أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الاثنين، 27 شباط 2012


كلينتون: هل ندعم القاعدة وحماس في سوريا؟

استفتاء على الدستور خرقته مقاطعة المعارضة والعنف

بوتين يحذّر الولايات المتحدة وغيرها من الدول من تدخّل عسكري في سوريا

واشنطن: لا يمكننا إحضار دبابات إلى حدود تركيا والأردن ولبنان

أدلى السوريون بأصواتهم أمس في استفتاء على مشروع دستور جديد ينص على تعددية حزبية في البلاد للمرة الاولى منذ 1963، لكن أعمال العنف استمرت موقعة 31 قتيلا، وخصوصا في حمص الواقعة في قسم منها تحت القصف والحصار منذ ثلاثة اسابيع. وفي ظل مقاطعة من المعارضة وعرقلة عمليات الاقتراع في المناطق الساخنة، قال الرئيس السوري بشار الاسد الذي ادلى بصوته في دمشق ان سوريا تتعرض لهجمة اعلامية و”قد يكونون اقوى منا في الفضاء، لكننا اقوى على الارض” (راجع العرب والعالم) وقبل ستة ايام من الانتخابات الرئاسية في روسيا، حذر رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين الذي من المؤكد فوزه فيها، الولايات المتحدة وغيرها من الدول من أي هجوم عسكري على سوريا، فيما نبهت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كيلنتون الى ان التدخل الاجنبي في سوريا سيعجل في نشوب حرب أهلية فيها.

 وفي مقال عن السياسة الخارجية ينشر اليوم، قال بوتين: “آمل ألا تحاول الولايات المتحدة والدول الاخرى… ان تنفذ سيناريو عسكرياً في سوريا من دون موافقة من مجلس الامن”.

وفي ما يتعلق بايران، قال ان “التهديد المتزايد بتوجيه ضربة عسكرية الى هذا البلد يقلق روسيا بلا شك. اذا حدث ذلك فستكون العواقب كارثة حقيقية. من المستحيل تصور نطاقها الحقيقي”.

كلينتون

الى ذلك، صرحت كلينتون التي تزور الرباط في مقابلة مع هيئة الاذاعة البريطانية “بي بي سي” :”أعتقد ان كل مخاطر نشوب حرب أهلية (في سوريا) قائمة. التدخل الاجنبي لن يمنع ذلك، حتى انه سيعجل فيه على الارجح”. واضافت: “هناك الكثير من السيناريوات السيئة التي نحاول استباقها، وفي الوقت عينه نبقي نظرنا على الحاجات الانسانية ونحاول القيام بكل ما في وسعنا لدعم المعارضة السورية … ونحاول تشجيع عملية انتقالية ديموقراطية”. واقرت بأن “ذلك اقتضى اكثر من سنة في اليمن، ولكن في النهاية اقسم رئيس جديد اليمين. واستمر قتل الناس طيلة كل هذا الوقت، وبالتأكيد انها اوضاع مؤلمة جداً”.

ولاحظت ان “هناك معارضة قوية جداً للتدخل الاجنبي، داخل سوريا وخارجها… اننا لا نملك موافقة مجلس الامن التي تعطي الشرعية والصدقية لقرارات المجتمع الدولي”. وذكرت أن “هناك عددا من الفاعلين الخطرين في المنطقة، القاعدة وحماس وآخرون، الذين هم على لائحتنا للمنظمات الارهابية، يؤكدون دعمهم للمعارضة. هناك الكثير من السوريين القلقين مما يمكن ان يحصل لاحقاً… لا أريد القول انه لا يمكن القيام بأي شيء… لا أعتقد ذلك، أجد اننا نتقدم قدر المستطاع”. وتساءلت: “اذا عملتم على ادخال أسلحة رشاشة يمكن ولا شك تمريرها عبر الحدود، ماذا يمكنها ان تفعل في مواجهة الدبابات والمدفعية الثقيلة؟”

وفي مقابلة مع شبكة “سي بي اس نيوز”، قالت كلينتون: “نحن لا نعلم في الحقيقة من هي الجهة التي نسلحها”، مشيرة الى ان زعيم تنظيم “القاعدة” أيمن الظواهري أعرب عن دعمه للمسلحين السوريين. وتساءلت: “هل نحن ندعم القاعدة في سوريا؟ … حماس تدعم المعارضة الآن. هل نحن ندعم حماس في سوريا؟”

وأكدت انها تشعر “بالتعاطف الشديد مع الدعوات الى التحرك” لوقف حملة القمع. الا انها قالت: “احيانا اطاحة الانظمة الوحشية يستغرق وقتاً ويكلف أرواحا. وحبذا لو كان الحال غير ذلك”. ولفتت الى أن “هذه ليست ليبيا التي كان لنا فيها قاعدة عمليات في بنغازي، والتي كان فيها أشخاص يمثلون المعارضة بأكملها”، في اشارة الى الثورة المسلحة على نظام الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي والتي أدت الى اطاحته ومقتله بعد تدخل عسكري دولي. واشارت الى ان عددا من المسؤولين الاميركيين التقوا عددا من قادة “المجلس الوطني السوري”، لكن هؤلاء ليسوا داخل سوريا. وشددت على أنه “لا يمكنك احضار دبابات الى حدود تركيا ولبنان والاردن. لن يحدث ذلك”. وتوقعت ان يتمكن بعض الجماعات من ايجاد طرق لتهريب اسلحة رشاشة، ولكن من الصعب ايصالها بشكل فعال الى الجبهات التي يقاتل فيها المسلحون. وخصلت الى أن للاسد “أصدقاء أقوياء للغاية”، وتحديدا “روسيا والصين وايران المصرة على ابقاء الاسد لأنه يشتري أسلحتها ويبيعها النفط”.

وفي ما بدا انه دعوة الى السوريين للانتفاض على الاسد، قالت: “ماذا عن الناس في دمشق، ماذا عن الناس في حلب؟ ألا يعلمون ان أشقاءهم من السوريين والسوريات والاطفال يذبحون على يد حكومتهم؟ ما الذي سيفعلونه حيال ذلك؟ متى سيبدأون التحرك ضد هذا النظام غير الشرعي؟”

وصرحت عقب محادثات مع نظيرها المغربي سعد الدين العثماني: “لا نزال نؤمن بأن المحيطين بالاسد قلقون جداً من الهجمات الوحشية الجارية… ويجب على جميع السوريين العمل معا من أجل مستقبل أفضل”. واضافت: “أريد ان أؤكد مجددا على رسالتي الى السوريين الذين لا يزالون يدعمون الاسد، وخصوصاً عناصر الجيش السوري ورجال الاعمال: كلما طال دعمكم لحملة النظام العنيفة على اشقائكم وشقيقاتكم، زاد ذلك وصمة العار التي تلحق بكم”. ووصفت الاستفتاء على الدستور السوري بأنه “خدعة مثيرة للسخرية”.

سورية: الإستفتاء… على وقع القتل

دمشق، بيروت، جنيف الرباط – «الحياة»، أ ف ب، رويترز

على وقع انفجارات هزت مدن سورية عدة من بينها حمص وحماة ودير الزور ودرعا، وسقوط ما لا يقل عن 51 شخصا وجرح العشرات، صوت السوريون أمس على مشروع دستور جديد ينص على «التعددية السياسية»، فيما قاطعت المعارضة الإستفتاء أو اقامت «إستفتاء مضاد» يدعو الى إسقاط النظام.

وجاء التصعيد الأمني متزامنا مع يوم إضراب نفذته مدن عدة احتجاجاً على الاستفتاء. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن تظاهرات مناهضة للنظام سارت في عدد من البلدات والقرى البعيدة نسبياً، وأجبرت مراكز الاقتراع على الإقفال، وبينها مركز في بلدة شمال اللاذقية.

وفي شريط فيديو وزعه ناشطون على شبكة الإنترنت تظهر انفجارات تتعالى منها سحب دخان اسود في حي بابا عمرو في حمص. ويقول صوت مسجل على الشريط «هذا هو الدستور الجديد. من يطلب الحرية يقصف ويرجم بالصواريخ. ها هي بابا عمرو تدك بالصواريخ». وأشار ناشط من المدينة إلى أن «القصف الصاروخي والمدفعي مستمر على حمص وخصوصاً على بابا عمرو، وهو يطاول أحياء جديدة مثل الحميدية»، في توسيع لنطاق الحملة الأمنية على المعارضة.

وقال الناشط «أبو بكر» عبر «سكايب» من حي بابا عمرو إن «أصوات الانفجارات تملأ المكان»، مضيفاً أن «رصاص القناصة يضرب هنا وهناك على كل ما يتحرك». وأضاف «البيوت مدمرة… وكأننا نشاهد نشرة أخبار عن فلسطين أوهيروشيما بعد أن تدمرت. لا كهرباء لا ماء ولا اتصالات ولا هواء نظيف».

وأفادت الهيئة العامة للثورة السورية أن الجيش النظامي اقتحم ايضا بلدة أعزاز بريف حلب تحت رصاص كثيف من الرشاشات الثقيلة في شكل عشوائي، ما أسفر عن مقتل أحد أبناء البلدة وإصابة آخرين، وذلك في توسيع اخر لهجمات الجيش.

وجاء توسيع نطاق المواجهات، فيما كان السوريون يستفتون على مشروع الدستور الجديد في مراكز اقتراع وزعت على المحافظات والنقاط الحدودية. وقال الرئيس بشار الأسد، بعد إدلائه بصوته ترافقه زوجته السيدة اسماء الأخرس، إن «الهجمة التي تتعرض لها سورية هجمة إعلامية، لكن الإعلام رغم أهميته لا يتفوق على الواقع. يمكن أن يكونوا أقوى في الفضاء، لكننا أقوى على الأرض من الفضاء ومع ذلك نريد أن نربح الأرض والفضاء».

وبث التلفزيون السوري تغطية حية للاستفتاء في المحافظات السورية تضمنت مقابلات مع مواطنين في مراكز الاقتراع، وتحليلاً من أعضاء في لجنة صوغ مسودة الدستور المرطوح على الاستفتاء.

وقالت مصادر حزبية لـ»الحياة» إن مشروع الإصلاح يتضمن انعقاد المؤتمر القطري الحادي عشر لحزب البعث الحاكم في منتصف الشهر المقبل، وإجراء انتخابات لمجلس الشعب (البرلمان) في مرحلة لاحقة، اضافة إلى تشكيل حكومة جديدة.

وأشار وزير الداخلية اللواء محمد الشعار إلى أن عملية الاستفتاء سارت «في شكل طبيعي في معظم المحافظات، وأن المراكز تشهد إقبالاً كبيراً من المواطنين باستثناء بعض المناطق». واعتبر رئيس الوزراء عادل سفر أن الاستفتاء «نقلة نوعية» في حياة البلاد، فيما نقل عن وزير الخارجية وليد المعلم قوله بعد إدلائه بصوته في مبنى الوزارة أن مشروع الدستورسينقل سورية إلى «مرحلة جديدة»، مشيراً إلى أن «هذا يوم تاريخي في حياة الشعب السوري الذي يراهن على صموده وتماسكه».

وعكس حجم المشاركة في التصويت على الاستفتاء إنقسام السوريين حوله، فعلى صفحة «الثورة السورية2011» على موقع «فايسبوك، كتب أمس «نظام بلا شرعية، دستور بلا شرعية»، وحضت الصفحة السوريين على مقاطعة الاستفتاء.

فيما قال عضو الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبدالله «الاستفتاء هو نوع من الحوار، ولا حوار» مع النظام. وأضاف: «ليس هناك منزل في حمص الا وفيه قتيل او جريح او مفقود او معتقل، فكيف يمكن لافراده الذهاب الى الاستفتاء؟».

وفي دمشق وضواحيها حيث طردت قوات الجيش المعارضين الشهر الماضي، قال ناشطون إنهم سيحاولون تنظيم احتجاجات قرب مراكز الاقتراع، وحرق نسخ الدستور الجديد، فيما نظم معارضون في إدلب تصويت مضاد يتضمن تغيير النظام ومحاكمة أركانه.

إلى ذلك، دعت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الجيش السوري إلى وضع مصلحة بلاده قبل الدفاع عن نظام الرئيس بشار الاسد.

وقالت كلينتون خلال زيارة إلى المغرب «نحث عناصر الجيش السوري على تغليب مصلحة البلاد». واضافت «ما زلنا نعتقد ان الدائرة التي تحيط بالاسد قلقة من الهجمات الوحشية الجارية… وان على كل السوريين ان يعملوا معا من اجل مستقبل افضل».

وقالت كلينتون في مقابلة مع شبكة «بي بي سي» البريطانية أجريت معها في الرباط: «اعتقد ان كل مخاطر اندلاع حرب اهلية قائمة. التدخل الاجنبي لن يمنع ذلك، حتى انه سيعجل به على الارجح».

واضافت «هناك الكثير من السيناريوهات السيئة التي نحاول استباقها، وفي الوقت نفسه نبقي نظرنا على الاحتياجات الانسانية ونحاول القيام بكل ما في وسعنا لدعم المعارضة السورية … ونحاول تشجيع عملية انتقالية ديموقراطية».

واقرت كلينتون بان «ذلك استلزم اكثر من سنة في اليمن، لكن في النهاية اقسم رئيس جديد اليمين. واستمر قتل الناس طيلة كل هذا الوقت، وبالتاكيد انها اوضاع مؤلمة للغاية».

وقالت الوزيرة الاميركية ايضا: «هناك معارضة قوية جدا ضد التدخل الاجنبي، داخل سورية وخارجها». واشارت الى «اننا لا نملك موافقة مجلس الامن الدولي التي تعطي الشرعية والمصداقية لقرارات المجتمع الدولي».

واضافت «هناك عدد من الفاعلين الخطيرين في المنطقة، القاعدة وحماس واخرون، الذين هم على لائحتنا للمنظمات الارهابية، يؤكدون دعمهم للمعارضة. هناك الكثير من السوريين القلقين حيال ما يمكن ان يحصل لاحقا… لا اريد القول انه لا يمكن القيام باي شيء… لا اعتقد ذلك، اجد اننا نتقدم قدر المستطاع». وتساءلت: «اذا عملتم على ادخال اسلحة رشاشة يمكن ولا شك تمريرها عبر الحدود، ماذا يمكنها ان تفعل مقابل الدبابات والمدفعية الثقيلة؟».

في موازة ذلك، أعلن «المجلس الوطني السوري» المعارض انه «يمد اليد» الى الطائفة العلوية من اجل بناء «دولة المواطنة والقانون»، موضحا في بيان أمس «كان العلويون ولا يزالون جزءا مهما من الشعب السوري، وسيظلون يتمتعون بحقوقهم التي يتمتع بها جميع ابناء الوطن الواحد من مسيحيين ومسلمين وباقي ابناء الطوائف الأخرى».

واضاف «لن ينجح النظام في دفعنا الى قتال بعضنا البعض. اننا مصممون على التكاتف والوحدة الأهلية، وأول بوادر هذه الوحدة هي مد يدنا الى اخوتنا العلويين، لنبني سورية دولة المواطنة والقانون».

واتهم المجلس النظام السوري «منذ بداية الثورة بمحاولة تقسيم المجتمع السوري وضرب وحدته الأهلية، عبر تقسيم المدن عسكريا وأمنيا بين الأحياء المختلطة طائفيا، وتخويف الطوائف بعضها من بعض، وقتل اناس أبرياء من الطائفتين».

واضاف ان النظام «قام بشكل خاص ببث الرعب في نفوس أبناء الطائفة العلوية، وحاول جرهم الى مساندته في القضاء على الثورة». واقر بوجود «ردود فعل طائفية» نتيجة ذلك، و»خطر بشقِّ المجتمع السوري نتيجة العنف الوحشي الذي أدى الى زيادة الحس الطائفي».

الا انه اشار إلى ان «الكثير من النشطاء من أبناء الطائفة العلوية وقفوا إلى جانب الانتفاضة».

إلى ذلك افادت مصادر اللجنة الدولية للصليب الاحمر ومصادر دبلوماسية في دمشق ان اجلاء الجرحى من حمص، وبينهم صحافيان غربيان، لم يتم امس لاسباب لوجستية، ويرجح ان يتم اليوم.

الاستفتاء على الدستور رافقه عنف أوقع 31 قتيلاً في حمص ودرعا وإدلب

الأسد: يمكن أن يكونوا أقوى في الفضاء لكننا أقوى على الأرض

في ظل مقاطعة من المعارضة وانتقادات عربية وغربية واستمرار العمليات العسكرية في مدينة حمص ومناطق سورية أخرى، أدلى سوريون بأصواتهم في استفتاء على مشروع الدستور الجديد الذي ينهي حكم الحزب الواحد المستمر منذ اكثر من 40 سنة ويحدد فترة حكم الرئيس بولايتين مدة كل منها سبع سنوات.

فتحت مراكز الاقتراع السابعة صباحا (5:00 بتوقيت غرينيتش) أمام اكثر من 14 مليون ناخب سوري تجاوزت اعمارهم الـ18 سنة. وبث التلفزيون السوري الرسمي مباشرة من محافظات مختلفة مشاهد عن سير عملية الاقتراع. وقال مراسل من دمشق ان مواطنين كانوا ينتظرون امام مراكز الاقتراع للادلاء باصواتهم منذ ما قبل السابعة، وان “الاقبال كبير”.

وداخل احد مراكز محافظة حلب، قال احد المقترعين للتلفزيون :”انصح كل مواطن بالتصويت على الدستور لأنه مستقبل سوريا ولأنه يعطي حقوقا لكل الناس”.

وأفادت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” ان ساعات الاقتراع مددت في بعض المحافظات من السابعة الى العاشرة مساء نظراً الى “الاقبال المستمر”.

وأوضحت ان “المواطنين ممن يحق لهم الاستفتاء بدأوا منذ الساعة السابعة صباحا بالتوافد إلى مراكز الاستفتاء البالغ عددها 14185 مركزاً والتي تم افتتاحها في مختلف المحافظات والمراكز الحدودية والمطارات والبادية للاستفتاء، حيث تم وضع لوحات ارشادية في كل مركز ليتمكن المواطن من معرفة الخطوات التي يقوم بها للاستفتاء في جو من الشفافية والديموقراطية ضمن الغرف السرية التي خصصت لهذه الغاية”.

واعترفت وزارة الداخلية على نحو غير مباشر بأن الاوضاع الامنية أعاقت عملية التصويت، قائلة ان الاستفتاء على الدستور الجديد يجري بطريقة طبيعية في معظم المحافظات حتى الان مع اقبال كبير على التصويت باستثناء بعض المناطق.

وقالت “سانا” ان الرئيس بشار الأسد وزوجته أسماء أدليا بصوتيهما على مشروع الدستور الجديد في مبنى الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون بدمشق.

وعقب ذلك صرح الأسد: “إن الإعلام السوري يقوم بجهود كبيرة جداً، ونحن نتابع التطور الذي قام به التلفزيون العربي السوري والإعلام السوري بشكل عام، ولكن دائما تأتي مقارنات حيث يقارنون الإعلام السوري الذي هو الإعلام الرسمي بشكل أساسي بالإعلام غير الرسمي في الدول الأخرى، ولكن هذه المقارنة غير دقيقة وغير موضوعية ولا تجوز”.  وأضاف: “إن الإعلام الرسمي يقارن بإعلام رسمي في دول أخرى لأن أهداف الإعلام الرسمي ومهماته تختلف عن أهداف الإعلام الخاص ومهماته، ولو قارنا الإعلام الرسمي السوري الآن بالإعلام الرسمي في المنطقة فأعتقد أنه الأفضل، ولكن مع ذلك لا يهمنا أن نقارن أنفسنا بمن هو أقل وسوف نبقى نقارن أنفسنا بمن هو أفضل”.

ورأى “إن الهجمة التي تتعرض لها سوريا هجمة إعلامية، لكن الإعلام على أهميته لا يتفوق على الواقع، ويمكن أن يكونوا أقوى في الفضاء، لكننا أقوى على الأرض من الفضاء، ومع ذلك نريد أن نربح الأرض والفضاء”.

وأوردت “سانا” انه “في ساحة السبع بحرات بدمشق، احتشدت جماهير غفيرة تعبيراً عن تأييدهم لمشروع الدستور الجديد الذي يؤسس لمستقبل سوريا المتجددة من خلال التعددية السياسية وتحقيقه للعدالة الاجتماعية وسيادة القانون وصون الحقوق وتأكيد المضي في طريق الإصلاح”.

ويلغي الدستور الجديد الدور القيادي لحزب البعث القائم منذ 50 سنة. فقد حلت فقرة تنص على “التعددية السياسية” محل المادة الثامنة التي تشدد على دور حزب البعث “القائد في الدولة والمجتمع”.

وتنص المادة 88 على ان الرئيس لا يمكن ان ينتخب لاكثر من ولايتين كل منهما من سبع سنوات. لكن المادة 155 توضح ان هذه المواد لا تنطبق على الرئيس الحالي الا اعتباراً من الانتخابات الرئاسية المقبلة التي يفترض ان تجري في 2014. ويبقي الدستور صلاحيات واسعة للرئيس.

وأعد الدستور الذي سيحل محل دستور 1973 في اطار الاصلاحات التي وعدت بها السلطات في محاولة لتهدئة الاحتجاجات غير المسبوقة على النظام والمستمرة منذ منتصف آذار.

دعوة الى المقاطعة

ودعت المعارضة السورية التي تطالب برحيل الاسد الى مقاطعة الاستفتاء. وعلى صفحة “الثورة السورية ضد بشار الاسد 2011” في موقع “فايسبوك” الالكتروني، وتحت شعار “مقاطعة الاستفتاء”، كتب: “نظام بلا شرعية، دستور بلا شرعية”. وفي اسفل الاعلان، وتحت عبارة “من اجل سوريا نظيفة”، تشاهد يد تحمل صورة الاسد والدستور الجديد وترميهما في سلة المهملات.

وفي حمص، قال عضو “الهيئة العامة للثورة السورية” هادي العبدالله في اتصال هاتفي: “الاستفتاء هو نوع من الحوار، ولا حوار مع القاتل”، مشيراً الى ان الدستور الجديد يسمح لبشار الاسد بالترشح مرة اخرى للرئاسة.  وأضاف: “لا منزل في حمص الا وفيه قتيل او جريح او مفقود او معتقل، فكيف يذهب أفراده الى الاستفتاء؟” وروى انه قام صباحاً بجولة في الاحياء “الهادئة نسبيا” من المدينة: في القصور والخالدية والقرابيص وجورة الشياح والبياضة. “هذه الاحياء واقعة نسبيا تحت سيطرة الجيش الحر. لا اي انسان في الشارع، وكل شيء مقفل، ولا  مركز اقتراع واحد. فكيف بالحري الاحياء التي تشهد قصفا؟”

وفي شريط فيديو وزعه ناشطون على شبكة الانترنت مشيرين الى انه التقط الاحد في بابا عمرو، تظهر انفجارات تتعالى منها سحب دخان اسود. ويقول صوت مسجل على الشريط :”هذا هو الدستور الجديد. من يطلب الحرية يقصف ويرجم بالصواريخ. ها هي بابا عمرو تدك بالصواريخ”.

وتحدث “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له عن مقتل 31 مدنياً وعسكرياً امس في عمليات عسكرية في حمص ودرعا وادلب.

 الصليب الاحمر

وأعلنت مصادر اللجنة الدولية للصليب الاحمر ومصادر ديبلوماسية في دمشق ان اجلاء الجرحى وبينهم صحافيان غربيان من مدينة حمص لم ينجز امس لاسباب لوجستية، وان من المرجح ان يحصل اليوم.

وصرح الناطق باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر في دمشق صالح دباكة: “لن يحصل الاجلاء الاحد لان ارسال سيارات اسعاف ليلا الى حمص لنقل الجرحى أمر بالغ الخطورة. من الارجح القيام بذلك الاثنين”.

واكد ديبلوماسي غربي في دمشق ان “تقدماً احرز الاحد” في المفاوضات بين السلطات والصليب الاحمر والاطراف الآخرين على الارض، “الا ان الوقت تأخر من أجل نقلهم ليلا”.

وتشمل المفاوضات اخراج الصحافية الفرنسية اديت بوفييه المصابة التي تحتاج الى جراحة والبريطاني بول كونروي المصاب ايضاً، الى جثتي زميليهما الفرنسي ريمي اوشليك والاميركية ماري كولفين اللذين قتلا في قصف منزل حوله ناشطون مركزا اعلاميا في حي بابا عمرو الاربعاء.

“المجلس الوطني السوري”

في غضون ذلك، أصدر “المجلس الوطني السوري” الذي يضم غالبية اطياف المعارضة، بيانا جاء فيه انه “يمد اليد” الى الطائفة العلوية من اجل بناء “دولة المواطنة والقانون”.

وقال: “كان العلويون ولا يزالون جزءاً مهما من الشعب السوري، وسيظلون يتمتعون بحقوقهم التي يتمتع بها جميع أبناء الوطن الواحد من مسيحيين ومسلمين وباقي ابناء الطوائف الأخرى”. واضاف: “لن ينجح النظام في دفعنا الى قتال بعضنا البعض. اننا مصممون على التكاتف والوحدة الأهلية، وأولى مبادرات هذه الوحدة هي مد يدنا الى اخوتنا العلويين، لنبني سوريا دولة المواطنة والقانون”.

واتهم المجلس النظام السوري “منذ بداية الثورة بمحاولة تقسيم المجتمع السوري وضرب وحدته الأهلية، عبر تقسيم المدن عسكريا وأمنيا بين الأحياء المختلطة طائفيا، وتخويف الطوائف بعضها ببعض، وقتل اناس أبرياء من الطائفتين”. وذكر ان النظام “قام بشكل خاص ببث الرعب في نفوس أبناء الطائفة العلوية، وحاول جرهم الى مساندته في القضاء على الثورة … ومن المهم القول الآن إننا في المجلس الوطني ننظر الى ابناء الطائفة العلوية على انهم جزء أساسي من النسيج السوري”.

كلينتون تحذر من تسليح المعارضة … و«المجلس الوطني» يتشقق بعد مؤتمر تونس

الأسد في يوم الاستفتاء الحاد: نحن أقوى على أرض الواقع

زياد حيدر

أعلن الرئيس السوري بشار الأسد، خلال مشاركته في الاستفتاء على الدستور الجديد في دمشق امس، ان «الهجمة التي تتعرض لها سوريا هجمة إعلامية، ولكن الإعلام رغم أهميته لا يتفوق على الواقع ويمكن أن يكونوا أقوى في الفضاء لكننا أقوى على الأرض من الفضاء، ومع ذلك نريد أن نربح الأرض والفضاء».

في هذا الوقت، حذرت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون من ان التدخل الاجنبي في سوريا «سيسرع من مخاطر اندلاع حرب اهلية»، مضيفة «لدينا مجموعة خطيرة جداً من العوامل في المنطقة: القاعدة وحماس وأولئك الذين على قائمتنا للإرهاب الذين يدّعون انهم يدعمون المعارضة. إذا جلبت اسلحة آلية، والتي ربما تستطيع تهريبها عبر الحدود، فما الذي ستفعله تلك الأسلحة أمام الدبابات والأسلحة الثقيلة؟».

وكشف وزير الخارجية التركي احمد داود أوغلو جانباً من كواليس المرحلة الحالية بعد مؤتمر «أصدقاء سوريا» في تونس الجمعة الماضي، معتبراً أن الأسد وصل إلى النهاية، وأن سوريا ليست ملكه الشخصي. وقال «إن من أهم ما تقرر في تونس اعتبار المجلس الوطني السوري ممثلاً شرعياً للسوريين. ونحن نريد أن يتمثل في المجلس الوطني السوري الأكراد والتركمان والدروز والعلويون». (تفاصيل صفحة 13)

وأدى فشل «المجلس الوطني» في الحصول على تعهد واضح من المشاركين في «مؤتمر أصدقاء سوريا» في تونس يتبنى الخيار العسكري، أو أي إجراء قهري يلزم النظام السوري بفتح معابر إنسانية والاعتراف بحصريته في تمثيل الشعب السوري، أو المعارضة، الى انقسامات عميقة كانت تتعايش تحت سقف «المجلس الوطني». وتفاوتت نتائج الإخفاق في تونس على بنية المجلس بين من فضل الاستقالة من عضويته، ومن فضل البقاء فيه ولكن ضمن تشكيلات جديدة. وأعلن المحامي نجاتي طيارة، استقالته من المجلس في رسالة وجهها إلى المكتب التنفيذي، «لأنه لم يحقق أي تقدم ملموس لوقف حمام الدم تجاه شعبنا السوري، وعدم ارتقاء المعارضة بأطرافها كافة، إلى مستوى الحدث وفشلي الشخصي والمجلس في ثني الإمارات عن قرارها إبعاد مواطنين سوريين بسبب تظاهراتهم ضد النظام السوري». وهاجمت رسالة استقالة بعث بها سبعة أعضاء، طريقة رئيس المجلس برهان غليون في إدارته. وأقدم 19 عضواً في تونس، على الإعلان عن تشكيل مجموعة العمل الوطني السوري، وإقامة مكاتب عمل موازية لمؤسسات المجلس الوطني، على الرغم من بقائها داخل المجلس.

الاستفتاء على الدستور

وشارك عدد كبير من السوريين أمس في الاستفتاء الحاد على أول مشروع دستوري للبلاد منذ أربعة عقود، فيما قاطعه آخرون، وامتنع البعض بقوة السلاح عن الخروج، وفقاً لما ذكرته وسائل الإعلام السورية، مشيرة بصراحة إلى أن مدينة إدلب لم تشارك في الاستفتاء، فيما اقتصر وجود بعض المراكز على ريفها، وذلك في الوقت الذي شهدت فيه مناطق في سوريا إقبالاً كثيفاً وشهدت أخرى مواجهات نارية، كما في حماه، أعاقت سير العملية بشكل طبيعي. وفي حمص، المنقسمة ايضاً بين مناطق هادئة وأخرى ملتهبة، استفتى سوريون وقاطع الباقون.

ومنذ السابعة صباحاً كان يمكن تسجيل وجود إقبال في مراكز دمشق، ولا سيما في وسطها، حيث تزيد الكثافة السكانية، كما يتواجد الموظفون الحكوميون. وقد شهدت غالبية مراكز دمشق إقبالاً ملحوظاً في النهار ما لبث أن خف في المساء. وأعلنت السلطات السورية تمديد التصويت في عدد من المحافظات حتى الساعة العاشرة مساءً، بعد ان كان يجب اقفال الصناديق عند السابعة. ويبلغ عدد الناخبين 14 مليوناً ممن تجاوزت اعمارهم 18 عاماً.

وصوّت الأسد وعقيلته اسماء في مبنى التلفزيون السوري في حدود التاسعة والنصف صباحاً. وهي الزيارة الأولى لرئيس سوري الى مبنى التلفزيون منذ عقود، وفهم منها تقدير رئاسي للجهود التي يبذلها الإعلام الحكومي، في ما تجده القيادة السورية حملة إعلامية شرسة ضدها.

وأظهرت الصور الأسد مبتسماً الى جانب زوجته التي كانت ترتدي زياً اسود اللون، ولوحت بيدها اكثر من مرة للمتجمعين الذين كانوا يتدافعون من حولهما ويهتفون «الله، سوريا، بشار وبس». ودخل الزوجان وراء الستار سوياً، ثم خرجا باسمين، وأسقطا ورقتيهما في الصندوق.

وبالفعل أثنى الأسد، بعد مشاركته في التصويت على الاستفتاء، على أداء العاملين في التلفزيون الحكومي. وقال، وهو ينزل درج بناء التلفزيون في ساحة الأمويين، إن «الإعلام السوري يقوم بجهود كبيرة جداً ونحن نتابع التطور الذي قام به التلفزيون العربي السوري والإعلام السوري بشكل عام، ولكن دائماً تأتي مقارنات، حيث يقارنون الإعلام السوري الذي هو الإعلام الرسمي بشكل أساسي بالإعلام غير الرسمي في الدول الأخرى، ولكن هذه المقارنة غير دقيقة وغير موضوعية ولا تجوز».

وأضاف إن «الإعلام الرسمي يقارن بإعلام رسمي في دول أخرى، لأن أهداف ومهام الإعلام الرسمي تختلف عن أهداف ومهام الإعلام الخاص، ولو قارنا الإعلام الرسمي السوري الآن بالإعلام الرسمي في المنطقة فأعتقد أنه الأفضل، ولكن مع ذلك لا يهمنا أن نقارن أنفسنا بمن هو أقل وسنبقى نقارن أنفسنا بمن هو أفضل». وتابع إن «الهجمة التي تتعرض لها سوريا هجمة إعلامية، ولكن الإعلام رغم أهميته لا يتفوق على الواقع، ويمكن أن يكونوا أقوى في الفضاء لكننا أقوى على الأرض من الفضاء، ومع ذلك نريد أن نربح الأرض والفضاء».

من جانبه، اقترع رئيس مجلس الوزراء عادل سفر في مبنى المجلس، واصفاً الاستفتاء بأنه «منعطف تاريخي واستجابة لحياة المواطنين وحاجة ملحة للتعددية السياسية وضمان الديموقراطية والحرية». واعتبر أن «هذا الدستور نقلة نوعية في حياة سوريا، وهو تحد كبير أمام الأحزاب السياسية المؤسسة حديثاً في سوريا لممارسة الديموقراطية بشكلها الحقيقي».

ورداً على الانتقادات التي وجهت إلى مشروع الدستور وخاصة المادة الثالثة المتعلقة بدين رئيس الجمهورية، قال سفر «هناك جدل حول هذه المادة بالذات، وفي الظروف الحالية ليس من المناسب الحديث عنها».

من جهته، اقترع وزير الخارجية وليد المعلم في مقر وزارته معتبراً أن «مشروع الدستور الجديد سينقل سوريا إلى مرحلة جديدة ، تخرج سوريا أقوى بكثير مما كانت». وقال «هذا يوم تاريخي في حياة الشعب السوري الذي يراهن على صموده وتماسكه، فاستحق هذا الدستور الذي ينقل سوريا إلى مرحلة التعددية السياسية والى مرحلة ديموقراطية».

ورفض المعلم التعليق على انتقادات المعارضة السورية لمشروع الدستور، قائلاً «لا أريد أن أعلق على مواقف المعارضة. هي ليست على صلة بمصالح الشعب السوري، وهذا الإقبال من قبل المواطنين مؤشر على وعي تام بمصالحه وأهدافه». وانتقد «تدخل» دول الغرب في شؤون سوريا، قائلاً «عليهم أن يعالجوا همومهم الداخلية ويتركوا سوريا. نقول لهم من يرد مصلحة الشعب السوري لا يفرض عليه عقوبات».

من جهته، قلل الأمين القطري المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي محمد سعيد بخيتان من تأثير إلغاء المادة الثامنة من الدستور على مكانة البعث في الدولة، قائلاً «إن حزب البعث العربي الاشتراكي حركة متجذرة بين الجماهير وفي التاريخ ولن يكون لإلغاء المادة الثامنة في الدستور الحالي تأثير على دوره ونشاطه في الحراك السياسي السوري». وأضاف «إن اللجنة المركزية في حزب البعث وضعت خطة عمل منذ العام الماضي حول دور الحزب في الحياة السياسية والمنظمات الشعبية والنقابات المهنية بعد إلغاء المادة الثامنة من الدستور الحالي، والتي أسست للجبهة الوطنية التقدمية كائتلاف سياسي تنضوي تحته أحزاب عريقة لها حضور سياسي وجماهيري في الشارع السوري»، معتبراً أن «مشروع الدستور الجديد يعد أساساً للإصلاحات الجارية في سوريا والمحور الأساسي فيها على كل الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية».

وشهدت دمشق إقبالاً جيداً، حيث ذكر أحد أعضاء لجنة التصويت في مركز مؤسسة الوحدة في كفرسوسة أن صندوقين على الأقل امتلآ مع حلول نصف نهار أمس (الصندوق يتسع لـ1200 بطاقة تقريباً)، فيما تلقت مراكز في المزة منذ ساعات الصباح مئات الأصوات، وشهدت مناطق في ريف دمشق إقبالاً ضعيفاً عموماً، وذلك في المناطق التي ضمت صناديق اقتراع. وقال شهود عيان إنه في الوقت الذي احتاجت ضاحية مساكن حرستا صناديق إضافية لتلبية حاجة المقترعين، اقتصر الحضور في مناطق في قدسيا على المئات.

وجرت على هامش الاستفتاء في كل من حلب ودمشق، تجمعات موالية في كل من ساحة السبع بحرات في دمشق وساحة سعد الله الجابري في حلب.

من جهتها، لم تشهد إدلب حالة مشابهة. ووفقاً لموقع «شوكوماكو» المقرب من السلطات فإن «مسلحين حرموا إدلب من استفتائها!»، مشيراً الى أن «انتشاراً مكثفاً للمسلحين، مدعومين بقناصة تمركزوا على أسطح الأبنية، منع الناس من الخروج للإدلاء بأصواتهم. وانتشرت تهديدات بقتل كل من يدلي برأيه في إدلب المدينة ومناطق معرة النعمان وخان شيخون وأريحا»، موضحاً «أن انتشار المسلحين أعاق أيضاً وصول صناديق الاقتراع إلى هذه المناطق، الأمر الذي جعلها خارج العملية الديموقراطية التي تشهدها كافة المناطق السورية. واقتصر الاستفتاء على منطقة جسر الشغور وسلقين وحارم التي شهدت إقبالاً معقولاً على مراكز التصويت».

كما سمحت السلطات السورية بإجراء الاستفتاء على الحدود السورية – اللبنانية – والسورية – العراقية، في الوقت الذي شهدت درعا القـــريبة من الحـدود الأردنية اشتباكات بين الجيش ومسلحين. وشهد مركز الحدود اللبنانية – السورية إقبالاً ملحوظاً، لمواطنين سوريين مقيمين في لبنان. وأقيمت المراكز الحدودية بسبب عدم تخصيص الحكومة السورية سفاراتها في الخارج للتصويت بسبب الأوضاع الأمنية.

وشهدت منطقة المصنع الحدودية عبور سيارات و«فانات» تحمل لوحات لبنانية تقل مواطنين للمشاركة في الاستفتاء على الدستور السوري من خلال التصويت في مركز أقيم عند جديدة يابوس، النقطة الحدودية السورية المقابلة لنقطة المصنع الحدودية. وعبرت هذه السيارات و«الفانات» نقطة المصنع في ظل إجراءات امنية اتخذها الجيش اللبناني على امتداد الطريق من ضهر البيدر حتى نقطة المصنع الحدودية.

كلينتون

وحثت (ا ف ب، ا ب، رويترز) كلينتون، امس، عناصر الجيش السوري الى «تغليب مصلحة البلاد» على الدفاع عن نظام الأسد، مضيفة «نعتقد ان الدائرة التي تحيط بالأسد قلقة من الهجمات الوحشية الجارية». ورأت ان النقاط الثلاث التي يتعين ان تشكل استراتيجية المجتمع الدولي حيال سوريا تكمن في «مساعدة إنسانية عاجلة للمدنيين، وزيادة الضغوط على نظام الأسد، والمساعدة على الإعداد لعملية انتقالية».

وقالت كلينتون، في حديث الى شبكة «سي ان ان» الاميركية، «لدينا اتصالات كثيرة مع اشخاص في الحكم وفي أوساط الأعمال وبين الأقليات، ورسالتنا الى الجميع واحدة، لا يمكنكم ان تستمروا في دعم هذا النظام غير الشرعي، لأنه سيسقط».

وقالت كلينتون، في مقابلة مع شبكة «بي بي سي» في الرباط، «اعتقد ان كل مخاطر اندلاع حرب اهلية (في سوريا) قائمة. التدخل الاجنبي لن يمنع ذلك، حتى انه سيعجل به على الأرجح». وأضافت «لدينا مجموعة خطيرة جدا من العوامل في المنطقة: القاعدة وحماس وأولئك الذين على قائمتنا للارهاب الذين يدّعون انهم يدعمون المعارضة. الكثير من السوريين يشعرون بالقلق بشأن ما قد يحدث لاحقاً. اذا جلبت اسلحة آلية، والتي ربما تستطيع تهريبها عبر الحدود، فما الذي ستفعله تلك الاسلحة امام الدبابات والاسلحة الثقيلة؟». وكان وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل اعتبر الجمعة الماضي ان عملية تسليح المعارضة السورية «فكرة ممتازة».

وتابعت «هناك الكثير من السيناريوهات السيئة التي نحاول استباقها، ونحاول تشجيع عملية انتقالية ديموقراطية». وقالت «هناك معارضة قوية جداً ضد التدخل الاجنبي، داخل سوريا وخارجها». وذكرت «بأننا لا نملك موافقة مجلس الأمن الدولي التي تعطي الشرعية والمصداقية لقرارات المجتمع الدولي».

وانتقدت كلينتون الاستفتاء، معتبرة «انه مزيف، وسيستخدمه الأسد من اجل تبرير ما يقوم به ضد المواطنين السوريين».

وقال وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله، في بيان، ان الاستفتاء «مهزلة ليس إلا». وأضاف «الاصوات الزائفة لا يمكن ان تساهم في حل الازمة. الأسد يحتاج إلى وضع نهاية للعنف وتمهيد الطريق امام انتقال سياسي».

وقال «المجلس الوطني السوري»، في بيان موجه الى الطائفة العلوية، «كان العلويون ولا يزالون جزءاً مهماً من الشعب السوري، وسيظلون يتمتعون بحقوقهم التي يتمتع بها جميع ابناء الوطن الواحد من مسيحيين ومسلمين وباقي ابناء الطوائف الأخرى». وأضاف «لن ينجح النظام في دفعنا الى قتال بعضنا البعض. اننا مصممون على التكاتف والوحدة الأهلية، وأولى بوادر هذه الوحدة هي مد يدنا الى اخوتنا العلويين، لنبني سوريا دولة المواطنة والقانون».

الى ذلك، تبدأ في جنيف اليوم الدورة السنوية لمجلس الامم المتحدة لحقوق الانسان الذي اعرب عن رغبته في ممارسة مزيد من الضغوط على النظام السوري. وسيشارك حوالى 90 وزيراً ومسؤولا كبيرا في الدورة، بينهم وزراء الخارجية الفرنسي والالماني والاسباني والمصري والايراني، ورئيس الوزراء الليبي.

دعت المعارضة الوطنية إلى المشاركة في بناء المستقبل

دمشق تندد بمؤتمر «أعداء سوريا»:

انعقد نتيجة فشل مخططات التآمر

انتقدت دمشق أمس الاول «مؤتمر اصدقاء سوريا» الذي عقد في تونس يوم الجمعة الماضي، واصفة الدعوات الى تمويل الجماعات المسلحة بانها «دعم للارهاب وإضرار مباشر بمصالح الشعب السوري».

وكان وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل قال، خلال لقاء مع نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون على هامش مؤتمر تونس، رداً على سؤال يتعلق بإمكانية تسليح المعارضة، «اعتقد انها فكرة ممتازة»، مضيفاً «لأنهم بحاجة إلى توفير الحماية لأنفسهم».

وقال مصدر رسمي سوري، في بيان نشرته وكالة الأنباء السورية (سانا) إن «سوريا ترفض وتدين كل ما قيل وصدر عن اجتماع أعداء سوريا في تونس». وأضاف «لقد جاء هذا الاجتماع نتيجة فشل كل ما تم التخطيط له من تآمر على سوريا وشعبها، سواء من خلال الاجتماعات الوزارية في إطار الجامعة العربية أو في المحافل الدولية».

وتابع إن «سوريا تشجب الأصوات الداعية إلى تمويل الجماعات المسلحة، الأمر الذي نعتبره دعما للإرهاب واضرارا مباشرا بمصالح الشعب السوري الساعي لتحقيق الأمن والاستقرار». وأكد أن «سوريا تعتبر كل ما صدر عن هذا الاجتماع تدخلا سافرا في شؤونها الداخلية».

وتوجه المصدر «بالتحية إلى جماهير الشعب التونسي الشقيق التي خرجت للتعبير عن غضبها لانعقاد هذا الاجتماع على الأرض التونسية ورفضها للتآمر على سوريا».

وقال إن «سوريا تدعو فصائل المعارضة الوطنية التي رفضت الاشتراك في مؤتمر أعداء سوريا للانخراط في أسرع وقت ممكن في الحوار الوطني لتكون شريكة في بناء مستقبل سوريا المتجددة».

وأضاف «لقد استرعى انتباه شعب سوريا تصاعد عمليات القتل والتدمير والتضليل والتآمر بالتوازي مع عملية الإصلاح التي تجلى الكثير منها حقائق على أرض الواقع، بما في ذلك إصدار مشروع الدستور الجديد الذي يضمن الحريات العامة والديموقراطية كمبدأ أساسي لقيادة سوريا المستقبل».

وتابع المصدر إن «من يمارس العنف في سوريا هو المجموعات المسلحة والمدعومة من بعض الدول العربية والغربية، ولا يمكن للحكومة السورية إلا ضمان أمن شعبها وحماية ممتلكات السوريين من التدمير». وقال إن «الحكومة السورية تدعو كل من يحمل السلاح في مواجهة المدنيين الأبرياء ويقتحمون المدارس لتعطيل الدراسة أن يعودوا إلى رشدهم وأن يتوقفوا عن تدمير بلادهم، لأن المستفيد الوحيد من ذلك هو أعداء سوريا وأعداء الأمة العربية».

ووصف وزير الإعلام السوري عدنان محمود مؤتمر تونس بأنه «مؤتمر أصدقاء واشنطن وأعداء الشعب السوري الذي لم يخرج سوى بحقيقة واحدة هي استمرارهم في دعم الإرهابيين ومدهم بالسلاح لمواصلة ضرب الأمن والاستقرار في سوريا». وأكد أن «الحكومة السورية ماضية في ترسيخ الاستقرار ومعالجة البؤر المتوترة التي تقوم فيها المجموعات الإرهابية المسلحة بترويع الناس وقتل الأبرياء من مدنيين وعسكريين وضرب البنى التحتية وتخريب المنشآت الخدمية والتعليمية».

وأشار محمود «إلى حالة التخبط التي يعيشها أصحاب مخطط استهداف سوريا في الغرب والولايات المتحدة وأدواتهم الإقليمية، ولاسيما السعودية وقطر وتركيا، الذين يتنقلون من مؤتمر إلى آخر في محاولة للالتفاف على فشلهم الذريع في مجلس الأمن».

إلى ذلك، أعلن وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو انه سيلتقي «المجلس الوطني السوري» غدا الثلاثاء.(سانا، ا ف ب، رويترز)

حمـص: إجـلاء الأجـانـب اليـوم

رجحت اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومصادر دبلوماسية في دمشق، أمس، إجلاء الجرحى، وبينهم صحافيان غربيان من مـــدينة حمــص، اليوم، بعـد الفشل في القيام بهذا الأمر أمس لأسباب لوجستية.

وقال المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في دمشق صالح دباكة «إن إرسال سيارات إسعاف ليلا إلى حمص لنقل الجرحى أمر بالغ الخطورة. من الأرجح القيام بذلك الاثنين».

وأكد دبلوماسي غربي في دمشق أن «تقدماً أحرز» أمس في المفاوضات بين السلطات السورية والصليب الأحمر والأطراف الأخرى على الأرض، «إلا أن الوقت تأخر من اجل نقلهما ليلاً».

وتشمل المفاوضات إخراج الصحافية الفرنسية اديت بوفييه المصابة التي تحتاج إلى عملية جراحية، والبريطاني بول كونروي المصاب أيضاً، إلى جانب جثتي زميليهما الفرنسي ريمي اوشليك والأميركية ماري كولفن اللذين قتلا في القصف على منزل في بابا عمرو الاربعاء الماضي.

ونجح الصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر السوري الجمعة الماضي في إجلاء سبعة جرحى و20 امرأة وطفلا مرضى من بابا عمرو.

ولم تسفر المفاوضات، التي استمرت 12 ساعة أول أمس، في إجلاء الأشخاص الذين هم بأمس الحاجة للعلاج من حي بابا عمرو. وقالت صحافية أجنبية تشارك في هذه المفاوضات ان سيارات الاسعاف التابعة للهلال الاحمر السوري وصلت مرتين الى بابا عمرو لكن افراد «الجيش السوري الحر» منعوا دخولها.

واتهم «الجيش الحر» النظام بتوقيف تسعة جرحى تم نقلهم الجمعة، لكن اللجنة الدولية للصليب الأحمر حققت في الأمر «وتبين انه غير صحيح إطلاقا»، حسب الصحافية.

إلى ذلك، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيان أمس، «قتل 33 شخصاً، هم 17 مدنياً و16 عسكرياً، في حمص ودرعا وإدلب ومدينة اعزاز في حلب ومدينة قطنا في ريف دمشق».

وكان المرصد أعلن، في بيان أول امس، «مقتل 94 شخصاً من بينهم 68 مدنياً». وأشار الى «مقتل 24 شخصاً في مدينة حمص وريفها، و7 في اعزاز و8 في ريف حماه، و10 في إدلب و11 في درعا». وأشار إلى «سقوط ثلاثة جنود منشقين في محافظتي حلب ودرعا، والى سقوط 23 من عناصر الأمن والجيش النظامي اثر اشتباكات وتفجير عبوات في الجانودية وافس والمسطومة بمحافظة إدلب ومدينة اعزاز بمحافظة حلب وقرب بلدة تلبيسة بمحافظة حمص ومحافظة درعا».

(ا ف ب، ا ب، رويترز)

فشل مؤتمر تونس يهزّ «المجلس الوطني»: انشقاقـات وتشكيـلات جـديـدة موازيـة

محمد بلوط

لم يسلم المجلس الوطني السوري المعارض، من فشل مؤتمر تونس لأصدقاء سوريا، في التوصل إلى صيغة الحد الأدنى ـ التي تلبي طموحات الحراك الشعبي السوري، كما قال رئيس المجلس برهان غليون. ولم يحصل المجلس على تعهد واضح من المشاركين فيه يتبنى الخيار العسكري، أو أي إجراء قهري من الحد الأدنى، يلزم النظام السوري بفتح معابر إنسانية أمام قوافل المساعدات إلى المدن المحاصرة، كما لم يصدر عن المؤتمرين بيان ختامي يحمل في طياته اعترافاً ناجزاً بحصرية المجلس الوطني في تمثيل الشعب السوري، أو المعارضة.

وأخرجت الإخفاق التونسي إلى العلن، إنقسامات عميقة كانت تتعايش تحت سقف المجلس الوطني بصفته الممثل الأول لأوسع أطياف المعارضة السورية في الخارج. وتفاوتت نتائج الإخفاق في تونس على بنية المجلس بين من فضل الاستقالة من عضويته، وآخرين فضلوا البقاء فيه ولكن ضمن تشكيلات جديدة.

وأعلن المحامي نجاتي طيارة، استقالته من المجلس في رسالة وجهها إلى المكتب التنفيذي، «لأنه لم يحقق أي تقدم ملموس لوقف حمام الدم تجاه شعبنا السوري، وعدم ارتقاء المعارضة بأطرافها كافة، إلى مستوى الحدث وفشلي الشخصي والمجلس في ثني الإمارات عن قرارها إبعاد مواطنين سوريين بسبب تظاهراتهم ضد النظام السوري». وهاجمت رسالة استقالة بعث بها سبعة أعضاء، طريقة رئيس المجلس برهان غليون في إدارته. ووقع الرسالة شادي جنيد، خالد الصالح، عمار ابو خطاب، أكرم العساف، أحمد شاكر، رياض الحسن.

وأقدم 19 عضواً في تونس، على الإعلان عن تشكيل مجموعة العمل الوطني السوري، وإقامة مكاتب عمل موازية لمؤسسات المجلس الوطني من علاقات عامة وخارجية وإمداد وإعلام ومالية وقانون وحماية المدنيين. لكن المجموعة ارتأت البقاء داخل المجلس. وتكمن أهمية التشكيل الجديد في ضمه المعارض البارز هيثم المالح وهو عضو المكتب التنفيذي. كما يضم الإعلان عضواً آخر في المكتب التنفيذي (مؤلف من 10 أعضاء) هو عماد الدين الرشيد. وحمل الإعلان عن تشكيل المجموعة توقيع منذر ماخوس، جبر الشوفي، حسان بالي، جان عنتر، وليد البني (مسؤول العلاقات الخارجية للمجلس) كمال اللبواني، فواز تللو، العميد حسام الدين العواك، أنس العبدة، أديب الشيشكلي، هاشم سلطان، باسل الكويفي، سمير صطوف، عبد الله تامر الملحم، صبحي قطرميز، سمير مطر، وأحمد الجبوري.

وقال بيان المجموعة الجديدة إنها تشكلت بعد أن «رأت أشهراً تمضي من دون أن يتمكن المجلس من تحقيق نتائج مرضية، أو تفعيل مكاتبه التنفيذية، أو تنبني مطالب الثوار في الداخل». ووعدت بالعمل «على إسقاط النظام بكل الوسائل المتاحة بما فيها دعم الجيش الحر الذي يقع عليه العبء الأكبر في هذه المرحلة».

وسقط اقتراح قطري سعودي تركي في الساعات الأخيرة، لعقد اجتماع للمجموعة الرائدة للمؤتمر، اليوم الإثنين، امام تجاهل تونسي، لاستضافته. وتتشكل المجموعة من ست دول عربية (الإمارات، السعودية، قطر، الأردن، تونس والمغرب) وأربع غربية هي فرنسا بريطانيا الولايات المتحدة وألمانيا، وتركيا. ويهدف الاقتراح إلى إعادة استئناف النقاش في قضية تشكيل قوة عربية أممية، التي لم تحظ بأكثر من تسجيلها في لائحة الاقتراحات بناءً على طلب من الجامعة العربية. واتفقت على مواصلة النقاشات حول السبل المناسبة لانتشار هذه القوات. كما يهدف الاجتماع إلى الخروج ببيان ختامي أكثر قوة من البيان الذي خرج تحت عنوان خلاصات رئاسية، يكتفي بأخذ العلم بالاقتراحات التي تداولها المجتمعون في تونس.

وفي تونس، تبلور للمرة الأولى منذ بداية الأزمة، دور سعودي صاعد في الهجوم على النظام السوري، حجب الدبلوماسية القطرية التي كانت تتولى قيادة الهجوم العربي، تحت مظلة الجامعة العربية. وحصل المجلس الوطني السوري، بفضل اللهجة السعودية العالية في المؤتمر، على ترضية لفظية كبيرة، لتعويضه عن قحط المقررات وتناول الخيارات العسكرية بطريقة مائعة، بكل اشكالها من مناطق آمنة او حظر جوي، او تدخل عربي أممي مباشر.

وكان المؤتمر سيغلق على الخلاصات الرئاسية التي تختصر 17 بنداً من المطالب التي لم يجد فيها المجلس الوطني ما يحقق مبتغاه. وخرج وزير الخارجية السعودية سعود الفيصل، بتصريحات وصفت النظام السوري بأنه تحول إلى قوة احتلال لبلاده، ووصف «بالممتازة فكرة تسليح المعارضة».

واستيعاباً لغضب السعوديين، اضطرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كيلنتون إلى العودة على أعقابها، لعقد مؤتمر صحافي تجاوزت فيه الموقف السعودي، ودعت خلاله الجيش السوري إلى التمرد، وقالت إن الرئيس بشار الأسد يخطئ في تجاهله لشعبه، وإن أيامه في السلطة باتت معدودة.

ويبدو أن عناصر كثيرة، فرملت مؤقتاً الخيار العسكري في تونس. وقال دبلوماسي عربي إن الأميركيين ينظرون بريبة إلى بعض أجنحة المعارضة السورية المسلحة، وروى أن المراقبين العرب حملوا معهم من المواقع التي زاروها شرائط تظهر عناصر للجيش الحر تقوم بعمليات قتل وتعذيب لمؤيدين للنظام. وكانت صحيفة «وول ستريت جورنال» قد قالت في عدد الجمعة الماضية أن نافي بيلاي، مفوضة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، قد وضعت لائحة بأسماء من تصفهم بمرتكبي جرائم ضد الإنسانية. وتقول الصحيفة إن اللائحة تضم اسماء مسؤولين وعسكريين سوريين تطالب بإحالتهم إلى محكمة العدل الدولية، لكنها تتحدث ايضاًَ عن عمليات خطف وتعذيب وقتل يقوم بها أعضاء في الجيش السوري الحر.

ولم يحسم البريطانيون موقفهم في المؤتمر من الخيار العسكري، وتجاهلت ورقتهم المقدمة إلى المؤتمر أي إشارة إلى دعم هذا الخيار. وشرح الوفد البريطاني للصحافيين موقف لندن الداعي إلى حل سياسي وحوار سلمي، خصوصاً أن حصيلة القتلى تجاوزت السبعة الآف قتيل. وتؤيد لندن إرسال قوات عربية أو إسلامية، وتنأى بنفسها عن إرسال أي قوات غربية إلى سوريا.

وقال مصدر سوري معارض إنه لم يكن هناك أي إجماع عربي حقيقي على اقتراح إرسال قوات أممية رديفة لقوات عربية. وقال إن المصريين الذين التقوا معارضين من غير المجلس الوطني، عبروا عن رفضهم لأي تدخل غير عربي في سوريا، يؤدي إلى تحويل سوريا إلى ساحة صراع بين القوى الإقليمية وهو ما لا يريده المصريون. وقال المصدر إن مسؤولين مغاربة طلبوا معرفة ما إذا كانت المعارضة تؤيد دخول قوات مغربية، وما إذا كانت قوة مؤلفة من 5 آلاف جندي مغربي تكفي لحماية ممرات إنسانية الى المدن التي يحاصرها الجيش السوري.

عالم دين سعودي يفتي بقتل الرئيس السوري ويقول إن قتله أوجب من قتل الإسرائيليين

الرياض ـ يو بي اي: أفتى عالم الدين السعودي الشيخ عائض القرني، امس الأحد، بقتل الرئيس السوري بشار الأسد، معتبراً أن قتله أوجب من قتل الإسرائيليين.

ونقلت صحيفة ‘سبق’ الإلكترونية عن القرني قوله في حديث لقناة (العربية) السعودية مساء امس، ‘يجب على الشعب السوري أن يحمل السلاح ضد (الرئيس السوري بشّار) بشار، ويجب أن تنعم جميع الأقليات والطوائف بالأمن والحرية’.

وأضاف ‘بشار منتهية شرعيته ووجب في حقه القتل لأنه قاتل، قتل مئات الأطفال، هدم المساجد، بدلاً من واجبه في حماية الجولان’.

واعتبر أن ‘قتل بشّار أوجب من قتل إسرائيلي الآن، لأنه دفع للصائل والمارق وزنديق الديانة، هو بَشّارون على وزن (رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق آرييل) شارون، ولن يتحرّر الجولان حتى يذهب هذا النظام الخائن العميل’.

وقال ‘قاتل المسلم يُقتل ومكتوب عليه الإعدام، وأنا أضم صوتي لاستفتاء الشعب السوري عن كيفية قتل بشار بدلاً من استفتاء الدستور، فهل يشنق أو يسحل أو ينحر أو غيرها؟’.

ودعا أفراد الجيش السوري إلى الانشقاق وعدم طاعة الرئيس بشار الأسد، وقال ‘سأقدّم رسائل مختصرة للجيش والجزّار بشار، فلا يجوز للجيش السوري طاعة أوامر هذا الطاغية، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق’.

ووصف القرني حزب (البعث) السوري الحاكم بأنه ‘حزب مارق مناقض للإسلام، ولا يجوز أن يحكم ديار المسلمين’.

ووصف رجال الدين السوريين الذين قال إنهم يفتون للنظام السوري، بأنهم ‘أزلام وأبواق للنظام، وسيصدر علماء المسلمين فتوى تسقط عدالتهم’.

رئيس وزراء قطر يدعو إلى تسليح المعارضة السورية

أوسلو- (رويترز): قال رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية حمد بن جاسم آل ثاني الإثنين إن المجتمع الدولي عليه تسليح المعارضة السورية ويجب أن تأخذ الدول العربية زمام المبادرة لتوفير ملاذ آمن للمعارضين داخل سوريا.

وتابع خلال زيارة إلى النرويج “أعتقد أن علينا عمل ما يلزم لمساعدتهم (المعارضة) بما في ذلك تسليحهم للدفاع عن أنفسهم”.

وأضاف أن الدول العربية عليها المشاركة في جهد عسكري دولي لوقف اراقة الدماء في سوريا بعد 11 شهرا من الانتفاضة الشعبية ضد حكم الرئيس بشار الأسد والتي قتل فيها الآلاف.

واستطرد “حيث أننا فشلنا في عمل شيء في مجلس الأمن أعتقد أن علينا محاولة عمل شيء ما لارسال مساعدة عسكرية كافية لوقف القتل”.

الاتحاد الأوروبي يعترف بالمجلس الوطني كممثل شرعي للسوريين

بروكسل- (يو بي اي): أعلن الإتحاد الأوروبي الإثنين، إعترافه بـ(المجلس الوطني السوري) كممثل شرعي لـ”السوريين الذين يسعون للتغيير الديمقراطي السلمي”، وأكّد دعمه للمعارضة السورية في سعيها نحو الحرية والديمقراطية، مرحباً بنتائج مؤتمر مجموعة (أصدقاء سوريا) الذي انعقد في تونس.

وقال الإتحاد في بيان بعد اجتماع مجلس الشؤون الخارجية في بروكسل، إنه “يدعم المعارضة السورية في كفاحها نحو الحرية والكرامة والديمقراطية، وهو مستعد لتعزيز التعامل مع كافة الأعضاء الممثلين للمعارضة السورية التي تلتزم بعدم العنف والقيم الشاملة والديمقراطية مع تقدّمهم في تشكيل منبر واسع وشامل”.

وأضاف أن الإتحاد الأوروبي “يعترف بالمجلس الوطني السوري كممثل شرعي للسوريين الساعين إلى تغيير سلمي ديمقراطي”.

ودعا المعارضة السورية إلى تشكيل آلية تنسيق تمثيلية تحت رعاية الجامعة العربية والموافقة على مبادئ مشتركة للعمل باتجاه انتقال سلمي ومنظم نحو سوريا ديمقراطية مستقرة وضامنة لحقوق الأقليات، وحيث يتمتع كافة المواطنين بحقوق متساوية بغض النظر عن انتماءاتهم أو اثنياتهم أو معتقداتهم.

ورحّب الإتحاد بعقد أول إجتماع لمجموعة (أصدقاء سوريا) في تونس في 24 شباط/ فبراير الجاري، وبمحصّلته التي “هدفت إلى دعم إجماع دولي بشأن سوريا ووضع إقتراحات عاجلة لوقف العنف، ووقف معاناة الشعب السوري، والسعي نحو حل سلمي للأزمة الراهنة والحث نحو مرحلة جديدة من التغيير الديمقراطي في سوريا”.

غليون: نؤيد فكرة منح حصانة للأسد وحاشيته للخروج إلى روسيا أو بلد آخر

الجزائر- (يو بي اي): أعلن رئيس (المجلس الوطني السوري) المعارض برهان غليون، أن المجلس يؤيد فكرة منح حصانة للرئيس بشار الأسد وحاشيته للخروج إلى روسيا أو أي بلد آخر من أجل حقن الدماء في البلاد.

وقال غليون في حديث مع صحيفة (الشروق) الجزائرية نشر الإثنين ردا على ما قيل بأن المجلس رفض اقتراح تونس توفير حصانة للرئيس السوري “أبدا، ليس هناك رفض من قبل المجلس الوطني السوري لهذا المسعى الرامي لخروج الرئيس وحاشيته وعائلته لموسكو بسلام أو لأي بلد آخر”.

وأضاف “بالعكس المجلس الوطني السوري يشجع ذلك، والشعب يطالبه بالرحيل، ورحيل الرئيس بهذه الطريقة يحقن الكثير من الدماء ويخفف من المأساة التي يعيشها، ومن تكاليف التغيير، لأن السوريين دفعوا كثيرا من اجل التغيير ولازالوا يدفعون”.

وتابع قائلا “الشعب وحده من يقرر مصيره، فنحن لسنا ممثلين منتخبين للشعب السوري، نحن ممثلون شرعيون للشعب خلال المرحلة الانتقالية، وبعد ذلك ينتخب الشعب حكومة تمثله، لأنه صاحب أمره وهو من سيقرر مصير من يحكمه ومصير من ارتكب جرائم في حقه، في هذه الفترة بما في ذلك الرئيس وحاشيته”.

ونفى غليون تلقي (الجيش السوري الحر) أسلحة قائلا “الجيش الحر يشتكي عن حق من الإمكانيات القليلة جدا، ويجب أن نعترف أن المجلس الوطني السوري لم يكن لديه الإمكانيات لتقديمها لهم أو يدعم الشعب السوري الذي يعاني في أحيان كثيرة من الحصار وانقطاع المؤن والمواد الغذائية، لكن اليوم نحاول بعدما بدأت بعض الدول تقديم المساعدة، تخصيص جزء منها للجيش الحر، حيث سنخصصها كرواتب أو أمور لوجيستية حتى يستطيع هؤلاء أن ينظموا أنفسهم وأوضاعهم ليكونوا حقيقة جيشا سوريا حرا عكس ما هو متواجد عليه اليوم كفرق ليس لديه إمكانيات”.

وتابع “في الحقيقة لا توجد أسلحة، لكننا نخاف أن تدخل الأسلحة من قبل دول مختلفة دون إشراف جهة معينة، وتصبح هناك قوى غير مسيطر عليها، نحن نريد أن يكون الدعم للجيش السوري الحر تحت سيطرة المجلس الوطني وبالتنسيق معنا”.

وشدّد غليون على أهمية التحالفات الدولية التي يعمل “المجلس الوطني السوري “على نسجها معتبرا أن “النظام (السوري) لم يستمر لغاية اليوم إلا بفضل علاقاته الإقليمية والدولية ولا يستمر اليوم إلا بدعم إيران ودعم روسيا” مشيرا إلى أن “الشعب وحده من سيقرر في المستقبل ما هي السياسات الخارجية لسوريا” بما فيها العلاقة مع حزب الله اللبناني.

وأوضح “إذا كان حزب الله سيغير من موقفه، فنحن لسنا لدينا عداء مع حزب الله بل بالعكس أكثر شعبية كانت لحزب الله في العالم العربي في الماضي كانت في سوريا لأنه قام بعمل جليل حين وقف في وجه إسرائيل وصد الهجوم الإسرائيلي، لكن اليوم الناس بدأوا يشككون فيه لأنه اتخذ مواقف واضحة من دعم نظام جائر يستخدم كل أشكال العنف”.

وأضاف” ليست هناك عداوات دائمة في السياسة وليست هناك صداقات دائمة.. التحالفات تبنى على الأهداف ونحن نريد أن نحقق أهدافنا، إذا قرروا في حزب الله دعم مسيرة الديمقراطية في سوريا فلن يكون هناك أي عائق”.

وتابع “نحن لن نضحي بحزب الله إذا لم يضح حزب الله بنا كشعب وكقضية، لكن لم يتم أي لقاء بين حزب الله وبيننا كمجلس، لكن نحن حريصون ألا يتأثر أي طرف عربي بشكل سلبي لكن هذا يتوقف على خيارات أي طرف”.

الاستفتاء: البعث حشد اتباعه والمعارضة اعتكفت.. كلينتون: التدخل الاجنبي قد يدفع لحرب اهلية

الاسد: الاعلام يربح الفضاء.. لكننا نسيطر على الارض

المجلس الوطني السوري يمد يده الى الطائفة العلوية

دمشق ـ ‘القدس العربي’ من كامل صقر ووكالات: قتل 34 مدنيا وجنديا سوريا على الاقل الأحد في قتال على مستقبل سورية تزامن مع تصويت على دستور جديد قد يبقي الرئيس بشار الأسد في السلطة حتى عام 2028، فيما اعلن المجلس الوطني السوري انه ‘يمد اليد’ الى الطائفة العلوية من اجل بناء ‘دولة المواطنة والقانون’.

وتباين مستوى إقبال السوريين على المشاركة في الاستفتاء بين منطقة وأخرى ومدينة وأخرى تبعاً لمواقفهم السياسية مؤيدة كانت أم معارِضة.

وشارك الرئيس السوري بشار الأسد وزوجته اسماء في الاستفتاء على الدستور في مركز للاقتراع في مبنى هيئة الإذاعة والتلفزيون في ساحة الأمويين في وسط العاصمة، وقال الاسد بعد ادلائه بصوته أن نظامه يحكم السيطرة على الأرض تماماً، بينما يفتقد السيطرة على الفضاء، في إشارة إلى الهجمة الإعلامية التي يتهمها بالتحريض على سورية، إلا أنه استدرك: ‘يمكن أن يكونوا أقوى في الفضاء لكننا أقوى على الأرض من الفضاء ومع ذلك نريد أن نربح الأرض والفضاء’.

وقرّرت السلطات السورية الأحد، تمديد عملية الإستفتاء على الدستور الجديد لغاية الساعة 10 من مساء الاحد.

وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إنه ‘نظراً للإقبال المستمر من المواطنين على مراكز الإستفتاء على مشروع الدستور الجديد في عدد من المحافظات، تقرّر تمديد عملية الإستفتاء لغاية العاشرة مساء في هذه المحافظات’.

وكانت وزارة الإعلام السورية قد نظمت الإجراءات التمهيدية لتغطية عملية الاستفتاء لعشرات من مراسلي وسائل الإعلام الخارجية وأعدت بطاقات تسمح لهم بمواكبة عملية التصويت من داخل مراكز الاستفتاء.

وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم أن مشروع الدستور الجديد سينقل سورية إلى مرحلة جديدة، معتبراً في حديث إلى الصحافيين خلال الإدلاء بصوته في الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد في مقر وزارة الخارجية أن ‘المعارضة ليست على صلة بمصالح الشعب السوري، وهذا الإقبال من قبل المواطنين مؤشر على وعي تام بمصالحه وأهدافه’.

ودعت أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية وفي مقدمتها حزب البعث الحاكم وأطياف سياسية أخرى إلى المشاركة الفاعلة في عملية الاستفتاء، وحشد البعث الحاكم محازبيه للمشاركة والتصويت بنعم على الدستور الجديد، فيما أعلنت المعارضة ممثلة بهيئة التنسيق والتغيير الوطني، وتيار بناء الدولة، وعدد من التيارات الكردية، مقاطعتها للاستفتاء على اعتبار أن ‘الوقت اليوم هو لوقف العنف والقتل وإطلاق سراح المعتقلين وليس للاستفتاء على دستور وضعته السلطة’، وأكد رئيس هيئة التنسيق الوطنية المعارضة حسن عبد العظيم في تصريحات صحافية أن ‘الأولوية الآن لوقف العنف لا للدستور الذي تصيغه السلطات’، مشيراً إلى أن الدستور جاء متأخراً بعد قيام ‘الثورة ‘، ولا يمكن مناقشة الدستور والبلد في حالة ثورية.

واعلن المجلس الوطني السوري الذي يضم غالبية اطياف المعارضة انه ‘يمد اليد’ الى الطائفة العلوية من اجل بناء ‘دولة المواطنة والقانون’.

وجاء في بيان المجلس ‘كان العلويون ولا يزالون جزءا مهما من الشعب السوري، وسيظلون يتمتعون بحقوقهم التي يتمتع بها جميع ابناء الوطن الواحد من مسيحيين ومسلمين وباقي ابناء الطوائف الأخرى’.

واضاف ‘لن ينجح النظام في دفعنا الى قتال بعضنا البعض. اننا مصممون على التكاتف والوحدة الأهلية، وأول بوادر هذه الوحدة هي مد يدنا الى اخوتنا العلويين، لنبني سورية دولة المواطنة والقانون’.

واتهم المجلس النظام السوري ‘منذ بداية الثورة بمحاولة تقسيم المجتمع السوري وضرب وحدته الأهلية، عبر تقسيم المدن عسكريا وأمنيا بين الأحياء المختلطة طائفيا، وتخويف الطوائف بعضها ببعض، وقتل اناس أبرياء من الطائفتين’.

واضاف ان النظام ‘قام بشكل خاص ببث الرعب في نفوس أبناء الطائفة العلوية، وحاول جرهم الى مساندته في القضاء على الثورة’. واقر بوجود ‘ردود فعل طائفية’ نتيجة ذلك، و’خطر بشقِّ المجتمع السوري نتيجة العنف الوحشي الذي أدى الى زيادة الحس الطائفي’.

الا انه اشار الى ان ‘الكثير من النشطاء من ابناء الطائفة العلوية وقفوا الى جانب الانتفاضة’.

وقال المجلس ‘من المهم التأكيد ان الخطوة الأولى لإيقاف الفتنة في سورية تكمن في اسقاط النظام. ومن المهم القول الآن أننا في المجلس الوطني ننظر الى ابناء الطائفة العلوية على انهم جزء أساسي من النسيج السوري’.

وينتمي الرئيس السوري بشار الاسد الى الاقلية العلوية التي تسيطر على المفاصل الاساسية في النظام.

وتفيد تقارير عن عمليات تصفية وقتل تحصل في عدد من المناطق السورية بناء على حساسيات وثأر بين السنة والعلويين، لا سيما في مدينة حمص (وسط).

من جهتها حذرت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون الأحد من مخاطر اي تدخل خارجي.

وقالت في حديث لتلفزيون هيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) ‘اعتقد ان هناك احتمالا لنشوب حرب اهلية. التدخل الخارجي لن يمنع ذلك. سيعجل بها على الارجح’.

وأضافت ‘لدينا مجموعة خطيرة جدا من العوامل في المنطقة: القاعدة وحماس واولئك الذين على قائمتنا للارهاب الذين يدعون انهم يدعمون المعارضة. الكثير من السوريين يشعرون بالقلق بشأن ما قد يحدث لاحقا.. اذا جلبت اسلحة آلية والتي ربما تستطيع تهريبها عبر الحدود فما الذي ستفعله تلك الاسلحة امام الدبابات والاسلحة الثقيلة؟ هناك مجموعة من العوامل الاكثر تعقيدا’.

كما دعت الجيش السوري الى وضع مصلحة بلاده قبل الدفاع عن نظام الرئيس بشار الاسد.

وقالت كلينتون التي تزور الرباط ‘نحث عناصر الجيش السوري على تغليب مصلحة البلاد’. واضافت ‘ما زلنا نعتقد ان الدائرة التي تحيط (ببشار) الاسد قلقة من الهجمات الوحشية الجارية (..) وان على كل السوريين ان يعملوا معا من اجل مستقبل افضل’.

وذكرت كلينتون بالنقاط الثلاث التي يتعين ان تشكل برأيها استراتيجية المجتمع الدولي حيال سورية، وهي ‘مساعدة انسانية عاجلة’ للمدنيين، و’زيادة الضغوط على نظام الاسد’، و’المساعدة على الاعداد لعملية انتقالية’.

وقال وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله ان الاستفتاء ‘مهزلة ليس إلا’.

وأضاف في بيان ‘الاصوات الزائفة لا يمكن ان تساهم في حل الازمة. الأسد يحتاج إلى وضع نهاية للعنف وتمهيد الطريق امام انتقال سياسي’.

وافادت مصادر اللجنة الدولية للصليب الاحمر ومصادر دبلوماسية في دمشق ان اجلاء الجرحى وبينهم صحافيان غربيان من مدينة حمص لن يتم الاحد لاسباب لوجستية، انما الاثنين على الارجح.

وقالت مصادر دبلوماسية سورية لوكالة الأنباء الألمانية إن السلطات السورية المختصة وافقت على طلب جهات أوروبية ومؤسسات دولية تعمل في المجال الإنساني والطبي من أجل هبوط طائرة طبية سويسرية في مطار دمشق خلال الساعات القليلة المقبلة بغية نقل جرحى وقتلى بينهم صحافيون أجانب من مدينة حمص.

وأضافت المصادر أنه من المرجح أن تتم عملية إجلائهم من حمص ونقلهم من العاصمة دمشق اليوم الاثنين ما لم تكن هناك أي مستجدات سلبية تعرقل عملية نقلهم.

بريطانيا سترسل قوات خاصة إلى سورية لحماية رعاياها

لندن ـ يو بي آي: ذكرت صحيفة ‘ذا بيبول’ امس الأحد أن بريطانيا سترسل وحدات من قواتها الخاصة إلى سورية لحماية مواطنيها، في أعقاب مقتل الصحافية ماري كولفن في مدينة حمص.

وقالت الصحيفة إن ما يصل إلى خمس مجموعات من القوات الخاصة البريطانية ستتولى حماية الصحافيين والمسؤولين البريطانيين، بمن فيهم العاملون في السفارة البريطانية في دمشق.

وأضافت أن الصحافية كولفن (56 عاماً)، مراسلة صحيفة ‘صندي تايمز’ البريطانية، لقيت حتفها في الهجوم على مركز إعلامي في حي بابا عمرو بمدينة حمص السورية يوم الأربعاء الماضي، والذي أدى إلى مقتل المصور الفرنسي ريمي أوشليك وإصابة المصور البريطاني بول كونروي بجروح.

ويأتي هذا التطور بعد الإعلان عن فشل محاولات إنقاذ كونروي البالغ من لعمر 47 عاماً، واستعادة جثة كولفن من مدينة حمص.

وكانت تقارير صحافية كشفت الشهر الماضي أن وزارة الدفاع البريطانية وضعت خططاً سرية لإقامة منطقة محظورة الطيران في سورية تشرف عليها منظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو).

وقالت إن عملاء من جهاز الأمن الخارجي البريطاني (أم آي 6) ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي إي إيه) موجودون على الأرض في سورية لتقييم الوضع، فيما تجري القوات الخاصة البريطانية اتصالات بالجنود السوريين المنشقين لمعرفة احتياجاتهم من الأسلحة وأجهزة الاتصالات في حال قررت الحكومة البريطانية تقديم الدعم لهم.

الغاء اقامات ناشطين سوريين معارضين في الامارات بعد مشاركتهم في تظاهرات

القاهرة ـ ا ف ب: افاد ناشطون سوريون ان الامارات الغت اقامات عشرات السوريين المقيمين على اراضيها بسبب مشاركتهم في تظاهرات مناهضة للنظام السوري في دبي.

وقال احد الناشطين ان اثنين من السوريين الذين الغيت اقاماتهم وصلا الى القاهرة السبت بعد ‘فشل كل الجهود لاقناع السلطات بإعادة النظر في قرارها’، مشيرا الى ان الامارات ‘ابقت على قرار الغاء الاقامات للناشطين بالرغم من وعود باعادة النظر في القرار’.

وقال والد احد المحتجين لوكالة فرانس برس ‘ان ابني لا يمكنه العودة الى سورية’ خوفا من الاعتقال.

واعلنت تنسيقية الثورة السورية في الاسكندرية في بيان السبت انها تدعو ‘جميع الشباب السوريين المقيمين في الامارات والذي قرر ترحيلهم للنزول اخوة بيننا’.

وقال المتحدث باسم التنسيقية احمد بعلوش لوكالة فرانس برس ‘نحن مستعدون لمساعدتهم بكل الوسائل الممكنة’ بما في ذلك ماديا.

وشارك حوالى 2000 سوري في العاشر من شباط (فبراير) في تظاهرة امام القنصلية السورية في دبي للتنديد بالقمع العنيف للحركة الاحتجاجية في سورية.

وذكر ناشط آخر ان السلطات الاماراتية استدعت العشرات من المتظاهرين وطلبت منهم التوقيع على تعهد بعدم التظاهر مجددا، الا ان السلطات الخاصة بالاقامات استدعت هؤلاء مجددا بعد ايام والغت تأشيرات الاقامة الخاصة بهم.

ومنحت السلطات الاماراتية هؤلاء مهلة عشرة ايام لمغادرة البلاد فيما قامت باحتجاز جوازات سفر وبطاقات آخرين دون الغاء اقامتهم. والتظاهر ممنوع في الامارات.

يذكر ان الامارات سحبت مثل باقي دول مجلس التعاون الخليجي، سفيرها من دمشق وطردت السفير السوري لديها.

لا مُغيث في سورية

صحف عبرية

كيف يمكن ان نقرأ خمسة فصول الفظاعة بقلم جونثان ليتل من مدينة حمص وأن نفكر في شيء آخر؟ وكيف يمكن ان نقرأ هذه الفصول الخمسة الفظيعة ونكتب عن شيء آخر؟ غير بعيد عن مكان سكننا، عند ظاهر حيِّنا حقا، تحدث مذبحة فظيعة لمواطنين متعطشين الى الحرية وتقصر أيدينا عن المساعدة، بل إننا لا نحاول. ان بشار الاسد وهو طبيب العيون المحب للهاي تيك وزوج أسماء الحسناء تبين أنه وحش. فالجار القريب يقصف ويقتل بلا تفريق والعالم وفيه الجارة اسرائيل لا يحرك ساكنا. فماذا سيكون اذا زادت الفظاعة أكثر؟ واذا حدثت هناك محرقة؟ واذا طرقت جماهير اللاجئين السوريين حدود اسرائيل؟ هل سنختبئ آنذاك ايضا وراء الباب الموصد مثل النساء العجائز الخائفات المذهولات لا نسمع شيئا ولا نرى شيئا والأساس ان يبقى الباب موصدا؟

في سنة 1981 حينما نشبت الحرب الفظيعة بين ايران والعراق، تمنى رئيس حكومة اسرائيل مناحيم بيغن ‘نجاحا للطرفين’. في نهاية الاسبوع الماضي تذكروا باشتياق مرور عشرين سنة على موت بيغن لكن مقولته تلك كانت من أشد تصريحاته بؤسا ومهانة، لأنه لا يجوز لنا أن نفرح بسقوط أعدائنا، بل يجب فقط ان نأمل ألا يكون أحد في اسرائيل فرحا بما يجري في بيت الجارة. يصرخ هناك جماهير المدنيين في عجز ازاء القذائف التي تسقط على بيوتهم: ‘الله أكبر’ بلا صريخ. ان هذه الصيحة التي تدمغ عندنا كل فلسطيني بأنه متهم بالارهاب قد أصبحت في سورية صرخة انسانية يأسى لها القلب والقلب لا يأسى بقدر كاف.

اجل، صحيح، ماذا تستطيع اسرائيل ان تفعل؟ فكل عمل منها سيُتهم فورا بأنه تدخل اجنبي من اجل مصالحها الضيقة المعادية. وكل تصريح أو عمل من اسرائيل قد يوحد فورا الشعب السوري عليها. ومع كل ذلك لا يمكن الامتناع عن تخيل كيف كانت الامور يمكن ان تكون مختلفة. كيف كان يكون الامر لو ان اسرائيل عملت في الماضي أكثر كي تُقبل في حيِّها غابتها: كانت تستطيع الآن ان تُظهر على مرأى من العالم كله ادعاءها أنها ‘الديمقراطية الوحيدة في الشرق الاوسط’ وأن تُزكي ذلك بأفعالها. لو أنها كانت كذلك في الحقيقة لكانت الآن واحدة من قائدات التحالف الدولي الذي يخرج لانقاذ الشعب السوري كما خرجت اوروبا بالضبط لانقاذ كوسوفو وكما انتظمت في افريقيا جيوش لانقاذ أبناء شعوب جارة. والعالم لا يحرك ساكنا من اجل سورية، وروسيا والصين تؤيدان المذبحة لأن العالم هزلي ومصلحي.

لكن اسرائيل كان يمكنها ان تكون مختلفة: تخيلوا مثلا لو ان التحالف مع تركيا كان نافذا، اذا كانت اسرائيل تتعاون معها لانقاذ جارتهما. وتخيلوا ماذا كان يحدث لو ان رئيسي حكومتي اسرائيل وتركيا وهما الديمقراطيتان الوحيدتان في الشرق الاوسط وقفتا معا لتهددا نظام الاسد. لو كانت اسرائيل صرفت جزءا صغيرا من خططها لمهاجمة ايران الى الخروج لحماية الشعب السوري فكيف كان العالم العربي يراها وكيف كان العالم كله ينظر اليها.

لكن هذه كلها أحلام يقظة. فاسرائيل ليست في منزلة ان تعظ النظام المستبد الجار، وهي غير قادرة على فعل شيء من غير ان تلتصق بها الريبة. ومع كل ذلك فان القلب لا يجعلنا نقر. فالصرخات تعلو من وراء الحدود وأخذت تقوى. ولهذا، ورغم جميع التحفظات والقيود لم يعد ممكنا ان نقبل بعد سكون اسرائيل وعدم فعلها. ان أبناء الشعب الذي لا ينسى لدول العالم عدم اكتراثها وعدم فعل أكثرها وقت المحرقة لا يستطيع الاستمرار في الصمت. يجب ان يكون الحد الادنى توجها صارخا الى الحليفة المطلقة، الولايات المتحدة، والى سائر صديقات اسرائيل بقول: إفعلن شيئا ما وفورا. إنسوا لحظة التهديد الايراني والاحتلال الاسرائيلي وجندوا أنفسكم لعملية انقاذ لا شيء أسرع منها. وليرتاب العالم ما شاء. فان دعوة اسرائيلية صادقة كهذه لن تقع على آذان صماء. استيقظوا أيها الأخوة فالجارة تحترق. ان المواطن ر. المقطوع الرجل بحسب تقرير ليتل يستصرخ؛ وابن أخيه المقطوع اليد قد مات تحت التعذيب.

هآرتس 26/2/2012

مواقف جنبلاط ضد النظام السوري تفتح له ابواب السعودية.. حمص ستالينغراد الثورة وإذا سقطت دخلت سورية المجهول

سعد الياس:

بيروت – ‘القدس العربي’ سجّل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط موقفاً جديداً من النظام السوري، فأعلن أنه ‘اذا سقطت حمص بيد الرئيس السوري بشار الأسد ذهبت سورية الى المجهول’.

ودعا ‘إلى إنقاذ مدينة حمص من المجازر التي يرتكبها نظام بشار الأسد’، محذراً ‘من محور روسيا وايران والنظام السوري لإجهاض الثورة السورية لمصلحة التحالف غير المقدس بين الأطراف الثلاثة’. وأبدى ‘عدم خشيته من التهديد بالاغتيال نتيجة موقفه’، ولفت الى ‘أن صعود التيارات الإسلامية إلى الواجهة السياسية في بلدان الربيع العربي ليس مدعاة للخوف على الأقليات في العالم العربي بما فيها الدروز لأن الجميع يعيش منذ مئات السنين متوافقاً في هذا البحر العربي الإسلامي’.

وأشار الى ‘وجود خسائر بشرية كبيرة لأن النظام السوري يتعامل بالتحالف مع الأقليات ضد الأغلبية الكبيرة وهي العربية السنية، لذلك دعوت الدروز في الجيش السوري إلى الإمتناع عن تنفيذ الأوامر، وأن يرفضوا قمع إخوانهم في حمص وغيرها من المناطق السورية، ودعوت كذلك دروز جبل العرب في سورية إلى عدم المشاركة بدعم النظام السوري في مواجهة الثوار’.’ورأى أن ‘نظام الأسد يهدد الجميع وليس الدروز فقط، فعندما نشاهد ما يحدث في المدينة الباسلة حمص ستالينغراد الثورة السورية تجد موقفي مبدئياً وليس طائفياً ينطلق من موقف مناصرة الثورة السورية المشروعة التي هي معرضة اليوم للقمع من خلال قوى المثلث الإيراني الروسي مع نظام بشار الأسد، بينما يقف العالم متفرجاً على مذابح حمص ولا يفعل شيئاً، وأقول: ‘إذا قضى النظام السوري على حمص، سقطت الثورة وسقطت سورية في المجهول’.

واعتبر جنبلاط ‘الفيتو الروسي الصيني صفعة للشعب السوري وإهانة للثورة السورية والثورات العربية’، قائلاً ‘إن روسيا خائفة على قواعدها العسكرية في طرطوس واللاذقية وربما لها مشروعات نفطية. أما ايران فإذا كانت تريد بقاء منفذها الوحيد علي البحر الأبيض المتوسط، فذلك لا يتحقق من دون المصالحة مع الشعب السوري’.

ولفت الى ‘ان الغرب ينتظر كعادته ليعرف من سيحمي حدود إسرائيل الشمالية بديلاً عن الأسد’. كما اعتبر ‘أن وجود النظام السوري يحمي النفوذ الإيراني في البحر الأبيض المتوسط، وسقوطه يعني القضاء على هذا النفوذ، أما حزب الله فهو موجود ولديه سلاحه الذي يجب أن يبقى، ويدخل ضمن إطار الدولة اللبنانية، ونحن نعلم أن هذا السلاح لمصلحة الدفاع عن لبنان، وربما ايضاً للدفاع عن الثورة الإيرانية ولم يخف السيد نصر الله ذلك، وأنا مع أن يكون سلاح حزب الله ضمن إطار الدولة اللبنانية بالتوافق والتراضي للدفاع عن لبنان’.

الى ذلك، عبّر جنبلاط من المجلس النيابي عن عمق الخلاف بينه وبين شركائه في الحكومة حول الموضوع السوري. وقد كرّست هذه المواقف ابتعاده نهائياً عن النظام السوري بعد دعوة الدروز الى الانقلاب عليه، الا انه أبقى خيطا رفيعاً من التواصل عبر بعض مساعديه الذين يتواصلون مع شخصيات في النظام، ومن خلال عدم قطع شعرة معاوية مع ‘حزب الله’ الذي تتراوح مواقفه منه بين الانتقاد حيناً والمسايرة حيناً آخر.

وتحدثت أوساط عن ان نتيجة مواقف جنبلاط ستستثمر على مستوى زيارته المرتقبة للسعودية مبدئياً مطلع الشهر المقبل بعدما تبلغ عبر موفدين وشخصيات بارزة في قوى ’14 آذار’ استعداد المملكة لاستقباله وترتيب لقاء مع العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز خصوصاً إذا ما مضى الزعيم الدرزي في مواقفه من النظام السوري قدماً وأرفقها بتكريس انفصاله عن خط 8 آذار.

استفتاء الدستور السوري: 89.4% «نعم»

خاص بالموقع – أعلنت وزارة الداخلية السّورية، اليوم، أن 89.4 بالمئة من المستفتين وافقوا على مشروع الدستور الجديد لسوريا. من جهة أخرى، اعتبر رئيس الوزراء القطري، حمد بن جاسم، أنّ على المجتمع الدولي تسليح المعارضة السورية، داعياً الدول العربية لأخذ زمام المبادرة لتوفير ملاذ من للمعارضين داخل سوريا. من ناحيته، انتقد رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين موقف الغرب «الانتهازي» ازاء سوريا، وحذر من شنّ هجوم على ايران.

انتقد رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين، في مقال نشر اليوم، موقف الغرب «الانتهازي» ازاء سوريا، وحذر من شنّ هجوم على ايران. ودافع بوتين بشدة عن قرار روسيا استخدام حق النقض، على غرار الصين، لمنع قرارين لمجلس الامن الدولي ينددان بقمع النظام السوري لاحتجاجات المعارضة. واتهم بوتين الغرب، في المقال الذي نشرته صحيفة «موسكوفسكي نوفوستي» «بالافتقار الى الصبر من اجل التوصل الى حل متوازن»، يتطلب ايضا وقف اطلاق النار من قبل المعارضة السورية وانسحابها من بعض المدن مثل حمص. وكتب بوتين ان «كل ما تبقى كان ان نطلب من المعارضة المسلحة ان تحذو حذو الحكومة اي سحب وحداتها المقاتلة من المدن». بينما، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الذي قاطعت بلاده مؤتمر «اصدقاء سوريا» ان «الاجتماع الذي انعقد في تونس كان له بوضوح طابع احادي». واضاف «من الواضح بالنسبة لنا ان هذا الاجتماع لم يساعد في خلق شروط تحفز جميع الاطراف على البحث عن حل سياسي» للنزاع.

وكانت روسيا قد رفضت المشاركة في مؤتمر تونس معتبرة ان هدفه «تشكيل تحالف دولي لدعم طرف في نزاع داخلي ضد آخر».

من جانبها، قالت الصين انه «لا يمكنها ان تقبل» تصريحات وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون، التي دعت الاسرة الدولية الى دفع الصين وروسيا الى «تغيير موقفهما» من سوريا، معتبرة انهما «تعترضان طريق تطلعات الشعب» السوري.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية هونغ لي «لا يمكننا ان نقبل بذلك (…) وعلى العالم الخارجي الامتناع عن فرض خطته لحل الازمة على الشعب السوري».

اعتبر رئيس وزراء قطر حمد بن جاسم آل ثاني أنّ على المجتمع الدولي تسليح المعارضة السورية، داعياً الدول العربية لأخذ زمام المبادرة لتوفير ملاذ من للمعارضين داخل سوريا.

وفي تصريحات له خلال زيارته إلى النروج، أعرب الشيخ حمد عن اعتقاده بوجوب «عمل ما يلزم» لمساعدة المعارضة السورية، «بما في ذلك تسليحهم للدفاع عن أنفسهم». واعتبر أن الدول العربية عليها المشاركة في جهد عسكري دولي لوقف إراقة الدماء في سوريا، وقال: «حيث أننا فشلنا في عمل شيء في مجلس الامن أعتقد أن علينا محاولة عمل شيء ما لارسال مساعدة عسكرية كافية لوقف القتل».

من ناحيته، تحدث الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عن «بداية حلّ» لاجلاء الصحافيين الغربيين العالقين في حمص وسط سوريا، بدون ان يوضح معالمه. وقال ساركوزي لاذاعة «ار تي ال» الفرنسية «لم يكن لدينا اي حل في نهاية الاسبوع، الوضع في حمص شديد التعقيد، الليلة اصبح لدينا بداية حل (…) لكن ما داموا ليسوا في منأى لا استطيع تأكيد ذلك».

واصيبت الصحافية الفرنسية ايديث بوفييه والمصور البريطاني بول كونروي، يوم الاربعاء، في قصف على حمص. وهما لا يزالان عالقان في المدينة، وطالبا عبر شرائط فيديو تم بثها الاسبوع الماضي باجلائهما في اقرب وقت للحصول على العناية الطبية.

من جهة اخرى، اكد الرئيس الفرنسي ان مقتل مراسلة صحيفة «صنداي تايمز» ماري كولفن ومصور والفرنسي ريمي اوشليك يعتبر «اغتيالاً». وقال ساركوزي «عندما يطلق الجيش السوري مراراً القذائف على مبنى يعلم جيداً انه مركز للصحافة، لا يتعلق الامر بحادث حربي، انه اغتيال، ومن ينفذون الاغتيال سيحاسبون».

من جانبه، أعلن رئيس «المجلس الوطني السوري» المعارض برهان غليون، أن المجلس يؤيد فكرة منح حصانة للرئيس بشار الأسد وحاشيته للخروج إلى روسيا أو أي بلد آخر من أجل حقن الدماء في البلاد.

وقال غليون، في حديث مع صحيفة «الشروق» الجزائرية نشر اليوم، ردا على ما قيل بأن المجلس رفض اقتراح تونس توفير حصانة للرئيس السوري، «أبداً، ليس هناك رفض من قبل المجلس الوطني السوري لهذا المسعى الرامي لخروج الرئيس وحاشيته وعائلته إلى موسكو أو إلى أي بلد آخر بسلام». وتابع قائلا «الشعب وحده من يقرر مصيره، فنحن لسنا ممثلين منتخبين للشعب السوري، نحن ممثلون شرعيون للشعب خلال المرحلة الانتقالية، وبعد ذلك ينتخب الشعب حكومة تمثله، لأنه صاحب أمره وهو من سيقرر مصير من يحكمه ومصير من ارتكب جرائم في حقه، في هذه الفترة بما في ذلك الرئيس وحاشيته».

ونفى غليون تلقي «الجيش السوري الحر» أسلحة، قائلاً «الجيش الحر يشتكي عن حق من الإمكانات القليلة جداً، ويجب أن نعترف بأن المجلس الوطني السوري لم تكن لديه الإمكانات لتقديمها لهم أو لدعم الشعب السوري الذي يعاني في أحيان كثيرة من الحصار وانقطاع المؤن والمواد الغذائية، لكن اليوم نحاول بعدما بدأت بعض الدول تقديم المساعدة، تخصيص جزء منها للجيش الحر، حيث سنخصصها كرواتب أو أمور لوجيستية حتى يستطيع هؤلاء أن ينظموا أنفسهم وأوضاعهم ليكونوا حقيقة جيشاً سورياً حراً عكس ما هو متواجد عليه اليوم كفرق ليس لديها إمكانات».

أمنياً، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان بأن اربعة مدنيين قتلوا في قصف على حي بابا عمرو في حمص، وقال المرصد، في بيان، ان «اربعة مواطنين على الاقل استشهدوا اثر سقوط قذائف على حي بابا عمرو صباح الاثنين». واضاف ان «اصوات الانفجارات تهز حي بابا عمرو وحي الخالدية».

(ا ف ب، رويترز، يو بي آي، سانا)

الاستفتاء بين الدعاية الرسمية والتحريض الخليجي

وسام كنعان

دمشق | قبل عشرة أيام، بدأت الحملات الإعلانية في سوريا تأخذ شكلاً مختلفاً. خرجت اللوحات على الطرقات من إطار الشعارات الرنانة التي تدعو إلى الوحدة ونبذ العنف والطائفية. والسبب هو دعوة المواطنين إلى المشاركة في الاستفتاء على الدستور الجديد. هكذا انتشرت على الطرقات لوحات كُتبت عليها كلمة «دستور». ومن داخل هذه الكلمة تخرج كلمة سوريا، مع جملة تنبّه المواطن إلى ألا «يدير ظهره للاستفتاء». أما المحطات السورية فكانت تبثّ على مدار الساعة مواد الدستور الجديد.

وأمس، كان موعد الشعب السوري، والإعلام المحلي والعربي والغربي مع حدث مهمّ. الإذاعات السورية بدأت بثّها بعد ساعة على فتح صناديق الاقتراع، وبدت أخبارها كأنها معدّة مسبقة، لتجمع بينها عبارة واحدة عن تزاحم المواطنين على أبواب المراكز. التلفزيون السوري لم يقدّم تغطية أفضل، بل أخبرنا أنّ بعض السوريين انتظروا قبل السابعة صباحاً أمام مراكز الاقتراع. ولم يحتج المشاهد إلى وقت كي يكتشف أن الخطاب نفسه تكرّر في كل وسائل الإعلام السورية. وتحوّلت استوديوات الفضائيات السورية إلى مساحات لمدح الدستور الجديد، وتحليل بنوده، مع التركيز على الإقبال الواسع لمختلف شرائح الشعب السوري. وحمل مراسلو الفضائيات سؤالاً واحداً إلى المقترعين هو: «ما الذي أتى بك إلى هنا»؟ ليكون الجواب بوجه مبتسم وراضٍ أمام الكاميرا وبلغة عربية فصحى: «جئت لأعبّر عن حقي بالاستفتاء ولأقول نعم لسوريا ودستورها».

هكذا، تكرّرت الصورة التي طغت على شاشات الإعلام السوري منذ الثمانينيات. ورغم تطابق التغطية بين «الدنيا»، و«التلفزيون السوري»، و«الإخبارية السورية»، حاولت هذه الأخيرة التمرد على الصورة الباهتة لسيناريو الاستفتاء، وقررت إيصال أصوات بعض المواطنين المعترضين على بنود معيّنة من الدستور، لكن لم يتمكّن هؤلاء من إكمال فكرتهم بنحو أوضح، بما أن المذيعة في الاستوديو قاطعت مراسلها مكتفية بما أفاد. أما «الدنيا» فركّزت على أهمية إلغاء المادة الثامنة من الدستور القديم التي كانت تعطي السلطة المطلقة لحزب «البعث».

على الضفة المقابلة، وكما بالغت محطات النظام في الحديث عن إقبال الشعب السوري، ردتّ الفضائيات العربية بتغطية مضادة تفقد الاستفتاء كل شرعيته. شاهدنا مثلاً على «الجزيرة» بعض الأحياء التي تقصف، مركّزةً على الجثث المرمية في الأرض. ورأت الفضائية القطرية أن الاستفتاء ليس سوى خبر ثانوي، يأتي بعد أخبار القتل. كذلك ركّزت على بيانات المعارضة وتصريحات رموزها، لافتةً إلى الطريقة التي تعامل فيها أهل قرية خان شيخون في إدلب مع الاستفتاء. وقد اعتمدت على أحد سكان القرية الذي تحوّل أمس إلى مراسل لها. هكذا شاهدنا صوراً من الاستفتاء الرمزي الذي أجراه أهل هذه القرية في حاويات القمامة رافعين شعارات تندد بالنظام.

أما قناة «العربية»، فرداً ربما على بث أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» بصوت دريد لحام على الإذاعات السورية، استعارت من الفنان الراحل ناجي جبر بعض الاسكتشات الساخرة من مسرحياته الناقدة لسير العمليات الانتخابية في سوريا. وعرضتها في نوع من السخرية من هذا الاستفتاء، مركزة على استهزاء بعض المناطق من هذا الحدث من خلال تجسيد مقاطع فيديو تمثيلية تصوّر رجال الأمن وهم يجبرون المواطنين على التصويت. كذلك فتحت هواءها لتحريض الشيخ عائض القرني. وركّزت على وصف بعض السوريين الدستور بـ«القاتل»، تاركةً المنبر مفتوحاً لمعارضين من الخارج.

فيما لم تختلف «bbc عربي» عن «العربية»، و«الجزيرة» التي استضافت عدداً كبيراً من المعارضين.

واشنطن للأسد: الاستفتاء على الدستور “وقاحة مطلقة

أ. ف. ب.

دمشق: اعتبرت الولايات المتحدة الاثنين ان الاستفتاء على الدستور الجديد الذي جرى الاحد في سوريا يعبر عن “وقاحة مطلقة”.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند “اننا نرفضه (الاستفتاء) لانه يعبر عن وقاحة مطلقة”.

واضافت ان الرئيس السوري بشار الاسد “قام بالتصويت في عملية اقتراع يسيطر عليها مستخدما قصاصة ورق يسيطر عليها في محاولة للبقاء في السلطة”.

ووصفت نولاند الاستفتاء بانه يثير الضحك وتابعت “على كل المجموعات المعارضة ان تحظى بموافقة الدولة. هذا يعني انه (الاسد) سيختار بنفسه من يحق له ان يكون في المعارضة او لا”.

وتساءلت ايضا عن كيفية انطلاق عملية لارساء الديموقراطية فيما الدبابات وقوات نظام الرئيس السوري بشار الاسد تواصل اطلاق النار على المدنيين.

واعلنت السلطات السورية ان 89,4 في المئة من الناخبين وافقوا على الدستور الجديد لكن نسبة المشاركة بلغت 57,4 في المئة بسبب اعمال العنف التي تشهدها البلاد منذ نحو عام.

مقتل 68 شخصا على ايدي مجهولين في ريف حمص

أ. ف. ب.

بيروت: قتل 68 شخصا الاثنين في ريف حمص على ايدي مجهولين بالرصاص و”السلاح الابيض”، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره في بريطانيا.

واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان “68 مواطنا قتلوا اليوم في ريف حمص الغربي في اراض زراعية بين قريتي رام العنز والغجرية، ونقلوا الى المشفى الوطني في مدينة حمص”.

وقال ان “الجثث تظهر عليها آثار رصاص او طعنات من سلاح ابيض”.

واكد عبد الرحمن ان اتصالاته لم تتح له كشف هوية الفاعلين. واشار الى ان المرصد تلقى “معلومات بان الضحايا هم من الاهالي النازحين عن مدينة حمص وقتلوا على ايدي الشبيحة”، الا انه “لا يستطيع ان يؤكد او ينفي هذه المعلومات”.

وطالب المرصد السوري في بيان “بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة من شخصيات مشهود لها بالنزاهة غير مرتبطة بالنظام (…) ومحامين من اعضاء المرصد، للكشف عن مرتكبي هذه المجزرة وتقديمهم الى العدالة، لينالوا عقابهم”.

وتحدثت لجان التنسيق المحلية من جهتها عن “مجزرة على حاجز امني في منطقة آبل في حمص راح ضحيتها 64 شخصا من أفراد عائلات كانت تحاول الفرار من القصف في حي بابا عمرو” في مدينة حمص الذي يتعرض لقصف وحصار متواصل من قوات النظام السوري لليوم الرابع والعشرين على التوالي.

ويصعب التحقق مما اذا كان المصدران يتحدثان عن الضحايا انفسهم.

الدروز متحفظون حيال الإحتجاجات المناهضة للنظام في سوريا

أ. ف. ب.

أكد شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في سوريا حمود الحناوي وقوف طائفته مع الوحدة الوطنية والسلم الأهلي لأن الخاسر الوحيد هو الشعب السوري.

السويداء: يبدو أبناء الطائفة الدرزية في سوريا كأنهم يتحفظون حيال الحراك الشعبي المناهض للرئيس السوري بشار الاسد، وذلك خشية ان يؤدي قمع الإحتجاجات وعسكرة المعارضة الى حرب اهلية.

وتضم هذه الطائفة التي يبلغ تعدادها نحو 700 الف نسمة والتي تقيم بشكل اساسي في السويداء،المنطقة الجبلية (100 كلم جنوب دمشق)، وفي جبل حرمون، وفي الضاحية الجنوبية لدمشق (جرمانا وصحنايا)، آذانها حتى الآن عن دعوات الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط للمشاركة في حركة الإحتجاجات، رغم وجود بعض المبادرات من هنا وهناك.

وقال شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في سوريا حمود الحناوي لوكالة فرانس برس “نحن مع الوحدة الوطنية ومع السلم الأهلي ومع تجاوز المحنة وضد الاقتتال (…) لأن الخاسر الأول والاخير هو الشعب السوري”.

واضاف “نحن لا نحبذ اسلوب الاقتتال في حل الامور الوطنية. لذلك، نطالب بالحوار والاصلاح من دون اللجوء الى البندقية وننادي بالاحتكام الى العقل والحكمة والوعي في معالجة الامور بين النظام والمعارضة”.

واكد شيخ العقل انه حاول “رأب الصدع” بين افراد الشعب السوري في الاحداث الجارية منذ احد عشر شهرا.

ودعا السوريين الى “العمل على تضميد الجراح والمصالحة الوطنية على اسس ثابتة ترضي الجميع، بتحقيق الديموقراطية الحقيقية والعدالة الاجتماعية وحرية المواطن وكرامته”.

ويمثل الدروز في سوريا 3% من الشعب السوري اي نحو 700 الف نسمة وهي اعلى نسبة في المنطقة، وثمة 250 الف درزي في لبنان ونحو 125 الفا في اسرائيل.

وأيد الدروز مطالب الحركة الاحتجاجية بالديموقراطية عند بداية الثورة وقامت عشرات التجمعات الصغيرة في السويداء وشهبا.

وانشئت “لجنتا تنسيق” في المحافظة واعتقل عشرات الطلاب الدروز والناشطين في الاشهر اللاحقة. كما ابدى دروز من دمشق ومرتفعات الجولان التي تحتلها اسرائيل رغبتهم في التغيير، لكن هذه الحركة تبقى محدودة.

وتقول المتحدثة باسم المنظمة السورية لحقوق الإنسان منتهى الأطرش، حفيدة سلطان باشا الأطرش الذي قاد الثورة السورية الكبرى ضد الانتداب الفرنسي العام 1925، ان “النظام يحرض الاقليات قائلا لهم انتم اقلية ونحن اقلية، ويخيفهم من زواله”.

وتضيف “هم يعملون على الوتر الطائفي لصالح بقائهم في السلطة”.

ويعود وجود الدروز في السويداء الى العام 1711، عندما قدمت مجموعة من هذه الاقلية من جبال لبنان واستقر عدد كبير منهم كمزارعين في هذا السفح البركاني.

وارتفع عددهم مع وصول اعداد ضخمة من الدروز من جبل لبنان خلال الحرب بين الدروز والموارنة في 1860، وباتت المنطقة تعرف باسم “جبل الدروز”.

وصمد الدروز الذين انتصروا على القوات المصرية بقيادة محمد علي باشا بين 1830 و1840 كذلك في وجه القوات العثمانية التي لم تتمكن من اخضاعهم.

واعلنوا الثورة في عام 1925 ضد الانتداب الفرنسي، ما مهد الطريق، بعد بضع سنوات، لتوحيد “دولة” جبل الدروز مع دمشق وحلب و”دولة” العلويين في دولة واحدة هي سوريا.

ودعا جنبلاط في تصريحات عدة اخيرا دروز سوريا الى الانضمام الى الانتفاضة.

وقال في 20 شباط/فبراير “حانت ساعة الفرز داخل طائفة الموحدين الدروز في لبنان وسوريا بين من يدعمون النظام السوري ومستعدون لأن يكونوا بمثابة المرتزقة في خدمته، وبين من يؤيدون الشعب السوري في نضاله المستمر نحو سوريا ديموقراطية متنوعة”.

ويرى اشرف جرماني، رجل الاعمال الدرزي المقيم في السويداء، ان الدروز، “وان كان بعضهم ينتقد النظام، لكنهم يترددون في المشاركة في الثورة لسببين: يخشون التدويل وعسكرة الازمة”.

ويضيف “العنف الذي يضرب محافظات عدة يثير الخشية من الانزلاق نحو حرب اهلية بين سنة وعلويين يتخوف الدروز من حصولها”.

اعتقال صحافيين ونشطاء سوريين جدد

ملهم الحمصي

دمشق: قبيل ساعات على إعلان نتائج الاستفتاء على الدستور الجديد، والتي أعلن بموجبه موافقة غالبية المستفتين على عقد احتماعي جديد يكفل الحريات العامة ويضمنها، اعتقلت السلطات الأمنية في سوريا اثنين من الصحافيين والنشطاء السوريين، في وقت تخوض فيه مفاوضات حثيثية مع الصليب الأحمر الدولي لإجلاء الصحافيين الأجانب في حمص.

المجلس الوطني السوري وفي بيان تلقت “إيلاف” نسخة منه، أكد أنه “بعد اغتيال الصحافي والناشط رامي السيد، وقتل الصحافيين الأمريكية ماري كولفين، والمصور الفرنسي ريمي أوشليك، في حي بابا عمرو بحمص، يواصل النظام السوري استهداف الصحافيين لطمس الحقيقة وإخفاء عمليات القتل والإجرام التي تقوم بها قواته وشبيحته ضد أبناء شعبنا، الذين ثاروا من أجل حريتهم وكرامتهم.

وكشف المجلس الوطني أن الأمن السورية قامت مساء “الأحد السادس والعشرين من شهر شباط، باعتقال أحد قادة ورموز الحراك السلمي في بلدة داريا في محافظة ريف دمشق، الناشط والصحفي نبيل شربجي”. ويعد نبيل شربجي من الوجوه البارزة في الحراك الثوري في داريا الذي تقدمه شهيد الثورة السورية ورمزها غياث مطر.

وبين المجلس الوطني السوري أن “نبيل كان مطارداً وملاحقاً من قبل الأجهزة الأمنية وشبيحة النظام منذ شهور طويلة إلى أن تمكنت منه بكمين أمني”.  كما “تم اعتقال الناشط زياد محمد عارف السعيد المعروف باسم زياد اللكود من الحارة، وهو من الوجوه البارزة في الحراك الثوري في درعا، حيث تم اعتقاله وهو مصاب ومطلوب حياً او ميتاً”.

“إننا في المجلس الوطني السوري إذ ندين بشدة اعتقال الناشط والصحافي الزميل نبيل شربجي والناشط زياد محمد عارف السعيد، فإننا نحمل السلطات السورية مسؤولية أي أذى يمكن أن يلحق به وبرفاقه المعتقلين.

وطالب المجلس منظمة الصليب الأحمر وكافة المنظمات  الحقوقية بالمطالبة بالإفراج عنهم فورا والحفاظ على سلامتهم .. كما دعا المجتمع الدولي إلى “التحرك العاجل من أجل الحفاظ على خير شباب الوطن من ناشطين واعلاميين من الاعتقال والبطش والتنكيل والقتل”.

سوريا.. استفتاء وسط الدماء

التصويت على دستور جديد يمنح الأسد البقاء في السلطة حتى 2028 * راجمات الصواريخ و«الهاون» تدك حمص والقصير.. و 60 قتيلا * كلينتون تدعو الجيش السوري لوضع مصلحة سوريا أولا * مسؤول روسي بالرياض: لا ندعم الأسد.. ونقف فقط مع «الشعب السوري»

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: يوسف دياب بروكسل: عبد الله مصطفى الرياض: هدى الصالح الرباط: طلحة جبريل

لم يغير مشهد الاستفتاء على مشروع الدستور السوري الجديد، الذي يمنح الرئيس السوري بشار الأسد حق البقاء في السلطة حتى عام 2028، من المشهد الدموي الذي يطبع يوميات السوريين.. فقد سقط أمس نحو 60 قتيلا، معظمهم من المدنيين، في أعمال العنف التي شهدتها مختلف المناطق السورية.

ومع فتح صناديق الاقتراع أمام الشعب السوري صباح أمس، قتل تسعة مدنيين في قصف مدفعي وصاروخي على أحياء حمص، الواقعة تحت الحصار العسكري والأمني منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، ودكتها أمس راجمات الصواريخ وقذائف «الهاون».

كما أفاد شهود عيان بمحاولات الجيش النظامي اقتحام حي بابا عمرو والسيطرة عليه ولكن من دون جدوى، وذلك بعد قصف مدفعي وصاروخي عنيف، قوبل هذا الهجوم بمقاومة قوية من عناصر الجيش الحر والثوار الذين أفشلوا هذه المحاولة. وأشار ناشطون ومسؤولون بالصليب الأحمر الدولي إلى فشل جهودهم حتى مساء أمس في دخول حمص وإجلاء آلاف المشردين والمصابين، على الرغم من كل الاتصالات التي تم إجراؤها مع مسؤولين في الحكومة السورية.

في غضون ذلك، قال الرئيس السوري بشار الأسد عقب الإدلاء بصوته: «إن الهجمة علينا إعلامية». وأضاف: «قد يكونون أقوى في الفضاء، لكننا على الأرض أقوى، ومع ذلك فنحن سنربح الأرض والفضاء»، في إشارة إلى الهجمة الإعلامية التي تطلقها بعض القنوات الفضائية التي تتهمها السلطات بالتحريض على سوريا.

في السياق ذاته قالت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، أثناء زيارتها للمغرب، أمس: «نحث عناصر الجيش السوري على تغليب مصلحة البلاد»، مضيفة: «ما زلنا نعتقد أن الدائرة التي تحيط بالأسد قلقة من الهجمات الوحشية الجارية.. وأن على كل السوريين أن يعملوا معا من أجل مستقبل أفضل».

وذكّرت كلينتون بالنقاط الثلاث التي يتعين أن تشكل (في رأيها) استراتيجية المجتمع الدولي حيال سوريا، وهي «مساعدة إنسانية عاجلة» للمدنيين، و«زيادة الضغوط على نظام الأسد»، و«المساعدة في الإعداد لعملية انتقالية».

من جهة أخرى، أكد إلياس أوماكانوف، نائب رئيس مجلس الاتحاد الروسي وممثل جمهورية داغستان، في تصريح له بالرياض عدم دعم روسيا للرئيس السوري بشار الأسد بصورة «أوتوماتيكية»، مشددا على أن الدعم الروسي إنما هو مقدم «للشعب السوري».

الأسد يجري الاستفتاء على الدستور بروح التحدي.. وسط مقاطعة شعبية واسعة له

ناشطون: أي استفتاء ندعى إليه ونحن عاجزون عن دفن الضحايا؟

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: يوسف دياب لندن: «الشرق الأوسط»

عبرت السلطات السورية، أمس، عن رضاها عن سير عمليات التصويت والإقبال الشعبي على الاستفتاء على مشروع دستور البلاد الجديد، الذي يلغي الدور القيادي لـ«حزب البعث» القائم منذ 50 عاما، عبر المادة الثامنة من الدستور الحالي، التي حلت مكانها فقرة تنص على «التعددية السياسية». في حين دعت المعارضة إلى مقاطعة الاستفتاء معتبرة ألا شرعية له.

وبث التلفزيون السوري لقطات مصورة تبين دخول الرئيس السوري بشار الأسد وحرمه أسماء إلى مركز للاقتراع في مبنى هيئة الإذاعة والتلفزيون في ساحة الأمويين في وسط العاصمة، وهما يحييان الجموع. وأظهرت الصور الأسد مبتسما إلى جانب زوجته التي ارتدت زيا أسود اللون ولوحت بيدها أكثر من مرة للمتجمعين، الذين كانوا يتدافعون من حولهما ويهتفون: «الله، سوريا، بشار وبس».. قبل أن يدخل الزوجان وراء الستار سويا، ثم خرجا باسمين، وأسقطا ورقتيهما في الصندوق.

وقال الأسد عقب الإدلاء بصوته: «إن الهجمة علينا إعلامية، الإعلام مهم، لكنه لا يتفوق على الواقع». وأضاف: «قد يكونون أقوى في الفضاء، لكننا على الأرض أقوى، ومع ذلك فنحن سنربح الأرض والفضاء»، في إشارة إلى الهجمة الإعلامية التي تطلقها بعض القنوات الفضائية التي تتهمها السلطات بالتحريض على سوريا.

من جهته، اعتبر وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، أن «مشروع الدستور الجديد سينقل سوريا إلى مرحلة جديدة»، مشيرا في حديث إلى الصحافيين خلال الإدلاء بصوته على المشروع في مبنى وزارة الخارجية، إلى أن «هذا يوم تاريخي في حياة الشعب السوري الذي يراهن على صموده وتماسكه». ورأى أن «الشعب السوري استحق هذا الدستور الذي ينقل سوريا من خلاله إلى مرحلة التعددية السياسية وإلى مرحلة الديمقراطية». وقال: «سوريا تخرج بالدستور أقوى بكثير مما كان». وإذ رفض التعليق على انتقادات المعارضة السورية لمشروع الدستور، اعتبر أن «المعارضة ليست على صلة بمصالح الشعب السوري، وهذا الإقبال من قبل المواطنين مؤشر على وعي تام بمصالحه وأهدافه». وردا على سؤال عن تدخل الدول الغربية في الشؤون السورية، قال المعلم: «عليهم أن يعالجوا همومهم الداخلية وأن يتركوا سوريا؛ لأن من يريد مصلحة الشعب السوري لا يفرض عليه عقوبات».

كانت مراكز الاقتراع قد فتحت أبوابها في السابعة صباحا أمام أكثر من 14 مليون سوري تجاوزت أعمارهم الـ18 عاما، سبق للنظام أن دعاهم إلى الإدلاء بأصواتهم بـ«نعم أو لا» لمشروع الدستور الجديد. وواظب التلفزيون السوري الرسمي طوال يوم أمس على بث صور من محافظات مختلفة حول سير عملية الاقتراع. وقال مواطن لمراسلة التلفزيون في أحد مراكز مدينة اللاذقية الساحلية: «إن الاستفتاء رسالة إلى العالم ليأخذ الديمقراطية من سوريا». وأكد التلفزيون الرسمي أن «عمليات الاستفتاء تتواصل بزخم في جميع المراكز على امتداد الوطن». ولفت مراسل التلفزيون في العاصمة دمشق إلى أن «مواطنين كانوا ينتظرون أمام مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم قبل السابعة، والإقبال كبير». وداخل أحد مراكز محافظة حلب، قال أحد المقترعين للتلفزيون: «أنصح كل مواطن بالتصويت على الدستور؛ لأنه مستقبل سوريا، ولأنه يعطي حقوقا لكل الناس». وبينما أكد وزير الداخلية اللواء محمد الشعار أن عملية الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد تسير بشكل طبيعي في معظم المحافظات وأن «المراكز تشهد إقبالا كبيرا من المواطنين باستثناء بعض المناطق»، قال ناشطون إن معظم الذين شاركوا بالاستفتاء هم من الموظفين في الدوائر والمؤسسات التي وُضعت فيها صناديق الاستفتاء، وذلك وسط مقاطعة شعبية للاستفتاء؛ حيث بدت الحركة ضعيفة جدا في معظم شوارع العاصمة دمشق وكأنه يوم عطلة، باستثناء ساحة السبع بحرات التي تم فيها تنظيم مسيرة مؤيدة للنظام وداعمة للدستور، بينما قام شباب من الناشطين بنثر مئات الآلاف من القصاصات الورقية المتضمنة عبارات ثورية ودعوات لمقاطعة الاستفتاء في أحياء المزة الشرقية والميدان والمزرعة والقدم والحجر والأسود والمهاجرين – قرب القصر الجمهوري.

وقال ناشطون: إن عدة مدارس في حي المهاجرين نفذت عصيانا مدنيا رفضا للدستور، وتم تصميغ أقفال بعض مراكز الاستفتاء بمدارس ابن تيمية وعدنان صباغ وخولة كندية، وقد مُلئت جدران تلك المدارس بعبارات الحرية وإسقاط النظام ودستوره.

وفي حي الميدان، قام شباب بقطع أحد أكبر شوارع الحي، مما استدعى حضورا أمنيا كثيفا للمنطقة، كما قام ناشطون بتشويه صور الرئيس في عدة أحياء من المدينة، في ساحة الميسات قرب أحد أكبر المقرات الأمنية في دمشق.

وردت المعارضة السورية على هذا الاستفتاء بإعلانها رفض نتائجه أيا ما كانت، وأكد عضو المجلس الوطني السوري، أديب الشيشكلي، لـ«الشرق الأوسط»، أن «نظام بشار الأسد فقد شرعيته، وفاقد الشيء لا يعطيه». وقال: «الإصلاح لا يحصل عبر تغيير الدستور، بل يبدأ بوقف القتل والقمع وارتكاب المجازر، والسماح للمؤسسات الإنسانية وجمعيات حقوق الإنسان الدولية بدخول المناطق المنكوبة وإنقاذ الجرحى، وإدخال المساعدات الطبية والغذائية». وسأل: «كيف تشكلت الجمعية الدستورية؟ أليس من عدَّل الدستور في العام 2000 (من أجل تمكين بشار الأسد للترشح للرئاسة) قادرا على أن يعدله كل يوم وفق مصلحته؟ وكيف يمكن لأهل حمص أو حماه أو درعا وغيرهم أن يصوتوا على هذا الدستور وكأنهم في دولة متحضرة جدا؟». ورأى الشيشكلي أن «ما يحصل هو مهزلة مضحكة، وعلى العالم والمجتمع الدولي أن يتحركوا لمساعدة الشعب السوري للتخلص من هذا النظام بشكل نهائي».

أما الناشطون في تنسيقيات الثورة السورية في مدينة حمص، فسألوا: «أي استفتاء يُجريه النظام على دماء الأطفال والنساء وعلى وقع أنين الجرحى والمرضى الذين يحرمهم حتى من العلاج، ويمنع الأدوية عنهم؟». وأكد هؤلاء الناشطون لـ«الشرق الأوسط» أن «الناس في حمص والقصير ودرعا وإدلب وحماه وفي ريف دمشق عاجزون عن انتشال جثث شهدائهم ودفنها وليس بوسعهم إسعاف الجرحى، وهم يسعون وراء رغيف الخبر لتأمينه لأطفالهم». وقالوا: «لا أحد يتوجه إلى صناديق الاستفتاء إلا الجمهور المواظب على مشاهدة قناة «الدنيا» (السورية الموالية للنظام) وبعض المنظرين لهذا الدستور». وشددوا على أنه «لا وجود لصناديق الاستفتاء في حمص وكل المناطق الساخنة، إلا في بعض الأحياء الخارجية الموالية للأسد، التي يتجمهر أمامها أرتال من عناصر المخابرات لتصويرهم على أنهم مدنيون مقبلون بشغف على الاستفتاء». وذكر الناشطون أن «معظم موظفي الدولة ينفذون عصيانا مدنيا، فكيف يمكن إجراء استفتاء كهذا على مساحة الوطن من دونهم؟».

تعثر مفاوضات إخراج الصحافيين المصابين العالقين في حمص

المصور البريطاني يرفض مغادرة سوريا من دون جثمان زميلته كوليفن

جريدة الشرق الاوسط

القاهرة: هيثم التابعي

استبعد نشطاء سوريون في حمص أمس إمكانية إخراج الصحافيين الأجنبيين المصابين في حمص المحاصرة، وهما الصحافية الفرنسية إديث بوفير والمصور البريطاني بول كونروي، عبر الطائرة السويسرية التي من المقرر أن ترسلها اللجنة الدولية للصليب الأحمر اليوم (الاثنين) إلى مطار دمشق. وقال النشطاء إن الوضع يتعلق بكيفية إخراج الصحافيين خارج بابا عمرو أولا، مؤكدين أن الصحافيين يصران على عدم الخروج في سيارات الهلال الأحمر السوري دون ضمانات من الحكومة السورية، وتتمثل في وجود ممثل من الصليب الأحمر أو دبلوماسي غربي.

ويقيم الصحافيان الأجنبيان في بيت آمن في حي بابا عمرو يستخدم كمشفى ميداني، وليس به أجهزة اتصالات حتى لا يتم تحديد مكانه.

وكانت أخبار قد تواترت عن أن الصليب الأحمر سوف يرسل طائرة سويسرية مجهزة طبيا اليوم إلى مطار دمشق الدولي لنقل الصحافية الفرنسية والمصور البريطاني إلى خارج سوريا، لكن مصدرا في شبكة أخبار النشطاء من مقره بالقاهرة أكد لـ«الشرق الأوسط»، أن المشكلة الرئيسية في نقل الصحافيين الأجنبيين خارج بابا عمرو وليس خارج سوريا.

وقال المصدر «النشطاء في بابا عمرو يستبعدون نجاح مسألة إخراجهما عبر الطائرة السويسرية، لأن المسألة الأهم تكمن في طريقة نقلهما وإخراجهما خارج بابا عمرو إلى دمشق». ويعرض الصليب الأحمر نقل الصحافيين الأجنبيين عبر سيارات الهلال الأحمر السوري، وهو ما يرفضه الصحافيان والنشطاء على حد سواء بسبب عدم ثقتهما في حياد الهلال الأحمر.

وقال الناشط السوري ضياء دغمش المطلع على سير المفاوضات، لـ«الشرق الأوسط»، إن الصحافيين ربما يطلبان ضمانات خاصة من النظام السوري وسفرائهما في دمشق بعدم توقيف سيارة الإسعاف التابعة للهلال الأحمر التي ستخرجهما من حي بابا عمرو أو تفتيشها حتى مغادرة الأراضي السورية، وهو ما يضمن عدم مصادرة متعلقاتهما، وهو ما يصر عليه الصحافيان بشدة.

وقال ناشطون سوريون على مقربة من الصحافيين المصابين إن الحالة الصحية للصحافية الفرنسية المصابة إديث بوفير تسوء بمرور الوقت. وعانت بوفير من آلام قاتلة طوال الساعات الماضية بسبب نقص المسكنات، مشددين على أن حالتها لن تنتظر نجاح المفاوضات لإخراجها من المدينة بسبب حاجتها لعملية جراحية عاجلة. وقال الناشطون إن الفخذ اليسرى لبوفير في حالة سيئة للغاية، مشيرين إلى أن حالتها ربما تحتاج إلى بتر إذا لم يتم إسعافها في أقرب وقت.

وفي سياق متصل، قال ناشط سوري إن القرار النهائي بخصوص دفن جثتي الصحافية الأميركية ماري كوليفن والمصور الفرنسي ريمي أوشليك، لم يتخذ بعد، وكشفت المصادر أن الصحافي البريطاني كونروي يرفض الخروج من حمص دون جثمان كوليفن.. وذلك رغم ما تناقلته الأنباء حول مناشدات لأقارب لها من أجل دفنها في سوريا، نظرا لحالة جثمانها المتردية من جهة، إلى جانب المخاوف من تأذي المحيطين بها في حال الإصرار على إخراجها.

وكانت الأميركية كوليفن والفرنسي أوشليك قد قتلا برفقة 20 سوريا آخرين جراء هجوم صاروخي على بيت يستخدم كمركز صحافي في حمص، وهو الهجوم الذي خلف إصابة الفرنسية بوفير والمصور البريطاني كونروي.

الدستور السوري يضمن للرئيس صلاحيات واسعة ويسمح بوجود الأسد حتى عام 2028

إقرار التعددية السياسية أبرز بنوده

جريدة الشرق الاوسط

القاهرة: زينب البقري*

أصدر الرئيس بشار الأسد في منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، القرار الجمهوري رقم 33، الذي ينص على «تشكيل اللجنة الوطنية لإعداد مشروع دستور للجمهورية العربية السورية، تمهيدا لإقراره وفق القواعد الدستورية»، على أن تنهي اللجنة عملها خلال شهر فبراير (شباط) الحالي، وبالفعل، اتجه السوريون بالأمس للاستفتاء على مشروع الدستور الجديد، الذي يبلغ عدد بنوده 157، والذي أكد في فصله الأول على سيادة سوريا كدولة ديمقراطية ذات نظام جمهوري. وجاءت أبرز التعديلات الأخرى كما يلي:

* إلغاء المادة الثامنة التي كانت تنص على أن حزب «البعث» هو القائد للدولة والمجتمع، وحلت محلها المادة التالية: «النظام السياسي للدولة يقوم على مبدأ التعددية السياسية، وتتم ممارسة السلطة ديمقراطيا عبر الاقتراع».

* تبرز مادة انتخاب رئيس الدولة من الشعب مباشرة، لولاية مدتها 7 سنوات يمكن تجديدها لمرة واحدة فقط، وذلك وفقا للمادة 155 من مشروع الدستور، الذي أبقى على الصلاحيات الواسعة التي يتمتع بها رئيس الجمهورية.

ويشار إلى أنه لا أثر رجعيا للدستور الجديد؛ مما يعني أن الرئيس بشار الأسد يحق له الترشح لولايتين رئاسيتين جديدتين مدة كل منهما سبع سنوات، مما يعني إمكانية امتداد حكمه حتى عام 2028.

* تُجرى الانتخابات لأول مجلس شعب خلال تسعين يوما من إقرار الدستور، وفقا للمادة 156.

* يشير مشروع الدستور إلى أن الدولة تكفل حرية الصحافة واستقلاليتها وفقا للقانون، مع حرية تكوين الجمعيات والنقابات على أسس وطنية ولأهداف مشروعة وبوسائل سلمية. وتطرق الدستور إلى الحريات الشخصية كمنع تحري أحد أو توقيفه إلا بموجب قرار قضائي، مع التأكيد أن القانون يمنع التعذيب.

* خصّت المادة 23 المرأة، بالإشارة إلى أن الدولة توفر لها المساهمة الفعالة والكاملة في الحياة السياسية وفي بناء المجتمع. في حين جددت المادة 60 إلزام أن يكون نصف أعضاء مجلس الشعب على الأقل من العمال والفلاحين.

* اشترط المشروع على المرشح للرئاسة أن يكون مقيما في سوريا إقامة متواصلة مدة 10 سنوات على الأقل بتاريخ تقديم الطلب، ومن أبوين سوريين بالولادة، ومتما 40 عاما من عمره.

* لا حق لمجلس الشعب في منح الثقة أو حجبها عن الحكومة عند تشكيلها من قبل رئيس الجمهورية، كما هو الحال في الدستور الحالي، لكن مشروع الدستور أعطى الحق لمجلس الشعب في حجب الثقة عن الحكومة على خلفية أدائها، وليس لدى تشكيلها.

* تعد المادة الثالثة من هذا المشروع أكثر المواد إثارة للجدل والخلاف، التي طالبت الأقليات بإلغائها، حيث تنص المادة في فقرتها الأولى على أن دين رئيس الجمهورية هو الإسلام، بينما تعتبر الفقرة الثانية الإسلام مصدرا رئيسيا للتشريع.

* وحدة أبحاث «الشرق الأوسط»

مراقب عام «الإخوان» لـ«الشرق الأوسط»: لن نكرر سياسة النظام ولن نقصي أحدا

ردا على رئيس أساقفة حلب للكلدان بأن المسيحيين هم الأكثر تهديدا ويحاولون الفرار من البلاد

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: كارولين عاكوم

رفض مراقب عام «الإخوان المسلمين» بسوريا الدكتور رياض الشقفة، كلام رئيس أساقفة حلب للكلدان المطران أنطوان أودو بأن «المسيحيين هم الأقلية الأكثر تهديدا من جراء الحرب الأهلية، وهم يحاولون الفرار من البلاد.. وهم يشعرون بالعجز في مواجهة تصاعد العنف المستمر منذ أشهر عدة»، معتبرا أنه بالنسبة إلى أن «عددا كبيرا من المسيحيين، يمثل الهرب السبيل الوحيد للخلاص، على غرار ما يحدث في بلدان الشرق الأوسط الأخرى، وفي العراق بشكل خصوصي»، فإنه كلام يصدر على لسان من يجهل التاريخ.

وقال الشقفة لـ«الشرق الأوسط» إن «الجميع يعرف أنه عندما كان المسيحيون يضطهدون كانوا يلجأون إلى سوريا، والطائفية لم يعرفها بلدنا إلا في عهد حزب البعث»، وأكد أن هذه المخاوف غير حقيقية ولا تمت إلى الواقع بصلة، وهي من صنع النظام الذي يلعب لعبته لتخويف الطوائف من بعضها والتلويح بحرب أهلية، ولا سيما الأقليات منهم.

وفي حين لفت الشقفة إلى أن جزءا من المسيحيين – كغيرهم من الطوائف – يشاركون في الثورة، أوضح أنهم يتعرضون لضغوط كبيرة من النظام وأعوانه. وأكد الشقفة «إذا استطاعت المعارضة أن تحصل على الأكثرية في المجلس النيابي لن نكرر سياسة النظام ولن نقصي أحدا، سنتعاون مع الجميع لأن الوطن بحاجة إلى سواعد كل الأطراف في الوطن»، وتابع أن «المجلس الوطني الذي يمثل كل الطوائف خير دليل على سياستنا ونهجنا في العمل الذي نعتمده في المرحلة القادمة».

وكان المطران أنطوان أودو، قد أعلن في تصريحات لوكالة أنباء «آسيا نيوز» الكنسية، أن «المسيحيين هم الأكثر ضعفا من الجانب النفسي ومن ناحية الدفاع عن النفس، وبالنسبة للكثيرين يمثل الهرب السبيل الوحيد للخلاص، على غرار ما يحدث في بلدان الشرق الأوسط الأخرى، وفي العراق بشكل خصوصي»، وكل هذا «يلحق ضررا جسيما بالكنيسة وبالوجود المسيحي في سوريا»، مستشهدا بدعوة الحوار التي أطلقها البابا في 12 من فبراير (شباط) الحالي.

وأوضح المطران أودو أنه «رغم خوف المسيحيين، فإن بإمكانهم أن يكونوا جسرا بين مختلف الفصائل المتنازعة»، مؤكدا أن «حضورنا المتحد حول الكنيسة يساعد السكان مسلمين ومسيحيين على العمل من أجل خير البلاد، ودفعهم إلى المصالحة لا إلى الانتقام».

من جهتها، اعتبرت كاتريت التللي، عضو المجلس الوطني السوري، أن كلام المطران أودو «هو توصيف يشوه الحقيقة لصالح نظام يقتل شعبه، وهو لا يمثل واقع الطائفة المسيحية التي يشارك جزء كبير منها في الثورة السورية لإسقاط النظام». وقالت التللي لـ«الشرق الأوسط»: «هذا الكلام ليس سوى إشاعات يروجها رجال الدين، ويستخدمها النظام لصالحه لإخافة المسيحيين ولحرف الحقيقة عن مسار الثورة. وللإظهار وكأن الثورة محصورة بطائفة معينة، وكأن المسيحيين هم ضد الثورة.. والواقع هو عكس ذلك، ومن يريد أن يضعهم خارج هذه الثورة هو مخطئ».

واعتبرت التللي أن «سلوك رجال الدين الذين يخرجون عن تعاليم السيد المسيح، الذي كان يقف مع المظلوم ضد الظالم، يؤذي المسيحيين». وأكدت أن الكثير من الشخصيات المسيحية المعارضة تعرضت للاعتقال والقتل من قبل النظام الذي لا يفرق في هذا الأمر بين مسيحي ومسلم. ولفتت التللي إلى أن المسيحيين في سوريا يتعرضون أكثر من غيرهم لضغوط كبيرة من المسيحيين الموالين للنظام، بدعم من المخابرات السورية لمنعهم من إبداء آرائهم بحرية، و«يلعب رجال الدين في هذا الإطار دورا واضحا كأداة لتحقيق مصالح النظام».

وقالت التللي: «ما تعرضت له من اعتقال وضغوط وصلت إلى حد الخطر على حياتي، خير دليل على ما يتعرض له المسيحيون المعارضون.. والنظام يستخدم المسيحيين كورقة ضغط على الغرب بادعائه أنه الحامي لهم ولحقوقهم، وهذا لا يمت إلى الواقع بصلة. وأكبر دليل على ذلك القوانين التي تميز بين الطوائف، وآخرها الدستور الذي كرس هذا التمييز من خلال تحديده طائفة رئيس الجمهورية بالإسلامية».

إحراق سوق الناعورة الأثرية في حمص

ناشطون: أحرقها النظام انتقاما من تجارها الداعمين سرا للثورة الشعبية

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: «الشرق الأوسط»

أعلنت الهيئة العامة للثورة السورية، أن «القصف العنيف على مدينة حمص صباح أمس، أدى إلى إحراق معظم المحلات التجارية في سوق الناعورة التي تعد المركز التجاري الرئيسي في المدينة، وأحد الأماكن الأثرية فيها». وأشار ناشطون ميدانيون إلى أن «الحريق امتد إلى المكاتب التجارية والمنازل كما شوهدت ألسنة النيران تتصاعد من فندق قصر رغدان الشهير وصولا إلى بعض محلات سوق المسقوف المجاورة».

ونشرت صفحة الثورة السورية على «الفيس بوك» شريط فيديو يظهر سوق الناعورة في حمص وهي تحترق، كما ظهر في الشريط أحد الناشطين (أبو جعفر) وهو يتحدث بانفعال عن «الدستور الجديد الذي يترافق الاستفتاء عليه بقصف حمص وإحراق أسواقها»، كما نشر الناشطون فيديو ثانيا أظهر مبنى «السيتي سنتر» قرب سوق الناعورة وقد أضرمت النيران فيه أيضا.

وكانت سوق الناعورة التي تقع في نهاية أسواق حمص القديمة من ناحية الشرق، قد شاركت في جميع الإضرابات التي دعت إليها المعارضة السورية، فأغلقت المحلات فيها وتوقفت الحركة التجارية احتجاجا على القمع المرتكب بحق السوريين من قبل النظام الحاكم. ويشير أحد الناشطين إلى أن «قصف السوق وإحراقها أمر متعمد أراد من خلاله النظام السوري الانتقام من تجار الطبقة الوسطى الذين تنتشر محلاتهم في هذه السوق، ولأن هؤلاء التجار قاموا طوال فترة الحصار على حمص بدعم المتظاهرين، كما قدموا للعائلات المنكوبة مساعدات إغاثية واستشفائية».

ويقول أبو معن، أحد التجار الذين يعملون في بيع الألبسة القطنية ويملك متجرين في سوق الناعورة المستهدفة «لا أعرف ما هو مصير متجري، كل شيء تم تدميره وإحراقه، يريدون تركيع حمص بكل أمكنتها وشوارعها ومتاجرها وساحاتها».

وعن موقف التجار في مدينة حمص من الثورة السورية يقول أبو معن «هناك شريحة من التجار الكبار الذين يساندون نظام الحكم وأحيانا يدعمونه بالمال، وقد قام بعضهم بالتبرع بمستودعاته ليحولها الأمن إلى معتقلات وسجون، يمارس فيها التعذيب بحق الشباب والشابات الذين ينشطون في الثورة، لكن التجار الصغار أصحاب الأعمال التجارية البسيطة والمهن المتواضعة يقف معظمهم مع الثورة ويؤيدون أهدافها في إسقاط نظام بشار الأسد».

كلينتون تدعو الجيش السوري إلى تقديم مصلحة سوريا على مصلحة الأسد

تسريبات من مسودة البيان الختامي للاتحاد الأوروبي تشير إلى زيادة العقوبات على دمشق

جريدة الشرق الاوسط

بروكسل: عبد الله مصطفى الرباط: طلحة جبريل لندن: «الشرق الأوسط»

بينما تتجه دول الاتحاد الأوروبي اليوم نحو اعتماد مزيد من العقوبات على نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، دعت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، الجيش السوري، إلى وضع مصلحة بلاده في مرتبة متقدمة عن الدفاع عن نظام الأسد. وقالت كلينتون للصحافيين، أثناء زيارتها للمغرب، أمس: «نحث عناصر الجيش السوري على تغليب مصلحة البلاد»، مضيفة: «ما زلنا نعتقد أن الدائرة التي تحيط (بشار) الأسد قلقة من الهجمات الوحشية الجارية.. وأن على كل السوريين أن يعملوا معا من أجل مستقبل أفضل».

وذكّرت كلينتون بالنقاط الثلاث التي يتعين أن تشكل (في رأيها) استراتيجية المجتمع الدولي حيال سوريا، وهي «مساعدة إنسانية عاجلة» للمدنيين، و«زيادة الضغوط على نظام الأسد»، و«المساعدة في الإعداد لعملية انتقالية».

وفي غضون ذلك، وقبل ساعات من الاجتماعات المقررة اليوم لمجلس وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في بروكسل، التي ترتكز على الملف السوري، حصلت «الشرق الأوسط» على بعض التسريبات من مسودة البيان الختامي للاجتماعات.. وقالت المسودة إن المجلس، وبعد مناقشة الوضع في سوريا، ونتائج اجتماعات مؤتمر «أصدقاء سوريا» الذي عقد في تونس، الجمعة الماضي، يدين من جديد حملة القمع القاسية في سوريا، التي ينفذها النظام ضد السكان المدنيين في انتهاك واضح ومنتظم وعلى نطاق واسع لحقوق الإنسان.

ويشير البيان الختامي بشكل خاص إلى القلق الأوروبي بشأن تقرير تناول هجمات وحشية قامت بها القوات المسلحة السورية في حمص. وكرر المجلس الأوروبي دعوته إلى وقف فوري لأعمال العنف، بعد أن سبق ودعا إلى ضرورة تنحي الرئيس الأسد، للسماح بعملية انتقال سياسي تلبي المطالب المشروعة للشعب السوري. وذلك بعد أن استمر النظام في ارتكاب أعمال وحشية ضد السكان المدنيين، الأمر الذي يدفع الاتحاد الأوروبي إلى توسيع التدابير التقييدية ضد النظام في دمشق.

وجاء في مسودة البيان الختامي أنه بعد فرض حظر على الأسلحة، لجأت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى فرض حظر يتعلق بواردات النفط الخام السوري، والاستثمارات الجديدة في قطاع النفط، وعدم تسليم البنك المركزي السوري أوراقا نقدية. وتقرر تجميد أصول وأموال أكثر من مائة شخص من المشتبه في تورطهم في أعمال عنف ضد المدنيين، وفرض حظر دخول عليهم إلى أراضي الاتحاد الأوروبي، إلى جانب ضم 38 كيانا سوريا إلى لائحة العقوبات، وهي كيانات تقدم الدعم والمساندة للنظام السوري. وشملت التدابير التقييدية شركات التأمين وقطاع البناء، وتصدير المعدات والتكنولوجيا إلى قطاع النفط والغاز السوري.

وفيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية، قال البيان إن الخطوات قد بدأت لعمل محتمل يتعلق بإدارة الأزمة وزيادة المساعدات الإنسانية، وذلك من خلال تشكيل تجمع يضم جميع الجهات الفاعلة ذات الصلة، بعد الحصول على موافقة مبدئية حول هذا الصدد في الثامن من الشهر الحالي.. ويجري حاليا وضع خطط للطوارئ بالتنسيق مع وفود الاتحاد الأوروبي في سوريا والدول المجاورة، مع التأكيد على دعم جهود ومبادرات الجامعة العربية لحل الأزمة في سوريا.

وينوي الاتحاد الأوروبي توسيع التدابير التقييدية ضد النظام السوري بإضافة أسماء جديدة، من بينها عدد من الوزراء، إلى لائحة العقوبات الأوروبية، فضلا عن إجراءات أخرى تستهدف نشاط المصرف المركزي السوري والرحلات التجارية بين الاتحاد الأوروبي ودمشق. ومن المقرر أن تصدر التعديلات الجديدة على لائحة العقوبات على هامش اجتماعات وزراء خارجية الاتحاد.

وحسب مصادر المؤسسات الاتحادية ببروكسل، جرى تكثيف الاتصالات والمشاورات بين الدول الأعضاء للتوصل إلى اتفاق نهائي قبيل اجتماع رؤساء الدبلوماسية الأوروبية، لوضع التصور النهائي للعقوبات، التي من المتوقع، حسب المصادر، أن تشمل إضافة أسماء سبع شخصيات سورية على قائمة الأشخاص الممنوعين من السفر والمجمدة أصول أموالهم في أوروبا.

وأضافت تلك المصادر أن بعضهم من الوزراء، و«خاصة الذين لهم علاقة بانتهاكات حقوق الإنسان في البلاد»، وأن العقوبات ستشمل أيضا تجميد أرصدة المصرف المركزي السوري والمزيد من الإجراءات المشددة بحقه، وكذلك حظر تجارة المعادن الثمينة، «كما يجري البحث في منع الرحلات الجوية من وإلى سوريا، خاصة رحلات الشحن».

وأظهرت بروكسل اهتماما ملحوظا باجتماع «أصدقاء سوريا» في تونس، وخاصة في ظل موقف أوروبي واضح يتضمن استمرار دعم مخطط الجامعة العربية بشأن حل الأزمة السورية. ويعطي الاتحاد الأوروبي اهتماما خاصا لملف المساعدات الإنسانية للسوريين، وأكد المصدر أن العمل يجري حاليا على التحضير للوسائل والآليات المناسبة لتأمين وصول المساعدات الإنسانية للأماكن المتضررة في سوريا.

وترى دول أعضاء في الاتحاد أن فكرة إقامة ممرات إنسانية في سوريا ستكون صعبة.. «نظرا للطبيعة الجغرافية للمناطق الحدودية في البلاد»، كما أن هناك شكوكا أوروبية في إمكانية موافقة الحكومة السورية على وضع هدنة يومية لتوصيل المعونات والإغاثات للمتضررين.

نائب رئيس مجلس الاتحاد الروسي: لا ندعم الأسد بصورة «أوتوماتيكية».. ونقف فقط مع «الشعب السوري»

أكد لـ«الشرق الأوسط» أن موسكو استضافت ممثلين عن المعارضة.. على رأسهم برهان غليون

جريدة الشرق الاوسط

الرياض: هدى الصالح

أكد إلياس أوماكانوف، نائب رئيس مجلس الاتحاد الروسي وممثل جمهورية داغستان، عدم دعم روسيا للرئيس السوري بشار الأسد بصورة «أوتوماتيكية»، مشددا على أن الدعم الروسي إنما هو مقدم «للشعب السوري».. كما أوضح لـ«الشرق الأوسط» أن روسيا استضافت، وبصورة دورية، ممثلين عن المعارضة السورية، وعلى رأسهم رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون.

ونوه أوماكانوف بأن الموقف الروسي إنما يركز باختصار في البحث عن حل سلمي لمنع وقوع البلاد في حرب أهلية، مؤكدا في الوقت ذاته معارضة روسيا استغلال الأمم المتحدة كأداة لتغيير الأنظمة، واستخدام القانون الدولي كستار دخاني أمام التدخل في الشؤون الداخلية للدول، موضحا قناعته من أنه في حال تخلي روسيا عن هذا المبدأ، فلن تكون أي دولة – ولا حتى في الشرق الأوسط – بأمان من الضغوط الأجنبية أو الإملاءات الخارجية.

وكشف أوماكانوف في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط»، عن التقاء الجانب الروسي – وبصورة دورية – مع ممثلين لقوى المعارضة السورية، إلى جانب استقبال روسيا لقادة المعارضة السورية في موسكو؛ كان على رأسهم المعارض السوري برهان غليون رئيس المجلس الانتقالي السوري.

وأكد ممثل جمهورية داغستان في البرلمان الروسي التقاءه بصورة شخصية، ومنذ وقت قصير، عددا من المجموعات والمنظمات الممثلة للمعارضة السورية في موسكو، بمن في ذلك مؤيدون للنظام السوري، منوها بأن اللقاءات الأخيرة ما بين الجانب الروسي والمعارضة السورية، إنما تكشف عن النظرة الإيجابية للمعارضة السورية لروسيا، على الرغم من موقفها تجاه الأزمة السورية.

واستنكر الاتجاه السائد نحو سوء تفسير الموقف الروسي، الذي كان بعيدا عن الحقيقة، بحسب رأيه. وقال «تم تصوير روسيا وكأنها تقوم بحماية النظام السوري الحالي، دون الأخذ بعين الاعتبار أو الاكتراث للوقائع الحاصلة على الأرض السورية والقتلى بين أوساط الشعب السوري، الأمر الذي أظهر روسيا كعدو لكافة القوى السورية المعارضة الداعية إلى إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد ونظامه الحالي».

وأكد أوماكانوف على أن روسيا مؤمنة بحق الشعب السوري في تحديد مصيره، وكشف عن أن المحادثات الروسية مع الأسد أكدت ضرورة إقرار انتخابات حرة لنقل السلطة في سوريا، الأمر الذي سيسمح للشعب السوري أن يختار رئيسه بصورة ديمقراطية وسلمية، منوها بأن أي طريقة أخرى ستسهم بشكل واضح في زيادة حدة المواجهات وبداية حرب أهلية.

واعتبر أوماكانوف أن تفسير الموقف الروسي وبطريقة غير «عادلة» هو أمر مخيب للآمال، وسلوك ساذج في أوقات أخرى، مشيرا إلى ارتباط روسيا ومنذ سنوات بعلاقات صداقة مع الشعب السوري، والتي بدأت قبل نظام حافظ الأسد، فالآلاف من السوريين تربطهم علاقات قرابة ومصاهرة للروسيين، الأمر الذي يفرض استشعار روسيا بحجم مسؤولياتها تجاه حياة، ومصير الشعب السوري.

وحول مدى تأثير الموقف الروسي من الأزمة السورية على علاقاته مع العالم الإسلامي، أكد أوماكانوف ثقته في احتفاظ العلاقات الروسية مع العالم الإسلامي بروابط قوية وعلاقات جيدة، من خلال إيجاد عدد من الاهتمامات المشتركة في المستقبل، معترفا بوجود «اختلافات في وجهات النظر حول الملف السوري»، موضحا أن «الحوارات السياسية لا تسير على الدوام بفعالية كافية، الأمر الذي تسبب في التعرف على سياسات الدول من خلال الصحف وليس اللقاءات المباشرة»، مناديا بضرورة تغيير مثل هذا النوع في التعرف على سياسات الدول الخارجية.

المعارضة تواصل مساعيها بعد مؤتمر تونس من أجل دعم «الجيش الحر» وإغاثة الشعب السوري

أصوات بـ«المجلس الوطني» تدعو لانتخابات داخله

جريدة الشرق الاوسط

تونس: نادية التركي

اجتمع أعضاء المجلس الوطني السوري، أول من أمس، بعد نهاية مؤتمر «أصدقاء سوريا» لبحث «مسائل داخلية خاصة بالمجلس»، كما أفادت مصادر مسؤولة بالمجلس لـ«الشرق الأوسط».. وأفادت نفس المصادر بأن هناك بعض الأصوات من داخل المجلس أعربت عن عدم رضاها عن البيان الذي تقدم به رئيسه برهان غليون في المؤتمر، وقالوا إنهم كانوا يتمنون لو أن سقف المطالب كان أكثر ارتفعا، مشيرين إلى أن هناك مطالب من عدة أطراف داخل المجلس لانتخابات في القريب العاجل، وأنهم يرون أن الرئيس وقيادات المجلس «قد عينوا لضرورة المرحلة»، التي يعتبرون أنها «قد طالت»، لكن الآن من الضروري إجراء انتخابات داخلية للتمكن من اختيار أطراف مكتسبة «للشرعية».

وقال ياسين نجار، عضو مكتب العلاقات الخارجية بالمجلس الوطني، إنه لا يوافق على هذا الطرح «لأن المجلس حاليا يضم كامل الطيف السياسي السوري من ليبراليين وإسلاميين ويساريين وقوميين وأكراد وشباب الحراك الثوري». وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «هناك بعض الأفراد لم ينضموا لنا وليسوا تيارات سياسية، والبعض يحاول رسم صورة عن واقع غير حقيقي». وأوضح أن هناك بعض الأطراف «تحاول التهرب من مسؤولياتها في دعم الشعب السوري».

وحول هيئة التنسيق وموقفها من المجلس وبيانها حول مؤتمر «أصدقاء سوريا»، قال نجار إن «هيئة التنسيق لم يبق منها إلا بضعة أفراد.. والفرد لا يوازي الكتلة (في إشارة للمجلس الوطني)».

وأضاف أن «المجلس الوطني مبني على توافقات سياسية، ولم تقدم أي كتلة أعدادا حتى الآن للقيام بانتخابات، وطرح مسألة الانتخابات لا يتوافق مع الاتفاق الأساسي لتمثيل المجلس الوطني». وأوضح أن «الشعب السوري الآن يحتاج إلى دعم القيادات للقيام بدورها وليس لإعادة انتخابات، وعلينا الآن التركيز على التحضير لمؤتمر إسطنبول الذي سيعقد بعد ثلاثة أسابيع حتى نتقدم في إسقاط الأسد».

وعن خطوات المجلس التالية وما بعد المؤتمر، قال نجار إنه يتم التحضير حاليا لاجتماعات الأمانة العامة خلال الفترة «القريبة القادمة»، وأهم ما سيتم بحثه خلالها نتائج مؤتمر «أصدقاء سوريا»، وتطوير العلاقات الدولية، وذلك «بالتواصل مع دول الخليج ومجلس التعاون والتي تقدم موقفا مشرفا لدعم المجلس الوطني والشعب السوري».

ومن جهتها، قالت الدكتورة بسمة قضماني، عضو المجلس الوطني «نحن في حاجة مباشرة وفورية للتدخل الإنساني وضرورة دعم الجيش الحر». وأضافت «الحل السياسي الذي نبحث عنه من خلال تنحي رأس النظام».

وأكدت قضماني أنهم يدعون إلى دعم الجيش الحر ماليا، وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «كل الدول العربية والإسلامية والغرب، إذا كانت غير مستعدة لتدخل مباشر في سوريا، فعليها الدعم في عمليات الإغاثة».

وحول عدم صدور أي دعم للجيش الحر عن مؤتمر تونس، قالت قضماني «شاركت نحو 70 دولة في مؤتمر تونس وكان لبعضها تحفظات حول الدعم العسكري، لذلك لم يكن من الممكن إصدار مثل هذا القرار».

رئيسة المعارضة الإسرائيلية: صمت حكومة نتنياهو عن المذابح في سوريا أمر مخجل

ممارسة القمع ضد الانتفاضة ستطرح بشكل كبير في لقاء القمة مع أوباما

جريدة الشرق الاوسط

تل أبيب: نظير مجلي

إزاء الانتقادات الواسعة في إسرائيل حول الصمت الرسمي تجاه الأحداث في سوريا والاتهامات بأن الحكومة لا تريد مهاجمة نظام الأسد بشكل مقصود، أجرى بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي بحثا في جلسة الحكومة، أمس، وأعلن أن «ممارسة القمع العنيف لدك الانتفاضة السورية سيكون واحدا من المواضيع الأساسية التي ستبحث في لقاء القمة مع الرئيس الأميركي باراك أوباما».

وكانت رئيسة حزب «كديما» المعارض، تسيبي ليفني، قد هاجمت الحكومة على صمتها واعتبرته تصرفا غير أخلاقي، معربة عن عدم ارتياحها لهذا الصمت وعدم فهمها له.. وقالت ليفني إن «هناك مجازر ترتكب ضد المدنيين في سوريا، ولا أجد أي تفسير منطقي لصمت الحكومة عليه».

وأضافت ليفني «العالم كله يغلي ويصرخ ويتحرك ويفعل شيئا، سوى أقرب جيران سوريا، نحن في إسرائيل.. نظهر عاجزين بشكل معيب». وتساءلت ليفني عن سبب هذا الصمت وإن كانت تقف وراءه أهداف سياسية معينة، داعية الحكومة إلى المشاركة في المبادرات الإنسانية التي تنظمها الأمم المتحدة من أجل مد يد العون للشعب السوري، وأيضا التنديد بصوت عالٍ ضد أعمال القتل في سوريا.

وقد اضطر نتنياهو، ولأول مرة منذ اندلاع المظاهرات في سوريا قبل سنة تقريبا، إلى تناول الأحداث قائلا إنها «مذابح إجرامية ضد المواطنين الأبرياء في سوريا».

من جهة ثانية، وبعد عشرات المظاهرات الاحتجاجية على ممارسات النظام السوري ضد شعبه، خرج بضع مئات من المواطنين العرب في إسرائيل بمهرجان تضامن مع نظام الأسد. وقد ترأس هذا المهرجان، عضو الكنيست السابق عن الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، عصام مخول، الذي يمثل أقلية داخل حزبه في تأييد سوريا.

وقال مخول «إن ما يجري في سوريا هو مؤامرة إرهابية صهيونية ضد قوى الصمود»، وظهر معه عدد من الناشطين في الأحزاب العربية الوطنية الأخرى، من المعارضين لمواقف أحزابهم التي تهاجم النظام السوري. وانضم إليهم عدد من أهالي الجولان السوري المحتل، الذين انقسموا هم أيضا مع وضد النظام السوري.

محاولة اقتحام فاشلة لبابا عمرو واشتباكات عنيفة في درعا

راجمات الصواريخ و«الهاون» تدك حمص والقصير.. وسقوط أكثر من 60 قتيلا

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: يوسف دياب

لم يغير مشهد الاستفتاء على مشروع الدستور السوري الجديد، من المشهد الدموي الذي يطبع يوميات السوريين، إذ قتل أمس ما يزيد على 60 شخصا معظمهم من المدنيين، في أعمال عنف شهدتها مناطق سورية مختلفة، لا سيما من مدينة حمص الواقعة تحت الحصار العسكري والأمني منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، التي دكتها أمس راجمات الصواريخ وقذائف «الهاون»، وحاول الجيش النظامي اقتحامها والسيطرة على حي بابا عمرو من دون جدوى، فيما أعلن مساء أمس الصليب الأحمر الدولي عدم تمكنه من دخول منطقة بابا عمرو مع الهلال الأحمر السوري.

ومع فتح صناديق الاقتراع أمام الشعب السوري صباح أمس، قتل تسعة مدنيين في قصف مدفعي وصاروخي على أحياء حمص، وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن «تسعة مواطنين استشهدوا إثر إطلاق نار كثيف وقذائف في حيي الحميدية وبستان الديوان في مدينة حمص، كما سقط أربعة من القوات النظامية بينهم ضابط إثر اشتباكات في حي الحميدية بين القوات النظامية ومجموعة منشقة». وأعلن المرصد أن «اشتباكات عنيفة دارت (أمس) بين القوات النظامية السورية ومجموعات منشقة في مدينة درعا، ما أدى إلى مقتل ثلاثة من عناصر الأمن إثر استهداف سيارتهم، إضافة إلى قتل جنديين في مدينة داعل في درعا في اشتباكات مع عناصر منشقة استغرقت عدة ساعات»، مشيرا إلى أن «مدنيا استشهد صباحا برصاص القوات النظامية في بلدة علما الواقعة في محافظة درعا أيضا».

من جهته أعلن المسؤول الميداني في تنسيقية حمص، أنس أبو علي، أن «الوضع المأساوي في مدينة حمص على حاله، لا سيما في حي بابا عمرو الذي كان عرضة لقصف مدفعي وصاروخي عنيف». وأكد لـ«الشرق الأوسط» أن «راجمات الصواريخ كانت تطلق على بابا عمرو من مواقع جيش النظام في منطقة شنشار، جنوبي مدينة حمص، كما نال أحياء الإنشاءات والحميدية والبستان نصيبهم من النيران، وهذا القصف الجنوني تزامن مع هجوم ومحاولة اقتحام لبابا عمرو في محاولة لدخوله والسيطرة عليه، لكن هذا الهجوم قوبل بمقاومة قوية من عناصر الجيش الحر والثوار الذين أفشلوا هذه المحاولة».

وكشف أنس عن أن «الصليب الأحمر فشل (أمس)، على الرغم من كل الاتصالات التي أجراها مع مسؤولين في النظام، من دخول حمص وإجلاء نحو سبعة آلاف شخص باتوا في العراء محرومين من المأوى ويبيتون في الشوارع، وبينهم صحافيون أجانب ومصابون، وذلك بعد تدمير المنازل والملاجئ التي كانوا يحتمون بها»، موضحا أن «النظام السوري سيبقى عاجزا عن كسر شوكة بابا عمرو، على الرغم من الهمجية التي يستخدمها، وعلى الرغم من مجازره التي يندى لها جبين البشرية، وهذه المنطقة هي التي ستزف إلى الشعب السوري عرس سقوط هذا النظام وهزيمته».

ولم يختلف المشهد في مدينة القصير القريبة من الحدود اللبنانية، عن المشهد الدموي في حمص، حيث أفاد الناشط محمد عبد الرحمن «الشرق الأوسط» بأن «كل أحياء القصير كانت هدفا لقذائف الهاون التي أطلقت على المدينة من مطار الضبعة (جنوب شرقي القصير) ما أدى إلى سقوط قتيلين وسبعة جرحى»، مشيرا إلى أن «قناصة الأمن اصطادت المواطن عبد الله عوض الذي قتل على سطح منزله، وأصيبت طفلته بجروح متوسطة». وقال «لقد دارت اشتباكات عنيفة قبل الظهر بين قوات (الرئيس السوري بشار) الأسد وعناصر من الجيش الحر، في محلة الصوامع شمال القصير، وقعت خلالها إصابات من الطرفين، لكن لم نعرف نوع هذه الإصابات والعدد لعدم قدرتنا على التحرك على الأرض». بدورها أعلنت لجان التنسيق السورية أن «جيش النظام قصف بالدبابات مدينة إدلب فجرا (أمس)، كما قتل مواطن في العقد الرابع إثر إصابته بإطلاق رصاص من حاجز أمني في مدينة معرة النعمان». وأشارت إلى أن «المفاوضات استؤنفت بين اللجنة الدولية للصليب الأحمر والمعارضة من جهة، والسلطات السورية من جهة أخرى، بهدف إجلاء عدد من ضحايا القصف، وبينهم صحافيون أجانب، من مدينة حمص».

سوريون في الأردن.. وذكريات الهروب من الجحيم

تجهيز مخيم انتظارا للمساعدة الدولية.. وتصريحات حول وصول 73 ألفا

جريدة الشرق الاوسط

عمان: محمد الدعمة

على الرغم من غياب إحصاءات رسمية حول عدد اللاجئين السوريين الذين نجحوا في الفرار إلى الأردن، فإن آخر التصريحات الرسمية الأردنية أفادت بأن عددهم وصل إلى نحو 73 ألف لاجئ، وسط تنبؤات بارتفاع تلك الأعداد مع ارتفاع وتيرة أعمال العنف في مناطق عدة بسوريا.

ومع أنهم نجحوا في النجاة بأرواحهم من «بطش قوات الجيش والأمن والشبيحة»، كما يقولون، فما زال هؤلاء اللاجئون، الذين اضطروا للفرار فرادى وجماعات، يعيشون على وقع صدمات نفسية خلفتها أعمال العنف التي عايشوها، وحالة الخوف التي تلازمهم بسبب الغموض الذي يكتنف مستقبلهم، دون أن يفقدهم ذلك كله الأمل في العودة إلى ديارهم يوما ما.

وبينما صرح الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية وزير الإعلام، ركان المجالي، بأن عدد الوافدين من سوريا بلغ 73 ألفا منذ أيام قلائل، مشيرا إلى أن نحو 2000 من بينهم تقدموا بطلبات للحصول على مساعدات، تشير الإحصاءات الرسمية للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين إلى أن بينهم أطفالا ونساء وعجزة وشبابا مصابين بجروح، تمكنوا من اجتياز المنافذ الحدودية بطرق غير شرعية، وهم غير مسجلين لدى مكتب المفوضية بالأردن.

ويتمركز العدد الأكبر من اللاجئين السوريين في منطقتي المفرق والرمثا المحاذيتين للحدود السورية؛ حيث استأجر الميسورون منهم بيوتا آووا إليها أُسرهم، بينما فضل آخرون الإقامة عند أقاربهم، في حين تكفلت جمعيات المجتمع المدني بأكثرهم عوزا، علما بأنهم يوجدون أيضا في مدن أخرى كجرش والسلط والعاصمة عمان، التي تحتضن سوريين ممن فروا إليها عام 1982 من مجازر حماه، وهؤلاء غالبيتهم من «الإخوان المسلمين».

ويقول مدير جمعية المركز الإسلامي في الرمثا، عبد المنعم الخطيب: إن معاناة الأسر السورية التي لجأت إلى الأردن تمثل معضلة حقيقية؛ حيث تواجه ظروفا صعبة ومعقدة، بعيدا عن ديارها ومحرومة من مصادر رزقها، مما أدى إلى تفاقم أوضاعها الإنسانية، خاصة في ظل غياب مساعدات فعلية من المجتمع الدولي. وأشار إلى أنه يوجد في الرمثا 3 جمعيات، هي: المركز الإسلامي، والتكافل، وأهل الكتاب والسنة، وهذه الجمعيات تقوم بتوزيع المساعدات التي تأتي من محسنين من الأردن ودول الخليج، والتي تتضمن مساعدات نقدية وأغطية ومدافئ ولوازم معيشية، خاصة أن هؤلاء قدموا إلى الأردن من دون أي شيء، موضحا أن هذه الجمعيات تقدم مساعدات لنحو 4 آلاف نسمة، وكذلك قامت السلطات بقبول الطلبة في المدارس الحكومية وإعفاء هؤلاء من الرسوم المدرسية.

ويروي عدد من هؤلاء اللاجئين قصصا مؤلمة عن طريقة فرارهم إلى الأردن، غالبا تحت جنح الظلام، متحدين الحراسة المشددة على الحدود، وكذلك الألغام المزروعة بها، وحتى إن اختلفت قصصهم، فإن قاسمها المشترك كان هو الفرار من أعمال «القمع والبطش».

ويقول شاب في العشرينات، يدعى الزغبي، إن والده اضطر لتهريبه إلى الرمثا خشية تعرضه للاعتقال فور مغادرته مستشفى درعا؛ حيث تلقى العلاج من إصابة برصاصة تعرض لها أثناء مشاركته في «مظاهرة سلمية للمطالبة بالحرية»، مضيفا أنه لا يتطلع إلا إلى «الإقامة بمنطقة عازلة» للعودة إلى سوريا للدفاع عن أهله «لكن هذه المرة يكون حاملا للسلاح، شأنه في ذلك شأن آلاف الشباب اللاجئين».

كما يروي نشطاء في جمعية «شبان وشابات المفرق» واحدة من أكثر قصص هؤلاء اللاجئين تأثيرا، وهي قصة شاب سوري بُترت إحدى ساقيه، غير أنه تمكن من أن يوصل عائلته إلى الأردن، ثم أصر على العودة إلى حمص لمساعدة أشقائه، غير آبه بما قد يلحقه من أذى.

ويقول وليد سامي، الذي كان يقوم بتصوير ما يرتكبه الجيش والأمن السوريان من مجازر وينقلها لوسائل الإعلام ومنها الفضائيات، إن أحد القناصة أطلق النار على يده مما أدى إلى بتر أصابعه. بيد أنه لاذ بالفرار، على الرغم من ملاحقته.. بينما يستذكر شاب آخر الأيام التي عاشها مع رفاقه في الحقول هربا من المطاردات، قائلا: «إن الملاحَقين يموتون من شدة البرد ونقص الطعام».

وتتوقع السلطات الأردنية تدفق المزيد من اللاجئين السوريين إلى أراضيها؛ حيث بادرت إلى إقامة مخيم في منطقة رباع السرحان شمال المفرق، على بعد نحو 10 كيلومترات من الحدود السورية، الذي تم تسريع وتيرة العمل فيه مؤخرا ليتسع لنحو 500 عائلة. وبعد أن ظل الغموض يلف طيلة أشهر حقيقة وجود المخيم من عدمه، جاء إعلان «الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية» عن افتتاحه رسميا نهاية الأسبوع الحالي، ليبدد الشكوك حوله؛ حيث أكدت الهيئة أنه تم استكمال أعمال البنية التحتية فيه، وأنه سيؤوي «العائلات التي من المفترض أن تنزح من سوريا خلال الفترة المقبلة، جرَّاء تصاعد أعمال العنف». وتقول مصادر أردنية: إن إمام المسجد العمري في مدينة درعا، الشيخ أحمد الصياصنة، دخل في ضيافة الحكومة الأردنية، وتم إسكانه في منزل خاص ضمن معسكرات الحسين للشباب، القريبة من مدينة السلط الأردنية.

كان الشيخ (الضرير) قد وصل إلى مدينة الرمثا عن طريق الحدود عبر منطقة تل شهاب، بعد أن عثرت عليه دورية من الجيش الأردني، وساعدته قبل أن تنقله إلى الجهات المختصة. وتسعى المفوضية العليا لشؤون اللاجئين إلى توفير دعم دولي للحكومة الأردنية لتمكينها من استضافة أعداد أكبر من اللاجئين السوريين، في حال ازداد تدفقهم إلى الأراضي الأردنية.

وقال مصدر في المفوضية: إن الدعم الذي يتلقاه اللاجئون حاليا هو دعم مشترك بين المفوضية والحكومة الأردنية، مشيرا إلى أنه في حال أصبحت أعداد اللاجئين كبيرة جدا، بحيث لا تستطيع المدارس والمستشفيات الأردنية استيعابهم، فإنه يصعب حينها على الدولة أن تتحمل الأمر وحدها.

الصليب الأحمر” يستأنف المفاوضات لإجلاء عدد من الضحايا في حمص

استفتاء النظام السوري على الدستور الجديد يجري وسط نهر من الدماء

نظم النظام السوري امس الاستفتاء على مشروع دستور جديد للبلاد فيما واصل اعمال القتل حاصدا عشرات القتلى، لا سيما في حمص التي يستمر قصف عدد من احيائها ومحاصرتها منذ ثلاثة اسابيع.

وكانت المعارضة دعت الى مقاطعة الاستفتاء معتبرة ان لا شرعية له. في الوقت نفسه، استؤنفت المفاوضات بين اللجنة الدولية للصليب الاحمر والمعارضة والسلطات السورية بهدف اجلاء عدد من ضحايا القصف، وبينهم صحافيون اجانب، من مدينة حمص (وسط).

وفتحت مراكز الاقتراع الساعة السابعة صباحا امام اكثر من 14 مليون سوري تجاوزت اعمارهم الـ18 عاما، على لوائح الانتخاب، لكن وسط مقاطعة واضحة.

وقام التلفزيون السوري الرسمي ببث مباشر من محافظات مختلفة حول سير عملية الاقتراع.

وزعم التلفزيون ان “عمليات الاستفتاء تتواصل بزخم في جميع المراكز على امتداد الوطن”.

ويلغي الدستور الجديد الدور القيادي لحزب البعث القائم منذ خمسين عاما. فقد حلت فقرة تنص على “التعددية السياسية” محل المادة الثامنة التي تشدد على دور حزب البعث “القائد في الدولة والمجتمع”.

وتنص المادة 88 على ان الرئيس لا يمكن ان ينتخب لاكثر من ولايتين كل منها من سبع سنوات. لكن المادة 155 توضح ان هذه المواد لا تنطبق على الرئيس الحالي الا اعتبارا من الانتخابات الرئاسية المقبلة التي يفترض ان تجري في 2014. ويبقي الدستور على صلاحيات واسعة للرئيس.

واعد الدستور الذي سيحل محل دستور 1973 في اطار الاصلاحات التي وعدت بها السلطات في محاولة لتهدئة الاحتجاجات غير المسبوقة ضد النظام المستمرة منذ منتصف آذار (مارس).

ودعت المعارضة السورية التي تطالب برحيل الرئيس بشار الاسد الى مقاطعة الاستفتاء.

على صفحة “الثورة السورية ضد بشار الاسد 2011” على موقع “فايسبوك” الالكتروني، وتحت شعار “مقاطعة الاستفتاء”، كتب “نظام بلا شرعية، دستور بلا شرعية”.

وفي اسفل الاعلان، وتحت عبارة “من اجل سوريا نظيفة”، تشاهد يد تحمل صورة الاسد والدستور الجديد وترميهما في سلة المهملات.

ومن حمص، قال عضو الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبدالله في اتصال هاتفي مع وكالة “فرانس برس” ان “الاستفتاء هو نوع من الحوار، ولا حوار مع القاتل”، مشيرا الى ان الدستور الجديد يسمح لبشار الاسد بالترشح مرة اخرى للرئاسة.

وقال “كما اننا نعرف ان لا انتخابات نزيهة يمكن ان يقوم بها هذا النظام. المواطنون يعرفون ان الامر مثير للسخرية”.

ويأتي الاستفتاء في وقت تستمر الحركة الاحتجاجية الواسعة النطاق ضد النظام السوري والتي تواجه بحملة قمع دموية تسببت بمقتل اكثر من 7500 شخص حتى الآن، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا.

وقال العبدالله “لا منزل في حمص الا وفيه قتيل او جريح او مفقود او معتقل، فكيف يذهب افراده الى الاستفتاء؟”.

وذكر انه قام صباح الاحد بجولة في الاحياء “الهادئة نسبيا” من المدينة: في القصور والخالدية والقرابيص وجورة الشياح والبياضة. وقال “هذه الاحياء واقعة نسبيا تحت سيطرة الجيش الحر. لا يوجد اي انسان في الشارع، وكل شيء مقفل، ولا يوجد فيها مركز اقتراع واحد. فكيف بالحري الاحياء التي تشهد قصفا؟”.

وفي شريط فيديو وزعه ناشطون على شبكة الانترنت مشيرين الى انه التقط بتاريخ اليوم في بابا عمرو، تظهر انفجارات تتعالى منها سحب دخان اسود. ويقول صوت مسجل على الشريط “هذا هو الدستور الجديد. من يطلب الحرية يقصف ويرجم بالصواريخ. ها هي بابا عمرو تدك بالصواريخ”.

واشار العبدالله الى ان “القصف الصاروخي والمدفعي مستمر على حمص اليوم وخصوصا على بابا عمرو وهو يطال احياء جديدة مثل الحميدية”.

وقال ان “احياء مثل جوبر والسلطانية والانشاءات القريبة من بابا عمرو تتعرض لتضييق باطلاق النار على المنازل واقتحامات لمنازل يتم طرد الاهالي منها وسلبها واحراقها”، مشيرا الى ان قوات النظام “دخلت هذه الاحياء من قبل وعادت وخرجت منها”.

كما اشار الى اقتحام اليوم في حي كرم الزيتون في حمص.

وقال الناشط ابو بكر عبر “سكايب” صباح امس من حي بابا عمرو ان “اصوات الانفجارات تملأ المكان”، مضيفا ان “رصاص القناصة يضرب هنا وهناك على كل ما يتحرك”. واضاف “البيوت مدمرة (…) وكأننا نشاهد نشرة اخبار عن فلسطين او هيروشيما بعد ان تدمرت. لا كهرباء لا ماء ولا اتصالات ولا هواء نظيفا”.

وقتل الاحد تسعة مواطنين اثر اطلاق نار كثيف وقذائف في حيي الحميدية وبستان الديوان في حمص، بحسب المرصد السوري. كما قتل ثلاثة مواطنين آخرين في اطلاق نار وقذائف على احياء اخرى.

وسقط “اربعة من القوات النظامية بينهم ضابط اثر اشتباكات في حي الحميدية بين القوات النظامية ومجموعة منشقة”.

وفي درعا (جنوب) قتل ثلاثة من عناصر الامن في استهداف سيارتهم خلال اشتباكات بين القوات النظامية السورية ومجموعات منشقة في المدينة.

كما قتل جنديان في مدينة داعل في درعا في اشتباكات مستمرة منذ الصباح.

وقتل شخص صباحا برصاص القوات السورية في بلدة علما في محافظة درعا. واشار المرصد الى “اشتباكات عنيفة بين قوات النظام ومجموعات منشقة” في علما ومدينة الحراك.

وقتل مواطن في مدينة نوى في محافظة درعا نتيجة “اطلاق نار كثيف من قوات الامن السورية”.

كما سجل المرصد مقتل مواطن “برصاص قناصة في مدينة اعزاز في محافظة حلب” (شمال).

وفي محافظة ادلب (شمال غرب)، افاد المرصد عن مقتل “مواطن (45 عاما) اثر اصابته باطلاق رصاص من حاجز امني في مدينة معرة النعمان”.

واستؤنفت صباح امس المفاوضات التي تجريها اللجنة الدولية للصليب الاحمر مع السلطات والمعارضين السوريين لاجلاء جرحى بينهم صحافيان غربيان، الفرنسية اديت بوفييه والبريطاني بول كونروي، من حي بابا عمرو في حمص.

وقال ديبلوماسي غربي في دمشق ان المفاوضات التي تشارك فيها جمعية الهلال الاحمر السورية “علقت مساء السبت واستؤنفت صباح اليوم (الاحد) مع ارادة حازمة بالتوصل” الى نتيجة.

ولم تسفر المفاوضات التي استمرت 12 ساعة السبت في اجلاء الاشخاص الذين هم بأمس الحاجة للعلاج من حي بابا عمرو، بمن فيهم صحافية فرنسية وآخر بريطاني، الى جانب نقل جثماني صحافيين آخرين.

وقالت صحافية اجنبية تشارك في هذه المفاوضات السبت لوكالة “فرانس برس” ان سيارات الاسعاف التابعة للهلال الاحمر السوري وصلت مرتين الى بابا عمرو لكن افراد الجيش السوري الحر الذي يضم منشقين عن الجيش النظامي منعوا دخولها.

واتهم “الجيش السوري الحر” النظام بتوقيف تسعة جرحى تم نقلهم قبل يوم لكن اللجنة الدولية للصليب الاحمر حققت في الامر “وتبين انه غير صحيح اطلاقا”، حسب الصحافية.

(أ ف ب)

واشنطن تدعو الجيش السوري إلى الوقوف مع الشعب

استفتاء وسط القتال على مستقبل سوريا

على وقع المجازر المتنقلة من حمص الى حماة مروراً بدرعا ودمشق وإدلب وحلب، أجرى النظام الأسدي أمس استفتاء بالدم على دستور “جديد” أخذ شكلياً الهيمنة على البلاد من يد حزب البعث الحاكم، وأعطى في المقابل الرئيس السوري بشار الأسد سيطرة ديكتاتورية تسمح له بالبقاء لغاية العام 2028.

وبالتزامن مع الاستفتاء المهزلة على الدستور الزائف، حسبما قالت المعارضة التي لبّت المدن المنتفضة دعوتها إلى مقاطعته، سقط أمس برصاص قوات الأسد 65 شهيداً معظمهم في حمص وحماة. ودعت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الجيش السوري إلى وضع مصلحة بلاده قبل الدفاع عن النظام، مؤكدة أن “المحيطين بالأسد قلقون للغاية”.

وفيما كانت بعض مناطق ريف دمشق المنتفضة تقطع الطرقات بالدواليب المحترقة، كان لأهالي مدينة حمص رأيهم في الاستفتاء على الدستور الجديد الذي وضعه نظام الأسد، إذ قال الناشط وليد فارس في حي الخالدية في حمص حيث دخل القصف اسبوعه الرابع، “ما الذي يمكن ان نصوت من أجله اذا كنا سنموت بالقصف أو بالرصاص؟ هذا هو الخيار الوحيد امامنا”.

وأضاف فارس “نحن محاصرون في منازلنا منذ 23 يوماً لا نستطيع الخروج (إلى الشوارع) باستثناء بعض الأزقة. الأسواق والمدارس والأبنية الحكومية مغلقة والحركة قليلة في الشوارع بسبب انتشار القناصة”، وقال ان حي بابا عمرو المحاصر هو الآخر يعاني من عدم وجود طعام أو ماء منذ ثلاثة ايام، وتابع “حمص بوجه عام تعاني من انقطاع الكهرباء لمدة 18 ساعة في اليوم”.

وقال الناشط عمر من منطقة بابا عمرو التي يسيطر عليها المعارضون في حمص ان احداً لن يدلي بصوته وان هذا دستور أعد وفقا لأهواء الأسد في الوقت الذي يتعرض الناس للقصف والقتل. واضاف ان اكثر من 40 شخصا قتلوا اول من امس ثم يريدون من الناس ان يدلوا بأصواتهم في استفتاء.

وأظهر تسجيل مصور على موقع يوتيوب طبيباً في مستشفى مؤقت في بابا عمرو يدعى محمد المحمد وهو يحمل صبياً عمره 15 عاما أصيب بشظية في رقبته وهو يبصق دماً. وقال الطبيب الذي عالج ايضاً صحافيين غربيين اصيبوا في المدينة إنه حتى ساعة متأخرة من الليل ما زالت بابا عمرو تقصف، وأضاف “لا نستطيع ان نفعل شيئا لهذا الصبي”.

وقال شهود إن قوات الامن أوقفت اشخاصا غامروا بالخروج لشراء طعام في حمص وصادرت بطاقات هوياتهم الصادرة من وزارة الداخلية وأبلغتهم ان بإمكانهم استرداد هذه البطاقات في مراكز اقتراع معينة أمس.

وقال الناشط محمد الحمصي إنهم يريدون اجبار الناس على التصويت بأي طريقة كانت، على ما وصفه بالاستفتاء المزيف.

وفي مدينة حماة قال احد الناشطين ان احدا لم يشارك في الاستفتاء. وأضاف عبر هاتف يعمل عبر الاقمار الصناعية طالبا عدم نشر اسمه “لن نصوت على دستور صاغه قاتلنا”.

وأفادت الهيئة العامة للثورة السورية أن حصيلة الشهداء ارتفعت أمس إلى 65 شهيدا معظمهم في حمص منطقة بابا عمرو وحماة منطقة حلفايا إثر سقوط عدد من المنازل فوق ساكنيها بسبب القصف العشوائي، وبين الشهداء 4 أطفال وسيدتان.

وقالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر انها والهلال الاحمر العربي السوري لم يتمكنا من دخول حي بابا عمرو في حمص أمس وما زالا يتفاوضان مع السلطات السورية وجماعات المعارضة. وأضافت ان السلطات السورية لم تردّ حتى الان على طلب وقف اطلاق النار للسماح بإجلاء الجرحى من حي بابا عمرو في حمص، وقالت ان الوضع يتدهور ساعة بعد ساعة.

وناشدت كيت كونروي زوجة المصور البريطاني الذي اصيب في القصف على مدينة حمص السورية، السلطات البريطانية انقاذ زوجها، كاشفة أمس عن انه رفض الخروج من حمص مع جمعية الهلال الاحمر السوري.

وكان المصور البريطاني بول كونروي والصحافية الفرنسية ايديت بوفييه اصيبا في هجوم الاربعاء ادى الى مقتل الصحافية الاميركية ماري كولفين والمصور الفرنسي ريمي اوشليك. وكشفت كونروي ان زوجها رفض فرصة الخروج من مدينة حمص مع الهلال الاحمر السوري لأنه تم ابلاغه انه “لا يمكن الوثوق بهم”. وأبلغت وزارة الخارجية البريطانية زوجة المصور ان اي محاولة لإعادة زوجها الى بلاده تنطوي على مخاطرة عالية نظرا للهجمات المستمرة على مدينة حمص.

ويحذف الدستور الجديد الذي يستفتي عليه نظام الأسد مادة تجعل من حزب البعث الحاكم قائدا للدولة والمجتمع وسيسمح بالتعددية السياسية وسيقصر الفترات الرئاسية على فترتين مدة كل منهما سبع سنوات، لكن هذه القيود لن تطبق بأثر رجعي وهو ما يعني الآن أن الاسد الموجود في السلطة بالفعل منذ 11 عاما قد يخدم لفترتين متتاليتين بعد انتهاء ولايته الحالية لغاية العام 2028.

وخلال إدلائه بصوته قال الرئيس السوري إن بلاده تتعرّض لهجمة إعلامية، وإن “مهاجمي سوريا يمكن أن يكونوا أقوى في الفضاء لكننا أقوى على الأرض، ومع ذلك نريد أن نربح الأرض والفضاء”، نافياً أن يكون هناك شيء يجري و”أن الهجمة التي تتعرض لها سوريا هجمة إعلامية”. وكانت انفجارات عدة هزت مدنا سورية أمس قبل ان تفتح مراكز الاقتراع ابوابها امام الناخبين للادلاء بأصواتهم، وأبلغ نشطاء في مجال الدفاع عن حقوق الانسان عن وقوع انفجارات في حمص وحماة ودير الزور ودرعا ومدن اصغر تعد من مراكز الانتفاضة المندلعة منذ قرابة عام ضد حكم اسرة الاسد الذي مضى عليه اربعة عقود.

وفي المواقف، وصفت ألمانيا الاستفتاء على الدستور بالمهزلة. وقال وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله “إن عمليات التصويت الصورية لا يمكن أن تعد إسهاما في حل الأزمة الراهنة”. وطالب الأسد بـ”وقف العنف بحق المعارضين وإفساح الطريق أمام تحول سياسي في سوريا”.

ومن الرباط، دعت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون امس، الجيش السوري الى وضع مصلحة بلاده قبل الدفاع عن نظام الاسد. وقالت “نحض عناصر الجيش السوري على تغليب مصلحة البلاد”. واضافت “ما زلنا نعتقد ان الدائرة التي تحيط بالاسد قلقة من الهجمات الوحشية الجارية(..) وعلى كل السوريين ان يعملوا معا من اجل مستقبل افضل”.

وحذرت كلينتون من ان قيام الولايات المتحدة بتسليح المعارضة السورية يمكن ان يؤدي الى دعم تنظيم القاعدة وحركة حماس بطريقة غير مباشرة. وقالت في مقابلة مع شبكة “سي بي اس نيوز” “نحن لا نعلم في الحقيقة من هي الجهة التي نسلّحها”، وتساءلت “هل نحن ندعم القاعدة في سوريا؟.. حماس تدعم المعارضة الآن. هل نحن ندعم حماس في سوريا؟”. وأضافت “لا يمكنك إحضار دبابات الى حدود تركيا ولبنان والاردن. لن يحدث ذلك”.

وذكّرت كلينتون بالنقاط الثلاث التي يتعين ان تشكل برأيها استراتيجية المجتمع الدولي حيال سوريا، وهي “مساعدة انسانية عاجلة” للمدنيين، و”زيادة الضغوط على نظام الاسد”، و”المساعدة على الاعداد لعملية انتقالية”.

وحذر رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين أمس الدول الغربية والعربية من التدخل العسكري في سوريا في مقال بشأن السياسة الخارجية ينشر اليوم قبل ستة ايام من انتخابات الرئاسة من شبه المؤكد ان يفوز فيها.

وأضاف وفقاً لنص المقال “آمل ألا تحاول الولايات المتحدة والدول الاخرى ان تنفذ سيناريو عسكريا في سوريا دون موافقة من مجلس الامن التابع للامم المتحدة”.

(رويترز، يو بي أي، أ ف ب، وال)

قتلى جدد في سوريا والمعارضة تقاطع “استفتاء الدستور

سقط ضحايا جدد أمس في سوريا، فيما استأنفت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي، والهلال الأحمر السوري، مفاوضات مع السلطات والمعارضة تعثرت السبت، لإجلاء جثتي صحافيين غربيين، واثنين آخرين أصيبا في حي بابا عمرو في حمص (وسط)، بينما وجهت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون دعوة إلى الجيش السوري إلى “وضع مصلحة سوريا أولاً”، في وقت تضاربت التصريحات عن حجم المشاركة في الاستفتاء على مشروع الدستور، الذي فتحت مراكز الاقتراع عليه أبوابها صباحاً، بين السلطات التي أكدت مشاركة كثيفة في مناطق عدة، والمعارضة التي أعلنت المقاطعة، وقالت إن المشاركة ضعيفة .

وذكر ناشطون أن 26 قتيلاً سقطوا في مناطق عدة، واستؤنفت مفاوضات تجريها اللجنة الدولية للصليب الأحمر مع السلطات والمعارضين السوريين لإجلاء جرحى، بينهم الصحافيان الغربيان، الفرنسية اديت بوفييه والبريطاني بول كونروي، من حي بابا عمرو في حمص . وقالت المتحدثة كارلا حداد “لم تتلق اللجنة الدولية للصليب الأحمر رداً من السلطات السورية حتى الآن . الوضع الراهن في بابا عمرو والمناطق الأخرى المتضررة من العنف هو تحديداً ما جعل اللجنة تقدم هذا الطلب لوقف القتال ساعتين يومياً، الوضع يتدهور ساعة بعد ساعة ولا بد أن يتلقى الناس مساعدة على الفور” . وقال المتحدث باسم اللجنة الدولية في دمشق صالح دباكة “لن يحصل الإجلاء الأحد لأن إرسال سيارات إسعاف ليلاً إلى حمص لنقل الجرحى أمر بالغ الخطورة . من الأرجح القيام بذلك الاثنين (اليوم)” .

وأكد دبلوماسي غربي في دمشق أن “تقدماً أحرز الأحد” في المفاوضات بين السلطات والصليب الأحمر والأطراف الأخرى على الأرض، “إلا أن الوقت تأخر من أجل نقلهما ليلاً” .

بالتزامن، انطلقت عملية الاستفتاء على مشروع الدستور السوري الجديد، وتحدثت مصادر رسمية عن مشاركة كثيفة في مناطق عدة، الأمر الذي ناقضته أطر وتشكيلات معارضة بالحديث عن التزام بدعوات مقاطعة الاستفتاء التي أطلقتها مسبقاً، فيما تعلن النتائج الرسمية اليوم الاثنين .

دولياً، دعت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون الجيش السوري إلى وضع مصلحة بلاده قبل الدفاع عن نظام الرئيس بشار الأسد . وقالت من الرباط “نحث عناصر الجيش السوري على تغليب مصلحة البلاد” . وأضافت “ما زلنا نعتقد أن الدائرة التي تحيط الأسد قلقة من الهجمات الوحشية الجارية، وأن على كل السوريين أن يعملوا معاً من أجل مستقبل أفضل” .

واعتبرت كلينتون أن التدخل الأجنبي في سوريا قد يدفع إلى حرب أهلية في هذا البلد، وقالت في مقابلة مع شبكة “بي بي سي” “هناك الكثير من السيناريوهات السيئة التي نحاول استباقها، وفي الوقت نفسه نبقي نظرنا على الاحتياجات الإنسانية ونحاول القيام بكل ما في وسعنا لدعم المعارضة السورية، ونحاول تشجيع عملية انتقالية ديمقراطية” .

وأقرت وزيرة الخارجية الأمريكية بأن “ذلك استلزم أكثر من سنة في اليمن، لكن في النهاية أقسم رئيس جديد اليمين، واستمر قتل الناس طوال كل هذا الوقت، وبالتأكيد أنها أوضاع مؤلمة للغاية”، وتابعت “هناك معارضة قوية جدا ضد التدخل الأجنبي، داخل سوريا وخارجها” .

وذكرت ب”أننا لا نملك موافقة مجلس الأمن الدولي التي تعطي الشرعية والمصداقية لقرارات المجتمع الدولي”، وأشارت إلى أن “هناك عدداً من الفاعلين الخطرين في المنطقة، القاعدة وحماس وآخرين، يؤكدون دعمهم للمعارضة، هناك الكثير من السوريين القلقين حيال ما يمكن أن يحصل لاحقاً” .

وقالت كلينتون “لا أريد القول إنه لا يمكن القيام بأي شيء، لا أعتقد ذلك، أجد أننا نتقدم قدر المستطاع”، وتساءلت أيضاً “إذا عملتم على إدخال أسلحة رشاشة يمكن ولا شك تمريرها عبر الحدود، ماذا يمكنها أن تفعل مقابل الدبابات والمدفعية الثقيلة؟” . (وكالات)

مجموعة العمل الوطني” لا تنشق عن المجلس: غليون متفرّد متردّد وخضع لإملاءات المرزوقي

“الشفاف”- خاص

أكّد الدكتور وليد البنّي لـ”الشفاف” من القاهرة أن إعلان تشكيل “مجموعة العمل الوطني” التي تضمّ 20 من أعضاء “المجلس الوطني السوري” ليس “إنشقاقاً” عن المجلس الوطني. فالمجموعة ستظلّ تعمل داخل المجلس رغم اعتراضاتها الكثيرة على طريقة عمل “المجلس” ورئيسه.

وقد صدر إعلان “مجموعة العمل الوطني” من تونس بعد خطاب برهان غليون الذي حرّر خطابه بنفسه وألقاه دون أن يطلع عليه أحداً من أعضاء المجلس الوطني الموجودين بتونس، وكان عددهم 40 عضواً!

وفد قطر كاد ينسحب بعد سعود الفيصل

كما أخذ أعضاء المجلس الوطني الذين حضروا “مؤتمر أصدقاء الشعب السوري” على السيد غليون خضوعه لإملاءات رئيس تونس الذي طلب عدم إيراد أية إشارة إلى “الجيش السوري الحر”، والإكتفاء بطرح سياسي مستوحى من أفكار صديقه (وصديق إيران وحزب الله) هيثم منّاع.

وقد أثار خطاب غليون إستياءً إلى درجة أن وفد قطر كاد ينسحب من الإجتماع!

ويشير أعضاء في مجموعة العمل الوطني إلى حالة “الإحباط” التي عمّت الشارع السوري بعد نتائج مؤتمر تونس المخيّبة للآمال، والتي نجمت عن عدم تقدّم المجلس الوطني ورئيسه بمطالب واضحة من الدول المشاركة. فالمجلس الوطني ترك للمشاركين تحديد “ما يستطيع كل دولة تقديمه” بدل تقديم مطالب واضحة ومحددة. أي أن موقف “المجلس الوطني” ممثّلاً برئيسه كان من نوع “نحن لا نعرف ماذا نريد، فماذا تقدّمون أنتم؟”، وهذا في حين يطالب الشعب السوري بدعم عسكري للجيش الحرّ وحتى بتدخّل عسكري بعد التدخّل العسكري السافر الذي تمارسه إيران وروسي، وبعد المجزرة المتواصلة منذ شهر في حمص.

وكانت سبقت ذلك كله إشاعات أفادت مصادر “الشفاف” أنها صحيحة، مفادها أن السيد برهان غليون كان قد هدّد بالإنسحاب من المجلس الوطني إذا لم يتم انتخابه رئيساً للمرة الثالثة! وكان “تهديد” غليون بالإنسحاب متداولاً على نطاق واسع في الأوساط السورية، ولو أن الجميع فضّل عدم إثارته علناً في الظروف الصعبة التي تجتازها مدن سوريا، وعاصمتها الثورية “حمص”.

ما هو موقف “الإخوان المسلمين” المشاركين في المجلس الوطني من إعلان تشكيل المجموعة ومن هذه التطورات كلها. كالعادة “الإخوان لاطيين”، يجيب أحد أعضاء المجلس الوطني! بانتظار التطوّرات..

بيان إعلان تشكيل مجموعة العمل الوطني من مدنيين وعسكريين لقيادة الثورة في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ سوريا

صدر عن عدد من مجموعات المعارضة وشخصياتها داخل المجلس الوطني الحر وخارجه وعدد من الضباط الأحرار البيان التالي:

لقد مضت أشهر طويلة وصعبة على سوريا منذ تشكيل المجلس الوطني السوري .. دون نتائج مرضية، ودون تمكن المجلس من تفعيل مكاتبه التنفيذية أو تبني مطالب الثوار في الداخل، وقد بات واضحا لنا أن طريقة العمل السابقة غير مجدية، لذلك قررنا أن نشكل مجموعة عمل وطني، تهدف لتعزيز الجهد الوطني المتكامل الهادف إلى إسقاط النظام بكل الوسائل النضالية المتاحة بما فيها دعم الجيش الحر الذي يقع عليه العبء الأكبر في هذه المرحلة. وتتشكل مجموعة العمل الوطني من أعضاء المجلس الوطني ومن غيرهم من كافة أطياف المعارضة السورية وتعتمد معيار الكفاءة والأمانة فقط. يرأسها وينسق عملها مكتب رئاسة برئاسة الأستاذ هيثم المالح وتضم مكاتب ودوائر متعددة يشرف على إدارة كل منها فريق من أصحاب الكفاءة والوطنية : 1-علاقات عامة 2-تواصل مع الداخل 3- دعم وإمداد بكل أنواعه 4- إعلام 5– شؤون مالية 6- حماية المدنيين 7– حقوق وقانون.

الموقعون في تونس: استاذ هيثم المالح -منذر ماخوس – جبر الشوفي-د. حسان بالي – جان عنتر – د. وليد البني- د. محمد كمال اللبواني –عماد الدين الرشيد -أستاذ فواز تللو-العميد حسام الدين العواك –أنس العبدة -أديب الشيشكلي – هاشم سلطان – باسل الكويفي– أنس العبدة – سمير صطوف– عبدالله تامر الملحم – صبحي قطرميز–سمير مطر – أحمد الجبوري –

تم توقيع هذا الاعلان ممن حضر في تونس. وهو مفتوح أمام الجميع للتأييد والتعاون والانضمام والتضامن مع مضمونه، وخاصة ممن ينشطون مع الداخل

.والله الموفق .26 / شباط

مقتل 94 شخصا في سوريا ومفاوضات اجلاء الجرحى من حمص لم تسجل تقدما

دمشق – قتل 94 شخصا من بينهم 68 مدنيا في اعمال عنف في سوريا السبت، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان، في حين لم تسجل مفاوضات اجلاء الجرحى من حمص اي تقدم.

واورد المرصد في بيان “في مدينة حمص استشهد 24 مواطنا بينهم ام وطفلها اثر اطلاق رصاص وسقوط قذائف في احياء الخالدية والحميدية وباب الدريب وباب تدمر وبابا عمرو، وفي ريف حمص استشهد ستة مواطنين بينهم فتى يبلغ من العمر 14 عاما اثر اطلاق النار من حواجز للقوات النظامية السورية في بلدة تلبيسة، واستشهد طفل في مدينة الحولة اثر اطلاق رصاص من قناصة واستشهد شاب اثر اطلاق نار من رشاشات ثقيلة من قبل القوات السورية التي تحاصر الرستن”.

واضاف المرصد “كما استشهد سبعة مواطنين بمحافظة حلب بينهم امرأة وطفلة في مدينة اعزاز التي شهدت اطلاق نار كثيفا، وفي ريف حماة استشهد ثمانية مواطنين بينهم فتاتان خلال العمليات العسكرية والامنية التي تنفذها القوات النظامية السورية في قريتي معرزاف والمجدل وشاب ووالدته من قرية التريمسة اثر اطلاق الرصاص عليهما من قبل حاجز للقوات النظامية عند دوار مدينة محردة”.

وتابع المصدر نفسه “وفي محافظة ادلب استشهد عشرة مواطنين عثر على جثامينهم بجوار قرية افس كانت القوات النظامية قد اعتقلتهم خلال حملة مداهمات واعتقالات نفذتها اليوم في افس، وفي محافظة درعا استشهد 11 مواطنا خلال العمليات العسكرية التي تنفذها القوات النظامية السورية في بلدة علما”.

كذلك، لفت المرصد الى “سقوط ثلاثة جنود منشقين في محافظتي حلب ودرعا”، والى “سقوط 23 من عناصر الامن والجيش النظامي اثر اشتباكات وتفجير عبوات ناسفة في الجانودية وافس والمسطومة بمحافظة ادلب ومدينة اعزاز بمحافظة حلب وقرب بلدة تلبيسة بمحافظة حمص ومحافظة درعا”.

من جهة اخرى، افاد المرصد ان “مواطنين من قرية بريف حلب استشهدا في حي الصاخور بمدينة حلب متأثرين بجروح اصيبا بها مساء امس (الجمعة) خلال اطلاق رصاص من قبل القوات السورية”.

واشار ايضا الى “استشهاد مواطنين اثنين من مدينتي ادلب وخان شيخون متاثرين بجروح اصيبا بها قبل ايام”.

من جهة ثانية، اعلن المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر في دمشق في المساء عدم التصول الى اتفاق في المفاوضات التي اجرتها اللجنة السبت مع السلطات والمعارضين السوريين لاجلاء جرحى من حي بابا عمرو في حمص، وسط البلاد.

واكد صالح دباكة ان “المفاوضات التي اجراها الصليب الاحمر والهلال الاحمر العربي السوري مع السلطات السورية والمجموعات المعارضة في حمص لم تسفر عن نتائح ملموسة اليوم”.

واستؤنفت المفاوضات السبت في حمص بين اللجنة الدولية للصليب الاحمر الدولية والسلطات والمعارضين السوريين لاجلاء المصابين من حي بابا عمرو وبينهم صحافيان اجنبيان بالاضافة الى اخراج جثماني الصحافيين اللذين قتلا الاربعاء.

وقال المتحدث باسم الصليب الاحمر في دمشق صالح دباكة لفرانس برس ان الهدف اجلاء الذين يحتاجون الى تدخل طبي عاجل.

واكد ان منظمة الهلال الاحمر والصليب الاحمر اجليا سبعة مصابين وعشرين امراة وطفلا مرضى الى مشفى الامين الذي يبعد كيلومترين عن حي بابا عمرو.

ياتي ذلك عشية انعقاد الدورة السنوية لمجلس الامم المتحدة لحقوق الانسان الذي اعرب عن رغبته في ممارسة مزيد من الضغوط على النظام السوري بعد نشر تقرير جديد مقلق عن الفظائع المرتكبة في سوريا منذ بداية عمليات القمع.

ووصف طبيب جراح فرنسي عاد الجمعة من مهمة استمرت 19 يوما في سوريا، في تصريحات لوكالة فرانس برس، “المجزرة” في مدينة حمص (وسط) التي تواجه “الوحشية” و”الالام”.

وقد وصل البروفسور جاك بيريس مساء الجمعة الى مطار رواسي شارل ديغول الباريسي، معربا عن ارتياحه للعودة الى بلاده و”ترك المجزرة في حمص”.

وقال البروفسور بيريس الذي شارك في تأسيس منظمة اطباء بلا حدود انه “تأثر بعمليات القصف وبؤس الناس وبشجاعتهم ايضا” على رغم الظروف الحياتية البالغة الصعوبة.

وفي ريف ادلب (شمال غرب)، تعرضت قرية المغارة بجبل الزاوية لقصف واطلاق نار من رشاشات ثقيلة مما “ادى الى تهدم جزئي لخمسة منازل واشتعال النار بعدة منازل اخرى” بحسب المرصد.

واضاف المرصد ان صوت اطلاق نار كثيف في مدينة سراقب سمع في الوقت الذي تشهد قرية افس المجاورة لسراقب حملة مداهمات واعتقالات.

وادخل الى الاراضي اللبنانية السبت سبعة جرحى سوريين من حي بابا عمرو في حمص عبر معابر غير رسمية، بحسب ما افاد مصدر امني وكالة فرانس برس.

ويبدو ان لا علاقة لدخول هؤلاء الجرحى بالجهود التي تبذلها اللجنة الدولية للصليب الاحمر لاخراج المصابين من حي بابا عمرو ومن بينهم الصحافيون الغربيون.

واكد مصدر دبلوماسي غربي في دمشق لوكالة فرانس برس استئناف المفاوضات السبت بواسطة منظمة الهلال الاحمر ولجنة الصليب الاحمر لاخراج الصحافيين المصابين وجثماني الصحافيين القتيلين.

وتتابع الدبلوماسية الفرنسية “جهودها” للعمل على اخراج الصحافيين الغربيين من حمص، حسبما اعلن المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو.

وذكرت وكالة الانباء السورية (سانا) من جهتها ان “فرق الهلال الأحمر السوري تمكنت من الدخول إلى حي بابا عمرو أمس وإسعاف عدد من المصابين جراء جرائم المجموعات المسلحة ونقلهم إلى مشافي حمص لتلقي العلاج”.

ونقلت الوكالة عن مواطن من أهالي الحي “أنا قادم من بابا عمرو والمجموعات المسلحة تقصف منازلنا وتطلق النار على كل من يسير في الشارع لقتله أو تقوم باختطافه ومنذ 23 يوما تمنعنا من الخروج”.

واضافت الوكالة “عمدت المجموعات الإرهابية المسلحة طوال الأيام الماضية إلى الترهيب بقوة السلاح لاحتجاز المواطنين والمصابين بهدف استخدامهم كدروع بشرية كي تتمكن من مواصلة إجرامها ضد الأبرياء وقوات حفظ النظام والممتلكات العامة”.

كما اشارت الوكالة الى ان “مجموعة ممن غرر بهم في الزبداني وسرغايا ومضايا (ريف دمشق) يسلمون انفسهم الى الجهات المختصة”.

واضافت تم تشييع “جثامين 18 شهيدا من عناصر الجيش وقوات حفظ النظام استهدفتهم المجموعات الارهابية المسلحة أثناء تأديتهم لواجبهم الوطني في حمص وادلب ودرعا وريف دمشق”.

وياتي ذلك غداة دعوة وجهها مؤتمر اصدقاء سوريا في العاصمة التونسية الى وقف كافة اعمال العنف “فورا” وفرض المزيد من العقوبات على النظام السوري ودعم المعارضة السورية.

ووصف وزير الاعلام السوري عدنان محمود المؤتمر الذي عقد عقد الجمعة في تونس بانه “مؤتمر اصدقاء واشنطن واعداء الشعب السوري” مؤكدا ان الحكومة السورية ماضية في ترسيخ الاستقرار لتوفير الاجواء لعملية الاصلاح.

ونقلت وكالة الانباء الرسمية (سانا) عن الوزير السوري “كان بالأمس مؤتمر أصدقاء واشنطن وأعداء الشعب السوري في تونس الذي لم يخرج سوى بحقيقة واحدة هي استمرارهم في دعم الارهابيين ومدهم بالسلاح لمواصلة ضرب الأمن والاستقرار في سوريا”.

من جهتها جددت ايران السبت موقفها الرافض لاي تدخل عسكري في سوريا غداة اثارة دول عدة هذا الامر خلال “مؤتمر اصدقاء سوريا” الذي عقد في تونس الجمعة.

وقالت وزراة الخارجية الايرانية في بيان ان “ايران ترفض اي تدخل عسكري في الشؤون السورية”، مشددة على ان طهران “لا ترسل الاسلحة ولا تتدخل عسكريا” في هذا البلد، بخلاف ما يؤكد مسؤولون غربيون.

وصرح الرئيس الاميركي باراك اوباما الجمعة انه يريد استخدام “كل الادوات المتوفرة” لوقف “قتل” المدنيين في سوريا، معبرا عن دعمه لمؤتمر اصدقاء سوريا في تونس.

في المقابل، اعربت وكالة انباء الصين الجديدة عن ارتياحها لأن مؤتمر اصدقاء سوريا الذي شارك فيه الجمعة في تونس اكثر من ستين بلدا ولم تحضره الصين “رفض التدخل الاجنبي” في سوريا.

واعتبرت صحيفة الثورة السورية الحكومية ان “مؤتمر اصدقاء سوريا” الذي عقد الجمعة في تونس شكل “خيبة جديدة” للاطراف “المتامرة” على سوريا.

ونظمت تظاهرات عدة في فرنسا السبت تنديدا بالقمع الذي يمارسه النظام السوري بحق شعبه.

وقالت الشرطة ان مئات الاشخاص تجمعوا في باريس فيما تظاهر نحو مئة شخص في ليون (وسط شرق). كما سجلت تظاهرة في تولوز (جنوب غرب) ندد المشاركون فيها بالرئيس السوري بشار الاسد.

الى ذلك، تبدأ الاثنين في جنيف الدورة السنوية لمجلس الامم المتحدة لحقوق الانسان الذي اعرب عن رغبته في ممارسة مزيد من الضغوط على النظام السوري بعد نشر تقرير جديد مقلق عن الفظائع المرتكبة في سوريا منذ بداية عمليات القمع.

وسيشارك حوالى تسعين وزيرا ومسؤولا كبيرا في الدورة بينهم وزراء الخارجية الفرنسي والالماني والاسباني والمصري والايراني، ورئيس الوزراء الليبي.

زيادة: مجزرة بابا عمرو اليوم تصعيد كبير.. والمجتمع الدولي بطيء بتحرّكه بشأن سوريا

إعتبر مدير مكتب العلاقات الخارجيّة في “المجلس الوطني السوري” رضوان زيادة بأنّ المجازر التي ارتكبت اليوم بحمص في حي بابا عمرو لجهة مقتل ما يزيد عن 64 من المواطنين في وقت واحد هو “تصعيد كبير للنظام السوري (برئاسة بشّار الأسد) وهو ما يدل على أنّ النظام لن يتوقّف حتى يُرضي الأسد غروره بأنّه قادر على السيطرة على الأوضاع مجدّدًا”.

زيادة، وفي حديث لقناة “أخبار المستقبل”، قال: “لا قرار أميركي للتدخّل في سوريا بسبب الوضع الإقليمي لسوريا وكذلك لسبب داخلي وتحديدًا الانتخابات الرئاسيّة التي يخوضها الرئيس الأميركي باراك أوباما على أساس أنّه يسحب جنوده من الشرق الأوسط فلن يقوم الآن بإدخالها إلى سوريا”.

وإذ لفت إلى أنّ “أوباما لم يظهر كالقائد القادر على إدارة الدفّة في سوريا بشكل يتصدى فيه لإيران وطموحها في الشرق الأوسط”، لفت زيادة إلى أنّه “لذلك تتخبّط الادارة بين اتّخاذ مواقف أكثر جذريّة أو مواقف أكثر عمليّة كفرض مناطق عازلة وتسليح “الجيش السوري الحر”، والتسليح هو إشكاليّة ولا أعتقد بأنّ أميركا ستسلّح المعارضة مباشرة إنّما لن تعترض على تسليحها عبر دول أخرى”.

وتابع زيادة: “أميركا وبعد خطئها الاستراتيجي بتسليح تنظيم “القاعدة” وحركة “طالبان” أي المعارضة الأفغانيّة، حصل استعمال لهذه الأسلحة ضدّها ولذلك فتجربتها سيّئة على هذا الصعيد ولهذا السبب فهي ستسمح بالتمويل عبر دول ثالثة كقطر والامارات العربيّة المتّحدة”.

زيادة الذي أكّد أنّ “الشعب السوري يشعر بأنّه يقاتل النظام السوري بعد أن تخلّى العالم أجمع عنه”، لفت إلى أنّ “الخطوات الدوليّة لم تغيّر أيّ شيء على أرض الواقع، والسوريّون يريدون تدخّلاً مباشرًا لوقف القتل، وهذا الأمر مسألة وقت لأنّ العالم لن يقف مكتوف الأيدي أمام القتل اليوم إلا أنّ المجتمع الدولي بطيء في اتّخاذ ما يجب عليه في هذا الاطار”.

ورأى زيادة أنّ “الوقت لا يمر في صالح الشعب السوري فالنظام تحت ضغوط اقتصاديّة ولكن الشعب يتأثّر بها وهناك دماء تنزف ويجب تشكيل تحالف دولي وهذا ما يجب أن يكون على “أجندة” مؤتمر اسطنبول لأصدقاء سوريا المقبل”. وأضاف: “تسليح المعارضة ليس كافيًا دون تدخّل دولي، وأميركا وظيفتها أن تعمل للحشد الدولي والدعم المطلوب”. وختم بالقول: “أعتقد أنّ السعوديّة وقطر تدفعان لجهة التدخّل العسكري وكذلك على “المجلس الوطني السوري” العمل على ذلك في مؤتمر اسطنبول المقبل”.

المالح: في الأيّام المقبلة سيكون بأيدينا الأموال اللازمة لتجهيز “الجيش السوري الحر

أكّد عضو “المجلس الوطني السوري” ورئيس “مجموعة العمل الوطني” هيثم المالح أنّ مصادر عديدة أعلنت عن نيّتها تمويل تجهيز “الجيش السوري الحر”، لافتًا إلى أنّ “دول مجلس التعاون لدول الخليج العربيّة أبدت استعدادها للتمويل العسكري للجيش السوري الحر”، ومشيرًا إلى أنّ “بعض المتموّلين السوريين أبدوا استعدادهم كذلك للمساهمة في هكذا تمويل”.

المالح، وفي حديث لقناة “أخبار المستقبل”، قال: “في الأيّام المقبلة سيكون في أيدينا الأموال اللازمة لوضعها بتصرّف الجيش الحر” لتأمين تجهيزه العسكري اللازم للتصدي لقوات الجيش السوري النظامي.

(رصد NOW Lebanon)

شقاق بالمجلس الوطني السوري

خلافات بشأن ما حققه المجلس الوطني السوري المرحلة الماضية (الجزيرة-أرشيف) انشق أعضاء بارزون عن المجلس الوطني السوري وشكلوا منظمة جديدة أمس الأحد، ليكشفوا بذلك ما وصف بأخطر شقاق بصفوف المعارضين للرئيس بشار الأسد منذ اندلاع الاحتجاجات المطالبة برحيله في مارس/ آذار.

وأعلن عشرون شخصا على الأقل من الأعضاء العلمانيين والإسلاميين بالمجلس المؤلف من 270 عضوا والذي أنشيء بإسطنبول العام الماضي تشكيل مجموعة العمل الوطني السوري.

ويرأس المجموعة الجديدة هيثم المالح، وهو محام وقاض سابق قاوم حكم عائلة الأسد منذ بدايته عام 1970، وانضم اليه كمال اللبواني، وهو زعيم للمعارضة سجن ست سنوات وأفرج عنه في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، ومحامية حقوق الإنسان كاترين التللي، والمعارض فواز تللو الذي له صلة بالجيش السوري الحر، ووليد البني الذي كان من بين أكثر الشخصيات جرأة بالمجلس المسؤول عن السياسة الخارجية.

هيثم المالح يرأس المجموعة الجديدة (الجزيرة) وقال بيان للمجموعة الجديدة “لقد مضت أشهر طويلة وصعبة على سوريا منذ تشكيل المجلس الوطني السوري دون نتائج مرضية ودون تمكنه من تفعيل مكاتبه التنفيذية أو تبني مطالب الثوار في الداخل”.

وجاء في البيان أيضا “لقد بات واضحا لنا أن طريقة العمل السابقة غير مجدية لذلك قررنا أن نشكل مجموعة عمل وطني تهدف لتعزيز الجهد الوطني المتكامل الهادف لإسقاط النظام بكل الوسائل النضالية المتاحة بما فيها دعم الجيش الحر الذي يقع عليه العبء الأكبر في هذه المرحلة”.

وقد صدر هذا البيان في تونس حيث كان أعضاء المجلس الوطني السوري يحضرون مؤتمر “أصدقاء سوريا” الذي شاركت فيه خمسون دولة الأسبوع الماضي.

يُشار إلى أن المجلس الوطني يتعرض لضغوط متزايدة من داخل سوريا بسبب عدم دعمه صراحة المقاومة المسلحة ضد الأسد والتي يقودها الجيش السوري الحر.

ويرأس المجلس برهان غليون، وهو أستاذ علماني يدافع عن الديمقراطية في سوريا منذ السبعينيات, وتجدد فترة رئاسته للمجلس بشكل شهري مع حصوله على دعم أساسي من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين بالمجلس.

المصدر:رويترز

رحلة الركض وراء المازوت بدمشق

الجزيرة نت-خاص

كل شيء يدفع للقلق والخوف بدمشق، طوابير الشاحنات وسيارات النقل الصغيرة التي تتجمع عند محطات الوقود للحصول على المازوت، وإلى جوارها طوابير من الأطفال والنساء يحملون غالونات صغيرة للحصول على عشرة إلى عشرين لترا فقط من وقود التدفئة.

الحواجز الإسمنتية تتزايد كل يوم أمام المباني الحكومية.. وبين هذه وتلك حواجز أمنية مكثفة في المداخل الرئيسية للعاصمة، لا تريح أحدا.

الكهرباء تقطع ثلاث ساعات، وتأتي ثلاثة انقطاعات ليصبح المجموع الكلي 12 ساعة يوميا. طلاب يريدون الدراسة، وعائلات كانت تستخدم التكييف في ظل غياب المازوت ومستوصفات وعيادات تتعطل.. وطريقة حياة كاملة بدأت تفرض حضورها على السوريين.

مشهد صاخب

هذه  المناظر التي باتت جزءا من المشهد العام لدمشق تضغط على نفسيات متعبة لم تعد تتحمل أية ضغوط جديدة بعد نحو عام من مشهد صاخب بالدم والخوف والحبس بالمنازل وخصوصا يوم الجمعة.

في ضواحي دمشق يتجمع عدد من سائقي الحافلات الصغيرة (الميكروباصات-المسماة باللغة الدارجة هنا “السرفيسات”) دفعة واحدة أمام مخفر الشرطة، وقد قرروا الإضراب لأنهم لا يجدون المازوت، وإن وجدوه فبعد ساعات من الانتظار عند محطات الوقود.

إنه احتجاج لم يكن واردا ولا في الأحلام قبل 15 مارس/ آذار الماضي. يدخل السائقون في جدال مع رئيس المخفر ومع مندوبين عن البلدية والأجهزة الأمنية المستنفرة لمواجهة أي طارئ .

صراخ ونقاش محتدم يستطيع بعده رئيس البلدية إحضار صهريج مازوت يفي بالغرض ولو إلى حين.

حل جديد لكنه مؤقت كي لا يكبر الموضوع في توقيت لا يحتمل. الحالة تتكرر لكن لا تنتهي دوما بالطريقة ذاتها بأماكن أخرى.

أطفال ونساء

المتضرر الأكبر الناس الذين يتجمعون بالآلاف للوصول إلى أعمالهم وأشغالهم في ظل توقف كثير من الآليات عن العمل لغياب المازوت.

في إحدى المحطات، قرب الحجر الأسود جنوبي دمشق، يقف حوالي مائتي شخص من رجال ونساء وأطفال لتعبئة غالون واحد.

يهدئ عمال المحطة الناس قبل ساعتين من وصول صهريج كبير معبأ بالمازوت.

الكل يريد المازوت.

ينتهي الصهريج من تعبئة شحنته، ويبدأ العمل ويتوزع بين شاحنات كبيرة تنتظر منذ ساعات و”ميكروباصات” وبشر.. الكل يريد التدفئة في شتاء يكاد يكون استثنائيا في برودته.

تنتظم السيارات في دورها لكن من يحملون الغالونات لا يمكن التحكم فيهم.

يستطيع نحو نصف المتجمعين الحصول على الكنز، ويقتنع النصف الباقي بترك غالوناتهم إلى الساعة ذاتها من اليوم القادم.

بكاء امرأة

بكاء امرأة يثير الانتباه وهي تتوسل للحصول ولو على عشرة لترات لأطفالها الأربعة القابعين بالمنزل دون مازوت منذ أسبوع. لا يهتم معظم الموجودين ببكائها وقد بدا عليها الفقر والبؤس .

تصيح السيدة أنها لا تملك أكثر من مائتي ليرة “استدانتها” من أجل غالون المازوت الذي لم تحصل عليه.

اللتر يباع بنحو 16 ليرة بالمحطات وسعره يصل إلى 25 لدى الباعة المتجولين.

يعرض بعضهم منحها حصته لكنها تأبى وتخرج مكسورة الجناح ككثيرين غيرها، وإن كانوا يغادرون دون نواح.

أحد العاملين بالمحطة يؤكد أنه لا يوجد مازوت والكميات الواردة لا تعادل ربع المطلوب.

يخشى هذا الشاب أن تتطور الأزمة حتى يؤثر المازوت على عمل حافلات النقل العامة وأفران الخبز.

معتقلون سوريون يتعرضون للابتزاز

كشف مواطنون  سوريون وحقوقيون للجزيرة نت عن تفاقم معدلات الفساد في الشهور القليلة الماضية بسوريا, وتحدثوا عن “ابتزاز” من جهات رسمية وموظفين, في ظل ما أسموه حالة الفوضى العارمة التي تزامنت مع اندلاع الثورة.

وفي محاولة الجزيرة نت للتقصي عن المعتقلين الذين يضطرون لدفع مبالغ مالية لقاء عدم تعرضهم لتعذيب أو الإفراج عنهم، وجدت حالات كثيرة أمكن حصر بعضها.

أبو سعد أحد تلك النماذج, قال إنه اضطر لدفع مائتي ألف ليرة سورية لرجل أمن وعده بالإفراج عن ابنه ذي الوضع الصحي السيئ، ومع ذلك لم يتم إطلاقه. وتابع الوالد محاولاته فطلبوا منه مجددا “خمسة أضعاف المبلغ السابق أي مليون ليرة سورية”. وأوضح أنه شديد القلق على حياة ابنه وأن ذلك المبلغ ليس بحوزته ولا يستطيع فعل شيء.

سيدة أخرى ذكرت أن المخابرات الجوية اعتقلت زوجها مع سيارته الخاصة التي لم يسدد بعد كامل أقساطها المترتبة، وأنها تضطر لدفع راتبها كاملا لسداد تلك الأقساط منذ شهور، كما دفعت أكثر من 250 ألف ليرة للأمن مقابل وعد بالإفراج عنه، ولكن ذلك لم يحدث، ولم تتمكن من استرداد كامل المبلغ الذي دفعته. وتضيف أنها فقط استطاعت معرفة أن زوجها ما يزال على قيد الحياة.

ويقول ناشطون إن بعض عناصر الأمن يتقاضون مبالغ مالية من أهالي المعتقلين للإفراج عنهم، وهم يستغلون معرفتهم المسبقة باقتراب موعد إطلاقهم بشكل تلقائي لجني المال دون أن يكون لهم أي دور في إطلاق هؤلاء المعتقلين.

حقوقيون

من جانبها قالت الحقوقية رزان زيتونة إن بعض الناشطين أطلق سراحهم بعد دفع المال إلا أن الفرع الأمني ذاته عاد لاعتقالهم بعد يومين، في حين قال أحد المحامين الذين يتولون الدفاع عن معتقلي المظاهرات إنه إذا تمكن من دفع مبلغ صغير نوعا ما لإطلاق المعتقل قبل وصوله إلى الفرع الأمني يكون أفضل بكثير لأن المبلغ يصبح كبيرا إذا دخل فرع الأمن.

كما أن بعض المعتقلين الذين لم تكن بحوزتهم مبالغ مالية أعطوا عناصر الأمن أجهزة هواتفهم المحمولة قبل إبلاغهم للفروع. وأشار المحامي إلى أن تلك المبالغ تختلف من محافظة إلى أخرى، فهي بالمناطق البعيدة والأقل توترا ليست كما المناطق المتوترة والعاصمة.

بهذا السياق، قال المحامي أنور البني للجزيرة نت “أهالي المعتقلين السياسيين من قبل كانوا يتعرضون لابتزاز مادي كي يعرفوا مكان ابنهم أو ليوصلوا له بعض الحاجيات، أما الآن فالأمر أصبح يأخذ شكلا مختلفا إذ يقوم الأمن باعتقالات عشوائية ودون سبب ثم المطالبة بمبالغ مالية لإطلاق سراحهم”.

وأعرب عن اعتقاده بأن “هذه المسألة ليست فردية وإنما ممنهجة كما النهب والسرقة من البيوت التي تتعرض للدهم، وهذا من شأنه أن يعطي العناصر الشعور بالسطوة إلى جانب تمويل أنفسهم بأنفسهم في ظل حديث عن عدم تمكن الدولة من دفع مستحقات شبيحتها، فتركوا لهم الإمكانية للحصول على المال بأي وسيلة يشاؤون”.

وكان الرئيس بشار الأسد قد أصدر مرسوما تشريعيا في يناير/ كانون الثاني 2012 لتصل فيه الغرامة المالية لما اعتبر “تجمعا للشغب” إلى مائة ألف ليرة إضافة إلى عقوبة السجن، وتم تعميم هذا المرسوم على جميع الموظفين الحكوميين ودوائر الدولة.

واعتبر مراقبون أن الغاية من هذا المرسوم فرض المزيد من القيود “المشرعنة” على التظاهر، مع اعتبارها مصدرا “لاسترزاق الدولة التي يكاد اقتصادها يتهاوى”.

والأسوأ -برأي المراقبين والحقوقيين- أن الجهات الأمنية تتقاضى رشى أعلى من المبلغ المذكور بالمرسوم.

أكثر من مائة قتيل في سوريا

ارتفعت حصيلة القتلى في سوريا الاثنين إلى 128 قتيلا سقط أغلبهم في حمص التي اكتشف فيها الناشطون فيها جثث 64 شابا تعرضوا لعملية قتل جماعي، في حين وصلت مساعدات إنسانية إلى مدينة حماة نقلتها المنظمة الدولية للصليب الأحمر.

وأفاد ناشطون بأن 64 شابا من شباب بابا عمرو تعرضوا لعملية قتل جماعي ذبحا، بينما تم خطف النساء واقتيادهن إلى جهة مجهولة، وذلك أثناء نزوحهم من الحي، وأوضحوا أن هؤلاء النازحين تم إيقافهم عند حاجز بين منطقة إبل والطريق الدولي وتم نقلهم في أربع حافلات، وأشاروا إلى أنه تم إنزال الشيوخ على الطريق وذبح كل الشباب، حيث وجدت جثثهم في منطقتين الأولى بين قريتيْ الغجر والتنونة، والثانية شمال سد الشنداخية.

وأكد ناشطون استهداف مشيعين في تدمر بحمص بإطلاق نار ومحاصرتهم في المقبرة.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن حمص تعرضت لقصف استهدف حي بابا عمرو صباح الاثنين، وأوضح أن أصوات الانفجارات هزت حي الخالدية وباب السباع، كما سمعت أصوات إطلاق نار كثيف في حييْ الخضر والحميدية.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الناشط (أبو بكر) من بابا عمرو قوله إن الهدف من الحملة التي تستهدف المدينة “تكرار مجزرة حماة”، واعتبر أن “حمص عاصمة الثورة السورية لذلك يريدون قمعها مستخدمين أشد أنواع العنف، ظنا منهم أنهم إن قتلوا الجميع فسيقتلون الثورة”، مشيرا إلى مقتل سبعمائة شخص في بابا عمرو منذ الرابع من الشهر الجاري، “بدون أن نحصي عدد المفقودين ومن لم نتمكن من تحديد هويته”.

وفي ريف حمص، تحدث المرصد عن “انتشار عسكري أمني يترافق مع إطلاق رصاص كثيف في محيط مدينة القريتين”، مشيرا إلى “أنباء عن إصابة العشرات بجراح في المدينة”.

وتابع المرصد أن “قوات سورية ترافقها آليات عسكرية اقتحمت بلدة خطاب بريف حماة وسط إطلاق رصاص كثيف”، بينما نفذت القوات حملة مداهمات واعتقالات في بلدات الصنمين وناحتة ونوى في ريف درعا.

مساعدات إنسانية

من جانب آخر، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في  دمشق أن مساعدات غذائية وأدوات للنظافة وصلت إلى المناطق المتضررة في حماة الاثنين، فيما تسير قوافل أخرى في طريقها إلى حمص.

وقال الناطق الرسمي للصليب الأحمر في دمشق صالح دباكة لوكالة الأنباء الألمانية إن “ألفي سلة غذائية تكفي لـ 12 ألف شخص، و500 بطانية، و200 رزمة نظافة شخصية كل واحدة منها تكفي لستة أشخاص، و600 رزمة منها فردية، جميعها وصلت اليوم إلى مناطق في حماة”.

وأضاف دباكة أن “قوافل أخرى في طريقها إلى مدينة حمص تحوي كميات من الاحتياجات الإنسانية إلى الأهالي هناك، فضلا عن خطط مستمرة إلى كل من إدلب ودرعا وريف دمشق”.

وأكد أن الصليب الأحمر لن يدخر جهدا في الإمدادات الإنسانية بكل أنواعها إلى المناطق السورية المحتاجة، غير أنه اعترف بأن الظروف المعقدة قد تلعب دورا في تأخير وصول المساعدات إلى سكان المناطق المحتاجة.

وفيما يتعلق بمصير الصحفيين الأجانب الجرحى والقتلى في حمص وإمكانية إجلائهم، قال دباكة إن “المفاوضات جارية ونريد الوصول إلى حل، هناك عدد من الأطراف تشارك في المفاوضات المستمرة في هذا الاتجاه”.

وكان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قد تحدث عن “بداية حل” لإجلاء الصحفيين الغربيين العالقين في حمص، وقال لإذاعة “آر تي أل” الفرنسية “آمل أن نكون اقتربنا من إيجاد حل، يبدو لي أن الأمور تتحرك. لا يمكنني قول المزيد”، مشددا على أن لا “ثقة كبيرة لديه بالنظام السوري”.

وقتلت مراسلة صحيفة صنداي تايمز الصحفية الأميركية ماري كولفن ومصور وكالة آي بي 3 الفرنسي ريمي أوشليك الأربعاء الماضي، في قصف استهدف منزلا كان يستخدم مركزا إعلاميا في حي بابا عمرو بحمص، وأصيبت جراء القصف الصحفية الفرنسية إيديث بوفييه والمصور البريطاني بول كونروي.

عقوبات أوروبية جديدة على دمشق

سوريا تقرّ الدستور وأنان يبدأ مشاوراته

بدأ مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية بشأن سوريا كوفي أنان محادثات الاثنين في جنيف مع وزيري خارجية فرنسا وإيران، وفي هذه الأثناء أعلنت سوريا إقرار الدستور الجديد بعد موافقة 89% من السوريين عليه.

وقال دبلوماسيون ومسؤولون في الأمم المتحدة إن أنان -الأمين العام السابق للأمم المتحدة- بدأ اجتماعا مع وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي، وسيلتقي ألان جوبيه في وقت لاحق.

وعيّن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، أنان مبعوثا مشتركا للمنظمتين بشأن الأزمة السورية يوم الثلاثاء الماضي.

ودعا أنان في أول تصريح له يوم الجمعة الماضي إلى التعاون الكامل بين كل الأطراف والدول المعنية للمساعدة في وضع نهاية للعنف وانتهاكات حقوق الإنسان في سوريا.

في غضون ذلك، قال التلفزيون السوري الرسمي اليوم الاثنين إن نحو 89% من السوريين وافقوا على الدستور الجديد في الاستفتاء العام الذي أجري الأحد. وأوضح أن نسبة الإقبال على التصويت في الاستفتاء بلغت 57.4%.

إشادة وتحذير

من جانبه، وصف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاستفتاء على الدستور في سوريا بأنه “خطوة مهمة على طريق الإصلاحات”، وانتقد اجتماع “أصدقاء سوريا” الذي احتضنته تونس يوم الجمعة الماضي حيث التقت قوى غربية وعربية بزعماء للمعارضة السورية، واعتبره “أحادي الجانب”.

وقال لافروف خلال مؤتمر صحفي عقده في العاصمة الروسية موسكو الاثنين “إن على جميع الأطراف وقف العنف. إذا كان مطلوبا من الحكومة وقف العمليات لقتال المسلحين دون أن يكون على المسلحين مسؤولية فهذا غير واقعي”.

ودعا الوزير الروسي خصوم الرئيس السوري بشار الأسد إلى المشاركة في الإصلاحات في سوريا، وأوضح “إننا نلح على أن تحصل جميع القوى السياسية، حكومةً ومعارضة، على إشارات من الخارج مفادها أننا نريد أن نجلسهم إلى طاولة الحوار”.

وفي السياق نفسه، حذر رئيس وزراء روسيا فلاديمير بوتين الغرب من التدخل العسكري في سوريا، وقال “أتمنى ألا تحاول الولايات المتحدة والدول الأخرى أن تنفذ سيناريو عسكريا في سوريا دون موافقة من مجلس الأمن”.

لكن رئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني قال إن الوقت قد حان لتقديم الأسلحة للسوريين.

وأضاف خلال زيارة إلى النرويج “حيث إننا فشلنا في عمل شيء في مجلس الأمن أعتقد أن علينا محاولة عمل شيء ما لإرسال مساعدة عسكرية كافية لوقف القتل. أعتقد أن علينا عمل ما يلزم لمساعدتهم (المعارضة) بما في ذلك تسليحهم للدفاع عن أنفسهم”.

غير أن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أوضحت أنه لا يوجد حماس في واشنطن لدخول حرب، وحذرت في تصريحات تلفزيونية الأحد من أن أي تدخل عسكري في سوريا قد يعجل بنشوب حرب أهلية فيها.

واستخدمت روسيا والصين حق النقض (فيتو) ضد مشروع قرار ضد سوريا في مجلس الأمن، وظهرت علامات على تصعيد حدة التصريحات في المواجهة الدولية بشأن سوريا.

وكانت كلينتون قد وصفت الفيتو الصيني الروسي الأسبوع الماضي بأنه “جدير بالازدراء” مما دفع وزارة الخارجية الصينية إلى القول إن هذه اللغة “غير مقبولة تماما”.

واتهمت صحيفة صينية، في إشارة إلى الفوضى التي سادت العراق بعد الاحتلال الأميركي، واشنطن بـ”الغطرسة الفائقة التي تتسم بالأنانية”.

وفي فرنسا، قال الرئيس نيكولا ساركوزي إن القوى الغربية تتمنى أن تتمكن الدبلوماسية من تغيير وجهات النظر، وأضاف “نمارس ضغطا على الروس أولا والصينيين بعدهم حتى يرفعوا الفيتو”.

عقوبات أوروبية

وأقر الاتحاد الأوروبي جولة جديدة من العقوبات الاقتصادية الاثنين تستهدف البنك المركزي السوري وبعض الوزارات، ويتوقع أن تدخل حيز التنفيذ في وقت لاحق من الأسبوع، وتشمل أيضا حظرا على تجارة الذهب والمعادن النفيسة الأخرى مع مؤسسات الدولة وحظر شحن البضائع من سوريا.

وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إن العقوبات مهمة لتعزيز الضغط على الأسد لإنهاء العنف الذي قتل خلاله الآلاف من المدنيين خلال 11 شهرا.

وأضاف هيغ للصحفيين قبل اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي لإقرار العقوبات “آمل أن نتفق على مزيد من العقوبات اليوم تحد من قدرة النظام السوري على الوصول للتمويل”.

وأضاف مكررا تصريحات وزراء آخرين أن أي تدخل عسكري في سوريا لدعم المعارضين للأسد ليس من بين الخيارات المطروحة حاليا ولو في شكل قوة لحفظ السلام.

ويأتي قرار اليوم إثر حظر نفطي فرض في سبتمبر/أيلول الماضي يحظر على الشركات الأوروبية إجراء أي تعاملات مع نحو 40 شركة ومؤسسة سورية بعضها شركات كبيرة تعمل في تجارة النفط والتنقيب عنه.

على صعيد متصل، حملت السعودية ما سمتها “الأطراف التي تعطل التحرك الدولي” مسؤولية تدهور الأوضاع في سوريا، في إشارة إلى الصين وروسيا.

وقال وزير الثقافة والإعلام عبد العزيز بن محيي الدين خوجة في بيانه عقب الجلسة الأسبوعية لمجلس الوزراء السعودي اليوم الاثنين “إن المجلس جدد تأكيد أنها ستكون في طليعة أي جهد دولي يحقق حلولاً عاجلة وشاملة وفعلية لحماية الشعب السوري”.

وأضاف أن “السعودية تحمل الأطراف الدولية التي تعطل التحرك الدولي المسؤولية الأخلاقية عما آلت إليه الأمور خاصة إذا ما استمرت في موقفها المتخاذل والمتجاهل لمصالح الشعب السوري”.

تساهل تركي مع مرور الأسلحة للأسد

بعض الأسلحة السورية يأتي من باب تركيا الخلفي (الجزيرة) أفادت مصادر استخبارية أن سوريا تستغل تركيا كمسلك لتفادي العقوبات المفروضة عليها والحصول على مواد وعتاد ترسانة أسلحتها.

وذكرت صحيفة تايمز أنه في وقت يستعد فيه الاتحاد الأوروبي اليوم لتشدبد العقوبات على حكومة الرئيس بشار الأسد، فهناك احتمال أن تمر مواد الأسلحة من إيران والصين وأماكن أخرى إلى سوريا عبر تركيا رغم موقف أنقرة العلني المتشدد ضد دمشق.

وقال مصدر استخباري شرق أوسطي “نحن لا نعتقد أن الحكومة التركية تشجع علنا تلك التجارة لكن بعض المسؤولين على علم بها. ولنقل إنهم يغضون الطرف عنها”.

ويزعم المصدر أن ثلاث شركات تركية تبيع المعدات لمعهد أبحاث سوري حكومي يقوم بتصنيع المركبات المدرعة والذخيرة للشرطة والجيش.

يُشار إلى أن المعهد المذكور، وهو مركز الأبحاث والدراسات العلمية بسوريا، يخضع حاليا للعقوبات الأميركة والأوروبية. ووفقا لوثيفة استخبارية فإن هذا المعهد “يعاون قوات الأمن السورية بإنتاج الأسلحة المستخدمة في القمع العنيف للاحتجاجات ويرتكب جرائم حرب”.

وقد سمت الوثيقة الاستخبارية شركتين تركيتين يُدعى بأنهما تزودان المركز المذكور بمواد تصنيع الصواريخ، وهو ما تنكره الشركتان. وهناك شركة ثالثة يُزعم تورطها في نقل أدوات المكننة الصينية الصنع إلى مركز الأبحاث والدراسات العلمية لاحتمال استخدامها في إنتاج الصواريخ.

تايمز

وجاء بالوثيقة أن “بعض الأسلحة المنتجة بواسطة المركز المذكور تُرسل إلى الجيش السوري، بينما ينتهي المطاف بغيرها في أيدي تنظيم حزب الله الإرهابي”.

وهناك مزاعم أخرى متداولة بأن مجلس الأبحاث التكنولوجية والعلمية الحكومي التركي يعاون المركز السوري في الأبحاث.

ومن جانبه وصف ناطق باسم الخارجية التركية المزاعم بالهراء مشيرا إلى أن أنقرة منعت مؤخرا شحنات أسلحة سورية. وخلال الشهر الماضي اعترضت الجمارك التركية أربع شاحنات إيرانية تحمل مواد صواريخ بطريقها لسوريا.

وتعتبر تركيا نفسها ملتزمة بالعقوبات الأممية فقط لكنها اتخذت تدابيرها الخاصة ضد النظام السوري، بما في ذلك حظر الأسلحة.

ومن الجدير بالذكر أن مركز الأبحاث السوري كان يخضع لعقوبات اقتصادية أميركية منذ عام 2005 لتعاونه مع إيران وكوريا الشمالية وتزويد حزب الله بالأسلحة. كما أنه ضمن قائمة العقوبات الأوروبية التي فرضت في ديسمبر/ كانون الأول العام الماضي.

وطبقا للمصدر الاستخباري فإن مركز الأبحاث السوري يخفي مشترياته من الأسلحة بإبراز مستندات زائفة لسلطات التصدير، واستخدام وسطاء وشركات تمويه بدول مختلفة.

وأضاف المصدر أنه “بعد العقوبات الأوروبية يجد السوريون صعوبة في شراء المعدات. وتركيا هي المركز. والأتراك كانوا يغمضون أعينهم عن هذه التجارة. والآن يفتحون عينا واحدة”.

وأفادت الوثيفة أن تركيا وسوريا تشتركان في حدود طولها نحو 850 كلم وبينهما ارتباطات تجارية وثيقة. كما أنهما وقعتا اتفاقية تجارة حرة عام 2004 وقد نمت التجارة البينية السنوية بنحو 1.3 مليار دولار عام 2010.

ومن المتوقع أن تشمل العقوبات الأوروبية التي ستعلن اليوم تجميد أصول المركزي السوري وحظر واردات المعادن السورية الثمينة. وسيتم أيضا منع الشحنات الجوية من سوريا.

وسيتم منع سبعة وزراء ومسؤولين كبار آخرين من السفر إلى الاتحاد الأوروبي، وستجمد أصولهم في محاولة أخرى لزيادة الضغط على النظام.

المصدر:تايمز

صحيفة بريطانية: الاستفتاء بسوريا مهزلة

ذي إندبندنت وصفت الاستفتاء بمحاولة ذر الرماد في عيون المجتمع الدولي (الفرنسية)  قالت ذي إندبندنت البريطانية إن ما وصفته بالاستفتاء “الهزلي” على الدستور في سوريا ليس من شأنه أن يقدم شيئا للشعب الذي يعاني مأساة كارثية، في ظل مواصلة قوات الرئيس بشار الأسد قصف مدنه وبلداته بالمدافع الثقيلة وراجمات الصواريخ.

وأوضحت الصحيفة بافتتاحيتها أن هذا الاستفتاء الذي أجرته الحكومة البارحة أشبه ما يكون بالكابوس، في ظل استمرار قصف حمص ثالث أكبر مدن البلاد بلا رحمة للأسبوع الرابع على التوالي.

وقالت إن آلام أهالي حمص مستمرة في ظل استمرار دبابات الأسد بقصف أحياء المدينة بشكل عشوائي، مما أسفر عن قتل وجرح أعداد متزايدة من سكانها، مشيرة على أن عدد من يلاقون حتفهم على أيدي قوات الأسد بشكل يومي يتراوح ما بين ستين وتسعين شخصا.

وتساءلت الصحيفة عما إذا كان أي من أهالي حمص قادرا على وضع إشارة على نموذج الاستفتاء على الدستور أو ما وصفته بلائحة التسوق التي يزعم الأسد من ورائها أنه يسعى نحو إصلاحات بالبلاد.

ذر الرماد

وقالت إن الرئيس السوري كان –بجميع ا لأحوال- وعد بإصلاحات متنوعة من مثل فترة رئاسية محددة وتعددية حزبية وغير ذلك مما وصفتها الصحيفة بالأشياء التافهة، مما يطرح التساؤل بشأن جدوى القيام بإجراء استفتاء على الدستور.

وأوضحت ذي إندبندنت أن الأسد بإجرائه استفتاء على الدستور بهذه الأوقات العصيبة التي تمر بها البلاد، إنما يريد أن يذري الرماد في عيون المجتمع الدولي، ودعم المطالبة من جانب حلفاء النظام في طهران وبكين وموسكو المتمثلة في أن الأسد يحتاج إلى وقت لتنفيذ التغييرات المخطط لها.

وقالت إن الأسد يحاول شراء المزيد من الوقت بينما قواته تواصل قصفها حمص وذبح أهاليها، كي يجعل من المدينة وأهلها عبرة لبقية المدن والبلدات الثائرة، بأنهم سيواجهون مصيرا مشابها إذا ما استمروا في تحديهم للنظام.

كما دعت الصحيفة وزيرة خارجية أميركا هيلاري كلينتون إلى محاولة الضغط على روسيا وإقناعها لتغيير موقفها من الأزمة الكارثية بسوريا، وقالت إنه من الحماقة استمرار موسكو بدعم نظام الأسد.

 كما أشارت إلى الدروس التي يمكن استنباطها من أزمة البلقان في تسعينيات القرن  الماضي، وسط تحذيرات بتطور الأزمة بسوريا وانزلاق البلاد إلى حرب أهلية طائفية يتطاير شررها بالمنطقة.

المصدر:إندبندنت

السعودية: نحن مع أي جهد دولي يحمي الشعب السوري

حملت المملكة الأطراف الدولية التي تعطل التحرك الدولي المسؤولية الأخلاقية

العربية.نت

أكدت المملكة العربية السعودية مجدداً على أنها ستكون في طليعة أي جهد دولي يحقق حلولاً عاجلة وشاملة وفعلية لحماية الشعب السوري.

وحملت المملكة الأطراف الدولية التي تعطل التحرك الدولي المسؤولية الأخلاقية عما آلت إليه الأمور خاصة إذا ما استمرت في موقفها المتخاذل والمتجاهل لمصالح الشعب السوري.

وعبرت المملكة عن تقديرها لما تم بذله من جهود لانعقاد المؤتمر الدولي لأصدقاء الشعب السوري في تونس يوم 24 الماضي.

جاء ذلك خلال جلسة مجلس الوزراء الأسبوعية، والتي ترأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز.

وشددت المملكة خلال الفترة الماضية من لهجتها تجاه النظام السوري، معتبرة على لسان وزير خارجيتها الأمير سعود الفيصل أن النظام السوري هو نظام احتلال، أمعن في قتل السوريين.

وطالب الفيصل أيضا بتغيير النظام السوري إما طوعاً أو كرهاً، معتبراً أن فكرة تسليح المعارضة السورية لمواجهة النظام “ممتازة”.

الداخلية السورية: 89% وافقوا على الدستور الجديد

في ظل احتجاجات غير مسبوقة ضد النظام قتل فيها أكثر من 7600 شخص حتى الآن

العربية.نت

وافق 89.4% من الناخبين السوريين على مشروع الدستور الجديد الذي تم الاستفتاء عليه أمس الأحد، بحسب ما أعلن وزير الداخلية السوري محمد نضال الشعار اليوم الاثنين.

وقال الوزير السوري للصحافيين إن 8.376 مليون ناخب أي نسبة “57.4%، مارسوا حقهم في الاستفتاء و89.4% وافقوا على المشروع”.

وأضاف أن 753.208 ناخبين رفضوا المشروع، أي بنسبة 9% من الناخبين، وهناك 132.920 “ورقة باطلة”.

وأعد الدستور في إطار إصلاحات وعدت بها السلطات في محاولة لتهدئة الاحتجاجات غير المسبوقة ضد النظام التي تواجه بحملة قمع دموية تسببت بمقتل أكثر من 7600 شخص حتى الآن، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقرّه بريطانيا.

ويلغي الدستور الجديد الدور القيادي لحزب البعث القائم منذ 50 عاماً. فقد حلت فقرة تنص على “التعددية السياسية” محل المادة الثامنة التي تشدد على دور حزب البعث “القائد في الدولة والمجتمع”.

وتنص المادة 88 على أن الرئيس لا يمكن أن ينتخب لأكثر من ولايتين كل منها من سبع سنوات. لكن المادة 155 توضح أن هذه المواد لا تنطبق على الرئيس الحالي إلا اعتباراً من الانتخابات الرئاسية المقبلة التي يفترض أن تجري في 2014.

ويبقي الدستور على صلاحيات واسعة للرئيس. وقد دعت المعارضة الى مقاطعة الاستفتاء.

آشتون: العقوبات ستستمر طالما استمر القمع بسورية

بروكسل (27 شباط/فبراير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

عبرت الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، عن “القناعة بأن الإتحاد الأوروبي سيستمر في فرض مزيد من العقوبات على النظام السوري، طالما استمر هذا النظام في عمليات القمع” في سورية

وكانت آشتون تعلق على قرار وزراء خارجية الدول الأعضاء في الإتحاد الأوروبي اليوم بفرض حزمة جديدة من العقوبات ضد دمشق، وصفتها بأنها تساهم في “الحد من قدرة النظام السوري على استخدام العنف ضد شعبه”، حسب قولها. وأضافت أن أوروبا تسعى عن طريق إجراءاتها المختلفة، ومنها العقوبات إلى “زيادة الضغط” على النظام في دمشق

وكان الإتحاد الأوروبي قد أقر اليوم فرض عقوبات شملت تجميد أرصدة المصرف التجاري السوري، ومنع تجارة المعادن الثمينة كالذهب والماس مع سورية وكذلك وقف رحلات الشحن القادمة من سورية، باستثناء طائرات الركاب.

كما فرض الاتحاد عقوبات طالت سبعة وزراء في الحكومة السورية، “نظراً لضلوعهم بشكل أو بآخر في انتهاكات حقوق الإنسان في البلاد”، وفق بيان صادر عن الإتحاد الأوروبي

وأشار البيان أن العقوبات الجديدة ستدخل حيز التنفيذ الفعلي غداً، بعد نشر تفاصيلها في الجريدة الرسمية الأوروبية

تونس: للصين وروسيا تأثير على دمشق للمساهمة بحل للأزمة السورية

تونس (27 شباط /فبراير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

قال مسؤول في الرئاسة التونسية الاثنين إنه يمكن للصين وروسيا ان تساهما فعلا في إيجاد حل للازمة السورية بعيدا عن استعمال حق الفيتو في مجلس الأمن الدولي

وأضاف الناطق باسم الرئاسة التونسية عدنان منصر في لقاء صحفي “نحن نرى انه لهذا الفيتو بعض المحاسن ولا يعتبر ذلك شهادة، ولكن نحن متأكدون انه سيمنح روسيا والصين تأثيرا معنويا على النظام السوري ويجعلهما ، أي موسكو وبكين عنصرا أقوى من السابق في التأثير على مجريات الأحداث في سورية”. وأضاف “ربما قد يكون علينا ان نعتمد على الضغط الروسي والصيني على نظام الأسد من أجل حل هذه الازمة”، على حد تعبيره

وردا على سؤال لوكالة (آكي) الايطالية للانباء حول ما اذا كان هذا الموقف “مغازلة لروسيا و الصين”، قال منصر “العلاقات بين الدول لا تعتمد على المغازلة وحديثنا عن محاسن الفيتو ليس في المطلق بل عن إمكانية بعض محاسنه فقط”. وأضاف “روسيا و الضين بامكانهما فعلا المساهمة في الحل بالنسبة للأزمة السورية وهذا الحل لا يكون دائما باستعمال الفيتو ضد القرارات الاممية، فهناك طرق ووسائل اخرى ومعان أخرى قد توصلها الجدول لبعضها البعض لايقاف اعمال ما”، على حد وصفه

وحول نصح الكرملين للرئيس التونسي المنصف المرزوقي بأن يتحدث باسم بلده ولا باسم دول أخرى بعد ان اقترح على موسكو توفير ملجأ للرئيس السوري الأسد، قال منصر “تلقينا اليوم رسالة من سفيرنا في موسكو يقول فيها ان هذا التصريح غير موجود في أي موقع روسي .هذا الخبر يقع تداوله ولكن لا وجود لأي شيء رسمي .عندما يكون هناك موقف رسمي سنرد عليه”، حسب قوله

وكان مصدر رفيع المستوى في الكرملين قد علق على طلب الرئيس المرزوقي قائلا “كان على الرئيس التونسي أن يقترح باسم بلاده، وليس دعوة دول أخرى إلى أمر ما. ويجب أن تكون هذه المقترحات موجهة نحو التسوية السلمية للنزاع الداخلي في سورية”، وذلك وفق ما ذكرته وكالة نوفوستي الروسية

من جهة ثانية، اعتبر منصر ان مؤتمر اصدقاء الشعب السوري الذي عقد يوم الجمعة الماضي في تونس كان ناجحا من حيث ان غالبية الاطراف التي شاركت اتفقت على ان الحل للازمة في سورية لا يمكن الا ان يكون سياسيا. وقال “الموقف الذي يرى ان الحل في سورية هو حل سياسي هو الموقف الذي انتصر في المؤتمر”، مؤكدا في ذات السياق ان تونس ستواصل دورها في توحيد المعارضة السورية بالنظر الى محددين اثنين الاول ان النظام فاقد الشرعية و الثاني ان الحل المطلوب هو حل سياسي

ولفت الناطق الرئاسي الى أن أطرافاً شاركت في مؤتمر “أصدقاء سوريا” سعت إلى تشريع التدخل العسكري، لكن بلاده رفضت التدخل العسكري، كما ترفض أيضاً تسليح أطراف المعارضة السورية، لأنها “تدرك خطورة هذه المسألة التي قد تؤدي إلى حرب أهلية، أو صراع يستمر لعدة سنوات، وذلك بالنظر إلى التركيبة العرقية والطائفية في سوريا”، على حد قوله

القاصد الرسولي لدى مصر: ينبغي الحصول على ضمانات من السلطات السورية لنقل المساعدات الإنسانية

الفاتيكان (27 شباط/فبراير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

رأى القاصد الرسولي لدى مصر والمراقب لدى الجامعة العربية المونسنيور مايكل فيتزجيرالد أنه “من الضروروي” ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى الشعب السوري

وأضاف في حديث مع إذاعة الفاتيكان “هذا يعني السعي للحصول على ضمانات من الحكومة السورية مع الإبقاء على الانتقادات إزاء أدائها” بشأن قمع المعارضين والمتظاهرين

ونوه المونسنيور فيتزجيرالد بأن مؤتمر أصدقاء سورية الملتئم في تونس يوم الجمعة الماضي شهد “تضامنا كبيرا من جانب العديد من الدول مع الشعب السوري تجاه حل ديمقراطي وسلمي تجنبا للحرب الأهلية”، على تعبيره

واعتبر القاصد الرسولي أن تعيين الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان موفدا للأمم المتحدة والجامعة العربية “مؤشرا على النية في الحوار” مع السلطات السورية، وأضاف “فالمجلس الوطني (المعارض) أبدى الاستعداد للحوار مع عناصر في الحكومة السورية الحالية، وعليه ينبغي تحديد هوية تلك العناصر” بغية إنطلاق الحوار

سورية: إعلان نتائج الاستفتاء وإعلامي معارض يصفها بأنها تؤكد “عزلة” رأس النظام عن الواقع

روما (27 شباط/فبراير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أعلنت وزارة الداخلية السورية بعد ظهر اليوم الاثنين نتائج الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد وأشارت إلى أن نحو 8.4 مليون سوري شاركوا في الاستفتاء أي ما نسبته 57.4% من عدد الذين يحق لهم الاستفتاء والبالغ 14.6 مليون

وأكّدت الوزارة في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية السورية أن نسبة الموافقين على مشروع الدستور الجديد بلغت 89.4% من عدد المستفتين، أي نحو 7.5 مليون سوري

ونقلت الوكالة عن وزير الداخلية قوله “إن سورية تستحق هذا الإنجاز الحضاري النوعي والعصري الذي حققه شعبها الوفي بوعيه وحسه الوطني وإدراكه لأبعاد المؤامرة التي يتعرض لها وإصراره على المضي قدماً في مسيرة الإصلاح”، على حد وصفه

ووصف إعلامي سوري معارض نتائج الاستفتاء على مشروع الدستور بـ “المهزلة”، وشدد على أنها “مسرحية مرفوضة وغير شرعية وغير ملزمة” للسوريين

وقال فرحان مطر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “إنها مهزلة لا تستحق التعليق والحديث الجدي، إنهم يستهزؤون بعقولنا وأرواحنا ودماء شهدائنا”، وأضاف “هذا الاستفتاء جاء ليكون سابقة تاريخية فريدة من نوعها حيث أنها المرة الأولى في العالم التي تجري فيها عملية استفتاء تحت قصف الدبابات والمدافع ووجود مناطق منكوبة في البلاد”، وتابع “الاستفتاء على الدستور يشكل تحدياً حقيقياً للمجتمع الدولي قبل أن يشكل تحدياً للمواطن” السوري

وأضاف مطر الذي أعلن قبل أشهر استقالته من التلفزيون السوري وانسحابه من عضوية اتحاد الكتاب العرب احتجاجاً على “الممارسات القمعية”، “السؤال الذي يطرح نفسه ببداهة شديدة: إذا كان الشعب يثور في طول البلاد وعرضها مطالباً بنزع الشرعية وإسقاط النظام، كيف يمكن له أن يقبل أو يقيم مثل هذه المهزلة؟.. إنها تعني جملة أشياء من بينها أن رأس هذا النظام يعيش حالة غريبة من العزلة عن الواقع”. واستطرد “إننا نسجل استنكارنا ورفضنا الكامل لهذه المسرحية الهزلية السخيفة، ونرفض كل نتائجها ونعتبرها غير موجودة أصلاً وغير شرعية ولا تلزمنا”، على حد تعبيره

وكانت قوى المعارضة السورية قد قاطعت الاستفتاء بشكل كامل واعتبرته عملا “غير شرعي”، ورفضت بشكل كامل المشاركة باستفتاء “تحت وقع القصف والقتل”، وهو الأمر الذي لقي تجاوباً كبيراً في محافظات ومدن سورية عديدة

ويمنح مشروع الدستور الجديد صلاحيات واسعة جداً للرئيس، وتنص المادة 88 بأنه يتولى تسمية رئيس مجلس الوزراء ونوابه وتسمية الوزراء ونوابهم وقبول استقالتهم وإعفاءهم من مناصبهم، كما تنص المادة 98 بأن الرئيس يضع السياسة العامة للدولة ويشرف على تنفيذها وهو الذي يُعلن الحرب ويعقد الصلح. والمادة 103 تخوّله الحق بإعلان حالة الطوارئ وإلغائها، والمادة 104 تخوله الحق باعتماد رؤساء البعثات الدبلوماسية لدى الدول الأجنبية، وتضعه المادة 105 قائداً للجيش والقوات المسلحة، كما تمنحه المادة 106 الحق بتعيين الموظفين المدنيين والعسكريين وينهي خدماتهم، والمادة 111 تمنحه حق حل مجلس النواب، وأن يتولى السلطة التشريعية بدلاً عن مجلس النواب، وتؤكد المادة 150 على حقه في اقتراح تغيير الدستور بموافقة ثلاثة أرباع أعضاء مجلس النواب

معارض سوري: اجتماع استثنائي قريب للمجلس الوطني لإجراء انتخابات شاملة

روما (27 شباط/ فبراير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أقرّ معارض قيادي سوري بأن نتائج مؤتمر (أصدقاء دمشق) الذي عُقد قبل أيام في العاصمة التونسية كانت متواضعة، وبرر ذلك بوجود تفاوت في سقف الدول المشاركة في المؤتمر، وأشار إلى أن النتائج الحقيقية ستظهر خلال مؤتمر سيُعقد خلال شهر في اسطنبول وأن الرؤى ستكون أكثر توحداً بين هذه الدول

وقال القيادي المعارض في تجمع إعلان دمشق للتغيير الديمقراطي المعارض والعضو في المجلس الوطني لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “كانت نتائج مؤتمر تونس غير موفقة نتيجة تشتت الجهود وتفاوت سقف الدول المشاركة في المؤتمر، منها ما كان متشدداً ويؤيد التدخل العسكري وتسليح المعارضة، ومنها من كان يدعو لتدخل قوات عربية حصراً مع مساعدات ودعم دولي، فيما كان هناك آخرون يرفضون أي حل له علاقة بالتدخل ويفضّلون اقتصار الدعم على الجانب الإنساني والمادي غير المسلح” على حد قوله

وأضاف في اتصال هاتفي من دمشق “ستكون رؤى هذه الدول أوضح وأكثر توحّداً خلال مؤتمر اسطنبول المقبل، ونتطلع لعقد هذا المؤتمر وفق رؤية أفضل، ويجب التركيز في هذه الفترة على الدعم الإغاثي والإنساني” حسب تعبيره

وحول الخلافات داخل المجلس الوطني قال “لسنا راضين عن أداء المجلس، وهناك تغييب للديمقراطية بحجة أنها مؤجلة بسبب الظروف، وهناك عدم شفافية في العديد من الأمور، كما أن التوافقات هشة وكل كتلة تبحث عن تمثيل ومكسب أقوى لها” على حد قوله

وتابع “هناك شبه توافق لعقد اجتماع استثنائي للمجلس لإجراء انتخابات للمجالس والمكاتب، ونأمل أن يتم ذلك بالفعل كما وُعدنا، وقد يكون هذا مفيداً لإعادة هيكلة المجلس وتفعيل دوره، وإن لم يقم المجلس بذلك وغيره بأسرع وقت فإنه مهدد بالانحلال والسقوط” حسب تعبيره

وكانت 20 شخصية على الأقل من المجلس أعلنت تشكيل تجمع سياسي ضم بعض أعضاء المجلس على رأسهم هيثم المالح ووليد البني وكمال اللبواني وغيرهم

السوريون يوافقون على مشروع الدستور الجديد بنسبة 89.4 بالمئة

يدشَِّن الدستور الجديد عهدا جديدا من التعددية السياسية، ويضع حدَّا لعقود من قيادة حزب البعث الحاكم للدولة والمجتمع

أعلن وزير الداخلية السوري، اللواء محمد ابراهيم الشعَّار، الاثنين أن 89.4 بالمئة من المشاركين باستفتاء الامس وافقوا على مشروع الدستور الجديد للبلاد، ليصبح بذلك دستورا ناجزا، وليدشِّن ما وصفه “بعهد جديد من التعددية السياسية، ويضع حدَّا لحوالي نصف قرن من قيادة حزب البعث الحاكم للدولة والمجتمع.”

وقال الشعَّار إن نسبة المعترضين على مشروع الدستور في الاستفتاء الشعبي الذي جرى الأحد بلغت 9 بالمئة، بينما بلغت نسبة الأصوات اللاغية 1.8 بالمئة.

وأشار الوزير السوري إلى أن نسبة الإقبال على التصويت في الاستفتاء بلغت 57.4 بالمئة، وذلك رغم مقاطعة المعارضة للاستفتاء الذي وصفته بأنه “مسرحية هزلية”، وأجواء العنف والتوتر الأمني التي تشهدها البلاد بسبب المواجهات الدامية بين القوات الحكومية والمعارضة.

نتائج الاستفتاء على الدستور السوري الجديد:

عدد من يحق لهم الاقتراع: 14589954 ناخبا

عدد من أدلوا بأصواتهم: 8376447 مقترعا

نسبة الإقبال على التصويت: 57.4 بالمئة

عدد الموافقين على مشروع الدستور: 7490319 مقترعا

نسبة المؤيدين لمشروع الدستور: 89.4 بالمئة

عدد المعترضين على مشروع الدستور: 753208 مقترعا

نسبة معارضي مشروع الدستور: 9 بالمئة

عدد الأصوات الباطلة: 132920 صوتا

نسبة الأصوات الباطلة: 1.6 بالمئة

ووفقا للدستور الجديد، ستقتصر الفترات الرئاسية على ولايتين فقط، مدة كل منها سبع سنوات.

فترتان رئاسيتان فقط

لكن القيد على فترات الرئاسة لن يُطبَّق بأثر رجعي، مما يعني أن الأسد، الذي يتولى السلطة منذ وفاة والده الرئيس السابق حافظ الأسد في عام صيف 2000، سيتمكن بالفعل من تولِّي الرئاسة لفترتين أخريين في حال ترشحه وفوزه بعد انتهاء فترة رئاسته الحالية في عام 2014.

وتقول الحكومة السورية، المدعومة من روسيا والصين وإيران وتخضع لضغوط من قبل معظم الدول العربية والغربية، إنها تقاتل “جماعات إرهابية مسلحة مدعومة من الخارج”.

وفي معرض تعليقه على مقاطعة المعارضة للتصويت على استفتاء يوم الأحد، قال عادل سفر، رئيس الوزراء السوري: “إن هذا يوضح عدم الرغبة في الحوار، فهناك بعض الفئات لا ترغب بالإصلاح، وتريد النيل من سوريا ومن صمودها. لكننا لا نهتم لأمر هؤلاء، فما يهمنا هو شعبنا ونشر الديمقراطية والحرية في بلادنا.”

وجاء الإعلان عن إقرار الدستور السوري الجديد في أعقاب موافقة حكومات الاتحاد الأوروبي الاثنين على فرض عقوبات جديدة على سوريا.

وتستهدف العقوبات الأوروبية الجديدة البنك المركزي السوري وبعض الوزراء في محاولة لزيادة الضغط على نظام الرئيس بشار الأسد ومصادر تمويل حكومته.

وأعلن مسؤولون أوروبيون أن العقوبات الجديدة ستدخل حيز التنفيذ في وقت لاحق من الأسبوع الجاري، بحيث تشمل العقوبات أيضا حظرا على تجارة الذهب والمعادن النفيسة الأخرى مع مؤسسات الدولة السورية وحظر شحن البضائع من سوريا.

ويأتي القرار بعد عدة جولات من العقوبات الأوروبية على سوريا في الوقت الذي تستمر فيه العمليات التي تشنها السلطات السورية على المعارضة التي تسعى للإطاحة بحكم أسرة الأسد التي تسيطر على مقاليد الأمور في البلاد منذ أكثر من أربعة عقود.

قطر وتسليح المعارضة

بدوره، قال الشيخ حمد بن جبر بن جاسم آل ثاني، رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري، إنه يؤيِّد تسليح المعارضة السورية لتمكينها من مواجهة السلطات السورية.

ففي تصريحات أدلى بها الاثنين خلال زيارة له للنروج، قال الشيخ حمد: “علينا فعل كل ما هو ضروري لمساعدتهم، بما في ذلك مدُّهم بالسلاح لكي يدافعوا عن أنفسهم.”

وأضاف: “لقد دامت هذه الانتفاضة في سوريا لمدة عام. وعلى مرِّ 10 أشهر، كان الحراك سلميا، ولم يحمل أحد السلاح، ولم يكن أحد يفعل شيئا، وكان (الرئيس السوري) بشار الأسد يواصل قتلهم”.

الشيخ حمد بن جبر بن جاسم آل ثاني: علينا فعل كل ما هو ضروري لمساعدتهم

وختم بقوله: “ولذلك، فأعتقد أن لديهم الحق بالدفاع عن أنفسهم بواسطة السلاح، وأعتقد أنه يتعيَّن علينا مساعدتهم بكافة السبل.”

وعلى الجبهة الدبلوماسية، أجرى المبعوث الجديد للأم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا، الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان، محادثات منفصلة في جنيف الاثنين مع كل من وزير الخارجية الإيراني، على أكبر صالحي، ونظيره الفرنسي، ألان جوبيه الذي قال إن بلاده ترغب برفع الملف السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية.

وقال مسؤولون ودبلوماسيون في الأمم المتحدة لوكالة رويترز للأنباء إنهم نقلوا معلومات إلى فريق عنان في جنيف حيث ألقى كل من صالحي وجوبيه كلمة أمام اجتماع مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، والذي يناقش الأزمة السورية.

مجلس حقوق الإنسان

في هذه الأثناء، عبَّرت لورا دوبوي لاسير، رئيسة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، عن أملها بأن “تستجيب السلطات السورية بشكل إيجابي” للجهود الدولية الرامية للوصول إلى المدنيين المتضررين من أعمال العنف في البلاد.

وخاطبت لاسير المشاركين في الدورة التاسعة عشرة للمجلس، والمنعقدة حاليا في جنيف بسويسرا لمناقشة الأزمة السورية: “نأمل أن نتلقَّى ردَّا إيجابيا من السلطات السورية، وبالتالي نستطيع مساعدة كافة المتضررين من أعمال العنف في سوريا”.

من جانبها، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن فرقها قد نجحت للمرة الأولى منذ شهر بدخول مدينة حماة الواقعة وسط البلاد.

وقال هشام حسن، المتحدث باسم اللجنة: “إن فريقا مشتركا يضم ممثلين عن منظمة الهلال الأحمر السوري قد تمكَّن من إيصال مساعدات عاجلة إلى حماة، بما في ذلك مواد غذائية ومعونات أخرى تكفي 12000 شخص.”

وأضاف المتحدث أن اللجنة تبذل أيضا جهودا لمعاودة الدخول إلى بابا عمرو في حمص، حيث تدهور الوضع الإنساني في الحي بشكل سيئ جرَّاء المواجهات العنيفة الدائرة بين القوات الحكومية والمعارضة.

إلى ذلك، قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إن ثمة صفقة تلوح في الأفق لإخراج الصحفيين الغربيين المحاصرين في مدينة حمص، ومن بينهم مصوِّر صحيفة الصنداي تايمز البريطانية، بول كونروي، ومراسلة صحيفة لو فيغارو الفرنسية، أديث بوفيه، اللذين أُصيبا في قصف يوم الأربعاء الماضي ذهبت ضحيته الصحفية الأمريكية ماري كولفين التي عملت مراسلة لصحيفة الصنداي تايمز البريطانية لأكثر من عشرين عاما.

قصف مدفعي

ميدانيا، قال نشطاء من المعارضة السورية إن القوات الحكومية قصفت الاثنين عدة مناطق، بما فيها مدينة حمص، الواقعة وسط البلاد، وبلدات بنِّش وسرمين ومعرَّة النعمان في محافظة إدلب المتاخمة للحدود مع تركيا.

ففي اتصال هاتفي أجرته معه وكالة رويترز للأنباء، قال محمد الحمصي، وهو ناشط من حمص، “إن القصف العنيف بدأ فجرا على أحياء الخالدية وعشيرة والبياضة وبابا عمرو والمدينة القديمة”.

وأضاف أن الجيش يطلق النيران من الطرق الرئيسية على الأزقة والشوارع الجانبية، مشيرا إلى أن التقارير الأولية تفيد بسقوط قتيلين على الأقل في منطقة السوق في المدينة.

وفي بنِّش، قال مراسل بي بي سي، إيان بانيل، إن سكان البلدة، التي كانت تخضع لسيطرة كل من “الجيش السوري الحر” وجيش التحرير السوري” المعارضين على مرِّ الأسبوع الماضي، استفاقوا صبيحة الاثنين على أصوات القصف المدفعي لبلدتهم.

المزيد من بي بي سيBBC © 2012

انشقاق مجموعة بارزة عن المجلس الوطني السوري المعارض

المعارضة السورية شهدت انشقاقا بسبب اختلافات في طريقة التعامل مع قمع النظام للاحتجاجات.

شكل اعضاء بارزون في المجلس الوطني السوري منظمة منشقة، الاحد، باسم “مجموعة العمل الوطني السوري” فيما يعتبر أول انشقاق في صفوف المجلس المعارض للرئيس السوري بشار الاسد، منذ اندلاع انتفاضة شعبية ضد حكمه في مارس/ اذار 2011.

وأعلن 20 شخصا على الاقل من الاعضاء العلمانيين والاسلاميين في المجلس المؤلف من 270 عضوا والذي انشيء في اسطنبول العام الماضي تشكيل “مجموعة العمل الوطني السوري”، بعيد انتهاء اعمال مؤتمر “أصدقاء سوريا” في تونس.

ويرأس المجموعة الجديدة هيثم المالح، وهو محام وقاض سابق، في الرابعة والثمانين من عمره، قاوم حكم عائلة الاسد منذ بدايته في عام 1970.

وانضم اليه كمال اللبواني، وهو زعيم للمعارضة سجن ست سنوات، وافرج عنه في ديسمبر/ كانون الاول، ومحامية حقوق الانسان كاترين التللي، والمعارض فواز تللو، ذو الصلة بما يسمى “الجيش السوري الحر” ووليد البني الذي كان من بين اكثر الشخصيات جرأة في المجلس، حيث كان مسؤولا عن السياسة الخارجية.

وقال بيان للمجموعة “لقد مضت أشهر طويلة وصعبة على سوريا منذ تشكيل المجلس الوطني السوري، دون نتائج مرضية ودون تمكنه من تفعيل مكاتبه التنفيذية أو تبني مطالب الثوار في الداخل”.

وذهب البيان الى القول إنه “قد بات واضحا لنا أن طريقة العمل السابقة غير مجدية، لذلك قررنا أن نشكل مجموعة عمل وطني تهدف لتعزيز الجهد الوطني المتكامل الهادف لإسقاط النظام بكل الوسائل النضالية المتاحة، بما فيها دعم الجيش الحر الذي يقع عليه العبء الاكبر في هذه المرحلة”.

وصدر هذا البيان في تونس، حيث كان أعضاء المجلس الوطني السوري يحضرون مؤتمر “أصدقاء سوريا” الذي شاركت فيه 50 دولة الاسبوع الماضي، في محاولة لدفع الأسد لإنهاء القمع العسكري.

ويتعرض المجلس الوطني السوري لضغوط متزايدة من داخل سوريا بسبب عدم دعمه صراحة المقاومة المسلحة ضد الأسد، والتي يقودها “الجيش السوري الحر”.

وأرسل الاسد دبابات الى شتى انحاء سوريا لسحق الانتفاضة التي يقول إنها من صنع “جماعات ارهابية مسلحة”. ودفع الهجوم المستمر على مدينة حمص المجلس الوطني الى الدعوة بشكل اقوى للتدخل الدولي.

ويرأس المجلس برهان غليون، وهو أكاديمي علماني، يحظى باحترام، ويدافع عن الديمقراطية في سوريا منذ السبعينات. وتجددت رئاسته للمجلس للمرة الثالثة، منذ تأسيسه، بدعم من جماعة الاخوان المسلمين.

وانضم عدد من “الإسلاميين الجدد” الى مجموعة العمل الوطني السوري، ومن بينهم عماد الدين الرشيد وهو واعظ سجن في بداية الانتفاضة.

المزيد من بي بي سيBBC © 2012

السوريون يوافقون على الدستور الجديد وسط استمرار اراقة الدماء

عمان (رويترز) – قصفت المدفعية السورية مناطق تسيطر عليها المعارضة في مدينة حمص يوم الاثنين في الوقت الذي اعلنت فيه حكومة الرئيس بشار الاسد ان الناخبين وافقوا بأغلبية ساحقة على دستور جديد في استفتاء وصفه منتقدوه في الداخل والخارج بانه زائف.

وبينما يحتدم الجدل بين القوى الاجنبية بشأن امكانية تسليح المتمردين قالت وزارة الداخلية السورية ان الدستور الجديد الذي قد يبقي الاسد في السلطة حتى عام 2028 نال موافقة 89.4 في المئة من اكثر من ثمانية ملايين ناخب.

ووصف معارضون سوريون وزعماء غربيون عملية التصويت يوم الأحد بأنها مهزلة كونها جرت وسط اعنف اضطرابات تشهدها البلاد منذ عقود رغم ان الاسد يقول ان الدستور الجديد سيقود الى انتخابات متعددة الاحزاب خلال ثلاثة اشهر.

وقال مسؤولون ان نسبة الاقبال على التصويت اقتربت من 60 في المئة لكن دبلوماسيين تجولوا في مراكز الاقتراع بالعاصمة قالوا انهم رأوا أعدادا قليلة من الناخبين عند كل مركز. وقتل في نفس يوم التصويت 59 شخصا على الاقل في اعمال عنف بانحاء البلاد.

ويقف المجتمع الدولي عاجزا عن وقف اعمال العنف في سوريا حيث أدى قمع الاحتجاجات السلمية الى ظهور تمرد مسلح من قبل منشقين عن الجيش واخرين.

وانضمت قطر الى المملكة العربية السعودية في الدعوة لتسليح المتمردين السوريين مع استخدام روسيا والصين حق النقض (الفيتو) مرتين لاعاقة اي اجراء من جانب مجلس الامن التابع للامم المتحدة.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم ال ثاني في اوسلو ان الوقت حان لتقديم الاسلحة للسوريين.

وأضاف “أعتقد أن علينا عمل ما يلزم لمساعدتهم (المعارضة) بما في ذلك تسليحهم للدفاع عن أنفسهم.”

ويقول الاسد انه يقاتل “جماعات ارهابية مسلحة” مدعومة من الخارج ويعارض أقرب حلفائه روسيا والصين وايران بشدة اي تدخل خارجي يهدف الى اضافته الى قائمة الزعماء العرب الذين اطاحت بهم ثورات شعبية العام المنصرم.

ووصفت الصين سياسة الولايات المتحدة في المنطقة بانها “غطرسة فائقة” وحذر رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين من اي تدخل يتخطى مجلس الامن الدولي.

وسقطت يوم الإثنين قذائف وصواريخ على مناطق يغلب على سكانها السنة في حمص التي تقصفها القوات السورية منذ أسابيع فيما تحاول قوات الاسد اخماد انتفاضة مستمرة منذ قرابة عام.

وقال النشط المعارض محمد الحمصي لرويترز متحدثا من حمص ان القصف العنيف بدأ على الخالدية وعشيرة والبياضة وبابا عمرو والمدينة القديمة فجرا.

وأضاف أن الجيش يطلق النيران من الطرق الرئيسية على الازقة والشوارع الجانبية.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره لندن ان تسعة اشخاص قتلوا في قصف بابا عمرو. وكرر مراقبون بينهم مراقبو الصليب الاحمر روايات نشطاء المعارضة.

وقال شاهد ان حشودا تجمعت في منطقة كفر سوسة بدمشق التي يوجد بها عدد من مقار الاجهزة الامنية لتشييع جثامين ثلاثة شبان قتلوا في احتجاج يوم الاحد.

وردد المشيعون هتاف “الله سوريا وحرية وبس” بدلا من الهتاف المعتاد “الله وسوريا وبشار وبس.”

ولم تتمكن اللجنة الدولية للصليب الاحمر من التوصل الى وقف يومي لاطلاق النار يسمح بإجلاء الجرحى وتوصيل المساعدات التي يحتاجها السكان بشدة. وقالت اللجنة ان الاوضاع في مناطق من حمص تسوء كل ساعة.

وقال هشام حسن المتحدث باسم الصليب الاحمر في جنيف “ما زلنا نتفاوض. كل ساعة وكل يوم يحدث فرقا.”

وتجري اللجنة محادثات مع السلطات السورية وقوات المعارضة منذ أيام لتأمين الدخول للاحياء المحاصرة مثل بابا عمرو حيث قال نشطاء محليون ان مئات المصابين يحتاجون العلاج وان الاف المدنيين يواجهون نقصا في المياه والاغذية والمؤن الطبية.

ولا يزال اربعة صحفيين اجانب محاصرين في بابا عمرو بينهم اثنان مصابين. وقتلت الصحفية الامريكية ماري كولفين والمصور الفرنسي ريمي اوشليك في 22 فبراير شباط.

وقال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي انه يتمنى انقاذ الصحفيين المحاصرين قريبا. وقال لراديو (ار.تي.ال) “الوضع متوتر جدا لكن الامور بدأت تتحرك فيما يبدو.”

وقالت روسيا ان دبلوماسييها في سوريا يحاولون ترتيب هدنة انسانية في حمص واقترحت ان تمارس الدول الغربية ضغوطا على القوات المتمردة هناك للتعاون. وتزايدت المخاوف الدولية تجاه الاوضاع في سوريا لكن الغرب لا يرغب في تدخل عسكري على غرار حملة حلف شمال الاطلسي في ليبيا والتي ايدتها الامم المتحدة.

وقال رئيس الوزراء القطري ان التدخل في ليبيا يمكن أن يكون نموذجا يحتذى لكنه قال ان الدول العربية والاسلامية يجب ان تأخذ دور القيادة في اي تحرك من هذا النوع.

وقال الشيخ حمد انه يبدو ان حكومة ورئيس سوريا قررتا مواصلة القتل على امل وقف الانتفاضة. واضاف ان الدول العربية ستظل تساند الشعب السوري وستفعل كل ما هو ضروري لذلك.

وساعدت قطر قوات المعارضة الليبية في الاطاحة بمعمر القذافي العام الماضي وذلك بالاسلحة والقوات الخاصة.

وقال الشيخ حمد منتقدا الفيتو الروسي والصيني “حيث أننا فشلنا في عمل شيء في مجلس الامن أعتقد أن علينا محاولة عمل شيء ما لارسال مساعدة عسكرية كافية لوقف القتل.”

لكن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قال ان القوى الغربية تتعشم أن تتمكن الدبلوماسية من تغيير وجهات النظر. وأضاف “نمارس ضغطا على الروس اولا والصينيين بعدهم حتى يتخلوا عن الفيتو.”

وكرر رئيس الوزراء الروسي بوتين معارضة موسكو لاي تدخل عسكري في سوريا.

وقال بوتين “اتمنى ألا تحاول الولايات المتحدة والدول الاخرى… تنفيذ سيناريو عسكريا في سوريا دون موافقة من مجلس الامن.”

وأقر الاتحاد الاوروبي جولة جديدة من العقوبات الاقتصادية يوم الاثنين تستهدف البنك المركزي السوري وبعض الوزراء وتشمل أيضا حظرا على تجارة الذهب والمعادن النفيسة الاخرى مع مؤسسات الدولة وحظر دخول طائرات الشحن السورية.

وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج ان الاجراءات تهدف الى “تضييق الخناق” على دمشق. وتعهد بدعم خطة جامعة الدول العربية التي تطالب الاسد بالتنحي في اطار انتقال سياسي في سوريا.

لكن موسكو تدعم الحوار بين الحكومة السورية والمعارضة لوقف اراقة الدماء.

ووصف وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الاستفتاء بأنه “خطوة مهمة على طريق الاصلاحات” وانتقد اجتماع (أصدقاء سوريا) في تونس يوم الجمعة حيث التقت قوى غربية وعربية بزعماء للمعارضة السورية بوصفه “أحادي الجانب”.

وألغى الدستور الجديد مادة كانت تقصر على حزب البعث الحاكم قيادة الدولة والمجتمع ويسمح بالتعددية السياسية ويقصر الفترات الرئاسية على فترتين مدة كل منها سبع سنوات.

لكن هذا القيد على فترات الرئاسة لن يطبق بأثر رجعي مما يعني ان الاسد (46 عاما) الذي يتولى السلطة منذ 11 سنة بالفعل يمكن ان يتولى فترتين اخريين بعد انتهاء ولايته الرئاسية الحالية في 2014 .

وترفض المعارضة الاصلاحات المقترحة قائلة ان الاسد ووالده الذي حكم 30 عاما من قبله تظاهرا دوما بالقبول بالالتزامات القانونية دون فعل.

وقال وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه للتلفزيون الفرنسي ان الاستفتاء بانه “مهزلة مقبضة” .

ويجري الامين العام السابق للامم المتحدة كوفي عنان والذي يشغل حاليا منصب مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية بشأن سوريا محادثات في جنيف مع جوبيه ووزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي على هامش اجتماع مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة. وايران من بين الحلفاء القلائل الباقين للرئيس السوري بشار الاسد بينما قامت فرنسا بدور بارز في الجهود الدولية الرامية لعزله سعيا لوقف اراقة الدماء.

ويحاول معارضو الاسد جاهدين من اجل توحيد صفوفهم منذ بدء الانتفاضة في مارس اذار. وانشق 20 شخصا على الاقل من الاعضاء العلمانيين والاسلاميين عن المجلس الوطني السوري لتشكيل مجموعة العمل الوطني السوري.

من خالد يعقوب عويس

ناشطون سوريون: العثور على 62 جثة قرب حمص

بيروت (رويترز) – قال ناشطون سوريون يوم الاثنين انه تم العثور على جثث 62 شخصا على الاقل بالقرب من مدينة حمص المحاصرة لكنهم اختلفوا حول شخصيات القتلى.

وقال بعض الناشطين انهم افراد عائلات من حي بابا عمرو تعرضوا للخطف أثناء محاولتهم الفرار من الحي الذي يتعرض للقصف منذ اكثر من ثلاثة اسابيع.

وقال ناشط من بابا عمرو يدعى ابو بكر ان عائلات كانت تغادر الحي واعترضتها نقطة تفتيش مساء الاحد وخطف 62 شخصا. وأضاف انه تم العثور على جثثهم في منطقة موالية للرئيس بشار الاسد صباح يوم الاثنين.

لكن ناشطين اخرين قالوا انهم من الاقلية العلوية التي ينتمي اليها الاسد.

الهلال الاحمر السوري يجلي ثلاثة من حي بابا عمرو المحاصر بحمص

جنيف (رويترز) – قالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر ان سيارات الاسعاف من الهلال الاحمر العربي السوري أجلت ثلاثة أشخاص من حي بابا عمرو المحاصر في حمص يوم الاثنين لكنها لم تتمكن من إجلاء صحفيين أجانب هناك.

وقال هشام حسن المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر لرويترز في جنيف “لقد تمكنوا من اجلاء ثلاثة أشخاص وهم امرأة مسنة وأخرى حامل وزوجها.” ويعتقد أن الثلاثة سوريون.

وأضاف “لم يتم اجلاء صحفيين أجانب أو جثث صحفيين (قتلوا) لاسباب لا علم لنا بها بسبب الوضع الامني المتوتر للغاية وصعوبة الاتصالات.”

وقال حسن ان أحد سبعة سوريين مصابين بجروح بالغة كانت وكالتا اغاثة أجلتهم من بابا عمرو مساء الجمعة الى مستشفى الامين في مدينة حمص لاقى حتفه. وأضاف “توجهت اللجنة الدولية للصليب الاحمر والهلال الاحمر العربي السوري لزيارة ستة منهم في المستشفى وتوفي شخص متأثرا بجروحه.”

مسيحيو سوريا يتعرضون للتهديد بالقتل من النظام

بيروت – محمد زيد مستو – العربية نت

يتعرض المسيحيون السوريون المؤيدون للثورة لمضايقات واسعة من قبل النظام السوري، وصلت في بعض مراحلها إلى قتل المعارضين المسيحيين، في وقت تتركز فيه جهود نسبة كبيرة من الناشطين ورجال الدين المسيحيين على إغاثة المناطق المنكوبة جراء القمع والحصار من قبل النظام.

وحسب ناشط مسيحي من ريف دمشق، فإن الحكومة السورية عممت على مصارف وبنوك سورية خلال الأسابيع الأخيرة أمرا بعدم التعامل مع مدير مكتب العلاقات المسكونية بالكنيسة المريمية (الكنيسة الأرثوذكسية)، بسبب ما قالت السلطات إنها تهم تبييض أموال.

وتأتي تلك الخطوة وفق الناشط، بعد وصول أموال من الكنائس في الخارج لمساعدة الشعب السوري والمنكوبين التي كانت الكنيسة تعمل عليها.

وأمس الجمعة، قتلت قوات الأمن، حسام ميخائيل المره، الذي أشارت مصادر إلى انتمائه للجيش الحر الذي يشن عمليات ضد نظام الرئيس السوري.

وأقدمت ميليشيات تابعة للرئيس السوري قبل أسابيع على قتل باسيليوس نصار بحماة، واتهمت جماعات إرهابية بقتله، وفق ما ذكر التلفزيون السوري.

لكن الناشط، الذي يعمل على توصيل المعونات الغذائية للأحياء المتضررة، أكد أن الأب باسيليوس كان يعمل على إغاثة المناطق المنكوبة، وأنه تعاون مع الأطباء بحماة، ولكنه تعرض للقتل أثناء قيامه بإسعاف أحد الجرحى بحي الجراجمة، وهو ما أكده راهب كان يشارك الأب باسيليوس في تقديم الجهود الإغاثية.

كما أقدمت القوات السورية في سعيها لإخافة المسيحيين، إلى ضرب دير سيدة صيدنايا بقذيفة لا تحتوي مواد متفجرة، بسبب إسهام القائمين عليه بإيصال الأدوية والإعانات للأماكن المتضررة.

وتساهم عدة كنائس في دمشق وبعض المدن، بالإعانات والمحاضرات ضد النظام.

أما الناشطون المسيحيون فتتم مضايقتهم واستدعاءهم للتحقيق والتضييق عليهم بطرق غير مباشرة، عبر إيصال رسائل تهديد استدعاء شبه شهري للتحقيق.

كما أكد الناشط أنه تعرض للتهديد عن طريق عائلته عبر اتصالات تدعوه إلى وقف نشاطه الثوري أو تصفيته، وهو ما دفع العديد من الناشطين المسيحيين إلى الفرار خارج البلاد، مثل الناشطة يارا نصير وآخرين عملوا بمنطقة القصاع وباب توما وباب شرقي، وهي مناطق مسيحية في مدينة دمشق.

وقبل نحو ثلاثة أشهر، عبّر المحتجون والمعارضون في سوريا عن تضامنهم مع راهب إيطالي يقيم في دير تاريخي بسوريا منذ عشرات السنين، بسب مواقفه الداعية إلى إقرار حرية الإعلام و”الديمقراطية التوافقية” في البلاد.

وأطلق الناشطون على أحد أيام التظاهر حينها تسمية “سوريا وطنك يا باولو”، رداً على دعوة وجهتها الحكومة السورية للأب اليسوعي الأصل، باولو دالوليو، رئيس دير مار موسى الحبشي القريب من مدينة “النبك” بريف دمشق إلى مغادرة سوريا، بدعوى أنه خرج عن نطاق مهمته الكنسية.

سعي لكسب الأقليات

ومنذ بداية الثورة سعى النظام السوري إلى كسب المسيحيين وأقليات سورية إلى صفه، للتماهي مع الدعاية الرسمية بأن المتظاهرين هم جماعات مسلحة، تستهدف التعايش الطائفي في سوريا كما ذكرت مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان في أول تعليق رسمي على المظاهرات التي خرجت في سوريا.

وخلال الأشهر الأولى شهدت سوريا أنشطة كنسية وزيارات قام بها أساقفة ورهبان من دول مجاورة تأييداً للنظام السوري.

لكن آخرين أعلنوا في بيان لهم نشروه في يوليو/ تموز من العام الماضي، أنه انطلاقا من كون الدين المسيحي دين العدالة والحق والمساواة والمحبة، فإن المسيحيين في سوريا لا يمكن إلا أن يكونوا صفا واحدا مع “إخوانهم في الوطن في حركتهم السلمية نحو الحرية والعدالة والمساواة ومحاربة الظلم.

وحسب البعض، فإن نص الدستور على حصر رئاسة الجمهورية بالمسلمين، أثار غضب المسيحيين وحتى المسلمين أنفسهم، الذين اعتبروا أن رئاسة الجمهورية موضوع وطني لا طائفي.

وفي محافظة حمص، اعتبر شاب أن مهاجمة الأمن لكنيسة أم الزنار التاريخية وسرقة محتوياتها، أجج مشاعر المسيحيين ضد النظام كثيراً، ودفعهم للمشاركة بقوة في المظاهرات.

ولدى المسيحيين المعارضين للنظام السوري، العشرات من الصفحات التي تنشر أخبارا ومقاطع فيديو عن الثورة على موقع “فيسبوك”.

وقالت ناشطة سورية، تعمل على تصوير المظاهرات، إن الاحتجاجات تشهد حضورا لافتاً لمسيحيين، لكن مع ذلك فإن الحضور المسيحي غير كاف، حسب وصفها.

وهو ما عبّر عنه جورج صبرا، عضو الأمانة العامة للمجلس الوطني السوري، في تصريح سابق لـ”العربية”، بأن عدم تحرك المسيحيين في سوريا إلى جانب إخوانهم بشكل فعال في الثورة، يرجع إلى تأخر الكنيسة في إظهار موقف حقيقي، يضع المسيحيين في قلب الصورة.

وقال صبرا إن هناك في الطائفة المسيحية السورية من يصطف مع النظام، ومن هو موجود في صفوف المعارضة، مثل بقية الطوائف، وعلى مستوى النخب، شارك المسيحيون بفعالية في جميع نشاطات الثورة، من الميدان وحتى المنابر السياسية والإعلامية، أما على مستوى الكتل الجماهيرية وكتل المجتمع، لم يتحرك المسيحيون في صفوف الثورة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى