أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الاثنين، 6 شباط 2012

استمرار القتل يُغرق سورية في العزلة

الثلاثاء, 07 فبراير 2012

نيويورك – راغدة درغام؛ واشنطن – جويس كرم؛ القاهرة – محمد الشاذلي؛ دمشق، الرياض، بيروت، مسقط، القاهرة – «الحياة»، ا ف ب، رويترز

افاقت مدينة حمص صباح امس على اصوات قذائف المدافع والدبابات تقصف عدداً من احيائها، وخاصة حي بابا عمرو. وروى الاهالي الذين استطاعت وكالات الانباء الاتصال بهم قصصاً مرعبة عن جثث ودبابات في الطرق، وعن نقص في المواد الغذائية والطبية في المنازل وعن رائحة الموت والدمار في كل مكان. فيما نقل مراسل محطة «بي بي سي» الذي كان موجوداً في حمص ان اكثر من 300 قذيفة سقطت على حي بابا عمرو منذ الصباح. ونقل عن السكان ان القصف هو اسوأ ما تعرضوا له منذ بدء الانتفاضة السورية قبل 11 شهراً. وفي الوقت ذاته كانت مدينة الزبداني التي تحاصرها الدبابات تتعرض ايضاً لقصف مدفعي عنيف.

وكان «الجيش السوري الحر» سيطر على الاحياء الداخلية للزبداني قبل اسبوعين فيما قيل وقتها انه اتفاق هدنة تم ترتيبه بين قيادة الجيش السوري والمنشقين عنه. وقدرت هيئة التنسيق السورية اعداد القتلى امس بسبعين شخصاً على الاقل، غالبيتهم الكبيرة في حمص.

وترافق التصعيد العسكري مع جهود ديبلوماسية عالية المستوى بعد الفيتو الروسي – الصيني في مجسل الامن السبت الماضي. فقد استمع مجلس الوزراء السعودي الذي انعقد امس برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى تقرير عن مداولات المجلس، وشدد على أن «الإخفاق في استصدار قرار لدعم المبادرة العربية يجب أن لا يحول دون اتخاذ إجراءات حاسمة لحماية أرواح الأبرياء ووقف نزيف الدم وجميع أعمال العنف التي تنذر بعواقب وخيمة على الشعب السوري واستقرار المنطقة». وناشد المجتمع الدولي «عدم التوقف عن بذل الجهود المخلصة وإيجاد حل لهذه الأزمة التي حصدت المئات من أبناء الشعب السوري ويهدد استمرارها بكارثة إنسانية».

وفيما ينتظر ان يصل اليوم الى دمشق وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ورئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الروسية ميخائيل فرادكوف، قرر وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي عقد اجتماع في الرياض السبت المقبل. واوضح وزير الدولة العماني للشؤون الخارجية يوسف بن علوي ان الاجتماع سيخصص لبحث الوضع في سورية عشية اجتماع مجلس الجامعة العربية في القاهرة، مشددا على عدم وجود «وسيلة اخرى للحل الا الحوار».

وكانت الجامعة العربية اعلنت تأجيل عقد اجتماع الدورة غير العادية لمجلسها على المستوى الوزاري إلى الأحد بدلاً من السبت بناء على طلب دول مجلس التعاون. وقال الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي إن الجامعة تتابع «بقلق بالغ وانزعاج شديد تطورات الوضع الميداني في سورية وما تشهده مدينة حمص ومناطق ريف دمشق من تصعيد للعمليات العسكرية واستخدام القوات السورية للأسلحة الثقيلة ضد المدنيين». وطالب بـ «الوقف الفوري لجميع أعمال العنف أياً كان مصدرها»، وحذر من «مخاطر تصاعدها على مجمل الجهود العربية والدولية المبذولة لمعالجة الأزمة المتفاقمة التى تشهدها سورية». وأكد أن «لجوء الحكومة السورية إلى تصعيد الأعمال العسكرية ضد المدنيين لن يؤدي الا الى المزيد من الدمار واراقة الدماء»، مشدداً على أن هذا الأمر «لا يمكن السكوت عليه من قبل الجامعة».

ورغم التصعيد الديبلوماسي والسياسي في اللهجة الأميركية ضد الحكومة السورية والذي انعكس باغلاق السفارة الأميركية في دمشق والتحذير من «المسار الخطير» الذي يسير عليه النظام، أكد الرئيس باراك أوباما في حديث الى محطة «ان بي سي» الاميركية أن «من المهم جدا حل (الأزمة السورية) من دون التدخل العسكري». واعتبر، ردا على سؤال يقارن بين الوضع في ليبيا وسورية ويطرح فرضية التدخل العسكري، أن «الولايات المتحدة تدرس كل حالة على حدة فيما يتعلق بالخيارات المتاحة وبناء على مدى وحدة المجتمع الدولي وما هي قدراتنا». واذ أكد الرئيس الأميركي أن ادارته ملتزمة «الاستمرار في فرض العقوبات والمزيد من الضغوط»، وأنها ستساعد في «استهلال هذه الحكومة الانتقالية» شدد أن «ليس كل حالة ستستمح بالحل العسكري الذي رأيناه في ليبيا» و»من المهم جدا أن نحاول حل (الأزمة السورية) من دون اللجوء الى تدخل عسكري من الخارج وأعتقد أن هذا ممكن.»

وأضاف أوباما «باعتقادي أنك ترى عدداً أكبر وأكبر من الأشخاص داخل سورية يدركون أنهم بحاجة الى قلب الصفحة» وأن «نظام الأسد يشعر بضيق الخناق حوله ونحن سنستمر بالمزيد والمزيد من الضغط حتى نرى انتقالا». واعتبر أن هذا الأمر سيحصل والمسألة ليست مسألة «اذا بل متى». ودافع عن سياسته حيال سورية مشيرا الى أن الرسالة التي تدعو الأسد الى التنحي «لا هوادة فيها ونوع العنف الذي نراه يرتكبه ضد شعبه في الأيام والأشهر الأخيرة ليس له مبرر» لافتا الى أن «المجتمع الدولي يوافقنا هذا الأمر وكذلك غالبية الدول العربية.”

من جهة اخرى بدأ يتبلور تحرك في الجمعية العامة للامم المتحدة نحو إجراءات في ضوء إجهاض الفيتو الروسي – الصيني إجراء في مجلس الأمن. وتصدّر هذه الإجراءات التحرك عبر قرار للجمعية العامة يطالب مجلس الأمن بإحالة انتهاكات الحكومة السورية لحقوق الإنسان على المحكمة الجنائية الدولية. هذا الى جانب إمكان عقد جلسة للجمعية العامة تحت شعار «متحدون من أجل السلام» لاستصدار القرار نفسه الذي أجهضته روسيا والصين في مجلس الأمن والذي يدعم خطة جامعة الدول العربية للعملية السياسية الانتقالية وكامل المبادرة العربية في الشأن السوري.

وصرح رئيس الجمعية العامة السفير ناصر عبد العزيز النصر لـ «الحياة» أن هناك «بالفعل توجهاً لطرح الوضع في سورية على الجمعية العامة في ظل تقرير مجلس حقوق الإنسان ولجنة تقصي الحقائق وانتهاكات حقوق الإنسان، والتي تستدعي التعاطي معها بحزم». وتابع «ومن ثم فانا على أتم الاستعداد للتحرك إذا ارتأت الدول التعامل مع هذا الموضوع من خلال الجمعية العامة».

وبدأ يتبلور تحرك دولي باتجاه قيام مجموعة اتصال بشأن سورية بين عدد من الدول العربية والغربية. فقد اعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ان باريس تتشاور مع دول عربية واوروبية لتشكيل مجموعة اتصال بشأن سورية للتوصل الى حل للازمة بعد الفيتو الروسي -والصيني. وكان منتظراً ان يتحدث ساركوزي امس مع الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف بشأن سورية لمناقشة الموقف هناك والذي وصفه بأنه «فضيحة». كما اعلن ان رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فيون سيتحدث أيضا مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين. واكد ساركوزي بعد قمة فرنسية المانية عقدها امس مع المستشارة الالمانية انغيلا ميركل ان «فرنسا والمانيا لن تتخليا عن الشعب السوري».

وفي جنيف، اعلنت سويسرا توسيع قائمة المسؤولين في سورية المشمولين بعقوبات واضافت اليها 34 اسما، علما انها تضم اصلا 108 اسماء. وبين هؤلاء وزير المال محمد الجليلاتي ووزير الاقتصاد الدكتور محمد نضال الشعر، ومسؤولون عسكريون كبار وموظفون كبار في وزارة الداخلية مثل رئيس الاركان فهد الجاسم ونائبه ابراهيم الحسن. واضافت سويسرا ايضا 19 اسما الى قائمة الكيانات المشمولين بعقوبات، وعددا من البنوك والشركات النفطية.

فايز سارة ينفي انتخابه رئيساً لـ”المجلس الوطني

نفى المعارض السوري البارز فايز سارة لـ”السفير” نفياً قاطعاً ما تردد عن انتخابه رئيساً لـ”المجلس الوطني السوري” خلفاً لبرهان غليون.

ووصف سارة ما تناقلته بعض وسائل الإعلام في هذا الشأن بأنه شائعات لا أساس لها من الصحة، مشيراً إلى انه ليس أصلاً عضواً في “المجلس الوطني” لكي يتم انتخابه رئيساً له.

وتمنى سارة على الزملاء الصحافيين، وهو منهم، توخي الدقة في نقل الأخبار والتحقيق في مصادرها.

(السفير)

“الجيش السوري الحر” ينأى بنفسه عن “المجلس العسكري الاعلى” الذي اعلن انشاؤه اليوم

نأى “الجيش السوري الحر” بنفسه عن “المجلس العسكري الثوري السوري الاعلى” الذي اعلن انشاؤه اليوم بقيادة العميد الركن المنشق مصطفى الشيخ، معتبرا ان توقيت اعلانه يصب في “خدمة النظام” السوري.

وجاء في بيان صادر عن قائد “الجيش الحر” العقيد رياض الاسعد، نشر على صفحة “الجيش الحر” على موقع “فيسبوك” ان مصطفى احمد الشيخ “لا ينتمي الى صفوف الجيش السوري الحر”، وان “أي مشاورات لم تجر مع العميد المذكور بخصوص تشكيل المجلس المزعوم” وان العميد “لا يمثل إلا نفسه”. واضاف البيان “ان تشكيل هذا المجلس وبهذا التوقيت يصب في خدمة النظام” السوري.

واكد ان الجيش السوري الحر الذي تأسس في 29 تموز الماضي “لديه هيكلية تنظيمية اعلن عنها في بيان تشكيل المجلس العسكري للجيش الحر بتاريخ 13 تشرين الثاني”، وانه “وجد لحماية أبناء الشعب السوري من عسف النظام وآلة قتله ومساعدة أبناء هذا الشعب بالامكانات المتاحة على تحقيق أمانيه في التخلص من هذا النظام الغاشم”.

وكان قد اعلن اليوم في بيان انشاء المجلس العسكري الثوري السوري الاعلى برئاسة

العميد الركن مصطفى الشيخ ليكون بمثابة “هيكل تنظيمي” للمنشقين، وبهدف “تحرير سوريا”.

(ا ف ب)

لافروف وفرادكوف إلى دمشق غداً لطلب تنازلات سياسية … وخدمات عسكرية

موسكو تطلق مبادرتها البديلة .. لمعالجة الأزمة السورية الخبـراء الروس عـادوا إلـى سـوريـا والكـرملـين يفعّـل محطـة تنـصت علـى الـدرع الصـاروخي

محمد بلوط

لم تكد تنطفئ الأنوار في قاعة مجلس الأمن الدولي على «الفيتو» المزدوج الروسي- الصيني، حتى انطلقت في الساعات التالية الإشارات التي توضح بلوغ الصراع على سوريا عتبة جديدة.

ويستقبل الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق غداً وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يرافقه رئيس الاستخبارات ميخائيل فرادكوف. وفيما يعمل الأول للحصول على ضمانات من الرئيس السوري بالقبول بتقديم تنازلات سياسية حقيقية، يعمل الثاني على طلب إعادة تفعيل اتفاق روسي- سوري سابق لاستئناف محطة التنصت الروسية في دمشق عملها في منطقة القوس التركي الأسيوي.

ويأتي المسعى الروسي رداً على نشر حلف شمال الأطلسي درعه الصاروخي في تركيا، وهو ما اعتبر تهديداً أطلسياً مزدوجاً لروسيا وإيران ـ رد عليه الإيرانيون بالتهديد بقصف المواقع الجديدة، فيما اعتبره الروس تجديداً للحرب الباردة لروسيا من الجناح الجنوبي للأطلسي.

وتقول مصادر عربية إن الخبراء الروس بدأوا بالعودة بقوة إلى الأجهزة السورية التي ساهموا في بنائها وتدريب ضباطها في الماضي، ويشرفون على إعادة تأهيل بعضها، في ظل الحديث عن رغبة النظام السوري بالاستفادة من نافذة مفتوحة ودعم روسي واضح كي يحاول استعادة المناطق التي أنكفأ عنها في الأشهر الماضية، لا سيما في أرياف المدن التي تجنب فيها مواجهات واسعة، والمبادرة إلى تصعيد الحسم ضد المعارضة مستفيداً من تقارير مراقبي الجامعة العربية التي أقرت بتسلح وعسكرة في الحراك الشعبي، لا سيما مع توسع «الجيش السوري الحر».

ولا يستبعد خبراء أن تكون العودة الروسية الاستشارية والسياسية، احدى الأوراق التي

ستلعبها موسكو باستعادة الصلة مع المؤسسات العسكرية والأمنية السورية، التي يعرفها خبراؤها عن قرب، لوضع احتمال الانقلاب العسكري على الطاولة، إذا لم تنجح المبادرات الحالية بالحفاظ على الموقع الروسي الاستراتيجي في سوريا في ظل العودة إلى الحرب الباردة.

وعلى الجانب الآخر لدى الخاسرين في المواجهة في نيويورك. لم يفاجئ الفيتو أحدا من الذين عملوا على اختبار تصميم روسيا على الذهاب حتى النهايات المنطقية للدفاع عن النظام السوري. ولم تنجح الجامعة العربية في تسليم الوديعة السورية الحارقة إلى الأسرة الدولية، ولكنها لن تستردها وحيدة، بعد أن عملت طيلة الأسابيع الماضية على إيصالها إلى مجلس الأمن.

فخلال الساعات الأخيرة أطلق الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، الذي لم يكن ليمكنه السكوت على التحدي الروسي، ما يشبه المحاولة الأولى لاستيعاب الفشل في مجلس الأمن، وتعويض الجامعة العربية عن خسارتها الحصول على تغطية دولية لمحاولتها تحويل تنحية الرئيس بشار الأسد إلى مطلب يحظى بشرعية دولية، بالإعلان عن تشكيل «مجموعة اتصال دولية حول سوريا»، وهو ما أعلنت عنه وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أيضاً. وتقترب هذه المجموعة من تلك التي كان ساركوزي عرابها حول ليبيا وأدت الى تدخل عسكري دمر البلـد واطاح بالعـقيد الراحل معمر القذافي.

وقال ساركوزي إن «فرنسا لن تستسلم، وهي تتشاور مع شركاء عرب وأوروبيين لتشكيل مجموعة أصدقاء الشعب السوري بهدف حشد التأييد الدولي لتنفيذ خطة نقل السلطة التي طرحتها جامعة الدول العربية».

وأعلن وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه، امس، ان الاتحاد الاوروبي «سيشدد العقوبات المفروضة على النظام السوري».

وقال جوبيه، لقناة «بي اف ام تي في» الفرنسية، بخصوص إنشاء «مجموعة اصدقاء الشعب السوري» التي تحدث عنها ساركوزي، ان الرئيس «سيتخذ مبادرات في الايام المقبلة سعياً الى جمع كل من يعتقد ان الوضع الحالي غير مقبول على الاطلاق» في سوريا.

وقال جوبيه إن المجموعة قد تشمل الدول الـ13 من اصل 15 اعضاء مجلس الامن التي صوتت لصالح مشروع قرار عرقله فيتو مزدوج صيني روسي، اضافة الى دول الجامعة العربية و«كل من يريد الانضمام الينا للضغط على سوريا».

ويوفر الإجماع في الجامعة العربية على الخطة، التي ردت من مجلس الأمن، قاعدة شرعية أخلاقية وسياسية كافية لإطلاق تجمع قد لا يتوقف عند حد العمل على عزل النظام السوري فحسب، لكنه قد يوفر جانباً مهماً من قاعدة شرعية وقانونية أخرى، بحسب مصادر دبلوماسية غربية، لتشكيل محور دولي غربي ـ عربي ـ تركي، عمل القطريون بقوة على تشكيله، ليكون قادراً في المستقبل على التكيف مع معطيات الصراع السوري.

والمشروع يظهر أن المبادرة لم تكن سوى ممر إجباري نحو التدويل، وأن أحداً في «المجلس الوطني السوري» بشكل خاص، لم يكن يعتريه كبير تفاؤل بقدرة الجامعة العربية على فرض خطتها كاملة على النظام السوري. ولم يعلن المجلس تأييده كاملاً إلا عندما بدأت عملية تسفير المبادرة من القاهرة إلى نيويورك، كما طالب منذ البداية.

ومع فشل المعارضة في نقل المعركة إلى مجلس الأمن، بسبب الفيتو الروسي ـ الصيني، تصعد أصوات اليائسين من استعادة السلمية، ويصعد معه نفوذ المراهنين في أوساطها على الخيار العسكري العاري والمجرد. والخيار العسكري المعارض اجتهد النظام السوري في تأجيجه باعتماده الحل الأمني جواباً وحيداً منذ بداية الحراك الشعبي. ولأن اليأس من بطء فعالية العقوبات الاقتصادية وحدها في نخر قواعد النظام قد انتقل إلى الأوروبيين، سيعمل بعض أطراف المحور المقبل، من دول ومنظمات إقليمية، على توفير المزيد من الإمكانيات المالية واللوجستية والتسلحية والبشرية لإحداث توازن «رعب» بين المعارضة التي تسعى وراء المزيد من السلاح وبين النظام السوري. والتوازن قد يستغرق أشهراً قبل التوصل إليه اتكالاً على «همم» العاملين على تهريب الأسلحة عبر الحدود السورية الأردنية – التركية – اللبنانية.

ومستفيدة من تجربتها الليبية، قد تعمل دول على إرسال طائراتها لإنزال معدات في الداخل السوري، لا سيما في منطقة إدلب، وهي منطقة لا يسيطر عليها الجيش السوري بشكل كامل، وقد نجحت المعارضة، في تحويل أجزاء منها إلى بؤر مسلحة قادرة على استقبال وحدات من الجيش السوري مرشحة للانشقاق. وستكون مهمته العاجلة، التصدي للهجوم المضاد، الذي يشنه النظام السوري منذ أسبوع لاستعادة السيطرة على مناطق واسعة تخلى عنها منذ أشهر، في ريف دمشق ودرعا وحماه وإدلب وجبهة حمص المشتعلة.

والخطط البديلة والسريعة ليست وقفاً على الخاسرين في مجلس الأمن. فقبل يومين من التصويت على مشروع القرار العربي – الغربي، قام السفير الروسي لدى سوريا عظمة الله كولمحمدوف بجولة على بعض قادة المعارضة في الداخل، ودعاهم إلى جلسة حوار غير مباشر في موسكو ، مع ممثلين عن النظام السوري. وتمهد «مبادرة « السفير الروسي للقاء وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ورئيس الاستخبارات الروسية ميخائيل فرادكوف بالرئيس بشار الأسد غداً الثلاثاء في دمشق. وتحاول المبادرة الحصول على أوراق من المعارضة في الداخل، كهيئة التنسيق الوطني والديموقراطي التي يقودها حسن عبد العظيم، او تيار بناء الدولة السورية الذي يقوده لؤي حسين، بعد أن رفضها المجلس الوطني السوري. كما تحاول الإيحاء بوجود تصور متكامل وبديل عن الصدام في مجلس الأمن عبر مفاوضات ترعاها موسكو بين المعارضة والنظام.

وقال معارض سوري بارز في محادثة هاتفية مع «السفير» إن السفير الروسي طلب مقابلة عاجلة معنا، واقتصر حديثه الذي دام 10 دقائق على محاولة إقناعنا بمحاورة النظام من دون شروط مسبقة ولكننا قلنا له «إن السلطة طرحت علينا فكرة مماثلة ورفضناها في الماضي، وأوضحنا له أن الحوار يحتاج إلى مناخ لا تتوفر عناصره في الوقت الحاضر كإطلاق المعتقلين، سحب الجيش من الشوارع، وتوفير شروط التظاهر السلمي، ونحن لن نذهب لنحاور النظام على إصلاحاته أو القوانين التي يقوم بإصدارها وأبلغناه أن حوارنا معه لن يكون إلا على المرحلة الانتقالية وتنظيم رحيله». وقال معارض سوري آخر التقى كولمحمدوف إن روسيا ليست محايدة لتكون وسيطاً، وأن السفير الروسي قد أخطأ في توقيت مبادرته وقد يظن أننا لا نزال في نيسان الماضي «وبدا لنا انه نفسه غير مقتنع بما يعرض علينا».

ولكن المستشار السياسي في السفارة الروسية في دمشق البروس كوتراشوف قال إن «بعض المعارضين قد وافقوا على العرض» رافضاً الإفصاح عن أسماء الموافقين «لأن العملية السياسية لا تزال في بدايتها». وأضاف «من حق المعارضين ان يقبلوا او يرفضوا، لكننا سنواصل العمل على مبادرتنا ومن الممكن ان يغيروا موقفهم، لأن الأوضاع متحركة وغير ثابتة وهناك تطورات، ولم نلق رفضاً مبدئياً، ولكن شروط للحوار» وقد يكون تنفيذ بعضها ممكناً والبعض الآخر صعباً و«لكننا نرى انه لا بد من أن يبدأ الحوار بين السوريين من دون شروط، لأن المحاولات السابقة لتنظيم أي حوار أخفقت بسبب الشروط المسبقة، وقد رأينا أن وجود وسيط ما قد يسهل الحوار». ولا يربط الروس استخدام الفيتو بأي اعتبارات استراتيجية «لأن استخدام الفيتو في مجلس الأمن هو من اجل الحفاظ على وحدة سوريا».

ويقول، رداً على سؤال هل يجري التنسيق مع الجامعة العربية في الدعوة إلى الحوار والمفاوضات، «لا يوجد أي صلة بين المبادرتين. لكن فكرة الحوار موجودة في المبادرتين، ونحن جاهزون للتنسيق معهم إذا شاؤوا».

لافروف

وقالت (ا ف ب، ا ب، رويترز) وزارة الخارجية الروسية، في بيان أمس، إن «روسيا تسعى بقوة الى تحقيق استقرار سريع في الوضع في سوريا من خلال التطبيق السريع للإصلاحات الديموقراطية الملحة». وإضافت «إن هذا هو الهدف من وراء زيارة لافروف الى دمشق في 7 شباط».

وفي بيان مطول يشرح اسباب الزيارة، قالت الوزارة إن روسيا لا يمكنها ان تقبل بعض المواقف التي جاءت في مسودة القرار الغربي – العربي التي لها «طبيعة إنذار نهائي»، بما في ذلك مطالبة الأسد بالتنحي. وقالت «نحن نأسف بشدة لنتيجة العمل في مجلس الامن الدولي الذي كان من الممكن ان ينتج عنه اتفاق على موقف موحد للمجتمع الدولي، لو ان شركاءنا اظهروا ارادة سياسية». وأضافت ان «روسيا تعتزم وبقوة التوصل الى احلال الاستقرار في سوريا من خلال التطبيق السريع للإصلاحات الديموقراطية الملحة»، موضحة انه «لهذا الهدف امر الرئيس ديميتري ميدفيديف وزير الخارجية سيرغي لافروف ورئيس الاستخبارات الخارجية ميخائيل فرادكوف بزيارة دمشق في 7 شباط لعقد اجتماع مع الرئيس الأسد».

وكانت روسيا والصين استخدمتا أول أمس حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع قرار طرحته دول غربية وعربية، فيما صوتت الدول الأخرى الـ13 في المجلس الأمن لصالح مشروع القرار الذي يدعم «بشكل كامل خطة الجامعة العربية» لتسوية الأزمة في سوريا. وهي المرة الثانية التي تلجأ فيها الصين وموسكو إلى حق النقض لتعطيل صدور قرار يدين سوريا منذ تشرين الأول. (تفاصيل صفحة 14)

العربي

وأعلن الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي، في بيان في القاهرة، «أن إخفاق مجلس الامن في استصدار قرار لدعم المبادرة العربية لحل الازمة السورية بسبب رفض كل من روسيا والصين للقرار واستخدام الفيتو ضده، لا ينفي ان هناك دعماً دولياً واضحاً لقرارات جامعة الدول العربية».

وأكد ان جامعة الدول العربية «ستواصل جهودها مع الحكومة السورية والمعارضة بالتنسيق مع كافة الاطراف المعنية بالمسألة السورية من اجل تحقيق الهدف الأسمى الذي تعمل من اجله الجامعة العربية والمتمثل في وقف كافة اعمال العنف والقتل وحماية المواطنين العزل وإيجاد حل سياسي يمكن من تحقيق الإصلاحات، ويجنب سوريا اي مضاعفات داخلية او تدخل عسكري خارجي».

وأعرب العربي عن «الامل بأن تستجيب الحكومة السورية لمطالب شعبها وإنهاء حالة العنف ووقف نزف الدماء». ولم يستبعد امكانية عرض الخطة العربية مجددا على مجلس الامن في اطار مشروع قرار جديد. وقال ان وزراء الخارجية العرب سيبحثون خلال اجتماعهم المقرر في 11 الحالي «مختلف جوانب تطورات الازمة السورية في ضوء العرض الذي سيقدمه رئيس اللجنة الوزارية العربية المعنية بالوضع في سوريا وتقرير الامين العام لاتخاذ القرار المناسب للتعامل مع هذه التطورات بما في ذلك امكانية اعادة عرض الموضوع مرة اخرى على مجلس الامن».

من جهته، رأى رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني في ميونيخ ان تصويت روسيا والصين شكل «إشارة سيئة» الى الأسد «تعطي حق القتل». وأضاف «للأسف كان امس يوماً حزيناً وهذا ما كنا نخشاه بالضبط».

وأكد وزير الخارجية المصري محمد عمرو الحاجة إلى التوصل إلى حل للأزمة في سوريا في إطار الحل العربي، مشددا على ضرورة وقف اراقة الدماء، ووصف الامر في سوريا بأنه مأساوي ولا يمكن السماح باستمراره.

كلينتون

ووصفت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ان الفيتو الروسي والصيني «مهزلة». وقالت «ما حدث أمس (الاول) في الأمم المتحدة كان أمرا فظيعا. الدول التي رفضت دعم خطة الجامعة العربية تتحمل كامل المسؤولية عن حماية الآلة الوحشية في دمشق».

وقالت كلينتون، في العاصمة البلغارية صوفيا، ان واشنطن ستعمل مع «اصدقاء سوريا» حول العالم لدعم الاهداف السلمية للمعارضة السورية. وأوضحت «في مواجهة مجلس امن معطل، علينا ان نضاعف جهودنا خارج اطار الامم المتحدة مع الحلفاء والشركاء الذين يؤيدون حق الشعب السوري في مستقبل افضل». وأضافت «علينا ان نزيد ضغوطنا الدبلوماسية على نظام الأسد والعمل على إقناع من حوله ان عليه ان يتنحى، ويجب ان يكون هناك إدراك لذلك وبداية جديدة». وأوضحت «سنعمل مع اصدقاء سوريا ديموقراطية في انحاء العالم لدعم خطط المعارضة السياسية السلمية للتغيير». ولم تكشف كلينتون عن اسماء تلك الدول ولكن من المرجح ان تكون تركيا والدول العربية ودول اوروبا الغربية.

وتابعت «سنعمل على فرض عقوبات إقليمية وقومية ضد سوريا وعلى تشديد العقوبات المفروضة حالياً، وستطبق هذه العقوبات بشكل تام من اجل تجفيف مصادر التمويل وشحنات الاسلحة التي تبقي على استمرار آلة حرب النظام». وقالت «سنعمل على كشف هؤلاء الذين يواصلون تمويل النظام ويرسلون له الأسلحة التي تستخدم ضد السوريين العزل ومن بينهم النساء والاطفال».

ودعا السناتور الاميركي جو ليبرمان الى «التفكير في تقديم الدعم» بشكل ملموس الى المعارضة السورية، وتساءل «هل يجب تسليح المتمردين؟» مضيفاً «بالإمكان التفكير في مجموعة من الإجراءات» مشيراً بشكل خاص الى تقديم دعم «في المجالين الطبي والاستخباراتي».

وقال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو «للأسف استمر منطق الحرب الباردة في الامم المتحدة. روسيا والصين لم تصوتا بناء على الحقائق القائمة وإنما كتصرف معاكس للغرب».

وانتقد نائب رئيس الوزراء التركي بولنت ارينتش صمت ايران ازاء «قمع» النظام السوري للمتظاهرين في سوريا. ونقلت وكالة «الاناضول» عنه قوله «اني اتوجه اليك يا جمهورية ايران الاسلامية. لا ادري ان كنت جديرة بأن تحملي اسم الاسلام، لكن هل تفوهت بعبارة واحدة للتعليق على ما يحدث في سوريا؟».

ميدانياً

تجمع مئات السوريين وسط دمشق تأييداً لموقف موسكو وبكين في مجلس الامن، رافعين الأعلام الروسية والصينية بالإضافة الى العلم السوري وصور الأسد.

وأعلن المرصد السوري لحقوق الانسان، في بيان، «قتل 23 مدنياً بنيران القوات السورية النظامية، و28 عسكرياً جراء الاشتباكات بين الجيش النظامي والمنشقين عنه، في إدلب وريف درعا والزبداني وريف دمشق وريف حمص». وكان معارضون اعلنوا «مقتل اكثر من 200 شخص بقصف الجيش لمناطق في حمص»، لكن الحكومة السورية نفت ذلك. وأعلن المرصد اول امس «مقتل 24 مدنياً وستة منشقين بالاضافة الى 18 من قوات الامن والجيش النظامي».

«فيتو» مزدوج روسي ـ صيني في مجلس الأمن

موسكو: مشروع القرار الغربي ـ العربي يدعو إلى تغيير النظام السوري

استخدمت روسيا والصين أول من أمس حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع قرار طرحته دول غربية وعربية، فيما صوتت الدول الأخرى الـ13 في المجلس الأمن لصالح مشروع القرار الذي يدعم «بشكل كامل خطة الجامعة العربية» لتسوية الأزمة في سوريا.

وكان مشروع قرار طرح سابقا واجه «فيتو» مزدوجا من الصين وروسيا. وهذه المرة صوتت الهند وجنوب أفريقيا أيضا على القرار بعدما كانتا امتنعتا عن التصويت في تشرين الأول الماضي.

ولا يطالب مجلس الأمن صراحة في مشروع القرار بتنحي الرئيس السوري بشار الأسد لكنه «يدعم في شكل كامل قرار الجامعة العربية الصادر في 22 كانون الثاني بتسهيل عملية انتقال سياسي يتولاها السوريون أنفسهم». وكانت موسكو شكت من أن «المبادرة العربية» تحتوي على الكثير من التفاصيل التي يمكن أن تحدد مسبقا نتيجة أي حوار للتسوية بين الحكومة ومعارضيها.

ويقول مشروع القرار الجديد «لا شيء في هذا القرار يفوض بإجراءات بموجب المادة 42 من ميثاق (الأمم المتحدة)». وتشمل المادة 42 من الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة فرض العقوبات والتفويض باستخدام القوة العسكرية. ولا يتضمن مشروع القرار تهديد سوريا بفرض عقوبات لكنه يتضمن إشارة غامضة باحتمال اتخاذ «إجراءات إضافية» في حالة عدم إذعان دمشق بعد تقييم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون للوضع بعد 21 يوما من الموافقة عليه.

وندد مندوبو الدول الأعضاء في مجلس الأمن بالفيتو الصيني والروسي. وقال مندوب المغرب محمد لوليشكي، الذي أدت بلاده دورا أساسيا في صياغة القرار الغربي – العربي، «أود التعبير عن خيبتنا وأسفنا الكبيرين» للفيتو الروسي والصيني. وأعلن أن العرب لا ينوون التخلي عن الخطة.

وقالت المندوبة الأميركية سوزان رايس إن واشنطن «مشمئزة من هذا الفيتو الذي يمنعنا من معالجة أزمة تزداد خطورة في سوريا». واتهمت الصين وروسيا «بالتخلي عن الشعب السوري وحماية طاغية»، مؤكدة «أنهما سيتحملان مسؤولية أي إراقة دماء جديدة». وأضافت ان «هذا التصلب مشين خصوصا ان احد هذين العضوين (روسيا) ما زال يسلم اسلحة الى (الرئيس السوري بشار) الاسد». وأوضحت ان مشروع القرار «مضى الى أقصى ما يمكن من اجل الأخذ بمخاوف» موسكو وبكين.

وأدان مندوب فرنسا جيرار آرو «الفيتو المزدوج»، معتبرا انه «يوم حزين لهذا المجلس، للسوريين ولاصدقاء الديموقراطية»، فيما اعتبر نظيره الألماني بيتر فيتيغ ان المجلس «تخلف مرة جديدة عن مسؤولياته وتخلى مرة جديدة عن الشعب السوري». واعرب مندوب بريطانيا مارك ليال غرانت عن «صدمته».

ودافع مندوب روسيا فيتالي تشوركين عن فيتو بلاده. وقال إن النص «يدعو إلى تغيير النظام، مشجعا المعارضة على السعي للسيطرة على السلطة» ويوجه «رسالة غير متوازنة إلى الطرفين»، النظام والمعارضة، مؤكدا انه «لم يكن يعكس واقع الوضع في سوريا».

وأشار تشوركين إلى بعض التعديلات التي طالبت موسكو بإدخالها على مسودة مشروع القرار في اللحظة الاخيرة، متهما الغربيين بعدم إبداء «مرونة» في المفاوضات. واشار الى الزيارة التي يعتزم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف القيام بها لدمشق غدا.

وقال مندوب الصين لي باودونغ ان القرار لم يكن ليساعد على فتح حوار سياسي في سوريا، مشيرا الى ان بكين كانت «موافقة على التعديلات» التي طرحها الروس. وأضاف ان «الضغط لاجراء عملية تصويت في وقت لا تزال هناك خلافات كبرى بين الاطراف حول المسألة لن يساهم في الحفاظ على وحدة مجلس الامن ونفوذه، ولن يساعد في ايجاد حل» للازمة.

وانتقد مندوب سوريا بشار الجعفري مشروع القرار ورعاته، معتبرا ان الدول التي تحرم النساء من حضور مباراة لكرة القدم ليس لها الحق في الترويج للديموقراطية في سوريا. ونفى ان تكون قوات سورية قصفت حمص، ما ادى الى مقتل واصابة المئات. وقال ان «اي شخص عاقل لن يشن مثل هذا الهجوم في الليل قبل استعداد مجلس الامن لبحث مشروع قرار يخص بلاده».

وأضاف الجعفري «انطلاقا من إيماننا بالدور العربي كنا نتمنى أن تبقى معالجة الوضع في سوريا في إطار البيت السوري أولا ثم البيت العربي المساعد ثانيا إلا أن استعجال البعض لاستجرار التدخل الدولي الذي نعرف أهداف معالجته للقضايا العربية وأهمها قضية فلسطين والاحتلال الإسرائيلي لأرضنا العربية يدعونا إلى التعبير عن حزننا للواقع المؤسف الذي وصلنا إليه».

ردود

وادان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الفيتو الروسي والصيني الذي «يقوض دور الامم المتحدة والاسرة الدولية في هذه المرحلة حيث ينبغي ان تسمع السلطات السورية صوتا واحدا يدعو الى وقف فوري لاعمال العنف التي تمارسها على الشعب السوري». واعتبر على لسان المتحدث باسمه مارتن نسيركي انه «مع تفاقم الازمة السورية وما يتسبب به ذلك من تصعيد في العنف ومعاناة للشعب السوري، فان مجلس الامن اضاع فرصة للقيام بتحرك موحد يمكن ان يساعد لانهاء الازمة وبناء مستقبل يسوده السلام».

واعرب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عن «اسفه الشديد» للفيتو المزدوج «رغم تأييد الدول الاعضاء الاخرى الـ13» في المجلس. وقال ان «فرنسا لن تيأس» وانها على اتصال بشركائها العرب والاوروبيين لانشاء «مجموعة اصدقاء الشعب السوري» التي ستحشد الدعم الدولي لتنفيذ الخطة العربية.

وشكل ساركوزي العام الماضي مجموعة اتصال خاصة بليبيا لوضع خريطة طريق سياسية مدعومة من الاطراف الدولية في اطار جهود اسقاط العقيد الراحل معمر القذافي على الرغم من استبعاد القوى الغربية تدخلا عسكريا على النمط الليبي في سوريا.

واعلنت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ان الوقت حان ليتحرك مجلس الامن «بحزم» حيال سوريا، معتبرة ان استخدام الفيتو على مشروع قرار بهذا الشأن في مجلس الامن يعني «تحمل مسؤولية» ما يجري في هذا البلد. واذ اقرت بانه لم يكن بالامكان تسوية الخلافات في وجهات النظر مع روسيا والصين بهذا الشأن اكدت ان معارضة القرار تعني «تحمل مسؤولية الفظاعات التي تجري على الارض في سوريا».

كما ادان الفيتو وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ ونظيره الايطالي و«المجلس الوطني السوري» المعارض وجماعة الاخوان المسلمين السورية.

(ا ف ب، ا ب، رويترز)

مصدر رسمي سوري يؤكد إغلاق السفارة الأمريكية في دمشق

دمشق- (يو بي اي): أكد مصدر سوري رسمي الإثنين إغلاق السفارة الأمريكية في دمشق وانتقال موظفيها إلى الأردن، بعدما رفضت دمشق تلبية مطالب واشنطن في مجال الامن.

وأكد المصدر ليونايتد برس انترناشونل ان السفارة أغلقت وتم إخلاؤها من الموظفين الذين غادروا براً إلى عمّان.

وكان مسؤولون في وزارة الخارجية الأمريكية قالوا لشبكة (سي أن أن) الإخبارية الأمريكية إن الولايات المتحدة أغلقت سفارتها في دمشق وأخلت من تبقى من الدبلوماسيين بينهم السفير روبرت فورد.

وقال المسؤولون ان الموظفين المتبقين في السفارة وعددهم 17، غادروا الأراضي السورية، مشيرين إلى ان موظفين اثنين غادرا الأسبوع الماضي والباقون بينهم فورد غادروا صباح اليوم (الاثنين) براً إلى الأردن.

وقال مسؤولون لشبكة (أي بي سي) الإخبارية ان الموظفين غادروا بهدوء رغم أن بعضهم لم يحصلوا على تأشيرات خروج من السلطات السورية.

وكانت السلطات الأمريكية أخلت معظم موظفي سفارتها في دمشق في وقت سابق هذا العام وتم تقليص الطاقم الدبلوماسي أكثر في ديسمبر/ كانون الأول.

وقال المسؤولون في وزارة الخارجية الأمريكية ان السلطات السورية أبُلغت بالقرار بإجلاء موظفي السفارة في دمشق وإغلاقها.

وأوضح المسؤولون ان تدهور الأوضاع الأمنية في سوريا جعل من المستحيل للسفارة أن تواصل أعمالها وللموظفين أن يبقوا في البلاد.

وأشار المسؤولون إلى أن الوزيرة هيلاري كلينتون اتخذت القرار النهائي بعد أن أبلغها المسؤولون الإداريون والأمنيون في الوزارة بمخاوفهم وتوصياتهم.

روسيا: مشروع القرار الخاص بسوريا كان ينطوي على انحياز

موسكو- (رويترز): قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الاثنين إن تبني مسودة القرار العربي الغربي بمجلس الأمن الدولي حول سوريا كان سيعني انحيازا لطرف على حساب الآخر في حرب أهلية.

ودافع لافروف عن قرار روسيا استخدام حق النقض (الفيتو) ضد القرار الذي كان سيدعم دعوة جامعة الدول العربية للرئيس السوري بشار الأسد للتخلي عن الحكم وقال إن المسودة قدمت مطالب للحكومة وقواتها لكنها لم تطلب شيئا يذكر من عناصر تنتهج نهجا عنيفا في المعارضة.

وعقب محادثات مع وزير خارجية البحرين أحجم لافروف عن الحديث عن الرسالة التي سيحملها الى الأسد حين يتوجه الى دمشق الثلاثاء نيابة عن الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف.

وقال إن روسيا تحث حكومة الأسد على تطبيق إصلاحات ديمقراطية بسرعة اكبر لكن بعض المعارضين يستغلون الحركة الاحتجاجية في سوريا لمحاولة “تغيير النظام” بالعنف.

رفعت الأسد: لست طامعا في السلطة ونهاية بشار لن تكون مرضية

القاهرة- (د ب أ) ـ من جاكلين زاهر : أكد رفعت الأسد عم الرئيس السوري بشار الأسد أنه لم يقصد من مبادرته التي طرحها مؤخرا لحل الأزمة السورية أن يقدم نفسه كبديل أو مرشح للرئاسة بسورية، مشددا على أنه غير طامع في أي سلطة بسورية وإنما طامح فقط إلى تجنيب وطنه مخاطر الانقسام والحرب الأهلية الطائفية .

وأوضح الأسد في حوار هاتفي أجرته معه وكالة الأنباء الألمانية من القاهرة أنه يسعى لإيجاد حل منطقي للأزمة يرضي جميع الأطراف عبر تشكيل قيادة جماعية “أكون جزءا منها أو ممثلا لها، وهي في تصوري لجنة مهنية من الخبراء والمهنيين فقط تتولى استلام وتسليم السلطة من النظام للشعب خلال فترة انتقالية محددة، وبعدها سأعود لصفوف الشعب كأي مواطن”.

وأردف: “المبادرة في اعتقادي تبدأ بالدبلوماسية العائلية، فعلى العائلة أن تتدخل بإقناع الرئيس بالتنحي طواعية وإذا فشلت مساعينا فبالمبادرة حل برعاية عربية وربما أيضا برعاية دولية أو قد تسهم تلك الأطراف جميعا في تقديم حل يجنب البلاد حربا طائفية تقترب نذرها”.

وكشف الأسد عن وجود تأييد واسع داخل عائلة الأسد لمبادرته بالرغم من رفض الرئيس السوري لها، وقال :”كل العائلة معي ما عدا الرئيس . أما أخوه ماهر فهو لا يعمل بالسياسة ولا يتدخل بها”.

وفي رده على تساؤل حول رفض البعض أن يقدم أحد أفراد عائلة الأسد حلا للأزمة السورية باعتبار أن آل الأسد كانوا بالأساس جزءا من صناعة تلك الأزمة طوال 40 عاما ، قال :”هذه حالة ارتباك يتم فيها التقاذف بالكلمات.. وآسف أن العائلة لم تكن تتحمل المسؤولية على نحو كامل ولكنها في الحقيقة لم تكن تملكها كما يتصور البعض خطأ”.

وأوضح الأسد أنه كان يتوقع ما حدث بمجلس الأمن بخصوص التصويت على قرار بشأن سورية وما نتج من فيتو روسي وصيني على مشروع القرار.

وتابع: “أرى أن ما حصل ليس مسؤولية روسيا فقط وإنما أيضا مسؤولية الجامعة العربية والمعارضة السورية لأنهم تسرعوا بتدويل الملف دون تزكيته بتقرير مكتمل ومستوفى”، واصفا المبادرة العربية بأنها لم ترق بالأساس لطلبات الثورة.

ولفت الأسد إلى أن كثيرا من الدول العربية كانت تدرك من البداية أن مطالب الجامعة لمجلس الأمن لا يمكن تحقيقها لصعوبة ذلك ولكنها كانت في حيرة من أمرها ما بين تقرير المراقبين العرب الذي حمل إدانة لطرفي الصراع وبين ضغط الشارع الذي يريد التدويل ولهذا وافقت على الذهاب لمجلس الأمن في محاولة لرفع المسئولية عن كاهلها.

واستبعد الأسد أن يصدر أي قرار بالتدخل العسكري من جانب مجلس الأمن في سورية، وأوضح: “هناك صراع نفوذ على المنطقة مع إيران، ولذلك فالتدخل العسكري محفوف بمخاطر كثيرة والجميع يعرف ذلك”.

وفي رده على تساؤل حول إمكانية قيام تركيا بفتح ممرات آمنة داخل سورية، قال الأسد: “ممرات آمنة تعني إعلان حرب من تركيا على سورية، ويمكن أن يتطور هذا لحرب إقليمية”.

وأبدى الأسد تفهمه لحمل المدنيين للسلاح، وقال: “الأهالي بسورية بحاجة إلى حمل السلاح للدفاع عن النفس”.

وحول ما إذا كان يتوقع انقلاب الجيش على النظام ، أجاب :”الجيش جزء من الشعب وجيش سورية سيبقى وطنيا ولن يقف مكتوف الأيدي إذا طال الزمن بهذه الاضطرابات”.

ووصف الأسد أطياف المعارضة السورية بالداخل والخارج بأنها “معارضة غائبة”، وقال إنها “لم ترق لتمثل واقع الثورة على الأرض.. وربما هي في طريقها فقط إلى الاقتتال مع بعضها البعض”.

وحول موقفه من الإخوان المسلمين، أجاب الأسد: “أنا قلت مرارا أنه في سبيل وقف نزيف الدم لن أتردد في أن أعمل مع كل الناس بما فيهم الأخوان المسلمون”، واستدرك: “لكني لا أعتقد أن إخوان سورية يفكرون بالسلطة كما يتخوف البعض، فالوضع في سورية مختلف عن غيره من دول المنطقة وإخوان سورية مختلفون عن الإخوان بباقي الدول العربية ، كما أنهم ليسوا أكثرية في سورية”.

وأضاف: “ولو فرض أنهم حكموا فإنهم سيسيئون لأنفسهم خلال شهور أو سنوات قليلة وهذا سيكون خطأ لا يمكن تصحيحه إلا بثمن كبير جدا ستدفعه سورية شعبا ووطنا، وهو يدركون ذلك جيدا”.

جدير بالذكر أن رفعت الأسد كان مسؤولا بين عامي 1966 و 1984 عن سرايا الدفاع، التي يتردد أنها كانت من أقوى فرق الجيش العربي السوري التي شاركت في مجزرة حماة عام 1982 التي هدف النظام منها سحق تمرد من جماعة الإخوان المسلمين.

وتوقع الأسد العم أن يلقى بشار الأسد “مصيرا غير مرضيا إذا ما استمر على موقفه الرافض للتنحي طواعية عن السلطة”.

وقال: “أنا لم أوافق على تولي بشار المسؤولية بعد وفاة أبيه ولكني قلت أنه أمر واقع وليس أمرا مشروعا: فأنا أعرفه جيدا فهو لم يمارس السلطة في يوم من الأيام”.

وثمن الأسد كلا من الدور القطري والتركي بالأزمة، رافضا ما يتردد عن وجود مصالح أو دوافع خاصة بهما، وقال: “الدور التركي مفروض بحكم الجوار والدور القطري مدفوع بالمسؤولية القومية والإنسانية”.

ورأى أن تعامل النظام مع الأزمة فرض على عدة دول أحد خيارين: إما أن تكون مع هذا النظام أو أن تكون مع القضية الإنسانية، وتساءل: “ألم تكن قطر قبل أحداث الربيع العربي بل وبعده أيضا لعدة شهور قليلة على علاقة جيدة مع النظام بسورية؟ أي دور هذا الذي تطمح إليه دولة بالمنطقة اليوم؟ لا توجد أدوار.. كل واحد في المنطقة خائف أكثر من الآخر”.

أما فيما يتعلق بالموقف الإيراني، فقال: “إيران بلد مجاور كتركيا وهذا الجوار يدفعها إلى عدم الوقوف مكتوفة الأيدي في حالة نشوب صراع بالمنطقة، وعلى الجميع إدراك ذلك”.

واستبعد وجود تنسيق قطري غربي لاستهداف إيران من خلال سورية، وقال: “الدول كلها لها مصالح تتشابك مع بعضها البعض، ولكني لا أعتقد أن أحدا بقطر أو غيرها يفكر في أن إيران ستصبح الامبراطورية الكبرى بالعالم حتى يجري التآمر والتنسيق مع قوى دولية لتضرب سورية أولا تمهيدا لعزل إيران وضربها”.

رعب في سورية من تكرار ‘مجزرة الخالدية

ولافروف في دمشق غدا من اجل ‘تطبيق الاصلاحات’

غضب عربي وغربي على ‘الفيتو’ الروسي الصيني

دمشق ـ نيقوسيا ـ نيويورك ـ ميونخ ـ وكالات: عم الغضب والاستنكار الدول الغربية والعربية الاحد ازاء استخدام روسيا والصين لحق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يدعو الرئيس السوري بشار الأسد للتنحي، في الوقت الذي تخوف فيه ناشطون في مدينة حمص وريفها من تكرار القصف العنيف الذي استهدف حي الخالدية قبل يومين، في احياء ومناطق اخرى من هذه المحافظة التي باتت تعد عاصمة الاحتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الاسد.

وقال عضو الهيئة العامة للثورة السورية في حمص ابو رامي في اتصال مع وكالة فرانس برس من حي القصور في حمص ‘نتخوف من حملة جديدة مثل التي نفذها النظام في حي الخالدية، وخصوصا بعد الموقف الروسي في مجلس الامن’.

واضاف ابو رامي ‘هناك انفجارات منذ الصباح يسمع دويها في احياء حمص القديمة’.

ونددت المعارضة السورية باستخدام روسيا والصين حق النقض في مجلس الامن ضد مشروع قرار عربي غربي حول سورية، فيما قتل 28 مدنيا بنيران القوات السورية النظامية، و28 عسكريا جراء الاشتباكات بين الجيش النظامي والمنشقين عنه في انحاء مختلفة من البلاد.

ودان المجلس الوطني السوري في بيان الاحد استخدام موسكو وبكين لحق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار عربي غربي حول سورية معتبرا ان هذا الموقف ‘رخصة للقتل بدون محاسبة’، واعلن انه سيتوجه الى الجمعية العامة للامم المتحدة.

كما عبرت الامانة العامة لمنظمة التعاون الاسلامي الاحد عن ‘اسفها العميق لفشل’ مجلس الامن في التوصل لاتفاق حول سورية مبدية خشيتها من مخاطر الانزلاق نحو ‘حرب اهلية تهدد الاستقرار في المنطقة’.

وصفت الولايات المتحدة الأحد حق النقض (الفيتو) الذي استخدمته روسيا والصين لاحباط مشروع قرار في مجلس الأمن بشأن سورية بانه مهزلة وقالت انها ستعمل مع دول اخرى لدعم حدوث تغيير ديمقراطي في سورية.

ولم تكبح وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون حدة انتقادها للفيتو الروسي الصيني رغم انها لم تذكر اي دولة منهما بالاسم. وأضافت في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس وزراء بلغاريا بويكو بوريسوف خلال زيارة قصيرة لبلغاريا ‘الدولتان اللتان رفضتا دعم خطة الجامعة العربية تتحملان المسؤولية كاملة عن حماية الآلة الوحشية في دمشق’.

وتوعدت كلينتون بتشديد العقوبات الحالية المفروضة على النظام السوري والسعي لفرض عقوبات اخرى تجفف مصادر التمويل وواردات الاسلحة لسورية.

ومن باريس اعلن وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه لاحد ان الاتحاد الاوروبي ‘سيشدد العقوبات المفروضة على النظام السوري’ وذلك غداة استخدام الصين وروسيا حق النقض ضد مشروع قرار حول سوريا في مجلس الامن الدولي.

وعربيا، دعا رئيس الوزراء التونسي حمادي الجبالي الاحد كل الدول الى طرد سفراء سورية احتجاجا على القمع الدموي للحركة الاحتجاجية.

وقال الجبالي ان ‘الشعب السوري ينتظر افعالا (…) اقلها قطع كل العلاقات مع النظام السوري (…) علينا ان نطرد السفراء السوريين من الدول العربية وكل الدول الاخرى’.

من جهته رأى رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني في ميونيخ حيث يعقد مؤتمر حول الامن بمشاركة العديد من المسؤولين العرب، ان تصويت روسيا والصين شكل ‘اشارة سيئة’ الى الاسد ‘تعطي حق القتل’.

كما ندد وزير الخارجية المصري محمد عمرو بـ’المأساة الانسانية’ في سورية ودعا المجتمع الدولي الى ‘وضع حد لها’.

ورأى وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو ان التصويت يدل على ‘استمرار عقلية الحرب الباردة’. واضاف ان ‘روسيا والصين لم تصوتا بأخذ الوقائع في الاعتبار بل ضد الغرب’.

وتابع ان ‘المسؤولية الاخلاقية للاسرة الدولية هي رفع الصوت وتوجيه رسالة قوية الى نظام الاسد’.

غير ان نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف اعتبر الاحد ان الدول الغربية هي التي تتحمل مسؤولية فشل التصويت في مجلس الامن الدولي على قرار يدين القمع في سورية لانها ‘لم تبذل الجهد الكافي للتوصل الى توافق’ حوله، بعد استخدام الصين وروسيا الفيتو لمنع تبني القرار.

واعلنت وزارة الخارجية الروسية الاحد ان وزير الخارجية سيرغي لافروف سيسعى خلال زيارته المقبلة الثلاثاء الى دمشق الى الدفع من اجل ‘التطبيق السريع للاصلاحات الديمقراطية الملحة’.

ميدانيا، اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان ان 56 شخصا قتلوا الاحد بينهم 28 عسكريا من القوات السورية.

وقال المرصد في بيان ان محافظة حمص كان لها النصيب الاكبر من الضحايا المدنيين حيث قتل فيها 23 شخصا، في حين قتل مدنيان في داريا في ريف دمشق وثلاثة في محافظة ادلب، اما القتلى الـ28 من العسكريين فهم 14 في محافظة ادلب وسبعة في بلدة تلدو في منطقة الحولة في محافظة حمص وثلاثة في الزبداني في ريف دمشق، واربعة في محافظة درعا.

تركيا تنتقد ايران لصمتها ازاء اعمال العنف في سورية

انقرة ـ ا ف ب: انتقد نائب رئيس الوزراء التركي بولند ارينج صراحة الاحد صمت ايران ازاء قمع النظام السوري للمتظاهرين في سورية.

ونقلت وكالة انباء الاناضول عن ارينج المتحدث باسم الحكومة قوله خلال اجتماع في بورصة (شمال غرب) لحزب العدالة والتنمية (المنبثق عن التيار الاسلامي) الحاكم ‘اني اتوجه اليك يا جمهورية ايران الاسلامية. لا ادري ان كنت جديرة بان تحملي اسم الاسلام، لكن هل تفوهت بعبارة واحدة للتعليق على ما يحدث في سورية؟’.

وايران حليفة سورية الرئيسية لسورية في المنطقة، ويتهم المعارضون طهران بمساعدة دمشق على قمع حركة الاحتجاج التي تهز البلاد منذ اذار (مارس) 2011 واوقعت اكثر من ستة الاف قتيل بحسب منظمات حقوقية.

وانتقد ارينج ‘المجزرة الكبيرة’ التي ارتكبها نظام الرئيس السوري بشار الاسد الجمعة في حمص حيث قتل اكثر من 200 شخص مؤكدا ان ‘وحدها تركيا في المنطقة’ اعلنت تنديدها بهذا القمع.

وتساءل ‘هل تفوه لبنان بكلمة واحدة للتعبير عن تعاطفه مع اشقائنا المسلمين الذين يقتلون؟ لا فقط تركيا رفعت صوتها’.

وقطعت تركيا اتصالاتها مع حليفها السوري السابق بسبب القمع العنيف للتظاهرات.

‘تيلغراف’: دمشق تطلق سراح أبو مصعب السوري العقل المدبّر لتفجيرات لندن

لندن ـ يو بي آي: ذكرت صحيفة ‘صندي تليغراف’ الأحد أن النظام السوري أخلى سبيل أبو مصعب السوري المتهم بأنه العقل المدبّر لتفجيرات لندن قبل سبع سنوات.

وقالت الصحيفة إن وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية (سي آي إيه) كانت اعتقلت أبو مصعب في باكستان عام 2005 وسلّمته إلى سورية في اطار برنامجها السري لتسليم السجناء المثير للجدل، غير أنه تردد بأنها أخلت سبيله الآن كتحذير للولايات المتحدة وبريطانيا بشأن العواقب المترتبة على موقفيهما من نظام الرئيس بشار الأسد مع محاولاته لاحتواء الانتفاضة في البلاد.

واضافت أن أبو مصعب، المعروف أيضاً باسم مصطفى ست مريم نصار، كان مسؤولاً عن عمليات تنظيم القاعدة في أوروبا واتُهم بالتخطيط لتفجيرات لندن عام 2005، حين فجر أربعة مسلمين بريطانيين أنفسهم في ثلاث قطارات لمترو الانفاق وحافلة للنقل العام مما أسفر عن مقتل 52 شخصاً واصابة 700 آخرين بجروح.

واشارت الصحيفة إلى أن أبو مصعب السوري، مطلوب أيضاً في اسبانيا بسبب صلته بتفجيرات قطار مدريد عام 2004 والتي خلّفت 191 قتيلاً، وعلاقته بالهجوم على مترو باريس عام 1995، كما أمر قاض أمريكي أيضاً باعتقاله مع أعضاء آخرين في خلية ارهابية اسبانية ساعدت على تمهيد الطريق لهجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2001 في نيويورك وواشنطن.

وقالت إن أبو مصعب السوري متزوج من امرأة اسبانية وامضى ثلاث سنوات في لندن مطلع عقد التسعينات قبل أن ينتقل إلى افغانستان ليدير معسكري تدريب لتنظيم القاعدة، حيث بدأ تجريب الأسلحة الكيميائية وانشاء الخلايا النائمة في أوروبا.

واضافت الصحيفة أن الافراج عن أبو مصعب السوري يأتي في وقت يواجه فيه الرئيس الأسد ضغوطاً دولية متزايدة بسبب استخدام نظامه القوة العسكرية الساحقة في التعامل مع الاحتجاجات المناهضة له والتي كانت انطلقت في منتصف آذار (مارس) من العام الماضي وأدت إلى سقوط آلاف القتلى بين صفوف المدنيين.

ونسبت إلى هيلينا، زوجة أبو مصعب السوري التي اعتنقت الإسلام وتقيم مع أولادها الأربعة في قطر، قولها ‘لم أسمع أي شيء رسمي أو غير رسمي منذ اختفاء زوجي في عام 2005، ويحدوني الأمل في أن نجتمع من جديد في أحد الأيام’.

رياح حرب في الشرق الاوسط

صحف عبرية

رياح الحرب التي تهب في الشرق الاوسط يمكن للمرء أن يشعر بها حتى في غرفة الانتظار في فندق بايريشو هوف قرب القاعة التي تجرى فيها مداولات مؤتمر ميونخ لشؤون الامن.

‘نحن نخاف’، يقول لـ ‘يديعوت احرونوت’ رجل اسرة الاستخبارات الامريكية. ‘التصريحات الاخيرة لزعماء بلادك اقنعتنا بان يحتمل جدا أن تكون وجهة اسرائيل هي نحو الهجوم على ايران’.

المقاعد في القاعة الهائلة، المحوطة بالشرفات والاروقة، محجوزة لزعماء العالم. على السطح، في البرد القارص، ينتشر قناصة الوحدة الالمانية لمكافحة الارهاب. لم يبلغ عن تهديدات محددة، يعترف مصدر أمني ألماني، ولكن ‘في ضوء رياح الحرب التي تحتدم في الشرق الاوسط قررنا عدم أخذ أي مخاطرة’.

الولايات المتحدة بعثت الى المؤتمر وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ووزير الدفاع ليئون بانيتا. وعلى المنصة تحدثا عن التزامهما بأمن اوروبا والتعاون الاقليمي، ولكنهما امتنعا على نحو تظاهري عن الحديث في الموضوع الايراني. سؤال بعثت به حول هذا الموضوع قام مدير الحفل بإعمال مقص الرقابة عليه.

ولكن خلف الكواليس الوضع مختلف. ففي سلسلة لقاءات اجرتها هنا كلينتون وبانيتا، بما في ذلك العشاء المغلق مساء يوم الجمعة مع زعماء كثيرين آخرين، تحدثوا عن الاحتمالات في أن تهاجم اسرائيل. الجميع في المؤتمر يسألون: ‘هل هم يقصدون بجدية’: هل نتنياهو وباراك بالفعل يقصدان مهاجمة ايران ام انهما يتظاهران كي يمارسا ضغطا أكبر على الولايات المتحدة.

حتى ما قبل اسبوعين قدرت محافل في بريطانيا، فرنسا، ألمانيا والولايات المتحدة بان الجوابين صحيحان. غير أنه منذئذ اطلقت في اسرائيل تصريحات قتالية، من جانب باراك وآخرين. في أعقابها تبلور في البيت الابيض، في البنتاغون ولدى مسؤولين كبار في المانيا وفرنسا التقدير بانه يوجد احتمال معقول بان تهاجم اسرائيل ايران في 2012.

هذا الاعتراف يتغلغل في أروقة المؤتمر ويحدث هنا خوف كبير، ولكن ليس يأسا. ‘سبق لنا أن فعلنا كل ما في وسعنا’، يقول لي مصدر كبير في الاتحاد الاوروبي، ‘ماذا تريدون اكثر من ذلك؟’. اوروبا والولايات المتحدة بالفعل عملتا بنشاط في الاسابيع الاخيرة لفرض عقوبات أشد على ايران. الاحساس هو أنه لا يمكن عمل المزيد. اسرائيل، من جهتها، تعتقد ان العقوبات جاءت متأخرة اكثر مما ينبغي؛ معقول الافتراض بان هذه العقوبات لم يعد بوسعها اجبار زعماء ايران على التخلي عن المشروع النووي.

وقال مسؤولون امريكيون لنظرائهم الاوروبيين انهم طلبوا من اسرائيل الا تهاجم ولكنهم لم يتلقوا تعهدا بذلك.

في محادثات مغلقة ادعوا بانهم يعرفون بان اسرائيل اعتزمت الهجوم في ايلول 2010، ولكن الهجوم تأجيل لاسباب عملياتية وخلافات ولم يطرح على المجلس الوزاري للمصادقة عليه. اما اليوم فيقدر الامريكيون بان هناك احتمال معقول بان تهاجم اسرائيل في 2012. في نهاية الاسبوع نقل على لسان بانيتا التقدير بان اسرائيل ستهاجم ايران بين نيسان وحزيران. مصدر أمني أمريكي يشرح بان التسريب يستهدف رفع جزء على الاقل من المسؤولية عن الولايات المتحدة على الافعال المستقبلية لاسرائيل. ولكن هذا التقدير يثير اليأس لدى الاوروبيين. فهم يخشون بانه لا يسعهم عمل المزيد لمنع الاشتعال في الشرق الاوسط.

يديعوت ـ 5/2/2012

كلينتون: واشنطن تتوعد بتجفيف مصادر التمويل ومنع شحنات الاسلحة الى سورية

وصفت الفيتو الروسي الصيني بـ ‘الفظيع’

صوفيا ـ ا ف ب: توعدت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون الاحد بتشديد العقوبات الحالية المفروضة على النظام السوري والسعي لفرض عقوبات اخرى تجفف مصادر التمويل وواردات الاسلحة لسورية.

وصرحت كلينتون للصحافيين في صوفيا ‘سنعمل على فرض عقوبات اقليمية وقومية ضد سورية وعلى تشديد العقوبات المفروضة حاليا، وستطبق هذه العقوبات بشكل تام من اجل تجفيف مصادر التمويل وشحنات الاسلحة التي تبقي على استمرار الة حرب النظام’.

وقالت كلينتون الأحد إن حق النقض (الفيتو) الذي استخدمته روسيا والصين لوقف قرار مجلس الأمن الذي كان سيحث الرئيس السوري بشار الأسد على التنحي أمر ‘فظيع’.

وأضافت للصحافيين خلال زيارة إلى بلغاريا ‘ما حدث بالأمس في الأمم المتحدة كان أمرا فظيعا’.

وتابعت كلينتون في صوفيا ‘سنعمل مع أصدقاء سورية الديمقراطية في شتى أنحاء العالم لدعم خطط المعارضة السلمية والسياسية من أجل التغيير’.

عميد سوري منشق يحذر من رد نووي على سقوط نظام بلاده

لندن ـ يو بي آي: حذّر أرفع ضابط ينشق حتى الآن ويلجأ إلى تركيا من أن الانهيار الوشيك لجيش بلاده يمكن أن يدفع بمنطقة الشرق الأوسط إلى رد فعل نووي، ودعا إلى تدخل عاجل خارج نطاق مجلس الأمن الدولي.

وقال العميد مصطفى أحمد الشيخ في مقابلة مع صحيفة ‘صندي تلغراف’ الأحد ‘إن ثلث الجيش السوري فقط مستعد للقتال بسبب الانشقاق أو الفرار من الخدمة، في حين تعاني القوات المتبقية من انخفاض الروح المعنوية جراء هروب معظم الضباط السنة أو اعتقالهم أو تهميشهم، ومن تدهور معداتها’.

واضاف ‘الجيش السوري سينهار خلال شباط (فبراير) الجاري بسبب النقص في عدد العاملين فيه والذي لم يتجاوز 65 بالمئة قبل اندلاع الاحتجاجات في 15 آذار (مارس) 2011، وعدم تجاوز المعدات الجاهزة للقتال لهذه النسبة بسبب النقص في قطع الغيار’.

واشار الشيخ، الذي انشق في النصف الثاني من تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، إلى أن الجاهزية القتالية للجيش السوري ‘لا تتجاوز 40 بالمئة بالنسبة للمعدات، و32 بالمئة بالنسبة للأفراد’.

وقال إن النظام السوري ‘يستخدم عناصر من الشبيحة والطائفة العلوية لتعويض النقص في الجيش، لكن الأخير غير قادر على الاستمرار أكثر من شهر ويقوم بعض عناصره بالاتصال مع الجيش السوري الحر لمساعدتها على الفرار’.

واضاف أنه ‘قرر الانشقاق بعد 37 عاماً من الخدمة في الجيش السوري، وكانت القشة التي قصمت ظهره قيام جنود باغتصاب عروس شابة بالتناوب في قرية بالقرب من مدينة حماة’، معرباً عن اعتقاده بأن الجيش السوري أصبح ‘آلة قتل مجنونة، وأن المنطقة بأكملها ستشتعل ما لم يتم التوصل إلى حل في غضون أسبوعين’.

وقال ‘إن دور ايران ساهم في رفع أجواء التوتر إلى أقصى درجة في المنطقة، في حين ساعد النظام السوري على تحويلها إلى قاعدة لمؤامراتها’، على حد تعبيره.

ورأى العميد السوري المنشق أن بعض الحلول الممكنة، مثل المناطق العازلة والممرات الإنسانية ‘لم تعد ذات صلة الآن وحتى في حال حظيت بدعم مجلس الأمن الدولي، جراء التصعيد الخطير الذي سينجم عن انهيار الجيش والنظام الأمني في سوريا’.

واضاف ‘نريد تدخلاً عاجلاً جداً خارج نطاق مجلس الأمن الدولي بسبب الفيتو الروسي والصيني، وتشكيل ائتلاف على غرار ما حدث في كوسوفو وساحل العاج’.

وتجمع مئات السوريين ظهر الاحد للتعبير عن عرفانهم تجاه موسكو وبكين اللتين استخدمتا حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار عربي غربي حول سورية، بحسب ما افادت مراسلة وكالة فرانس برس.

وتوافد موالون للرئيس السوري بشار الاسد الى ساحة السبع بحرات وسط العاصمة السورية رافعين الاعلام الروسية والصينية بالاضافة الى العلم السوري وصور الاسد.

وهتف المجتمعون ‘ملايين السوريين تشكر روسيا تشكر الصين’ و’يا حمد يا ولد نحب نحبه للاسد’ و’ياالله وياقادر تحمي بشار وماهر (شقيق الرئيس السوري)’.

كما توسطت حلقات الدبكة المجتمعين حيث قام المشاركون فيها بالرقص على الحان الاغاني الوطنية والاناشيد الموالية للرئيس السوري.

واعتبرت صحيفة ‘تشرين’ السورية الحكومية الاحد ان استخدام روسيا والصين حق النقض (الفيتو) السبت في مجلس الامن الدولي ضد مشروع عربي غربي بشأن سورية يتيح لبعض الدول امكانية اعادة النظر بقراراتها، كما سيكون حافزا لسورية لتسريع خطواتها الاصلاحية.

ويأتي ذلك غداة مقتل 24 مدنيا سقطوا برصاص الامن السوري السبت في انحاء متفرقة من البلاد كما قتل ستة منشقين خلال اشتباكات في ريف حمص بالاضافة الى 18 من قوات الامن والجيش النظامي خلال اشتباكات في ريف حمص ومحافظتي ادلب ودرعا، بحسب المصدر ذاته.

من جهة اخرى قالت قناة ‘الدنيا’ التلفزيونية الموالية للحكومة السورية ان خدمة اخبار الدنيا عاجل على الهواتف المحمولة تعرضت للقرصنة الاحد واستخدمت لبث ‘اخبار كاذبة’.

وقالت عناوين رئيسية على التلفزيون ‘في اطار الحملة المغرضة من قبل جهات متعددة تهدف الى زعزعة امن واستقرار سورية وسفك دماء شعبها وردت رسائل عن طريق خدمة الدنيا عاجل تطلب فيها اخلاء الساحات لما وصفتها بالاسباب الامنية’.

واضافت ‘ان ادارة خدمة الدنيا عاجل تلفت عناية المشتركين الى انها اوقفت مؤقتا ارسال الاخبار العاجلة حتى اشعار اخر ريثما تتم معالجة عملية الاختراق’.

«المجلس الوطني» يدعو لتطويق السفارات السورية

ندد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم الاثنين، برد فعل الغرب «الشائن والهستيري» على الفيتو الروسي والصيني بشأن مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يندد بالقمع في سوريا. إلى ذلك، يلتقي الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والمستشارة الالمانية انجيلا ميركل في باريس، اليوم، في محادثات يسعى خلالها الزعيمان إلى التنسيق في الوضع الاقتصادي في الاتحاد الأوروبي، وبحث الأزمة المتصاعدة في سوريا. من ناحيتها، اغلقت الولايات المتحدة، اليوم، سفارتها في دمشق واجلت آخر موظفيها المتواجدين في سوريا، كما اعلنت وزارة الخارجية الاميركية. كما اعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ ان بلاده استدعت سفيرها في دمشق للتشاور.من جهة أخرى ناشد المجلس الوطني السوري ابناء الجالية السورية في العالم تطويق السفارات السورية والاعتصام امامها، معتبراً ان سياسة «التريث» لم تعد تجدي.

صرّح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحافي بأنّ «تعليق البعض في الغرب على التصويت في الامم المتحدة شائن وشبه هستيري». ورأى العديد من الدبلوماسيين والخبراء الغربيين، أمس الاحد، أن الفيتو الروسي والصيني سيشجع الرئيس السوري بشار الأسد على مواصلة قمعه الشرس للمعارضين السوريين.

ولفت لافروف إلى أنّ «المثل يقول «من يغضب نادراً ما يكون على حق»، إن التصريحات الهستيرية تهدف الى التستّر عما حصل، أي «عن أن هناك عدة مصادر للعنف في سوريا»، متحدثاً عن «جماعات متشددة مسلحة» قريبة من المعارضة. واضاف «لهذا السبب دعمنا على نحو فعال مبادرة الجامعة العربية حول ضرورة وقف العنف مهما كان مصدره».

وذكر بأن هذه النقطة كانت مذكورة في مشروع القرار الذي جرى التصويت عليه في مجلس الامن، لكن الاخير لم يشمل «إجراءات ملموسة لتطبيقها». وتصر روسيا على ضرورة أن «تنأى (المعارضة السورية) بنفسها عن المتشددين المسلحين»، بحسب لافروف.

ويزور لافروف دمشق، يوم غد الثلاثاء، برفقة رئيس الاستخبارات الخارجية الروسية ميخايل فرادكوف بطلب من الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف. وقال لافروف «طلبنا من المشاركين في صياغة القرار الانتظار عدة ايام كي نتمكن من مناقشة الوضع» بعد هذه الزيارة. ورفض وزير الخارجية الروسي الإفصاح عن الرسالة التي سيسلمها الى الرئيس السوري.

من جهتها، نفت الصين، اليوم، الاتهامات التي وجهتها اليها الولايات المتحدة بحماية نظام الرئيس السوري بشار الاسد، بعدما فرضت الفيتو على مشروع قرار في مجلس الامن يدين دمشق لقمعها الدامي للحركة الاحتجاجية.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ليو ويمين خلال مؤتمر صحافي روتيني «إننا لا نحمي أحداً، بل ندافع عن الحق في القضية السورية». وتابع إن «الصين ترفض الاتهامات» الأميركية بشأن الفيتو الروسي الصيني، في اشارة الى اتهامات وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون. ورأى ليو أن الصين، التي اعتمدت دائماً سياسة عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، قررت استخدام حق النقض ضد مشروع القرار بسبب الانقسامات الكبيرة داخل مجلس الأمن حول الموضوع.

إلى ذلك، يلتقي الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والمستشارة الألمانية انجيلا ميركل في باريس، اليوم الاثنين، في محادثات سنوية يسعى خلالها الزعيمان إلى تعزيز التنسيق الاقتصادي في الاتحاد الاوروبي، الذي يواجه أزمات، ويبحثان الأزمة المتصاعدة في سوريا.

وستقدم ميركل مقابلة مشتركة مع ساركوزي لشبكات التلفزيون الفرنسية والالمانية في المساء. وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان لها إن «الاجتماع سيخصص لتعميق التعاون الفرنسي الألماني في كل المجالات .. ولا سيما التقارب المالي». والى جانب القضايا الاقتصادية والمالية، قالت مصادر إن المباحثات ستركز أيضاً على كيفية رد أوروبا على التطورات في سوريا، بعدما استخدمت روسيا والصين حق النقض ضد مشروع قرار في الأمم المتحدة أيدته فرنسا وألمانيا.

من جانبها، اغلقت الولايات المتحدة، اليوم، سفارتها في دمشق واجلت آخر موظفيها المتواجدين في سوريا، كما اعلنت وزارة الخارجية الاميركية.

وقالت وزارة الخارجية في بيان ان سفارة الولايات المتحدة في دمشق «علقت كل انشطتها اعتبارا من 6 شباط 2012 نظرا لاستمرار العنف وتدهور الظروف الامنية». واضافت الخارجية أنّ «كل موظفي السفارة وكذلك عائلاتهم قد غادروا»، داعية كل الاميركيين الذين لا يزالون في سوريا الى مغادرة البلاد. كما اعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ ان بلاده استدعت سفيرها في دمشق للتشاور.

من ناحية أخرى، ناشد المجلس الوطني السوري ابناء الجالية السورية في العالم تطويق السفارات السورية والاعتصام امامها، معتبراً ان سياسة «التريث» لم تعد تجدي. وذكر المجلس في بيان له، اليوم، أنه “ناشد السوريين الكشف عما تقوم به هذه السفارات من دور إجرامي يتمثل في الاعتداء على السوريين وانتهاك حقوقهم». واعتبر البيان انه «لم تعد سياسة التريث تفيد أمام نظام همجي يصر على إبادة شعبنا السوري»، مضيفاً «لقد جرب شعبنا الحلول السياسية الممكنة ولم يترك طريقا إلا وسلكه، لكن النظام الهمجي يرفع وتيرة الجريمة، كما يرفع وتيرة القمع ضد شعبنا».

أمنياً، أفاد التلفزيون السوري الرسمي، اليوم، أن «إرهابيين» فجروا عبوات ناسفة في حمص، مشيرة الى مقتل عدد منهم أثناء تحضيرهم لهذه العبوات. وبث التلفزيون صوراً لعدد من الضحايا قال إنهم قتلوا في «مجازر الإرهابيين في حمص». وأضاف التلفزيون إن «المجموعات الإرهابية تعتدي على المواطنين وقوات حفظ النظام في عدد من مناطق حمص»، لافتاً الى أن «الجهات المختصة تلاحق الإرهابيين وتشتبك معهم».

من جهته، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، عن تعرض مدينة الزبداني في ريف دمشق لقصف، اليوم، ما تسبّب بمقتل شخص وإصابة نحو 17 آخرين بجروح. وجاء في بيان المرصد أنه «يتعرض الحي الغربي لمدينة الزبداني لقصف من الآليات العسكرية التي تحاصر المدينة، مما أدى الى تهدم جزئي لكثير من المنازل»، كما اشار الى «مقتل مواطن في سهل مضايا المجاور للزبداني نتيجة القصف، واصابة 17 آخرين في المدينة التي نزحت عنها غالبية سكانها».

(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)

واشنطن تصرّ على «فضيحة» التصويت في مجلس الأمن وتشعر بـ«الاشمئزاز»

ربما لم تواجه العلاقات الروسية الأميركية أزمة منذ نهاية الحرب الباردة بحجم الأزمة الحالية. الفيتو المزدوج أول من أمس يقول إن تغيير المعادلات يجب أن يمر بالتفاهم مع روسيا والصين، وليس بخطط تصاغ في القاهرة أو الدوحة، ثم تجلب إلى مجلس الأمن لوضع الختم عليها

نزار عبود

نيويورك | لم تكن المفاجأة في مجلس الأمن الدولي السبت الماضي أن روسيا والصين استخدمتا حق النقض لمنع تدويل الأزمة السورية ووضع حد للدور الذي أدّته الدبلوماسية القطرية ـــ السعودية. المفاجأة أن الضغوط الغربية الكبيرة والمغريات الاقتصادية الخليجية، التي جعلت حتى الهند وجنوب أفريقيا تؤيّدان مشروع القرار، لم تبدّل من موقفي موسكو وبكين، اللتين ردّتا على حصارهما في المجلس بتأكيد أن سوريا خط أحمر لا يمكن تجاوزه.

وراء «العند» الروسي كان هناك معلومات تلقّاها الجانب الروسي تفيد بأن أي قرار يصدر عن المجلس ويزكّي خطة الجامعة العربية، سيستتبع بخطوات عسكرية على الأرض ستأتي سريعاً تحت الغطاء الدولي. موسكو وبكين تعلمان تفصيلاً حجم الدعم المالي واللوجستي الذي تقدمه الدول الغربية والخليجية للمجموعات المسلحة التي تفجّر الأوضاع في المدن السورية، وتوسّع الهوة بين الحكومة والمعارضة المدنية المطالبة بحقوقها الشرعية. تلك الجماعات التي تعمل عبر الحدود من لبنان وتركيا والعراق والأردن. بل إن موسكو تحديداً كانت تنقل إلى دمشق تفاصيل عن حجم الموضوع وليس العكس. ومن تلك التفاصيل خطة عربية ـــ غربية لتوسيع التدخل العسكري في سوريا كجزء من مشروع دفاعي عن دول الخليج العربية التي تواجه خطر الحرب على تخومها أو على أراضيها في حال تقرر خوض المواجهة مع إيران. واعتبرت الخطة إسقاط سوريا العاجل من ضمن الأولويات، كمرحلة استباقية لتقليص الخسائر وضمان النصر في أي مواجهة إقليمية مقبلة تعيد رسم خريطة المنطقة على أسس جديدة تستبعد منها موسكو وبكين وطهران. الخطة بحثت في اجتماع سرّي على انفراد عقد في بروكسل بين عبد اللطيف الزياني، الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، والأمين العام لمنظمة حلف شمالي الأطلسي أندرس فوغ راسموسين في 29 كانون الثاني الماضي.

لذا كان لا بد للغرب من تسريع إمرار مشروع القرار في مجلس الأمن الدولي من أجل كسب التغطية الشرعية الدولية للخطة العربية المتضمنة تنحية رأس السلطة في دمشق، بشار الأسد. في مسوّدة المشروع الرابع، قدمت تنازلات كثيرة للجانب الروسي الصيني، من ضمنها التنديد بكافة أشكال العنف من الطرفين، وحذفت الدعوة إلى تنحّي الرئيس. لكن الفقرة السابعة من الفقرات العاملة في المشروع بقيت تتضمن تزكية للخطة العربية برمتها ودعوة إلى تطبيقها بالكامل. وهو المنفذ الذي يمكن توظيفه عسكرياً في أي تطورات لاحقة بعد استصدار القرار. وعندما سئل جيرارد آرو، مندوب فرنسا، قبيل جلسة المشاورات الطويلة التي عقدت في نيويورك مساء الخميس الماضي إن كانت الدول الغربية تنازلت عن تنحية الرئيس الأسد، نفى ذلك نفياً تاماً. وقال إن تطبيق الخطة العربية يعني تحديداً تنحّي الأسد، لكن من خلال الحوار السياسي الجامع الذي يفترض تطبيقه خلال أسبوعين. ووعد آرو، قبل المشاورات، بوضع مشروع القرار المغربي ـــ الغربي، الذي تتبنّاه السعودية والبحرين وعدة دول غربية وعربية أخرى وشرق أوسطية مثل تركيا، بالحبر الأزرق للتصويت عليه في أقرب وقت ممكن. وهذا ما حدث بالفعل في تلك الليلة. وكان ذلك أولى الإشارات إلى نفاد الطاقة على المساومة وبلوغ قعر التنازلات، ونفاد الوقت بسبب التطورات العسكرية على الأرض، ولا سيما في مدن تستعر فيها الحرب الأهلية مثل حمص وريف دمشق.

الإعلان عن جلسة السبت الطارئة كان في وقت متأخر يوم الجمعة. وكانت مواعيد الجلسة أيضاً متضاربة، والأسباب تعود إلى الاتصالات التي أجرتها وزيرة الخارجية الأميركية مع نظيرها الروسي. كان يفترض أن تبدأ الجلسة عند التاسعة صباحاً بالتوقيت المحلي لنيويورك، لكن السفراء مكثوا في المجلس أكثر من أربع ساعات ينتظرون نتائج الاتصالات بالعواصم وهواتفهم اليدوية لا تتوقف عن الاستقبال والإرسال. ولوحظ احتشاد مجموعة الدبلوماسيين العرب حول المندوبة الأميركية سوزان رايس في قاعة المجلس. وزعت رايس، رغم عبوسها وتأزمها الواضح، ابتسامات تطمينية للدبلوماسيين العرب. وغاب فيتالي تشوركين، مندوب روسيا، عن الصورة حتى ما قبل بدء الجلسة بقليل. كان طيلة تلك الفترة يتعرض لضغوط من كل جهة. أما وفد المعارضة السورية، الذي قدم إلى نيويورك برئاسة برهان غليون، فقد غاب عن المشهد تماماً.

غالبية المراسلين في الأمم المتحدة بقوا حتى ما قبل دقائق من التصويت يتوقعون امتناع روسيا والصين عن التصويت، وفوجئوا تماماً بالنتيجة. ولم يسع سوزان رايس، التي شعرت بالفشل الدبلوماسي الذريع، إلا أن تعرب عن «اشمئزاز الولايات المتحدة» من موقف الدولتين اللتين تعطّلان عمل المجلس «وتأخذانه رهينة… لمصالح فردية» حسب تعبيرها. أمر لم يرد عليه المندوب الروسي الذي قال في كلمته بعد التصويت، «إن بعض الدول النافذة في المجتمع الدولي، ولسوء الحظ من أولئك الذي يجلسون حول هذه الطاولة، كانوا يقوّضون منذ بداية العملية أي فرصة لتسوية سياسية». وشرح ذلك في حديثه إلى الصحافيين بعد الجلسة عندما تكلم عن دعم الجماعات المتطرفة المسلحة التي يجب استبعادها من التسوية السياسية في سوريا، بينما تصرّ الولايات المتحدة على ضرورة مشاركة كل أطياف المعارضة السورية بدون استثناء. أمر علّق عليه دبلوماسي ساخراً، «نشاهد للمرة الثانية خلال بضعة عقود من الزمن تحالفاً غربياً متجدّداً مع الجماعات التكفيرية في الشرق الأوسط».

في الجلسة تحدث مندوب سوريا لمدة 25 دقيقة، وسأل مندوبة الولايات المتحدة إن كان ذلك الاشمئزاز من الفيتو ينسحب على الستين فيتو التي استخدمتها بلادها لمنع التسوية الشاملة والعادلة للصراع العربي ـــ الإسرائيلي.

ورداً على سؤال «الأخبار» عن موقفه من الاشمئزاز الأميركي من الفيتو المزدوج، قال مندوب روسيا، فيتالي تشوركين، إنه لا ينزل إلى هذا المستوى.

أما مندوب فرنسا جيرار آرو، فقد خرج من الجلسة ليذكّر المراسلين بأن «مجازر حمص» تتزامن مع مجزرة حماة التي وقعت قبل ثلاثة عقود وراح ضحيتها عشرات الآلاف. وعندما سألته «الأخبار» عن أسباب استضافة أوروبا، وخاصة فرنسا وإسبانيا، نائب الرئيس السوري السابق رفعت الأسد في أوروبا منذ خروجه من سوريا بعد المجزرة، جاء ردّه «إننا شعب مضياف»، وترك المنصة قاطعاً حديثه وسط ضحك المراسلين.

أما سوزان رايس، فقد ركّزت بعد الفيتو على رفع راية «الثورة العربية» بالتعاون مع دول المنطقة «من الحلفاء». وقالت بالأسلوب الدعائي نفسه الذي كانت تخاطب به الدعاية الأميركية شعوب الاتحاد السوفياتي إبان الحرب الباردة، «الولايات المتحدة تقف في صفّكم أيها الشعب السوري، ولن يغمض لنا جفن قبل أن تنالوا بشجاعتكم حقوقكم». وتحدثت عن «وسائل أخرى» لتقديم الدعم.

أما مندوب روسيا فخرج مدافعاً عن موقفه، وقال إنه لم يلمس أي صدق في النيّات بتسوية الأمر في الأزمة السورية سلمياً. ونفى ما تحدث عنه مندوب بريطانيا مارك لايل غرانت من أن روسيا اشترطت تعديل مشروع القرار بحيث يطلب سحب المسلحين من المدن قبل انسحاب قوى الأمن السورية، وأكد أن الاقتراح الروسي كان واضحاً في تزامن الانسحابات من الطرفين، والإفراج عن المعتقلين وإعادة الأمن إلى المدن.

ساركوزي يدعو إلى «مجموعة اتصال»… وجوبيه آخر من يعلم!

رفض «الإليزيه» تقديم أي تفاصيل بخصوص مبادرة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الرامية إلى إنشاء مجموعة أصدقاء الشعب السوري، في حين بدا وزير الخارجية ألان جوبيه مربكاً من الخطوة

عثمان تزغارت

باريس | تبدو مبادرة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الرامية إلى إنشاء مجموعة اتصال خاصة بسوريا شبيهه بتلك التي بادر إليها قصر الإليزيه العام الماضي بشأن ليبيا، لوضع خريطة طريق سياسية مدعومة من الأطراف الدولية، في إطار جهود إسقاط معمر القذافي، على الرغم من استبعاد القوى الغربية تدخلاً عسكرياً على النمط الليبي في سوريا. وقال ساركوزي إن فرنسا تتشاور مع دول عربية وأوروبية من أجل إنشاء مجموعة اتصال بشأن سوريا للتوصل إلى حل للأزمة، بعدما استخدمت روسيا والصين حق النقض لإعاقة قرار لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يدعو الرئيس السوري إلى التنحّي. واتهم ساركوزي موسكو وبكين بأنهما «تشجعان النظام (السوري) على مواصلة سياساته الوحشية بلا نهاية». وقال، في بيان، إن «فرنسا لن تيأس»، وإنها على اتصال بشركائها العرب والأوروبيين لإنشاء «مجموعة أصدقاء الشعب السوري» التي ستحشد الدعم الدولي لتنفيذ الخطة العربية.

هذا المقترح الفرنسي، الذي يعدّ توجهاً غير متوقّع للعمل خارج مرجعية الأمم المتحدة، فاجأ غالبية المحللين والمسؤولين السياسيين الفرنسيين، بمن فيهم وزير الخارجية ألان جوبيه، الذي رفض خلال استضافته في نشرة الأخبار الرئيسية على التلفزيون الحكومي «فرانس 2»، مساء أول من أمس، التعليق على مقترح «الإليزيه». وكان واضحاً أن جوبيه بدا محرجاً، لأنه لم يكن على اطلاع مسبق على هذه المبادرة، الأمر الذي أعاد إلى الواجهة معضلة «ازدواجية القرار» التي تعاني منها الدبلوماسية الفرنسية. وكان سبق لجوبيه أن استُبعد من قرار شنّ الحرب في ليبيا، حيث لم يعلم وزير الخارجية الفرنسي آنذاك بالقرار المتعلق بليبيا، الذي أعلنه برنار هنري ليفي من باحة قصر الإليزيه، سوى عبر وسائل الإعلام، أثناء مشاركته في اجتماع أوروبي في بروكسل.

لكن ارتباك جوبيه على «فرانس 2» سرعان ما تبدّد في تصريح لاحق على قناة «بي أف أم تي»، إذ أعلن جوبيه أن الاتحاد الأوروبي «سيشدد العقوبات المفروضة على النظام السوري». وقال «سنساعد المعارضة السورية على تنظيم نفسها، وستشدد أوروبا العقوبات المفروضة على النظام السوري، ثم سنسعى إلى تعزيز الضغط الدولي، وسيأتي وقت يُجبر فيه النظام على إدراك أنه معزول، ولا يمكنه الاستمرار».

ومن ميونخ، أعرب وزير الخارجية الألماني غيدو فيستيرفيلي عن تأييده لفكرة إنشاء مجموعة اتصال دولية بشأن سوريا لإعادة الوضع إلى طبيعته فيها. وقال فيستيرفيلي، خلال المؤتمر الختامي الـ48 للسياسة الأمنية في ميونيخ أمس، إن الدور الأساسي في هذه المجموعة يجب أن تؤديه «تركيا وجامعة الدول العربية».

وفيما عُدّ مقترح ساركوزي، لتأسيس «مجموعة أصدقاء الشعب السوري»، إجراءً انفرادياً يهدف إلى الالتفاف على مرجعية مجلس الأمن، أكّد جوبيه أن دبلوماسية بلاده ستواصل جهودها لتقريب وجهات النظر بين الدول الأعضاء في مجلس الأمن. وتابع جوبيه: «انطلاقا ممّا عايشتُه وسمعتُه (في اجتماع مجلس الأمن الأخير)، تكوّن لديَّ اقتناع بأن هذه المهة ليست مستحيلة، وهناك حظوظ فعلية في تقريب وجهات النظر في الأيام المقبلة. وهناك نافذة مفتوحة لإقناع روسيا، فقد اعترف ممثّلها بأن مشروع القرار الأخير تضمّن عناصر مهمة لدى روسيا كامل الاستعداد لمناقشتها».

وإلى جانب الجدل المتعلق بازدواجية القرار، التي تجعل جوبيه آخر من يعلم بالمبادرات الدبلوماسية التي يطلقها الرئيس ساركوزي، يثير مقترح إنشاء «مجموعة أصدقاء الشعب السوري» أسئلة كثيرة. فعلى الرغم من أن قصر الرئاسة الفرنسي لم يكشف أي تفاصيل ملموسة بخصوص هذه المبادرة، إلا أن البحث عن إطار بديل لحشد الدعم الدولي للمبادرة العربية يعني التخلي عن شرعية الأمم المتحدة. وهو ما يصعب قبوله من قبل الرأي العام الفرنسي، الذي يرى أن الإنجاز الأهم في عهد الرئيس شيراك كان جعل بلاده رأس الحرب في معارضة قرار الرئيس بوش بالالتفاف على شرعية مجلس الأمن، من خلال تأسيس «تحالف بديل» لشن حرب احتلال العراق على نحو انفرادي.

وفيما رفضت المصادر الرسمية في «الإليزيه» تقديم أي تفاصيل إضافية بخصوص هذه المبادرة، قال مصدر إعلامي مقرّب من الرئيس ساركوزي إن هذا المقترح «لا يمكن مقارنته بما حدث في العراق أو يوغوسلافيا سابقاً. فهو لا يهدف إطلاقاً إلى شنّ حرب على نحو انفرادي، من دون الاستناد إلى مرجعية الأمم المتحدة. بل القصد هنا هو حشد الدعم السياسي والدبلوماسي للضغط على النظام السوري من أجل دفعه إلى قبول خطة سياسية تحظى مسبقاً بشرعية الجامعة العربية».

وللتدليل على ذلك يقول المصدر ذاته، في حديث إلى «الأخبار»، «الذين تسرّعوا في مقارنة المقترح بما حدث في العراق أو في ليبيا أخيراً، أغفلوا معطى بالغ الأهمية، وهو أن الرئيس ساركوزي يستعد لخوض معترك انتخابات الرئاسة، بعد أقل من ثلاثة أشهر. وهذا لا يسمح له على الإطلاق بخوض حملة حربية لا أحد يعلم ما يمكن أن تؤدي إليه».

وفيما يبدو رداً مباشراً على بشائر التلويح بالحل العسكري خارج إطار مجلس الأمن، أكد وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي أن التدخل العسكري في سوريا سيؤدي إلى انفجار المنطقة بأكملها، مبدياً استغرابه من نقل الجامعة العربية ملف الأزمة السورية إلى مجلس الأمن في وقت كانت فيه مهمة المراقبين العرب متواصلة.

لافروف في دمشق غداً بمرافقة أمنية

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في دمشق غداً للحثّ على «الإصلاحات الديموقراطية»، لكن مرافقة مدير الاستخبارات الخارجية ميخائيل فرادكوف للافروف طرحت العديد من التساؤلات

أعلنت وزارة الخارجية الروسية، أمس، أن هدف زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ومدير الاستخبارات الروسية ميخائيل فرادكوف (الصورة)، غداً الثلاثاء، لدمشق لمقابلة الرئيس السوري هي لإقناعه بالبدء بإصلاحات ديموقراطية لإحلال الاستقرار في سوريا. ودعت الخارجية الروسية إلى حوار وطني شامل في سوريا. ونقلت كالة الأنباء الروسية «نوفوستي» عن بيان للوزارة إن روسيا تؤكد ضرورة السعي إلى إطلاق حوار وطني شامل في سوريا يشمل كافة أطراف النزاع، ووضع حدّ للعنف من قبل جميع أطراف الأزمة في هذا البلد.

ونقلت «نوفوستي» عن البيان أن «روسيا متشبّثة، من خلال التفاعل مع دول أخرى، بتسريع استقرار الوضع في سوريا عبر تنفيذ سريع للإصلاحات الديمقراطية التي طال انتظارها». وأضافت أنه «لهذا الهدف، وبإيعاز من الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف، سيزور وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ومدير الاستخبارات الروسية ميخائيل فرادكوف دمشق في 7 شباط للقاء الرئيس بشار الأسد».

وقال البيان إن «موسكو تأمل أيضاً أن تتخذ اللجنة الوزارية العربية في اجتماعها المقبل القرار بتمديد مهمة المراقبين العرب في سوريا «التي أثبتت فعاليتها، بأن تكون عاملاً لتقليص تصعيد العنف في سوريا». وفي بيان طويل يشرح أسباب الزيارة، قالت الوزارة إن روسيا لا يمكنها أن تقبل بعض المواقف التي جاءت في مسوّدة القرار التي لها «طبيعة إنذار نهائي»، بما في ذلك مطالبة الأسد بالتنحّي.

وجاء في البيان «نحن نأسف بشدة لنتيجة العمل في مجلس الأمن الدولي الذي كان من الممكن أن ينتج منه اتفاق على موقف موحّد للمجتمع الدولي، لو أن شركاءنا أظهروا إرادة سياسية». وأضاف أن «روسيا تعتزم، وبقوة، التوصل إلى إحلال الاستقرار في سوريا من خلال التطبيق السريع للإصلاحات الديموقراطية الملحّة».

وأكدت الوزارة في بيانها أن «أصحاب مشروع القرار لم يوافقوا على إدخال بند حول أن مجلس الأمن الدولي لا (يمكن) يقرر مسبقاً نتيجة العملية السياسية في سوريا، علماً بأن هذا الموضوع يجب أن تبتّه الأطراف السورية بنفسها. كذلك لم يُقبل الاقتراح الروسي بالتخفيف من لهجة المطالب، بما في ذلك مطلب تنحّي الرئيس بشار الأسد، وكل ذلك كان من المفروض أن تنفذه دمشق في غضون ثلاثة أسابيع»، بحسب مشورع القرار.

وعقب إصدار هذا البيان، بثّت وكالة الأنباء الرسمية «نوفوستي» تحليلاً نقلت فيه عن خبراء روس قولهم إن زيارة لافروف ربما تستهدف إقناع الأسد بالتنحّي.

وقال فلاديمير اخمدوف، خبير الشرق الأوسط، للوكالة «من الممكن أن تجري محاولة لإقناع الرئيس السوري بقبول البديل الذي تقترحه الجامعة العربية»، في إشارة إلى خطة لتنحّي الأسد عن منصبه.

ورأى نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف أن الدول الغربية هي التي تتحمل مسؤولية فشل التصويت في مجلس الأمن، لأنها لم تبذل الجهد الكافي للتوصل إلى توافق عليه. وقال في حسابه على تويتر «نأسف في موسكو لأن معدّي مشروع القرار بشأن سوريا لم يرغبوا في بذل المزيد من الجهد للتوصل إلى توافق». وأضاف أن «النتيجة معروفة».

وفي أول ردّ من جهة معارضة سورية على الدعوة الجديد الروسية إلى الحوار مع السلطة، كشف خلف داهود، القيادي في هيئة التنسيق الوطنية السورية المعارضة في المهجر أن الهيئة «علّقت زيارة مرتقبة لموسكو بانتظار توضيح السلطات الروسية غايتها من هذا اللقاء»، وقال «نحن على أتمّ الاستعداد للقاء والتباحث في كيفية نقل السلطة بشكل سلمي، لكوننا معارضة سيادية ولا نخضع لضغوط أحد، وموقفنا واضح ونلتمس الرد الإيجابي من الروس بشأن سبب الدعوة».

(أ ف ب، يو بي آي)

تونس تطرد السفير السوري… رغم رفض المعارضة

قررت القيادة التونسية الجديدة رفع مستوى معارضتها للنظام السوري، فقررت طرد السفير وقطع العلاقة بدمشق، وذلك بعدما سبق لها أن استقبلت «المجلس الوطني» المعارض، وأيدت تغيير النظام في دمشق

نزار مقني, ناجي الخشناوي

تونس | قرّرت الحكومة التونسية المؤقتة، أول من أمس، قطع علاقتها مع النظام السوري، وطرد السفير السوري من العاصمة تونس، في خطوة اعتبرتها أحزاب وشخصيات سياسية تونسية مفاجئة ولا تستجيب للأعراف الدبلوماسية بين الدول العربية. وقد أعلن الرئيس التونسي المؤقّت، المنصف المرزوقي، تعليق كل علاقة مع سوريا، والشروع في اتخاذ الإجراءات لطرد السفير السوري، بحجة تزايد عدد القتلى في المدن السورية في الأسبوع الأخير، وفي حمص تحديداً. وطالب المرزوقي، في الوقت نفسه، جامعة الدول العربية والدول العربية الأعضاء في مجلس الأمن الدولي «بالتصدي لمناورات المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة، ومحاولته المماطلة في اتخاذ القرار الأممي الذي يدين القمع السوري». قرار طرد السفير أكّده رئيس الحكومة حمادي الجبالي، وأضاف عليه مطالبة المجتمع الدولي «بقطع علاقاته الدبلوماسية بالنظام السوري»، وحث الأمم المتحدة على «مراجعة آلية حق النقض (الفيتو)». وبذلك، تكون تونس الدولة الثانية، بعد ليبيا، التي تطرد السفير السوري من أراضيها. بدوره، أوضح وزير الخارجية التونسي، رفيق عبد السلام، لـ«الأخبار»، أن قرار طرد السفير السوري كان نتيجة للتشاور بين رئاسة الجمهورية ورئيس الحكومة ووزير الخارجية، «ويأتي في أعقاب تواصل أعمال العنف والقتل في حق الشعب السوري لغايات غير مبررة». وكشف عبد السلام أنه طُلب بالفعل من السفير السوري ومن طاقم البعثة الدبلوماسية السورية مغادرة الأراضي التونسية «في أقرب وقت»، مشيراً إلى أن هذا الإجراء «ينسجم مع جهود الجامعة العربية وقراراتها حول الانتقال الديموقراطي في سوريا». وحول ما إذا كانت هناك خطوة مقبلة تقضي بالاعتراف بـ«المجلس الوطني السوري» المعارض ممثلاً شرعياً للشعب السوري، أجاب وزير الخارجية أن هذه المسألة «قيد الدرس والنظر حالياً».

وقد استنكرت نخب تونسية قرار طرد السفير السوري وقطع العلاقة مع دمشق، ورأت أنها «مرتجلة وغير مدروسة وتدخل في خانة الضغط الأميركي على سوريا». وقالت أمينة الحزب الديموقراطي التقدمي، مي الجريبي، في بيان، إن خطوة الرئاسة التونسية «تتزامن مع سعي العديد من الأطراف إلى تدويل القضية السورية والتسريع بالتدخل العسكري الأجنبي». كما انتقدت «حركة التجديد» بشدة قرار طرد السفير السوري من تونس، ولمحت إلى أن «أطرافاً عربية وخليجية بالخصوص مدعومة من بعض الدول الغربية» تقف خلفه. موقف مشابه صدر عن الأمين العام لحزب الاتحاد الديموقراطي الوحدوي أحمد الاينوبلي، الذي رأى أن هذه الخطوة «تمثل إعلاناً مكشوفاً من الحكومة التونسية بانخراطها في المشروع الاستعماري الجديد الساعي إلى إعادة تقسيم الشرق الأوسط». وفي السياق، رأى الكاتب العام السابق لوزارة الخارجية عبد الله العبيدي في حديث إلى «الأخبار» أن القرار التونسي «يؤثر مباشرة على المصالح الجيو استراتيجية لتونس، وخصوصاً أنه جاء من دون تنسيق مع دول الجوار المغاربي كالجزائر والمغرب، ويأتي بعد ضغوط مورست على السلطة الجديدة من الخارج». وتابع العبيدي إنّ هذا القرار «يعرّض صدقية تونس في محيطها الاستراتيجي للشك، وخاصة أن هذا القرار لم يأتِ بعد استشارة معمّقة للإطارات الموجودة في وزارة الخارجية».

دمشق تنفي المسؤوليّة عن «مجزرة» في حمص

اعتداءات بالجملة على السفارات السوريّة… ومسيرات ترحّب بالفيتو

أجّجت أعمال العنف في سوريا غضب الجاليات السورية في مختلف أنحاء العالم، وترافقت المسيرات المنددة بأعمال القتل مع اعتداءات واسعة على السفارات السورية في العديد من العواصم. وفي دمشق، شارك الرئيس السوري المصلّين في جامع الروضة لمناسبة المولد النبوي

حرصت دمشق، أول من أمس، على نفي الأنباء عن وقوع مجزرة في حمص، ليل الجمعة. ونفى مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفري، مسؤولية القوات «هل هناك عاقل من الممكن أن يشنّ هجوماً ما عشيّة انعقاد مجلس الأمن لمناقشة شؤون بلاده؟». كذلك نفى مصدر إعلامي قصف المنطقة، وقال إن التصوير المنشور على الإنترنت زائف، لكن الرواية الرسمية السورية رُفضت في أنحاء العالم، حيث كانت الإدانات شديدة.

ونفى مصدر إعلامي سوري صباح السبت قصف الجيش لأحياء في حمص «وأكد أنها تأتي في إطار التصعيد من قبل المجموعات المسلحة ومجلس إسطنبول ومنابرهم الإعلامية لاستغلالها في مجلس الأمن ضد سوريا». وقال المصدر «إن الجثث التي عرضتها بعض قنوات التحريض هي لشهداء من المواطنين اختطفتهم المجموعات الإرهابية المسلحة وقتلتهم وصوّرتهم على أنهم جثث لضحايا القصف المزعوم».

وتراوح عدد القتلى الذي أورده النشطاء وجماعات المعارضة بين 237 و260. لكن رامي عبد الرحمن من المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقرّه بريطانيا، قال إن لديه قائمة تضمّ أسماء 128 شخصاً تأكد مقتلهم. وقالت المعارضة إن القوات السورية بدأت قصف حي الخالدية حوالى الساعة الثامنة من مساء الجمعة، مستخدمة نيران المدفعية وقذائف المورتر. وأضافت إن 36 منزلاً على الأقل هدمت تماماً، فيما كانت عائلات بداخلها. في المقابل، قدمت وسائل الإعلام الموالية للنظام رواية مختلفة، وقالت إن القذائف التي أطلقت على حي الخالدية مصدرها «جنينة العلوني» في حي «الخالدية» نفسه، ومن أطلقها هم مسلحو «كتيبة الفاروق» المتمركزون داخل الحي. وقالت إن قائمة الضحايا تضمّ عسكريين ومدنيين اختطفهم مسلّحو الكتيبة المذكورة في أوقات مختلفة.

ومع انتشار أنباء العنف، اقتحم حشد من السوريين السفارات السورية في القاهرة والكويت وعمان ولندن وأثينا وطرابلس وكانبيرا وإسطنبول احتجاجاً، ونظّمت مسيرات أيضاً أمام السفارات السورية في لبنان وألمانيا واليونان والولايات المتحدة وأراضي عام 1948. واتهمت السفارة السورية في لندن قنوات فضائية عربية بالتحريض على اقتحام مبناها. وقال «المجلس الوطني السوري» في بيان إنه يعتقد أن الجيش السوري يستعدّ لشن هجمات مماثلة على دمشق، وفي بلدة جسر الشغور.

وعرض التلفزيون الرسمي السوري، أمس، لقطات حية للرئيس السوري، بشار الأسد، وهو يصلي ويستمع الى القرآن في مسجد بدمشق للاحتفال بالمولد النبوي. وقالت «سانا» إن الرئيس الأسد شارك في الاحتفال الديني، الذي أقامته وزارة الأوقاف في مسجد الروضة. وبعدما صافح مستقبليه، توجه إلى داخل حرم المسجد حيث أدى صلاة السنّة النبويّة الشريفة، ثم صلاة الظهر.

وتجمّع مئات السوريين في دمشق، أمس، للتعبير عن عرفانهم تجاه موسكو وبكين اللتين استخدمتا حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار عربي غربي بشأن سوريا. وتوافد موالون للرئيس السوري بشار الأسد الى ساحة السبع بحرات، وسط العاصمة السورية، رافعين الأعلام الروسية والصينية، بالإضافة الى العلم السوري وصور الأسد.

وأوقف تلفزيون الدنيا خدمة الأخبار العاجلة عبر الرسائل القصيرة مؤقتاً بعد تعرضها لقرصنة من قبل جهات معادية، بثّت عبرها أخباراً كاذبة، داعياً المشتركين إلى الحذر من أي رسالة إخبارية تصلهم عبر خدمة الرسائل القصيرة.

أمنياً، ذكرت «سانا» أن الجهات المختصة ضبطت معملين لصناعة العبوات الناسفة في بساتين برزة ومنطقة الشيفونية في ريف دمشق. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 56 شخصاً قتلوا الأحد في سوريا، بينهم 28 عسكرياً من القوات السورية. وقال المرصد في بيان إن 23 مواطناً قتلوا في محافظة حمص، بينهم ثلاثة أطفال وسيدتان، وذلك إثر قصف وإطلاق رصاص في أحياء في مدينة حمص، وفي مدينتي الحولة والرستن».

وأضاف المرصد إن مواطنين قتلا في مدينة داريا بريف دمشق، أحدهما فتى (14 عاماً)، وامرأة بإطلاق رصاص عشوائي، موضحاً أن «شاباً توفي متأثراً بجروح أصيب بها السبت». وتابع المرصد في بيانه إن ثلاثة مواطنين قتلوا في محافظة إدلب، هم: طفلة في الثانية عشرة من العمر في قرية المسطومة، وشاب في التاسعة والعشرين في قرية كفريحمول، ورجل بإطلاق الرصاص على سيارة كانت تقلّه في معر شورين»، كذلك سلمت جثة شاب في قرية بسامس في محافظة إدلب، كان قد اعتقل قبل أيام.

من جهة ثانية، أعلن المرصد أيضاً أن «28 عنصراً من الجيش النظامي السوري قتلوا الأحد، بينهم سبعة خلال تدمير ناقلتَي جند في بلدة تلدو في الحولة في محافظة حمص، و14 جندياً خلال اشتباكات واستهداف آليات عسكرية في محافظة إدلب، وثلاثة جنود إثر تدمير آلية عسكرية في مدينة الزبداني بريف دمشق، وأربعة جنود خلال اشتباكات في محافظة درعا». كذلك أعلنت «سانا» مقتل طفلين بانفجار عبوة ناسفة زرعتها مجموعة إرهابية مسلحة خلف ثانوية المعري، وسط البوكمال. ونقل مراسل «سانا» أن وحدات من الجيش اشتبكت مع مجموعة إرهابية مسلحة، كانت قد ارتكبت مجزرة بحق عائلة فى قرية جبورين بريف حمص.

بلجيكا تستدعي سفيرها في سوريا للتشاور

أ. ف. ب.

بروكسل: افادت وكالة بيلغا مساء الاثنين ان وزير الخارجية البلجيكي ديدييه رايندرز استدعى السفير البلجيكي في سوريا الى بروكسل للتشاور.

وكان رايندرز دعا الاحد الى فرض مزيد من العقوبات على النظام السوري مبديا “خيبة امل كبيرة” لعدم تمكن مجلس الامن الدولي من اصدار قرار يدين النظام المذكور.

واضافت الوكالة نقلا عن الخارجية البلجيكية ان رايندرز طلب ايضا من وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون التنسيق مع دول الاتحاد الاوروبي ال27 لضمان امن البعثات الدبلوماسية في سوريا واتخاذ اجراءات اضافية لمواجهة الوضع في هذا البلد.

وسقط 69 قتيلا في اعمال العنف في سوريا الاثنين، معظمهم في حمص (وسط)، واقتحمت قوات تابعة للنظام مدينة الزبداني في ريف دمشق، في وقت يستمر الانقسام بين روسيا الداعمة للنظام والدول الغربية الساعية الى اصدار قرار في مجلس الامن يدين حملة القمع الدامية.

بان: الفيتو الروسي والصيني لا يبيح للاسد تصعيد القمع

أ. ف. ب.

نيويورك: حذر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاثنين الحكومة السورية من ان منع صدور قرار في مجلس الامن الدولي لا يبيح لها البتة تصعيد القمع بحق شعبها.

واذ تحدث عن “الهجمات المتواصلة على مدينة حمص”، اعرب بان عن “غضبه” مؤكدا ان “عنفا كهذا غير مقبول تماما من الناحية الانسانية”.

وشدد على ان الفيتو الروسي والصيني في مجلس الامن السبت “لا يمنح السلطات السورية اي اذن بتصعيد الهجمات على الشعب السوري”، معتبرا انه “لا يمكن لاي حكومة ارتكاب اعمال مماثلة ضد شعبها من دون ان تخسر جزءا من شرعيتها”.

وذكر النظام السوري “بانه مسؤول امام القوانين الدولية لحقوق الانسان عن كل اعمال العنف التي ارتكبتها قواته الامنية ضد السكان المدنيين”.

وكرر بان ان “اي عمل عنيف يجب ان يتوقف فورا” في سوريا، داعيا “كل الاطراف المعنيين في سوريا وعلى الصعيد الدولي الى تكثيف جهودهم” لانهاء العنف وايجاد حل سلمي وديموقراطي للازمة.

واشنطن تأمل بان يفهم لافروف الرئيس السوري مدى عزلته

أ. ف. ب.

واشنطن: اعربت واشنطن الاثنين عن املها في ان يقوم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي يزور دمشق الثلاثاء “بافهام نظام” الرئيس بشار الاسد مدى “العزلة” التي يواجهها.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند “نامل في ان ينتهز لافروف هذه الفرصة ليفهم نظام الاسد جيدا مدى عزلته”.

كذلك، املت نولاند في ان يشجع لافروف “الاسد وحلفاءه على تنفيذ خطة الجامعة العربية والبدء بمرحلة انتقالية والتنحي”.

وسيلتقي لافروف الرئيس السوري الثلاثاء في دمشق غداة لجوء روسيا والصين الى الفيتو لمنع صدور قرار دولي يدين النظام السوري.

وحذر المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني في وقت سابق الاثنين حلفاء النظام السوري بان دعمهم للرئيس السوري هو “رهان خاسر”.

واعلنت الولايات المتحدة الاثنين انها اوفدت الى موسكو مسؤولا كبيرا في وزارة الخزانة مكلفا نظام العقوبات الذي تعتمده الحكومة الاميركية.

وقالت وزارة الخزانة ان دانيال غلايزر مساعد نائب وزير الخزانة المكلف مكافحة تمويل الارهاب سيزور العاصمة الروسية بين الاثنين والجمعة في اطار جولة دولية مخصصة ل”مروحة واسعة من الموضوعات” في مقدمها ايران وسوريا.

واشنطن لحلفاء سوريا: دعم الاسد رهان خاسر

أ. ف. ب.

دمشق: حذرت واشنطن حلفاء النظام السوري الاثنين بان دعمهم للرئيس السوري بشار الاسد هو “رهان خاسر” بعدما صوتت كل من الصين وروسيا ضد اصدار قرار في مجلس الامن يدين حملة القمع في سوريا.

وقال جاي كارني المتحدث باسم البيت الابيض ان “الرهان على الاسد بكل شيء هو وصفة للفشل” مضيفا ان سيطرة الرئيس السوري على السلطة “اصبحت محدودة جدا على افضل تقدير”.

واضاف “نحن نعمل مع المجتمع الدولي لبذل كل الجهود التي نقدر عليها لزيادة الضغوط عليه”.

وقال انه رغم خيبة امله بفشل الجهود لادانة الاسد في الامم المتحدة، الا ان واشنطن “تريد ان توضح للجميع ان عليهم ان لا يراهنوا على نظام الاسد لان ذلك رهان خاسر”.

واضاف “انه رهان خاسر من الناحية السياسية، وايضا رهان خاسر من ناحية الوقوف الى جانب الشعب السوري”.

وتحدث كارني عن المؤشرات التي تدل على ان القوات السورية خسرت السيطرة على انحاء عديدة من سوريا وقال ان الاسد بدأ ماله ينفد كما بدأت افاقه السياسية تضعف بسرعة.

واكد ان واشنطن لا تزال تؤمن بان الحل “السياسي” لانهاء الازمة في سوريا لا يزال ممكنا.

واضاف “لا شك في ان الاسد يضرب عرض الحائظ بصحة وسلامة ورفاه شعبه. فهو يقتل شعبه”.

ووصفت الولايات المتحدة تصويت روسيا والصين ضد قرار يدين النظام السوري بانه “مهزلة” وقالت ان الذين عارضوا صدور القرار يحمون نظام الاسد.

إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية البولندية بعد ظهر الاثنين ان سفارتها ستمثل مصالح الولايات المتحدة في سوريا بعد اغلاق السفارة الاميركية في دمشق.

وقالت الخارجية البولندية في بيان ان “بولندا ردت ايجابا (على الطلب الاميركي) ضمن روح التضامن الدولي والصداقة الاميركية البولندية”.

واعلنت الخارجية الاميركية الاثنين اغلاق السفارة في دمشق واجلاء اخر موظفيها من سوريا.

وقالت الوزارة في بيان ان سفارة الولايات المتحدة في دمشق “علقت كل انشطتها اعتبارا من 6 شباط/فبراير 2012 نظرا لاستمرار العنف وتدهور الظروف الامنية”.

القمع في سوريا يخلّف 49 قتيلا الاثنين

سقط 49 قتيلا في اعمال عنف في سوريا اليوم الاثنين، معظمهم في حمص (وسط)، واقتحمت قوات تابعة للنظام مدينة الزبداني في ريف دمشق، في وقت يستمر الانقسام في مجلس الامن الدولي بين روسيا الداعمة للنظام والدول الغربية الساعية الى اصدار قرار يدين حملة القمع الدامي.

افادت بيانات متلاحقة للمرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ من لندن مقرا بيانا عن سقوط 29 قتيلا من “المدنيين الموثقين بالاسماء وظروف الاستشهاد” خلال قصف واطلاق نار في احياء بابا عمرو وكرم الزيتون وكرم الشامي والخالدية والانشاءات وباب السباع في مدينة حمص.

وقال المرصد ان “العدد مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى بحالة حرجة”.

كما قتل خمسة مواطنين في قصف على مدينة الرستن في محافظة حمص.

في ريف دمشق، قتل ثلاثة اشخاص نتيجة القصف على مدينة الزبداني وسهل مضايا المجاور، بينما قتل شخصان، احدهما طفل، نتيجة اطلاق الرصاص على سيارة في بلدة سرغايا.

وفي محافظة حلب، قتل شخص من بلدة مارع اثر اطلاق الرصاص على حافلة صغيرة كان موجودا فيها، بحسب المرصد. ولم يعرف مصدر اطلاق النار.

كما اشار المرصد الى مقتل اربعة مواطنين بينهم امرأتان وطفل في سقوط قذيفة على حقل زراعي كانوا يعملون به قرب بلدة تفتناز في محافظة ادلب (شمال غرب)، فيما قتل رجل برصاص قناصة في مدينة ادلب.

وقتل ناشطان في اطلاق نار من القوى الامنية السورية خلال محاولتهما تسيير تظاهرة في مواجهة دبابات النظام في معرة النعمان في ادلب.

وفي خبر لوكالة “سانا” السورية الرسمية، ان “ثلاثة ضباط استشهدوا بنيران مجموعة ارهابية مسلحة هاجمت حاجزا عسكريا في بلدة البارة في جبل الزاوية في ادلب وخطفت عددا من العسكريين”.

وتتعرض مدينة حمص في وسط سوريا منذ الصباح الباكر لقصف عنيف هو الاول بهذه القسوة منذ بدء الانتفاضة ضد النظام السوري قبل أحد عشر شهرا، بحسب ناشطين.

وتسبب القصف بتدمير مبان وبحرائق، وباصابة مشفى ميداني حيث وقع قتلى وجرحى.

في المقابل، نسبت السلطات السورية اعمال العنف في حمص الى “مجموعات ارهابية مسلحة”.

وافاد التلفزيون السوري الرسمي الاثنين عن “انفجار خلال تحضير ارهابيين لعبوات ناسفة في احد مباني حي الخالدية في حمص ما ادى الى مقتل عدد منهم”، من دون ان يشير الى عددهم.

واتهم التلفزيون في شريط اخباري اخر “مجموعة ارهابية مسلحة” بتفجير “عبوتين ناسفتين خلف مبنى الخدمات الفنية بمنطقة الدبلان في حمص”.

واضاف ان “المجموعات الارهابية تعتدي على المواطنين وقوات حفظ النظام في عدد من مناطق حمص”، لافتا الى ان “الجهات المختصة تلاحق الارهابيين وتشتبك معهم”.

في ريف دمشق، “اقتحمت القوات العسكرية النظامية معززة بمئات المدرعات مدينة الزبداني”، بحسب المرصد الذي اشار الى “تزامن ذلك مع اطلاق نار كثيف وقصف من الدبابات”.

واكدت لجان التنسيق المحلية حصول “نزوح جماعي” من الزبداني.

وبحسب وكالة انباء “سانا” السورية الرسمية، “داهمت الجهات المختصة في اطار متابعتها للمجموعات الارهابية المسلحة بناء على معطيات ومعلومات، أحد أوكار هذه المجموعات في بساتين دوما (ريف دمشق) وقتلت عددا من الارهابيين وألقت القبض على آخرين”.

وذكرت نقلا عن مصدر رسمي انه تم ضبط “عبوات ناسفة وأسلحة متنوعة بعضها إسرائيلي الصنع اضافة الى أجهزة اتصال ثريا ورتب عسكرية لاستخدامها في التمويه والإساءة الى الجيش”.

كما تم ضبط “خرائط تكشف مخططات هذه المجموعات بالاعتداء على المؤسسات الحكومية والخاصة وبزات عسكرية ومعدات طبية وسيارات مسروقة بينها سيارة حكومية”.

كما اتهمت السلطات “المجموعات الارهابية” بتفجير خط لنقل النفط في منطقة بابا عمرو في حمص ما ادى الى اندلاع الحريق في مكان الانفجار، وخط لنقل الغاز شمال تلبيسة في حمص ايضا.

واعلنت الولايات المتحدة الاثنين اغلاق سفارتها في دمشق واجلت اخر موظفيها المتواجدين في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الاميركية في بيان ان السفارة “علقت كل انشطتها اعتبارا من السادس من شباط/فبراير 2012 نظرا لاستمرار العنف وتدهور الظروف الامنية”. ودعت كل الاميركيين الذين لا يزالون في سوريا الى مغادرة البلاد.

وتأتي هذه التطورات بعد الفيتو الصيني الروسي على مشروع قرار لمجلس الامن يدين القمع في سوريا، ومواقف من الولايات المتحدة والمعارضة السورية تتهم روسيا والصين بحماية النظام.

واتهمت جماعة الاخوان المسلمين المعارضة الاثنين في بيان روسيا والصين وايران بانهم شركاء في “المذبحة البشعة” في سوريا، مطالبة دول العالم بالعمل على وقف هذه “المجزرة”.

ونفت الصين الاثنين الاتهامات الاميركية، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ليو ويمين “اننا لا نحمي ايا كان، بل ندافع عن الحق في القضية السورية”.

وندد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاثنين برد فعل الغرب “المشين والهستيري” على الفيتو الروسي والصيني.

ويزور لافروف الثلاثاء دمشق حيث سيلتقي الاسد.

واعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الاثنين في مؤتمر صحافي مع المستشارة الالمانية انغيلا ميركل في باريس ان فرنسا والمانيا لا يمكن ان تقبلا “عرقلة” عمل المجتمع الدولي، مضيفا انه سيتصل هاتفيا بالرئيس (الروسي ديمتري) مدفيديف للبحث في الموضوع.

وعبرت بريطانيا عن املها في “ان تعيد روسيا والصين النظر في موقفيهما” اللذين اعتبرتهما “غير مفهومين وغير مبررين”، مشيرة الى البحث عن “وسائل اخرى للضغط على النظام السوري في الامم المتحدة، عبر الجمعية العامة مثلا”.

في مسقط، افاد وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي الاثنين وكالة فرانس برس ان وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي سيعقدون السبت في الرياض اجتماعا مخصصا لبحث الوضع في سوريا عشية اجتماع مجلس الجامعة العربية في القاهرة.

ودعت السعودية الى اتخاذ “اجراءات حاسمة لوقف نزيف الدم” في سوريا.

واعلن الامين العام المساعد للجامعة العربية احمد بن حلي من القاهرة ارجاء موعد اجتماع وزراء الخارجية العرب الى الاحد الثاني عشر من شباط/فبراير بناء على طلب من دول مجلس التعاون الخليجي.

سكان حمص تحت القصف محاصرون وخائفون

بحث سكان مدينة حمص منذ بدأ القصف فجر الاثنين على احيائهم، عن ملاذ آمن، بحسب ما روى شهود لوكالة فرانس برس… وتحدثوا عن جثث ودبابات في الطرق، وعن نقص في المواد الغذائية والطبية في المنازل وعن رائحة الموت ودمار في كل مكان.

وتعرضت احياء عديدة من مدينة حمص الاثنين لا سيما بابا عمرو لقصف مدفعي وصاروخي اعتبر الاشد قسوة في احد عشر شهرا، وأدى الى سقوط 29 قتيلا وعشرات الجرحى، بحسب ناشطين.

وقال وائل في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس من داخل حمص “في الشارع، لا نرى سوى جرحى وقتلى ودبابات. الدبابات منتشرة في كل مكان”.

واضاف “الناس يشعرون بالهلع ويصرخون +الله يساعدنا+”، متابعا “لدينا شعور بان الجميع تخلى عنا”.

واشار الى ان بعض السكان “يرفضون مغادرة المدينة ويقولون +ليحدث ما يحدث+، واخرون يغادرون لانهم يخافون على اطفالهم لكنهم يعرضون انفسهم للخطر بسبب انتشار القناصة في كل مكان”.

وقال وائل “لا يمكننا الاعتماد الا على الله وعلى الجيش الحر الموجود في داخل الاحياء”.

الا ان الناشط عمر شاكر ذكر لفرانس برس ان الجيش الحر لا يملك امكانات الرد على القصف الذي مصدره المدينة الجامعية عند اطراف حمص، لان مصدر القصف بعيد نسبيا.

وقال شاكر الموجود في باب عمرو في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس في وقت سمعت بوضوح اصوات الانفجارات المتتالية بالقرب منه “انها المرة الاولى التي نتعرض فيها لمثل هذا القصف”.

وذكر ان “المدينة الجامعية في حمص التي ينطلق منها القصف والتي اخليت امس الاحد من الطلاب تحولت الى ثكنة عسكرية”.

واشار الى محاولات لاخلاء الجرحى نحو المساجد. وقال “تحول عدد كبير من المنازل الى مشاف تقدم اسعافات اولية الى الجرحى، لكن الاصابات بالغة، ولدينا علاجات واسعافات بسيطة”.

وقال شاكر ان الصواريخ “تخترق طابقين وثلاثة” و”بعض القتلى مقطوعو الرأس او الاعضاء”، مشيرا الى حالة من الخوف والهلع تسود المدينة، لا سيما بين الاطفال.

واوضح ان “لا ملاجىء في حمص، ولا مكان للاختباء”.

وكان في الامكان سماع نداءات التكبير ترتفع من المآذن خلال الاتصال. وقال شاكر ان مصدرها كل المساجد في مدينة حمص.

وقال ساهر، وهو ناشط موجود في حمص، ان “الصواريخ والقذائف تنزل كالمطر”، مضيفا انه “موجود في طابق ارضي مع اربعة اشخاص آخرين، نحاول الاحتماء من القصف”.

واشار الى ان “السكان ينزلون الى الطوابق السفلى للاختباء. الجميع خائف. اصوات الراجمات والمدفعية مخيفة”.

وذكر ساهر ان “النظام حشد منذ الامس آلياته حول حمص”، متوقعا حصول اقتحام للمدينة التي تعتبر احد ابرز معاقل حركة الاحتجاج ضد نظام الرئيس بشار الاسد.

وظهرت في اشرطة فيديو لا يمكن التأكد من صدقيتها وزعها ناشطون على الانترنت اعمدة من الدخان الاسود ترتفع من احياء قيل انها في حمص.

وتحدث ناشطون عن نقص في الدماء وفي المواد الغذائية. وقال وائل “لا توجد مؤونة كافية والاطفال يبكون من دون توقف”.

وبدا جميع الشهود الذين تحدثت معهم وكالة فرانس برس غاضبين بسبب اصابة مشفى ميداني في القصف وسقوط قتلى ومزيد من الجرحى داخله.

وظهر في احد اشرطة الفيديو على موقع يوتيوب صور لجثث ملقاة ارضا مع ارتفاع عويل وصراخ وبكاء، واشار ناشطون الى ان هؤلاء قتلوا في “مجزرة المشفى الميداني”.

وظهر في شريط آخر رجل بالرداء الاخضر الخاص بالاطباء عرف عنه بانه الطبيب محمد المحمد، وهو يصرخ بصوت يختنق غضبا “ليشاهد العرب والمسلمون، هذه نتيجة التخاذل العربي”.

وظهرت على الارض شظايا زجاج وآثار تحطيم وبقع من الدم، وسط فوضى تعم المكان، وصراخ وتكبير. كما ظهرت جثث تغطي الدماء وجوهها خصوصا.

في شريط آخر قيل انه لمنزل كان يسعف فيه الجرحى، ظهرت دماء ودمار، وفرش على الارض عليها حجارة ودماء. على الحائط المثقوب بالفجوات آثار دماء ايضا.

وتبدو يد وهي تحمل بقايا قذيفة دبابة من نوع تي 72، وصوت يقول ان هذا النوع من القذائف “غير متوفر لدى العصابات الارهابية، بل هو ملك الجيش الاسد الغادر”.

ويتابع الصوت “والله يا بشار لو قطعونا اربا اربا لن نتراجع قيد انملة عن النصر او الشهادة. سنقاتلكم بكل ما اوتينا من قوة والله معنا وانتم الخاسرون”.

وطالب وائل من جهته “بتحالف دولي للقضاء على الاسد”، مضيفا “يعتقد الاسد بانه يخيفنا بذلك، لكن الناس مصممون اكثر من ذي قبل على الثورة ضده”.

البنتاغون: إنشقاقات كبيرة في صفوف كبار الضباط في الجيش السوري

أعلن البنتاغون الاثنين انه يلاحظ انشقاق عدد “ملحوظ” من كبار ضباط الجيش السوري وانضمامهم الى صفوف المعارضة.

وصرح جورج ليتل المتحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية للصحافيين “نلاحظ عددا كبيرا من الانشقاقات في صفوف الضباط الكبار الذين ينضمون الى المعارضة”.ولم يكشف المتحدث تحليل البنتاغون لعواقب هذه الانشقاقات على تنظيم قوات الجيش التي تقمع الحركة الاحتجاجية في سوريا منذ منتصف اذار/مارس 2011 ما اسفر عن سقوط اكثر من ستة الاف قتيل بحسب ناشطين في المعارضة السورية.

وقال ليتل انه بعد فشل تمرير القرار السبت في مجلس الامن لا بد من ممارسة “ضغوط دبلوماسية واقتصادية هائلة على نظام” بشار الاسد.

واضاف “نعتقد ان هناك فرصا كبيرة بان تفضي هذه الضغوط الى نتيجة”.

والاثنين اعلن انشاء المجلس العسكري السوري الاعلى برئاسة العميد الركن مصطفى أحمد الشيخ ليكون بمثابة “هيكل تنظيمي” للمنشقين، وبهدف “تحرير سوريا”، بحسب ما جاء في بيان صادر عن الشيخ تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه.

وجاء في البيان الموجه الى “الشعب السوري العظيم” انه “تم الاتفاق على تشكيل المجلس العسكري الثوري الأعلى لتحرير سوريا تمهيدا لإعلان النفير العام لتحرير سوريا من هذه العصابة (الحاكمة) وتلبية لنداء الحرية ووفاء لدماء الشهداء”.

الا ان الجيش السوري الحر نأى بنفسه عن هذا البيان.

السعودية تدعو الى إجراءات حاسمة لوقف نزيف الدم السوري

أ. ف. ب.

الرياض: دعت السعودية اليوم الاثنين الى اتخاذ “اجراءات حاسمة لوقف نزيف الدم” في سوريا اثر فشل مجلس الامن الدولي في التوصل الى قرار يدعم مبادرة اجلامعة العربية للحل في هذا البلد.

واكد بيان رسمي نقلته وكالة الانباء السعودية ان مجلس الوزراء برئاسة الملك عبد الله بن عبد العزيز شدد على ان “اخفاق مجلس الامن في استصدار قرار لدعم المبادرة العربية يجب ان لا يحول دون اتخاذ اجراءات حاسمة لحماية ارواح الابرياء ووقف نزيف الدم وجميع اعمال العنف التي تنذر بعواقب وخيمة على الشعب السوري واستقرار المنطقة”.

ولم يكشف البيان عن طبيعة هذه الاجراءات.

وكان مجلس الامن فشل في اصدار قرار يندد بالعنف في سوريا اثر استخدام روسيا والصين للفيتو بمواجهة مشروع قرار عربي غربي يتبنى خطة العمل العربية بشأن الوضع في سوريا.

وناشد مجلس الوزراء السعودي “المجتمع الدولي عدم التوقف عن بذل الجهود المخلصة وايجاد حل لهذه الازمة التي حصدت المئات من ابناء الشعب السوري ويهدد استمرارها بكارثة انسانية”.

وقد اعلن وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي في وقت سابق الاثنين ان وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي سيعقدون السبت في الرياض اجتماعا مخصصا لبحث الوضع في سوريا مشددا على عدم وجود “وسيلة اخرى للحل الا الحوار”.

رغم الوجود الأمني المكثف الذي فرض عليها

سيطرة عسكرية هشة في درعا مهد الانتفاضة السورية

انقضى نحو 11 شهرا على اندلاع الثورة المناهضة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، من مدينة درعا حيث انطلقت الاحتجاجات حتى تتوسع لتصبح في ما بعد انتفاضة على مستوى الوطن. إلا أن الدولة أعادت سيطرتها على هذه المدينة فارضة وجودا أمنيا مكثفا فيها.

بيروت: منذ نحو 11 شهراً، اندلعت الاحتجاجات ضد السلطات المحلية في هذه البلدة الجنوبية الصغيرة وسرعان ما اجتاحت سوريا لتصبح انتفاضة شعبية ضد حكومة الرئيس بشار الأسد.

اليوم، وقد أعادت الدولة سيطرتها بالقوة على مدينة درعا وفرضت وجوداً أمنياً كثيفاً، لا يزال السكان على قناعة بأن الأسد سوف يسقط، داعين إلى إعدامه يومياً في تظاهراتهم التي يحتشدون لتنظيمها عندما تتاح لهم الفرصة.

في هذا السياق، نقلت صحيفة الـ “واشنطن بوست” عن أحد السكان الذي رفض الكشف عن اسمه خشية من العقاب، قوله: “نظام الأسد سوف يسقط وسوف نعيش بحرية وديمقراطية”، مضيفاً ان ابنه قد قتل على يد جندي في 25 نيسان (أبريل)، عندما دخلت الدبابات العسكرية إلى المدينة للمرة الأولى، للقضاء على الاضطرابات التي بدأت بعد أن تم القبض على مجموعة من تلاميذ المدارس على خلفية كتابة شعارات معادية للنظام على الجدران.

على الرغم من تسليط الأضواء على موجة المعارضة العنيفة، خصوصاً في شمال البلاد، بما في ذلك الهجوم العسكري يوم الجمعة على أحياء مناهضة للحكومة في حمص، تبقى درعا نقطة انطلاق لثورة غيّرت مجريات الأحداث في سوريا.

“قبل الأحداث، لم يكن باستطاعة أي أحد أن يتلفظ بكلمة واحدة، فكان الأمن السياسي تحت سيطرة الأمن العسكري، لذلك كانوا يعتقدون أن شيئاً لن يحدث”، قال أبو عقيل، أحد المعارضين من مدينة درعاً، رافضاً كشف هويته، مشيراً إلى أنه شارك في كل التظاهرات منذ بدء أعمال الاحتجاج.

في الأشهر التي تلت ذلك، ارتفعت وتيرة التظاهرات، ليرتفع معها عدد القتلى، فيقدر سكان درعا ان نحو ألفي شخص من المدينة لقوا حتفهم أو اختفوا. وعلى الرغم من انه من غير الممكن تأكيد هذا الرقم، إلا أن منظمة الأمم المتحدة تقدر عدد الوفيات بنحو 54000 قتيل منذ بدء الثورة في سوريا.

العودة للوراء مستحيلة

استعادت قوات الأمن تدريجياً اليد العليا في درعا، وتبدو البلدة اليوم وكأنها تحت احتلال طويل الأجل، انما يرافقه روتين عمل عادي. تفتح المتاجر والمدارس أبوابها، فيما يتنقل الناس بين قوات الأمن الحكومية التي تحرس المباني العامة، فيما يتوقف السائقون عند نقاط التفتيش العسكرية المتكررة.

الجدران التي كتبت عليها في السباق عبارات مناهضة لنظام الأسد، طليت اليوم بشكل فج لتخفي أي مظهر يشير إلى وجود المعارضة. أما المسجد العمري، الذي اعتبر نقطة تجمع لانطلاق المسيرات الاحتجاجية، أصبح محاطاً بالأسلاك الشائكة وأكياس الرمل.

وقال ابو عقل إن المعارضة سوف تستمر على الرغم من هذه الاجراءات القاسية، وأضاف: “الناس لا يستطيعون العودة إلى الوراء، لأنهم فقدوا الكثير من الشهداء”، مشيراً إلى أنه يخشى أن تقاصص الحكومة الآلاف بقتلهم أو احتجازهم عقاباً لهم على المطالبة بإسقاط حكم الأسد.

واتهمت السلطات السورية العصابات المسلحة والمتطرفين بتنفيذ الأعمال الإرهابية والإضطرابات. وقال الجنرال محمد أسعد، رئيس الشرطة في محافظة درعا، إن المدينة تحت سيطرة الدولة، وأن “ما تبقى هو عدد قليل من الرجال المسلحين الذين هم قطاع طرق”.

لكن لم يتم العثور على المدنيين المسلحين والمنشقين الذين يعرفون بـ “الجيش السوري الحر” في درعا، وذلك وفقاً لعفيفي عبد اللطيف، المراقب من جامعة الدول العربية الذي زار المدينة مؤخراً، مشيراً إلى أن هناك نحو 50 إلى 200 مجموعة منهم تتمركز في البلدات الصغيرة والمناطق الريفية المجاورة.

وقال عبد اللطيف، إن سبب عدم وجود أفراد من الجيش السوري الحر في درعا، هو أن قوات الأمن السورية تحيط بالمدينة. أما في المدن الصغيرة، فيستطيع المقاتلون الفرار والاختباء في أريافها، إذا لزم الأمر.

حالة ذعر مسيطرة

“نحن نعيش حالة من الذعر”، قالت امرأة من سكان درعا، رفضت الكشف عن هويتها خوفاً على أبنائها، مشيرة إلى أن “قوات الأمن يأتون إلى المنازل، ويفتشون كل زاوية منه، حتى في الوسادات”.

واضافت ان هناك اشتباكات متكررة بين قوات الأمن والجيش السوري الحر، الذين فرّوا من المدينة بعد أن شاهدوا باصات تقل قوات أمنية بالقرب من المنطقة.

وقالت امرأة في منزل مجاور إن ابنها (30 عاماً) قتل قبل يومين عندما حاصرت قوات الأمن والدبابات منزلها عند الفجر. وأضافت: “ابني كان ينظم الاحتجاجات، وبكلمة منه كان يستطيع جمع كل الناس للمشاركة في التظاهرات”.

تحرك دولي لتشكيل «مجموعة أصدقاء» سوريا

كلينتون تدعو لتشديد العقوبات لتجفيف مصادر تمويل النظام وتسليحه * مجزرة جديدة في داريا والجيش السوري يدك حمص وريفها بالصواريخ.. وقتلى العنف أكثر من 60

جريدة الشرق الاوسط

باريس: ميشال أبو نجم بيروت: ليال أبو رحال ـ دمشق ـ لندن: «الشرق الأوسط»

ردا على «الفيتو» الروسي – الصيني، في مجلس الامن اول من امس، الرافض لمشروع قرار ينص على رحيل الرئيس السوري بشار الأسد، تتوجه أميركا وبقية دول الغرب إلى القيام بتحرك دولي عبر تشكيل ما سمته «مجموعة أصدقاء الشعب السوري» لمواصلة الضغط على نظام الأسد.

وتعهدت الولايات المتحدة بفرض عقوبات مشددة أخرى على النظام السوري بهدف تجفيف مصادر تمويله وتسليحه, كما أكدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس, مشيرة إلى أن واشنطن ستعمل مع أصدقاء سوريا حول العالم لدعم الأهداف السلمية للمعارضة السورية. وتابعت «سنعمل على فرض عقوبات إقليمية وقومية ضد سوريا وعلى تشديد العقوبات المفروضة حاليا، وستطبق هذه العقوبات بشكل تام من أجل تجفيف مصادر التمويل وشحنات الأسلحة التي تبقي على استمرار آلة حرب النظام». ومن جانبها، سارعت رئاسة الجمهورية الفرنسية إلى إصدار بيان تؤكد فيه أن فرنسا «لن تخنع» وأنها «تتشاور مع شريكاتها في الاتحاد الأوروبي والدول العربية من أجل تشكيل (مجموعة أصدقاء الشعب السوري) التي سيكون هدفها توفير دعم الأسرة الدولية لتنفيذ مبادرة الجامعة العربية». وعبر وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيلي عن الموقف نفسه في مؤتمر دولي أمني في مدينة ميونيخ الألمانية أمس.

إلى ذلك، قالت وزارة الخارجية الروسية، إن وزير الخارجية سيرغي لافروف سيسعى خلال زيارته إلى دمشق غدا إلى الدفع من أجل تطبيق إصلاحات ديمقراطية سريعة. غير أن خبراء روسيين قالوا إن زيارة لافروف ربما تستهدف إقناع الأسد بالتنحي. وبدوره، أعلن الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أمس أن الوزراء العرب سيناقشون السبت إمكانية عرض الخطة العربية مجددا في إطار جديد أمام مجلس الأمن. ميدانيا، دكت قوات الأسد بالصواريخ وقذائف المدفعية، عدة أحياء في مدينة حمص. وسقط أمس 36 شخصا على الأقل. كما شهدت مدينة داريا مجزرة عندما أطلقت قوات الأمن النار على مشيعي قتلى يوم الجمعة الماضي راح ضحيتها 17 مدنيا. كما قتل 21 جنديا في اشتباكات بإدلب وريف دمشق وريف درعا.

كلينتون: سنضاعف جهودنا مع شركائنا لمواجهة مجلس أمن عقيم.. وسنجفف موارد تمويل النظام

مؤتمر في ميونيخ يتحول إلى منصة غضب عربية – تركية على الفيتو الروسي – الصيني

جريدة الشرق الاوسط

وصفت الولايات المتحدة أمس حق النقض (الفيتو) الذي استخدمته روسيا والصين لإحباط مشروع قرار في مجلس الأمن بشأن سوريا بأنه «مهزلة»، وقالت إنها ستعمل مع دول أخرى لدعم حدوث تغيير ديمقراطي في سوريا. ولم تكبح وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون حدة انتقادها للفيتو الروسي الصيني رغم أنها لم تذكر أي دولة منهما بالاسم. وقالت «ما حدث في الأمم المتحدة كان مهزلة». بينما لم يخف المسؤولون العرب المشاركون في مؤتمر حول الأمن في ميونيخ غضبهم إثر الفيتو المزدوج، ووصل رئيس الحكومة التونسي حمادي الجبالي إلى حد مطالبة المجتمع الدولي بقطع علاقاته الدبلوماسية مع النظام السوري.

وكان مشروع القرار الذي أحبطته روسيا والصين يدعو الرئيس السوري بشار الأسد إلى التنحي بعد انتفاضة دموية مستمرة منذ 11 شهرا. كما كان يدعم بشكل كامل خطة الجامعة العربية التي تدعو الأسد إلى نقل سلطاته إلى نائبه وسحب القوات من المدن والبدء في عملية تحول ديمقراطي.

وقالت كلينتون في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس وزراء بلغاريا بويكو بوريسوف خلال زيارة قصيرة لبلغاريا، أمس «الدولتان اللتان رفضتا دعم خطة الجامعة العربية تتحملان المسؤولية كاملة عن حماية الآلة الوحشية في دمشق». وأضافت «سيتعين علينا في مواجهة مجلس أمن عقيم أن نضاعف جهودنا خارج نطاق الأمم المتحدة مع حلفائنا وشركائنا الذين يدعمون حق الشعب السوري في الحصول على مستقبل أفضل». وتابعت «يجب أن نكثف الضغط الدبلوماسي على نظام الأسد والعمل على إقناع المقربين من الرئيس الأسد على ضرورة رحيله».

وقالت كلينتون أيضا، إن الولايات المتحدة ستعمل مع دول أخرى لمحاولة تشديد العقوبات «لتجفيف موارد التمويل وشحنات الأسلحة التي تعمل على استمرار دوران آلة الحرب التابعة للنظام».

وقالت كلينتون بحسب وكالة «رويترز»: «سنعمل على كشف الذين ما زالوا يمولون النظام ويرسلون إليه الأسلحة التي تستخدم ضد السوريين العزل ومنهم النساء والأطفال». ومضت تقول «سنعمل مع أصدقاء سوريا الديمقراطية في شتى أنحاء العالم لدعم خطط المعارضة السلمية والسياسية من أجل التغيير».

ولم تذكر كلينتون أي تفاصيل عن الدول التي قد تتعاون في هذا الأمر أو ما الذي ستفعله تحديدا، ولكن الولايات المتحدة تسعى على ما يبدو لتشكيل مجموعة «أصدقاء سوريا» للعمل معا في ظل عدم القدرة على إحراز تقدم في الأمم المتحدة بسبب روسيا والصين.

دعا وزير الخارجية الألماني، غيدو فسترفيلي، أمس، إلى إنشاء مجموعة اتصال دولية للمساعدة في وقف إراقة الدماء في سوريا. وقال فسترفيلي للصحافيين، خلال مؤتمر أمني دولي في مدينة ميونيخ الألمانية: إنه ينبغي على تركيا وجامعة الدول العربية الاضطلاع بدور رئيسي في تشكيل مثل تلك الهيئة. وأضاف فسترفيلي في كلمته عقب إخفاق مجلس الأمن الدولي في تبني قرار بشأن سوريا: إن مجموعة الاتصال تلك ستضيف «حراكا جديدا» إلى الجهود الرامية إلى إيجاد حل للأزمة السورية. واقترح فسترفيلي تشكيل تلك الهيئة لتكون على غرار مجموعة الاتصال بشأن ليبيا التي تشكلت العام الماضي.

وفي ميونيخ، واجهت سوريا نقدا عربيا – تركيا لاذعا، حيث لم يخف مسؤولون عرب وأتراك غضبهم إثر الفيتو الروسي – الصيني من المشاركين في مؤتمر حول الأمن في المدينة الألمانية. ووصل رئيس الحكومة التونسي إلى حد مطالبة المجتمع الدولي بقطع علاقاته الدبلوماسية مع النظام السوري.

وقال حمادي الجبالي في تصريح أدلى به على هامش أعمال مؤتمر ميونيخ، إن «الشعب السوري ينتظر أفعالا (..) أقلها قطع كل العلاقات مع النظام السوري (..) علينا أن نطرد السفراء السوريين من الدول العربية وكل الدول الأخرى».

وحول تعطيل الصين وروسيا تبني قرار يدين القمع في سوريا في مجلس الأمن الدولي، أدان الجبالي «الاستخدام المفرط لحق النقض» في المجلس، مضيفا أنه «حق يتم استغلاله وعلى الأسرة الدولية مراجعة هذه الآلية».

من جهته، رأى رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني في ميونيخ أيضا أن تصويت روسيا والصين شكل «إشارة سيئة» إلى الأسد «تعطي حق القتل».

وأضاف رئيس الوزراء القطري الذي يرأس اللجنة الوزارية للجامعة العربية حول سوريا «للأسف كان أمس يوما حزينا وهذا ما كنا نخشاه بالضبط».

ورأى وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أن التصويت يدل على «استمرار عقلية الحرب الباردة». وأضاف أن «روسيا والصين لم تصوتا بأخذ الوقائع في الاعتبار، بل ضد الغرب».

ومن المقرر أن يلتقي وزراء الخارجية العرب في الحادي عشر من الشهر الحالي في القاهرة لمناقشة تطورات الملف السوري، وأعلن الأمين العام للجامعة نبيل العربي أمس أن الوزراء العرب سيناقشون إمكانية عرض الخطة العربية مجددا في إطار جديد أمام مجلس الأمن في وقت لاحق.

وقال إن وزراء الخارجية العرب سيبحثون خلال اجتماعهم «مختلف جوانب تطورات الأزمة السورية في ضوء العرض الذي سيقدمه رئيس اللجنة الوزارية العربية المعنية بالوضع في سوريا وتقرير الأمين العام لاتخاذ القرار المناسب للتعامل مع هذه التطورات بما في ذلك إمكانية إعادة عرض الموضوع مرة أخرى على مجلس الأمن». وأعلن العربي أمس أن الجامعة العربية ستواصل جهودها مع الحكومة السورية والمعارضة من أجل وقف أعمال العنف في سوريا، وذلك غداة إخفاق مجلس الأمن في استصدار قرار يدعم المبادرة العربية.

وقال العربي في بيان، إن «إخفاق مجلس الأمن في استصدار قرار لدعم المبادرة العربية لحل الأزمة السورية بسبب رفض كل من روسيا والصين للقرار واستخدام الفيتو ضده، لا ينفي أن هناك دعما دوليا واضحا لقرارات جامعة الدول العربية». وبدورها، عبرت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي أمس عن «أسفها العميق لفشل مجلس الأمن في التوصل لاتفاق حول سوريا»، مبدية خشيتها من مخاطر الانزلاق نحو «حرب أهلية تهدد الاستقرار في المنطقة».

وفي سياق متصل، انتقد نائب رئيس الوزراء التركي بولند أرينج صراحة أمس صمت إيران إزاء قمع النظام السوري للمتظاهرين في سوريا. ونقلت وكالة «أنباء الأناضول» عن أرينج المتحدث باسم الحكومة قوله خلال اجتماع في بورصة (شمال غرب) لحزب العدالة والتنمية (المنبثق عن التيار الإسلامي) الحاكم «إني أتوجه إليك يا جمهورية إيران الإسلامية. لا أدري إن كنت جديرة بأن تحملي اسم الإسلام، لكن هل تفوهت بعبارة واحدة للتعليق على ما يحدث في سوريا؟».

باريس تسعى لتشكيل «مجموعة أصدقاء سوريا» بعد عجز مجلس الأمن

ساركوزي: باريس «لن تستسلم».. وجوبيه: لن نقف مكتوفي الأيدي

جريدة الشرق الاوسط

باريس: ميشال أبونجم

لن تسحب الدبلوماسية الفرنسية يدها من الملف السوري على الرغم من الإخفاق الذي منيت به في مجلس الأمن بعد أن اعتقدت باريس أن روسيا لن تريد أن تجد نفسها «معزولة» داخله، وبالتالي فإنها إما ستصوت لصالح المشروع أو أنها، على الأقل، ستمتنع عن التصويت للسماح بتمريره.

غير أن هذا الفشل لن يمنع باريس من المثابرة على التحرك والبحث عن «بدائل» أخرى عن القرار الدولي. وسارعت رئاسة الجمهورية ليل السبت/ الأحد إلى إصدار بيان تؤكد فيه أن فرنسا «لن تخنع» وأنها «تتشاور مع شريكاتها في الاتحاد الأوروبي والدول العربية من أجل تشكيل (مجموعة أصدقاء الشعب السوري) التي سيكون هدفها توفير دعم الأسرة الدولية لتنفيذ مبادرة الجامعة العربية». وتنص هذه المبادرة على آلية انتقال سلمي للسلطة عبر تشكيل حكومة جديدة ترأسها شخصية تقبلها المعارضة والنظام، على أن يفوض الرئيس الأسد صلاحياته لنائب الرئيس الأول للتعامل مع هذه الحكومة.

غير أن موسكو وبكين اعترضتا على هذه الفقرة التي رأتا فيها «تغييرا للنظام» في سوريا على الرغم من أن أمين عام الجامعة العربية، نبيل العربي، أكد أمام مجلس الأمن أن المبادرة العربية «لا تستهدف تغيير النظام».

وليست فكرة الرئيس الفرنسي جديدة، إذ قامت باريس العام الماضي وفي الأشهر الأولى للانتفاضة السورية بمجموعة اتصالات كان الغرض منها التمهيد لإنشاء «مجموعة اتصال» شبيهة بما اقترحته فرنسا في الموضوع الليبي، حيث كان الوزير ألان جوبيه أول من طرح مشروع «مجموعة الاتصال» حول ليبيا التي عقد اجتماعها الأول في باريس والثاني في لندن، لكن وجه الخلاف الأول مع الحالة السورية هو أن غرض مجموعة الاتصال في ليبيا تمحور حول تنفيذ قراري مجلس الأمن 1970 و1973 بينما في الحالة السورية يأتي مشروع «مجموعة الأصدقاء» ليملأ الفراغ الناتج عن عجز مجلس الأمن عن تحمل مسؤولياته.

وترى المصادر الفرنسية أن الغرض من المجموعة التي بدأ البحث في تشكيلها والتي لن تكون مقصورة فقط على العرب والأوروبيين هو «زيادة الضغوط السياسية والاقتصادية» على النظام السوري لحمله على قبول مضمون المبادرة العربية، ولكن كذلك إظهار «عزلة» روسيا والصين على المسرح الدولي. ولا شك أن الولايات المتحدة الأميركية ودولا مثل كندا وأستراليا وتركيا ستكون من ضمن النواة الصلبة لهذه المجموعة. كذلك ستسعى باريس لضم دول ناشئة أو دول إسلامية حتى لا يبدو أن الغرب يسعى لفرض رؤيته وهيمنته ووصايته على دولة عربية.

وترى باريس أن هذه العزلة حقيقية، إذ إن 13 عضوا من أصل 15 صوتوا لصالح مشروع القرار. ومنذ البداية كانت الدبلوماسية الفرنسية تسعى لإبعاد الهند وجنوب أفريقيا عن الموقف الروسي – الصيني المشترك، وذلك عبر التعديلات المتلاحقة التي أدخلت على مشروع القرار الأول، وتحديدا عن طريق استبعاد العقوبات الاقتصادية والتدخل العسكري.

وتتمسك باريس بالخطة العربية لأنها تعتبر أنها «الوحيدة» التي يمكن أن تخرج سوريا من وضعها الراهن وأن تضع حدا لسفك الدماء. وجاء في بيان الإليزيه أن هذه الخطة يمكن أن تتيح «خروج الرئيس بشار الأسد من الصورة مع المحافظة على بنية الدولة، ما يتيح لسوريا أن تتفادى الغرق في حرب أهلية».

وينتظر أن تباشر باريس مرحلة واسعة من المشاورات للقيام بـ«شيء ما» في سوريا، ما يعني مزيدا من العقوبات الاقتصادية والمالية على شخصيات وشركات سورية تعتبرها باريس مرتبطة ارتباطا وثيقا بالنظام. أما المسلك الآخر فسيكون على الأرجح توفير مزيد من الدعم للمجلس الوطني السوري وللمعارضة بشكل عام وحثها على الاندماج وبلورة برنامج سياسي موحد سيكون من شأنه، إن تحقق، أن يساعد على الاعتراف بالمجلس اعترافا رسميا.

ترى مصادر واسعة الاطلاع أن هذا الاعتراف ربما يكون «البديل» عن قرار مجهض في مجلس الأمن، لكن باريس تتردد حتى الآن في اجتياز هذه الخطوة لأن تحقيقها يعني القطيعة النهائية مع النظام وتدابير جذرية، مثل سحب السفراء وقطع العلاقات الدبلوماسية، وخلاف ذلك. وحتى الآن، تتذرع فرنسا بحجة أن المجلس الوطني السوري «لم يطلب منها الاعتراف رسميا».

ونددت الرئاسة الفرنسية وكذلك وزارة الخارجية بقوة وبعبارات بالغة القسوة بالموقف الروسي – الصيني، إذ اعتبرت أن البلدان التي تعيق صدور قررا في مجلس الأمن «تشجع النظام السوري على المثابرة في سياسته المجرمة التي تتوصل إلى طريق مسدود». ونبهت الرئاسة الفرنسية إلى أن كل الذين هم على علاقة بالجرائم ضد الإنسانية التي ترتكب في سوريا يجب أن يحاسبوا. وبدوره قال الوزير جوبيه إن موسكو وبكين «تتحملان مسؤولية رهيبة إزاء الشعب السوري والعالم» لأنهما منعتا الأسرة الدولية «مجلس الأمن» من تبني حل سلمي في سوريا. وأكد جوبيه أن بلاده «لن تقف مكتوفة اليدين» وأنها ستضاعف بذل الجهود لمساعدة السوريين «في معركتهم العادلة من أجل الحرية والديمقراطية».

وفي حديث تلفزيوني عقب التصويت السلبي في مجلس الأمن، أعرب الوزير الفرنسي عن «دهشته» من الموقف الروسي الذي يرى فيه «العائق الحقيقي» وليس الموقف الصيني، إذ إن بكين تحذو، وفق المصادر الفرنسية، في مثل هذه المواقف حذو روسيا. وفصل جوبيه التعديلات التي أدخلت على النص الأصلي لإرضاء هذين البلدين، معتبرا أنه «لم يكن بالإمكان» الذهاب أبعد من ذلك في التنازلات، وخصوصا القبول بوضع القمع الرسمي الذي وصفه بأنه «جرائم ضد الإنسانية» ودفاع المتظاهرين عن أنفسهم على قدم المساواة. وسيكون الملف السوري على رأس المواضيع التي سيبحثها المسؤولون الفرنسيون مع رئيس الوزراء اللبناني، نجيب ميقاتي، الذي يزور باريس رسميا نهاية الأسبوع الجاري.

الأسد يصلي في دمشق وسط إجراءات أمنية مشددة.. وقواته تدك حمص وريفها بالصواريخ

سقوط عشرات القتلى بنيران القوات السورية و21 جنديا في اشتباكات

جريدة الشرق الاوسط

بينما كان الرئيس بشار الأسد يؤدي الصلاة في الاحتفال بذكرى المولد النبوي في جامع الروضة وسط إجراءات أمنية مشددة، ومؤيدوه يتجمهرون في ساحة السبع بحرات وسط دمشق يرقصون ويغنون وهم يعبرون عن شكرهم للموقفين الروسي والصيني في مجلس الأمن، كانت قوات النظام تطلق الصواريخ والقذائف المدفعية، على عدة أحياء في مدينة حمص. وسقط أمس 36 شخصا على الأقل أغلبهم في حمص كما قتل 21 جنديا في اشتباكات بإدلب وريف دمشق وريف درعا.

وأدى الأسد صلاة الظهر أمس في جامع الروضة بحي الروضة القريب من القصر الجمهوري، وسط إجراءات أمنية مشددة إذ تم قطع كافة الشوارع المحيطة بالمسجد، مع نشر كثيف لقوات الأمن في المنطقة.

وفي غضون ذلك تمكن قراصنة من اختراق خدمة الأخبار العاجلة عبر الجوال لقناة «الدنيا»، الموالية للأسد، وجرى إرسال مئات الرسائل إلى المشتركين بهذه الخدمة تقول إن «بشار الأسد قتل على يد شقيقه ماهر» في الوقت الذي أعلنت فيه قناة «الدنيا»، «توقف خدمة الأخبار العاجلة مؤقتا بعد تعرضها للقرصنة»، ودعت المشتركين إلى الحذر من أي رسالة إخبارية قد تصلهم عبرها.

وأدى إغلاق عدة شوارع حيوية وسط العاصمة ظهر أمس إلى حالة ازدحام شديد، جاءت لتزيد الأجواء تلبدا في العاصمة، التي يعاني سكانها من ضغوط كثيرة بسبب الوضع الاقتصادي، وبسط المظاهر الأمنية المسلحة في الشوارع، مع استباحة الشوارع من قبل مؤيدي النظام الذين يخرجون بمسيرات سيارات على مدار الساعة تطلق أبواقها محدثة الكثير من الضجيج، هذا بالإضافة إلى فرض حصار على أحياء الأطراف التي تشهد مظاهرات مناهضة للنظام، كأحياء الميدان والقدم ونهر عيشة وبرزة وركن الدين.

ولوحظ يوم أمس وضع حاجز أمني عند أفران ابن العميد لتفتيش السيارات الداخلة إلى حي ركن الدين، مع وجود أمني كثيف في ساحة شمدين القريبة من أفران ابن العميد، وشوهدت حواجز طيارة للأمن في منطقتي الشيخ إبراهيم والعفيف في ظل تواتر معلومات عن شن حملة اعتقالات واسعة هناك. كما تم أمس نصب حاجز أمني مسلح قوامه نحو 30 مجندا بالعتاد الكامل في شارع أبو حبل بحي الميدان مقابل مخبز الحمامي وتم إغلاق الشارع الفرعي المقابل للمخبز، وجرى هناك، حيث توجد واحدة من أكبر الأسواق الشعبية في دمشق، تفتيش السيارات والمارة.

ميدانيا، وصف ناشطون الأوضاع في حمص ظهر أمس بأنها تعيش حالة حرب حقيقية، حيث تعرض شارع البرازيل في حي الإنشاءات إلى إطلاق رصاص رشاشات كثيف، واستهدف خلال ذلك مشفى الحكمة بقذيفتي «هاون»، وأظهر مقطع فيديو بثه ناشطون على مواقع الإنترنت مشفى الحكمة بعد إصابته بقذيفتي «هاون» وبدت مياه غزيرة تهطل من أسقف قسم التعقيم وغرفة العناية المشددة، فوق المرضى.

وأذيعت عبر مآذن الجوامع تحذيرات للسكان لتجنب المرور في شارع البرازيل، وقالت مصادر محلية في حمص إن قوات الجيش النظامي الموجودة في شارع البرازيل استهدفت بنار أسلحة ثقيلة أسطح الأبنية السكنية وخزانات المياه والمازوت. كما تعرض أيضا حي عشيرة لقصف من عدة محاور، ومنطقة جنوب ملعب الباسل حيث سمع هناك دوي انفجارات قوية جدا. في حين تركز القصف الأعنف على حي بابا عمرو الذي حوصر من محورين؛ من جانب حي الإنشاءات ومن جانب منطقة جنوب الملعب، وقال ناشطون إنه لأول مرة تستخدم قذائف مدفعية «تولد عدة انفجارات متتالية» وجرى رميها بشكل «هستيري» على الحي.

في حين تحدث طلاب من جامعة البعث بأنه في وقت مبكر من يوم أمس تم إخلاء السكن الجامعي من الطلاب، بعد إبلاغهم بتأجيل موعد الامتحانات النصفية. وجرى نصب منصات صواريخ موجهة إلى حي بابا عمرو، وأكد ناشطون تلك المعلومات وقالوا إن قوات النظام قصفت حيي بابا عمرو والإنشاءات بقذائف «هاون» وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد هناك، وسمع تحليق للطيران الحربي فوق الحي، كما سمعت نداءات عبر المآذن للسكان لإخلاء الطبقات العليا من المباني والنزول إلى الطبقات الأرضية، بسبب شدة القصف، وقال ناشطون إن قذيفة سقطت على منزل وأصابت سيدة وأولادها إصابات بليغة، وفي حصيلة أولية قتل أكثر من خمس أشخاص بينهم طفلة، وأصيب العشرات من المدنيين بينهم نساء وأطفال.

وقال عضو الهيئة العامة للثورة السورية في حي القصور في حمص، أبو رامي، إن «أصوات انفجارات تسمع في أحياء حمص القديمة لا سيما في باب السباع وباب الدريب وباب هود». وأضاف «نتخوف من عملية جديدة على أحياء حمص على غرار التي تعرض لها حي الخالدية (ليل الجمعة – السبت)، ولا سيما حي بابا عمرو الذي يتحصن فيه عناصر الجيش السوري الحر».

وأظهرت مشاهد بثها ناشطون على الإنترنت تعرض حي بابا عمرو للقصف أمس. ومع دوي صوت الانفجارات كانت تسمع صيحات متفرقة لسكان في الحي يشتمون الرئيس الراحل حافظ الأسد وشقيقه رفعت.

وفي غضون ذلك، استمرت الاشتباكات بين الجيش ومجموعات منشقة عنه في عدد من المدن السورية أسفرت عن مقتل 21 جنديا وجرح آخرين.

وفي محافظة إدلب، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «اشتباكات عنيفة دارت بعد منتصف ليل السبت – الأحد في قرية احسم بجبل الزاوية في ريف إدلب (شمال) بين الجيش ومجموعات منشقة (أسفرت) عن مقتل ستة جنود وجرح 21 آخرين بينهم ضابط برتبة عميد، وتم إعطاب أربع آليات».

وأضاف أن خمسة جنود قتلوا «إثر إعطاب آلية لهم في فليون»، وقتل جندي آخر «إثر استهداف سيارة عسكرية في ناحية ابديتا بجبل الزاوية» بينما «قتل جنديان قرب سراقب إثر اشتباك مع منشقين»، في المحافظة نفسها، بحسب المرصد. وقتلت طفلة في قرية المسطومة التي تشهد «اشتباكات بين مجموعات منشقة والجيش».

وفي محافظة إدلب أيضا، أكد المرصد مقتل «مواطن في قرية معرشورين (ريف إدلب) إثر إطلاق الرصاص على سيارة كانت تقله مع آخرين»، كما قتل مواطن في قرية كفر يحمول «إثر إطلاق رصاص عشوائي من قبل قوات الأمن»، مشيرا إلى «مقتل مواطن من قرية بسامس (ريف إدلب) كان قد اعتقل قبل أيام، دون أن يشير إلى ظروف وفاته».

وفي ريف درعا (جنوب)، أفاد المرصد بأن اشتباكات عنيفة دارت صباح أمس في بلدتي الحارة وطفس بين الجيش ومجموعات منشقة، ما أسفر عن مقتل أربعة جنود.

وفي ريف دمشق، أفاد المرصد بأن «ثلاثة عساكر قتلوا خلال تدمير آلية عسكرية في مدينة الزبداني».

وأضاف المرصد أن طفلا قتل «إثر إصابته بإطلاق رصاص خلال تفريق قوات الأمن السورية مظاهرة في مدينة داريا»، وقتلت «سيدة كانت تقف على شرفة منزلها بإطلاق رصاص طائش».

وفي ريف محافظة حمص، ذكر المرصد أن ثلاثة مواطنين قتلوا «إثر القصف الذي تتعرض له مدينة الرستن من قبل القوات السورية»، فيما قتلت طفلة في بلدة تلدو إثر إطلاق نار.

وقال عضو الهيئة العامة للثورة السورية في مدينة الرستن أبو حسان في اتصال مع وكالة الصحافة الفرنسية إن «القصف على المدينة مستمر منذ أيام»، متخوفا من «ارتفاع عدد القتلى بسبب الأعداد الكبيرة للجرحى الذين سقطوا في الأيام الماضية (..) وبسبب النقص في المواد الطبية».

أضاف أبو حسان، وهو طبيب يعمل في مشفى ميداني في الرستن أن «الجيش النظامي انسحب ظهر أمس بالكامل من المدينة، لكنه يواصل قصفها لتغطية انسحابه» مؤكدا أن الرستن باتت بالكامل تحت سيطرة «الجيش السوري الحر».

عمليات أمنية للجيش السوري تثير الذعر في قرية تركية

اللواء المنشق مصطفى الشيخ: الجيش السوري سينهار خلال فبراير.. والنظام ساعد على تحويل المنطقة إلى قاعدة للمؤامرات الإيرانية

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: ليال أبو رحال

قال نائب قائد «الجيش السوري الحر» العقيد مالك الكردي لـ«الشرق الأوسط» إن إطلاق النار الذي تم قرب الحدود التركية – السورية ليل السبت – الأحد الماضي، نجم عن «تبادل إطلاق للنار بدأه الجيش الأسدي ضد مجموعات من الجنود السوريين المنشقين»، مشيرا إلى أن «بعض الطلقات تجاوزت الحدود لتطال إحدى البلدات التركية من دون أن توقع إصابات في الأرواح فيها أو في صفوف (الجيش الحر)».

وأوضح الكردي أن «الجانب التركي يدرك جيدا ماذا يحدث على حدوده مع سوريا من خلال خواصر المراقبة التي تلحظ أن الحدود تشكل مسرح عمليات للجيش الأسدي»، مشيرا إلى أن الأخير «دخل منذ زمن في عمق المنطقة التي ترعاها اتفاقية أضنة لناحية عدم وجود السلاح في عمق 5 كلم على الحدود».

وكانت مصادر محلية في محافظة هاتاي الحدودية أفادت بأن «إطلاق نار كثيفا سمع ليل السبت – الأحد على الحدود بين سوريا وتركيا، مما أدى إلى حالة هلع بين القرويين الأتراك الذين تحدثوا عن عمليات للجيش السوري في قريتين سوريتين».

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن أحد سكان قرية غوفيتشي الواقعة في محافظة هاتاي على الحدود، قوله إن «إطلاق نار من رشاشات ثقيلة تواصل حتى وقت متأخر من الليل»، مؤكدا أن «الجيش السوري نظم عملية ضد معارضين في قرية عين البيضة على الجانب السوري». ولفت إلى أن أهالي قريته الحدودية يشعرون «بخوف شديد» وأن «إطلاق النار ألحق أضرارا بالصحون اللاقطة على أسطح منازلنا».

وفي حين ذكرت وكالة أنباء «الأناضول» التركية أن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو اتصل بمحافظ هاتاي ليستفسر عن الوضع، نقلت قناة «إن تي في» التركية عن سكان بلدة غوفيتشي قولهم إن الجيش السوري قام بعمليات في عين البيضة وكذلك في قرية خربة الجوز، وأصابت قذائف منازل في البلدة، حيث نصحت السلطات المحلية السكان بعدم مغادرة بيوتهم. ولفت العقيد السوري المنشق والمقيم مع قائد «الجيش الحر» رياض الأسعد في تركيا، إلى أن مجموعات «الجيش الحر» الموجودة قرب الحدود «تحاول إيجاد ملجأ آمن لها ليس أكثر، خصوصا أنه لا يوجد نشاط متوقع للجيش الأسدي في هذه المنطقة لمهاجمة وحداته».

وعما إذا كان النظام السوري يحاول جر «الجيش الحر» إلى مواجهات على الحدود التركية، قال الكردي: «لا نستبعد ذلك، فهذا النظام يحاول قمع الثورة على امتداد الأراضي السورية ويرتكب المجازر وهو يتعقب أفراد (الجيش الحر) أينما وجودوا»، موضحا أن «لدى الجيش الأسدي المدفعية والأسلحة الثقيلة، فيما نرد عليه بأسلحة متواضعة لا تتجاوز قاذف (آر بي جي) والكلاشنيكوف، عدا عن أننا نتنقل بين الأشجار والصخور، ولا يوجد مكان ثابت لدينا ونخوض كما بات معروفا معارك (كر وفر)».

وأعرب الكردي عن اعتقاده بأن «النظام السوري، وعلى خلفية تداول إمكانية إقامة منطقة عازلة على الحدود التركية – السورية، ربما اعتقد أن ثمة محاولة لتحقيق ذلك، فأراد أن يبسط سيطرته على كامل المنطقة الحدودية وأن يؤكد وجوده فيها».

يشار إلى أن قرابة 7500 سوري لجأوا إلى تركيا منذ بدء الانتفاضة الشعبية في سوريا في 15 مارس (آذار) الماضي، وتم إيواؤهم في مخيمات خاصة في منطقة هاتاي، حيث يتمركز أفراد من «الجيش السوري الحر» وقيادته.

إلى ذلك، إلى ذلك، قال اللواء مصطفى أحمد الشيخ، المنشق عن الجيش النظامي السوري، إن الجيش «سينهار خلال فبراير (شباط)». ونسبت إليه صحيفة «تلغراف» البريطانية أمس قوله إن «السبب هو نقص الكوادر في الجيش التي، حتى قبل 15 مارس (آذار) الماضي، لم تكن تتجاوز 65 في المائة. كما أن نسبة المعدات القتالية الصالحة لم تتجاوز هذه النسبة بسبب نقص قطع الغيار»، وأضاف: «أقدر نسبة الجاهزية القتالية للجيش بنحو 40 في المائة من حيث المعدات، و32 في المائة من حيث الكوادر»، وقال: «إنهم يرسلون عناصر من الشبيحة ومن الطائفة العلوية لتعويض هذا النقص، لكن هذا الجيش لن يقدر على الصمود أكثر من شهر. بعض عناصر الجيش يتصلون بالجيش السوري الحر لمساعدتهم على الانشقاق». وقال اللواء الشيخ إنه فكر كثيرا قبل انشقاقه في الـ37 عاما التي قضاها في الخدمة وفي ما قد تتعرض له عائلته إذا انشق، موضحا أن ما ساعده على اتخاذ قراره في النهاية هو تعرض عروس للاغتصاب في قرية قرب حماه.

ويرى اللواء الشيخ أن الجيش قد تحول إلى «آلة قتل مجنونة» وأنه من دون حل خلال أسبوعين «ستشتعل المنطقة برمتها». وتابع: «المنطقة على أقصى درجة من التوتر بسبب دور إيران.. والنظام السوري ساعد على تحويلها إلى قاعدة للمؤامرات الإيرانية». وحذر اللواء الشيخ من أنه «ليس هناك وقت.. هناك تعجيل خطير يجري بسبب انهيار الجيش والجهاز الأمني. نريد تدخلا عاجلا خارج إطار مجلس الأمن بسبب الفيتو الروسي. نريد تحالفا مشابها للذي تدخل في كوسوفو وساحل العاج».

مجزرة جديدة في داريا بعد إطلاق الرصاص الحي على مشيعي قتلى جمعة حماه

القناصة انتشروا على أسطح المباني

جريدة الشرق الاوسط

في حين كانت مدينة حمص السورية، تلملم جراحها، جراء المجزرة المروعة التي ارتكبها النظام السوري في حي الخالدية، تعرضت مدينة داريا في ريف دمشق لهجوم شرس استهدف مشيعي ضحايا جمعة «عذرا حماه.. سامحينا»، حيث فتحت عناصر الأمن النار على المشيعين، مرتكبة مجزرة جديدة راح ضحيتها، وفق ما أكده ناشطون لـ«الشرق الأوسط» أكثر من 17 قتيلا ممن كانوا يشاركون في التشييع و80 جريحا.

وتزامنت هذه المجزرة مع اقتحام شامل نفذته قوات الأمن السوري على المدينة. وذكرت تنسيقية داريا للثورة السورية على صفحتها الرسمية على موقع «فيس بوك» أن قوات الأمن «اقتحمت داريا من جهة دوار الفرن باتجاه الكورنيش مع رشاش كوبرا وعدد من العناصر، وأقامت حاجزا للشبيحة في المنطقة، حيث قامت هذه المجموعات بإطلاق نار كثيف في منطقة الفرن الآلي وطريق الدحاديل. كما دخلت تعزيزات أمنية على دفعتين إلى مدينة داريا عن طريق شارع الشهيد غياث مطر (المعضمية سابقا) ودخلت الدفعة الثانية عصرا، وكان قوامها حافلتين من الشبيحة وعناصر تابعين للضابط الأمني جميل حسن، إضافة إلى أربع مضادات طيران».

وأفادت تنسيقية داريا في تقريرها أن «قناصين قد انتشروا على الأبنية منذ الصباح، وأقامت شبيحة النظام حاجزا على طريق الدحاديل وآخر على طريق المعامل، إضافة إلى حاجز عند مشفى الرضوان، وقامت بإهانة المواطنين وإجبارهم على خلع ملابسهم. وتم فرض حالة من منع التجوال الإجباري وذلك بالانتشار الكثيف من قبل الشبيحة في الشوارع وإطلاق النار على كل شيء يتحرك».

ووثقت مقاطع فيديو نشرتها تنسيقية داريا عمليات الاقتحام، كما تم نشر أسماء الضحايا الذين سقطوا على يد الأمن والجيش النظامي.

وربط أحد الناشطين بين «مجزرة حمص التي ارتكبتها قوات الأسد فجر يوم السبت الفائت، وعملية اقتحام مدينة داريا»، مؤكدا أن «معظم سكان داريا التي تبعد عن دمشق نحو 8 كلم وتعد أكبر مدن الغوطة الغربية ومركزها الرئيسي، يتحدرون من قبائل عربية جاءت من مدينة حمص واستقرت في داريا، مما يجعلهم مستهدفين أكثر من سواهم بين مناطق ريف دمشق».

وذكر الناشط لـ«الشرق الأوسط» أن «أهالي داريا تظاهروا بشكل سلمي منذ بدء الانتفاضة حتى الآن، فالمدينة تعد إحدى بؤر الاحتجاج الباكرة، وتفاوت حجم مظاهراتها، ليبلغ يوم (الجمعة العظيمة) في أبريل (نيسان) الماضي 15000 متظاهر، سقط منهم 3 شهداء، ليشارك في تشييعهم في اليوم التالي 40 ألفا من السكان». وتابع: «لبعض الوقت، غاب عناصر الأمن عن البلدة فعمّت فيها المظاهرات، لتوضع المدينة بعدها تحت الحصار الأمني المشدد، وتخضع لاستنزاف بشري مستمر في صورة اعتقالات يومية». وقال إن «هناك 600 معتقل معروفون بالاسم، ويحتمل أن يصل إجمالي عدد معتقلي داريا إلى ألف شخص».

وأوضح الناشط، الذي يواكب التحركات كافة في داريا منذ بدء الانتفاضة السورية، أنه «في مواجهة هذا الاحتلال المباشر لجأ الشباب إلى (المظاهرات الطيارة)، حيث يتجمعون في مكان متفق عليه، ويطلقون هتافاتهم، ويتفرقون بسرعة قبل أن تدهمهم قوات النظام وشبيحته»، لافتا إلى أنه «بعد ترسخ الانتفاضة في محافظة ريف دمشق، استعادت داريا زخمها الاحتجاجي، لتنال حصتها من القمع الأسدي».

واشتهرت داريا، التي يتوزع عمل سكانها بين زراعة الأشجار وصناعة المفروشات، باتباع النشاط اللاعنفي في مواجهة النظام السوري. فمعظم ناشطي المدينة هم من تلامذة الشيخ جودت سعيد ومتأثرون بمدرسته، وهي مدرسة تأويل لا عنفي للإسلام، ويعد شخصية مهمة في سوريا تعرف بمواقفها السياسية المعارضة للنظام السوري.

ومن المدينة التي تقطنها أغلبية سنية وتعيش فيها أقلية مسيحية، خرجت فكرة توزيع الماء والورود على الجنود الموالين للأسد. كما برز اسم غياث مطر، الناشط اللاعنفي الذي نشط في تنظيم الاحتجاجات السلمية في البلدة، مما دفع جهاز المخابرات الجوية إلى اعتقاله ونزع حنجرته وإعادته إلى أهله جثة هامدة.

روسيا والصين تدافعان عن موقفهما تجاه سوريا.. ولافروف في دمشق غدا لبحث «إصلاحات»

خبراء روس: زيارة وزير الخارجية ربما تستهدف إقناع الأسد بالتنحي

جريدة الشرق الاوسط

موسكو: سامي عمارة لندن: «الشرق الأوسط»

سعت كل من روسيا والصين، أمس، إلى تبرير موقفيهما في مجلس الأمن الدولي بعد تصويتهما بحق النقض (الفيتو) مساء أول من أمس ضد قرار يدين العنف في سوريا ويدعو رئيس النظام السوري إلى تسليم صلاحياته لنائبه وإجراء انتخابات. وحمَّلت موسكو أعضاء المجلس مسؤولية فشل الجلسة، وقالت إن دول الغرب لم تبذل الجهد الكافي للتوصل إلى توافق حوله. وبدوها قالت الصين إن استخدامها «الفيتو» يهدف إلى منع حدوث مزيد من «الاضطرابات والخسائر» في سوريا.

وأعربت وزارة الخارجية الروسية عن أسفها تجاه ما وصفته بالنتائج المؤسفة التي آلت إليها مناقشات مجلس الأمن الدولي حول الأوضاع في سوريا. وقالت في بيان أصدرته أمس إن شركاءها في مناقشة هذه الأوضاع في مجلس الأمن يتحملون كامل المسؤولية عن فشل المجلس في بلوغ القرار المنشود وإنه كان من الممكن التوصل إلى حلول وسط لو توافرت لديهم الإرادة السياسية.

وأشارت إلى أن كل الأطراف المعنية صارت مدعوة اليوم إلى تركيز الاهتمام والجهود من أجل إطلاق الحوار السوري إلى جانب ضرورة مد فترة مهمة مراقبي الجامعة العربية. كان نيكولاي غاتيلوف، نائب وزير الخارجية الروسي، قد أشار، على صفحته في «تويتر»، إلى أن الغرب يتحمل المسؤولية، وأن أصحاب مشروع القرار السوري لم يريدوا، للأسف، بذل أي جهود إضافية من أجل التوصل إلى حلول وسط.

ونقلت وكالة أنباء «إنترفاكس»، عن وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، تحفظات روسيا على مشروع القرار، وكانت تتعلق بقضيتين قال إنهما تتسمان بأهمية حاسمة، أولاهما: عدم الاهتمام بما فيه الكفاية بالمجموعات الإرهابية المسلحة التي تقاتل نظام بشار الأسد، بينما تتعلق القضية الثانية باستباق القرار لنتائج الحوار بين القوى السياسية في سوريا من منظور مبادرة الجامعة العربية التي تشير إلى رحيل الرئيس الأسد وتفويضه صلاحياته إلى نائبه فاروق الشرع. وبهذا الصدد أيضا قال فيتالي تشوركين، المندوب الدائم لروسيا لدى الأمم المتحدة: إن الجانب الروسي انطلق، لدى دراسته مشروع القرار ضد سوريا في مجلس الأمن، من أن تصبح هذه الوثيقة ذريعة لاستخدام القوة العسكرية ضد سوريا. ونقلت المصادر عنه قوله: «إن هناك من القلق ما راود روسيا أثناء دراسة القرار تجاه احتمالات تفسيره بما قد يمكن معه استخدامه كذريعة لاستخدام القوة العسكرية». وقال أيضا في حديثه إلى الصحافيين في أعقاب التصويت على القرار: «وجدنا صيغة مثيرة للاهتمام في نص المقدمة، وكانت طويلة إلى حد ما، وجاء في نهاية الصيغة أنه لا شيء في هذا القرار يمنع من استخدام واللجوء إلى ما ينص عليه البند 42 من ميثاق الأمم المتحدة»، موضحا أن «البند 42، كما تعلمون، يتحدث عن إمكانية استخدام القوة العسكرية».

في غضون ذلك، قالت وزارة الخارجية الروسية، أمس في بيانها: إن وزير الخارجية سيرغي لافروف سيسعى، خلال زيارته المقبلة إلى دمشق، المقررة غدا، إلى الدفع من أجل تطبيق إصلاحات ديمقراطية سريعة بعد أن أغضبت موسكو الغرب بتصويتها بالنقض في مجلس الأمن. وجاء في بيان للوزارة أن روسيا «تسعى، بقوة، إلى تحقيق استقرار سريع في الوضع في سوريا من خلال التطبيق السريع للإصلاحات الديمقراطية الملحة». وأضاف البيان أن «هذا هو الهدف من وراء زيارة سيرغي لافروف إلى دمشق في السابع من فبراير (شباط)»، حسبما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.

وتهدف زيارة لافروف إلى دمشق، يرافقه رئيس الاستخبارات الخارجية الروسي، إلى العمل على إحلال الاستقرار في سوريا عن طريق تطبيق إصلاحات سريعة، بحسب الوزارة.

وفي بيان مطول يشرح أسباب الزيارة، قالت الوزارة: إن روسيا لا يمكنها أن تقبل بعض المواقف التي جاءت في مسودة القرار التي لها «طبيعة إنذار نهائي»، بما في ذلك مطالبة الأسد بالتنحي.

وأضافت أن «روسيا تعتزم، بقوة، التوصل إلى إحلال الاستقرار في سوريا من خلال التطبيق السريع للإصلاحات الديمقراطية الملحة». وقالت إنه «لهذا الهدف أمر الرئيس ديمتري ميدفيديف سيرغي لافروف ورئيس الاستخبارات الخارجية ميخائيل فرادكوف بزيارة دمشق في السابع من فبراير لعقد اجتماع مع الرئيس الأسد».

وعقب إصدار هذا البيان، بثت وكالة الأنباء الرسمية «ريا نوفوستي» تحليلا نقلت فيه عن خبراء روس قولهم إن زيارة لافروف ربما تستهدف إقناع الأسد بالتنحي.

وقال فلاديمير أخمدوف خبير الشرق الأوسط للوكالة: «من الممكن أن تجرى محاولة لإقناع الرئيس السوري لقبول البديل الذي تقترحه الجامعة العربية» في إشارة إلى خطة لتنحي الأسد من منصبه.

وقالت روسيا أكثر من مرة إن مشروع القرار يجب أن يدين العنف الذي ترتكبه ما سمتها «العناصر المتطرفة» في المعارضة السورية ويوضح أنه لا يمكن استخدامه لتبرير تدخل عسكري أجنبي في سوريا.

إلى ذلك، أكدت وكالة الأنباء الصينية الرسمية «شينخوا»، أمس، أن «الفيتو» الذي لجأت إليه روسيا والصين لمنع تبني القرار للمرة الثانية منذ اندلاع أعمال العنف في سوريا «هدفه بذل مزيد من الجهود لتسوية سلمية للأزمة السورية المزمنة».

وأضافت أن «روسيا والصين تعتقدان أنه يجب إعطاء مزيد من الوقت والصبر للحل السياسي للأزمة السورية، مما يجنب الشعب السوري مزيدا من الاضطرابات والخسائر».

تقارير عن إطلاق النظام السوري سراح العقل المدبر لتفجيرات لندن ومدريد

يعتقد أنها إشارة تحذير لواشنطن ولندن

جريدة الشرق الاوسط

أفادت تقارير صحافية في بريطانيا بأن سلطات النظام السوري أقدمت على إطلاق سراح أبو مصعب السوري، المتهم بأنه العقل المدبر لتفجيرات لندن قبل 7 سنوات في ما يبدو أنه تحذير للولايات المتحدة وبريطانيا من عواقب سقوط النظام وإدارة ظهورهم له في مواجهة الانتفاضة التي تشهدها البلاد.

ونقلت صحيفة «تليغراف» خبر الإفراج عن السوري، واسمه مصطفى ست مريم نصار، من معتقله في حلب عن موقع إلكتروني للمعارضة السورية.

كانت المخابرات الأميركية قد اعتقلت السوري في باكستان على ما يبدو عام 2005 ورحلته إلى بلده الأصلي في إطار برنامج نقل السجناء خارج الولايات المتحدة. وإلى جانب أنه مطلوب في بريطانيا فأبو مصعب السوري مطلوب أيضا لاتهامه بالمسؤولية عن تفجيرات قطارات مدريد عام 2004، التي أسفرت عن 191 قتيلا وتفجيرات مترو باريس عام 1995. كانت تفجيرات مترو أنفاق لندن في 7 يوليو (تموز) 2005 قد أسفرت عن 52 قتيلا و700 مصاب. وتقول الصحيفة البريطانية: إن النظام السوري ربما أفرج عن أبو مصعب كرد فعل على الحملة الأميركية والغربية ضده.

وإذا صح نبأ الإفراج عنه فإن هذا يعد بمثابة ضربة كبيرة في القضاء على تنظيم القاعدة بعد مقتل زعيميها أسامة بن لادن في غارة بباكستان في مايو (أيار) الماضي وأنور العولقي في اليمن بسبتمبر (أيلول) الماضي. وقبيل اعتقال السوري كان يعتقد على نطاق واسع أنه سيكون خليفة بن لادن في قيادة التنظيم. من جانبها، قالت هيلينا، زوجة السوري، إسبانية الأصل التي أشهرت إسلامها بعد زواجها به، وتقيم حاليا في قطر، إنها لم تسمع عن زوجها أي خبر، سواء بشكل رسمي أو غير رسمي منذ اختفائه عام 2004، وأضافت: «آمل أن يجتمع شملنا مرة أخرى في يوم من الأيام»، حسب الصحيفة البريطانية.

«المجلس الوطني» يعتبر «الفيتو» على قرار مجلس الأمن «رخصة للقتل دون محاسبة»

سرميني لـ «الشرق الأوسط»: روسيا والصين أعلنتا شراكتهما رسميا للأسد.. وخسرتا الشعب السوري

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: ليال أبو رحال

أدان «المجلس الوطني السوري»، بشدة، قيام حكومتي موسكو وبكين بإعاقة مشروع القرار العربي – الغربي حول سوريا، وحملهما «مسؤولية تصاعد عمليات القتل والإبادة»، معتبرا أن «هذه الخطوة غير المسؤولة بمثابة رخصة للقتل من دون محاسبة».

وقال المجلس الوطني، الذي يضم غالبية أطراف المعارضة السورية، في بيان أمس، إنه سيتوجه «نحو الجمعية العامة للأمم المتحدة لاستصدار قرار دولي يدعم شعبنا، إلى جانب العمل على إنشاء مجموعة اتصال دولية من الدول المساندة لنضال الشعب السوري بما يعزز عزل النظام وتقويضه».

ودعا المجلس «الشعب السوري والشعوب العربية والصديقة» إلى «اتخاذ كل التدابير السياسية والاقتصادية والدبلوماسية بحق الدول التي أعاقت صدور قرار عن مجلس الأمن، بما في ذلك المقاطعة الاقتصادية المباشرة ووقف التعاون التجاري، وإعادة تقييم العلاقات التي تجمع تلك الدول مع شعبنا والشعوب الشقيقة والصديقة».

وأكد محمد سرميني، عضو المجلس الوطني، لـ«الشرق الأوسط»، أمس، أن «روسيا والصين أعلنتا، بشكل رسمي، شراكتهما للأسد في قتل الشعب السوري وخسرتا الشعب السوري مقابل الأسد». ووصف تصرفهما بأنه «تصرف غير مسؤول وغير أخلاقي ضد قرار لم يرنُ إلى تطلعات الشعب السوري، واعتبرناه خطوة مهمة لمحاصرة النظام ووقف حرب الإبادة التي يقوم بها ضد الشعب السوري».

واعتبر أنه «إذا كان (الفيتو) الروسي والصيني قد أغلق أمام الشعب السوري باب مجلس الأمن، إلا أنه فتح أمامنا بابا لتحالف دولي، خصوصا أن هناك 13 دولة في مجلس الأمن تؤمن بإرادة الشعب السوري»، مؤكدا ضرورة «الاستفادة من تأسيس تحالف دولي لأصدقاء سوريا من خارج مجلس الأمن يكون على هيئة تجمع دولي دائم يقود التحرك الدولي ويقدم كل الدعم المطلوب لتحرير الشعب السوري ودعم (الجيش السوري الحر) ليستكمل مسيرة التحرير».

وشدد سرميني على أن «المعارضة السورية لن تقف ساكتة وستقوم بكل الإجراءات الممكنة التي من شأنها وقف حمام الدم والمجازر التي يرتكبها الأسد وعصابته»، مجددا دعوة السوريين «في مختلف العواصم والمدن إلى مزيد من المظاهرات أمام سفارات النظام وكذلك روسيا والصين».

وأضاف سرميني: «نداءاتنا للشعوب العربية أن تقوم بواجبها تجاه الشعب السوري، وأن تعبر عن تضامنها الكامل مع معاناة الشعب السوري»، داعيا «العرب في جميع أنحاء العالم إلى التظاهر أمام السفارات الروسية للتعبير عن غضبهم من عمل روسيا الذي أحبط جهد عدد كبير من الدول». ولفت إلى أنه «يجري الإعداد لحملة مقاطعة عربية بكافة الأشكال لكل من روسيا والصين، من شأنها أن توجه رسالة واضحة لروسيا والصين بأن أثر قرارهما سلبي عليهما وليس على الشعب السوري».

ولاقى الموقفان الروسي والصيني تنديدا واسعا في صفوف المعارضة السورية، في وقت اعتبرت فيه صحيفة «تشرين» السورية الحكومية أن استخدام روسيا والصين حق «الفيتو» في مجلس الأمن «يتيح لبعض الدول إمكانية دراسة مواقفها جيدا من الأزمة السورية وإعادة النظر بقراراتها بما يخدم استقلال سوريا وسيادتها».

واعتبرت الصحيفة أن استخدام «الفيتو» يؤكد «نقطتين رئيسيتين في سياسة كل من موسكو وبكين حيال ما يحدث في سوريا، هما: أن الحل سياسي سوري بامتياز، وواجب المجتمع الدولي دعم هذا الحل، لا التدخل في صياغته، واحترام استقلال سوريا وسيادتها». ورأت أن «ما حدث في مجلس الأمن سيكون حافزا لسوريا لتسريع خطواتها الإصلاحية المتبقية من إجراء استفتاء على مشروع الدستور الجديد وإجراء انتخابات تشريعية تعددية وتشكيل حكومة موسعة تضم أطيافا مختلفة من المجتمع السوري».

في موازاة ذلك، نددت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا «بالتواطؤ الروسي – الصيني على دعم مشروع القتل ونظام الاستبداد في سوريا». ودعت، في بيان أصدرته، إلى «مقاطعة سلع البلدين»، مذكرة «كل مواطن عربي بأنه عندما يمد يده إلى أي سلعة روسية أو صينية فإنه يغمس يده في دماء الشعب السوري».

ورأت أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «قرر أن يجعل من دماء أطفالنا مدادا لدعايته الانتخابية، بينما أرادت حكومة الاستبداد الصيني أن تبعد عن نفسها شبح الربيع العربي الذي تتوجس أن يطرق أبوابها». ودعت المعارضة السورية إلى «التوافق حول بدائلنا الإنسانية والسياسية والاستراتيجية لتحقيق تطلعات شعبنا (…) بعدما ثبت بالدليل القاطع أن مفتاح مجلس الأمن في جيب النظام».

واتهم نائب المراقب العام للجماعة، محمد فاروق طيفور «موسكو وبكين بأنهما شريكتان في جرائم النظام السوري». وتوقع أن يكون «لاستخدام (الفيتو) تداعيات مستقبلية خطيرة على مصالح روسيا والصين في العالمين العربي والإسلامي»، داعيا «الدول العربية والإسلامية إلى طرد سفراء سوريا لديها والاعتراف بالمجلس الوطني السوري كممثل شرعي للشعب السوري».

كانت لجان التنسيق المحلية، الفاعلة ميدانيا في سوريا، قد انتقدت أمس «تكرار روسيا والصين، بتواطؤ دولي، استخدام حق (الفيتو) في مجلس الأمن لتمنعا تمرير قرار يدين عنف النظام السوري ضد شعبه، ولتعلنا بذلك دعمهما المستمر للنظام وتغطيتهما لجرائمه».

وأعلنت «لجان التنسيق» أنه بعد أن «قام النظام الأسدي في الأيام القليلة الماضية بقصف الكثير من الأحياء السكنية ليضيف لسجل مجازره بحق هذا الشعب العظيم مجزرة جديدة في أحياء حمص فاق عدد الشهداء 7339 شهيدا منذ بداية الثورة».

المعارضة السورية تعتبر الفيتو الروسي ـ الصيني رخصة للمضي في القتل

واشنطن تدعو الى تشكيل ائتلاف دولي ضد الأسد

أثار الفيتو الروسي – الصيني المشترك ضد مشروع قرار عربي غربي يدين العنف الذي يمارسه نظام دمشق ضد المدنيين قابله موافقة 13 دولة من أصل 15 يتألف منها مجلس الأمن، موجة من الغضب الدولي العربي الشعبي العارم استدعت واشنطن وباريس ولندن إلى تصعيد إجراءاتها المضادة سعياً إلى إجبار الرئيس السوري بشار الأسد على التنحي من خلال تشديد الإجراءات التي تضيق الخناق على حكمه، فيما عمت التظاهرات عدداً من العواصم العربية والغربية في حملة استنكار واسعة لما قامت به موسكو وبكين ما اعتبره المجلس الوطني السوري إجازة للسلطات السورية للمضي في مجازر حصدت أمس 56 قتيلاً ما بين مدني وعسكري في اشتباكات بين جيش السلطة و”الجيش الحر”.

فغداة فشل مجلس الامن في اصدار قرار حول سوريا من جراء رفض روسيا والصين، توعدت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون بتشديد العقوبات المفروضة على النظام السوري والسعي الى فرض عقوبات أخرى تجفف مصادر التمويل وواردات الاسلحة لسوريا، مؤكدة انه يجب تشكيل ائتلاف دولي خارج إطار الأمم المتحدة للضغط على الأسد لإجباره على التنحي.

واعتبرت وزيرة الخارجية الاميركية الفيتو الروسي والصيني “مهزلة”، ولا سيما أن التصويت جاء بعد يوم من قصف القوات السورية مدينة حمص موقعة أكثر من 200 قتيل في أسوأ ليلة دموية خلال الانتفاضة الشعبية المستمرة منذ 11 شهرا ضد حكم الاسد.

وقالت كلينتون ان الولايات المتحدة ستعمل مع دول اخرى لمحاولة تشديد العقوبات “لتجفيف موارد التمويل وشحنات الاسلحة التي تعمل على استمرار دوران آلة الحرب التابعة للنظام”. وقالت “سنعمل على كشف الذين ما زالوا يمولون النظام ويرسلون إليه الاسلحة التي تستخدم ضد السوريين العزل ومنهم النساء والاطفال”. وتابعت “سنعمل مع أصدقاء سوريا الديموقراطية في شتى أنحاء العالم لدعم خطط المعارضة السلمية والسياسية من أجل التغيير”.

لكن كلينتون لم تذكر أي تفاصيل عن الدول التي قد تتعاون في هذا الامر أو ما الذي ستفعله تحديداً، ولكنها تسعى على ما يبدو إلى تشكيل مجموعة “اصدقاء سوريا” للعمل في ظل عدم القدرة على احراز تقدم في الامم المتحدة بسبب روسيا والصين.

وأضافت “ما حدث أمس في الأمم المتحدة كان فظيعاً.. الدول التي رفضت دعم خطة الجامعة العربية تتحمل كامل المسؤولية عن حماية الآلة الوحشية في دمشق”، وأضافت “في مواجهة مجلس أمن عاجز علينا أن نضاعف جهودنا خارج الأمم المتحدة مع الحلفاء والشركاء الذين يدعمون حق الشعب السوري في مستقبل افضل”.

ودعت كلينتون في تصريح الى راديو “سوا” الاميركي الى تشكيل مجموعة أصدقاء سوريا الديموقراطية لتوحيد الشعب السوري وتعبئته ضد نظام الاسد. وقالت ان هذه المجموعة ستكون مماثلة لمجموعة الاتصال حول ليبيا التي ساهمت في جهود اطاحة نظام العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، مشيرة إلى أنها لن تكون مطابقة لها تماماً.

وقالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس إنها تشعر “بالاشمئزاز” من الفيتو الروسي الصيني، وأضافت ان “اراقة اي دماء اخرى ستكون المسؤولية عنها على عاتق روسيا والصين”.

وفي باريس أعلن وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه أمس ان الاتحاد الاوروبي “سيشدد العقوبات المفروضة على النظام السوري”.

وقال جوبيه لقناة “بي اف ام تي في” “سنساعد المعارضة السورية على تنظيم نفسها وستشدد اوروبا العقوبات المفروضة على النظام السوري ثم سنسعى الى تعزيز الضغط الدولي، وسيأتي وقت سيجبر فيه النظام على ادراك انه معزول ولا يمكنه الاستمرار”.

وكان وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه اعتبر ان موسكو وبكين، بلجوئهما الى الفيتو ضد مشروع قرار في مجلس الامن الدولي يدين سوريا “تتحملان مسؤولية كبيرة”. وقال في تصريح مكتوب “اثنان من اعضاء مجلس الامن كان لهما خيار آخر عبر لجوئهما الى الفيتو يمنعان المجتمع الدولي من التعبير و(يحولان دون) تعبئة مجلس الامن من اجل تسوية سلمية لهذه المأساة. ان هذين البلدين يتحملان مسؤولية كبيرة”. وأضاف ان “فرنسا لن تظل مكتوفة اليدين امام الشعب السوري الشهيد. ستضاعف جهودها وتتخذ مبادرات جديدة لدعم السوريين”.

وأعلن وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونغيه أمس لاذاعة “ار تي ال” ان “روسيا لا تستطيع ان تبقى الى ما لا نهاية” على نهجها المعرقل في الامم المتحدة للقرارات المتعلقة بالملف السوري.

وقال الوزير “ان روسيا لاسباب لا تقر بها تعرقل كل الجهود(..) ويحق لنا نحن الاوروبيين أن نظهر اننا لن نقبل ابدا بهذا النظام (السوري). يمكن لروسيا ان تصمد 15 يوما او شهرين، لكنها لن تصمد الى ما لا نهاية”.

ووصف وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ النظام السوري بأنه محكوم عليه بالزوال وأنه قاتل، محذراً من أن البلاد تتجه نحو حرب أهلية بعد الفشل الدرامي للجهود الديبلوماسية التي دعت لتنحي الأسد.

وأضاف هيغ ان “تصويت روسيا والصين أعطى لموقف الأسد قوة، وهاتان الدولتان تتحملان مسؤولية متزايدة حول العنف المستمر وهذا يعني تزايد الغضب في الشرق الأوسط والعالم العربي تجاه موقفهما”.

وقال وزير الخارجية التركي أحمد داود اوغلو في مؤتمر أمني في ميونيخ “استمر منطق الحرب الباردة بكل اسف في الامم المتحدة. لم تصوت روسيا والصين بناء على الحقائق القائمة، لكنه موقف يعكس الى حد بعيد موقفا مناهضا للغرب. لا يجب استخدام حق الفيتو من هذا المنظور”.

ولكن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف اعتبر أمس ان الدول الغربية هي التي تتحمل مسؤولية فشل التصويت في مجلس الامن الدولي على قرار يدين القمع في سوريا لأنها “لم تبذل الجهد الكافي للتوصل الى توافق” حوله، بعد استخدام الصين وروسيا الفيتو لمنع تبني القرار.

وأعلنت وزارة الخارجية الروسية أمس ان وزير الخارجية سيرغي لافروف سيسعى خلال زيارته المقبلة غداً الى دمشق الى الدفع من اجل “التطبيق السريع للاصلاحات الديموقراطية الملحة”.

وبخلاف غالبية المواقف الاخرى اعتبر وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي أمس ان القرار الذي اتخذته روسيا والصين باستخدام الفيتو لعرقلة صدور قرار في مجلس الامن يندد بأعمال العنف في سوريا، كان قرارا “صائبا”.

وقال صالحي حسبما نقلت عنه وكالة الانباء الايرانية الرسمية، “ان الصين وروسيا باستخدامهما الفيتو على اقتراحات بفرض عقوبات، انما اتخذتا قرارا صائبا ينم عن موقف دولي جيد”.

ووصف رئيس المجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون الفيتو الروسي – الصيني بأنه رخصة جديدة للقتل من العاصمتين للنظام السوري الذي قتل أول من امس فقط 300 شخص.

وحمّل المجلس موسكو وبكين “مسؤولية تصاعد عمليات القتل والإبادة”.

وقال عضو المكتب الإعلامي للمجلس الوطني محمد السرميني إن وقوف الصين وروسيا الدائم ضد استصدار قرار من مجلس الأمن يدين قمع النظام ضوء أخضر لارتكاب مجزرة الخالدية.

وقال السرميني في تصريح لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” أمس، إن المجلس يسعى إلى أن يكون هناك تحرك داخلي ودولي من خلال تشكيل تحالف من شأنه تقديم الدفاع عن المدنيين.

كما أعلن المجلس أنه سيتوجه الى الجمعية العامة للامم المتحدة.

وأعرب المغرب الدولة العربية الوحيدة في مجلس الامن عن عميق اسفه وخيبة امله ازاء الفيتو. وقال سفيره في الامم المتحدة محمد لوليشكي إن العرب لا ينوون التخلي عن الخطة.

ودعا رئيس الوزراء التونسي حمادي الجبالي أمس كل الدول الى طرد سفراء سوريا احتجاجا على القمع الدموي للحركة الاحتجاجية. وقال ان “الشعب السوري ينتظر افعالا(..) اقلها قطع كل العلاقات مع النظام السوري(..) علينا ان نطرد السفراء السوريين من الدول العربية وكل الدول الاخرى”.

ورأى رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني في ميونيخ حيث يعقد مؤتمر حول الامن بمشاركة العديد من المسؤولين العرب، ان تصويت روسيا والصين شكل “اشارة سيئة” الى الاسد “تعطي حق القتل”. وأضاف رئيس الوزراء القطري الذي يرأس اللجنة الوزارية للجامعة العربية حول سوريا “للاسف كان (أول من) امس يوماً حزيناً وهذا ما كنا نخشاه بالضبط”.

كما ندد وزير الخارجية المصري محمد عمرو بـ”المأساة الانسانية” في سوريا ودعا المجتمع الدولي الى “وضع حد لها”. واضاف “قلنا ان حمام الدم هذا غير مقبول”، ودعا الجامعة العربية الى التحرك لوقف العنف في سوريا.

ومن المقرر أن يلتقي وزراء الخارجية العرب في الحادي عشر من الشهر الحالي في القاهرة لمناقشة تطورات الملف السوري، وأعلن الأمين العام للجامعة نبيل العربي أمس أن الوزراء العرب سيناقشون إمكانية عرض الخطة العربية مجدداً امام مجلس الامن في وقت لاحق.

وأثار القراران الروسي والصيني موجة استياء وغضب عربية وشعبية حيث شهد عدد من الدول تظاهرات امام السفارات السورية وخصوصا في ليبيا حيث تم انزال علم روسيا من فوق سفارتها في العاصمة احتجاجا على موقف موسكو. واقتحمت حشود من النشطاء السوريين سفارات بلدهم في لندن والقاهرة وبرلين والكويت.

ففي طرابلس، أنزل متظاهرون ليبيون وسوريون امس علم روسيا من فوق سفارتها في العاصمة الليبية طرابلس احتجاجا على موقف روسيا في مجلس الأمن، وأكد أحد الديبلوماسيين الروس من داخل السفارة هذا الأمر، مشيرا إلى أن المتظاهرين الذين قال عنهم إنهم ليبيون وسوريون لم يقتحموا السفارة.

ميدانياً، اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان ان 56 شخصا قتلوا أمس في سوريا بينهم 28 عسكريا من القوات السورية.

وقال المرصد في بيان ان “23 مواطنا استشهدوا في محافظة حمص بينهم ثلاثة اطفال وسيدتان اثر قصف وإطلاق رصاص في احياء بابا عمرو وكرم الشامي وباب الدريب وباب السباع والرفاعي وكرم الزيتون والانشاءات ووادي ايران في مدينة حمص، وفي مدينتي الحولة والرستن”.

وأضاف المرصد ان “مواطنين استشهدا في مدينة داريا بريف دمشق هما فتى في الـ14 من العمر وامرأة بإطلاق رصاص عشوائي”، موضحا ان “شابا توفي متأثرا بجروح اصيب بها السبت”. وتابع ان “ثلاثة مواطنين استشهدوا في محافظة ادلب، هم طفلة في الـ12 استشهدت في قرية المسطومة، وشاب في التاسعة والعشرين من العمر استشهد في قرية كفريحمول، ورجل باطلاق رصاص على سيارة كانت تقله في معر شورين” كما سلمت جثة شاب في قرية بسامس في محافظة ادلب كان قد اعتقل قبل ايام.

وأعلن المرصد ان “28 عنصرا من الجيش النظامي السوري قتلوا الأحد بينهم سبعة خلال تدمير ناقلتي جند في بلدة تلدو في الحولة في محافظة حمص، و14 جنديا خلال اشتباكات واستهداف اليات عسكرية في محافظة ادلب، وثلاثة جنود اثر تدمير الية عسكرية في مدينة الزبداني بريف دمشق واربعة جنود خلال اشتباكات في محافظة درعا”.

وقال عضو الهيئة العامة للثورة السورية في مدينة الرستن ابو حسان ان “القصف على المدينة مستمر منذ ايام”، متخوفا من “ارتفاع عدد القتلى بسبب الاعداد الكبيرة للجرحى الذين سقطوا في الايام الماضية(..) وبسبب النقص في المواد الطبية”.

واضاف وهو طبيب يعمل في مشفى ميداني في الرستن ان “الجيش النظامي انسحب ظهر اليوم (أمس) بالكامل من المدينة، لكنه يواصل قصفها لتغطية انسحابه”، مؤكدا أن الرستن باتت بالكامل تحت سيطرة الجيش السوري الحر.

وقال عضو الهيئة العامة للثورة السورية في حي القصور في حمص ابو رامي ان اصوات انفجارات تسمع في احياء حمص القديمة لا سيما في باب السباع وباب الدريب وباب هود”. وأضاف “نتخوف من عملية جديدة على احياء حمص على غرار التي تعرض لها حي الخالدية (ليل الجمعة – السبت)، ولا سيما حي بابا عمرو الذي يتحصن فيه عناصر الجيش الحر”.

وأظهرت مشاهد بثها ناشطون على الانترنت تعرض حي بابا عمرو للقصف أمس. ومع دوي صوت الانفجارات كانت تسمع صيحات متفرقة لسكان في الحي يشتمون الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد وشقيقه رفعت.

(اف ب، رويترز، يو بي اي، أش أ)

غضب عربي ودولي من الفيتو الروسي وموسكو توفد لافروف الى دمشق غداً لـ”بحث إصلاحات ديموقراطية سريعة

العربي يؤكد استمرار جهود الجامعة لحل الأزمة السورية ويلمّح الى إمكان إعادتها الى مجلس الأمن

في وقت عبرت دول غربية وعربية عن الغضب امس ازاء استخدام روسيا والصين حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار بمجلس الأمن يدعو الرئيس السوري بشار الأسد للتنحي، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي أن الجامعة ستواصل جهودها لحل الأزمة السورية رغم إخفاق مجلس الأمن في استصدار قرار لدعم المبادرة العربية بسبب الفيتو الروسي والصيني، لافتا إلى أن مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري المقرر عقده في 11 شباط (فبراير) الجاري سيبحث مختلف جوانب الأزمة لاتخاذ القرار المناسب بما في ذلك إعادة عرض الموضوع على مجلس الأمن.

وصوتت بقية دول المجلس وعددها 13 بالموافقة على مشروع القرار الذي كان “يؤيد تماما” خطة للجامعة العربية يتنازل بموجها الاسد عن السلطة لنائبه وتسحب القوات من المدن وتبدأ عملية تحول ديموقراطي.

وقالت روسيا إن مشروع القرار منحاز وسيؤدي الى “تغيير النظام”.

وسوريا حليف نادر لموسكو في الشرق الاوسط وتستضيف سوريا قاعدة بحرية روسية كما انها سوق مهمة لصادرات الاسلحة الروسية.

وأعرب الأمين العام للجامعة في بيان صحافي صدر امس، عن أمله في استجابة الحكومة السورية لمطالب شعبها وإنهاء حالة العنف ووقف نزف الدماء وسقوط المزيد من الضحايا الأبرياء. وأشار إلى أن مجلس الجامعة العربية المقرر إنعقاده على المستوى الوزاري في 11 من الشهر الحالي سيتناول مختلف جوانب تطورات الأزمة المعنية بالوضع في سوريا وتقرير الأمين العام للجامعة العربية لإتخاذ القرار المناسب للتعامل مع هذه التطورات بما ذلك إمكانية إعادة عرض الموضوع على مجلس الأمن.

وقال العربي “إنه رغم إخفاق مجلس الأمن في استصدار قرار لدعم المبادرة العربية لحل الأزمة السورية بسبب رفض كل من روسيا الاتحادية والصين الشعبية للقرار واستخدام الفيتو ضده لا ينفي أن هناك دعما دوليا لقرارات جامعة الدول العربية. أضاف “إن الجامعة العربية سوف تواصل جهودها مع الحكومة السورية والمعارضة وبالتنسيق مع كافة الأطراف المعنية بالمسألة السورية من أجل تحقيق الهدف الأسمى من أجله الجامعة العربية والمتمثل في وقف كافة أعمال العنف والقتل وحماية المواطنين العزل وإيجاد حل سياسي يمكن من تحقيق الإصلاحات وعملية التغيير التي يطالب بها الشعب السوري ضمن المسار الذي حددته خطة الحل العربية وبما يحفظ لسوريا وحدتها وسلامتها الوطنية ويجنبها أي مضاعفات داخلية أو تدخل عسكري خارجي”.

وعبرت دول غربية وعربية عن الغضب امس ازاء استخدام روسيا والصين حق النقض. وقالت السفيرة الاميركية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس إنها تشعر “بالاشمئزاز” من الفيتو الروسي الصيني الذي جاء بعد يوم من قول نشطاء إن القوات السورية قصفت مدينة حمص مما أسفر عن مقتل 200 شخص في اسوأ ليلة تراق فيها دماء خلال الانتفاضة الشعبية ضد حكم الاسد المستمرة منذ 11 شهرا. اضافت رايس ان “اراقة اي دماء اخرى ستكون المسؤولية عنها على عاتق (روسيا والصين).”

وقال المجلس الوطني السوري الذي يمثل جماعات المعارضة الرئيسية إنه يحمل موسكو وبكين “مسؤولية تصاعد عمليات القتل والإبادة ويعتبر أن الخطوة غير المسؤولة رخصة للقتل دون محاسبة.”

وأعرب المغرب الدولة العربية الوحيدة في مجلس الامن عن عميق اسفه وخيبة امله ازاء الفيتو. وقال سفيره في الامم المتحدة محمد لوليشكي إن العرب لا ينوون التخلي عن الخطة.

وانتقد المبعوث السوري في الامم المتحدة بشار الجعفري مشروع القرار ورعاته ومن بينهم السعودية وسبع دول عربية اخرى وقال إن الدول التي تحرم النساء من حضور مباراة لكرة القدم ليس لها الحق في الترويج للديموقراطية في سوريا.

ونفى ايضا ان تكون قوات سورية قتلت المئات من المدنيين في حمص وقال إن أي شخص عاقل لن يشن مثل هذا الهجوم في الليل قبل استعداد مجلس الامن لبحث مشروع قرار يخص بلاده.

وعرض التلفزيون الرسمي السوري امس الاحد لقطات حية للاسد وهو يصلي مع أئمة سنة ويستمع الى القرآن الكريم في مسجد بدمشق للاحتفال بمولد النبي محمد.

ومعظم المعارضة للاسد متأصلة لدى الاغلبية السنية التي يستاء بعض افرادها من النفوذ الواسع للاقلية العلوية المنتمي لها الاسد.

وندد مقيمون في حي باب عمرو في حمص عبر الهاتف بالفيتو الروسي الصيني وردد البعض عبارة “الموت ولا المذلة.”

وقال احد السكان ويدعى سفيان “الآن سنري الاسد الويل. نحن قادمون الى دمشق. سنبدأ من اليوم لنريه كيف تكون العصابات المسلحة.”

ويصف الاسد معارضيه بالعصابات المسلحة او الارهابيين الذين يمولون من الخارج.

واتهم السفير الروسي لدى الامم المتحدة فيتالي تشوركين مؤيدي مشروع القرار “بالدعوة لتغيير النظام ودفع المعارضة الى السلطة وعدم وقف استفزازاتهم وتغذية الصراع المسلح.” أضاف “ان بعض الاعضاء المؤثرين في المجتمع الدولي لسوء الحظ ومنهم (اعضاء) يجلسون حول هذه الطاولة يقوضون منذ بداية العملية السورية فرص التوصل لتسوية سياسية.”

وستوفد موسكو وزير خارجيتها سيرغي لافروف الى دمشق غدا . وقالت وزارة الخارجية الروسية امس ان لافروف سيسعى خلال زيارته الى دمشق الى الدفع من اجل تطبيق اصلاحات ديموقراطية سريعة بعد ان اغضبت موسكو الغرب بتصويتها بالنقض في مجلس الامن على قرار يدين العنف في سوريا.

وجاء في بيان للوزارة ان روسيا “تسعى بقوة الى تحقيق استقرار سريع في الوضع في سوريا من خلال التطبيق السريع للاصلاحات الديموقراطية الملحة”.

واضاف البيان “ان هذا هو الهدف من وراء زيارة سيرغي لافروف الى دمشق في السابع من شباط (فبراير)”.

وكان لافروف اعلن اول من امس ان بلاده ترفض بشدة مطالب وقف تصدير السلاح إلى سوريا . وقال في كلمة القاها أمام المؤتمر الأمني الدولي في مدينة “ميونيخ ” إن موسكو لا تقبل إطلاقا مطالب وقف فعل ما لا يمنعه القانون الدولي، كما ترفض بحزم مطالب الانضمام إلى عقوبات أوحادية الطرف وبخاصة إذا انتشر عملها إلى اراضي الغير.

وأضاف ان كل السلع التي باعت روسيا لسوريا لا يستخدم في النزاع الحالي.

واذا ثبتت صحة روايات النشطاء فإن قصف حمص ليل يوم الجمعة الماضي هو احد اكثر الفصول دموية في انتفاضات الربيع العربي التي تجتاح المنطقة واكثر حادث دموي خلال الازمة السورية.

وذكرت جماعات نشطاء سورية تقديرات مختلفة لعدد القتلى لكنها جميعا تجاوزت 200 قتيل وقالت إن دبابات ومدفعية قصفت حي الخالدية في حمص التي اصبحت معقلاً لمقاومة حكم الاسد.

وقال رامي عبد الرحمن من المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا في وقت متأخر اول من امس،ان لديه قائمة تضم اسماء 128 شخصاً تأكد مقتلهم يمثلون نحو نصف عدد القتلى.

وتنفي دمشق قصف المنازل وقالت إن صور الجثث التي تبث على الانترنت مفبركة. وتقول حكومات غربية انها تصدق النشطاء.

وقبل اجراء التصويت في مجلس الامن، قال الرئيس الاميركي باراك اوباما في بيان “قتلت الحكومة السورية امس مئات المواطنين السوريين بينهم نساء واطفال في حمص عبر القصف وغيره من اعمال العنف بلا تمييز وتواصل القوات السورية منع مئات الجرحى المدنيين من محاولة الحصول على المساعدة الطبية.” واضاف “أي حكومة تذبح شعبها وتتعامل معه بوحشية لا تستحق ان تحكم.”

ووصفت فرنسا قصف حمص بانه “مذبحة” و”جريمة ضد الانسانية”. وطردت تونس السفير السوري وقالت انها ستسحب اعترافها بحكومة الاسد.

واقتحمت حشود من النشطاء السوريين سفارات بلدهم في لندن والقاهرة وبرلين والكويت.

وقالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ـ التي عقدت محادثات مع لافروف قبل التصويت وصفها مسؤولون اميركيون بـ”الرصينة جدا” ـ انه لم يكن من الممكن العمل بشكل بناء مع روسيا.

وأبلغت كلينتون الصحافيين في مؤتمر في ميونيخ الأمني “أعتقدت انه ربما يكون هناك بعض السبل ـ حتى في هذه اللحظة الأخيرة – لتخفيف بعض بواعث القلق التي لدى روسيا. عرضت العمل بطريقة بناءة للقيام بذلك. لم يكن ذلك ممكنا.”

وقال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إن فرنسا تتشاور مع دول عربية واوروبية من اجل تشكيل “مجموعة اصدقاء الشعب السوري” التي ستحشد الدعم الدولي لتنفيذ الخطة العربية. واضاف في بيان ان “فرنسا لن تيأس.”

وقال فيليب بولوبيون المختص بشؤون الامم المتحدة في منظمة “هيومن رايتس ووتش” ان “الحكومة الروسية لم تكتف بتسليح حكومة تقتل شعبها، بل انها تقدم لتلك الحكومة غطاء ديبلوماسيا”.

وذكر اندرو تابلر من معهد واشنطن لسياسات الشرق الادنى الذي قابل الاسد اثناء عمله محررا لمجلة تصدر بالانكليزية في سوريا انه “بعد ان تنازلت الدول الغربية، زادت مطالب الروس في الوقت الذي واصل فيه النظام السوري عمليات القتل، وقدمت للنظام (السوري) غطاء لتنفيذ الحل الامني”.

وذكر المحلل لوكالة “فرانس برس” ان روسيا “تحاول كسب الوقت. وهذا نصر لسياستهم في دعم الرئيس الاسد”. الا ان ذلك قد لا يكون انتصارا لصورة روسيا خاصة وان 13 دولة صوتت لصالح القرار هذه المرة مقارنة مع عشر دول فقط صوتت لصالح قرار سابق بشأن سوريا طرح في مجلس الامن في تشرين الاول/اكتوبر واعترضت عليه الصين وروسيا. وقال تابلر “اعتقد ان عليهم ان يدركوا ان صورتهم اصبحت سيئة بعد ان ماطلوا لفترة طويلة وطالبوا بمزيد من التنازلات، واستخدم النظام السوري ذلك ذريعة ليستخدم الصواريخ ضد المدنيين، وبعد ذلك صوتوا بالنقض”.

وقال ريتشارد غوان من مركز التعاون الدولي في جامعة نيويورك “هذا ليس نصرا لروسيا والصين. ان تصويت الهند وجنوب افريقيا وباكستان مع الغرب لصالح القرار هو نجاح اخلاقي كبير للولايات المتحدة والاوروبيين”. اضاف ان “ذلك سيلحق ضررا كبيرا بعلاقات الصين وروسيا مع الجامعة العربية”. وقال ان “السعودية ودول الخليج ستفسر مستوى الدعم للقرار اليوم على انه مؤشر على انها تستطيع مواصلة الضغط على الاسد بوجود دعم دولي واسع”.

ورفض تشوركين تلك الانتقادات وقال “امل في ان يفهمنا المجتمع الدولي، وان يفهمنا الشعب السوري”. ويقول العديد من الديبلوماسيين ان روسيا اصبحت اكثر عداء في مجلس الامن خلال الاشهر الاخيرة. وهم غير متأكدين من ما اذا كان هذا التصويت محصورا في هذه الحالة فقط أم انه مؤشر على العودة الوشيكة لبوتين لرئاسة روسيا. وقال احد الدبلوماسيين في مجلس الامن ان “سوريا هي اخر عضو مخفي في حلف وارسو”. وكشف دبلوماسيون عن ان تشوركين، الذي كان رئيسا لمجلس الامن في كانون الاول (ديسمبر) الماضي، تبادل كلمات قاسية مع العديد من ممثلي الدول. وقال غوان في جامعة نيويورك “اذا كان هذا هو ما سيكون عليه مجلس الامن عند عودة بوتين الى الرئاسة، فيستحسن بدبلوماسيي الامم المتحدة اخذ اجازة لبضع سنوات”. (رويترز، ا ف ب، ا ش ا)

تنديد بـ “الفيتو” وموسكو تضغط على دمشق لتسريع الإصلاحات

توالت ردود الفعل الدولية والعربية والسورية المعارضة أمس، على “الفيتو” المزدوج الروسي – الصيني إزاء مشروع قرار في مجلس الأمن حول سوريا، وجاءت في غالبيتها منددة بهذه الخطوة، التي أكدت موسكو أنها لم تجد بداً منها، في ضوء عدم التوافق الدولي، وعدم الأخذ بمقترحاتها، ما أنتج “قراراً غير متوازن”، معلنة أن وزير الخارجية ومسؤول الاستخبارات سيتوجهان إلى دمشق غداً الثلاثاء، لحث السلطات على تسريع وتيرة الإصلاحات، والحوار الوطني الشامل، وسط دعوات لتشكيل “لجنة أصدقاء للشعب السوري”، وتهديد أمريكي بتجفيف منابع وواردات السلاح إلى سوريا، وتأكيد عربي لمواصلة الجهود للتوصل إلى حل للأزمة، وهجمات جديدة على سفارات، وفي ظل استمرار أعمال العنف في سوريا، التي حصدت 56 قتيلاً بينهم 28 عسكرياً نظامياً .

وتوعدت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بتشديد العقوبات المفروضة على النظام السوري، والسعي لفرض عقوبات تجفف مصادر التمويل وواردات الأسلحة لسوريا . وصرحت في صوفيا “سنعمل على كشف الذين يواصلون تمويل النظام ويرسلون إليه الأسلحة التي تستخدم ضد السوريين العزل” . وأعربت عن أسفها لفشل التصويت في مجلس الأمن، ووصفت ذلك بأنه “مهزلة”، وأمر “فظيع” .

وأعلن وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أن الاتحاد الأوروبي “سيشدد العقوبات المفروضة على النظام السوري”، وقال لقناة (بي إف إم تي في) “سنساعد المعارضة السورية على تنظيم نفسها وسنسعى إلى تعزيز الضغط الدولي، وسيأتي وقت سيجبر فيه النظام على إدراك أنه معزول ولا يمكنه الاستمرار” .

وبخصوص إنشاء مجموعة أصدقاء الشعب السوري المقررة التي تحدث عنها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، أشار جوبيه إلى أن الرئيس “سيتخذ مبادرات في الايام المقبلة سعياً إلى جمع كل من يعتقد أن الوضع الحالي غير مقبول على الإطلاق” في سوريا، وأوضح أن المجموعة قد تشمل الدول ال13 من أصل 15 أعضاء مجلس الأمن التي صوتت لمصلحة مشروع قرار عرقله فيتو مزدوج صيني روسي، إضافة إلى دول الجامعة العربية و”كل من يريد الانضمام الينا للضغط على سوريا”، واعتبر أن الفيتو المزدوج يلقي على مجلس الأمن “لطخة معنوية”، وأضاف أن فرنسا “ستفكر” في دعوة تونس جميع الدول إلى طرد سفراء سوريا .

أعلنت تركيا تذمرها من استخدام روسيا والصين “الفيتو” لرفض مشروع قرار مجلس الأمن . ودعا وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله إلى إنشاء مجموعة اتصال دولية . ورأى رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني أن تصويت روسيا والصين شكل “إشارة سيئة” إلى الأسد “تعطي حق القتل” . وندد وزير الخارجية المصري محمد عمرو ب”المأساة الإنسانية” في سوريا، ودعا المجتمع الدولي إلى “وضع حد لها” .

في المقابل، دعت وزارة الخارجية الروسية، إلى حوار وطني شامل في سوريا، وقالت إن موسكو اضطرت إلى التصويت ضد مشروع القرار في مجلس الأمن لأنه غير متوازن . ونقلت وسائل إعلام روسية عن بيان للوزارة أن روسيا تؤكد ضرورة السعي لإطلاق حوار شامل يشمل أطراف النزاع كافة، ووضع حد للعنف من جميع أطراف الأزمة . ودعت إلى مواصلة جهود جامعة الدول العربية . وأكدت أن روسيا “متشبثة” بتسريع استقرار الوضع في سوريا عبر تنفيذ سريع للإصلاحات التي طال انتظارها، وأنه “لهذا الهدف، وبإيعاز من الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف، سيزور وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف ومدير الاستخبارات الروسية ميخائيل فرادكوف، دمشق في 7 فبراير/ شباط للقاء الرئيس بشار الأسد”

واعتبر وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي أن القرار الذي اتخذته روسيا والصين باستخدام الفيتو لعرقلة صدور قرار في مجلس الامن، كان قراراً “صائباً ينم عن موقف دولي جيد”، وأضاف “لقد تحول مجلس الأمن إلى أداة بيد الغرب للقيام بأعمال ترهيب، واتخاذ قرارات أحادية بحق دول أخرى، إلا أن روسيا والصين اتخذتا موقفاً معارضاً هذه المرة”، واعتبر أن هذا الفيتو المزدوج “أفهم الغرب بأن عليه ألا يستخدم مجلس الأمن كأداة” .

على الأرض، قتل 17 مدنيا بنيران القوات السورية، و21 عسكرياً من جراء اشتباكات بين الجيش و”منشقين” في أنحاء مختلفة من البلاد، كان أبرزها في إدلب (شمال غرب) في قرية احسم بجبل الزاوية، وأسفر عن مقتل 6 جنود وجرح 21 بينهم ضابط برتبة عميد، وفي فليون حيث قتل 5 جنود، وقتل سادس إثر استهداف سيارة عسكرية في ناحية ابديتا بجبل الزاوية، بينما قتل جنديان قرب سراقب إثر اشتباك مع منشقين .

وقتلت طفلة في قرية المسطومة، ورجل في قرية معرشورين، وآخر من قرية بسامس، وجميعها في ريف إدلب، وفي يف دمشق، قتل ثلاثة عسكريين خلال تدمير آلية عسكرية في مدينة الزبداني، وطفل في مدينة داريا . وفي حمص (وسط)، قتل 3 أشخاص إثر قصف تعرضت له مدينة الرستن . (وكالات)

ردود فعل منددة بـ “الفيتو” المزدوج في مجلس الأمن

تهديد أمريكي بـ “تجفيف” التمويل ودعوة لـ “مجموعة اتصال” حول سوريا

توعدت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بتشديد العقوبات المفروضة على النظام السوري، والسعي لفرض عقوبات تجفف مصادر التمويل وواردات الأسلحة لسوريا . وصرحت في صوفيا “سنعمل على فرض عقوبات إقليمية وقومية ضد سوريا وعلى تشديد العقوبات المفروضة، وستطبق العقوبات بشكل تام من أجل تجفيف مصادر التمويل وشحنات الأسلحة التي تبقي على استمرار آلة حرب النظام” . وأضافت “سنعمل على كشف الذين يواصلون تمويل النظام ويرسلون له الأسلحة التي تستخدم ضد السوريين العزل” .

وأعربت عن أسفها لفشل التصويت في مجلس الأمن، ووصفت ذلك بأنه “مهزلة”، وأمر “فظيع” . وتابعت “سنعمل مع أصدقاء سوريا الديمقراطية في شتى أنحاء العالم لدعم خطط المعارضة السلمية والسياسية من أجل التغيير” .

وأعلنت تركيا تذمرها من استخدام روسيا والصين “الفيتو” لرفض مشروع قرار مجلس الأمن . وقال وزير الخارجية أحمد داود أوغلو “سندفع نحن ثمن هذا الأمر” . وأشار إلى أن العالم العربي يشهد فكرا يشبه فكر التكتلات الذي كان سائدا زمن الحرب الباردة .

وأوضح أن هذا هو السبب في وقوف روسيا إلى جانب النظام السوري . وأضاف “نريد أن ننهي الحرب الباردة في منطقتنا” .

وأكد داود أوغلو أن جميع السوريين الذين يفرون من العنف في بلادهم سيجدون في تركيا الملجأ والحماية . وقال “حتى وإن جاء جميع السوريين إلى تركيا فسنرحب بهم في بيوتنا، وحين يفرون من القهر في بلادهم فسيجدون منطقة آمنة لملاذهم في بلادنا” .

ونقلت وكالة أنباء “الأناضول” عن المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية سلجوق أونال، نفيه خبراً صحافياً ادّعى ان داود أوغلو وكلينتون اتفقا السبت أثناء اجتماعهما على هامش مؤتمر ميونيخ على التدخّل العسكري في سوريا .

ودعا وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله إلى إنشاء مجموعة اتصال دولية للمساعدة على وقف إراقة الدماء في سورية . وقال إن مجموعة الاتصال ستضيف حراكا جديدا إلى جهود حل الأزمة .

وكان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أعرب عن “أسفه الشديد” للفيتو المزدوج الروسي الصيني، وفق بيان صدر مساء السبت عن قصر الاليزيه، وأكد “يجب أن تتوقف المأساة السورية” . وأضاف أن “الدول التي تمنع مجلس الأمن من إدانة هذه الأعمال تشجع النظام السوري” . ونبه إلى أن “فرنسا لن تستسلم” كونها “تتشاور مع شركائها الأوروبيين والعرب بهدف تشكيل مجموعة أصدقاء للشعب السوري يكون هدفها تأمين دعم المجتمع الدولي للمبادرة العربية” .

وأسف وزير الخارجية الإيطالي جوليو تيرزي للفيتو الروسي والصيني، مؤكدا أن الشعب السوري لا يمكنه أن ينتظر أكثر . ودعت اليابان لسان مبعوثها للشرق الأوسط يوتاكا أيمورا الحكومة السورية إلى وقف العنف فورا والاستجابة للمبادرة العربية لحل الأزمة .

في المقابل، انتقد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ضمنيا مشروع القرار العربي الغربي ضد سوريا، وقال إن دولا دكتاتورية تصدر قرارات ضد أخرى تطالبها بالتزام الديمقراطية . وأضاف “إن بعض دول المنطقة التي لا يوجد في قاموسها مفردة الحرية، تجتمع وتصدر القرارات ضد الآخرين بأنه يجب إعطاء الحرية لشعوبهم” . وأشار إلى أن هناك من يحاول إثارة الحروب بغية حل مشاكله الاقتصادية .

من جهته، قال خالد العطية، وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية إن عجز مجلس الأمن الدولي على تمرير القرار يعطي حكومة الرئيس بشار الأسد رخصة لقتل المتظاهرين . وأضاف أن “هذا تحديدا ما كنا نخشاه، إعطاء إشارة للأسد أن هناك رخصة للقتل” . ورأى رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني أن تصويت روسيا والصين شكل “إشارة سيئة” إلى الأسد “تعطي حق القتل” . وقال “للأسف كان يوما حزينا وهذا ما كنا نخشاه بالضبط” .

كما ندد وزير الخارجية المصري محمد عمرو ب”المأساة الإنسانية” في سوريا، ودعا المجتمع الدولي إلى “وضع حد لها” . وقال “لقد سبق وقلنا إن حمام الدم هذا غير مقبول”، ودعا الجامعة العربية إلى التحرك لوقف العنف في سوريا .

وعبرت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي عن “أسفها العميق لفشل” مجلس الأمن، مبدية خشيتها من مخاطر الانزلاق نحو “حرب أهلية تهدد الاستقرار في المنطقة” . ودعت الحكومة السورية إلى التركيز على الحل السياسي والعمل على إنجاز الإصلاحات التي وعدت بها .

ودعا المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن الشيخ همام سعيد العرب والمسلمين إلى مقاطعة البضائع الروسية والصينية .

على مستوى المعارضة السورية، دان المجلس الوطني السوري في بيان استخدام موسكو وبكين حق النقض، واعتبر أن هذا الموقف “رخصة للقتل بدون محاسبة”، وأعلن أنه سيتوجه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة “لاستصدار قرار دولي يدعم شعبنا إلى جانب العمل على إنشاء مجموعة اتصال دولية بما يعزز عزل النظام” . ودعا “الشعب السوري والشعوب العربية والصديقة” إلى “اتخاذ كل التدابير السياسية والاقتصادية والدبلوماسية بحق الدول التي أعاقت قرار مجلس الأمن” .

وأصدرت جماعة الإخوان المسلمين السورية بيانا نددت فيه “بالتواطؤ الروسي الصيني على دعم مشروع القتل ونظام الاستبداد”، داعية إلى مقاطعة سلع البلدين . وانتقد “تيار بناء الدولة السورية” المعارض استخدام روسيا والصين حق النقض (الفيتو)، واعتبر في بيان “أن معارضة هذا القرار لا تصب في خدمة حل سياسي سلمي للأزمة في سوريا” . ورفض “المبادرة الروسية”، وقال “إن روسيا لا يمكن أن تشكل وحدها وسيطا محايدا” . ورأى خلف داهود عضو المكتب التنفيذي في هيئة التنسيق الوطنية السورية المعارضة في المهجر أن الفيتو الروسي  الصيني كان متوقعاً، واعتبر أن جامعة الدول العربية تسرعت في نقل الملف السوري إلى مجلس الأمن الدولي .  (وكالات)

الكيان يهاجم الجيش السوري و”ينشغل” بسيناريوهات المستقبل

تطرق رئيس الوزراء “الإسرائيلي” بنيامين نتنياهو لدى افتتاحه الاجتماع الأسبوعي لحكومة الاحتلال أمس، إلى الأحداث الأخيرة في سوريا، بخاصة “مجزرة حمص”، وقال إن الجيش السوري “يذبح شعبه”، وألمح إلى أن الرئيس السوري بشار الأسد ليس لديه موانع لإلحاق الأذى بشعبه . وقال إنه “في منطقة كهذه فإن الصمغ الوحيد الذي يضمن الوجود هو القوة ونحن ملزمون بمواصلة تطويرها، وهذا ضمان وحيد لوجودنا ووجود السلام” .

من جهته، قال سيلفان شالوم نائب رئيس الوزراء “الإسرائيلي” إن “على كل إنسان التعبير عن قلقه العميق حيال المجزرة الدموية والتي لا يتصورها العقل في سوريا، والمجتمع الدولي يواجه امتحانا كبيرا” . وندد باستخدام روسيا والصين حق النقض .

ونقل موقع “واللا” الالكتروني عن مسؤول أمني “إسرائيلي” رفيع قوله إن “الأسد لن يحارب حتى اللحظة الأخيرة وسيبحث عن دولة لجوء” . وأشار إلى أن جهاز الأمن يتابع “بقلق” الأحداث .

وقال عضو “الكنيست” نحمان شاي من حزب “كديما” المعارض إنه “تجري في سورية إبادة شعب، وعلى “إسرائيل” أن تتخذ موقفاً أخلاقياً والتنديد بما يحدث” . وحاولت سفيرة الكيان في موسكو دوريت غولندر تفسير الموقف الروسي، وقالت “يوجد لروسيا مصالح والأمر يتعلق هنا بصفقات وشؤون اقتصادية، نحن نشهد خطا روسيا معروفا لنا منذ عهد الاتحاد السوفييتي” . (يو .بي .آي)

قتلى مدنيون وعسكريون بعمليات واشتباكات في سوريا

قتل 31 شخصاً في سوريا أمس، بينهم 21 جندياً سقطوا خلال اشتباكات مع “منشقين”، إلى جانب 7 مدنيين سقطوا برصاص الأمن في مدن سورية، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان .

وذكر المرصد في بيان أن “اشتباكات عنيفة دارت بعد منتصف ليل السبت/الأحد، في قرية احسم بجبل الزاوية في ريف إدلب (شمال غرب)، بين الجيش ومجموعات منشقة (أسفرت) عن مقتل ستة جنود وجرح 21 آخرين بينهم ضابط برتبة عميد، وإعطاب أربع آليات” . وأضاف أن 5 جنود قتلوا “إثر إعطاب آلية لهم في فليون”، وقتل جندي آخر “اثر استهداف سيارة عسكرية في ناحية ابديتا بجبل الزاوية”، بينما “قتل جنديان قرب سراقب إثر اشتباك مع منشقين”، في المحافظة ذاتها .

وقتلت طفلة في قرية المسطومة التي تشهد “اشتباكات بين مجموعات منشقة والجيش”، وأكد المرصد مقتل “مواطن في قرية معرشورين، إثر إطلاق الرصاص على سيارة تقله مع آخرين”، وأشار إلى مقتل مواطن من قرية بسامس، كان اعتقل قبل أيام .

في ريف دمشق، أفاد المرصد أن طفلاً قتل إثر إصابته بإطلاق رصاص خلال تفريق قوات الأمن السورية مظاهرة في مدينة داريا .

في حمص (وسط)، ذكر المرصد أن 3 قتلوا “إثر القصف الذي تتعرض له مدينة الرستن” . وأشار إلى أن القصف تم إثر “هجوم تعرضت له الحواجز العسكرية كافة في المدينة من مجموعات منشقة، ما أدى إلى تدمير معظم الحواجز وسقوط قتلى وجرحى من الجيش” . وقال عضو الهيئة العامة للثورة السورية في الرستن أبو حسان في اتصال مع وكالة “فرانس برس” إن “القصف مستمر منذ أيام”، متخوفاً من “ارتفاع عدد القتلى” . وأضاف الطبيب الذي يعمل في مشفى ميداني أن “الجيش النظامي انسحب بالكامل من المدينة، لكنه يواصل قصفها لتغطية انسحابه”، مؤكداً أن الرستن باتت بالكامل تحت سيطرة “الجيش السوري الحر” . وذكر المرصد أن مواطناً قتل في حي باب السباع بمدينة حمص إثر إصابته برصاص قناصة، مشيراً إلى انفجارات هزت أحياء كرم الزيتون وبابا عمرو، وسماع دوي إطلاق نار من رشاشات ثقيلة في حي الوعر .

وقال عضو الهيئة العامة للثورة السورية في حي القصور أبو رامي في اتصال مع “فرانس برس”، إن أصوات انفجارات تسمع في أحياء حمص القديمة لاسيما في باب السباع وباب الدريب وباب هود . وأضاف “نتخوف من عملية جديدة على أحياء حمص على غرار التي تعرض لها حي الخالدية، ولاسيما حي بابا عمرو الذي يتحصن فيه عناصر الجيش السوري الحر” .

في درعا (جنوب)، أفاد المرصد أن اشتباكات عنيفة دارت في بلدة الحارة في ريف درعا، بين الجيش ومجموعات منشقة، وأن أصوات الانفجارات هزت البلدة . وأشار إلى “عدم ورود معلومات عن الخسائر البشرية” بسبب “الحصار الذي تفرضه القوات السورية على البلدة” .

يأتي ذلك غداة مقتل 24 مدنياً سقطوا برصاص الأمن السوري السبت في أنحاء متفرقة من البلاد، كما قتل ستة منشقين خلال اشتباكات في ريف حمص، إضافة إلى 18 من قوات الأمن والجيش خلال اشتباكات في ريف حمص ومحافظتي إدلب ودرعا، حسب المصدر ذاته .

إلى ذلك، أعلن مصدر محلي أن إطلاق نار كثيف سمع ليل السبت/الأحد، على الحدود بين سوريا وتركيا، ما أدى إلى حالة هلع بين القرويين الأتراك الذين تحدثوا عن عمليات للجيش السوري في قريتين سوريتين . وقال أحد سكان قرية غوفيتشي الواقعة في محافظة هاتاي على الحدود، في اتصال هاتفي إن إطلاق نار من رشاشات ثقيلة تواصل حتى وقت متأخر من الليل . وأكد أن الجيش السوري نظم عملية ضد معارضين في قرية عين البيضة على الجانب السوري . وأصابت قذائف منازل في غوفيتشي حيث نصحت السلطات المحلية السكان بعدم مغادرة بيوتهم .

وتجمع مئات السوريين للتعبير عن عرفانهم بالشكر لموسكو وبكين اللتين استخدمتا حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار عربي غربي حول سوريا، وتوافد موالون للرئيس السوري بشار الأسد إلى ساحة السبع بحرات وسط العاصمة السورية رافعين الأعلام الروسية والصينية، والعلم السوري . (وكالات)

موسكو تدعو لحوار سوري شامل

دعت وزارة الخارجية الروسية، أمس، إلى حوار وطني شامل في سوريا، وقالت إن موسكو اضطرت للتصويت ضد مشروع القرار الذي طرح في مجلس الأمن لأنه غير متوازن . ونقلت وسائل إعلام روسية عن بيان للوزارة إن روسيا تؤكد ضرورة السعي لإطلاق حوار شامل في سوريا يشمل أطراف النزاع كافة، ووضع حد للعنف من جميع أطراف الأزمة . ودعت إلى مواصلة جهود جامعة الدول العربية من أجل إنهاء الأزمة . وأكدت أن روسيا “متشبثة، من خلال التفاعل مع دول أخرى، بتسريع استقرار الوضع في سوريا عبر تنفيذ سريع للإصلاحات الديمقراطية التي طال انتظارها” .

وأضافت أنه “لهذا الهدف، وبإيعاز من الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف، سيزور وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف ومدير الاستخبارات الروسية ميخائيل فرادكوف، دمشق في 7 فبراير/شباط للقاء الرئيس بشار الأسد” .

وقال البيان إن “موسكو تأمل أيضاً أن تتخذ اللجنة الوزارية العربية باجتماعها المقبل القرار بتمديد مهمة المراقبين العرب، “التي أثبتت فعاليتها بأن تكون عاملاً لتقليص تصعيد العنف في سوريا” .

وعبر عن أسف روسيا العميق “لنتيجة عمل مجلس الأمن الدولي الذي كان من الممكن أن يتمخض، مع وجود الإرادة السياسية لدى شركائنا، عن الاتفاق على موقف موحد”، مؤكداً أن “روسيا والصين كانتا مضطرتين للتصويت ضد مشروع غير متوازن” .

وأشار إلى انه “منذ بداية الأزمة السورية كانت روسيا تتبع نهجاً يهدف إلى تسوية الوضع المتأزم بأسرع ما يمكن، عن طريق الحوار الداخلي الشامل” .

وقالت إنه تم “تجاهل اقتراحاتنا حول أن تثبت في نص القرار دعوة الجماعات المسلحة إلى وقف الهجمات، وتضمن النص قائمة واسعة من المطالب للحكومة” .

وأكدت الوزارة أن “أصحاب مشروع القرار لم يوافقوا على إدخال بند حول أن مجلس الأمن الدولي لا يقرر مسبقاً نتيجة العملية السياسية في سوريا، كما لم يُقبل اقتراح تخفيف لهجة المطالب” .

وعقب إصدار البيان، بثت وكالة الأنباء الرسمية “ريا نوفوستي” تحليلا نقلت فيه عن خبراء روس قولهم إن زيارة لافروف ربما تستهدف إقناع الأسد بالتنحي .

واعتبر غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي أمس، أن الدول الغربية تتحمل مسؤولية فشل التصويت في مجلس الأمن الدولي، لأنها لم تبذل الجهد الكافي للتوصل إلى توافق حوله .          (وكالات)

سكان حمص تحت القصف محاصرون وخائفون ورايس تقول ان الصين وروسيا ستندمان

بيروت – واشنطن – ريتا ضو – بحث سكان مدينة حمص منذ بدأ القصف فجر الاثنين على احيائهم، عن ملاذ آمن، بحسب ما روى شهود لوكالة فرانس برس… وتحدثوا عن جثث ودبابات في الطرق، وعن نقص في المواد الغذائية والطبية في المنازل وعن رائحة الموت ودمار في كل مكان.

وتعرضت احياء عديدة من مدينة حمص الاثنين لا سيما بابا عمرو لقصف مدفعي وصاروخي اعتبر الاشد قسوة في احد عشر شهرا، وأدى الى سقوط 29 قتيلا وعشرات الجرحى، بحسب ناشطين.

وقال وائل في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس من داخل حمص “في الشارع، لا نرى سوى جرحى وقتلى ودبابات. الدبابات منتشرة في كل مكان”.

واضاف “الناس يشعرون بالهلع ويصرخون +الله يساعدنا+”، متابعا “لدينا شعور بان الجميع تخلى عنا”.

واشار الى ان بعض السكان “يرفضون مغادرة المدينة ويقولون +ليحدث ما يحدث+، واخرون يغادرون لانهم يخافون على اطفالهم لكنهم يعرضون انفسهم للخطر بسبب انتشار القناصة في كل مكان”.

وقال وائل “لا يمكننا الاعتماد الا على الله وعلى الجيش الحر الموجود في داخل الاحياء”.

الا ان الناشط عمر شاكر ذكر لفرانس برس ان الجيش الحر لا يملك امكانات الرد على القصف الذي مصدره المدينة الجامعية عند اطراف حمص، لان مصدر القصف بعيد نسبيا.

وقال شاكر الموجود في باب عمرو في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس في وقت سمعت بوضوح اصوات الانفجارات المتتالية بالقرب منه “انها المرة الاولى التي نتعرض فيها لمثل هذا القصف”.

وذكر ان “المدينة الجامعية في حمص التي ينطلق منها القصف والتي اخليت امس الاحد من الطلاب تحولت الى ثكنة عسكرية”.

واشار الى محاولات لاخلاء الجرحى نحو المساجد. وقال “تحول عدد كبير من المنازل الى مشاف تقدم اسعافات اولية الى الجرحى، لكن الاصابات بالغة، ولدينا علاجات واسعافات بسيطة”.

وقال شاكر ان الصواريخ “تخترق طابقين وثلاثة” و”بعض القتلى مقطوعو الرأس او الاعضاء”، مشيرا الى حالة من الخوف والهلع تسود المدينة، لا سيما بين الاطفال.

واوضح ان “لا ملاجىء في حمص، ولا مكان للاختباء”.

وكان في الامكان سماع نداءات التكبير ترتفع من المآذن خلال الاتصال. وقال شاكر ان مصدرها كل المساجد في مدينة حمص.

وقال ساهر، وهو ناشط موجود في حمص، ان “الصواريخ والقذائف تنزل كالمطر”، مضيفا انه “موجود في طابق ارضي مع اربعة اشخاص آخرين، نحاول الاحتماء من القصف”.

واشار الى ان “السكان ينزلون الى الطوابق السفلى للاختباء. الجميع خائف. اصوات الراجمات والمدفعية مخيفة”.

وذكر ساهر ان “النظام حشد منذ الامس آلياته حول حمص”، متوقعا حصول اقتحام للمدينة التي تعتبر احد ابرز معاقل حركة الاحتجاج ضد نظام الرئيس بشار الاسد.

وظهرت في اشرطة فيديو لا يمكن التأكد من صدقيتها وزعها ناشطون على الانترنت اعمدة من الدخان الاسود ترتفع من احياء قيل انها في حمص.

وتحدث ناشطون عن نقص في الدماء وفي المواد الغذائية. وقال وائل “لا توجد مؤونة كافية والاطفال يبكون من دون توقف”.

وبدا جميع الشهود الذين تحدثت معهم وكالة فرانس برس غاضبين بسبب اصابة مشفى ميداني في القصف وسقوط قتلى ومزيد من الجرحى داخله.

وظهر في احد اشرطة الفيديو على موقع يوتيوب صور لجثث ملقاة ارضا مع ارتفاع عويل وصراخ وبكاء، واشار ناشطون الى ان هؤلاء قتلوا في “مجزرة المشفى الميداني”.

وظهر في شريط آخر رجل بالرداء الاخضر الخاص بالاطباء عرف عنه بانه الطبيب محمد المحمد، وهو يصرخ بصوت يختنق غضبا “ليشاهد العرب والمسلمون، هذه نتيجة التخاذل العربي”.

وظهرت على الارض شظايا زجاج وآثار تحطيم وبقع من الدم، وسط فوضى تعم المكان، وصراخ وتكبير. كما ظهرت جثث تغطي الدماء وجوهها خصوصا.

في شريط آخر قيل انه لمنزل كان يسعف فيه الجرحى، ظهرت دماء ودمار، وفرش على الارض عليها حجارة ودماء. على الحائط المثقوب بالفجوات آثار دماء ايضا.

وتبدو يد وهي تحمل بقايا قذيفة دبابة من نوع تي 72، وصوت يقول ان هذا النوع من القذائف “غير متوفر لدى العصابات الارهابية، بل هو ملك الجيش الاسد الغادر”.

ويتابع الصوت “والله يا بشار لو قطعونا اربا اربا لن نتراجع قيد انملة عن النصر او الشهادة. سنقاتلكم بكل ما اوتينا من قوة والله معنا وانتم الخاسرون”.

وطالب وائل من جهته “بتحالف دولي للقضاء على الاسد”، مضيفا “يعتقد الاسد بانه يخيفنا بذلك، لكن الناس مصممون اكثر من ذي قبل على الثورة ضده”.

و في واشنطن اعلنت السفيرة الاميركية في الامم المتحدة سوزان رايس الاثنين ان الصين وروسيا ستندمان على استخدام الفيتو ضد مشروع قرار دولي يدين العنف في سوريا.

وصرحت رايس في مقابلة مع قناة سي ان ان الاميركية ان الفيتو الصيني-الروسي يشكل “ضربة الى الجهود الرامية الى تسوية النزاع في سوريا سلميا”.

وقالت رايس انه من خلال ذلك “زادت موسكو وبكين الى حد كبير من خطر اندلاع اعمال عنف (…) وحتى خطر الحرب الاهلية”.

واكدت انه في المقابل ستشدد واشنطن عقوباتها الاقتصادية على نظام دمشق وستزيد تنسيقها مع الدول العربية لعزل الرئيس بشار الاسد.

واضافت رايس “اعتقد ان روسيا والصين ستندمان في نهاية المطاف على قرار دعم ديكتاتور باتت ايامه في الحكم معدودة، وقد وضعهما هذا القرار في موقف حرج مع الشعب السوري وفي المنطقة باسرها”.

وقالت رايس ان الدبلوماسيين الذين كانوا موجودين السبت في الامم المتحدة كانوا على علم بان روسيا والصين ستستخدمان الفيتو وانه “كان من الضروري عدم الوقوع في فخ المناورات التسويفية الجديدة من قبل روسيا”.

واضافت “نحن، الولايات المتحدة، نقف الى جانب الشعب السوري. من الواضح ان روسيا والصين تقفان الى جانب الاسد”.

ودان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاثنين رد فعل الغرب “المشين والهستيري” على الفيتو الروسي والصيني حول مشروع قرار يندد بالقمع في سوريا، في حين نفت بكين ان تكون تسعى الى حماية النظام السوري.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ليو ويمين خلال مؤتمر صحافي “اننا لا نحمي احدا، بل ندافع عن الحق في القضية السورية”.

وتابع ان “الصين ترفض الاتهامات” الاميركية حول الفيتو الروسي الصيني، في اشارة الى اتهامات وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون.

“الجيش السوري الحر” ينأى بنفسه عن المجلس العسكري وتسجيل عدد كبير من الانشقاقات

بيروت -واشنطن – نأى الجيش السوري الحر في بيان صدر عنه الاثنين عن المجلس العسكري الثوري السوري الاعلى الذي اعلن انشاؤه اليوم بقيادة العميد الركن مصطفى الشيخ، معتبرا ان توقيت اعلانه يصب في “خدمة النظام” السوري.

وجاء في بيان صدر عن قائد الجيش الحر العقيد رياض الاسعد منشور على صفحة “الجيش الحر” على موقع فيسبوك الالكتروني ان مصطفى احمد الشيخ “لا ينتمي الى صفوف الجيش السوري الحر”، وان “أي مشاورات لم تجر مع العميد المذكور بخصوص تشكيل المجلس المزعوم” وان العميد “لا يمثل إلا نفسه”.

واضاف البيان “ان تشكيل هذا المجلس وبهذا التوقيت يصب في خدمة النظام” السوري.

واكد ان الجيش السوري الحر الذي تاسس في 29 تموز/يوليو الماضي “لديه هيكلية تنظيمية اعلن عنها في بيان تشكيل المجلس العسكري للجيش الحر بتاريخ 13 تشرين الثاني/نوفمير”، وانه “وجد لحماية أبناء الشعب السوري من عسف النظام وآلة قتله ومساعدة أبناء هذا الشعب بالامكانات المتاحة على تحقيق أمانيه في التخلص من هذا النظام الغاشم”.

وكان اعلن اليوم الاثنين في بيان انشاء المجلس العسكري الثوري السوري الاعلى برئاسة العميد الركن مصطفى الشيخ ليكون بمثابة “هيكل تنظيمي” للمنشقين، وبهدف “تحرير سوريا”.

وجاء في البيان الموجه الى “الشعب السوري العظيم” انه “تم الاتفاق على تشكيل المجلس العسكري الثوري الأعلى لتحرير سوريا تمهيدا لإعلان النفير العام لتحرير سوريا من هذه العصابة (الحاكمة) وتلبية لنداء الحرية ووفاء لدماء الشهداء”.

واشار الى ان انشاء المجلس جاء “بعد التشاور مع الضباط المنشقين على امتداد ساحات الوطن وبعد العمل المضني في التنظيم الدقيق لصفوف المنشقين وتنظيم الثوار الذين أتموا الخدمة الإلزامية والراغبين بالتطوع في كتائبنا التابعة للمجالس العسكرية الثورية الفرعية في كافة المحافظات السورية وضم العسكريين المسرحين والمتقاعدين الى صفوف المجلس العسكري الثوري الأعلى لتحرير سوريا”.

ولم يشر البيان لا من قريب ولا من بعيد الى الجيش السوري الحر بقيادة العقيد رياض الاسعد، رغم انه اشار الى ان المتحدث باسم المجلس سيكون الرائد المظلي ماهر النعيمي، المتحدث باسم الجيش الحر.

وتعذر الاتصال على الفور بالرائد النعيمي الموجود في تركيا ايضا.

وكان الجيش السوري الحر اعلن لدى انشائه عن مجلس عسكري مؤقت وحددت تشكيلته ومهامه وعلى راسها “اسقاط النظام ومحاسبة افراده وحماية المواطنين من بطش أدوات النظام والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة ومنع الفوضى”. ويراس المجلس العسكري الموقت قائد الجيش الحر العقيد رياض الاسعد الذي اعلن انشقاقه عن الجيش النظامي في تموز/يوليو. ويضم تسعة ضباط.

و في واشنطن اعلن البنتاغون الاثنين انه يلاحظ انشقاق عدد “ملحوظ” من كبار ضباط الجيش السوري وانضمامهم الى صفوف المعارضة.

وصرح جورج ليتل المتحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية للصحافيين “نلاحظ عددا كبيرا من الانشقاقات في صفوف الضباط الكبار الذين ينضمون الى المعارضة”.

ولم يكشف المتحدث تحليل البنتاغون لعواقب هذه الانشقاقات على تنظيم قوات الجيش التي تقمع الحركة الاحتجاجية في سوريا منذ منتصف اذار/مارس 2011 ما اسفر عن سقوط اكثر من ستة الاف قتيل بحسب ناشطين في المعارضة السورية.

وقال ليتل انه بعد فشل تمرير القرار السبت في مجلس الامن لا بد من ممارسة “ضغوط دبلوماسية واقتصادية هائلة على نظام” بشار الاسد.

واضاف “نعتقد ان هناك فرصا كبيرة بان تفضي هذه الضغوط الى نتيجة”.

واشنطن تأمل بأن يُفهم لافروف عند لقائه الأسد مدى “عزلته

أعربت واشنطن عن أملها في أن يقوم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي يزور دمشق الثلاثاء “بإفهام نظام” الرئيس بشار الاسد مدى “العزلة” التي يواجهها. وأوضحت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند ذلك بالقول: “نأمل في أن ينتهز لافروف هذه الفرصة ليفهم نظام الاسد جيدًا مدى عزلته”.

كذلك، أملت نولاند في أن يشجّع لافروف “الاسد وحلفاءه على تنفيذ خطة الجامعة العربية والبدء بمرحلة انتقالية والتنحّي”.

يشار إلى أنّ لافروف سيلتقي الرئيس السوري الثلاثاء في دمشق غداة لجوء روسيا والصين الى الـ”فيتو” لمنع صدور قرار دولي يدين النظام السوري.

(أ.ف.ب.)

بان كي مون: الـ”فيتو” الروسي والصيني لا يبيح للسلطات السوريّة تصعيد القمع

حذّر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الحكومة السورية من أنّ منع صدور قرار في مجلس الامن الدولي لا يبيح لها البتة تصعيد القمع بحق شعبها. وإذ تحدث عن “الهجمات المتواصلة على مدينة حمص”، أعرب بان عن “غضبه” مؤكدًا أنّ “عنفًا كهذا غير مقبول تمامًا من الناحية الانسانية”.

وشدّد بان على أنّ الـ”فيتو” الروسي والصيني في مجلس الامن السبت “لا يمنح السلطات السوريّة أيّ إذن بتصعيد الهجمات على الشعب السوري”، معتبرًا أنّه “لا يمكن لأي حكومة ارتكاب أعمال مماثلة ضد شعبها من دون أن تخسر جزءًا من شرعيّتها”.

وذكّر بان النظام السوري بأنّه “مسؤول أمام القوانين الدولية لحقوق الانسان عن كل اعمال العنف التي ارتكبتها قواته الامنيّة ضد السكان المدنيين”، مشدّدًا على أنّ “أيّ عمل عنيف يجب ان يتوقف فورًا” في سوريا، وداعيًا “كل الاطراف المعنيين في سوريا وعلى الصعيد الدولي الى تكثيف جهودهم” لإنهاء العنف وايجاد حل سلمي وديموقراطي للازمة.

(أ.ف.ب.)

جوبيه يلتقي غليون ويتشاور مع العربي وبن جاسم هاتفيًا

‎ أشارت  مصادر دبلوماسية إلى أن وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه استقبل في باريس رئيس “المجلس الوطني السوري” المعارض برهان غليون، معربًا له عن دعم فرنسا للشعب السوري.

من جهة أخرى، لفتت المصادر إلى أنّ “جوبيه تشاور هاتفيًا مع الأمين العام لـ”جامعة الدول العربيّة” نبيل العربي ورئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم ال ثاني، وبحث مع الأخير مشاورات مكثفة في شأن تشكيل مجموعة أصدقاء سوريا”.

(أ.ف.ب.)

غول أكّد حزن تركيا لـ”فيتو” روسيا والصين: الوضع ينحو نحو أسوأ سيناريو ممكن بسوريا

أعرب الرئيس التركي عبدالله غول عن خيبة أمل بلاده من الـ”فيتو” الروسي والصيني على مشروع قرار دولي في شأن سوريا، وقال: “أود أن أعرب عن حزننا حيال موضوع التصويت في الامم المتحدة”، داعيًا مختلف الاطراف إلى أن “يتذكّروا بأنّ الحرب الباردة انتهت”.

غول، وفي مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الكوري الجنوبي لي ميونغ باك، شدّد على أنّ “انتهاكات حقوق الانسان واللجوء إلى القوّة المسلّحة ضد الشعب لا مكان لهما في العالم”، معتبرًا أنّ الوضع ينحو نحو “أسوأ سيناريو ممكن” في سوريا.

(أ.ف.ب.)

سويسرا توسّع مجددًا قائمة المسؤولين السوريين المشمولين بعقوبات

وسّعت سويسرا مجددًا قائمة المسؤولين في سوريا المشمولين بعقوبات وأضافت إليها 34 اسمًا علمًا أنها تضم أصلاً 108 أسماء، وفق بيان صدر في برن. ومن بين هؤلاء وزير المال محمد الجليلاتي ووزير الاقتصاد محمد نضال الشعر.

وأضاف البيان أن “أسماء مسؤولين عسكريين كبار وموظفين كبار في وزارة الداخلية أضيفت إلى القائمة أيضًا مثل رئيس الأركان فهد الجاسم لضلوعه في أعمال قمع ارتكبت في حمص، ونائبه ابراهيم الحسن للأسباب نفسها”، لافتًا إلى أنّ “سويسرا أضافت أيضًا 19 اسمًا إلى قائمة الكيانات المشمولين بعقوبات، منها قناة “شام برس” التلفزيونية التي تشارك في حملات تضليل وتشجيع على العنف ضد المتظاهرين في سوريا، كما أدرجت صحيفة “الوطن” على القائمة و”مركز الدراسات والأبحاث السوري” وعددًا من البنوك والشركات النفطية”.

(أ.ف.ب.)

الرياض تدعو إلى “إجراءات حاسمة لوقف نزيف الدم في سوريا

النظام السوري مستمر بـ”الحسم”.. ومطمئن إلى “ثبات” موسكو في سبيل إعادة “الثنائية” الدولية

في تطورات المشهد العربي وتحولاته المتمدّدة في أكثر من اتجاه، برز قرار الفلسطينيين الإنضواء تحت راية حكومة وفاق وطني برئاسة رئيس السلطة الحالية رئيس حركة “فتح” محمود عباس، حسبما جاء في إعلان الدوحة إثر مباحثات رعاها أمير قطر بين عباس ورئيس حركة “حماس” خالد مشعل، على أن تتولى هذه الحكومة مهام انتقالية تمهّد لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية.. أما في مستحدات الثورة السورية التي كان لها اليد الطولى في تحرّر مشعل من قيوده الدمشقية التي سبق وكفّت يده عن المضي قدمًا بمقررات “اتفاق مكة”، فلا يزال الشارع السوري يغرق في مزيد من العنف الدموي بفعل تصعيد النظام عملياته العسكرية ضد المناطق المنتفضة عليه، فكان لـ”عاصمة الثورة” حمص “حصة الأسد” من القصف الصاروخي والمدفعي المركّز خلال الساعات الأخيرة على عدد من المدن السورية ما أسفر عن سقوط نحو مئة قتيل، معظمهم في حمص، بالإضافة إلى مئات الجرحى والنازحين والمفقودين تحت ركام منازلهم.

في غضون ذلك، وفي حين يترقب المتابعون ما سيخرج به اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي السبت المقبل في الرياض لتباحث تطورات الوضع في سوريا، وذلك عشية التئام مجلس جامعة الدول العربية الأحد المقبل على مستوى وزراء الخارجية لتدارس البدائل العربية المتاحة في سبيل وقف العنف في سوريا بعد اعتراض موسكو طريق المبادرة العربية في مجلس الأمن الدولي.. دعت المملكة العربية السعودية إلى وجوب “اتخاذ اجراءات حاسمة لوقف نزيف الدم في سوريا”، وشدد مجلس الوزراء السعودي برئاسة الملك عبد الله بن عبد العزيز على أنّ “إخفاق مجلس الامن في استصدار قرار لدعم المبادرة العربية يجب أن لا يحول دون اتخاذ إجراءات حاسمة لحماية أرواح الأبرياء ووقف نزيف الدم وجميع أعمال العنف التي تنذر بعواقب وخيمة على الشعب السوري واستقرار المنطقة”.

وعلى المقلب الآخر، ندد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف برد فعل الغرب على منع روسيا والصين تبني مجلس الأمن قرار إدانة القمع في سوريا، واصفًا “تعليق البعض” على فيتو موسكو وبكين بـ”المشين والهستيري”.. كلام لافروف هذا جاء قبيل توجهه إلى دمشق للقاء الرئيس السوري بشار الأسد برفقة رئيس الاستخبارات الخارجية الروسية ميخايل فرادكوف، في وقت يبدو النظام السوري مطمئنًا إلى دوام الدعم الروسي على المستوى الدولي بما يتيح له مزيدًا من الوقت في سبيل استكمال خطته الميدانية للحسم العسكري بمواجهة المطالبين بسقوطه، وفي هذا السياق أكدت مصادر قيادية مقربة من القيادة السورية لموقع “NOW Lebanon” أنّ “موسكو ستبقى على تصديها للدول الغربية في الموضوع السوري”، مشددةً في ضوء ذلك على “تصميم القيادة السورية على المضي قدمًا في إطار عملية الحسم العسكري وعدم التساهل مع المسلحين في عدد من المناطق السورية، لأنّ كلفة استمرار الخراب أكبر من كلفة الحسم العسكري”.

وفي معرض إبداء ثقتها “بثبات الموقف الروسي” المؤيد للنظام السوري، قالت هذه المصادر: “الروس لن يتراجعوا لاعتبارهم أنّ نتائج الحرب الحاصلة راهنًا على سوريا ستقرر عودة الثنائية” الدولية، في إشارة إلى محاولة موسكو إعادة إنتاج حقبة الثنائية السوفياتية – الأميركية في إدارة العالم.

وردًّا على سؤال شددت المصادر نفسها على أنّ “الروس لن يقبلوا لا بمبادرة عربية ولا بأي مبادرة أخرى تتضمن فرض عقوبات أو استخدام القوة العسكرية ضد سوريا، وهم لن يسيروا إلا بالمبادرة التي تدعو إلى الحوار بين النظام السوري ومعارضيه دون شروط مسبقة”.

تحت عنوان “حماة جرح في الذاكرة يتكرر الآن

حملة فنية عن مجزرة حماة

أطلق فنانون سوريون معارضون حملة فنية تحت عنوان “حماة جرح في الذاكرة يتكرر الآن” بمناسبة ذكرى مرور ثلاثين عاما على مجزرة حماة عام 1982، وتستهدف الحملة توثيق الانتهاكات التي ارتكبها النظام السوري في المدينة.

وجاء في بيان لـ”تجمع فناني ومبدعي سوريا من أجل الحرية”، صاحب المبادرة، أن الحملة تنظم بمناسبة “ذكرى مرور ثلاثين عاما على مجزرة حماة التي ارتكبها النظام السوري بحق أهلنا في مدينة حماة والتي راح ضحيتها أكثر من أربعين ألفا من المدنيين ما بين قتيل ومهجر ومعتقل”.

وقال الفنانون في بيانهم إن الحملة تستهدف توثيق الانتهاكات التي ارتكبها النظام السوري في مدينة حماة خلال فترة المجزرة، وفضح وحشية النظام الذي ما زال ينفذ حملاته الدموية حتى هذه اللحظة في مختلف المدن السورية”.

وأضاف أن الحملة “تهيئ لمختلف الفنانين والمشاركين مساحة مناسبة للتعبير الحر بعيدا عن انتهاك الحريات، وبعيدا عن آلة الرقابة الفنية والإعلامية القمعية التي يمارسها النظام السوري”.

وقسم الفنانون حملتهم إلى “المجموعة الأدبية”، و”قصص من الذاكرة” التي توثق “ذاكرة أهلنا في حماة ممن عاصروا المجازر كشاهد حي عليها”، ومعرض للأفلام والموسيقى ومعرض فني تشكيلي.

وكان “تجمعُ فناني ومبدعي سوريا من أجل الحرية” قد أعلِن في العاشر من يناير/كانون الثاني الماضي، وأعلن أعضاؤه في بيان خروجهم عما سموها “هذه الشرعية الملطخة بدماء السوريين”.

ومن أبرز الفنانين المنضوين في إطار التجمع فدوى سليمان ومي سكاف وفارس الحلو وأسامة محمد وهيثم حقي ويوسف عبدلكي ومنير الشعراني ونبيل المالح ونضال الدبس وغسان جباعي وبشار زرقان.

تلويح بالعقوبات ومطالب بالتنحي

ضغوط دولية متزايدة على سوريا

كثفت دول عربية وغربية تحركاتها بأكثر من تجاه لإيجاد حل للأزمة المتفجرة في سوريا، وفي حين أعلن البعض عزمه مواصلة جهوده مع موسكو لإحداث تغيير في موقفها من الأزمة، لوح آخرون بمزيد من العقوبات على دمشق، وتحدثت بعض الدول عن تحركات خارج مجلس الأمن الدولي، في وقت تتلقى دمشق غدا رسالة من موسكو تتعلق بالأزمة.

وفي أحدث تطور على الشأن السوري، أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عزمه التحدث في وقت لاحق اليوم مع نظيره الروسي ديمتري مدفيدف لمناقشة الموقف من سوريا الذي وصفه بالـ”فضيحة”، كما أكد أن رئيس وزراء فرنسا سيتحدث مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين.

وقال ساركوزي بعد قمة جمعته مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن فرنسا وألمانيا لن تتخليا عن الشعب السوري، وأضاف “ما يحدث فضيحة. لن نقبل بأن يظل الطريق أمام المجتمع الدولي مسدودا”.

بدورها أعلنت الحكومة البريطانية أنها تبحث إمكانية فرض عقوبات أوروبية جديدة على سوريا، وقالت إنها تفكر أيضا بطرق بديلة للضغط على الحكومة السورية من خلال الأمم المتحدة مثل إصدار بيان من الجمعية العامة بدلا من صدور قرار من مجلس الأمن.

أما الحكومة الألمانية فقد طالبت الرئيس بشار الأسد بالتنحي، وحملت موسكو وبكين مسؤولية الدماء التي تراق في سوريا.

وقال متحدث باسم الحكومة الألمانية “لم يعد الرئيس الأسد أهلا للوجود رئيسا لبلاده، إننا نحثه على إفساح الطريق أمام انتقال سلمي في سوريا”.

على الصعيد العربي من المقرر أن يعقد وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي اجتماعا السبت المقبل بالرياض لبحث الوضع في سوريا.

وبحسب وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي فإن وزراء دول المجلس سيتشاورون قبيل الاجتماع المقبل لمجلس الجامعة العربية بالقاهرة، ويدرسون إمكانية إيجاد حلول جديدة للأزمة.

من جانبه أدان الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي استخدام الأسلحة الثقيلة ضد المدنيين في سوريا، وقال “نتابع بقلق بالغ وانزعاج شديد تطورات الوضع الميداني بسوريا، وما تشهده حمص ومناطق ريف دمشق من تصعيد للعمليات العسكرية واستخدام القوات السورية للأسلحة الثقيلة”.

بدورها استبعدت تركيا التدخل عسكريا في سوريا، وقال بولنت أرينغ نائب رئيس الوزراء التركي “سنتخذ الإجراءات اللازمة أيا كانت، غير أن التدخل العسكري ليس خيارا مطروحا أمام تركيا”.

رسالة روسية

وتأتي هذه التطورات قبيل وصول وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف ورئيس الاستخبارات الروسية ميخائيل فرادكوف لدمشق حاملين رسالة من الرئيس الروسي مدفيدف للرئيس الأسد.

ولم يكشف لافروف عن فحوى الرسالة، غير أن وزارة الخارجية الروسية قالت إن لافروف وفرادكوف سيحاولان إقناع الأسد بتقديم تنازلات سعيا لإنهاء الأزمة التي تعيشها بلاده.

وقالت الوزارة في بيان خاص إن مدفيدف أمر ببدء هذه المهمة لأن روسيا تسعى بقوة لتحقيق استقرار سريع للوضع في سوريا “على أساس تنفيذ سريع للإصلاحات الديمقراطية التي حان وقتها”، في حين اتهم لافروف بعض المعارضين باستغلال الحركة الاحتجاجية في سوريا لمحاولة تغيير النظام بالعنف.

وكانت موسكو قد أعلنت عن هذه المهمة يوم السبت الماضي، أي قبل ساعات من استخدام روسيا والصين الفيتو ضد القرار المتعلق بسوريا.

تبرير ورفض

وردا على الانتقادات التي أثارها استخدام روسيا والصين للفيتو، قال لافروف إن تبني القرار الذي كان مطروحا أمام المجلس الدولي كان سيعني انحيازا لطرف على حساب الآخر في حرب أهلية.

وقال إن القرار قدم مطالب للحكومة وقواتها، لكنه لم يطلب شيئا يذكر من “عناصر تنتهج نهجا عنيفا بالمعارضة”.

كما انتقد الوزير الروسي رفض مجلس الأمن طلب موسكو عدم طرح القرار الخاص بسوريا للتصويت قبل الزيارة التي سيقوم بها ورئيس الاستخبارات لدمشق، وقال إن ذلك أظهر عدم احترام، وعبر عن دهشته من رفض المجلس التعديلات الروسية على القرار على الرغم من أنها “منطقية تماما”.

ووصف التعليقات الغربية بشأن محصلة التصويت بأنها غير لائقة وهستيرية.

من جانبها رفضت الصين توجيه أي اتهامات لها على خلفية الفيتو الذي استخدمته، وأكدت أن موقفها نابع من “صميم مصالح سوريا وشعبها”، وأن هدفها تجنيب الشعب السوري الحرب و”ليس تعقيد القضية”.

وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية إن الوضع في سوريا معقد للغاية، وإن دعم طرف واحد ربما “ينثر بذورا جديدة للكارثة”، مشددا على أن “بلاده لا تحمي أي أحد، ولا تعارض عمدا أي أحد، وهي تدعم العدالة في القضية السورية”.

يأتي التبريران الروسي والصيني بعد موجة من التصريحات الغاضبة التي صدرت عن مسؤولين عرب وغربيين انتقدوا الفيتو المزدوج، واتهم بعضهم الدولتين بإعطاء الضوء الأخضر للنظام السوري لممارسة المزيد من العنف ضد شعبه.

فيتو بكين وموسكو يفاقم عنف سوريا

تناولت صحف بريطانية موقف كل من الصين وروسيا في مجلس الأمن السبت الماضي بشأن محاولة المجلس اتخاذ قرار لوقف العنف في سوريا، وقال بعضها إن استخدام بكين وموسكو حق النقض (فيتو) أسفر عن رد غاضب لواشنطن وللعواصم الغربية والعربية على حد سواء.

فقد أشارت صحيفة ذي إندبندنت إلى ما وصفته بشجب الدول الغربية لموقفي الصين وروسيا اللتين تسببتا في الحيلولة دون تمكن الأمم المتحدة من زيادة الضغط على الرئيس السوري بشار الأسد.

وأوضحت أن استخدام بكين وموسكو حق النقض في جلسة مجلس الأمن الأخيرة التي انعقدت لبحث الأزمة السورية أثار غضب الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والدول العربية، في ظل المخاوف من انزلاق سوريا إلى أتون الحرب الأهلية.

ونسبت ذي إندبندنت إلى وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ قوله إن استخدام بكين وموسكو للفيتو في مجلس الأمن السبت الماضي يجعل الصين وروسيا مسؤولتين عن أي عنف قد يحدث في سوريا، مضيفة أن هيغ وصف نظام الأسد بالنظام القاتل.

زيادة الضغط

وفي حين قال هيغ إن موقف الأسد ربما يكون ازداد صلابة في أعقاب الموقفين الصيني والروسي، دعا وزير الخارجية البريطاني جامعة الدول العربية لزيادة الضغط أكثر على النظام السوري، وذلك من أجل تطبيق مبادرتها المتمثلة في ضرورة وقف العنف وتنحي الأسد عن السلطة.

كما أشارت الصحيفة إلى تصريحات لوزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون المتمثلة في وصفها ما جرى في الأمم المتحدة في نيويورك بشأن سوريا بأنه مدعاة للسخرية، مضيفة أن كلينتون حذرت من احتمال انزلاق سوريا إلى أتون حرب أهلية وحشية، وذلك في ظل احتمال تحرك السوريين الذين تتعرض مدنهم للقصف من جانب النظام للدفاع عن أنفسهم.

وبينما أشارت الصحيفة إلى آلاف القتلى من السوريين الذين سقطوا برصاص قوات نظام الأسد، أضافت أن الأنظار تتجه الآن إلى ما قد يحمله الوفد الروسي برئاسة وزير الخارجية سيرغي لافروف، الذي يتوقع أن يزور دمشق غدا.

حرب أهلية

وأوضحت أن روسيا ربما تكون حريصة على إبقاء النظام السوري بوصفه عميلا رئيسيا في شراء الأسلحة الروسية وبوصف سوريا بلدا مضيفا لقاعدة عسكرية روسية، مضيفة أن الوفد الروسي ربما يتمكن من إقناع الأسد بتقديم المزيد من التنازلات.

من جانبها حذرت صحيفة ذي غارديان من أن تكون سوريا باتت على شفا حرب أهلية، في ظل ما وصفته بفشل الدبلوماسية في إزاحة نظام الأسد، وأضافت أن البلدان العربية بدأت تفقد صبرها بشأن الجهود الدبلوماسية.

وفي حين أشارت ذي غارديان إلى تقارير بثتها وسائل إعلام سورية رسمية لما وصفته بابتهاج الأسد بما سمته فشل “المؤامرة العربية الغربية” ضد سوريا، أضافت الصحيفة أن رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون تعهد بالعمل خارج نطاق مجلس الأمن الدولي، وأن كلينتون صرحت برسالة مشابهة.

وبينما أشارت ذي غارديان إلى تصريحات كلينتون بشأن حثها دول العالم على دعم الشعب السوري في مواجهة النظام السوري، أضافت أن السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس أعربت عن الاشمئزاز عقب الفيتو الصيني الروسي.

وتساءلت الصحيفة فيما إذا كان بمقدور الوفد الروسي -المتوقع وصوله إلى سوريا غدا برئاسة لافروف ورفقة مدير الاستخبارات الروسية ميخائييل فرادكوف- فعل أي شيء يكون من شأنه الإمساك بيد الأسد، وجعله يوقف أعمال القتل ويطلق إصلاحات، أو العثور على من يمكن التوافق عليه من الجنرالات العلويين لإحلاله محل الأسد.

كيف يمكن لواشنطن أن تطيح بالأسد؟

رأى خبراء في الشؤون السورية أن على الولايات المتحدة أن تلجأ إلى خطوات تتجاوز الجهود الدبلوماسية، فيما يتصل ببحث المسؤولين الأميركيين لسبل الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.

ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن خبراء في الشؤون السورية قولهم إن الإطاحة بالأسد -في ظل الفيتو الروسي والصيني وبالتالي غياب مجلس الأمن- يعني البحث عن سبل أخرى مثل الموافقة الضمنية على تسليح المعارضة السورية من قبل بعض الدول العربية.

ولكن الخبراء حذروا من أن مثل تلك الخطوة ربما تفضي إلى حرب أهلية، أو تهيئ مسرحا لحرب بالوكالة في منطقة هشة، ولا سيما أن الولايات المتحدة وحلفاءها في أوروبا والخليج يؤيدون المعارضة السورية ضد نظام الأسد المدعوم من قبل إيران.

مدير برنامج منظمة الأزمات الدولية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا الخبير روبرت مالي يقول إن “ثمة شيئا ما يشبه أفغانستان”، مشيرا إلى قتال المجاهدين الأفغان بدعم أميركي في ثمانينيات القرن الماضي ضد الاحتلال السوفياتي.

وتنقل الصحيفة عن مسؤول في إدارة الرئيس باراك أوباما قوله إن المسؤولين في الإدارة مصممون على عدم تدخل الولايات المتحدة عسكريا في سوريا، وأضاف “لا تتوقع أن تكون هناك ليبيا أخرى”.

ولكنه أشار إلى أن ثمة سخطا متناميا وإذا ما استمر القمع الذي يقوم به الأسد فإن هناك آخرين قد يتقدمون لدعم المعارضة. وأكد المسؤول وخبراء آخرون في الشرق الأوسط أن الآخرين هم السعودية وقطر وتركيا.

وتشير نيويورك تايمز إلى أن إدارة أوباما حرصت منذ اندلاع الاحتجاجات في سوريا قبل نحو عشرة أشهر، على ألا تبدو وكأنها تحاول أن تؤثر في النتائج المنشودة في سوريا، خشية أن يلحق التدخل الأميركي ضررا بالمعارضة السورية.

معوقات

ورغم أن المسؤولين في الإدارة الأميركية قالوا إنهم لا يتوقعون أن ينجو الأسد من العاصفة ويبقى في السلطة، فإنهم أقروا بأن ثمة جملة من العوامل التي تجعل الإطاحة به أكثر صعوبة من نظيريه السابقين في مصر وتونس.

وأهم هذه العوامل –تقول الصحيفة- هي إيران، فبينما سقطت الأنظمة في تونس ومصر وليبيا واليمن على خلفية اضطرابات داخلية، فإن انهيار الأسد قد يؤدي إلى انفجار خارجي يشمل إيران ولبنان والأردن وإسرائيل، وحتى العراق.

أما وول ستريت جورنال فنقلت تصريحات وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون التي دعت فيها إلى تشكيل “حلف ديمقراطي” عقب فشل الجهود في الأمم المتحدة للإطاحة بالأسد.

وقالت إن الخيارات باتت محدودة أمام أميركا وحلفائها في ظل استعباد الخيارين الدبلوماسي والعسكري.

واستبعد محللون ومسؤولون أن يكون لخيار الحلف الذي تحدثت عنه كلينتون تأثير كبير على الأرض في سوريا على المدى المنظور.

ورجحوا أن يؤدي ذلك إلى دخول الثوار السوريون في صراع طائفي مع النظام.

وتوقع ثيودور كاراسيك -وهو محلل من معهد لتحليل الشرق الأدنى والجيش في الخليج- أن يخوض طرفا النزاع في سوريا (المعارضة والنظام) مواجهة أكثر دموية، بعد الفيتو الروسي والصيني في مجلس الأمن.

ومن جانبه، أشار الخبير في الشؤون السورية بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى أندور تابلر إلى أن ما سيحدث الآن هو أن جهات خارجية ستدعم أحد الأطراف في الداخل، حيث يقف الإيرانيون والروس في خانة مع النظام السوري، مقابل الأتراك والعرب في خانة أخرى مع المعارضة، محذرا من أن الأخطار كبيرة في سوريا الآن.

 ولفت المحلل للشؤون السورية في مجموعة الأزمات الأوروبية الآسيوية أيهم كامل النظر إلى أن قوات المعارضة ما زالت تعاني من غياب القيادة الواضحة التي تستطيع أن تروج لبرنامجها أمام القوى الأجنبية.

                      نيويورك تايمز+وول ستريت جورنال

قادة إسرائيل مختلفون في تقديراتهم بشأن مصلحة إسرائيل هل هي ببقاء الأسد أم زواله؟

خلص تقرير أعده المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات حول الموقف الإسرائيلي من الأحداث في سوريا إلى أن اهتمام إسرائيل بما يحدث في هذا البلد يعود إلى قربها الجغرافي وحالة الحرب معها ومطالب سوريا باسترداد الجولان، والدور الذي تلعبه سوريا في المنطقة، وعلاقاتها القوية مع إيران وحركات أخرى تعتبرها إسرائيل من ألد أعدائها.

وأشار التقرير إلى خشية إسرائيل من أن تؤدي الأحداث في سوريا إلى انهيار وقف إطلاق النار أو تسخين الجبهة في الجولان، عدا عن دور سوريا الإقليمي المهم وتأثيرها ومكانتها في العالم العربي وفي منطقة الشرق الأوسط، وتأثير كل ذلك على إسرائيل وعلاقاتها الإقليمية.

ويشير التقرير إلى قلق إسرائيلي دائم على مصير ما بحوزة سوريا من احتياطي كبير من الأسلحة، وبالأخص الصواريخ والأسلحة غير التقليدية، وما تخشاه إسرائيل هو أن تؤدي تطورات الأزمة في سوريا إلى توجيه هذه الأسلحة ضد إسرائيل، وأن يقع بعضها أو كلها بين أيد تراها غير مسؤولة.

ويعتبر التقرير أن الأمر الملح بالنسبة إلى إسرائيل في موقفها من سوريا، هو العلاقات السورية الإيرانية، إذ ترى إسرائيل أن إيران ومشروعها النووي أكبر تهديد إستراتيجي لها، وترى في استمرار العلاقة السورية الإيرانية قوة لطهران وفي انقطاعها ضربة لها ولنفوذها في المنطقة.

أمّا البعد الثّالث الذي يركّز عليه صنّاع القرار وصنّاع الرّأي العامّ في إسرائيل فهو الدّعم السوريّ لحزب الله، الذي لا يزال الحساب معه مفتوحًا، والذي تعدّه إسرائيل من ألدّ أعدائها، وتخشى من أن يحصل على أسلحة غير تقليديّة إذا سقط النّظام السوريّ أو ضعف، وتأمل من جهةٍ أخرى أن يؤدّي سقوط النّظام إلى إضعافه.

ولا يغفل التقرير تأثير سوريا في الحركة الوطنية الفلسطينية، كما يشير لقلق إسرائيل من البديل المجهول الذي قد ينشأ في سوريا.

ورغم التأثير الهامشي والضئيل لإسرائيل في مجريات الأمور بسوريا، فإن القادة الإسرائيليين يدركون التأثير الإستراتيجي الكبير الذي ستخلفه تداعيات التطورات في سوريا على إسرائيل.

وبينما ترى قيادات ومحللون إسرائيليون أن سقوط النظام السوري هو في مصلحة إسرائيل لأن في ذلك ضربة للمحور الراديكالي، يشدد في المقابل كثيرون على أن سقوط النظام خطر على إسرائيل لأنه قد تنشأ فوضى خطيرة أمنيا، وقد تصل إلى الحكم قوى راديكالية شديدة العداء لإسرائيل، ويرى هؤلاء أن سقوط النظام قد يؤدي إلى فتح جبهة الجولان وانهيار الهدوء الذي سادها لأكثر من ثلاثة عقود.

العسكر والساسة

وبحسب التقرير، فإن هناك اختلافا في موقفيْ العسكر والساسة في إسرائيل حيال التطورات في سوريا، ففي حين يفضل العسكر بقاء نظام بشار الأسد خوفا من البدائل ومن فوضى سلاح قد تؤدي إلى إيذاء إسرائيل وإزعاجها، يأمل السياسيون أن يسقط النظام، لأن ذلك سيضعف ما يسمونه محور التطرف في المنطقة، وبالأخص إضعاف إيران وحزب الله.

وفي إجابة على سؤال عما إذا كان سقوط نظام الأسد في مصلحة إسرائيل أم لا، يخلص التقرير إلى أن النظام السوري الحالي مريح جدا لإسرائيل في كل ما يتعلق بالجولان، وهناك خشية في إسرائيل من أن يؤدي انهياره إلى انهيار الهدوء على جبهة الجولان.

وذهب التقرير إلى أن أي نظام قادم في سوريا سيتخذ موقفا معاديا لإسرائيل، لأنه سيكون في حاجة إلى شرعية داخلية، في حين أن النظام الحالي إذا بقي فهو سيكون بحاجة إلى شرعية خارجية، وسيضطر إلى تليين موقفه تجاه إسرائيل.

كما ينتهي التقرير إلى أن الأحداث الجارية تعد -بالنسبة لإسرائيل- فرصة لخروج سوريا من التحالف مع إيران وحزب الله، الأمر الذي يعتبر مصلحة إسرائيلية عليا، بينما أكثر ما تخشاه إسرائيل هو أن تؤدي الأحداث إلى انتقال أسلحة كيميائية وبيولوجية وصواريخ أرض/أرض وصواريخ مضادة للطائرات إلى مجموعات مسلحة معادية لإسرائيل، وفي مقدمتها المقاومة اللبنانية ممثلة في حزب الله، الأمر الذي يعتبر تطورا كارثيا بالنسبة لإسرائيل.

ومع أنه ليس لإسرائيل تأثير في مجريات الأمور بسوريا، إلا أن تداعياتها تؤثر فيها، ويدعو الرّأي السّائد إلى التّقليل من الكلام وإلى تجنّب التدخّل إلّا إذا كان هناك اجتيازٌ لخطوط حمر، وبالأخصّ نقل أسلحة متطوّرة أو غير تقليديّة إلى حزب الله.

دمشق تتعهد بدعم الليرة

تعهد مصرف سوريا المركزي بالتدخل لدعم الليرة التي تهاوت تحت الضغط المتزايد للعقوبات والعنف، وأكد أن لديه الاحتياطيات اللازمة لتنفيذ هذه الإستراتيجية.

واعتبر حاكم المصرف أديب ميالة أن سعر صرف الليرة في السوق الموازية الذي سجل الشهر الماضي مستوى قياسيا منخفضا عند نحو 70 ليرة للدولار يعكس محاولات لزعزعة استقرار سوريا، حيث يحاول نظام الرئيس بشار الأسد قمع الثورة الشعبية المستمرة منذ 11 شهرا ضد حكمه.

ونقل عن ميالة أن سعر الصرف المتداول حاليا بالنسبة للعملة السورية في السوق الموازية يعد وهميا، وهدفه إثارة الخوف والهلع لدى المواطنين.

وأضاف أن لدى المصرف المركزي احتياطيا جيدا من النقد الأجنبي، الأمر الذي سيمكنه من التدخل لضخ الحجم المناسب من العملات الأجنبية لدعم سعر الليرة، ولتوفير المبالغ التي تطلبها المصارف من العملات الأجنبية لتكون قادرة على تمويل المستوردات بالأسعار الطبيعية، غير أن ميالة لم يذكر حجم الاحتياطيات الأجنبية.

وفي الشهر الماضي، هبطت الليرة التي يبلغ سعرها الرسمي 58 ليرة للدولار إلى مستويات غير مسبوقة، مما انعكس على ارتفاع أسعار السلع في البلاد.

وبلغت قيمة العملة السورية في السوق السوداء 71 ليرة مقابل الدولار، مقارنة بسعر مستقر عند 46 ليرة للدولار منذ عام 2006 وحتى مارس/آذار 2011، ثم تراوح صرفها في يوليو/تموز بين 58 و60 ليرة، قبل هبوطه خلال الشهر الماضي ليصل إلى أدنى مستوى له على الإطلاق.

تعويم الليرة

وكانت صحيفة فايننشال تايمز نقلت عن ميالة قوله الشهر الماضي إن دمشق تخطط لتعويمٍ سعر صرف الليرة.

ويسعى النظام السوري للمحافظة على الاقتصاد السوري الذي تضرر جراء العقوبات الأوروبية والعربية، ممثلة في حظر استيراد النفط السوري، فضلا عن عقوبات على القطاع المالي، وتجميد حسابات وحظر سفر شخصيات، كما تراجعت عائدات السياحة بصورة كبيرة بسبب الوضع الحالي.

وتقضي خطة البنك المركزي -حسب فايننشال تايمز- بالسماح للبنوك الخاصة ببيع النقد الأجنبي وفق سعر يختارونه، وهو ما يتوقع أن يزيد حجم السيولة في النظام المالي المحلي، ولكنه سيؤدي في الوقت نفسه إلى المزيد من الانخفاض في قيمة الليرة، وبالتالي زيادة في أسعار السلع.

لندن استدعت سفيرها للتشاور

واشنطن تغلق سفارتها بدمشق

أعلنت الولايات المتحدة أنها أغلقت الاثنين سفارتها في دمشق وأجلت آخر موظفيها الموجودين في سوريا، بينما قررت بريطانيا استدعاء سفيرها لدى سوريا للتشاور.

وقالت الخارجية الأميركية  في بيان إن سفارتها بدمشق “علقت كل أنشطتها اعتبارا من 6 فبراير/ شباط 2012 نظرا لاستمرار العنف وتدهور الظروف الأمنية”.

وأوضحت الخارجية أن السفير روبرت فورد وكل موظفيه الـ17 قد غادروا برفقة عائلاتهم، ودعت كل مواطنيها الذين لا يزالون هناك للمغادرة. وأشارت إلى أن سفارة بولندا ستتكفل بالمهام القنصلية المستعجلة بدلا من السفارة المغلقة.

وكانت شبكة “سي أن أن” التلفزيونية الأميركية أعلنت في وقت سابق نقلا عن مسؤول كبير بالخارجية الأميركية أن السفارة أصبحت “هدفا محتملا” لهجمات انتحارية.

وهددت الولايات المتحدة قبل أسبوعين بإغلاق السفارة إن لم تمد السلطات السورية بضمان مزيد من الحماية للعاملين بالسفارة، وذلك عقب عدد من التفجيرات التي هزت العاصمة دمشق.

يُذكر أن السفير الأميركي تعرض في سبتمبر/ أيلول الماضي لهجوم من قبل العشرات من المحتجين السوريين الذين رموه بالبيض والحجارة احتجاجًا على موقف بلاده من الأحداث في سوريا.

وحاصر المحتجون فورد أكثر من ثلاث ساعات داخل مكتب رئيس هيئة التنسيق الوطني لقوى التغيير الديمقراطي حسن عبد العظيم وسط دمشق، قبل أن تتمكن قوات الأمن السورية من تفريقهم.

وفي الثامن من يوليو/ تموز الماضي، أثار فورد خلافا مع الحكومة السورية عندما زار المتظاهرين بمدينة حماة. وأدانت الحكومة السورية الزيارة ووصفتها بأنها “استفزازية”.

الموقف البريطاني

وعلى صعيد متصل، أعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أن بلاده استدعت سفيرها في دمشق للتشاور احتجاجا على الوضع في سوريا.

وقال هيغ في تصريح أمام مجلس العموم عقب استخدام روسيا والصين حق النقض (فيتو) ضد إصدار قرار بمجلس الأمن بشأن سوريا، إن بريطانيا ستستخدم  جميع القنوات المتبقية لديها مع النظام السوري لتوضح له اشمئزازها من العنف الذي تعتبره غير مقبول مطلقا بالنسبة للعالم المتحضر.

وأضاف أنه “تم استدعاء السفير السوري في لندن إلى وزارة الخارجية لتلقي هذه الرسالة. وفي موازاة ذلك استدعيت سفيرنا في دمشق إلى لندن اليوم للتشاور”.

تونس: طرد السفير السوري نهائي

أكدت الحكومة التونسية أن قرار طرد السفير السوري في تونس نهائي وغير قابل للمراجعة، وذلك ردا على الانتقادات السياسية والحزبية التي تعرضت لها حكومة حمادي الجبالي على خلفية هذا الموقف.

وشدد وزير حقوق الإنسان والعدالة والناطق الرسمي باسم الحكومة سمير ديلو في مؤتمر صحفي اليوم الاثنين على أن القرار أملته الأوضاع التي تشهدها سوريا، وخاصة منها المجازر التي تُرتكب ضد الشعب السوري.

وأضاف أن القرار يُعبر عن موقف الحكومة والشعب التونسي، “لأنه لم يعد بالإمكان السكوت على ما يتعرض له الشعب السوري من قتل وتعذيب”.

وكان وزير الخارجية التونسي رفيق عبد السلام أكد السبت الماضي أن حكومة بلاده اتخذت قرارا بطرد السفير السوري في تونس، فيما أعلن الرئيس التونسي المنصف المرزوقي أن بلاده سحبت اعترافها بشرعية حكم نظام بشار الأسد.

كما دعا رئيس الوزراء التونسي حمادي الجبالي الدول العربية “وكل الدول الأخرى” إلى طرد سفراء سوريا لديها، احتجاجا على ما أسماه القمع الدموي للحركة الاحتجاجية في سوريا.

تنديد المعارضة

وكانت المعارضة التونسية قد نددت بقرار طرد السفير السوري، ووصفته  بالمتسرع والمخالف للحذر المعتاد في الدبلوماسية التونسية، وهو ما عبّر عنه  الحزب الديمقراطي التقدمي في بيان له.

وبدوره، لم يتردد الاتحاد العام التونسي للشغل -أكبر منظمة نقابية- في وصف القرار المذكور بـ”المتسرع والمرتجل وغير المدروس”، واعتبر -في بيان- أن القرار “لم يراع لا الأعراف الدبلوماسية، ولا مصالح تونس بإرساء علاقات عربية لا تتأثر بالتدخلات الخارجية”.

وبينما دعت المنظمة النقابية إلى مراجعة القرار، استغربت الجبهة الشعبية الوحدوية التونسية اتخاذ القرار بطرد السفير السوري، وقالت إنه “يتناقض مع مبادئ الثورة في تونس، ويشكل انحرافا خطيرا عن أهدافها”.

ومن جهته، أعرب القطب الديمقراطي الحداثي -الذي يتألف من عدة أحزاب سياسية يسارية ديمقراطية- عن استغرابه من القرار “المتسرع” بطرد السفير السوري، وقال إنه “يدل من جديد على تذبذب دبلوماسية الحكومة التونسية”.

ناشطون ملاحقون في سوريا

الجزيرة نت-دمشق

لا توجد أرقام تشير إلى أعداد الناشطين السوريين المطلوبين من قبل أجهزة الأمن والذين هجروا بيوتهم وأهاليهم منذ شهور، بعضهم تمكن من اجتياز معابر غير شرعية وفروا إلى دول الجوار، وآخرون كثر ما زالوا في بلدهم الذي تحول إلى معتقل كبير، كما يقول بعضهم.

وتبقى تلاحق هؤلاء هواجس انعدام الأمان والاستقرار لمجرد أنهم أسهموا في تنظيم الاحتجاجات ضد نظام بشار الأسد ودعم الثورة، بعض هؤلاء تحدثوا للجزيرة نت عن تجربتهم بعيدا عن بيوتهم.

أسامة ناشط متخف منذ أربعة شهور، كان قبلها قد اعتقل مرتين خلال الثورة ورزق بطفلته الأولى أثناء احتجازه، قال إنه كان يسكن مع مجموعة من الشباب الناشطين والمطلوبين ومنهم غياث مطر، وإنهم كانوا يغيرون مكانهم كلما اعتقل ناشط يعرفهم.

وأضاف أسامة أن قوات الأمن قد دهمت بيته عدة مرات بحثا عنه، ووصل الأمر إلى تهديد جدي باختطاف الطفلة وقتل زوجته، وقال “انضمت زوجتي مع طفلتي إلى قائمة الملاحقين والمتخفين، خاصة أن ستة أطفال استشهدوا ضمن حصيلة ذلك اليوم الذي تلقت فيه التهديد”. وذكر أنهم أطلقوا على الطفلة اسم “إيمار” وتعني الحرية.

متوارون

أما أحمد أبو الخير فكان من أوائل المدونين الذين كتبوا من أجل الثورة السورية وتم اعتقاله بداية الاحتجاجات، ثم اضطر إلى التواري ككل الناشطين بمدينته بانياس بمحافظة طرطوس بعد اقتحامها من قبل الجيش في مايو/ أيار الماضي.

وقال أحمد للجزيرة نت “منذ ذلك الوقت لم ألتق بعائلتي ولم أنم في منزلي، اضطررنا للنوم في الأحراش والبساتين، ثم توارينا في بيوت أصدقائنا وحتى بيوت أناس لا نعرفهم”.

وأضاف أنه يعيش في محافظة أخرى ويغير مكان إقامته كل فترة، كذلك أشقاؤه وشقيقاته كل منهم في مكان مختلف ولا يكشفون عن أماكنهم حتى للأقارب، وقال إنه يصعب العثور على مخبأ يتوافر فيه الاتصال بشبكة الإنترنت.

وتحدث عن تواصل الضغط على والده إذ يتكرر استدعاؤه من طرف أجهزة الأمن وكذلك دهم البيت مرات عدة، وقام رجال الأمن بمصادرة كل محتوياته من أوراق ووثائق ومعدات كهربائية ابتداء من أجهزة الحاسوب وصولا إلى ماكينة الحلاقة، وأضاف أحمد “لهذا الدهم أغراض لصوصية الأمر الذي يحدث مرارا في منازل أخرى”.

قبل بدء الثورة كان أحمد يعمل في وظيفتين، لكن تكرار اعتقاله والتهديد المتواصل حتم عليه ترك عمله، وكذلك إخوته وكل من يعرفهم من ناشطين أصبحوا دون عمل، وقال “صرنا نعتمد أنا وإخوتي على راتب والدي في تدبر أمورنا ونجد صعوبة بالغة في استلام المال بطريقة آمنة”.

الأمر ذاته ينطبق على موسى أحد الناشطين المتوارين من داريا، فقد أكد أن الجانب المادي أحد أهم المشاكل التي تواجه الملاحقين، فإذا لم يستطع أهله مساعدته فيجب أن يعتمد على أحد أصدقائه المتوارين مثله، والبقاء معه في مكان سكنه الأمر الذي  يتحول إلى ضغط إضافي.

عمل بالخفاء

وقال موسى إن الشباب الأكثر فعالية وقدرة على تحريك الشارع والحشد للمظاهرات السلمية مطلوبون للأجهزة الأمنية بالدرجة الأولى في محاولة لشل الحراك، بعضهم تم اعتقاله ولم يفرج عنه مثل يحيى الشربجي، ومن لم يقع في قبضتهم عليه أن يتوارى، وهذا من شأنه أن يفصلهم عن واقع مدنهم والحد من قدرتهم على التأثير.

وعن نفسه كناشط متخف قال موسى إنه يقضي بعض الوقت خارج مدينته، ويتردد عليها بشكل متواصل، إلا أنه يبقى حذرا من الحواجز العسكرية، وخاصة الحواجز الفجائية التي ينصبها الأمن في شوارع غير متوقعة.

وتابع أن نشاطه الحالي يتركز في التنظيم بتنسيقية داريا، وتولي الجانب الإعلامي فيها، بالإضافة إلى العمل الإغاثي في تقديم الدعم للعائلات المنكوبة وأهالي المعتقلين ريثما يتم الإفراج عن معيليهم، في حين أنه يشارك في المظاهرات الكبيرة ولا يتمكن من الوجود في المظاهرات اليومية.

وأوضح أن العيش بعيدا عن البيت والأهل وعدم الاستقرار في مكان واحد من المصاعب التي تتعبه، إلى جانب القلق المتواصل من الاعتقال، وقال موسى  إنه يتغلب على قلقه بالعمل والنشاط المتواصل، لتتجدد تلك المخاوف كلما أراد العودة إلى مدينته.

هؤلاء مثل سوريين كثر رهنوا حاضرهم ومستقبلهم بالثورة في بلدهم، وأحرقوا كل سفن الرجوع إلى عهد الصمت المطبق، حتى ولو كان الثمن حياة المخاطر المتواصلة التي يعيشونها.

إنشاء “المجلس الأعلى العسكري لتحرير سوريا

85 قتيلا في سوريا معظمهم بحمص

قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن عدد قتلى اليوم جراء قصف الجيش عددا من المدن والمناطق بالأسلحة الثقيلة ارتفع إلى 85 معظمهم في حمص ، لكن التلفزيون السوري نفى قصف المدينة، مؤكدا أن الجيش يلاحق من وصفهم بالإرهابيين، في حين أُعلن في تركيا عن إنشاء المجلس العسكري السوري الأعلى “لتحرير” سوريا.

وبحسب الهيئة سقط 56 قتيلا في حمص و13 بريف دمشق وتسعة في إدلب وخمسة في حلب وقتيل واحد في كل من حماة والحسكة.

وقالت الهيئة إن القصف الذي وصف بأنه الأعنف منذ بداية الثورة السورية قبل 11 شهرا، تركز على أحياء بابا عمرو والإنشاءات والخالدية والبياضة بحمص.

وقد ناشد الأطباء والعاملون في المستشفى الميداني في حي بابا عمرو المنظمات الطبية التدخل لإنقاذ الجرحى المدنيين.

وبث ناشطون سوريون على شبكة الإنترنت مشاهد قصف مدفعي وانتشار للجثث والجرحى على الطرقات وفي المستشفيات الميدانية -التي قصفها الجيش السوري بالأسلحة الثقيلة- قالوا إنها حدثت في حي بابا عمرو صباح هذا اليوم.

وأشار ناشطون إلى أن أربعة أشخاص قتلوا برصاص الأمن السوري في ريف حلب، كما قُتلت امرأتان وأصيب العشرات في إطلاق نار على مشروع زراعي في تفتناز قرب إدلب.

وفي مضايا بريف دمشق قال ناشطون إن شخصين قتلا وأصيب آخرون إثر اقتحام الجيش النظامي المدينة وسط إطلاق نار كثيف.

وفي الزبداني في ريف دمشق أيضا تحدث ناشطون عن مقتل طفلين في قصف مدفعي، في حين قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الجيش السوري يقتحم المدينة بعشرات المدرعات والعربات المصفحة.

حرق إطارات

كما اقتحمت قوات الأمن بلدة دمر البلد بريف دمشق، ترافق ذلك مع إطلاق نار ونشر للقناصة على الأبنية المرتفعة.

في المقابل نفى التلفزيون السوري قصف الجيش لحمص، مؤكدا أن الناشطين يحرقون الإطارات كي تتصاعد النيران من المدينة لإظهارها وكأنها تقصف، مضيفا أن الأمن يلاحق من وصفهم بالإرهابيين ويشتبك معهم.

وفي السياق الرسمي أيضا ذكرت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن “مجموعة إرهابية مسلحة” استهدفت الاثنين خطا لنقل النفط في حي بابا عمرو، مما أدى إلى اندلاع الحريق في مكان الانفجار.

وفي موضوع متصل اتهمت “سانا” مسلحين مجهولين بقتل ثلاثة جنود من الجيش واختطاف آخرين كانوا متمركزين في نقطة تفتيش بجبل الزاوية بإدلب القريبة من الحدود التركية.

في غضون ذلك وصف رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون نظام الرئيس بشار الأسد بنظام الاحتلال، وقال إنه يتصرّف الآن ضد شعبه بعد أن قدّمت له روسيا غطاء، في إشارة إلى الفيتو الروسي الصيني في مجلس الأمن.

وحثّ غليون السوريين والعرب على التضامن مع أهالي حمص، متحدثا عن تحركات لعزل النظام على الصعيد الدولي.

“تحرير سوريا”

من جهة ثانية أُعلن اليوم الاثنين إنشاء المجلس العسكري السوري الأعلى برئاسة العميد الركن مصطفى أحمد الشيخ ليكون بمثابة “هيكل تنظيمي مؤسساتي بعيد عن الانتماءات المذهبية والسياسية والعرقية والقومية لتحرير سوريا”.

وجاء في بيان صادر عن الشيخ أنه تم الاتفاق على تشكيل المجلس العسكري الثوري الأعلى “لتحرير سوريا تمهيدا لإعلان النفير العام لتحرير سوريا من هذه العصابة الحاكمة”.

وأشار إلى أن إنشاء المجلس جاء بعد التشاور مع الضباط المنشقين وبعد “العمل المضني في التنظيم الدقيق لصفوف المنشقين وتنظيم الثوار الذين أتموا الخدمة الإلزامية والراغبين في التطوع في كتائبنا التابعة للمجالس العسكرية الثورية الفرعية في كافة المحافظات السورية وضم العسكريين المسرحين والمتقاعدين إلى صفوف المجلس العسكري الثوري الأعلى لتحرير سوريا”.

وأوضح البيان أن القرار جاء بعد استخدام الفيتو الروسي الصيني و”التآمر الإيراني الواضح لتحويل سوريا إلى قاعدة متقدمة لإيران”.

ولم يشر البيان إلى الجيش السوري الحر بقيادة العقيد رياض الأسعد، رغم أنه أشار إلى أن المتحدث باسم المجلس سيكون الرائد ماهر النعيمي، وهو المتحدث باسم الجيش الحر.

روسيا.. هل تراهن على الحصان الخاسر؟

روسيا استعملت الفيتو للمرة الثانية خلال أربعة أشهر لإجهاض قرار ضد سوريا

أحمد السباعي

عندما تضرب موسكو بعرض الحائط حضور الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي ورئيس الوزراء وزير خارجية قطر حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني جلسة مجلس الأمن، ولا تكترث للمحاولات الغربية الحثيثة لإقناعها بالسير مع القرار العربي الغربي بشأن سوريا، وترفع سيف الفيتو للمرة الثانية خلال أربعة أشهر لحماية النظام السوري، فإن الأمر يستدعي الخوض في المياه الروسية المتجمدة لقراءة الموقف.

وخاصة أن الروس ناقضوا توقعات كثيرين بأن يؤدي طلب الجامعة العربية تدويل الأزمة السورية إلى إحراج الدب الروسي وجعله -إن لم يوافق على القرار- يمتنع عن التصويت، في نسخة مكررة لموقفه حين تخلى عن العقيد الليبي الراحل معمر القذافي حليفه وأحد أفضل زبائنه في شراء الأسلحة، وساهم في إسقاطه عبر امتناعه عن التصويت على قرار مجلس الأمن رقم 1973.

ولكن هنا بيت القصيد كما يقول بعض الخبراء الروس، فموسكو بزعامة فلاديمير بوتين القادم على حصان أبيض إلى الكرملين والذي شبه القرار بشأن ليبيا بالدعوة إلى الحملات الصليبية في العصور الوسطى، لن تكرر الخطأ مجددا، خاصة أن حكام ليبيا الجدد ألغوا عقود التسليح واتفاقات في مجالات أخرى وقعها القذافي مع موسكو.. أي بكلمات أخرى، الروس خسروا نفوذهم في ليبيا.

غير أن بعض المحللين يذهبون بعيدا ليقولوا إن الأمر ليس حماية للأسد وإنما هي “حرب باردة” جديدة ساحتها هذه المرة سوريا وسلاحها بشار الأسد ونظامه، ناهيك عن رغبة بوتين في إظهار نفسه كمتحد للمساعي الغربية لفرض التغيير السياسي على دول ذات سيادة في مناطق تتنافس فيها القوى الكبرى.

“حطام النظام”

وعن هذا قال شاشانك جوشي من المعهد الملكي للدراسات الدفاعية والأمنية البريطاني إن الهدف الأساسي لروسيا هو إنقاذ شيء من “حطام” نظام الأسد، واحتواء النفوذ الغربي في أهم حليف عربي لها.

وأضاف أنه بينما يواجه الأسد ضغوطا متزايدة من الغرب والعرب ومعارضيه في الداخل، فإن أفضل ما يمكن لموسكو أن ترجوه في حفظ نفوذها هو “إنهاء متفق عليه نوعا ما” لحكم الأسد، في عملية تحول دقيقة لنظام جديد منفصلة عن بشار، لكنها ترتكز إلى الموالين لعائلة الأسد.

وفي هذا الإطار يضع المحلل العسكري المقيم في موسكو ألكسندر غولتر الفيتو الروسي، ويضيف أن موسكو ستبذل قصارى جهدها لحماية مصالحها الجيوإستراتيجية ومنع الغرب من فرض إرادته في مناطق لروسيا فيها مصالح اقتصادية.

غير أنه من الناحية العملية -بحسب غولتر- فإن هذه المساعي ربما تحدث أثرا عكسيا، لأن الكرملين مصرّ على صد المساعي المدعومة من الغرب لتغيير النظام “حتى عندما يتعارض هذا بوضوح مع المصالح الروسية”. وأضاف أنه لو أيدت موسكو القرار العربي الغربي لأمكنها الإبقاء على قاعدتها بل وبعض عقودها في سوريا بعد الأسد.

من جهته يقول رئيس معهد التقديرات الإستراتيجية المستقل في موسكو ألكسندر كونوفالوف إن روسيا تخشى أن تخرج الأحداث في سوريا عن السيطرة.

ويضيف “لدينا مصالح اقتصادية عديدة على وشك أن نخسرها، لكن ليس ذلك هو الشيء المهم.. إن فقدان النفوذ السياسي هو الأهم، ذلك أن سوريا هي النقطة الأخيرة في الشرق الأوسط التي تلعب فيها روسيا دورا كبيرا”.

لهذا تحديدا يشد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ومدير المخابرات ميخائيل فرادكوف الرحال إلى دمشق الثلاثاء تنفيذا لتعهدها الأسبوع الماضي بالسعي إلى إنهاء سفك الدماء عبر التفاوض.

سوابق فاشلة

وعن الزيارة يقول رئيس مركز أبحاث كارنيغي في موسكو ديمتري ترينين إنه كان يتعين على لافروف أن يزور دمشق قبل شهور، وأن يقوم بجولات مكوكية، إضافة إلى إشراك الدول المجاورة والعرب والأكراد وكذلك الأعضاء الآخرين في مجلس الأمن.

في المقابل يوضح نيكولاس فان دام -وهو مؤرخ هولندي للسياسة السورية- أن الروس هم بين عدد قليل ممن بقوا يجرون حوارا مع السوريين وهم يأخذون النظام على محمل الجد.

وأضاف أن الأسد سيكون أكثر استعدادا للتنحي لدى التعامل مع طرف يأخذه على محمل الجد أكثر مما سيكون لدى التعامل مع شخص ينتقده فحسب.

وتحمل مهمة لافروف وفرادكوف أصداء من مهام ماضية قام بها مسؤولون سوفيات سابقون وروس لحل مشكلات زعماء أجانب يتعرضون لضغوط أو هجوم من واشنطن، لكنها لم تؤت أكلها. بينها زيارة يفغيني بريماكوف الذي كان مديرا للمخابرات ووزيرا للخارجية ورئيسا للوزراء عندما زار الرئيس العراقي الراحل صدام حسين في بغداد عام 1991 خلال عملية عاصفة الصحراء وفي عام 2003 بتكليف من بوتين قبل غزو العراق.

ورغم كل هذا لا يبدو أن الزعماء الروس مهتمون بالثمن السياسي الذي سيدفعونه مقابل موقفهم الداعم لدمشق، بل على العكس فهم يعولون على تحقيق مكاسب داخلية وخارجية من هذا الدعم، وخصوصا بوتين الذي تفوح من حملته الانتخابية رائحة المعاداة لواشنطن والغرب.

ويهون بعض المحللين من تداعيات الفيتو الروسي الصيني المزدوج -الذي أغضب بعض العرب والغرب والمعارضة- على مصالح موسكو في الشرق الأوسط، ويضيفون أن دول الخليج التي تقود الجهود ضد سوريا تنظر لموسكو بطريقة غير ودية، إضافة إلى أن الأخيرة لا تملك مصالح هناك.

الحصان الخطأ

أما الباحث في مركز الدراسات العربية والإسلامية في موسكو أليكسي سارابييف فيؤكد أن روسيا بوقوفها ضد التدخل الدولي العسكري في سوريا قد يكون مرحبا بها من قبل شعوب بعض البلدان العربية كعُمان واليمن والسودان والجزائر، ورأي الشارع مهم جدا بالنسبة لموسكو.

ويلفت محللون روس آخرون إلى القول إن تحرك روسيا تجاه المعارضة السورية بات متأخرا جدا، ولهذا فإنهم يستميتون في الدفاع عن الأسد في محاولة لإطالة عمر النظام لأنه الخيار الوحيد أمامهم.

وفي السياق قال جوشي إن روسيا “راهنت على الحصان الخطأ”، وأضاف أنه إذا تجنبت سوريا حربا أهلية فإن التحالفات الدبلوماسية لدمشق ستبتعد عن موسكو وبكين وطهران وتتجه نحو الخليج العربي وربما الغرب.

الإعلان عن تشكيل مجلس عسكري ثوري في سوريا

البيان التأسيسي أكد أن الخطوة تأتي بناء على الظروف التي تمر بها سوريا

بيروت – محمد زيد مستو

أعلن قادة عسكريون منشقون عن الجيش السوري، عن تشكيل مجلس عسكري ثوري تمهيداً لما اعتبروه “إعلان النفير العام” لتحرير سوريا.

وأفاد بيان تأسيسي أصدره المجلس الذي يرأسه العميد الركن مصطفى أحمد الشيخ، وهو أعلى رتبة عسكرية انشقت عن جيش النظام، أن قرار التأسيس جاء نتيجة للظروف التي تعيشها سوريا، وبعد استخدام الفيتو الروسي والصيني ضد استصدار قرار يدين النظام السوري في مجلس الأمن.

واتهم البيان إيران وحزب الله بالمساهمة بشكل مباشر في قتل الأطفال والنساء بسوريا، وتحويل سوريا إلى قاعدة متقدمة لإيران.

واعتبر أن القرار جاء لتشكيل هيكل تنظيمي مؤسساتي بالتوازي مع دعوات الدول “الشقيقة والصديقة” لتشكيل حلف لمساندة الشعب السوري الذي يسعى لنيل حريته.

وأشار إلى أنه تم الاتفاق على تشكيل المجلس العسكري الثوري الأعلى لتحرير سوريا، تمهيدا لما وصفه “إعلان النفير العام لتحرير سوريا” وتلبية لنداء الحرية ووفاءً لدماء الشهداء.

وجاء ذلك بعد يوم من دعوة دول غربية والمجلس الوطني السوري إلى تكثيف الجهود خارج مجلس الأمن مع من وصفتهم وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بالشركاء والحلفاء الذين يدعمون حق الشعب السوري في مستقبل أفضل.

وكانت العمليات العسكرية للجنود المنشقين في سوريا، تنضوي تحت المجلس العسكري المؤقت الذي يرأسه الجيش السوري الحر بقيادة العقيد رياض الأسعد.

وتأسس الجيش الحر بعد أشهر من انشقاق عسكريين عن جيش الرئيس الأسد، بسبب ما يعتبرونه إقحام الجيش في قتل المتظاهرين، وانضم إليه آلاف الجنود بعد رفضهم أوامر عسكرية بإطلاق النار على المتظاهرين.

الاتحاد الديمقراطي الكردي: هدفنا إسقاط نظام الأسد

نفوا أن يكون مقربون من الحزب تورطوا في عمليات “تشبيح” في مدينة عفرين

العربية.نت

نفى حزب الاتحاد الديمقراطي السوري المقرب من حزب العمال الكردستاني (PKK)، أن يكون مقربون من الحزب تورطوا في عمليات “تشبيح” ضد الأكراد في مدينة عفرين، وأكد أن أعضاء الحزب يشاركون بفاعلية في المظاهرات التي تنادي بإسقاط النظام السوري.

وفي اتصال هاتفي مع العربية.نت الاثنين 6 فبراير/شباط، قال عبد السلام مصطفى، المتحدث باسم منظمة أوروبا لحزب الاتحاد الديمقراطي pyd، إن مناوشات حصلت بين الأطراف الكردية في “عفرين” التابعة لمدينة حلب السورية، خلال تظاهرات جمعة “عذرا، سامحينا حماة” نتيجة دخول “بعض الغرباء” في التظاهرة بهدف تشتيتها، ما دفع بعناصر الانضباط التابعة للحزب إلى إبعادهم عن التظاهرة.

وكانت العربية.نت نشرت تقريرا أمس تناولت فيه حالة الانقسام في الشارع الكردي بين الأحزاب الكردية المنضوية تحت لواء المجلس الوطني الكردي، والتنسيقيات المستقلة، وحزب العمال الكردستاني.

ويذكر أن المظاهرات المعارضة للنظام السوري تخرج في المناطق ذات الغالبية الكردية بشكل منفصل، كل مجموعة تابعة لطرف معين.

وكانت منظمة أوروبا لحزب الاتحاد الديمقراطي أصدرت بيانا تندد فيه بتقرير العربية.نت، وقال البيان إن التقرير يجافي الحقيقة، متهما الصحفي الكردي رشاد عبدالقادر بالسعي لنشر “الأكاذيب”.

وأوضح مصطفى بأن بيان التنديد لم يهدف قطعا لمهاجمة “العربية. نت” او الصحفي رشاد عبد القادر، بل إن هدفهم كان إيصال صوتهم لها، وأضاف “نحن نحترم عملكم الصحفي ونحترم قناة العربية التي تحرص على دعم الشعب السوري”.

وأكد مصطفى أن مواقف “الاتحاد الديمقراطي pyd ” واضحة حيال النظام السوري، وأضاف “نحن نعتبر أن شهداء درعا وحمص هم شهداؤنا، وأبناء شعبنا السوري في سقبا ومضايا وداريا والزبداني هم أبناؤنا مثلما نحن أبناؤهم، ولدينا هدف مشترك هو إسقاط النظام السوري الفاشي”.

خلافات مع المجلس الوطني السوري

وأوضح مصطفى أن ثمة خلافات مع المجلس الوطني السوري المعارض الذي يترأسه برهان غليون، مشيرا إلى أن موقف المجلس لا يزال غير واضح حيال القضية الكردية.

وردا على اتهام حزب الاتحاد الديمقراطي برفضه التعاون مع المجلس الوطني بسبب علاقة هذا الأخير بالسلطات التركية، قال مصطفى “لسنا ضد المجلس الوطني ولسنا ضد علاقته مع تركيا. هدفنا واضح: نريد إعلانا واضحا من المجلس يعترف فيه بالشعب الكردي كثاني قومية في سوريا، وأن سوريا المستقبل هي تعددية تحضن كافة أبنائها من عرب وكرد ومسيحيين وأشوريين ودروز وعلويين”. وقال “حاولنا في أكثر من مناسبة التواصل مع المجلس الوطني السوري للوصول إلى صيغة للتعاون إلا أن رؤية المجلس لا تزال حتى الآن غير واضحة تجاه قضية أكراد سوريا”.

وأوضح أن حزب الاتحاد الديمقراطي هو حزب كردي سوري وليس “الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني”، وأضاف “لدينا علاقات جيدة مع PKK ونحن مقربون منهم، ولكن لدينا عمل على الساحة السورية بهدف تحقيق طموحات الشعب الكردي في سوريا”.

وقال مصطفى إن حزب الاتحاد الديمقراطي يتعرض لحملة “تشويه” من أطراف عدة، منها أطراف كردية وعربية، وقال إن هذه “الحملات تقف وراءها قوى خارجية تهدف إلى ضرب الحزب بسبب جماهيريته”.

خلافات كردية – كردية

وأوضح عبد السلام مصطفى مسؤول منظمة أوروبا لحزب الاتحاد الديمقراطي pyd أن حزبه بصدد وضع اللمسات الأخيرة على “وثيقة تفاهم مع الأحزاب الكردية المنضوية تحت المجلس الوطني الكردي” لتوحيد الجهود في وجه ما أسماه “آلة النظام السوري القمعية”.

وقال: “نعمل بكل ما نملك من إمكانيات لتوحيد المواقف بيننا وبين أحزاب المجلس الوطني الكردي ونعتقد أنكم ستجدون قريبا الشارع الكردي موحدا ويرفع شعارات واحدة ويعمل يدا بيد لتحقيق حلم السوريين عموما بالتخلص من نظام الأسد وحلم الأكراد خصوصا في استرداد حقوقهم وكرامتهم التي أهدرها الناظم على مدار 40 عام”.

غليون: الفيتو أعطى الأسد السفاح رخصة لقتل السوريين

الفيتو الروسي الصيني فرض على جميع الفرقاء تغيير تكتيكاتهم

العربية.نت

ندد المعارضون السوريون بالمجازر الحاصلة اليوم في سوريا، مؤكدين أن الفيتو الروسي أطلق يد بشار الأسد لقتل شعبه، كما قال رئيس المجلس الوطني السوري، برهان غليون لقناة العربية، و طالبوا العرب والمجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه حماية السوريين.

غليون يؤكد أن النصر قريب

وقل غليون: “نحن حذرنا الروس أكثر من مرة من أن الفيتو يعني إطلاق يد بشار الأسد السفاح وإعطائه رسالة سلبية خاطئة تشجعه على الاستمرار بالقتل”.

وأكد أنه لا بد الآن من إجراء مباحثات من خارج مجلس الأمن لتشكيل ائتلاف للدول الصديقة للشعب السوري يحل محل مجلس الأمن في دعم الخطة العربية، مضيفاً أن على هذه الدول “اتخاذ إجراءات قوية”.

وأشار غليون أن على جميع الدول تحمل مسؤولياتها لحماية الشعب السوري، مؤكداً أنه لمس اهتماما دوليا في هذا الخصوص، ولكن الوضع بحاجة الى تضامن عربي و دولي اكبر.

وأضاف: “الشعب السوري الآن في المرحلة الأخيرة من معركته للحرية، نحن على أبواب النصر”، مضيفاً أن ما يحصل الآن من مجازر يدل على فشل النظام.

ووصف غليون نظام الاسد بـأنه “نظام احتلال”، مؤكداً أن رؤوس النظام ستحال قريباً إلى المحكمة الجنائية الدولية.

القربي: معلومات عن التحضير لمجازر أخرى

عمار القربي

ومن ناحيته صرح رئيس المؤتمر الوطني للتغيير في سوريا، عمار القربي، للعربية قائلاً: “انتقلنا من جرائم ضد الانسانية كانت تجري في الريف السوري وبعض المدن إلى حرب إبادة جماعية شنها النظام منذ أسبوع بضوء أخضر روسي وصيني”

واكد القربي ان العلم يلتهي بالمبادرات والفيتويات، بينما يجب ان يكون المجرمون الآن يمثلون امام المحكمة الجنائية الدولية في لا هاي.

وطالب دول مجلس التعاون الخليجي، خاصة المملكة العربية السعودية والامارات وقطر بإعلان دعها للشعب السوري بطريقة أقوى، مؤكداً أن إمكانيات المعارضة السورية باتت معدومة الآن، وأن سوريا بحاجة الى تدخل دولي.

وأشار القربي للعربية ان لديه معلومات اكيدة تفيد ان النظام يحضر لمجزرة اخرى في ادلب وجبل الزاوية ومناطق أخرى.

وعاتب القربي بعض الأحزاب والجهات الفلسطينية والعراقية واللبنانية، مذكراً أن الشعب السوري استقبل لاجئي هذه الدول، بينما هي تساهم في قتله.

طيارة: الأسد جن جنونه

ومن جهته أكد الناشط السوري وعضو المجلس الوطني، ناجي طيارة، أنه: “من الواضح أن الأسد قد جن جنونه، ويريد أن يستغل هذه الأيام المتبقية في عملية إبادة حقيقية”، واصفاً ما يحصل بأنه “عملية انتقامية جنونية وإجرامية”.

وقال إن النظام يريد أن يستهدف إرادة الشعب السوري وإلحاق أكبر كم من الاضرار والألم به.

وأشار للعربية: “النظام السوري في أزمة حقيقية. لم يعد بإمكانه تصدير أي نوع من أنواع الحلول لا على المستوى السياسي ولا على المستوى الميداني (…) فهو سقط ميدانياً”، مضيفاً أن قوات الأسد تقصف بعض المناطق لأنها لا تستطيع دخولها.

وأكد أن الجيش السوري منهك ومعنوياته منخفضة، وأن الأسد يعتمد الآن خصوصاً على الفرقة الرابعة بقيادة ماهر الأسد وبعض عناصره المدربة، خاصة من الحرس الجمهوري بالإضافة الى الشبيحة.

بدرخان: الاجتماع المقبل للجامعة العربية سيكون صعباً

أما الصحافي عبدالوهاب بدرخان فأشار للعربية أن الفيتو الروسي الصيني فرض على جميع الفرقاء تغيير تكتيكاتهم، حيث إن الحل العربي قد أعيق والتدويل قد تعطل.

وأشار إلى أن التصعيد الحالي في سوريا يهدف الى استباق هذه التغيرات، مضيفاً: “قد تكون هذه آخر إمكانية له لممارسة مثل هذا العنف الشرس والإجرامي”.

واكد بدرخان للعربية بأن: “الاجتماع المقبل للجامعة العربية سيكون صعبا”، وأن “الاجتماع المرتقب لمجلس التعاون الخليجي هو الذي سيحدد سقف الاجتماع العربي”.

ولم يستبعد إمكانية أن يعترف العرب بالمجلس الوطني السوري أو ان يقرروا تطبيق العقوبات التي سبق للجامعة العربية ان قررتها.

وقال بدرخان بأنه من المفروض على روسيا أيضا أن تغير تكتيكها، مشيرا إلى أنها قد طلبت من النظام السوري اعتماد نهج جديد في التعاطي مع ما يحصل، وذلك بهدف تمرير حل سياسي، حسب قوله.

الشمري: العرب أمام خيارين لا أكثر

وبدوره قال الباحث في العلاقات الدولية، عبدالله الشمري، إن دول مجلس التعاون الخليجي، التي تتصدر الدول العربية في التعاطي مع المسألة السورية، “ستكون أمام خيارات ضيقة وصعبة”.

وقلص الشمري الخيارات الى اثنين: تقديم الحد الأدنى من التنازلات السياسية والمالية حتى لروسيا التي، حسب قوله، تمسك بيدها الآن حسم الأمر، أما الخيار الثاني فيقضي بإعطاء المعارضة السورية ضمانات واضحة للأقلية العلوية.

واعتبر أن خيارات الاعتراف بالمجلس الوطني او رفع الغطاء الدبلوماسي لن تحدث تغييرا على الارض، مضيفاً ان النظام السوري ما زال يستفيد من الوضع المعقد ميدانياً.

وأضاف: “لأول مرة منذ عقود تجتمع مصالح النظام الإيراني والسوري والإسرائيلي في الحفاظ على الوضع القائم”.

وختم الشمري حديثه بأن فكرة إنشاء ائتلاف اصدقاء سوريا، المقترح من فرنسا، بحاجة إلى دعم تركي وتنسيق بين باريس وأنقرة، مذكراً أن العلاقات متأزمة حالياً بين هاتين الدولتين.

الجيش السوري يغلق مدينة حمص ويعزلها عن العالم

7 مبانٍ في حي الإنشاءات بحمص دُمرت على ساكنيها في أعنف قصف منذ بدء الاحتجاجات

العربية.نت

أعلنت الهيئة العامة للثورة في سوريا أن الجيش النظامي أغلق مدينة حمص وعزلها كليا، في استمرار للضغط على المدينة التي تتعرض لهجوم مستمر منذ أيام.

وكان المركز الإعلامي السوري أفاد بتعرض حي بابا عمرو في حمص لقصف صاروخي عنيف من القوات السورية منذ فجر اليوم، مما أدى إلى سقوط 81 قتيلاً وعشرات الجرحى.

وأفاد شهود عيان بسقوط قذيفة كل ثانية على الحي كما دمرت سبعة أبنية على رؤوس ساكنيها في حي الإنشاءات بحمص، أما الحال في الزبداني فهو مماثل لما يجري في حمص حيث اشتد القصف على المدينة مما أصاب أكثر من 30 منزلا.

وأفادت الهيئة العامة للثورة السورية أن القصف الذي يشهده بابا عمرو هو الأعنف منذ بدء الاحتجاجات.

ومن جانبه أكد التلفزيون السوري أن ما يجري في حمص عبارة عن مجازر ينفذها إرهابيون.

وكان الجيش السوري الحر قد سيطر في وقت سابق على مكتبي الجنائية والبريد في البياضة بحمص.

ارتفاع حصيلة القتلى

وكانت حصيلة قتلى أمس ارتفعت إلى 47 قتيلا وشنّ الجيش حملة اعتقالات في حي المهاجرين بريف دمشق، فيما شهدت مدينة حماة تحليقاً مكثفاً للطيران وانتشار القناصة في حي القصور أما بلدة شيزر في حماة فتعرضت لقصف عنيف وفي المزة في دمشق انتشر الأمن عند دوار الفيلات ونفذ الجيش أيضا حملة اعتقالات.

كما شهدت حوران اشتباكات بين عناصر من الجيش السوري الحر والجيش النظامي وانطلقت مظاهرات ضد النظام في محافظة الرقة مطالبة بإسقاطه ونصرة حمص.

وأفادت الهيئة العامة للثورة السورية بانشقاق 11 شرطيا في إدلب وانضمامهم إلى الجيش السوري الحر وذلك، وسط إطلاق رصاص كثيف من أسلحة ثقيلة.

الجامعة العربية: تصعيد الحكومة السورية يدفع إلى الانحدار نحو حرب أهلية

روما (6 شباط/ فبراير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

ندد نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية بعمليات القصف العنيف الذي استهدف اليوم (الاثنين) حي بابا عمرو وأحياء متفرقة في حمص (وسط) والتي أدت إلى سقوط العشرات من الضحايا المدنيين السوريين

وقال الأمين العام “نتابع بقلق بالغ وانزعاج شديد تطورات الوضع الميداني في سورية وما تشهده مدينة حمص ومناطق ريف دمشق من تصعيد للعمليات العسكرية واستخدام القوات السورية للأسلحة الثقيلة ضد المدنيين” حسب تعبيره

وطالب في بيان صادر عن الجامعة العربية بالوقف الفوري للعنف محذراً من مخاطر تصاعدها، ورأى أن الأزمة التي تشهدها سورية اتخذت بهذا التصعيد “منحنى خطيراً ينذر بأفدح العواقب على أمن المواطنين السوريين ويدفع بالأوضاع إلى الانحدار نحو الحرب الأهلية” على حد قوله

وأكد أن لجوء الحكومة السورية إلى تصعيد الأعمال العسكرية والعنف والحملات الأمنية لن يؤدي إلا إلى المزيد من الدمار وإراقة الدماء، وقال إنه “أمر لا يمكن السكوت عليه من قبل جامعة الدول العربية”،

الفاتيكان: قلق وتعاطف لسقوط ضحايا مدنيين وللعنف المتصاعد في سورية

الفاتيكان (6 شباط/فبراير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أعربت حاضرة الفاتيكان عن ”القلق والتعاطف لسقوط ضحايا مدنيين ولحالة العنف المتصاعد وصعوبة إيجاد حلول لها” في سورية

وقال مدير دار الصحافة الفاتيكانية الأب فيديريكو لومباردي في تصريحات لوكالة (آكي) الايطالية للأنباء أنه ”من الواضح أن هذا القلق حي وحاضر، حتى أن البابا تناول هذه المسألة في كلمته أمام أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى الكرسي الرسولي” حسب تعبيره

وكان البابا بندكتس السادس عشر قال أمام السفراء المعتمدين لدى دولة الفاتيكان في التاسع من الشهر الماضي “أشعر بقلق بالغ لوضع السكان في البلدان التي تعاني من توترات وعنف متعاقبة، ولاسيما في سورية، حيث آمل في وضع نهاية سريعة لاراقة الدماء وفي بداية لحوار مثمر بين الأطراف السياسية، برعاية وجود مراقبين مستقلين” على حد قوله

كان الأب اليسوعي باولو دالوليو، المقيم في سورية منذ سنوات عديدة، قد طلب اليوم التدخل الدبلوماسي للكرسي الرسولي “على أعلى مستوى” مشيراً الى أن “خطورة الوضع الراهن في البلاد تتطلب تعبئة كل النوايا الحسنة القادرة على التوسط وحمل الأطراف الفاعلة للصراع على التفاوض” حسب تعبيره

سوريا: الجيش يصعد هجماته على حمص وأوباما يتعهد بمواصلة الضغط دون تدخل عسكري

صعد الجيش السوري من هجماته على مدينة حمص التي تعرضت لقصف مدفعي كثيف، ويأتي هذا في الوقت الذي أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما أهمية حل الأزمة السورية بدون تدخل عسكري خارجي.

في غضون ذلك دافعت كل من روسيا والصين عن استخدام حق الفيتو في مجلس الأمن ضد إصدار قرار دولي يدين سوريا وهي الخطوة التي أثارت انتقادات دول الغرب.

من ناحية أخرى أعلنت الولايات المتحدة الاثنين إغلاق سفارتها في دمشق بسبب تدهور الوضع الأمني.

وقالت وزارة الخارجية الامريكية في بيان ان السفارة علقت عملياتها وان السفير الامريكي في سوريا روبرت فورد وكل العاملين في السفارة غادروا البلاد.

وكانت واشنطن قد هددت الشهر الماضي بإغلاق سفارتها في دمشق إذا لم تكثف السلطات من الإجراءات الأمنية لحمايتها.

من جانبها استدعت بريطانيا سفيرها في دمشق للتشاور في احتجاج رسمي على أعمال العنف في سوريا.

حمص

وقال مراسل بي بي سي بول وود الذي تمكن من دخول مدينة حمص إن الانفجارات تسمع بشكل متواصل، وإن المنطقة التي يوجد فيها تتعرض بدورها لهجوم.

وقد بدأ الهجوم في السادسة صباحًا بالتوقيت المحلي من فجر اليوم الاثنين(الساعة 4 بتوقيت غرينتش) ومن كافة المحاور المحيطة بالمدينة.

وقال نشطاء إن قصفًا مدفعيًّا من قبل الجيش طال حواجز المنشقين عن الجيش والمسلحين على أطراف الأحياء وخاصة حيّ البياضة وشارع البرازيل وحي بابا عمرو الذي سمعت فيه انفجارات ضخمة.

كما طال إطلاق النار حي الخالدية وحي الوعر وخاصة طريق مصياف. وطال القصف والتمشيط مع تقدم لقوات الجيش حي الإنشاءات وحي الرفاعي في المدينة.

وقال أحد سكان المدينة في حديث هاتفي مع بي بي سي إن المستشفى الميداني كان ضمن الأهداف التي طالها القصف.

ونقل سكان أنّ حركة نزوح كبيرة يقوم بها سكان المدينة نتيجة تدهور الوضع الأمني فيها.

وتراوح عدد القتلى في حمص ما بين عشرين وأربعين قتيلاً في مختلف الأحياء وخاصة في بابا عمرو والوعر وذلك للهيئة العامة للثورة السورية.

” إرهابية”

في هذه الأثناء، قال التلفزيون الحكومي السوري إن مجموعات وصفها بالإرهابية فجرت خط الغاز المار في منطقة تلبيسة قرب حمص مما أدى إلى تسرب الغاز منه وقطع ضخ الغاز من حقل عمر عبر هذا الأنبوب الذي يغذي محطات توليد الكهرباء في شمال سوريا، الأمر الذي قد يؤدي إلى انقطاع الكهرباء في الجزء الشمالي من سوريا.

كما استهدفت المجموعات المسلحة، حسب التلفزيون السوري، خطاً آخر لنقل النفط في منطقة جوبر قرب حمص وهو المتجه إلى المصب النفطي إلى مدينة بانياس الساحلية السورية.

كما أفاد التلفزيون الحكومي أن مجموعات مسلحة هاجمت مركز الاتصالات في حي البياضة في مدينة حمص واعتدت على العاملين فيه.

وفي مدينة الزبداني سقط ثلاثة قتلى ، اثنان على طريق سرغايا وثالث في منطقة مضايا قرب الزبداني. وأدى القصف الذي يطال الحي الغربي وحي الجسر وسهل الزبداني إلى احتراق الفرن الآلي في المدينة. وقال نشطاء إنّ مدرعات الجيش السوري تتقدم باتجاه المدينة من أربعة محاور وسط نزوح كثيف للأهالي وانقطاع الكهرباء والماء والاتصالات.

نفي

من ناحية أخرى نفى العقيد رياض الأسعد في مقابلة مع بي بي سي وجود أي علاقة للجيش السوري الحر بالمجلس العسكري الثوري السوري الاعلى الذي اعلن انشاؤه الاثنين بقيادة العميد الركن مصطفى الشيخ واعتبر ان توقيت اعلانه يخدم النظام.

وأكد الأسعد أن قوات الجيش السوري الحر تدافع دفاعا مستميتا عن مدينة حمص ونجحت في صد هجوم الجيش السوري ومنعه من دخول المدينة رغم القصف المدفعي الثقيل.

وأضاف ان النظام السوري لجأ الى الحيلة بالنسبة للزبداني باظهار نية التفاوض لكسب الوقت لسحب قواته ليعود بتعزيزات اضافية في اليوم التالي ويطوق المدينة وانه لا يحترم العهود والمواثيق.

وكان منشقون عن الجيش السوري أعلنوا في وقت سابق تشكيل مجلس عسكري أعلى “لتحرير البلاد من حكم الرئيس بشار الأسد”.

وقال المجلس الذي أطلق عليه اسم “المجلس العسكري الثوري الأعلى” إن قائده هو العميد الركن مصطفى أحمد الشيخ وهو أكبر ضابط ينشق عن الجيش والذي فر إلى تركيا.

ضغوط

سياسيا، تعهد الرئيس الامريكي باراك أوباما بفرض العقوبات وزيادة الضغوط على حكومة الرئيس السوري بشار الأسد حتى تتخلى عن السلطة.

وأوضح أوباما في الوقت ذاته أنه يمكن حل الازمة السورية دون تدخل عسكري من الخارج.

وقال أوباما في مقابلة مع برنامج “توداي” على شبكة ان.بي.سي التلفزيونية ” أعتقد انه من المهم جدا لنا محاولة حل هذا الامر دون اللجوء الى تدخل عسكري من الخارج. وأعتقد ان هذا ممكن”.

أما الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي فقد أعلن أنه سيبحث الأزمة في سوريا مع نظيره الروسي ديمتري ميدفيديف في وقت لاحق الاثنين.

وقال ساركوزي بعد لقائه مع المستشارة الألمانية انغيلا ميركل في باريس ” إن فرنسا والمانيا لن تتخليا عن الشعب السوري: مضيفا أن “ما يحدث فضيحة ولن نقبل بأن يظل الطريق امام المجتمع الدولي مسدودا”.

وفي المقابل ندد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاثنين برد فعل دول الغرب على الفيتو الروسي والصيني في مجلس الامن

الدولي.

وقال لافروف إن ” تعليق البعض في الغرب على التصويت في الأمم المتحدة مشين وشبه هستيري”.

وأضاف لافروف أن ” التصريحات الهستيرية تهدف الى التستر على عدة مصادر للعنف في سوريا” في إشارة إلى “جماعات مسلحة” قريبة من المعارضة.

استدعاء

في غضون ذلك، قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ يوم الاثنين ان بريطانيا استدعت سفيرها في دمشق للتشاور كاحتجاج دبلوماسي ضد أعمال العنف في البلاد.

وأضاف هيغ أمام البرلمان أنه جرى ايضا استدعاء السفير السوري في لندن الى وزارة الخارجية لابلاغه باحتجاج بريطانيا على العنف في سوريا.

وأكد هيغ أن بريطانيا ودولا أخرى ستدرس قرارا بالجمعية العامة للأمم المتحدة في غياب قرار لمجلس الأمن بشأن سوريا.

وقال إن بلاده “ستضاعف الضغوط على سوريا من خلال الاتحاد الاوروبي”.

المزيد من بي بي سيBBC © 2012

الولايات المتحدة واوروبا تتوعدان بتشديد العقوبات على سوريا واستمرار قصف مدينة حمص

فيما تتوالى ردود الافعال الدولية والاقليمية على فشل مجلس الامن في التوصل الى قرار يدين الحكومة السورية اثر لجوء روسيا والصين الى حق النقض “الفيتو” توعدت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بتشديد العقوبات الحالية المفروضة على النظام السوري.

كما قال الان جوبيه وزير الخارجية الفرنسي ان الاتحاد الاوروبي” سيشدد العقوبات المفروضة على النظام السوري”.

وتعهد جوبيه في تصرحات اعلامية بمساعدة المعارضة السورية وتعزيز الضغوط الدولية على الحكومة السورية كي يدرك النظام انه” معزول ولا يمكنه الاستمرار”.

ودعت كلينتون من أسمتهم بـ “أصدقاء سوريا الديمقراطية” للاتحاد ضد نظام حكم بشار الأسد، وتعهدت بالسعي لفرض مزيد من العقوبات.

وكانت كلينتون تتحدث في العاصمة البلغارية صوفيا بعد يوم من استخدام روسيا والصين حق النقض “الفيتو” في مجلس الأمن لعرقلة صدور قرار يدين قمع النظام السوري للاحتجاجات.

في غضون ذلك افادت مصادر في المعارضة السورية أن حي بابا عمرو في مدينة حمص يتعرض لقصف عنيف من قبل القوات الحكومية الاثنين.

وتواصلت المواجهات العسكرية الاحد بين قوات الجيش السوري والقوات المنشقة عنه مما اسفر عن مقتل 28 عسكريا، حسبما اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال المرصد ان حصيلة القتلى في سوريا الاحد وصلت الى 56 شخصا نصفهم من المدنيين سقطوا برصاص قوات الامن وغالبيتهم في محافظة حمص التي قتل فيها 23 مواطنا اثر قصف عسكري لاحياء بابا عمرو وكرم الشامي وباب الدريب.

وقالت لجان التنسيق المحلية إن عدد القتلى برصاص القوات الحكومية بلغ نحو سبعة آلاف وأربعمائة شخص منذ بدء الانتفاضة في البلاد منذ عشرة اشهر.

المعارضة السورية

من جانبها نددت المعارضة السورية باستخدام روسيا والصين للفيتو ضد مشروع القرار الذي استهدف ادانة سوريا. وقال المجلس الوطني السوري المعارض انه سيلجأ الى الجمعية العامة للامم المتحدة.

ودان المجلس قيام موسكو وبكين باعاقة مشروع القرار وحملهما ” مسؤولية تصاعد عمليات القتل والابادة” في سوريا. وحث المجلس روسيا والصين على إعادة النظر في موقفهما.

وأصدرت وزارة الخارجية الروسية الأحد بيانا قالت فيه إن وزير الخارجية سيرجي لافروف سيطالب الحكومة السورية بإجراء إصلاحات ديمقراطية سريعة.

وقالت الجامعة العربية في بيان حصلت وكالة رويترز على نسخة منه إنها ستستأنف جهودها للتوصل إلى حل للأزمة السورية بالرغم من فشل مجلس الأمن بإصدار قرار.

ووجهت روسيا اللوم للغرب وحملته مسؤولية فشل مجلس الأمن الدولي بإصدار قرار حول سوريا.

وقال نائب وزير الخارجية الروسي جينادي غاتيلوف في رسالة بثها عبر تويتر إن الدول الغربية لم تبذل جهودا إضافية من أجل التوصل إلى إجماع.

وكانت الدول الغربية قد شجبت الموقف الروسي والصيني لعرقلة إصدار مجلس الأمن قرارا يدين القمع في سوريا.

وصوت لصالح مشروع القرار الذي تقدمت به الدول الأوروبية والجامعة العربية 13 عضوا من أعضاء مجلس الأمن ولكن روسيا والصين استخدمتا حق الفيتو.

وجاء قرار روسيا بالتصويت ضد القرار بعد ان رفض مسؤولون امريكيون واوروبيون سلسلة من التعديلات التي طالبت بها روسيا لمسودة القرار.

“غير متوازن”

بالمقابل، صرح مندوب روسيا لدى مجلس الأمن فيتالي تشوركين بأن مشروع القرار حول سوريا “لم يكن متوازنا”.

وقال تشوركين ان النص “يدعو الى تغيير النظام مشجعا المعارضة على السعي للسيطرة على السلطة” ويوجه “رسالة غير متوازنة الى الطرفين” النظام والمعارضة مؤكدا انه “لم يكن يعكس واقع الوضع في سوريا”.

وأشار تشوركين إلى بعض التعديلات التي طالبت موسكو بادخالها على النص في اللحظة الأخيرة واتهم الغربيين بعدم ابداء “مرونة” في المفاوضات.

أما مندوب الصين لي باودونغ فقال إن “الضغط لاجراء عملية تصويت في وقت لا تزال هناك خلافات كبرى بين الأطراف حول المسالة لن يساهم في الحفاظ على وحدة مجلس الامن ونفوذه ولن يساعد على ايجاد حل للأزمة”.

المزيد من بي بي سيBBC © 2012

البيت الابيض: الحل السياسي هو الافضل لسوريا

واشنطن (رويترز) – قال البيت الابيض يوم الاثنين ان الحل السياسي هو الافضل لحقن الدماء في سوريا وان الولايات المتحدة تركز على الاجراءات الدبلوماسية والاقتصادية لتحقيق هذا الهدف رغم أنها لا تستبعد أي خيار.

وقال جاي كارني المتحدث باسم البيت الابيض للصحفيين في مؤتمر صحفي دوري “نعتقد أن الحل السياسي هو الحل الصحيح في سوريا.”

عاهل السعودية يدعو لاستئناف الجهود لانهاء العنف في سوريا

جدة (رويترز) – دعت المملكة العربية السعودية يوم الاثنين الى استئناف الجهود الدولية لانهاء العنف في سوريا بعد ان أعاقت الصين وروسيا صدور قرار في الامم المتحدة يدعم خطة الجامعة العربية المطالبة بانتقال سلمي للسلطة.

وطالب الملك عبد الله بن عبد العزيز عاهل السعودية في بيان نقلته وكالة الانباء السعودية باتخاذ “اجراءات حاسمة لحماية أرواح الابرياء ووقف نزيف الدم” وحذر من ان أعمال العنف “تنذر بعواقب وخيمة على الشعب السوري واستقرار المنطقة.”

وقال العاهل السعودي انه يتعين على المجتمع الدولي “عدم التوقف عن بذل الجهود المخلصة وإيجاد حل لهذه الأزمة” لكنه لم يشر تحديدا الى الصين أو روسيا لاعتراضهما على الخطة العربية في مجلس الامن التابع للامم المتحدة.

واعترضت الصين وروسيا وهما من الدول دائمة العضوية بمجلس الامن يوم السبت على القرار الذي كان سيدعو الرئيس السوري بشار الاسد الى سحب القوات من المدن والسماح ببدء انتقال سياسي وذلك لانه لم يوجه اللوم لخصوم الاسد عن اي دور في اعمال العنف.

وترتاب السعودية في حكومة الاسد منذ فترة طويلة بسبب تحالفها مع ايران.

وانتقدت الرياض سوريا في اغسطس اب بسبب استخدامها للعنف في قمع انتفاضة تطالب بتطبيق الديمقراطية وكانت اول دولة تسحب مراقبيها من بعثة المراقبة التابعة للجامعة العربية في سوريا الشهر الماضي.

وأثارت الانتفاضات العربية العام الماضي قلق السعودية خشية ان توفر الاضطرابات منافذ لايران وتنظيم القاعدة للتغلغل منها وتقويض الاستقرار الاقليمي.

ووقفت السعودية الى جانب الرئيس المصري السابق حسني مبارك واستضافت الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي وأرسلت قوات الى البحرين للمساعدة في اخماد احتجاجات واسعة قادتها الأغلبية الشيعية.

لكنها ضغطت ايضا على الرئيس اليمني علي عبد الله صالح للموافقة على التخلي عن السلطة وأيدت قوات المعارضة الليبية التي كانت تقاتل نظام معمر القذافي السابق وقادت بعض التحركات العربية لفرض عزلة على سوريا.

ومن المقرر ان يعقد وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي اجتماعا في الرياض يوم السبت لمناقشة الوضع في سوريا.

والصين مستورد كبير للنفط الخام السعودي.

أكثر من 50 قتيلاً بسوريا ودعوات لتطويق سفارات النظام

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– رفعت المعارضة السورية تقديراتها لضحايا العمليات العسكرية المستمرة في عدة مناطق بالبلاد إلى أكثر من 50 قتيلاً، معظمهم بحمص التي يتواصل القصف على أحيائها منذ الصباح، ودعا المجلس الوطني لتطويق سفارات النظام السوري حول العالم، بينما نفت وسائل الإعلام الرسمية بدمشق حصول عمليات عسكرية، متهمة “مجموعات إرهابية” بتفخيخ الأبنية.

وقالت “لجان التنسيق المحلية” المعارضة إنه بالنسبة بمناطق ريف دمشق، فقد سقط جرحى في قصف استهدف بناء في مضايا التي تحاول قوات النظام اقتحامها من عدة محاور، فيما يستمر القصف على مدينة الزبداني وهدم المنازل وزيادة أعداد الجرحى وسط نقص في المواد الإسعافية

أما في رنكوس بريف دمشق أيضاً، فقد وقعت اشتباكات عنيفة بين عناصر “الجيش السوري الحر” المكون من عناصر أمنية منشقة، وبين قوات موالية للحكومة، واستمرت عمليات التمشيط في دوما، والتي بدأت من المناطق المحيطة بها، مع توقع وصولها إلى وسط المدينة قريباً.

كما سقط قتلى في معرة النعمان قرب إدلب خلال مظاهرة مناهضة للقوات الحكومية، بينما ارتفع إجمالي القتلى بحسب اللجان إلى 56، بينهم 37 في حمص، وعشرة في ريف دمشق وستة في إدلب، إلى جانب قتيلين في حلب وقتيل في كفرسوسة بدمشق.

أما الهيئة العامة للثورة السورية، التي تمتلك بدورها هيئات تابعة لها على الأرض، فقد أشارت إلى أن حصيلة القتلى بلغت 81 قتيلاً، بينهم 57 في حمص وعشرة في ريف دمشق وتسعة في إدلب وأربعة في حلب وواحد في حماه.

من جانبها، نفت وكالة الأنباء السورية الرسمية وجود قصف أو عمليات عسكرية في حمص، ونقلت عن سكان لم تسمهم قولهم إن من وصفتهم بـ”المجموعات الإرهابية” قاموا بتفخيخ بعض الأبنية بعد أن هجرت سكانها بأحياء الإنشاءات والنازحين وعشرية بحمص وعمدوا إلى تفجيرها بعد ذلك، إلى جانب إشعال النار بإطارات السيارات فوق الأسطح لإعطاء انطباع أن الجيش يقوم بقصفها.

وكان أحد الناشطين في حمص، عرف نفسه باسم “داني”، لـCNN قد قال إن القوات الحكومية قامت بقصف المدينة طوال يوم أمس (الأحد) بالدبابات والمدفعية الثقيلة، وقذائف المورتر، وكذلك القذائف الصاروخية، والتي وصفها بأنها “شيء جديد”، في إشارة إلى تصاعد عمليات القصف التي تتعرض لها المدينة.

وتابع الناشط السوري قائلاً: “إنهم لا يستهدفون مكاناً صغيراً محدداً، كما إنهم لا يستهدفون شخصاً بعينه يريدونه، إنهم يستهدفون كل الناس”، معتبراً أن “فشل” مجلس الأمن في التوصل إلى قرار يوقف آلة القتل اليومي في سوريا، يمنح نظام الأسد “الضوء الأخضر” لمواصلة قتل الشعب السوري.

وأفاد “داني”، إضافة إلى أحد الأطباء في مستشفى ميداني بحمص، بأنهما تمكنا من إحصاء ما يزيد على 30 جثة لأشخاص سقطوا نتيجة قصف الذي تشنه القوات السورية على حي “باب عمرو” في المدينة.

يشار إلى أن CNN لا يمكنها التأكد من صحة المعلومات الميدانية بشكل مستقل نظراً للقيود التي تفرضها السلطات السورية على حركة المراسلين الأجانب.

من جانبه، وجه المجلس الوطني السوري، الإطار الرئيسي للمعارضة، نداء وجهه إلى “السوريين والعرب وأحرار العالم حول ما يجري في حمص” ودعا إلى “تطويق سفارات النظام السوري” حول العالم بسبب “رفع وتيرة الجريمة والقمع” في البلاد، على حد تعبيره.

وأضاف المكتب الإعلامي للمجلس في بيانه: “ندعو أبناء الجاليات السورية في كل مكان، والشعوب التي تؤمن بإنسانية الإنسان إلى أن تقف موقفا حازما لصالح شعبنا المكافح من أجل حريته. نناشد الجميع تطويق السفارات السورية والاعتصام عندها.”

كما أشار المجلس إلى تلقيه معلومات وصفها بأنها “ذات مصداقية عالية” بقيام النظام بحشد قرابة 4 آلاف جندي من الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة لمعاودة الهجوم على حي الخالدية في قلب حمص.

ويوم السبت، أحبطت روسيا والصين مشروع قرار لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يدعم دعوة الجامعة العربية للرئيس السوري للتنحي، ويدين الحكومة السورية، حيث استخدمت بكين وموسكو حق النقض “الفيتو” ضد القرار، الذي صوت لصالحه 13 عضواً بالمجلس.

سقوط العشرات بين قتيل وجريح في قصف للجيش السوري على حي بابا عمرو في حمص

قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن العشرات سقطوا بين قتيل وجريح في قصف للجيش السوري على حي بابا عمرو في حمص هو الأعنف منذ اندلاع الثورة السورية قبل أحد عشر شهرا، وشمل القصف كل أحياء المدينة.

ونقلت رويترز عن المعارضة السورية أن قصف القوات السورية لحمص أدى إلى مقتل خمسين شخصا على الأقل.

كما سقط عشرات القتلى وجرحى آخرون برصاص الجيش السوري بمناطق أخرى من سوريا.

وبث نشطاء سوريون صورا مرعبة على الإنترنت لضحايا القصف الذي يتعرض له حي بابا عمرو، والذي بدأ منذ ساعات الفجر الأولى ولا يزال متواصلا، وقالت الهيئة العامة للثورة إن القصف استهدف أحد المشافي الميدانية في الحي، وإنه شمل معظم أحياء حمص، وإن الجيش يستخدم دبابات ومدفعية وقذائف هاون، مما أسفر عن انهيار عدد من البنايات.

وفي مدينة الزبداني في ريف دمشق قالت الهيئة العامة للثورة إن 300 دبابة طوقت المدينة التي أصيب فيها نحو 17 شخصا وتضرر فيها نحو 30 منزلا في قصف قاس تتعرض له منذ الصباح، كما لقي ثلاثة أشخاص في حلب مصرعهم برصاص الجيش السوري.

ويأتي القصف استمرارا لحملة تشنها هذه القوات منذ يوم أمس وشمل أحياء أخرى منها كرم الشامي وباب الدريب وباب السباع والرفاعي وكرم الزيتون، مما أدى إلى مقتل أكثر من 20 شخصا بينهم نساء وأطفال.

كما دكت مدافع الجيش السوري مدن مضايا وداريا بريف دمشق. وتعرضت بلدات في جبل الزاوية بمحافظة إدلب إلى قصف مدفعي عنيف.

قتل ضباط

من جهة أخرى نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن ثلاثة ضباط في الجيش النظامي السوري قتلوا في هجوم شنه منشقون فجر الاثنين على حاجز في محافظة إدلب.

وذكر المرصد أن 19 جنديا أسروا في الهجوم الذي وقع على حاجز للجيش في قرية البارة بجبل الزاوية في إدلب.

ووفق الهيئة العامة للثورة السورية، فإن حصيلة أمس الأحد من القتلى برصاص الأمن والجيش السوريين ارتفعت إلى 47 في حمص وإدلب ودرعا وريف دمشق.

وقال العميد الركن في الجيش السوري الحر مصطفى الشيخ إن المعركة التي يخوضها الجيش السوري النظامي ضد الشعب محكوم عليها بالفشل.

وأضاف الشيخ في نشرة سابقة للجزيرة أن نسبة الجاهزية لدى الجيش النظامي لا تتعدى 30% بسبب الانشقاقات في صفوفه.

مظاهرات مسائية

ورغم قساوة رد النظام السوري على المظاهرات الشعبية ورغم الأحوال الجوية السيئة، فقد أظهرت صورا بثت على مواقع الإنترنت خروج مظاهرات مسائية في عدد من المدن التابعة لريف دمشق.

وعبّر المتظاهرون عن تضامنهم مع أهالي مدينة حمص وغيرها من المدن التي تتعرض لحصار أمني من قبل الأمن السوري والشبيحة.

وفي العاصمة السورية، قال مجلس قيادة الثورة إن مظاهرة خرجت في منطقة “طلعة شورى” قرب جامع “الدر المحمدي” في منطقة المهاجرين التي يقع فيها القصر الرئاسي، وهتف المتظاهرون دفاعا عن حمص والخالدية، وطالبوا بإسقاط النظام وإعدام الرئيس بشار الأسد.

كما أظهرت صور خروج مظاهرات مسائية في حي باب هود وجبّ الجندلي والقرابيص والقصور والوعر في مدينة حمص للمطالبة برحيل النظام.

ونددت مظاهرة أخرى في تلبيسة بريف حمص بالفيتو الروسي ضد مشروع القرار العربي الغربي في مجلس الأمن ضد قمع المظاهرات السلمية في سوريا.

قيادي بارز بحماس يغادر سوريا

غادر عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) عماد العلمي دمشق عائدا إلى قطاع غزة في مؤشر على ما يبدو على مغادرة كوادر الحركة العاصمة السورية دمشق.

فقد توجه القيادي البارز في حماس إلى غزة مساء الأحد عبر معبر رفح حيث كان في استقباله قادة وأنصار الحركة، وقال العلمي في مؤتمر صحفي في المعبر “إن هذه لحظة انتصار المجاهدين الذين حرروا غزة”.

وأضاف “أراد الله أن نعود منتصرين، وفرحتي ليست مكتملة لأن والدي غير موجود في غزة، وأيضا الشيخ أحمد ياسين والدكتور عبد العزيز الرنتيسي والعديد من القادة والمؤسسين غير موجودين (توفوا أو استشهدوا)، ولأن هناك 6 ملايين فلسطيني لم يعودوا مثلي إلى فلسطين”.

عودة

من جهته، قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس خليل الحية “إن هذا يوم مبارك، إذ تشرق فلسطين بنجم من نجومها وقائد من قادتها”، مضيفا “نحن اليوم أمام عودة كريمة مظفرة لأحد قياديي الشعب الفلسطيني وحركة حماس البارزين”.

وأضاف الحية نفخر بهذه الشخصية الكريمة ونعلم قدرها ومكانتها ونقول إن فلسطين عزيزة بعودة عزيز وحماس فرحة مبتهجة بعودة خيرة قياداتها اليوم، موضحا أن “القيادي العلمي يعود إلى غزة ككل الأحرار الذين أبعدوا عن أوطانهم وأهليهم، وهذه العودة ستقربنا بإذن الله من القدس″.

بيد أن المتحدث باسم حماس في غزة سامي أبو زهري قال في تصريح للصحفيين إن العلمي جاء إلى قطاع غزة في زيارة، لكنه رفض الإشارة إلى المدة التي يعتزم قضاءها بالقطاع.

يشار إلى أن وكالة الأنباء الألمانية نقلت عن مصادر في حماس قولها إن العلمي هو آخر عضو بالمكتب السياسي للحركة في دمشق يغادر سوريا، في خطوة تهدف إلى عدم اعتبار بقائها في دمشق تأييدا للنظام السوري الذي واجه احتجاجات شعبية منذ أكثر من عشرة أشهر.

سجل نضالي

يذكر أن العلمي حصل على شهادة البكالوريوس في الهندسة المدنية من جامعة الإسكندرية في جمهورية مصر العربية، وهو متزوج وأب لثلاثة أطفال.

وتعرض للاعتقال على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي بتاريخ 28/9/1988 بتهمة التنظيم والتحريض من خلال اللجنة الإعلامية لحركة حماس، وتضمنت لائحة الاتهام “القيام بنشاطات إعلامية بغرض تخليد أعمال حماس″، وأفرج عنه بتاريخ 27/9/1990، وأبعد بعد نحو أربعة أشهر إلى لبنان مع ثلاثة من عناصر الحركة.

وسبق للعلمي أن كان ممثلاً لحماس في طهران، وينظر له بوصفه مسؤولا للملف العسكري والأمني للحركة في الخارج.

الجزيرة – وكالات

الشبيحة الأكراد يجتاحون سوريا عقب الانقسام الكردي

 العربية نت

“الشبيحة الأكراد”.. مصطلح جديد، أو ربما ماركة جديدة بدأت المناطق الكردية في سوريا (كمنطقة الجزيرة السورية وعفرين وكوباني) تتداوله بقوة بعد عمليات العنف التي تعرضت لها مظاهرات عفرين التي نظمت في جمعة “عذرا، حماة سامحينا” الأسبوع الماضي.

وحسب موقع خبر24.نت، قامت مجموعة من الشبان الأكراد بدور “الشبيحة”، حيث هاجمت المتظاهرين الذين طالبوا بإسقاط النظام و”بالحقوق العادلة للشعب الكردي”، مستخدمين العصي والأسلحة البيضاء مما خلّف أكثر من 20 جريحا.

عمليات “تشبيح” متنوعة

وحاصر “الشبيحة” المشفى الذي نُقل إليه بعض ضحايا الاشتباكات مانعين دخول بقية الجرحى لتلقى العلاج، بينما وقفت عناصر الأمن السورية موقف المتفرج وهي تتابع تطور الأحداث عن كثب.

وحسب الموقع، اتهمت التنسيقيات الكردية في بيان نشرتها مواقع إلكترونية تابعة لها، عناصر حزب الاتحاد الديمقراطي، وهو الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني PKK، بالوقوف وراء “عمليات التشبيح”، وحذرت من خطورة الصراع الكردي/الكردي الذي “لن يخدم مطالب الأكراد بحل قضيتهم حلا عادلا” في سوريا.

ورغم أن حزب الاتحاد الديمقراطي لم ينف أو يؤكد مشاركة عناصره في “عمليات التشبيح”، إلا أنه نشر بيانات تنديد التنسيقيات بهذه العمليات على موقعه الرسمي.

وسبق أن اتهمت التنسيقات الكردية عناصر الحزب في عملية اغتيال عائلة مؤلفة من 3 شبان في القامشلي، كما أن أصابع الاتهام وجهت للحزب في عملية اغتيال الزعيم الكردي مشعل التمو في وقت سابق من العام الماضي.

ونفى حزب الاتحاد الديمقراطي السوري على لسان زعيمه المهندس صالح مسلم، وفي أكثر من مناسبة، أن يكون للحزب اتصالات مع السلطات السورية مؤكدا أن حزبه شريك في الثورة السورية منذ انطلاقتها.

حي الأكراد في دمشق

وحسب خبر24.نت لم تقتصر الشكوى من “الشبيحة” الأكراد في المناطق الكردية فقط، بل امتدت لتشمل حي الأكراد في دمشق.

فقد أشارت المواقع الكردية المعارضة إلى اعتماد النظام السوري على الشبيحة الأكراد في “ركن الدين” (أو ما يعرف بحي الأكراد) ووادي المشاريع بدمشق ذات الغالبية الكردية، لنشر الذعر بين سكان الحي والمساهمة، برفقة عناصر الأمن السوري، في تنفيذ المداهمات والاعتقالات في وسط الشباب الناشط.

وأشارت التقارير إلى أن هؤلاء “الشبيحة” يتقاضون مبالغ مالية من السلطات مقابل “خدماتهم”.

انقسام في الشارع الكردي

وأدى تردد الأحزاب الكردية في اتخاذ موقف واضح من الثورة السورية، إلى الانقسام في الشارع الكردي بين مؤيد للأحزاب التي تفضل التأني وعدم رفع شعار إسقاط النظام، وبين الشباب الثائر الذي يجد أن طموحاته تتجاوز برامج الأحزاب الكردية وأجنداتها السياسية المرتبطة إلى حد بعيد بقوى كردية خارجية.

ويتجلى هذا الانقسام بشكل واضح في مدينة القامشلي ذات الغالبية الكردية، التي بدأت فيها حركة الاحتجاجات واسعة في بداية الثورة السورية وسرعان ما تراجعت في الأشهر التالية نتيجة تدخل الأحزاب الكردية، بحسب الناشطين.

ويذكر أن الخلافات بدأت تدب بين القوى الكردية خاصة بعد مؤتمر “هولير” الذي أقيم لأكراد سوريا برعاية رئيس إقليم كردستان العراقي مسعود بارزاني الأسبوع الماضي، وادع حزب الاتحاد الديمقراطي أنه تم إقصائهم عن المؤتمر.

وكانت رئاسة إقليم كردستان أصدرت بيانا أوضحت فيه أن الرئاسة وجهت دعوة رسمية للحزب، ولكن الحزب فضل عدم المشاركة في المؤتمر.

وقال نشط كردي من القامشلي، طلب عدم ذكر اسمه، للموقع أن قوى حزب الاتحاد الديمقراطي ضعيفة في الشارع الكردي، لذلك “تلجأ إلى العنف لإثبات وجودها للسيطرة على الشارع″، حسب قوله.

ويذكر أن هذا الحزب ينظم مظاهراته الخاصة به في المناطق الكردية، ورغم الجهود لتوحيد المتظاهرات إلا أن بعض التنسيقيات الكردية رفضت ذلك بسبب “أسلوب” هذا الحزب في إدارة المظاهرات ومحاولته السيطرة عليها لصالح أجندته الخاصة.

13 حزباً كردياً

وبرز الانقسام الحاد أخيرا بين الأحزاب الكردية في سوريا والتنسيقيات الكردية التي تسيّر حركة الشارع، وانتقل من حرب البيانات على مواقع الإنترنت إلى الشارع والاشتباك فيه.

ويسيطر على الشارع الكردي 13 حزبا يتحاربون فيما بينهم منذ خمسينيات القرن الماضي.

وعلى الرغم من عدم وجود اختلافات واضحة بين البرامج السياسية لهذه الأحزاب، بل تكاد تكون هي نفسها، إلا أن الانقسام الكردي/الكردي يعود تاريخيا إلى مرجعيات هذه الأحزاب التي هي في الغالب خارج سوريا وبالتحديد في كردستان العراق وكردستان تركيا.

ويذكر أن الأحزاب الكردية ارتبطت تاريخيا بالحزبين الكرديين الرئيسين في كردستان العراق (الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البارزاني وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال الطالباني)، وكذلك بحزب العمال الكردستاني بزعامة عبدالله أوجلان في تركيا.

أكراد سوريا أو “الأخ الأصغر”

وحسب الموقع، يرى أكراد سوريا أن لعبهم لدور “الأخ الأصغر” في معادلات الصراع الكردية مع الأنظمة الاستبدادية في العراق وتركيا وإيران، كلفهم الكثير خلال أكثر من 70 سنة من نضال الحركة الكردية.

وينظر أكراد تركيا والعراق إلى أكراد سوريا على أنهم “الأخ الأصغر” لكون أن عددهم في سوريا أقل مما هو عليه في تركيا والعراق وإيران.

ويعتبر أكراد سوريا انهم قدموا “للأخوة الكبار” في تركيا والعراق وإيران أضعاف ما هم قدموا لهم طوال العقود الماضية. فقد شارك أكراد سوريا وعلى نطاق واسع في ثورات أكراد العراق وخاصة تلك التي قادها الملا مصطفى البارزاني.

ودفعوا حياة الآلاف ثمنا لصراع حزب العمال الكردستاني مع السلطات التركية، وما يزال هناك آلاف منهم تقاتل في صفوف الحزب.

ويرى الكثير من أكراد سوريا أنه آن الأوان كي يدفع “الأخوة الكبار” فاتورة تضحيات الأكراد في وجه السلطات السورية

المعارضة السورية منقسمة و يفصلها شوطاً طويلاً عن الانتصار

ترجمة خاصة بكلنا شركاء

مع فشل الاقتراح الأخير لوضع حد للأزمة الدامية بين الرئيس السوري بشار الأسد و المعارضين لنظامه تم الانطلاق في جولة جديدة من الاشتباكات العنيفة بين الجانبين، و يبدو أن احتمال التوصل إلى حل سلمي للصراع أقل وأقل احتمالا.

و قد استخدمت روسيا والصين حق النقض ضد مشروع قرار للأمم المتحدة في مجلس الأمن يوم السبت و الذي يدعو إلى نقل السلطة من  الأسد إلى نائب الرئيس فاروق الشرع، وإنشاء حكومة وحدة و التي من شانها أن تنظم انتخابات جديدة.

في حين لا تزال مواقف القوى الدولية متوقفة على ما يجب فعله في سوريا . الولايات المتحدة و بعض القوى الاوروبية تؤيد ازالة الأسد لكن روسيا و الصين تخشى على ما يبدو تغيير النظام الذي قد يُهدد على المدى الطويل مصالحها في المنطقة.

و قد كانت روسيا حليفاً لسوريا لأمد طويل , و لديها قاعدة بحرية هامة في ميناء طرطوس السوري , و ظلت تبيع الأسلحة لسوريا لسنوات .

 و تخشى كلاً من روسيا و الصين أن تغيير النظام في سوريا من شأنه أن يُشجع القوى الغربية على فعل الشيء نفسه في ايران , و التي هي المورد الرئيسي للنفط    و الغاز الطبيعي الى الصين وحلفاء روسيا .

احتمالات التوصل إلى حل بشأن الصراع السوري , و التي قتلت بحسب الأمم المتحدة ما لا يقل عن 5400 شخص منذ بدأت الأزمة في اذار 2011 , لا تساعد في حقيقة أن المعارضة السورية نفسها ممزقة و منقسمة على كل ما يتعلق بتكتيكاتها وحلفائها و رؤيتها لمستقبل البلد .

” هنالك العديد من الانقسامات المختلفة ” قال جوشوا لانديس , الاستاذ المشارك     و مدير مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما و الذي يدير موقع التعليقات السورية”.”

” هناك الاسلاميين مقابل العلمانيين ,  هناك الشباب مقابل الأكبر سناً , و هناك القادة في الداخل و المتواجدين في الشوارع مقابل نوع قادة المجلس السوري الوطني الذين كانوا خارج البلاد لفترة طويلة , و الذين هم في قمة الدهاء بما يخص الحديث إلى الغرب “

 هناك أيضاً , كما يُشير , الانقسامات العرقية بين الأكراد و العرب , فضلاً عن الانقسامات الدينية بين الأقليات و المسلمين .

و إن عدم وجود تماسك ليس بالضرورة خطأ من المعارضة , يقول بعض المراقبين السوريين . على الأرجح أن لها علاقة بشكل أكبر بخصائص معينة في البلد نفسه , و الذي بثلاثة أرباعه سني مسلم و لكنه محكوم من قِبل أفراد من الطائفة العلوية الأقلية  التي تتألف من عدة مجموعات من الأقليات الأخرى .

كذلك , فان أي معارضة سياسية في إطار الحزب المُنظم تمت إبادتها على نحو فعال كنتيجة لأربعين عاماً من حكم عائلة الأسد الاستبدادي .

” كانت سورية دائماً أمة ممزقة مع إحساس ضعيف جداً من المجتمع الوطني السياسي ” قال لانديس . ” و ذلك هو السبب وراء تمكن عائلة مثل الأسد من الحكم لمدة 40 عاماً , لأنهم مُحترفون في مبدأ فرق تسد , و كانوا حذرين للغاية في تفضيل الولاءات الشخصية بدلاً من الولاءات الوطنية .

بالمجمل , فان قوى المعارضة الأساسية تنقسم إلى أربع مجموعات لكن حتى ضمن هذه المجموعات يوجد العديد من الفصائل و المصالح .

المجلس الوطني السوري :

هو جماعة المعارضة الأكبر و الأكثر وضوحاً على الصعيد الدولي . لكنه في الحقيقة مؤلف من عدة مجموعات متباينة جاءت معاً و شكلت ائتلاف في تركيا بعد شهور قليلة فقط من بداية الانتفاضة .

الائتلاف له جذوره في ما يُسمى إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي , و هو البيان الذي تم التوقيع عليه في عام 2005 من قبل أفراد من المعارضة العلمانية و المعارضين الإسلاميين في سوريا على حد سواء , بما في ذلك و بشكل ملحوظ , حركة الإخوان المسلمين , و التي تم حظرها في سوريا منذ عام 1960 .

 و قد حُكم على الأعضاء في جماعة الإخوان المسلمين بالإعدام منذ عام 1980 .

حُدد الإعلان بأنه المرة الأولى التي يتم فيها توحيد المعارضة منذ فترة الإصلاح القصيرة  في 2000-2001 و المرة الأولى التي تقوم فيها الولايات المتحدة و القوى الغربية الأخرى بالاعتراف بالمعارضة بشكل علني .

 الفصيلتين الأكبر في المجلس الوطني هم العلمانيين و الإخوان المسلمين , لكن المجلس يضم أيضاً ممثلين من الفصائل الكردية و الجماعات الصغيرة على مستوى القاعدة الشعبية , فضلاً عن زعماء القبائل و قادة المعارضة المستقلة و يترأس المجلس الوطني حالياً برهان غليون , علماني في المنفى كان يدرس العلوم السياسية في جامعة السوربون في باريس قبل توليه رئاسة الائتلاف .

يعتقد الكثيرين انه تم تعيينه كرئيس للمجموعة في سبيل تقديم الوجه الغربي الصديق للقوى الأجنبية , لكن الإخوان المسلمون و الجماعات الإسلامية الأخرى هم من يمارسون السلطة في المجلس و هم من سيحصلون على الأرجح على الدعم الأكثر شعبية في أي انتخابات .

الإخوان المسلمون , و زعيمهم محمد رياض الشفقة , الذي كان يعيش في المنفى في المملكة العربية السعودية , قالت أنها لن تسعى لجعل سوريا دولة إسلامية .

أعضاء المجلس منقسمون بشكل واضح على أنفسهم , و كانوا قد تعرضوا للحد من مدة ولاية المجلس لمدة ثلاثة أشهر لأنهم لم يتمكنوا من الاتفاق على من ينبغي أن يكون الرئيس .

هم مع إسقاط الأسد من السلطة و ضد المفاوضات مع النظام لكنهم يوافقون على أمور قليلة أخرى .

كما أن أعضاء المجلس كانوا غامضين بشأن ما إذا كانوا سيؤيدون التدخل العسكري الأجنبي , مع قول بعض الفصائل أنها ستقبل بقوات عربية لكن ليس بقوات غربية , و دعمت بعض الأصوات الإجراءات القصيرة للتدخل كمنطقة حظر الطيران .

لا يوجد للمجلس الوطني الأعلى خطة اقتصادية متماسكة أو رؤية مستقبلية لسوريا , و المشاحنات الداخلية داخل المجلس و عدم وجود زعيم قوي موحد تهدد وضع المجلس بإعادته إلى العجز .

” سوريا لا تملك الوسيلة لتكون مثل تونس و مصر ” قال لانديس . ” في تونس و مصر , يمكن للثورة أن تكون بلا قيادة و أن شباب , فيسبوكيين مجهولين الهوية قاموا فقط باقتحام ميدان التحرير و طالبوا بالتغيير , و قد قام الجيش بإعطائها لهم لان الجيش لم يكن تعبيراً عن الرئيس .

” لكن في سوريا , فان الجيش هو تعبير عن الرئيس , و يبقى موالياً للنظام و سوف يدمره الناس , ستقوم الثورة بتدمير الجيش و النظام الذي لا يزال قوياً و موالياً للرئيس “

الهيئة الوطنية للتنسيق من أجل التغيير الديمقراطي :

و هو تحالف معارض أكثر اعتدالاً من المجلس الوطني الأعلى , تتشكل الهيئة الوطنية للتنسيق من أجل التغيير الديمقراطي من العلمانيين ضمن سوريا و الذين يُفضلون الانتقال السلمي للسلطة من دون أي تدخل عسكري , و هم على استعداد للتفاوض مع نظام الأسد .

و هذه المجموعة تتم رئاستها من قبل حسن عبد العظيم منشق معتدل في الثمانين من عمره و الذي كان عضواً بارزاً في حركة سوريا الاشتراكية منذ 1960 .

البعض يعتبرونه وديع جداً في حين أن آخرين يعتبرونه أفضل فرصة للمعارضة  لبدء حوار مع النظام . و على عكس الزعماء المنفيين من المجلس الوطني , لدى حسن الخبرة في الخطوط الأمامية من الانتفاضة الحالية , و قد تم إلقاء القبض عليه لفترة وجيزة من قبل قوات الأمن في نيسان 2011 .

المتحدث الرسمي باسم الهيئة الوطنية للتنسيق من اجل التغيير الديمقراطي خارج سورية هو هيثم مناع , الكاتب و الناشط في مجال حقوق الإنسان .

و كان الفريق قد وقَع على اتفاقية تعاون مع المجلس الوطني في كانون الأول 2011 واضعاً الخطوط العريضة للانتقال للمرحلة الديمقراطية ما بعد الأسد , لكن تم تفكيك الحلف عندما اتهم الإخوان المسلمون و غيرهم من الفصائل في المجلس الوطني زعيم المجلس برهان غليون بالتفاوض في الحلف بدون مساهمتهم .

أعضاء المجلس الوطني المعارضين اعترضوا على أي تعاون مع ما يعتبرونهم معتدلين جداً في الهيئة الوطنية للتنسيق , و يُعتبر بعض أعضائها كعملاء للنظام الحالي .

لجان التنسيق المحلية :

هذه هي القاعدة الشعبية الصغيرة لجماعات منظمة على المستوى المحلي داخل سوريا و التي تقود المظاهرات التي قامت بتأجيج الانتفاضة منذ آذار 2011 . و غالباً تشمل ناشطين شباب في العشرينيات و الثلاثينيات يعتمدون على الشبكات الضيقة الصغيرة من العائلة و الأصدقاء التي ليها فرص أقل لتسلل جواسيس النظام .

صرح كلاً من هيئة التنسيق الوطنية للتغيير الديمقراطي و المجلس الوطني     بالتواصل و التنسيق مع هذه اللجان , و لكن من الصعب التحقق من مدى هذا التعاون كتمييز أعضاء اللجنة مما يضعهم في خطر و كما انه كان من الصعب الحصول على تقارير دقيقة من داخل سورية .

الجيش السوري الحر :

هو انتساب حر أكثر مما يكون قوة قتالية مُنسقة , و يتشكل الجيش السوري الحر من المنشقين من الجيش السوري و المعارضين للنظام الذين يحملون السلاح .

هو اسمياً تحت قيادة العقيد رياض الأسعد , المنشق عن الجيش السوري و الذي يحاول التنسيق بين المقاتلين في مخيمات اللاجئين في تركيا . في الواقع , فِرق المقاتلين ضمن سوريا تعمل بشكل مستقل إلى حد كبير عن الأسعد و عن بعضهم البعض , مُطلقين هجماتهم الخاصة على قوافل القوات و غيرها من الإجراءات ضد القوات الحكومية . ” إنهم يقاتلون من أجل قضية مشتركة , و التي هي التخلص من هذا النظام , لكن تم تنظيمهم على أساس محلي جدا ” قال لانديس .

عدد مقاتلي الجيش السوري الحر غير معروف حتى الآن , لكن الأسعد صرح لوكالة رويترز للأنباء في تشرين الأول 2011 أن 15 ألف جندي انشق عن الجيش السوري .

و حتى فيما لو كان العدد الكلي لمقاتلي المعارضة أكثر من ذلك , فانه لا يزال بعيداً كل البعد عن جنود الجيش السوري الذي قُدر عددهم بـ 200 ألف جندي , جنباً إلى جنب مع عدد غير معروف من مقاتلي المقاومة الشعبية المدعومة من الدولة , و المعروفة باللغة العربية باسم الشبيحة .

و تُعتبر الشبيحة أكثر ولاء من الجيش نظراً لكونهم في العموم من الطائفة العلوية نفسها التي ينتمي إليها الأسد , في حين أن معظم المجندين في الجيش هم مسلمين من سكان سوريا ذات الغالبية السنية .

مع أو بدون دعم القوات الأجنبية , يوافق العديد من مراقبي النزاع على أن التغلب على موالي الأسد سوف يتطلب عملاً عسكرياً كبيراً .

” على المدى الطويل , و هذا شأن عسكري , مثل ليبيا و مثل العراق ” قال لانديس . ” عندما لا يرتد الجيش , يجب عليك أن تحطمه  . فأنت لن تهزم هذا النظام ما لم تحطمه . “

التمويل :

من غير الواضح من الذي يُمول جميع الجماعات المعارضة في سوريا , إنما هناك رهان على أن يكون المنفيين السوريين , فضلا عن القوى الأجنبية قد لعبوا دوراً في دعم المعارضة .

و على الأرجح أن يكون السوريون داخل البلاد قد قدموا الأموال على الرغم من التأثير غير المقصود للعقوبات الاقتصادية التي فرضتها عدة دول غربية بهدف إضعاف النظام و التي يمكن أن تسبب تضييق الخناق على هذا المصدر .

و كما هو الحال مع النزاع الليبي , بعض الدول الغربية حاولت تجميد الأصول السورية على أساس أن يتم إعادة ضخها لأي يكن من المعارضة الشرعية و التي ستحل محل الأسد في نهاية المطاف لكن , على خلاف ليبيا الغنية بالنفط , لم يكن هناك الكثير من الأصول للاستيلاء عليها .

ثمن إسقاط نظام الأسد سيكون باهظاً, يقول لانديس , و المعارضة ستحتاج إلى أكثر بكثير مما لديها الآن من الموارد إذا كان لها أن تنجح .

الدعم الشعبي ؟

قام مراقبون أكثر حذراً , بالتنبيه أن دعم المظاهرات ضد النظام في داخل سوريا , و التي هي أقل انتشاراً بكثير من وسائل الإعلام الدولية من شأنها أن تحصل على تأييد الشعب .

و بين مواليي الأسد المخلصون و الناشطين الشباب ممن يقود الاحتجاجات المناهضة للنظام هناك يكون منتصف الطريق الذي يتكون غالباً من السوريين السنة من الطبقة المتوسطة و الذين شهدوا السلب في الشوارع و الهجمات ضد جيرانهم , و يتخوفون من تصاعد الوضع و خروجه عن نطاق السيطرة . ” إنهم يفهمون الواقع السوري أفضل من الشباب , و هم متهكمون جداً , و يرون بان سوريا يمكن أن تصبح مثل العراق ” قال لانديس

و أضاف ” عندما يقول بشار , إما أنا أو الطوفان , بل و إما أنا أو الحرب الأهلية ” فهم يفهمون ذلك .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى