيحة.

يقول أبو علي، 50 عاما، ويعمل وكيلا عقاريا: «للمرة الأولى، بدأنا نسمع بشكل مباشر من جيراننا السنة أننا يجب أن نغادر دمشق ونعود أدراجنا إلى قرانا».

وقال إنه بمجرد أن انتهى العام الدراسي، توقع موجة من الرحيل خوفا من هجمات ثأرية.

لقد دفع الخوف من الهجمات الثأرية بعض العلويين إلى توجيه تحذيرات منذرة بكوارث مفادها أن مستقبلهم مهدد. نشر آفاق أحمد، أحد المنشقين من استخبارات القوات الجوية، التماسا مدته 10 دقائق على موقع «يوتيوب»، يقول فيه إن العلويين يتعين عليهم وقف عمليات الانتحار الجماعي. ويرجع أحد أسباب شهرته إلى أن عدد المنشقين من العلويين محدود.

«هل تستحق أسرة بشار الأسد أن تكون زعيمة العلويين؟»، سؤال طرحه أحمد. وأضاف: «في مواجهة جرائم من هذا الشكل، لا يمكننا أن نظل ملتزمين الصمت. علينا التمسك بمبادئنا الدينية والإنسانية، لأننا لو لم نفعل ذلك، فلن يرحمنا التاريخ مطلقا».

عادة ما يشير مسؤولون في نظام الأسد إلى أن آيديولوجيته العلمانية قد حافظت على التناغم بين ما أشاروا إليه باسم «الالتحام العظيم» بين الجماعات العرقية والقبائل المختلفة في سوريا. غير أن معارضين يشيرون إلى ذلك بوصفه واجهة لسيطرة العلويين، مستعيدين ذكرى قرون من التفرقة المريعة التي انعكست على الجغرافيا السورية.

عزل العلويون، الذين كانوا موصومين بوصفهم زنادقة إبان نحو 400 عام من الحكم العثماني وكانوا يجبرون على دفع ضريبة خاصة، أنفسهم في معاقل فقيرة في الجبال تطل على البحر المتوسط.

نشأت الطائفة العلوية السرية في القرن التاسع وتمزج تعاليم دينية من ديانات مختلفة معا، ولا يعتبر المنتمون إليها متعصبين؛ فعلى عكس معظم المسلمين التقليديين، يؤمنون بتناسخ الأرواح، على سبيل المثال، ولا يؤمنون بأن صوم رمضان أو حج بيت الله من الفرائض، ويمارسون طقوس العبادة في المنزل أو في مقابر القديسين، ويفتقرون إلى هيكل ديني.

أسست فرنسا، بوصفها القوة الاستعمارية، دولة علوية ساحلية منفصلة ظلت قائمة في الفترة من 1920 إلى 1936.

ومع الاستقلال، انجذب العلويون إلى الجيش وإلى حزب البعث العلماني، وأدى الانقلاب الذي أتى بحافظ الأسد إلى سدة الحكم في عام 1970 إلى توطيد هيمنتهم، الأمر الذي كان بمثابة صدمة لطبقة السنة التقليدية الحاكمة. قام حافظ الأسد بتضمين العلويين في صفوف البوليس السري والجيش، مما ولد خوفا منهم إلى حد أن السوريين كانوا يشيرون إلى أفراد هذه الطائفة عند حديثهم على الملأ عنها باسم «الألمان».

شكل الرئيس الراحل وحدات النخبة، التي يسيطر عليها الآن ابنه ماهر، والتي تمثل قوة الجيش الرئيسية المستخدمة في القمع. تعامل النظام بلا هوادة مع معارضيه العلويين؛ إذ كانوا يعتبرون خونة، وعادة ما كانوا يمضون ضعف فترات العقوبة التي يقضيها السنة عند ثبوت عضويتهم في المنظمات السياسية السرية. والآن، أصبح مجرد مشاهدة محطات فضائية معارضة للنظام السوري، مثل «الجزيرة»، بمثابة خيانة في أوساط العلويين.

يشير عدم تقبل المعارضة إلى عدم وجود حركة معارضة علوية (هناك صفحة على موقع «فيس بوك»، تحمل اسم «العلويون في الثورة السورية» وهناك حملة رامية إلى إحياء المظاهرات السلمية التي يشارك فيها العديد من الشباب العلويين.) انضم العلويون لأول مرة إلى اللجنة التنفيذية للمجلس الوطني السوري، الجماعة المعارضة الرئيسية في المنفى، في أبريل (نيسان) الماضي. أما كثيرون آخرون، فقد ثبطهم كل من هيمنة السنة على المجلس وخوفهم على أفراد أسرتهم في أرض الوطن.

وفي بانياس، على طول ساحل البحر المتوسط السوري الممتد لمسافة 100 ميل، يبرر المصير الذي حل بالخباز عبود، على أيدي العلويين، تلك الحالة من التردد.

يقول عبود، 57 عاما، مدرب كرة القدم السابق، إنه قد اعتقل ثلاث مرات وضرب ضربا مبرحا. وتلقى اثنان من أبنائه الثلاثة تهديدات بالقتل، وحاول الجيران مرارا وتكرارا إضرام النيران في منزله، كما تجنبه أصدقاؤه الذين عرفهم منذ الطفولة؛ بل إن حتى شقيقاته الثلاث ابتعدن عنه.

إلى أن اندلعت الانتفاضة، تجلت أسوأ مواجهات انتقامية بين السنة والعلويين أثناء المناوشات بين جماعة الإخوان المسلمين والحكومة قبل نحو 30 عاما. وفي الهجوم الأكثر ترويعا، قام متطرفون مسلمون بانتقاء بعض الطلاب العلويين بالكليات العسكرية في حلب لإعدامهم، بينما أطلقوا سراح آخرين. لم يغب ذلك الحادث المروع مطلقا عن أذهان العلويين.

بدمشق في ثمانينات القرن العشرين، تشكلت مجموعات جديدة من العلويين لتطويق العاصمة، التي أحيانا ما يشير إليها مواطنو المدينة بشكل ساخر باسم «المستوطنات». يقول سلام، 28 عاما، وهو رجل أعمال، نشأ في واحدة من تلك المناطق، إنه في بداية الانتفاضة، قامت الحكومة بتوزيع بنادق آلية هناك. يضيف سلام في حديث معه عبر برنامج «سكايب»: «قالوا لنا: «السنة سوف يقتلونكم. لقد بثوا الرعب في نفوسنا.. بالطبع، ثمة بعض الأفراد ضيقي الأفق في مجتمعنا؛ فصدقوهم، ولسوء الطالع، قبل كثيرون الأسلحة».

يجنح المتعاطفون مع المعارضة العلوية في المدن الأصغر إلى التزام الصمت، نظرا لأن «عددهم محدود جدا». قال وجدي مصطفى، الناشط العلوي الذي يعيش الآن بمنفى في كاليفورنيا: «سوف يقتلونهم». وأشار إلى أنهم مع ذلك يخشون البحث عن ملاذ بين السنة أيضا، خشية أن يقتلوا بسبب انتمائهم الطائفي.

ثمة كثير من الحديث الدائر عن احتمال انسحاب العلويين عائدين إلى الجبال في حالة انهيار النظام. ويتوقع آخرون أن تستهدف عمليات القتل الجماعي من قبل الجماعات المسلحة العلوية إحكام السيطرة على أجزاء الدولة التي يمكنهم الدفاع عنها في نزاع ممتد مع السنة.

وعلى الرغم من ذلك، فإنه في خضم عقلية فرض الحصار، تأتي دلالات من حين لآخر على عقلية مختلفة.

على سبيل المثال، تشارك ريم، 28 عاما، ذات الشعر الأسود الطويل المجعد، في تنظيم مسيرات مناهضة للأسد في دمشق. وفي بداية الانتفاضة، لم يكن باستطاعتها كشف وجهها في قريتها أعلى طرطوس، على حد قولها. وفي النهاية، خرجت في مسيرات، مما أدى إلى صيحات استهجان من جانب جيرانها المؤيدين للأسد.

تقول ريم، التي لم تذكر سوى اسمها الأول فقط خشية الاتهام، إنها في زيارتها الأخيرة قبل شهر، لم ينتقد أحد كونها ناشطة سياسية.. «لقد بدأوا فهم الوجه الحقيقي للأزمة السورية، وهو أنها ثورة شعبية ضد نظام ديكتاتوري، لا ضد نظام علوي»، هكذا تتحدث ريم واصفة الصدمة التي اعترت الشباب في القرية حينما تحدثت عن وقوف الشباب العلويين والسنة والدروز جنبا إلى جنب في صف واحد في المظاهرات المعارضة للنظام في دمشق.. تقول: «إنهم مندهشون لسماع أن امرأة علوية سافرة وترتدي بنطالا ضيقا يمكن أن تقف إلى جانب امرأة سنية متشحة بالسواد في المظاهرات».

* ساهم في كتابة التقرير هويدا سعد من بيروت وأحد العاملين بصحيفة «نيويورك تايمز» من دمشق

* خدمة «نيويورك تايمز»

حمص والقصير تستعران تحت لفح نيران الأسد

الأطباء في استغاثة دولية: النظام قصف المشافي الميدانية

لندن: «الشرق الأوسط»

بينما تتزايد حصيلة القتلى والجرحى في حمص نتيجة القصف النظامي المتواصل على مختلف أرجاء المدينة، والمستمر منذ أكثر من يومين.. بث ناشطون في حمص والقصير نداءات استغاثة من أطباء المشافي الميدانية في وقت متأخر من ليل السبت – الأحد لمدهم بالمواد الطبية الإسعافية والمساعدة في إنقاذ الجرحى. وقال الدكتور قاسم الزين في مدينة القصير إن «المشفى الميداني استقبل ليل السبت أكثر من خمسين جريحا أغلبهم من الأطفال، وإن المشفى لم يعد يتسع للجرحى». وتتعرض مدينة القصير لقصف مدفعي من مساء يوم الجمعة، في عملية عسكرية هي الأشرس لقوات الجيش النظامي التي فشلت في فرض السيطرة على كامل المدينة، وقتل في القصير يوم أمس سبع مدنيين بينهم امرأة، وأصيب أكثر من خمسين آخرين معظمهم من الأطفال والنساء، كما بث ناشطون من القصير فيديو لطائرة مروحية تقوم بقصف الأحياء.

وفي مدينة حمص قتل عشرة أشخاص لدى اقتحام قوات الجيش النظامي حي الخالدية، كما تعرضت أحياء حمص القديمة لقصف عنيف تمهيدا لاقتحامها، وفي تلك الأثناء قال ناشطون في حمص لـ«الشرق الأوسط» إن قوات الجيش النظامي داهمت «حي الغوطة حيث يقيم نازحون من أحياء أخرى (الخالدية والقصور وجورة الشياح وحمص القديمة) وتذرعوا بحملة تفتيش، لينتشروا ويتخذوا من المدنيين دروعا بشرية، حيث تمركزوا في الأبنية المطلة على الأحياء الأخرى وبدأوا بإطلاق النار»، بينما كانت التعزيزات العسكرية وأرتال الدبابات تصل إلى دوار التربية (على تخوم حمص القديمة) استعدادا لاقتحامها خلال الساعات المقبلة، بحسب قولهم.

وطالب الناشطون في حمص المراقبين الدوليين بالتوجه إلى المدينة. كما وجه أهالي المدينة نداءات استغاثة إلى دول العالم للتدخل الفوري والسريع لمنع حدوث مجازر ومذابح محتملة.

وقالت ممرضة في مشفى ميداني بحمص القديمة لـ«الشرق الأوسط»: «إن المشافي الميدانية بحمص القديمة تفتقر لكل أنواع الأدوات واللوازم الطبية، وإن أي إصابة بسيطة ومتوسطة قد تؤدي للموت نتيجة النزف وعدم توفر مستلزمات الإسعاف الأولية».. وأضافت أنه «تم قصف المشافي الميدانية ولم يعد هناك أي مستلزمات أساسية. والمشافي الخاصة إما قصفت أو احتلت من قبل قوات الجيش والأمن والشبيحة، فتم قصف الكندي والرعاية الطبية والأمل ودار السلام، ولم يبق هناك أي مشافٍ».

وتابعت في أسى: «الوضع الطبي سيئ للغاية، لا كهرباء لا تجهيزات ولا أي شيء أبدا». ولفتت إلى أنه يتم استهداف الكوادر الطبية وكل من يقوم بإسعاف الجرحى، مضيفة: «ست قذائف (هاون) سقطت على بيتي لأني أعمل في إسعاف الجرحى».

                      هيغ يشبه الوضع في سوريا بالبوسنة في 1992 ولا يستبعد تدخلا خارجيا

المعارضة السورية تنتقد تصريحات لافروف .. وواشنطن قالت إن المفاوضات الأخيرة مع روسيا كانت بناءة

بيروت: ليال أبو رحال واشنطن: محمد علي صالح

بينما شبه وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ أمس الوضع في سوريا بوضع البوسنة في التسعينات ورفض استبعاد تدخل عسكري فيها، وجددت الأمانة العامة للمجلس الوطني السوري الدعوة لمجلس الأمن لعقد «جلسة طارئة لحماية المدنيين السوريين وفق الفصل السابع»، استمرت المعارضة السورية في انتقادها للموقف الروسي من الأزمة السورية، على ضوء التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الذي تعمد وفق توصيف معارضين سوريين «عدم تسمية الأشياء كما هي»، و«تشويه الحقائق» من خلال تحميله مسؤولية العنف للنظام السوري والمعارضة على حد سواء.

وصرح هيغ لشبكة «سكاي نيوز» بقوله، إن الوضع في سوريا «لا يشبه الوضع في ليبيا العام الماضي، حيث قمنا بتدخل ناجح لإنقاذ الناس من القتل». وتابع «إن سوريا تشبه أكثر البوسنة في التسعينات لأنها على شفير حرب أهلية طائفية، حيث تتبادل قرى مجاورة الهجوم وتتقاتل في ما بينها»، في إشارة إلى حرب البوسنة والهرسك بين 1992 و1995.

وعلق ويليام هيغ أيضا على تصريحات موسكو، التي قالت فيها إن روسيا ستدعم «بسرور» تنحي الرئيس السوري بشار الأسد «إذا توافق السوريون أنفسهم على هذا الأمر»، رغم أن موسكو تبدي معارضتها لاستخدام القوة ضد دمشق. وقال هيغ «هذا بالتحديد ما نريده. لكن لا يمكنهم (السوريون) أن يقرروا مستقبلهم إذا كانوا يتقاتلون، وإذا كانت جثثهم تحترق، وإذا جرى قتل المراقبين».

وكان لافروف رأى في مؤتمر صحافي في موسكو أول من أمس، أن «المشهد السوري يشي بأن سوريا على حافة حرب أهلية كاملة»، لكنه أدان جزئيا المعارضة السورية، وقال: «من أجل تجنيب سوريا الوقوع في هاوية الحرب الأهلية يجب الضغط على الأطراف السورية كافة لجهة وقف العنف وفقا لخطة الموفد المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي أنان». من جانبها، علقت الخارجية على تصريحات سيرغي لافروف، وزير خارجية روسيا، أول من أمس، وقالت إن التصريحات «لم تغلق الباب» أمام المشاورات لحل المشكلة السورية، وأن فيها آراء جديدة مثل «اعتراف روسيا بتدهور الوضع في سوريا».

وقال مسؤول في الخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط»، طالبا عدم نشر اسمه أو وظيفته: «لدينا في موسكو فريدريك هوف الذي يشترك في جولة مكثفة على مستوى الخبراء في الشأن السوري من الجانبين، الأميركي والروسي. وهوف واحد من المبعوثين الخاصين للوزيرة (هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية) في موضوع سوريا. والتقى نائب وزير الخارجية الروسية فيتالي بوغدانوف، وهو المختص هناك بموضوع سوريا».

ورفض المسؤول انتقاد تصريحات لافروف مباشرة.. وكان لافروف قال إن روسيا تعارض استعمال القوة لإسقاط الأسد، وأن الوضع في سوريا «صار أكثر قلقا». وقال المسؤول: «على الأقل، وأخيرا، اعترف الروس بأن الوضع الأمني في سوريا يسير من سيئ إلى أسوأ، نحن نرحب بهذا الاعتراف بالحقيقة، ونأمل مزيدا من التطور في الموقف الروسي».

وأضاف المسؤول: «المشاورات مع موسكو مستمرة، ونحن ظللنا دائما نشجع الروس للانضمام إلى الجهود الدولية للضغط على الأسد. ونفعل ذلك على مستوى الوزراء، وعلى مستوى الخبراء». وأضاف أن مفاوضات الخبراء الأميركيين والروس في موسكو «كانت بناءة».

وفرق بين «مفاوضات سياسية» على مستوى الوزراء، و«مفاوضات فنية» على مستوى الخبراء، لكنه رفض أن يفصل إذا كانت الجوانب الفنية تخص «الحل اليمني»، في إشارة إلى ممارسة ضغوط على الأسد ليترك الحكم مع استمرار نظامه حتى تجرى انتخابات حرة ونزيهة، كما ترك الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الحكم لنائبه، ثم أجريت انتخابات فاز فيها الرئيس الحالي عبد ربه هادي. وقال المسؤول: «لدينا المزيد من العمل للقيام به في هذه الموضوع. لهذا، سنواصل مفاوضات الخبراء».

وعن تصريحات لافروف بأن روسيا لا تدافع عن الأسد شخصيا، قال المسؤول: «منذ سنة تقريبا، نحن قلنا إن الأسد يجب أن يرحل. لا باس أن وصل الروس إلى هذه القناعة بعد كل هذه الفترة».

أما المعراضة السورية، فأعرب عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني السوري الدكتور أحمد رمضان لـ«الشرق الأوسط» عن اعتقاده بأن «الموقف الروسي لم يتطور بما فيه الكفاية لفهم الحقائق التي تجري على الأرض»، معتبرا أن «شعور روسيا بأن النظام السوري ما زال يلقى قبولا داخل سوريا هو اعتقاد خاطئ ولا ينسجم مع الواقع».

وقال رمضان إن «السوريين أثبتوا خلال سنة وثلاثة أشهر أنهم يرفضون نظام الأسد رفضا مطلقا، ومن هنا فإن حديث لافروف عن تنحي الأسد كان يفترض أن يصدر قبل فترة وليس الآن»، لافتا إلى أنه «ينبغي على القيادة الروسية أن تبدأ حوارا مباشرا مع المجلس الوطني السوري حول واقع المنطقة في الفترة المقبلة، لا أن تكتفي بتصريحات إعلامية».

وأكد رمضان أن «المطلوب اليوم مبادرة من روسيا تبدأ بموجبها الحوار حول مرحلة ما بعد الأسد؛ لأنه قد انتهى». واعتبر أن «الإصرار على الوقوف إلى جانب النظام بات في غير صالح الروس»، مشددا على أنه «إذا كانت روسيا تعارض تحركا دوليا ضد سوريا، فعليها تقديم البديل عن هذا التحرك، أما الاكتفاء بتصريحات تتضمن عبارات مواربة فذلك يقدم خدمة للنظام السوري وحده».

وشدد رمضان على أن «الموقف الروسي لا يزال يشكل غطاء للنظام السوري في تصعيد مجازره اليومية، حيث انتقل من سياسة القتل إلى سياسة ارتكاب المجازر الجماعية وصولا إلى سياسة الأرض المحروقة التي تشمل القصف والإبادة وحرق الأراضي المأهولة والزراعية».

وكانت الأمانة العامة للمجلس الوطني السوري قد جددت دعوة «مجلس الأمن إلى جلسة طارئة لحماية المدنيين السوريين وفق الفصل السابع»، متوقفة عند ما وصفته بـ«تصريحات غير المنتظرة لوزير الخارجية الروسية حاول من خلالها التغطية على المسؤوليات الواضحة والخطيرة للنظام الفاشي السوري في ما يجري من مجازر، والتشكيك بمواقف المعارضة السورية والمجلس الوطني بشكل خاص».

ورأت في هذه المواقف «تهديدا كبيرا للصداقة التاريخية التي تجمع بين الشعبين السوري والروسي ولمستقبل العلاقات بين روسيا وسوريا الديمقراطية الجديدة»، داعية «حكومة روسيا إلى الالتزام بمبادئ الشرعية الدولية لحماية المدنيين».

من ناحيته، دعا رئيس المجلس الوطني الجديد عبد الباسط سيدا من إسطنبول أمس المسؤولين في روسيا والصين إلى «التمعن بخطورة الموقف في سوريا وإلى الانضمام للجهد الدولي المؤازر لمطالب الشعب السوري»، مطالبا «المسؤولين في إيران بالإقرار بالواقع على الأرض واحترام إرادة الشعب السوري والاستعداد لمرحلة جديدة». وأشار إلى أن «مسألة القبول أو الرفض بالتدخل الأجنبي في سوريا هي مسألة خاضعة للتطورات الميدانية على الأرض ونحن نطالب بحماية السوريين وحاليا نطالب باستصدار قرار عن مجلس الأمن تحت الفصل السابع وهذا القرار يضع كل الخيارات على الطاولة».

من جهة أخرى، بدت لافتة أمس تزامن مواقف وردت على لسان مسؤولين إسرائيليين بشأن الوضع في سوريا، حيث أدان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو «المجازر ضد المدنيين» في سوريا. ونقل بيان عنه قوله: «نرى هذه الصور المروعة لأطفال ومسنين تم ذبحهم، ويجب على العالم أن يرى اليوم محور الشر الواضح وهو إيران – سوريا – حزب الله، وتم كشف وجه محور الشر هذا بكل قباحته وينبغي أن يفهم الجميع بأي بيئة نحن نعيش».

كما دعا الرئيس الإسرائيلي شيمعون بيريس «الأسرة الدولية إلى مضاعفة جهودها لحقن الدماء في سوريا وعبر عن دعمه للمتمردين»، في موازاة إعلان نائب وزير الخارجية الإسرائيلي داني أيالون أن إسرائيل مستعدة لتقديم مساعدة إنسانية لضحايا العنف في سوريا.

وتعليقا على هذه المواقف، اكتفى رمضان بالإشارة إلى أنه «بغض النظر عن مضمون تلك المواقف، إلا أنه لا شك بأن النظام السوري يقدم خدمة مباشرة لبعض الأطراف الإقليمية والدولية من خلال إضعاف سوريا»، مشددا على أن «سوريا الضعيفة هي خدمة مجانية من النظام للإسرائيليين وسواهم».

المجلس الوطني: نمثل القيادة السياسية لـ«الجيش الحر».. وندعو المسؤولين للانشقاق

الحمود لـ«الشرق الأوسط»: الاتفاق ليس جديدا.. وهو ممثلنا الشرعي الوحيد

بيروت: ليال أبو رحال

دعا الرئيس الجديد للمجلس الوطني السوري المعارض عبد الباسط سيدا من إسطنبول المسؤولين في النظام السوري وفي مؤسسات الدولة إلى الانشقاق والانضمام إلى المعارضة، كما أعلن أن هناك اتفاقا بأن المجلس الوطني يمثل القيادة السياسية لـ«الجيش الحر».

وقال سيدا، في مؤتمر صحافي عقده غداة انتخابه رئيسا للمجلس الوطني خلفا لبرهان غليون: «ندعو المسؤولين في مختلف الإدارات المدنية والعسكرية إلى الانشقاق عن النظام والانضمام إلى صفوف الشعب لأن المواجهة باتت في مرحلة الحسم ولا بد من تحديد المواقف».

وفي حين أشار سيدا إلى وجود «اتفاق بأن المجلس الوطني يمثل القيادة السياسية لـ(الجيش الحر) وعلاقتنا بهذا (الجيش الحر) وطيدة»، أكد المقدم المظلي خالد الحمود لـ«الشرق الأوسط»، أن «الاتفاق بين الطرفين ليس بجديد، وأن المجلس الوطني يشكل الواجهة السياسية للجيش الحر». ورأى في كلام سيدا «تذكيرا إضافيا بأن المجلس الوطني هو الممثل الشرعي الوحيد للجيش الحر، في ظل ظهور أطراف أخرى تقول ما تشاء».

وقال الحمود: «ننتظر من المجلس الوطني برئيسه الجديد أفعالا جديدة، ونأمل أن يشكل واجهة جديدة من دون الخضوع لأي ضغوط سياسية»، معتبرا أن «المجلس القديم ساهم في بعض المحطات بتأخير الثورة عوض دفعها إلى الأمام». وأوضح أن «المطلوب اليوم في ظل استمرار النظام في عملياته العسكرية وقتل المدنيين دعم الجيش الحر من خلال تسليحه وإقامة الممرات الآمنة ليتمكن من القيام بواجباته والدفاع عن الأبرياء». وأعرب الحمود عن اعتقاده بأن المعارضين السوريين لم ينجحوا بعد بإيصال صوت الشعب السوري إلى المحافل الدولية»، مضيفا في الوقت عينه «إننا لا نطلب تدخلا عسكريا ولكن نريد أن يتم دعم وحدات الجيش الحر للتمكن من دفع الثورة إلى الأمام وإسقاط النظام السوري».

وكان سيدا قد قال من إسطنبول «إننا لسنا دعاة حرب أو تدخل أجنبي، لكن النظام هو الذي يدفع البلاد نحو هذا الاتجاه وهو الذي يخوض حربا ظالمة على الوطن والشعب»، موضحا «إننا أعلناها سلمية، لكن النظام الوحشي الاستبدادي مصر على خيار الإبادة والأرض المحروقة، وقد اتخذ الشعب السوري قرار المقاومة ومن هذه المقاومة التاريخية سينبثق فجر الحياة الحرة الكريمة».

وأضاف: «نطمئن الجميع من أبناء شعبنا طوائف ومذاهب وقوميات وخاصة الإخوة في الطائفة العلوية والإخوة المسيحيين بأن سوريا المستقبل ستكون بكل أبنائها ولكل أبنائها رجالا ونساء»، مؤكدا أن «سوريا المستقبل ستكون مدنية ديمقراطية تعددية تحترم سائر الخصوصيات وتقر بحقوق الجميع وتلغي السياسات التمييزية وتعوض المتضررين وتولي الاهتمام الكافي للمناطق التي أهملت».

وقال إنه «لن يكون هناك أي تمييز نتيجة الدين أو المذهب أو القومية أو الجنس أو الفكر»، متوجها بالشكر «إلى كل الدول والشعوب التي تساند الشعب السوري، خاصة دول الخليج وتركيا والاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى جهود الأمم المتحدة والجامعة العربية والمبعوث الدولي والعربي كوفي أنان». ودعا المجتمع الدولي إلى «الاستمرار في حماية المدنيين ووقف آلة القتل السلطوية بقرار حاسم تحت الفصل السابع».

ترحيب كردي بانتخاب سيدا رئيسا لـ«المجلس الوطني» وتشكيك بقدرته على حل القضية الكردية

قياديون قالوا لـ «الشرق الأوسط» إنه سيكون محكوما بسياسات المجلس العامة

أربيل: شيرزاد شيخاني

رحبت الأحزاب الكردية السورية بانتخاب الشخصية الكردية المستقلة عبد الباسط سيدا رئيسا للمجلس الوطني السوري، لكن بدا على معظم تلك الأحزاب نوع من التشكيك بقدرات سيدا على دعم حل القضية الكردية، وإعطاء المكون الكردي في سوريا الدور السياسي المطلوب كجزء من الثورة السورية، وكطرف مهم في المعادلة السياسية بسوريا المستقبل.

واعتبر السياسي الكردي المخضرم عبد الحميد درويش، رئيس الحزب الوطني الديمقراطي التقدمي الكردي المعارض، «أن انتخاب سيدا أمر إيجابي في هذه المرحلة الحساسة التي يمر بها الوطن وقضيته الديمقراطية، وسيدا كإنسان هو شخص نزيه وعلى درجة عالية من الثقافة والاتزان، ولكن فيما يتعلق بالجانب السياسي يجب أن لا ننسى أنه شخصية مستقلة يمثل نفسه فقط، ولا يمثل بالضرورة المكون الكردي في سوريا، وكما قلت فإننا ننظر بإيجابية إلى هذه الخطوة بانتخاب شخص من أحد المكونات القومية غير العربية في سوريا لقيادة المعارضة في هذه المرحلة النضالية الحساسة، ومع ذلك فنحن ننتظر الخطوات السياسية التالية، وخاصة موقف الرئيس الجديد من القضية الكردية التي تعتبر من أهم القضايا التي تهم سوريا في المستقبل، على الرغم من تشكيكنا بقدرته على تحديد موقف داعم للشعب الكردي على الرغم من انتمائه القومي، لأنه بالمحصلة سيكون محكوما بالسياسة العامة للمجلس الوطني».

وكشف درويش لـ«الشرق الأوسط» عن أن مؤتمرا سيعقد في الخامس عشر من الشهر الجاري بإسطنبول يضم كل القوى السورية، وقد دعي المجلس الوطني الكردي السوري إلى حضوره، وسيمثل بنفسه المجلس بهذا المؤتمر، وسيلتقي أثناء المؤتمر الرئيس الجديد للمجلس الوطني، عبد الباسط سيدا، ويبحث معه جميع الملفات المتعلقة بالقضية الكردية والدور المستقبلي للشعب الكردي لاستكشاف موقفه من هذه القضية وغيرها من القضايا السياسية المتعلقة برسم مستقبل البلد.

من جهته اعتبر شيرزاد اليزيدي، المتحدث الرسمي باسم مجلس شعب كردستان الموالي لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، وهو الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني، ويعتبر أحد أهم الأحزاب الكردية الفاعلة بالداخل، الأمر خطوة إيجابية، إلا أنه قلل من شأنها في الوقت نفسه، وقال: «من حيث المبدأ يعتبر انتخابه (سيدا) خطوة إيجابية، ونحن نرحب بتبوء أي شخصية سياسية كردية لقيادة أي إطار من أطر المعارضة، ولكننا ننتظر الخطوات التالية باتجاه حلحلة القضية الكردية في سوريا».

وبسؤاله عما إذا كان انتخاب سيدا سيقرب بين المجلسين الوطنيين الكردي والعربي قال اليزيدي: «لا أعتقد ذلك، فلا يكفي أن يكون الرئيس كرديا حتى يفسر الأمر كانفتاح على القضية الكردية، لأن سياسات المجلس الوطني السوري محكومة بالأطراف الممثلة فيه، وطبعا هناك تأثيرات كبيرة من تنظيم الإخوان المسلمين على سياسة المجلس، ونحن لا نريد أن نعطي حجما أكبر لهذه الخطوة، فالمهم بالنسبة لنا هو توصل أطراف المعارضة إلى اتفاق على خارطة طريق لحل القضية الكردية بسوريا، والمجلس الوطني عندما طرح وثيقته حول رؤيته للقضية الكردية قبل شهرين، وجدنا أن تلك الوثيقة لا تلبي الطموح الكردي، والمطلوب الآن هو إعادة النظر بسياسات المجلس ومواقفه تجاه الجانب الكردي، خصوصا أن الأكراد هم مكون أساسي في سوريا وجزء من الثورة الحالية، ومن الممكن أن يضطلع الرئيس الجديد للمجلس بدور في جمع الأطراف السياسية بكل انتماءاتها على توافق وطني وإيجاد رؤية مشتركة تتفق عليها جميع القوى لبناء نظام ديمقراطي مدني تعددي لا مركزي في المستقبل».

وبدوره اعتبر بندوار إبراهيم، ممثل الحزب الوطني الديمقراطي الكردي السوري، «أن عبد الباسط سيدا يمثل نفسه، وأن انتخابه يعتبر التفافا على القضية الكردية وليس دعما لها، فهناك من يتصور أن مجرد انتخاب شخص كردي سيرضي الأطراف الكردية، وهذا غير صحيح، لأن لدينا مطالب قومية وسياسية ما زال المجلس الوطني الكردي يتنكر لها، وهناك ضغوط دولية عديدة على المجلس للاعتراف بالحق الكردي، ولكن المجلس ما زال عند موقفه ولم نر أي تغيير منه، ولذلك فإن انتخاب سيدا لن يغير من الأمر شيئا، وخاصة مواقف المجلس الوطني من المطالب القومية المشروعة لشعبنا».

لندن لا تستبعد تدخلاً عسكرياً وتشبّه وضع سوريا بالبوسنة

“الجيش الحر” يقصف مبنى مجلس الوزراء ومواقع حكومية حول دمشق

                                            يضيق الخناق حول العاصمة السورية حيث قصف الثوار أمس مبنى مجلس الوزراء في كفرسوسة بعد هجمات منسقة قام بها 600 مقاتل من الجيش السوري الحر هاجموا في وقت واحد أهدافاً حكومية من خمسة اتجاهات حول دمشق التي كثفت قوات النظام حملات القصف فيها ضد حي القابون خصوصاً بالمدافع المضادة للطائرات وقنابل المورتر.

وسقط أمس 65 شهيداً معظمهم في قصف مدفعي عنيف على منطقة حمص حيث انشقت كتيبة للصواريخ تابعة للدفاع الجوي وانضمت إلى “الجيش الحر” الذي استولى على العديد من الذخائر والعتاد قبل أن تقصف قوات نظام الأسد المنطقة بالمروحيات فيما لا يزال مصير الصواريخ مجهولاً.

دولياً، رفض وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أمس، استبعاد تدخل عسكري في الوضع السوري بسبب وصول البلاد “إلى شفير انهيار او حرب اهلية طائفية”، مشبهاً الوضع في سوريا بالبوسنة في التسعينات.

ميدانياً، هاجم الثوار أمس مبنى مجلس الوزراء السوري في كفرسوسة حيث سقطت قذيفة هاون، وقامت قوات الرئيس السوري بشار الأسد بغارات على أحياء في دمشق ومحيطها في محاولة لطرد الثوار الذين كثفوا عملياتهم قرب المجمعات الأمنية في العاصمة.وقالت مصادر المعارضة ان القوات السورية قصفت حي القابون شمال دمشق ثم دخلته في عربات مدرعة واقتحمت المنازل في أعقاب هجمات الجمعة على حافلات تقل جنودا وميليشيات موالية للأسد.

وقال ابو الفدا الناشط في حي القابون والذي لم يعط اسمه الحقيقي خوفا من التعرض للاعتقال، “تعرض حي القابون للقصف لأول مرة منذ بدء الانتفاضة. واطلقت قوات الامن في مجمع مخابرات القوات الجوية المجاور، النار على الحي بالمدافع المضادة للطائرات وقنابل المورتر”، كما وردت انباء هجمات على حافلات تقل موالين للاسد وعلى نقاط تفتيش تابعة للجيش خلال الايام الثلاثة المنصرمة في احياء المزة وبرزة.

وذكرت شبكة “سكاي نيوز” أمس، أن نحو 600 مقاتل من “الجيش السوري الحر” هاجموا في وقت واحد أهدافاً حكومية من خمسة اتجاهات حول العاصمة دمشق.

وقالت سكاي “إن حافلة تقل عمال نفط من روسيا أُصيبت بقذيفة، كما جرى إطلاق قذائف صاروخية على مبنى لهم في دمشق اودت بحياة امرأة سورية، خلال العملية التي نفّذها مقاتلو (الجيش السوري الحر) ليلاً يوم الجمعة الماضي”.

واضافت نقلاً عن سوريين يعيشون في بعض المناطق المستهدفة، أن هجمات مقاتلي الجيش الحر “كانت منسقة وبدأت في الساعة الواحدة من بعد الظهر واستمرت حتى الخامسة من مساء يوم الثامن من حزيران (يونيو) الجاري، تلتها فترة هدوء امتدت ساعتين ثم تجددت عند الساعة السابعة واستمرت حتى منتصف الليل تقريباً”.

واشارت “سكاي” إلى أن مقاتلي “الجيش الحر” استهدفوا محطة لتوليد الكهرباء خلال الهجمات التي شنوها في داريا والمليحة وكفرسوسة وحي المزة القريب من وسط العاصمة دمشق، وتم خلالها حسب المصادر، اعتقال العديد من هؤلاء المقاتلين الذين كان بعضهم يرتدي الزي العسكري، أو قتلهم.

وأفادت مصادر متطابقة في سوريا بانشقاق كتيبة صواريخ كاملة في مدينة الرستن بحمص بعد تنسيق بين المجلس العسكري التابع للجيش الحر في حمص وقائد الكتيبة.

ونقلت الهيئة العامة للثورة السورية عن النقيب عبدالله أن الانشقاق جرى بعد تنسيق دام لفترة بين مجموعة من ضباط قيادة المجلس العسكري في حمص التابعة للجيش الحر، وبين قيادة الكتيبة 743 في اللواء 72 التابع للفرقة 26 بالدفاع الجوي، حيث جرى تحديد فجر أمس، لانشقاق الكتيبة بشكل كامل.

وتوجهت قبل وقت من موعد الانشقاق قوة مشتركة من كتائب الجيش الحر في القرى المحيطة بالكتيبة المتمركزة في الغنطو بالرستن لتأمين الطرق حولها، فيما قام قائد كتيبة الصواريخ بجمع العسكريين وتحدث إليهم حول وضع البلاد ومشاركة الجيش السوري في قتل المدنيين، ثم منحهم تسريحا كيفياً وأعطى لهم حرية الانصراف إلى بيوتهم أو الانضمام الى الجيش الحر.

وحسب ذات المصدر، فإن الكتيبة تتضمن 130 عنصرا وعشرة ضباط كان منهم أثناء الانشقاق 35 جنديا وضابطا.

واختار 22 جندياً وثلاثة ضباط منهم العودة إلى منازلهم بعد تأمين الطريق لهم، فيما اختار 8 جنود وضابطان الانضمام إلى الجيش السوري الحر حسب تأكيد أحد قادته في حمص.

وتحتوي كتيبة الدفاع الجوي المخصصة لحماية مصفاة حمص على صواريخ سام 6 وسام 7 وكوبرا، بالإضافة لمضاد طيران وآليات وذخائر متنوعة، وهي تشكل مركز إمداد لقوات النظام السوري المتمركزة في تلبيسة والرستن والعديد من قرى المنطقة.

واستولت قوات الجيش الحر على العديد من الذخائر والعتاد، قبل أن تقدم قوات النظام السوري بعد ساعات على قصف المنطقة بالمروحيات، فيما لا يزال مصير الصواريخ مجهولا حسب قناة “العربية” التي نقلت الخبر.

وقال نشطاء سوريون معارضون أمس إن قوات الاسد جددت محاولاتها للسيطرة على محافظة حمص مما أدى الى سقوط 35 قتيلا على الأقل من أصل 65 شهيداً قضوا أمس، في قصف هو الاعنف منذ بدء وقف اطلاق النار الذي ترعاه الامم المتحدة.

وقال النشطاء ان الجيش استخدم المدفعية وقذائف المورتر والصواريخ في قصف معاقل المعارضة المسلحة في مدينة حمص وبلدات القصير وتلبيسة والرستن بوسط سوريا.

وقالت مصادر للمعارضة في تلبيسة جنوبي الرستن إن البلدة تعرضت لقصف مكثف بقذائف المورتر من قوات الأسد بعد انشقاق بعض الجنود الذين كانوا يحرسون حواجز طرق قريبة أول من أمس ودخولهم البلدة بحاملتي جند مدرعتين.

وقال الناشط أبو محمد في مكالمة هاتفية عبر الأقمار الصناعية “قتل خمسة منهم امرأة وابنتها البالغة من العمر سنة. كانوا بين عدد محدود من المدنيين الذين لم يفروا من تلبيسة.”

وفي حمص قال نشطاء إن قصف الجيش تركز على حي الخالدية.

دولياً، شبه وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أمس الوضع في سوريا بوضع البوسنة في التسعينات ورفض استبعاد تدخل عسكري فيها. وصرح هيغ لشبكة “سكاي نيوز” “لا نعرف كيف ستتطور الامور. سوريا على شفير انهيار او حرب اهلية طائفية وبالتالي لا اعتقد ان بإمكاننا استبعاد اي شيء كان”. واضاف “لكن ذلك لا يشبه الوضع في ليبيا العام الماضي حيث قمنا بتدخل ناجح لانقاذ الناس من القتل”.

وقال وزير الخارجية البريطاني ان سوريا “تشبه اكثر البوسنة في التسعينات لانها على شفير حرب اهلية طائفية حيث تتبادل قرى مجاورة الهجوم وتتقاتل في ما بينها”، في اشارة الى حرب البوسنة والهرسك بين 1992 و1995.

والمعلوم أن تفاقم الأوضاع في البوسنة دفع مجموعة من الدول إلى التدخل عسكرياً فيها من خارج إطار مجلس الأمن.

(ا ف ب، رويترز، يو بي أي، “العربية”)

فرنسا تدعو الرئيس الجديد لـ”المجلس الوطني السوري” إلى توحيد صفوف المعارضة

هنّأ المتحدث باسم الخارجية الفرنسية فانسان فلورياني “بحرارة عبد الباسط سيدا لتوليه رئاسة المجلس الوطني السوري”، وأضاف: “إزاء قمع النظام الشديد الذي أسفر عن سقوط اكثر من 170 قتيلاً في خلال عطلة نهاية الأسبوع، من الضروري ان تتوصل المعارضة السورية إلى توحيد صفوفها ضمن روح من الانفتاح والاتحاد حول رؤية مشتركة لسوريا الغد”.

فلورياني الذي دعا سيدا إلى توحيد صفوف المعارضة لنظام دمشق “ضمن روح من الإنفتاح والاتحاد”، أوضح أن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس سيجتمع بالرئيس الجديد للمجلس الوطني السوري بعد ظهر الاثنين.

(أ.ف.ب.)

الأهالي يوجهون نداء استغاثة خوفا من ارتكاب مذابح

قصف عنيف وعشوائي لأحياء بحمص

                                            تعرضت أحياء جورة الشياح والخالدية وحمص القديمة في سوريا بعد ظهر اليوم الاثنين لقصف عنيف وعشوائي على منازل المدنيين، إضافة لقصف مدن القصير والرستن وتلبيسة في حين أطلق الأهالي نداء استغاثة خوفا من ارتكاب النظام مجازر وطالب ناشطون المراقبين بدخول هذه المناطق.

ويعاني الأهالي في هذه المناطق من نقص في المواد الغذائية والطبية، فضلا عن انقطاع الكهرباء. يأتي ذلك في وقت سقط فيه نحو أربعين قتيلا في أنحاء سوريا معظمهم في إدلب وحماة وحمص برصاص قوات النظام.

في هذه الأثناء دعا ناشطون مراقبي الأمم المتحدة إلى زيارة حمص ليشهدوا قيام طائرات نظام الرئيس السوري بشار الأسد بقصف الأحياء.

وقال أبو جعفر المغربل الناطق باسم الهيئة العامة للثورة السورية بحمص للجزيرة إن النظام السوري يقصف أحياء حمص القديمة خاصة جورة الشياح والقرابيص بالطائرات محذرا من وقوع مجازر جديدة في هذه المناطق التي تضم أعدادا كبيرة من اللاجئين.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القوات السورية قصفت معاقل للمعارضة في محافظتي حمص بوسط البلاد ودير الزور في الشرق.

وذكرت الهيئة العامة للثورة أنه قتل عدد من الأشخاص وجرح آخرون خلال قصف استهدف عدة مدن وبلدات في ريف إدلب والحفة بريف اللاذقية.

فقد تعرضت خان شيخون واللج وشاغوريت ومعرة النعمان لقصف عنيف، كما قتل ثلاثة أشخاص إثر استهداف حافلتهم في مدينة أريحا.

وفي درعا جنوبا قصف الجيش مدينة إنخل، واقتحم بلدة جاسم وشن حملة اعتقالات وحرق للمحاصيل الزراعية. كما تعرضت بلدات العشارة والبصيرة وموحسن بدير الزور لقصف عنيف.

من جهته طالب المبعوث الأممي والعربي إلى سوريا كوفي أنان المراقبين بالتوجه فورا إلى المناطق التي تتعرض للقصف في حمص. وأعرب أنان عن قلقه الشديد من القصف الحالي مشيرا إلى أن هناك عددا كبيرا من المدنيين العالقين جراء قصف حمص والحفة باللاذقية.

اشتباكات بحي بدمشق

وفي تطور آخر قالت لجان التنسيق إن اشتباكات وقعت بين الجيش النظامي والجيش السوري الحر في حي برزة بالعاصمة دمشق.

وكانت القوات النظامية مدعومة بعناصر الشبيحة قد واصلت استهداف ريف دمشق وريف حماة ودير الزور في وقت سابق بقذائف المدفعية والأسلحة الرشاشة، مما أسفر عن وقوع عدد من الإصابات.

ووفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان فإن الجيش النظامي قصف صباح اليوم مدينة العشارة بدير الزور في شرق البلاد مما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص بينهم عسكري منشق، وذلك بعيد اشتباكات دارت فجر اليوم في المنطقة بين القوات النظامية السورية ومقاتلين من الكتائب المنشقة أوقعت ما لا يقل عن ستة قتلى من القوات النظامية.

وجاء ذلك التصعيد النظامي بعد إعلان ناشطين سوريين عن انشقاق كتيبة صواريخ تابعة للنظام السوري عن القوات النظامية وانضمام بعض ضباطها للجيش السوري الحر. وقد ذكر الناشطون أن إحدى كتائب الدفاع الجوي المتمركزة قرب قرية الغنطو تعرضت لقصف بالمروحيات بعدما انشق قائد الكتيبة ونجح مقاتلون من الجيش الحر في السيطرة على مقر الكتيبة وأخذ عتادها وسلاحها.

روسيا تسعى لدور إيراني في الأزمة

الصين: لا مكان لسوريا بقمة العشرين

قالت الصين اليوم الاثنين إن ملف الأزمة في سوريا يجب ألا يدرج على جدول أعمال قمة مجموعة العشرين، المقرر عقدها في المكسيك، ومن جهته يسعى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف -الذي يبدأ زيارة لإيران الأربعاء المقبل- لمشاركة طهران بمؤتمر دولي بشأن سوريا.

وقال تشوي تيانكا -نائب وزير الخارجية الصيني- إن اجتماع قمة العشرين يحتاج أن يركز على المشاكل الاقتصادية العالمية، وأضاف أن المشكلات السياسية والأمنية لم تناقش يوما في اجتماعات القمة ويجب أن تبقى كذلك.

في غضون ذلك، أعلنت موسكو اليوم الاثنين أن وزير الخارجية سيرغي لافروف سيزور إيران بعد غد الأربعاء لمناقشة الاقتراح الروسي بعقد مؤتمر دولي بشأن سوريا.

ونقلت وكالة الأنباء الروسية نوفوستي عن مكتب الإعلام بوزارة الخارجية قوله “إننا ننطلق من واقع أن إيران يجب أن تكون بين المشاركين إلى جانب دول مجاورة لسوريا وغيرها من الدول المؤثرة على الأطراف السورية”.

وتابع أنه من دون مشاركة إيران، لن تكون احتمالات حصول تأثير دولي بناء على سوريا كاملةً، معتبرا أن حرمان إيران من لعب دور في المساعدة على التفاوض لإنهاء الأزمة في سوريا “غير منطقي”.

وكانت روسيا قد دعت إلى مؤتمر دولي بشأن سوريا بمشاركة إيران رغم معارضة الولايات المتحدة.

وبحسب صحفية فايننشال تايمز البريطانية فإن هذا المؤتمر المزمع يمكن أن يُعقد في أواخر يونيو/حزيران الجاري عقب اجتماع مخطط بين الرئيس الأميركي باراك أوباما والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قمة مجموعة العشرين المقررة في المكسيك في نهاية الأسبوع القادم، ويرجح أن مكان المؤتمر بين الرئيسين سيكون في جنيف بسويسرا.

النظام يتهاوى

من ناحية أخرى، قال رئيس المجلس الوطني السوري الجديد عبد الباسط سيدا إن نظام الرئيس بشار الأسد “بات في مراحله الأخيرة”، مطالبا بمضاعفة الجهود لوقف آلة القتل في البلاد بقرار حاسم تحت الفصل السابع.

وأوضح في أول تصريحات له عقب انتخابه رئيسا للمجلس في مؤتمر بإسطنبول أمس الأحد “دخلنا مرحلة حساسة، النظام بات في المراحل الأخيرة” وفقد السيطرة على دمشق وعدد من المدن، معتبرا أن “المجازر المتكررة والقصف المركز على الأحياء الآهلة بالسكان يشير إلى تخبطه”، لافتا إلى أن المجلس سيدعم الجيش السوري الحر “بكل الإمكانيات”.

وشدد على أن العمل سيتركز على “متابعة الجهود في الميدان الدولي من أجل اتخاذ موقف حاسم تحت الفصل السابع تجاه النظام الذي يواصل ارتكاب المجازر”.

وردا على سؤال عن ما إذا كان “الموقف الحاسم يعني تأييد ضربة عسكرية”، رد سيدا أن خطة المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان لا تزال قائمة لكنها لا تطبق، و”سنسعى عن طريق مجلس الأمن لإدراجها تحت الفصل السابع من أجل إلزام النظام تطبيقها”.

وطالب سيدا روسيا والصين بالتمعن جيدا في خطورة الوضع بسوريا باعتباره يهدد الاستقرار الإقليمي والدولي. كما دعا إيران للإقرار بالواقع على الأرض واحترام إرادة السوريين، والالتفات للمصالح المشتركة للشعبين السوري والإيراني.

دمشق تعترف بالهجوم على قاعدة غنطو الجوية

قوات نظام الأسد تمنع انقاذ اعلاميين مصابين في حمص

العربية.نت

أقرت الحكومة السورية على لسان وكالة سانا للأنباء أن مجموعة وصفتها بالإرهابية هاجمت يوم أمس مقر وحدة عسكرية جوية في منطقة الغنطو بريف حمص بهدف سرقة الأسلحة والعتاد العسكري، إلا أن سانا نفت وفق مصدر أمني سيطرة المهاجمين على القاعدة الجوية.

وأفادت الهيئة العامة للثورة السورية بأن قوات النظام السوري منعت الأطباء من إسعاف مجموعة من الإعلاميين أصيبوا في حمص، فيما قالت كتيبة ثوار الشعيطات في حمص إنها تمكنت من الاستيلاء على نقطة حرس حدود هجانة وأسر عناصرها.

وفي الوقت نفسه شهد حي العباسيين بدمشق اشتباكات عنيفة في الساعات الأولى من صباح اليوم، وفق المركز الإعلامي السوري الذي أوضح أن الاشتباكات جرت قرب مبنى الخبراء الروس

كما وجه المركز نداء إلى المراقبين الدوليين للمساعدة في إدخال الأطباء إلى حي الحميدية في حمص لإسعاف المصابين بقصف المكتب الإعلامي في الحي.

في هذه الأثناء، أفادت الهيئة العامة للثورة السورية بمقتل 59 شخصا أمس، فيما تحدثت لجان التنسيق المحلية عن قصف عنيف على الأتارب في منطقة حلب، كما أسفر القصف العشوائي في حرستا بريف دمشق عن إصابة ستة أشخاص.

وتعرضت منطقة كرناز بحماه لقصف مدفعي عنيف، كما تعرضت بلدة العشارة بريف دير الزور لقصف عنيف واشتباكات بين الجيش الحر وجيش النظام.

انشقاق كتيبة صواريخ تابعة للجيش السوري في حمص

بعد تنسيق بين قائد الكتيبة والمجلس العسكري في المدينة

بيروت – محمد زيد مستو

أفادت مصادر متطابقة في سوريا، بانشقاق كتيبة صواريخ كاملة في مدينة الرستن بحمص، بعد تنسيق بين المجلس العسكري التابع للجيش الحر في حمص وقائد الكتيبة.

ونقلت الهيئة العامة للثورة السورية عن النقيب عبدالله أن الانشقاق جرى بعد تنسيق دام لفترة بين مجموعة من ضباط قيادة المجلس العسكري في حمص التابعة للجيش الحر، وبين قيادة الكتيبة 743 في اللواء 72 التابع للفرقة 26 بالدفاع الجوي، حيث جرى تحديد فجر اليوم الأحد لانشقاق الكتيبة بشكل كامل.

وتوجهت قبل وقت من موعد الانشقاق قوة مشتركة من كتائب الجيش الحر في القرى المحيطة بالكتيبة المتمركزة في الغنطو بالرستن لتأمين الطرق حولها، فيما قام قائد كتيبة الصواريخ بجمع العسكريين وتحدث إليهم حول وضع البلاد ومشاركة الجيش السوري في قتل المدنيين، ثم منحهم تسريحا كيفياً وأعطى لهم حرية الانصراف إلى بيوتهم أو الانضمام للجيش الحر.

وحسب ذات المصدر، فإن الكتيبة تتضمن 130 عنصرا وعشرة ضباط تواجد منهم أثناء الانشقاق 35 جنديا وضابطا.

واختار 22 جندياً وثلاثة ضباط منهم العودة إلى منازلهم بعد تأمين الطريق لهم، فيما اختار 8 جنود وضابطان الانضمام إلى الجيش السوري الحر، حسب تأكيد أحد قادته في حمص.

وتحتوي كتيبة الدفاع الجوي المخصصة لحماية مصفاة حمص، على صواريخ سام 6 وسام 7 وكوبرا، بالإضافة لمضاد طيران وآليات وذخائر متنوعة، وهي تشكل مركز إمداد لقوات النظام السوري المتمركزة في تلبيسة والرستن والعديد من قرى المنطقة.

واستولت قوات الجيش الحر على العديد من الذخائر والعتاد، قبل أن تقدم قوات النظام السوري بعد ساعات على قصف المنطقة بالمروحيات، فيما لا يزال مصير الصواريخ مجهولا.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن مركز أحد كتائب الدفاع الجوي التابعة للقوات النظامية السورية والمتمركزة قرب قرية الغنطو، تعرض للقصف بعد أن سيطر عليها مقاتلون من الكتائب الثائرة المقاتلة وانشق معظم عناصر الكتيبة وانسحب الجميع من الكتيبة قبل بدء القصف.

ويعيش الجيش السوري الذي يخدم عشرات الآلاف من الشبان بالخدمة الإلزامية في صفوفه، انشقاقات يومية بدعوى رفض المنشقين المشاركة في قصف المدنيين وقتلهم.

وتغيب إحصائيات رسمية عن عدد الضباط والجنود المنشقين، لكن النقيب عمار الواوي، أمين سر الجيش الحر ذكر في تصريحات سابقة لـ”العربية.نت”، أن عدد الضباط والجنود الذين انشقوا عن الجيش السوري منذ بدء الثورة في مارس/آذار العام الماضي، وانخرط بعضهم في صفوف الحر، يقدر بـ 100 ألف، بينهم 20 ضابطا برتبة عميد.

رئيس “الوطني السوري”: دمشق تخرج عن سيطرة النظام

أبرز تنظيم معارض للأسد يختار كردياً رئيسا له خلفا لغليون

العربية.نت

أكد الرئيس الجديد للمجلس الوطني السوري، عبدالباسط سيدا، في حديث لوكالة فرانس برس أن نظام الرئيس بشار الأسد “بات في المراحل الأخيرة”، وفقد السيطرة على دمشق وعدد من المدن.

وقال سيدا: “دخلنا مرحلة حساسة”، معتبرا أن “المجازر المتكررة والقصف المركز على الأحياء الآهلة بالسكان تشير إلى تخبط هذا النظام”.

وأضاف أن “المعلومات تشير إلى أنه (النظام) فقد السيطرة على دمشق ومدن أخرى”.

انتخاب رئيس جديد للمجلس

والليلة الماضية، أفاد بيان للمجلس الوطني السوري المعارض أن المجلس انتخب الناشط الكردي سيدا زعيماً له، خلال اجتماع عقد في مدينة اسطنبول التركية.

وسيخلف سيدا، برهان غليون – وهو شخصية ليبرالية معارضة – الذي ترأس المجلس منذ إنشائه في أغسطس/آب من العام الماضي.

وكان المجلس الوطني السوري قد بدأ السبت اجتماعا يستمر يومين في اسطنبول لاختيار رئيس جديد لهذا التحالف الأكبر للمعارضة بعد استقالة رئيسه غليون، كما ذكر صحافي من وكالة فرانس برس.

وكان غليون – الذي اختير مرة ثانية رئيساً للمجلس في أكتوبر/تشرين الأول الماضي باعتباره شخصية قادرة على أن تجمع في المجلس عدداً كبيراً من التيارات وأعيد انتخابه مرتين – تقدم باستقالته الشهر الماضي على إثر انتقادات حادة واجهها بعدما سمح للإخوان المسلمين بشغل مكان أكبر من اللازم في المجلس.

كما أخذت عليه لجان التنسيق المحلية التي تحرك الشارع السوري، عدم التنسيق بين المجلس وناشطيها على الأرض.

رئيس توافقي

وتحدث عدد من مسؤولي المجلس عن “توافق” لاختيار سيدا، وهو كردي عضو في المكتب التنفيذي للمجلس، ويوصف بأنه رجل “تصالحي” و”نزيه” و”مستقل”.

ويتعين على الرئيس الجديد أن يكون مقبولاً بنظر مختلف تيارات المجلس الوطني السوري ليتمكن من إنجاز مهمته في توسيع ائتلاف المعارضة وتوسيعه وجعله أكثر فعالية وسط مخاوف من تحول الأزمة السورية إلى حرب أهلية.

وقالت مسؤولة العلاقات الخارجية في المجلس الوطني السوري بسمة قضماني إن “اختيار الرئيس استند على معيار أن يكون شخصاً توافقياً، ويشجع عملية الإصلاح، وأعتقد أنه (سيدا) حقا الأوفر حظا في هذا المعنى”.

وأشارت قضماني إلى أن الرئيس الجديد سينتخب لفترة ثلاثة أشهر على الأرجح، مضيفة أن هناك “ثمة توافق داخل المجلس على أن يكون هناك رئاسة دورية، إذا نحن نغير الرئيس للأشهر الثلاثة المقبلة”.

وأشارت مصادر أخرى إلى أن ولاية الرئيس الجديد قد لا تتعدى شهرا واحدا إلى حين انتهاء أعمال إعادة هيكلة المجلس.

89 قتيلا بسوريا وقصف عشوائي لحمص

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قالت لجان التنسيق المحلية في سوريا إن 89 قتيلا سقطوا الاثنين باشتباكات مستمرة بين القوات الحكومية ومنشقين عن الجيش في مختلف مدن البلاد.

وأفاد ناشطون بوقوع اشتباكات بين القوات النظامية السورية تدعمها المروحيات وبين مقاتلين في مدينة الرستن بوسط البلاد حسبما ذكرت أسوشييتد برس.

كما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا ولجان التنسيق المحلية أن القوات النظامية قصفت اليوم الاثنين محافظات حمص وحماه ودرعا وحلب وريف دمشق ودير الزور.

وقال المرصد إن القوات الحكومية استخدمت المروحيات في هجماتها على الرستن، التي يسيطر عليها مسلحو المعارضة.

وتصاعد العنف في الآونة الأخيرة على الرغم من سريان اتفاق لوقف إطلاق النار منذ شهرين.

وتجاوز عدد القتلى برصاص الأمن والجيش السوري 14 ألف شخص منذ انطلاق الاحتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الأسد في مارس 2011.

سوريا.. أعنف قصف مباشر على حمص

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أظهرت لقطات فيديو مياشرة نقلتها سكاي نيوز عربية عن أحد الناشطين الميدانيين في مدينة حمص السورية قصفا حيا وعنيفا على حي الخالدية بالمدينة.

وتظهر أعمدة الدخان تتصاعد بلونها الأسود عقب كل صوت من أصوات الانفجارات، كما أن النار اندلعت في أحد المنازل نتيجة القصف.

ويقول ناشطون إن “هذا القصف هو الأعنف على مدينة حمص منذ بداية الثورة في سوريا”.

ويتزامن القصف مع سقوط 89 قتيلا برصاص الأمن السوري في مختلف المدن.

أنان “قلق” من تزايد العنف بسوريا

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أبدى مبعوث السلام الدولي كوفي أنان قلقه البالغ الاثنين إزاء أعمال العنف التي وقعت مؤخرا في سوريا مشيرا إلى قصف معاقل المعارضة في حمص وتقارير عن استخدام قذائف مورتر وطائرات مروحية ودبابات في الحفة قرب الساحل.

وقال أحمد فوزي المتحدث باسم عنان في بيان صدر في جنيف “هناك مؤشرات على أن عددا كبيرا من المدنيين محاصر في البلدتين.”

وطالب أنان لجنة المراقبين الدوليين بالتوجه إلى مدينة الحفة بريف اللاذقية بعد تواصل القصف عليها منذ 5 أيام وفقا لما ذكرت رويترز.

إسرائيل تخشى أسلحة سوريا الكيميائية

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

حذر نائب رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية من أن سوريا تمتلك أكبر مخزون للأسلحة الكيميائية في العالم وبأن صواريخها قادرة على الوصول إلى أي بقعة في إسرائيل.

وقال الميجور جنرال يائير نافيه إن توفرت الفرصة لسوريا فإنها “سوف تتعامل معنا بذات الطريقة التي تتعامل فيها مع شعبها”. وفقا لما نقلت وكالة أسوشييتد برس.

ونقلت محطات الراديو في إسرائيل تصريحات نافيه صباح الاثنين. وكان قد أطلقها يوم أمس قبل بدء احتفال في القدس لإحياء ذكرى قتلى الجيش.

ويقدر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن أكثر من 14 ألف شخص قتلوا منذ بدء الانتفاضة في سوريا قبل خمسة عشر شهرا.

وتراقب إسرائيل عن كثب مجريات الأحداث هناك بقلق متزايد.

سوريا: 61 قتيلاً الاثنين وعنان “منزعج للغاية

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– سقط 61 قتيلاً على الأقل، برصاص القوات الموالية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، بحسب ما أفاد ناشطون بالمعارضة الاثنين، في الوقت الذي عبر فيه المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، كوفي عنان، عن “انزعاجه الشديد”، بسبب استمرار نزيف الدم في سوريا.

وذكر أحمد فوزي، المتحدث باسم عنان، في بيان أصدره الاثنين: “إنه قلق بشكل خاص إزاء القصف الذي تتعرض له حمص، والتقارير التي تفيد باستخدام قذائف المورتر والمروحيات والدبابات في بلدة الحفة”، الواقعة في محافظة اللاذقية، مشيراً إلى أن هناك عدد كبير من المدنيين محاصرين في كلتا البلدتين.

ودعا البيان إلى اتخاذ كل ما يلزم لضمان حماية المدنيين، كما طالب بالسماح لمراقبي بعثة الأمم المتحدة بالدخول فوراً إلى بلدة “الحفة” الساحلية.

وذكرت لجان التنسيق المحلية في سوريا، وهي جماعة معارضة تنظم وتوثق مجريات الأحداث الدموية هناك، إلى استمرار قصف جيش النظام لحي الخالدية في “حمص”، في الوقت الذي تجري فيه اشتباكات عنيفة في مناطق متفرقة من “دير الزور”، حيث وقعت انفجارات هائلة.

وفيما تجدد القصف العنيف على مدينة “حمص”، وسط تقارير عن استخدام الجيش السوري المدنيين كدروع بشرية في “دوما”، بريف دمشق، تعرضت قرية “الرز” بدير الزور لقصف عنيف بالمدافع والطيران الحربي، بحسب اللجان.

وهزت انفجارات قوية، وإطلاق نار كثيف مدينة “دوما” جنوب غربي سوريا، أثناء حملة مداهمة واعتقالات نفذتها القوات الموالية للنظام.. وقالت لجان التنسيق: “استخدم المدنيون كدروع بشرية، لإكمال حملة المداهمة.”

وتأتي الحصيلة المبدئية لليوم مع سقوط أكثر من 50 قتيلاً الأحد، في العنف الذي تأجج بإطلاق النظام السوري حملة عسكرية لسحق انتفاضة تطالب بتنحيه منذ أكثر من 16 شهراً.

يُشار إلى أن CNN لا يمكنها التأكد بشكل مستقل من صحة التقارير أو الأرقام الواردة من سوريا نظراً لحظر تفرضه السلطات على دخول وسائل إعلام أجنبية إلى أراضيها.

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى سقوط ما يزيد على 9 آلاف قتيل، منذ بدء الاحتجاجات المناهضة لنظام الأسد، في مارس/ آذار من العام الماضي، بينما تقول جماعات المعارضة إن حصيلة الضحايا أكثر من ذلك بكثير، وذكرت أن الحصيلة تتراوح بين 12 ألف و14 ألف قتيل.

أوروبا تصف بـ”الجيد” عدم ممانعة روسيا لرحيل الرئيس الأسد وتؤيد تشكيل مجموعة اتصال

بروكسل (11 حزيران/يونيو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أعرب المتحدث باسم الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي كاترين آشتون، عن قناعة الإتحاد الأوروبي بأن اعلان روسيا عدم ممانعتها رحيل الرئيس السوري بشار الأسد، يعد “أمراً جيداً”، موضحاً أن الإتحاد كان دعا لذلك منذ شهور مضت

وأشار المتحدث مايكل مان في تصريح لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء اليوم، إلى أن الإتحاد الأوروبي ينظر “بإيجابية” لأي تحرك من الأطراف التي لها تأثير على النظام في سورية، “خاصة في وقت تبدو وسائل الضغط على دمشق شحيحة”، على حد قوله

وشدد على دعوة التكتل الموحد لكافة أطراف المجتمع الدولي من أجل عدم إدخار أي جهد ممكن للسعي غلى وقف العنف في سورية، فـ”يجب على الجميع التصرف بشكل حاسم لتحقيق هذا الهدف، خاصة في مجلس الأمن الدولي”

وأوضح أن الإتحاد الأوروبي لا زال يعتقد أن خطة المبعوث الأممي العربي لسورية كوفي أنان، هي “الخيار الأفضل” للتوصل إلى حل سلمي ودائم للأزمة، مقراً أن الخطة لم يتم تنفيذها، كما أن العنف لم يتوقف

وشدد على ضرورة تعزيز هذه الخطة، و”من هنا يرحب الإتحاد الأوروبي بفكرة إنشاء مجموعة اتصال لأجل سورية مؤلفة من العناصر الفاعلة الرئيسية في هذا الملف”، وفق كلام مايكل مان

وأعاد المتحدث إلى الأذهان ما جرى خلال القمة الأوروبية – الروسية الأخيرة، حيث طلبت بروكسل من موسكو استخدام ما لديها من وسائل ضغط على السلطات السورية من أجل إيجاد حل للأزمة، وقال نعتقد أن العمل ينبغي أن يبدأ فوراً للبحث عن حل سلمي” في سورية

ويذكر أن أنان كان أطلق في السابع من الشهر الجاري مبادرة لتشكيل مجموعة اتصال من أجل سورية، تضم كافة الأطراف صاحبة التأثير والقادرة على عمل شيء فعلي يؤدي إلى حل الأزمة

الحاج لـ آكي: دمقرطة المجلس الوطني السوري أول مبادئ اعادة هيكلته

روما (11 حزيران/يونيو) وكالة (آكي) الايطالية للأنباء

أكد عضو اللجنة المكلفة بإعادة هيكلة المجلس الوطني السوري عبد الرحمن الحاج أن اللجنة “تنطلق من ثلاثة مبادئ أساسية: مبدأ دمقرطة المجلس وتوسيع المشاركة في اتخاذ القرار، ومبدأ تفعيل هيئات المجلس وتعزيز دوره كمظلة سياسية وطنية للثورة السورية” بالاضافة إلى “مبدأ توسيع المجلس لضم القوى الساسية السورية الأخرى ضمن شروط تسمح بتعريفها وتحدد قواعد انضمام ها إلى المجلس ضمن آلية تضمن فرص حقيقية لها بالمشاركة الفعالة في عمل المجلس وتنفيذ مهامه” حسب تعبيره

وأوضح الحاج عضو مكتب العلاقات الخارجية في المجلس الوطني وممثله في دول شرق آسيا في مقابلة مع وكالة (آكي) الايطالية للأنباء أن “اللجنة المكلفة بإعادة هيكلة المجلس الوطني السوري تبدأ اجتماعاتها مساء اليوم، وهي لجنة مؤلفة من 11 عضواً ممثلين للكتل السياسية في المجلس الوطني، واستشاريين، هما مدير المكتب القانوني ومدير المكتب التنظيمي والإداري” و “يفترض أن تنهي اللجنة مشروع الهيكلة خلال أسبوعين قبيل 27 حزيران/يونيو الجاري، تاريخ انعقاد اجتماع الأمانة العامة المقبل” على حد قوله

وتابع القول “لقد اتخذ قرار إعادة الهيكلة إذ أن هذه العملية تخص المجلس أولاً، وهو من يحدد أسس وقواعد إعادة الهيكلة، وبالتالي الضغوط الخارجية التي يتعرض لها المجلس لإعادة الهيكلة لم تكن سببا مباشراً، وإنما السبب الرئيس في الشعور بالحاجة الملحة لزيادة فعالية المجلس الرئيس بعد تراجع دوره وتزايد الانتقاد الموجه له” و “كي يعكس التطورات التي تجري على الأرض التي بدأت انعطافاً خطيراً بعد مجزرة الحولة والمجازر التي تلتها حيث يسعى النظام لإضعال حرب طائفية بكل ما يملكه من وحشية وإمكانية ارتكاب الفظائع المروعة لإثارة الأحقاد الطائفية وجر السوريين نحو اقتتال أهلي” حسب تعبيره

وحول انتخاب رئيس جديد للمجلس، قال “الدكتور عبد الباسط سيدا سيقود هذه المرحلة الصعبة من تاريخ المجلس، وهو يملك صلة ممتازة بجميع مكونات المجلس بما يساعده على إنجاز المهمة، وهو فعليا رجل المرحلة الانتقالية في المجلس ويتمتع بخبرة ممتازة ومحل تقدير من الجميع” وأضاف “الأهم من كل ذلك أن قيادات المجلس في الأمانة العامة والمكتب التنفيذي أبدت تعاوناً ملحوظاً وأكدت على التعاون ودعم الرئيس الجديد، وهو أمر مهم بعد أزمة الاستقطاب التي حدثت وأفضت إلى استقالة الرئيس السابق الدكتور برهان غليون” على حد قوله

وختم الحاج بالقول “يفترض أن تقر الأمانة العامة الهيكلية، ويقوم المكتب القانوني بصياغة النظام الأساسي الجديد للمجلس الوطني وعقد الهيئة العامة بعد إسبوعين من ذلك، حيث ستبدأ فعليا عملية التوسعة في المجلس الوطني، وانتقالا حقيقيا من مبدأ التوافقات إلى الديمقراطية الكاملة” حسب تعبيره

تقارير عن مقتل العشرات وانشقاق كتيبة صواريخ في سوريا

تصاعدت أعمال العنف في سوريا على الرغم من وجود نحو 300 من مراقبي الأمم المتحدة ، وتحدثت تقارير عن اندلاع اشتباكات عنيفة في العاصمة دمشق بين مسلحين من المعارضة وقوات من الجيش النظامي.

بينما قال المرصد السوري لحقوق الانسان، ومقره بريطانيا إن القوات السورية الحكومية نفذت حملة مداهمات واعتقالات في حي القابون بدمشق بحثاً عن مطلوبين.

وكانت التقارير قد أفادت بتعرض محطة لتوليد الكهرباء للهجوم في دمشق يوم الجمعة الماضي مما أدى إلى انقطاع الكهرباء عن بعض مناطق العاصمة لعدة ساعات.كما أصيبت حافلة تقل عاملين روس في حق النفط.

ولم تعرف أعداد الإصابات لكن مراسلا لبي بي سي في دمشق قال ان الهجمات التي شنها أفراد من الجيش السوري الحر كانت أكثر تنظيما وفعالية منها في الماضي.

وتحدثت مصادر المعارضة عن سقوط نحو ستين قتيلا أمس الأحد معظمهم من المدنيين في عدة مناطق من البلاد في اشتباكات بين مسلحين معارضين والقوات الحكو

مية في درعا وحمص ودير الزور، ولم تتأكد هذه الحصيلة من مصادر حكومية أو مستقلة.

انشقاق

كما قال العقيد قاسم سعد الدين الناطق الرسمي باسم القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل لبي بي سي إن ان عناصر من كتيبة للدفاع الجوي تضم صواريخ جو ارض من نوع فولغا روسية انشقت في منطقة الغنطو قرب الرستن بمحافظة حمص.

ويقول الناشطون إن الكتيبة تتبع الفرقة السادسة والعشرين وإن طائرات تابعة للحكومة السورية قصفت القاعدة بعد عملية الانشقاق. وقالت تقارير المعارضة إن الكتية وكانت تضم لدى انشقاقها أربعين جنديا وضابطا.

وقال احد الضباط المنشقين إنهم نسّقوا تحركهم مع المجلس العسكري للجيش السوري الحر في حمص.

ولم يتسن للبي بي سي التحقق من صحة صور بثها ناشطون للاشتباكات أو المعلومات من مصادر مستقلة.

يقدر عدد الضحايا منذ بداية الأحداث في شهر مارس/آذار 2011 حتى الآن بـ 14 ألف قتيل بينهم 9862 مدنيا و 3470 عسكريا نظاميا و 783 من عناصر الجيش السوري الحر، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

المجلس الوطني

وفي وقت سابق قال الرئيس الجديد للمجلس الوطني السوري عبدالباسط سيدا في مقابلة مع بي بي سي ان اي تدخل عسكري في سوريا يجب أن لا يحدث إلا في حال حصول تفويض من مجلس الأمن الدولي.

وأضاف سيدا انه ما زال ملتزما بخطة كوفي عنان لكنه دعا الأمم المتحدة لفعل المزيد من أجل أن يلتزم النظام بها.

ودعا سيدا في أول مؤتمر صحفي عقده بعد شغله المنصب رموز النظام للانشقاق الجماعي، كما وجه الجيش السوري الحر دعوة مماثلة.

وقال سيدا “دخلنا مرحلة حساسة، النظام بدأ يتهاوى، وهذا ما تثبته المجازر وعمليات القصف”.

ودعا الجيش السوري الحر المواطنين الى حملة عصيان مدني وأفراد وضباط القوات المسلحة الى الانشقاق والانضمام الى الجيش الحر.

يذكر ان سيدا، الرئيس الجديد للمجلس الوطني السوري، الذي حل محل برهان غليون كان يعيش في السويد ولا ينتمي الى أي حزب سياسي ، ويصفه زملاؤه في المجلس بأنه “شخصية توافقية”.وقد خاطب سيدا الأقليات في سوريا وقال لهم “إن المستقبل لنا جميعا”.

BBC

المعارضة السورية تدعو الجيش للانشقاق

قال الرئيس الجديد للمجلس الوطني السوري عبدالباسط سيدا في مقابلة مع بي بي سي ان اي تدخل عسكري في سوريا يجب أن لا يحدث إلا في حال حصول تفويض من مجلس الأمن الدولي.

وأضاف سيدا انه ما زال ملتزما بخطة كوفي عنان لكنه دعا الأمم المتحدة لفعل المزيد من أجل أن يلتزم النظام بها.

ودعا سيدا في أول مؤتمر صحفي عقده بعد شغله المنصب رموز النظام للانشقاق الجماعي، كما وجه الجيش السوري الحر دعوة مماثلة.

وقال سيدا “دخلنا مرحلة حساسة، النظام بدأ يتهاوى، وهذا ما تثبته المجازر وعمليات القصف”.

ودعا الجيش السوري الحر المواطنين الى حملة عصيان مدني وأفراد وضباط القوات المسلحة الى الانشقاق والانضمام الى الجيش الحر.

يذكر ان سيدا، الرئيس الجديد للمجلس الوطني السوري، الذي حل محل برهان غليون كان يعيش في السويد ولا ينتمي الى أي حزب سياسي ، ويصفه زملاؤه في المجلس بأنه “شخصية توافقية”.

وقد خاطب سيدا الأقليات في سوريا وقال لهم “إن المستقبل لنا جميعا”.

وقد تصاعدت أحداث العنف بالرغم من وجود 300 من مراقبي الأمم المتحدة.

وكشفت تفاصيل عن اندلاع اشتباكات عنيفة في العاصمة دمشق بين مسلحين من المعارضة وقوات من الجيش النظامي الجمعة.

وتعرضت محطة لتوليد الكهرباء للهجوم مما أدى إلى انقطاع الكهرباء عن بعض مناطق العاصمة لعدة ساعات.كما أصيبت حافلة تقل عاملين روس في حق النفط.

ولم تعرف أعداد الإصابات لكن مراسلا لبي بي سي في دمشق قال ان الهجمات التي شنها أفراد من الجيش السوري الحر كانت أكثر تنظيما وفعالية منها في الماضي.

وقد قتل ما لا يقل عن 111 شخصا السبت منهم 83 مدنيا و 28 عسكريا حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، كما قتل 57 شخصا يوم الأحد منهم 37 مدنيا و 16 عسكريا بينهم ثلاثة من الجنود المنشقين ورابع من مسلحي المعارضة.

ويقدر عدد الضحايا منذ بداية الأحداث في شهر مارس/آذار 2011 حتى الآن بـ 14 ألف قتيل بينهم 9862 مدنيا و 3470 عسكريا نظاميا و 783 من عناصر الجيش السوري الحر، حسب المرصد.

“حرب أهلية طائفية”

على الصعيد الدبلوماسي، حذر وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ من انزلاق سوريا إلى حرب طائفية.

وقال في تصريحات لشبكة “سكاي نيوز” الأحد “لا نعرف كيف ستتطور الامور. سوريا على شفير انهيار أو حرب اهلية طائفية، وبالتالي لا اعتقد ان بامكاننا استبعاد اي شيء كان”.

واعرب هيغ عن اعتقاده بأن الأوضاع الحالية في سوريا “تشبه البوسنة في التسعينات لأنها على شفير حرب اهلية طائفية”.

وأضاف أن القرى السورية المتجاورة تتبادل القتال فيما بينها، في إشارة إلى حرب البوسنة والهرسك بين عامي 1992 و1995.

وردا على تعليقات نظيره الروسي سيرغي لافروف بأن موسكو لا تعارض رحيل الأسد، قال هيغ “”هذا بالتحديد ما نريده، لكن لا يمكنهم ان يقرروا مستقبلهم (السوريون) اذا كانوا يتقاتلون واذا كانت جثثهم تحترق واذا قتل المراقبون”.

المزيد من بي بي سي

BBC

إيران وسوريا، تحالف الأعداء والأهداف المشتركة

جيمس ريموندز

بي بي سي – طهران

اسست إيران وسوريا تحالفا قويا، وعلى الرغم من أن زعيم إيران آية الله علي خامنئي يقود إدارة دينية، يقود الرئيس السوري بشار الأسد حكومة علمانية، وبينما تعد الدولة الأولى فارسية، فالدولة الثانية عربية.

لكن منذ اندلاع الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، وجد البلدان أسبابا وجيهة للتحالف.

“لقد نما تحالف بين إيران وروسيا في قضية مشتركة وأعداء مشتركين”، هذا ما كتبه جوبين جودارزي، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة ويبستر في جنيف والمحلل في شؤون الشرق الأوسط.

هذه الأهداف الاسترايجية المشتركة أبقت هذا التحالف ثلاثة عقود، رغم المحاولات المتكررة لإفشاله.

وتاريخيا، جاء تحالف الدولتين من أجل محاربة عدوهم المشترك الرئيس السابق صدام حسين ووقف التقدم الإسرائيلي في لبنان ومنع أي محاولات أمريكية للتدخل في الشرق الأوسط.

وبشكل خاص، قدم البلدان دعما لحزب الله الشيعي اللبناني وفصائل المقاومة الفلسطينية، كحركتي حماس والجهاد الإسلامي.

جزء من المشكلة أم الحل؟

واعترف الدبلوماسيون الذين يحاولون إنهاء القتال داخل سوريا بنفوذ إيران على حليفتها.

و قال كوفي عنان، المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدولي العربية إلى سوريا، إن مناقشات دارت حول تأسيس مجموعة اتصال تجمع الدول التي لها تأثير على سوريا. وأضاف أنه يأمل أن تكون إيران “جزءا من حل الأزمة”.

لكن سوزان رايس، مبعوثة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، قالت إن إيران جزء من المشكلة.

وتتهم الولايات المتحدة إيران بتقديم المساعدة المباشرة إلى حكومة الأسد.

في حين يقول مسؤولون إن إيران أرسلت مستشارين إلى سوريا، كما قدمت معدات لمكافحة الشغب ومعدات مراقبة لقوات الأمن السورية.

واتخذت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إجراءات حيال عدد من المسؤولين الأمنيين الإيرانيين.

ففي 18 مايو/ آيار من العام الماضي، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على الجنرال محسن شيرازي، القيادي في الحرس الثوري الإيراني، بسبب مساعدته الحكومة السورية على قمع الاحتجاجات.

وبعد شهر، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على المسؤولين الأمنيين الإيرانيين اسماعيل احمدي مقدم وأحمد رضا رادان.

وقالت الحكومة الأمريكية إن رادان سافر إلى دمشق في إبريل/ نيسان عام 2011، حيث التقى بمسؤولين أمنيين سوريين وزودهم بمعلومات ساعدت في حملة الحكومة الدموية على الشعب السوري.

وذكرت صحيفة هأرتس الإسرائيلية، في السادس من فبراير/ شباط الماضي، أن اللواء قاسم سليماني، قائد «فيلق القدس» التابع للحرس الثوري الإيراني، زار سوريا وتولى مهمة وصفتها الصحيفة بأنها “غرفة حرب” أدارت مناورات الجيش السوري ضد قوات المعارضة.

ونفت إيران هذه الاتهامات، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست إن ايران لم تتدخل “بأي حال من الأحوال” في الشؤون السورية.

وأضاف مهمانبرست “هناك دول أخرى تتدخل في شؤن سوريا. نحن نعتبر هذا تحرك خاطيء يمكن أن يعرض الهدوء والأمن في البلاد للخطر”.

من جانبها، حاولت جماعات سورية معارضة أن تثبت وجود جنود إيرانيين في سوريا.

ففي 25 من إبريل/ نيسان الماضي، أظهر تسجيل فيديو على موقع “يوتيوب” أربعة رجال يرتدون زيا عسكريا خارج أحد المباني. وكان اثنان منهم ملتحون.

وزعم ناشر التسجيل أن إعفاء اللحية ممنوع داخل صفوف الجيش السوري، وأن هذين الجنديين من إيران، لكن مراقبين آخرين يعتقدون أن من الصعب إثبات ذلك.

وحسم هذا الجدل اللواء إسماعيل قاءاني، نائب قائد فيلق القدس، الذي تحدث لوكالة أنباء “إسنا” الإيرانية شبه الرسمية في 24 مايو/ أيار الماضي.

وقال قاءاني “إذا لم تتواجد قوات إيرانية في سوريا، كان مكن الممكن أن تصبح المذابح في سوريا أوسع نطاقا”.

وأضاف “قبل وجودنا في سوريا، كان العديد من المدنيين يقتلون على يد المعارضة، لكن وجود قوات الجمهورية الإسلامية منع وقوع مذابح ضخمة”.

وأزيلت المقابلة سريعا من الموقع الإلكتروني للوكالة، ورددت إيران نفيها التدخل المباشر في سوريا، لكن التحالف بين البلدان لا يزال مستمرا وبقوة.

BBC

عناصر الخطّة الروسيّة للمؤتمر الدولي حول سوريــة

ترجمة الاخبار

طرحت روسيا أمام الدول الفاعلة والمؤثرة بالأزمة السورية خطة لعقد مؤتمر دولي للحل في أقرب وقت، يكون مقره في موسكو أو في جنيف. مؤتمر يرمي إلى تطبيق خطة أنان وقراري مجلس الأمن الدولي 2042 و2043 بمساعدة ومشاركة الدول النافذة المؤثرة على أطراف الصراع، الخارجية والداخلية، بما في ذلك المنظمات الدولية والإقليمية، على أن تنضم إلى المؤتمر في مراحل تحدد لاحقاً كل من الحكومة السورية والمجموعات المعارضة بعد جمعها حول خطة سلام موحدة.

وسيكون الهدف التوصل إلى حل سياسي سوري بعد مناقشة ومعالجة الجوانب المتعلقة بـ«كل مظاهر النظام السوري».

 ننشر عناصر الخطة الروسية، التي ستشرك دولاً كالسعودية وقطر والولايات المتحدة، فضلاً عن روسيا والصين وإيران مع الدول المتاخمة لسوريا. وسيطلب من هذه الدول التفاهم حول سوريا بما يجعلها تمارس الضغوط الفعلية على الحكومة والجماعات المعارضة وإلزامها بالتنفيذ.

يقول مشروع الخطة الأولية إن المؤتمر ينطلق من سياسة روسية ثابتة ترمي إلى بلوغ تسوية سياسية دبلوماسية تدعم خطة السلام للمبعوث الخاص كوفي أنان.

وحددت موسكو أهداف المؤتمر بالآتي:

أولاً

 التفاوض حول الخطوات العملية الآيلة إلى إيجاد حل سياسي للأزمة السورية، وتشجيع اللاعبين الأساسيين، ممن قد يمارسون نفوذهم الفعلي على أطراف سورية مختلفة، على أن يتخذوا إجراءات صلبة لدعم خطة السلام التي قدمها أنان.

ثانياً

تقترح أن يشارك في المؤتمر كل من الصين وفرنسا وروسيا وبريطانيا والولايات المتحدة وقطر والسعودية والأردن وإيران والعراق ولبنان وتركيا وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.

ثالثاً

يكون التمثيل في المؤتمر على مستوى وزراء خارجية، ورؤساء المنظمات الإقليمية مع احتمال عقد اجتماعات تحضيرية على مستوى الخبراء.

رابعاً

يتعهد كل المشاركين في المؤتمر بممارسة كل ما لديهم من نفوذ على الأطراف السورية من الوقف الفوري للنزاع المسلح، والالتزام التام بواجباتهم في خطة كوفي أنان. ويتعهدون أيضاً بالتخلي عن أي خطاب يتناقض مع نص خطة أنان وروحها، ولا سيما في ما يتعلق بإنهاء العنف بكل أشكاله من قبل الجميع، وإيجاد مناخ مشجع لبدء الحوار الوطني بين الحكومة السورية وكل مجموعات المعارضة بغرض التفاوض حول مظاهر النظام السوري.

وهنا تشير الخطة إلى أن المشاكل التي تواجهها سوريا يجب أن يتم التعاطي معها انطلاقاً من الاتفاقات بين السوريين أنفسهم. ويتعهد جميع المشاركين بتقديم دعم عملي لجهود أنان من أجل تجميع المعارضة حول أرضية مشتركة من الاستعداد لمثل هذا الحوار، وكذلك بدعم بعثة «اليونسميس» وبوقف أي محاولات للتشكيك في ولايتها. كما يتعهدون بالامتناع عن وضع أي حدود، باستثناء ما له علاقة بالأسباب الأمنية، حول نشاطات وسائل الإعلام العامة التي تركز على الوضع في سوريا.

خامساً

في المرحلة الأولى ينبغي أن يقوي المؤتمر المقترح قدرات اللاعبين الخارجيين من أجل التسوية للأزمة السورية.

وفي حال النجاح، تعقد اجتماعات المؤتمر من أجل التفاوض حول الأوجه المختلفة للتسوية بسبل ملموسة أكثر. وفي مراحل مختلفة من الممكن أن تنضم إلى المؤتمر الأطراف السورية، بما في ذلك الحكومة والمعارضة، متحدين حول أرضية مشتركة من الاستعداد لإجراء حوار سياسي.

سادساً

يكون مكان المؤتمر موسكو أو جنيف. وأكدت موسكو رغبتها في أن يعقد المؤتمر في أقرب وقت ممكن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى