أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الاثنين، 19 شباط 2013

الإبراهيمي ينوّه بمبادرة الخطيب: أحيت الحل السياسي للأزمة السورية

القاهرة، بيروت، القدس المحتلة – «الحياة، أ ف ب

ناشد المبعوث الأممي العربي المشترك إلى سورية الأخضر الإبراهيمي الاطراف في سورية وقادة المنطقة العربية والمجتمع الدولي السعي لإنجاح مبادرة رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض معاذ الخطيب لفتح حوار مع النظام السوري، ودعا إلى إجراء محادثات بين المعارضة «ووفد مقبول» من الحكومة السورية للتوصل إلى حل سياسي للصراع المندلع منذ 23 شهراً.

وتواصلت الاشتباكات بين القوات السورية والمعارضة أمس في أنحاء مختلفة في سورية، وسيطر مقاتلو المعارضة على حواجز للقوات النظامية قرب مطار النيرب العسكري في محافظة حلب (شمال) وفي ريف دير الزور (شرق) وفي ريف حماة (وسط)، فيما اعلنت اسرائيل ان نظام الرئيس السوري بشار الاسد ما زال يسيطر على الاسلحة الكيماوية.

ونوّه الإبراهيمي، بعد لقاء الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي في القاهرة أمس، بمبادرة الخطيب. واعتبر انها «أحيت الحل السياسي للأزمة السورية»، داعياً «كل الاطراف الدولية والاقليمية الى دعم هذه المبادرة من اجل انجاحها».

وذكر العربي انه سيتوجه الى موسكو غداً الثلثاء على رأس وفد من اربع دول عربية (مصر، لبنان، العراق، وليبيا) للمشاركة فى المنتدى العربي – الروسي، مؤكدا ان «الازمة السورية ومبادرة الخطيب والدعوة لوقف إطلاق النار ستكون على قمة جدول الحوار».

في غضون ذلك، أعلن عاموس جلعاد المكلف المسائل السياسية في وزارة الدفاع الاسرائيلية ان «الاسلحة الكيماوية التي تملكها سورية لا تزال تحت سيطرة نظام الاسد».

ورفض جلعاد تحديد ما اذا كان السوريون السبعة الذين اصيبوا في مواجهات في الجانب السوري من هضبة الجولان، وتولى الجيش الاسرائيلي نقلهم الى مستشفى زئيف صفد في اسرائيل لتلقي العلاج السبت، هم من قوات المعارضة او من القوات النظامية. واعتبر انه «من غير المفيد التحدث عن وجود او عدم وجود اتصالات» بين اسرائيل ومعارضين للنظام السوري، لافتاً الى ضرورة «التصرف بذكاء عبر اعتماد نهج بعيد عن الاضواء».

ميدانياً، أعلن المرصد السوري لحقوق الانسان أمس ان «اشتباكات عنيفة دارت بين القوات السورية ومقاتلين معارضين قرب مطار النيرب العسكري» الملاصق لمطار حلب الدولي، «سيطر خلالها المقاتلون على حاجز للقوات النظامية قرب المطار»، واسفرت عن «مقتل أكثر من 6 عناصر من القوات النظامية وسقوط خسائر بشرية في صفوف الكتائب المقاتلة».

وتزامن ذلك مع قصف من طائرات مروحية على بلدة السفيرة شرق حلب واشتباكات في محيط معامل الدفاع في المنطقة التي يحاصرها مسلحو المعارضة وتحاول القوات النظامية منذ ايام ابعادهم عنها.

في محافظة دير الزور، قتل خمسة معارضين واربعة عناصر من القوات النظامية في اشتباكات في محيط حاجز الكبر سيطر على اثرها المقاتلون على الحاجز.

في محافظة حماة، سيطرت المعارضة على حاجز عسكري بالقرب من بلدة قلعة المضيق التي تعرضت لقصف عنيف من القوات النظامية قتل فيه ثلاثة اشخاص، بينهم طفل.

وكان المعارضون سيطروا صباحا على حاجز تل عثمان بين بلدتي قلعة المضيق وكفرنبودة بعد اشتباكات قتل فيها قائد كتيبة مقاتلة وخمسة عناصر من القوات النظامية، بحسب المرصد.

الى الشرق من قلعة المضيق، افاد المرصد عن اقتحام القوات النظامية لبلدة مورك في ريف حماة بعدد من الآليات والجنود.

“الائتلاف السوري”: تدخل حزب الله العسكري في سورية هو انتهاك للإتفاقات الدولية

بيروت – ا ف ب

دان الائتلاف السوري المعارض مشاركة حزب الله اللبناني النزاع السوري، معتبرا اياه “انتهاكا للاتفاقات الدولية لا يمكن السكوت عنه”.

وقال الائتلاف في بيان، ان “شهادات العديد من السوريين والاحداث تشير الى التورط المباشر لحزب الله في اعمال القتل والاجرام والاعتداء على حرمات السوريين، تحت ستار دعم صمود نظام الأسد في وجه المؤامرة التي تستهدفه”.

وقتل عناصر من حزب الله يقاتلون في صفوف اللجان الشعبية الموالية للنظام قبل يومين في معارك مع المعارضة في قرى حدودية مع لبنان، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.

واوضح مصدر في حزب الله رافضاً كشف اسمه لوكالة “فرانس برس”، ان هؤلاء “لبنانيون مقيمون في الاراضي السورية” وانهم كانوا “في معرض الدفاع عن النفس ضد المجموعات المسلحة”.

سورية: 11 مليار دولار خسائر البنى التحتية نتيجة النزاع في البلاد

دمشق – ا ف ب

قدّر وزير الادارة المحلية السوري عمر غلاونجي الخسائر الناتجة عن “اعمال التخريب” التي تطاول البنى التحتية في سورية باكثر من 11 مليار دولار خلال 23 شهراً من النزاع.

وقال غلاونجي خلال جلسة لمجلس الشعب، ان “الحرب التي تشن على سورية تطاول كل البنى التحتية للدولة”، مضيفاً ان “لجنة الاعمار الحكومية تقدر الاضرار الناتجة عن اعمال التخريب التي قامت بها المجموعات الارهابية حتى العاشر من كانون الثاني/يناير 2013، باكثر من الف مليار ليرة سورية، اي 11 مليار دولار تقريباً”.

واشار غلاونجي الى ان الحكومة السورية صرفت اكثر من ملياري ليرة (11 مليون دولار) خلال العام 2012 على تصليحات في البنى التحتية والمباني العامة.

                      الوقائع السورية تردّ على كلام نصرالله:

3 قتلى و14 جريحـاً للحـزب في سوريا

فيما كان الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله يقول السبت ان “كل ما يؤدي الى انتقال الصراع السوري الى لبنان خطأ، ولا مصلحة للبنان فيه وهذا ما نقوم به”، كانت الوقائع الميدانية تسابقه لتكشف عن مقتل ثلاثة لبنانيين وجرح 14 آخرين في معارك في سوريا، كما أفاد مصدر في الحزب، مشيراً الى انهم كانوا “في مواجهة للدفاع عن النفس”.

وقال “المرصد السوري لحقوق الانسان” ان هؤلاء سقطوا في اشتباكات بين “الموالين لحزب الله ومسلحي المعارضة”. واتهم “المجلس الوطني السوري” الحزب بالتدخل عسكرياً “وشن هجوم مسلح” في منطقة القصير لمساندة قوات النظام السوري”. وحمّل المجلس “الحكومة اللبنانية مسؤولية سياسية واخلاقية للعمل على ردع هذا العدوان”.

ورأى المنسق السياسي والاعلامي لـ”الجيش السوري الحر” لؤي المقداد، في اتصال مع “النهار” ان “الاجتياح الذي يقوم به حزب الله هو الاول من نوعه من حيث التنظيم والتخطيط والتنسيق مع  طيران النظام السوري”، موضحا انه “للمرة الاولى يقوم الحزب باجتياح بري يترافق مع غطاء ناري من المدفعية المتمركزة في القرى التي سيطر عليها داخل الاراضي السورية وفي بعض القرى الحدودية اللبنانية”.

وقال ان “العملية العسكرية لحزب الله بدأت فور انتهاء (الامين العام للحزب السيد) حسن نصرالله من خطابه، وذلك باشراف مصطفى بدر الدين ووفيق صفا، معتبرا ان “الخطاب كان ساعة الصفر… وسيستغل نصرالله هذا الظهور ليؤخر اطلالته المقبلة لعدم تبرير ما يحصل”.

ووجه المقداد رسالة الى الحكومة اللبنانية، جاء فيها: “اذا كان ارسال المازوت والديناميت الى (الرئيس السوري) بشار الاسد جزءاً من النأي بالنفس، فهل تعتبر مشاركة فصيل في الحكومة في قتل الشعب السوري بشكل سافر ومعلن هو نأي بالنفس ايضا؟”.

وفي لبنان رفضت مصادر حكومية ونيابية التعليق على الامر، فيما عمل رئيس الوزراء نجيب ميقاتي على معالجة ذيول كلام النائب ميشال عون عن البحرين واجرى اتصالا برئيس وزراء البحرين الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة، وأبلغه ان “بعض المواقف التي صدرت عن قيادات لبنانية تعبر عن آراء شخصية، ولا تمثل وجهة نظر الحكومة اللبنانية”.

وكانت الخارجية السعودية والخارجية الاماراتية ابلغتا القائمين بالاعمال في سفارتي لبنان لديهما تضامنهما مع البحرين واستياءهما من كلام عون.

مجلس النواب

على صعيد آخر، تتجه الانظار  اليوم الى جلسة اللجان النيابية المشتركة في ساحة النجمة التي ستناقش بداية محضر اللجنة الفرعية، وتنتقل بعدها الى مناقشة مشروع “اللقاء الارثوذكسي”، وهذا ما اكده الرئيس نبيه بري مساء أمس “باعتبار ان اللجنة لم تصل الى اجماع على مشروع قانون مختلط وتوافقي في جلستها الاخيرة” مساء السبت.

وقال رئيس المجلس ان “الحكومة ستحضر بالطبع. وانا لا استطيع ان أخالف الدستور انما اطبق الاصول المتبعة في هذا الشأن”. واوضح ان المشروع الذي تقدم به النائب علي بزي كان من أجل ايجاد تسوية حول قانون مختلط، بينما المشروع الذي كنت انادي به ولا أزال هو لبنان دائرة انتخابية واحدة على أساس النسبية. وانا على استعداد لتطبيق هذا الطرح على أساس مجلس نواب لا طائفي ومع الحفاظ على المناصفة بين المسلمين والمسيحيين، والقبول بانتخاب مجلس شيوخ على اساس طائفي”.

ورداً على سؤال رأى بري “أنه لا يزال ثمة امكان لاجراء الانتخابات في موعدها”.

“المستقبل”

في المقابل، وفيما كانت المعطيات حتى السابعة مساء أمس تفيد ان نواب كتلة “المستقبل” سيغيبون عن الجلسة، علم ان حركة اتصالات واسعة شملت الرئيس فؤاد السنيورة والرئيس سعد الحريري، ورئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس المجلس، افضت الى قرار الكتلة عدم مقاطعة الجلسة ما دات مخصصة للبحث في قانون الانتخاب كما كان القرار سابقاً”.

وشرح مصدر في الكتلة لـ”النهار” الاسباب التي أملت القرار ومنها:

أولاً: ضرب الحجة الهادفة الى تحميل “المستقبل” مسؤولية إرجاء الانتخابات أو إلغائها، بسبب الاتجاه الواضح الى تجاهل أي طرح جدي للوصول الى مشروع توافقي.

ثانياً: الوقوف في وجه من يسعون الى جعل الاقتراح الارثوذكسي يتقدم ما عداه، وطرحه على التصويت، بما يضع الدستور والميثاق في دائرة الخطر.

ثالثاً: وضع الرأي العام امام الحقيقة في هذا الظرف التاريخي الخطر، فلا يتحمل “المستقبل” المسؤولية أمام التاريخ والاجيال المقبلة إذا لم ينجح في رفض المشروع.

ومن المتوقع أن تقوم حملة واسعة تفنّد أسباب رفض “المشروع الارثوذكسي” من النواحي الدستورية والقانونية والميثاقية والحياتية، والا يعرض المشروع اليوم على التصويت.

شربل

وليلاً فاجأ وزير الداخلية مروان شربل المشاهدين لتلفزيون “الجديد” بقوله “لدي شعور خاص بأن لا انتخابات نيابية في 9 حزيران، وأقولها صراحة، برأيي، الانتخابات لن تحصل، والجميع لا يريدونها”.

الحكومة

وينعقد مجلس الوزراء في الرابعة عصر اليوم، استباقاً للاضراب المفتوح الذي قررت هيئة التنسيق النقابية تنفيذه غداً الثلثاء. وعلى جدول الاعمال إحالة سلسلة الرتب والرواتب على مجلس النواب لإقرارها، بعدما وفّرت الحكومة طرق تمويلها، وأهمها زيادة عامل الاستثمار على الابنية القائمة تحت ما يسمى “طابق الميقاتي”.

وفي معلومات لـ”النهار” ان مديرية التنظيم المدني لم تنجز دراستها عن هذا الطابق ولم تبلغها الى الامانة العامة لمجلس الوزراء مما قد يؤخر احالة السلسلة. واذا لم تصدر الدراسة، واعادة جدولة ارقام السلسلة من وزارة المال فسيكون على الحكومة ان تعقد جلسة استثنائية غداً الثلثاء مع اليوم الاول للإضراب.

يوحنا العاشر

وفيما البلد يضج بالتعقيدات وضعف الثقة بعمل المؤسسات، دعا بطريرك الروم الارثوذكس يوحنا العاشر من كاتدرائية القديس نيقولاوس في الاشرفية الى المحافظة على لبنان الذي له “منزلة خاصة وهو فسحة حرية ومجال تفاعل وأرض لقاء وانفتاح، وسلامه حق له كما استقراره وازدهاره”.

                      الإبرهيمي يقترح حواراً سورياً في الأمم المتحدة

كيري ولافروف ناقشا هاتفياً الانتقال السياسي

    (و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ)

اقترح الممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الاخضر الابرهيمي أمس اجراء حوار بين المعارضة السورية و”وفد مقبول” يمثل النظام في مقر من مقار الامم المتحدة، وقت لا تزال جهود الحل السياسي للنزاع المستعر على الارض، متعثرة.

ودعا بعد لقاء والامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي في القاهرة الاطراف السوريين الى التحاور “للخروج من النفق المظلم”. وقال: “اذا بدأ حوار في مقر من مقار الامم المتحدة بين المعارضة ووفد مقبول من الحكومة السورية سوف تشكل بداية للخروج من النفق المظلم من سوريا”. واضاف ان “المبادرة التفاوضية للحوار التي طرحها رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية احمد معاذ الخطيب في شأن فتح حوار مع ممثلين للحكومة السورية لا تزال مطروحة وستظل مطروحة”.

ورأى ان مبادرة الخطيب “فتحت بابا وتحدت الحكومة السورية لتؤكد ما تقوله باستمرار من أنها مستعدة للحوار والحل السلمي”، داعياً “كل الاطراف الدوليين والاقليميين الى دعم هذه المبادرة من أجل انجاحها”.

وكان الخطيب أبدى استعداده للتحاور مع ممثلين للنظام في شأن رحيل نظام الرئيس بشار الاسد “خارج سوريا”، بينما دعت دمشق الى “حوار غير مشروط” على الاراضي السورية.

أما رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي فدعا خلال جلسة لمجلس الشعب السوري أمس كل الاطراف الى الحوار . وقال: “أدعو الجميع للاشتراك في هذه العملية السياسية من أجل انقاذ سوريا ونقول لمن يسمعنا اننا قدمنا كل الضمانات التي تهدف الى انجاح هذه العملية السياسية ومن خلال هذه المبادرة سنكشف من يدعي الوطنية ولكنه مرتبط بأجندة خارجية لا تسمح له الاعتراف بهذه العملية والتواصل معنا على الارض السورية”. كما دعا الى اقامة ديموقراطية في سوريا عبر صناديق الاقتراع، قائلا: “نحن نتوجه الى ابناء الشعب السوري العظيم للاندماج بالعملية السياسية وتلاقح كل الافكار القيمة التي من شأنها ان تصل بسوريا الى ما نطمح اليه جميعا… سوريا ديموقراطية… سوريا تعددية عبر صناديق الاقتراع”.

وعلى الارض، قال “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له ان مقاتلي المعارضة سيطروا على حواجز للقوات النظامية قرب مطار النيرب العسكري في محافظة حلب وفي ريف دير الزور وفي ريف حماه.

وفي دمشق، تحدث المرصد وناشطون عن اشتباكات في حيي التضامن واليرموك والقابون وجوبر. وأوردت “الهيئة العامة للثورة السورية” في بريد الكتروني ان “قصفا عنيفا يستمر منذ الصباح الباكر” لجوبر، مصدره القوات النظامية.

وفي حصيلة غير نهائية لضحايا امس، قال المرصد إن أعمال العنف اسفرت عن مقتل 87 شخصا هم 29 مدنيا و35 مقاتلا معارضا و23 جنديا نظاميا.

اسرائيل

وفي اسرائيل، أعلن مسؤول في وزارة الدفاع عاموس جلعاد ان “الاسلحة الكيميائية التي تملكها سوريا لا تزال في الوقت الراهن تحت سيطرة نظام (الرئيس السوري بشار) الاسد”. الا انه رأى ان على اسرائيل “ان تتيقظ” لئلا تقع هذه الاسلحة بين أيدي تنظيم “القاعدة” او “حزب الله”، مشيرا الى ان “النظام اصبح في مرحلة متقدمة من التفكك”.

وأكد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو  ان “تفكك النظام السوري” سيشكل احد المواضيع التي سيتم التطرق اليها خلال زيارة الرئيس الاميركي باراك اوباما المرتقبة لاسرائيل في 20 آذار.

كيري ولافروف

¶ في واشنطن، صرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نيولاند بأن الوزير جون كيري تحدث اخيراً مع نظيره الروسي سيرغي لافروف الذي لم ينجح في الاتصال به في غمرة أزمة التجربة النووية الاخيرة لكوريا الشمالية. وقالت ان الوزيرين تباحثا هاتفيا مدة نصف ساعة وتناولا الوضع في سوريا والرد المطلوب على التجربة النووية التي أجرتها بيونغ يانغ. وقد “اتفقا ايضا على مراجعة جدول مواعيدهما لتحديد لقاء جديد بينهما خلال الاسابيع المقبلة”.

واوضحت ان الوزيرين “تطرقا في شأن سوريا الى ضرورة استخدام الولايات المتحدة وروسيا نفوذهما لدى الاطراف المعنيين للتوصل الى عملية انتقال سياسي مضمونة”.

 ومعلوم ان البلدين يختلفان على النزاع السوري، اذ تدافع روسيا عن حليفها الاسد في حين تطالب واشنطن برحيله.

وكانت نيولاند أعلنت هذا الاسبوع بأن كيري أجرى محاولات عدة غير ناجحة للاتصال بنظيره الروسي وذلك بعد 48 ساعة من التجربة النووية لكوريا الشمالية.

وذكرت ان لافروف كان آنذاك في جولة افريقية وانه “ليس من غير المعتاد ان يتلقى لافروف اتصالات دولية في شان قضايا اخرى خلال سفره” في اشارة الى محاولة مماثلة العام الماضي لوزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون.

داود أوغلو

¶ في أنقرة، لفت وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو الى إن بلاده قدمت دعما دائما لمبادرات الإبرهيمي في شأن سوريا.

وقال إن النظام السوري رد دوماً بسلبية على جميع المبادرات المشابهة، مشددا على أهمية أي خطوة حيال السلام بالنسبة الى بلاده “إلا أن القرار النهائي يعود الى الشعب السوري، والى الائتلاف الوطني السوري”.  وأشار إلى أن المبدأ الأساسي، الذي تحدثت عنه المعارضة السورية حتى الآن، هو أنه في الإمكان التفاوض مع أشخاص من النظام لم تتلطخ أيديهم بالدماء”، وأن نظام الأسد لم يستجب لدعوات معاذ الخطيب.

إسرائيل

¶ في اسرائيل، أعلن المسؤول في وزارة الدفاع عاموس جلعاد ان “الاسلحة الكيميائية التي تملكها سوريا لا تزال في الوقت الحاضر تحت سيطرة نظام الاسد”. إلا أنه رأى ان على اسرائيل “أن تتيقظ” لئلا تقع هذه الاسلحة في أيدي تنظيم القاعدة او “حزب الله” مشيرا الى أن “النظام صار في مرحلة متقدمة من التفكك”.

وأفاد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ان “تفكك النظام السوري” سيشكل أحد المواضيع التي ستطرح خلال زيارة الرئيس الاميركي باراك أوباما المرتقبة لاسرائيل في 20 آذار.

معركة المطارات: انتصار تفاوضي

رند صباغ

 الكر والفر سيدا المشهد الميداني المتراوح ما بين إعلان “التحرير” تارةً و”التطهير” طوراً، لتبقى بوادر الحسم بعيدة المنال طوال أشهر الصراع المسلح بين الطرفين. وربما لم يكن الشهر الماضي فترةً ذهبيةً  للمعارضة المسلحة التي كانت تنتظر من دولٍ تباركها أي نوعٍ من أنواع الدعم العسكري.

  لكن تسارع الأحداث في الطبقة والسيطرة على سد الفرات أعادا “الجيش الحر” ومن في مصافه إلى الواجهة، ليحمل مسلحو المعارضة ورقة ضغطٍ جديدة على النظام وحلفائه وعلى حلفائهم المزعومين، فلا شك في أن هيكلية المعارضة المسلحة على اختلاف كتائبها بدأت تأخذ نهجاً جديداً قد يبدو أكثر نضجاً، وإن لم يصل النضج حد إفراز قياداتٍ موحدة من شأنها تحقيق تقدمٍ حقيقي يستطيع قلب الموازين دون أن يكون الانسحاب التكتيكي الشكل النهائي لعملياتها.

 فبعد حصارٍ استمر أربعين يوماً لمطار الجراح العسكري من قبل قوات المعارضة، كانت بحسب ما أفاد ناشطون من المنطقة قد امتدت لمنح كافة عناصر النظام المتواجدين في الداخل “فرصة الانشقاق”، تم اقتحام المطار من  محاورعدة حتى السيطرة عليه الاثنين اثرمعركةٍ استمرت 20 ساعة راح ضحيتها عدد من القتلى من الطرفين، وخلال الساعات القليلة التالية ظهر رد النظام بقصف الجراح، حيث أشارت الأنباء الواردة من هناك إلى سقوط صاروخ سكود ضمن الهجمة، فيما يظهر شريط مصور تم نشره على الإنترنت آثار القصف الذي أدى إلى تدمير عددٍ من الطائرات الموجودة فيه ومستودعات الذخيرة بالإضافة إلى مدرج المطار، مما قلل من غنائم المعارضة.

 في هذه الأثناء، أعلن مسلحو المعارضة في شريطٍ آخر مطار حلب الدولي والنيرب العسكري “منطقةً عسكريةً مغلقة” لا يمكن الدخول إليها إلا بموجب إذنٍ من غرفة العمليات، محذرين المدنيين من الاقتراب، وداعين الضباط والمجندين المتواجدين في الداخل إلى الانشقاق في إنذار اعتبروه “الاخير”.

 ويأتي هذا الإعلان إثر تأسيس أول كتيبةٍ جويةٍ للمعارضة السبت، والذي فتح باباً جديداً للحرب في السماء كما على الأرض، حيث تمت السيطرة بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم الجمعة على كتيبة الدفاع الجوي التابعة للنظام والواقعة على مقربةٍ من المطارين المذكورين وذلك إثر اشتباكاتٍ عنيفة تلت فرض المعارضة المسلحة سيطرتها على أجزاءٍ منها، وأشار رامي عبد الرحمن مدير المرصد أن المقاتلين هم من جبهة النصرة وكتيبة المجاهدين، لافتاً النظر إلى الأهمية الاستراتيجية للكتيبة التي تبعد مسافة لا تتجاوز عشرة كيلومترات عن مطار حلب الدولي شرقاً، في الوقت الذي تشير فيه الأنباء إلى امتداد السيطرة الاثنين على بلدة حاصل القريبة من النيرب الذي ما زال يشهد اشتباكاتٍ عنيفة.

 في المقابل، عزا “الجيش الحر” في بيان أصدره فجر الاثنين تأخر استيلائه على مطار منغ العسكري، أحد أهم المطارات التدريبية للحوامات في ريف حلب الشمالي، إلى استشراس قوات النظام في الدفاع عنه كونه “القاعدة الوحيدة المتبقية في ريف حلب الشمالي” مشيراً إلى أن الاستيلاء عليه سيحول ريف حلب الشمالي إلى “أكبر المناطق المحررة في سوريا”، ويتناول البيان ترسانة مطار منغ البالغة مساحته 2.5 هكتار.

 هو تقدم عسكري دون شك، إلا أنه ما زال محكوماً بعامل “المؤقت” والذي طغى على معظم عمليات المعارضة المسلحة المشابهة  في ظل التفوق الجوي للنظام، والذي تسعى المعارضة لخلق سلاحٍ موازٍ له مما قد يكسب المعارضة السياسية بدورها أوراقاً تفاوضيةً جديدة تعزز من موقفها في فرض شروط الحوار.

لافروف وكيـري: لانتقال سـياسي قابل للحيـاة في دمشـق الحوار السوري ممكن ومؤجّل .. والمعارضة على انقسامها

محمد بلوط

لم يعد سراً التقارب الروسي – الأميركي الذي بدأ يتقدم مؤخراً نحو مبادئ الحل السياسي في سوريا. تقارب تؤكده قناعة باتت راسخة لدى الطرفين، مفادها أن استمرار النزاع سيجعل من الإسلاميين، والجهاديين بشكل خاص، قوة وازنة في سوريا مستقبلا.

وبعد خروج الأميركيين عن صمت دام لأشهر، أنهاه البنتاغون أمس الأول بالدعوة إلى «حل سلمي» في سوريا، أصدرت وزارة الخارجية الأميركية بياناً كشف عن اتصال أجراه وزير الخارجية جون كيري مع نظيره الروسي سيرغي لافروف لحوالى نصف ساعة، تناول الوضع في سوريا. وبحسب البيان، تم الاتفاق على عقد أول اجتماع ثنائي بينهما في الأسابيع المقبلة. وتطرق النقاش حول سوريا إلى «أهمية أن تستخدم كل من الولايات المتحدة وروسيا نفوذهما على الأطراف لدعم عملية انتقال سياسي قابلة للحياة»، فيما شدد كيري على «الضرورة الملحة لإنهاء سفك الدماء ومنع المزيد من التدهور في مؤسسات الدولة وحماية حقوق كل السوريين ومساعدتهم على مقاومة التطرف والمزيد من الصراع الطائفي».

في هذه الأثناء، كان المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي يؤكد بدوره من القاهرة على استكمال الحوار في أحد مقرات الأمم المتحدة «للخروج من النفق المظلم»، ودعم مبادرة رئيس الائتلاف المعارض معاذ الخطيب التي دعا فيها الأطراف الدولية إلى دعمها. وكان ذلك قبل أن يتوجه يوم غد إلى موسكو، التي تنتظر كذالك استقبال وزير الخارجية السوري وليد المعلم والخطيب في وقت متزامن نهاية شباط الحالي.

ويستبعد مراقبون روس وعرب إنجاز الحوار قبل انقضاء بضعة أشهر في ظلّ انقسامات داخل «الائتلاف» المعارض نفسه وازدواجية معايير ينتهجها الغرب بين «السلمية» و«التسليح»، وواقع ميداني وصلت فيه الحرب إلى أوجها فيما لا تنفك عمليات القتل والخطف تتصاعد.

لا حوار بين النظام السوري والمعارضة بكل تشكيلاتها قبل أشهر. والتزامن بين زيارتي وزير الخارجية السوري وليد المعلم، نهاية الشهر الحالي، ورئيس الائتلاف معاذ الخطيب إلى روسيا لا يعني أن موسكو ستحتضن أول اختراق سياسي في الأزمة السورية بطاولة حوار تجمع ممثلين للمعارضة والنظام تحت مظلة روسية. يقول خبير في الشؤون الروسية إن أفضل السيناريوهات تفاؤلا تجعل من تواجد الشخصيتين السوريتين في موسكو في أوقات متقاربة مناسبة لتنشيط دبلوماسية الغرف، والتفاوض عن قرب من دون لقاء، ونقل رسائل بين الطرفين للتحضير لعملية تفاوضية، يقول معارض سوري إنها لا تزال بعيدة.

وكان الروس قد حنثوا بوعد أعطي للمعارضة السورية باستضافة أول لقاء مباشر بين مسؤول سوري هو وزير المصالحة علي حيدر، ومسؤولَين من هيئة التنسيق: الأول هو رئيسها في الخارج هيثم مناع، والثاني هو مسؤول المباحثات والحوار عبد العزيز الخيّر. وكان من المقرر أن يعقد اللقاء في الخامس والعشرين من الشهر الحالي في موسكو، برعاية الخارجية الروسية، بيد أن الروس لم يتوصلوا إلى إقناع المسؤولين السوريين بالإفراج عن عبد العزيز الخير، الذي تعتقله الاستخبارات الجوية السورية منذ شهر أيلول الماضي، من دون تهمة أو أي إدانة.

ورأى مسؤول سوري معارض أن الروس والإيرانيين لم يثبتوا حتى اليوم انهم قادرون على استخدام نفوذهم كما يزعمون لدى النظام السوري، كما انهم لا يملكون أجندة واضحة لإنجاح فكرة التفاوض التي يدعون إليها. وكان بإمكان الدبلوماسية الروسية أن تلعب دورا أكثر فعالية في تعزيز مبادرة رئيس الائتلاف معاذ الخطيب بدفع النظام السوري نحو تلبية جزء من المطالب التي تقدم بها الخطيب، من إطلاق سراح بعض المعتقلين والمعتقلات، بشكل خاص، وتقوية الكتلة التي تنحو إلى التفاوض في الائتلاف، وترجيح كفة الحل السياسي. وقال المعارض السوري: لقد طلبنا من الروس والإيرانيين دعم مبادرة الخطيب ومبادرة جنيف جدياً لا بالكلمات، فقالوا لنا إن النظام لن يقبل أن تفرض عليه أي شروط. وقال المعارض السوري إن ما يطالب به الخطيب من إطلاق سراح المعتقلين هو حقوق للسوريين عليه وليست شروطاً.

ويبدو الفرز معطلا داخل الائتلاف وفي أوساط المعارضة بشكل أوسع، بين العاملين على تطوير مبادرة معاذ الخطيب وتحويلها إلى نهج سياسي واضح من جهة، وبين المراهنين على الحسم العسكري مهما كلف الثمن من جهة أخرى. ويستمر التعايش بين الاتجاهين داخل الائتلاف بسبب انعدام التنسيق بين أنصار الحل السياسي في المعارضة السورية، وتفرقهم شيعا بين جناح الخطيب ـ سيف في الائتلاف وبين هيئة التنسيق والمنبر الديموقراطي وتيار بناء الدولة. ويبدو أن الكتلة التي تدعم مبادرة الخطيب، والحل السياسي بشكل أوسع، تفيض عن التفاهمات والمناورات التي نشأ منها الائتلاف من دون أن تزن في إستراتيجيته. بل إن كتلة عابرة لقواعد النظام والمعارضة والصامتين، تجد نفسها في خطاب الحل السياسي والحوار، من دون ان تتبلور في تيار أو إطار جامع قادر على التعبير عن تطلعها بتغيير النظام السوري، لكن من دون المغامرة بالقضاء على ما تبقى من العمران والاجتماع السوريين.

ويبدو أن جزءاً كبيراً من معارضة الخارج التي نشأت في الكنف القطري والتركي بشكل خاص، تعمل على تعطيل الفرز، وذلك منعاً لتعرية الكتلة الإخوانية والصقور الليبراليين من أي رداء ائتلافي تعمل من خلاله. في المقابل، فهي، بحسب مسؤول في الائتلاف، لا تزال تقوم بمحاولات لإقصاء رياض سيف ومعاذ الخطيب خارج الائتلاف. ويعارض «الإخوان المسلمون» بشكل خاص، أي عملية تفاوضية «لأنه لن يكون لهم تأثير وازن في سوريا ما بعد الأسد إلا عبر الحل العسكري». وقال مصدر في الائتلاف السوري المعارض إن اجتماعه الجمعة الماضية في القاهرة شهد مواجهة حامية بين «صقور» الائتلاف وجناح «الحمائم». وخرج البيان النهائي بشروط جديدة، تبلور مبادرة الخطيب، وتطالب بوضع الرئيس السوري بشار الأسد والقيادة الأمنية والعسكرية خارج أي عملية سياسية، وهو ما من شأنه أن يعقد أية مفاوضات. وقد ربط البيان الحل بضمانات روسية وأميركية وقرار ملزم يصدر عن مجلس الأمن، كما جعل للمفاوضات المنشودة مهلة لا يجب أن تتعداها، وتعهدات ألا يطال سكين الاستئصال البعثيين ومن لم يتورط في الجرائم التي ارتكبها النظام بحق الشعب السوري.

ويتمتع الصقور بأغلبية 41 من أصل سبعين هم أعضاء الائتلاف، فيما لا يزال جناح الحمائم والخطيب يتمتعان بدعم رياض سيف، أحد أهم وجوه الائتلاف، وكتلة من الشخصيات المستقلة ومجموعة من ممثلي الحراك الثوري. أما الكتل، التي تدعمها قطر وتركيا كما قال مصدر في الائتلاف، فتقف وراء جناح الصقور، الذي يتزعمه رجل الأعمال مصطفى الصباغ. ويقود الصباغ مجموعة من ممثلي المجالس المحلية تزن 15 صوتا. وقد قال عضو الائتلاف إن جناح الصقور، الذي تمثله كتلة المجلس الوطني و«الإخوان» بواجهاتهم المتعددة من شخصيات دينية أو وطنية مستقلة، يحظى بـ26 صوتاً.

ويقول معارض سوري إن مستقبل الائتلاف السوري بات مرتبطا بالموقف الأميركي نفسه. وهو يؤكد، بعد لقائه مسؤولين أميركيين، ان هؤلاء يتجهون نحو إعادة النظر بمواقفهم من جميع التشكيلات السورية المعارضة، على ضوء موقفها من الحل السياسي، الذي تعمل واشنطن على إنضاجه مع موسكو، وطريقة تعاطيها مع التيارات الجهادية في سوريا. وليس سراً أن تقاربا روسيا – أميركيا بدأ يتقدم نحو مبادئ الحل السياسي في سوريا. وبحسب المعارض، يقوم التقارب على تفهم الطرفين ان استمرار النزاع سيجعل من الإسلاميين والجهاديين بشكل خاص كتلة وازنة في سوريا ما بعد الأسد. وتحظى بتأييدهما صيغة مثالية تقوم على ترحيل الرئيس الأسد والإبقاء على أجهزة الدولة السورية والجيش قائمة لمنع انتشار الفوضى واحتواء الجهاديين وتأمين المرحلة الانتقالية.

وهكذا، وفقاً للمعارض، فإنه ينبغي انتظار عملية التغيير الجارية داخل الإدارة الأميركية لمعرفة من هي الوجوه التي ستتولى الملف السوري، خصوصا ان روبرت فورد مرشح لمغادرة منصبه الحالي في إدارة الملف إلى منصب آخر. وينقل معارض سوري عن ديبلوماسيين روس طمأنتهم إلى إن اللقاءات مع الأميركيين تتقدم ولكن ليس بشكل كاف للتوصل إلى تصور يطرح أمام قمة بوتين – أوباما الشهر المقبل. ويقول الروس إن الأميركيين باتوا يوافقون على بقاء الأسد خلال الأشهر الأولى من المرحلة الانتقالية، في وقت لا يضغطون بشكل حقيقي على حلفائهم من قطر وتركيا لوقف الإمدادات العسكرية. ولا يزال الأميركيون يعارضون العودة إلى جنيف مع مجموعة العمل الدولية لتطوير الاتفاق المعقود في الثلاثين من حزيران الماضي.

يازجي في قداسه البيروتي الأول: نصلّي لقيامة لبنان وسوريا

أكدّ بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الارثوذكس يوحنا العاشر يازجي أنّ «المسلمين هم شركاؤنا في المواطنيّة ولهم مكانة خاصة عندنا، فمعهم نبني مستقبل أولادنا المشترك وسنعمل جاهدين على نبذ أي أفكار فئوية». وقال «بنينا معاً حضارة هذه البلاد وعلينا ان نحفظ هذه الشركة الغالية».

ترأس يازجي، صباح أمس، القداس الأول له بعد تنصيبه، في كاتدرائية القديس نيقولاوس في الاشرفية، لمناسبة زيارته أبرشية بيروت، وشارك فيه رئيسا الجمهورية ميشال سليمان والحكومة نجيب ميقاتي، الرئيس أمين الجميل، ممثل الحبر الأعظم الكاردينال كوش، البطريرك الماروني الكاردينال بشاره الراعي، عدد كبير من السياسيين والسفراء والأساقفة والكهنة الأرثوذكس وحشد من المؤمنين.

توجه البطريرك الجديد إلى اللبنانيين بالقول: «إن للبنان عندنا نحن الأنطاكيين منزلة خاصة، فهو فسحة حرية ومساحة تفاعل ووطن لكل مواطنيه على مختلف انتمائهم وسلامه حق له كما استقراره وازدهاره»، مشيراً إلى ان «الأرثوذكس لم يتبعوا أي زعيم ولم يؤسسوا أحزاباً للدفاع عن مصالحهم والكلام باسمهم، بل كانوا دائماً جسر عبور بين اللبنانيين والعرب، لكن العقود الأخيرة أرخت بظلها على الأرثوذكس وعانوا في سعيهم إلى قيام الدولة الواحدة دولة المساواة في المواطنة وشعروا في التراجع لمبدأ الدولة والمواطنيّة»، واشار الى انه اختار شعاراً هو «بالنعمة ننمو وبالخدمة نسمو وبالمحبة يتناسق البنيان».

ودعا البطريرك الى «بناء جسور من المحبة والى الصلاة كي يعود الاستقرار الى دولنا المشرقية وبخاصة سوريا، نصلّي كي تصل الى السلام، ونصلّي كي يقوم لبنان وسوريا من بين الأموات»، طالباً من الله أن «يبعد عن سوريا أي مكروه وخراب ويوصلها الى السلام والعيش الكريم».

واعتبر أن «كنيسة انطاكيا لعبت دوراً كبيراً في التاريخ لتقريب وجهات النظر، وسنسعى لتبقى هذه الكنيسة جسر عبور وتواصل، وسندعم في هذا المجال الجهود كافة من أجل الوصول إلى المجمع الإنطاكي». وأضاف: «نحن واعون لألم الجرح الذي يشكله الانقسام بين المؤمنين، هذا ما جعل الكنيسة تسعى لإعادة اللحمة بين المسيحيين»، مؤكداً المثابرة على الحوار بين مختلف الكنائس «والعمل لإعادة اللحمة بينها كي يهبنا الله أن نصل الى الاشتراك في الكأس الواحدة».

ولاحقاً أقام متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة، حفلاً تكريمياً، لليازجي، في فندق «بريستول»، في حضور كرادلة وبطاركة وأساقفة ووزراء ونواب الطائفة الارثوذكسية في لبنان.

ودعا عودة في كلمته الى «أن تبقى كنيستنا الانطاكية راسخة في إيمانها، متجذرة في هذه الأرض، حاملة رسالة المحبة والرجاء والسلام، معلنة إيمانها القويم مهما كانت المخاطر والصعوبات. وكلنا أمل ورجاء أن تبقى كنيستنا في عهدكم كما عهدناها أمينة لتراثها وتاريخها، كنيسة الاستقامة والرأي الحر، كنيسة الانفتاح ومحبة الآخر، الكنيسة الممتدة عبر الأبرشيات والبلدان والقارات، صامدة أمام رياح التعصب والقوقعة التي تعصف في أيامنا».

ثم وجه الأمين العام لمجلس الكنائس العالمي القس الدكتور أولاف فيسكه تفيت كلمة ليازجي جاء فيها: «تم انتخابكم لتقدموا قيادتكم الروحية في أوقات حاسمة من التاريخ ولكنيستكم ولمنطقتكم، لا بل وللعالم بأسره».

ودعا رئيس المجلس الحبري لتعزيز وحدة المسيحيين الكاردينال كورت كوخ باسم البابا بنديكتوس السادس عشر إلى «تطوير العلاقات ما بين بطريركية الروم الأرثوذكس والكنيسة الكاثوليكية في المرحلة اللاحقة من خلال أشكال من التعاون المثمر ومواصلة التزامنا في حل الأسئلة التي ما برحت تفرقنا».

كما كانت كلمة لبطريرك موسكو وكل الروسيا للروم الارثوذكس كيريلل اعتبر فيها «ان الكنيسة التي غبطتكم ترأسون في سوريا ولبنان يمكنها دوماً ان تعتمد على مساندة الكنيسة الارثوذكسية الروسية لها، كما حصل ذلك دائماً وليس لمرة عبر التاريخ».

ثم قلد كيريلل يازجي عصا الرعاية البطريركية المذهب، في حضور السفير الروسي ألكسندر زاسبيكين.

وكانت كلمتا تهنئة من بطريرك الأرمن الارثوذكس آرام الاول كشيشيان وبطريرك اليونان وقبرص.

حلب تنقسم بين صورتين.. وجبهتين: حكم الشريعة والسلاح يهدّد أبناء المدينة

طارق العبد

بدأت الكهرباء تعود تدريجياً إلى أحياء حلب، ومعها ستدور مضخات المياه وتعود المستشفيات لاستقبال المرضى، منهية بذلك مأساة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة في سجل عذابات أبناء العاصمة الاقتصادية، التي أصبح مكتوباً عليها أن تعاني اضطهاد جميع الأطراف. لا مكان بات آمنا في حلب، حيث نصف المدينة ما زال بقبضة النظام ونصفها الآخر بقبضة مسلحي المعارضة، مضافاً إليه الريف الذي تقول المعارضة المسلحة إنها باتت تسيطر على أكثر من 95 في المئة منه، بمختلف اتجاهات الريف وفي مقدمتها الجانب الحدودي مع تركيا.

بمعنى آخر، هناك منطقة واسعة تحت حكم المعارضة أو بالأحرى تحت حكم ثلاثية الاستبداد والسلاح والفوضى. الوضع الإنساني لم يتحسن كثيراً، برغم أن الحدود مع الأتراك مفتوحة ويدخل ويخرج منها من يشاء وأولهم أركان المعارضة السياسية، الذين باتت حلب بالنسبة لهم وجهة سياحية يزورونها لالتقاط بعض الصور التذكارية وإلقاء بعض الخطابات ثم العودة من حيث أتوا. أما إدارة هذه المناطق فثمة فيها عشرات المجالس المحلية والمدنية وجسم قضائي هش، مقابل عشرات الكتائب المسلحة الموزعة بين من احترف السرقة والخطف وبين من ألبس حكمه رداء الشريعة الإسلامية وأصبح بموجب هيئته الشرعية يستدعي الناشطين ويصدر عليهم الأحكام بالسجن أو الجلد، ومن يدري ربما الإعدام قريباً.

حكم المعارضة

بين الشريعة والبلطجة

بين جزء من المدينة ومساحات واسعة من الريف الحلبي، يمتد حكم المعارضة للمنطقة حيث تتمايز كتلتين من المعارضة المسلحة الأولى هي الجبهة الإسلامية التي تقود معظم عمليات السيطرة على المطارات والقواعد العسكرية، فيما يبدو لافتاً أنها ترفض تسمية نفسها بـ«الجيش الحر»، بل إن عناصر من «النصرة» عمدت إلى اعتقال أحد الناشطين الإعلاميين في تلّ ابيض بسبب عدم ذكره «جبهة النصرة» في أخبار السيطرة على ريف المنطقة.

وتقود هذه الجبهة كل من «النصرة» مع عدد من الكتائب مثل «أحرار الشام» و«حركة الفجر الإسلامية» و«لواء التوحيد»، صاحب التعداد الأكبر والخارج حديثاً من الرعاية التركية – الإخوانية إلى الحديقة السلفية. وهي إذ تتلاقى مع «الجيش الحر» على ضرورة إسقاط النظام، فهي تتجه أبعد بإصرارها الواضح على ضرورة الخلافة الإسلامية وبناء الدولة الدينية. وبحسب ناشطين في هذه المناطق، فإن معظم المقاتلين هم من الريف الحلبي وكذلك ريف إدلب وريف حماة مقابل نسبة قليلة من ريف دمشق وحمص، فيما يبدو لافتاً انضمام سوريين مقيمين في الخارج إلى صفوف القتال، إذ يتركز المقاتلون العرب والقادمون من دول كأفغانستان والشيشان في صفوف القيادات أكثر. ولهؤلاء خبرتهم الواسعة في القتال، كما خبرتهم في إدارة بعض المناطق المحررة.

إلى ذلك، يتم تعيين مجالس محلية مهمتها إدارة المناطق الخارجة عن سيطرة الدولة ولكن السلطة الفعلية تبقى لمن يحمل السلاح فهو وحده القادر على فرض ما يريد. أما الجسم القضائي والقانوني في حلب، فكان مسألة أساسية إذ أنشأت الهيئة الشرعية التي تضم عدداً من رجال الدين مع بعض القضاة الذين يعتبر وجودهم كتحصيل حاصل ،وفقاً لحديث ناشطين في المنطقة. أما أداء هذه الهيئة فقد يكون المثال التالي خير تجسيد له، فقد برزت قبل أيام حادثة استدعاء الهيئة لناشط يدعى وائل إبراهيم في حي بستان القصر إلى مقرها. وكانت التهمة في البداية «رفض الخلافة الإسلامية والتعامل مع النظام»، قبل أن يخرج في اليوم ذاته وقد حكم عليه بالجلد. لم ينقذ نفي الناشط الشاب التهم الموجهة إليه، لا سيما بعدما أضيفت لها تهمة إلقاء راية إسلامية على الأرض في إحدى التظاهرات وهو ما وثقه أنصار الهيئة الشرعية في مقطع فيديو وزع عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وقد كتب عليها: الشعب يريد خلافة إسلامية.

لعل هذه الحادثة لن تكون سوى مقدمة لسلسلة حوادث تكشف حجم الاحتقان الذي قد ينفجر صراعاً في أي لحظة بين قوى علمانية تسعى إلى عدم صبغ سوريا بأي صيغة دينية أو عرقية محددة وقوى إسلامية ترى البلاد مملوكة لها دون غيرها وعلى الباقين واجب الطاعة، وإلا فالعقاب جاهز وثمة من سيهلل للأمر بسهولة. وبرغم ما سبق نجح أبناء الأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة بتنظيم تظاهرات وجهوا خلالها رسائل واضحة إلى قادة الكتائب المقاتلة رافضين انتشار البلطجية واللصوص بين صفوف «الجيش الحر»، وهكذا هتف طلاب جامعة حلب وأبناء حي بستان القصر قائلين «يا للعار يا للعار شبيحة صاروا ثوار» و«يا للعار حرامية صاروا أحرار»، وهو ما استدعى لاحقاً تدخل قائد «لواء التوحيد» ليتعهد بمنع حالات السرقة وابتزاز أبناء المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة.

جامعة حلب وأطباؤها:

هكذا نحب الحياة

لم يتأخر الحراك الطلابي عن باقي أشكال الحراك الشعبي في البلاد، وبرغم الأنشطة التي شملت مختلف الجامعات السورية الحكومية منها والخاصة فإن حراك جامعة حلب بقي متفرداً للحشد البشري الذي لا يهدأ أو لجهة الشعارات والهتافات التي لم تقف لجانب طرف دون آخر، مبتعدة عن هوية الدولة الدينية أو الإسلامية. ويشير هنا ناشط في الحراك الجامعي إلى أن الأمر ليس بجديد على جامعة شهدت منذ سنين عديدة نقاشات طالت العديد من الجوانب الاجتماعية في حياة السوريين، وبعضها طال الخطوط الحمراء في تلك الأيام. ولعل هذا سبب داعم للحراك الطلابي في جامعة ضمت بين جدرانها طلاباً من كافة المحافظات السورية وهو ما كان سبباً بدوره لاشتعال المظاهرات بوجود طلبة نقلوا إلى حرم جامعتهم ثورة مدنهم وقراهم ومظاهراتها السلمية فيما لم تتأخر المدينة الجامعية عن استضافة مئات النازحين من الأحياء الساخنة في المدينة قبل أن تطال الجامعة وطلابها وقاعاتها يد الموت الهستيرية في اليوم الأول لامتحاناتها. وبين رواية النظام عن انفجار سيارة مفخخة ورواية المعارضة عن قصف جوي، كانت الحصيلة طلاباً نالوا الشهادة قبل تخرجهم لتكون المفاجأة خلال أيام عودة زملائهم من جديد إلى كلياتهم وإتمام امتحاناتهم ولتعود الحياة من جديد إلى الجامعة التي يزيد عمرها عن نصف قرن.

الحياة بدورها لم تفارق القطاع الصحي في حلب، برغم كل الصعوبات من قطع للكهرباء ونفاذ الطاقة ومخاطر وصول الأطباء والعاملين في المستشفيات إلى مواقع عملهم، ومخاطر التفجيرات والقصف من جميع أطراف الصراع في المنطقة والذي لن يستثني المستشفيات. وبرغم كل ذلك استمر العمل في عدد كبير من مرافق المدينة الصحية، ولم تغلق الأبواب في وجه المرضى أو جرحى المعارك المستمرة. هكذا رفع العديد من ناشطي حلب القبعة لفريق المستشفى الجامعي في المدينة الذي لم يتأخر عن القيام بواجبه التام إزاء ما حصل في مجزرة الجامعة، شأنه شأن العديد من الأطباء رغم خطر الاختطاف والاغتيال الذي قد يطالهم من قبل أي من المسلحين في المدينة.

باختصار، ثمة صورتين مختلفتين في الشهباء الأولى تسعى لفرض أهوائها ولو بقوة السلاح وبراية الشريعة والثانية تحاول جاهدة منع انهيار منطقة تمثل تقريباً ربع البلاد، وتسعى في المقابل لإبقاء شريان الحياة مستمراً.

نشطاء سوريون: عشرات الجثث في منطقة السيدة زينب بريف دمشق

مقاتلو المعارضة السورية يشتبكون مع قوات النظام في حلب

القاهرة- (د ب أ): قال نشطاء سوريون إن هناك أنباء عن انتشار عشرات الجثث في البساتين المحيطة ببلدة الذيابية بمنطقة السيدة زينب بمحافظة ريف دمشق، حيث كانت دارت اشتباكات عنيفة بين مسلحين والقوات النظامية السورية واللجان الشعبية المسلحة الموالية للنظام.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه الاثنين: “هاجم مقاتلون بعد منتصف ليل الأحد/ الاثنين حاجزا للمخابرات السورية جنوب مدينة النبك قرب قرية الناصرية في محافظة دمشق واشتبكوامع عناصرالحاجز ووردت معلومات أولية عن خسائر بشرية بصفوف الطرفين”.

وبحسب المرصد، وردت أنباء عن وجودعشرات الجثث في البساتين المحيطة في بلدة الذيابية بمنطقة السيدة زينب التي تشهد اشتباكات مستمرة بين مقاتلين والقوات النظامية السورية واللجان الشعبية المسلحة الموالية لها وبعد منتصف ليل الاحد/الاثنين دارت اشتباكات في محيط بلدة بيت سحم ترافقت مع قصف من قبل القوات النظامية على مناطق في البلدة ومحيطها.

كما دارت اشتباكات بين عناصر حاجز مساكن افرادالجيش في مدينة قطنا ومقاتلين هاجموا الحاجز ولم ترد معلومات عن الخسائر البشرية كما دارت اشتباكات في منطقة شبعا ومحيطها.

وصباح الاثنين تعرضت مناطق في مدينة داريا ومحيطها للقصف من قبل القوات النظامية السورية بالتزامن من قدوم تعزيزات إلى المدينة والتي تدخل داريا صباحا وتشارك في الاشتباكات ومن ثم ينسحب بعضها ليلا إلى المراكزالعسكرية المجاورة.

وفي مدينة دمشق دارت اشتباكات ليل الأحد/الاثنين في محيط بلدية مخيم اليرموك بين مقاتلين واللجان الشعبية المسلحةالموالية للنظام.

وفي درعا، قتل جندي منشق متأثرا بجراح أصيب بها خلال اشتباكات مع القوات النظامية في محيط كتيبة السهوة العسكرية بريف درعا منذ عدة أيام بينما تعرضت بلدات بصر الحرير وناحتة والمليحة الشرقية بريف درعا للقصف من قبل القوات النظامية منتصف ليل الأحد/الاثنين ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية.

وهز انفجار شديد صباح الاثنين الطريق الدولي في المنطقة الواقعة قرب بلدة خربة غزالة تبعه إطلاق رصاص كثيف.

وفي محافظة ديرالزور، يتعرض حيي الجبيلة والحويقة بمدينة دير الزور للقصف من قبل القوات النظامية منذ فجر الاثنين إثر اشتباكات عنيفة بين مقاتلين والقوات النظامية في الحيين يرافقه تحليق للطيران الحربي في سماء المدينة ، كماتعرضت بلدة تلبيسة بريف حمص للقصف من قبل القوات النظامية الاثنين، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية.

وفي محافظة حلب، دارت اشتباكات بين مقاتلين والقوات النظامية على طريق مطار حلب الدولي بعد منتصف ليل الأحد/الاثنين ووردت معلومات عن سيطرة مقاتلين على حاجز على الطريق، كما سقطت عدة قذائف على حي السبع بحرات بمدينة حلب، كما قتلت سيدة برصاص قناص في مدينة اريحا بريف ادلب بينما تعرضت قرية بداما بريف دلب للقصف من قبل القوات النظامية.

الخطيب يقول إن حكومة انتقالية مع تنحي الأسد هي مفتاح حل الأزمة السورية

اسطنبول ـ (يو بي اي) اعتبر رئيس الإئتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة، معاذ الخطيب، أن تشكيل حكومة انتقالية في سوريا مع تنحي الرئيس بشار الأسد، يمكن أن تكون خطوة لإعادة هيكلة البلاد، نافياً حصول أي لقاء أو اتصال مع أية جهة رسمية من النظام، سواء أكان بشكل مباشر، أم غير مباشر.

وقال الخطيب، في حوار أجرته معه وكالة “الأناضول” في إسطنبول، اليوم الإثنين، إن البعض ظن أن المبادرة التي أطلقها، تمتّ بناء على اتفاق سابق أو لاحق مع النظام، مؤكداً أن “الإئتلاف لن يجري شيئاً، إلا تحت ضوء الشمس”.

ولفت إلى أنه “إذا كانت هذه السلطة تريد أن تتخذ قراراً عاقلاً ولمرة واحدة، وتبحث عن هموم الشعب ومعاناته ومطالبه، فيمكن بالاتفاق مع بقية أعضاء الائتلاف، أن يكون هناك تفاوض سلمي، من أجل رحيل النظام وترتيب ذلك”.

وأضاف أنه “إذا أراد النظام المضي قدماً في المبادرة، فليمنح حرية للشعب، ويقيم حكومة مؤقتة يعطيها صلاحيات كاملة، تبدأ بإعادة هيكلة الأجهزة الأمنية المتوحشة، وتكون مفتاحاً للحل، تحت رعاية وضمانة دولية”، مجدداً تأكيده بأن “الائتلاف لم يفكر أبدا، ولم يعط أي ضمانات من أجل بقاء الأسد، وهناك اتفاق بذلك”.

وأكد الخطيب “عدم وجود خلاف على أن رحيل الأسد هو مطلوب، ولكن طريقة الرحيل بحاجة إلى ترتيب، ولا تتم بليلة وضحاها، والبعض من المعارضة يعتقد أن مجرد ذكر هذه الكلمة يكفي لإنجاز حل سياسي، لكن هذا جزء من عملية سياسية تؤدي إلى انتقال سلمي للسلطة، توفر الدماء والخراب على الشعب، والأساس هو هل النظام مستعد للدخول في عملية تفاوضية توفر مزيد من القتل والدماء أم لا؟”.

وقال إن النظام “ماطل واحتال من أجل امتصاص المبادرة وتفريغها كعادته، والمطلوب كان بسيطا جدا وهو إطلاق سراح المعتقلين وفي مقدمتهم النساء”، لافتاً إلى أن الهيئة السياسية للائتلاف اجتمعت ووجدت أن أي حل يساهم في رحيل النظام بشكل تفاوضي يحقن دماء المواطنين، ويمنع مزيداً من الخراب في البلاد، فلا مانع بذلك ضمن هذه المحددات مع استمرار الثورة.

وأشار إلى أن الائتلاف ينتظر ردود فعل المجتمع الدولي التي لم تتبلور بعد.

وشدد الخطيب على أن مبادرته “إنسانية محضة، بسبب معاناة الشعب الشديدة، وتدق ناقوس الخطر بأن الشعب السوري، يجب أن يعطى حقه”، مضيفاً أن “المبادرة لم تكن مطالبها عسكرية أو سياسية، بل هي أمور إنسانية إن تحققت استفاد الناس منها، وان لم تتحقق تكشف حقيقة النظام، بأنه لا يستجيب لأبسط الأمور الإنسانية”.

وتابع قائلاً “بالأساس لم يكن هناك سجال سياسي، إنما أمر إنساني حاول النظام المماطلة فيه كعادته”، مشيرا إلى أن موضوع المبادرة لقي صدى من قبل الناس، بسبب حاجتهم إلى من يتفهم قضيتهم التي يعيشونها”، متهماً المجتمع الدولي، بأنه لا ينظر للمسألة من ناحية إنسانية.

وأكد أن الائتلاف في نظامه الداخلي وبعد أول انعقاد لأول مجلس وطني بعد سقوط النظام، سيحل نفسه بشكل تلقائي، من دون حاجته لأي قرار أو مرسوم.

وعن لقائه مع وزير الخارجية الإيراني علي صالحي في ميونخ قبل أكثر من أسبوعين، قال الخطيب إنه أراد القول للإيرانيين بأن “ما يفعلونه في سوريا غير مقبول بطريقة من الطرق، لأن الدعم غير المحدود لنظام متوحش، سيعود بنتائج وخيمة جداً، يحول الصراع في سوريا إلى نزاع سني – شيعي في المنطقة”.

وكان “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” أعلن يوم الجمعة، أن الرئيس السوري بشار الأسد والقيادة السورية ليسوا جزءاً من أي حل سياسي في سوريا، معرباً عن قبوله الحوار مع المسؤولين والأعضاء في حزب البعث غير المتورطين في جرائم ضد الشعب السوري.

وجاء اجتماع الهيئة السياسية للائتلاف بعد إعلان رئيسه معاذ الخطيب استعداده التفاوض مع ممثلين عن النظام السوري “أيديهم غير ملطخة بالدماء”، وهو ما أثار انتقادات من بعض أوساط المعارضة، بينما لقي ترحيباً من كبرى العواصم الدولية.

لجنة تحقيق أممية: لدينا لائحة بأسماء مشتبه بارتكابهم جرائم حرب في سوريا

جنيف- (يو بي اي): أعلنت لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة في تقرير أصدرته الإثنين إن لديها لائحة بأسماء الأفراد والوحدات العسكرية المشتبه بمسؤوليتها عن جرائم حرب في سوريا، سترفعها إلى مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان في آذار/ مارس المقبل، داعية مجلس الأمن إلى تحمّل المسؤولية عن محاسبة مرتكبي جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في هذا البلد.

ووجدت اللجنة التي يرأسها البرازيلي باولو سيرجيو بينيرو، في أحدث تقرير لها صدر الاثنين، أنه مع انقضاء عامين تقريباً على بداية النزاع في سوريا، أصبحت كلّ من القوات الموالية للحكومة وتلك المناهضة لها، أكثر عنفاً وتبدي استهتاراً متزايداً بحياة البشر.

إلاّ أنها أشارت إلى أنه على الرغم من أنها تعتقد بأنه لا يوجد فرق في ما يتعلق بخطورة الانتهاكات والتجاوزات التي تقوم بها القوات المؤيدة للحكومة أو تلك المناهضة لها، إلاّ أنها تلحظ بأن حجم الانتهاكات التي ارتكبتها القوات الحكومية والميليشيات التابعة لها يفوق بشكل كبير تلك التي قامت بها المجموعات المسلحة المناهضة للحكومة.

ورأت أن “مسؤولية محاسبة مرتكبي جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية تقع على عاتق الحكومة السورية، كما وعلى مجلس الأمن الدولي والدول المؤثرة الأخرى”، مشددة على “الحاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لضمان العدالة تجاه الجرائم التي ارتكبت”.

وقالت اللجنة إنها من خلال جمع المعلومات المباشرة وتوثيق الحوادث، فإنها تضع حجر الأساس لتمكين عملية المساءلة، سواء كان ذلك على الصعيد الوطني أو الإقليمي أو الدولي.

وكشفت أنها ستقوم في نهاية ولايتها في آذار/ مارس 2013 بتقديم قائمة سرية إلى مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، تحتوي على أسماء الأفراد والوحدات العسكرية التي يُعتقد بأنها مسؤولة عن الجرائم المرتكبة ضد الإنسانية وعن انتهاكات القانون الدولي الإنساني والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.

وفي موازاة ذلك شددت اللجنة على الحاجة الملحة بأن يلتزم أطراف النزاع طريق التسوية السياسية من أجل إنهاء العنف.

وأوضحت أنه على الرغم من أن الحكومة السورية لم تسمح لها إلى يومنا هذا بإجراء التحقيقات داخل سوريا، إلاّ أن المقابلات الـ445 التي أجرتها خلال فترة التقرير تكشف عن “التكلفة البشرية الباهظة لنزاع يزداد تطرفاً وعسكرة بشكل تدريجي”.

وأضافت إن “أجزاء كبيرة من سوريا غدت مسرحاً للقتال المستمر والذي اشتمل على أساليب أكثر وحشية وقدرات عسكرية جديدة لدى جميع الأطراف”. لافتة إلى أن “الحرب التي يطبعها الإجرام الانتهازي تتخذ مناحي طائفية يفاقمها وجود المقاتلين الأجانب والجماعات المتطرفة”.

واستنتجت أن كل ذلك أدى إلى كارثة إنسانية تمخضت عن مقتل عشرات الآلاف وتشريد الملايين في الداخل السوري، مشيرة إلى أنه بحسب معطيات الأمم المتحدة فإن ما يزيد على 820 ألف سوري لجأوا إلى البلدان المجاورة.

وقالت اللجنة إن القوات الحكومية والجماعات المسلحة المناهضة لها ارتكبت مجازر بحق المدنيين والمقاتلين العاجزين عن القتال، كما قامت القوات الحكومية والميليشيات التابعة لها باعتقال الأفراد بشكل تعسفي وذلك من خلال عمليات تفتيش المنازل وعند حواجز التفتيش الواقعة في جميع أنحاء سوريا.

وأفادت بأنه في هذه الأماكن كما وفي مراكز الاعتقال الرسمية وغير الرسمية وقعت أعمال قتل وتعذيب واغتصاب واختفاء قسري وأفعال غير إنسانية الأخرى، مضيفة أنه “حين يتم ارتكاب هذه الأعمال في إطار هجوم منهجي وواسع النطاق، فإنها قد تشكل جرائم ضد الإنسانية”.

وأشارت اللجنة أيضاً إلى “نمط من الضربات الجوية المثيرة للقلق والتي استهدفت المستشفيات والمخابز وطوابير المنتظرين للخبز”، قائلة إنه تم توثيق 12 حالة قامت طائرات الحكومة فيها بقصف طوابير منتظري الخبز.

كما وجدت اللجنة أنه مع تمكن الجماعات المسلحة المناهضة للحكومة من السيطرة على بعض المناطق، “ارتكبت هذه الجماعات جرائم القتل والتعذيب والاعتقال التعسفي واحتجاز الرهائن، والتي قد تشكل جرائم حرب”.

وأوضحت أن “عمليات السيارات المفخخة والعمليات الانتحارية التي قامت بها الجماعات المسلحة والتي استهدفت أهدافا غير عسكرية أدت إلى بث الإرهاب لدى السكان المدنيين”، لافتة إلى أن الجماعات المسلحة المناهضة للحكومة واصلت عملياتها من داخل المدن والقرى المكتظة بالسكان، مما عرّض حياة المدنيين المتبقيين للخطر.

ولاحظت ازدياد عدد المقاتلين الأجانب، على الرغم من أنهم ما زالوا يشكلون نسبة ضئيلة في صفوف الجماعات المسلحة.

ورصدت اللجنة انتهاك القوات الحكومية والميليشيات التابعة لها والجماعات المسلحة المناهضة للحكومة حقوق الطفل حيث تم تسجيل حوادث لتعرض أطفال للقتل والتعذيب والاغتصاب من قبل قوات موالية للحكومة. ولقد قام أطفال من دون سن ال 15 بالمشاركة المباشرة بالعمليات العدائية بما في ذلك القتال كجزء من بعض الجماعات المسلحة المناهضة للحكومة.

ويشار إلى مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان كلّف اللجنة التي يرأسها بينيرو وتضم كارين كونينغ أبو زيد، وكارلا ديل بونتي وفيتيت مونتاربورن، بالتحقيق في جميع انتهاكات القانون الدولي لحقوق الإنسان وتوثيقها.

كما تم تكليف اللجنة بالتحقيق في مزاعم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب، وتوسعت ولايتها مؤخرا لتشمل “التحقيق في جميع المجازر”.

وكانت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، نافي بيلاي كررت قبل يومين دعوة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى إحالة الحالة في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية.

وقالت بيلاي إن إحالة سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية يمكن أن يكون لها أثر وقائي بالغ الأهمية لأنها “ستوجه رسالة واضحة إلى كل من الحكومة والمعارضة مفادها أن أفعالهما ستكون لها عواقب”.

السفير: الأسد متيقن من حتمية انتصاره

بيروت- (ا ف ب): أكد الرئيس السوري بشار الأسد لسياسيين لبنانيين انه “على يقين” بانه قادر على كسب الحرب ضد المسلحين، كما ورد في تصريحات نقلتها صحيفة السفير اللبنانية الاثنين.

وقال الأسد في التصريحات التي نشرتها الصحيفة بدون أن تحدد السياسيين اللبنانيين الذين قاموا بنقلها “اين كنا واين اصبحنا ونحن على يقين بان الغد لنا (…) سوريا تمتلك ارادة الانتصار على المؤامرة”.

واضاف “نحن وان كنا متيقنين من حتمية انتصارنا ومطمئنين لما يتحقق سياسيا وعسكريا، فان ذلك لا يعني ان كل الامور انتهت”، مؤكدا انه “لا يزال امامنا شغل كبير في السياسة كما في مواجهة المجموعات الارهابية والتكفيرية”.

ويلتقي الاسد الذي يشن نظامه منذ حوالى سنتين حربا على مسلحين في جميع انحاء البلاد، باستمرار مؤيدين لبنانيين له بينهم الزعيم الدرزي طلال ارسلان الذي التقاه الاحد.

واكد الرئيس السوري “قوتنا لا نأخذها او نستمدها او نطلبها او نستجديها من أحد (…) هناك مخطئون ومفسدون انما هؤلاء ليسوا الجميع، بل في المقابل هناك كفاءات وشرفاء ومخلصون وهم الاساس ويشكلون الغالبية الساحقة من السوريين”.

وتابع متسائلا “هل يستطيع احد ان يفسر كيف ان الجسم الدبلوماسي السوري ظل على مدى سنتين متماسكا على صعيد الكرة الارضية كلها برغم الاغراءات التي تعرض لها السفراء والقناصل والموظفون من مختلف الدرجات. عرضت ملايين الدولارات عليهم ورفضوها وارتضوا بالقليل وهذا اكبر دليل على الوطنية السورية الحقيقية”.

واعلن سفيران سوريان، هما ممثلا سوريا في العراق والامارات العربية المتحدة انشقاقهما في 2012. كما استقال القائم بالاعمال السوري في لندن خالد الايوبي الذي كان ارفع دبلوماسي سوري في لندن والقائم بالاعمال في قبرص.

الابراهيمي يدعو لانجاح مبادرة الخطيب.. وجرحى سوريون بمشاف اسرائيلية ومخاوف من نزوح نحو تل ابيب

سورية: مقتل عنصر من حزب الله في اشتباك حدودي.. وتدفق الجهاديين يهدد قوة المعارضة

عواصم ـ وكالات ـ رام الله ـ الناصرة ـ االقدس العربيب ـ من وليد عوض وزهير اندراوس: قال سكان لبنانيون على الجانب اللبناني من الحدود ومصادر من المعارضة السورية امس الاحد ان واحدا على الاقل من مقاتلي حزب الله وخمسة من مقاتلي المعارضة السورية قتلوا في اشتباك في منطقة سورية على الحدود مع لبنان.

وقال هادي العبد الله عضو الهيئة العامة للثورة السورية ان القتال اندلع السبت بعد ان حاول مقاتلو جماعة حزب الله اللبنانية الذين يسيطرون على ثماني قرى سورية على الحدود ان يوسعوا نطاق سيطرتهم بانتزاع السيطرة على ثلاث قرى مجاورة من أيدي الجيش السوري الحر.

وأضاف العبد الله لرويترز إن قوة تابعة لحزب الله تقدمت سيرا على الأقدام تدعمها قاذفات صواريخ متعددة الفوهات مما دفع الجيش السوري الحر الى استدعاء دبابتين كان قد استولى عليهما من الجيش النظامي لصد الهجوم.

جاء ذلك فيما ذكرت شبكة ‘سكاي نيوز’ امس الأحد أن تدفق الجماعات الجهادية على سورية بعد نحو عامين من اندلاع الأزمة فيها، يهدد بالطغيان على فصائل المعارضة الرئيسية وانتزاع السلطة من الجيش السوري الحر، والانتشار في الدول المجاورة.

وقالت الشبكة إن مصادر في (جبهة الحق)، إحدى الجماعات التي ينتشر نفوذها على نحو متزايد في سورية، أبلغتها بأن الجهاد ‘ينتشر في جميع أنحاء شمال أفريقيا والشرق الأوسط ولن يتوقف عند سورية، وسيشمل الأردن ولبنان والعراق وحتى إسرائيل’.

وأضافت أن خطوط المواجهة في معركة حلب في تغير مستمر والناس تختفي ولا يوجد في شوارعها وداخل الأبنية والأزقة المدمرة سوى مقاتلي المعارضة، والذين يتكونون من خليط من الجنود المنشقين والجيش السوري الحر وعدد متزايد من الجهاديين بعضهم من سورية والعديد منهم قدموا من الخارج.

ونسبت الشبكة إلى قائد جبهة الحق الشيخ (أبو هومان) قوله ‘نحن لا نحارب فقط من أجل حلب أو سورية، والجهاد الأكبر انطلق من شمال أفريقيا إلى الشرق الأوسط، ومندهشون لتدخل فرنسا في مالي بعد رؤية ما حدث للولايات المتحدة في أفغانستان والعراق’.

وقالت الشبكة إن فريقها الموجود حالياً بمهمة صحافية في سورية شاهد زيادة مطردة للمجاهدين العرب من ليبيا ومصر واليمن والجزائر، حتى أن الجيش السوري الحر قبل بأن الجهاديين سيلعبون دوراً في المستقبل في صياغة مرحلة ما بعد نظام الرئيس بشار الأسد.

ودعا مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الى سورية الاخضر الابراهيمي الاحد الاطراف في سورية والمنطقة العربية والمجتمع الدولي الى السعي لانجاح مبادرة رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض لفتح حوار مع النظام السوري.

وقال الابراهيمي بعد لقاء الاحد مع الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي في مقر الجامعة العربية في القاهرة ان ‘المبادرة التفاوضية للحوارالتي طرحها رئيس الائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية احمد معاذ الخطيب بشأن فتح حوار مع ممثلين عن الحكومة السورية ما زالت مطروحة وستظل مطروحة’.

و اكدت تقارير اعلامية اسرائيلية امس الاحد نقل جرحى سوريين الى المشافي الاسرائيلية ووضعهم تحت حراسة امنية مشددة في تلك المشافي.

وفيما وضع حراس امام غرف الجرحى السوريين بالمشافي الاسرائيلية تضاربت الانباء بشأن عددهم، الا ان جيش الاحتلال اكد بأنهم 7 مصابين، اصيبوا بجراح بالقرب من السياج الفاصل في هضبة الجولان، التي تحتلها اسرائيل.

وسلطت الصحافة الاسرائيلية الضوء على هؤلاء الجرحى الذين وصلوا للمشافي الاسرائيلية لاول مرة منذ اندلاع الاشتباكات الدائرة في سورية بين الجيش النظامي السوري والجيش الحر.

وقالت صحيفة ‘يديعوت أحرونوت’ في عددها الصادر أمس الأحد إنّ جيش الاحتلال الإسرائيليّ أعلن رسميًا عن طريق المتحدث باسمه أنّه قام بمعالجة سبعة مواطنين سوريين أصيبوا في القتال بين القوات النظامية السورية والمعارضة المسلحة بالقرب من السياج الأمني الإسرائيلي في مرتفعات الجولان المحتلّة.

وتمّ نقل المصابين إلى مستشفى صفد الحكوميّ، الواقع في شمال الدولة العبريّة، ومُنعت وسائل الإعلام العبريّة أوْ الأجنبيّة من التقاط صور للمصابين في المستشفى، حيث قام رجال الحراسة بمنع الاقتراب إلى غرفهم.

ونقلت الصحيفة عن متحدثة عسكرية قولها إنّ جنودا إسرائيليين قدّموا إسعافات طبية إلى سبعة سوريين أصيبوا قرب السياج الأمني مع هضبة الجولان العربيّة السوريّة المحتلّة، مضيفة أنّه تمّ نقل الجرحى بعد ذلك إلى مستشفى صفد لاستكمال العلاج هناك، على حد تعبيرها.

ولم يعلن الجيش الإسرائيليّ ما إذا كان الجرحى هم من المقاتلين أم المدنيين ولا عن ملابسات عبورهم إلى الجانب الإسرائيليّ من السياج الأمني غير أن وسائل إعلام إسرائيلية قالت إن المصابين اقتربوا من السياج الأمني وإن الجنود سمحوا لهم بالدخول.

في السياق ذاته، أشار موشي يعلون نائب رئيس الوزراء الإسرائيليّ إلى الواقعة في مقابلة تلفزيونية ووصفها بأنها حالة خاصة، لافتًا إلى أنّ السماح للسوريين بالدخول كان لدواع إنسانية.

وأضاف أن إسرائيل ستقوم بتقييم كل حالة على حدة إذا تكرر الأمر. وقال يعلون أيضًا إنّ سياسة الدولة العبريّة بالنسبة للأحداث في سوريّة لم تتغيّر، وأنّها لن تسمح بتدفق اللاجئين السوريين إلى أراضيها، على حد تعبيره.

هذا وذكر الموقع الإلكتروني لصحيفة ‘معاريف’ الاسرائيلية الأحد، أن تخوفاً يسود الأجهزة الأمنية من موجة نزوح سوري باتجاه اسرائيل، بعد أن طلب جرحى سوريون من الجنود الإسرائيليين الموجودين على الحدود، تقديم العلاج لهم، نتيجة إصابتهم في الاشتباكات الدائرة في سورية.

وأوضحت الصحيفة أن السكان الدروز في الجولان السوري المحتل، يطالبون السلطات الإسرائيلية بعدم تسليم وإعادة الجرحى إلى سورية بعد شفائهم، مشيرة إلى أنه لم يعرف حتى الآن، ما إذا كان الجرحى ينتمون إلى الجيش النظامي أم الجيش الحر.

وكان المحامي فهد الصفدي، من قرية مجدل شمس، أعلن أنه يعتزم توجيه كتاب إلى وزير الدفاع الاسرائيلي ورئيس هيئة الأركان بهذا الخصوص، وقال: نطالب الدولة بالسماح لنا برؤيتهم، والأهم من ذلك هو أن تُبقيهم إسرائيل لديها وعدم تسليمهم للسلطات السورية، أو الاتصال بدولة ثالثة في محاولة لاستيعابهم كلاجئين لديها، لأن تسليمهم للسلطات يعني الحكم عليهم بالموت.

حي بابا عمرو في حمص تحول الى ارض مهجورة

حمص (سورية) ـ ا ف ب: حي بابا عمرو الذي تصدر اسمه وسائل الاعلام العالمية في بداية تحول النزاع السوري الى العسكرة، يكاد يكون ارضا مهجورة. وحده الدمار في كل مكان الذي احال منازله وابنيته ركاما، يذكر بان هذا الحي شهد احدى اكثر المعارك ضراوة قبل سيطرة الجيش السوري عليه منذ سنة تقريبا.

لم يعد الى بابا عمرو الذي كان يقطنه قبل الحرب اكثر من 35 الف شخص الا عدد قليل من السكان. بين النوافذ المحطمة لهياكل المنازل، لا صوت الا صوت الريح.

في زاوية الشارع المؤدي الى مقبرة بابا عمرو، تجلس فاطمة (64 عاما) على الأرض تحت أشعة الشمس تراقب الطريق وأحفادها الذين يلعبون في الشارع المقابل.

رغم ان منزلها لم يصب باضرار، لكنها لا تريد ‘الخوض في تفاصيل الأيام الماضية، كانت مأساة انسانية بكل معنى الكلمة’.

وتقول باسى ‘اقحمنا في صراع لا علاقة لنا به، لم يبال أي من الأطراف بنا وبحياة اولادنا واحفادنا، انا اكرههم جميعا’.

وعاش سكان بابا عمرو، الحي الذي كان احد الاسباب الرئيسية لاطلاق اسم ‘عاصمة الثورة’ على مدينة حمص في وسط سورية، في شباط/فبراير 2012 اياما قاسية من الحصار والقصف. في الاول من آذار/مارس، اضطر الجيش السوري الحر للانسحاب من الحي الذي كان نزح معظم سكانه، ودخل الجيش الذي عزز سيطرته بعد ذلك على الحي وبعض المناطق المجاورة.

بعد بابا عمرو، اتخذ النزاع طابعا اكثر دموية وحصد عشرات الاف القتلى والجرحى.

واذا كان منزل فاطمة نجا من الدمار، فقد اصيب منزل ابنها في الطابق العلوي باضرار تم اصلاحها.

ويقول الابن البكر (34 عاما) ‘في الطرف المقابل لهذه المقبرة، كان مركز المسلحين، فيما تمركز الجيش بالقرب من منزلنا. حرب حقيقية دارت هنا والكل خسر سوى من سرق البيوت ونهب المتاجر’.

معظم المحال التجارية مغلقة والكثير منها واجهاتها الحديدية مدمرة. ويكسو الغبار ابواب البيوت الخالية. في بعض الشوراع انقاض وركام، وبعض اعمدة الكهرباء على الارض مع اسلاكها. جدران مثقوبة بالرصاص، وشرفات مهدمة… في 27 آذار/مارس 2012، زار الرئيس السوري بشار الاسد حي بابا عمرو وتعهد بان الحي سيعود ‘افضل بكثير مما كان’، وان ‘الحياة الطبيعية’ سترجع اليه.

واعلن مسؤولون حكوميون اكثر من مرة بدء اصلاحات في البنى التحتية المتضررة التي قدرت باكثر من 33 مليون دولار اميركي.

لكن في حي بابا عمرو، مناطق واسعة لا تزال تفتقد الى الماء والكهرباء والخدمات الاساسية. في المقابل، تستقبل المدارس التلامذة بشكل عادي. ويقول سامر، وهو تلميذ في الصف السادس، ‘لم اذهب الى المدرسة العام الماضي.كنت اتنقل بين منازل اقاربي في بابا عمرو ودير بعلبة وجورة الشياح (داخل المدينة) الى ان عدنا الى منزلنا’.

ويضيف ‘الكثير من رفاقي رحلوا، لكنني تعرفت على اصدقاء جدد، احب مدرستي ولا اود الابتعاد عنها مرة ثانية’.

ويوضح احد مرافقينا في الجولة داخل الحي ‘ليس كل من عاد من سكان الحي الأصليين (…)، فالعديد من العائلات التي نزحت من اماكن اخرى وجدت في بابا عمرو ملاذا آمنا بعد توقف الاشتباكات’.

على مدخل الحي، يفتش حاجز للجيش كل السيارات ويدقق في بطاقات سائقيها. حركة المرور تكاد تكون معدومة الا من بضع سيارات لنقل الخضار والفواكه والمواد الغذائية والأساسية للسكان ‘الذين يقطنون في القسم الشرقي والشمالي الشرقي من الحي حيث توجد ماء وكهرباء’، بحسب ما يقول محمد (29 عاما) الذي ولد وترعرع في بابا عمرو.

الاتجاه غربا والاقتراب من ‘حارة المجدرة’، معقل المعارضة المسلحة في الحي سابقا، يكشف دمارا أكبر واحياء كأنها مدن اشباح.

في هذه الحارة، قتلت على باب المركز الاعلامي التابع للناشطين المعارضين، الصحافية الاميركية ماري كولفن من اسبوعية ‘صاندي تايمز’ البريطانية وقتل معها المصور الفرنسي ريمي اوشليك.

في اليوم نفسه اصيبت بالقصف الصحافية الفرنسية اديت بوفييه التي امضت اياما طويلة في الحي المحاصر مع الاصابة في ساقها، الى ان تمكنت من المغادرة في ظروف صعبة للغاية مع صحافيين اجانب آخرين قبل يوم واحد من دخول الجيش.

في احد الشوارع الخالية، يظهر خالد (33 عاما) فجأة، ويشرح انه عاد الى بابا عمرو مع زوجته واطفاله الاربعة، لكنه لم ينتقل بعد الى منزله ‘الذي يفتقد للكهرباء والماء’.

ويقول خالد ‘بعد أن حوصرنا بين نيران الجيش من جهة والمسلحين من جهة أخرى لم يكن امامنا خيار سوى النزوح. امضينا اياما استحال خلالها اخراج رؤوسنا من النافذة. حرب طاحنة دارت هنا’.

ويعمل خالد على ترميم جدار منزله ليتمكن من الرجوع اليه بعد عودة الخدمات.

أمام المؤسسة الاستهلاكية التي كانت يوما مقرا للجيش السوري، يقف طابور طويل من الناس ينتظرون دورهم للحصول على اسطوانة غاز. وجوه مكفهرة تراقب الوفد الاعلامي بامتعاض. ‘الناس هنا ملوا الصحافة’، يقول مرافقنا المسلح من قوات الجيش السوري.

ويشرح شاب لوكالة فرانس برس ان ‘الأعمال في المدينة توقفت بالكامل وبات القتال الوسيلة الوحيدة في كلا الطرفين لكسب لقمة العيش، فيما تعيش الكثير من العائلات على مساعدات الهلال الاحمر، وهي غير كافية’.

الضيق والذكريات الحزينة والدمار تركت آثارا سلبية على مزاج الناس.

ويقول خالد بشيء من اليأس، ‘سواء بقي الاسد ام رحل، انا سابقى طيانا (عامل بناء)، ولن يتغير في حياتي شيء’، قبل ان يتابع طريقه نحو منزله المهجور.

عدد السوريين الذين لجأوا الى الاردن تجاوز 379 الف شخص و دمشق تنفي خروج 600 الف نازح من البلاد

عواصم ـ وكالات: تخطى عدد السوريين الذي لجأوا الى الاردن هربا من النزاع الدائر في بلدهم 379 الف شخص، كما اعلن مصدر رسمي اردني الاحد.

وقال انمار الحمود المنسق العام لشؤون اللاجئين السوريين في الاردن لوكالة فرانس برس ان ‘عدد السوريين الذين لجأوا الى الاردن منذ بداية الاحداث وحتى الان بلغ 379 الفا و785 شخصا’.

واضاف ان ‘حوالى 83 الف لاجىء سوري يقطنون في مخيم الزعتري’ الذي يقع في محافظة المفرق، شمال المملكة على مقربة من الحدود السورية.

واشار الى ان ‘الباقين موزعون في المدن الاردنية ويقطنون محافظات الشمال والوسط وحتى الجنوب’.

وبحسب الحمود فقد ‘شهدت الآونة الاخيرة زيادة في اعداد اللاجئين الفارين الى الاردن’، مشيرا الى ان ‘عدد اللاجئين لشهر كانون الثاني/يناير الماضي كان كبير جدا حيث بلغ 47 الفا و875 شخصا في حين بلغ عدد اللاجئين لشهر شباط/فبراير الحالي حتى امس الاحد 26 الفا و311 شخصا’.

ورجح الحمود ان يتم في نهاية الشهر الحالي افتتاح مخيم مريجب الفهود الذي يقع على بعد 20 كلم شرق مدينة الزرقاء الواقعة على بعد 23 كلم شمال شرق عمان والذي يتسع لستة آلاف لاجىء كمرحلة اولى. من جانب اخر، اكد مصدر مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الاردنية الاحد ان ‘قوات حرس الحدود استقبلت خلال الايام الثلاثة الماضية 8893 لاجئا سورية’.

واضاف في تصريحات اوردتها وكالة الانباء الاردنية ان ‘هؤلاء اللاجئين يمثلون مختلف الفئات العمرية من الاطفال والنساء والشيوخ وبينهم العديد من المرضى والمصابين ومن ذوي الاحتياجات الخاصة’، مشيرا الى انه ‘سيتم نقلهم الى مخيم الزعتري’.

ويقول الاردن الذي يتقاسم مع سورية حدودا مشتركة يزيد طولها على 370 كيلومترا، انه يتوقع ان يرتفع عدد اللاجئين بنهاية عام 2013 ليصل الى نحو 700 الف. واعلنت الامم المتحدة في كانون الاول/ديسمبر انها تتوقع ان يبلغ اجمالي عدد اللاجئين السوريين في البلدان الاربعة المجاورة لسورية (الاردن ولبنان والعراق وتركيا) 1,1 مليون بحلول حزيران/يونيو اذا لم يتوقف النزاع.

وقتل نحو سبعين الف شخص في النزاع الذي اندلع في سورية في اذار/مارس 2011 بحسب ارقام الامم المتحدة.

ونفى رئيس الحكومة السورية امس الاحد خروج 600 الف شخص من سورية نتيجة الازمة التي تعصف بالبلاد منذ نحو سنتين، معتبرا ان الدول التي تستضيف النازحين السوريين تقوم ‘بالاتجار بهم’ من اجل الحصول على مساعدات ‘مادية ومعنوية’.

وكانت المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة اعلنت في اواخر كانون الثاني/يناير 2013 ارتفاع عدد النازحين من سورية الى الدول المجاورة من 600 الف الى اكثر من 700 الف.

وقال رئيس الوزراء وائل الحلقي في كلمة القاها امام مجلس الشعب وبثها التلفزيون الرسمي مباشرة ‘هم يقدمون قاعدة بيانات صورية غير حقيقية بان اعداد المهجرين او المتضررين السوريين وصل الى 600 الف مواطن في تلك الاقطار، ولكننا نقول لكم ان الاعداد لا تتجاوز مئتي الف مواطن او متضرر يقيمون في هذه المخيمات’.

واضاف الحلقي ‘بكل اسف جرى الاتجار بهم ماديا ومعنويا من اجل تقديم مساعدات مادية لتلك الاقطار المجاورة، لا سيما ما حدث مؤخرا في الاردن ولبنان وتركيا’، في اشارة الى طلب هذه الدول مساعدات دولية لتامين حاجات النازحين اليها.

وقال رئيس الوزراء ان حكومته ومن خلال اللجنة العليا للاغاثة بدات في المناطق الحدودية مع تلك الاقطار ‘تامين مراكز ايواء للاخوة المتضررين وتامين كل ضرورات الحياة الكريمة’ لهم.

واعلن الحلقي تكليف رئيس منظمة الهلال الاحمر العربي السوري عبد الرحمن العطار بالتواصل مع المتضررين ودعوتهم للعودة الى الوطن.

واكد ان وزارة الداخلية قامت ‘بكل الاجراءات الضرورية’ لتأمن عودة المتضررين الى ارض الوطن ‘بصورة امنة وبدون اي معوقات’.

واشار بشكل خاص الى النازحين الذين ‘لا يحملون بطاقات شخصية او جوازات سفر’، مؤكدا ان الوزارة ‘قامت بتسهيل مرورهم الى المنافذ الحدودية وتقديم كافة التسهيلات لتامين دخولهم’.

واعلنت الامم المتحدة في كانون الاول/ديسمبر انها تتوقع ان يبلغ اجمالي عدد اللاجئين السوريين في البلدان الاربعة المجاورة 1,1 مليون بحلول حزيران/يونيو اذا لم يتوقف النزاع.

أهالي قرية لبنانية في طرابلس يطردون الفنان السوري دريد لحام خلال تصوير مسلسل

بيروت ـ أحتج أهالي قرية لبنانية على وجود الفنان السوري دريد لحام في طرابلس للمشاركة في تصوير أحد المسلسلات وطلبوا منه مغادرة البلدة كونه موالياً للنظام السوري.

وذكر مراسل محطة “فرانس 24” الفرنسية بأن الأهالي احتجوا على لحام الذي عرف بمواقفه المعلنة والمساندة لنظام الرئيس بشار الأسد، فيما ذكر التيار الوطني الحر على موقعه أنه وأثناء تصوير بعض المشاهد في مدينة طرابلس، تعرّض الفنان دريد لحام لمحاولة اعتداء من قبل بعض الإسلاميين المتطرفين على خلفية تصريحات لحام الداعمة للنظام السوري، مما دفع بفريق الإنتاج الى إخراج لحام بسرعة من المنطقة والعودة به إلى فندق إقامته في بيروت، وسط أجواء من البلبلة.

وسبق وان انتقدت الفنانة السورية أصالة نصري موقف دريد لحام الداعم للنظام، متسائلة “أن لديه مسرحيات تتحدث عن الغربة، وتعرض معاناة عدد كبير من الناس، وما قدمه في ‘كاسك يا وطن’ نعيش جزءاً منه، ‘لماذا اليوم تخلى عن الناس، هل يريد الذهاب للأقوى'”.

وكان دريد لحام قد أعرب عن مخاوفه من أن يتحول ما يسمى بالربيع العربي إلى “خريف”، وعن قلقه على الأوضاع في سوريا، واستغرب الانتقادات التي طالته مؤخراً بسبب موقفه إزاء ما يجري في العالم العربي.

وأجرى الفنان لحام مقابلة مع شبكة “سي إن إن” الأميركية سئل فيها عن رأيه بما يسمى بالربيع العربي، فأجاب “أرجو من الله ألا يكون خريفاً”.

ورداً على سؤال آخر عن إحساسه بعد هذه التجربة الطويلة، قال “حينما يكون الحوار بالبندقية والمدفع، لا يمكن أن نعتبره حواراً وإنما دمار، والربيع ليس ربيعاً، بل خريفاً، وذلك عندما لا تتوفر الرؤية الواضحة للمستقبل، كما هو حال بالعديد من البلدان العربية في هذه المرحلة، لا يمكن أن تسير الأمور على هذا النحو.. نُسقط الأنظمة ثم نفكر بما سيأتي لاحقاً، كما حصل في كلٍ من مصر وتونس وليبيا، أعتقد ان تلك البلدان ذاهبة إلى المجهول”.

وتعليقاً على تعرضه وبعض كبار الفنانين السوريين مثل الممثلة منى واصف للهجوم، أسف لحام لأنه “يبدو ان شعبنا ميّال للنسيان، أو تناسي تاريخه، وسير مبدعيه، ولا أعتقد أنني أو السيدة منى المستهدفين الوحيدين فقط، بل ربما يكون المطلوب هو تهميش سوريا، عبر الإساءة إلى رموزها الفنيّة والثقافية”.

وأضاف “أنا لم أر بلداً في العالم يهاجم فيه الفنّان بسبب رأيه السياسي، أو موقفه الوطني، يحق لهم أن ينتقدونا على مستوى الأداء فيما نقدمه بمجال الفن، أما أن نهاجم بسبب رأي لا يعجب هذا الطرف أو ذاك، فهذا أمر مستغرب، ويحيلنا إلى سؤالٍ بغاية الأهمية، هل نحن كشعب مؤهلون للديمقراطية؟ أم لا؟ أنا أعتقد أننا لسنا مؤهلين لذلك بعد، لأنك حينما تشتمني بسبب كون رأيي مخالفاً لرأيك، فهذا معناه أنك لست مستعداً لسماع الرأي الآخر، وهذا يعني أنك غير ديمقراطي”.

لكنه تابع “لا أعتقد أن هذا الشعب بإمكانه تناسي مسيرة فنية قدمنا خلالها على مدى عقود عشرات الأعمال الحاضرة في أذهان الكثير من الأجيال، وما زالت تقابل بالاحتفاء الجماهيري.. وأرى من المعيب أن نُشتم ويتم تجاهل تاريخنا ومواقفن

لبنانيون يقطعون طريقا إلى سوريا ويطالبون جيشهم بالتدخل

أ. ف. ب.

تتعرض قرية العريضة اللبنانية لإطلاق نار من الجانب السوري، الأمر الذي دفع سكان القرية لقطع الطريق مع سوريا، داعين الجيش اللبناني إلى التدخل وإقامة نقاط أمنية لمنع تكرار حوادث إطلاق النار.

العريضة (لبنان):  يقطع عشرات الاشخاص منذ صباح اليوم الاثنين معبرا حدوديا رسميا مع سوريا في شمال لبنان، احتجاجا على اطلاق عيارات نارية ليلا من الجانب السوري على قريتهم، بحسب ما ذكر مراسل وكالة فرانس برس.

 وقال المراسل ان عشرات الاشخاص من سكان بلدة العريضة الحدودية مع لبنان ذات الغالبية السنية تجمعوا قرب مركز الامن العام اللبناني على معبر العريضة الحدودي الرسمي ونصبوا خيمة في وسط الطريق ووضعوا حجارة لمنع السيارات من دخول سوريا او الخروج منها.

 وقال الشيخ خضر محمد عبلا، امام مسجد البلدة، لوكالة فرانس برس “نحن نقطع الطريق احتجاجا على اطلاق الرصاص الذي تتعرض له بلدتنا من عناصر الجيش السوري المنتشرين على مجرى النهر الكبير” الفاصل بين الاراضي اللبنانية والسورية في المنطقة.

 واضاف “لن نفتح هذه الطريق قبل ان يضع الجيش اللبناني نقاطا عسكرية له لمنع تكرار الخروقات الامنية”.

 واكد الشيخ عبلا ان مسجد البلدة “تعرض فجر اليوم خلال وجودي بداخله لاداء صلاة الفجر لاطلاق رصاص من الجانب السوري ادى الى تحطم بعض النوافذ”، مشيرا الى اصابة منازل مجاورة للمسجد بالرصاص ايضا.

 ويقع المسجد على ضفة النهر تماما على بعد امتار قليلة من الاراضي السورية، وكان في الامكان مشاهدة آثار تحطم الزجاج وثقوب فيه ناتجة عن الرصاص.

 وغالبا ما تتعرض القرى اللبنانية الحدودية مع سوريا في الشمال لسقوط قذائف ولاطلاق رصاص ناتج عن اشتباكات بين مجموعات المعارضة المسلحة والقوات النظامية في الجانب الآخر من الحدود.

 كما تفيد تقارير امنية عن تسلل مسلحين بين جانبي الحدود اما لدعم مقاتلي المعارضة واما هربا من ملاحقات للجيش السوري.

http://www.elaph.com/Web/news/2013/2/794118.html

الإبراهيمي يقترح حوارا بين الفرقاء السوريين بأحد مقرات الأمم المتحدة

العربي إلى موسكو غدا.. وبيلاي تدعو لإحالة الأسد للجنائية الدولية

القاهرة: سوسن أبو حسين وصلاح جمعة

شدد نبيل العربي، الأمين العام للجامعة العربية، والأخضر الإبراهيمي المبعوث الأممي العربي المشترك الخاص بسوريا، على أهمية الجهود المبذولة من أجل التوصل لحل سلمي للأزمة السورية يرتكز على الحوار.

وأكد العربي والإبراهيمي، في مؤتمر صحافي مشترك عقب مباحثاتهما أمس، بالجامعة العربية أهمية تفعيل مقترح أحمد معاذ الخطيب رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية للخروج من الأزمة الحالية.

ودعا الإبراهيمي إلى إجراء محادثات بين المعارضة السورية «ووفد مقبول» من الحكومة السورية للتوصل إلى حل سياسي للصراع المندلع منذ 23 شهرا.

وبعد محادثات في مقر جامعة الدول العربية قال الإبراهيمي إن المفاوضات قد تبدأ في مقار الأمم المتحدة، ولم يذكر مكانا محددا.

وكان زعيم الائتلاف الوطني السوري المعارض معاذ الخطيب عرض الأسبوع الماضي إجراء محادثات مع فاروق الشرع نائب الرئيس السوري بشار الأسد حول عملية انتقال سياسي يحظى فيه الأسد بخروج آمن إلى المنفى.

وقال الإبراهيمي: «مبادرة الخطيب فتحت الباب وتحدت الحكومة السورية فيما تقوله بأنها تريد حلا سلميا ولو بدأ الحوار في أحد مقرات الأمم المتحدة في البداية على الأقل بين المعارضة ووفد من الحكومة السورية فسيشكل ذلك بداية للخروج من النفق المظلم الذي دخلته سوريا»، وأضاف: «هذه المبادرة لا تزال مطروحة وستبقى مطروحة ويجب على الأطراف المختلفة أولا في سوريا، وثانيا في المنطقة والمنطقة العربية بشكل خاص وعلى المستوى الدولي أن تتعامل مع هذه المبادرة من أجل إنجاحها». ولم يتضح بعد ما إذا كان الإبراهيمي تلقى أي مؤشر من سوريا عن استعدادها لإجراء محادثات مع الخطيب والائتلاف الوطني السوري.

وذكر الإبراهيمي: «ناقشت مع الدكتور العربي زيارة معاذ الخطيب لموسكو الشهر المقبل والقمة العربية المقبلة (المقررة في الدوحة) التي سيكون الملف السوري حاضرا فيها».

ونفى الإبراهيمي ما نشرته وسائل إعلام عربية عن خطة «لإنشاء مجلس شيوخ منتخب في أغلبه من الشعب السوري مع تعيين جزء من قبل المعارضة والنظام». وكانت وسائل الإعلام ذكرت أن هذه الخطة عرضت على الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وعلى الإبراهيمي. وقال: «ليس لدي علم بهذا المشروع ولم يعرض علي ولم أوافق عليه ولم أعارضه».

وبدوره، قال العربي إنه سيتوجه إلى روسيا أحد الحلفاء الأجانب الرئيسيين للأسد غدا (الثلاثاء) لإجراء محادثات مع ممثلين لأربع دول عربية. وأضاف «سوف أغادر بعد غد يوم 19 (فبراير – شباط) إلى موسكو وكذلك وفد من أربع دول عربية على الأقل.. هذا موضوع متفق عليه منذ مدة.. لا شك بأن الوضع في سوريا والمطروح أمامنا والمبادرة ووقف إطلاق النار كل هذه الأمور سوف تكون على قائمة البحث بل بالعكس على قمة قائمة البحث مع الاتحاد الروسي». ومن المقرر أن يقوم وزير الخارجية السوري وليد المعلم أيضا بزيارة لموسكو في وقت لاحق هذا الشهر.

إلى ذلك، اعتبرت المفوضة العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة نافي بيلاي أن المجتمع الدولي يتردد إزاء التدخل في سوريا لأن الحكومات تتساءل عن جدوى الانخراط في حرب قد تطول كثيرا.

وجددت بيلاي في حديث للقناة الرابعة البريطانية مساء أول من أمس دعوتها إلى إحالة مجلس الأمن الدولي ملف النزاع السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية، واتهمت قوات الأسد بارتكاب جرائم حرب، وقالت: «يتم ارتكاب جرائم حرب من جانب قوات الرئيس الأسد.. قواته الأمنية ومجموعات أخرى مرتبطة به»، وأضافت: «إنه مسؤول (عن هذه الجرائم) وعلى مجلس الأمن اللجوء إلى المحكمة الجنائية الدولية».

جولات الإبراهيمي العربية تنكمش وتقتصر على القاهرة ودمشق

صافي: عقدة الأسد جعلت مبادراته غير قابلة للنجاح

بيروت: نذير رضا

منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، انحصرت الزيارات العربية للمبعوث العربي والدولي المشترك إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي بين القاهرة ودمشق، مرورا ببيروت، من غير أن تمتد لقاءاته إلى دول مجلس التعاون الخليجي المعنية بشكل فاعل بالأزمة السورية.

وعلى الرغم من أن الإبراهيمي يتنقل بين موسكو وواشنطن والعواصم الأوروبية، وصولا إلى إسطنبول، فإن زيارته الأخيرة للمملكة العربية السعودية كانت في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث بحث مع نائب وزير الخارجية السعودي عبد العزيز بن عبد الله، في الرياض، تطورات ومستجدات الأزمة السورية وجهود المبعوث المشترك واتصالاته الدولية والإقليمية، كما زار الدوحة في نوفمبر الماضي؛ مما يطرح أسئلة عما إذا كان الإبراهيمي ومبادراته لا تحظى بإجماع عربي بعد وصول مهمته إلى طريق مسدود.

ويوضح عضو المجلس والائتلاف الوطني لؤي صافي أن غياب الحماسة العربية لاستقبال الإبراهيمي «ينطلق من كونه لا يحمل مبادرة جدية لحل سياسي في سوريا»، مشيرا في اتصال مع «الشرق الأوسط» إلى أنه «لو كان يحمل في جعبته مبادرة تحرك الوضع السياسي الراكد حاليا، لكان جال بها على الدول العربية المعنية بالأزمة»، لافتا إلى أنه «لم يقدم أي مبادرة حقيقية إلا ما طرحه سابقا، ورفضه النظام السوري».

ويشير صافي إلى أن مبادرات الإبراهيمي «لا تراعي المطلب السوري الأساسي وهو التوصل إلى حل بعد رحيل الأسد، وهي لا تتوافق مع الرؤية العربية للحل السياسي في سوريا»، لافتا إلى أنه «جال في مبادرته السابقة على عواصم عربية وغربية بالإضافة إلى موسكو وواشنطن، كما حمل المبادرة إلى تركيا وإيران، رغم أن المبادرة التي تتضمن إنشاء حكومة وطنية في ظل وجود الأسد في السلطة، لا تحقق مطالب المعارضة السياسية ولا تتوافق مع تطلعات الشعب السوري».

ويشير صافي إلى أن هذه المبادرة، في الأساس، «لم تحظَ بحماسة المعارضة ولا الدول العربية الداعمة لها، لأنها بقيت تحت سقف مؤتمر جنيف الذي يختلف الروس والأميركيون ومعهم الأوروبيون على تفسيره»، مؤكدا أن «هذه المبادرة لم تنضج معالمها، ولم تحرك الواقع السياسي الراكد في سوريا، ثم إنه لم يقدم أي شيء بعدها يراعي الحد الأدنى من تطلعات السوريين وتضحياتهم».

وتختلف المعارضة والنظام، ومن خلفهما الدول الداعمة لكل منهما، في النظر إلى الإبراهيمي ومهامه، رغم أن مبادراته وتصريحاته لم تلق تأييدا من الطرفين على حد سواء، مما يشير، بحسب مصادر المعارضة، إلى أن «الواقع السياسي معقد، ولم تنضج بعد أي رؤية لحل سياسي في سوريا رغم تعدد المبادرات».

ويوضح صافي أن المعارضة تنظر إلى المبعوث الدول والعربي المشترك إلى سوريا على أنه «غير متفهم تماما للواقع السوري»، ويشرح: «يتجاهل الإبراهيمي أن سبب الأزمة السورية هو (الرئيس السوري) بشار الأسد، كونه يصر على الحل الأمني والعسكري في البلاد، فيما يناور بأنه يؤيد الحل السياسي، ويتظاهر بأنه من دعاة الحوار، بينما لا يقوم، عمليا، إلا بالقتل». ويضيف: «لم يستطع الإبراهيمي أن يتجاوز عقدة الأسد، وربما يتجاهلها، وهذا ما جعل مبادراته غير قابلة للتحقق»، مشيرا إلى أنه «لو حمل مبادرة جدية قادرة على إنهاء الأزمة، لكان شرحها للدول المعنية بالأزمة من خلال زيارات عديدة».

لكن هل تكمن المشكلة في الإبراهيمي حصرا؟ يجيب صافي: «المشكلة ليست فيه، بل في غياب موقف دولي موحد حول الحل للأزمة السورية»، ويضيف: «الروس يتحركون بحماس لطرح مبادرات والتفاعل معها، بينما يتحرك الأميركيون ببطء تجاه تبلور صورة حل سياسي للأزمة السورية».

حزب الله يعلن مقتل 3 لبنانيين في معارك بسوريا

«الوطني السوري» يتهم الحزب بالتدخل ويحمل الحكومة اللبنانية المسؤولية

بيروت: «الشرق الأوسط»

أعلن أمس، عن مقتل ثلاثة لبنانيين بينهم على الأقل أحد عناصر «حزب الله» اللبناني و5 من مقاتلي المعارضة السورية في اشتباكات جرت في لبدة القصير السورية الحدودية التي يقول الحزب إن لبنانيين يقطنون في أجزاء منها ويتعرضون لهجمات من المعارضين، بينما اعتبر المجلس الوطني السوري في بيان، التدخل العسكري لحزب الله في سوريا «تهديدا خطيرا للعلاقات السورية اللبنانية وللسلم والأمن في المنطقة».

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر في حزب الله تأكيده أن «ثلاثة لبنانيين من الطائفة الشيعية قتلوا وجرح 14 آخرون في معارك في سوريا»، مشيرا إلى أنهم كانوا «في مواجهة للدفاع عن النفس»، موضحا أن اثنين قتلا في المعركة، وتوفي ثالث في وقت لاحق «متأثرا بجروحه»، موضحا أن هؤلاء «مقيمون في الأراضي السورية»، ودفن أحدهم أمس في سوريا. بدورها، نقلت وكالة «رويترز» عن سكان لبنانيين على الجانب اللبناني من الحدود ومصادر من المعارضة السورية أمس أن واحدا على الأقل من مقاتلي حزب الله وخمسة من مقاتلي المعارضة السورية قتلوا في اشتباك في منطقة سوريا على الحدود مع لبنان. وقال هادي العبد الله عضو الهيئة العامة للثورة السورية إن القتال اندلع أمس (السبت) بعد أن حاول مقاتلو جماعة حزب الله اللبنانية الذين يسيطرون على ثماني قرى سورية على الحدود أن يوسعوا نطاق سيطرتهم بانتزاع السيطرة على ثلاث قرى مجاورة من أيدي الجيش السوري الحر.

من جهته، أكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن وقوع هجوم أمس (السبت) على «قرى سورية شيعية حدودية مع لبنان يقيم فيها لبنانيون»، مشيرا إلى اشتباكات بين هؤلاء اللبنانيين الموالين لحزب الله ومسلحي المعارضة السورية أسفرت عن مقتل عشرة مقاتلين على الأقل، بينما لم يعرف عدد القتلى بين المسلحين الداعمين للنظام.

بدورها، أوضحت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط» أن القتال اندلع بعد ظهر السبت في المنطقة؛ حيث تعرضت قرى سوريا لقصف من الجانب اللبناني، وتحديدا من قرية القصر جنوب غربي سهل القصير على الجانب اللبناني. وقالت المصادر إن القتال اشتد ليل السبت – الأحد داخل الأراضي السورية، وبدأ القصف المضاد مستهدفا الطرف اللبناني من الحدود فجر أمس. وأشارت المصادر الحدودية إلى أن المواجهات استخدمت فيها أسلحة رشاشة متوسطة، وقذائف من عيار ثقيل وصواريخ، لافتة إلى أن القصف من الجانب اللبناني انكفأ بعد منتصف الليل، واقتصرت المعركة على اشتباكات متفرقة، بينما دوى صوت قذائف عند الفجر. وأضافت أن صوت سيارات الإسعاف «سمع في المنطقة منذ مساء أمس؛ حيث عبرت سيارات الإسعاف إلى مستشفيات الهرمل داخل الحدود اللبنانية».

وذكرت قناة «المنار» التابعة لحزب الله أمس، أن صاروخين من عيار 107 استهدفا قرية القصر الحدودية فجر أمس، سقط أحدهما على سور المسجد في القرية، من غير تقديم المزيد من التفاصيل.

وتتهم هذه القرية التي يسيطر حزب الله على جرودها، أنها قاعدة انطلاق لصواريخ حزب الله باتجاه منطقة القصير في ريف حمص على الحدود اللبنانية السورية. وقالت المصادر الميدانية لـ«الشرق الأوسط» إن هذه المنطقة «استخدمها حزب الله منذ مطلع الصيف الماضي لضرب قواعد المعارضة السورية داخل الحدود»، مشيرة إلى أن القصف الذي ينطلق منها «يتنوع بين قصف مدفعي وصاروخي»، لافتا إلى أن حزب الله يعزز وجوده فيها، كما في القرى الشيعية داخل الحدود، «بعدما أجبرت ضربات المعارضين القوات النظامية السورية على التراجع من القرى السورية إلى الثكنات العسكرية».

وكانت أنباء سابقة أفادت بمقتل 12 من عناصر من حزب الله بكمين في حمص بقرية القصير المحاذية للحدود اللبنانية. إلى ذلك، اتهم المجلس الوطني السوري المعارض حزب الله بـ«التدخل عسكريا» و«شن هجوم مسلح» في منطقة القصير في محافظة حمص الحدودية مع لبنان لمساندة قوات النظام السوري.

إسرائيل: الأسد ما زال مسيطرا على الأسلحة الكيماوية

أكدت أنها لن تستقبل المزيد من الجرحى السوريين

القدس – تل أبيب: «الشرق الأوسط»

أعلنت إسرائيل، أمس، أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد ما زال يسيطر على الأسلحة الكيميائية في سوريا، لكنها عبرت عن حذرها من وصول هذه الأسلحة إلى أيدي تنظيم القاعدة أو حزب الله اللبناني، كما حاولت التخفيف من أهمية استقبال 7 مواطنين سوريين وصلوا إلى الحدود جرحى ونقلوا للعلاج في مستشفى إسرائيلي، مؤكدة أن «هذه حالة استثنائية».

وقال عاموس جلعاد المكلف المسائل السياسية في وزارة الدفاع الإسرائيلية لإذاعة الجيش الإسرائيلي: «في الوقت الراهن، الأسلحة الكيماوية التي تملكها سوريا لا تزال تحت سيطرة نظام الأسد»، وأضاف: «تحت الضغوط الدولية، لم يسمح النظام السوري للقوات المعارضة بالاستيلاء على هذه الأسلحة، لكن النظام أصبح في مرحلة متقدمة من التفكك، لذلك يجب التيقظ في كل لحظة لأن هناك منظمات إرهابية تقوي صفوفها في سوريا مثل (القاعدة) وحزب الله»، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية. وردا على سؤال حول احتمال حصول اتصالات بين إسرائيل ومعارضين للنظام السوري، أكد جلعاد أنه يجب «التصرف بذكاء عبر اعتماد نهج بعيد من الأضواء. من غير المفيد التحدث عن وجود أو عدم وجود اتصالات».

ورفض جلعاد أيضا تحديد ما إذا كان السوريون الـ7 الذين أصيبوا في مواجهات في الجانب السوري من هضبة الجولان وتولى الجيش الإسرائيلي نقلهم إلى مستشفى زئيف صفد في إسرائيل لتلقي العلاج، أول من أمس، هم من قوات المعارضة أو من القوات النظامية.

واكتفى بالقول: «طلبوا مساعدة إنسانية بصفة فردية، وكانوا بحاجة لعلاج طبي، وقدمت لهم إسرائيل المساعدة».

كما حاول الناطق الرسمي بلسان الحكومة الإسرائيلية التخفيف من أهمية استقبال الجرحى السوريين، وقال إن هذه حالة استثنائية. وحذر من تدفق كميات كبيرة من السوريين إلى إسرائيل قائلا: «نحن مصممون على تنفيذ سياستنا الواضحة في أننا لسنا عنوانا للسوريين».

وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن، أول من أمس، أن 7 من الجرحى السوريين عبروا السياج الحدودي في هضبة الجولان السورية المحتلة منذ عام 1967، ودخلوا إسرائيل، وهم ينزفون دما، وعندما أيقن الجنود أنهم غير مسلحين، نقلهم لتلقي العلاج، وذلك لأول مرة منذ اندلاع المواجهات في سوريا. وقد كانوا مصابين بجروح متفاوتة ولكن جراح أحدهم خطيرة، فقدم لهم الجنود الإسرائيليون إسعافات أولية، واستدعوا سيارات إسعاف تابعة للجيش الإسرائيلي، فقامت هذه بنقلهم تحت الحراسة إلى مستشفى «زيف» في صفد لاستمرار العلاج.

وكانت مصادر عسكرية إسرائيلية قد ذكرت في خبر سابق أن قوات المعارضة قد سيطرت لأول مرة على دبابة تابعة للجيش السوري في إحدى القرى الواقعة على الحدود مع الجولان المحتل، وكذلك على حاجز تابع للشرطة العسكرية السورية في قرية خان أرنبة القريبة من الحدود مع الجولان المحتل، وأن الجيش السوري قام بقصف

القرية ردا على ذلك. وما إن اقترب الجرحى، حتى هبت القوات الإسرائيلية نحو الحدود خوفا من أن يكونوا متسللين. وهرعت أيضا القوات الدولية التي ترابط في القنيطرة لضمان اتفاقية وقف إطلاق النار في الجولان، وبالتنسيق بين الطرفين تم ترتيب نقل الجرحى.

الجدير ذكره أن قوة من سلاح الهندسة في الجيش الإسرائيلي كانت قد أتمت تمهيد قطعة أرض بالقرب من القنيطرة، لتكون بمثابة معسكر لاجئين سوريين طارئ، في حال نجاح كميات كبيرة من السوريين في تجاوز الحدود هربا من نيران الحرب الأهلية في سوريا. وقد نُشر قبل شهور أن هذه الأرض معدة لنقل سوريين غير مسلحين يحاولون التسلل باتجاه إسرائيل يطلبون المساعدة. إلا أن الناطقين بلسان الجيش والحكومة الإسرائيلية حرصوا، أمس، على التأكيد أن مثل هذا الوضع سيكون فقط في حال فقدان السيطرة، ولكن إسرائيل اليوم اتخذت كل الإجراءات اللازمة لكي تمنع حالة كهذه. فقد أقامت سياجا مزدوجا محكما وزرعت حقول ألغام جديدة وأقامت نظام مراقبة إلكترونية ينذر بالتطورات، في حال اقتراب مواطنين سوريين إلى الحدود.

وكان الملف السوري قد تصدر اهتمام الحكومة الإسرائيلية في جلستها الأسبوعية، أمس. وقال وزير المالية، يوفال شطاينتس، إن إسرائيل غير معنية باستقبال لاجئين سوريين، بينما رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو اعتبر ظاهرة اقتراب السوريين من الحدود خطيرة وتهدد أمن إسرائيل، وأعلن في مستهل الجلسة أنه سيبحث مع الرئيس الأميركي باراك أوباما تبعات سقوط نظام الأسد، مؤكدا تكثيف النشاطات العسكرية لضمان أمن المنطقة».

وقال نتنياهو: «لقد شهدنا أمس (أول من أمس) معارك جرت على حدودنا. سنواصل الدفاع عن حدودنا ومنع دخول (سوريين) إلى إسرائيل إلا في حالات استثنائية ومعزولة سيتم النظر فيها؛ كل على حدة».

“حزب الله” يلهب جبهة القصير: محاولات تقدّم وقتلى وجرحى

                                            فادي شامية

لم تعرف بعد أسباب تصعيد “حزب الله” في جبهة القصير؛ هل هي ميدانية بحتة بعد شهور من المراوحة، أم أتت على خلفية قرار سياسي لتحقيق غاية ما؟ غير أن الأكيد أن معارك الـ 24 ساعة الماضية كانت الأقسى منذ شهور، حيث حاول الحزب التقدم باتجاه القرى المقابلة لمناطق سيطرته (يسيطر الحزب بشكل كلي على عدد من القرى الحدودية، أبرزها: حاويك والفاضلية وزيتا والصفصافة)، فتصدى له “الجيش الحر”، ودارت معارك طاحنة، لا سيما في قرية أبو حوري إحدى قرى منطقة القصير، حيث فقد الحزب عدداً من مقاتليه.

وفيما التهبت الجبهة بأكملها لا سيما في البرهانية وسقرجة وأبو حوري حاولت كتيبة “الفاروق” وكتيبة “البراء” التابعة للواء “الحق”، تنفيذ هجوم مضاد، وسحب جثث قتلى الحزب، لكن الغطاء الناري الكثيف الذي أمنّه “حزب الله” لمقاتليه -من الأراضي اللبنانية والسورية- منع الثوار من التقدم، وكبّدهم خسائر في الأرواح.

ومع صباح يوم الأحد تبين أن عناصر سورية جنّدها الحزب إضافة إلى عناصر لبنانية يزيد عددها عن عشرة؛ سقطت بالفعل في المعارك، إضافة إلى عدد كبير من الجرحى الذين نُقلوا إلى الخطوط الخلفية في الأراضي اللبنانية. ووفق معلومات مؤكدة فقد نجح الحزب في التقدم نحو قرية أبو حوري، واستطاع تفخيخ وتفجير عدد من المنازل التي يمكن أن يتخذ منها الثوار ساتراً في القتال الدائر هناك.

وكان الثوار عرضوا فيلماً حياً للمعارك الجارية في جبهة القصير؛ يُظهر أحد قتلى الحزب أثناء محاولة فاشلة لسحبه، تكبد فيها الثوار خسائر بشرية بين قتيل وجريح، في حين اعترف مصدر قريب في “حزب الله” مساء أمس بسقوط قتلى وجرحى في صفوفه داخل سوريا “أثناء قيامهم بواجبهم الجهادي”، وفي وقت لاحق تحدثت قناة “المنار” عن اشتباكات القصير من دون أن تورد تفاصيل، بينما أكدت “رويترز” وجود قتلى للحزب في المعارك.

يذكر أن شدة المعارك دفعت “المجلس الوطني السوري” الى إصدار بيان هو الأكثر وضوحاً منذ بداية الثورة تجاه هذا الموضوع، حيث أكد المجلس خطورة الهجوم الأخير للحزب معتبراً ذلك “تهديداً خطيراً للعلاقات السورية- اللبنانية وللسلم والأمن في المنطقة”، محملاً “الحكومة اللبنانية مسؤولية سياسية وأخلاقية للعمل على ردع هذا العدوان”.

وإزاء هذه التطورات ثمة من يتساءل عن حقيقة “النأي بالنفس” الذي تزعمه الحكومة، وعن تمييز الأجهزة الرسمية في معاملة اللبنانيين المرتبطين عسكرياً بما يجري في سوريا، وما يثيره ذلك من حساسيات داخلية… وصولاً إلى ضرورة فتح نقاش جاد حول “الإستراتيجية الوطنية” بخصوص الجبهة اللبنانية-السورية، التي يمسك بزمامها “حزب الله”، تماماً كما يمسك بزمام جبهة لبنان مع فلسطين المحتلة!

حزب الله” يعترف بالقتال في سوريا و”المجلس الوطني” يحذّر الحكومة

                                            كتلة “المستقبل” تشارك في اجتماعات اللجان للتصدّي لمشروع “تفتيت لبنان”

تماماً مثلما كشف “حزب الله” عن نقلة نوعية في مسار تورّطه بالأحداث في سوريا، من خلال مغامرته باجتياح نحو ألف من مسلّحيه لمنطقة القصير في ريف دمشق، وسط توالي وصول النعوش الى لبنان، واعترافه العلني بتورّطه هذا أمس، كذلك ما عادت خافية الخطوة التصعيدية المنتهكة لمبادئ الدستور اللبنانيّ والميثاق والمتّصلة بفرض “مشروع الفرزلي” مهما كلّف الثمن بأمر عمليات صادر عن الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله، الذي كان هجومه الشخصي على الرئيس سعد الحريري بمثابة الإشارة إلى هذا التصعيد، الأمر الذي استدعى من كتلة “المستقبل” قراراً بالمشاركة في جلسات اللجان المشتركة النيابية اليوم، للتصدّي لمشروع “تفتيت لبنان”، مع التنبيه إلى دخول البلاد مرحلة جديدة محفوفة بالمخاطر. وكان اللافت مساء حديث لوزير الداخلية والبلديات مروان شربل اعتبر فيه انه “ما لم يتم اقرار قانون انتخابي جديد خلال عشرة أيام فلن يكون باستطاعتنا اجراء الانتخابات في موعدها وبالتالي سيتم التمديد للمجلس النيابي الحالي ولن تجرى الانتخابات”.

وفي العودة إلى اشتباكات القصير، ذكر مصدر في “حزب الله” لوكالة “فرنس برس” ان ثلاثة لبنانيين من الحزب قتلوا وجرح 14 آخرين

في معارك في سوريا، “في مواجهة للدفاع عن النفس مع المجموعات المسلّحة أمس الأوّل”، علماً ان أحد القتلى توفي متأثراً بجراحه، وأوضح المصدر رافضاً الكشف عن اسمه ان هؤلاء كانوا “مقيمين في الأراضي السورية” وقد دفن احدهم أمس في سوريا.

في هذه الأثناء، وفي وقت استقبل رئيس النظام السوريّ بشّار الأسد النائب طلال أرسلان في دمشق، اعتبر الوزير السابق وئام وهاب ان محور الممانعة “اتخذ قراره بالقتال بكل الوسائل لحماية سوريا”، داعياً للتأهّب “اذا احتاجتنا السويداء”.

وكان النائب السابق ناصر قنديل توقّع قبل أيام أن يتدخّل “حزب الله” مباشرة في المعارك الدائرة في سوريا دعماً للنظام.

المقداد

في المقابل، كشف الناطق الإعلامي باسم المجلس الأعلى للجيش السوري الحر لؤي المقداد أن أمر العمليات قد اتخذ كي يدخل “حزب الله” علانية وجهاراً الى المعركة في سوريا. وأوضح، في حديث إلى قناة “المستقبل”، “أن “حزب الله” تمركز في خمس قرى داخل الاراضي السورية وقد نصب راجمات صواريخه ومدفعيته الثقيلة في بعض المواقع داخل هذه القرى وهو تمركز في قرى زيتي والغسانية والصفصافة والجوز والاشتباكات الآن تدور في خمس قرى اخرى”. ورأى ان الاشتباكات في هذه القرى هي حرب معلنة من حزب الله ويقوم بعملية تمشيط من بعض المرتفعات داخل الاراضي اللبنانية ومن القرى التي سيطر عليها”، مقدراً العدد الذي دخل به الحزب اليوم بأكثر من ألف مقاتل”.

ولاحظ “ان حزب الله قد عودنا في الفترة الماضية على القصف من بعض المناطق داخل الحدود اللبنانية الى القرى في محافظة حمص، أما الآن فكانت العملية وهي لأول مرة باسم اجتياح بري بالاضافة لغطاء ناري وهذا الامر يعني ان هناك غرفة عمليات عسكرية”.

واعتبر أن “هذه الوقائع ليست عملية بل هو اجتياح منظم يحدث وسط غطاء ناري من المدفعية وقصف الاراضي السورية من داخل الاراضي اللبنانية ثم يتزامن ذلك مع اجتياح بري فهذا يعني ان هناك أمر عمليات منظماً”.

وعن تفسير “الجيش الحر” لخطوة الحزب التي وصفت بالنقلة النوعية، قال المقداد: “الحزب بات متأكداً ان النظام السوري لم يعد قادراً على السيطرة على هذه المناطق، فيحاول تقديم أي مساعدة ممكنة لإبقاء النظام”. كما أكّد ان هناك تنسيقاً تاماً بين النظام السوري و”حزب الله” والدليل ان الطيران الحربي السوري “لا يقصف مواقع الاشتباك بين الحزب والجيش الحر، انما يقصف المواقع التي يلجأ اليها الجيش الحر وأهالي القرى المدنيين”.

وحذر من ان الجيش الحر قد يضطر الى الطلب من أهالي المناطق التي ينصب فيها “حزب الله” مدفعيته وراجمات صواريخه داخل الأراضي اللبنانية ويقصف بها اهلنا وقرى مدينة حمص ان يبتعد هؤلاء الاهالي عن هذه المواقع لأن مرابض المدفعية التي تقصف بها سوريا ستكون هدفاً للجيش الحر ان اتخذ هذا القرار”. وناشد “الحكومة اللبنانية ورئيس الجمهورية ميشال سليمان التدخل فوراً لوقف هذا الاجتياح الذي هو اعلان حرب من قبل حزب الله على سوريا وعلى المواطنين السوريين، معتبراً أن “حزب الله” قد اعلنها حرباً مفتوحة على الشعب السوري ويبدو انه سيجر الويل الى هذه المنطقة”.

المجلس الوطني السوري

بدوره، اتهم “المجلس الوطني السوري” الحزب بشن “هجوم مسلح” على قرى أبو حوري والبرهانية وسقرجة السورية في منطقة القصير بمحافظة حمص ما أوقع ضحايا بين المدنيين السوريين، معتبراً ذلك “تهديداً خطيراً” للعلاقات السورية ـ اللبنانية وللسلم والأمن في المنطقة.

كما حمّل المجلس، في بيان، الحكومة اللبنانية مسؤولية “سياسية واخلاقية للعمل على ردع هذا العدوان، حفاظاً على العلاقات الاخوية السورية ـ اللبنانية ومنعاً لتورط لبناني في الخوض في الدم السوري الغالي”، موضحاً أنّ ذلك تسبب “في تهجير مئات منهم وخلق أجواء من التوتر الطائفي في المنطقة”، ومشيراً إلى ان ذلك وقع “باستخدام الحزب أسلحة ثقيلة تحت سمع وبصر قوات النظام السوري”.

واعتبر المجلس أنّ هذا “الهجوم يشكل انتهاكاً فاضحاً للسيادة السورية والقوانين والاعراف الدولية ولميثاق جامعة الدول العربية (…) كما يشكل عدواناً على سوريا ارضاً وشعباً، وعلى العلاقات السورية ـ اللبنانية”.

وطالب المجلس في بيانه الامم المتحدة و”جامعة الدول العربية” والرئيس ميشال سليمان “بإدانة هذا العدوان”، معتبراً “الصمت على هذا التدخل الفظ في الشؤون الداخلية السورية تساهلاً في مسألة تهدد السلم والامن الاقليميين وقبولاً بتكرار هذا الفعل غير الاخلاقي الذي يهدف لقمع تطلع الشعب السوري نحو الحرية والكرامة”.

ورأى المجلس في “استنجاد” النظام السوري بعناصر “حزب الله” “مؤشراً اضافياً على ضعف وتهالك النظام السوري ومدى استخفافه بالسيادة الوطنية السورية واستماتته في البحث عن منقذ له من السقوط، دون جدوى.

سعيد

من جهته، أكّد منسق الأمانة العامة لـ”قوى 14 آذار” فارس سعيد ان “حزب الله” يتدخل علناً في القتال الى جانب النظام السوري، وكتب سعيد على صفحته في موقع “تويتر” للتواصل الاجتماعي “ان حزب الله يتدخل علناً في القتال الى جانب النظام السوري والنائب ميشال عون يتدخّل علناً في الشؤون الداخلية في البحرين، هل هناك من تداعيات على لبنان”.

وكانت تصريحات رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون المؤيدة للتدخلات الايرانية في الخليج أثارت استياء عارماً لدى دوله، حيث كشفت مصادر لموقع “ايلاف” الالكتروني ان عدة دول خليجية قررت وضع مصالح عون الاقتصادية في الخليج “تحت المجهر” وقالت هذه المصادر ان الاجراءات التي تتخذها دول الخليج تتفاوت بين “انهاء عقود يستفيد منها عون بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وتشمل الاجراءات أيضاً وقف التعاون الاقتصادي مع شخصيات بارزة لطالما عرفت بدعمها له”.

وكانت وزارة الخارجية البحرينية استدعت القائم بأعمال السفارة اللبنانية في المنامة ابراهيم عساف وأبلغته موقف مملكة البحرين “التي تعتبر تصريحات عون تدخلاً في شؤونها الداخلية ومساساً غير مقبول بسيادتها”.

لجنة التواصل

بالتزامن، اسفرت اتصالات قام بها رئيس كتلة “المستقبل” الرئيس فؤاد السنيورة مع الرئيسين ميشال سليمان ونبيه برّي واكثر من اتصال أجراه بالرئيس سعد الحريري عن قرار بمشاركة الكتلة في اجتماعات اللجان المشتركة، انطلاقاً من اعتبارين: الأوّل انّ “كتلة المستقبل” عندما اعلنت مقاطعة كل ما يتصل بالحكومة استثنت ما يتصل بقانون الانتخاب، والثاني انه ظهر خلال اجتماعات لجنة التواصل انّ ثمّة اصراراً لدى البعض على الذهاب في اتجاه اقرار “مشروع الفرزلي” رغم مساعي التوافق على قانون مختلط. وبناء على ذلك رأت الكتلة، حسب أوساط السنيورة وجوب المشاركة في اجتماع اليوم تفادياً للانزلاق نحو ضرب العيش المشترك من خلال هذا المشروع، ولتدافع عن موقفها حتى آخر امكانية أمام الشعب اللبناني طالما أنّ لبنان على حافة الإنحدار نحو صراع مذهبي، فقرّرت الإستفادة من منبر مجلس النواب للدفاع عن الدستور والميثاق وعن وجهة نظرها التي تعبّر عن وجهة نظر شريحة كبيرة من اللبنانيين.

وأكد عضو اللجنة النائب أحمد فتفت لـ”المستقبل” انّ قرار المشاركة “اتخذ رغم مشاركة الحكومة مع استمرار مقاطعتنا للحكومة لأننا نشعر ان ثمة مخاطر كبيرة على الميثاق والدستور ومحاولة التعدي عليهما، لنسجّل موقفاً في هذا الخصوص”. كذلك أكد النائب مروان حمادة لـ”المستقبل” اننا “سنشارك جميعاً في هذه الجلسة لنتصدى لمشاريع تفتيت لبنان”.

 مطالب بإحالة قادة سوريين للجنائية الدولية

                                            قال محققون تابعون للأمم المتحدة الاثنين إن القادة السوريين الذين تم تحديدهم مشتبها بهم في ارتكاب جرائم حرب يجب أن يمثلوا أمام المحكمة الجنائية الدولية.

ودعا المحققون مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى “العمل بسرعة على ضمان المحاسبة” على ما قالوا إنها انتهاكات منها القتل والتعذيب “ارتكبها طرفا الصراع” الذي أسفر عن سقوط نحو 70 ألف قتيل منذ اندلاع الثورة الشعبية ضد حكم الرئيس بشار الأسد في منتصف مارس/آذار 2011.

واعتمد المحققون في تقريرهم -الذي يغطي فترة ستة أشهر حتى منتصف يناير/كانون الثاني الماضي- على 445 مقابلة أجريت مع ضحايا وشهود في الخارج، حيث لم يسمح لهم بدخول سوريا.

وقال محققو الأمم المتحدة إن القوات الحكومية شنت عمليات قصف وغارات جوية في مختلف أرجاء سوريا بما في ذلك حلب ودمشق ودرعا وحمص وإدلب، وأشاروا إلى أدلة جمعت من صور بالأقمار الصناعية.

قد دان التقرير في الوقت نفسه “الانتهاكات” التي قال إن قوات المعارضة ارتكبتها، لكنه قال إنها لا ترقى لمستوى الجرائم التي ارتكبها النظام.

وكان المحققون قد قالوا في وقت سابق إنهم حددوا سوريين “في مواقع قيادية” قد يكونون مسؤولين عن جرائم حرب.

وحسب محققة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، كارلا ديل بونتي، فإن فريقها “يتتبع التسلسل القيادي لتحديد مسؤولية مشتبه بهم رفيعي المستوى على الساحتين السياسية والعسكرية في ارتكاب جرائم”.

وأضافت في إفادة صحفية “أعتقد أن نظر المحكمة الجنائية الدولية في أمر هؤلاء المسؤولين رفيعي المستوى بات أمرا ملحا”. وتابعت “آن الأوان لكي يتدخل القضاء ونقترح المحكمة الجنائية الدولية”.

وقد عين مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة القاضية السويسرية كارلا ديل بونتي أواخر سبتمبر/أيلول من العام الماضي مفوضة في اللجنة المكلفة بالتحقيق في ارتكاب جرائم حرب بسوريا.

وقد شغلت ديل بونتي سابقا منصب المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية، وشهدت السنوات الثماني التي قضتها في المحكمة المذكورة ملاحقة ومحاكمة الرئيس اليوغسلافي السابق سلوبودان ميلوسوفيتش. واكتسبت سمعة قوية لملاحقتها مجرمي الحرب في رواندا أيضا.

الثوار يقاتلون على كافة الجبهات بسوريا

                                            قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن 19 شخصا قتلوا اليوم الاثنين بنيران قوات النظام، معظمهم في العاصمة دمشق وريفها ودير الزور، بينما تتواصل الاشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام في العاصمة وريفها ومناطق عدة بحلب ودير الزور ودرعا.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الثوار هاجموا بعد منتصف الليلة الماضية حاجزا للمخابرات السورية جنوب مدينة النبك في ريف دمشق، حيث وقعت خسائر بشرية بصفوف الطرفين.

وتحدث المرصد عن وجود عشرات الجثث في البساتين المحيطة ببلدة الذيابية في ريف دمشق، حيث تستمر الاشتباكات بين الجيش الحر والقوات النظامية واللجان الشعبية المسلحة الموالية لها.

تصعيد القتال

وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن الطيران الحربي التابع لقوات النظام قصف مدينة معضمية الشام بريف دمشق بصواريخ جو أرض، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى وتدمير مبان بأكملها.

وامتد القصف ليشمل مدن داريا وحرستا ويبرود، مع تواصل الاشتباكات في خان الشيح وبيت سحم وداريا وقطنا، حيث يحاول الثوار صد هجمات النظام في المناطق التي يسيطرون عليها.

أما العاصمة دمشق فتشهد تصعيدا في المعارك منذ أيام، وقد تواصلت المعارك الليلة الماضية في محيط بلدية مخيم اليرموك بين الثوار واللجان الشعبية الموالية للنظام.

وفي محافظة حلب، دارت اشتباكات بين الثوار والقوات النظامية على طريق مطار حلب الدولي بعد منتصف الليلة الماضية، وقال ناشطون إن الثوار سيطروا على حاجز عسكري على الطريق، كما سقطت عدة قذائف على حي السبع بحرات.

وقتلت سيدة برصاص قناص في مدينة أريحا بريف إدلب، بينما تعرضت قرية بداما للقصف من قبل القوات النظامية، مع تواصل المعارك في معرة النعمان ومحيطها.

قصف ومعارك

وفي الأثناء، شهدت محافظة حمص صباح اليوم قصفاً عنيفاً من قبل قوات النظام شمل مدن الرستن وتلبيسة والحولة، بريف المحافظة.

وبث الناشطون صورا تتضمن مشاهد من اشتباكات بين عناصر الجيش الحر وقوات النظام في محيط أحياء حمص القديمة، حيث يحاول الجيش الحر فك الحصار عن تلك الأحياء المطوقة من منذ أكثر من سبعة شهور، كما امتدت الاشتباكات إلى المدخل الشمالي لمدينة الحصن بريف حمص.

وعلى الجبهة الشرقية من البلاد، قصفت قوات النظام أحياء الجبيلة والحويقة والعرضي وجامعة الجزيرة بدير الزور. كما أكدت الهيئة العامة للثورة أن اشتباكات عنيفة جرت في محيط المطار القديم في محاولة من الجيش الحر للسيطرة على مبنى الهجانة التابع لقوات النظام.

وذكر ناشطون أن الجيش الحر استهدف أحد النقاط العسكرية التابعة لقوات النظام في الجبل المطل على حي الموظفين بدير الزور، مستخدما صواريخ محلية الصنع.

وفي درعا بجنوب البلاد، توفي جندي منشق عن النظام متأثرا بجراح أصيب بها خلال اشتباكات مع القوات النظامية في محيط كتيبة السهوة، بينما تعرضت بلدات بصر الحرير وناحتة والمليحة الشرقية بريف درعا للقصف صباح اليوم، كما هز انفجار شديد الطريق الدولي في المنطقة الواقعة قرب بلدة خربة غزالة تبعه إطلاق رصاص كثيف وقصف مدفعي.

ويجدر بالذكر أن الصور التي يبثها الناشطون العاملون مع كتائب الجيش الحر تظهر أن الثوار يلجؤون للعديد من الوسائل والأسلحة المتوفرة في قتالهم ضد النظام، حيث يستخدمون الدراجات الهوائية للتمشيط في بلدة حرستا التي تنتشر في أزقتها أنقاض المباني، كما يستخدمون الدواب لنقل السلاح في الجبال الوعرة باللاذقية، بينما يلجؤون إلى الدبابات والصواريخ والمدفعية الثقيلة في معاركهم بحلب وحمص، فضلا عن تطويرهم صواريخ محلية الصنع.

الأسد واثق من “تحقيق النصر

الاتحاد الأوروبي يمدد العقوبات على سوريا

قرر وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اليوم الاثنين تمديد العقوبات المفروضة على سوريا لمدة ثلاثة أشهر، لكنهم قالوا إنهم سيعدلون حظر السلاح لتقديم مزيد من الدعم بالمواد غير المميتة والمساعدة الفنية في حماية المدنيين لمقاتلي المعارضة، يأتي ذلك بينما أعرب الرئيس السوري بشار الأسد عن ثقته في “تحقيق النصر” ضد المسلحين المعارضين لحكمه.

وقال بيان عقب اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي إنه تم تجديد العقوبات لمدة ثلاثة أشهر حتى نهاية شهر مايو/أيار بينما يتم تعديل حظر السلاح حتى يتم تقديم مزيد من الدعم بالمواد غير المميتة والمساعدة الفنية لحماية المدنيين.

ويمثل القرار حلا وسطا بعد خلاف استمر أسابيع بين بريطانيا -التي تسعى لتخفيف حظر السلاح لمساعدة مقاتلي المعارضة- وعدد من دول الاتحاد الأوروبي الأخرى المعارضة للسماح بوصول مزيد من السلاح إلى سوريا.

وتركز الاجتماع حول الطلب الذي تقدمت به بريطانيا ودعمته إيطاليا وعدد من الدول الأوروبية لرفع الحظر الأوروبي على الأسلحة التي يمنع وصولها إلى مسلحي المعارضة السورية.

ودعا وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ لدى وصوله إلى الاجتماع إلى تغيير حظر الأسلحة القائم حتى يتمكن الاتحاد من تقديم دعم أوسع للائتلاف الوطني السوري.

وأضاف “نمنحهم الدعم السياسي والدبلوماسي كما نمنحهم المساعدة في مجال التجهيزات في اللحظة الحالية لمساعدتهم على إنقاذ أرواح الناس”.

وكانت بريطانيا وفرنسا اعتبرتا في بادئ الأمر أن الأول من مارس/آذار -مهلة انتهاء مدة العقوبات- فرصة لتلبية مطالب المعارضة السورية بإمدادها بالأسلحة.

لكن فرنسا أبدت فتورا حيال هذه المسألة تاركة بريطانيا تواجه معارضة شديدة من ألمانيا والسويد وإسبانيا وقبرص وحتى من قبل الممثلة العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون.

ثقة بالنصر

في الأثناء قال الرئيس السوري بشار الأسد إنه “على يقين” من أنه قادر على كسب الحرب ضد المسلحين.

ونقلت صحيفة السفير اللبنانية عن الأسد قوله خلال لقائه بعدد من السياسيين اللبنانيين “أين كنا وأين أصبحنا؟ ونحن على يقين بأن الغد لنا، سوريا تمتلك إرادة الانتصار على المؤامرة”.

وأضاف “نحن وإن كنا متيقنين من حتمية انتصارنا ومطمئنين لما يتحقق سياسيا وعسكريا، فإن ذلك لا يعني أن كل الأمور انتهت”، مؤكدا أنه لا يزال هناك عمل كبير في السياسة وأيضا في مواجهة ما وصفها بالمجموعات الإرهابية والتكفيرية.

من جانب آخر قال وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي إن مصر ستعلن عن نتائج المحادثات الثلاثية التي ضمت إيران وتركيا ومصر بشأن الأزمة في سوريا اليوم الاثنين. وتحدث عن التوصل “لنتائج جيدة” خلال الاجتماع الذي عقد بالقاهرة.

وأعلن صالحي في تصريح أوردته وكالة فارس الإيرانية للأنباء أن طهران قدمت خطة من ست نقاط لحل الأزمة‌ السورية،‌ تبدأ بوقف “العنف” تمهيدا لتشكيل حكومة انتقالية.

حين خرج دريد لحام مطروداً بحماية الجيش من بلدة لبنانية

حاصره أهالي “القلمون” وهتفوا: تصوّرون مسلسلات عندنا وبشاركم يقصف حلب بالسكود

لندن – كمال قبيسي

مع أن معنى اسمها هو “الجبل الحلو” بالإغريقي القديم، إلا أن أهالي بلدة “القلمون” القريبة من البحر والواقعة على بعد 7 كيلومترات من مدينة طرابلس في الشمال اللبناني، تعاملوا السبت الماضي مع “غوار الطوشة” دريد لحام، بما جعله يتذوق طعم العلقم المر وأكثر، فقد حاصروه في إحدى فيلاتها، وأخرجوه منها مطرودا، لغضبهم من تأييده لنظام في سوريا يعادونه ويؤيدون الثورة عليه علنا.

لم يرق لسكان القلمون، البالغين 12 ألف نسمة، ممن اتصلت “العربية.نت” باثنين منهم ليل أمس الأحد، وجود لحام وعدد آخر من الممثلين في فيلا استأجروها بالبلدة من مالكها عامر حلاب لتصوير بعض مشاهد مسلسل جديد يجري تصويره لرمضان المقبل، لذلك أسرعوا لطردهم.

حاصروا الفيلا التي كانت فيها أيضا زوجته وأم أولاده الثلاثة، هالة بيطار، والممثلون عمر حجو وقصي خولي ، ومخرج المسلسل الليث حجو، وغيرهم من فنيين وتقنيين، ورشقوها بحجارة صغيرة على جدرانها ونوافذها وأحدثوا جلبة لتذكير من فيها بأنهم غير مرغوب بهم، ثم هتف أحدهم: “عم تصوروا مسلسلات عندنا يا عديمين الشرف وبشاركن عم يقصف حلب بصواريخ السكود!”.

واستمر التجمهر والحصار والشعارات الصوتية حول فيلا عامر حلاب في حي الفيلات بالبلدة لأكثر من ساعة تخللها توتر واحتدام بالأعصاب، ولولا وصول دورية من الجيش اللبناني تمكنت من اخراج اللحام ومن كان معه وأعادتهم إلى فندق إقامتهم في بيروت لتغير عنوان المسلسل الذي كانوا منشغلين بتصويره هناك باسم “سنعود بعد قليل” إلى “لن نعود على الإطلاق” بالتأكيد “لأن بعض من حاصر الفيلا فكر بدخولها” بحسب تعبير من اتصلت به “العربية.نت” بالهاتف.

وكانت “العربية.نت” اتصلت برئيس بلدية القلمون، طلال محمد هاشم دنكر، سعيا وراء المزيد من المعلومات عن طرد لحام البالغ عمره 79 سنة، لكنه لم يكن موجودا فيها، بل في السعودية، حيث يقضي العمرة ويزور ابنه هناك، لذلك اتصلت باثنين من أبناء البلدة، وأحدهما شارك بالحصار وبالطرد، فيما عاين الثاني ما حدث من نافذة بيته، والاثنان طلبا عدم ذكر اسميهما.

وتحدى المشارك بالطرد “أياً كان أن يثبت أن الطاردين كانوا من السلفيين كما تم تصويرهم في بعض وسائل الاعلام المؤيدة للنظام السوري (..) نحن لسنا سلفيين بل أبناء القلمون التي لا ترضى أن يتواجد على أرضها أي مؤيد لنظام يقتل إخوتنا السوريين” بحسب ما قال عن أهل البلدة التي تضم 3 مساجد، وهناك رابع قيد الإنشاء.

أما المعاين من النافذة لما جرى فاعترف بأنه سمع هتافات سلبية ومؤذية بحق دريد لحام والنظام السوري وبمن كانوا داخل الفيلا “لكني لم أر أي مظهر يدل على وجود سلفيين وما شابه” وفق تعبيره، مضيفا أن “القلمونيين” معروفون بتأييدهم للثورة السورية “ومجيء دريد لحام المعادي للثورة على أرضها هو إهانة لا نرضاها” على حد تعبيره.

بعض الإعلام اللبناني يشير إلى السلفيين

ومسلسل “سنعود بعد قليل” هو من تأليف رافي وهبي، وإنتاج أياد نجار عبر شركة “كلاكيت” للإنتاج الفني التي يملكها، وكان تصويره مبرمجا أصلا في دمشق، لكن أخطار ما يحدث فيها اضطر القيّمين عليه لنقل التصوير إلى لبنان.

والوحيد الذي استطاع تصوير بعض ما حدث لدريد لحام في القلمون كان “تليفزيون الجديد” اللبناني، لوجود فريق منه بالصدفة هناك، لكن اللقطات لم تكن للحصار أو لعملية إخراج المطرودين من الفيلا، بل لدورية الجيش ولبعض البلبلة، لذلك لم تشف غليل الفضوليين، فيما ذكر “الجديد” في نشرته المسائية “أن سلفيين أرادوا النيل من دريد لحام، لكن الجيش اللبناني هب لنصرته وتهريبه من طرق فرعية وعرة”.

وأيضا ذكرت وسائل إعلام لبنانية أخرى أنه “أثناء تواجد فريق المسلسل في القلمون، توجهت مجموعة من السلفيين نحو الفيلا التي يجري فيها التصوير وبدأوا بالهتاف وتوجيه الشتائم للشعب السوري من دون أن يعرفوا أن دريد لحام موجود هناك” على حد تعبيرهم.

تابعوا وكتبوا أيضا أن “هؤلاء” (في إشارة إلى السلفيين) طالبوا برحيل فريق العمل “فيما استمرت الحالة حوالي ساعة ونصف الساعة حتى وصلت دورية من الجيش اللبناني وطوّقت المكان، وأمّنت سيارة لبطل “صح النوم” لكن لحام رفض الخروج مفضلا الانتظار حتى تأمين فريق العمل، قبل أن يعود الجميع الى بيروت وسط حماية أمنية مشددة”.

وذكروا أيضا أن كاميرا المخرج الليث حجو عادت للعمل بشكل طبيعي، ولكن في بيروت، على أن يجري الاستغناء عن القلمون نهائيا لمتابعة تصوير مسلسل “سنعود بعد قليل” وهو تراجيدي اجتماعي ويؤدي فيه دريد لحام شخصية الأب المنشغل بمشاكل وأزمات 6 أبناء يعيلهم.

أما مخرج المسلسل، فنسف كل الروايات نسفا من الأساس، بقوله لمن اتصل به عبر الهاتف واطلعت عليه “العربية.نت” في بعض المواقع الإخبارية اللبنانية اليوم الاثنين، ان أي شيء مما ذكروه “لم يحدث، لا هجوم على أسرة المسلسل ولا وقوع أي مشكلة، ونحن مستمرون بالتصوير والأمور كلها سليمة” على حد تعبيره.

وشرح الليث حجو أن ما حدث هو تواجد لأشخاص اقتربوا من مكان التصوير “بحكم العادة حيث يتجمع الناس أمام استديو تصوير فيه ممثلون معروفون، وهذا يتم من باب الإعجاب، وقد حدث شيء من الفوضى المعتادة في ظروف كهذه، لكن لا هجوم من أحد تم ولا تدخل من أي جهة أمنية أو عسكرية حصل” طبقا لما نقلوا عن لسانه.

وللتذكير فإن لحام، المولود في 1934 بالعاصمة السورية، متخصص بالفيزياء والكيمياء من جامعة دمشق التي عمل فيها محاضرا قبل التمثيل، وكان سفيرا من 1997 حتى 2006 للنوايا الحسنة لمنظمة اليونيسيف بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ويحمل وسام الاستحقاق السوري والكواكب الأردني والثقافة التونسي وجوائز وشهادات تقديرية متنوعة، وهو جد لسبعة أحفاد.

الأمم المتحدة: قيادات في سوريا قد تكون مسؤولة عن جرائم حرب

محققون أمميون: حان الوقت لإحالة ملف سوريا للمحكمة الجنائية الدولية

دبي – قناة العربية

أكدت الأمم المتحدة أن قوات الحكومة السورية ترتكب قتلاً جماعياً وتقصف مدناً وتستهدف مخابز وجنازات بغرض “بث الرعب”.

وقالت في تقرير لها إنها حددت “أفراداً في مواقع قيادية” في سوريا قد يكونون مسؤولين عن جرائم حرب.

وأضافت لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة أن قناصة مقاتلي المعارضة السورية يوقعون خسائر كبيرة بين المدنيين ويحتجزون الرهائن وهي جرائم حرب.

واختتمت محققة الأمم المتحدة، كارلا ديل بونتي، بأنه حان الوقت لكي يحيل مجلس الأمن قضية سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية.

يحيى حوى “صوت الثورة السورية”.. قتل النظام أباه أمام عينيه

اعتقل 17 من أقاربه ولا تزال ذكرى مجزرة حماة حاضرة في ذاكرته

لندن – محمد عايش

كان في الخامسة من عمره عندما ذبح النظام السوري والده وعمّه أمام عينيه في مدينة حماة عام 1982، ففرّ هارباً إلى الخارج ليعيش ويتربى ويترعرع ويتعلم بعيداً عن بلده سوريا، لكن يحيى حوى الذي ظل مغموراً طوال تلك السنين أصبح اليوم “صوت الثورة السورية” وأشهر فنانيها على الإطلاق.

تركت مذبحة حماة التي راح ضحيتها ما بين 20 ألفاً و40 ألفاً من السوريين أثراً بالغاً في نفس يحيى حوى، ليتفرغ – وقد بلغ اليوم 36 عاماً – إلى الغناء لصالح الثورة، ويخصص كافة أنشطته الفنية لدعمها.

وتقول جريدة “الغارديان” في تقرير عن حوى الذي تحول إلى ظاهرة، والذي أصبحت أغانيه تتردد على ألسنة الثوار في سوريا، إن 17 شخصاً من عائلته تم اعتقالهم أواخر العام الماضي، وأن أحدهم قتل في أحداث الثورة، وأنه هو ذاته لازال مدرجاً على قوائم المطلوبين لأجهزة الأمن في سوريا، ورغم ذلك كله فإن صوته لازال يغني للثورة.

وقال حوى للصحيفة البريطانية من مقر إقامته في الأردن: “قبل بدء الثورة كل ما غنيته كان إما للأطفال أو كان أناشيد روحية ودينية فقط، لكن مع انطلاق شرارة الثورة السورية شعرت بضغط كبير للغناء من أجل الثورة”.

ويقول حوى إنه كان طفلاً عندما هرب مع والدته إلى السعودية، بعد مقتل والده وعمّه اللذين كانا يبيعان الخضار والفواكه في سوق حماة، وكانت جريمتهما الوحيدة آنذاك أنهما ينتميان إلى المعارضة.

ويضيف حوى: “بسبب والدي وعمّي استهدفت الحكومة السورية بين 10 و20 فرداً من العائلة، ومن ثم تم قتل والدي وعمي في المسجد الذي كان قرب بيتنا”.

ويعتمد حوى في أغانيه – بحسب الغارديان – على صوته أكثر من اعتماده على الآلات الموسيقية، حيث عادة ما يستخدم الآلات الصغيرة والبدائية، وخلال عامين فقط من الثورة كتب 30 أغنية جديدة تناولت الأحداث التي تجري في بلده.

ويقول حوى إن “الثوار ينشدون أغانيه وكلماته قبل أن يذهبوا إلى الاحتجاجات وخلالها، وأحياناً ما ينشدونها قبل أن يستشهدوا”.

ويشير حوى إلى أن أغانيه تلامس العديد من الأمهات في سوريا، وتختص بأولئك اللواتي يودّعن أبناءهن ولن يتمكن من رؤيتهم مرة أخرى.

ويصف حوى نظام بشار الأسد بأنه “شيطاني وطاغية”، ويقول إن هذا النظام فقد شرعيته وإن ما بين 70% و80% من السوريين لا يدعمونه ولا يريدون بقاءه.

يُشار إلى أن انتشار الإنترنت واستخدام شبكات التواصل الاجتماعي ساهم إلى حد كبير في نشر هذا النوع من الفن، حيث ينتشر في أوساط السوريين والداعمين للثورة السورية على الرغم من عدم ظهوره على شاشات التلفاز، وبالاعتماد بشكل أساس على قنوات موقع “يوتيوب” العالمي، ومن خلال شبكات التواصل الاجتماعي مثل “فيسبوك” و”تويتر”.

وتسجل العديد من أناشيد وأغاني حوى أرقاماً قياسية من حيث أعداد المشاهدات على “يوتيوب”، حيث يتجاوز بعضها مستويات 100 ألف و200 ألف خلال أيام قليلة، وربما خلال ساعات قليلة من نشرها على الإنترنت.

أوروبا تمدد حظر السلاح على سوريا 3 أشهر

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

وافق وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل، على تمديد جميع العقوبات على سوريا 3 أشهر أخرى، بما فيها حظر توريد السلاح لكل أطراف النزاع على الأرض.

وستوفر الحكومات الأوروبية، المزيد من الدعم التقني غير القتالي، بهدف حماية المدنيين على الأراضي السورية.

وكان من المقرر أن يشارك المبعوث المشترك إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي في اجتماعات بروكسل، إلا أنه تغيّب.

ومن جهة أخرى، أعلنت عضو لجنة التحقيق المستقلة لدى الأمم المتحدة حول أعمال العنف في سوريا كارلا دل بونتي الاثنين، أنه “آن الأوان لكي يتدخل القضاء الدولي”، داعية المحكمة الجنائية الدولية إلى بدء تحقيق حول “جرائم حرب” ارتكبت في هذا البلد.

وقالت دل بونتي عند عرض تقرير جديد للجنة “آن الأوان لكي يتدخل القضاء ونقترح المحكمة الجنائية الدولية”.

وأضافت أمام الصحفيين: “يجب أن تتخذ المجموعة الدولية ومجلس الأمن الدولي قرار إحالة هذا الملف إلى القضاء”.

وتابعت بعد نشر تقرير اللجنة حول الوضع في سوريا: “لا يمكننا اتخاذ قرار لكننا نمارس ضغوطا على المجموعة الدولية للتحرك، لأنه آن الأوان للتحرك”.

وأوضح محققون تابعون للأمم المتحدة أنهم حددوا سوريين “في مواقع قيادية” قد يكونوا مسؤولين عن “جرائم حرب” إضافة إلى وحدات متهمة بارتكابها، خلال الأزمة المستمرة في البلاد منذ نحو عامين.

وأضافوا في أحدث تقرير أن “كلا من قوات الحكومة ومقاتلي المعارضة ارتكبوا جرائم حرب تتضمن قتلا وتعذيبا لبث الرعب بين المدنيين”.

واعتمد التقرير على 445 مقابلة مع ضحايا وشهود بالخارج.

وحث محققو الأمم المتحدة مجلس الأمن على ضمان “تطبيق مبدأ المحاسبة في سوريا وربما إحالة الجرائم إلى المحكمة الجنائية الدولية”.

وقال التقرير إن قوات الحكومة السورية “ترتكب قتلا جماعيا وتقصف مدنا وتستهدف مخابز وجنازات بغرض بث الرعب”، مشيرا إلى أن “قناصة مقاتلي المعارضة السورية يوقعون خسائر كبيرة بين المدنيين ويحتجزون الرهائن وهي جرائم حرب”.

ومن المرتقب أن تقدم لجنة التحقيق الشهر المقبل إلى مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة لائحة سرية بأسماء الأفراد والوحدات التي يشتبه في أنها ضالعة في جرائم حرب، لكنها لن تكشف عن اللائحة.

قتلى في عدة مدن سورية

ميدانيا، حشدت كتائب معارضة مسلحة، الاثنين، قوتها لفرض السيطرة على اللواء 137 في مدينة ديرالزور في عملية أسموها “فجر التحرير 1″، في وقت قتل 76 شخصا بأعمال عنف بعدة مدن سورية وفقا لمصادر المعارضة.

وقال الناطق الرسمي باسم الجبهة الشرقية لهيئة الأركان عمر أبو ليلى لموقع سكاي نيوز عربية إن “الكتائب المقاتلة في ديرالزور سيطرت اليوم على حاجز الكبر المؤدي إلى مبنى الإذاعة والتلفزيون ذو المكانة الاستراتيجية الهامة كونه يطل على كل مدينة ديرالزور”.

وأضاف “وجهتنا نحو اللواء 137، واستخدمت الكتائب المقاتلة الأسلحة الثقيلة في المعركة من دبابات وقذائف هاون وصواريخ محلية الصنع”.

وعن أهمية اللواء 137 قال أبو ليلى لموقعنا إنه “لواء ضخم جدا يقع على أطراف دير الزور ويغذي منطقة الطلائع التي تتمركز بها قوات النظام السوري، وبحال سقوطه سيتم تضييق الحصار على منطقة الطلائع والمطار العسكري اللذين يمدهما بالسلاح بشكل دائم”.

وفي حلب، استولى مقاتلو المعارضة على حاجز على طريق مطار حلب الدولي في شمال البلاد في استكمال لما أطلق عليه ناشطون “حرب المطارات” التي بدأت الأسبوع الماضي.

وواصل المقاتلون المعارضون تقدمهم باتجاه مطاري حلب الدولي ومطار النيرب العسكري الملاصق له، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وفي العاصمة دمشق اشتبك مقاتلون معارضون مسلحون مع القوات الحكومية بالقرب من مبنى البلدية في مخيم اليرموك بالتزامن مع قصف عنيف من قبل القوات الحكومية على الأحياء الجنوبية.

كما سقطت قذيفتي هاون على سطح المستشفى الفرنسي في حي القصاع ذو الغالبية المسيحية في دمشق أسفرت عن أضرار مادية فقط، حسب المصدر ذاته.

وحسب تقديرات للأمم المتحدة، فإن 70 ألف شخصا على الأقل قتلوا خلال الأزمة التي اندلعت في مارس 2011.

الاتحاد الأوروبي يمدد العقوبات على سوريا ويقدم مزيدا من الأسلحة “غير القاتلة” للمعارضة

توصل وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي لهذا القرار كحل وسط في ظل خلافات بين أعضاءه حول تسليح المعارضة السورية.

قرر الاتحاد الأوروبي الإبقاء على العقوبات ضد سوريا لثلاثة أشهر أخرى، لكنه أدخل تعديلات على حظر السلاح تسمح بمنح قوات المعارضة المزيد من الأسلحة غير القاتلة وتقديم الدعم الفني.

وضغطت بريطانيا من أجل رفع الحظر على السلاح حتى يمكن لمقاتلي المعارضة الحصول على المزيد من الأسلحة.

وتوصل وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي إلى هذا القرار خلال اجتماعهم ببروكسل الاثنين كحل وسط في ظل خلافات بين أعضاءه.

وطالبت بريطانيا وإيطاليا ودول أخرى برفع الحظر على الأسلحة للمعارضة بهدف تسريع سقوط نظام الرئيس بشار الأسد، بينما رأت ألمانيا ودول أخرى أن المزيد من الأسلحة سيعني المزيد من القتلى والدمار.

ويجب اتخاذ قرارات الاتحاد بالإجماع، ولذا جاء هذا الاتفاق كحل وسط لتقديم المزيد من الأسلحة للمعارضة والدعم الفني للمساعدة في حماية المدنيين.

لكن لم يتضح بالضبط ما هو المقصود بالدعم الفني.

جرائم حرب من الجانبين

وكانت لجنة تابعة للأمم المتحدة مكلفة بتقصي الحقائق في سوريا أصدرت تقريرا قالت فيه إن أفرادا من المعارضة السورية المسلحة ومن قوات الأمن السورية مسؤولون عن وقوع جرائم حرب في البلاد.

وقالت إن تلك الممارسات شملت “إعدامات وتعذيب وترهيب المدنيين العزل” خلال العامين الماضيين.

في هذه الأثناء قالت المدعية العامة السابقة بمحكمة الجنايات الدولية “إنه من المتوجب أن تنظر المحكمة الجنائية الدولية الآن في حقيقة وجود جرائم حرب في سوريا”.

وأضافت ديل بونتي العضو في لجنة تقصي الحقائق عن الوضع سوريا في تصريحاتها المتزامنة مع اصدار التقرير أنه “على الأمم المتحددة ومجلس الأمن اتخاذ قرارات بهذا الشأن (…) فنحن نحاول اقناع هذه الهيئات بالقيام بذلك لأن الوقت قد حان.”

قائمة سرية

وقال خبراء ومحققون تابعون للأمم المتحدة “إنه تم التعرف على مسؤولين سوريين يمكن أن يكونوا ضالعين في ارتكاب جرائم حرب وقعت في سوريا، أو

يمكن أن توجه اليهم تهمة المساعدة في وقوع تلك الجرائم.”

وتستعد لجنة تقصي الحقائق لتقديم لائحة سرية الشهر القادم تحمل أسماء المتهمين الرئيسيين في تلك الجرائم.

سوريا

التقرير الدولي يقول ان الطرفين مسؤولان عن جرائم حرب

وأنجز التقرير الأممي حول فترة الستة أشهر الماضية، وارتكز على نحو 445 مقابلة مع ضحايا سوريين وشهود عيان. وقد تمت تلك المقابلات خارج سوريا بسبب الحضر الذي تفرضه السلطات السورية على هذا النوع من التحقيقات.

وقاد فريق التحقيق البرازيلي باولو بينهيرو الذي تم انتدابه من طرف مجلس الأمن التابع للأمم التحدة لقيادة تلك التحقيقات بخصوص فرضية وقوع جرائم حرب في سوريا، وامكانية أن يكون ذلك طريقا ممهدا لنقل القضية الى المحكمة الجنائية الدولية.

التقرير الذي جاء في مائة وواحد وثلاثين صفحة، أورد أن “اشخاصا يتحملون بشكل فردي المسؤولية المباشرة على ارتكاب تلك الجرائم، بالإضافة الى آخرين في مواقع المسؤولية ساعدوا على ارتكابها.”

جرائم تحت القصف

وقالت كارن مونيغ أبوزيد عضو فريق المحققين الأمميين “إنه يتوجب على مجلس الأمن بعد صدور التقرير أن يجتمع ليحدد ما إن كانت هذه الاتهامات كافية لنقل القضية الى المحكمة الجنائية الدولية.”

وكانت المفوضة السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة أبلغت مجلس الأمن الأسبوع الماضي أن عدد القتلى في سوريا بلغ سبعين الفا منذ بدء الإنتفاضة، واعتبرت ذلك دعوة للمجلس لنقل القضية الى لاهاي لتنظر فيها المحكمة الجنائية الدولية.

ويذكر التقرير أنه في بعض الأحداث قامت قوات تابعة للأمن السوري بقصف جوي على مناطق في حلب وريف دمشق وادلب ودرعا وحمص كان متبوعا بعمليات برية تكون القوات البرية السورية ارتكبت خلالها مجازر في حق المدنيين.

ويقول التقرير انه استند الى صور التقطت عبر الأقمار الصناعية لتحديد ما وقع في تلك المناطق كما هو الحال في الهجوم الذي تعرضت له منطقة حراك في ريف درعا جنوب سوريا. وكان سكان تلك النطقة نقلوا أخبارا تشير الى مقتل ما لا يقل عن خمسمائة شخص بعد القصف في شهر اغسطس آب الماضي.

وقال التقرير “إن القوات الحكومة والمليشيات المتحالفة معها ارتكبت اعدامات خارج اطار القانون في خرق صارخ للقانون الدولي الذي يحمي حقوق الإنسان اثناء الحروب. واعتبر المحققون أن تلك الأحداث يمكن أن تكون بحد ذاتها جرائم حرب لأنها وقعت ضمن عمليات عسكرية مخطط لها استهدفت المدنيين.”

ذكر المحققون في التقرير أن الحكومة السورية اعتمدت على استراتيجية تقوم على القصف الجوي المتبوع بعمليات قنص تستهدف القتل والجرح بالدرجة الأولى وارهاب المدنيين، الا أنهم لم يتوصلوا – حسب التقرير – الى اي أدلة تشير الى أن أيا من طرفي الصراع لجأ الى استخدام الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين.

ولم تسمح الحكومة السورية للمحققين الأممين بدخول سوريا، كما لم يصدر أي تعليق من السلطات السورية حول هذا التقرير. وتقول دمشق إنها تقوم بعمليات تستهدف مكافحة الإرهاب والقضاء على مسلحين اسلاميين مدعومون من الخارج حسب وصفها.

BBC © 2013

إسرائيل تعالج جرحى سوريين كحالة “استثنائية

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل ستسمح بعبور أشخاص خط وقف إطلاق النار عند حدودها “في حالات استثنائية” بعد قبولها علاج سبعة مصابين سوريين في أحد مستشفياتها.

وكانت قوات إسرائيلية في مرتفعات الجولان المحتلة نقلت سبعة مصابين سوريين للعلاج بأحد المستشفيات بعدما أصيبوا في اشتباكات بين القوات السورية والمعارضة المسلحة.

وكانت هذه أول مرة يسمح فيها بعبور سوريين أصيبوا في الاشتباكات داخل سوريا خط وقف إطلاق النار.

وقال نتنياهو “سنواصل مراقبة الحدود ومنع أي شخص من عبورها ودخول إسرائيل إلا في ظروف قليلة معزولة واستثنائية، كل منها سيتم دراستها بحسب رؤيتنا إليها”.

وقال الجيش الإسرائيلي إن جنوده قدموا الإسعافات الأولية للجرحى السوريين.

وقال متحدث باسم مستشفى “زيف” في صفد لبي بي سي إن أحد المصابين تردد أن حالته خطيرة، لكنها أصبحت مستقرة.

وأضاف المتحدث بأن “جميع المصابين محتجزون بشكل منفرد (في المستشفى) ويتلقون العلاج مثل أي مريض آخر”.

ولم تصدر تفاصيل حول طبيعة الإصابات، ولم يتضح أيضا ما إذا كان المصابون من عناصر الجيش النظامي السوري أم قوات المعارضة.

وأكد نتنياهو أن “تداعي النظام في سوريا” سيكون قضية رئيسية خلال محادثاته مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما خلال زيارته لإسرائيل الشهر المقبل.

حزب الله

قتل ثلاثة لبنانيين من الطائفة الشيعية وجرح 14 آخرون في معارك في سوريا، بحسب ما ذكر مصدر في حزب الله اليوم الاحد، مشيرا الى انهم كانوا “في مواجهة للدفاع عن النفس”.

مقتل عناصر من حزب الله اللبناني في سوريا

وقال المصدر لوكالة فرانس برس “قتل لبنانيان وجرح 14 آخرون في مواجهات مع المجموعات المسلحة امس السبت”. واضاف في وقت لاحق ان “لبنانيا ثالثا توفي متأثرا بجروحه”.

واوضح المصدر رافضا الكشف عن اسمه ان هؤلاء كانوا “في معرض الدفاع عن النفس”، وانهم “مقيمون في الاراضي السورية”.

ودفن احد اللبنانيين الثلاثة اليوم في سوريا.

واقر الامين العام لحزب الله حسن نصرالله في اكتوبر/ تشرين الاول بان بعض اللبنانيين المقيمين في الاراضي السورية الحدودية مع لبنان والمنتمين الى الحزب يقاتلون “المجموعات المسلحة” في سوريا بمبادرة منهم ومن دون قرار حزبي، وذلك “بغرض الدفاع عن النفس”.

المعارضة السورية

من جهته أكد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن وقوع هجوم امس على “قرى سورية شيعية حدودية مع لبنان يقيم فيها لبنانيون”، مشيرا الى اشتباكات بين هؤلاء اللبنانيين “الموالين لحزب الله ومسلحي المعارضة” السورية اسفرت عن مقتل عشرة مقاتلين على الاقل، فيما لم يعرف عدد القتلى بين المسلحين الداعمين للنظام.

وجاء ذلك بعد ساعات من اتهام المجلس الوطني السوري المعارض الحزب الشيعي ب”التدخل عسكريا” و”شن هجوم مسلح” في منطقة القصير في محافظة حمص الحدودية مع لبنان لمساندة قوات النظام السوري في معركتها مع المعارضين.

الإبراهيمي يدعو لإجراء محادثات بين المعارضة السورية “ووفد مقبول” من الحكومة السورية للتوصل إلى حل سياسي.

كما حمل المجلس في بيان الاحد الحكومة اللبنانية مسؤولية “سياسية واخلاقية” للعمل على ردع هذا “العدوان”.

الابراهيمي

جاء ذلك فيما دعا المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي يوم الأحد إلى إجراء محادثات بين المعارضة السورية “ووفد مقبول” من الحكومة السورية للتوصل إلى حل سياسي للصراع المندلع منذ 23 شهرا.

وبعد محادثات في مقر جامعة الدول العربية قال الإبراهيمي إن المفاوضات قد تبدأ في مقار الأمم المتحدة. ولم يذكر مكانا محددا.

وقال الإبراهيمي إنه يعتقد إذا بدأ حوار في مقار الأمم المتحدة بين المعارضة ووفد مقبول من الحكومة السورية فستكون هذه هي بداية الخروج من النفق المظلم.

ولم يتضح ما إذا كان تلقى تأكيدا جديدا على رغبة سوريا المشاركة في محادثات مع معاذ الخطيب رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض.

BBC © 2013

بيلاي: المجتمع الدولي متردد ازاء التدخل في سوريا

اعتبرت المفوضة العليا لحقوق الانسان في الامم المتحدة نافي بيلاي ان المجتمع الدولي يتردد ازاء التدخل في سوريا لان الحكومات تتساءل عن جدوى الانخراط في حرب قد تطول كثيرا.

وجددت بيلاي في حديث للقناة الرابعة البريطانية دعوتها الى احالة مجلس الامن الدولي ملف النزاع السوري الى المحكمة الجنائية الدولية لاجراء تحقيق بشأن “الجرائم ضد الانسانية وجرائم الحرب” المرتكبة في سوريا.

وبشأن صعوبة تدخل الامم المتحدة في سوريا، اشارت بيلاي الى ان مثل هذا الامر يرتبط ب”قرار حكومي داخلي لتحديد طبيعة التحرك: التدخل، حفظ السلام، التدخل العسكري او اللجوء الى القضاء الدولي”.

وقالت “ندعو الى تحرك فوري. اذا ما كان ثمة شكوكا او ترددا، فهذا مرده الى ان الناس تتساءل بشأن جدوى حرب في اماكن مثل ليبيا، سوريا وافغانستان”.

واضافت “قد يتحول الامر الى حرب طويلة وممتدة زمنيا من دون ضمانات بعدم التعرض للمدنيين خلال هذه العملية”.

واتهمت بيلاي قوات الرئيس السوري بشار الاسد بارتكاب جرائم حرب في سوريا. وقالت “يتم ارتكاب جرائم حرب من جانب قوات الرئيس الاسد، قواته الامنية ومجموعات اخرى مرتبطة به”.

واضافت “انه مسؤول (عن هذه الجرائم) وعلى مجلس الامن اللجوء الى المحكمة الجنائية الدولية”.

أوغلو

في موازاة ذلك، أكّد وزير الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو، أن بلاده طالما دعمت مبادرات المبعوث الأممي والعربي، الأخضر الإبراهيمي، متهماً النظام السوري بالقيام بالرد سلبياً عليها.

ونقلت وكالة أنباء “الأناضول” التركية عن داود أوغلو، قوله للصحفيين على هامش اجتماع عقدته جمعية رجال الأعمال والصناعيين المستقلين باسطنبول، إن “تركيا طالما دعمت مبادرات الابراهيمي”، مؤكداً أن “النظام السوري ردّ بسلبية دائماً على جميع المبادرات المشابهة”.

وشدّد داود أوغلو على أهميّة أيّ خطوة تجاه السلام بالنسبة لبلاده، غير أنه اعتبر أن “القرار النهائي يعود للشعب السوري.. للائتلاف الوطني السوري”.

وأشار إلى أن المبدأ الأساسي، الذي تحدثت عنه المعارضة السورية حتى الآن، هو أنه بالإمكان التفاوض مع أشخاص من النظام لم تتلطخ أيديهم بالدماء، مُبيّناً أن نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، لم يردّ بإيجابية على دعوات رئيس الائتلاف الوطني السوري، معاذ الخطيب.

وأكّد دواد أوغلو العمل طوال شهور طويلة من أجل التوصّل إلى حلّ سلمي مع النظام السوري، مضيفاً “ليت بشار الأسد قبل بالحل منذ البداية، لما كانت كل هذه الدماء أريقت حتى الآن”، مشيراً إلى أن “من استخدم ليس السلاح فقط وإنما الصواريخ أيضاً، ولا يزال في سوريا، هو النظام السوري”.

ورداً على سؤال حول تفجير المعبر الحدودي مع سوريا، أوضح أن التحقيقات لا تزال مستمرة، مؤكداً أن التفجير هو “هجوم إرهابي استهدف المدنيين الذين يحاولون إيصال المساعدات الإنسانية والأشخاص المحتاجين إليها في تلك الظروف الصعبة”.

وفي معرض إجابته عن سؤال يتعلّق بإرسال إسرائيل معدات حربيّة إلكترونية إلى تركيا، قال داود أوغلو “إننا قلنا منذ البداية إننا لا نتراجع عن المبادئ التي نُؤمن بها”، مشيراً إلى أن “هذه المسائل هي مسائل تقنية، أما موقف تركيا بخصوص إسرائيل واضح وصريح”.

وأكّد داود أوغلو أن “لا قوة يمكن أن تفصل تركيا عن الاتحاد الأوروبي”، مشيراً إلى أنه “مثلما يستحيل فصل غازي عنتاب عن حلب، يستحيل فصل أدرنة (بتركيا) عن ساراييفو، أو سكوبية (بيوغوسلافيا)، أو حتى برلين”.

وشدّد على أن “هذا ما تشير إليه ثقافتنا، وعلاقاتنا الاقتصادية، وماضينا التاريخي”.

وفي حديثه عن علاقات بلاده الدولية، أكّد أنه لن يبقى بلد لن يشعر بشعور تركيا الصديق.

وأضاف أنه “عام 2003، كان لتركيا 74 سفارة و161 ممثلاً أجانبياً”، غير أنه أكّد أنه “في الوقت الحالي، ارتفع عدد سفاراتها إلى 126، وممثليها إلى 221”.

الابراهيمي

وكان الابراهيمي اقترح صباح الاحد اجراء حوار بين المعارضة السورية و”وفد مقبول” يمثل النظام في مقر من مقار الامم المتحدة، وذلك في وقت لا تزال جهود الحل السياسي للنزاع المستعر على الارض، متعثرة.

ودعا مبعوث الامم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا من القاهرة الاطراف السوريين الى التحاور “للخروج من النفق المظلم”.

وقال بعد لقاء مع الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي “اذا بدأ حوار في مقر من مقرات الامم المتحدة بين المعارضة وبين وفد مقبول من الحكومة السورية سوف تشكل بداية للخروج من النفق المظلم من سوريا”.

واضاف ان “المبادرة التفاوضية للحوار التي طرحها رئيس الائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية احمد معاذ الخطيب بشأن فتح حوار مع ممثلين عن الحكومة السورية ما زالت مطروحة وستظل مطروحة”.

وتابع ان مبادرة الخطيب “فتحت بابا وتحدت الحكومة السورية لتؤكد ما تقوله باستمرار من أنها مستعدة للحوار والحل السلمي”، داعيا “كل الاطراف الدولية والاقليمية الى دعم هذه المبادرة من اجل انجاحها”.

وكان الخطيب ابدى استعداده للتحاور مع ممثلين للنظام حول رحيل نظام الرئيس بشار الاسد “خارج سوريا”، بينما دعت دمشق الى “حوار غير مشروط” على الاراضي السورية.

BBC © 2013

الأمم المتحدة: الحكومة والمعارضة مسؤولتان عن جرائم حرب في سوريا

قال تقرير للجنة تابعة للأمم المتحدة مكلفة بتقصي الحقائق في سوريا إن أفرادا من المعارضة السورية المسلحة ومن قوات الأمن السورية مسؤولون عن وقوع جرائم حرب في البلاد.

وقالت إن تلك الممارسات شملت “إعدامات وتعذيب وترهيب المدنيين العزل” خلال العامين الماضيين.

في هذه الأثناء قالت المدعية العامة السابقة بمحكمة الجنايات الدولية “إنه من المتوجب أن تنظر المحكمة الجنائية الدولية الآن في حقيقة وجود جرائم حرب في سوريا”.

وأضافت ديل بونتي العضو في لجنة تقصي الحقائق عن الوضع سوريا في تصريحاتها المتزامنة مع اصدار التقرير أنه “على الأمم المتحددة ومجلس الأمن اتخاذ قرارات بهذا الشأن (…) فنحن نحاول اقناع هذه الهيئات بالقيام بذلك لأن الوقت قد حان.”

قائمة سرية

وقال خبراء ومحققون تابعون للأمم المتحدة “إنه تم التعرف على مسؤولين سوريين يمكن أن يكونوا ضالعين في ارتكاب جرائم حرب وقعت في سوريا، أو

يمكن أن توجه اليهم تهمة المساعدة في وقوع تلك الجرائم.”

وتستعد لجنة تقصي الحقائق لتقديم لائحة سرية الشهر القادم تحمل أسماء المتهمين الرئيسيين في تلك الجرائم.

سوريا

التقرير الدولي يقول ان الطرفين مسؤولان عن جرائم حرب

وأنجز التقرير الأممي حول فترة الستة أشهر الماضية، وارتكز على نحو 445 مقابلة مع ضحايا سوريين وشهود عيان. وقد تمت تلك المقابلات خارج سوريا بسبب الحضر الذي تفرضه السلطات السورية على هذا النوع من التحقيقات.

وقاد فريق التحقيق البرازيلي باولو بينهيرو الذي تم انتدابه من طرف مجلس الأمن التابع للأمم التحدة لقيادة تلك التحقيقات بخصوص فرضية وقوع جرائم حرب في سوريا، وامكانية أن يكون ذلك طريقا ممهدا لنقل القضية الى المحكمة الجنائية الدولية.

التقرير الذي جاء في مائة وواحد وثلاثين صفحة، أورد أن “اشخاصا يتحملون بشكل فردي المسؤولية المباشرة على ارتكاب تلك الجرائم، بالإضافة الى آخرين في مواقع المسؤولية ساعدوا على ارتكابها.”

جرائم تحت القصف

وقالت كارن مونيغ أبوزيد عضو فريق المحققين الأمميين “إنه يتوجب على مجلس الأمن بعد صدور التقرير أن يجتمع ليحدد ما إن كانت هذه الاتهامات كافية لنقل القضية الى المحكمة الجنائية الدولية.”

وكانت المفوضة السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة أبلغت مجلس الأمن الأسبوع الماضي أن عدد القتلى في سوريا بلغ سبعين الفا منذ بدء الإنتفاضة، واعتبرت ذلك دعوة للمجلس لنقل القضية الى لاهاي لتنظر فيها المحكمة الجنائية الدولية.

ويذكر التقرير أنه في بعض الأحداث قامت قوات تابعة للأمن السوري بقصف جوي على مناطق في حلب وريف دمشق وادلب ودرعا وحمص كان متبوعا بعمليات برية تكون القوات البرية السورية ارتكبت خلالها مجازر في حق المدنيين.

ويقول التقرير انه استند الى صور التقطت عبر الأقمار الصناعية لتحديد ما وقع في تلك المناطق كما هو الحال في الهجوم الذي تعرضت له منطقة حراك في ريف درعا جنوب سوريا. وكان سكان تلك النطقة نقلوا أخبارا تشير الى مقتل ما لا يقل عن خمسمائة شخص بعد القصف في شهر اغسطس آب الماضي.

وقال التقرير “إن القوات الحكومة والمليشيات المتحالفة معها ارتكبت اعدامات خارج اطار القانون في خرق صارخ للقانون الدولي الذي يحمي حقوق الإنسان اثناء الحروب. واعتبر المحققون أن تلك الأحداث يمكن أن تكون بحد ذاتها جرائم حرب لأنها وقعت ضمن عمليات عسكرية مخطط لها استهدفت المدنيين.”

ذكر المحققون في التقرير أن الحكومة السورية اعتمدت على استراتيجية تقوم على القصف الجوي المتبوع بعمليات قنص تستهدف القتل والجرح بالدرجة الأولى وارهاب المدنيين، الا أنهم لم يتوصلوا – حسب التقرير – الى اي أدلة تشير الى أن أيا من طرفي الصراع لجأ الى استخدام الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين.

ولم تسمح الحكومة السورية للمحققين الأممين بدخول سوريا، كما لم يصدر أي تعليق من السلطات السورية حول هذا التقرير. وتقول دمشق إنها تقوم بعمليات تستهدف مكافحة الإرهاب والقضاء على مسلحين اسلاميين مدعومون من الخارج حسب وصفها.

اوروبا تفتح الطريق امام تقديم مساعدات مباشرة للمعارضة السورية

بروكسل (رويترز) – اتخذ الاتحاد الاوروبي يوم الاثنين خطوات لتقديم مساعدات مباشرة لمقاتلي المعارضة السورية قد تشمل تقديم مشورة أمنية لكنه لم يقرر رفع حظر السلاح عن سوريا.

ويمثل القرار الذي اتخذ في اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الاوروبي حلا وسطا بعد خلاف استمر اسابيع بين بريطانيا التي تسعى لتخفيف حظر السلاح لمساعدة مقاتلي المعارضة وبين عدد من دول الاتحاد الاوروبي الاخرى التي تشعر بالقلق من ان يؤدي وصول مزيد من الأسلحة إلى سوريا إلى تأجيج العنف.

وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج انه يتوقع اجراء المزيد من المحادثات في الشهور القادمة بشأن كيفية مساعدة الاتحاد الاوروبي للمعارضة السورية لكنه أوضح ان لندن ستستخدم حاليا الاجراءات الجديدة لتقديم المساعدة.

وقال هيج للصحفيين بعد اجتماع مع نظرائه في الاتحاد الاوروبي في بروكسل “سنستخدم بالتأكيد المساحة الكاملة التي يتيحها التعديل الذي اجري على الحظر لتقديم المزيد من المساعدات من اجل حماية المدنيين.”

ولم يتم بعد البت في تفاصيل ما سوف يتم السماح به عمليا لكن دبلوماسيين قالوا إن الحكومات قد تقدم المشورة فيما يتعلق بتعزيز الأمن أو صد قوات الأسد على سبيل المثال.

وقال دبلوماسي اوروبي طلب عدم الكشف عن اسمه “(قد يتم ذلك) في الدولة (سوريا) أو في المنطقة.”

ويشعر كثير من الحكومات الأوروبية بالقلق من أن يؤدي أي تخفيف لحظر السلاح إلى تأجيح الصراع في سوريا وسيكون من الصعب ضمان وصول أي عتاد عسكري إلى الجهة المقصودة.

وقال وزير خارجية لوكسمبورج جان اسيلبورن قبل الاجتماع “لا يوجد نقص في الأسلحة في سوريا.”

ولا تسمح لوائح الاتحاد الاوروبي إلا بإرسال بعض وسائل الحماية إلى الدول المفروض عليها حظر سلاح مثل سوريا.

وقال مسؤولون اوروبيون انه تم بحث عدد من المقترحات خلال مناقشات اليوم منها رفع كامل لحظر السلاح عن الشحنات إلى جماعات المعارضة.

وأكدت مسؤولة السياسية الخارجية بالاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون أن الاتحاد لن يقدم اي دعم يتعلق بمواد “مميتة” لكنها قالت إن قرار يوم الاثنين يمثل تغيرا مهما في موقف الاتحاد الاوروبي تجاه مقاتلي المعارضة السورية.

وأضافت للصحفيين “الامر لا يتعلق بدعم عسكري ولكننا اصبحنا قادرين على تقديم الدعم للاشخاص على الارض لمساعدتهم بكل السبل الممكنة.”

وتابعت “ليس هناك اي مراوغة سياسية…بشأن هذا الامر على الاطلاق.”

وقرر الوزراء ايضا تمديد جميع اشكال العقوبات المفروضة على سوريا والتي تشمل حظر شراء النفط السوري لمدة ثلاثة أشهر.

وقرر الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن يقتصر الدعم الأمريكي لمقاتلي المعارضة السورية على المساعدات غير المميتة ايضا رغم ان وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) تدعم توصية وزارة الخارجية والمخابرات المركزية الأمريكية بضرورة تسليحهم.

وقتل نحو 70 ألف شخص منذ اندلاع انتفاضة ضد الأسد في مارس اذار 2011 بعد الإطاحة برئيسي تونس ومصر.

ورغم ان قوى اقليمية سنية مثل تركيا والمملكة العربية السعودية وقطر تقدم بعض الدعم لمقاتلي المعارضة فإنهم يفتقرون بشكل كبير للتنظيم والتسليح الجيد. ويقول مقاتلو المعارضة إن الأسلحة تتسرب اليهم من حين لاخر من الأردن لكنهم يعتمدون بشكل أكبر على الأسلحة التي يستولون عليها من قوات الأسد والأسلحة القادمة من تركيا.

من جوستينا بولاك وايثان بيلبي

(اعداد حسن عمار للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)

الحر يبادل “عقيداً نظامياً” بعشرات من مقاتليه الأسرى

كشف “الجيش الحر” السوري عن أنه نجح في استعادة العشرات من مقاتليه الأسرى لدى جيش رئيس النظام السوري بشار الأسد، وذلك مقابل تسليم عقيد مقرّب من قيادة النظام كان أسيراً لديه.

ونقلت وكالة “الأناضول” للأنباء عن العقيد عبد الحميد زكريا الناطق الرسمي باسم “قيادة الأركان المشتركة للجيش الحر قوله إن عملية تبادل العقيد الأسير علي سعيد تمت قبل أيام، بوساطة الهلال الأحمر السوري.

وأضاف زكريا أن “نظام الأسد كسر حظر الطيران الذي فرضه على مروحياته خوفاً من استهدافها بواسطة الجيش السوري الحر، واستخدم مروحية لنقل العقيد الأسير من حلب (شمال)، حيث موقع أسره، إلى مدينة جبلة في محافظة اللاذقية (شمال غرب).

وأوضح أن نظام الأسد يعتمد أسلوباً طائفياً في صفقات تبادل الأسرى، حيث لا يهتم بمبادلة كل الأسرى، بل ينبغي أن يكون الأسير شخصاً مهماً لعائلة الأسد، وهو ما ينطبق على العقيد “علي سعيد”، لذا كسر قرار حظر طيران المروحيات من أجله.

وكان مقاتلو “الجيش الحر” قد أسروا هذا العقيد من مدرسة المشاة في حلب، وكان مصاباً بفخذه، وخضع لعلاج على يد عناصر طبية تابعة لـ”الجيش الحر”، بحسب زكريا. فيما لم يتسنَّ الحصول على تعقيب من جيش النظام السوري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى