أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الاثنين، 25 أذار 2013

دول الخليج تُصر على منح المعارضة مقعد سورية في القمة

الدوحة – محمد المكي أحمد ؛ لندن، بغداد – «الحياة»

وافق اجتماع وزراء الخارجية العرب في الدوحة امس على مشاريع قرارات ستُرفع الى القادة العرب في قمتهم الرابعة والعشرين غداً الثلثاء، وشكلت دعماً قوياً للمعارضة السورية. إذ تم الـتأكيد مجدداً أن تتمثل سورية في اعمال القمة بـ»الائتلاف» الذي سيُمنح المقعد المخصص لدمشق في الجامعة العربية، وذلك باصرار خليجي مثله الدعم والاصرار الذي ابداه الوفدان السعودي والقطري في الاجتماع الوزاري.

وجاءت استقالة رئيس «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» معاذ الخطيب مفاجأة وفي توقيت تزامن مع الاجتماع الوزاري ما أثار بلبلة واستياء وتساؤلات. وأعرب رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم، رئيس اللجنة العربية المعنية بالملف السوري، الذي ترأس الاجتماع عن «أسف» لاستقالة الخطيب. وقال: «نأمل أن يعيد السيد الخطيب النظر في الاستقالة لأنها جاءت في توقيت دقيق ومهم، ونأمل أن يكون هناك اتفاق بين السوريين على كيفية تسيير الأمور في هذه المرحلة، وأنا أعتقد باهمية اعادة النظر في الموضوع». وقال: «يجري الآن تحضير لاستقبال السوريين (المعارضة) في المقعد المخصص لسورية، هذه فرصة تاريخية مهمة للسوريين بعد تضحياتهم لأكثر من عامين وبعد المقاومة الباسلة التي أظهروها». ورأى أنه «من المهم أن نركز على هذه الفرصة وكيفية تحقيقها خصوصاً بعد صدور قرار عربي في هذا الشأن الشهر الماضي، وقرارات اليوم التي اتخذها اجتماع الدوحة».

وكشف سفير مشارك في الاجتماعات المغلقة أمس لـ«الحياة» أن اعلان الخطيب استقالته بعد اعلان «الجيش السوري الحر» عدم اعترافه باختيار غسان هيتو رئيساً للحكومة الموقتة زادت في ارباك الموقف العربي وطرحت تساؤلات عن شرعية مشاركته في القمة، خصوصا أن بعض قيادات «الائتلاف» كانت جمدت مشاركتها فيه احتجاجاً على اختيار هيتو. وذُكر ان منح المعارضة مقعد سورية بصفة نهائية سيصدر بعد المشاورات التي سيجريها أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة مع الزعماء العرب.

ونوه «الائتلاف» في بيان أمس بقرار المجلس الوزاري العربي «منحه» مقعد سورية في الجامعة العربية، ودعوة قيادة «الائتلاف» لشغل هذا المقعد في القمة.

وافادت مصادر معارضة ان المكتب الرئاسي لـ»الائتلاف» لم يقبل استقالة الخطيب وانه طلب من الهيئة العامة اتخاذ قرار في هذا الشأن من دون ان يطلب من الخطيب العودة عن الاستقالة.

وحض البيان «الجامعة العربية والأمم المتحدة وجميع الدول الشقيقة والصديقة إلى وقف التعامل السياسي والديبلوماسي مع نظام (الرئيس بشار) الأسد والاعتراف بالائتلاف ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب السوري».

وكان الخطيب، أعلن في بيان انه اتخذ قرار استقالته حتى يتسنى له العمل بحرية. ورفض «ترويض الشعب السوري وحصار ثورته ومحاولة السيطرة عليها».

وقال معاون للخطيب لـ «الحياة» ان رئيس «الائتلاف» المستقيل اقترح في تعميم داخلي «دعم» هيتو، والتصويت بـ»نعم» على تعيين الشيخ صالح المسلط نائباً لرئيس «الائتلاف» قبل اختيار الرئيس.

من جانبه زار هيتو الاراضي السورية المحررة، والتقى ممثل المجالس المحلية في حلب جلال الدين خانجي. وافاد بيان لـ «الحكومة الموقتة» انه «في إطار التشاور مع القوى المدنية العاملة على الأرض السورية، عقد هيتو اجتماعاً استمر لساعتين مع وفد ضم أعضاء من المجلس المحلي لمحافظة حلب وممثلين عن مجلس القضاء الموحد». علماً ان «الجيش الحر» رفض اختيار هيتو.

ونقل البيان عن هيتو تأكيده أن حكومته ستكون «حكومة كفاءات وطنية لا مكان فيها للتجاذبات السياسية أو الفئوية»، لافتاً الى انه يخطط للقيام بمجموعة من الزيارات الى «المناطق المحررة»، بعدما التقى وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو الذي أكد دعم بلاده الحكومة الموقتة بـاعتبارها «نقلة جديدة وإنجازاً سيساعد في تطوير العمل المشترك».

ميدانيا، اعلنت المعارضة سيطرة «الجيش الحر» على حاجز البريد في درعا البلد جنوب البلاد، وقصف مقر «الهيئة العامة للاذاعة والتلفزيون» وسط دمشق بقذائف هاون. وان قوات النظام ارتكبت مجزرة في بلدة كفربطنا قرب دمشق، راح ضحيتها عشرة اشخاص و30 جريحاً. ونفت المعارضة السيطرة على موقع وادي الضيف العسكري قرب بلدة معرة النعمان في ادلب في شمال غربي البلاد، لكنها اكدت «استمرار الحصار وقطع إمدادات الطعام والذخيرة لمنع وصول امدادت للمعسكر». واشارت المصادر الى تعرض حي جوبر قرب العاصمة الى «قصف عنيف».

وفي بغداد، اتهم وزير الخارجية الاميركي خلال زيارة مفاجئة الحكومة العراقية بالسماح بعبور اسلحة من ايران الى سورية.

وقال كيري في مؤتمر صحافي عقده في مقر السفارة الاميركية في بغداد امس بعد لقائه رئيس الوزراء نوري المالكي أن «الأميركيين يتابعون عن كثب عبور الأسلحة من إيران إلى سورية، ويتساءلون عن كيفية سماح شركاء لنا في العراق بذلك». واضاف إنه أبلغ المالكي بان «تحليق طائرات إيرانية تحمل أسلحة إلى سورية عبر المجال الجوي العراقي يمثل مشكلة».

وفي القاهرة، جاء في بيان سياسي اصدره معارضون سوريون ينتمون الى الطائفة العلوية «إن الثورة السورية هي ثورة الشعب بكل أطيافه ضد الطغيان والاستبداد والفساد وليس لها أي وجه آخر. وإن النظام لا هوية له إلا هوية الاستبداد والنهب والتدمير، وأما الدمج بين النظام الحاكم والطائفة العلوية، فهو خطأ سياسي وأخلاقي قاتل، فالنظام السوري ليس نظام الطائفة العلوية ولم يكن يوماً في خدمتها، بل على العكس، كانت الطائفة العلوية رهينة، ولا تزال، من قبل النظام». واشار الى ان «إحدى مهام الثورة، وفي سياق إعادة بناء الهوية الوطنية، تحرير الطائفة العلوية من أسر النظام الحاكم».

قذائف مورتر تسقط على بعد كيلومتر من احد مقرّات الأسد وسط دمشق

بيروت – “الحياة”، رويترز، رسيا اليوم

أكد سكان ومصدر أمني ان “مقاتلي المعارضة السورية أطلقوا العشرات من قذائف مورتر على وسط دمشق اليوم الإثنين وأصابوا منطقة شديدة التأمين على بعد كيلومتر من احد مقرات الرئيس السوري بشار الأسد.

وردّ الجيش باطلاق نيران المدفعية من جبل قاسيون المطل على العاصمة السورية.

وأكدت قناة الدنيا الفضائية الرسمية على صفحتها في موقع “فايسبوك” ان عدداً من قذائف الهاون سقطت في محيط ساحة الأمويين وأنباء “عن وقوع شهيد وعدد من الإصابات”.

وأكدت قناة الدنيا ” إصابة 6 مواطنين بجروح جراء سقوط قذائف هاون أطلقها ارهابيون على محيط دار الأوبرا بدمشق”.

وأفادت قناة “روسيا اليوم” بأن ما لا يقل عن 6 قذائف سقطت وسط العاصمة السورية دمشق، واستهدف بعضها اجزاء من مبنى قيادة اركان الجيش، واخرى سقطت في دار الاوبرا ، كما سقط منها في باحة المرآب التابع للتلفزيون السوري، ما أدى الى اصابة مصور ومساعده.

فابيوس: لا تأكيدات عن شائعة مقتل الاسد

باريس – ا ف ب

أكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان “على المعارضة السورية ان توحد صفوفها”، مشيراً الى ان “الشائعة حول مقتل الرئيس السوري بشار الاسد لم تتأكد”.

ورداً على سؤال لاذاعة اوروبا 1 حول شائعة بشأن اغتيال الاسد على يد حارس ايراني، اقر الوزير الفرنسي بان احد مواقع الانترنت نشر هذه المعلومة “لكنها لم تتأكد”.

واضاف فابيوس “ان اردنا تفادي تفتيت سورية وتجنب ان تكون الغلبة في نهاية المطاف للمتطرفين، لا بد من حل سياسي. ولذلك ينبغي ان يكون هناك اعادة توازن للقوى العسكرية على الارض”.

وفي موضوع رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية احمد معاذ الخطيب، الذي لم يوافق الائتلاف على استقالته بعد، ورئيس الحكومة الموقتة غسان هيتو، الذي انتخبه الائتلاف السوري المعارض ورفضه الجيش السوري الحر، قال الوزير ان “فرنسا تود ان تتوحد المعارضة من جديد”.

وتابع “نود ان تبقى المعارضة في حدودها الاصلاحية ولسنا موافقين على الاطلاق على اي انحراف يكون انحرافا متطرفاً”.

المرصد السوري: اصابة قائد “الجيش الحر” في انفجار عبوة ناسفة بسيارته

بيروت – ا ف ب

اصيب قائد الجيش الحر العقيد رياض الاسعد في انفجار عبوة ناسفة بسيارته في شرق سورية، وفق ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان اليوم الاثنين.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن “انفجرت الليلة الماضية عبوة ناسفة في سيارة قائد الجيش الحر العقيد رياض الاسعد لدى قيامه بجولة في مدينة الميادين في ريف دير الزور الشرقي”.

منح مقعد سورية في الجامعة العربية للمعارضة

الدوحة – ا ف ب

اعلن مسؤول رفيع المستوى في جامعة الدول العربية منح مقعد لسورية في الجامعة للمعارضة.

واضاف رافضاً ذكر اسمه “تم توجيه الدعوة الى المعارضة السورية التي ستشغل مقعد سورية في الجامعة العربية”.

وكان الائتلاف المعارض اعلن امس الاحد تلقية دعوة للمشاركة في قمة الدوحة، حيث سيتمثل برئيس حكومته الموقتة غسان هيتو.

                      خلافات المعارضة السورية تنفجر عشية القمة

الخطيب استقال و”الجيش الحر” لا يعترف بهيتو

    و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ

الائتلاف لا يقبل استقالة الخطيب وقطر تأمل في عودته عنها

هيتو زار حلب للمرة الأولى وتقدم للمعارضة في درعا

خلطت الاستقالة المفاجئة لرئيس “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” احمد معاذ الخطيب الكثير من الاوراق عشية القمة العربية المقررة غداً في الدوحة والتي كانت تستعد لاستقباله مع رئيس الحكومة الموقتة للائتلاف غسان هيتو لاحتلال مقعد سوريا الخالي في جامعة الدول العربية منذ تشرين الثاني 2011. وتزامنت استقالة الخطيب التي بررها بوصول “الامور الى الخطوط الحمر”، مع رفض “الجيش السوري الحر” الاعتراف بانتخاب هيتو رئيساً لحكومة موقتة، الامر الذي يزيد المعارضة السورية ضعفاً في مواجهة النظام ويحمل المجتمع الدولي على التردد اكثر في تقديم المساعدات لها. وبعد تحفظ الجزائر والعراق ونأي لبنان بنفسه خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب التمهيدي في الدوحة في مسألة توجيه دعوة رسمية الى “الائتلاف الوطني” كي يحتل مقعد سوريا في القمة العربية، ترك الوزراء هذه المسألة لقطر الدولة المضيفة.

وقال الخطيب في بيان في صفحته بموقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”: “كنت قد وعدت ابناء شعبنا العظيم، وعاهدت الله انني سأستقيل ان وصلت الامور الى بعض الخطوط الحمراء، وانني ابر بوعدي اليوم واعلن استقالتي من الائتلاف الوطني، كي استطيع العمل بحرية لا يمكن توفرها ضمن المؤسسات الرسمية”.

وجاء في بيان رسمي لمكتب العلاقات العامة والاعلام في “الائتلاف الوطني” ان “المكتب الرئاسي في الائتلاف لم يقبل استقالة السيد معاذ الخطيب، وطلب من الهيئة العامة التقرير في هذا الشأن”، مضيفاً ان اعضاء الهيئة “لم يقبلوا الاستقالة كذلك، وهم يطلبون من السيد الخطيب العودة الى عمله كرئيس للائتلاف”.

وصرح رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني: “آمل في أن يعيد السيد معاذ الخطيب النظر في هذه الاستقالة لانها جاءت في وقت دقيق ومهم”.  وكان الشيخ حمد قال في وقت سابق ان الائتلاف سيحضر قمة الدوحة.

وأفاد مصدر سوري معارض  في الدوحة ان “الخطيب لا يريد ان يشكل غطاء لسياسات دول تتدخل في شؤون المعارضة وخصوصاً قطر”، وان لديه “مآخذ على انتخاب هيتو القريب من الاخوان”.

وقال خبير سوري في الشؤون السياسية رافضا ذكر اسمه، ان هذه الخلافات “تعكس التنافس بين قطر التي تعتمد على الاخوان المسلمين والمعارضة لأي تسوية مع النظام السوري، والمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الراغبتين في حل يضع حدا للنزاع”.

وعلق وزير الخارجية الاميركي جون كيري الذي كان يزور بغداد على استقالة الخطيب بانها “لم تكن مفاجئة”، وقال: “انا معجب به واقدر قيادته”.

تقدم في درعا

ميدانياً، أحرز مقاتلو المعارضة السورية تقدماً مهماً في جنوب البلاد بسيطرتهم على شريط طوله 25 كيلومترا من الحدود الاردنية الى الجولان، في حين لوّحت اسرائيل بالرد “فوراً” على اي اطلاق نار من الاراضي السورية.

ومع تكثيف المعارضة هجماتها في محافظة درعا المجاورة للاردن، أعلنت السلطات الاردنية انها اتخذت احتياطات أمنية وجمركية على  الحدود مع سوريا ، بعد ورود أنباء عن قرب سقوط معبر حدود نصيب السوري في يد “الجيش السوري الحر”، وقال إن جزءا من هذه الإحتمالات اقفال الحدود بين البلدين ليلة امس.

وقال رئيس لجنة الشؤون العربية والخارجية في مجلس النواب بسام المناصير ان ” الجيش السوري الحر أوشك ان يستولي على كامل مناطق الحدود السورية مع الأردن، مما يستدعي منا اتخاذ احتياطات أمنية وجمركية مع سوريا في ظل غياب السلطة المركزية في هذا البلد “. واشار الى ان “اقفال الحدود الأردنية مع سوريا وارد الليلة “. واضاف ان الأردن ” سيتخذ احتياطاته اللازمة في إنتظار الحسم على الحدود السورية ” .

هيتو في حلب

وللمرة الاولى، زار هيتو محافظة حلب في شمال سوريا، التي يسيطر المقاتلون المعارضون على اجزاء واسعة منها.

وجاء في الصفحة الرسمية للحكومة الموقتة بموقع “فايسبوك”: “عقد رئيس الوزراء المكلف تشكيل الحكومة السورية الموقتة الاستاذ غسان هيتو، اجتماعا استمر مدة ساعتين مع وفد ضم اعضاء من المجلس المحلي لمحافظة حلب وممثلين لمجلس القضاء الموسع”. واضافت ان الاجتماع جرى “في محافظة حلب في اجواء ايجابية”.

وقال رئيس المجلس يحيى نعناع الذي شارك في اللقاء ان “الزيارة كانت جيدة، ولدي انطباع ان هيتو يريد فعلا ان يحاول مساعدتنا للحصول على الدعم الذي نحتاج اليه”. واشار الى ان “نائبة رئيس الائتلاف سهير الاتاسي رافقت هيتو في زيارته”، موضحاً “اننا ناقشنا معهما الحاجات الانسانية الطارئة في حلب. قالا انه علينا تقديم مشاريع وسيقومان بما في وسعهما”.

وبدا في الصورة عبد القادر صالح قائد “لواء التوحيد ” اقوى المجموعات المقاتلة في حلب. واشارت الصفحة الى ان هيتو زار مقر قيادة اللواء.

المعارضة العلوية

وفي القاهرة، عقد سوريون من الطائفة العلوية، التي ينتمي اليها الرئيس بشار الاسد، اجتماعا لتاكيد دعمهم للمعارضة السورية وتنصلهم من النظام.

وقال بسام اليوسف أحد منظمي المؤتمر الذي انعقد في احد فنادق القاهرة: “هناك محاولات من بعض الأطراف للزج بالطائفة العلوية في الصراع السوري”.

 واشار المنظمون الى ان الاجتماع سيصدر اعلانا يلتزم سوريا موحدة ويدعو الى “منع القتال الطائفي والاتفاق على إطار للعدالة الانتقالية”. وشاركت في هذا الاجتماع الذي يعد الأول من نوعه نحو 150 شخصية علوية تضم ناشطين وزعماء دينيين اضطر معظمهم الى الفرار من سوريا لتأييدهم الانتفاضة.

                      كيري في بغداد يحذّر المالكي: الرحلات الإيرانية

فوق العراق تساعد الأسد ونظامه على الصمود

    و ص ف

وجه وزير الخارجية الاميركي جون كيري، خلال زيارة مفاجئة لبغداد أمس، انتقادات الى السلطات العراقية لسماحها بعبور رحلات ايرانية اجواء العراق في طريقها الى سوريا، معتبراً ان هذه الرحلات تساعد “الرئيس بشار الاسد ونظامه على الصمود”.

وصرح بعيد لقائه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي: “لقد اوضحت بصورة جيدة لرئيس الوزراء ان الرحلات التي تمر عبر العراق من ايران، تساعد في الحقيقة الرئيس بشار ونظامه على الصمود”، موضحا انه ابلغ المالكي “ان اي شيء يدعم الرئيس الاسد يطرح مشاكل”. وأضاف: “اوضحت كذلك ان هناك الكثير من اعضاء الكونغرس والناس في اميركا يراقبون ما يفعله العراق… املي ان نحرز بعض التقدم في هذا الموضوع”.

وخاطب المالكي قائلاً: “ما تحقق شيء جيد، ورؤيتك مرة اخرى امر جيد”.

وتطرق الى الوضع في العراق فقال: “لاحظت ان الامور اهدأ مما كانت في المرة الاخيرة التي كنت فيها هنا” عام 2006، حين كانت البلاد تشهد موجة عنف دامية.

ورد المالكي: “ان شاء الله”.

وتتهم واشنطن بغداد خصوصاً بغض الطرف عن ايران التي ترسل معدات عسكرية عبر المجال الجوي العراقي بواسطة رحلات طيران مدنية تقول عنها طهران انها تحمل امدادات انسانية فقط.

وكان مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية قال سابقا طالبا عدم ذكر اسمه ان كيرى “سيتحدث بشكل مباشر جداً مع رئيس الوزراء المالكي عن اهمية وقف الطلعات الجوية الايرانية وعبورها العراق، او على الاقل تفتيش كل رحلة منها”. واضاف ان كيري “نفسه، كوزير للخارجية، على اقتناع بانها تشمل نقل مقاتلين واسلحة… هذا خطر على العراق”. واتهم ايران بتسيير رحلات يومية تقريبا الى سوريا.

وقام كيري بزيارته المفاجئة بعد ايام من الذكرى العاشرة لغزو العراق الذي قادته الولايات المتحدة واطاح نظام الرئيس الراحل صدام حسين. وتعد هذه الزيارة الاولى لوزير خارجية اميركي منذ زيارة وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون لبغداد في نيسان 2009.

والى المالكي، التقى كيري رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي.

مسيحيو سوريا الثورة

محمود الحاج

“أسلحتكم الكيميائية لن توقف مد الحرية”، بهذه الجملة تفتتح “شبكة مسيحيي سوريا لدعم الثورة السورية”، صفحتها على “فايسبوك”. الجملة ليست إلا عنوان الجمعة الفائتة الذي تتبناه الصفحة وتفتتح به واجهتها الأساسية.

لا تختلف الصفحة في مضمونها، عن صفحات المعارضة على “فايسبوك”. تنهل “خطابها” ولغة منشوراتها حول أخبار الثورة، من القاموس الإعلامي المعارض اليومي. أخبار عاجلة، ومهمة، وأخرى باتت “عادية” بعد عامين من الثورة، ونسخٌ لتعليقات بعض الشخصيات السورية المعارضة المعروفة، وكذلك صور للافتات، أو فيديوهات لتظاهرات وشهداء. هذا ما يقع عليه زائر الصفحة.

أما لناحية الشكل، فلا بد لصفحة معنونة بـ”شبكة مسيحيي سوريا” أن تختلف عن الشائع، ولو قليلاً. رغم الاسم الديني، ستندر المفردات الدينية في المنشورات، على عكس كثير من صفحات الثورة. وإن حضر الخطاب الديني، فهو شعبي – اجتماعي، لا يتعدى ذكر اسم الله هنا وهناك، أو الاستناد إلى الموروث المسيحي، في رثاء أحدهم، أو في الاستشهاد بالكتاب المقدس تعليقاً على قضية ما. وكما هو معروف، فالخطاب المسيحي، في هذه البلاد، متخلّص من التهم وردود الفعل الشائعة التي ترافق الخطاب الإسلامي. أي أن اقتباس آية من الإنجيل، ووضعها في أحد المنشورات، لا يعني اختلافاً كبيراً في الشكل فقط، إنما يؤثر في ردود الفعل، وفي رؤية الناس إلى الصفحة… على عكس ما قد يحصل مع أحدهم لو اقتبس من القرآن.

وعلى أي حال، لا تسعى الصفحة إلى الذهاب بعيداً في النقاش الديني. وهي عندما تقرن اسمها بالمسيحيين، فلأنها، كما يقول أحد مديريها، “تسعى إلى أن تكون صوت المسيحيين الذين يناصرون الثورة. نسبة هؤلاء من مسيحيي سوريا تبلغ أكثر من خمسين بالمئة في اعتقادنا، وهم غير معترف بهم، ولا أحد يتكلم عنهم… ولهذا قررنا أن نتحدث باسمهم”.

بدءاً من صورة “البروفايل”، المأخوذة من إحدى التظاهرات، والتي تضم صليباً وهلالاً متجاورين، تعلن الصفحة موقفها السياسي والاجتماعي. إنه شعار التوحد والتآخي، أو هو الشعار “المثالي” لسوريا وسوريين لا يفرقهم معتقد أو انتماء. نسأل “الأدمن” عن رأيه في قول البعض إن هذا الشعار، الذي ترفعه الصفحة، “حالم وورديّ”، فيرد بالقول إن هذا الكلام “غير صحيح”. ويشير إلى أن الصفحة “مثل سوريا في نسيجها المختلف والمتنوع. ثمة، في مديريها، الذين يبلغ عددهم اثني عشر، مَن هم من طوائف إسلامية مختلفة، يعملون إلى جانب بقية المديرين ذوي الانتماء المسيحي”.

لكن، لماذا هي “شبكة”، في حين لا يرى كثيرون أنها أكثر من صفحة؟ يقول “الأدمن” إنهم، في إدارة الصفحة، يعملون كشبكة، تتواصل مع التنسيقيات على الأرض، ومع بعض مكونات المعارضة، لاسيما المسيحية منها. “كما أننا نعمل في المجال الإغاثي. إذ يحاول مديرو الصفحة، الذين يعيشون خارج سوريا (هناك عشرة مديرين في الخارج، واثنان في الداخل)، أن يجمعوا طالبي الإعالة بأحد الراغبين في المساعدة. لهذا نحن أكثر من صفحة، وإن كنا لا ننشر أو نخبر الناس بكل ما نفعله”.

مصالحة إسرائيل مع تركيا وإدارة لأزمة تفاوضها مع الفلسطينيين

جولة أوباما الإقليمية: مكاسب تكتيكية في وقت سوريا الضائع

جو معكرون

كانت أكثر جولة علاقات عامة يحاول فيها الرئيس الأميركي باراك أوباما كسب رضى الرأي العام الإسرائيلي، وجولة «كاسحة ألغام»، في بداية ولايته الثانية، لنزع فتيل التوتر في العلاقة الشخصية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإراحة رئاسته داخلياً، ولعل المكسب التكتيكي الوحيد والملموس كان رعاية المصالحة بين تركيا وإسرائيل.

العنوان الرئيسي لهذه الجولة كان إصرار أوباما على تردده حيال التدخل في المنطقة وتفضيله أخذ مسافة عسكرية من النزاع في سوريا، ومحاولة تفاديه مواجهة مباشرة مع إيران، بالتزامن مع تأكيده على توجهات واشنطن بشأن الملف النووي الإيراني، وإعطاء الغطاء لوزير الخارجية جون كيري لاستكشاف أفق التفاوض بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

مدرج المطار في تل أبيب كان المكان الذي حقق فيه أوباما مكاسبه التكتيكية. صورته وهو يسير مع نتنياهو على طول المطار بعد خلع سترتيهما، كانت الرسالة الأولى التي حاول الطرفان إيصالها حول طوي صفحة التوتر بينهما. الأمر الثاني الذي حصل في مدرج المطار، قبيل مغادرة أوباما، كان الاتصال الذي أجراه نتنياهو بنظيره التركي رجب طيب أردوغان، والتي وصفها كيري بأنها «تطور مهم جداً سيساعد على تقدم قضية السلام والاستقرار في المنطقة»، ولا سيما التعاون في الملف السوري.

على عكس مقاربته في بداية الولاية الأولى، حين تزامنت جولته الإقليمية مع توقعات ووعود وصلت إلى ذروتها في خطاب القاهرة في العام 2009، رسائل أوباما الرمزية والمشفّرة إلى الصهيونية هذه المرة، كانت غايتها نيل رضا الرأي العام الإسرائيلي، لا سيما أن لدى أوباما شعبية متواضعة بين الإسرائيليين، هي الأدنى لرئيس أميركي منذ عقود. ولكن مقابل هذا الود الإسرائيلي، شعر الفلسطينيون بالإرباك، وبأن أوباما قد لا يكون قادراً على فرض أي شيء على نتنياهو، حتى وقف الأنشطة الاستيطانية، وهو لم يظهر الحميمة ذاتها في زيارته المختصرة إلى الضفة الغربية من خلال زيارات رمزية تعبر عن معاناة الفلسطينيين. ولكن أوباما ربط، خلال خطابه الرئيسي في إسرائيل، بين حركة الحقوق المدنية في الولايات المتحدة والنضال الفلسطيني، حيث قال إن «العزل العنصري، بما في ذلك الذي يفرض على وسائل النقل العامة، كانت فترة مظلمة في تاريخ الولايات المتحدة. هذا يحدث اليوم في فلسطين».

صحيفة «واشنطن بوست» ذكرت أن خطاب أوباما إلى الإسرائيليين في هذه الزيارة محاولة لإصلاح خطاب القاهرة في العام 2009، الذي «لا يزال في صلب العلاقة المتوترة مع إسرائيل». كذلك اعتبرت الصحيفة أن أوباما تبنى خلال هذه الزيارة الإستراتيجية التي اعتمدها رؤساء أميركيون قبله، وهي احتضان القادة الإسرائيليين والتغزل بالتراث اليهودي والديموقراطية الإسرائيلية «قبل طلب تضحيات مكلفة سياسياً من قادة البلاد».

سبق زيارة أوباما اتصالات تمهيدية بين مستشاريه وفريق عمل نتنياهو لإخراج الزيارة، والاتفاق على تسوية حول النقاط الخلافية. رسالة أوباما كانت انه يتفهم تعقيدات تحالفاته الحكومية التي قد تمنع حصول اختراق مع الفلسطينيين، وهذه النقطة ستجعل على الأرجح التقدم غير متاح في ملف التفاوض. وفي مقابل ذلك، كان نتنياهو هادئاً في خطابه حيال طهران بحيث تراجع، مؤقتاً على الأقل، عن لغة الخطوط الحمراء. وقال أوباما إن الاحتواء مع طهران لن ينجح، وفي المقابل تراجع نتنياهو عن كلامه في الخريف الماضي بأنه يجب التصرف بشأن طهران قبل الربيع أو الصيف الحالي، بل قال في هذا السياق «مهما كان الوقت المتبقي، ليس هناك الكثير من الوقت».

ليس معروفاً إذا قرر نتنياهو التنازل علناً أمام أوباما في هذا الملف خلال الزيارة، أو أن التقارير في الإعلام الأميركي صحيحة، بأن واشنطن لديها معلومات إستخباراتية تفيد بأن طهران تواجه صعوبات في برنامجها النووي أو أنها اختارت أن تبطئ من وتيرته. على مدى السنوات الأخيرة، لم يبق مسؤول عسكري أو استخباراتي أو مدني أميركي لم يذهب إلى إسرائيل لمعرفة نوايا حكومة نتنياهو بشأن ضرب طهران في محاولة لتفادي مغامرة تورط واشنطن في حرب مفتوحة في المنطقة. تمكن أوباما الآن، على المدى القصير على الأقل، من إقناع نتنياهو أن الآن هو وقت الديبلوماسية.

هذه الزيارة تعني أيضاً نهاية مرحلة ضغط أوباما على نتنياهو لتحقيق تقدم ملموس في المفاوضات مع الفلسطينيين. وعلى هذا الأساس أعطى نتنياهو الضوء الأخضر لاستكشاف التفاوض مع الفلسطينيين، على ما يبدو لإرضاء أوباما أكثر من رغبة فعلية بإجراء تسوية. الأفكار المتداولة الآن هي التفاوض المرحلي، أي التركيز على الحدود والأمن وتأجيل القضايا الخلافية، مثل مصير القدس وحق العودة للاجئين الفلسطينيين. أوباما تخلى عن دعم طلب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بشأن وقف الأنشطة الاستيطانية داخل حدود العام 1967 قبل بدء أي مفاوضات، واكتفى هذه المرة من رام الله بوصف المستوطنات بأنها «غير بنّاءة»، بعدما كانت تصفها إدارته بأنها «غير شرعية». وتابع في مؤتمره الصحافي مع عباس «بالرغم من انه قد يكون لكلا الجانبين نقاط خلاف قوية، أو انخراط في أنشطة يعتبرها الجانب الآخر خرقاً لحسن النية، علينا أن ندفع هذه الأمور لمحاولة التوصل إلى اتفاق».

في سوريا يبقى الحذر المشترك بين أميركا وإسرائيل. المتحدث السابق باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض تومي فيتور صرّح لشبكة «ان بي سي»، أنه لمناسبة الذكرى العاشرة لغزو العراق «اعتقد أنه نحتاج أن نتذكر… أن 150 ألف جندي (أميركي) لم يتمكنوا من وقف حرب طائفية».

وحذر إدارة أوباما لا يزال قائماً، بأن إمداد السلاح الأميركي إلى المعارضة السورية سيكون الخطوة الأولى للتدخل العسكري المباشر، وانه من السهل التدخل في سوريا، لكن ليس الخروج منها. لكن الأصوات تتصاعد في واشنطن، لا سيما في الكونغرس، لفرض حظر جوي وفتح الباب أمام إيصال أسلحة إلى المعارضة كي لا تُنتشر بشكل عشوائي كما حصل في ليبيا.

الجولان: إسرائيل تدمر موقعاً سورياً والمعارضة توسع انتشارها

القمة العربية غداً واستقالة الخطيب تحرج الدوحة

تفتتح القمة العربية في الدوحة غداً، فيما تعرضت جهود قطر لتسليم «الائتلاف الوطني» المعارض مقعد سوريا لدى الجامعة العربية إلى ضربة قوية أمس، مع إعلان رئيس «الائتلاف» احمد معاذ الخطيب استقالته ورفض «الجيش السوري الحر» الاعتراف «برئيس الحكومة المؤقتة» غسان هيتو، ما اجبر وزراء الخارجية العرب على ترك موضوع تسليم مقعد دمشق إلى «الائتلاف» إلى الرئاسة القطرية بالتشاور مع الرؤساء.

وأعلن الخطيب استقالته بعد ساعات من اجتماع الوزراء العرب في الدوحة، ودعوتهم «الائتلاف» إلى المشاركة في القمة، وهو ما تحفظ عليه العراق والجزائر ونأى لبنان بنفسه عنه. وتحاول الدوحة، الداعم الرئيسي لـ«الائتلاف والحكومة المؤقتة» وتسليح المعارضين، تسليم «الائتلاف» مقعد سوريا في الجامعة العربية.

وأعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيان، أن المسلحين حققوا تقدماً مهماً في جنوب البلاد بسيطرتهم على شريط بطول 25 كيلومتراً من الحدود الأردنية إلى الجولان السوري المحتل، حيث احتدمت الجبهة مع إعلان قوات الاحتلال الاسرائيلي أنها ردت على إطلاق نار جاء من الجانب السوري، مدمرة موقعاً للقوات السورية، مهددة بالرد «الفوري» على أي إطلاق نار من الأراضي السورية. (تفاصيل صفحة 13)

وعقدت الحكومة السورية، بمشاركة أكثر من 60 حزباً ومجموعة ملتقى «الحوار الوطني السوري» في دمشق الذي يستمر يومين ويناقش المبادرة التي أطلقها الرئيس السوري بشار الأسد في كانون الثاني الماضي للخروج من الأزمة. وقال وزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية علي حيدر إن «الحل الوحيد الأوحد للأزمة في سوريا يكون عبر الحل السياسي والحوار الوطني غير المشروط وغير الإقصائي لأحد»، داعياً لأن «يكون الحوار عاجلاً لأصحاب العقول النيرة العاملة للبحث عن حل يرضي الجميع بدل أن يكون آجلاً لأمراء الحرب لاقتسام المغانم والسبايا».

وأعلن «المكتب الرئاسي في الائتلاف» في بيان، «رفضه استقالة الخطيب». وأضاف «هم (اعضاء الهيئة العامة) يطلبون من الخطيب العودة إلى عمله كرئيس للائتلاف، وبالتالي، سيستمر الخطيب في إدارة الائتلاف في هذه المرحلة بحسب اتفاق أعضاء الهيئة العامة».

وقال الخطيب، في بيان الاستقالة على صفحته على «فايسبوك»، «كنت قد وعدت أبناء شعبنا العظيم، وعاهدت الله أنني سأستقيل إن وصلت الأمور إلى بعض الخطوط الحمراء، وإنني أبرّ بوعدي اليوم (أمس) وأعلن استقالتي من الائتلاف الوطني، كي استطيع العمل بحرية لا يمكن توفرها ضمن المؤسسات الرسمية».

وأضاف «إننا لنفهم المناصب وسائل تخدم المقاصد النبيلة، وليست أهدافاً نسعى إليها أو نحافظ عليها». وانتقد الدول الداعمة للمعارضة، معتبراً أن «كل ما جرى للشعب السوري من تدمير في بنيته التحتية، واعتقال عشرات الألوف من أبنائه، وتهجير مئات الألوف، والمآسي الأخرى ليس كافياً كي يتخذ قرار دولي بالسماح للشعب أن يدافع عن نفسه».

وتابع «كثيرون هم من قدموا يد عون إنسانية صرفة، ونشكرهم جميعاً، إلا أن هناك أمراً واقعاً مراً وهو ترويض الشعب السوري وحصار ثورته ومحاولة السيطرة عليها». وقال إن «من هو مستعد للطاعة فسيدعمونه، ومن يأبى (يرفض) فله التجويع والحصار. ونحن لن نتسول رضى أحد، وإن كان هناك قرار بإعدامنا كسوريين فلنمت كما نريد نحن، وإن باب الحرية قد فتح ولن يغلق»، مشدداً على أن «رسالتنا إلى الجميع أن القرار السوري سيتخذه السوريون، والسوريون وحدهم».

وقال مصدر سوري معارض في الدوحة إن «الخطيب لا يريد أن يشكل غطاءً لسياسات دول تتدخل في شؤون المعارضة، وخاصة قطر»، مضيفاً إن لديه «مآخذ على انتخاب هيتو القريب من جماعة الإخوان المسلمين».

وقال «المنسق السياسي والإعلامي للجيش السوري الحر» لؤي المقداد «نحن في الجيش الحر لا نعترف بهيتو كرئيس حكومة لأن الائتلاف المعارض لم يتوصل إلى توافق» حول انتخابه. وأضاف «أتحدث نيابة عن المجالس العسكرية ورئيس هيئة الأركان (اللواء سليم إدريس) عندما أقول إننا لا نعترف برئيس حكومة فرض على الائتلاف الوطني، بدلاً من أن ينال التوافق».

وانتخب هيتو، الذي أعلن مكتبه أمس انه زار حلب، بأصوات 35 من أعضاء «الائتلاف» البالغ عددهم حوالي 50 عضواً، بعد نحو 14 ساعة من المشاورات. وخرج عدد من أعضاء «الائتلاف» قبل التصويت على انتخابه، كما علق 11 شخصاً عضويتهم في «الائتلاف».

وقال المعارض فواز تللو إن «قطر وجماعة الإخوان بشكل أساسي دفعتا الخطيب للاستقالة»، مشيراً إلى «أنهما وجدتا في الخطيب شخصية تكتسب شعبية داخل سوريا لكنه يعمل بشكل أكثر استقلالية عن رؤيتهما». وتابع إن «قطر والإخوان المسلمين دفعتا بهيتو فأصبح موقع الخطيب كقائد لا معنى له».

وعبر رئيس الحكومة وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم آل ثاني عن أسفه لاستقالة الخطيب، وحثه على إعادة النظر في قراره. وقال «هذه لحظة بالغة الأهمية للسوريين، خاصة أن الجميع تقريباً وافقوا على منح مقعد سوريا للمعارضة»، معبراً عن أمله «في أن يتم تصحيح الأمور». وأضاف «من المهم ألا يفوت الخطيب هذه اللحظة».

وعلى هامش اجتماع وزراء الخارجية العرب في الدوحة تحضيراً للقمة، قالت مصادر ديبلوماسية رفيعة المستوى إن الوزراء أكدوا «الالتزام بقرار مجلس الجامعة بدعوة الائتلاف السوري المعارض لتشكيل هيئة تنفيذية لشغل مقعد سوريا في القمة». وأوضحت انه «لم يتم اتخاذ قرار اليوم (أمس) حول مسألة منح مقعد سوريا للمعارضة، فيما ترك موضوع مشاركة الائتلاف في القمة لرئيس القمة أمير قطر بالتشاور مع القادة العرب». وقالت مصادر ديبلوماسية أخرى إن الجزائر والعراق تحفظا على هذه الخطوة، بينما التزم لبنان سياسة «النأي بالنفس» عن أي قرار يتعلق بالملف السوري.

وكان حمد جدد، في افتتاح اجتماع الوزراء العرب في الدوحة، التأكيد على «الدعوة إلى مشاركة المعارضة في القمة»، مضيفاً انه يتطلع إلى مشاركة الخطيب وهيتو فيها.

وطالب حمد «بوقفة عربية قوية مع الشعب السوري الشقيق الذي يقاتل من اجل الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، ويتشرد الملايين من أبنائه داخل سوريا وخارجها، في واحدة من أكبر المآسي الإنسانية في التاريخ، بينما يقف مجلس الأمن الدولي عاجزاً عن القيام بواجبه ومسؤوليته تجاه شعب يتعرض للقتل والإبادة».

وتتحفظ دول عربية على منح مقعد سوريا إلى «الائتلاف»، وقد عبر عن ذلك خصوصاً وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، الذي ترأست بلاده القمة السابقة، موضحاً أن بغداد ترفض ذلك لأسباب «مبدئية»، لكنه أضاف إن بلاده تدعم «التحولات» في العالم العربي، لكن تؤكد على «أهمية القيام بها عبر عملية ديموقراطية وبطريقة سلمية من دون المساس بكيان الدولة ومقدراتها».

وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي إن «سوريا يجب أن تظل دائماً في مركز الاهتمام، فالمسؤولية العربية تحتم علينا إنقاذها من المنزلق الخطير الذي تنحدر نحوه وتنعكس آثاره الواضحة على المنطقة برمتها، وخاصة على دول الجوار».

وأعرب العربي عن أمله «في التوصل إلى حل سياسي يمكن خلاله تجنب الشعب السوري المزيد من الويلات». وقال «هذا الحل ما زال ممكناً متى كان هناك موقف عربي موحد ومتماسك يستطيع أن يصوغ موقفاً إقليمياً داعماً، ويدفع، كما تقضي مسؤولياته، للمحافظة على السلم والأمن الدولي». وأضاف «علينا أن نركز على مجلس الأمن الذي يجب أن يصدر قراراً ملزماً لوقف إطلاق النار وإيفاد قوات حفظ السلام، والاستفادة من التطورات الإيجابية التي طرأت مؤخراً على المعارضة السورية وتحليلها بصورة سليمة».(«السفير»، ا ف ب، ا ب، رويترز، ا ش ا)

كيري قلق من تظاهرات العراق: كل ما يدعم الأسـد هو مشـكلة

سعى وزير الخارجية الأميركي جون كيري، الذي قام أمس، بزيارة مفاجئة إلى بغداد، إلى حث القادة العراقيين على مزيد من التعاون بشأن النزاع في سوريا. وزيارة العراق هي المحطة الأخيرة لوزير الخارجية الأميركي في جولته التي شملت إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة والأردن، وجميعها، باستثناء بغداد، كانت إلى جانب الرئيس الأميركي باراك أوباما.

وشدد كيري خلال الزيارة الاولى له الى العراق منذ توليه منصبه الجديد، والتي استمرت يوماً واحداً، على قلق واشنطن إزاء الاحتجاجات القائمة في محافظات العراق الغربية منذ عدة أشهر، ما قد يعطي مساحة لاستغلالها من قبل الجماعات المسلحة بما في ذلك تنظيم «القاعدة».

والتقى كيري رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، حيث قال خلال اللقاء إن «ما تحقق شيء جيد، ومن الجيد رؤيتك مرة أخرى». وأضاف «لاحظت أن الأمور أكثر هدوءاً مما كانت عليه في المرة الأخيرة التي كنت فيها هنا»، في إشارة لما كان عليه العراق خلال آخر زيارة لكيري في العام 2006.

وأبدى كيري تخوف واشنطن من احتجاجات الانبار في العراق ضد حكومة المالكي، وأن «القاعدة» قد يستغل هذه الاحتجاجات، مشدداً على التعامل بشكل جيد مع هذه التظاهرات، وعلى ضرورة الحوار مع الأطراف كافة.

وقال صحافيون حضروا الجلسة، في بداية محادثات كيري والمالكي، إن وزير الخارجية الأميركي قال مازحاً إن الوزيرة السابقة هيلاري كلينتون أكدت له أن العراق سيفعل أي شيء تطلبه واشنطن.

وقال كيري»أخبرتني الوزيرة (السابقة) بأنكم ستفعلون كل ما أقوله»، فرد عليه المالكي مازحاً أيضاً، بقوله «لن نفعل».

وأشار كيري إلى أنه أبلغ المالكي بأن تحليق طائرات إيرانية عبر المجال الجوي العراقي «يمثل مشكلة». وأضاف «كل ما يدعم الرئيس (السوري بشار) الأسد يمثل مشكلة، أوضحت تماماً لرئيس الوزراء أن تحليق طائرات من إيران يساعد في بقاء الرئيس الأسد ونظامه».

وتتهم واشنطن بغداد على وجه الخصوص بغض الطرف عن إيران التي تقوم بإرسال معدات عسكرية عبر المجال الجوي العراقي بواسطة رحلات طيران مدنية تقول عنها طهران إنها تحمل إمدادات إنسانية فقط.

ونفى مسؤولون عراقيون السماح بنقل أسلحة من إيران إلى سوريا عبر المجال الجوي العراقي. وقال عضو «لجنة الأمن والدفاع» في البرلمان العراقي عباس البياتي «نحن قمنا بواجبنا بتفتيش عشوائي لعدد من الطائرات الإيرانية ولم نجد سلاحاً مسرباً أو مهرباً عبر العراق». وأضاف «إذا كانت أميركا في هذا الصدد حريصة على هذا الأمر عليها أن تزودنا بالمعلومات التي لديها».

كما أجرى وزير الخارجية الأميركي محادثات مع ممثلين للطوائف الثلاث، ومن بينهم رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي.

وتحدث كيري هاتفياً مع رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني، الذي تمضي حكومته قدماً في خطط لإنشاء خط أنابيب نفطي إلى تركيا، تخشى واشنطن من أن يؤدي إلى تقسيم العراق.

وكان كيري التقى أمس الأول، الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في عمان، ثم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في إسرائيل، حيث أكد لهما «ضرورة» تحقيق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، بحسب ما أفاد ديبلوماسي أميركي.

وأكد مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية أن المباحثات التي أجراها كيري مع كل من عباس ونتنياهو كانت «مفيدة». وأضاف «في كلا الاجتماعين كرر الوزير كيري القول إن السلام ليس ممكناً فحسب، بل ضروري لمستقبل الشعبين».

بحسب الإذاعة العامة الإسرائيلية، فإن اللقاء بين نتنياهو وكيري بدأ ثنائياً، ثم تحول موسعاً، شارك فيه الفريقان المكلفان عملية السلام، وعلى رأس الفريق الإسرائيلي وزيرة العدل تسيبي ليفني المكلفة إدارة مفاوضات السلام مع الفلسطينيين.

ووصل كيري أمس الأول، إلى إسرائيل آتياً من عمان، حيث التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس وتباحث وإياه في «خطوات إحياء عملية السلام»، كما أعلن السفير الفلسطيني في عمان عطا الله خيري.

وقال خيري إن كيري «التقى بالرئيس عباس هنا مساء اليوم (أمس الأول) وبحث معه الخطوات التي يمكن أن تتخذ لإعادة إحياء عملية سياسية جديدة للسلام» بين إسرائيل والفلسطينيين، مضيفاً أن عباس أكد لكيري «خطورة الاستيطان الإسرائيلي على عملية السلام برمتها وضرورة إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين لدى إسرائيل».

وأشار خيري إلى أن اللقاء الذي جرى في منزله في عمان «جرى فيه تقييم لزيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما الأخيرة إلى الأراضي الفلسطينية».

وعن المصالحة التركية الإسرائيلية، أكد وزير الخارجية الأميركي من عمان، أن المصالحة التي جرت يوم الجمعة الماضي، بين تركيا وإسرائيل برعاية أوباما هي «تطور مهم جداً سيساعد في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة».

وقال كيري، في بيان، إن «نتنياهو ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان يستحقان التقدير الكبير لجعلهما هذا الأمر ممكناً»، مضيفاً «نحن نتطلع إلى التنفيذ السريع للاتفاق والتطبيع الكامل للعلاقات، بحيث تتمكن إسرائيل وتركيا من العمل معاً لتعزيز مصالحهما المشتركة».

(«السفير»، أ ف ب، رويترز، أ ب)

الخطيب يلقي كلمة باسم الشعب السوري في القمة العربية بالدوحة

القاهرة- (رويترز): قال معاذ الخطيب الذي استقال من رئاسة الائتلاف الوطني السوري المعارض الأحد إنه سيلقي كلمة باسم الشعب السوري في القمة العربية التي تستضيفها قطر الثلاثاء.

وقال الخطيب على حسابه على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي على الانترنت الإثنين “قررت إلقاء كلمة باسم الشعب السوري في مؤتمر الدوحة… وهذا أمر لا علاقة له بالاستقالة والتي ستناقش لاحقا”.

وجاءت استقالة الخطيب بعد تعرضه للتأنيب من جانب الائتلاف لعرضه التفاوض مع الرئيس السوري بشار الأسد وبعد أن مضى الائتلاف قدما في تشكيل حكومة انتقالية من شأنها أن تحد من دور الخطيب.

وقال الخطيب في بيان في صفحته الرسمية على موقع فيسبوك الأحد “كنت قد وعدت أبناء شعبنا العظيم وعاهدت الله أنني سأستقيل إن وصلت الأمور إلى بعض الخطوط الحمراء وإنني أبر بوعدي اليوم”. ولم يوضح ما دفعه إلى الاستقالة بشكل محدد.

وفي الأسبوع الماضي اختار الائتلاف رجل الأعمال السابق ذا الميول الاسلامية غسان هيتو رئيسا للوزراء كي يشكل حكومة تشغل فراغ السلطة الناشيء عن الانتفاضة التي تسعى للاطاحة بالأسد والتي أسفرت عن سقوط أكثر من 70 ألف قتيل.

وكان الخطيب اعترض على ذلك بأن الإعداد غير كاف لبدء تشكيل حكومة.

فابيوس: لا تأكيد لشائعة مقتل الاسد على يد حارس ايراني

باريس ـ ا ف ب: قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الاثنين ان على المعارضة السورية ان توحد صفوفها مشيرا الى ان الشائعة حول مقتل الرئيس السوري بشار الاسد لم تتأكد.

وردا على سؤال لاذاعة اوروبا 1 حول شائعة بشأن اغتيال الاسد على يد حارس ايراني، اقر الوزير الفرنسي بان احد مواقع الانترنت نشر هذه المعلومة “لكنها لم تتأكد”.

واضاف فابيوس “ان اردنا تفادي تفتت سوريا و(تجنب) ان تكون الغلبة في نهاية المطاف للمتطرفين، لا بد من حل سياسي. ولذلك ينبغي ان يكون هناك اعادة توازن للقوى العسكرية على الارض”.

وفي موضوع رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية احمد معاذ الخطيب الذي لم يوافق الائتلاف على استقالته بعد، ورئيس الحكومة الموقتة غسان هيتو الذي انتخبه الائتلاف السوري المعارض ورفضه الجيش السوري الحر، قال الوزير ان فرنسا تود ان “تتوحد المعارضة من جديد”.

وتابع “نود ان تبقى المعارضة في حدودها الاصلاحية ولسنا موافقين على الاطلاق على اي انحراف يكون انحرافا متطرفا”.

وقد اعلن الائتلاف الوطني المعارض مساء الاحد انه دعي الى قمة الجامعة العربية الثلاثاء في الدوحة، وان رئيس حكومته الموقتة غسان هيتو سيشغل مقعد سوريا.

كما اعلن ممثل المعارضة السورية لدى قطر نزار حراكي ان رئيس الائتلاف المعارض الذي قدم استقالته احمد معاذ الخطيب سيمثل سوريا في القمة العربية في الدوحة على راس وفد من ثمانية اشخاص.

ومنذ بدء النزاع على اثر حراك احتجاجي شعبي في 15 اذار/مارس 2011، سقط اكثر من سبعين الف قتيل في سوريا حيث لا يزال التوصل الى اي حل بعيد المنال.

تركيا وحكومات عربية زادت بدعم من الـ’سي أي ايه’ مساعدتها العسكرية للمعارضة السورية

نيويورك- (يو بي اي): ذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية أن حكومات عربية وتركيا زادت بشكل كبير، وبدعم من وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه)، مساعدتها العسكرية إلى المعارضة السورية في الأشهر الأخيرة.

ونقلت الصحيفة عن معطيات لخطوط الطيران، وعن مسؤولين في بلدان عدة، وفي المعارضة السورية أن قطر، وتركيا، والسعودية، والأردن، زادت بمساعدة (سي آي إيه) جسورها الجوية إلى المعارضة السورية المسلحة.

وأشارت المعطيات إلى أن الجسر الجوي الذي بدأ بشكل محدود في مطلع العام 2012، واستمر بشكل متقطع حتى الخريف الماضي، تطور ليتحول إلى دفق مستمر ومكثف في نهاية العام الماضي، وتضمن أكثر من 160 شحنة عسكرية جوية بواسطة طائرات الشحن العسكرية الأردنية، والسعودية، والقطرية التي كانت تحط بشكل أساسي، في مطار إزينبوغا القريب من العاصمة التركية، أنقرة، وبدرجة اقل، في مطارات تركية وأردنية أخرى.

ولفتت إلى أن تطور هذه الجسور الجوية، ارتبط بالتغيرات التي شهدتها الحرب في سوريا، بالتزامن مع سيطرة المعارضة السورية على مناطق كانت تحت سيطرة الجيش النظامي.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين، طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم، أنه رغم إعلان إدارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، عن رفضها إعطاء أكثر من مساعدات “غير قاتلة” للمعارضة المسلحة، غير أن الدور الذي أدته (سي آي إيه) في توريد الأسلحة الى المعارضة السورية أظهر أن الولايات المتحدة أكثر استعداداً لدعم حلفائها العرب في دعم تصدير “المساعدات القاتلة” إلى المعارضة السورية.

وأضاف المسؤولون أن مسؤولي الاستخبارات المركزية ساعدوا، من مكاتب سرية، الحكومات العربية في شراء الأسلحة، من بينها شحنة كبيرة من كرواتيا، وقامت بمراجعة مسؤولين ومجموعات قيادية بهدف اختيار الجهة التي ستستلم هذه الأسلحة عند وصولها إلى سوريا.

وأشارت الصحيفة إلى أن (سي آي إيه) رفضت التعليق على هذه الشحنات، وعلى دورها فيها.

وأضافت أن معظم هذه الشحنات الجوية نقلت منذ تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، بعد الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، وفي الوقت الذي ازداد فيه إحباط الحكومات التركية والعربية من التقدم البطيء الذي كانت تحرزه المعارضة السورية بمواجهة الجيش النظامي المسلح بشكل جيد.

وأشارت إلى أن هذه الحمولات ازدادت أيضاً مع تفاقم الوضع الإنساني داخل سوريا خلال الشتاء، ومع تدفق اللاجئين السوريين إلى البلدان المجاورة.

وأوضح مسؤولون أميركيون مطلعون أن الحكومة التركية أشرفت على معظم الخطوات في هذا البرنامج، من بينها تزويد الشاحنات التي كانت تنقل المعدات العسكرية من خلال أراضيها بأجهزة اللاسلكي، لتتمكن من مراقبتها خلال تقدمها إلى سوريا.

ونقلت الصحيفة عن هيوغ غريفيث، من معهد بحوث السلام الدولية في العاصمة السويدية، استوكهولم، الذي يراقب شحنات الأسلحة غير الشرعية، تقديره ان “الحمولات التي كانت على متن هذه الرحلات بلغت ثلاثة آلاف و500 طن من المعدات العسكرية”.

وأضاف أن “درجة وكثافة هذه الشحنات تشير إلى وجود عملية عسكرية متحركة معدة ومنسقة بشكل جيد”.

ونقلت الصحيفة عن عدة مسؤولين، أن السعودية كانت تشتري أسلحة ومعدات عسكرية من كرواتيا، تنقل على متن طائرات أردنية إلى الأردن، لتشحن بعدئذٍ إلى المسلحين العاملين جنوب سوريا، ويعاد نقلها إلى المعارضة السورية العاملة في تركيا.

وذكرت أن قياديين في المعارضة السورية اعتبروا أن الشحنات غير كافية، مشيرين إلى أن كميات الأسلحة التي تصلهم قليلة وأنواعها خفيفة، وغير قادرة على مواجهة الجيش النظامي بشكل فعال.

كما اعتبر بعضهم أنه أياً كانت الجهة التي ترسل هذه الأسلحة،فانها كانت تقوم بعمل غير كفوء.

ونقلت الصحيفة عن عبد الرحمن عياشي، القيادي في حركة صقور الشام، وهي مجموعة إسلامية معارضة في سوريا، قوله إن “الدول الأجنبية تعطينا أسلحة وذخائر شيئاً فشيئاً”.

وأوضحت معطيات الخط الجوي أن الجسور الجوية إلى سوريا بدأت ببطء في 3 كانون الثاني/ يناير 2012، مشيرة إلى أن طائرتين من الخطوط القطرية الأميرية من نوع “سي-130” حطتا في اسطنبول، وأنه بعد بضعة أسابيع، تمكنت المعارضة السورية من تطويق حمص، ثالث أكبر مدينة في سوريا.

وأضافت المعطيات أنه خلال ليالٍٍ متتالية من 26 نيسان/ أبريل إلى 4 أيار/ مايو، حطت طائرة تابعة للقوات الجوية القطرية من نوع (سي-17) 6 مرات في مطار إيزينبوغا التركي، مشيرة إلى أنه بحلول 8 آب/ أغسطس، كان القطريون قاموا بـ14 شحنة إضافية مماثلة.

وأوضحت أن هذه الشحنات أتت من قاعدة العديد الجوية في قطر، التي تعد معقلاً لإدارة الموارد اللوجستية الأمريكية العسكرية في الشرق الأوسط.

غير أن الصحيفة نقلت عن مسؤول قطري، طلب عدم الكشف عن اسمه، إنكاره أن تكون بلاده قدّمت أي أسلحة للمعارضة السورية، مشيراً إلى أن بلاده نقلت إلى المعارضة مساعدات “غير قاتلة”.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي سابق، أن مدير (سي آي إيه) السابق، ديفيد بترايوس، أدى دوراً كبيراً في المساعدة في هذه الحمولات، وحث عدة بلدان على المشاركة في هذه الشبكة.

وأشارت إلى أن بترايوس لم يرد على رسائل الكترونية طلبت منه فيها التعليق على الموضوع.

وعزا المسؤول الأمريكي السابق سبب تدخل الحكومة الأمريكية في الحرب السورية إلى شعورها بأن دولاً أخرى ستقوم بتسليح المعارضة السورية في مطلق الأحوال.

واعتبر المسؤول أن الدور الذي أدته سي آي إي في تسهيل هذه الحمولات، جعل لواشنطن تأثيراً في هذه العملية، ومن بينها إبعاد الأسلحة عن المجموعات الإسلامية، وإقناع الواهبين بالامتناع عن إرسال صواريخ مضادة للطائرات قد تستخدمها في المستقبل جماعات “إرهابية”.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين تأكيدهم أنه كان يتم إطلاع مسؤولين كبار في البيت الأبيض على مستجدات هذه الحمولات.

وأوضحت أنه في الخريف الماضي، أصبحت الطائرات القطرية أكثر انشغالاً، مشيرة إلى أنها كانت تنقل حمولة في كل يوم تقريباً منذ تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

وأشارت إلى أنه بعد وقت قريب، انضمت بلدان أخرى لهذه العملية، موضحة أن 3 طائرات من سلاح الجوي الأردني من نوع “سي-130” حطت في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي في إزينبوغا.

وأضافت أنه في الأسابيع الثلاثة التالية، بدأت طائرتان أردنيتان أخريان رحلات من العاصمتين الأردنية، عمّان، و الكرواتية، زغرب، حيث قال مسؤولون من عدة بلدان، إنها كانت تنقل أسلحة لجنود المشاة اشترتها السعودية من مخزون كرواتيا للأسلحة.

ونقلت الصحيفة عن معطيات جوية أن الرحلة الأولى عادت في 15 كانون الأول/ديسمبر إلى عمّان، مشيرة إلى أن طائرتين أردنيتين قامتا بـ36 رحلة بين عمّان وزغرب، من كانون الأول/ ديسمبر حتى شباط/ فبراير الماضيين.

وأشارت إلى أن هاتين الطائرتين قامتا بـ5 رحلات بين عمّان وتركيا في كانون الثاني/ يناير الماضي.

ونقلت عن مسؤول في خطوط طيران إقليمية أنه في الوقت الذي كانت تجري فيه هذه الرحلات الجوية الأردنية، استمرت الشحنات القطرية، فيما بدأت الطائرات السعودية برحلات مماثلة، موضحة أن هذه الأخيرة قامت، على الأقل، بـ30 رحلة في طائرات من نوع “سي 130” إلى إزينبوغا بتركيا من منتصف شباط/ فبراير الماضي وحتى مطلع آذار/ مارس الجاري.

وأشارت الصحيفة إلى أن بعض المواطنين الأتراك شاهدوا هذه الرحلات، وأبلغوا السلطات التركية عنها.

ولفتت إلى أن مسؤولين أتراك وسعوديين رفضوا التعليق على هذه الرحلات، وعلى أي حمولة أسلحة، فيما أنكر الأردن وكرواتيا أن يكون لهما أي دور في نقل الأسلحة إلى المعارضة السورية.

وأوضحت أن مسؤولي الطيران الكرواتي أنكروا حصول أي شحنات حتى.

ائتلاف المعارضة السورية يرحب بمنح مقعد الجامعة العربية للائتلاف

القاهرة- (د ب أ): رحب الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية “بقرار مجلس وزراء الخارجية العرب بمنح الائتلاف مقعد سورية في الجامعة العربية”.

ويأتي الترحيب رغم تواتر الأخبار بأن اجتماع الوزراء الأحد لم يحسم منح المقعد للمعارضة السورية، وسط معارضة السودان والجزائر والعراق ولبنان.

وصرح وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو الأحد بأن “الجامعة العربية اتخذت قرارا بشأن تمثيل المعارضة في قمة الدوحة في اجتماع 6 آذار/ مارس بالقاهرة”، وأضاف: “وجهنا دعوة للائتلاف لتشكيل هيئة تنفيذية لتمثيل الشعب السوري وهو ما تم بالفعل وستكون هي الممثل وتحتل مقعد سورية في القمة”.

واعتبر الائتلاف المعارض في بيان على موقعه الإلكتروني قرار منح المقعد للائتلاف: “يمثل مكسباً مهماً للثورة السورية، وخطوة رئيسية على طريق تحقيق أهدافها”.

وشكر الائتلاف في البيان “الدول العربية الشقيقة على موقفها، ونخص بالشكر المملكة العربية السعودية، ودولة قطر ودول الخليج العربي التي لم تتوان يوماً عن دعم الشعب السوري، والوقوف معه في هذه اللحظة التاريخية الفاصلة التي يعيشها”.

الرياض: من شارك من السعوديين في القتال بسوريا خالف الأنظمة وسيُعتقل فور عودته

الرياض- (يو بي اي): أعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي أن من شارك من السعوديين في القتال الدائر حاليا في سوريا بين قوات النظام والمعارضة “سيُعتقل “فور عودته الى المملكة.

وقال التركي في تصريح نشرته الصحف السعودية الاثنين “إن انضمام عدد من السعوديين إلى الأزمة السورية يعد أمراً مخالفاً للأنظمة السعودية”.

وأضاف أن الجهات الأمنية “ستحقق مع من تثبت نيتهم الذهاب إلى هناك بنية الانضمام للقتال وستمنعهم من السفر”، إضافة إلى اعتقال من ذهب إلى هناك حال عودتهم إلى السعودية، كاشفاً أن “بعضهم انتظموا في أنشطة تنظيم القاعدة في الخارج وقد يتوجهون إلى المشاركة بعمليات التنظيم في سوريا أو دول أخرى”.

ويشار إلى أن تقارير كانت قد أشارت إلى مقتل سعوديين في النزاع الدائر في سوريا منذ أكثر من سنتين.

بتر ساق قائد الجيش السوري الحر رياض الأسعد بعد تعرضه لمحاولة اغتيال بتفجير استهدف سيارته

عواصم ـ وكالات ـ أفادت هيئة أركان المنطقة الشرقية للجيش الحر بإصابة العقيد رياض الأسعد بانفجار عبوة ناسفة زُرعت في السيارة التي كان يستقلها خلال جولة له في مدينة الميادين بدير الزور.

وقالت هيئة الأركان في بيان لها إن الأسعد تعرض إلى بتر في ساقه، وهو يتلقى العلاج الآن خارج الأراضي السورية، ووصفت حالته الصحية بالمستقرة.

هذا واتهمت الهيئة النظام السوري بمحاولة اغتيال الأسعد، وقالت إن النظام يحاول النيل من أبناء دير الزور بعد تلقيه ضربات موجعة من الجيش الحر.

واكد ابراهيم الاسعد احد اقرباء العقيد الاسعد في اتصال مع فرانس برس عبر الانترنت الخبر، مشيرا الى انه تم نقل الاسعد الى تركيا للعلاج وقال “الحمد لله حالته الان مستقرة”.

والاسعد هو من الضباط الاوائل الذين انشقوا عن الجيش السوري، وتولى قيادة الجيش الحر بعدما وقع مؤسس الجيش وقائده الاول حسين هرموش في ايدي السلطات السورية واعلنت الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الانسان في كانون الثاني/يناير 2012 انه “اعدم” على ايدي النظام.

وتراجع دور الاسعد بعد تشكيل مجالس عسكرية عدة على الارض وفي الخارج، وخصوصا منذ تشكيل هيئة اركان الجيش الحر في كانون الاول/ديسمبر 2012 التي تولى قيادتها العميد سليم ادريس.

وبات واضحا ان دور الاسعد اصبح مهمشا للغاية بعد ذلك، وان كان احتفظ بمنصبه كقائد للجيش الحر الذي يقاتل قوات النظام.

زيباري يحذر في قطر من ‘كرة اللهب السورية’.. وجودة من خلايا سورية نائمة

إستقالة الخطيب المفاجئة تفجر تحضيرات قمة الدوحة

خلافات عربية تعرقل منح مقعد بشار الاسد للمعارضة

الدوحة ـ ‘القدس العربي’ ـ من بسام البدارين: سحب قرار رئيس الإئتلاف السوري المعارض معاذ الخطيب بالإستقالة المفاجئة من منصبه مع تأكيدات لاحقة عليها ‘الدسم’ مسبقا من مشروع حيوي كان سينتهي بسابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ الجامعة العربية تتمثل في إجلاس معارض علني مكان زعيم عربي هو الرئيس السوري بشار الأسد.

هذه السابقة إقتربت منها بصبر وحماس أربع عواصم عربية هي الرياض والدوحة والقاهرة وتونس قبل بروز الاستقالة وخلق مشكلات أمام المهمة بحيث ضاقت الخيارات أمام المجموعة النشطة المهتمة بإخراج بشار الأسد تماما من النظام العربي الرسمي.

عمليا تلقى جهد الدول الأربع الذي تم ترتيبه بعمل نشط في الكواليس وبتنسيق سعودي ـ قطري رفيع المستوى ضربة موجعة باستقالة الخطيب المباغتة.

الأهم أن هذه الضربة وفقا لدبلوماسي عربي تحدث لـ’القدس العربي’ برزت في أفق تحضيرات القمة العربية من ‘مصدر مجهول’ خصوصا وأن الذرائع التي ساقها الخطيب لا تبدو مقنعة لجمهور وزراء الخارجية العرب المجتمعين في الدوحة.

رغم ذلك زار وزير الخارجية العراقي هوشار زيباري مركز الصحافيين التابع للقمة، معتبرا أن جلوس أحد معارضي بشار الأسد على مقعد سورية في الجامعة سابقة خطيرة وغير قانونية، مشيرا الى ان الجامعة إسمها جامعة الدول العربية وليس جامعة الحركات المعارضة العربية.

زيباري حذر أمام ‘القدس العربي’ من كرة اللهب التي تتدحرج من سورية باتجاه دول جوار المنطقة، موضحا ردا على استيضاح مباشر لـ’القدس العربي’ بأن تعقيدات الموقف الإقليمي لا يمكن احتواؤها وتمرير مشروع قرار باستبدال مقعد سورية بمؤسسة القمة لن يخدم مصلحة الشعب السوري وسيؤدي فقط إلى المزيد من التوتر والتشدد والعنف.

وكانت الجزائر قد ساندت العراق في التذرع بإطار قانوني يمنع الجامعة العربية من إجلاس معارض في مقعد الرئاسة السورية خلافا للعادات والأعراف ولميثاق الجامعة العربية كما أوضح زيباري.

من جانبها سارعت قطر بالتعاون مع أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي والجانب المصري لمحاولة محمومة تحاول إقناع الخطيب بالتراجع عن قراره على أمل حصول إستدراكات يمكن استثمارها اليوم الإثنين الذي يسبق قمة الزعماء لإعادة التموضع وإنتاج الموقف مجددا.

حتى مساء الأحد لا توجد مؤشرات على أن مساعي إقناع الخطيب بإرجاء إستقالته يمكنها أن تنجح حتى تكتمل خطوات المشروع القاضي بتوريث مقعد بشار الأسد لأحد معارضيه في واحدة من السوابق المهمة فيما تتهم عدة جهات بالكواليس بالضغط على الخطيب لخلط أوراق القمة قبل أن تبدأ.

بين الجهات المتهمة بخلط الأوراق موسكو وواشنطن لكن الاتهامات التي يتبادلها الدبلوماسيون والصحافيون بدون أدلة مع العلم بأن الحجة التي استخدمت عند اتخاذ قرار بإشغال مقعد سورية لصالح اتئلاف المعارضة تمثلت في الإشارة لان المسألة برمتها مرتبة ومبرمجة مع أركان المعارضة السورية.

سياسيا ساهم قرار الخطيب بـ’تفخيخ’ أجواء القمة العربية دون أن ينتهي بعد بخروجها عن السياق المرسوم على أساس قمة تمثل الشعوب وليس الحكومات العربية وفقا للصياغات التي تستخدم بكثافة في أرجاء النقاشات التحضيرية.

الأجواء الباهتة التي أصيبت بها التحضيرات بعد إعلان إستقالة الخطيب ساهمت في حرف مسار قمة الدوحة مبكرا عن هدفها المرسوم والقاضي بتوريث مقعد بشار الأسد علنا وأمام الشعوب العربية لأحد معارضيه بقرار لقمة عربية وبصورة مؤسسية.

لكن الجهات المنظمة والمتحمسة بطبيعة الحال إنشغلت في فترة مساء الأحد بالإستدراك حتى تعيد بوصلة أجندة التحضيرات إلى هدفها المرسوم وهو حصريا مشاهدة معارض للنظام السوري يجلس في مقعد مخصص لبشار الأسد ويلقي خطابا بدلا عنه في مؤسسة القمة العربية.

إستنادا إلى غالبية المراقبين كانت تلك سابقة على مستوى الجامعة العربية ستعني ‘قطيعة كاملة’ مع النظام السوري تنطوي على جرعات عداء وخصومة مباشرة غير مسبوقة.

وهي خطوة من المنطقي أن يتبعها قرار بروتوكولي يقضي بتسليم السفارات السورية في العواصم العربية التي تقيم علاقات دبلوماسية مع دمشق إلى المعارضة السورية والحكومة المؤقتة بعد تشكيلها لإن مشروع القرار العربي المتفق عليه بين وزراء الخارجية يقضي بأن يمثل سورية في الجامعة العربية الائتلاف المعارض والحكومة المؤقتة.

سياسيا سيطرت الرغبة في توريث مقعد بشار الأسد في قمة العرب على كل الأجواء والإتصالات والكواليس.

وإلى حد كبير يتصور المعنيون بأن مشروع إخراج بشار الأسد تماما من النظام العربي الرسمي لا يحظى بالضوء الأخضر الأمريكي والدولي ولم يتم التجهيز له بصورة جيدة وقد يدفع الرئيس بشار أكثر لأحضان روسيا وللتشدد ولاحقا الإنتقام من المجموعة العربية ووقف كل أشكال التجاوب مع أي إتصالات دولية أو إقليمية تحت عنوان تسوية سياسية من أي نوع.

اللافت في الأثناء أن اجتماعات تحضير القمة تتلقى إشارات متعاكسة بخصوص ترتيبات الدوحة وإستبدال الجالس على مقعد بشار الأسد من أطياف المعارضة في الداخل والخارج التي لاتبدو- كالعادة- متفقة على أي سيناريو من أي نوع.

وفي الكواليس وبعد إستقالة الخطيب وتفخيخه لأجواء القمة على نحو مباغت ومفاجىء بدأت إتصالات الأروقة بحقا عن حل أو معالجة للمطب السياسي المثير الذي صدم الجميع وتعرضت له تحضيرات القمة حيث تقلصت مساحة الحماس ويتوقع وزراء الخارجية العرب- الإثنين- يوما معقدا وصعبا من تبادل الضغوطات تحت نفس العنوان المثير المرتبط بسابقة مقعد الأسد الشاغر.

جاء ذلك فيما رفض الجيش السوري الحر الاعتراف بغسان هيتو، رئيس الحكومة الموقتة الذي انتخبه الائتلاف السوري المعارض قبل ايام، بحسب ما افاد المنسق السياسي والاعلامي للجيش السوري الحر لؤي المقداد.

وقال المقداد ‘نحن في الجيش السوري الحر لا نعترف بغسان هيتو كرئيس حكومة لان الائتلاف المعارض لم يتوصل الى توافق’ حول انتخابه الذي تم الثلاثاء في اسطنبول.

واضاف ‘اتحدث نيابة عن المجالس العسكرية ورئيس هيئة الاركان (اللواء سليم ادريس) عندما اقول اننا لا نعترف برئيس حكومة فرض على الائتلاف الوطني، بدلا من ان ينال التوافق’.

وانتخب هيتو بأصوات 35 من اعضاء الائتلاف البالغ عددهم حوالى 50 عضوا، بعد نحو 14 ساعة من المشاورات. وخرج عدد من اعضاء الائتلاف قبل التصويت على انتخابه.

الى ذلك أقر وزير الخارجية الأردني ناصر جودة ، بوجود خلايا سورية نائمة في بلاده، ووصفهم بـ ‘أولاد الحرام’، وأن المملكة لن تقف متفرجة على ‘أمور’ تحدث على حدودها مع سورية تهدد أمن ومصلحة الأردن .

وقال رئيس لجنة الشؤون العربية والخارجية بمجلس النواب بسام المناصير، إن جودة أبلغ اللجنة خلال اجتماعها به الأسبوع الماضي ‘نحن فاتحين أعيننا على من يدخل إلى الأردن أو يهدد أمنه ، ونعرف أن المؤمرات كثيرة ، ونعرف أن أولاد الحرام موجودين ، فالأردن عصي على كل هذه المؤمرات’.

إمام المسجد الحرام: البوطي ‘من أئمة البدع والضلال وبموته يخف الشر

الرياض ـ د ب أ: قال الشيخ عبدالرحمن السديس إمام وخطيب المسجد الحرام في مكة المكرمة (غرب السعودية) ان رجل الدين السوري محمد سعيد البوطي الذي قتل في تفجير في دمشق ‘من أئمة البدع والضلال وبموته يخف الشر’.

وقال السديس في بيان حول مقتل البوطي وزع مساء السبت إن ‘البوطي كان من رؤوس أهل البدع والضلال، وممن يزين للناس البدع ويغريهم بها’، مشيرا إلى أن البوطي قضى عمره ‘خادما للدولة النصيرية الملحدة، منافحا عنها في عهد الطاغية الهالك حافظ الأسد’.

وأضاف أنه ‘استمر على نهجه في عهد الطاغية بشار وكان أعظم شيخ ناصر بشار وسانده’.

وكان البوطي، الذي كان يوصف بأنه موال لنظام الأسد، قتل في انفجار بمسجد في دمشق الخميس الماضي أسفر عن مقتل 48 شخصا على الأقل.

الملف السوري ألهب نقاشات القمة العربية: إستقالة الخطيب تخطف الأبصار وخلافات ‘ربيعية’ بهيكلة الجامعة

فشل محاولة لأخراج الأسد تماما من النظام العربي وتسليم جميع سفارات دمشق للمعارضة’

الدوحة ـ ‘القدس العربي’ من بسام البدارين: فرضت الاستقالة المفاجئة التي أعلنها رئيس الائتلاف السوري المعارض معاذ الخطيب نفسها على أجواء قمة الدوحة العربية في الوقت الذي حسم فيه وزراء الخارجية بعد مناقشات مطولة مسألة المقعد السوري الشاغر في مؤسسة القمة العربية لصالح الائتلاف السوري المعارض.

وبدأت محاولات دبلوماسية عربية عبر إتصالات خاصة مع الخطيب تعمل على ثنيه عن الاستقالة لإنجاح حضوره شخصيا ممثلا للشعب السوري بدلا من الرئيس بشار الاسد في إجتماعات القمة التي ألهب تنسيقاتها التحضيرية مجددا الملف السوري وسط إنطباع عام بأن قمة الدوحة ستنتهي بإخراج الأسد تماما من النظام الرسمي العربي.

ويحاول وزراء الخارجية العرب توفير السبل للإتفاق على جميع القضايا والملفات العالقة قبل إجتماع الزعماء العرب صبيحة الثلاثاء كما هو مقرر فيما تبدأ الإثنين إتصالات الكواليس بين الوزراء العرب للإتفاق على صيغة للبيان الختامي.

ووضعت قطر بعد تسلمها رئاسة القمة ثقلها وراء قرار يقضي بالموافقة على تمثيل سورية عبر أقطاب المعارضة، فيما لم تتضح بعد تأثيرات إستقالة الخطيب على مسألة التمثيل السوري والإنعكاسات على رهانات بعض الوزراء العرب الذين دفعوا بقوة لتمكين الخطيب تحديدا من وراثة مقعد سورية في مؤسسة القمة وليس غسان هيتو رئيس وزراء الحكومة المؤقتة.

وفي حال تجاوز مسألة تمثيل سورية بإجتماعات التحضير سيتفرغ الوزراء العرب للبنود الاخرى على جدول الأعمال وأهمها تماما ملف إعادة هيكلة مؤسسات الجامعة العربية وهو موضوع ينطوي على خلافات أيضا بين محور دول الربيع العربي التي ترغب في أن تعكس الجامعة تمثيل الشعوب وليس الحكومات فيما ترغب دول أخرى بان يتم تطوير مؤسسات الجامعة بدون تعديلات جوهرية على أساسها.

وحظيت القضية الفلسطينية بالمرتبة الثالثة من الإهتمام في مجمل وثائق وإجتماعات القمة العربية حيث لم تبرز اي مستجدات على هذا الصعيد خارج سياق العبارات الكلاسيكية التي تتضامن مع الشعب الفلسطيني وتتحدث عن تعزيز مخصصات دعم المسجد الاقصى.

ومن جانبها، إختصرت محطة ‘الجزيرة’ مضمون الرسالة التي ترغب بها دولة قطر من وراء القمة العربية التي تنعقد في الدوحة وسط ظروف عامة بالغة التعقيد عندما أشارت في مقدمة برنامجها الإخباري للسؤال المركزي الذي يتردد في أروقة وكواليس القمة العربية: هل ستكون قمة الشعوب العربية وليس الحكومات؟

المعنى واضح سياسيا على الأقل بالنسبة للدولة القطرية المضيفة فكل تفكير مؤسسات الدول الراعية للربيع العرب أو التي طالتها موجات الربيع العربي منصرف حول هوية تمثيل دول الربيع في القمة فالإستعدادات كبيرة جدا لإستقبال الرئيس المصري محمد مرسي والموضوع الأصعب الأكثر إثارة للجدل كان بعنوان خلافة بشار الأسد في إشغال مقعد سوريا الشاغر في مجلس القمة العربية.

في المسألة السورية حصريا حضر جميع وزراء الخارجية العرب بأجندات بلادهم السياسية وبرزت الخلافات مبكرا حتى قبل إنعقاد الوزاري العربي وعلى مستوى مندوبي الجامعة العربية وفكرة الخلاف تمحورت حول مسألتين : هل تسمح مؤسسة القمة العربية بتمثيل المعارضة بدلا من النظام السوري؟.. ومن هو الخليفة الذي سيجلس في القمة بديلا عن بشار الأسد ويخاطب الشارع العربي؟

وفي الكواليس جهز القطريون أنفسهم لهجمة دبلوماسية صلبة حاملين مشروعهم المقترح بعنوان الحسم وعدم التردد وتمكين رئيس الوزراء المؤقت غسان هيتو فورا من الجلوس بمكان بشار الأسد فيما كانت دول أخرى تعمل على تسليم مقعد سوريا الشاغر لمعاذ الخطيب رئيس الإئتلاف السوري المعارض بصفته يمثل إطارا أوسع من الحكومة المؤقتة.

تشكلت بطبيعة الحال جبهة معاندة فورا لهذا الإتجاه قادها وزير خارجية العراق هوشار زيباري بمساندة نظيره الجزائري فيما بقي وزير خارجية الأردن ناصر جوده منتظرا يبحث عن فرصة لإقتناص قرار يخفف من حدة الحماس القطري بمساعدة دول من بينها السودان وفلسطين واليمن وهو حماس دعمه المصريون بقوة وكذلك التونسيون.

في السياق أخفق إقتراح للأردن بتأجيل المسألة برمتها وبعد ساعتين من المفاوضات المكثفة تقرر الإتجاه العام لصالح (إستبدال) متكامل للتمثيل السوري إيذانا بصفحة جديدة في مناصرة الشعب السوري والقيام بالواجب تجاهه كما قال نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية الذي ألقى خطابا في الإفتتاح بدا واضحا عموما انه مفصل على قياس الموقف السياسي لقطر ولمصر حصريا.

وعلى هذا الأساس تقرر جلوس أقطاب معارضة لبشار الأسد في مكانه بالقمة العربية، الأمر الذي يعني عمليا خروج نظام بشار الأسد من النظام العربي الرسمي تماما والذي سينقل مؤسسة الجامعة العربية لخطوة أكثر أهمية تخطط لها الدوحة جيدا لاحقا.

وتتمثل هذه الخطوة في سحب تسع دول عربية لا زالت تقيم علاقات دبلوماسية مع نظام بشار الأسد لسفرائها وطرد سفراء بشار الأسد وتسليم مقرات السفارات السورية بالخارج إلى التمثيل الجديد الذي كان الإئتلاف السوري المعارض هو المرشح الأبرز لقيادته.

خطوة السفارات وكما علمت ‘القدس العربي’ بحثت في الكواليس لكنها تركت مؤقتا بسبب حساسيتها المفرطة لمشاورات مغلقة قبل تحولها إلى قرار للجامعة العربية حيث لا زالت سفارات نظام بشار تعمل بتسع من الدول العربية على الأقل.

وبرز في غضون الساعة الأخيرة في العاصمة القطرية الدوحة أن السيناريو القطري الذي يسعى لإجلاس أحد أقطاب المعارضة السورية في المقعد الشاغر بصفة رسمية بإسم سورية هو الذي إنتصر في النهاية بعد خلافات الكواليس.

ويبدو في السياق أن أحد المعارضين البارزين لنظام الرئيس بشار الأسد في طريقه للجلوس في مكانه على هامش إجتماعات القمة العربية التي بدأت بإجتماعات الوزاري العربي رسميا في الدوحة ظهر الأحد.

ولم تتحدد بعد هوية المعارض الذي سينال هذا الشرف بقرار من المجموعة العربية حيث رجحت مصادر بأن يتولى رئيس الإئتلاف المعارض أحمد معاذ الخطيب وليس رئيس وزراء الحكومة الإنقتالية غسان هيتو هذه المهمة. كان هذا قبل استقالة الخطيب.

وفيما تؤيد قطر تمكين هيتو من الجلوس على المقعد الشاغر إتجهت البوصلة عمليا لمعاذ الخطيب بصفته ممثلا لإئتلاف عريض على أن يتواجد هيتو في الوفد الرسمي.

وكان عدم تشكيل الحكومة المؤقتة كاملا ذريعة إستخدمت بقوة من قبل الأطراف التي تدفع بإتجاه الخطيب بصفته ممثلا لإطار أعرض قليلا من إطار هيتو.

وبدأت بعد ظهر الأحد في العاصمة القطرية إجتماعات وزراء الخارجية العرب التحضيرية للقمة العربية بعد خلافات واضحة المعالم في الكواليس إنشغلت بها أوساط القمة تحت عنوان تمثيل المقعد الشاغر بإسم سورية في إجتماعات القمة.

وبقي وزراء الخارجية لأكثر من ساعتين قبل الإجتماع الرسمي وهم في حالة تجاذب وتجادل ومحاولات للوصول إلى سيناريوهات محددة قبل الدخول لقاعة الإجتماع الرئيسية.

ولاحظت ‘القدس العربي’ بأن وزراء الخارجية العرب ومرافقيهم حاولوا الدخول إلى الإجتماع الرسمي بأي صيغة توافقية حول مشروع قرار إداري يحدد من سيخلف الرئيس السوري بشار الأسد في إلقاء خطاب سورية في القمة وفي الجلوس مكانه.

وبرزت مفاوضات كواليس في فندق الشيراتون الضخم قبل الدخول إلى قاعة الإجتماع الرئيسية وسط تباين حاد في وجهات النظر على خلفية سياسية.

نشاط لافت للقرضاوي ضد النظام السوري.. والجزائر والعراق قادا معسكر رفض جلوس المعارضة بمقعد بشار الشاغر

بسام البدارين

الدوحة ـ ‘القدس العربي’ يمكن تلمس النشاط الواضح الذي يظهره العلامة الشيخ يوسف القرضاوي ليس على صعيد مساندة القمة العربية المرتقبة في الدوحة.

ولكن الأهم على صعيد تمهيد الأرضية السياسية والبروتوكولية لأقسى قرارات ممكنة ضد نظام الرئيس السوري بشارالأسد والعمل بالنتيجة على إحلال المعارضة السورية كبديل مباشر لنظام بشار في كل أروقة وكواليس القمة العربية. القرضاوي إستبق الجميع بدعوات سياسية ومناشدات دينية الطابع تحذر القادة والزعماء العرب من تجاهل المصير الذي يواجهه الشعب السوري عبر نداء خاص سبق كل الفعاليات التحضيرية بعنوان إنقاذ الشعب السوري. المسألة تطلبت إعلاميا وسياسيا تحدث القرضاوي بصفته رئيسا لعلماء المسلمين وتوجيه إتهام مباشر لنظام الرئيس بشار بقتل العالم الكبير محمد سعيد البوطي وسط ماكينة دبلوماسية عربية تعمل بحماس لصالح قرار عربي بالإجماع يخرج نظام بشار تماما وبصورة قطعية ونهائية من النظام العربي.

واضح تماما ومن كواليس إجتماعات التحضير على مستوى مندوبي الجامعة العربية بأن خمس دول عربية تعمل على مشروع كبير لصالح إعلان طرد وفصل سورية بشار الأسد من المجموعة العربية وتجاوز قصة تجميد مقعد سورية.

هذه الدول هي قطر ومصر وليبيا وتونس وتساندها السعودية بطبيعة الحال والمجموعة الخليجية مع حركة فاترة في السياق لكل من البحرين والكويت كما فهمت ‘القدس العربي’ مقابل جبهة من تسع دول عربية تحاول إعاقة مشروع رسم مقعد سورية في أحضان المعارضة بحجج وذرائع متعددة أغلبها ذات طابع بروتوكولي وفني وتحت غلاف سياسي. دول الضد في هذا الإتجاه هي العراق والجزائر بشكل أساسي وفي المرتبة التالية الأردن والمغرب مع معسكر الذرائع النظامية والبروتوكولية دون إتخاذ موقف واضح ومحدد من دول أخرى بينها لبنان وسلطة عمان وفلسطين فيما تظهر كل من اليمن والسودان مواقف غير متحمسة إطلاقا لإجلاس أقطاب المعارضة السورية بالخارج في المقعد الشاغر بإسم سورية.

الحجج البروتوكولية التي تستخدم في هذا الاتجاه متعددة ومتنوعة وتتحدث عن موانع بروتوكولية ناتجة عن عدم وجود حكومة سورية متكاملة مع طاقم وزاري موجود علي ارض سورية تنفيذا لبروتوكولات ميثاق الجامعة العربية. بين الحجج أيضا عدم وجود نصوص في ميثاق الجامعة تسمح بأن تتصدر حكومات المنفى منابر مؤسسة الجامعة وتلك حصريا حجة تطرحها كل من عمان و بغداد في الوقت الذي يحاجج الاتجاه المعاكس بأن صلاحيات رئاسة القمة تسمح للدولة المضيفة بدعوة من تريد لحضور الاجتماعات وإلقاء خطاب.

قطرضغطت بدورها لكي يوافق وزراء الخارجية العرب على تمكين ممثل سورية الجديدة وهو أحد أقطاب الائتلاف المعارض من حضور الاجتماع المغلق وإلقاء كلمة سورية رسميا مستندة الى قرارات الجامعة العربية التي منحت المعارضين لبشار الاسد صفة تمثيل سورية بدلا من النظام الحالي.

مقابل ذلك دعا الوفد التحضيري العراقي بإسناد أردني وجزائري خفي الى إستضافة المعارضة السورية دون تمكينهم من الجلوس على المقعد الشاغر بحجة تأثيرات عكسية خطيرة لقرار من هذا النوع على موقف المجتمع الدولي من ملف إنتقال السلطة والتسوية السياسية للأزمة السورية.

طيار سوري منشق يزعم انه قام بعشرين رحلة لطهران ونقل اطنانا من العملات النقدية من روسيا

اسلحة سورية وراء عودة العلاقات التركية الاسرائيلية وكيري يخير بغداد بين تفتيش الطائرات الايرانية او تهميش في مرحلة ما بعد الاسد

لندن ـ ‘القدس العربي’: وزير الخارجية الامريكي جون كيري يزور العراق فجأة لاقناع الحكومة العراقية بوقف مرور الاسلحة الايرانية عبر اجوائها للنظام السوري، وتخييرها بين عزلة عن النقاش حول مستقبل سورية او دور فاعل. والمخاوف من اسلحة الدمار الشامل السورية كانت وراء الاعتذار الاسرائيلي لتركيا وذلك حسبما كتب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو على الفيسبوك الخاص به، حيث قال ان هناك حاجة للتعاون بين البلدين فيما يتعلق بالازمة السورية.

وقال نتنياهو ان تصاعد الازمة السورية في الوقت الحالي كان من اهم الاعتبارات في نظري. وهو ما دعاه الى الاتصال هاتفيا برئيس الوزراء التركي طيب رجب اردوغان يوم الجمعة والاعتذار اليه عن عملية الكوماندو على اسطول الحرية في عام 2010 والتي قتل فيها 13 ناشطا تركيا، حيث ظلت الحكومة التركية تطلب اعتذارا اسرائيليا رسميا كشرط لاعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. وفي الوقت الذي وصلت فيه الحرب الى تركيا من خلال مئات الالاف من اللاجئين فاسرائيل تصلها الحرب في سورية بين فترة واخرى، من خلال قنابل هاون تطلق وتوغلات للجيش السوري في المنطقة العازلة في مرتفعات الجولان التي يتخذها المقاتلون المعارضون لنظام بشار الاسد ملجأ امنا. فيما حذر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون من مخاطر الوضع على عمل وحدات المراقبة الدولية والاستقرار الذي تعيشه المنطقة منذ حرب عام 1973 وذلك في رسالة داخلية ستناقش في مجلس الامن هذا الاسبوع. واضافة لمخاوف اسرائيل من وصول الحرب الى حدودها الشمالية فعينها على الترسانة الكيماوية التي تملكها سورية وتخشى ان تقع في يد الجماعات المتطرفة او حزب الله. وعلق ياكوف اميدرور مستشار نتنياهو لشؤون الامن القومي ان توقيت المصالحة بين تركيا واسرائيل مناسب ‘لان هناك بلدا ينهار يقع بيننا وبين تركا ويملك ترسانة كيماوية’ كما قال.

خلاف في دبلن

ومستقبل سورية مرتبط بالحديث عن تسليح المعارضة حيث فشل وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي بالاتفاق في اجتماعهم يوم السبت في قلعة دبلن بايرلندا على آلية لتسليح المعارضة او عدم تسليحها، حيث دعت بريطانيا الى تخفيف حظر تسليح المعارضة، ولكن دعوة وزير الخارجية ويليام هيغ ووجهت بمعارضة من الدولة المضيفة ايرلندا وفنلندا وبلجيكا. فقد قال وزير الخارجية الايرلندي امنون غيلمور ان تقديم اسلحة جديدة للمعارضة سيؤدي الى قتلى جدد. كما عبر وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي عن قلقهم من وقوع الاسلحة في يد الجماعات المتطرفة، مع انهم اتفقوا الشهر الماضي على تخفيف نظام الحظر والسماح للدول بارسال اجهزة شبه قتالية للمعارضة، وقامت بريطانيا بنقل معدات من مثل ستر واقية وعربات مصفحة للمعارضة الاسبوع الماضي. وقالت كاثرين اشتون، مفوضة الاتحاد للشؤون الخارجية ان ‘الاتحاد الاوروبي متحد في البحث عن حل سياسي لانهاء المشكلة في سورية ودعم الشعب في الوصول للمستقبل الذي يرغب به’. وقالت في الكلمة الختامية ان الاتحاد سيعمل على التواصل مع الاطراف المعنية للدفع تجاه الحل السياسي. وضمن هذا الحراك الدولي حول سورية، وتسليح المعارضة واسلحة الدمار الشامل كانت زيارة جون كيري لبغداد.

كيري والدور العراقي

فقد حمل كيري في زيارته المفاجئة الى بغداد واجتماعه يوم امس مع نوري المالكي، رئيس الوزراء العراقي رسالة مفادها انه ان اراد العراق ان يكون له دور في ترتيبات مرحلة ما بعد الاسد فعليه اتخاذ الاجراءات المناسبة ووقف الرحلات الجوية للطائرات الايرانية المحملة باسلحة لدعم النظام السوري، وذلك حسب مسؤول كان مرافقا لكيري في زيارته.

وتعتبر الزيارة الاولى لكيري منذ زيارة هيلاري كلينتون عام 2009 وجاءت تعبيرا عن القلق الامريكي حول تصاعد الازمة في سورية، والدور العراقي حيث يقول مسؤولون في الخارجية ان الرحلات الجوية من طهران الى دمشق تحدث يوميا، حيث اصبح المعبر الجوي من ايران لسورية عبر العراق شريان الحياة الرئيسي للنظام السوري، وتنقل عبره الذخيرة والصواريخ والقنابل وقطع الغيار التي يحتاجها الجيش السوري الذي يواجه معركة على اكثر من جبهة ويتراجع يوميا عن مواقع استراتيجية. ويقول مسؤولون امنيون امريكيون اشارت اليهم صحيفة ‘نيويورك تايمز’ الى وجود خطوط امداد برية من ايران لسورية. فيما قال مسؤول امريكي آخر لواشنطن بوست ‘نعرف ما تحتوي عليه الشحنات’. وكان المسؤولون الامريكيون قد طلبوا تفتيش الطائرات الايرانية المارة عبر الاجواء العراقية في مطار بغداد لكن العراقيين قاموا بعمليتي تفتيش فقط في تموز (يوليو) الماضي، واحدة منها تمت على طائرة ايرانية عائدة من دمشق بعد ان افرغت حمولتها. ويؤكد الايرانيون ان الطائرات تحمل مساعدات انسانية. ولدى ايران الكثير كي تخسره حالة سقط نظام الاسد وكذا العراق الذي يخشى من تعزز قوة السنة الذين همشتهم حكومة المالكي وكانوا الخاسرين من الاطاحة بنظام صدام حسين قبل عشرة اعوام.

تحد للاستراتيجية

ولان العراق لا يملك قوات سلاح جو، وكانت القوات الامريكية هي التي تحرس الاجواء فبغداد ليست قادرة على حماية اجوائها. وتقول صحيفة ‘نيويورك تايمز’ ان الطائرات الايرانية تمثل تحديا لاستراتيجية ادارة اوباما في سورية العاملة على تغيير المعادلة ومنع الاسد من تحقيق انتصار عسكري على قوات المعارضة. وكان روبروت فورد، السفير الامريكي في سورية قد قال في شهادة امام الكونغرس الاسبوع الماضي ان الدعم الروسي والايراني اعطى الاسد احساسا بقدرته على الانتصار على المعارضة. وكان كيري قد دعا في ايلول (سبتمبر) الماضي الى ربط الادارة دعمها للعراق بقيام المالكي بتفتيش الطائرات الايرانية في طريقها لسورية، حيث قال بصفته رئيسا للجنة الشؤون الخارجية انه ‘علينا ربط دعمنا او بعضه برد مناسب’ من الحكومة العراقية. وعلى خلاف اللهجة التصادمية هذه يقول المسؤولون ان كيري كان مباشرا وقام بتمرير الرسالة للمالكي والتي تقول ‘عليك ان لا تكون داعما للاسد بالطريقة التي تقوم بها الآن’ هذا ان ‘كان العراق يرغب في لعب دور في النقاش الدولي حول مستقبل سورية’.

شاركت في رحلات جوية

وفي نفس السياق نقلت صحيفة ‘صاندي تلغراف’ عن طيار منشق عن الجيش السوري قوله انه قام برحلات جوية سرية لنقل اموال واسلحة للنظام في سورية من روسيا، حيث قال انه قام وزملاء اخرون بقيادة طائرات تجارية مرتين او ثلاث مرات في الشهر لنقل اسلحة واموال من روسيا، بما فيها كميات من الدولارات واليورو يحتاجها النظام. واشارت الصحيفة الى اسم الطيار الذي قام بعشرين رحلة جوية الى ايران وذلك لنقل اسلحة ايرانية ومتفجرات. وقال نظام انه قام برحلتين وحده. وتقول الصحيفة ان رواية الطيار يبدو انها تؤكد تقارير امنية غربية عن ان النظام السوري يتلقى دعما من روسيا وتدعمه ايران بالسلاح. والتقت الصحيفة مع الطيار المنشق في قرية اردنية على الحدود مع سورية حيث هرب مع عائلته في شهر ايلول (سبتمبر) الماضي. ويقول نظام انه قرر الانشقاق مع انه كان من المؤيدين للنظام، وذلك بعد سجنه مع زملاء له ستين يوما على خلفية تحطم طائرة حامت شكوك النظام حول اسباب تحطمها. ويعيش الطيار مع عائلته في شقة قدمها له اردنيون متعاطفون في بناية تعيش فيها 26 عائلة. ويقول انه سافر خلال عمله للهند وروسيا وشمال افريقيا وحتى انكلترا. وانه حمل معه ‘ كل انواع المساعدات الانسانية والادوية واحيانا الاسلحة، ولكن الان ليس جيدا لان الاسلحة تستخدم ضد المدنيين’ حسب قوله. ويصف رحلاته التي قام بها لروسيا وايران منها واحدة في شهر نيسان (ابريل) الماضي حيث حلق فوق العراق وايران واذربيجان الى روسيا لنقل الاموال النقدية، والتي كانت زنتها 30 طنا. واضاف ان بعض الاموال جاءت من بلدة بيرم التي تطبع فيها العملات النقدية و ‘عندما هبطنا في مطار دمشق، كانت بانتظارنا سيارات امن حيث نقلت الاموال للبنك المركزي السوري’. وقال ان الرحلات الخاصة كانت تسير ثلاث مرات في الشهرـمضيفا ان الشحنة كانت تحتوي في كل مرة نفس العملات دولارات ويورو وليرات سورية. وبحلول شهر آب (اغسطس) كانت هناك 15 رحلة مماثلة. وقال انه قام برحلتين كان على متنها السفير الايراني في دمشق حيث عادت الطائرة محملة، ومع انه لم يعرف طبيعة الشحنة الا انه نصح بتجنب الاضطرابات الجوية لان الشحنة الثقيلة 40 طنا تجعل الطائرة غير قادرة على تحملها، مشيرا انها طريقة غير صريحة للتحذير من ان الطائرة كانت تحمل متفجرات. وقال ان عدد الرحلات التي سيرت من هذا النوع في الفترة ما بين نيسان (ابريل) تموز (يوليو) 2011 وصل الى عشرين رحلة، حيث قال ان الطيارين حصلوا على اذن خاص من وزارة الخارجية العراقية للتحليق فوق الاجواء العراقية. ويقول ان الطائرات التي قادها تعود لسلاح الجو السوري ولكن عندما كانت تسافر للخارج كانت تقدم على انها جزء من الطائرات المدنية التابعة للخطوط السورية. وكان كل العاملين عليها من الجيش السوري ومع ذلك يحملون بطاقات مدنية.

الجهاديون والسلاح الكيماوي

ولا يمكن فصل التحركات الدبلوماسية الحثيثة عن الاتهامات المتبادلة بين الحكومة في دمشق والمعارضة حول استخدام السلاح الكيماوي في حلب وضواحي دمشق. وقد اعلنت الامم المتحدة عن فتح تحقيق في الموضوع فيما هدد الرئيس باراك اوباما اثناء زيارته لاسرائيل والمناطق الفلسطينية قائلا ان استخدام النظام للسلاح يعني تغيير لقواعد اللعبة. وعلى الرغم من ان ادلة لم تظهر بعد من التحقيق الذي دعت اليه الحكومة السورية الا ان مصدرا مقربا من الجيش السوري وصف للقناة الرابعة البريطانية ما حدث يوم الثلاثاء الماضي، حيث قال ان الجيش يعتقد ان الصاروخ المصنع محليا كان يحتوي على مواد كلورين من ذلك الذي يستخدم في حمامات السباحة ومعروف باسم ‘سي الـ 17’ ويقول الجيش ان الرأس الذي حمله الصاروخ حمل غاز تم تذويبه في مادة السالين، حيث سقط في خان العسل غرب حلب. وقال المصدر ان المنطقة تخضع لسيطرة الحكومة منذ 13 اذار (مارس) وتعتبر من المناطق التي تشهد معارك مستمرة وعادة ما يتداول سيطرتها النظام والمعارضة بشكل مستمر، وتتعرض المنطقة التي يعيش فيها سوريون شيعة لهجمات مستمرة من الجماعات الجهادية. وتقول رواية الجيش ان الصاروخ المصنع محليا اطلق على مركز تفتيش تابع للجيش يقع في مدهل البلدة وكان الاثر المباشر هو التقيؤ والدوخان والاختناق اصاب من كانوا في المكان عندما سقط الصاروخ. وقال مصدر اخر انه شاهد الجنود السوريين وهم يساعدون في نقل المصابين في مكان الحادث. ومن بين القتلى الـ 26 في الحادث هناك جنود سوريون وهو ما لم يشكك به اي من الطرفين. واكد المصدر العسكري للقناة الرابعة ان تقارير المدفعية من الجيش السوري تقترح اطلاق صواريخ صغيرة من محيط منطقة الباب القريبة من حلب والتي تقع تحت سيطرة جبهة النصرة التي يعتقد انها مرتبطة بتنظيم القاعدة ووضعتها الولايات المتحدة العام الماضي على قائمة الجماعات الارهابية. ويعتقد المسؤولون الامريكيون وخبراء مستقلون في الاسلحة ان المعارضة المسلحة او النظام ربما استخدموا اسلحة كيماوية بدائية وذلك بعد دراسة التقارير التي نقلها التلفزيون الرسمي واشرطة الفيديو التي وضعتها المعارضة على الانترنت.

مناع: استقالة الخطيب متوقعة بعد أن أيقن بأن الائتلاف تركيبة حزبوية مغلقة

لندن ـ يو بي أي: اعتبر رئيس هيئة التنسيق الوطنية في المهجر، هيثم منُاع، استقالة رئيس ‘الاتئلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية’ أحمد معاذ الخطيب ليست مفاجئة، وجاءت بعد أن أيقن بأن الائتلاف هو عبارة عن تركيبة حزبوية مغلقة.

وقال منّاع ليونايتد برس انترناشونال عبر الهاتف الأحد إن الخطيب ‘لم يعد بامكانه الاستمرار لوجود فئة في الائتلاف تملك أغلبية ثابتة وتحول دون أي تصور اصلاحي، وهي تكتل الأخوان المسلمين’.

واضاف ‘سعينا مع أكثر من طرف لأن يبقى الخطيب في منصبه نظراً لأهمية المكان الذي يشغله والمواقف الجريئة الأخيرة التي اظهرها، سواء حيال المتطرفين أو الحل التفاوضي، والتي لم يجرؤ عليها أشخاص معارضون يعتبرون أنفسهم ليبراليين’.

وأكد منّاع بأن استقالة الخطيب ‘ستجعل الائتلاف يذهب كسيحاً إلى الدوحة للمشاركة في القمة العربية، وتدفع وزارة الخارجية القطرية إلى السعي لاخراجه من العناية المشددة، وستؤدي إلى اضعاف الموقف التركي ـ القطري لانعدام ثقة أطراف اقليمية ودولية كثيرة بجدوى الاستمرار في دعم الائتلاف’.

وقال ‘اعتقد أن عملية اعادة تشكيل هيكل مدني ديمقراطي واسع للمعارضة السورية يعيد تصنيف وفرز القوى المعارضة بدأت الآن بشكل جدي على أسس مدنية وديمقراطية’.

وجاءت استقالة الخطيب قبل يومين من القمة العربية التي تستضيفها قطر، حيث كان من المقرر أن يشارك فيها إلى جانب رئيس الحكومة المؤقتة غسان هيتو.

مقتل اماراتي يرأس مجموعة اسلامية صغيرة اثناء القتال في سورية

دبي ـ ا ف ب: قتل رئيس مجموعة اسلامية صغيرة في الامارات خلال القتال في سورية ضد قوات نظام الرئيس بشار الاسد، حسبما افادت مجموعات اسلامية في ثلاث دول خليجية في بيان حصلت عليه وكالة فرانس برس مؤخرا.

واكدت ‘احزاب الامة’، وهو مجموعات صغيرة غير شرعية في الكويت والسعودية والامارات، ان محمد العبدولي قتل خلال القتال في محافظة الرقة بشمال سورية حيث حقق المسلحون المعارضون نجاحا. وذكر البيان ان العبدولي، وهو ضابط متقاعد في الجيش الاماراتي من امارة الفجيرة وسجين سابق، كان رئيس حزب الامة في الامارات التي تحظر قيام الاحزاب.

وكان العبدولي سجن لمدة سنتين اعتبارا من العام 2005 دون محاكمة بحسب البيان الذي ذكر بانه احتفظ سرا بمنصبه كرئيس للحزب.

ونشر شريط على موقع يوتيوب في اب (اغسطس) الماضي يظهر رجلا يقرأ اول بيان لـ’حزب الامة في الامارات’، مشيرا الى ان الحزب سلمي يطالب باصلاحات.

وكان ‘حزب الامة’ اعلن اول مرة في الكويت في 2005، وفي 2011، اعلن 11 ناشطا في السعودية تأسيس حزب الامة في المملكة. واعتقل خمسة من هؤلاء في الايام التي تلت الاعلان.

وزير الخارجية الأردني يقرّ بوجود خلايا سورية نائمة في بلاده ويصفهم بـ’أولاد الحرام

عمان- يو بي آي: أقر وزير الخارجية الأردني ناصر جودة، بوجود خلايا سورية نائمة في بلاده، ووصفهم بـ’أولاد الحرام’، وأن المملكة لن تقف متفرجة على ‘أمور’ تحدث على حدودها مع سورية تهدد أمن ومصلحة الأردن.

وقال رئيس لجنة الشؤون العربية والخارجية بمجلس النواب بسام المناصير، إن جودة أبلغ اللجنة خلال اجتماعها به الأسبوع الماضي ‘نحن فاتحين أعيننا على من يدخل إلى الأردن أو يهدد أمنه، ونعرف أن المؤمرات كثيرة، ونعرف أن أولاد الحرام موجودين، فالأردن عصي على كل هذه المؤمرات’.

وأضاف جودة أن ‘الموقف السياسي الأردني من سورية ينبع من مصلحته الوطنية وهو عدم التدخل في الشأن الداخلي للغير، وهذا لا يعني أن نقف متفرجين على أمور تحدث على حدودنا ( الشمالية ) مع سورية، تهدد أمن ومصلحة بلدنا’.

وحول الأزمة في سورية، قال جودة أن ‘علاقات الأردن مفتوحة مع الجميع وهذا ما يميز بلدنا’.

وأوضح أن ‘ العالم كله يحسد الأردن على هذا الموقف، وقد عبرنا عنه بوضوح ونتحدث بجرأة ولا نخشى لومة لائم’.

وأضاف جودة ‘مصلحة الأردن هي أن لا تنزلق سورية إلى الدمار والحرب الأهلية، وما يحصل الآن في هذا البلد حرب أهلية ذات طابع سياسي، وقد تنزلق إلى حرب أهلية ذات طابع طائفي عرقي’.

وحول إقامة مناطق عازلة داخل الأراضي السورية قال جودة ‘هذا أمر ليس بالسهولة، ويحتاج إلى قرار من مجلس الأمن، وهذا يتطلب أن يتدخل الجيش الأردني في سورية جوا ليحمي المناطق العازلة’.

وأوضح أن ‘الحديث الآن، يجب أن يكون نحو إقامة مناطق إنسانية يسمح بدخول المساعدات الإنسانية، وهذا على ما أطن مقدور عليه أكثر من إقامة مناطق عازلة’.

وكان وزير الخارجية الأردني ناصر جودة، أعلن يوم الأحد الماضي، إن بلاده ليس في نيتها إغلاق الأبواب مع النظام السوري وإنها لن تقطع شعرة معاوية معه.

قمّة فوضى بلاد الشام

تستعد الدوحة لاستضافة ما يمكن وصفه بـ«قمة فوضى بلاد الشام» غداً، في ظل انقسام في صفوف المعارضة، هو الأعمق منذ تشكلها برعاية خليجية غربية في محاولة لإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، ويأتي في ظل استعدادات لتعميم حال الفوضى بما يشمل لبنان والعراق والأردن. استقالة حكومة الرئيس نجيب ميقاتي في لبنان ليست بعيدة عن هذا السياق، الذي يجهد لدفع بلاد الأرز إلى فتنة ترتدي لبوساً مذهبياً بما يغرقها في فوضى، الهدف الأساس منها إشغال حزب الله وتهديده ومحوره. كذلك الأمر بالنسبة إلى الضغوط الرامية إلى دفع الأردن إلى التورط المباشر بالأزمة السورية. خطوة لا شك في أنها ستنعكس سريعاً أزمة داخل المملكة، أقطابها جماعة الإخوان المسلمين والمجموعات الفلسطينية التي تدور في فلكها، والتي سترى في ذلك متنفساً لها لانتزاع مكاسب من النظام، حيث ستجد المؤسسات العسكرية والأمنية، ومعها التيارات السياسية القومية واليسارية، نفسها تنزلق في مواجهة مع التيارات الإسلامية من الممكن للمرء توقع كيف تبدأ، لكن من الصعب استشراف الطريقة التي ستنتهي فيها. حتى العراق، حيث تدفع تركيا ودول الخليج وخلفها القسم الأكبر من الغرب نحو فوضى تجهد سلطات بغداد ومن خلفها الحليف الإيراني لإبقائها مضبوطة، ليس في منأى عن جهود تسعير المواجهة. حكومة نوري المالكي تدرك جيداً البعد الداخلي للأزمة. لكنها في الوقت نفسه مقتنعة بهيمنة العامل الإقليمي: تحريك المناطق الغربية ليس سوى رسالة ابتزاز لطهران تضع عاصمة العباسيين في مقابل عاصمة الأمويين. زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري المفاجئة للعراق لافتة جداً في دلالاتها. تأكيده على ضرورة إجراء الانتخابات في موعدها، رغم علمه بأن الحالة الأمنية المزرية في الأنبار ونينوى ليست بريئة.

كل ذلك يحصل، فيما المبعوث الدولي الأخضر الابراهيمي يواجه تحدياً قد يدفعه الى ترك مهمته، علماً بأن هناك اتصالات جارية معه من قبل الأميركيين والروس لإجل إقناعه بالبقاء لفترة إضافية، في وقت يجري فيه الإعداد لمعركة كبرى للسيطرة على شمال سوريا، على ما تفيد المعلومات التي تضيف إنه يجري العمل حالياً، بعد إطاحة رئيس الائتلاف الوطني المعارض، أحمد معاذ الخطيب، على تشكيل مجلس عسكري جديد يضع «الجيش الحر» والمجموعات الإسلامية تحت سيطرته، على أن يتبع مباشرة للأتراك والخليجيين.

ولا يمكن هنا المرور على استقالة الخطيب بوصفها حدثاً عابراً، وخاصة أن حيثياتها تبدو أكثر تعبيراً منها. وفي هذا الإطار، تؤكد مصادر واسعة الاطلاع أن الدافع الأساس لهذه الاستقالة، أو ما يعرف بالشعرة التي قصمت ظهر البعير، كان تشكيل «الحكومة المؤقتة» في خطوة اعتبرها الخطيب عملاً تقسيمياً. وأراد الخطيب، على ما تفيد المصادر، من خطوته تلك إحراج قطر عشية قمة الدوحة التي تريد تطويب مقعد سوريا في الجامعة لرئيس الحكومة السالفة الذكر، غسان هيتو. كما أراد التأكيد على أنه عصيّ عن تلقي الأوامر. ولعل خشيته الحارقة، هو الدمشقي الأصيل، مما ينتظر بلاده وعاصمتها خلال الأسابيع المقبلة من هول دموي، أدت دوراً كبيراً في قراره. يضاف إليه طبعاً سخطه وغضبه وتأثره باغتيال العلامة الإسلامي محمد سعيد البوطي، ورعبه من تفشي تنظيم «القاعدة» وأخواته من التنظيمات التكفيرية، وقلة حيل مجموعته (التي تتحلق حول السياسي والداعية الإسلامي عصام العطار الذي سبق أن شغل منصب المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا)، أمام القيادة الحالية المتنفذة والمتشددة لـ«الإخوان».

ولا شك أيضاً في أن للخطيب حساباته السياسية، في مقدمها أن شعبيته في الشارع السني بنيت على ميله إلى التسوية لا إلى التصعيد واستمرار المواجهة المسلحة. وهو لا بد أنه يدرك أن المزاج العام للمدن السورية قد عيل صبره وبات يبحث عن خاتمة تضع حداً لمآسيه، ويشعر بأن الافتراق بين مزاجي الخارج والداخل يتسع باطراد. وعليه، تفيد المصادر بأن رغبة الخطيب في الخروج من معمعة السقوف العالية والتصعيد الفالت من عقاله على الأرجح كانت حاسمة في خياره الاستقالة، في محاولة للاستعداد لمرحلة آتية تصل معها الأطراف كلها إلى الاقتناع بالحاجة إلى… التسوية!

(الأخبار)

الخطيب يخلع عباءة قطر

أربعة أشهر دامت عباءة «الائتلاف» على كتفي أحمد معاذ الخطيب. خلع الشيخ ما نسجت له قطر، ليترك خلفه «مؤسسة» دون غطاء عسكري، و«مقعداً» يشبه شَغله الرحلة السياحية

إيلي حنا

رمى أحمد معاذ الخطيب كرسي رئاسة «الائتلاف» المعارض الذي أُلصِق به. وجد الرجل نفسه عاجزاً أمام مستنقع من الحيتان. لم تصب الكرات الصغيرة التي رماها الهدف، في ملعب مغلق تديره فئة واحدة. تتابع الأحداث منذ ترؤس الخطيب لـ«الائتلاف» المعارض كان ينذر بما حدث يوم أمس: الاستقالة. «وصلت الأمور إلى بعض الخطوط الحمراء»، قال الرجل. يوم «قُدّمت» له الرئاسة، وُعد بأنّ مشاكل المعارضة ستحلّ سريعاً عبر فتح صنابير الدعم المالي والدبلوماسي. مرّ مؤتمر «أصدقاء سوريا» في روما وبانت آفاق الدعم المحدود. طرح «مبادرة» للحوار فقوبل بالتخوين. كل دولة أرادت تنفيذ أجندتها عبر هذا الرجل.

ابن دمشق يعرف اللوحة السورية الداخلية جيداً. هو غير بعيد عن حرارة الشام ونبض الشارع، الشعبيّ منه والمسلّح، بعلاقاته وتواصله الدائم معه. القوى في الداخل ليست طيّعة. يحفظ الشيخ هذه الثابتة. «الجيش السوري الحر» لم يعترف بحكومة غسان هيتو الموقتة. هو، أيضاً، موقف ينبع من الشارع، حسبما يقول أحد متحدّثي هذا الجيش لـ«الأخبار». لا غطاء عسكرياً لهذه الحكومة إذاً. فمن تبقى ليكون الوجه العسكري الذي من المفترض أن يحقّق المكاسب الميدانية لعمل «الائتلاف» (الحكومة) السياسي؟ هنا السؤال.

يوم أمس دخل غسان هيتو الأراضي السورية، وتوجّه إلى مقر «لواء التوحيد» التابع لـ«جبهة تحرير سوريا». سلام وكلام وعودة إلى اسطنبول. أفق حراكه مسدود. بعض فصائل الجيش الحر لم تعد ترى في التأجيج الزائد للأزمة أيّ فائدة، يروي أحد المعارضين السياسيين في دمشق لـ «الأخبار». هم على الأرض ولا يروْن بمنظار «غوغل» أو محطات التلفزة في الفنادق. خرج الخطيب وأبقى «المؤسسة» في ورطة كبيرة. مؤسسة من دون رأس ستقود حكومة. مؤسسة أحرقت المراحل ليجلس رئيسها على مقعد سوريا في جامعة الدول العربية. الخطيب لن يكون في الدوحة، أصبحت محسومة.

مصادر في «الائتلاف» تؤكد الفراغ والأزمة التي خلّفها قراره. هي تعتقد أنّ قطر «ستجمّل» الصورة ما استطاعت، كما سبق أن فعلت مع المجموعة التي علّقت عضويتها في «الائتلاف» ثم سحبت قرارها. الفجوة الصغيرة التي أرادوا فتحها رمّمها رعاة «الائتلاف» بالسرعة اللازمة. «نتيجة الضغوط والوعود عدنا»، يقول أحدهم لـ«الأخبار». كل دعم له مقابل من النفوذ، يضيف محدّثنا. الآن أصبح الوضع معقّد، قد لا ينجح هيتو في تشكيل حكومته، نحن ننتظر.

هشام مروة، العضو في «الائتلاف»، يشير لـ«الأخبار» إلى أنّ أحد نواب الرئيس (سهير الآتاسي، جورج صبرا، رياض سيف) سيترأس وفد الائتلاف إلى القمّة العربية، وسيضمّ غسان هيتو. «لن نتنازل عن المكاسب السياسية التي حقّقناها، الثورة مستمرة بغضّ النظر عن الأشخاص»، يتابع.

لا تريد الدوحة أن ترى المقعد فارغاً خلف العلم السوري. فاجأها الخطيب بتوقيت الاستقالة. حمد بن جاسم آل ثاني، وزير الخارجية، حثّه على إعادة النظر في قراره. تعامى المسؤول القطري عن لبّ المشكلة. «من هو مستعدّ للطاعة فسوف يدعمونه»، كتب الخطيب، في بيان استقالته. لا يبدو أنّ الشيخ يريد إطاعة «حلفائه» الطبيعيين. القيّمون اليوم على «الائتلاف» تخلّوا عن الجميع وأبقوا «الإخوان المسلمين» في المقدمة. عملياً الدوحة تشكّل المايسترو الأساسي. دفعت بهيتو المقرّب من الإسلاميين مقابل أسعد مصطفى مرشح السعودية. الرياض لا تميل إلى دور كبير للإخوان، كما يقول عضو في «الائتلاف» انتخب هيتو.

«الائتلاف» رفض استقالة رئيسه، وطالبه أيضاً بالعودة إلى منصبه. ورأى أنّ «الخطيب سيستمرّ في إدارة الائتلاف في هذه المرحلة بحسب اتفاق أعضاء الهيئة العامة». عضو «الائتلاف» هشام مروة قال لـ«الأخبار» إنّ الخطيب أرسل رسالة داخلية «لطيفة وإيجابية» إلى زملائه السابقين يحثّهم فيها على متابعة العمل واختيار بديل له. لكن أحد المواقع الالكترونية كشف عن مضمون هذه الرسالة كاملة، وتحدّث فيها الخطيب عن «كمّ الإهانات» التي تعرّض لها بشكل «غير مسبوق، وتحمّلتها كما يتحمّل أخ في الأسرة أشقاءه الذين يحبهم». وأعلن، فيها، أنّ «هناك قناعات عديدة لديّ تخالف ما عليه الائتلاف، وهناك تصوّرات لا يمكن أن تعيش في تربته».

لكن ما يحدث هو شدّ حبال ليس أكثر بين القوى الاقليمية الداعمة للخيار العسكري. هل سيقرأ هذا الحصان الجامح (الثلاثي القطري التركي السعودي) التغيّرات؟ يسأل أحد قادة «هيئة التنسيق الوطنية». المعارض الرافض للتدخل العسكري يرى أنّ هذه الدول نجحت في إفشال مشاريع الحلّ لكنها لم تستطع في المقابل أن تُنجح مشروعها. أصبحت في نقطة اللاعودة وعليها أن تعيد حساباتها.

معارض آخر في الداخل يرى أنّ التناقضات ما بين هذه الدول هي في كيفية الانسحاب من معركة «العسكرة»، والدول المتورطة والمنغمسة في دعم المعارضة تريد تأخير هذا الانسحاب. قطر ليست مستعجلة، لا تريد الآن تسجيل انسحاب أو تراجع. هي مصرّة على الدفع نحو تقسيم سوريا إلى حكومتين وأرضين وجيشين.

من الرعاة الاقليميين إلى الغرب «المتفرّج». دول الاتحاد الأوروبي أخفقت في الاتفاق على رفع الحظر على إرسال أسلحة إلى المعارضة السورية، كما طالبت بذلك فرنسا وبريطانيا. عدد كبير من عواصم الاتحاد يعتبر هذه المبادرة محفوفة بالمخاطر. المفوضة العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كاثرين أشتون، أكدت اتفاق جميع المشاركين في الاجتماع غير الرسمي لمجلس الاتحاد في دبلن على ضرورة تسوية الملف السوري بطريقة سياسية.

هذا الدعم لن يكون سوى عبر تقديم مساعدات سياسية واقتصادية، عبر مواصلة تشديد الضغط على النظام «لإشراكه في العملية السياسية الحقيقية».

قمّة الدوحة تعدّ لتسليم المعارضة المقعد السوري

رغم عدم صدور أي إعلان عن الاجتماع الوزاري التحضيري للقمة العربية في الدوحة أمس، يبدو أن التوجه استقرّ على منح المعارضة مقعد سوريا في القمة التي تنطلق غداً

احتلت الأزمة السورية الحيّز الأساسي من الاجتماع التحضيري لوزراء الخارجية العرب للقمة العربية المرتقبة في الدوحة يومي الثلاثاء والأربعاء، والذي لم يصدر عنه أمس أي إعلان قرار حول منح مقعد سوريا للمعارضة السورية. لكن وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم أكّد أنّ المعارضة ستحضر اجتماع القمة.

وأكد مصدر دبلوماسي عربي رفيع المستوى، شارك في الاجتماع الوزاري، أن الوزراء أكّدوا على «الالتزام بقرار مجلس الجامعة الصادر في السادس من آذار بدعوة الائتلاف السوري المعارض لتشكيل هيئة تنفيذية لشغل مقعد سوريا في القمة». وأوضح أنه «لم يتم اتخاذ قرار اليوم (أمس)» حول مسألة منح مقعد سوريا للمعارضة، فيما «ترك (أمر) مشاركة الائتلاف في القمة لرئيس القمة أمير قطر بالتشاور مع القادة العرب». وأفادت مصادر دبلوماسية أن الجزائر والعراق تحفظا على هذه الخطوة، فيما أكد لبنان النأي بنفسه عن أي قرار يتعلق بالملف السوري.

وكانت مصادر موقع «الجزيرة» قد ذكرت أنّ وزراء الخارجية العرب سيمنحون في اجتماعهم مقعد سوريا في الجامعة للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية. كذلك ذكرت «روسيا اليوم» في وقت سابق أن وزراء الخارجية العرب قرروا منح الائتلاف المعارض مقعد سوريا في الجامعة العربية.

وكان مندوب المعارضة السورية لدى قطر، نزار الحراكي، قد أكد أن ائتلاف المعارضة السورية تلقّى دعوة للمشاركة في القمة العربية. وقال، قبل إعلان استقالة رئيس الائتلاف السوري المعارض معاذ الخطيب، إن «الائتلاف تلقى دعوة رسمية لحضور القمة العربية غداً ومن المنتظر وصول الشيخ معاذ الخطيب ورئيس الحكومة المؤقتة غسان هيتو والوفد المشارك الثلاثاء»، تزامناً مع وصول قادة الدول العربية.

وبعد تسلمه رئاسة القمة العربية من وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، أكّد رئيس الوزراء القطري، وزير الخارجية، الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني على دعوة المعارضة السورية للمشاركة في القمة. وأشاد بالخطيب ورحّب بانتخاب هيتو، وقال «إننا نتطلع إلى مشاركتهما في القمة العربية بعد غد تنفيذاً لقرار المجلس الوزاري العربي في اجتماعه بالقاهرة». وطالب «بوقفة عربية قوية مع الشعب السوري الشقيق الذي يقاتل من أجل الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية ويتشرد الملايين من أبنائه داخل سوريا وخارجها في واحدة من أكبر المآسي الإنسانية في التاريخ، بينما يقف مجلس الأمن الدولي عاجزاً عن القيام بواجبه ومسؤوليته تجاه شعب يتعرض للقتل والإبادة».

ورأى حمد أن «القضية السورية لا تحتمل التسويف ولا التأجيل، وتتطلب توحيد الموقف وتستوجب الحسم والحزم لمعالجتها من النواحي الأمنية والسياسية والإنسانية، لأن تداعياتها تطال المنطقة برمتها».

وفي شأن القضية الفلسطينية، أكد حمد على «حق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته وعاصمتها القدس الشريف»، وندد بانتهاكات الاحتلال لحرمة المسجد الأقصى المبارك وتكثيف عمليات الاستيطان وتهويد القدس وطمس هويتها العربية.

بدوره، قال نائب وزير الخارجية السعودي، الأمير عبد العزيز بن عبدالله، إن «نظام الرئيس بشار الأسد ومنذ أكثر من عامين يستمر في مماطلاته وتسويفه وإمعانه في سياسة القتل والتدمير بمساعدة بعض الأطراف، الذي زادت معه حدة الأعمال العسكرية وتقلصت بسببه فرص الحل السياسي». ورحب بقرار الجامعة شغل مقعد سوريا من قبل المعارضة الذي «يشكل نقطة تحول بالغة الدلالة في إضفاء الشرعية الدولية على الائتلاف الذي أصبح الممثل الشرعي للشعب السوري».

وفي الشأن الفلسطيني، أكد الأمير السعودي رفض المجتمع العربي للنشاط الإسرائيلي الذي يقوض حل الدولتين من خلال عزل المدن الفلسطينية بعضها عن بعض وتطويق القدس الشريف بالبؤر الاستيطانية. ودعا المجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل لتحويل الأموال المستحقة للسلطة الفلسطينية.

بدوره، أكّد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أن بلاده «أيّدت ودعمت كافة التطلعات المشروعة للشعب السوري في الحرية والديموقراطية وحقه في رسم مستقبله وإدانة أعمال العنف والقتل وإيقاف نزيف الدماء والتمسك بالحل السياسي والسلمي ودعم الحوار الوطني». وأضاف أن «العراق رفض التدخل الأجنبي في الأزمة السورية حفاظاً على وحدة سوريا وسلامة شعبها، كما دعم مهمة المبعوث العربي الدولي المشترك لسوريا الأخضر الإبراهيمي من أجل عملية الانتقال السياسي»، مؤكداً أن «العراق لن يكون مع أي دكتاتورية مهما كانت عناوينها واتجاهاتها».

ولفت زيباري إلى أنه يتعين على الدول العربية «العمل لاقتلاع جذور الإرهاب والابتعاد عن الفتاوى المحرضة على الفتنة وإثارة النعرات الطائفية». ودعا إلى «الوقوف ضد الفتاوى التكفيرية»، مشدداً على دعم بلاده لمبادرة السلام ودعم حقوق الشعب الفلسطيني في الحرية واسترجاع أرضه وإقامة دولته وعاصمتها القدس الشرقية.

من جهته، أشار الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي إلى أن الثورة السورية بدأت سلمية، ولكن «إصرار النظام وعناده وعدم استجابته لمطالب الشعب بالتغيير والإصلاح، واستخدامه البطش والقمع ونزيف الدم، كانت السبب وراء الوضع الكارثي الذي يحل بالبلاد». وأعرب عن أمله بأن تُحل الأزمة بالطرق السلمية، وأوضح أنه يجب التركيز على مجلس الأمن الذي يجب أن يصدر قراراً ملزماً بوقف النار وإرسال قوات حفظ سلام، ودعا إلى تحرك عربي سريع لمساعدة اللاجئين السوريين، والاستعداد لمشاريع إعادة الإعمار في سوريا.

فلسطينياً، كشف العربي عن مشاورات مع الجانب الأميركي لتحديد موعد زيارة وفد من الجامعة لواشنطن في الأسبوع الأخير من الشهر المقبل للقاء المسؤولين الأميركيين والاتفاق على كيفية الوصول إلى حل للقضية الفلسطينية، وأمل أن يتم الاتفاق في الاجتماع الوزاري على تشكيل الوفد الذي يقوم بهذه الزيارة.

في هذه الأثناء، يبدأ الرؤساء والزعماء العرب بالوصول الى الدوحة اليوم للمشاركة في القمة الـ24 لجامعة الدول العربية، غداً، تحت شعار «الأمة العربية: الوضع الراهن وآفاق المستقبل». وكانت قد افتتحت القمة يوم الجمعة باجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي على المستوى الوزاري التحضيري لمجلس جامعة الدول العربية.

(الأخبار)

معاذ الخطيب المُستقيل سيمثّل سوريا في قمة الدوحة

أ. ف. ب.

سيمثّل رئيس الائتلاف السوري المعارض الذي قدم استقالته، احمد معاذ الخطيب، بلده في القمة العربية في الدوحة على راس وفد من ثمانية اشخاص.

الدوحة: قال ممثل المعارضة السورية لدى قطر نزار حراكي اليوم الاثنين ان رئيس الائتلاف المعارض الذي قدم استقالته احمد معاذ الخطيب سيمثل سوريا في القمة العربية في الدوحة على راس وفد من ثمانية اشخاص.

واضاف ان “الشيخ معاذ سيجلس على المقعد المخصص لسوريا في قمة الدوحة حيث سيراس الوفد الذي يضم ثمانية اشخاص بينهم هيتو” في اشارة الى “رئيس الحكومة” الموقتة للائتلاف غسان هيتو.

بدوره، كتب الخطيب على موقعه الكتروني “بعد التوكل على الله والاستشارة الشرعية والاستشارة للعديد من الجهات (…) قررت القاء كلمة باسم الشعب السوري في مؤتمر الدوحة”.

واضاف “هذا امر لا علاقة له بالاستقالة التي ستناقش لاحقا”.

وقد اعلن مسؤول رفيع المستوى في جامعة الدول العربية في وقت سابق منح مقعد سوريا في الجامعة للمعارضة عشية قمة الدوحة.

وكان الائتلاف المعارض اعلن امس الاحد تلقيه دعوة للمشاركة في قمة الدوحة حيث سيتمثل برئيس حكومته الموقتة غسان هيتو.

وتابع المسؤول “تمت دعوة المعارضة للمشاركة في القمة لان هناك توصية من وزراء الخارجية بحضور المعارضة في القمة بالشكل والتمثيل التي تراه مناسبا”.

يذكر ان وزراء الخارجية الذين اجتمعوا في الدوحة امس لم يتخذوا قرارا حول المشاركة السورية في القمة العربية.

يشار الى ان العراق والجزائر ابديا تحفظات حيال منح مقعد سوريا للمعارضة.

إصابة رياض الاسعد

اصيب قائد الجيش الحر العقيد رياض الاسعد في انفجار عبوة ناسفة بسيارته في شرق سوريا، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان اليوم الاثنين.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس “انفجرت الليلة الماضية عبوة ناسفة في سيارة قائد الجيش الحر العقيد رياض الاسعد لدى قيامه بجولة في مدينة الميادين في ريف دير الزور الشرقي، ما ادى الى اصابته في قدمه”.

ولم يكن في امكانه اعطاء تفاصيل عن الاصابة.

واكد ابراهيم الاسعد احد اقرباء العقيد الاسعد في اتصال مع فرانس برس عبر الانترنت الخبر، مشيرا الى انه تم نقل الاسعد الى تركيا للعلاج وقال “الحمد لله حالته الان مستقرة”.

والاسعد هو من الضباط الاوائل الذين انشقوا عن الجيش السوري، وتولى قيادة الجيش الحر بعدما وقع مؤسس الجيش وقائده الاول حسين هرموش في ايدي السلطات السورية واعلنت الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الانسان في كانون الثاني/يناير 2012 انه “اعدم” على ايدي النظام.

وتراجع دور الاسعد بعد تشكيل مجالس عسكرية عدة على الارض وفي الخارج، وخصوصا منذ تشكيل هيئة اركان الجيش الحر في كانون الاول/ديسمبر 2012 التي تولى قيادتها العميد سليم ادريس. وبات واضحا ان دور الاسعد اصبح مهمشا للغاية بعد ذلك، وان كان احتفظ بمنصبه كقائد للجيش الحر الذي يقاتل قوات النظام.

قذائف على ساحة الامويين في وسط دمشق

قتل مدني واصيب آخرون بجروح في سقوط قذائف على ساحة الامويين في وسط دمشق اليوم الاثنين، بحسب ما ذكر تلفزيون “الاخبارية السورية” الرسمي.

وكانت وكالة الانباء السورية الرسمية “سانا” اشارت الى “معلومات اولية عن اصابة ستة مواطنين بجروح جراء سقوط قذائف هاون اطلقها ارهابيون على محيط دار الاوبرا” الواقعة في ساحة الامويين.

وشهدت المنطقة بعد ظهر امس الاحد سقوط عدد من القذائف اسفرت عن اصابة اكثر من عشرة مواطنين بجروح واحتراق عدد من السيارات المركونة واضرار مادية متفرقة.

وتقع ساحة الامويين الحيوية في مركز العاصمة الى الجانب الشمالي الشرقي منها، وفيها ادارة الاركان العامة والهيئة العامة للاذاعة والتلفزيون ومكتبة الاسد الوطنية ودار الاوبرا.

كما يقع على بعد امتار منها القصر الرئاسي وعدد من المقار الامنية.

وشهدت العاصمة مؤخرا استهدافا مكثفا بقذائف الهاون لاماكن حيوية بينها محيط مبنى الاركان ومحيط قصر تشرين الرئاسي (قصر الضيافة) ومدينة تشرين الرياضية في حي البرامكة (وسط).

وقتل في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا الاحد 135 شخصا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يقول انه يعتمد على شبكة واسعة من المندوبين والمصادر الطبية للحصول على معلوماته.

فابيوس: لا تأكيد لشائعة حول مقتل الاسد

قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الاثنين ان على المعارضة السورية ان توحد صفوفها مشيرا الى ان الشائعة حول مقتل الرئيس السوري بشار الاسد لم تتأكد.

وردا على سؤال لاذاعة اوروبا 1 حول شائعة بشأن اغتيال الاسد على يد حارس ايراني، اقر الوزير الفرنسي بان احد مواقع الانترنت نشر هذه المعلومة “لكنها لم تتأكد”.

واضاف فابيوس “ان اردنا تفادي تفتت سوريا و(تجنب) ان تكون الغلبة في نهاية المطاف للمتطرفين، لا بد من حل سياسي. ولذلك ينبغي ان يكون هناك اعادة توازن للقوى العسكرية على الارض”.

وفي موضوع رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية احمد معاذ الخطيب الذي لم يوافق الائتلاف على استقالته بعد، ورئيس الحكومة الموقتة غسان هيتو الذي انتخبه الائتلاف السوري المعارض ورفضه الجيش السوري الحر، قال الوزير ان فرنسا تود ان “تتوحد المعارضة من جديد”.

وتابع “نود ان تبقى المعارضة في حدودها الاصلاحية ولسنا موافقين على الاطلاق على اي انحراف يكون انحرافا متطرفا”.

ومنذ بدء النزاع على اثر حراك احتجاجي شعبي في 15 اذار/مارس 2011، سقط اكثر من سبعين الف قتيل في سوريا حيث لا يزال التوصل الى اي حل بعيد المنال.

“سي آي ايه” تساعد في ايصال مساعدات عسكرية الى المعارضة

افادت صحيفة نيويورك تايمز الاثنين ان دولا عربية وتركيا زادت بشكل كبير من مساعدتها العسكرية لمسلحي المعارضة السورية في الاشهر الماضية بمساعدة من وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية “سي آي ايه”.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين لم تكشف اسماءهم وقادة من المعارضة مستندة الى تقارير حول حركة الملاحة الجوية ان وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية تساعد هذه الدول في جهودها.

وقالت الصحيفة ان حركة النقل الجوي ارتفعت بشكل كبير لتصل الى اكثر من 160 شحنة عسكرية تنقلها طائرات شحن اردنية وسعودية وقطرية تهبط في مطار اسنبوغا قرب انقرة ومطارات تركية واردنية اخرى.

واضافت ان ضباطا من الاستخبارات الاميركية ساعدوا حكومات عربية على اختيار الاسلحة ما يشمل شحنة كبرى من كرواتيا. كما دققوا في قادة ومجموعات من المعارضة لتحديد الجهة التي سترسل اليها الاسلحة.

وتابعت الصحيفة ان تركيا اشرفت على القسم الاكبر من البرنامج ونصبت اجهزة رادار على الشاحنات التي تنقل المعدات العسكرية عبر تركيا لكي تتمكن من مراقبة هذه الشحنات.

وقال هيوغ غريفيث من معهد ابحاث السلام الدولي في ستوكهولم للصحيفة ان “تقديرا اوليا لهذه الشحنات قد يكون 3500 طن من المعدات العسكرية”.

واضاف “ان كثافة ووتيرة هذه الرحلات تشير الى وجود عملية عسكرية لوجستية سرية مخطط لها جيدا ومنسقة”.

منح مقعد سوريا في الجامعة العربية للمعارضة

إلى ذلك، أعلن مسؤول رفيع المستوى في جامعة الدول العربية لوكالة فرانس برس اليوم الاثنين منح مقعد سوريا في الجامعة للمعارضة.

واضاف رافضا ذكر اسمه “تم توجيه الدعوة الى المعارضة السورية التي ستشغل مقعد سوريا في الجامعة العربية”.

وكان الائتلاف المعارض اعلن امس الاحد تلقية دعوة للمشاركة في قمة الدوحة حيث سيتمثل برئيس حكومته الموقتة غسان هيتو.

وتابع المسؤول “تمت دعوة المعارضة للمشاركة في القمة لان هناك توصية من وزراء الخارجية بحضور المعارضة في القمة بالشكل والتمثيل التي تراه مناسبا”.

يذكر ان وزراء الخارجية الذين اجتمعوا في الدوحة امس لم يتخذوا قرارا حول المشاركة السورية في القمة العربية.

يشار الى ان العراق والجزائر ابدتا تحفظات حيال منح مقعد سوريا للمعارضة.

http://www.elaph.com/Web/news/2013/3/801455.html

أطباء سوريا مُستهدفون عمدًا

لميس فرحات

يتعرّض الأطباء في سوريا لشتى أنواع التعذيب، يمارسها عليهم طرفا الصراع، إذ يستهدفهم رجال مخابرات النظام ومقاتلو المعارضة، بالرغم من أدائهم رسالتهم الإنسانية في أحلك الظروف.

بيروت: بعد ستة أشهر من اقتياد ضباط الشرطة السرية السورية للدكتور م. مكتبي بعيداً عن عيادته في حلب، استدعت مشرحة مستشفى الجامعة عائلته لاستلام جثته.

للوهلة الأولى، اعتقد أشقاؤه الثلاثة أن خطأ ما قد وقع، فعندما رأوا الدكتور مكتبي المختص بالأمراض الصدرية والبالغ من العمر 47 عاماً، لآخر مرة في أيار (مايو) 2012، كان وزنه قرابة الـ91 كغ. لكن الرجل المتوفي كان هزيلاً تغطيه الجروح، وبالكاد يصل وزنه إلى 45 كلغ.

شقيقه الأصغر وضاح وصفه بـ “كيس من العظام المغطاة باللحم”. لكن بعد التدقيق، وجد الاخوة اسم الدكتور مكتبي مكتوباً بالحبر بأحرف صغيرة على الجزء السفلي من قدمه.

على الرغم من أن هذا المصير يبدو قاتماً، إلا انه بات مألوفاً بالنسبة للأطباء السوريين وغيرهم من الموظفين في المجال الطبي الذين تشتبه الحكومة بمعالجتهم لجرحى المعارضة.

معالجة الثوار عمل اجرامي

قتل أكثر من 100 طبيب فيما اختفى  مئات آخرون في السجون السورية خلال العامين الماضيين، وفقاً لأطباء ومنظمات المعارضة. وقال الصيدلي وضاح مكتبي إن الحكومة تعتبر علاج الثوار الجرحى بمثابة “عمل أقرب إلى حمل السلاح”.

إلى ذلك، تعاني المدن المحاصرة مثل حلب ومساحات واسعة من الريف من نقص حاد في الأطباء والإمدادات الطبية، في ظل حملة الحكومة المميتة التي تشكل عاملاً مهماً في دفع الأطباء إلى الفرار. وبسبب هذا النقص، يضطر جميع ممن لديهم القليل من الخبرة الجراحية السابقة، من أطباء أسنان وطلاب طب وممرضين، وحتى ميكانيكيي السيارات والخبازين، إلى القيام بعمليات جراحية بسيطة. وقد تمت الإستعانة بالعديد من المتطوعين غير المدربين لإجراء عمليات لدرجة أنهم اليوم يستطيعون استخراج رصاصة من ذراع أو ساق، ولكن ليس من أماكن أكثر تعقيداً مثل الصدر أو الحلق.

من جهتها، اتهمت اللجنة الدولية المستقلة للتحقيق في سوريا كلا الطرفين باستهداف الرعاية الطبية كجزء من استراتيجيتهما العسكرية، وفقاً لتقرير صدر عن مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في آذار (مارس). ويشير التقرير إلى أن “أفراد الخدمات الطبية والمستشفيات يتم استهدافهم عمداً واعتبارهم أهدافاً عسكرية من قبل أطراف النزاع”.

ويوثق التقرير في صفحاته العاشرة سلسلة من الانتهاكات التي ترتكبها القوات الحكومية والمعارضة، ويشير إلى أنه “يتم رفض تقديم العلاج الطبي لأسباب طائفية، فيما تتعرض المستشفيات والعيادات للهجمات”.

حتى الرعاية الطبية محصورة

ويحصر كل من الحكومة والمعارضين الرعاية الطبية في المرافق الطبية الخاصة بهما لأنصارهما فقط. كما يُرغم الأطباء والممرضون على قبول جثث مقاتلي المعارضة الذين تم إعدامهم وتسجيلهم كمرضى متوفين.

رزان زيتونة، الناشطة السورية في حقوق الإنسان ومؤسسة مركز توثيق الإنتهاكات، تحدثت عن استهداف ممنهج للأطباء والمستشفيات كما هو حال جميع الناشطين المعارضين. وأضافت ان استهداف الأطباء والمخابز والمسعفين ما هو إلا وسيلة لتضييق الخناق على المعارضين وعائلاتهم.

وقد وثقت منظمة أطباء بلا حدود أيضاً عملية التدمير الممنهج التي يعتمدها الجانبان ضد الرعاية الصحية في مختلف أنحاء البلاد التي تتعرض للقصف. ولفتت المنظمة في تقرير صدر هذا الشهر إلى أن “توفير الرعاية الطبية تم تحويلها إلى عمل من أعمال المقاومة، إلى جريمة، وأصبحت البنية الطبية هدفاً عسكرياً”.

ويذكر التقرير أن بعض المراكز الطبية التي أنشأها الجيش السوري الحر للمعارضين منعت استقبال المدنيين، مما أدى إلى زيادة فرص قصف الحكومة لها، كما أن الجانبين نهبا المستشفيات.

الدكتور محمد وجيه جمعة، طبيب جراح والرئيس السابق لجمعية حلب الطبية، قال إنه تم إغلاق 6 من أصل 12 مستشفى حكومية في حلب، مشيراً إلى أن نحو 35 طبيباً فقط  يعملون عند خطوط المواجهة أو على مقربة منها، لكن البعض يقدّر العدد بنحو 100 طبيب. وقال إن عدد الأطباء في المدينة كان في السابق يبلغ 2000 طبيب على الأقل، كما أن العديد من المتخصصين في عداد المفقودين، خاصة المتخصصين في الصدمات والأوعية الدموية والتخدير، فيما توقفت آلات طبية مهمة عن العمل مثل الماسحات الضوئية.

يقول جمعة وأطباء آخرون، إنه عادة يمكن معالجة إصابات المعارك بطريقة معينة في المستشفيات الميدانية الـ72 في شمال سوريا، لكن الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل السرطان أو تفشي الأمراض المعدية الجديدة مثل السل هم أسوأ حالاً.

ونادراً ما يجد هؤلاء الأدوية التي يحتاجون إليها، أما في حال تمكنوا من ذلك، فكثيراً ما يواجهون التكاليف الباهظة مثل دفع 30  دولاراً لقاء عبوة من الأنسولين. وكانت حلب مركز صناعة أدوية على نطاق واسع في سوريا، لكن المصانع أوقفت الإنتاج، فيما تبقى الصورة العامة قاتمة في ظل منع زيادة المساعدات.

ويقول كريستوفر ستوكس، المدير العام لمنظمة أطباء بلا حدود في بلجيكا إن “المستوى الأساسي من الرعاية الصحية لم يعد متوفراً في مناطق شاسعة من البلاد”

وتيرة إعدام العاملين في المجال الطبي الى ارتفاع

ويقول أطباء وناشطون في حقوق الإنسان إن وتيرة إعدام العاملين في المجال الطبي في سوريا ارتفعت مع تفكك حركة الاحتجاج السلمي التي تحولت تدريجياً إلى حرب أهلية. وقد جمع مركز توثيق الانتهاكات في  دمشق، قوائم الضحايا من جميع المشارب والتي تشمل 120 طبيباً، و 65 عامل إغاثة طبية و50 ممرضاً تعرضوا للقتل، و 469 طبيباً تم اعتقالهم، كما أن بعض الضحايا كانوا يستهدفون برصاص القناصة.

وقد جعلت الحكومة السورية احتمال الحصول على رد منها على هذه الاتهامات، أمراً مستحيلاً. لكن ردها النموذجي على أسئلة مماثلة هو أنها تقاتل تمرداً إرهابياً يدعمه تمويل أجنبي. وفعلاً، قال عدد من الاطباء الذين تم اعتقالهم لفترات طويلة  عنهم في نهاية المطاف، إنهم اتهموا مراراً بمساعدة الإرهابيين.

قوات النظام تعنّف الأطباء

من جهته، يقول الدكتور ياسر درويش، 34 عامًا، طبيب المسالك البولية من حلب، أنه قبل الإفراج عنه في كانون الثاني (يناير) 2012، وبعد أن قبع ستة أشهر في السجن، اقتيد مع أربعة نشطاء آخرين إلى مكتب جميل حسن، رئيس مخابرات القوات الجوية، وأكثر فروع الشرطة السرية السورية إخافة.

وقد ساعدت احتجاجات منظمة، نظمها محافظ حلب وعدد من الأطباء في نيل حريتهم قبل بدء الانتفاضة هناك بشكل جدي. وقال انه كان يقوم بتمرير الأدوية إلى العيادات الميدانية في حلب ويعالج بعض المرضى هناك حتى اعتقاله في تموز (يوليو)2011. وأضاف أنه تعرض للتعذيب لمدة ستة أشهر سواء بالضرب بعصي خيزران على القدمين أو على ظهره، والتعذيب بالكهرباء بينما أصر المحققون على أن يعترف بدعمه للمعارضين.

ووصف د. درويش أشنع تعذيب تعرض له في أحد الفروع الرئيسية للقوات الجوية للإستجواب التابعة للمخابرات في دمشق، في قاعدة المزة الجوية. وقال: “اعترفت بقرابة 15 الى 20 من الاتهامات التي وجهت إليّ”، مقراً بمساعدة تنظيم مظاهرات سلمية، ولكن “لم يكن لديهم دليل على ذلك.”

وغالبا ما كان يزج في زنزانات مزدحمة بالسجناء حيث يوضع كل ثلاثة سجناء فوق مساحة ½ م -1/2م، أما مساحة النوم فيتم تناوبها.

الدكتور حسن جلق (39 عاماً) يعمل كجراح عظام متدرب في بلدة كفر نبل الممتدة على طول الطريق الرئيسي بين حلب ودمشق، عندما أنشأ نحو 200 جندي مخفراً خارج منزله، وعلى الرغم من أنه غالباً ما كان يعالج إصابات جراء لعبة كرة القدم، ألقي القبض عليه في تشرين الثاني (نوفمبر) 2011 واتُهم بتنظيم احتجاجات والتحريض ومعالجة المعارضين.

جلق أيضا تم نقله إلى دمشق، حيث قال إن التعذيب شمل الغصب على المشي وهو منحني الظهر، الامر الذي استغرقه شهراً كي يتمكن من الوقوف منتصبًا مجدداً بعد انقضاء فترة سجنه، كما عُلق من السقف بأصفاد حول معصميه إلى أن نزف.

وقال إنه نجا جزئياً بفضل التفكير بأغنية “الأطلال” لأم كلثوم، وقارن كلمات الحب بالأصفاد فكان يغني: “أعطني حريتي، أطلق يدي.” وقال إنه بعد طرد الجيش من كفر نبل، عاد هو الى البلدة لكن  معظم الأطباء هربوا شمال سوريا.

http://www.elaph.com/Web/news/2013/3/801369.html

الخطيب يعلن استقالته.. والائتلاف يرفضها

هيتو يزور حلب.. و«الجيش الحر» يرفض الاعتراف به رئيسا للحكومة المؤقتة > اجتماع العلويين يختتم بالدعوة للتخلي عن الأسد

القاهرة: أدهم سيف الدين وسوسن أبو حسين

في خطوة أربكت الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أعلن معاذ الخطيب رئيس الائتلاف، استقالته، بسبب ما سماه بتجاوز «الخطوط الحمراء». ومما زاد من ارتباك المشهد أن إعلان الاستقالة جاء بالتزامن مع اجتماع وزراء الخارجية العرب في الدوحة، عشية القمة العربية، الذي كان يبحث شغل الائتلاف الوطني مقعد سوريا في اجتماعات الجامعة العربية. غير أن قيادات الائتلاف أعلنت في وقت متأخر من مساء أمس رفض استقالة الخطيب، ودعته إلى العودة إلى عمله رئيسا للائتلاف.

وقال بيان صدر بالإنجليزية، مساء أمس، عن الائتلاف الوطني، إن «المكتب الرئاسي في الائتلاف لم يقبل استقالة السيد معاذ الخطيب، وطلب من الهيئة العامة التقرير في هذا الشأن»، مضيفا أن أعضاء الهيئة «لم يقبلوا الاستقالة كذلك، وهم يطلبون من السيد الخطيب العودة إلى عمله كرئيس للائتلاف».

وختم البيان: «وبالتالي، سيستمر السيد الخطيب في إدارة الائتلاف في هذه المرحلة، بحسب اتفاق أعضاء الهيئة العامة»، حسبما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية. غير أنه من غير الواضح ما إذا كان الخطيب سيعود إلى ممارسة مهامه أم لا.

وجاء رفض الائتلاف استقالة الخطيب بالتزامن مع دعوة وزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني للخطيب لإعادة النظر بقراره، وقال إنه «يأسف» لاستقالة زعيم الائتلاف الوطني السوري.

وأعلن الخطيب استقالته على صفحته على موقع «فيس بوك» للتواصل، وقال: «كنت قد وعدت أبناء شعبنا العظيم، وعاهدت الله أنني سأستقيل إن وصلت الأمور إلى بعض الخطوط الحمراء، وإنني أبر بوعدي اليوم، وأعلن استقالتي من الائتلاف الوطني، كي أستطيع العمل بحرية لا يمكن توفرها ضمن المؤسسات الرسمية».

وانتقد الخطيب الدول الداعمة للمعارضة، معتبرا أن «كل ما جرى للشعب السوري من تدمير في بنيته التحتية، واعتقال عشرات الألوف من أبنائه، وتهجير مئات الألوف، والمآسي الأخرى ليس كافيا كي يُتّخذ قرار دولي بالسماح للشعب بأن يدافع عن نفسه».

وتأتي الاستقالة في أعقاب انتخاب المعارض غسان هيتو، الثلاثاء الماضي، في إسطنبول، رئيسا لحكومة الائتلاف التي ستتولى إدارة المناطق الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة، في خطوة تلاها تعليق عدد من المعارضين البارزين عضويتهم في الائتلاف.

وقال مصدر سوري معارض في الدوحة إن «الخطيب لا يريد أن يشكل غطاء لسياسات دول تتدخل في شؤون المعارضة، وخاصة قطر»، مضيفا أن لديه «مآخذ على انتخاب هيتو القريب من (الإخوان)».

وكان برهان غليون رئيس المجلس الوطني وعضو الائتلاف السوري رجح في وقت سابق، أمس، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن سبب استقالة الخطيب ترجع إلى «الضغوط الخارجية وعدم التزام المجتمع الدولي بالتزاماته التي وعد بها لتقوية صفوف القوى الثورية» السورية. واستبعد غليون أن يكون سبب استقالة الخطيب رفض الجيش السوري الحر شخصية غسان هيتو في منصب رئاسة الحكومة المؤقتة.

أما عقاب يحيى عضو الائتلاف، قال لـ«الشرق الأوسط» إننا «سنجتمع مع الخطيب غدا (اليوم، الاثنين) في مقر الائتلاف، ولم أتفاجأ بقرار الخطيب بسبب المشاكل والخلل الذي يكمن داخل الائتلاف»، مضيفا أن «الأسباب المباشرة وراء استقالة الخطيب هي آلية عمل الائتلاف كمؤسسة، والقوى الموجودة فيه، والضغوط التي يتعرض لها من أطراف خارجية، ومستوى الدعم الذي لم يصل، وطريقة اختيار وانتخاب رئيس الحكومة المؤقتة».

بينما اعتبر هيثم المالح المسؤول القانوني في المكتب السياسي للائتلاف أن استقالة الخطيب غير قانونية، لأنه لم يقدمها رسميا بعد إلى الائتلاف السوري في أول اجتماع له، مشيرا لـ«الشرق الأوسط» إلى أن إعلان الاستقالة على «فيس بوك» مجرد تعبير عن رأي وموقف ولا تعد استقالة قانونية إلا بعد تقديمها وقبول الائتلاف لها. وجاءت هذه التطورات بينما وصل هيتو إلى محافظة حلب في شمال سوريا، التي يسيطر المقاتلون المعارضون على أجزاء واسعة منها.

وأتت زيارة هيتو متزامنة مع إعلان الجيش السوري الحر رفضه الاعتراف به لعدم حصوله على توافق وسط أعضاء الائتلاف.

وجاء في الصفحة «عقد رئيس الوزراء المكلف بتشكيل الحكومة السورية المؤقتة، الأستاذ غسان هيتو، اجتماعا استمر لمدة ساعتين مع وفد ضم أعضاء من المجلس المحلي لمحافظة حلب وممثلين عن مجلس القضاء الموسع»، وأضافت أن الاجتماع جرى «في محافظة حلب في أجواء إيجابية». وقال رئيس المجلس يحيى نعناع الذي شارك في اللقاء، إن «الزيارة كانت جيدة، ولدي انطباع بأن هيتو يريد فعلا أن يحاول مساعدتنا للحصول على الدعم الذي نحتاج إليه».

وأشار إلى أن «نائبة رئيس الائتلاف سهير الأتاسي رافقت هيتو في زيارته»، موضحا: «ناقشنا معهما الحاجات الإنسانية الطارئة في حلب. قالا إنه علينا تقديم مشاريع، وسيقومان بما في وسعهما». وأظهرت صور عرضتها الصفحة هيتو بعد عبوره برفقة عدد من الأشخاص المدنيين والمسلحين، معبر باب السلامة الحدودي مع تركيا، الذي يسيطر عليه مقاتلو المعارضة. وبدا في الصورة عبد القادر صالح، قائد لواء التوحيد، أقوى المجموعات المقاتلة في حلب. وأوضحت الصفحة أن هيتو زار مقر قيادة اللواء.

إلى ذلك، اختتم، أمس، مؤتمر المعارضة العلوية، الذي بدأ أول من أمس (السبت)، في القاهرة.

وأصدرت المعارضة العلوية، أمس، بيانا سياسيا تضمن 12 بندا، أهمها دعوة لكل المؤيدين وعناصر الجيش السوري، على اختلاف انتماءاتهم، وخاصة العلويين، بالتوقف الفوري عن دعم الأسد.

واتفق المؤتمرون على أن «الدمج بين النظام الحاكم والطائفة العلوية هو خطأ سياسي وأخلاقي قاتل»، و«الثورة السورية هي ثورة الشعب بكل أطيافه». ولم تكتفِ المعارضة العلوية بالمطالبة بإسقاط النظام السوري فحسب، بل وتفكيك بنية النظام الشمولية التي أقامها، وبناء دولة مواطنة للجميع. وأكد البيان أن الشجاعة التاريخية تقتضي من العلويين الوقوف مع الشعب السوري، ورفض محاولة اختطافهم من قبل الأسد ورموزه.

واتفق أعضاء المعارضة العلوية أيضا على أنه «ليس من حق أحد إعطاء تطمينات إلا الشعب نفسه». وقال الأعضاء في بيانهم إن النظام السوري يكذب حين يقول إنه حامٍ للأقليات، ويحاول بها تخويف السوريين من التشدد الإسلامي المحتمل المقبل، على حد زعم النظام. ولم يتهاون العلويون، وفقا لبيانهم، عن الأخطاء التي ترتكب باسم الثورة من أي طرف كان. وقال وحيد صقر المعارض العلوي لحكم الأسد إن «المؤتمر عبارة عن صرخة أخيرة للعلويين في الوقت الميت، بعد سنتين من القمع الممنهج وقتل عشرات الآلاف، بالإضافة إلى دمار البنية التحتية لسوريا، وعلى العلويين وضباط الجيش السوري النأي بأنفسهم عن هذا النظام المتهالك»

الاجتماع التحضيري للقمة العربية في الدوحة: «مقعد سوريا» يرحّل للقادة

الجزائر «تتحفظ» على دعوة المعارضة السورية والعراق يحذّر من «الفوضى» ولبنان «ينأى بنفسه»

الدوحة: «الشرق الأوسط» القاهرة: سوسن أبو حسين

اختتمت بفندق شيراتون الدوحة أمس أعمال الاجتماع الوزاري التحضيري للدورة العادية الرابعة والعشرين لمجلس الجامعة العربية على مستوى القمة بترحيل قرار شغل المعارضة السورية لمقعد سوريا من عدمه إلى القادة العرب.

وناقش الاجتماع أمس بنود جدول الأعمال المعروض على اجتماع القمة العربية وأقر مشاريع القرارات التي أعدها المندوبون الدائمون وكبار المسؤولين في اجتماعهم الذي عقد أمس وكذلك مشاريع القرارات المرفوعة من المجلس الاقتصادي والاجتماعي.

وأكد اجتماع وزراء الخارجية التحضيري دعم الدول المشاركة للقضية الفلسطينية. كما أوصى وزراء الخارجية العرب بمنح المقعد السوري في جامعة الدول العربية للمعارضة السورية ممثلة بائتلاف قوى الثورة والمعارضة وبالحكومة المؤقتة التي شكلها الائتلاف، وهي الخطوة التي تحفظت عليها الجزائر والعراق في حين أكد لبنان النأي بنفسه عن أي قرار يتعلق بالملف السوري.

وقالت مصادر في المعارضة السورية إنه «لم يتم اتخاذ قرار اليوم» حول مسألة منح مقعد سوريا للمعارضة في حين ترك مشاركة الائتلاف في القمة لرئيس القمة أمير قطر بالتشاور مع القادة العرب.

وكانت أهم القرارات التي نوقشت في هذا الاجتماع الذي يسبق افتتاح القمة العربية موضوع القضية الفلسطينية وتطورات الوضع في سوريا، كما ناقش الاجتماع مشاريع القرارات التي تمت الموافقة عليها في الدورة الـ139 لمجلس الجامعة والذي عقد في القاهرة الشهر الماضي، إضافة إلى تقرير الأمين العام لجامعة الدول العربية ومتابعة تنفيذ قرارات قمة بغداد وقرارات المجلس الاقتصادي والاجتماعي التي تمت الموافقة عليها في اجتماع وزراء المالية.

وكان رئيس الوزراء القطري ووزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني قد تسلم رئاسة الاجتماع من العراقي رئيس القمة السابقة، وذلك للتحضير والإعداد للقمة العربية العادية الـ24، التي تنطلق أعمالها يوم غد (الثلاثاء)، بحضور القادة العرب.

ودعا وزراء الخارجية العرب المجتمع الدولي لضرورة إصدار قرار من مجلس الأمن لوقف حمام الدم في سوريا.

وأكد الأمين العام للجامعة العربية، الدكتور نبيل العربي، في كلمته، أن الأوضاع الإنسانية المتردية في سوريا تفرض تحركا عاجلا لوقف الانتهاكات. وأوضح أن هذه الدورة تكتسب أهمية خاصة لدراستها جدول الأعمال المعروض أمام القمة، الذي يمثل بداية حقيقية لتطوير الجامعة، بحيث يقتصر على عدد محدود من المواضيع المهمة، تبدأ بالقضية الأساسية المحورية، وهي قضية فلسطين، ثم الوضع في سوريا، ثم تطوير الأداء على صعيد العمل الاقتصادي العربي المشترك، وتطوير الجامعة.

وبالنسبة للأزمة السورية الراهنة، قال العربي إن «سوريا يجب أن تظل دائما في مركز الاهتمام، فالمسؤولية العربية تحتم علينا إنقاذها من المنزلق الخطير الذي تنحدر نحوه وتنعكس آثاره الواضحة على المنطقة برمتها، خاصة على دول الجوار».

وأعرب العربي عن أمله في التوصل إلى حل سياسي يمكن خلاله تجنب الشعب السوري المزيد من الويلات، قائلا إن «هذا الحل ما زال ممكنا متى كان هناك موقف عربي موحد ومتماسك يستطيع أن يصوغ موقفا إقليميا داعما، ويدفع، كما تقضي مسؤولياته، للمحافظة على السلم والأمن الدوليين»

وأضاف: «علينا أن نركز على مجلس الأمن الذي يجب أن يصدر قرارا ملزما لوقف إطلاق النار، وإيفاد قوات حفظ السلام، والاستفادة من التطورات الإيجابية التي طرأت مؤخرا على المعارضة السورية وتحليلها بصورة سليمة».

وأكد على ضرورة بدء اتصالات ثنائية بين مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية الأخضر الإبراهيمي، وكل من النظام والمعارضة، ممثلة في الائتلاف السوري، والحكومة التي بدأت أولى خطوات تشكيلها، كما جاء في قرارات سابقة للجامعة، بهدف استطلاع الرأي حول تنفيذ أسس ما تم الاتفاق عليه في البيان الختامي لاجتماع جنيف.

وأشار العربي إلى أن الأوضاع الإنسانية شديدة التردي في سوريا، تفرض تحركا عربيا يتصدى بفاعلية لمعاناة الملايين من النازحين واللاجئين الذين فروا من بلادهم هربا من شدة العنف والاقتتال. وتابع قائلا: «كما تفرض علينا المسؤولية أن نعد أنفسنا للمساهمة في عملية إعادة إعمار سوريا، التي يتمنى الجميع أن تأتي في القريب العاجل».

وأعرب العربي، في ختام كلمته، عن شكره لأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، بشأن الاجتماع الذي عقد في الكويت، والذي تقرر فيه دعم سوريا واللاجئين السوريين بمبالغ كبيرة، مؤكدا سعيه هو وزملاؤه لتحسين الأداء والأوضاع السورية، راجيا من جميع الحاضرين في الجلسة تأييد ودعم الخطوات التي ستقترح في هذا المجال.

وفي الجلسة الافتتاحية لوزراء الخارجية العرب، أكد هوشيار زيباري وزير خارجية العراق، أن موقف بلاده من الأزمة السورية واضح وجلي، وأنه أيد ودعم منذ البداية كل التطلعات المشروعة للشعب السوري في الحرية والديمقراطية وحقه في رسم مستقبله وإدانة أعمال العنف والقتل وإيقاف نزيف الدم والتمسك بالحل السياسي والسلمي ودعم الحوار الوطني، ورفض كل أشكال التدخل الأجنبي في الأزمة السورية، حفاظا على وحدة سوريا وسلامة شعبها.

وقال زيباري إن العراق كان من أوائل الدول التي نبهت وحذرت من التداعيات الخطيرة لاستمرار الأزمة السورية على أمن وسلامة دول المنطقة، ووقف مع كل المبادرات العربية والدولية التي كانت تدعو لإيجاد حل سلمي ينهي معاناة الشعب السوري ويجنبه ويلات الحرب الأهلية، كما دعم مهمة الأخضر الإبراهيمي المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية، من أجل تحقيق عملية الانتقال السياسي في سوريا.

وأضاف زيباري أيضا أن العراق لن يكون مع أي ديكتاتورية مهما كانت عناوينها واتجاهاتها، كما لن يكون مع أي فوضى يمكن أن تحدث في سوريا أو في المنطقة عموما، موضحا بقوله: «إن العراق طوال رئاسته للقمة العربية كانت مسيرة التحولات الديمقراطية، وانتفاضة الشعوب العربية مستمرة ومتصاعدة، وإنه، وإذ يدعم هذه التحولات، يؤكد على أهمية القيام بها عبر عملية ديمقراطية، وبطريقة سلمية، دون المساس بكيان الدولة ومقدراتها، لأن هذه التحولات قامت من أجل الشعوب وينبغي أن تبقى في خدمتها.

وحول القضية الفلسطينية جدد وزير خارجية العراق موقف بلاده الثابت منها ودعمه لحقوق الشعب الفلسطيني في الحرية واسترجاع أرضه وإقامة دولته، وعاصمتها القدس.

وركز وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني رئيس الدورة الحالية للقمة العربية على أهمية تجاوب إسرائيل مع مساعي السلام، وأكد أن قمة الدوحة تكتسب أهمية كبيرة لحجم الآمال المعقودة عليها من جانب الشعوب العربية التي تسعى للتوافق السياسي وتحقيق التكامل الاقتصادي العربي، موضحا أن القضية الفلسطينية تظل القضية المركزية للعرب، حتى يتوفر لها الحل الشامل الذي يحقق لهم دولة مستقلة وعاصمتها القدس.

وندد رئيس الوزراء القطري بالانتهاكات الإسرائيلية، وتكثيف الاستيطان واستمرار تهويد القدس، عبر محاولة طمس معالمه الإسلامية والعربية، مما يؤجج التوتر في المنطقة، وفقا لما قاله، حيث طالب المجتمع الدولي بأن يتحمل مسؤولياته في التجاوب مع الرغبة العربية في تحقيق السلام الشامل.

وأشاد رئيس الوزراء القطري بدور معاذ الخطيب زعيم الائتلاف السوري المعارض (المستقيل) في تحقيق الانتقال السياسي في سوريا. كما هنأ غسان هيتو رئيسا للحكومة السورية في الأراضي السورية المحررة (التي خرجت من تحت يد نظام الأسد). وقال: «إننا نتطلع لمشاركة الخطيب وهيتو والمعارضة السورية كممثل للشعب السوري حتى إقامة نظام عادل يحقق الحرية والوحدة والكرامة للسوريين، وإعادة جميع النازحين وإعمار البلاد».

وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو أكد أن حل القضية السورية يجب أن يتم في إطار عربي، وأن هذا الحل يجب أن لا يفرض من الخارج.

وأوضح عمرو في تصريحات صحافية بالدوحة، أمس، أنه لن يدعم مصالح الدول العربية وشعوبها إلا العرب أنفسهم، معربا عن أمله في أن تخرج القمة بموقف واضح تجاه الأزمة السورية، بما يعمل على وقف عمليات سفك الدماء والقتل وعمليات النزوح للسوريين داخل سوريا وخارجها.

وأكد أن القمة يجب أن تعمل على الاستجابة لمطالب الشعب السوري بما يضمن وحدة التراب السوري ووحدة الشعب السوري.

وفيما يتعلق بشغل المعارضة السورية لمقعد سوريا الشاغر، بعد تعليق عضويتها في نوفمبر (تشرين الثاني) 2011، قال وزير الخارجية المصري إنه تم اتخاذ قرار في اجتماع وزاري عقد ضمن اجتماعات الجامعة العربية قبل عدة أسابيع، بشأن مطالبة المعارضة السورية بتشكيل هيئة تمثل سوريا في اجتماع القمة العربية.

وأكد الأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز، نائب وزير خارجية المملكة العربية السعودية على أهمية أن تخرج القمة العربية في الدوحة بقرارات تعزز مكانة الدولة الفلسطينية والسعي لدفع مجلس الأمن الدولي إلى سرعة اتخاذ التوصية اللازمة بقبول فلسطين عضوا كامل العضوية بالأمم المتحدة وذلك في أعقاب نيل دولة فلسطين صفة دولة مراقب غير عضو بالأمم المتحدة.

وأشار في الكلمة التي ألقاها في جلسة العمل الأولى المغلقة للاجتماع الوزاري التحضيري لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة إلى أنه قد صدر عن الدورة الوزارية الأخيرة لمجلس الجامعة قرار يقضي بتكليف لجنة مبادرة السلام العربية بإعادة تقييم الموقف العربي إزاء مجريات عملية السلام من كافة جوانبها وإعادة النظر في جدوى اللجنة الرباعية والمنهجية الدولية المتبعة في التعامل مع القضية الفلسطينية والصراع العربي – الإسرائيلي للتوصل إلى تغيير هذه المنهجية وبما يمكن من إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين وباقي الأراضي العربية المحتلة.

وبين في هذا الصدد أنه من المفترض أن تقدم اللجنة تقريرها وتوصياتها إلى مجلس الجامعة في دورة طارئة للنظر فيها تمهيدا لعرضها على القمة العربية. وقال إن هذا القرار يشكل أفضل مدخل لتجاوز الوضع الراهن بالتعامل مع قضية الصراع العربي – الإسرائيلي، بغية الأخذ بأسلوب جديد مبني على أفكار ومفاهيم غير تلك التي كانت سائدة في الحقبة الماضية.

وشدد الأمير عبد العزيز بن عبد الله على أن المملكة لا تزال عند رفضها القاطع للنشاط الاستيطاني الإسرائيلي الذي ترى فيه محاولة لتقويض حل الدولتين من خلال عزل المدن الفلسطينية عن بعضها وتطويق القدس الشريف بالبؤر الاستيطانية.

وأضاف أن المملكة العربية السعودية ماضية في رفضها لما تتعرض له مدينة القدس من خطط تسعى لتهوديها خاصة تلك التي يتعرض لها المسجد الأقصى المبارك ومحيطه. وطالب المجتمع الدولي بوقف تلك الممارسات التي تقوض أي عمل تجاه الوصول للحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية.

وأكد أن المملكة ومن منطلق حرصها على تنفيذ قرارات القمم العربية قد أوفت بكامل التزاماتها تجاه دعم موازنة السلطة الفلسطينية خاصة ما أقرته قمة بغداد حيال إنشاء شبكة أمان عربية لدعم السلطة الفلسطينية ومؤسساتها. ودعا في هذا الصدد المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لتحويل الأموال المستحقة للسلطة الوطنية الفلسطينية والتوقف عن هذه الممارسة الجائرة.

وأعرب نائب وزير الخارجية السعودي في كلمته عن أسفه لعجز الأمم المتحدة، وخصوصا مجلس الأمن، عن القيام بما هو منتظر منها، وفقا لميثاقها وتمشيا مع منطلق العدالة وما تفرضه مسؤولية مجلس الأمن في ما يتعلق بحفظ الأمن والسلم الدوليين، تجاه وقف ما يتعرض له الشعب السوري من قتل وتدمير من قبل نظام الأسد.

وقال إن كل ذلك يحدث مع استمرار نظام الأسد في مماطلاته وتسويفه وإمعانه في سياسة القتل مستخدما كل أنواع الأسلحة فتكا وتدميرا، يساعده في ذلك دعم متصل من بعض الأطراف مما زاد من حدة الأعمال العسكرية وتسبب في تقليص فرص الحل السياسي.

وأضاف: «إننا نرى قرار مجلس الجامعة العربية بشغل مقعد سوريا من قبل الائتلاف الوطني السوري، يشكل نقطة تحول بالغة الدلالة في إضفاء الشرعية الدولية لهذا الائتلاف الذي تجتمع تحت مظلته كل أطياف المعارضة السورية باعتباره الممثل الشرعي للشعب السوري».

وأكد نائب وزير الخارجية السعودي أن تطور المنطقة العربية مرتبط بالتقدم في النواحي الاقتصادية والاجتماعية، مشددا على أهمية متابعة تنفيذ قرارات ومبادرات القمم العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية التي عقدت في الكويت، وشرم الشيخ، والأخيرة التي عقدت في الرياض في شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، ومنها مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الداعية إلى زيادة رؤوس أموال المؤسسات العربية المشتركة بنسبة لا تقل عن 50 في المائة، وغير ذلك من القرارات التي تلامس حاجات المواطن العربي، خاصة في ما يتعلق بتوفير فرص العمل والحد من البطالة والفقر والقضاء على الأوبئة والأمراض.

وأشار إلى أن اختصار جدول أعمال هذه القمة مقارنة بالقمم السابقة يتفق مع التوجهات المحمودة الساعية إلى أن تناقش القمم العربية القضايا الرئيسة والتركيز عليها، وخصوصا أن مجلس الوزراء للجامعة في دوراته العادية يتطرق إلى جميع المواضيع دون استثناء ويشبعها بحثا ومناقشة ويتخذ في شأنها القرارات المناسبة، موضحا أن هذه الخطوة تأتي انسجاما مع جهود تطوير الجامعة العربية مما يتيح للقمم العربية الخروج بقرارات مدروسة يسهل تنفيذها ومتابعتها.

من جهته، أكد وزير الخارجية والتعاون الدولي الليبي محمد عبد العزيز أن القمة العربية تمثل نقلة وانطلاقة كبيرة لمعالجة القضايا التي تهم الأمة العربية.

وقال عبد العزيز في تصريحات صحافية، على هامش الاجتماع الوزاري التحضيري لمجلس جامعة الدول العربية، إن مجلس الجامعة في اجتماعه بالقاهرة منح الائتلاف الوطني السوري المعارض شغل مقعد سوريا في الجامعة العربية بشروط، منها تشكيل حكومة مؤقتة والمحافظة على وحدة سوريا وترابها وانتهاج سياسة التطمين الكامل لجميع فئات المجتمع السوري، ليساهموا في العملية السياسية.

ورحب بنيل فلسطين عضوية دولة مراقب بالأمم المتحدة، مشددا على ضرورة أن تمهد هذه الخطوة لتصبح فلسطين دولة كاملة العضوية في المنظمة الدولية، موضحا أن ذلك لن يتحقق إلا بضمان الدعم السياسي القوي والمستمر للقضية الفلسطينية.

كما أكد أهمية الحوار الجاد والفاعل بين جميع الفصائل الفلسطينية في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها القضية الفلسطينية.

وحول الإصلاح المنشود في هياكل الجامعة العربية، قال وزير الخارجية الليبي إنه بحكم التطورات السياسية المتسارعة لا يمكن أن تبقى الجامعة العربية دون إصلاح منذ إنشائها، مؤكدا أن هناك حاجة ملحّة لإصلاح الجامعة العربية على المستويين المؤسسي والتشريعي.

وعبر عن ثقته في أن الجامعة كمظلة سياسية للأمة وبيت لها لا بد أن تصل، وتكون على مستوى التحديات السياسية الاقتصادية والاجتماعية، مع تفعيل دورها بطريقة ترقى لهذا المستوى.

ورأى عبد العزيز أن تدوير منصب الأمين العام للجامعة العربية لا بد أن يناقش على مستوى صانعي القرار في الدول العربية، مضيفا أن بلاده ترحب بأي اتفاق يتم في هذا الصدد.

جبهة الجولان تشتعل مجددا.. وإسرائيل تتوعد برد قاس وقواتها تتأهب

«الجيش الحر» يشكل لواء لحماية الحدود السورية ـ اللبنانية ومراقبة المتسللين

تل أبيب: نظير مجلي بيروت: كارولين عاكوم

حمّل وزير الدفاع الإسرائيلي الجديد، موشيه يعلون، نظام الرئيس السوري بشار الأسد، مسؤولية التدهور القائم على الحدود مع سوريا، بعد إطلاق قذائف باتجاه مواقع الجيش الإسرائيلي في الجولان المحتل، وردت إسرائيل بإطلاق صاروخ حربي من طراز «تموز». وهدد يعلون بالرد القاسي على كل إصابة تقع في صفوف قواته أو مواقعها العسكرية.

وعقد المجلس الوزاري الأمني المصغر في الحكومة الإسرائيلية جلسته الأولى، أمس، واضعا هذه التطورات، على رأس جدول الأعمال. وقدم قائد المخابرات العسكرية، أفيف كوخافي، تقريرا للوزراء قال فيه، إن نظام الأسد يتفكك ويفقد السيطرة على الأوضاع في سوريا، وهذا الوضع يهدد الاستقرار في المنطقة ويمس بمصالح إسرائيل.

وكانت أعيرة نارية أطلقت من سوريا، في الليلة قبل الماضية، فأصابت عربات عسكرية إسرائيلية في هضبة الجولان المحتلة، مما تسبب في أضرار طفيفة، بحسب ما أعلن الجيش الإسرائيلي، الذي رد على مصادر النيران التي أطلقت في منطقة تل فارس الواقعة في جنوب الجولان المحرر، بصاروخ من طراز «تموز»، وهو صاروخ حربي تستخدمه إسرائيل للمرة الثانية، منذ انتهاء حرب أكتوبر (تشرين الأول) 1973، وكانت المرة الأولى في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وقالت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي: «إن عربات للجيش كانت تجوب منطقة الحدود في الجولان، أصيبت بأضرار طفيفة، بعد إصابتها برصاصات أطلقت من سوريا، لكن لم يُصَب أحد بجروح»، دون أن تشير المتحدثة إلى ما إذا كانت الأعيرة استهدفت الجنود الإسرائيليين أم أنها مجرد رصاصات طائشة. وأشارت مصادر عسكرية إلى أنه، منذ بداية النزاع السوري الداخلي قبل عامين، توتر الوضع في الجولان المحتل الواقع في جنوب سوريا، غير أن الحوادث المسجلة (قذائف من سوريا وطلقات تحذيرية من الجانب الإسرائيلي)، ظلت حتى الآن محدودة. لكن الإطلاق الأخير رفع درجة التوتر. وقد فسر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، بيني غانتس، ما سماه «قسوة الرد الإسرائيلي على القصف السوري»، بأنه «محاولة صارخة لإفهام جميع القوى في سوريا بأننا لن نسمح بالمساس بأمن إسرائيل، حتى لو كان ذلك بالخطأ».

وقال في جلسة الحكومة، أمس، إن «القذائف السورية هي تذكير لنا بأن الأوضاع في سوريا قابلة للانفجار في كل لحظة ضد إسرائيل، ولذلك علينا باليقظة من جهة والرد الحازم من جهة ثانية».

وأعلنت قوات الجيش الإسرائيلي عن حالة تأهب في الجولان لمواجهة مزيد من التدهور العسكري.

وفي غضون ذلك، حقق مقاتلو المعارضة السورية تقدما مهما في جنوب البلاد بسيطرتهم على شريط بطول 25 كيلومترا من الحدود الأردنية إلى الجولان.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن «مقاتلين من لواء شهداء اليرموك وجبهة النصرة ولواء المعتز بالله وكتائب أخرى، سيطروا على حاجز الري العسكري»، شرق بلدة سحم الجولان في الريف الغربي لمحافظة درعا (جنوب)، إثر انسحاب القوات النظامية.

وبذلك «تكون المنطقة الواقعة بين بلدتي المزيريب (قرب الحدود الأردنية) وعابدين (في الجولان السوري) والممتدة لمسافة 25 كلم خارج سيطرة النظام»، بحسب المرصد.

وكان مقاتلو المعارضة سيطروا في الأيام الماضية على عدد من الحواجز العسكرية في المنطقة، بينها العلان ومساكن جلين ونادي الضباط وسحم الجولان، إثر اشتباكات عنيفة وحصار لأيام، بحسب المرصد.

وفي سياق متصل، أعلن الجيش الحر عن تشكيل لواء «حماية الحدود وإدارة المعابر» على الحدود السورية – اللبنانية، وذلك بسبب الأوضاع الخطيرة التي تشهدها هذه المنطقة.

وقال النقيب غيث حمدان الناطق باسم «لواء حماية الحدود» لـ«الشرق الأوسط» حول دور اللواء على الأرض: «سنعمد إلى السيطرة على الحدود اللبنانية – السورية لمنع تسلل مقاتلين من حزب الله، ودورنا لن يكون فقط في موقع الدفاع، بل سنقوم بعمليات هجومية»، مشيرا إلى أن انتشار كتائب هذا اللواء ستكون في مرحلة لاحقة، ستشمل كل المناطق الحدودية.

وأعلن الجيش الحر أنّ تشكيل اللواء كان بسبب الفراغ الأمني، وتسلل عناصر من حزب الله بكامل عتادهم وسلاحهم إلى الأراضي السورية بغرض دعم عمليات النظام العسكرية، إضافة إلى عدم التزام الحكومة اللبنانية بسياسة النأي بالنفس، وعجزها عن ضبط حدودها. كذلك، عجز المجتمع الدولي والجامعة العربية عن تحمل المسؤولية عن الخروق الخطيرة التي يقوم بها حزب الله وتنظيمات أخرى.

العمل الإعلامي داخل الجحيم السوري

مقتل 92 صحافيا خلال عامين.. من 80 مراسلا دوليا إلى حفنة موالية للنظام

تقدير حجم خطورة العمل الإعلامي في سوريا لا يحتاج لقراءة عدد القتلى من الصحافيين خلال عامين والذي تجاوز الـ92 صحافيا كما لا يحتاج معرفة عدد المعتقلين والملاحقين من الصحافيين، ولا أعداد الصحافيين الفارين من المؤسسات الرسمية إلى خارج البلاد، يمكن بنظرة سريعة إلى أي مؤتمر صحافي لمسؤول في النظام السوري لتقدير حجم الخطر، فبعدما كان عدد المراسلين المعتمدين في سوريا والذين ينقلون عادة وقائع المؤتمرات الصحافية، يتجاوز الـ80 مراسلا، اليوم بالكاد تحضر عشر وسائل إعلامية خارجية معظمها إن لم نقل كلها تابعة لجهات مؤيدة للنظام، مثل القنوات اللبنانية «المنار» و«الميادين» والـ«Otv» ومن الوسائل الدولية «روسيا اليوم» الروسية وقناة «العالم» الإيرانية.. بالإضافة إلى قنوات عراقية ذات تمويل إيراني، هؤلاء يحظون برضى وزارة الإعلام السورية ومن خلفها الأجهزة الأمنية، فيسمح لها بمرافقة قوات النظام لتغطية الأحداث الميدانية ومن وجهة نظر النظام حصرا، إلى جانب وسائل الإعلام الرسمية وكالة (سانا) والقنوات الرسمية الفضائية السورية والإخبارية، والقنوات الخاصة الموالية للنظام (سما الشام)، وعدة إذاعات محلية على الموجة القصيرة، والصحف الرسمية الثلاث «الثورة» و«تشرين» و«البعث»، بالإضافة لجريدة «الوطن» الخاصة، إلا أن مراسلي تلك الوسائل وإن حظوا برضى النظام وأمنوا من وابل نيرانه وملاحقة أجهزته الأمنية، فهم عرضة لنقمة الثوار والجيش الحر، بتهمة مشاركة النظام في جرائمه ضد الشعب السوري، ويطلقون عليهم اسم (أبواق النظام وشبيحة الإعلام)، ومن بينهم مراسلون يأتون على رأس قائمة العار لممارستهم دورا يتجاوز تغطية الأحداث ليصل لمرتبة تقديم استشارات بخصوص الدعاية الحربية، للإعلام الرسمي كمراسل قناة «العالم» حسين مرتضى، الذي لديه صفحة إخبارية على موقع «فيس بوك» المتابعة من قبل مئات المؤيدين.

هؤلاء المراسلون يحتلون المشهد الرسمي كاملا بعدما تم إقصاء وسائل الإعلام العربية والأجنبية، حيث تحول غالبيتهم إما للعمل من الخارج عبر إعلاميين مواطنين أو للعمل سرا تحت الخطر. صحافي سوري كان يعمل في صحيفة محلية إلى جانب مراسلة قناة تلفزيونية عربية، قال: إنه اضطر لمغادرة عمله في الصحيفة بسبب التضييق الشديد على جميع العاملين فيها وقال: «داخل المؤسسات الإعلامية الرسمية يعيش العاملون أجواء إرهاب حقيقي، لا يمكن التفوه بأي كلمة غير التأييد للنظام وقتله المعارضين والثوار، وإذا حاول الصحافي في حديث شفهي، إبداء أي تعاطف أو انتقاد لوحشية قوات النظام يقوم زملاؤه من المخبرين بالإبلاغ عنه واقتياده إلى التحقيق بتهمة دعم الإرهاب»، مشيرا إلى أن عشرات الإعلاميين في المؤسسات الرسمية تم اعتقالهم لفترات متفاوتة والتحقيق معهم، ومن ثم تم تجميدهم ومنهم من قتل مثل الصحافي في جريدة «تشرين» مصعب العودة الله، ومخرج برامج في التلفزيون قضى تحت التعذيب، وغيرهما ما زالوا معتقلين. وقال: «كثير من زملائنا غادروا البلاد حيث لم يعد بالإمكان البقاء هنا، فالعمل الإعلامي بالنسبة للصحافيين المعروفين في البلد شبه مستحيل إذا لم يكن لتلميع النظام».

في الأشهر الأخيرة شهدت البلاد تسلل عشرات الإعلاميين العرب والأجانب إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة الجيش الحر، لا سيما في مناطق الشمال حلب وإدلب والرقة، ومنهم من وصل إلى حمص وريفها وحتى إلى ريف العاصمة دمشق، ويقومون بتغطية الأحداث من تلك المناطق إما مباشرة أو عبر تقارير تبث بعد خروجهم، أبرزهم كان من مراسلي قناتي «العربية» التي أوفدت ريما مكتبي، التي أعدت سلسلة تقارير، وقناة «الجزيرة»، التي سجلت الخرق الأكبر بإيفادها عددا من مراسليها إلى سوريا غادة عويس وتامر المسحال في الشمال وأحمد زيدان والأخير مقيم في ريف دمشق منذ نحو شهر ويبث تقاريره من على بعد بضعة كيلومترات قليلة من العاصمة حيث ترابض قوات جيش النظام بكامل عتادها، ودخول هؤلاء مثل تحديا كبيرا لقوات النظام وأيضا للخطر الكبير الذي يتعرضون له في قلب دائرة نار التهمت أكثر من 92 صحافيا خلال عامين منذ انطلاق الثورة، حتى أن إعلاميا حلبيا غير معروف اسمه ساهر يحيى عرض أول من أمس عبر صفحة «الحرس الجمهوري السوري الإلكتروني اللواء 105» مبلغ 50 ألف دولار جائزة من «ماله الخاص» لمن يخطف «الإرهابية» الإعلامية غادة عويس في حلب ويسلمها لقوات النظام، الأمر الذي أثار ردود فعل كبير وفي أوساط السوريين وردا على هذا العرض قدم جيري ماهر، باسمه وباسم إذاعة «صوت بيروت إنترناشيونال» مبلغ 500 ألف دولار لمن يلقي القبض على ساهر يحيى، كما قدم الشيخ بندر أبو زهرة مبلغ 100 ألف دولار للغرض ذاته. ورغم ما تنطوي عليه تلك العروض من طرافة سوداء، فإنها تشير إلى أن سوريا باتت جحيما على الإعلاميين، إلا من قرر منهم خوض المغامرة المهنية الصعبة حتى النهاية في بلد سجل فيه أعلى رقم في عدد القتلى من الصحافيين في عام 2012. وكان لهؤلاء بمن فيهم الإعلاميون المواطنون، الفضل الأكبر في تحطيم العزلة الإعلامية التي فرضها النظام على سوريا، ليس خلال عامين من الثورة، بل على مدى أربعة عقود من حكم البعث، احتكرت فيها العملية الإعلامية وقيدت بسلاسل قوانين الطوارئ والأحكام العرفية. وتمكن الإعلامي المواطن ومنذ اليوم الأول لخروج أول مظاهرة في دمشق 15 مارس (آذار)، وبأدواته البسيطة كاميرا موبايل أو كاميرا سرية من توثيق غالبية الوقائع على الأرض وبثها عبر النت لمراسلي وسائل الإعلام في الداخل والخارج ليعاد إنتاجها وبثها عبر الوكالات والتلفزات والصحف، ولتأخذ المساحة الأكبر وبما يتناسب وحجم الأحداث التي تشهدها البلاد.

أحمد وهو ناشط إعلامي في دمشق يشير إلى كاميراته السرية ويقول: «إنها أمانة سلمها لي صديقي الذي استشهد بالقصف على الغوطة الشرقية، وكنا تعاهدنا على المضي في عملنا حتى نيل الحرية» وحول معاناته في العمل الإعلامي قال: «أنسى الخوف والخطر عندما أنجح في تصوير وتسجيل وحشية النظام، وأكبر فرحة لي عندما أتمكن من تحميلها على النت» لافتا إلى الصعوبات الكبيرة التي يواجهها الناشطون الإعلاميون في التحايل على رقابة النت في سوريا، والحاجة الدائمة لاستشارات تقنية بخصوص تجديد برامج فك الحجب، ولكنه يقول في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام التي يمكن أن يتوفر فيها نت فضائي لا نعاني من هذه المشكلة لكننا نكون في مواجهة «خطر ترصد موقع البث من قبل قوات النظام وقصفه الأمر الذي يجعلنا دائمي الحركة والتنقل لتفادي الرصد» وحول العمل الميداني في المناطق الساخنة، يقول: «إن متعته لا توصف لكن أيضا لحظات الألم فيه لا توصف حين نكون وجها لوجه مع القذائف والدمار وأشلاء الشهداء.. وغالبا الشهداء هم من رفاقنا وحين ننهمك بتصوير تلك الأشلاء التي من المفترض أن نلمها ونبكي عليها.. لا شيء يعيننا في تلك اللحظات سوى الله وصيحات الله أكبر».

من جانب آخر وخلال عامين وخارج القيد أصدر الإعلاميون السوريون أكثر من عشرين صحيفة مطبوعة يتم طباعتها سرا، وتوزع كمناشير في المناطق الواقعة تحت سيطرة النظام، بينما توزع علنا في المناطق الخارجة عن السيطرة، وغالبيتها تطبع في الداخل، أبرزها (سوريتنا وعنب بلدي وطلعنا عالحرية وحرية والجسر وأميسا.. وغيرها)، بالإضافة إلى عدد من الإذاعات الخاصة الحرة تبث من قلب دمشق عبر شبكة الإنترنيت، كما بات لكل منطقة مكتب إعلاميا يتولى مهمة التصوير وتوثيق الأحداث والتواصل مع وسائل الإعلام وتزويدها بالمعلومات والصور، ويعمل في تلك المراكز صحافيون محليون محترفون ولكن بشكل سري، وإعلاميون مواطنون (غير محترفين). ويشار إلى أنه ومنذ بداية الأحداث تشكلت رابطة الصحافيين الأحرار وينضوي فيها نحو 200 إعلامي سوري، غالبيتهم فروا من الداخل إلى الخارج، وينشطون في تنسيق ودعم العملية الإعلامية، من خلال تنظيم دورات تدريب مهني للتطوير العمل الإعلامي بالتعاون مع منظمات دولية، بالإضافة لأنشطة أخرى، وتسجيل الانتهاكات بحق الإعلاميين في سوريا، من جانب النظام والثوار وتقوم بمتابعتها، كما تتابع الأداء الإعلامي الثوري السوري عموما، والتغطيات الإعلامية وتقدم الاستشارات بهذا الخصوص وتصحيح المصطلحات. ويمكن القول: إن الإعلام شكل التحدي الأكبر للنظام السوري في مسيرة قمعه للثورة السورية، ولم تفلح الاعتقالات الواسعة في صفوف الإعلاميين بالحد من تشكيل إعلام سوري مستقل يدفع ثمنا باهظا لانتزاع حريته.

الخطيب يلقي كلمة باسم السوريين في القمة العربية

يلقي رئيس الائتلاف السوري المعارض المستقيل معاذ الخطيب كلمة باسم الشعب السوري في القمة العربية التي تستضيفها قطر الثلاثاء، وفق ما أكده عبر حسابه على تويتر.

وقال الخطيب: “قررت إلقاء كلمة باسم الشعب السوري في مؤتمر الدوحة (..) وهذا أمر لا علاقة له بالاستقالة والتي ستناقش لاحقاً”.

وكان الخطيب ذكر في بيان على صفحته الرسمية على فيس بوك الأحد: “كنت وعدت أبناء شعبنا العظيم وعاهدت الله أنني سأستقيل إن وصلت الأمورإلى بعض الخطوط الحمراء وإنني أبر بوعدي اليوم”.

وفي الأسبوع الماضي اختار الائتلاف رجل الأعمال السابق غسان هيتو رئيساً للوزراء كي يشكل حكومة تشغل فراغ السلطة الناشئ عن الانتفاضة التي تسعى لإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد التي أسفرت عن سقوط أكثر من 70 ألف قتيل.

وكان الخطيب اعترض على ذلك بأن الإعداد غير كاف لبدء تشكيل حكومة.

وعلى الصعيد الميداني، قتل مدني وأصيب آخرون بجروح في سقوط قذائف على ساحة الأمويين في وسط دمشق الاثنين، بحسب ما ذكرت “الاخبارية السورية” الرسمية.

وكانت وكالة الانباء السورية الرسمية “سانا” أشارت إلى “معلومات أولية عن إصابة ستة مواطنين بجروح جراء سقوط قذائف هاون أطلقها (مسلحون) على محيط دار الأوبرا” الواقعة في ساحة الأمويين.

مسودة بيان القمة العربية تدعو الأسد إلى إيقاف نزيف الدم السوري

ركزت مسودة مشروع البيان الختامي للقمة العربية في العاصمة القطرية الدوحة على عدة محاور تتعلق بالأزمة السورية وقضية فلسطين والعمل العربي المشترك.

ويشير المشروع إلى إقرار الدول الاعضاء منح مقعد سوريا بجامعة الدول العربية إلى المعارضة السورية مع تحفظ كل من العراق والجزائر ولبنان.

وتدعو مسودة البيان، التي نقلتها محطة “سكاي نيوز عربية” نظام الرئيس السوري بشار الأسد إلى “العمل على تحقيق تطلعات شعبه في التغيير والإصلاح الديمقراطي الحقيقي وإيقاف آلة البطش والتدمير ونزيف الدم”.

ويحث القادة العرب بحسب مشروع البيان، مجلس الأمن الدولي التابع لمنظمة الأمم المتحدة “لأخذ دوره وإصدار قرار ملزم بوقف إطلاق النار ورعاية حوار وطني سوري لوضع ترتيبات المرحلة الانتقالية”.

ويدعو البيان إلى “تحرك عربي فاعل يتصدى لمعاناة الملايين من النازحين واللاجئين السوريين وتقديم كافة أشكال الدعم للدول التي تستضيفهم”، و”الدعوة للعمل إعادة إعمار سوريا بعد الانطلاق نحو المرحلة الانتقالية”.

السلام خيار استراتيجي

ويركز مشروع البيان على القضية الفلسطينية. ففيما يتعلق بمبادرة السلام العربية، أكد على أن السلام الشامل والعادل هو خيار استراتيجي، ولن يتحقق إلا من خلال الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة عام 1967 ورفض كل أشكال التوطين، وإقامة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية وفق ما جاء في مبادرة السلام التي أقرتها قمة بيروت عام 2002.

وحمل المشروع إسرائيل المسؤولية الكاملة عن تعثر المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بجانب رفض كافة الإجراءات الإسرائيلية الأحادية الجانب الهادفة إلى تغيير الواقع في الأراضي العربية المحتلة، بما فيها القدس، ودعوة مجلس الأمن الدولي إلى اتخاذ الآليات والخطوات اللازمة لحل الصراع العربي – الإسرائيلي بكافة جوانبه.

إنهاء الاحتلال

كما يدعو المشروع المجتمع الدولي إلى إطلاق مفاوضات جادة تكون مرجعيتها تنفيذ قرارات الأمم المتحدة، خاصة قراري 242 و338 اللذين يقضيان بإنهاء الاحتلال والانسحاب الإسرائيلي إلى خطوط عام 1967، بما يشمل القدس الشرقية، ووقف الاستيطان والإفراج عن الأسرى الفلسطينيين والعرب، تأكيداً للاعتراف الدولي لرفع مكانة دولة فلسطين وانضمامها إلى الأسرة الدولية كدولة مراقب غير عضو في الأمم المتحدة.

كما تقرر تشكيل وفد وزاري عربي، برئاسة رئيس وزراء ووزير خارجية دولة قطر وعضوية كل من الأردن ومصر وفلسطين والأمين العام للجامعة العربية، لإجراء مشاورات مع مجلس الأمن والإدارة الأمريكية وروسيا والصين والاتحاد الأوروبي للاتفاق على آليات وفق إطار زمنى محدد لإطلاق مفاوضات جادة وتكليف الأمين العام للجامعة العربية تشكيل فريق عمل لإعداد الخطوات التنفيذية لهذا التحرك.

ودعا المشروع إلى عقد مؤتمر دولي خاص بطرح القضية الفلسطينية من كافة جوانبها بهدف إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية مستندا على إقرار قضايا التسوية النهائية للصراع العربي – الإسرائيلي وعلى رأسها الحدود والأمن والاستيطان والقدس واللاجئين والمياه.

وكلف القادة العرب لجنة مبادرة السلام العربية بإعادة تقييم الموقف العربي إزاء مجريات عملية السلام المعطلة من مختلف جوانبه، بما في ذلك جدوى استمرار الالتزام العربي بطرح مبادرة عملية السلام كخيار استراتيجي، وإعادة النظر في جدوى مهمة اللجنة الرباعية في ضوء عجزها عن إحراز أي تقدم في عملية السلام.

وكلف القادة العرب، لجنة مبادرة السلام العربية بتقديم تقرير لها عن هذا الموضوع وعرضة على اجتماع طارئ لمجلس الجامعة، تمهيدا لعرضة على قمة عربية استثنائية.

وطالب المشروع الولايات المتحدة الأمريكية بعدم استخدام الفيتو في مجلس الأمن ضد القرار العربي بمطالبة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بالاعتراف وقبول فلسطين في الأسرة الدولية.

وفيما يتعلق بالقدس، أكد مشروع قرار القمة على عروبة القدس ورفض كل الإجراءات الإسرائيلية غير الشرعية التي تستهدف تهويد المدينة وضمها وتهجير سكانها، وإدانة مصادرة الأراضي وبناء وحدات استيطانية في القدس الشرقية، وإدانة الحفريات الإسرائيلية أسفل وفي محيط المسجد الأقصى، ودعوة المؤسسات الدولية المعنية، خاصة اليونسكو، إلى تحمل مسؤولياتها في الحفاظ على المقدسات الإسلامية والمسيحية، وإدانة محاولات إسرائيل المتكررة بالعدوان على المسجد الأقصى بهدف إحكام سيطرتها عليه.

وفيما يتعلق بالدعم المالي للقدس، دعا مشروع قرار القمة إلى تفعيل قرار قمة سرت عام 2010، بشأن القدس الخاص بزيادة الدعم الإضافي المقرر في قمة بيروت عام 2002 لصندوقي الأقصى والقدس إلى 500 مليون دولار، ودعوة الجامعة العربية إلى وضع آليات تنفيذ خطة التحرك العربي لإنقاذ القدس.

وفيما يتعلق بدعم موازنة دولة فلسطين وصمود الشعب الفلسطيني، تقرر القمة مطالبة الدول الأعضاء الوفاء بالتزاماتها نحو توفير شبكة أمان مالية بأسرع وقت ممكن بمبلغ 100 مليون دولار شهرياً لدولة فلسطين، لمواجهة الضغوط المالية واستمرار إسرائيل في عدم تحويل الأموال المستحقة.

وتقرر القمة تشكيل وفد من رئيس وزراء دولة فلسطين والأمين العام للجامعة العربية ووزير خارجية قطر “رئيس القمة” ومصر “رئيس المجلس الوزاري”، ومن يرغب من وزراء الخارجية، للتوجه إلى عدد من العواصم العربية في أسرع وقت ممكن لمواجهة الأزمة المالية الصعبة التي تواجهها دولة فلسطين.

الدعم السياسي والاقتصادي للبنان

وفيما يتعلق بالتضامن مع لبنان ودعمة، أكد مشروع القرار التضامن العربي الكامل مع لبنان وتوفير الدعم السياسي والاقتصادي له ولحكومته بما يحفظ الوحدة الوطنية اللبنانية، ووقف الانتهاكات للسيادة اللبنانية بحراً وبراً وجواً التي وصل عددها منذ صدور القرار 1701 حتى الآن إلى أكثر من 10 آلاف خرق.

وفيما يتعلق بالجولان السوري المحتل، باعتباره جزءاً من الأراضي العربية المحتلة، أكد مشروع القرار على دعم ومساندة الدول العربية الحازم لمطلب سوريا العادل وحقها في استعادة كامل الجولان العربي السوري المحتل إلى خط الرابع من يونيو عام 1967.

أما ما يتعلق بتطوير جامعة الدول العربية، فرحبت القمة العربية في مشروع القرار بتشكيل لجنة من الدول الاعضاء للنظر في المقترحات والتوصيات الواردة في تقرير اللجنة المستقلة الرفيعة المستوى، ووضعها موضع التنفيذ وفق آليات ومراحل وجداول زمنية وعرض نتائج أعمالها على مجلس الجامعة العربية الوزاري في سبتمبر المقبل.

محكمة عربية لحقوق الإنسان

وفيما يتعلق بمشروع إنشاء المحكمة العربية لحقوق الإنسان، وافق مشروع القرار على إنشاء المحكمة العربية لحقوق الإنسان وذلك تعزيزاً لاحترام وحماية حقوق الإنسان العربي، وتكليف لجنة رفيعة المستوى من الخبراء القانونيين العرب إعداد النظام الأساسي للمحكمة وعرض نتائج أعمالها على مجلس الجامعة الوزاري في دورته المقبلة.

وبشأن بالصعوبات التي تعوق استكمال منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى، طالب مشروع القرار باعتماد قواعد المنشأ التفصيلية للسلع العربية المتفق عليها من قبل الفريق السعودي – المغربي التي تصل فيها نسبة اتفاق الدول الأعضاء في المنطقة إلى ما نسبته 80 في المائة أو تزيد عنه، ودعوة الدول التي تقل نسبة توافقها على قواعد المنشأ عن 80 في المائة إلى النظر في تحسين مساراتها التفاوضية في إطار اللجنة الفنية لقواعد المنشأ، قبل نهاية عام 2013.

وفيما يتعلق بالقيود غير الجمركية، طلب مشروع القرار من الدول الأعضاء في منطقة التجارة الحرة موافاة الجامعة العربية بمقترحاتها عن كيفية التعامل مع الدول الأعضاء غير الملتزمة تنفيذ قرارات المجلس الاقتصادي والاجتماعي بشأن إزالة القيود غير الجمركية، ووضع آلية واضحة للتعامل مع الإجراءات المقيدة للتجارة، بما في ذلك وضع نظام متدرج في العقوبات التي يمكن أن تطبق على الدول التي تتخذ إجراءات متعارضة مع أحكام منطقة التجارة الحرة، ويكون للدول الأعضاء الحق في تطبيقها عند اللزوم.

وعن تحرير تجارة الخدمات، دعا مشروع القرار إلى وضع جدول زمنى لاستكمال المفاوضات الخاصة بالقطاعات الخدمية التي ترغب الدول في التفاوض عليها، بهدف التقدم في تحريرها، في إطار اتفاقية تحرير التجارة في الخدمات بين الدول العربية على أن يتم الانتهاء من الجدول الزمنىي قبل نهاية 2013.

وفيما يرتبط بالاستثمار في قطاع الزراعة والأمن الغذائي العربي، دعا مشروع القرار الدول العربية إلى تهيئة المناخ المناسب للاستثمار في قطاع الزراع.

الثوار يسقطون مقاتلة واشتباكات بعدة أنحاء بسوريا

الجيش الحر يتهم النظام بمحاولة اغتيال قائده

                                            اتهم العقيد مالك الكردي نائب قائد الجيش السوري الحر شبكات تابعة للنظام السوري بتدبير الانفجار الذي أصيب فيه قائد الجيش الحر الذي يعالج في تركيا الآن، وذلك في وقت تجددت فيه الاشتباكات والقصف على مناطق سورية كثيرة اليوم الاثنين.

وقال الكردي إن إصابة قائد الجيش الحر العقيد رياض الأسعد الحر كانت بسبب انفجار عبوة ناسفة تحت مقعده بالسيارة التي كانت تقله، وهو ما أدى إلى بتر ساقه اليمنى وإصابة سائق السيارة بجروح في الرأس.

واتهم رسميا النظام بتدبير الحادث في محاولة لاغتيال الأسعد، وقال “نتهم النظام السوري”. وقال: مثل هذا الاستهداف متوقع من قبل النظام لأفراد الجيش السوري الحر.

وأشار إلى أن هذا الحادث وقع رغم التدابير الأمنية التي يتخذونها، مشيرا إلى أنهم يتابعون ما سماه شبكات النظام، وأنهم ضبطوا عددا كبيرا منها، وتتم محاسبتهم، ولكنه أوضح أنه من الصعب ألا تقع خروقات تؤدي إلى وقوع مثل هذه الحوادث.

وفي نفس السياق أفاد مراسل الجزيرة في تركيا أن مصادر مقربة من الأسعد قالت إنه يتلقى العلاج حاليا بأحد المستشفيات التركية بعد إصابة خطيرة في ساقه إثر تعرضه لمحاولة اغتيال في شرق سوريا.

وأوضحت المصادر ذاتها أن الأسعد في حالة مستقرة وتجرى له عملية جراحية في ساقه. كما أفاد مراسل الجزيرة أن الإصابة نجمت عن انفجار عبوة ناسفة تحت مقعد السيارة التي كان يستقلها قائد الجيش السوري الحر في دير الزور بشرق سوريا، واتهم مقربون منه النظام الحاكم بمحاولة اغتياله.

اشتباكات وقصف

في هذه الأثناء، أفاد مراسل الجزيرة أن الجيش الحر أسقط مقاتلة تابعة للنظام السوري بالغوطة الشرقية بدمشق.

كما نقلت رويترز عن سكان بالعاصمة ومصدر أمني أن مقاتلي المعارضة أطلقوا العشرات من قذائف الهاون على وسط دمشق اليوم الاثنين، وأصابوا منطقة شديدة التأمين على بعد كيلومتر من مقر الرئيس بشار الأسد.

ونسبت وكالة الأنباء الفرنسية لتلفزيون “الإخبارية السورية” الرسمي أن مدنيا قتل وأصيب آخرون بجروح في سقوط قذائف على ساحة الأمويين وسط دمشق اليوم الاثنين، كما ذكرت القناة “إصابة مصور ومساعد مصور” تابعين لها.

وقالت إن الجيش السوري التابع للنظام رد بإطلاق نيران المدفعية من جبل قاسيون المطل على العاصمة دمشق.

من جهة أخرى، تجددت الاشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام في حي السيد مقداد في بلدة ببيلا في ريف دمشق. وقد هاجم “الحر” خلال الاشتباكات مجموعة من الشبيحة كانت بأحد المباني السكنية، كما قصفت قوات النظام بالأسلحة الكيمياوية والفوسفورية مدينتي عدرا ودوما بريف دمشق.

قال مركز صدى الإعلامي إن قوات النظام جددت قصفها على مدن وبلدات العتيبة ومعضمية الشام وداريا بريف دمشق، في وقت أعلن فيه “الحر” صباح اليوم سيطرته على اليادودة بريف درعا -والتي تعد المنفذ الرئيسي لمدينة درعا- بعد حصار مقاتلي المعارضة للبلدة أكثر من ثلاثة أيام. وقد استهدف مسلحو المعارضة الحاجز العسكري التابع لقوات النظام عند مدخل البلدة مما أدى لانسحاب تلك القوات إلى خارج أسوارها.

كما أشار مركز صدى الإعلامي إلى أن الجيش الحر سيطر أيضا على حاجز المزرعة العسكري في بلدة المزيريب بريف المدينة.

وتحدثت شبكة شام الإخبارية عن قصف من قبل قوات النظام بالطيران الحربي على مدينة القصير بريف حمص، وآخر بالهاون على مدينة التل في ريف دمشق.

وقالت الشبكة إن الطيران الحربي “ميغ” يقصف مدينة تفتناز بريف إدلب مستهدفاً مطارها العسكري المحرر، بالإضافة لقصف بالدبابات على حيي صلاح الدين وسيف الدولة بحلب.

وأفدت شام بسقوط عدد من الجرحى جراء قصف لقوات النظام براجمات الصواريخ على مدينة كفربطنا ومدينة عربين وعدة مناطق بالغوطة الشرقية بريف دمشق، مع تجدد القصف على مدينة الرستن بريف حمص.

قصف كيميائي

وقد ذكر ناشطون سوريون في وقت سابق أن شخصين قتلا وأن أكثر من عشرين آخرين أصيبوا بقصف لقوات النظام لمدينة عدرا بريف دمشق بصواريخ مزودة بمواد كيميائية.

وقال محمد الدوماني، وهو ناشط في بلدة دوما القريبة التي نقل إليها المصابون، إن الأطباء يصفون المادة الكيميائية المستخدمة بأنها الفوسفور الذي يصيب الجهاز العصبي ويسبب عدم اتزان وفقدان الوعي، وأوضح أن المقاتليْن الاثنين كانا قريبين جدا من مكان انفجار الصواريخ وقتلا على الفور، في حين يعالج الباقون بمادة الإتروبين.

ويأتي ذلك بعد أيام من تبادل الاتهامات بين النظام والمعارضة بشأن استخدام الأسلحة الكيميائية في كل من العتيبة بريف دمشق وخان العسل في ريف حلب.

الخطيب يخاطب القمة وترحيب بمقعد الائتلاف

                                            قال رئيس الائتلاف الوطني السوري معاذ الخطيب المعارض المستقيل إنه سيلقي كلمة باسم الشعب السوري في القمة العربية التي تستضيفها قطر غدا الثلاثاء، بعد نفيه في وقت سابق الربط بين استقالته واختيار غسان هيتو لرئاسة الحكومة المؤقتة.

وأضاف الخطيب على حسابه الخاص بموقع تويتر أن هذا الأمر لا علاقة له باستقالته والتي قال إنها ستناقش في وقت لاحق.

وكان الخطيب نفي في وقت سابق الربط بين تقديم استقالته وبين اختيار غسان هيتو رئيساً للحكومة المؤقتة. وأرجع في مقابلة سابقة مع الجزيرة السبب الرئيس لاستقالته إلى تقاعس المجتمع الدولي عن ما يجري في سوريا.

وانتقد الخطيب -في تصريحات للجزيرة عبر الهاتف من القاهرة- الموقف الدولي مما يجري في سوريا، وقال “كل ما هو حاصل عبارة عن مؤتمرات ووعود، والمجتمع الدولي يتفرج على شعب يذبح يوميا ولا يتخذ موقفا من ذلك”.

واستغرب الخطيب عدم صدور قرار من المجتمع الدولي يسمح للشعب السوري بالدفاع عن نفسه، وقال “هناك من يريد محاولة حصار الثورة والسيطرة عليها”. وأضاف “من هو مستعد لطاعة بعض الجهات الدولية سوف يدعمونه، ومن يأبى فله التجويع والحصار”.

لا ارتباط

ونفى الخطيب وجود أي خلافات على الإطلاق بينه وبين رئيس الحكومة السورية المؤقتة غسان هيتو. كما نفى أي علاقة لاختيار هيتو لرئاسة الحكومة المؤقتة باستقالته، وقال “ليس هناك أي ارتباط، ومن روج لذلك هم بعض المعارضين، وقد روجوا لذلك بطريقة لئيمة”.

وأوضح أنه سيتابع الأمور الإجرائية في الائتلاف، مشيرا إلى أن موضوع البت في استقالته عائد للاجتماع المقبل للائتلاف.

وقد رفض الائتلاف الوطني استقالة رئيسه، وقال عضو بالائتلاف -رفض كشف اسمه- إن “أعضاء الهيئة العامة للائتلاف الوطني السوري لم يقبلوا بعدُ هذه الاستقالة، وعدد منهم طلب من السيد الخطيب العودة إلى عمله”.

كما أعرب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني عن أسفه لاستقالته.

وكان الخطيب كتب رسالة إلى الشعب السوري على صفحته على موقع فيسبوك قائلا “كنت قد وعدت أبناء شعبنا العظيم وعاهدت الله أنني سأستقيل إن وصلت الأمور إلى بعض الخطوط الحمر، وإنني أبر بوعدي اليوم وأعلن استقالتي من الائتلاف الوطني”.

مقعد سوريا

في غضون ذلك رحب الائتلاف الوطني السوري المعارض بتوصية مجلس وزراء الخارجية العرب منح الائتلاف مقعد سوريا في الجامعة العربية.

وأكد الائتلاف في بيان على موقعه الإلكتروني التوصية بمنحه المقعد بأنها تمثل مكسباً مهماً للثورة السورية “وخطوة رئيسية على طريق تحقيق أهدافها”.

وشكر الائتلاف بالبيان “الدول العربية الشقيقة التي دعمت هذا الموقف، ونخص بالشكر المملكة العربية السعودية ودولة قطر وكل دول الخليج العربي التي لم تتوان يوماً عن دعم الشعب السوري، والوقوف معه في هذه اللحظة التاريخية الفاصلة التي يعيشها”.

ويأتي الترحيب رغم تواتر الأخبار بأن اجتماع الوزراء أمس لم يحسم منح المقعد للمعارضة السورية وسط معارضة السودان والجزائر والعراق ولبنان.

وصرح وزير خارجية مصر محمد كامل عمرو أمس بأن “الجامعة العربية اتخذت قرارا بشأن تمثيل المعارضة في قمة الدوحة في الاجتماع الذي عقد في 6 مارس/آذار بالقاهرة” مضيفا أنه تم التوجيه الدعوة للائتلاف لتشكيل هيئة تنفيذية لتمثيل الشعب السوري، وهو ما تم بالفعل، وستكون هي الممثل وتشغل مقعد سوريا في القمة”.

مقعد سوريا يخطف الأضواء بقمة الدوحة

                                            أشرف أصلان-الدوحة

خطف الخلاف بشأن المقعد السوري في القمة العربية الـ24 بالدوحة الأضواء من ملفات أخرى لا تقل سخونة وأهمية في مقدمتها القضية الفلسطينية، وتطوير جامعة الدول العربية، بالإضافة إلى العديد من الدول التي جاءت ومعها أزماتها الداخلية طالبة الحل والمساعدة خاصة تلك التي لم تفق بعد من مخاض الربيع العربي وسقوط أنظمة حكم عتيدة مثل تونس ومصر وليبيا واليمن.

وبينما يبقى الملف الفلسطيني البند الدائم على جدول الأعمال, ظهر السوري ليحتل مكانا بارزا مع اشتعال الوضع في سوريا وتزايد المتناقضات التي بلغت ذروتها بالخلاف حول تمثيل سوريا، إلا أن التوافق تم في النهاية على منح المقعد للمعارضة رغم تحفظ الجزائر والعراق وتأكيد لبنان نأيها بنفسها عن الأمر.

وخلال الاجتماعات التحضيرية ظل الوضع غامضا رغم اختيار الائتلاف الوطني رئيس الحكومة المؤقت غسان هيتو لتمثيل سوريا، إلا أن رئيس الائتلاف الوطني أحمد معاذ الخطيب، فاجأ الجميع باستقالته بينما أكد الجيش السوري الحر رفضه تمثيل هيتو الذي لم يتمكن من تشكيل الحكومة حتى الآن حيث أمامه مهلة ثلاثة أسابيع لتشكيل حكومة من 12 عضوا.

وقد كشف الخطيب في تصريح للجزيرة عن تقدمه بقائمة مطالب لم يبت فيها داخل الائتلاف منذ أكثر من شهر تتعلق بطبيعة تمثيل التيارات والقوى المختلفة المشاركة بالائتلاف، وذلك بهدف تحسين مستوى أدائه. كما قال إنه اتخذ قرار الاستقالة انطلاقا من معاناة الشعب السوري دون أن يلتفت للحرج الدولي أو الإقليمي.

كما تحدث عن ضرورة وجود التزامات واضحة بدعم الشعب قائلا إن “الشعب السوري يمر بمرحلة غير مسبوقة ولا نجد مواقف واضحة”. كما نفى الخطيب أن تكون استقالته بسبب اختيار هيتو لتمثيل الحكومة بالقمة مشددا على أنه يحترم قرار المجموع بهذا الصدد.

وكانت الجامعة العربية قد علقت عضوية سوريا بسبب رفض نظام الرئيس بشار الأسد خطة لوقف العنف. كما اعترفت الجامعة بالائتلاف الوطني “ممثلا شرعيا” للسوريين, لكن بقيت عدة دول بالجامعة تقيم علاقات دبلوماسية مع سوريا، مثل لبنان والجزائر والسودان والأردن ومصر واليمن والعراق وسلطنة عُمان وفلسطين.

الربيع العربي

في هذا السياق يرى رئيس تحرير بوابة الأهرام عبد الله عبد السلام أنه “لا يجب أن يسمح بخطف القمة لصالح أزمة المقعد السوري” على حساب باقي الملفات، مضيفا أن تلك الأزمة لا يجب أن تأخذ حيزا أكبر من حجمها “فحسم من يمثل سوريا بهذه القمة لن يقدم أو يؤخر كثيرا بالنسبة لثورة السوريين بل ربما يفاقم الخلافات”.

واقترح عبد السلام في حديثه للجزيرة نت أن يركز القادة العرب جهودهم باتجاه ممارسة الضغط على المعارضة السورية لتوحيد الصف وتحقيق إنجازات على الأرض داخل سوريا، بدلا من تركيز الخلاف حول من يجلس بالمقعد السوري.

ويشير إلى أن القضية الفلسطينية على سبيل المثال تمر بمنعطف خطير مع صعود المستوطنين ومن يمثلهم إلى الحكومة الإسرائيلية، ومع التهديدات المتصاعدة بشأن تهويد القدس.

كما يقول رئيس تحرير بوابة الأهرام إنه من الضروري الالتفات إلى دول الربيع العربي التي تواجه انهيارا اقتصاديا يهدد ثوراتها مثل مصر وتونس، مشيرا إلى حاجة البلدين لمساعدات عاجلة وحقيقية.

في مقابل ذلك قال الكاتب والمحلل السياسي جورج سمعان للجزيرة نت إنه لا شيء أهم من الملف السوري بالمرحلة الحالية. وقلل من خطورة الخلاف بشأن تمثيل هيتو لسوريا بالقمة العربية قائلا إن هذا الأمر حسم بالفعل.

ومع استمرار الجدل بشأن المقعد السوري يبقى هنا ما دار ويدور بأروقة الاجتماعات التحضيرية وكواليس القمة العربية بالدوحة عن آلية التحرك لدعم الشعب السوري, وهو ما عبر عنه رئيس الائتلاف الوطني المستقيل معاذ الخطيب في تصريح للجزيرة من القاهرة بأنه استقالته جاءت بسبب تقاعس المجتمع الدولي، قائلا “كل ما هو حاصل عبارة عن مؤتمرات ووعود، والمجتمع الدولي يتفرج على شعب يذبح يوميا ولا يتخذ موقفا من ذلك”.

وطالب الخطيب بقرار يسمح للشعب السوري بالدفاع عن نفسه، قائلا “هناك من يريد محاولة حصار الثورة والسيطرة عليها، فمن هو مستعد لطاعة بعض الجهات الدولية سوف يدعمونه، ومن يأبى فله التجويع والحصار”.

فهل تلبي القمة العربية تطلعات الشعب السوري بحقائق وإجراءات على أرض الواقع؟ أم تنتهي الاجتماعات بتكريس خلافات ظهرت بشكل مبكر للغاية بين أطياف المعارضة حتى قبل سقوط نظام الأسد؟. يبدو أن إجابة السؤال ستظل معلقة فترة طويلة ومرتبطة إلى حد كبير بحسم المعارك الدائرة على أرض سوريا أولا.

رئيس الائتلاف السوري المستقيل يعلن مشاركته بقمة الدوحة

حراكي: معاذ الخطيب سيرأس وفد سوريا الذي يضم ثمانية أشخاص بينهم هيتو

دبي – قناة العربية، الدوحة – فرانس برس –

قال معاذ الخطيب، رئيس الائتلاف السوري المعارض المستقيل من منصبه، إنه سيلقي كلمة باسم الشعب السوري في القمة العربية التي تستضيفها العاصمة القطرية الدوحة غداً.

وقال الخطيب على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر” إن قراره إلقاء كلمة باسم الشعب السوري لا علاقة له بقرار استقالته والذي ستتم مناقشته في وقت لاحق.

هذا وقال ممثل المعارضة السورية لدى قطر نزار حراكي اليوم الاثنين إن الخطيب سيمثل سوريا في القمة العربية في الدوحة على رأس وفد من ثمانية أشخاص، بحسب ما ذكرت وكالة “فرانس برس”.

وأضاف أن “الشيخ معاذ سيجلس على المقعد المخصص لسوريا في قمة الدوحة، حيث سيرأس الوفد الذي يضم ثمانية أشخاص، بينهم هيتو” في إشارة إلى “رئيس الحكومة الموقتة” للائتلاف غسان هيتو.

كاميرا “العربية” ترافق الجيش الحر داخل مخازن السلاح

المقاتلون يأملون في الحصول على أسلحة نوعية مثل مضادات الطائرات المحمولة

درعا – ريما مكتبي –

حرر الثوار في محافظة درعا بعض القرى والبلدات، وتمكنوا من السيطرة على 25 كيلومترا على طول الحدود مع الأردن. وفي سياق سلسلة تقارير قناة “العربية” من درعا، حيث انطلقت الشرارة الأولى للثورة السورية، رافقت موفدة قناة “العربية” ريما مكتبي مقاتلي الجيش الحر، ودخلت مخازن السلاح لديهم، واستطلعت بعض أهدافهم العسكرية.

فبين درعا ودمشق مشوار ساعة أو أقل، لذا يعتبر الثوار أن ما يسمونه “الجبهةَ الجنوبية” هي الأشرس من حيث المعارك.

فالذخيرة والسلاح هما الشغل الشاغل للجيش الحر، وتعد مخازن السلاح هي مغنم للجيش الحر من هجومه على جيش النظام.

عادة ما تكون المخازن مليئة بأسلحة روسية، حيث تشير الكتابات إلى أنها شحنت إلى مرفأ اللاذقية عام 2005. أما بقيةُ الأسلحة فتأتي من داعمين للثورة في دول الخليجِ وممولين متعاطفين مع الثورة السورية.

ويبقى الهم الأول للثوار الحصول على أسلحة نوعية مثل مضادات الطائرات المحمولة على الكتف.

فهو سلاح ممنوع على الجيش الحر امتلاكه حتى هذه اللحظة لأسباب عدة، منها تخوف المجتمعِ الدولي من وقوعِ هذه الأسلحة في أيدي جماعات متطرفة لها طموحات عسكرية إقليمية.

لهذا تبذل قيادات الجبهة الجنوبية جهداً مضاعفاً لتنظيم العمليات وشنها.

وينتهي أيضا فصل الشتاء ببرده القارس، فيتجهز الثوار للزحف في اتجاه العاصمة السورية، مستغلين الدفء وأيام الصيف الطويلة.

رغم الموت والدمار، يجتاح فصل الربيع بزهوره الجميلة السهول والجبال وينشد السوريون لربيع دمشق.

“الحر” يقصف مقر هيئة أركان جيش النظام بساحة الأمويين

فرانس برس: مقتل مدني وإصابة آخرين في سقوط قذائف بوسط دمشق

دبي – قناة العربية، دمشق – فرانس برس –

استهدف الجيش الحر مقر هيئة الأركان في ساحة الأمويين بالعاصمة دمشق بثمان قذائف هاون، بحسب ما أعلنت “سانا للثورة”.

ونقلت وكالة “فرانس برس” عن تلفزيون “الاخبارية السورية” الرسمي إعلانه مقتل مدني وإصابة آخرين بجروح في سقوط قذائف على ساحة الأمويين في وسط دمشق.

وكانت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” أشارت إلى “معلومات أولية عن إصابة ستة مواطنين بجروح جراء سقوط قذائف هاون أطلقها إرهابيون على محيط دار الأوبرا” الواقعة في ساحة الأمويين.

وشهدت المنطقة بعد ظهر الأحد سقوط عدد من القذائف، أسفرت عن إصابة أكثر من عشرة مواطنين بجروح واحتراق عدد من السيارات المركونة وأضرار مادية متفرقة.

وتقع ساحة الأمويين الحيوية في مركز العاصمة إلى الجانب الشمالي الشرقي منها، وفيها إدارة الأركان العامة والهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون ومكتبة الأسد الوطنية ودار الأوبرا.

كما يقع على بعد أمتار منها القصر الرئاسي وعدد من المقار الأمنية.

وشهدت العاصمة مؤخراً استهدافا مكثفاً بقذائف الهاون لأماكن حيوية، بينها محيط مبنى الأركان ومحيط قصر تشرين الرئاسي (قصر الضيافة) ومدينة تشرين الرياضية في حي البرامكة (وسط).

اجتماع المعارضة العلوية: النظام السوري لا يمثل الطائفة

البيان الختامي طالب أبناء الطائفة بالامتناع عن الالتحاق بالجيش الذي يقتل مواطنيه

العربية نت –

أكد البيان الختامي لمؤتمر المعارضة العلوية الذي عقد ليومين في العاصمة المصرية، أن النظام السوري لا يمثل الطائفة العلوية ولم يكن يوماً في خدمتها، وأن واحداً من أهم أهداف الثورة هو تحرير الطائفة التي ظلت لعقود أسيرة النظام.

كما أكد البيان الختامي لمؤتمر كلنا سوريون “معاً نحو وطن للجميع” أن النظام السوري لا هوية له إلا هوية الاستبداد والنهب والتدمير، وأما الدمج بين النظام الحاكم والطائفة العلوية، فهو خطأ سياسي وأخلاقي قاتل، فالنظام السوري ليس نظام الطائفة العلوية ولم يكن يوماً في خدمتها، بل على العكس، كانت الطائفة العلوية رهينة – ولا تزال- من قبل النظام.

وتابع البيان بأن “الجرائم التي ارتكبها النظام السوري هي وصمة عار ليس في جبينه فقط بل في جبين الإنسانية وتاريخها”.

وأشار إلى “أن النظام السوري يكذب حين يقول بأنه حام للأقليات – وخاصة منها الطائفة العلوية – وهي كذبة يريد منها تخويف السوريين من التشدد الإسلامي المحتمل والقادم على حد زعم النظام، وكذلك يريد إعطاء صورة خاطئة للعالم بأنه يحارب جماعات تكفيرية، وأنه الضامن للحرب على الإرهاب”

وتوجه البيان إلى أبناء الطائفة في الجيش السوري وطلب منهم عدم رفع السلاح بوجه شعبهم ورفض الالتحاق بجيش يريد النظام زجهم فيه لقتل إخوتهم السوريين.

زيباري: لسنا ضد المعارضة السورية

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري إن العراق أعلن عن تحفظه على قرار الجامعة العربية منح مقعد سوريا للمعارضة السورية من منطلق الالتزام بميثاق الجامعة العربية، مشيراً إلى أن منح المقعد للمعارضة يعد “خرقا قانونيا” وسابقة.

وقال زيباري، في مقابلة خاصة مع سكاي نيوز عربية، إن العراق بهذا القرار لا يقلل من شأن المعارضة، موضحاً أن بغداد ملتزمة بميثاق الجامعة العربية.

وأوضح زيباري أن القرار خرق قانوني حتى بعد الرجوع لمستشاري الجامعة العربية، ذلك أن العراق طلب الرأي القانوني في هذا الخصوص منهم.

وقال إنه في اجتماع الجامعة العربية في القاهرة في السادس من مارس الماضي طلب من المجلس الوطني السوري المعارض تشكيل هيئة تنفيذية ولكنها لم تتشكل، “لذلك من حيث المبدأ والقانون والميثاق هو مخالف”، مشيراً إلى أن اسم الجامعة العربية هو جامعة الدول العربية، وأن من يمثل هذه الدول هو الحكومات التي تعبر عن شعبها وتمثلها.

واعتبر أن منح المقعد للمعارضة السورية سيخلق سابقة وأن أي معارضة في أي دولة عربية أخرى ستأتي لتطالب بمقعد بلادها بصفتها ممثلة لشعب تلك الدولة.

ورحب زيباري بحضور وفد المعارضة السورية للجامعة العربية بصفة مراقب موضحاً أنه ليس لدى العراق أي مشكلة مع المعارضة السورية، وأنه سبق دعوتهم إلى العراق.

وأشار الوزير العراقي إلى أن بغداد ربما تصبح أكبر مساعد ونصير إلى سوريا بعد تغيير الحكم في دمشق.

وأوضح أن هناك انطباعاً عاماً بأن الموقف العراقي وكأنه امتداد للموقف الإيراني ومتماثل مع موقف حزب الله في لبنان لكنه أشار أن الأمور لا تؤخذ بهذا التبسيط وأن الأمور ليست مجرد أبيض وأسود، بل ثمة مناطق رمادية وأن بغداد من أول العواصم التي دعت الحل السياسي للأزمة السورية والمبادرات العربية والدولية.

كذلك أوضح أن العراق لم يمنع اللاجئين السوريين من الدخول إلى أراضيه وأن في العراق أكثر من 107 آلاف لاجئ سوري، نافياً أي دعم للنظام السوري بالمال أو السلاح.

وقال إن استقالة معاذ الخطيب، رئيس الائتلاف السوري المعارض إنما هي تأكيد لعدم نضج المعارضة ورسالة إلى القمة العربية بهذا الخصوص.

روسيا تتمسك بالمشاركة بالتحقيق حول استخدام الكيماوي بسوريا

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– شددت روسيا، الاثنين، على ضرورة مشاركتها، إلى جانب الصين، في تحقيق دولي تجريه الأمم المتحدة بشأن مزاعم استخدام أسلحة كيماوية في هجوم بسوريا الثلاثاء الماضي.

وقال غينادي غاتيلوف، نائب وزير خارجية روسيا في تغريدة بموقع “تويتر”، إنه “يمكن ضمان موضوعية التحقيق بمجموعة متوازنة من الخبراء الدوليين”، مضيفاً: “يجب أن تتضمن ممثلين عن الدول الخمس الكبار بمجلس الأمن الدولي من بينهم خبراء كيمائيين من روسيا والصين”، طبقا لما أوردت وكالة “نوفوستي” الرسمية.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة ، بان كي مون، قد أعلن، الخميس، عن إجراء تحقيق في الإدعاء باستخدام أسلحة كيماوية في سوريا، وسيركز التحقيق على الحادثة المرتبطة باحتمال استخدام أسلحة كيماوية في كفر العسل بمحافظة حلب.

وحمل النظام السوري والمعارضة الساعية للإطاحة به، كل منهما الآخر مسؤولية استخدام الكيماوي في الهجوم، الذي زعمت دمشق إنه أوقع 26 قتيلاً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى